Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يغلط

شَره

(شَره)
إِلَى الطَّعَام وَغَيره وشره عَلَيْهِ شَرها اشْتَدَّ حرصه عَلَيْهِ واشتهاؤه لَهُ فَهُوَ شَره 6 وشرهان وَهِي شرهة وشرهى
شَره
: (شَرِهَ) إِلَى الطَّعامِ، (كفَرِحَ) ، شَرَهاً: (غَلَبَ حِرْصُهُ) واشْتَدَّ، (فَهُوَ شَرِهٌ وشَرْهانُ) ، وَهَذِه عَن اللّيْثِ.
وقيلَ: هُوَ أَسْوَأُ الحِرْصِ.
(و) قَوْلُهم فِي الدُّعاءِ: (إِهْيَا، بكسْرِ الهَمْزةِ، وأَشَرْ إهْيَا بفتْحِ الهَمْزةِ والشِّينِ) وسكونِ الرّاءِ، كلمةٌ (يُونانِيَّةٌ) أَو سرْيانِيَّةٌ أَو عبْرانِيَّةٌ، وَهَذَا أَصحّ، (أَي الأَزَليُّ الَّذِي لم يَزَلْ) .
(قالَ الصَّاغانيُّ: هَكَذَا أَقْرَأَنِية حَبْرٌ من أَحْبارِ اليَهودِ بعَدَنِ أَبْيَنَ.
وقيلَ: هيَا شَراهِيا، وكأنَّه اخْتِصارٌ مِنْهُ، أَي يَا حيُّ يَا قَيُّومُ؛ نَقَلَهُ اللَّيْثُ.
وقالَ الصَّاغانيُّ: (وليسَ هَذَا مَوْضِعَهُ) لأنَّه ليسَ على شَرْطِ الكِتابِ، (لَكِن لأنَّ النِّاسَ يَغْلَطــونَ ويقولونَ أَهْيَا) ، بفتْحِ الهَمْزةِ، وبخطِّ الصَّاغانيّ: بمدِّ الهَمْزةِ، و (شَراهِيا) ، بإسْقاطِ الهَمْزةِ، (وَهُوَ خَطَأٌ على مَا يَزْعُمُهُ أَحْبارُ اليَهودِ) .) وَهَذَا الَّذِي خَطَّأَه هُوَ المَشْهورُ فِي كُتُبِ القوْمِ، وَلَا يكادُونَ يَنْطقُونَ بغيرِ ذلكَ.
وقالَ الأصْمعيُّ: العامَّةُ تقولُ: يَا هَيا، وَهُوَ مُوَلَّدٌ والصَّوابُ يَا هَياهُ بفتْحِ الهاءِ.
قالَ أَبو حاتِمٍ: أظنُّ أَصْلُه يَا هَيا شرَاهِيا.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: وَقَالُوا يَا هَيا وَيَا هَيا إِذا كَلَّمتَه مِن قرِيبٍ، فتأَمَّلْ.

مَلْغِيّ

مَلْغِيّ
الجذر: ل غ

مثال: قَرَار مَلْغِيّ
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لاستخدام اسم المفعول من الثلاثي «لغا».

الصواب والرتبة: -قرار مُلْغًى [فصيحة]-قرار مَلْغِيّ [مقبولة]
التعليق: ورد الفعل «لغا» في المعاجم بمعنى أخطأ أو تكلَّم باللغو، وهذا المعنى غير مراد هنا، أما «ألغى» المزيد بالهمزة، فورد بمعنى أبطل، واسم المفعول منه «مُلْغًى»، ويمكن تخريج الصيغة المرفوضة أخذًا من كلام الأساس: «يلغون في الحساب: يغلطــون»، فيكون اسم المفعول منه ملغُوٌّ أو ملغِيٌّ فيه؛ لأن الفعل واوي يائي، ثم تم التصرف في الكلمة بالحذف والإيصال. (وانظر: لاغٍ).

