Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يشتري

الناطف

(الناطف) السَّائِل من الْمَائِعَات وَضرب من الْحَلْوَى يصنع من اللوز والجوز والفستق وَيُسمى أَيْضا القبيط قَالَ أَبُو نواس
(يَقُول والناطف فِي كَفه ... من يَشْتَرِي الحلو من الحلو)

الزَّرْنَقَةُ

والزَّرْنَقَةُ: العِيْنَةُ وهو أنْ يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ من الرَّجُلٍ شَيْئاً إلى أجَلٍ بأكْثَرَ من ثَمَنِه. وفي الحَدِيث عن ابن المُبَارَكِ: " لا بَأسَ بالزَرْنقَة ".

التنكير والتعريف

التنكير والتعريف
وقفت طويلا عند الاسم النكرة، أتبين ما قد يدل عليه التنكير من معنى، ودرست ما ذكر العلماء من معان، قالوا إن هذا التنكير يفيدها، وبدا لى من هذا التأمل الطويل أن النكرة يراد بها، واحد من أفراد الجنس، ويؤتى بها، عند ما لا يراد تعيين هذا الفرد، كقوله سبحانه: وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (القصص 20). فليس المراد هنا تعيين الرجل، ولكن يراد هنا أن يصل إلى موسى نبأ الائتمار عليه بالقتل.
والنكرة بعدئذ تفيد معناها مطلقا من كل قيد، أما ما يذكره علماء البلاغة من معان استفيدت من النكرة، فإنها لم تفدها بطبيعتها، وإنما استفادتها من المقام الذى وردت فيه، فكأنما المقام هو الذى يصف النكرة، ويحدد معناها، فكلمة حياة مثلا تدل على معناها المجرد، والمقام يهبها معنى التحقير حينا، والتعظيم حينا آخر، والنوعية من موضع ثالث، ولنقف قليلا عند بعض الآيات التى ورد فيها الاسم نكرة، نتبين مدى الجمال في وروده.
قال تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ (البقرة 96). أولا ترى أن المراد هنا بيان حرص هؤلاء الناس على مطلق حياة، وأنها غالية عندهم كل الغلو، لا يعنيهم أن تكون تلك الحياة رفيعة أو وضيعة، ولهذا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة، ومن هنا جاء التنديد بهم، لأن الإنسان المثالى، لا يريد الحياة، إلا إذا كانت رفيعة صالحة.
وقال تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة 179). وهنا تجد المراد كذلك مطلق حياة يستفيدها المجتمع من حكم القصاص، هى تلك التى يظفر بها من يرتدع عن القتل، ولا يقدم عليه خوفا، أن تناله يد القانون فيقتل، فهذا الحكم العادل، استزاد به المجتمع حياة بعض الأفراد الذين كانوا عرضة للقتل قصاصا.
وقال تعالى: قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (آل عمران 183، 184). فالرسل منكرة لا تدل على أكثر من معنى المرسلين والكثرة إنما استفيدت من هذه الصيغة من جموع التكثير، الدالة على هذه الكثرة، أما التعظيم فلا يستفاد من التنكير، وإنما يستفاد من وصف هؤلاء الرسل، بأنهم جاءوا بالبينات، فالمقام هو الذى عظم هؤلاء الرسل، وقد تأتى الكلمة نفسها في مقام آخر، ويكون ما يحيط بها دالا على حقارتها وضعتها، مما يدل على أن التنكير في ذاته لا يؤذن بتعظيم ولا تحقير.
وقال تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (البقرة 279). فكلمة حرب منكرة، لا تدل على أكثر من حقيقتها، وإذا كان ثمة تعظيم لهذه الحرب فمنشؤه وصفها بأنها من الله ورسوله، وإن حربا يثيرها الله، جديرة أن تبعث في النفس أشد ألوان الفزع والرعب.
وقال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التوبة 72). فلا تحمل كلمة رضوان في الآية معنى أكثر من العطف، أما أن يدل التنكير هنا على التقليل لا تفيده النكرة وحدها، وإن كان معنى الآية يحتمل، أن قليل رضوان الله أكبر من الجنات والمساكن الطيبة، لأن النكرة تطلق على القليل والكثير فما يطلق عليه رضوان قل أو كثر، أكبر مما أثيبوا به.
ودل المقام على تعظيم الاسم المنكر، فى قوله تعالى: وَجاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (الأعراف 113). ذلك أنهم يطلبون مكافأة على عمل ضخم يقومون به، هو إبطال دعوة موسى، والإبقاء على دين فرعون، أو لا يكون ثواب ذلك عظيما يناسبه.
