Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يضع

عَقَبَ

(عَقَبَ)
(هـ) فِيهِ «مَن عَقَّبَ فِي صَلاةٍ فَهُوَ فِي صلاةٍ» أَيْ أقامَ فِي مُصلاَّه بَعْدَ مَا يَفْرُغُ مِنَ الصَّلَاةِ. يُقَالُ: صَلَّى القومُ وعَقَّبَ فُلان.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «والتَّعْقِيب فِي الْمَسَاجِدِ بانْتِظار الصَّلاة بَعْدَ الصَّلَاةِ» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا كَانَتْ صلاةُ الخَوف إلاَّ سَجْدَتين، إلاَّ أَنَّهَا كَانَتْ عُقَباً» أَيْ تُصَلِّي طائفةٌ بَعْدَ طائفةٍ، فَهُمْ يَتَعَاقَبُونَها تَعَاقُبَ الغُزَاة.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وأنَّ كلَّ غازِيةٍ غَزَتْ يَعْقِبُ بعضُها بَعْضًا» أَيْ يَكُونُ الغَزْوُ بينَهُم نُوَباً، فَإِذَا خَرَجت طائفةٌ ثُمَّ عادَت لَمْ تُكَلَّف أَنْ تَعُودَ ثَانِيَةً حَتَّى تَعْقُبَها أخْرى غيرُها.
(هـ س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ كَانَ يُعَقِّبُ الْجُيوش فِي كلِّ عامٍ» .
(هـ) وَحَدِيثُ أَنَسٍ «أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ التَّعْقِيب فِي رَمَضان فأمرَهم أَنْ يُصَلُّوا فِي الْبُيُوتِ» التَّعْقِيب: هُوَ أَنْ تَعْمَل عَمَلا ثُمَّ تَعُودَ فِيهِ، وَأَرَادَ بِهِ هَاهُنَا: صَلَاةَ النَّافلة بَعْدَ التَّراويح، فكَره أَنْ يُصَلّوا فِي الْمَسْجِدِ، وأحبَّ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي الْبُيُوتِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «مُعَقِّبَات لَا يَخيبُ قائِلُهن: ثَلاث وَثَلَاثُونَ تَسبيحةً، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً» سُمِّيت مُعَقِّبَات لأنَّها عادَتْ مرَّة بَعْدَ مرَّة، أَوْ لأنَّها تُقَالُ عَقِيب الصَّلاة . والمُعَقِّب مِنْ كلِّ شَيْءٍ: مَا جاءَ عَقِيب ما قبله. (س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَكَانَ الناضِحُ يَعْتَقِبُه مِنَّا الخمسةُ» أَيْ يَتَعَاقَبُونَه فِي الرُّكُوب وَاحِدًا بَعْدَ واحدٍ. يُقَالُ: دَارَت عُقْبَة فُلَانٍ: أَيْ جاءَت نَوبَتُه ووقتُ ركُوبه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «كَانَ هُوَ وامْرَأته وخادمُه يَعْتَقِبُون اللَّيْلَ أثْلاثاً» أَيْ يتَنَاوبُونه فِي الْقِيَامِ إِلَى الصَّلاة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ شُرَيح «أَنَّهُ أبْطَل النَّفْح إلاَّ أَنْ تَضْرِبَ فتُعَاقِبَ» أَيْ أبْطَل نَفْحَ الدَّابة برجْلِها إِلَّا أَنْ تُتْبَع ذَلِكَ رَمْحاً.
وَفِي أَسْمَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «العَاقِب» هُوَ آخرُ الأنْبِياء، والعَاقِب والعَقُوب:
الَّذِي يَخْلُف مَنْ كَانَ قبلَه فِي الخَير.
(س) وَفِي حَدِيثِ نَصارَى نَجْرانَ «جَاءَ السيِّدُ والعَاقِب» هُمَا مِنْ رُؤسَائِهم وَأَصْحَابِ مَرَاتبهم. والعَاقِب يَتْلو السَّيِّد.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ سَافَر فِي عَقِب رَمضان» أَيْ فِي آخِرِهِ وَقَدْ بَقِيت مِنْهُ بَقِيَّة.
يُقَالُ: جاءَ عَلَى عَقِب الشَّهْرِ وَفِي عَقِبِه إِذَا جَاءَ وَقَدْ بَقِيت مِنْهُ أَيَّامٌ إِلَى العَشْرة . وَجَاءَ فِي عُقْبِ الشَّهر وَعَلَى عُقْبِه إِذَا جَاءَ بَعْدَ تَمامه.
وَفِيهِ «لَا تَرُدَّهُم عَلَى أَعْقَابِهم» أَيْ إِلَى حَالَتِهِمُ الأُولَى مِنْ تَرْك الهِجْرة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا زَالُوا مُرْتدِّين عَلَى أَعْقَابِهم» أَيْ رَاجِعِين إِلَى الكُفْر، كأنَّهم رَجعُوا إِلَى ورَائِهم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهى عَنْ عَقِب الشَّيْطَانِ فِي الصَّلَاةِ» وَفِي رِوَايَةٍ «عَنْ عُقْبَةِ الشَّيْطَانِ» هُوَ أَنْ يَضَع ألْيتيه عَلَى عَقِبَيْه بَيْنَ السَّجدَتين، وَهُوَ الَّذِي يجعَلُه بعضُ النَّاسِ الإقْعاءِ.
وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَتْرك عَقِبَيْه غَيْرَ مَغْسُولَين فِي الْوُضُوءِ. (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ويلٌ للعَقِب مِنَ النَّارِ» وَفِي رِوَايَةٍ «للأَعْقَاب» وخَصَّ العَقِب بِالْعَذَابِ لِأَنَّهُ العُضْوُ الَّذِي لَمْ يُغْسَل.
وَقِيلَ: أرادَ صَاحِبَ العَقِب، فَحَذَفَ الْمُضَافَ. وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَسْتَقْصُون غَسْلَ أرجُلِهم فِي الْوُضُوءِ. وَيُقَالُ فِيهِ: عَقِبٌ وعَقْب.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ نَعْله كَانَتْ مُعَقَّبَة مُخَصَّرة» المُعَقَّبَة: الَّتِي لَهَا عَقِب.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ بَعث أُمَّ سُليم لتنْظُر لَهُ امْرَأَةً فَقَالَ: انْظُرِي إِلَى عَقِبَيْها أَوْ عُرْقُوبَيْها» قِيلَ: لِأَنَّهُ إِذَا اسْودَّ عَقِبَاها اسْودَّ سائرُ جَسَدها.
وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ اسمُ رَايتِه عَلَيْهِ السَّلَامُ العُقَاب» وَهِيَ العَلَم الضَّخْمُ.
وَفِي حَدِيثِ الضِّيافة «فَإِنْ لَمْ يَقْرُوه فَلَهُ أَنْ يُعْقِبَهم بمثْل قِرَاه» أَيْ يَأْخُذَ مِنْهُمْ عِوَضاً عمَّا حرَمُوه مِنَ القِرَى. وَهَذَا فِي المضْطَرّ الَّذِي لَا يَجدُ طَعَامًا وَيَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ التَّلَفَ. يُقَالُ: عَقَّبَهُم مُشَدّدا ومخفَّفا، وأَعْقَبَهُم إِذَا أخَذَ مِنْهُمْ عُقْبَى وعُقْبَةً، وَهُوَ أَنْ يأخُذَ مِنْهُمْ بدَلاً عمَّا فاتَه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سأُعْطيكَ منها عُقْبَى» أي بدلا من الإبْقَاء والإطْلاَق.
(س) وَفِيهِ «مَنْ مَشَى عَنْ دَابَّته عُقْبَةً فَلَهُ كَذَا» أَيْ شَوْطاً.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الْحَارِثِ بْنِ بَدْرٍ «كُنتُ مَرَّةً نُشْبَةً فَأَنَا الْيَوْمَ عُقْبَةٌ» أَيْ كنتُ إِذَا نَشِبْت بإنسانٍ وعلِقْت بِهِ لَقِيَ مِنِّي شَرًّا فَقَدْ أَعْقَبْتُ اليومَ مِنْهُ ضَعْفاً.
(س) وَفِيهِ «مَا مِن جَرْعَةٍ أحْمد عُقْبَاناً» أَيْ عَاقِبَة.
وَفِيهِ «أَنَّهُ مضَغَ عَقَبا وَهُوَ صائمٌ» هُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ: العَصَب.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيّ «المُعْتَقِب ضامنٌ لِمَا اعْتَقَبَ» الاعْتِقَاب: الحبْسُ والمنعُ، مِثْلُ أَنْ يَبيعَ شَيْئًا ثُمَّ يمنَعه مِنَ المُشْتَري حَتَّى يَتْلف عِنْدَهُ فَإِنَّهُ يضمَنُه.

عَقَلَ

(عَقَلَ)
قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْر «العَقْل، والعُقُول، والعَاقِلَة» أَمَّا العَقْل: فَهُوَ الدِّية، وأصْلُه: أنَّ الْقَاتِلَ كَانَ إِذَا قَتَل قَتِيلًا جَمَعَ الدِّيَة مِنَ الْإِبِلِ فعَقَلَها بفِنَاء أوْلِياء المَقْتول:
أَيْ شَدَّها فِي عُقُلِها ليُسَلِمها إِلَيْهِمْ ويَقبِضُوها مِنْهُ، فسُمِّيت الدِّية عَقْلًا بِالْمَصْدَرِ. يُقَالُ: عَقَلَ البَعير يَعْقِلُه عَقْلًا، وجَمْعُها عُقُول. وكانَ أصلُ الدِّية الْإِبِلَ، ثُمَّ قُوّمتْ بَعْدَ ذَلِكَ بالذَّهَب والفِضَّة والبَقَر والغَنَم وَغَيْرِهَا.
والعَاقِلَة: هِيَ العَصَبة وَالْأَقَارِبُ مِن قِبَلِ الْأَبِ الَّذِينَ يُعْطُون ديَةَ قَتِيلِ الْخَطَأِ، وَهِيَ صفَة جَمَاعَةٍ عَاقِلَة، وَأَصْلُهَا اسْمُ، فَاعِلَةٍ مِنَ العَقْل، وَهِيَ مِن الصِّفات الغَالِبة.
ومنه الحديث «الدِّية على العَاقِلَة» . وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَا تَعْقِلُ العَاقِلَةُ عَمْداً، وَلاَ عَبْدا، وَلاَ صُلْحا، وَلَا اعْتِرَافاً» أَيْ أَنَّ كُلَّ جنَايَة عَمْد فَإِنَّهَا مِنْ مَال الْجَانِي خاصَّةً، وَلَا يلزمُ العَاقِلَة مِنْهَا شَيْءٌ، وَكَذَلِكَ مَا اصْطَلحوا عَلَيْهِ مِنَ الجِنَايات فِي الخَطَأ. وَكَذَلِكَ إِذَا اعْتَرف الْجَانِي بالجِناية مِنْ غيْر بيِّنة تَقُوم عَلَيْهِ، وَإِنِ ادَّعَى أنَّها خَطَأٌ لَا يُقْبل مِنْهُ وَلَا تُلْزم بِهَا العَاقِلَة. وَأَمَّا الْعَبْدُ فَهُوَ أَنْ يَجْنِي عَلَى حُرٍّ فَلَيْسَ عَلَى عَاقِلَة مَوْلَاهُ شَيْءٌ مِنْ جِنَاية عَبْده، وإنَّما جِنَايَتُه فِي رَقبَته، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ.
وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَجْنِي حُرٌّ عَلَى عَبْدٍ فَلَيْسَ عَلَى عَاقِلَة الْجَانِي شَيْءٌ، إنَّما جِنَايَتُه فِي مَالِهِ خاصَّةً، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَهُوَ مُوافق لِكَلَامِ الْعَرَبِ، إِذْ لَوْ كَانَ الْمَعْنَى عَلَى الْأَوَّلِ لَكَانَ الْكَلَامُ «لَا تَعْقِلُ العَاقِلَة عَلَى عَبْدٍ» وَلَمْ يَكُنْ «لَا تَعْقِلُ عَبْدًا» وَاخْتَارَهُ الْأَصْمَعِيُّ وَأَبُو عُبَيْدٍ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَتب بَيْنَ قُرَيش وَالْأَنْصَارِ كِتابا فِيهِ: المُهاجِرُون مِنْ قُريش عَلَى رَبَاعَتهم يَتَعَاقَلُون بَيْنَهُمْ مَعَاقِلَهُم الأُولَى» أَيْ يَكُونُونَ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ أخْذِ الدِّيات وَإِعْطَائِهَا.
وَهُوَ تَفاعُل مِنَ العَقْل. والمَعَاقِل: الدِّيَات، جَمْعُ مَعْقُلَة. يُقَالُ: بَنُو فُلان عَلَى مَعَاقِلِهم الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا: أَيْ مَراتبِهم وَحَالَاتِهِمْ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «إنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ: إنَّ ابْنَ عَمّي شُجَّ مُوضِحَةً، فَقَالَ: أمِنْ أَهْلِ القُرَى أَمْ مِن أَهْلِ البَادِية؟ قَالَ: مِنْ أهْل البادِية، فَقَالَ عُمر: إنَّا لَا نَتَعَاقَلُ المُضَغَ بَيْننا» المُضَغُ:
جَمْع مُضْغَة وَهِيَ: القِطْعة مِنَ اللَّحْم قَدْرَ مَا يُمْضَغ فِي الأصْل، فَاسْتَعَارَهَا للْمُوضِحَة وأشْباهِها مِنَ الأطْراف كالسِّنِّ والإصْبع، مِمَّا لَمْ يَبْلغ ثُلُث الدِّيَةِ، فَسَمَّاهَا مُضغَةً تَصْغيراً لَهَا وتَقْلِيلا. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أنَّ أهْلَ الْقُرَى لَا يَعْقِلُون عَنْ أهْل البَادية، وَلَا أهْل البَادية عَنْ أَهْلِ القُرى فِي مِثْل هَذِهِ الأشْياء.
والعَاقِلَة لَا تَحْمِل السِّنَّ والإصْبع والمُوضِحَة وأشْباه ذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ المُسَيِّب «المرأةُ تُعَاقِلُ الرَّجل إِلَى ثُلُث دِيتِها» يَعْنِي أنَّها تُسَاوِيه فِيمَا كَانَ مِنْ أطْرافِها إِلَى ثُلُث الدِّية، فَإِذَا تَجَاوَزَت الثُلث، وبَلَغ العَقْلُ نصْفَ الدِّية صَارَتْ دِيةُ المرْأة عَلَى النِّصْف مِنْ دِيَة الرَّجُلِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ جَرير «فاعْتَصم ناسٌ منْهم بالسُّجود، فأسْرع فِيهِمُ الْقَتْلُ، فبلغ ذلك النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمرَ لَهُمْ بِنصْف العَقْل» إِنَّمَا أَمَرَ لَهُمْ بِالنِّصْفِ بَعْد عِلْمه بإسْلامِهم، لِأَنَّهُمْ قَدْ أعانُوا عَلَى أنْفُسهم بمقامِهم بَيْن ظَهْرَاني الْكُفَّارِ، فَكَانُوا كَمَنْ هَلَك بِجنايَة نَفْسِه وجِناية غَيْره، فَتَسْقُطُ حِصَّة جِنايَتِه مِنَ الدِّية.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «لَوْ مَنَعوني عِقَالًا ممَّا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقَاتَلْتُهم عَلَيْهِ» أرادَ بالعِقَال: الحَبْل الَّذِي يَعْقِلُ بِهِ البَعير الَّذِي كَانَ يُؤخَذَ فِي الصَّدقة، لأنَّ عَلَى صَاحِبِهَا التَّسْليم. وإنََما يَقَع القَبْضُ بالرِّباط.
وَقِيلَ: أَرَادَ مَا يُسَاوي عِقَالًا مِنْ حُقوق الصَّدقة.
وَقِيلَ: إِذَا أخَذَ المُصَدِّق أعْيان الْإِبِلِ قِيلَ: أخَذَ عِقَالًا، وَإِذَا أَخَذَ أثمانَها قِيلَ: أَخَذ نَقْدًا.
وَقِيلَ: أَرَادَ بالعِقَال صَدَقةَ العَام. يُقَالُ: أَخَذَ المُصدِّق عِقَال هَذَا الْعَامِ: أَيْ أخَذ مِنْهُمْ صَدَقَته. وبُعِث فُلَانٌ عَلَى عِقَال بَنِي فُلَانٍ: إِذَا بُعث عَلَى صَدَقاتهم. واخْتاره أَبُو عُبَيْدٍ، وَقَالَ هُوَ أشْبه عِنْدِي بِالْمَعْنَى.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنَّمَا يُضْرب المَثَل فِي مِثل هَذَا بالأقَلِّ لَا بالأكْثر، وَلَيْسَ بِسَائِرٍ فِي لسَانهم أنَّ العِقَال صَدَقة عَامٍ، وَفِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ «لَوْ مَنَعوني عَنَاقاً» وَفِي أُخْرَى «جَدْياً» .
قُلْتُ: قَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مَا يَدُل عَلَى القَوْلَين.
فَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ عُمَرَ «أنَّه كَانَ يأخذُ مَعَ كلِّ فريضَةٍ عِقَالًا ورِواءً، فَإِذَا جَاءَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ باعَها ثُمَّ تصدَّق بِهَا» .
وَحَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمة «أَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ عَلَى الصَّدقة فِي عهْد رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يَأْمُرُ الرَّجُلَ إِذَا جَاءَ بِفَرِيضَتَين أَنْ يأتيَ بعِقَالَيْهِما وقِرَانَيْهِما» .
وَمِنَ الثَّانِي حَدِيثُ عُمَرَ «أنَّه أخَّر الصَّدقة عامَ الرَّمادة، فلمَّا أَحْيَا الناسُ بَعَث عامِلَه فَقَالَ:
اعْقِلْ عَنْهُمْ عِقَالَيْن فاقْسم فِيهِمْ عِقَالًا وأْتِني بِالْآخَرِ» يُريد صَدقة عامَيْن.
وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «أَنَّهُ اسْتَعْمَل ابْنَ أَخِيهِ عَمْرَو بْنَ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى صَدقات كلْب، فاعْتَدى عَلَيْهِمْ، فَقَالَ ابْنُ العَدَّاء الكَلْبي: سَعَى عِقَالًا فَلَمْ يَتْرُك لَنَا سَبَداً ... فكَيْف لَو قَدْ سَعَى عَمْرٌو عِقَالَيْنِ
نَصَبَ عِقَالًا عَلَى الظَّرف، أرادَ مُدّة عِقَال.
وَفِيهِ «كالْإِبِل المُعَقَّلَة» أَيِ المَشْدُودَة بالعِقَال، والتَّشْديد فِيهِ للتَّكثير.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ وحَمْزة والشُّرْب.
وهُنّ مُعَقَّلَات بالْفِنَاء وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «كُتِب إِلَيْهِ أبْيَات فِي صَحِيفة، مِنْها:
فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلَات ... قَفَا سَلْعٍ بمُخْتَلَف التِّجَارِ
يَعْني نِسَاء مُعَقَّلَات لأزْوَاجِهِنَّ كَمَا تُعَقَّلُ النُّوق عِنْدَ الضِّراب. ومِن الْأَبْيَاتِ أَيْضًا:
يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ مِنْ سُلَيْمٍ أَرَادَ أنَّه يَتَعَرَّضُ لهُنَّ، فكَنَى بالعَقْل عَنِ الجِماع: أَيْ أنَّ أزْواجَهُنَّ يُعَقِّلُونَهُنَّ، وَهُوَ يُعَقِّلُهُنَّ أَيْضًا، كَأَنَّ البَدْء للأزْواج والإعَادَة لَهُ.
وَفِي حَدِيثِ ظَبْيَانَ «إِنَّ مُلُوكَ حِمْيَرَ مَلَكُوا مَعَاقِلَ الْأَرْضِ وقَرارَها» المَعَاقِل: الحُصُون، واحِدُها: مَعْقِل.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ليَعْقِلَنَّ الدينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الأُرويّة مِنْ رأسِ الجبَل» أَيْ ليَتحَصَّن ويَعْتَصِم ويَلْتَجِئ إِلَيْهِ كَمَا يَلْتَجِئ الوَعِلُ إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «واعتَقل خَطِّيّاً» اعْتِقَالَ الرُّمح: أَنْ يَجْعَلَه الراكِبُ تَحْتَ فخذِه ويَجُرّ آخرَه عَلَى الْأَرْضِ وَرَاءَه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «مَن اعْتَقَل الشَّاة وحَلَبها وأكَل مَعَ أَهْلِهِ فَقَدْ بَرئ مِنَ الكبْر» هُوَ أَنْ يَضَع رجْلَها بين سَاقِه وفَخذِه ثم يَحْلِبَها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «المُخْتَصّ بعَقَائِل كراماتِه» جمْع عَقِيلَة، وَهِيَ فِي الْأَصْلِ: الْمَرْأَةُ الْكَرِيمَةُ النَّفِيسَةُ، ثُمَّ اسْتُعْمِل فِي الْكَرِيمِ النَّفِيس مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الذَّوات والمَعانِي.
وَفِي حَدِيثِ الزِّبْرِقَان «أحَبُّ صبْيانِنَا إِلَيْنَا الأبْلَهُ العَقُول» هُوَ الَّذِي يُظَنُّ بِهِ الحمُقُ، فَإِذَا فُتِّشَ وُجِدَ عَاقِلًا. والعَقُول: فَعُول مِنه للمُبَالغة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ «تِلك عُقُول كادَهَا بَارِئُها» أَيْ أرادَها بِسُوء.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرس يُسَمَّى ذَا العُقَّال» العُقَّال بالتَّشديد:
دَاءٌ فِي رِجْلَيِ الدَّوابِّ، وَقَدْ يُخَفَّف، سُمّي بِهِ لدَفْع عَيْنِ السُّوء عَنْهُ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وذُو عُقَّال اسْمُ فَرس.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ «ثُمَّ يَأْتِي الخِصْبُ فيُعَقِّلُ الكَرْمُ» أَيْ يُخْرِج العُقَّيْلَى وَهِيَ الْحِصْرِمُ.

سُدِلَ

(سُدِلَ)
فِيهِ «نَهَى عَنِ السَّدْلِ فِي الصَّلاة» هُوَ أَنْ يَلْتَحِف بِثَوْبِهِ ويُدْخِل يدَيه مِنْ دَاخِل، فيرْكع ويَسْجُد وَهُوَ كَذَلِكَ. وكانَتِ الْيَهُودُ تَفْعَلُهُ فنهُوا عَنْهُ. وَهَذَا مُطَّرد فِي القَميص وغَيرِه مِنَ الثِّيَابِ. وَقِيلَ هُوَ أَنْ يَضَعَ وَسَطَ الإزَار عَلَى رَأسِه ويُرسل طَرفيه عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَجْعَلَهُمَا عَلَى كَتِفَيه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يُصَلُّون قَدْ سَدَلُوا ثيابَهم فَقَالَ: كأنَّهم اليهُود» .
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «إِنَّهَا سَدَلَتْ قِناَعَها وَهِيَ مُحْرِمة» أَيْ أسبلَتْه.. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ السَّدْلِ فِي الْحَدِيثِ.