الحَضْرُ

الحَضْرُ:
بالفتح ثم السكون، وراء، والحضر في اللغة التطفل، وأما الحضر الذي هو ضد البدو فهو بالتحريك. والحضر: اسم مدينة بإزاء تكريت في
البرّيّة بينها وبين الموصل والفرات، وهي مبنية بالحجارة المهندمة بيوتها وسقوفها وأبوابها، ويقال كان فيها ستون برجا كبارا، وبين البرج والبرج تسعة أبراج صغار، بإزاء كل برج قصر وإلى جانبه حمام، ومر بها نهر الثرثار، وكان نهرا عظيما عليه قرى وجنان، ومادته من الهرماس نهر نصيبين، ونصب فيه أودية كثيرة، ويقال إن السفن كانت تجري فيه، فأما في هذا الزمان فلم يبق من الحضر إلا رسم السور وآثار تدل على عظم وجلالة، وأخبرني بعض أهل تكريت أنه خرج يتصيد فانتهى إليه فرأى فيه آثارا وصورا في بقايا حيطان، وكان يقال لملك الحضر الساطرون، وفيه يقول عديّ بن زيد:
وأرى الموت قد تدلى من الحض ... ر على رب ملكه الساطرون
وقال الشرقي بن القطامي: لما افترقت قضاعة سارت فرقة منهم إلى أرض الجزيرة وعليهم ملك يقال له الضيزن بن جلهمة أحد الأحلاف، وقال غيره:
الضّيزن بن معاوية بن عبيد بن الاحرام بن عمرو بن النخع بن سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وكان فيما زعموا ملك الجزيرة كلها إلى الشام، فنزل مدينة الحضر، وكانت قد بنيت وتطلسمت أن لا يقدر على فتحها ولا هدمها إلا بدم حمامة ورقاء مع دم حيض امرأة زرقاء، فأقام فيه الضيزن مدة ملكا يغير على بلاد الفرس وما يقرب منها، وكان يخرج كل امرأة زرقاء عارك من المدينة، والعارك: الحائض، إلى موضع قد جعله لذلك في بعض جوانبها خوفا مما ذكرناه، ثم إنه أغار على السواد فأخذ ماه أخت سابور الجنود بن أردشير الجامع وليس بذي الأكتاف، لأن سابور ذا الأكتاف هو سابور بن هرمز بن نرسي ابن بهرام بن بهرام بن بهرام بن هرمز بن سابور البطل، وهو سابور الجنود صاحب هذه القصة، وإنما ذكرت ذلك لأن بعضهم يغلط ويروي أنه ذو الأكتاف، فقال الجديّ بن الدّلهاث بن عشم بن حلوان القضاعي في وقعة أوقعها الضيزن بشهرزور:
دلفنا للأعادي، من بعيد، ... بجيش ذي التهاب كالسعير
فلاقت فارس منا نكالا، ... وقتّلنا هرابذ شهرزور
لقيناهم بخيل من علاف، ... وبالدّهم الصلادمة الذكور
علاف اسمه ربان بن حلوان بن الحاف بن قضاعة، وإليه تنسب الخيل العلافية، فلما انتهى ضيغم بسابور الجنود قصد الحضر غيظا على صاحبه لاستجرائه على أسر أخته، فنزل عليه بجنوده سنتين لا يظفر بشيء منه حتى عركت النضيرة بنت الضيزن، أي حاضت، فأخرجها أبوها إلى الموضع الذي جعل لذلك كما ذكرنا وكان إلى جنب السور، وكان سابور قد همّ بالرحيل فنظرت ذات يوم إليه ونظر إليها فعشق كل واحد منهما صاحبه، فوجهت إليه تخبره بحالها ثم قالت:
ما لي عندك إن دللتك على فتح هذه المدينة؟ فقال:
أجعلك فوق نسائي وأتخذك لنفسي، قالت: فاعمد إلى حيض امرأة زرقاء واخلط به دم حمامة ورقاء واكتب به واشدده في عنق ورشان فأرسله فإنه يقع على السور فيتداعى ويتهدم، ففعل ذلك فكان كما قالت، فدخل المدينة وقتل من قضاعة نحو مائة ألف رجل وأفنى قبائل كثيرة بادت إلى يومنا هذا، وفي ذلك يقول الجديّ بن الدّلهاث:
ألم يحزنك، والأنباء تنمي، ... بما لاقت سراة بني العبيد
ومقتل ضيزن وبني أبيه، وإخلاء القبائل من تزيد أتاهم، بالفيول مجلّلات وبالأبطال، سابور الجنود فهدّم من بروج الحضر صخرا كأن ثقاله زبر الحديد
الثقال: الحجارة كالأفهار، ثم سار سابور منها إلى عين التمر فعرّس بالنضيرة هناك فلم تنم تلك الليلة تململا على فراشها، فقال لها سابور: أيّ شيء أمرك؟
قالت: لم أنم قط على فراش أخشن من فراشك، فقال: ويلك! وهل نام الملوك على أنعم من فراشي؟
فنظر فإذا في الفراش ورقة آس قد لصقت بين عكنتين من عكنها، فقال لها: بم كان أبوك يغذوك؟
قالت: بشهد الأبكار من النحل ولباب البرّ ومخ الثنيات، فقال سابور: أنت ما وفيت لأبيك مع حسن هذا الصنيع فكيف تفين لي أنا! ثم أمر ببناء عال فبني وأصعدها إليه وقال لها: ألم أرفعك فوق نسائي؟ قالت: بلى، فأمر بفرسين جموحين فربطت ذوائبها في ذنبيهما ثم استحضرا فقطّعاها، فضربت العرب في ذلك مثلا، وقال عديّ بن زيد في ذلك:
والحضر صبّت عليه داهية ... شديدة، أيّد مناكبها [1]
ربيبة لم توقّ والدها ... لحبّها، إذ أضاع راقبها
فكان حظ العروس، إذ جشر ال ... صبح، دماء تجري سبائبها
السبائب: جمع سبيبة، وهو شقّة كتّان، وقال الأعشى:
ألم تر للحضر، إذ أهله ... بنعمى، وهل خالد من سلم
أقام به ساهبور الجنو ... د حولين، تضرب فيه القدم
ويقال: إن الحضر بناه الساطرون بن أسطيرون الجرمقي، وإنه غزا بني إسرائيل في أربعمائة ألف فدعا عليه أرميا النبي، عليه السلام، فهلك هو وجميع أصحابه، ويقال: إنه وجد في جبل طور عبدين معصرة وفيها ساقية من الرصاص تجري تحت الأرض فتتبعت إلى أن كان مصبها في بيت من صفر بالحضر، فيقال إن ملكه كان تعصر له الخمر في طور وتصب في هذه الساقية فتخرج إلى الحضر، وقد قيل:
إن هذا كان بسنجار، وقال عديّ بن زيد:
وأخو الحضر، إذ بناه، وإذ دج ... لة تجبى إليه والخابور
شاده مرمرا وجلله كل ... سا، فللطير في ذراه وكور
لم يهبه ريب المنون فباد ال ... ملك عنه، فبابه مهجور

أثم

(أ ث م) : (الْمَأْثَمُ) الْإِثْمُ.