كما دل المقام على تعظيم الذكر، فى كل آية وردت فيها تلك الكلمة منكرة، كقوله تعالى: أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا (الأعراف 63).
وقوله تعالى: وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (يوسف 104). فوصفه حينا بأنه من الله، وحينا بأنه ذكر للعالمين، وحينا بأنه مبارك، يؤذن بعظمة هذا الذكر وجلال قدره.
كما دل المقام على التقليل في قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (الجاثية 32). ألا ترى أن جحدهم للساعة، لا يؤذن إلا بظن ضئيل في وجودها يتردد في رءوسهم. وقد تكون الكلمة النكرة موحية بمعنى حقير إلى النفس، كما في قوله تعالى: أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (الكهف 37). وقوله سبحانه: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (عبس 17 - 19).
ولأن النكرة لا تدل على شىء معين، كان استخدامها في بعض المقام مثيرا للشوق والرغبة في المعرفة، كما في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (الصف 10). ولأنها تدل على القليل والكثير كانت بعد النفى لقصد العموم وعلى ذلك قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ (البقرة 2).
وتحدث العلماء عن تنكير السلام الصادر من الله في قوله سبحانه: سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (يس 58). وقوله: سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (الصافات 79). وقوله:
سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (الصافات 130). وقوله: وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (مريم 15). وقوله: قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ (هود 48). والذى أحسه فى هذا التعبير أن المقام هنا يدل على تعظيم هذا السلام الصادر منه سبحانه، والمقام ينبئ بهذا التعظيم ويشير إليه.
وتستخدم ألوان المعارف في القرآن الكريم في مواضعها الدقيقة الجديرة بها:
فيستخدم الضمير الذى يجمع بين الاختصار الشديد، والارتباط المتين، بين جمل الآية بعضها وبعض، ومن روائع استخدام ضمير المخاطب، أن يأتى به مخاطبا كل من يستطاع الخطاب معه، عند ما يكون الأمر من الوضوح بمكان، ومن ذلك قوله تعالى: وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (السجدة 12).
وقوله تعالى: وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (سبأ 51). فكأن سوء حالهم من الوضوح لدرجة ظهوره لكل أحد.
وعادة القرآن في ضمائر الغيبة أنها تتفق إذا كان مرجعها واحدا، حتى لا يتشتت الذهن ولا يغمض المعنى، ولذا كانت الضمائر كلها تعود إلى موسى، فى قوله سبحانه: إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (طه 38، 39). وما بعدها. وليس من قوة النظم في شىء أن يعود بعض هذه الضمائر على موسى وبعضها الآخر على التابوت. كما تعود الضمائر كلها إلى الله في قوله تعالى:
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (الفتح 9).
فإن اتحد الضميران، وكانا يعودان إلى مختلفين، كان المقام يحددهما تحديدا واضحا؛ ومن ذلك قوله سبحانه: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (الكهف 22). فضمير فيهم يرجع إلى أهل الكهف، وضمير منهم يرجع إلى ما رجع إليه ضمير سيقولون. ولكن الكثير في الاستعمال القرآنى أن يخالف بين الضمائر إذا تعدد مرجعها لسهولة التمييز كما في قوله تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ (التوبة 36).
فضمير منها وهو لاثنى عشر شهرا، أتى به مفردا، وضمير منهن وهو للأربعة، أتى به جمعا، وكلا الأمرين جائز في كليهما، ولكن سنة القرآن إذا أعاد الضمير على جمع ما لا يعقل، أعاده مفردا إذا كان لأكثر من عشرة، وجمعا إذا كان لأقل منها .
وإذا كان مرجع الضمير مفرد اللفظ جمع المعنى، راعى الأسلوب القرآنى اللفظ أولا، والمعنى ثانيا عند تعدد الضمير، وذلك أجمل في السياق من العكس، وتأمل ذلك في قوله سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (البقرة 8). وقوله سبحانه: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً (الأنعام 25)، فإن هذا الأسلوب حديثا عن كل فرد من أفراد هذا المجموع أولا، ثم حديثا عنه في جماعة ثانيا.