عَيَنَ

(عَيَنَ)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ بَعثَ بَسْبسَةَ عَيْناً يومَ بَدْر» أَيْ جاسُوسا. واعْتَان لَهُ:
إذَا أتاهُ بالخَبر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الحُدَيْبية «كَانَ اللهُ قَدْ قَطع عَيْناً مِنَ المُشْركين» أَيْ كفَى اللهُ منْهم مَن كَانَ يَرْصُدُنا وَيَتجَسَّس عَلَيْنَا أخْبارنا.
(س) وَفِيهِ «خَيْرُ المالِ عَيْنٌ ساهِرةٌ لِعَيْنٍ نائمةٍ» أَرَادَ عَيْن الْمَاءِ الَّتِي تَجْرِي وَلَا تَنْقَطع لَيْلا وَنَهَارًا، وعَيْن صاحِبها نائمةٌ، فجَعل السَّهر مثَلاً لَجرْيها. (هـ) وَفِيهِ «إِذَا نَشَأتْ بَحْرِيَّةً ثُمَّ تَشاءَمَت فتِلك عَيْن غُدَيْقَة» العَيْن: اسْمٌ لِمَا عَنْ يَمين قِبْلة العِرَاق، وَذَلِكَ يَكُونُ أخْلَقَ للمَطَر فِي العَادَة، تَقُولُ العَرب: مُطِرْنا بالعَيْن.
وَقِيلَ: العَيْن مِنَ السَّحاب: مَا أقْبَل عَنِ القِبْلة، وَذَلِكَ الصُّقْع يُسَمَّى العَيْن. وَقَوْلُهُ «تَشَاءمَتْ» .
أَيْ أخَذت نحوَ الشَّام. والضَّمير فِي «نَشَأت» للسَّحابة، فَتَكُونُ بَحريَّة مَنْصوبة، أَوْ للبَحْريَّة فَتَكُونُ مَرْفوعة.
(س) وَفِيهِ «إنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَأَ عَيْن مَلَك المَوْت بِصَكَّةٍ صَكَّهُ» قِيلَ:
أَرَادَ أنَّه أغْلَظ لَهُ فِي القَوْل. يُقَالُ: أتَيْتُه فلَطم وجْهي بِكَلَامٍ غَلِيظٍ.
والكَلام الَّذِي قَالَهُ لَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ لَهُ: «أُحَرِّجُ عَلَيْكَ أَنْ تَدْنُوَ مِنّي، فَإِنِّي أحَرِّجُ دَارِي ومَنْزلي» . فَجَعَلَ هَذَا تَغْليظا مِن مُوسى لَهُ، تَشْبيها بِفَقْءِ العَيْن.
وَقِيلَ: هَذَا الْحَدِيثُ ممَّا يُؤمَن بِهِ وبأمثالِه، وَلَا يُدْخَل فِي كَيْفِيَّته.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أنَّ رَجُلًا كَانَ يَنْظُرُ فِي الطَّوَاف إِلَى حُرَم الْمُسْلِمِينَ، فلَطَمه عَليٌّ، فاسْتَعْدَى عَلَيْهِ عمرَ، فَقَالَ: ضَربَك بِحَقٍّ أصَابَته عَيْن مِنْ عُيُون اللَّهِ» أَرَادَ خاصَّة مِنْ خَواصّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَوَليّاً مِنْ أَوْلِيَائِهِ.
وَفِيهِ، «العَيْن حَقٌّ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُم فاغْسِلوا» يُقَالُ: أصَابَت فُلاناً عَيْن إِذَا نَظر إِلَيْهِ عَدُوّ أَوْ حَسُود فأثَّرتْ فِيهِ فمَرِض بِسَببها. يُقَالُ: عَانَهُ يَعِينُه عَيْناً فَهُوَ عَائِن، إِذَا أصَابَه بالعَيْن، والمُصاب مَعِين.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ يؤمَر العَائِن فيَتَوضأ ثُمَّ يَغْتَسِل مِنْهُ المَعِين» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا رُقْيَة إلَّا مِن عَيْن أَوْ حُمَة» تخْصِيصه العَيْن والحُمة لَا يَمْنع جَوَازَ الرُّقْية فِي غَيْرِهِمَا مِنَ الْأَمْرَاضِ، لِأَنَّهُ أمَر بالرُّقْية مُطْلَقا. ورَقَى بَعْضُ أَصْحَابِهِ مِنْ غَيْرِهِمَا. وإنَّما مَعْنَاهُ:
لَا رُقْية أوْلَى وأنْفَعُ من رقْية العَيْن والحمة. (هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «أَنَّهُ قَاسَ العَيْن بِبَيْضَة جَعَلَ عَلَيْهَا خُطُوطاً وَأَرَاهَا إيَّاهُ» وَذَلِكَ فِي العَيْن تُضْرَب بِشَيْءٍ يَضْعُــف مِنْهُ بَصَرُها، فَيُتَعَرّف مَا نقَص مِنْهَا بِبَيْضَة يُخَطُّ عَلَيْهَا خُطوطٌ سُود أَوْ غَيرُها، وتُنْصَب عَلَى مَسَافَةٍ تُدْرِكُها العَيْن الصَّحيحة، ثُمَّ تُنْصَب عَلَى مَسافة تُدْرِكُها العَيْن الْعَلِيلَةُ، ويُعْرف مَا بَيْنَ المَسافَتَين، فَيَكُونُ مَا يَلْزم الجَانَي بنِسْبة ذَلِكَ مِنَ الدِّيَة.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا تُقاسُ العَيْن فِي يَوْمِ غَيْمٍ لِأَنَّ الضَّوْء يَخْتَلِف يَوم الغَيْم فِي السَّاعَةِ الواحِدة فَلَا يَصِحُّ القِياس.
وَفِيهِ «إنَّ فِي الْجَنَّةِ لَمُجْتَمَعاً للحُور العِين» العِين: جَمْعُ عَيْنَاء، وَهِيَ الواسِعة العَيْن.
والرَّجُل أَعْيَن. وَأَصْلُ جَمْعِها بِضَمِّ الْعَيْنِ، فكُسِرَتْ لِأَجْلِ الْيَاءِ، كأبْيَض وبِيض.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقَتْل الكِلاب العِين» هِيَ جَمْعُ أَعْيَن.
وَحَدِيثُ اللّعَان «إنْ جاءتْ بِهِ أَعْيَنَ أَدْعَجَ» .
وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ «قَالَ للحسَن: واللهِ لَعَيْنُك أكبرُ مِنْ أمَدِك» أَيْ شَاهِدُك ومَنْظَرُك أكْبَر مِنْ أمَدِ عُمْرك. وعَيْن كُلِّ شَيْءٍ: شاهِدُه وحاضِرُه.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «اللَّهُمَّ عَيِّنْ عَلَى سارِق أَبِي بَكْرٍ» أَيْ أظْهِر عَلَيْهِ سَرِقَته. يُقَالُ:
عَيَّنْتُ عَلَى السَّارق تَعْيِيناً إِذَا خَصَصْتَه مِنْ بَيْنِ المُتَّهَمِين، مِنْ عَيْن الشَّيْءِ: نَفْسِه وذَاتِه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَوْهِ عَيْنُ الرِّبَا» أَيْ ذَاتُه ونَفْسُه. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «إنَّ أَعْيَان بَنِي الأمِّ يَتَوارثون دُونَ بَنِي العَلَّات» الأَعْيَان:
الأخْوَة لأبٍ واحدٍ وَأمٍّ واحِدة، مأخُوذ مِنْ عَيْنِ الشَّيْءِ وَهُوَ النَّفِيس مِنْهُ. وبَنُو العَلَّات لِأب واحِدٍ وأمّهاتٍ شَتَّى. فَإِذَا كَانُوا لِأُمٍّ واحِدة وَآبَاءٍ شَتِّى فهُم الأخْياف.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّهُ كَرِه العِينَةَ» هُوَ أَنْ يبِيع مِنْ رَجل سِلعة بِثَمنٍ مَعْلوم إِلَى أجَلٍ مُسَمّىً، ثُمَّ يَشْتَرِيها مِنْهُ بأقلَّ مِنَ الثَّمن الَّذِي باعَها بِهِ فَإِنِ اشْتَرى بحَضْرة طالِب العِينَة سِلْعَةً مِنْ آخَرَ بثَمن مَعْلوم وقَبَضها، ثُمَّ باعَها [مِنْ طَالِبِ العِينَة بِثَمَنٍ أَكْثَرَ مِمَّا اشْتَرَاهَا إِلَى أجلٍ مُسْمًى ثُمَّ بَاعَهَا] المُشْتَري مِنَ الْبَائِعِ الْأَوَّلِ بالنَقْد بأقلَّ مِنَ الثَّمن، فَهَذِهِ أَيْضًا عِينَة. وَهِيَ أهْونُ مِنَ الأولَى وسُمِّيت عِينَة لحصُول النَّقْد لِصَاحِبِ العِينَة، لأنَّ العَيْن هُوَ المَال الحاضِرُ مِنَ النَّقْد، والمُشْتَرِي إِنَّمَا يَشْتَريها لِيَبِيعَها بِعَيْن حاضِرَة تَصِل إِلَيْهِ مُعَجَّلَة.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «قَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُعَرِّض بِهِ: إِنِّي لَمْ أفِرَّ يَوم عَيْنَيْن، فَقَالَ لَهُ: لِمَ تُعَيّرُني بذَنْب قَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ؟ عَيْنَان: اسْمُ جَبَل بأحُد. ويُقال لِيَوْمِ أحُدٍ يَوْمُ عَيْنَيْن.
وَهُوَ الجَبل الَّذِي أَقَامَ عَلَيْهِ الرُّماة يَوْمَئِذٍ.

زَلَمَ

(زَلَمَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ «قَالَ سُرَاقة: فأخْرَجْت زُلَماً» وَفِي رِوَايَةٍ «الْأَزْلَام» الزُّلَمُ والزَّلَمُ واحدُ الْأَزْلَامِ: وَهِيَ القِدَاح الَّتِي كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَيْهَا مكتُوبٌ الأمرُ والنهىُ، افْعَل وَلَا تفْعَل، كَانَ الرجُل مِنْهُمْ يضعُــها فِي وِعَاءٍ لَهُ، فَإِذَا أرادَ سَفَرًا أَوْ زَوَاجًا أَوْ أَمْرًا مُهِمّاً أدخلَ يَدَهُ فَأَخْرَجَ مِنْهَا زَلَماً، فَإِنْ خرجَ الأمرُ مضَى لشأنِه، وَإِنْ خرَج النَّهىُ كفَّ عَنْهُ وَلَمْ يفعلْه. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سَطيح:
أمْ فازَ فَازْلَمَّ بِهِ شأوُ العَنَنْ ازْلَمَّ: أَيْ ذَهب مُسْرِعا، والأصلُ فِيهِ ازْلأمَّ فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ تخفِيفا. وَقِيلَ أصلُها ازْلَامَّ كاشهاَب فَحَذَفَ الْأَلِفَ تَخْفيِفا أَيْضًا، وشَأْوُ العَنَن: اعتِراض الْمَوْتِ عَلَى الخَلْق. وَقِيلَ ازْلَمَّ: قبَض.
والعَنَن الْمَوْتُ: أَيْ عَرَضَ لَهُ الْمَوْتُ فَقَبَضَهُ.

رَهَبَ

رَهَبَ
الجذر: ر هـ ب

مثال: رَهَب الجنديُّ الأعداءَ
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لأنها لم ترد بهذا الضبط في المعاجم.

الصواب والرتبة: -رَهِبَ الجنديُّ الأعداءَ [فصيحة]
التعليق: جاء في المعاجم «رَهِب» بكسر الهاء على وزن «فَعِل» فهو من باب «فَرِحَ».
(رَهَبَ)
(س) فِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «رَغبةً ورَهْبَةً إِلَيْكَ» الرَّهْبَةُ: الخَوفُ والفَزَع، جَمَعَ بَيْنَ الرَّغْبة والرَّهبة، ثُمَّ أعْمل الرَّغبَة وحْدها. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الرَّغْبَة.
وَفِي حَدِيثِ رَضاَع الْكَبِيرِ «فَبقِيتُ سَنَةً لَا أُحَدِّث بِهَا رَهْبَتَهُ» هَكَذَا جَاءَ فِي روايةٍ:
أَيْ مِنْ أجْل رَهْبَته، وَهُوَ منصوبٌ عَلَى المفْعُول لَهُ، وتكرَّرت الرَّهْبَةُ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «لَا رَهْبَانِيَّةَ فِي الْإِسْلَامِ» هِيَ مِنْ رهْبَنَة النَّصَارَى. وأصلُها مِنَ الرَّهْبة:
الخَوفِ، كَانُوا يَتَرَهَّبُونَ بالتَّخلّى مِنْ أشْغال الدُّنْيا، وتَرْكِ مَلاَذِّها، والزُّهْد فِيهَا، والعُزْلة عَنْ أهْلها، وتعمُّد مشاقِّها، حَتَّى إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَخْصى نفسَه، ويضعُ السِّلْسِلة فِي عُنُقه، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أنواعِ التَّعذيب، فنفاَها النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْإِسْلَامِ ونهَى المُسْلمين عَنْهَا. والرُّهْبَانُ: جَمَعَ رَاهِبٍ، وَقَدْ يقَع عَلَى الواحِد ويُجمع عَلَى رَهَابِين ورَهَابِنَةٍ. والرَّهْبَنَةُ فَعْلَنَةٌ، مِنْهُ، أَوْ فَعْلَلَة عَلَى تَقْدِيرِ أصْليَّة النُّونِ وَزِيَادَتِهَا. والرَّهْبَانِيَّةُ منسُوبَة إِلَى الرَّهْبَنة بِزِيَادَةِ الْأَلْفِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «عَلَيْكُمْ بالجهاَد فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ أُمتي» يُرِيدُ أَنَّ الرُّهْبَانَ وَإِنْ تَرَكُوا الدُّنْيَا وزَهدوا فِيهَا وتخلَّوا عنْها، فَلَا تَرْك وَلَا زُهْد وَلَا تَخَلّى أَكْثَرَ مِنْ بَذْل النفْس فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَمَا أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَ النَّصَارَى عملٌ أفضلُ مِنَ التَّرَهُّبِ، فَفِي الْإِسْلَامِ لَا عَملَ أفضلُ مِنَ الجهاَدِ، وَلِهَذَا قَالَ «ذِرْوة سَنام الْإِسْلَامِ الجهاَدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .
وَفِي حَدِيثِ عوف بن مالك «لأنْ يَمتَلىء مَا بَيْنَ عاَنتِى إِلَى رَهَابَتِي قَيْحًا أحَبُّ إلىَّ من أن يَمْتَلىء شَعْرا» الرَّهَابَةُ بِالْفَتْحِ: غُضْرُوفٌ كَاللِّسَانِ مُعَلق فِي أسْفل الصَّدرِ مُشْرف عَلَى البَطْن. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: ويُروى بِالنُّونِ وَهُوَ غَلَط.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فرأيتُ السَّكاكِين تَدُورُ بَيْن رَهَابَتِهِ ومَعِدَته» .
وَفِي حَدِيثِ بَهْز بْنِ حَكِيمٍ «إِنِّي لَأَسْمَعُ الرَّاهِبَة» هِيَ الْحَالَةُ الَّتِي تُرْهِبُ: أَيْ تُفْزِع وتُخوِّف. وَفِي رِوَايَةٍ «أسْمعك رَاهِباً» أَيْ خَائِفًا.

رَدَا

(رَدَا)
فِيهِ «أَنَّهُ قَالَ فِي بَعِير تَرَدَّى فِي بئرٍ: ذَكِّه مِنْ حَيْثُ قَدَرْتَ» تَرَدَّى: أَيْ سَقَط.
يُقَالُ رَدَى وتَرَدَّى لُغتان، كَأَنَّهُ تَفَعَّل، مِنَ الرَّدَى: الْهَلَاكِ: أَيِ اذْبَحْه فِي أَيِّ مَوْضِعٍ أمْكَن مِنْ بدَنِه إِذَا لَمْ تَتَمكَّن مِنْ نَحْره.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «مَن نَصر قَومَه عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ فَهُوَ كَالْبَعِيرِ الَّذِي رَدَى فَهُوَ يُنْزَع بذَنَبه» أَرَادَ أَنَّهُ وَقَع فِي الإثْم وهَلَك، كَالْبَعِيرِ إِذَا تَرَدَّى فِي البِئر. وأرِيد أَنْ يُنْزَع بذَنَبه فَلَا يُقْدَر عَلَى خَلاصه.
وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ «إِنَّ الرجُل ليَتَكلَّم بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَط اللَّهِ تُرْدِيهِ بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» أَيْ تُوقِعُه فِي مَهْلَكة. وَفِي حَدِيثِ عَاتِكَةَ:
بِجَأْواءَ تَرْدِي حافَتَيْه المَقانِبُ أَيْ تَعْدُو. يُقَالُ رَدَى الفَرسُ يَرْدِي رَدْياً، إِذَا أَسْرَعَ بَيْنَ العَدْوِ والمشيِ الشَّدِيدِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْأَكْوَعِ «فَرَدَيْتُهُمْ بالحِجارة» أَيْ رَمَيْتُهم بِهَا. يُقَالُ رَدَى يَرْدِي رَدْياً إِذَا رَمَى. والْمِرْدَى والْمِرْدَاةُ: الحجَر، وَأَكْثَرُ مَا يُقَالُ فِي الْحَجَرِ الثَّقِيلِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أحُد «قَالَ أَبُو سُفيان: مَن رَدَاهُ؟» أَيْ مَن رَماه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «مَن أَرَادَ البَقاء وَلَا بَقاء فلْيُخَفِّف الرِّدَاءَ. قِيلَ: وَمَا خِفَّة الرِّدَاءِ؟
قَالَ: قِلَّة الدَّيْن» سُمِّي رِدَاءً لِقَوْلِهِمْ: دّيْنُك فِي ذِمَّتي، وَفِي عُنُقي، ولازِم فِي رَقَبتي، وَهُوَ مَوْضِعُ الرِّدَاءِ، وَهُوَ الثَّوب، أَوِ البُرْد الَّذِي يَضَعُــه الْإِنْسَانُ عَلَى عاتِقَيْه وَبَيْنَ كَتِفَيْه فَوْقَ ثِيَابِهِ ، وَقَدْ كَثُر فِي الْحَدِيثِ. وسُمِّي السَّيف رِدَاءً؛ لأنَّ مَنْ تقلَّده فَكَأَنَّهُ قَدْ تَرَدَّى بِهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قُسّ «تَرَدَّوْا بالصَّماصِم» أَيْ صَيَّروا السُّيُوفَ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْدِيَةِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «نِعْم الرِّدَاءُ القَوْسُ» لِأَنَّهَا تُحْمَل فِي مَوْضِعِ الرِّدَاء مِنَ الْعَاتِقِ.

دَخَلَ

(دَخَلَ)
(س) فِيهِ «إِذَا أَوَى أحدُكم إِلَى فِرَاشِه فلينْفُضْه بِدَاخِلَةِ إزَارِه فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَه عَلَيْهِ» دَاخِلَةُ الْإِزَارِ: طَرَفُه وحاشِيتُه مِنْ دَاخل. وإنَّما أمَره بِدَاخِلَتِهِ دُونَ خَارِجَته لِأَنَّ المؤْتَزر يَأْخُذُ إِزَارَهُ بِيَمِينِهِ وشمَاله فيُلْزِق مَا بِشمَاله عَلَى جَسَدِه وَهِيَ دَاخِلَةُ إزَاره، ثُمَّ يضَع مَا بِيَمينه فَوْقَ دَاخِلَتِهِ، فَمَتَى عاجَله أمرٌ وخَشِيَ سُقوطَ إزَاره أمْسَكه بِشِمَالِهِ ودفَع عن نَفْسه بيمينه، فَإِذَا صَار إِلَى فِرَاشه فحلَّ إزارَه فَإِنَّمَا يَحُلّ بِيَمِينِهِ خارجَة الإزَارِ، وتَبْقَى الدَّاخِلَةُ مُعَلَّقَةً وَبِهَا يقَع النَّفْضُ؛ لِأَنَّهَا غَيرُ مَشْغُولَةٍ بِالْيَدِ.
(هـ) فَأَمَّا حَدِيثُ العَائن «أَنَّهُ يَغْسل دَاخِلَةُ إزَارِه» فإنْ حُمِل عَلَى ظَاهِره كَانَ كَالْأَوَّلِ، وَهُوَ طَرَفُ الإزارِ الَّذِي يَلِي جَسَد المُؤْتَزِر، وَكَذَلِكَ:
(هـ) الْحَدِيثُ الْآخَرُ «فليَنْزِع دَاخِلَة إِزَارِهِ» وَقِيلَ: أَرَادَ يَغْسِلُ العائِنُ مَوْضِعَ داخِلة إزارِه مِنْ جَسَده لَا إزارَه. وَقِيلَ: دَاخِلَةُ الإزارِ: الوَرِك. وَقِيلَ: أَرَادَ بِهِ مذاكِيرَه، فكَنَى بِالدَّاخِلَةِ عَنْهَا، كَمَا كُنِيَ عَنِ الفَرْج بالسَّرَاويل.
وَفِي حَدِيثِ قَتادة بْنِ النُّعْمَانِ: «كنتُ أرَى إسلامَه مَدْخُولًا» الدَّخَلُ بِالتَّحْرِيكِ: العَيْبُ والغِشُّ والفَسادُ. يَعْنِي أَنَّ إيمانَه كَانَ مُتَزَلْزِلاً فِيهِ نِفَاقٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: «إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلَاثِينَ كَانَ دينُ اللَّهِ دَخَلًا، وعبادُ اللَّهِ خَوَلا» وحقيقتُه أَنْ يُدْخِلوا فِي الدِّينِ أُموراً لَمْ تَجْرِ بِهَا السُّنَّةُ.
وَفِيهِ: «دَخَلَتِ العُمْرَةُ فِي الحَجّ» مَعْنَاهُ أَنَّهَا سَقَطَ فرضُها بوُجوب الْحَجِّ ودَخَلَتْ فِيهِ وَهَذَا تأويلُ مَنْ لَمْ يَرَها واجبَة. فَأَمَّا مَنْ أوْجَبَها فَقَالَ: مَعْنَاهُ أَنَّ عَمَل العُمْرَة قَدْ دَخَلَ فِي عَمَل الْحَجِّ، فَلَا يَرَى عَلَى القارِن أكثَر مِنْ إِحْرَامٍ وَاحِدٍ وطَوَافٍ وسَعْيٍ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّهَا قَدْ دَخَلَتْ فِي وَقْت الْحَجِّ وشُهورِه، لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَعْتَمِرُون فِي أشهُر الْحَجِّ، فأبْطَلَ الإسلامُ ذَلِكَ وأجَازَهُ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «مِن دُخْلَةِ الرَّحِم» يُرِيدُ الخاصَة والقَرَابة، وتُضَم الدَّالُ وتُكْسَر (هـ) وَفِي حَدِيثِ الحسَن «إِنَّ مِنَ النِّفاقِ اختلافَ الْمَدْخَلِ والمخْرَج» أَيْ سوءَ الطَّريقة والسِّيرة.
وَفِي حَدِيثِ مُعاذ وذكْرِ الحُور الْعِينِ «لَا تُؤْذِيه فَإِنَّهُ دَخِيل عِنْدَكِ» . الدَّخِيلُ:
الضَّيفُ والنَّزيلُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عديٍّ «وَكَانَ لنا جاراً أو دَخِيلًا» . 
دَخَلَ دُخولاً ومَدْخَلاً،
وتَدَخَّلَ وانْدَخَلَ وادَّخَلَ، كافْتَعَلَ: نَقيضُ خَرَجَ، ودَخَلْتُ به، وأدْخَلْتُهُ إِدْخالاً ومُدْخَلاً.
وداخِلَةُ الإِزَارِ: طَرَفُهُ الذي يَلي الجَسَدَ ويَلي الجانِبَ الأَيْمَنَ.
وداخِلَةُ الأرضِ: خَمَرُها وغامِضُها، ج: دَواخِلُ.
ودَخْلَةُ الرجُلِ، مُثَلَّثَةً،
ودَخيلَتُه ودَخيلهُ ودُخْلُلُهُ، بضم اللامِ وفَتْحِها،
ودُخَيْلاؤُهُ وداخِلَتُه ودُخَّلُهُ، كسُكَّرٍ،
ودِخالُهُ، ككِتابٍ،
ودُخَّيْلاهُ، كسُمَّيْهَى،
ودِخْلُهُ، بالكسر والفتحِ: نِيَّتُه ومَذْهَبُه، وجَميعُ أمرِه، وخَلَدُهُ، وبِطانَتُه.
(والدَّخيلُ) والدُّخْلُلُ، كقُنْفُذٍ ودِرْهَمٍ: المُداخِلُ والمُباطِنُ.
وداخِلُ الحُبِّ،
ودُخْلَلُهُ، كجُنْدَبٍ وقُنْفُذٍ: صَفاءُ داخِلِهِ.
والدَّخَلُ، محرَّكةً: ما داخَلَكَ من فَسادٍ في عَقْلٍ أو جِسْمٍ، وقَدْ دَخِلَ، كفَرِحَ وعُنِيَ، دَخْلاً ودَخَلاً، والغَدْرُ والمَكْرُ والداءُ والخَديعَةُ، والعَيْبُ في الحَسَبِ، والشَّجَرُ المُلْتَفُّ، والقومُ الذين يَنْتَسِبونَ إلى من لَيْسوا منهم، وداءٌ.
وحُبٌّ دَخيلٌ: داخِلٌ.
ودَخِلَ أمْرُهُ، كفَرِحَ: فَسَدَ داخِلُهُ.
وهو دَخيلٌ فيهم، أي: من غيرِهِم ويَدْخُلُ فيهم.
والدَّخيلُ: كلُّ كَلِمَةٍ أُدْخِلَتْ في كَلامِ العَرَبِ، ولَيْسَتْ منه، والحَرْفُ الذي بين حَرْف الرَّوِيِّ وألِفِ التَّأسيسِ، والفَرَسُ الذي يُخَصُّ بالعَلَفِ، وفَرَسُ الكَلَجِ الضَّبِّيِّ. وكمُكْرَمٍ: اللَّئيمُ الدَّعِيُّ.
وهُمْ في بَنِي فُلانٍ دَخَلٌ، محرَّكةً: يَنْتَسِبونَ مَعَهُم ولَيْسوا منهم.
والدَّخْلُ: الداءُ والعَيْبُ والريبَةُ، ويُحَرَّكُ، وما دَخَلَ عَلَيْكَ من ضَيْعَتِكَ. وكسُكَّرٍ: الغليظُ الجِسْمِ المُتَداخِلُهُ، وما دَخَلَ العَصَبَ من الخَصائِلِ، وما دَخَلَ من الكَلأَِ في أُصولِ الشجرِ، وما دخَلَ بين الظُّهْرانِ والبُطْنانِ من الريشِ، وطائرٌ أغْبَرُ،
كالدُّخْلَلِ، كجُنْدَبٍ وقُنْفُذٍ، ج: دَخاخِيلُ،
وع قُرْبَ المدينةِ ط بين ظلَمٍ ومِلْحَتَيْنِ ط. وككتابٍ: أن تُدْخِلَ بعيراً قد شَرِبَ بين بعيرَينِ لم يَشْرَبا، ليَشْرَبَ ما عَساهُ لم يكنْ شَرِبَ، وذَوائِبُ الفرسِ، ويُضَمُّ،
وـ من المَفاصِلِ: دُخولُ بعضِها في بعضٍ،
كالدَّخيلِ.
والدِّخْلَةُ، بالكسر: تَخْليطُ ألْوانٍ في لَوْنٍ.
وهو حَسَنُ الدِّخْلَةِ والمَدْخَل، أي: المَذْهَبِ في أُمورِه.
والدَّوْخَلَّةُ، وتُخَفَّفُ: سَفيفةٌ من خُوصٍ يُوضَعُ فيها التَّمْرُ.
وكقَبولٍ: ع.
والداخِلُ: لَقَبُ زُهَيْرِ بنِ حَرامٍ الشاعرِ الهُذَلِيِّ.
والدَّخيلِيُّ، كأَمِيرِيٍّ: الظَّبْيُ الرَّبيبُ. وكحَمْزَةَ: ة كثيرةُ التَّمْرِ، ومَعْسَلَةُ النَّحْلِ.
وهَضْبُ مَداخِلَ: مُشْرِفٌ على الرَّيَّانِ.
والدِّخْلِلُ، كزِبرِجٍ: ما دَخَلَ من اللَّحْمِ بين اللَّحْمِ.
والدُّخَيْلِياءُ: لُعْبَةٌ لهم.
والمُتَدَخِّلُ في الأمُورِ: مَن يَتَكَلَّفُ الدُّخولَ فيها. وكقُبَّرَةٍ: كلُّ لَحْمَةٍ مُجْتَمِعَةٍ.
ونَخْلَةٌ مَدْخولَةٌ: عَفِنَةٌ.
والمَدْخولُ: المَهْزولُ، ومَن في عَقْلِهِ دَخَلٌ، وقد دُخِلَ كعُنِيَ.