أثم: الإِثْمُ: الذَّنْبُ، وقيل: هو أَن يعمَل ما لا يَحِلُّ له. وفي

التنزيل العزيز: والإِثْمَ والبَغْيَ بغير الحَقّ. وقوله عز وجل: فإِن

عُثِر على أَنَّهما استَحقّا إثْماً؛ أَي ما أُثِم فيه. قال الفارسي: سماه

بالمصدر كما جعل سيبويه المَظْلِمة اسم ما أُخِذ منك، وقد أَثِم يأْثَم؛

قال:

لو قُلْتَ ما في قَوْمِها لم تِيثَمِ

أَراد ما في قومها أَحد يفْضُلها. وفي حديث سعيد بن زيد: ولو شَهِدْتُ

على العاشر لم إِيثَم؛ هي لغة لبعض العرب في آثَم، وذلك أَنهم يكسرون

حَرْف المُضارَعة في نحو نِعْلَم وتِعْلَم، فلما كسروا الهمزة في إِأْثَم

انقلبت الهمزة الأَصلية ياء.

وتأَثَّم الرجل: تابَ من الإِثْم واستغفر منه، وهو على السَّلْب كأَنه

سَلَب ذاته الإِثْم بالتوْبة والاستغفار أَو رامَ ذلك بهما. وفي حديث

مُعاذ: فأَخْبر بها عند موتِه تَأَثُّماً أَي تَجَنُّباً للإِثْم؛ يقال:

تأَثَّم فلانٌ إِذا فَعَل فِعْلاً خرَج به من الإِثْم، كما يقال تَحَرَّج

إِذا فعل ما يخرُج به عن الحَرج؛ ومنه حديث الحسن: ما عَلِمْنا أَحداً منهم

تَرك الصلاة على أَحدٍ من أَهْل القِبْلة تأَثُّماً، وقوله تعالى:

فيهما إِثْمٌ كَبِيرٌ ومَنافِعُ للناس وإِثْمُهُما أَكْبَرُ من نَفْعِهما؛

قال ثعلب: كانوا إِذا قامَرُوا فَقَمَروا أَطْعَمُوا منه وتصدَّقوا،

فالإطعام والصّدَقة مَنْفَعَة، والإِثْم القِمارُ، وهو أَن يُهْلِك الرجلُ

ويذهِب مالَه، وجمع الإِثْم آثامٌ، لا يكسَّر على غير ذلك.

وأَثِم فلان، بالكسر، يأْثَم إثْماً ومَأْثَماً أَي وقع في الإِثْم، فهو

آثِم وأَثِيمٌ وأَثُومٌ أَيضاً. وأَثَمَه الله في كذا يَأْثُمُه

ويأْثِمُه أَي عدَّه عليه إِثْماً، فهو مَأْثُومٌ. ابن سيده: أَثَمَه الله

يَأْثُمُه عاقَبَه بالإِثْم؛ وقال الفراء: أَثَمَه الله يَأْثِمُه إِثْماً

وأَثاماً إِذا جازاه جزاء الإِثْم، فالعبد مأْثومٌ أَي مجزيّ جزاء إثْمه،

وأَنشد الفراء لنُصيب الأَسود؛ قال ابن بري: وليس بنُصيب الأَسود المَرواني

ولا بنُصيب الأَبيض الهاشمي:

وهَلْ يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها،

وعَلَّلْتُ أَصحابي بها لَيْلة النفْرِ؟

ورأَيت هنا حاشيةً صورتُها: لم يقُل ابن السِّيرافي إِن الشِّعْر لنُصيب

المرواني، وإِنما الشعر لنُصيب بن رياح الأَسود الحُبَكي، مولى بني

الحُبَيك بن عبد مناة ابن كِنانة، يعني هل يَجْزِيَنّي الله جزاء إِثْمِي

بأَن ذكرت هذه المرأَة في غِنائي، ويروى بكسر الثاء وضمها، وقال في الحاشية

المذكورة: قال أَبو محمد السيرافي كثير من الناس يغلَط في هذا البيت،

يرويه النَّفَرْ، بفتح الفاء وسكون الراء، قال: وليس كذلك، وقيل: هذا البيت

من القصيد التي فيها:

أَما والذي نادَى من الطُّور عَبْدَه،

وعَلَّم آياتِ الذَّبائح والنَّحْر

لقد زادني للجَفْر حبّاً وأَهِله،

ليالٍ أَقامَتْهُنَّ لَيْلى على الجَفْر

وهل يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها،

وعَلَّلْتُ أَصحابي بها ليلة النَّفْر؟

وطيَّرْت ما بي من نُعاسٍ ومن كَرىً،

وما بالمَطايا من كَلال ومن فَتْرِ

والأَثامُ: الإِثْم. وفي التنزيل العزيز: يَلْقَ أَثاماً، أَراد

مُجازاة الأَثام يعني العقوبة. والأَثامُ والإِثامُ: عُقوبة الإِثمِ؛ الأَخيرة

عن ثعلب. وسأَل محمد بن سلام يونس عن قوله عز وجل: يَلْفُ أَثاماً، قال:

عُقوبةً؛ وأَنشد قول بشر:

وكان مقامُنا نَدْعُو عليهم،

بأَبْطَح ذي المَجازِ له أَثامُ

قال أَبو إسحق: تأْويلُ الأَثامِ المُجازاةُ. وقال أَبو عمرو الشيباني:

لَقِي فلان أَثامَ ذلك أَي جَزاء ذلك، فإِنَّ الخليل وسيبويه يذهبان إِلى

أَن معناه يَلْقَ جَزاء الأَثامِ؛ وقول شافع الليثي في ذلك:

جَزى اللهُ ابنَ عُرْوةَ حيث أَمْسَى

عَقُوقاً، والعُقوقُ له أَثامُ

أَي عُقوبة مُجازاة العُقُوق، وهي قطيعة الرَّحِم. وقال الليث: الأَثامُ

في جملة التفسير عُقوبة الإِثمِ، وقيل في قوله تعالى، يَلقَ أَثاماً،

قيل: هو وادٍ في جهنم؛ قال ابن سيده: والصواب عندي أَن معناه يَلْقَ عِقابَ

الأَثام. وفي الحديث: مَن عَضَّ على شِبذِعِه سَلِمَ من الأَثام؛

الأَثامُ، بالفتح: الإِثمُ. يقال: أَثِمَ يَأْثَم أَثاماً، وقيل: هو جَزاء

الإِثمِ، وشِبْذِعُه لسانه. وآثَمه، بالمدّ: أَوقعه في الإِثمِ؛ عن الزجَّاج؛

وقال العجاج:

بل قُلْت بَعْض القَوْمِ غير مُؤْثِمِ

وأَثَّمه، بالتشديد: قال له أَثِمْت. وتأَثَّم: تحَرَّجَ من الإِثمِ

وكَفَّ عنه، وهو على السَّلْب، كما أَن تَحَرَّجَ على السّلْب أَيضاً؛ قال

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود:

تَجَنَّبْت هِجْرانَ الحَبيب تأَثُّماً،

إِلا إِنَّ هِجْرانَ الحَبيب هو الإِثمُ

ورجل أَثَّامٌ من قوم آثمين، وأَثِيمٌ من قوم أُثَماء. وقوله عز وجل:

إِنَ شَجرَةَ الزَّقُّوم طَعامُ الأَثِيم؛ قال الفراء: الأَثِيمُ الفاجر،

وقال الزجاج: عُنِيَ به هنا أَبو جهل بن هِشام، وأَثُومٌ من قوْم أُثُمٍ؛

التهذيب: الأَثِيمُ في هذه الآية بمعنى الآثِم. يقال: آثَمَهُ اللهُ

يُؤْثمه، على أَفْعَله، أَي جعله آثِماً وأَلفاه آثِماً. وفي حديث ابن مسعود،

رضي الله عنه: أَنه كان يُلَقِّنُ رَجُلاً إِنَّ شَجرةَ الزَّقُّومِ

طَعام الأَثِيم، وهو فَعِيل من الإِثم. والمَأْثَم: الأَثامُ، وجمعه

المَآثِم.

وفي الحديث عنه، صلى الله عليه وسلم، قال: اللّهم إِني أَعوذ بك من

المَأْثَمِ والمَغْرَمِ؛ المَأْثَمُ: الأَمرُ

الذي يَأْثَمُ به الإِنسان أَو هو الإِثْمُ نفسهُ، وَضْعاً للمصدر موضع

الاسم. وقوله تعالى: لا لَغْوٌ فيها ولا تأْثِيمٌ، يجوز أَن يكون مصدر

أَثِمَ، قال ابن سيده: ولم أَسمع به، قال: ويجوز أَن يكون اسماً كما ذهب

إِليه سيبويه في التَّنْبيت والتَّمْتين؛ وقال أُمية بن أَبي الصلت:

فلا لَغْوٌ ولا تأْثيمَ فيها،

وما فاهُوا به لَهُمُ مُقِيمُ

والإِثمُ عند بعضهم: الخمر؛ قال الشاعر:

شَرِبْتُ الإِثَمَ حتى ضَلَّ عَقْلي،

كذاكَ الإِثمُ تَذْهَبُ بالعُقولِ

قال ابن سيده: وعندي أَنه إِنما سمَّهاها إِثْماً لأَن شُرْبها إِثْم،

قال: وقال رجل في مجلس أَبي العباس:

نَشْرَبُ الإِثمَ بالصُّواعِ جِهارا،

وتَرى المِسْكَ بيننا مُسْتَعارا

أَي نَتَعاوَره بأَيدينا نشتمُّه، قال: والصُّواعُ الطِّرْجِهالةُ،

ويقال: هو المَكُّوكُ الفارسيُّ الذي يَلْتَقِي طَرفاه، ويقال: هو إِناء كان

يشرَب فيه المِلك. قال أَبو بكر: وليس الإِثمُ من أَسماء الخمر بمعروف،

ولم يصح فيه ثبت صحيح. وأَثِمَتِ الناقة المشي تأْثَمُه إِثْماً:

أَبطأَت؛ وهو معنى قول الأَعشى:

جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف،

إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا

يقال: ناقة آثِمَةٌ ونوق آثِماتٌ أَي مُبْطِئات. قال ابن بري: قال ابن

خالويه كذب ههنا خفيفة الذال، قال: وحقها أَن تكون مشدّدة، قال: ولم تجئ

مخففة إِلا في هذا البيت، قال: والآثِمات اللاتي يُظنُّ أَنهنَّ

يَقْوَيْن على الهَواجِر، فإِذا أَخْلَفْنه فكأَنهنَّ أَثِمْنَ.