وقد لا تجد في الآية مرجعا للضمير، ولكنك تحس بوضوح معناه أيما وضوح، لدلالة المقام على هذا المرجع، ومن ذلك قوله سبحانه: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (الرحمن 26)، فالضمير في عليها يعود إلى الأرض، من غير أن يجرى لها ذكر، ولكنك لا تجد حرجا ولا مشقة في إدراك معناه.
وقد يضع القرآن الاسم الظاهر موضع الضمير، لأمور تلمسها في كل مكان حدث فيه هذا الوضع، وتأمل قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (العنكبوت 19، 20). فوضع الله مكان ضميره لأن هذا الاسم يوحى بالجلال، المؤذن بيسر بدء الخلق عليه، وقدرته على إنشاء النشأة الآخرة.
وقوله تعالى: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى
الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها
(التوبة 25، 26). ففي إظهار المؤمنين بدل أن يقول ثمّ أنزل الله سكينته عليكم، إظهار لمن ثبت منهم في مظهر من يستحق اسم المؤمن الحقيقى.
وقوله تعالى: وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (سبأ 43). فأظهر الذين كفروا بدل الإتيان بضمير يعود عليهم، لما في ذلك من إبرازهم متعنتين جاحدين، لا يرعون ما يجب أن يكون للحق، من حسن القبول والرضا به، والاطمئنان إليه، وفي ذلك تشنيع عليهم، وتصوير لمدى ضلالهم ومكابرتهم، وعلى هذا المنهج جاء قوله تعالى: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (ص 1 - 4). وهو بذلك يشير إلى أن هذا القول لا يكون إلا من كافر يخفى الحق ولا يقربه.
ومما استخدمه القرآن ضمير الشأن أو القصة، وهو ضمير لا مرجع له، تسمعه النفس فتتهيأ لسماع ما يأتى بعده، لأن الأسلوب العربى لا يأتى بهذا الضمير إلا في المواطن التى يكون فيها أمر مهم، تراد العناية به، فيكون هذا الضمير أداة للتنبيه، يدفع المرء إلى الإصغاء، فإذا وردت الجملة بعده استقرت في النفس واطمأن إليها الفؤاد.
واستمع إلى قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص 1). أو لا ترى الشوق يحفز السامع عند ما يصغى إلى هذا الضمير- إلى أن يدرك ما يراد به، فإذا وردت الجملة ثبتت في النفس، وقرت في القلب.
وقوله تعالى: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46).
تجد للضمير هنا من الإثارة وتثبيت المعنى، ما يبين عن فضل هذا الضمير، وما يمنحه الأسلوب من قوة وحسن بيان.
ويستخدم القرآن العلم ولم يستخدم الكنية إلا في قوله تعالى: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (المسد 1)، وفي اختيار هذه الكنية من الذم، ما ليس في الاسم، وهذا هو السر في اختيارها، وقل استخدامه كذلك للقب، ومنه استخدام إسرائيل، لقب يعقوب، ومعناه عبد الله، وقيل صفوة الله، ولم تخاطب اليهود في القرآن إلا ب «يا بنى إسرائيل» . ومنه المسيح، لقب لعيسى، قيل معناه الصديق، وقيل الذى لا يمسح ذا عاهة إلا برئ .
ويأتى اسم الإشارة للقرب في القرآن، مؤذنا بقربه، قربا لا يحول دون الانتفاع به، ومن هنا أوثر هذا النوع من أسماء الإشارة، فى قوله سبحانه: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (الإسراء 9)، أو لا ترى أن المقام هنا مقام حديث عن هاد، يقود إلى أقوم الطرق، ولأن يكون هذا الهادى قريبا أنجح لرسالته، وأقطع لعذر من ينصرف عن الاسترشاد بهديه، بينما استخدم اسم الإشارة للبعيد، مشيرا إلى القرآن نفسه عند ما تحدث عن بعده عن الريب، فكان الحديث عنه باسم الإشارة البعيد، أنسب في الدلالة على ذلك. ويستخدم اسم الإشارة للقريب تنبيها على ضعة المشار إليه، كما في قوله تعالى: وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ (الأنبياء 36)، وقوله سبحانه: وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (الفرقان 41)، وكأن في اسم الإشارة للقريب، ما يشير إلى أن هذا الشخص القريب منا، والذى نعلم من أموره ما نعلم، لا تقبل منه دعوى الرسالة، ولا يليق به أن يذكر آلهتنا بسوء.