خَمَرَ

(خَمَرَ)
(هـ) فِيهِ «خَمِّرُوا الْإِنَاءَ وَأَوْكِئُوا السِّقاء» التَّخْمِيرُ: التَّغْطِيه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُ أُتِي بِإِنَاءٍ مِنْ لَبن، فَقَالَ: هلاَّ خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بعُود تَعْرضُه عَلَيْهِ» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَجِدُ الْمُؤْمِنَ إلاَّ فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ: فِي مسجدٍ يَعْمُره، أَوْ بَيْت يُخَمِّرُهُ، أَوْ مَعِيشةٍ يُدَبِّرها» أَيْ يَسْتُره ويُصْلح مِنْ شَأنه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَهل بْنِ حُنَيْف «انْطَلَقْت أَنَا وفُلان نَلتَمِس الْخَمَرَ» الخَمَرُ بِالتَّحْرِيكِ:
كُلُّ مَا سَتَرك مِنْ شَجَرٍ أَوْ بِناء أَوْ غَيْرِهِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي قَتادة «فأَبْغِنا مَكانا خَمِراً» أَيْ سَاتِرًا يَتَكاثَفُ شجرُه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدَّجَّالِ «حَتَّى يَنْتَهوا إِلَى جَبَل الْخَمَرِ» هَكَذَا يُروى بِالْفَتْحِ، يَعْنِي الشَّجَرَ الملْتَفّ، وَفُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ جَبَل بَيْت المقدسِ لِكَثْرَةِ شَجَرِهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلمان «أَنَّهُ كَتب إِلَى أَبِي الدّرْداء: يَا أَخِي إنْ بَعُدَت الدارُ مِنَ الدَّارِ فَإِنَّ الرُّوحَ مِنَ الرُّوحِ قَرِيبٌ، وطَيْر السَّمَاءِ عَلَى أرْفَةِ خَمَرِ الْأَرْضِ تَقَع» الأرْفَه: الأخْصَبُ، يُرِيدُ أنَّ وطَنَه أرْفَقُ بِهِ وأرْفَه لَهُ فَلَا يُفارِقُه. وَكَانَ أَبُو الدَّرْداء كَتب إِلَيْهِ يَدْعُوه إِلَى الْأَرْضِ المقدَّسة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي إِدْرِيسَ «قَالَ دَخَلْت المسجد وَالنَّاسُ أَخْمَرُ مَا كَانُوا» أَيْ أوْفَر.
يُقَالُ دَخَل فِي خَمَارِ النَّاسِ: أَيْ فِي دَهْمائهم. ويُروَى بِالْجِيمِ .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُوَيْس القَرَني «أَكُونُ فِي خَمَارِ النَّاسِ» أَيْ فِي زَحْمَتِهِم حَيْث أخْفَى وَلَا أُعْرَف.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ «قَالَ لَهَا وَهِيَ حَائِضٌ ناوِلِيني الْخُمْرَة» هِيَ مقدارُ مَا يَضَع الرجُل عَلَيْهِ وجْهه فِي سُجُودِهِ مِنْ حَصِير أَوْ نَسِيجة خُوص وَنَحْوِهِ مِنَ النَّباتِ، وَلَا تَكُونُ خُمْرَة إِلَّا فِي هذا المقدار وسُمِّيت خُمْرَة لِأَنَّ خُيوطها مَسْتُورة بِسَعَفِها، وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ. هَكَذَا فُسِّرت. وَقَدْ جَاءَ فِي سُنن أَبِي دَاوُدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَتْ فأرةٌ فَأَخَذَتْ تَجُرّ الفَتِيلة، فَجَاءَتْ بِهَا فألقَتْها بَيْنَ يَدَي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الخُمْرَة الَّتِي كَانَ قاعِداً عَلَيْهَا، فأحْرقتْ مِنْهَا مِثْلَ مَوْضِعِ دِرهَمٍ. وَهَذَا صَرِيحٌ فِي إِطْلَاقِ الخُمْرَة عَلَى الْكَبِيرِ مِنْ نَوْعها.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يَمْسَح عَلَى الخُفّ والخِمَار» أَرَادَ بِهِ الْعِمَامَةَ، لِأَنَّ الرَّجُلَ يُغَطّي بهِا رأسَه، كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ تغطِّيه بِخِمَارِهَا، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ قَدِ اعْتمَّ عِمَّه الْعَرَبِ فأدارَها تَحْتَ الحَنَكِ فَلَا يَسْتَطِيعُ نَزْعَها فِي كُلِّ وَقْتٍ فَتَصِيرُ كالخفَّين، غَيْرَ أَنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى مَسح الْقَلِيلِ مِنَ الرَّأْسِ، ثُمَّ يَمْسح عَلَى الْعِمَامَةِ بَدَلَ الاسْتيعاب.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عمْرو «قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: مَا أشْبه عَيْنَك بِخِمْرَة هِند» الخِمْرَةُ هَيْئة الِاخْتِمَارِ.
وَفِي المَثل «إنَّ العَوانَ لَا تُعَلَّم الخِمْرَةَ» أَيِ الْمَرْأَةُ المُجَرِّبة لَا تُعَلَّم كَيْفَ تَفْعَل.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ «مَنِ اسْتَخْمَرَ قَوْمًا أوّلُهم أَحْرَارٌ وَجِيرَانٌ مُسْتَضْعَفُونَ فَإِنَّ لَهُ مَا قَصَرَ فِي بيتِه» اسْتَخْمَرَ قَوْمًا أَيِ اسْتَعْبَدَهم بلُغة الْيَمَنِ. يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ أَخْمِرْنِي كَذَا: أَيْ أعْطنيه ومَلِّكْني إِيَّاهُ: الْمَعْنَى مَن أخَذ قَوْمًا قهْراً وتملُّكا، فإنَّ مَن قَصَره: أَيِ احْتَبَسه واحْتَازَه فِي بَيْتِه واسْتَجْراه فِي خدْمتِه إِلَى أنْ جَاءَ الْإِسْلَامُ فَهُوَ عبْد لَهُ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: الْمُخَامَرَةُ: أَنْ يَبيع الرجُلُ غُلَامًا حُرَّا عَلَى أَنَّهُ عبْد، وَقَوْلُ مُعاذ مِنْ هَذَا، أَرَادَ مَن اسْتَعْبَد قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ جَاءَ الْإِسْلَامُ فَلَهُ مَا حَازَه فِي بَيْتِه لَا يُخْرج مِنْ يَدِهِ. وَقَوْلُهُ وَجِيرَانٌ مُسْتَضْعَفون، أَرَادَ رُبَّمَا اسْتَجَارَ بِهِ قَوْمٌ أَوْ جَاوَرُوهُ فاسْتَضْعَفَهم واسْتَعْبَدَهم، فَكَذَلِكَ لَا يُخْرَجون مِنْ يَدِهِ، وَهَذَا مَبْنيٌّ عَلَى إقْرَار النَّاس عَلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَلِّكْه عَلَى عُرْبهم وخُمُورهم» أَيْ أَهْلِ الْقُرَى، لِأَنَّهُمْ مَغْلُوبُونَ مَغْمُورون بِمَا عليْهم مِنَ الخرَاج والكُلف والأثْقال، كَذَا شرَحه أَبُو مُوسَى.
وَفِي حَدِيثِ سَمُرة «أَنَّهُ بَاعَ خَمْراً، فَقَالَ عُمَرُ: قَاتَلَ اللَّهُ سَمُرة» الْحَدِيثَ. قَالَ الخطَّابي: إِنما بَاعَ عَصِيراً ممَّن يَتَّخِذه خَمْراً، فَسمَّاه باسم ما يَؤُول إِلَيْهِ مَجَازًا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى «إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً» فَنَقَم عَلَيْهِ عُمَرُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ مكْرُوه أَوْ غَيْرُ جَائِزٍ. فَأَمَّا أَنْ يَكُونَ سَمُرة بَاعَ خَمْراً فَلاَ، لِأَنَّهُ لَا يَجْهل تَحْرِيمه مَعَ اشْتِهَاره.

خَلَطَ

(خَلَطَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «لَا خِلَاط ولاَ وِرَاط» الْخِلَاطُ مَصْدَر خَالَطَهُ يُخَالِطُهُ مُخَالَطَةً وخِلَاطاً. وَالْمُرَادُ بِهِ أَنْ يَخْلِطَ الرَّجُلُ إِبِلَهُ بِإِبِلِ غَيْرِهِ، أَوْ بَقَره أَوْ غَنَمة ليمْنَع حَقَّ اللَّهِ مِنْهَا ويَبْخَسَ المُصَدِّقَ فِيمَا يَجب لَهُ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ «لَا يُجْمَع بَيْنَ مُتَفَرّق وَلَا يُفَرّق بَيْنَ مُجْتَمع خَشْيَة الصَّدَقَةِ» أَمَّا الْجَمْعُ بَيْنَ المُتَفَرِّق فَهُوَ الخِلَاطُ. وَذَلِكَ أَنْ يَكُونَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مَثَلًا، وَيَكُونُ لكُلّ وَاحِدٍ أَرْبَعُونَ شَاةً، وَقَدْ وجَب عَلَى كُلِّ واحدٍ مِنْهُمْ شَاةٌ، فَإِذَا أظَلَّهُم المُصَدّق جَمَعُوهَا لِئَلَّا يكُون عَلَيْهِمْ فِيهَا إلاَّ شَاة وَاحِدَةٌ. وَأَمَّا تَفْرِيقُ المُجْتَمع فَأَنْ يَكُونَ اثْنان شريكان، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةُ شَاةٍ وشَاةٌ، فَيَكُونُ عَلَيْهِمَا فِي مَالَيْهما ثلاثُ شيَاه، فَإِذَا أظَلَّهُما المُصَدّق فَرَّقَا غَنَمهما، فَلَمْ يَكُنْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَّا شَاةٌ وَاحِدَةٌ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: الخطَاب فِي هَذَا لِلْمُصَدِّقِ وَلِرَبِّ الْمَالِ.
قَالَ: والخَشْيَة خَشْيَتان: خَشْيَة السَّاعي أَنْ تَقِلَّ الصَّدقة، وخَشْية رَبِّ الْمَالِ أَنْ يَقِلَّ مالُه، فأمَر كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْ لَا يُحْدِث فِي الْمَالِ شَيْئًا مِنَ الْجَمْعِ والتَّفريق. هَذَا عَلَى مذهب الشافعى، إذا الْخُلْطَةُ مُؤَثِّرَةٌ عِنْدَهُ. أَمَّا أَبُو حَنِيفَةَ فَلَا أثَر لَهَا عِنْدَهُ، وَيَكُونُ مَعْنَى الْحَدِيثِ نَفْي الْخِلَاطِ لِنفْي الْأَثَرِ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: لَا أَثَرَ لِلْخُلْطَةِ فِي تَقليل الزَّكَاةِ وَتَكْثِيرِهَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الزَّكَاةِ أَيْضًا «وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بالسَّويَّة» الْخَلِيطُ: الْمُخَالِطُ، وَيُرِيدُ بِهِ الشَّرِيكَ الَّذِي يَخْلِطُ مَالَهُ بِمَالِ شَرِيكِهِ. والتراجُعُ بَيْنَهُمَا هُوَ أَنْ يَكُونَ لأحدِهما مَثلا أَرْبَعُونَ بَقَرَةً وَلِلْآخَرِ ثَلَاثُونَ بَقَرَةً، وَمَالُهُمَا مُخْتَلِطٌ، فَيَأْخُذُ السَّاعِي عَنِ الْأَرْبَعِينَ مُسِنَّة، وَعَنِ الثَلَاثِينَ تَبِيعًا، فَيَرْجِعُ بَاذِلُ الْمُسِنَّةِ بِثَلَاثَةِ أَسْبَاعِهَا عَلَى شَرِيكِهِ، وباذِل التَّبيع بِأَرْبَعَةِ أسْباعه عَلَى شَرِيكِهِ، لِأَنَّ كلَّ وَاحِدٍ مِنَ السِّنَّين واجبٌ عَلَى الشُّيُوعِ، كَأَنَّ الْمَالَ مِلْكُ وَاحِدٍ. وَفِي قَوْلِهِ بِالسَّوِيَّةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ السَّاعِيَ إِذَا ظَلَمَ أَحَدَهُمَا فَأَخَذَ مِنْهُ زِيَادَةً عَلَى فَرْضِهِ فَإِنَّهُ لَا يرجِع بِهَا عَلَى شَرِيكه، وَإِنَّمَا يَغْرَمُ لَهُ قِيمَةَ مَا يَخُصُّهُ مِنَ الْوَاجِبِ دُون الزِّيَادَةِ. وَفِي التَّرَاجُعِ دليلٌ عَلَى أَنَّ الْخُلْطَةَ تَصِحُّ مَعَ تَمْيِيزِ أَعْيَانِ الْأَمْوَالِ عِنْدَ مَن يَقُولُ بِهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ النَّبِيذ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ الخَلِيطَيْنِ أَنْ يُنْبَذا» يُرِيدُ مَا يُنْبَذُ مِنَ البُسر والتَّمر مَعًا، أَوْ مِنَ العِنَب والزَّبيب، أَوْ مِنَ الزَّبيب وَالتَّمْرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُنْبَذ مُخْتَلِطاً. وَإِنَّمَا نَهى عَنْهُ لِأَنَّ الأنْواع إِذَا اختَلَفت فِي الانْتبَاذِ كَانَتْ أسْرَع لِلشِّدَّةِ والتَّخْمِير.
والنَّبيذُ المعمولُ مِنْ خَلِيطَيْنِ، ذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى تَحْريمه وَإِنْ لَمْ يُسْكِر أخْذاً بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ، وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ وَأَحْمَدُ. وعامَّة المُحَدِّثين قَالُوا: مَنْ شَرِبه قَبْلَ حُدوث الشَّدة فِيهِ فَهُوَ آثِمٌ مِنْ جهةٍ واحدةٍ، ومَن شَرِبه بَعْدَ حُدوثها فَهُوَ آثِمٌ مِنْ جِهَتَين: شُرْبِ الْخَلِيطَيْنِ وشُرْبِ المُسْكِر. وَغَيْرُهُمْ رخَّص فِيهِ وعَلَّلوا التحريم بالإسكار.
(س) وَفِيهِ «مَا خَالَطَت الصَّدقة مَالًا إِلَّا هَلَكته» قَالَ الشَّافِعِيُّ: يَعْنِي أَنَّ خِيانة الصَّدقة تُتْلف الْمَالَ الْمَخْلُوطُ بِهَا. وَقِيلَ هُوَ تَحْذِير للعُمال عَنِ الْخِيَانَةِ فِي شَيْءٍ مِنْهَا. وَقِيلَ هُوَ حَثٌ عَلَى تَعْجِيلِ أَدَاءِ الزَّكَاةِ قَبْلَ أَنْ تَخْتَلِطَ بِمَالِهِ.
وَفِي حَدِيثِ الشُّفْعة «الشَّرِيك أَوْلَى مِنَ الْخَلِيطِ، والخَلِيطُ أَوْلَى مِنَ الجارِ» الشَّرِيكُ:
المُشارِكُ فِي الشُّيوع، والخَلِيطُ: المُشارك فِي حُقوق المِلْكِ كالشِّرْب والطَّريق وَنَحْوِ ذَلِكَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الوَسْوَسة «رَجَع الشَّيْطَانُ يَلْتمِسُ الخِلَاط» أَيْ يُخَالِطُ قَلْب المُصَلي بِالْوَسْوَسَةِ. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُبَيْدَةَ «وَسُئِلَ مَا يُوجب الغُسل؟ قَالَ: الخَفْق والخِلَاطُ» أَيِ الجماعُ، مِنَ الْمُخَالَطَةِ.
(س) وَمِنْهُ خُطْبَةُ الْحَجَّاجِ «لَيْسَ أَوَانٌ يَكْثُر الْخِلَاطُ» يَعْنِي السِّفاد.
وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «أَنَّ رَجُلَيْنِ تَقَدَّمَا إِلَيْهِ فَادَّعَى أحدُهما عَلَى صَاحِبِهِ مَالًا، وَكَانَ المُدَّعي حُوَّلاً قُلَّبا مِخْلَطاً مِزْيَلاً» الْمِخْلَطُ بِالْكَسْرِ الَّذِي يَخْلِطُ الْأَشْيَاءَ فيُلْبِسُها عَلَى السَّامِعِينَ وَالنَّاظِرِينَ.
وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ «وَإِنْ كان أحدُنا لَــيَضَع كما تَضَع الشاة، ماله خِلْطٌ» أَيْ لَا يَخْتَلِطُ نَجْوُهُم بعضُه بِبَعْضٍ لِجَفَافِهِ ويُبْسِه، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَأْكُلُونَ خُبْز الشَّعِيرِ وَوَرَقَ الشَّجَرِ لفَقْرِهم وحاجتِهم.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ «كُنَّا نُرْزَقُ تمْر الجَمْع عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم» وهو الْخِلْطُ مِنَ التَّمْرِ: أَيِ الْمُخْتَلِطُ مِنْ أَنْوَاعٍ شِتَّى.
وَفِي حَدِيثِ شُرَيح «جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي طَلَّقت امْرَأَتِي ثَلَاثًا وَهِيَ حائضٌ، فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَخْلِطُ حَلَالًا بِحَرَامٍ» أَيْ لا أحْتَسِب بالحيْضة الَّتِي وَقَعَ فِيهَا الطلاقُ مِنَ العِدّة، لِأَنَّهَا كَانَتْ لَهُ حَلَالًا فِي بَعْضِ أَيَّامِ الحْيضة وحراما في بعضِها.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ يَصِفُ الأبْرَارَ «وَظَنَّ الناسُ أَنْ قَدْ خُولِطُوا وَمَا خُولِطُوا، وَلَكِنْ خَالَطَ قلبَهم هَمٌّ عظيمٌ» يُقَالُ خُولِطَ فُلان فِي عَقْله مُخَالَطَةً إِذَا اخْتَلَّ عَقْله.

خَفَضَ

(خَفَضَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الخَافِضُ» هُوَ الَّذِي يَخْفِضُ الجبَّارِين والفَرَاعِنة: أَيْ يَضَعُــهُم ويُهِينُهم، ويَخْفِضُ كلَّ شَيْءٍ يُرِيدُ خَفْضَهُ. والخَفْضُ ضِدُّ الرَّفع.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ اللَّهَ يَخْفِضُ القِسط ويَرْفُعه» القِسْط: العَدْل يُنْزِله إِلَى الْأَرْضِ مرَّة وَيَرْفَعُهُ أخْرَى.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدَّجّال «فَرَفَّعَ فِيهِ وخَفَّضَ» أَيْ عظَّم فِتْنَته ورفَعَ قدْرَها، ثُمَّ وهَّن أمْرَه وقدْرَه وَهَوَّنَه. وَقِيلَ: أَرَادَ أَنَّهُ رفَع صوتَه وخَفَضه فِي اقْتِصاص أمْره. وَمِنْهُ حَدِيثُ وفْدِ تَمِيم «فَلَمَّا دَخَلوا المَدينة بهَشَ إِلَيْهِمُ النِّسَاء والصّبْيانُ يَبْكُون فِي وُجُوهِهِمْ فَأَخْفَضَهُمْ ذَلِكَ» أَيْ وَضَع مِنْهُمْ. قَالَ أَبُو مُوسَى: أظُنُّ الصَّواب بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ:
أَيْ أغْضبهم.
وَفِي حَدِيثِ الإفْكِ «وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ» أَيْ يُسكِّنهم ويُهَوِّن عَلَيْهِمُ الْأَمْرَ، مِن الخَفْضِ: الدَّعة والسُّكون.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «قَالَ لِعَائِشَةَ فِي شَأْنِ الإفكِ: «خَفِّضِي عليكِ» أَيْ هَوِّني الأمْرَ عليكِ وَلَا تَحْزَني لَهُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ «إِذَا خَفَضْتِ فأشِمِّي» الخَفْضُ لِلنِّسَاءِ كالختان للرّجال. وقد يقال للخائن خَافِضٌ، وَلَيْسَ بِالْكَثِيرِ.