(أثم) - في حديث سَعِيد بن زَيْد في كتاب سُنَنِ أَبى دَاوُد: "ولو شَهِدتُ على العَاشِرِ لم إيثَم".
هو لُغَةٌ لبعض العَرَب يَقولُون: إِيثَم مكان آثم، وله نَظائِر في كلامهم قالوا: تِيجَع وتِيجَل، مكان تَوجَع وتَيجَل.
أث م

تقول: فلان من الحياء يتلثم، ومن اللمم يتأثم أي يتحرج. وتقول: كانوا يفزعون من الأنام أشد ما يفزعون من الأثام، وهو وبال الإثم، قال:

لقد فعلت هذي النوى بي فعلة ... أصاب النوى قبل الممات أثامها
أثم: أَثِمَ: وَقَعَ في الإِثْمِ. وتَأَثَّمَ: تَحَرَّجَ منه وكَفَّ عنه. والأَثَامُ: عُقُوْبَةُ الإِثْمِ، والآثَامُ جَمْعُه. وفلانٌ مُؤْثِمٌ: أي ادَّعى الإثْمَ. والأثِيْمُ والأَثِيْمَةُ: في كَثْرَةِ رُكُوْبِ الإِثْمِ. والآثِمُ: الفاعِلُ. ويَقُولُونَ: لا يَأْثِمُني اللهُ في كذا ولا يُؤْثِمُني بمَعْنىً واحِدٍ: أي لا يَجْزِيْني الأَثَامَ.
والإِثْمُ: من أسْماءِ الخَمْرِ؛ في قَوْلِه عَزَّ وجَلَّ: " ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ والإِثْمَ ".
والمُؤَاثِمُ: الذي يَكْذِبُ في السَّيْرِ.
[أثم] الأثْمُ: الذنْبُ. وقد أَثِمَ الرجل بالكسر إّثماً ومَأَثَماً، إذا وقع في الإثم، فهو آثِمٌ وأَثيمٌ، وأَثومٌ أيضاً. وأَثَمَهُ الله في كذا يَأْثُمُهُ ويَأْثمُهُ، أي عَدَّه عليه إثماً، فهو مَأْثُومُ. وأنشد الفرّاء : فهَلْ يَأْثُمَنِّي اللهُ في أَنْ ذَكَرْتُها وعَلَّلْتُ أَصحابي بها ليلة النفر يروى بكسر الثاء وضمها. وآثمه بالمد: أوقعه في الإثم. وآثمَهُ بالتشديد، أي قال له: أَثِمْتَ. وقد تُسَمَّى الخمرُ إثماً. وقال: شربتُ الاثم حتى ضل عقلي كذاك الإثْمُ تذهب بالعقولِ وتَأَثمَ، أي تحرَّجَ عنه وكفّ. والأَثامُ: جزاء الإثْم. قال تعالى: (يلْقَ أَثاماً) . وناقة آثمة ونوق آثمات، أي مبطئات. قال الاعشى: جمالية تغتلى بالرداف إذا كذب الآثمات الهجيرا
أ ث م: (الْإِثْمُ) الذَّنْبُ وَقَدْ أَثِمَ بِالْكَسْرِ إِثْمًا وَمَأْثَمًا إِذَا وَقَعَ فِي الْإِثْمِ فَهُوَ (آثِمٌ) وَ (أَثِيمٌ) وَ (أَثُومٌ) أَيْضًا وَأَثَمَهُ اللَّهُ فِي كَذَا بِالْقَصْرِ يَأْثُمُهُ وَيَأْثِمُهُ بِضَمِّ الثَّاءِ وَكَسْرِهَا أَثَامًا عَدَّهُ عَلَيْهِ إِثْمًا فَهُوَ (مَأْثُومٌ) ، قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ الْفَرَّاءُ: أَثَمَهُ اللَّهُ يَأْثُمُهُ إِثْمًا وَأَثَامًا جَازَاهُ جَزَاءَ الْإِثْمِ فَهُوَ مَأْثُومٌ أَيْ مَجْزِيٌّ جَزَاءَ إِثْمِهِ وَ (آثَمَهُ) بِالْمَدِّ أَوْقَعَهُ فِي الْإِثْمِ وَ (أَثَّمَهُ) تَأْثِيمًا قَالَ لَهُ أَثِمْتَ وَقَدْ تُسَمَّى الْخَمْرُ إِثْمًا وَقَالَ:

شَرِبْتُ الْإِثْمَ حَتَّى ضَلَّ عَقْلِي ... كَذَاكَ الْإِثْمُ تَذْهَبُ بِالْعُقُولِ
وَ (تَأَثَّمَ) أَيْ تَحَرَّجَ عَنِ الْإِثْمِ وَكَفَّ وَ (الْأَثَامُ) جَزَاءُ الْإِثْمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 68] .
أثم
أثِمَ يَأثَم، إِثْمًا وأَثَامًا ومَأْثَمًا، فهو آثِم وأثيم
• أثِم الشَّخْصُ: عمِل ما لا يَحِلّ، أذنب وارتكب إساءة أو خطيئة، وقع في الإثم "أخذ يستغفر الله بعد أن أثِم- {فَإِنَّهُ أَثِمَ قَلْبُهُ} [ق]- {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ} - {وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِمًا أَوْ كَفُورًا} ". 

أثَّمَ يُؤثِّم، تَأْثيمًا، فهو مُؤَثِّم، والمفعول مُؤَثَّم
• أثَّم الشَّخْصَ:
1 - قال له: أثِمتَ.
2 - عزا إليه ارتكاب الإثم "لا تؤثِّمه وهو بريء- {فَإِنَّهُ أَثَّمَ قَلْبَهُ} [ق] ". 

تأثَّمَ يتأثَّم، تأثُّمًا، فهو مُتأثِّم
• تأثَّم الشَّخصُ: كفّ عن الذنوب، وتاب من الإثم واستغفر "بعد فترة جنوح طويلة تأثّم واستقام".
• تأثَّم الوَرِعُ: تجنَّب الإثم "لو لم أترك الكذب تأثُّمًا لتركته تذمُّمًا- فلان من الحياء يتلثَّم ومن اللَّمم يتأثَّم". 

آثِم [مفرد]: ج آثِمون وأَثَمة: اسم فاعل من أثِمَ: " {إِنَّا إِذًا لَمِنَ الآثِمِينَ} ". 