ويستخدم اسم الإشارة للبعيد أحيانا ليدل على ارتفاع مكانته، وبعده عن أن يكون موضع الأمل والرجاء، كما في قوله سبحانه، على لسان امرأة العزيز: قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ (يوسف 32)، أو ليدل على ما يجب أن يكون عليه من بعد في المكان والمنزلة، ولعل من ذلك قوله تعالى: إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (آل عمران 175).
وفي اسم الإشارة لون من الإيجاز والتنبيه معا، عند ما يشير إلى موصوف بصفات عدة، فينبنى الحكم على هذه الصفات، كما في قوله سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (الأنفال 2 - 4).
ويأتى القرآن بالاسم الموصول، عند ما تكون صلته هى التى عليها مدار الحكم، كما في قوله سبحانه: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا
(النساء 122). وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (آل عمران 91).
والمجيء باسم الموصول، فضلا عما ذكرناه، يثير في النفس الشوق إلى معرفة الخبر، وقد تكون الصلة نفسها ممهدة لهذا الخبر ودالة عليه، واقرأ قوله تعالى:
الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (التوبة 20 - 22). أو لا ترى في الصلة ما يوحى إليك بأنه قد أعد لهم خير عظيم، يناسب إيمانهم وهجرتهم، وجهادهم بأموالهم وأنفسهم.
ومن خصائص اسم الموصول استطاعته أن يخفى تحته اسم المذنب، وفي ذلك من الرجاء في هدايته، ما ليس في إفشاء اسمه وفضيحته، وتأمل قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (الحج 8)، وقوله تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ (العنكبوت 10)، وقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ (لقمان 6).
ففي هذا وغيره ذم لمن يتصف بذلك، ودعوة له في صمت إلى الإقلاع والكف، ومن ذلك قوله سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ (البقرة 204). وجاء قوله تعالى بعده: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (البقرة 207). ليكون في مقابلته، حتى تكون الموازنة قوية جلية، تدفع إلى العمل الصالح ابتغاء مرضاة الله.
وقد يعدل القرآن عن العلم إلى الاسم الموصول، إذا كان فيه زيادة تقرير لأمر يريده القرآن، كما في قوله تعالى: وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ (يوسف 23).
ألا ترى في ذكر اسم الموصول زيادة تقرير لعفته، فهو في بيتها، ووسائل إغرائه موفورة عندها، وهو تحت سلطانها، ولن تفهم هذه المعانى إذا جاء باسمها.
ويستخدم اسم الموصول كذلك، لإظهار أن الأمر لا يستطاع تحديده بوصف، مهما بولغ فيه، تلمس ذلك في قوله تعالى: قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (الشعراء 18، 19). وقوله تعالى: فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (طه 78). وفي ذلك ترك للخيال يسبح ليكمل الصورة ويرسمها.
ويستخدم القرآن التعريف بأل، فتكون للعهد حينا، وللجنس حينا آخر، ومن أجمل مواقعها فيه أن تستخدم لاستغراق خصائص الجنس، كما في قوله تعالى:
ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (البقرة 2). فكأنه قال ذلك هو الكتاب المستكمل لخصائص جنسه، فهو الكتاب الكامل.
وتأتى الإضافة في القرآن أحيانا لتعظيم المضاف كقوله تعالى: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (النمل 88). أو تحقيره كما في قوله سبحانه:
أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (المجادلة 19).
وقد يعدل عن الإضافة، حيث يبدو في ظاهر الأمر أن المقام لها، كما في قوله سبحانه على لسان إبراهيم لأبيه: يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا (مريم 45). فالعدول عن إضافة العذاب إلى الرحمن لعدم التجانس بينهما، فالمناسب للعذاب أن يضاف إلى الجبار، أو المنتقم مثلا، لا إلى مصدر النعم، أما السر في وصف العذاب بأنه من الرحمن، فالإشارة إلى أن العذاب إنما كان، لأنه كفر بمن كان مصدرا للنعمة، ولم يقم بواجب شكره. 