خَصَفَ

(خَصَفَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يُصَلى، فَأَقْبَلَ رجُل فِي بَصَرِه سُوءٌ فَمَرَّ بِبِئْرٍ عَلَيْهَا خَصَفَة فَوَقَعَ فِيهَا» الْخَصَفَةُ بِالتَّحْرِيكِ: وَاحِدَةُ الخَصَف: وَهِيَ الجُلّة الَّتِي يُكنَزُ فِيهَا التَّمْرُ، وَكَأَنَّهَا فَعَل بِمَعْنَى مَفْعُول، مِنَ الْخَصْفِ، وَهُوَ ضَمُّ الشَّيْءِ إِلَى الشَّيْءِ، لأنه شيء منسوج من الخُوص. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ لَهُ خَصَفَةٌ يَحْجُرُها ويُصَلّى عليها» .
(س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَنَّهُ كَانَ مُضْطَجِعاً عَلَى خَصَفَةٍ» وتُجْمَع عَلَى الْخِصَافِ أَيْضًا.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ تُبَّعاً كَسَا الْبَيْتَ المُسُوح فانْتَفَض الْبَيْتُ مِنْهُ ومَزَّقه عَنْ نَفْسِهِ، ثُمَّ كسَاه الْخَصَف فَلَمْ يَقْبَله، ثُمَّ كَسَاهُ الأنْطَاع فَقَبِلَهَا» قِيلَ أَرَادَ بِالْخَصَفِ هَاهُنَا الثّيابَ الغِلاَظَ جِدًّا، تشَبْيِهاً بالخَصَف الْمَنْسُوجِ مِنَ الخُوصِ.
وَفِيهِ «وَهُوَ قَاعِدٌ يَخْصِفُ نعلَه» أَيْ كَانَ يَخْرِزُها، مِنَ الْخَصْفِ: الضَّمِّ وَالْجَمْعِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي ذِكْرِ عَلِيٍّ «خَاصِفُ النَّعل» .
(هـ) وَمِنْهُ شِعْرُ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَمْدَحُ النَّبيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مِنْ قَبْلِها طِبْت فِي الظّلاَلِ وَفِي ... مُسْتَوْدَعٍ حيثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ
أَيْ فِي الجَنَّة، حَيْثُ خَصَفَ آدمُ وحَوّاء عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ.
وَفِيهِ «إِذَا دَخل أحدُكُم الحَمَّامَ فَعَلَيْهِ بالنَّشِيرِ ولا يَخْصِفُ» النّشيرُ: المِئْزَرُ. وَقَوْلُهُ لَا يَخْصِف: أَيْ لَا يَضَع يَدَه عَلَى فَرْجِهِ.

خَرَصَ

(خَرَصَ)
فِيهِ «أيُّما امرأةٍ جَعَلَت فِي أُذُنها خُرْصاً مِنْ ذَهَب جُعِل فِي أُذُنها مِثُلهُ خُرْصاً مِنَ النَّارِ» الْخِرْصُ- بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ- الحلْقة الصَّغِيرَةُ مِنَ الحَلْى، وَهُوَ مِنْ حَلْى الأذُن. قِيلَ كَانَ هَذَا قَبْلَ النَّسْخِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَت إباحةُ الذَّهب لِلنِّسَاءِ. وَقِيلَ هُوَ خاصٌّ بِمَنْ لَمْ تؤدِّ زكاةَ حَلْيِها.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ وَعَظ النِّسَاءَ وحَثَّهُنّ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَت الْمَرْأَةُ تُلْقي الْخُرْصَ والخاتَم» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «إِنَّ جُرْح سَعْد بَرَأ فَلَمْ يَبْق مِنْهُ إِلَّا كالخُرْصِ» أَيْ فِي قِلَّةِ مَا بَقِيَ مِنْهُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكْرُه فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ أَمَرَ بِخَرْص النَّخْلِ والكَرْم» خَرَصَ النَّخْلَةَ والكَرْمة يَخْرُصُهَا خَرْصاً:
إِذَا حَزَرَ مَا عَلَيْهَا مِنَ الرُّطب تَمْرا وَمِنَ الْعِنَبِ زَبِيبًا، فَهُوَ مِنَ الْخَرْصِ: الظَّنِّ؛ لِأَنَّ الحَزْر إِنَّمَا هُوَ تَقْدِيرٌ بِظَنٍّ، وَالِاسْمُ الْخِرْص بِالْكَسْرِ. يُقَالُ كَمْ خِرْصُ أرضِك؟ وَفَاعِلُ ذَلِكَ الْخَارِصُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ العِنَبَ خَرْصاً» هُوَ أَنْ يَضعَــه فِي فِيهِ ويُخْرِج عُرْجُونه عَارِيًا مِنْهُ، هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ الروايات، والمَرْوِيّ خَرْطاً بالطاء. وسيجيء.
(س) وفي حديث علي «كنت خَرِصاً» أي بي جُوع وبَرْد. يُقَالُ خَرِصَ بِالْكَسْرِ خَرَصاً، فَهُوَ خَرِصٌ وخَارِصٌ: أَيْ جَائِعٌ مَقْرور.

قَطْ

قَطْ
الجذر: ق ط

مثال: لَمْ أَره قَطْ
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: للخطأ في الضبط.

الصواب والرتبة: -لم أره قَطُّ (عند الوصل) [فصيحة]-لم أره قَطّ (عند الوقف) [فصيحة]
التعليق: كلمة «قَطُّ» بفتح القاف وتشديد الطاء المضمومة بمعنى: فيما مضى، وهي في حالة الوقف تنطق بالتشديد مع السكون ولا تظهر الضمة.
قَطْرَان
الجذر: ق ط ر

مثال: يُستخدم القَطْران لرصف الطرق
الرأي: مرفوضة
السبب: للخطأ في ضبط الكلمة بتسكين الطاء.

الصواب والرتبة: -يُستخدم القَطْران لرصف الطرق [فصيحة]-يُستخدم القَطِرَان لرصف الطرق [فصيحة]-يُستخدم القِطْران لرصف الطرق [فصيحة]
التعليق: وردت هذه الكلمة متعددة الضبط: «قَطِران»، «قِطْران»، «قَطْران»، ففي المصباح: وفيه لغتان فتح القاف وكسر الطاء، وبها قرأ السبعة في قوله تعالى: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ} إبراهيم/50، والثانية كسر القاف وسكون الطاء «، وكذلك وردت» قَطْران" في إحدى القراءات القرآنية: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطْرَانٍ} إبراهيم/50؛ ومن ثمَّ يجوز الضبط المرفوض، وقد سجَّل الأساسيّ هذا الضبط.
(قَطْ)
(س) فِيهِ «ذَكَر النارَ فَقَالَ: حَتَّى يَضَعَ الجبَّارُ فِيهَا قَدَمَه فَتَقُولُ: ــقَطْ قَطْ» بِمَعْنَى حَسْب، وَتَكْرَارُهَا لِلتَّأْكِيدِ، وَهِيَ سَاكِنَةُ الطَّاءِ مخففَّة. وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ «فَتَقُولُ: قَطْنِي قَطْنِي» أَيْ حَسْبِي.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتْلِ ابْنِ أَبِي الحُقيق «فتَحامل عَلَيْهِ بسَيْفه فِي بَطْنه حَتَّى أنفَذَه، فَجَعل يَقُولُ:
قَطْنِي قَطْنِي» .
(س) وَفِي حَدِيثِ أُبَيّ «وَسَأَلَ زِرّ بْنُ حُبَيْش عَنْ عدَد سُورَةِ الْأَحْزَابِ فَقَالَ: إمَّا ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ، أَوْ أَرْبَعًا وَسَبْعِينَ فَقَالَ: أقَطْ؟» بِأَلِفِ الاسِتفهام: أَيْ أحَسْب؟
وَمِنْهُ حَدِيثُ حَيْوَة بْنِ شُرَيح «لَقيتُ عُقْبَة بْنَ مُسْلِمٍ فَقُلْتُ لَهُ: بَلَغني أَنَّكَ حَدَّثْتَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وبوَجْهه الْكَرِيمِ، وسُلطانه الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، قَالَ: أقَطْ؟
قلتُ: نَعم» .

ضعضع

(ضعضع)
الْبناء هَدمه حَتَّى الأَرْض وَالرجل أضعفه وأخضعه وذلله
[ضعضع] ما "تضعضع" امرؤ لآخر يريد عرض الدنيا إلا ذهب ثلثا دينه، أي خضع وذل. ومنه ح: "تضعضع" بهم الدهر فأصبحوا في ظلمات القبور، أي أذلهم.

ضعضع


ضَعْضَعَ
a. Threw, cast down; overthrew; brought low.
b. [ coll. ], Scattered about.

تَضَعْضَعَa. Was thrown down; was overthrown; was abased.
b. [ coll. ], Was dispersed.
c. [ coll. ], Was hidden.
d. [ coll. ], Lost his reason (
in illness ).
ضَعْضَاْعa. Weak.
ض ع ض ع

ضعضعته النوائب فتضعضع، وتضعضع فلان: افتقر، وفلان متضعضع: فقير. وأنشد النضر:

وقد كان يخشاك الثريّ ويتقي ... أذاك ويرجو نفعك المتضعضع
(ض ع ع)

الضَّعْضَعَة: الخضوع والتذلل.

وَقد ضَعْضَعَه الأمرُ، فتَضَعْضَع، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وتَجلُّدِي للشَّامِتِينَ أُريهِمُ ... أنِّي لِرَيْبِ الدَّهرِ لَا أتَضَعْضَعُ

وَفِي الحَدِيث: " مَا تَضَعْضَع امرؤٌ لآخر، يُرِيد بِهِ عَرَض الدُّنْيَا، إِلَّا ذهب ثلُثا دينه ". وتضَعضَع الرجل: ضعف وخف جِسْمه، من مرض أَو حزن، وتضعضَع مَاله: قَلّ.
ضعضع
ضعضعَ يضعــضع، ضعضعةً، فهو مُضعضِع، والمفعول مُضعضَع
• ضعضع البناءَ: دكَّه، هدمه حتَّى الأرض "ضعضع خُطَّة خَصْمِه: أفسدها".
• ضعضع الرَّجلَ:
1 - أضعفَه "ضعضعته النوائِبُ".
2 - أخضعه وأذلّه. 

تضعضعَ/ تضعضعَ بـ يتضعضع، تَضَعْضُعًا، فهو مُتضعضِع، والمفعول مُتضعضَع به
• تضعضع الشَّخصُ:
1 - ضعُف وخفَّ جسمُه من مرضٍ أو حُزن ونحوهما "تضعضع بعد خسارته- تضعضعتِ الأرملةُ بعد موت زوجها".
2 - خضع وذلّ وافتقر.
• تضعضع الجيشُ: هُزِم وتشتَّت، تبدَّدت قُواه "تضعضع العدوُّ- تضعضع الفريقُ المُنافِس".
• تضعضع الوضعُ: اضطرب، تشوَّش، تردّى "تضعضع الموقِفُ- تضعضعتِ القضيَّةُ".
• تضعضع مالُه: قلَّ.
• تضعضع به الدَّهرُ: أذلّه. 

ضَعْضاع [مفرد]: ضعيف "رجل ضَعْضاع". 

ضَمَرَ

(ضَمَرَ)
فِيهِ «مَنْ صامَ يَوْمًا فِي سَبيل اللَّهِ باعَده اللَّهُ مِنَ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً للمُضَمِّرِ المُجِيد» المُضَمِّر: الَّذِي يُضَمِّرُ خَيْلَه لغَزْوٍ أَوْ سِباقٍ. وتَضْمِير الخَيل: هُوَ أَنْ يُظاهِر عَلَيْهَا بالعَلَف حَتَّى تسمَن، ثُمَّ لَا تُعْلف إَّلا قُوتاً لتَخفَّ. وَقِيلَ تُشُّد عَلَيْهَا سُرُوجُها وتُجَلَّل بالأجِلَّة حَتَّى تَعْرَق تَحْتَها فيَذهبَ رَهَلُها ويَشْتَدَّ لحُمها. والمُجيد: صاحبُ الجيِاد. والمعْنَى أَنَّ اللَّهَ يُباعِدهُ مِنَ النَّارِ مَسَافةَ سَبْعِينَ سَنة تقطَعُها الخيلُ المُضَمَّرَة الجِيادُ رَكْضاً.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «التَّضْمِير» فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ «اليومَ المِضْمَار وغَداً السِّباقُ» أَيِ الْيَوْمَ العَمَل فِي الدُّنيا للاسْتباق فِي الْجَنَّةِ. والمِضْمَار: المَوْضعُ الَّذِي تُضَمَّرُ فِيهِ الْخَيْلُ، وَيَكُونُ وَقْتاً لِلْأَيَّامِ الَّتِي تُضَمَّرُ فِيهَا. ويُروى هَذَا الْكَلَامُ أَيْضًا لعلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.وَفِيهِ «إِذَا أبْصرَ أحدُكم امْرأةً فلْيأتِ أهْلَه، فَإِنَّ ذَلِكَ يُضْمِرُ مَا فِي نَفْسه» أَيْ يُضْعِــفه ويُقَلِّله، مِنَ الضُّمُور، وَهُوَ الهُزَال والضعَّف.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «كتَب إِلَى مَيمُون بْنِ مِهْرانَ فِي مَظَالِمَ كَانَتْ فِي بَيتِ الْمال أَنْ يَرُدَّها عَلَى أرْبابها ويأخُذَ مِنْهَا زكاةَ عامِها، فَإِنَّهَا كَانَتْ مَالًا ضِمَاراً» المالُ الضِّمَار: الغائبُ الَّذِي لَا يُرجَى، وَإِذَا رُجِيَ فَلَيْسَ بِضِمَارٍ، مِنْ أَضْمَرْتُ الشيءَ إِذَا غيَّبْتَه، فِعَال بِمَعْنَى فاعِل، أَوْ مُفْعَل، ومثلُه مِنَ الصِّفات: ناقةٌ كِنازٌ. وَإِنَّمَا أخَذَ مِنْهُ زَكَاةَ عامٍ واحدٍ، لأنَّ أربابَه مَا كَانُوا يَرْجُون رَدَّه عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يُوجِب عَلَيْهِمْ زكاةَ السِّنين الماضِية وَهُوَ فِي بَيتِ المالِ.

حط

حطَّ
الحَطّ: إنزال الشيء من علو، وقد حططت الرجل، وجارية محطوطة المتنين، أي: ملساء غير مختلفة ولا داخلة، أي: مستوية الظهر، وقوله تعالى: وَقُولُوا حِطَّةٌ
[البقرة/ 58] ، كلمة أمر بها بنو إسرائيل، ومعناه: حطّ عنا ذنوبنا ، وقيل: معناه: قولوا صوابا.
حط
الحَطُّ في وَضْعِ الأحْمَالِ: مَعْروفٌ. والاعْتِمادُ في السَّيْر. وفي السِّعْرِ. وهو الحَدْرُ من العُلُوِّ. واللاّزم: الانْحِطاطُ. والحُطُوْطُ: كالحُدُوْرِ. وحِطَّةٌ: كلمةٌ تُسْتَحَطُّ بها الأوْزارُ. والحَطَاطَةُ: بَثْرَةٌ في الوَجْهِ. وجارِيَةٌ مَحْطُوطَةُ المَتْنَيْنِ: مَمْدُوْدَةٌ حَسَنَةٌ. والمِحَطُّ: ما يُحَطُّ به الجِلْدُ. وسَيْفٌ مَحْطُوطٌ: مُرْهَفٌ. وحِرٌ حُطَائِطٌ بُطَائطٌ - إتْباعٌ -: أي ضَخْمٌ. والحُطَائطَةٌ بُرَّةٌ حَمْراءُ صِغَارٌ. وحُطَّ البَعيرُ فهو مَحْطُوطٌ: إذا طَنِيَ فَيُضْجَعُ فَيُمَرُّ بين أضلاعِه وَتِدٌ إمْراراً لا يُحَزِّقُ. ورَجُلٌ حَطَوْطَى: أي نَزِقٌ. وحِطِّيْطى: من الحَطِّ. وأتانا بطعام فَحَططْنا فيه - مُخَفَّفٌ ومُشَدَّدٌ -: أي أكَلْنا. وانْحَطَّ الشيْءُ وحَطْحَطَ: بمعنى.
باب الحاء مع الطاء ح ط، ط ح مستعملان

حط: الحَطُّ: وَضْعُ الأحمال عن الدَّوابِّ. والحَطُّ: الحَدْرُ من العُلوِّ. وحَطَّتِ النَجيبةُ وانحَطَّتْ في سيرها من السرعة، قال النابغة يمدح النُّعمانَ:

فما وخدت بمثلك ذات غرب ... حطوط في الزمام ولا لَجُونُ

وقال:

مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقِبلٍ مُدْبرٍ مَعاً ... كجُلْمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيْلُ من عَلِ

وحَطَّ عنه ذُنُوبَه، قال:

واحْطُطْ إلهي بفَضْلٍ منك أوزاري

والحَطاطةُ: بَثُرٌة تخرُج في الوجه صغيرة تُقَبِّح اللَّوْنَ ولا تُقَرِّح، قال:

ووجهٍ قد جَلَوتِ أُقَيْم صافٍ ... كقَرْن الشمس ليس بذي حطاط وبَلَغَنا أنَّ بني إسرائيلَ حيثُ قيل لهم: وَقُولُوا حِطَّةٌ * إنّما قيل لهم ذلك حتّى يَسْتَحِطُّوا بها أوزارهم فتُحَطَّ عنهم. ويقالُ للجارية الصغيرة: يا حَطاطةُ. وجاريةٌ مَحْطُوطُة المَتْنَيْن أي ممدُودةٌ حَسَنة، قال النابغة:

محطُوطةُ المَتْنَينِ غيرُ مُفاضةٍ

طح: الطَحَّ: أنْ يَضَعَ الرجلُ عَقِبَه على شيءٍ ثمَّ يَسْحَجُه بها. والمِطَحّةُ من الشّاةِ مُؤَخَّرُ ظِلْفها وتحتَ الظِلّفْ في مَوْضِع المِطَحَّة عُظَيم كالفَلْكة. والطَّحْطَحَةُ: تفريق الشيء هَلاكاً، وقال في خالد بن عبد الله القَسْريّ:

فيُمْسي نابذاً سُلْطان قَسْرٍ ... كضَوء الشمس طَحْطَحَه الغُرُوبُ
الْحَاء والطاء

الحَطُّ: الوَضْعُ. حَطَّهُ يَحُطُّه حَطّا فانحَطَّ.

وحَطَّ الحِمْلَ عَن الْبَعِير يَحُطُّه حَطاًّ: انْزَله.

وكلُّ مَا انزله عَن ظَهرٍ فقد حَطَّه.

وحطَّ اللهٌ وِزْرَهُ: وَضَعَه، مَثَلٌ بذلك.

واسْتَحَطَّهُ وِزْرَهُ: سَأَلَهُ أَن يَحُطَّه عَنهُ.

والاسْمُ الحِطَّةُ. وحُكىَ أَن بني اسرائيل إِنَّمَا قيل لَهُم (وقُولُوا حِطَّةٌ) ليَسْتَحِطُّوا بذلك اوزارَهُم فَتَحَطَّ عَنْهُم. وَسَأَلَهُ الحطِّيطَي أَي الحِطَّةَ.

وحَطَّ السِّعْر يحُطُّ حَطًّا وَحُطُوطا: رَخُص.

والحَطاطَةُ والحَطائطُ والحَطيطٌ: الصَّغيرُ، وَهُوَ من هَذَا، لِأَن الصَّغِير مَحْطُوطٌ، انشد قُطْرُبٌ:

إِن حِرِى حُطائطٌ بُطائط ... كأثَرِ الظَّبْيِ بِجَنْبِ الْغَائِط

بُطائطٌ إتباع، وَقَالَ مُلَيْحٌ:

بِكُل حَطيطِ الْكَعْبِ دُرْمٍ جُحُومُهُ ... تَرَى الحِجْلَ مِنْهُ غَامضاً غير مُقْلَقِ

وَقيل: هُوَ الْقصير.

والحُطائطَةُ: بَثْرَةٌ صَغِيرَة حمراءُ.

وجارةٌ مَحْطُوطَةُ المَتْنَينِ: مَمْدُودَتُهُما.

والْيَةٌ محْطُوطَةٌ: لَا مأْكَمَةُ لَهَا.

والحَطُوطُ: الاكَمَةُ الصَّعْبَةُ الانحدَارِ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الحَطُوطُ: الاكَمَةُ الصَّعْبَةُ، فَلم يذكر ارتفاعا وَلَا انحدارا.

والحَطُّ: الحَدْرُ من عُلْوٍ، حَطَّهُ يحُطُّه حَطًّا فانْحَطَّ.

والمُنْحَطُّ من المناكبِ: المُسْتَقِلُّ الَّذِي لَيْسَ بِمرْتفعٍ وَلَا مُسْتَفِل وَهُوَ احْسَنُها.

والحَطاطَةُ: بَثْرَةٌ تَخْرُج فِي الوَجْه صغيرةٌ تُقيِّحُ وَلَا تُقَرِّحُ، وَالْجمع حَطاطَ قَالَ المُتَنخّلُ الهُذَليُّ:

ووَجْهٍ قد رَأَيْت أُمَيْمَ صَافٍ ... اسيلٍ غَيرْ جَهْمٍ ذِي حَطَاطِ

وَقد حَطَّ وجْهُهُ واحَطَّ. وَرُبمَا قيل ذَلِك لمن سَمِنَ وجْهُهُ وتَهَيَّجَ.

والحَطَاطةُ: الجاريةُ الصغيرةُ، تُشَبَّه بذلك. والحَطَاطُ مثل البَثْرِ فِي بَاطِن الحُوقِ.

وَقيل: حَطَاطُ الكَمَرَةِ: حُرُوفُها.

وحَطَّ البعيرُ حِطاطا وانَحَطَّ: اعتَمَدَ فِي الزِّمامِ على أحَد شِقَّيْهِ، قَالَ ابْن مُقْبلٍ:

برَأسٍ إِذا اشْتَدَّتْ شَكيمَةُ شأوه ... اسر حِطاطا ثمَّ لَان فَبَغَّلاَ

ونَجيبةٌ مُنْحَطَّةٌ فِي سَيرهَا وحَطُوطٌ، قَالَ النَّابِغَة:

فَما وَخَدتَ بِمثْلِك ذاتُ غَرْبٍ ... حَطُوطٌ فِي الزَّمامِ وَلَا لجُونُ

ويُرْوَى: فِي الزَّماعِ.

وحَطَّ الْبَعِير وحَطَّ عَنْهُ إِذا طَنِىَ فالْتَوَتْ رِئَتُهُ بجَنْبه فَحَطَّ الرَّحْلَ عَنْ جَنْبه بِساعدِه دَلْكا عَلى حِيَال الطَّنَى حَتَّى يَنْفَصِلَ عَن الجَنْبِ. وَقَالَ اللحياني: حُطَّ الْبَعِير الطَّنِيُّ - وَهُوَ الَّذِي لَزِقَتْ رِئَتُهُ بجَنبه - وَذَلِكَ أَن يُضْجَعَ على جَنْبه ثمَّ يُؤْخَذ وَتِدٌ فَيُمَرَّ على اضلاعه إمراراً لاُ يحْرِقٌ.

وحَطَّ الجِلْدَ يَحُطُّهُ حَطّا: سَطَّرَه وصَقَله ونَقَشَهُ.

والمِحَطُّ والمِحَطَّةُ: حَدِيدَةٌ أَو خشبةٌ يُصْقَل بهَا الْجلد حَتَّى يَلينَ ويَبْرُقَ.

والحُطاط: الرَّاِئحَةٌ الخَبيثةُ.

ويَحْطُوطٌ: وَاد مَعْرُوفٌ.

وحَطْحَطَ فِي مَشْيه وعَمَله: أسَرَعَ.
الْحَاء والطاء

دَحْلَطَ الرجل: خلط فِي كَلَامه.

وَرجل ثِلْطِح: هرم ذَاهِب الْأَسْنَان.

وَمَا عَلَيْهِ طِحْرِبَة وطُحْرَبَة وطُحْرُبة، أَي قِطْعَة خرقَة.

وَمَا فِي السَّمَاء طِحْرِبة، أَي قِطْعَة من السَّحَاب، وَقيل: لطخة غيم. وَأما أَبُو عبيد وَابْن السّكيت فخصا بهَا الْجحْد، واستعملها بَعضهم فِي النَّفْي والإيجاب.

والطَّحِرَبةُ: الفسوة، قَالَ:

وحاصَ منا فَرَقا وطَحربَا

وَمَا عَلَيْهِ طِحْرِمة، أَي خرقَة، كطحربة.

وَمَا فِي السَّمَاء طِحْرِمة، كطحربة، أَي لطخ من غيم.

وطَحْرَم السقاء: ملأَهُ.