أَثَام [مفرد]:
1 - مصدر أثِمَ.
2 - عقوبة وعذاب شديد جزاء الإثم " {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} ". 

إثْم [مفرد]: ج آثام (لغير المصدر):
1 - مصدر أثِمَ.
2 - ذنب ومعصية، خطيئة تستحق على صاحبها الذمّ، إساءة تستلزم الصفح أو التعويض "الخمر جماع الإثم- إنّي وَجَدْتُ الأمرَ أرشدُهُ ... تقوى الإله وشرُّه الإثمُ- {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا} " ° أمُّ الآثام: الخمر- ظاهر الإثْم وباطنه: أفعال الجوارح، (وباطنه اعتقادات القلوب).
3 - ما يحمل على قلق النَّفْس "تفنى اللَّذاذة ممَّن نالَ صفوتها ... من الحرام ويبقى الإثمُ والعارُ- َالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ [حديث] ".
4 - كَذِب. 

أثُوم [مفرد]: كذَّاب، فاجر. 

أَثيم [مفرد]: ج أُثَماءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أثِمَ: ممعن في ارتكاب الإثم، كثير الوقوع في المعصية ° يد أثيمة: شديدة الإجرام. 

تأثيم [مفرد]:
1 - مصدر أثَّمَ.
2 - عمل يوجب إثمًا كالكذب والشتم وغيرهما " {لاَ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ} ". 

مَأْثَم [مفرد]: ج مآثِمُ، مؤ مأثمة، ج مؤ مآثِمُ:
1 - مصدر ميميّ من أثِمَ.
2 - ذنب، ما يأثم به الإنسان "وقع في مآثِمَ كثيرة- عوقب على مَأْثَمه عقابًا قاسيًا". 

مَأْثَمة [مفرد]: ج مآثِمُ: إثم، فِعْل ما لا يَحِلّ "ارتكب مَأْثَمة وندِم عليها". 
[أث م] الإِثْمُ الذَّنْبُ وقِيلَ هو أَنْ يَعْمَلَ ما لا يَحِلُّ له وفي التَّنْزِيلِ {والإثم والبغي بغير الحق} الأعراف 33 وقولُه عَزَّ وجَلَّ {فإن عثر على أنهما استحقا إثما} المائدة 107 أَي ما أُثِمَ فيه قال الفارِسِيُّ سَمّاه بالمَصْدرِ كما جَعَل سِيبَوَيْهِ المَظْلَمَةَ اسمَ ما أُخِذَ منك وقد أَثِمَ يَأْثمُ قال

(لو قُلتَ ما فِي قَوْمِها لَمْ تِيثَمِ ... )

(يَفْضُلُها في حَسَبٍ ومِيسَمِ ... )

أَرادَ ما فِي قَوْمِها أَحَدٌ يَفْضُلُها وتَأَثَّمَ الرَّجُلُ تابَ من الإثْمِ واسْتَغُفَر منه وهو عَلَى السَّلْبِ كأّنَّه سَلَبَ ذاتَه الإثْمَ بالتَّوْبةِ والاسْتِغفارِ أو رامَ ذلك بِهما وقولُه تَعالَى {فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما} البقرة 219 قالَ ثَعْلَبٌ كانُوا إِذا قامَرُوا فَقَمَرُوا أَطْعَمُوا منه وتَصدَّقُوا فالإطْعامُ والصَّدَقَةُ مَنْفَعَةٌ والإثْمُ القِمارُ وهو أَنْ يُهْلِكَ الرَّجُلَ ويُذْهِبَ مالَه وجَمْعُ الإثْمِ آثامٌ لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلك وأَثِمَ وَقَعَ في الإثْمِ وأَثَمَه اللهُ يَأْثِمُه عاقَبَه بالإثْمِ قالَ نُصَيْبٌ

(وهَلْ يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَنْ ذَكَرْتُها ... وعَلَّلْتُ أَصحابِي بها لَيلَةَ النَّفْرِ)

وآثَمَه أَوْقَعَه في الإثْمِ عن الزَّجّاجِ وقالَ العَجّاجُ

(بَلْ قُلْتُ بعضَ القَوْلِ غَيْرَ مُؤْثِمِ ... )

وتَأَثَّمَ تَحَرَّجَ من الإثْمِ وهو عَلَى السَّلْبِ كما أَنَّ تَحَرَّجَ على السَّلْبِ أَيضًا قالَ عُبَيْدُ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بن مَسْعُودٍ

(تَجَنَّبَتْ هِجْرانَ الحَبِيبِ تَأَثُّمًا ... ألا إِن هِجْرانَ الحَبِيبِ هو الإثْمُ)

والأثامُ والإثامُ عُقُوبَةُ الإثْمِ الأخيرةُ عن ثَعْلَبٍ وقالَ الزَّجّاجُ في قَوْلِه تَعالى {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} الفرقان 68 أَرادَ مَجازاةَ الأثامِ ورَجُلٌ أَثّامٌ من قَوْمٍ أَثّامِينَ وأَثِيمٌ من قَوْمِ أُثَماءُ وقولُه تعالَى {إِنَّ شَجَرَت الزَّقُّومَ طَعَامُ الأَثيمِ} الدخان 43 44 قالَ الزَّجّاجُ عُنِيَ بهِ هاهُنا أَبُو جَهْلِ ابنُ هِشامٍ لَعَنه اللهُ وأَثُومٌ من قَوْمٍ أُثُمٍ والأثِيمُ والأَثِيمَةُ كَثْرَةُ رُكُوبِ الإثْمِ والمَأْثَمُ الأَثامُ وقولُه تَعالَى {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} قِيلَ هو وادٍ في جَهَنَّمَ والصَّوابُ عِنْدِي أَنّ مَعناهُ يَلْقَ عِقابَ الأَثامِ وقولُه تَعالَى {لا لغو فيها ولا تأثيم} الطور 23 يَجُوزُ أَنْ يكونَ مَصْدَرَ أَثَّمَ ولم أَسْمَعْ به ويَجُوزُ أَن يكونَ اسْمًا كما ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ في التَّنْبِيتِ والتَّمْتِينِ وقالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْتِ

(فلا لَغْوٌ ولا تَأْثِيمَ فِيها ... وما فاهُوا به لَهُمُ مُقِيمُ)

والإثْمُ عند بعضِهم الخَمْرُ قالَ الشاعِرُ

(شَرِبْتُ الإثْمَ حَتّى زالَ عَقْلِي ... كذاكَ الإثْمُ يَذْهَبُ بالعُقُولِ)

وعِنْدِي أَنَّه إِنَّما سَمّاها إِثْمًا لأَنَّ شُرْبَها إِثمٌ وأَثِمَت النّاقةُ المَشْيَ تَأْثَمُه إِثْمًا أَبْطَأتْ وهو مَعْنَى قولِ الأَعْشَى

(جُمالِيَّةٌ تَغْتَلِي بالرِّدافِ ... إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا)
أثم

(} الإِثْمُ، بالكَسْرِ: الذَّنْبُ) ، قَالَ الرَّاغِب: هُوَ أَعَمُّ من العُدْوانِ. وَقَالَ غَيْرُه، هُوَ فِعْلٌ مُبَطِّىءٌ عَن الثَّواب وقَوْله تَعَالَى: { {وَالْإِثْم وَالْبَغي} قَالَ الفرّاء: الإِثْم: مَا دُونَ الحَدّ، (و) قيل: الإِثْمُ: (الخَمْرُ) ، قَالَ:
(شَرِبْتُ الإِثْمَ حَتَّى ضَلَّ عَقْلِي ... كَذاكَ الإِثْمُ تَصْنَع بالعُقُولِ)
كَذَا فِي العُباب والصّحاح، وقولُ الجوهريّ: وَقَدْ يُسمَّى الخَمْرُ} إِثْمًا يُشِير إِلَى مَا حَقَّقه ابنُ الأَنْباريّ، وَقد أَنْكَر ابنُ الأَنْبارِي تَسْمِيَة الْخمر إِثْمًا وجَعَلَه من المَجاز وأطالَ فِي رَدّ كَوْنِه حَقِيقَةً، نَقله شَيْخُنا. (و) الإِثْمُ: (القِمارُ) ، وَهُوَ أَن يُهْلِك الرجلُ مَالَهُ ويُذْهِبَه، وَقَوله تعالَى: {قل فيهمَا إِثْم كَبِير وَمَنَافع للنَّاس} قَالَ ثَعْلَب: كَانُوا إِذا قامَرُوا فَقَمَرُوا أَطْعَمُوا مِنْهُ وتَصَدَّقُوا فالإِطعامُ والصَّدَقة مَنْفعة. (و) قيل: الإِثْمُ (أَنْ يَعْمَلَ مَا لَا يَحِلُّ) لَهُ، وَقد ( {أَثِمَ، كَعَلِمَ،) } يَأْثَمُ ( {إِثْمًا) ، كعِلْم، (} وَمَأْثَمًا) ، كَمَقْعَد: وَقَعَ فِي الإِثْم، قَالَ:
(لَوْ قُلْتَ مَا فِي قَوْمِها لم {تِيثَمِ ... )
أَرَادَ مَا فِي قَوْمِها أحدٌ يَفْضُلُها. وَفِي حَدِيث سَعِيدِ بن زَيْد: " ولَوْ شَهِدْتُ على العاشِرِ لم} اِيْثَمْ " هِيَ لغةٌ لبَعض العَرَب فِي {آثَم وَذَلِكَ أَنَّهم يَكْسِرُون حُرُوف المُضارَعَة فِي نَحْو نِعْلَم وِتِعْلم، فلمّا كَسَرُوا الْهمزَة فِي} آثَمُ انقلبت الهمزةُ الأصليّة يَاء، (فَهُوَ آثِمٌ {وأَثيمٌ} وأَثَّامٌ) ، كَشَدّاد، ( {وأَثُومٌ) ، كصبور. (} وَأَثمَه اللَّه تعالىَ فِي كَذَا، كَمَنَعَهُ وَنَصَرَه: عَدَّهُ عَلَيْهِ {إِثْمًا) ، قَالَ شَيْخُنا: المعروفُ أَنَّهُ كَنَصَر وضَرَب، وَلَا قائلَ إِنّه كَمَنَع، وَلَا وَرَدَ فِي كَلَام مَنْ يُقْتَدَى بِهِ، وَلَا هُنا موجِبٌ لفَتْح الْمَاضِي والمضارع مَعًا، لأنَّ ذَلِك إِنَّما ينشأ عَن كَون العَيْن واللّام حَلْقِيًّا، وَلَا كَذَلِك} أَثَمَ. وَفِي اقْتِطاف الأزاهر فِيمَا جَاءَ على " فَعَلَ " بِفَتْح عَيْن الماضِي وضَمّها أَو كَسْرِها فِي الْمُضَارع مَعَ اخْتِلَاف المَعْنى أَو اتّفاقِه وَبَاب الهَمْزة من المُتَّفِق مَعْنًى: {أَثَمَه اللَّهُ فِي كَذَا} يَأْثِمُه {ويَأْثُمُه: عَدَّهُ عَلَيْهِ] } إِثمًا [ (فَهُوَ {مَأْثُومٌ) ، وَفِي الْمُحكم: عاقَبَهُ} بالإثْم، وَقَالَ الفرّاء: أَثَمَهُ اللَّهُ يَأْثُمُه إِثْمًا {وأثامًا: جازاهُ جَزاء} الإِثْمِ، فالعَبْدُ! مَأْثومٌ، أَي: مَجْزِيٌ جَزَاء الإِثْم، وَأنْشد لنُصَيْبٍ، قَالَ ابْن بَرّي ] لَيْسَ بنُصَيب [الأَسْوَدِ المرواني] و [لَا بِنَصِيب الْأَبْيَض الهاشِمِيّ، وَقَالَ ابنُ السيرافي: هُوَ لنُصَيْب بن رِياح الْأسود الحُبَكِيّ مَوْلَى بني الحُبَيْك بنِ عَبْدِ مَناةَ بن كِنانة:
(وهَلْ {يَأْثِمُنيِّ اللَّهُ فِي أَنْ ذَكَرْتُها ... وَعَلَّلْتُ أصْحابِي بهَا لَيْلَةَ النَّفْرِ)
مَعْنَاهُ: هَلْ يَجْزِيَنِّي اللَّهُ جَزاء} إِثْمِي بأنْ ذكرتُ هَذِه المرأةَ فِي غِنائِي، ويُرْوى بكَسْر الثَّاء وضَمّها، كَمَا فِي الصّحاح. ( {وآثَمَهُ) ، بالمَدِّ: (أَوْقَعَهُ فِيهِ) أَي: فِي الْإِثْم، كَمَا فِي الصّحاح، (} وَأَثَّمَهُ {تَأْثِيًما: قَالَ لَهُ:} أثِمْتَ) ، كَمَا فِي الصّحاح، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا لَغْو فِيهَا وَلَا {تأثيم} . (} وَتَأَثَّمَ) الرجلُ: (تابَ مِنْهُ) أَي: من {الإِثْمِ واستَغْفَرَ مِنْهُ، وَهُوَ على السَّلْب كأنّه سُلِبَ ذَات الإِثْم بالتَّوْبة وَالِاسْتِغْفَار، أَو رامَ ذلِكَ بهما. (و) أَيْضًا فَعَل فِعْلًا خَرَج بِهِ من الإِثْم، كَمَا يُقال (تَحَرَّجَ) : إِذا فعل فِعْلًا خرج بِهِ من الحَرَج. وَفِي حَدِيث مُعاذٍ: " فَأَخْبَرَ بهَا عِنْدَ مَوْتِهِ} تَأَثُّمًا " أَي: تَجَنُّبًا {للإِثْم. (و) } الأَثامُ، (كَسَحابٍ: وادٍ فِي جَهَنَّم) نعوذُ باللَّه مِنْهَا. (و) الأَثامُ، (العُقُوبَةُ) ، وَفِي الصِّحَاح: جَزاءُ الإثْم. وَمن سَجَعات الأساس: كَانُوا يَفْزَعُونَ من الأنامِ أشَدَّ مَا يَفْزَعُون من الأَثام. وبكُلّ مِنْهُمَا فُسِّرت الْآيَة فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمن يفعل ذَلِك يلق {أثاما} ، (ويُكْسَرُ) فِي المَعْنَى الْأَخير وَهُوَ مَصْدر أَثَمَه يَأْثِمُهُ} إثِاما، بالكَسْر والفَتْح، قَالَه الفَرّاء. وَقيل: الإثْم {والإثامُ، بكَسْرِهما: اسمٌ للأفعال المُبَطّئة عَن الثَّواب، (} كالمَأْثَمِ) كمَقْعَد. ( {والأَثِيمُ) : الكَذَّابُ،} كالأَثُومِ) ، قَالَ المَناوِيُّ: وتسميةُ الكَذِبِ {إِثْمًا كَتَسْمِيَة الْإِنْسَان حَيوانًا؛ لأنّه من جُمْلَته، وَقَوله تعالَى: {كل كفار أثيم} أَي: مُتَحَمّل} للإثم، وَقيل أَي: كَذّاب. (و) {الأَثِيمُ: (كَثْرَةُ رُكوبِ} الإِثْمِ، {كالأَثِيمَةِ) بِالْهَاءِ. (و) قَوْله تعالىَ: {طَعَام الأثيم} جَاءَ فِي التَّفْسِير أنّه (أَبُو جَهْلٍ) لَعَنَه الله، وَقيل: الكافِر. (} والتَّاْثِيمُ: الإثْمُ) وَبِه فُسِّرَتْ الآيةُ أَيْضًا: {لَا لَغْو فِيهَا وَلَا {تأثيم} (} والمُؤاثِمُ: الَّذِي يَكْذِبُ فِي السَّيْرِ) ، نَقله الصاغانيُّ. (و) فِي الصّحاح: نَاقَة {آثِمَةٌ و (نُوقٌ} آثِماتٌ) ، أَي: (مُبْطِئاتٌ مُعْيِياتٌ) ، قَالَ الأَعْشَى:
(جُمالِيَّةٍ تَغْتَلِي بالرِّداف ... إِذا كَذَّبَ {الآثماتُ الهَجِيرَا)
قَالَ الصاغانيّ: ويروى بِالتَّاءِ الفوقِيّة كَمَا تقدّم، قَالَ: وَقَالَ الفَرّاء فِي نَوادره: كَانَ المُفَضَّل يُنْشِده " الواثِمات "، من وَثَم وَوَطَس، أَي: كَسَر.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.