لِمُغَالِي

لِمُغَالِي
صورة كتابية صوتية من المُغَالِي بمعنى الذي يبالغ في الأمور، والذي يشتري الشيء بثمن غال، ومن يرفع يده بالسهم ليبلغ به أقصى العلو.

بَنْجَهِيرُ

بَنْجَهِيرُ:
الهاء مكسورة، وياء ساكنة، وراء:
مدينة بنواحي بلخ فيها جبل الفضّة، وأهلها أخلاط، وبينهم عصبيّة وشرّ وقتل، والدراهم بها واسعة كثيرة لا يكاد أحدهم يشتري شيئا ولو جرزة بقل بأقلّ من درهم صحيح، والفضة في أعلى جبل مشرف على البلدة والسوق والجبل كالغربال من كثرة الحفر، وإنما يتبعون عروقها يجدونها تدلهم على أنها تفضي إلى الجواهر، وهم إذا وجدوا عرقا حفروا أبدا إلى أن يصيروا إلى الفضة، فيتفق أن للرجل منهم
في الحفر ثلاثمائة ألف درهم أو زائدا أو ناقصا، فربما صادف ما يستغني به هو وعقبه وربما حصل له مقدار نفقته وربما أكدى وافتقر لغلبة الماء وغير ذلك، وربما يتبع رجل عرقا ويتبع آخر شعبة أخرى منه بعينه فيأخذان جميعا في الحفر، والعادة عندهم أن من سبق فاعترض على صاحبه فقد استحق ذلك العرق وما يفضي إليه، فهم يعملون عند هذه المسابقة عملا لا تعمله الشياطين، فإذا سبق أحد الرجلين ذهبت نفقة الآخر هدرا، وإن استويا اشتركا، وهم يحفرون أبدا ما حييت السّرج واتّقدت المصابيح، فإذا صاروا في البعد إلى موضع لا يحيي السراج لم يتقدموا، ومن تقدم مات في أسرع وقت، فالرجل منهم يصبح غنيّا ويمسي فقيرا أو يصبح فقيرا ويمسي غنيّا، وينسب إليها شاعر يعرف بالبنجهيري، معروف.