وطَمْحَرَ: وثب وارتفع.

وطَمْحَرَ الْقوس: شدّ وترها.

وَرجل طُحامِرٌ وطَحْمَرِيرٌ: عَظِيم الْجوف.

وَمَا فِي السَّمَاء طَحْمَريرَةٌ، أَي شَيْء من سَحَاب، حَكَاهُ يَعْقُوب فِي بَاب مَا لَا يتَكَلَّم بِهِ إِلَّا بالجحد.

وطَمْحَر السقاء: ملأَهُ كطحمره.

والمُطْمَحِرُّ: الممتلئ.

وَشرب حَتَّى اطمَحَرَّ، أَي امْتَلَأَ وَلم يضرره، وَالْخَاء لُغَة، عَن يَعْقُوب. والمُطْمَحِرُّ: الْإِنَاء الممتلئ.

وَرجل طُماحِرٌ: عَظِيم الْجوف، كطحامر.

وطَرْمَحَ الْبناء وَغَيره: علاهُ.

والطِّرِمَّاحُ: الْمُرْتَفع، وَهُوَ أَيْضا: الطَّوِيل، وَلَا يكَاد يُوجد فِي الْكَلَام على مِثَال فعلال إِلَّا هَذَا. وَقَوْلهمْ: السجلاط، لضرب من النَّبَات، وَقيل: هُوَ بالرومية سجلا طس. وَقَالُوا: سنمار، وَهُوَ أعجمي أَيْضا.

والطِّرِمَّاحُ: شَاعِر.

والطِّرْماحُ: الرافع رَأسه زهوا، عَن أبي العميثل الْأَعرَابِي.

والطِّرْماحُ، والطُّرْموح: الطَّوِيل.

والطُّرْحُوم، نَحوه، قَالَ ابْن دُرَيْد: أَحْسبهُ مقلوبا.

وضربه ضربا طَلَحْفا، وطِلَحْفا، وطِلَّحْفا وطِلْحافا، وطِلْحيِفا، أَي شَدِيدا.

والفِطَحْل: دهر لم يخلق النَّاس فِيهِ بعد.

وزمن الفِطَحْلِ: زمن نوح النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام. وَسُئِلَ رؤبة عَن قَوْله:

لَو أنني أوتيتُ عِلمَ الحُكْلِ ... عِلمَ سُليمانَ كَلامَ النملِ

أَو عمرَ نوحٍ زَمنَ الفِطَحْلٍ

فَقَالَ: زمن الفِطَحلِ: أَيَّام كَانَت الْحِجَارَة رطابا. وَقَالَ بَعضهم:

زمن الفِطَحْلِ إِذْ السِّلامُ رِطابُ

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: يُقَال: أَتَيْتُك عَام الفِطَحْلِ والهدملة، يَعْنِي زمن الخصب والريف.

وفُطْحُلٌ: اسْم قَالَ:

تَباعدَ مني فُطْحُلٌ إِذْ سَألتَهُ ... أمينَ فَزادَ الله مَا بَيْننَا بُعدا وَرَأس مُفَلْطَحٌ وفِلطاح: عريض.

وفِلطاحٌ: مَوضِع.

والطُّحْلُب والطُّحْلَبُ: خضرَة تعلو المَاء المزمن، وَقيل: هُوَ الَّذِي يكون على المَاء كَأَنَّهُ نسج العنكبوت، والقطعة مِنْهُ طُحْلُبة.

وطَحْلبَ المَاء: علاهُ الطُّحْلُب، وَمَاء مُطَحلِبٌ: كثير الطُّحْلُب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَحكى غَيره مُطَحْلَبٌ وَقَول ذِي الرمة:

عَيْناً مُطَحلَبَةَ الأرجاءِ طامِيةً ... فِيهَا الضفادعُ والحيتانُ تَصطَخِبُ

يرْوى بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، وَأرى اللحياني قد حكى الطِّحْلِبَ فِي الطُّحْلُبِ.

وَمَاء طُلْحُومٌ: آجن.

وطِلْحامٌ: مَوضِع.

وفُنْطُحٌ: اسْم.

وعنز حُنَطِئَةٌ: عريضة ضخمة.

حط

1 حَطَّهُ, (S, Msb, TA,) aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. حَطٌّ, (Msb, K, TA,) He put it down, syn. وَضَعَهُ, (K, * TA,) and أَنْزَلَهُ, (Msb, TA,) from a high to a lower place; (Msb;) namely a load, or any other thing from a back; (TA;) a camel's saddle, (S, Msb, TA,) or other thing; (Msb;) a horse's saddle; and a bow; (S, TA;) as also ↓ احتطّهُ. (K, * TA.) You say, حَطَّ الأَحْمَالَ عَنِ الدَّوَابِّ He put down the loads from the beasts. (L.) And حَطَّ عَنْهُ وِزْرَهُ [He put down from him his heavy burden: or (tropical:) his heavy burden of sin]: (S, * K, * TA:) if a real load be intended, this is proper; but if an ideal thing, it is tropical; (TA;) [as when you say,] حُطَّ عَنَّا ذُنُوبَنَا [(tropical:) Put Thou down from us the burden of our sins]. (K.) and حَطَّ رَحْلَهُ [lit. He put down his camel's saddle;] meaning (tropical:) he stayed, or abode. (TA.) And حَطَّ alone, [elliptically,] (assumed tropical:) He alighted; or alighted and abode; (S, TA;) فِى مَكَانٍ in a place. (TA.) b2: He threw it down; namely a thing. (TA.) [He paid it down; namely money.] b3: He made it to descend, or to go down, or downwards, or down a declivity, (S, K, * TA,) from above to below. (K, TA.) Imra-el-Keys says, [describing a horse in motion,] كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ [Like a mass of rock which the torrent has made to descend from above]. (TA.) b4: [(assumed tropical:) He lowered him, or degraded him.] b5: حَطَّ مِنَ الثَّمَنِ كَذَا (tropical:) He abated of the price so much; syn. أَسْقَطَ; (Mgh, Msb;) لَهُ to him. (Msb.) And حَطَّ مِنْهُ حَطِيطَةً وَافِيَةً (tropical:) [He made a large abatement of it]. (TA.) [See حَطِيطَةٌ.] And حَطَطْتُ مِنَ الدَّيْنِ (tropical:) I abated [somewhat] of the debt. (Msb.) [See also 10.] b6: حَطَّهُ is also syn. with حَتَّهُ: as in a trad. where it is said of Mohammad, that he sat by a dry branch of a tree, فَقَالَ بِيَدِهِ وَ حَطَّ وَرَقَهَا [And he made a sign with his hand, and removed its leaves]; meaning, scattered its leaves. (AA, TA.) And so in the phrase, الزُّبْدُ يُحَطُّ عَنِ اللَّبَنِ [The froth is removed, or skimmed off, from the milk]. (TA.) A2: حَطَّ السِّعْرُ, aor. ـِ (L, TA, [but I think it more probable that the aor. is حَطِّ, agreeably with analogy, like as some say of قَطَّ, which, accord. to Sh, signifies the same, or nearly so, but accord. to others, the contr. of حَطَّ,] inf. n. حَطٌّ and حُطُوطٌ, (L, K,) (tropical:) The price was, or became, low, or cheap; (L, K, TA;) it abated; (Fr, TA in art. قط;) and so ↓ انحطّ. (Fr ubi suprà, S, * TA.) A3: حَطَّ البَعِيرُ, (S, K,) فِى السَيْرِ, (S,) inf. n. حِطَاطٌ, (S, K,) (tropical:) The camel bore upon his nose-rein (S, K) towards one side, (K,) in going; (S;) as also ↓ انحطّ: (K:) or, accord. to AA, انحطّت النَّاقَةُ فِى سَيْرِهَا signifies (assumed tropical:) the she-camel was quick in her pace; (S, TA;) and so حَطَّت: (TA:) and حِطَاطٌ also signifies (assumed tropical:) vehement running. (TA.) [From what next follows, it seems that the verb in this sense is of the measure فَعِلَ, aor. ـَ b2: The poet 'Amr-Ibn-El-Ahtam uses the phrase, حَطِّى فِى هَوَاىَ, meaning (assumed tropical:) Rest thou upon my love, and incline my way. (TA.) And it is said in a trad., فَحَطَّتْ إِلَى الشَّابِّ (assumed tropical:) and she inclined with her heart towards the youth. (TA.) b3: حَطَّ فِى عِرْضِ فُلَانٍ (assumed tropical:) He launched forth into, or pressed on in, the reviling of such a one. (TA.) b4: حَطَّ فِى الطَّعَامِ (tropical:) He ate the food; (K, TA;) as also ↓ حطّط, (Sgh, K,) inf. n. تَحْطِيطٌ: (TA:) or he ate much of the food. (A, TA.) A4: حَطَّ الجِلْدَ, inf. n. حَطٌّ, He polished, or smoothed, the skin; and figured, or decorated, it; (K, TA;) and ruled it, or made lines upon it; (TA;) with the مِحَطّ. (K, TA.) 2 حَطَّّ see 1; last sentence but one.7 انحطّ, quasi-pass. of حَطَّهُ; It was, or became, put down; (S, * TA;) said of [a load, or any other thing from a back;] a camel's saddle; a horse's saddle; (TA;) [&c.] b2: He, or it, descended; went down, or downwards, or down a declivity; from above to below. (S, * TA.) Yousay, انحطّ فِى حَدَرٍ [He descended a declivity]. (S and TA in art. حدر, from a trad.) b3: [(assumed tropical:) He became lowered, or degraded.] b4: Said of a price: see 1. b5: Said of a camel: see 1. b6: Also (assumed tropical:) He, or it, went back, or backward: went away: perished. (TA.) b7: See also R. Q. 1.8 إِحْتَطَ3َ see 1; first signification.10 استحطّهُ وِزْرَهُ He asked him to put down from him [his heavy burden: or (tropical:) his heavy burden of sin]: (K, TA:) if a real load be intended, this is proper; but if an ideal thing, it is tropical. (TA.) b2: اِسْتَحَطَّنِى مِنَ الثَّمَنِ, (S, Msb,) or مِنْ ثَمَنِهِ (K,) شَيْئًا, (S, K,) or كَذَا, (Msb,) (tropical:) He asked, demanded, or desired, of me an abatement, a lowering, a diminution, or a lessening, of somewhat, or so much, of the price. (S, * Msb, K.) A2: استحطّ (assumed tropical:) He deserved to be lowered, or degraded. (Har p. 258.) R. Q. 1 حَطْحَطَ i. q. ↓ انحطّ [but in what sense is not pointed out]: (Ibn-' Abbád, K:) said of a thing. (Ibn-' Abbád, TA.) b2: He was, or became, quick, (IDrd, K,) in his walk, or going, and in his work. (IDrd, TA.) حِطَّةٌ [A petition for the putting down of a heavy burden from one: or, (tropical:) of the heavy burden of sin: or merely a putting down thereof:] a subst. from استحطّهُ وِزْرَهُ, explained above; as also ↓ حِطِّيطَى. (K.) It is said in the Kur [ii. 55, and vii. 161], وَ قُولُوا حِطَّةٌ; i. e. they were told to say حِطَّةٌ for the purpose of asking thereby for the putting down of their heavy burdens from them, and they should be put down from them: (Ibn-Isráeel, TA:) the meaning is, And say ye, Put Thou down from us our heavy burdens, (S, TA,) or (tropical:) our sins: (Ibn-' Arafeh, K:) or [and say ye,] Our petition is حِطَّةٌ; i. e. that Thou wouldest put down from us our sins: (Aboo-Is- hák, K:) or, accord. to some, حِطَّة is a word which the children of Israel were commanded to say; and if they said it, their heavy burdens, or sins, were put down: (S, TA:) accord. to IAar, it is the saying لَا إِلٰهَ إِلَّا اللّٰهُ: (TA:) or it means forgiveness: (I' Ab:) or our affair is an alighting and abiding in this town: (Bd in ii. 55:) and there is another reading, وَ قُولُوا حِطَّةً, which is explained in two ways; either by making the verb to govern the noun, as though he had said, and say ye a saying which shall put down from you your heavy burdens, or (tropical:) sins; or by making the noun to be in the accus. case as an inf. n. meaning supplicating and petitioning [that God may put down from you your heavy burdens, or (tropical:) sins]; i. e. اُحْطُطِ اللَّهُمَّ أَوْزَارَنَا حِطَّةً: (TA:) but they changed this saying, (Fr, Sgh, K,) using for it a Nabathean expression; (Fr, TA;) saying هِطِّى سُمْهَاثًا, i. e. ” red wheat, “(Sgh, K,) accord. to Es-Suddee and Mujáhid; or, accord. to IAar, حِنْطَةً شُمْقَايَا, i. e. ” good wheat. “ (Sgh, TA.) You say also, ↓ سَأَلَهُ الحِطِّيطَى, i. e. الحِطَّةَ [He asked of him the putting down of his heavy burden from him: or (tropical:) his sin]. (TA.) And it is said in a trad., that when God tries a person with a trial in his body, هُوَ لَهُ حِطَّةٌ, i. e. It is to him a mode of putting down from him his sins. (TA.) الحِطَّةُ is also A name of the month of Ramadán, in the Gospel, or some other book: (Az, K, * TA:) because it puts down somewhat of the sin of him who observes the fast thereof. (Az, TA.) b2: Also (tropical:) A decrease, or state of diminution, in respect of rank, or station: (TA:) [or low, or the lowest, rank, or station: for] ↓ الحُطُطُ, (K, TA,) which is its pl., (TA,) is explained as signifying, (K, TA,) on the authority of IAar, (TA,) مَرَاكِبُ السِّفَلِ, or correctly مَرَاتِبُ السِّفَلِ: (K, TA:) the latter [meaning (tropical:) the ranks, or stations, of the lowest, or meanest, of mankind,] is the right reading, as verified by Az. (TA.) حُطُطٌ: see حِطَّةٌ, last sentence.

A2: Also (tropical:) Smooth, or sleek, bodies; (IAar, K, TA;) as though polished with the مِحَطَّة. (TA.) حَطُوطٌ A declivity, or declivous place; a place of descent, or by which one descends: (S, TA:) a hill (أَكَمَةٌ) that is difficult of descent: or, accord. to IDrd, a difficult أَكَمَة. (TA.) A2: (assumed tropical:) An excellent, swift she-camel; (S, K;) as also ↓ مُنْحَطَّةٌ. (TA.) كَعْبٌ حَطِيطٌ (tropical:) An ankle-bone covered with flesh and fat so that it is not apparent. (TA.) حَطِيطَةٌ (tropical:) What is abated, or diminished, of a price: (Mgh, Msb, K, TA:) pl. حَطَائِطُ. (TA.) You say, الحَطِيطَةُ كَذَا وَ كَذَا مِنَ الثَّمَنِ (tropical:) [The portion that is abated is so much and so much of the price]. (S.) And طَلَبَ مِنِّى حَطِيطَةً (tropical:) [He sought, or demanded, of me an abatement of price]. (TA.) حِطِّيطَى: see حِطَّةٌ; first sentence; and again, in the latter half of the paragraph.

سِعْرٌ حَاطِطٌ (tropical:) A low, or cheap, price; as also ↓ مَحْطُوطٌ. (TA.) أَحَطُّ (assumed tropical:) Smooth in the مَتْنَانِ [or two portions of flesh and sinew next the back-bone, on each side]. (IAar, K.) [See also مَحْطُوطٌ.]

مَحَطٌّ [A place where loads, &c., are put down. b2: And hence,] (assumed tropical:) A place where one alights, or alights and abides; (S, TA;) as also ↓ مَحَطَّاتٌ: pl. [of either] مَحَاطُّ and [of the latter] مَحَطَّاتٌ. (TA.) b3: [Hence also,] مَحَطُّ سُفُنٍ [A place for unloading of ships]. (S and K in art. فرض.) b4: [Hence also,] هٰذَا مَحَطُّ الكَلَامِ (tropical:) [This is the meaning, or intent, of the saying, or sentence: used in this sense in the present day]. (TA.) مِحَطٌّ (S, O, K) and ↓ مِحَطَّةٌ (K) An instrument of iron, (O, K,) or of wood, prepared (K, in some copies of which, for مُعَدَّةٌ, we find مُعَدِّلَةٌ, which is a mistake, TA,) for the polishing, or smoothing, of skins, (O, K,) to make them soft and beautiful; (O;) and for figuring, or decorating, them; (K;) [and for ruling them, or making lines upon them: see 1; last sentence:] or an instrument with which tattooing is performed: or an iron instrument used by sewers of boots &c., with which they figure, or decorate, the leather: (S:) or an instrument (T, A, TA) with a pointed extremity, (T, TA,) used by binders of books, (T, A, TA,) and by others. (A, TA.) مَحَطَّةٌ: see مَحَطٌّ.

مِحَطَّةٌ: see مِحَطٌّ.

مَحْطُوطٌ [originally, Put down; applied to a load, &c. See 1. b2: And hence,] applied to a price: see حَاطِطٌ.

A2: Leather polished, or made smooth [&c.: see 1; last sentence]. (TA.) b2: (tropical:) A sword made thin. (TA.) b3: أَلْيَةٌ مَحْطُوطَةٌ (tropical:) [A rump] without مَأْكَمَة [or protuberant buttocks]; (K, TA;) as though it were smoothed (حُطَّتْ) with the مِحَطّ. (TA.) And جَارِيَةٌ مَحْطُوطَةُ المَتْنَيْنِ (tropical:) A girl having the مَتْنَانِ [or two portions of flesh and sinew next the backbone, on each side,] extended [or long]; as though they were smoothed with the مِحَطّ: (TA:) or having them extended [or long] and even (S, TA) and beautiful. (Az, TA.) And مَحْطُوطّةُ الكَشْحِ may mean (assumed tropical:) A woman whose flank is as though it were smoothed with the مِحَطّ: but it is better explained as meaning elevated, or protuberant, in the posteriors, and depressed in the flank. (Ham p. 141.) [See also أَحَطُّ.]

مُنْحَطٌّ (tropical:) A shoulder-joint (K, TA) neither high nor low, (TA,) of the most beautiful kind. (K, TA.) A2: See also حَطُوطٌ.

طب

طب
عن الألمانية القديمة بمعنى متألق ومتقد أو عن الانجليزية القديمة بمعنى قارع الطبل.
الطب الروحاني: هو العلم بكمالات القلوب وآفاتها وأمراضها وأدوائها وبكيفية حفظ صحتها واعتدالها.
باب الطاء والباء ط ب، ب ط مستعملان

طب: الطِّبُّ: السِّحْرُ، والمطبوب: المَسحُورُ. والطِّبُّ: من تَطبَّبَ الطَّبيب. والطَّبُّ: العالِمُ بالأُمِور. [يقال] : هو به طّبُّ، أي: عالم. وبعيرٌ طَبٌّ، أي: يتعاهد مواضع خُفِّه أَيْنَ يَضعُــه. والطَّبَةُ: شُقَّةٌ مُسْتطيلةٌ من الثَّوْب. والطِّبَبُ: طَرائقُ شُعاع الشَّمْس إذا طلعت. والطَّبطَبة: شيءٌ عَريضٌ يُضْرَبُ بَعضُه ببعْضٍ. والطَّبطابة: خشبة عريضةٌ يلعَبُ الفارس بها بالكُرة. والمُتَطبِّبُ: الطّبيب، وقوله : إنْ يكنْ طِبُّكِ الفراقَ [فإن البين ... أَنْ تَعطِفي صُدُورَ الجِمالِ]

أي: طَوِيتَّكِ وشهوتكِ. والطَّبابةُ من الخُرَزِ: السَّيْر بين الخُرْزَتَيْنِ. والطَّبابة: الكُرْدة من الأرض. والطَّبابةُ: القِطْعةُ من السَّحاب، والجميعُ: طِبَبٌ.

بط: بَطَّ الجُرْحَ بطّاً، والمِبَطّ: المِبْضَع. والبطّة: الدُّبّة بلُغِة مَكّة. والبَطُّ: معروفٌ، الواحدةُ: بَطَّة. [يقال] : بطّةٌ أنثى، وبطة ذَكَر.. والبَطْبَطةُ: صوت البطّ. والبَطيطُ: العَجيبُ من الأَمر، قال:

ألم تَتَعجّبي وتَرَيْ بطيطأ
طب
الطبُّ: السحْرُ، وال
مَطْبُوْبُ: المَسْحُوْرُ. والطب: من تَطَبُّبِ الطبِيْبِ، وهو الطُّبُّ والطب. ويقولون: " إنْ كُنْتَ ذا طب فطب لعَيْنَيْكَ ". وفي المَثَلِ: " ياطَبِيْبُ طِب لنَفْسِكَ " و " طَب ". والطب: البُرْءُ من المَرَضِ. والطبَائِبُ: الأدْوِيَةُ، واحِدُها طِبَاب. والطب: العالِمُ بالأمُور. والطب: الشَّهْوَةُ. وما ذاك 
بطِبي: أي بِدَهْرِي وهَمي. والمُطَابةُ: المُدَاوَرَةُ. والطبةُ: الناحِيَةُ. والشق، وكذلك الطبَابَةُ. وهي من الأرْضِ: القِطْعَةُ التي فيها دِبَار بَعْضُها على إثْرِ بَعْضٍ. والطبةُ من الرمْلِ: الطرِيْقَةُ فيه، وجَمْعُها طِبَاب.
والطبَابَةُ: الخَرْزُ، طَبَبْتُ السقَاءَ. وبَعِيْرٌ طبَ: يَتَعاهَدُ مَوَاضِعَ خُفَه. وفَحْلٌ طاب وطَب وطَبِيب: أي رَفِيْقٌ بالفِحْلَة. وفلانٌ يَسْتَطِب الإبِلَ: يَخْتَار لها فَحْلاً طَباً. والظَبةُ: شُقَةٌ مُسْتَطِيْلَةٌ من الثوْب. وطِبَبُ شُعَاعِ الشَّمْسِ: الطرَائِقُ التي تُرى فيها إذا طَلَعَتْ. والطبِيْبَةُ من الكُراسَةِ: الوَرَقَةُ، ومن الثوبِ: الطرَّةُ؛ وهي البَنِيْقَةُ. والطَبْطَبَةُ: شَيْء عَرِيْضٌ يضْرَبُ بَعْضُه بالآخَر. والطبْطَابَةُ: مَعْرُوْفَةٌ. والطبْطَابُ: طائرٌ له أذُنَانِ كَبِيْرَتَانِ. وطَبْطَبَ اليَعْقُوبُ: صَوتَ. والطبْطَبَةُ في الماءِ: مِثْلُ الزمْزَمَة.

طب

1 طَبَّ, aor. ـُ (O, Msb, K, TA,) agreeably with analogy in the case of a trans. reduplicative verb [like this], (TA,) and طَبِّ, (K, TA,) which is irregular, (TA,) inf. n. طَبٌّ (O, * Msb, K, * TA) [and app. طِبٌّ and طُبٌّ also accord. to the O and K, but, accord. to the Msb, طِبٌّ is the subst. from this verb, and app. طُبٌّ is likewise a simple subst.], He treated medically, therapeutically, or curatively, (O, * Msb, K, *) another person (O, Msb) [or the body, and in like manner the soul: see طِبٌّ, below]. b2: And طَبيْتَ, with kesr, (S, O, K,) and طَبَبْتَ, with fet-h, (O, K,) [third Pers\. of each طَبَّ, and, accord. to analogy, the aor. of the former is طَبَّ, and of the latter طَبِّ, but from what follows it seems probable that one says also طَبُبْتَ in the same sense, aor. ـُ unless طَبَبْتَ have تَطُتُّ as an irreg. aor. ,] Thou wast, or becamest a طَبِيت [or physician], not having been such. (S, O, K.) One says, إِنْ كُنْتَ ذَا طُبٍّ فَطُبَّ لِعَيْنَيْكَ, (S, O, and so in copies of the K,) or لِعَيْنِكَ, (so in other copies of the K,) or لِنَفْسِكَ, (ISk, TA,) and ذا طَبٍّ, and ذا طِبٍّ, (S, K,) and فَطَبَّ, and فَطِبَّ; (K;) [i. e. If thou be a possessor of the art, or science, of physic, be a physician to thine eyes, or thine eye, or thyself;] meaning, begin by rectifying thyself. (ISk, TA. [See also Freytag's Arab. Prov. ii. 902.]) b3: And [hence] طَبَّ signifies also (assumed tropical:) He acted with skill, or expertness: [and in this sense likewise the second Pers\. is probably طَبِبْتَ and طَبَبْتَ and طَبُبْتَ, of which last the inf. n. is app. طَبَابَةٌ, occurring in one of the phrases here following:] so in the saying, اِصْنَعْهُ صَنْعَةَ مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ i. e. (assumed tropical:) Do thou it in the manner of him who acts with skill, or expertness, for him whom he loves: a prov., relating to the accomplishing an object of want skilfully and well. (El-Ahmar, TA. [See also Freytag's Arab. Prov. i. 717.]) One says also, اِعْمَلْ فِى هٰذَا عَمَلَ مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ (assumed tropical:) [Do thou, in this, the deed of him who acts with skill, or expertness, for him whom he loves]. (M, Msb, * TA.) And مَنْ حَبَّ طَبَّ, (Meyd,) or مَنْ أَحَبَّ طَبَّ, (K,) (assumed tropical:) He who loves is skilful, or intelligent, and exercises art, or ingenuity, for him whom he loves: (Meyd:) or (assumed tropical:) he who loves executes affairs with deliberateness and gentleness. (K.) [That one says طَبُبْتَ, as well as طَبِبْتَ and طَبَبْتَ, seems to be indicated by the fact that ↓ طَبَابَةٌ, as an inf. n., is thus written, in a copy of the KL in my possession, and expl. as meaning The medical art: Golius, however, appears to have found it written, in a copy of the same work, ↓ طِبَابَةٌ, which is agreeable with analogy as inf. n. of a verb of the measure فَعَلَ significant of an art, and is probably correct: Freytag mentions the pl. طَبَائِبُ as signifying medical arts, on the authority of the Deewán of the Hudhalees.] b4: طَبَّهُ also signifies (assumed tropical:) He enchanted him, or fascinated him: (O:) and طُبَّ (tropical:) he (a man, S, A) was enchanted, or fascinated. (S, A, O. [See also طِبٌّ, below.]) b5: طَبَّ السِّقَآءَ, aor. ـُ (S, TA,) inf. n. طَبٌّ; (K, TA;) and ↓ طبّبهُ, with teshdeed to denote muchness, (S, TA,) inf. n. تطْبِيبٌ; (K, TA;) He covered the seams of the water-skin, or milk-skin, with a طِبَابَة [q. v.]: (S, K, * TA:) and طَبَّ الخُرَزَ he covered the seams with a طِبَابَة: (TA) [and]

المَزَادَة ↓ طَبَّبَتِ she (a girl, or young woman,) put [or sewed] a piece of skin called ↓ طِبَابٌ and ↓ طِبَابَةٌ, upon the place of junction [of each] of the two extremities of the loop-shaped handles of the مزادة [or leathern water-bag]; as though she rectified the مزادة thereby. (A.) 2 طَبَّّ see the last sentence above, in two places. b2: تَطْبِيبٌ also signifies The inserting a بَنِيقَة [or gore] for the purpose of widening دِيبَاج [or silk brocade]: (K, TA:) or, as in the A, one says of a tailor, طبّبِ الثَّوْبَ, meaning he added, in the garment, a بَنِيقَة [or gore], in order that it might become [more] wide. (TA.) b3: Also The hanging a سِقَآء [or milk-skin] (S, K, TA) to a pole (عَمُود, S, this is the right word, not عُود [as in copies of the K], TA) of the tent, (S,) and then agitating it to produce the butter: (S, K, TA:) but Az says, I have not heard تطبيب explained in this sense except on the authority of Lth, and I think that it is تطنيب. (TA.) 3 مُطَابَّةٌ signifies (tropical:) The seeking, or labouring, to find the means of accomplishment [of an affair, like as the physician seeks to find the means of curing a disease]; syn. مُدَاوَرَةٌ. (K, TA.) One says, أَنَا أُطَابُّ هٰذَا الأَمْرَ مُنْذُ حِينٍ كَىْ أَبْلُغَهُ (tropical:) [I have been seeking, or labouring, to find the means of accomplishing this affair, that I might attain to it]. (A, TA.) 4 مَا أَطَبَّهُمْ How [knowing, or] skilful, or expert, are they! (Meyd, in explaining a prov. cited below, voce طَبٌّ.) 5 تطبّب He applied himself to the science of physic: (TA:) [or he applied himself to the science of physic but did not know it well: (see the part. n., below:)] or he practised physic: and he professed physic. (KL.) b2: And تطبّب لَهُ He inquired of [or consulted] the physicians for him. (TA.) 10 استطبّ لِوَجَعِهِ He asked, or sought, a medical prescription for his pain, or disease. (S, A, Msb, K.) b2: And جَآءَ يَسْتَطِبُّ لإِبِلِهِ (tropical:) He came asking, or seeking, for his she-camels, a gentle stallion, that would not injure them. (A.) R. Q. 1 طَبْطَبَ, (Lth, K, TA,) inf. n. طَبْطَبَةٌ, (Lth, TA,) said of a valley, or water-course, (Lth, K, TA,) It flowed with water so that one heard it to make a sound like طَبْ طَبْ: (Lth, TA:) or it made a sound (K, TA) with the water. (TA.) طَبْطَبَةٌ signifies The sounding of water (IAar, S, K, TA) when in a state of commotion and collision, (IAar, TA,) and of the like, (S, TA,) and of the dashing of a torrent. (K.) And ↓ تَطَبْطَبَ It made a sound, or noise, [like طَبْ طَبْ,] said of water and the like, (S,) and of a woman's breast: (TA:) a poet says, إِذَا طَحَنَتْ دُرْنِيَّةٌ لِعِيَالِهَا تَطَبْطَبَ ثَدْيَاهَا فَطَارَ طَحِينُهَا

[When a woman of Durnà grinds for her family, her breasts make a sound by their collision, and her flour flies away]. (S, TA.) A2: طَبْطَبَ المَآءَ He put the water into a state of commotion. (TA.) R. Q. 2 تَطَبْطَبَ: see the next preceding paragraph.

طَبٌّ: see طِبٌّ.

A2: It is also an inf. n. used as an epithet: see طَبِيبٌ. (Msb.) b2: And, (S, A, Msb, K,) as such, i. e. an inf. n. used as an epithet, or by original application, but the former is app. the case, and some have mentioned likewise ↓ طبٌّ and ↓ طُبٌّ, (MF, TA,) (tropical:) Knowing, or possessing knowledge, (S, A, Msb, TA,) respecting a thing, or of a thing; (A, Msb, TA;) and so ↓ طَبِيبٌ: (TA:) and (TA) (assumed tropical:) skilful, or expert; (T, K;) as also ↓ طَبِيبٌ: (T, S, K:) and (tropical:) gentle; (Nh, TA;) and so too ↓ طَبِيبٌ. (TA.) One says, فُلَانٌ طَبٌّ بِكَذَا (assumed tropical:) Such a one is knowing with regard to, or is one possessing knowledge of, such a thing. (TA.) And القَوْمُ طَبُّونَ, or, as some relate it, ↓ القَوْمُ مَا أَطَبُّونَ, is a prov.: the former means (assumed tropical:) The people, or party, are knowing, or skilful, or expert: and [Meyd says,] I know not any way in which the latter is explainable unless ↓ أَطَبُّ be syn. with طَبٌّ, like أَخْشَنُ and خَشِنٌ, &c., and ما a connective. (Meyd.) To a man who offered to cure the [so-called] seal, or stamp, of the prophetic office between the Prophet's shoulder-blades, asserting himself to be a طَبِيب [or physician], the Prophet replied, ↓ طَبِيبُهَا الَّذِّى خَلَقَهَا, meaning (assumed tropical:) He who has knowledge respecting it is He who created it. (TA.) and El-Marrár El-Fak'asee says, تَدِينُ لِمَزْرُورٍ إِلَى جَنْبِ حَلْقَةٍ

↓ مِنَ الشِّبْهِ سَوَّاهَا بِرِفْقٍ طَبِيبُهَا (assumed tropical:) [She obeys a plaited nose-rein attached to the side of a ring of brass, the skilful maker of which has fashioned it with gentleness]: (S, L:) i. e. the she-camel of which he speaks obeys her rein that is tied to her nose-ring of brass. (L.) [Hence,] فَحْلٌ طَبٌّ (assumed tropical:) A stallion [camel] expert in covering, (S, Msb, K, TA,) as also ↓ طَبِيبٌ; (Msb;) that knows the she-camel that is pregnant from her that is not, and her that desires the stallion from her that is covered without desire, and the motion of the fœtus in the womb, &c.: (TA:) or (tropical:) that is gentle, and does not injure the female that he covers. (A, TA.) And بَعِيرٌ طَبٌّ (tropical:) A camel that is mindful, or careful, as to the place of his foot, (A, K, TA,) where to tread with it: or that does not place his foot save where he sees. (TA.) طُبٌّ: see the next paragraph: A2: and see also طَبٌّ.

طِبٌّ (S, A, O, Msb, K) and ↓ طَبٌّ and ↓ طُبٌّ (S, A, O, K,) Medical, therapeutical, or curative, treatment, (A, * O, * Msb, K, *) of the body, [i. e. the physicking thereof,] (A, K,) and likewise of the soul. (K.) b2: [And Knowledge]. قَرُبَ طِبٌّ [Knowledge is near], or, as some relate it, قَرُبَ طِبًّا, (Meyd, O, K, TA,) with the noun in the accus. case, as a specificative, (TA,) like the phrase نِعْمَ رَجُلًا, (Meyd, O, TA,) is a prove.: originally said by a woman to a man who asked her an indecent question which he was himself about to resolve: (Meyd, O, K, TA:) it is like the saying, أَنْتَ عَلَى المُجَرَّبِ [q. v.]: (Meyd, TA:) and is related on the authority of Ibn-Háni. (TA.) b3: And Skill, or expertness. (T, ISd, Meyd, TA.) This is said in the T to be the primary signification. (TA. [But see طَبِيبٌ.]) b4: And (tropical:) Gentleness; gentle treatment or conduct. (K, TA.) b5: And (tropical:) Enchantment, or fascination: (S, O, K, TA: but only طِبٌّ is mentioned in this sense in the S and O:) used in this sense as ominating cure. (AO, O, * TA.) b6: And طِبٌّ signifies also Desire, or appetence; syn. شَهْوَةٌ: and will, or wish; syn. إِرَادَةٌ. (K.) b7: and (tropical:) State, condition, or case; syn. شَأْنٌ, (K, TA,) and دَأْبٌ: (A, TA:) [or by the latter of these two words may be meant what here follows:] custom, habit, or wont. (S, K, TA.) One says, مَاذَاكَ بِطِبِّى (tropical:) That is not my custom, habit, or wont. (S, A, TA.) [See also another ex., in a verse (added here in the S and TA) which I have cited voce إِنْ, page 107, col. iii.]

A2: See also طَبٌّ.

طُبَّةٌ: see طِبَابَةٌ, in two places.

طِبَّةٌ An oblong piece, or portion, of a garment, or of a piece of cloth, (S, A, TA,) as also ↓ طَبِيبَةٌ; (A;) and likewise of skin: or a square piece of the latter: and a round piece in a مَزَادَة and a سُفْرَة and the like: (TA:) pl. طِبَبٌ: (S:) and, as also ↓ طِبَابَةٌ, (As, S, TA,) (assumed tropical:) a streak in sand and clouds, (As, TA,) or a streak of sand or clouds: (S:) or طِبَّةٌ and ↓ طِبَابَةٌ and ↓ طَبِيبَةٌ signify an oblong piece, or portion, of a garment or piece of cloth, and of skin, and (assumed tropical:) of land or ground, and (assumed tropical:) of clouds: (K:) or, all three words, a long strip of a garment or piece of cloth, and of skin, and (assumed tropical:) of sand, and (assumed tropical:) of clouds: (TA:) and (assumed tropical:) a long and narrow tract of land abounding with plants or herbage: (AHn, TA; and A in explanation of the first word:) pl. [of the first] طِبَبٌ and [of the same, or of the third, or a coll. gen. n. of which the second word is the n. un.,] ↓ طِبَابٌ. (K.) And sometimes طِبَّةٌ is applied to The piece that is sewed upon the edge of the leathern bucket and upon that of the سُفْرَة: and the pl. is طِبَبٌ and ↓ طِبَابٌ. (M, TA.) طِبَبُ شُعَاعِ الشَّمْسِ (As, S, TA) and ↓ الطِّبَابُ, (As, TA,) or طِبَبُ الشَّمْسِ and ↓ طِبَابُهَا, (A, TA,) signify (tropical:) The streaks that are seen in the rays, or beams, of the sun when it rises. (As, S, A, * TA.) b2: Also (tropical:) i. q. نَاحِيَةٌ [i. e. A side; or a region, quarter, or tract; &c.]: (so in a copy of the A:) or i. q. نَاصِيَةٌ [i. e. a forelock; &c.]. (So in the TA.) [One of these two explanations is app. a mistranscription for the other.] b3: and one says, إِنَّكَ لَتَلْقَى فُلَانًا عَلَى طِبَبٍ مُخْتَلِفَةٍ, meaning, عَلَى أَلْوَانٍ (tropical:) [i. e. Verily thou wilt find such a one to be of various moods, dispositions, or characters]. (A, TA.) طِبَابٌ [like عِلَاجٌ] A thing that is used for medical, or curative, treatment: so in the saying, ذَا طِبَابُ هٰذِهِ العِلَّةِ [This, or that, is what is used for the medical, or curative, treatment of this disease]. (A, TA.) A2: See also طِبَّةٌ, latter half, in four places. And see طِبَابَةٌ, in five places: and 1, last sentence.

طَبِيبٌ (S, Msb, K, TA) and ↓ طَبٌّ (Msb, TA) [A physician;] one skilled in الطِّبّ [i. e. medical, therapeutical, or curative, treatment]; (S, TA;) or one who practises medical, therapeutical, or curative, treatment; (Msb;) and ↓ مُتَطَبِّبٌ signifies [likewise one who practises physic: and a professor of physic: (see its verb:) or] one who applies himself to the science of physic: (S, K, TA:) or one who applies himself to that science but does not know it well: (Nh, TA:) it has been said that the طَبِيب is so called from the same epithet as signifying “ skilful, or expert; ”

but this is not a valid assertion: (TA:) the pl. (of pauc., S) is أَطِبَّةٌ (S, K) and (of mult., S) أَطِبَّآءُ. (S, Msb, K.) b2: The first of these words (طبيب) occurs in a trad. as meaning (tropical:) A judge; being metonymically thus used, because the office of him who judges between litigants is like that of the طبيب who cures diseases of the body. (TA.) [And hence, طَبِيبُ العَرَبِ: see فَقِيهُ العَرَبِ, in art. فقه.] See also طَبٌّ, in six places.

طَبَابَةٌ: see 1, latter half.

طِبَابَةٌ: see 1, latter half.

A2: Also A piece of skin with which the seams of a سِقَآء are covered, extending across, [so I render مُعْتَرِضَةٌ, app. meaning from side to side, for one edge of the skin beneath overlaps the other,] like the finger [in breadth], doubled [but see what is said below on the authority of Az] over the place of the sewing: pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ طِبَابٌ: (As, S, TA:) or that which is put over the place where the two edges of the skin meet, when it is sewed, in the lower part of the قِرْبَة and of the سِقَآء and of the إِدَاوَة: so says As: or, as also ↓ طِبَابٌ, the piece of skin that is put over the two edges of the skin, in these things, when it is laid flat and then sewed, without being doubled: (TA:) accord. to Az, when the [piece of] skin, in the lower parts of these things, is doubled, and then sewed, it is called عِرَاقٌ; and when it is laid flat and then sewed, without being doubled, it is called ↓ طِبَابٌ: (TA; and the like is said in the S in art. عرق:) or طِبَابَةٌ and عِرَاقٌ both signify, accord. to As, a piece of skin with which the punctures of the seams are covered: (S in art. عرق:) or a طِبَابَة is a wide strip of skin, in which is the sewing: and the pl. [or coll. gen. n.] is ↓ طِبَابٌ: (M, TA:) or, accord. to the K, a strip of skin that is in the lower part of a قِرْبَة, between the two seams; as also ↓ طُبَّةٌ: but in this explanation, its author has confounded the words of Lth, who says that طِبَابَةٌ signifies the strip of the skin that is between the two seams; and ↓ طُبَّةٌ, the strip of skin that is in the lower part of the قِرْبَة, and that contracts the seams [so I render يقارب الخرز, but the meaning of this phrase is not, to me, clear]. (TA.) See also 1, last sentence. b2: and see طِبَّةٌ, in two places. b3: Also, and ↓ طِبَابٌ, (K, TA, in the CK طَباب and طَبابة,) [or the latter is a coll. gen. n.,] (assumed tropical:) A streak, or narrow elongated tract, of the sky: (K, TA:) [and app. any portion of the sky not of large extent:] an ex. of the latter word occurs in a verse cited voce مَرَاكِدُ: and in another verse, a man in a prison is described as seeing only a طِبَابَة of the sky like a shield; i. e. a round portion thereof. (Az, TA.) طَبِيبَةٌ, see طِبَّةٌ, in two places.

طِبِّىٌّ Medical, therapeutical, or curative; of, or relating to, medical, therapeutical, or curative, treatment. (Msb.) طَبْطَبَةٌ A certain broad thing, one part of which is struck with another part thereof. (TA.) طَبْطَبِيَّةٌ A [kind of whip, or scourge, such as is called] دِرَّة [q. v.]: (K, TA:) because the sound that is made by its fall is like طَبْ طَبْ. (TA.) طَبْطَابٌ A certain bird, or flying thing, (طَائِرٌ,) having large ears. (K.) طَبْطَابَةٌ, or طِبْطَابَةٌ, (accord. to different copies of the K,) A broad piece of wood, with which one plays with the ball, (K, TA,) or with which the horseman plays with the ball. (T, TA.) الطَّبَاطِبُ The عَجَم [i. e. Persians, or foreigners]. (L, TA.) أَطَبُّ; and its pl., أَطَبُّونَ: see طَبٌّ.

مَطْبُوبٌ (tropical:) A man enchanted, or fascinated. (S, A.) مُتَطَبِّبٌ: see طَبِيبٌ.

صم

(صم)
القارورة وَنَحْوهَا صمًّا سدها وَالْجرْح سَده وضمده بالدواء وَغَيره والْحَدِيث وعاه وَفُلَانًا وَغَيره ضربه ضربا شَدِيدا

(صم) صمًّا وصمما ذهب سَمعه وَيُقَال صمت أُذُنه سدت وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَحَسبُوا أَلا تكون فتْنَة فعموا وصموا} وَعَن حَدِيثه أعرض وَلم يَشَأْ أَن يسمع والقناة اكتنز جوفها والجسم كَانَ صلبا مصمتا وَالْأَمر تعسر فَهُوَ أَصمّ وَهِي صماء
باب الصاد والميم ص م، م ص مستعملان

صم: الصَّمَمُ: ذَهابُ السَّمعِ، والاكتِنازُ في جَوْفِ القَنَا، والصَّلابةُ في الحَجَر، والشِّدَّةُ في الأمر. وفتنة صماء. والصِمَّةُ والصِمُّ: من أسماء الأسد. ويقال: صَمامِ صَمامِ بمعنيَيْنِ، أي تَصامُّوا في السُّكُوت، واحمِلوا في الحَمْلةِ. والتَّصميمُ: المُضِيُّ في كلِّ أمرٍ. وصَمَّمَ في عَضَّتِه اذا نَيَّبَ فلم يُرسِلْ ما عَضَّ، قال المتلمس:

فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغا لنابيه الشجاع لصَمَّما

والصِّمامُ: رأس القارُورة، والفِعلُ صَمَمْتُها. والصَّمّانُ: أرضٌ الى جَنْبِ رَمْلِ عالِجٍ، وكُلُّ أرضٍ كذلك، الى جَنْبِ رمل، صُلبةٍ الحِجارةِ، وكذلك الصَّمّانةُ. والصَّميمُ: العَظْمُ الذي هو قِوامُ العُضْوِ مِثلُ صَميمِ الوَظيف وصَميمِ الرأس ونحوهما. ومنه يقال: هو من صَميم قَومه، أي من خالِصهِم وأصلهم. وأوَّلُ مَن سَمَّى السيفَ صَمْصامة عَمْرو بنُ مَعْدِي كَرِبَ حين وَهَبَ سيفَه ثم قال: خَليلٌ لم أَخُنْه ولم يخني ... على الصمصامة السيف السَّلامُ

والصَّمصامَةُ: اسمٌ للسيف القاطعِ، وللأسد. ومن العَرَب من يجعَلُ اسمَه معرفة ولا يَصرِفه كقوله:

تَصميمَ صَمصامةَ حينَ صَمَّما

وصوتٌ مُصِمٌّ يُصِمُّ الصِّماخ. وصَميمُ الحَرِّ والشِّتاء: أَشَدُّ حَراً وبَرْداً.

مص: مَصِصْتُ الشيءَ وامتَصَصْتُه، [والمَصُّ في مُهْلةٍ] ومُصاصَتُه: ما امتَصَصْتُ منه. والمُصاصُ: نَباتٌ يُسَمَّى؟ اذا كان نَديّاً رَطْباً، فاذا يَبِسَ قِشرُه اتُّخِذَتْ منه الحِبالُ. ومُصاصُ القَومِ: أصْلُ مَنْبتِهم وأفضَلُ سِطَتِهم، قال رؤبة:

الاكَ يَحمُونَ المُصاصَ المحضا  والمَصِّيصةُ: ثَغْرٌ من ثُغُور الرُّوم.

والماصَّةُ: داءُ يأخُذُ الصَّبيَّ، وهو شَعَراتٌ تَنُبُتُ مُنْثَنِيَةً على سَناسِنِ القَفَا ، فلا يَنْجَع فيه طعامٌ ولا شرابٌ حتى تُنْتَفَ من أصولها. ومَصّانٌ ومَصّانَةٌ: [شَتم للرجل يُعَيرَّ برضع الغَنَم من أخلافِها بفيه] . والمَصْمَصَةُ: غَسْلُ الفَم بطَرَف اللسانِ دونَ المَضْمَضَةِ. وفَرَسٌ مُصامِصٌ: أي شديدُ تركيبِ [العظام] والمفاصل، [وكذلك المُصَمِّصُ] .
صم
الصَمَمُ في الأذُنِ: ذَهَابُ سَمْعِها. وفي القَنَاةِ: اكْتِنَازُ جَوْفِها. وفي الحَجَرِ: صَلاَبَةٌ.
وفِتْنَة صَمّاءُ: مُنْكَرَةٌ. والصَمُّ: اسْم من أسْمَاءِ الأسَدِ، وكذلك الصِّمَةُ، وجَمْعُه أصْمَامٌ، وجَمْعُ الصَمَّةِ صِمَم، وبه سُميَ صِمَّةُ بن عَبْدِ اللَّهِ.
والصِّمَةُ: الشُّجَاعُ أيضاً. وصَمَامِ صَمَامِ: على مَعنى تَصَامّوا في السكوتِ، وقيل: احْمِلُوا في الحَمْلَةِ.
وفي المَثَل: " صَمِّي صَمَامِ " للداهية، و " صَمي ابْنَةَ الجَبَل " عِنْدَ اشْتِدَادِ الحَرْب، و " صَمتْ حَصَاة بِدَمٍ " إذا تَفَاقَمَ الأمْرُ، و " صَم صَدَاه أي هَلَكَ.
والتصْمِيْمُ: المُضِيُّ في الأمْرِ. وصَممَ في عَضته: إذا نَيبَ. وصَوْت مُصم: يُصِمُّ الصمَاخَ. وهو يُصِمم: أي يَشْتَدُّ غَضَبُه.
وسُميَ رَجَب الأصَم؛ لأنَه لا يُسْمَعُ فيه صَوْتُ السلاح. ويقولونَ: جاءَ بما يُصم منه الحُدَاءُ: أي بمالٍ كثيرٍ، وهو من قَوْلهم: أصَم دُعَاؤه أي وافَقَ قَوْماً صُماً. وأصَم الرجُلُ إصْمَاماً: صادَفَ صَمَماً من المَدْعُو. وأصْمَمْتُ الرَّجُلَ عن أمْرِ كذا: وَجَدْته أصَم عنه. وصَمم الرجُلُ وأصَمَّ. وناقَة صماءُ: لاقِحُ.
والصمِيْمُ: العَظْمُ الذي هو قِوَامُ العِضْوِ. وصَمِيْمُ الرأْسِ ونَحْوِه. وهو من صَمِيْمِ قَوْمِه: أي من خالِصِهمِ وأصْلِهم، وصِمَّتُهم نَحْوُه. وصَمِيْمُ الحَر والشتَاءِ: أشَدُّه بَرْداً وحَراً. وصَمْصَمَةُ القَوْمِ: وَسَطُهم.
هو في صَمْصَمَةِ قَوْمِه وصَمِيْمَتِهم: أي صمِيمِهم.
والصمْصِمَةُ: الجَماعَةُ من الناس. والصمْصَامَةُ: السيْفُ القاطِعُ. والأسَد. والشُّجَاعُ. وصَمْصامَةُ: اسْمٌ للسَّيْفِ مَعْرِفَةٌ. والصمَمُ من الخَيْلِ: الشَّدِيْدُ الأسْرِ المَعْصُوب، والأنْثى صَمَمَةٌ، والجَمْعُ صمَمَاتٌ. وكذلك الرجُلُ، وهو الذي لا يَتَوَقّى شَيْئاً. وفَرَس صَمَمٌ: إذا صَممَ في عَدْوِه. والصِّمْصِمُ: الماضي المُصَممُ على ما يُرِيْدُ الجَريْءُ. وهو الغَلِيْظُ من الرجَالَ.
والصمَاصِمُ والصُّمَاصِمَةُ: الماضي، والصَّمْصَامُ: مِثْله. والصمَاصِمُ: الشدِيْدُ النشِيْطُ. وقيل: الذي لا يَشْبَعُ. ورَجُل صَمَمٌ: شَدِيْدٌ.
والصمْصِمُ: أرْضٌ كثيرةُ الحِجَارَةِ. والصُّمْصُمَةُ من الأرضِ: غِلَظُها. والصمْصمُ: الأكَمَةُ الغَلِيْظَةُ.
والصَّمّانُ: أرْضٌ إلى رَمْلِ عالِج صُلْبَةُ الحِجَارَةِ ذاتُ جِبَالٍ. والصِّمَةُ: الأنْثى من القَنَافِذِ. والصمْصَمَةُ: صَوْتُها. وصَمٌمْتُ الفَرَسَ والبَعِيرَ العَلَفَ: إذا أمْكَنْتَه منه فاحْتَقَنَ منه الشَّحْمُ والبِطْنَةُ. وصَممْتُه الحَدِيْثَ: أي أوْعَيْتَه إيّاه. وإذا أطْعَمْتَ الرجُلَ فقد صَمَمْتَه، ومنه صَمَمْتُ القارُوْرَةَ أصُمُّها صَمّاً، وأصْمَمْتُها لُغَةٌ. واصْمُمْ مَتَاعَكَ في وِعائكَ.
وصمَمْتُه بحَجَرٍ وعَصاً: ضَرَبْته به. وُيسَمّى طَرَفُ العَفْجَةِ الرَّقِيْقَةِ: الصَّمّاء، وقيل: هي القِبَةُ، والجَمِيعُ الصَّمَاوَاتُ.
والصمّانَةُ: جَمَاعَةٌ من حُمُرِ الوَحْشِ والعُيُوْرَةِ. والصُّمَيْمَاءُ: نَبْتٌ يُشْبِهُ الغَرَزَ؛ يَنْبُتُ في القِيْعَانِ.
ويقولون: أعْطَيْتَني صِمةً لا أنْتَفِعُ بها: وهي العظَيْمُ الذي لا مُخ فيه.
وشَمْلَةٌ صماءُ: وهو أنْ يُدِيْرَ الكِسَاءَ مِمّا يَلي يَسَارَه ثم يُدِيْرَه حَتى يَنْتَهِيَ به إلى يَمِيْنِه. وفي مَثَلٍ: " غَنِّها فإنَها صَماء " أي مَجْنُونَة لاتَعْقِلُ. والصمِيْمُ: القِشْرَةُ اليابِسَةُ الخارِجَةُ من البَيْضِ. والصمّامُ: الشَّدِيْدُ.

صم

1 صّمَّ, (S, M, Msb, K,) and صَمِمَ, which is extr., (M, K,) [first Pers\. of each صَمِمْتُ,] aor. ـَ (M, Msb, K,) inf. n. صَمَمٌ (S, * M, Msb, K) and صَمٌّ; (M, K;) and ↓ أَصَمَّ; (S, M, Msb, K;) He was, or became, deaf; (M, * Msb, K; *) [or] he had a stoppage of the ear, and a heaviness of hearing. (M, K.) And صَمَّتِ الأُذُنُ, aor. as above, inf. n. صَمَمٌ, The ear was, or became, deaf. (Msb.) b2: [And He was, or became, as though he heard not.] One says, صَمَّ عَنْهُ (assumed tropical:) [He was as though he heard not him, or it; he was deaf to him, or it]; (M;) and عَنْهُ ↓ أَصَمَّ [meaning the same]. (S, M.) b3: [Hence صَمَّ signifies also (assumed tropical:) He or it, uttered, or made, no sound or noise; like him who, not hearing, returns no reply to a call or question; (assumed tropical:) was dumb, or mute.] One says, صَمَّتْ حَصَاةٌ بِدَمٍ (tropical:) [A pebble made no sound in falling upon the ground by reason of blood]; i. e. the blood was so copious that if one threw a pebble into it no sound would be heard in consequence thereof, (As, S, M, Meyd, K, TA,) because it would not fall upon the ground: (As, S, Meyd:) the saying is a prov. (Meyd.) And hence the saying of Imra-el-Keys, صمِّى ابْنَةَ الجَبَلِ, (S, K,) in the following verse: بُدِّلْتُ مِنْ وَائِلٍ وَكِنْدَةَ عَدْ وَانَ وَفَهْمًا صَمِّى ابْنَةَ الجَبَلِ (assumed tropical:) [I have been given in exchange, for Wáïl and Kindeh,' Adwán and Fahm: make no sound, O pebble: app. meaning that he would shed much blood]: (S, TA: but this verse is omitted in one of my two copies of the S:) or the meaning is, O echo; (S, M, Meyd, K;) so they assert: (AHeyth, TA:) or O calamity; the saying being a prov.; (Meyd, TA;) applied to the case of a severe calamity; as though meaning be dumb, O calamity; said by As to be applied in relation to an event deemed excessively foul or evil: (TA:) or O serpent; (Meyd, TA;) which is said to be the primary meaning: (Meyd:) or O rock. (A Heyth, K, TA. [See also the second of the sentences here following.]) One says also, صَمَّ صَدَاهُ (tropical:) [His echo became dumb, or may his echo become dumb;] meaning he perished, or may he perish. (S, K, TA.) And ↓ صَمِّى صَمَامِ [in the CK erroneously written صُمِّى] meaning (tropical:) Increase, O calamity: (S, K, TA:) or it is applied to a man who brings to pass a calamity, and means be dumb, O calamity: (TA:) or صَمَامِ means calamity, and war; but primarily, the serpent; and this saying, like صَمِّى ابْنَةَ الجَبَلِ, is a prov. said when two parties refuse to make peace, and persist in opposition; meaning answer not the charmer, O serpent, but continue as thou art wont to be. (Meyd.) b4: صَمَمٌ in relation to stones, (Lth, TA,) or stone, (M,) [app. as an inf. n.,] signifies The being hard [and solid (see أَصَمُّ)]; or [as a simple subst.] hardness [and solidity]: (Lth, M, TA:) and in relation to a spear-shaft, the being compact; or compactness. (M.) One says, صَمَّ الحَجَرُ, inf. n. صَمَمٌ, The stone was hard [and solid]. (MA.) And صَمَّتِ الفِتْنَةُ, meaning [The trial, or civil war, &c.,] was, or became, hard, vehement, or severe. (Msb.) A2: صَمَّ القَارُورَةَ, (S, K,) or صَمٌّ رَأْسَ القَارُورَةِ, (M,) aor. ـُ (PS, [in a copy of the M صَمِّ, contr. to a general rule in the case of a trans. verb of this class, and app. a mistranscription,]) inf. n. صَمٌّ, (M,) He stopped the flask or bottle [app. with a صَمَام]: (S, K:) or he stopped the head of the flask or bottle, and bound it; as also ↓ اصمّهُ: (K:) or اصمّ القَارُورَةَ signifies he put a صِمَام to the flask or bottle. (S, K.) b2: And صَمَّ الجُرْحَ, aor. ـُ inf. n. صَمٌّ, He bound the wound, and put upon it a bandage with medicament. (M.) b3: And صَمَّهُ, (S, M, K) inf. n. صَمٌّ, (M,) He struck him, (S, K,) or it, i. e. his head, (M,) with a staff, or stick, (S, M,) and with a stone, (S, M, K,) and with the like thereof. (M.) And صُمَّ, with damm, He was struck vehemently. (IAar, TA.) 2 صمّم, said of a sword, (S, M, K, TA,) accord. to the K, signifies It struck the joint, and cut, or severed, it: or i. q. طَبَّقَ: but this is at variance with what is said by J and other leading authorities; which is as follows: (TA:) it penetrated into the bone, and cut, or severed, it; but when it strikes the joint, and cuts, or severs, it, one says طَبَّقَ; a poet says, describing a sword, يُصَمِّمُ أَحْيَانًا وَحِينًا يُطَبِّقُ [It penetrates into the bone, &c., sometimes, and at one time it strikes the joint, &c.]: (S, TA:) or it passed into the bones: (M:) and ↓ صَمْصَمَ, said of a sword, signifies the same: (M, TA:) or تَصْمِيمٌ signifies a sword's penetrating into that which is struck with it without its causing any sound to be heard; from الصَّمَمُ in the ear. (Ham p. 326.) b2: And hence تَصْمِيمٌ signifies also (tropical:) A man's keeping constantly, or perseveringly, to the thing that he purposes, until he attains [it]. (Ham ubi suprà.) One says, صَمَّمَ عَلَى كَذَا (assumed tropical:) He kept constantly, or perseveringly, to his opinion in respect of such a thing, after his desiring to do it. (IDrd, TA.) b3: And صمّم, (S, Msb, K, TA,) inf. n. تَصْمِيمٌ, (M, K,) (tropical:) He acted, or went on, with penetrative energy, or with sharpness, vigorousness, and effectiveness, (S, M, Msb, K, TA,) in an affair, (M, Msb, K, TA,) and in journeying, (S, K, TA,) in this case said of a horse, (Z, TA,) and in other things; (S;) as also ↓ صَمْصَمَ. (K.) b4: And (tropical:) He bit, and infixed his canine teeth, (S, K, TA,) and did not let go what he bit: (S, TA:) or صمّم فِى عَضَّتِهِ he infixed his teeth [or canine teeth] in his bite. (A, TA.) b5: And صمّم الفَرَسَ العَلَفَ (tropical:) He (a man) enabled the horse to take of the fodder to such a degree that fat and repletion stuffed him. (K, * TA.) b6: And صمّم صَاحِبَهُ الحَدِيثَ (tropical:) He made his companion to retain the narrative, or story, in his memory. (K, * TA.) b7: See also the next paragraph.4 اصمّ, intrans.: see 1, first and fourth sentences.

A2: اصمّهُ He, (God, S, Msb, K,) or it, (a disease, M,) rendered him deaf; (S, * M, * Msb, K; *) [or] caused him to have a stoppage of the ear, and a heaviness of hearing. (M, K.) b2: [Hence,] أَصَمَّنِى الكَلَامَ (assumed tropical:) He, or it, diverted me from hearing the speech; as though he, or it, rendered me deaf. (TA.) b3: [Hence, اصمّهُ signifies also (assumed tropical:) He, or it, caused him to be as though he heard not. b4: And hence, (assumed tropical:) He, or it, caused him, or it, to utter, or make, no sound or noise; like him who, not hearing, returns no reply to a call, or question; to be dumb, or mute.] One says, أَصَمَّ اللّٰهُ صَدَاهُ (tropical:) [May God make his echo to return no sound;] meaning may God destroy him: (TA:) a prov., said in imprecating death upon a man; the صدي being that which returns the like of his voice, or cry, from the mountains &c.; and when a man dies, the صدي hears not from him anything that it should answer him, so that it is as though it were deaf. (Meyd.) [In the vulgar language, ↓ صَمَّمَ likewise signifies (assumed tropical:) He silenced him, reduced him to silence, or closed his mouth: so says De Sacy, in his Chrest. Arabe, sec. ed., iii. 379.] b5: And اصمّهُ [in the CK اَصْمَمَهُ] also signifies He found him to be أَصَمّ [i. e. deaf]. (S, M, K.) One says, نَادَاهُ فَأَصَمَّهُ [He called him, or called to him, and found him to be deaf]. (TA.) And أَصَمَّ دُعَاؤُهُ His call found persons deaf to it, (Th, M, K,) who would not hear his censure. (K.) b6: See also 1, near the end.6 تصامّ He feigned himself to be أَصَمّ [i. e. deaf]. (S.) [It is intrans. and trans.] You say, تصامّ عَنْهُ and تصامّهُ He feigned to him that he was deaf. (M.) And تصامّ عَنِ الحَدِيثِ (M, K) and تصامّهُ (M) He feigned (M, K) to his companion (M) that he was deaf to the narrative, or story. (M, K. *) تَصَامَمْتُهُ means تَصَامَمْتُ مِنْهُ [or عَنْهُ], i. e. I made a show of being deaf [to it], and feigned myself inattentive [to it]. (Ham p.

169.) R. Q. 1 صَمْصَمَ: see 2, in two places.

A2: صَمْصَمَتِ الصِّمَّةُ, (TK,) inf. n. صَمْصَمَةٌ, (K, TK,) The female hedge-hog uttered its cry. (K, * TK.) الصِّمُّ a name for (assumed tropical:) Calamity, or misfortune; (S, TA;) as also ↓ الصِّمَّةُ, (TA,) and so ↓ صَمَامِ, like قَطَامِ, in a phrase mentioned in the first paragraph, q. v. (S, K. [See also this last word below.]) b2: And (assumed tropical:) The lion; (S, M, K;) as also ↓ الصِّمَّةُ, (M, Msb, K,) thus called because of his courage, [i. e. from the latter word as signifying “ courageous,” but accord. to the Msb the reverse is the case,] (M,) and so ↓ الصُّمَصِمُ and ↓ الصُّمَاصِمُ: (K:) the pl. of ↓ صِمَّةٌ is صِمَمٌ. (TA.) صِمَّةٌ Courageous; (S, M, Msb, K;) applied to a man; (S, M;) one who renders deaf him whom he smites. (Er-Rághib, TA.) b2: See also the next preceding paragraph, in three places. b3: Also A male serpent: (S, K:) pl. صِمَمٌ. (S.) b4: And A female hedge-hog. (K.) b5: See also صَمَامٌ.

صَمَمٌ inf. n. of the intrans. verb صَمَّ [q. v.]. (S, * M, Msb, K.) A2: See also صِمْصِمٌ, in four places.

صَمَامِ [an imperative verbal noun, like نَزَالِ

&c.]. One says, صَمَامِ صَمَامِ, meaning Feign ye deafness, in silence. (S, K.) Also meaning Charge ye upon the enemy. (AHeyth, TA.) A2: Also (tropical:) Hard, or severe, calamity or misfortune; and so ↓ الصَّمَّآءُ; (K, TA;) [as though] closed up [or obdurate, or deaf to deprecation]: (TA:) or الصَّمَّآءُ signifies [simply] calamity, or misfortune: (S:) and ↓ دَاهِيَةٌ صَمَّآءُ signifies a calamity, or misfortune, [as though] closed up, and hard. (M.) See also الصِّمُّ, above.

صِمَامٌ The سِدَاد [or stopper], (S, M, K,) [i. e.] the thing that is put into the mouth, (Msb,) of a flask, or bottle: (S, M, Msb, K:) and its شِدَاد [app. meaning the piece of skin that is tied over the head]: (M:) or accord. to some it signifies the عِفَاص [which has the latter meaning]: (Msb:) or it signifies the thing that is put into the head of the flask, or bottle; and عِفَاص signifies the “ thing [or piece of skin] that is tied upon it: ” (M:) and ↓ صِمَامَةٌ signifies the same as صِمَامٌ, (IAar, K,) as also ↓ صِمَّةٌ. (K.) b2: Also The فَرْج; perhaps for مَوْضِعُ صِمَامٍ: (Mgh, TA:) so in a trad., in which it is said that الوَطْءُ should be in one صِمَام: but, as some relate it, the word is there with س [i. e. سِمَام]. (TA.) صَمِيمٌ The bone that is the [main] stay, or support, of the limb or member or the like; (M, K, and Ham p. 302;) as the صميم [or principal bone] of the shank (M and Ham) of a beast, (M,) and that of the head; (M and Ham;) opposed to وَشِيظٌ, because the latter is smaller than the former: (M:) and the thing that is the [main] stay, or support, of another thing. (Ham p. 359.) b2: [Hence,] The heart: so in a saying of a poet cited voce دَلَفَ. (Ham p. 678.) b3: And hence, also, (TA,) (tropical:) The prime, principal, or most essential, part; (M, K, TA;) the choice, best, or most excellent, part; of a thing (S, M, Msb, K, TA) of any kind. (M.) One says, هُوَ فِى صَمِيمِ قَوْمِهِ (tropical:) [He is of the choice, best, or most excellent, of his people or party; of the main stock thereof; or of those that constitute the members, exclusive of such as are followers, or incorporated confederates, thereof]: (S, TA:) contr. of شَظًى (S in art. شظى) [and of شِقٌّ, q. v.]. b4: And (tropical:) The greatest intenseness or vehemence or violence, or the most intense or vehement or violent degree, of heat, and of cold: (S, K, TA:) or simply the intenseness or vehemence or violence thereof. (M.) b5: And (assumed tropical:) The middle [or core] of the heart. (Msb.) b6: And The shell (lit. the dry, or hard, exterior covering) of the egg. (K.) A2: Also an epithet, applied to a man, (M, K,) and to a woman, and to two persons (M,) and to a pl. number, (M, K,) (tropical:) Pure, unmixed, or genuine, in respect of race, lineage, or parentage. (M, K, TA.) صِمَامَةٌ: see صِمَامٌ.

صَمَّانٌ Hard ground, (M,) [i. e.] any such ground, (K,) containing stones, by the side of sands; as also ↓ صَمَّانَةٌ: (M, K:) or the latter is a n. un.; and the former signifies hard ground: (Ham p. 285:) or rugged ground, (S, M,) falling short of what is called جَبَلٌ: (M:) it is so called because of its hardness. (TA.) صَمَّانَةٌ: see the next preceding paragraph.

صَمْصَمٌ Very niggardly or tenacious: (K:) or niggardly, or tenacious, in the utmost degree. (IAar, TA.) b2: See also the next paragraph. b3: [And see ضَمْضَمٌ.]

صِمْصِمٌ, (S, M, K,) applied to a man, (S, M,) Thick: (A'Obeyd, S:) or short and thick: (M, K:) or it signifies, (S,) or signifies also, (K,) bold, or daring; that acts, or proceeds, with penetrative energy, or with sharpness, vigorousness, and effectiveness: (S, K:) and applied to a man and to a horse, (M, K,) and to a mare, (M,) [in like manner,] i. q. ↓ مُصَمِّمٌ [and مُصَمِّمَةٌ (in the CK مُصَمَّمٌ is erroneously put for مُصَمِّمٌ) i. e. that acts, or proceeds, with penetrative energy, or with sharpness, vigourousness, and effectiveness], (M, K,) as also ↓ صَمَمٌ, (K, TA,) or ↓ صَمْصَمٌ, (so in a copy of the M,) and ↓ صَمْصَامٌ, and ↓ صَمْصَامَةٌ, and ↓ صُمَصِمٌ, and ↓ صُمَاصِمٌ, (M, K, the last omitted in the TA,) and ↓ صُمَاصِمَةٌ: (K:) or strong, robust, or hardy: or compact in make: (M, in relation to all of these epithets:) or ↓ صَمَمٌ, applied to a man, has the former of these two meanings: or the latter of them; as also صِمْصِمٌ, and ↓ صُمَصِمٌ: and, accord. to AO, ↓ صَمَمٌ applied to a horse, and ↓ صَمَمَةٌ to a mare, signify strong, firm, compact in make. (TA.) A2: See also صِمْصِمَةٌ.

صُمَصِمٌ: see the next preceding paragraph, in two places: b2: and see also الصِّمُّ.

صَمْصَمَةٌ inf. n. of R. Q. 1 [q. v.]

A2: See also the paragraph here following.

صِمْصِمَةٌ A company, or collection, (M, K,) of men; like زِمْزِمَةٌ; neither of which words is formed by substitution from the other: (M, TA: [in the TA in art. زم, this is said of زِمْزِمَةٌ and ضِمْضِمَةٌ:]) pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ صِمْصِمٌ. (M, K.) b2: Also The middle of a people or party; and so ↓ صَمْصَمَةٌ. (K.) b3: And A rugged [hill such as is termed]

أَكَمَة, of which the stones are almost erect. (En-Nadr, TA.) صَمْصَامٌ, (S, K,) or سَيْفٌ صَمْصَامٌ, (M,) and ↓ صَمْصَامَةٌ, (S, M, K, [in the CK, erroneously, صِمْصَامَة,]) A sword, (K,) or a sharp sword, (S, M,) that will not bend. (S, M, K.) الصَّمْصَامُ, (S, K,) or ↓ الصَّمْصَامَةُ, (M,) was the name of The sword of 'Amr Ibn-Maadee-Kerib. (S, M, K.) And some of the Arabs make ↓ صَمْصَامَةُ, thus without tenween, imperfectly decl., to be the name of A particular sword. (IB, TA.) b2: See also صِمْصِمٌ.

صَمْصَامَةٌ: see the next preceding paragraph, in three places: b2: and see also صِمْصِمٌ.

صُمَاصِمٌ: see صِمْصِمٌ: b2: and see also الصِّمُّ.

صُمَاصِمَةٌ: see صِمْصِمٌ.

أَصَمُّ applied to any animal, (Mgh,) Deaf; (S, * M, * Mgh, Msb, K; *) [or] having a stoppage of the ear, and a heaviness of hearing; (M, K:) fem.

صَمَّآءُ: (Mgh, Msb:) pl. صُمٌّ (M, Msb, K) and صُمَّانٌ. (M, K.) A poet says, أَصَمُّ عَمَّا سَآءَهُ سَمِيعُ (TA,) a prov., (Meyd,) meaning Feigning himself deaf to that which displeases him, (Meyd, TA,) i. e. to what is foul, (Meyd,) as though he heard it not, (TA,) but hearing (Meyd, TA) that which pleases him, i. e. what is good; as does the generous man. (Meyd.) And similar is the saying, وَلِى أُذْنٌ عَنِ الفَحْشَآءِ صَمَّا [And I have an ear deaf to that which is foul]. (TA.) [See also Ham p. 636, for another similar ex.] One says likewise, دَعَاهُ دَعْوَةَ الأَصَمِّ (assumed tropical:) He called him [with the call of the deaf, meaning,] with extraordinary force. (TA.) And ضَرَبَهُ ضَرْبَ الأَصَمِّ (tropical:) He beat him [with the beating of the deaf, meaning,] uninterruptedly and excessively; because the deaf, when he does thus, [not hearing any cry,] imagines that he is falling short of what he should do, and therefore will not leave off. (TA.) And لَمَعَ بِثَوْبِهِ لَمْعَ الأَصَمِّ (assumed tropical:) He (one warning a people from afar) made a sign by waving his garment continually, as does the deaf; as though he heard not the reply. (TA.) and حَيَّةٌ أَصَمُّ (M, K, TA) and صَمَّآءُ (TA) (tropical:) A serpent that will not accept charming; (M, K, TA;) as though it heard it not; (M;) that will not obey the charmer: (TA:) and [in like manner] the epithet صُمٌّ is applied to scorpions. (M.) and رَجُلٌ أَصَمُّ (tropical:) A man whom one does not hope to win over, and who will not be turned back from the object of his desire; (M, K, TA;) as though he were called and would not hear. (M, TA.) And دَهْرٌ أَصَمُّ (assumed tropical:) [Inexorable fortune;] as though one complained to it and it would not hear. (M.) And الصَّمَّآءُ and دَاهِيَةٌ صَمَّآءُ as expl. voce صَمَامِ, q. v. And فِتْنَةٌ صَمَّآءُ (assumed tropical:) A sedition, or the like, that is severe, or hard to be borne; (S, Msb;) to the allaying of which there is no way; because of its having gone to the utmost extent. (TA. [See also أَبْكَمُ.]) And أَمْرٌ أَصَمُّ (assumed tropical:) An affair, or event, that is severe, or hard to be borne. (TA.) and صَمَمٌ is tropically attributed to الحِلْم: (M:) a poet, cited by Th, says, قُلْ مَا بَدَا لَكَ مِنْ زُورٍ وَمِنْ كَذِبٍ

حِلْمِى أَصَمُّ وَأُذْنِى غَيْرُ صَمَّآءِ (tropical:) [the last word I find written thus, app. for the sake of the rhyme: i. e. Say what occurs to thee, of falsehood and of lying: my forbearance is deaf, i. e. insensible, to it, though my ear is not deaf]. (M, TA.) صَمَّآءُ is applied to a قَطَاة [or bird of the species termed قَطًا, and may in this case be rendered (assumed tropical:) Small-eared, or dull-eared, being applied thereto] because of the سَكَك [i. e. smallness

&c.] of its ear or because it is deaf when thirsting. (M.) And الأَصَمُّ [as though meaning (tropical:) The deafmute] is an epithet applied to رَجَب, (S, M, Msb, K,) the month thus named, (Msb,) which the people of the Time of Ignorance called شَهْرُ اللّٰهِ الأَصَمُّ, (Kh, S,) because the cry of the caller for aid was not heard in it, (Kh, S, M, Msb, K, *) shouting يَا لَفُلَانٍ and يَا صَبَاحَاهْ, (M, K,) nor the commotion of fight, (Kh, S, Msb,) nor the clash of arms, it being one of the sacred months: (Kh, S:) thus applied it is tropical, like نَائِمٌ in the phrase لَيْلٌ نَائِمٌ; as though, in it, the man were deaf to the sound of arms: (TA:) and in like manner it is also called مُنْصِلُ الأَلِّ. (M. [See also الأَصَبُّ, and مُحَرَّمٌ, and شَهْرٌ.]) b2: And [as that which is without a cavity is generally nonsonorous,] one says حَجَرٌ أَصَمُّ meaning (tropical:) Hard (S, M, Msb, K) and solid (S, Msb, K) stone: (S, &c.:) and صَخْرَةٌ صَمَّآءُ (tropical:) a hard and solid rock: (K, TA:) or this latter signifies (assumed tropical:) a rock in which is no crack nor hole: pl. صُمٌّ. (TA.) And قَنَاةٌ صَمَّآءُ (assumed tropical:) A compact spear-shaft. (M.) b3: الصَّمَّآءُ also signifies (assumed tropical:) The earth, or ground. (M:) and أَرْضٌ صَمَّآءُ (assumed tropical:) Rugged ground: pl. صُمٌّ. (K.) b4: Also [app. (assumed tropical:) The vermiform appendage of the cœcum;] the thin, or slender, extremity of the عفجة: (K: [the last word in this explanation is thus, without any syll. signs, in my MS. copy of the K and in the TA: in the CK, عَفِجَة: but the right reading is evidently عِفَجَة, which is said in the TA, in art. عفج, to be, like أَعْفَاجٌ, a pl. of عَفَجٌ and its dial. vars.: see this last word:] thus called [in my opinion because resembling a meatus auditorius that is closed, and therefore deaf; though said to be so called] because of its hardness. (TA.) b5: And نَاقَةٌ صَمَّآءُ (tropical:) A fat she-camel: (K, TA:) and, (K,) or as some say, (TA,) one that has just conceived, or become pregnant. (K, TA.) b6: اِشْتِمَالُ الصَّمَّآءِ, (S, Msb, K, TA,) which is forbidden in a trad., (TA,) is (assumed tropical:) The covering oneself with his garment, like [as is done in the case of] the شِمْلَة of the Arabs of the desert with their [garments called] أَكْسِيَة [pl. of كِسَآء]; (A'Obeyd, S;) i. e. the turning the كِسَآء, from the direction of one's right, upon his left arm and the part between his left shoulderjoint and neck, and then turning it a second time, from behind him, upon his right arm and the part between his right shoulder-joint and neck, so as to cover them both: (A'Obeyd, S, K:) or the wrapping oneself with the garment without making to it a place from which to put forth the hand: (Msb:) or, (K,) as the lawyers explain it, (A'Obeyd, S,) it is the wrapping one's body and arms with one garment, not having upon him another, and then raising it [in the K, as is said in the TA, يَضَعُــهُ is erroneously put for يَرْفَعُهُ] on one of its sides, and putting it upon his shoulder, so that his pudendum appears from it: (A'Obeyd, S, K:) [but] with the Arabs, لِبْسَةُ الصَّمَّآءِ means the covering one's whole body with his garment, and not raising a side from which to put forth his hand: (Mgh:) when you say, of a man, اِشْتَمَلَ الصَّمَّآءَ, it is as though you said, اِشْتَمَلَ الشِّمْلَةَ الصَّمَّآءَ; for الصَّمَّآء is a sort of اِشْتِمَال. (S. [See also اِشْتَمَلَ, and الشِّمْلَةُ الصَّمَّآءُ, in art. شمل.]) b7: جَذْرٌ أَصَمُّ (assumed tropical:) A surd, or an irrational, root, in arithmetic; which is known only to God, accord. to a saying of 'Áïsheh: opposed to جَذْرٌ نَاطِقٌ. (Mgh in art. جذر.) b8: [فِعْلٌ أَصَمُّ A surd verb is a term sometimes used in grammar, as meaning a triliteral-radical verb of the class commonly called مُضَاعَفٌ of which the second and third radicals are the same letter.]

صَوْتٌ مَصِمٌّ A sound, or noise, or voice, that deafens the ear-hole. (TA.) أَلْفٌ مُصَمَّمٌ (assumed tropical:) A thousand completed; like مُصَمَّتٌ and مُصْمَتٌ. (TA in art. صمت.) مُصَمِّمٌ A sword that passes into the bones: (M:) or that penetrates into that which is struck with it. (TA.) b2: See also صِمْصِمٌ. b3: And (assumed tropical:) A strong camel: so says Aboo-' Amr Esh-Sheybánee: and he cites the saying, حَمَّلْتُ أَثْقَالِى مُصَمِّمَاتِهَا [as meaning I loaded their strong camels with my burdens]: (TA:) or the مُصَمِّمَات, here mentioned, are the camels that do not utter a grumbling cry; patient of travel. (Ham p. 791.)

أنا

أنا: يكنى به الذكر والأنثى عن أنفسهما. يقول الرجل: أنا قلت، والمرأة أيضاً تقول: أنا قمت؛ بلفظ واحد.
أنا: {آناء}: ساعات، واحدها أنًا وإنًى وإنْي. 
[أنا] أنى معناه أين، تقول: أنى لك هذا، أي (*) من أين لك هذا؟ وهى من الظروف التى يجازى بها، تقول: أنى تأتني آتك معناه: من أي جهة تأتني آتك. وقد تكون بمعنى كيف، تقول: أنى لك أن تفتح الحصن؟ أي كيف لك ذلك. وأما قولك أنا فقد ذكرناه فيب النون.
[أنا] ك فيه: "أنا" خير من يونس هو عبارة عن عبد، أو النبي صلى الله عليه وسلم ويتم في "خير". ن: فقال صلى الله عليه وسلم: "أنا أنا" كره العلماء في جواب من هذا أن يقال: أنا، إذ لا يفيد، بل يقول فلان، ولا بأس بأن يقول: أنا أبو فلان. و"أنا" ولا يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر أي يقول: أنا أحق بالخلافة، وليس كما يقول، بل يأبى الله، وفي بعضها أنا أولى أي بالخلافة، وروى "أنا ولي" بخفة نون وكسر لام أي أنا أحق ولي الخلافة، وروى "أنا ولاه" أي أنا الذي ولاه النبي صلى الله عليه وسلم، وروى "أني ولاه" بتشديد نون أي كيف ولاه، وأرجو أن أكون أنا هو، جملة أنا هو خبر "أكون" ويحتمل كون "أنا" تأكيداً، و"هو" خبر أكون، أستعير مكان إياه. و"أنا بك" وإليك أي توفيقي بك والتجائي وانتمائي إليك.
أ ن ا: (أَنَى) يَأْنِي كَرَمَى يَرْمِي (إِنًى) بِالْكَسْرِ أَيْ حَانَ وَ (أَنَى) أَيْضًا أَدْرَكَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [الأحزاب: 53] وَأَنَى الْحَمِيمُ أَيْضًا أَيِ انْتَهَى حَرُّهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَمِيمٍ آنٍ} [الرحمن: 44] وَ (آنَاءُ) اللَّيْلِ سَاعَاتُهُ. قَالَ الْأَخْفَشُ: وَاحِدُهَا (إِنًى) مِثْلُ مِعًى وَقِيلَ وَاحِدُهَا (إِنْيٌ) وَ (إِنْوٌ) يُقَالُ مَضَى مِنَ اللَّيْلِ إِنْوَانِ وَإِنْيَانِ. وَ (تَأَنَّى) فِي الْأَمْرِ تَرَفَّقَ وَتَنَظَّرَ وَ (اسْتَأْنَى) بِهِ انْتَظَرَ بِهِ، يُقَالُ: اسْتُؤْنِيَ بِهِ حَوْلًا وَالِاسْمُ (الْأَنَاةُ) بِوَزْنِ الْقَنَاةِ. وَالْأَنَاةُ أَيْضًا الْحِلْمُ وَ (الْإِنَاءُ) الْوِعَاءُ وَجَمْعُهُ (آنِيَةٌ) وَجَمْعُ الْآنِيَةِ (أَوَانٍ) مِثْلُ سِقَاءٍ وَأَسْقِيَةٍ وَأَسَاقٍ. 
[أنا] أنى الشئ يأنى إنى، أي حانَ. وأَنى أيضاً: أدرك. قال الله تعالى: (غَيْر ناظرينَ إناهُ) أي نُضْجَه. ويقال أيضاً: أَنى الحميمُ، أي انتهى حرُّه. ومنه قوله تعالى: (وبَيْنَ حَميمٍ آنٍ) أي بالغٍ إناهُ في شدَّة الحرّ. وكلُّ مدركٍ آنٍ. وآناهُ يُؤْنِيهِ إيناءً، أي أَخَّرَهُ وحَبَسَهُ وأبطأه. قال الكميت: ومَرْضوفَةٍ لم تؤْنِ في الطبخ طاهياً * عَجِلْت إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا والاسم منه الاناء على فعال بالفتح. قال الحطيئة (*) وأَخَّرْتُ العَشاَء إلى سُهَيْلٍ * أو الشِعْرى فَطالَ بيَ الأَناءُ وآناء الليلِ: ساعاتُه. قال الأخفش: واحدُها إنى، مثال معى. قال: وقال بعضهم: واحدها إنْيٌ وإنْوٌ. يقال: مضى إنْيانِ من الليل وإنْوان. وأنشدَ للهذليّ : السالِكُ الثَغْرَ مَخشياً مَوارِدُهُ * في كلِّ إنْيٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ وقال أبو عبيدة: واحدها إنْيٌ مثل حسى ، والجمع آناء مثل أحساء. وأنشد للهذلى: حلو ومرٌّ كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُهُ * في كلِّ إنْيٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ وتَأَنَّى في الأمر، أي تَرَفَّقَ وتنظر. واستأنى به، أي انتظر به. يقال: اسْتؤْنيَ به حَوْلاً. والاسم الاناة مثل الفناة. يقال: تأنيتك حتى لا أَناةَ بي. والأناةُ من النساء: التي فيها فتورٌ عند القيام وتأن. قال الشاعر  رمته أناةٌ من ربيعةٍ عامرٍ * نَؤُومُ الضُحى في مأْتمٍ أيٍّ مَأْتَمِ قال سيبويه: أصله وناة، مثل أحد ووحد من الونى. ورجل آن، على فاعل، أي كثير الاناة والْحِلم. والإِناءُ معروف، وجمعه آنيَةٌ، وجمع الآنية الاواني، مثل سقاء وأسقية وأساق.
أنا
أنا [كلمة وظيفيَّة]: ج نحن: ضمير رفع منفصل مبنيّ على السكون للمتكلِّم أو المتكلِّمة، ألفه الأخيرة تكتب ولا تلفظ إلاّ في الوقف أو ضرورة الشِّعر، يجمع على نحن، ولا يثنَّى
 ولا يقع مضافًا ولا نعتًا ولا منصوبًا "أنا طالب مجتهد- أنا فتاة مهذّبة- أنا فخور بحضارة العرب- {وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} ".
• الأنا: (نف) إدراك الشَّخص لذاته أو هويّته. 

أنانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أنا: على غير قياس.
2 - من لا يضع نُصْب عينيه إلاّ مصلحته الشخصيّة ولا يهمّه سوى ذاته، محِبّ لذاته، من آثر نفسه وأعجب بذاته وأغفل الآخرين "رجل أنانيّ- يحرص الأنانيّ على أن يكون له الخير والنفع دون سواه". 

أنانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى أنا: على غير قياس "شخصيَّة أنانيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من أنا: أثرة وحبّ الذات مع عدم التفكير في الآخرين وهي ضدّ الإيثار "الأنانيّة تتنافى والتعاون مع الآخرين".
3 - (سف) مذهب يردّ كلّ شيء إلى الأنا، ويعدّ وجودَ كلّ الموجودات الأخرى وهميًّا. 

أنوِيّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أنا: على غير قياس.
• الأنويَّة: (نف) المغالاة في الاعتزاز بالنَّفس، أو التَّكلّم عن النَّفس أكثر من اللازم. 
[أنا] الاتيان: المجئ. وقد أتيته أتيا. قال الشاعر:

فاحتل لنفسك قبل أتى العسكر * وأتوته أتوة لغة فيه، ومنه قول الهذلى * كنت إذا أتوته من غيب * وقوله تعالى: (إنَّه كانَ وَعْدُهُ مأتِيَّا) أي آتيا، كما قال: (حجابا مستورا) أي ساترا. وقد يكون مفعولا، لان ما أتاك من أمر الله عز وجل فقد أتيته أنت. وإما شدد لان واو مفعول انقلبت ياء لكسرة ما قبلها، فأدغمت في الياء التى هي لام الفعل. وتقول: أَتَيْتُ الأمر من مَأْتاتِهِ، أي من مَأتاه، أي من وجهه الذى يوتى منه، كما تقول: ما أحسن معناة هذا الكلام، تريد معناه. قال الراجز: وحاجة كنت على صماتها * أتيتها وحدي من مأتاتها وقرئ: (يوم يأت) بحذف الياء كما قالوا: لا أدر، وهى لغة هذيل. وتقول: آتيته غلى ذلك الامر مواتاة، إذا وافقتَه وطاوعته. والعامَة تقول: واتَيْتُهُ. وآتاه إيتاء، أي أعطاه. وآتاهُ أيضاً، أي أتى به. ومنه قوله تعالى (آتِنا غَداءَنا) أي ائتنا به. والا تاوة: الخراج، والجمع الاتاوي. قال الجعدى: (*) موالى حلف لا مَوالي قَرابةٍ ولكنْ قَطيناً يسألون الاتاويا تقول منه: أتوته آتُوه أَتْواً وإتاوَةً. قال الشاعر : ففي كلِّ أسواق العراق إتاوةٌ * وفى كل ما باع امرو مكس درهم يقال للسقاء إذا مَخِضَ وجاء الزُبْدُ: قد جاء أَتْوُهُ. ولفلانٍ أَتْوٌ، أي عطاء. ويقال: ما أحسَن أَتْوَ يَدَي هذه الناقة، وأَتْيَ أيضاً، أي رَجْعَ يديها في السير. والإيتاء: الاعطاء. وتأتى له الشئ، أي تهيأ. وتأتى له، أي تَرَفّقَ وأَتاهُ من وجهه. قال الفرء: يقال جاء فلان يتأتى، أي يتعرض لمعروفك. وأتيت للماء تأتية وتأتيا، أي سهلت سبيله ليخرج إلى موضع . والأَتِيُّ: الجدولُ يُؤتِّيهِ الرجلُ إلى أرضه. وهو فعيل. يقال: جاءنا سيل أَتيٌّ وأَتاويٌّ، إذا جاءك ولم يصبك مطره. قال الراجز :

سيل أتى مده أتى * والاتي أيضا والاتاوى: الغريب. ونسوة أتاويات. قال الشاعر: لا يعدلن أتاويون تضربهم * نكباء صر بأصحاب المحلات وأما قول الشاعر : ألم يأتيك والانباء تنمى * بما لاقت لبون بنى زياد فإنما أثبت الياء ولم يحذفها للجزم ضرورة ورده إلى أصله. قال المازنى: ويجوز في الشعر أن (*) تقول زيد يرميك برفع الياء، ويغزوك برفع الواو، وهذا قاضى بالتنوين مع الياء، فتجرى الحرف المعتل مجرى الحرف الصحيح من جميع الوجوه في الاسماء والافعال جميعا لانه الاصل. واستأتت الناقة استئتاء مهموز، أي ضبعت وأرادت الفحل. والاتاء: البركة والنماء، وحمل النخلِ . تقول منه: أَتَتِ النخلةُ تأتو إتاء. وأنشد ابن السكيت : هنالك لا أبالى نخل بَعْلٍ * ولا سَقْي وإنْ عَظُمَ الاتاء والميتاء والميداء ممدودان: آخر الغاية حيث ينتهي إليه جَرْيُ الخيل. والميتاء: الطريقُ العامرُ. ومجتمعُ الطريق أيضاً ميتاء وميداءُ. يقال: بَنى القومُ بيوتَهم على ميتاءٍ واحدٍ وميداءٍ واحدٍ. وداري بميتاء دارِ فلان وميداءِ دارِ فلانٍ، أي تِلقاءَ داره ومحاذية لها. 
أنا: أَنَّى، معناها: كيف؟ ومن أين؟ .. أنّى شئت: [كيف شئت؟] ومن أين شئت؟ قال الكميت:

أنّى ومن أين آبك الطَّرَبُ 

وقوله جل وعز: أَنَّى لَكِ هذا

. أي: من أينَ لكِ هذا؟ وقوله [جلّ وعزّ] : أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا

، أي: كيف يكون؟، وقال :

ومُطْعَمُ الغُنْمِ يوم الغُنْمِ مُطْعَمُهُ ... أَنَّى توجّه والمَحْرومُ مَحْرومُ

أي: أينما توجّه، وكيفما توجّه. أنا، فيها لغتان، حذفُ الأَلِفِ وإثباتُه، وأَحْسنُ ذلك أَنْ نُثْبِتَها في الوقوفِ، وإذا مضيت عليها قلت: أَنَ فعلت. وإذا وقفتَ قلتَ: أَنَهْ، وإِن شئتَ: أنا وحذفُها أَحْسَنُ. وقوله تعالى: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي معناه: لكنّ أنا، فحُذفتٍ الهمزةُ وحذفت [إحدى نوني] لكنّ فالْتَقَتْ نونان فأدغمتها في صاحبتها. والإنْيُ والإنَى، مقصور: ساعة من ساعات اللّيل، والجميع: آناء، وكلّ إنْيٍ ساعة. والإنَى، مقصور أيضاً: الإدراك والبلوغ، وإنَى الشّيء بلوغه وإدراكُهُ، فتقول: انتظرنا إنَى الطعام، أي: إدراكه، و [قوله تعالى] : غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ

، أي: غير منتظرين نُضْجه وبلوغه. وقوله [تعالى] : حَمِيمٍ آنٍ

، أي: قد انتهى حرّه، والفِعْل: أَنَى ياني أنىً. وقوله [تعالى] : مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ

، أي: سُخْنة. وقال العبّاس بن مرداس:

فجئنا مع المهديّ مكّةَ عُنْوةً ... بأَسْيافنا والنَّقْعُ كابٍ وساطعُ

علانيةً والخيلُ يَغْشَى مُتُونَها ... حميمٌ وآنٍ من دم الجَوْف ناقعُ

والإيناء، ممدود: قد يكون بمعنى الإبطاء ... آنيت الشّيء، أي: أخَّرته، وتقول للمُبطِىء: آنيت وآذيت. وأَنَى الشَّيْءُ يأني أُنِيّاً إذا تأخر عن وقته، ومنه قوله:

والزّاد لا آنٍ ولا قَفارُ 

أي: لا بطيء، ولا جَشِبٌ غير مأدوم. وتقول: ما أنى لك، وأ لم يأنِ لك، أي ألم يَحِن لك؟ والأَنَى: من الأناة والتّؤدة، قال العجّاج :

طال الأَنَى وزايل الحقُّ الأَشَرْ

وقال:

أناةً وحلماً وانتظاراً بهم غداً ... فما أنا بالواني ولا الضرع الغَمْرِ 

ويقال: إنّه لَذُو أَناةٍ، إذا كان لا يَعْجَلُ في الأُمور، أي: تأنّى، فهو آنٍ، أي متأنٍّ، قال:

الرّفق يُمْنٌ والأناة سعادةٌ ... فتأنَّ في رِفْقٍ تُلاقِ نجاحا 

والأناة: الحلم ، والفِعْل: أَنِيَ، وتأنَّى، واسْتَأْنَى، أي: تَثَبَّتَ، قال:

وتأنّ إنّك غير صاغِرْ 

ويقال للمتمكِّث في الأمر: المتأنّي.

وفي الحديث: آذيت وآنيت ،

أي: أخّرت المجيء وأبطأت، وقال الحطيئة: 

وآنيت العَشاءَ إلى سُهَيْلٍ ... أو الشِّعرَى فطال بيَ الأَناءُ

واستأنيت فلاناً، أي: لم أُعْجِلْهُ.. ويقال: استانِ في أمرك، أي: لا تعجل، قال:

استأنِ تَظْفَرْ في أمورِكَ كُلِّها ... وإذا عزمت على الهوى فَتَوَكَّلِ 

واستأنيت في الطعام، أي: انتظرت إدراكه. ويقال للمرأة المباركة الحليمة المواتية: أناة، والجميع: الأنوات. قال أهل الكوفة: إنّما هي من الوَنَى وهو الضّعف، ولكنّهم همزوا الواو. والإناء، ممدود: واحد الآنية، والأواني: جمع الجمع.. جُمِعَ فِعال على أفعلة، ثمّ جُمِعَ أفعلة على أفاعل.
أنا
أَنَا ضمير المخبر عن نفسه، وتحذف ألفه في الوصل في لغة، وتثبت في لغة ، وقوله عزّ وجل: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي [الكهف/ 38] فقد قيل: تقديره: لكن أنا هو الله ربي، فحذف الهمزة من أوله، وأدغم النون في النون، وقرئ:
لكنّ هو الله ربي، فحذف الألف أيضا من آخره .
ويقال: أُنِيَّة الشيء وأَنِيَّتُه، كما يقال: ذاته، وذلك إشارة إلى وجود الشيء، وهو لفظ محدث ليس من كلام العرب، وآناء الليل: ساعاته، الواحد: إِنْيٌ وإنىً وأَناً ، قال عزّ وجلّ:
يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ [آل عمران/ 113] وقال تعالى: وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ [طه/ 130] ، وقوله تعالى: غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ
[الأحزاب/ 53] أي: وقته، والإنا إذا كسر أوّله قصر، وإذا فتح مدّ، نحو قول الحطيئة:
وآنيت العشاء إلى سهيل أو الشّعرى فطال بي الأناء
أَنَى وآن الشيء: قرب إناه، وحَمِيمٍ آنٍ
[الرحمن/ 44] بلغ إناه من شدة الحر، ومنه قوله تعالى: مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ
[الغاشية/ 5] وقوله تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا
[الحديد/ 16] أي: ألم يقرب إناه.
ويقال : آنَيْتُ الشيء أُنِيّاً، أي: أخّرته عن أوانه، وتَأَنَّيْتُ: تأخّرت، والأَنَاة: التؤدة.
وتَأَنَّى فلان تَأَنِّياً، وأَنَى يَأْنِي فهو آنٍ، أي:
وقور. واستأنيته: انتظرت أوانه، ويجوز في معنى استبطأته، واستأنيت الطعام كذلك، والإِنَاء: ما يوضع فيه الشيء، وجمعه آنِيَة، نحو: كساء وأكسية، والأَوَانِي جمع الجمع.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.