سامَرّاء

سامَرّاء:
لغة في سرّ من رأى: مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة وقد خربت، وفيها لغات: سامرّاء، ممدود، وسامرّا، مقصور، وسرّ من رأ، مهموز الآخر، وسرّ من را، مقصور الآخر، أمّا سامرّاء فشاهده قول البحتري:
وأرى المطايا لا قصور بها ... عن ليل سامرّاء تذرعه
وسرّ من را مقصور غير مهموز في قول الحسين بن الضحاك:
سرّ من را أسرّ من بغداد، ... فاله عن بعض ذكرها المعتاد
وسرّ من راء ممدود الآخر في قول البحتري:
لأرحلنّ وآمالي مطرّحة ... بسرّ من راء مستبطي لها القدر
وسامرّا، مقصور، وسرّ من رأى وساء من رأى، عن الجوهري، وسرّاء، وكتب المنتصر إلى المتوكل وهو بالشام:
إلى الله أشكو عبرة تتحيّر، ... ولو قد حدا الحادي لظلّت تحدّر
فيا حسرتا إن كنت في سرّ من رأى ... مقيما وبالشام الخليفة جعفر!
وقال أبو سعد: سامرّاء بلد على دجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا يقال لها سرّ من رأى فخففها الناس وقالوا سامرّاء، وهي في الإقليم الرابع، طولها تسع وستون درجة وثلثا درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وسدس، تعديل نهارها أربع عشرة ساعة، غاية ارتفاع الشمس بها تسع وسبعون درجة وثلث، ظل الظهر درجتان وربع، ظل العصر أربع عشرة درجة، بين الطولين ثلاثون درجة، سمت القبلة إحدى عشرة درجة وثلث، وعن الموصلي ثلاث وثمانون درجة، وعرضها مائة وسبع عشرة درجة وثلث وعشر، وبها السرداب المعروف في جامعها الذي تزعم الشيعة أن مهديهم يخرج منه، وقد ينسبون إليها بالسّرّ مرّي، وقيل: إنّها مدينة بنيت لسام فنسبت إليه بالفارسية سام راه، وقيل: بل هو موضع عليه الخراج، قالوا بالفارسية: ساء مرّة أي هو موضع الحساب، وقال حمزة: كانت سامراء مدينة عتيقة من مدن الفرس تحمل إليها الإتاوة التي
كانت موظفة لملك الفرس على ملك الروم، ودليل ذلك قائم في اسم المدينة لأن سا اسم الإتاوة، ومرّة اسم العدد، والمعنى أنّه مكان قبض عدد جزية الروم، وقال الشعبي: وكان سام بن نوح له جمال ورواء ومنظر، وكان يصيف بالقرية التي ابتناها نوح، عليه السلام، عند خروجه من السفينة ببازبدى وسماها ثمانين، ويشتو بأرض جوخى، وكان ممرّه من أرض جوخى إلى بازبدى على شاطئ دجلة من الجانب الشرقي، ويسمّى ذلك المكان الآن سام راه يعني طريق سام، وقال إبراهيم الجنيدي: سمعتهم يقولون إن سامراء بناها سام بن نوح، عليه السلام، ودعا أن لا يصيب أهلها سوء، فأراد السفاح أن يبنيها فبنى مدينة الأنبار بحذائها، وأراد المنصور بعد ما أسس بغداد بناءها، وسمع في الرواية ببركة هذه المدينة فابتدأ بالبناء في البردان ثمّ بدا له وبنى بغداد وأراد الرشيد أيضا بناءها فبنى بحذائها قصرا وهو بإزاء أثر عظيم قديم كان للأكاسرة ثمّ بناها المعتصم ونزلها في سنة 221، وذكر محمد بن أحمد البشّاري نكتة حسنة فيها قال: لما عمرت سامرّاء وكملت واتسق خيرها واحتفلت سميت سرور من رأى، ثمّ اختصرت فقيل سرّ من رأى، فلمّا خربت وتشوّهت خلقتها واستوحشت سميت ساء من رأى، ثمّ اختصرت فقيل سامراء، وكان الرشيد حفر نهرا عندها سمّاه القاطول وأتى الجند وبنى عنده قصرا ثمّ بنى المعتصم أيضا هناك قصرا ووهبه لمولاه أشناس، فلمّا ضاقت بغداد عن عساكره وأراد استحداث مدينة كان هذا الموضع على خاطره فجاءه وبنى عنده سرّ من رأى، وقد حكي في سبب استحداثه سرّ من رأى أنّه قال ابن عبدوس: في سنة 219 أمر المعتصم أبا الوزير أحمد بن خالد الكاتب بأن يأخذ مائة ألف دينار ويشتري بها بناحية سرّ من رأى موضعا يبني فيه مدينة وقال له: إني أتخوّف أن يصيّح هؤلاء الحربية صيحة فيقتلوا غلماني فإذا ابتعت لي هذا الموضع كنت فوقهم فإن رابني رائب أتيتهم في البر والبحر حتى آتي عليهم، فقال له أبو الوزير: آخذ خمسة آلاف دينار وإن احتجت إلى زيادة استزدت، قال: فأخذت خمسة آلاف دينار وقصدت الموضع فابتعت ديرا كان في الموضع من النصارى بخمسة آلاف درهم وابتعت بستانا كان في جانبه بخمسة آلاف درهم ثمّ أحكمت الأمر فيما احتجت إلى ابتياعه بشيء يسير فانحدرت فأتيته بالصكاك، فخرج إلى الموضع في آخر سنة 220 ونزل القاطول في المضارب ثمّ جعل يتقدّم قليلا قليلا وينتقل من موضع إلى موضع حتى نزل الموضع وبدأ بالبناء فيه سنة 221، وكان لما ضاقت بغداد عن عسكره وكان إذا ركب يموت جماعة من الصبيان والعميان والضعفاء لازدحام الخيل وضغطها، فاجتمع أهل الخير على باب المعتصم وقالوا: إمّا أن تخرج من بغداد فإن الناس قد تأذوا بعسكرك أو نحاربك، فقال: كيف تحاربونني؟ قالوا: نحاربك بسهام السحر، قال: وما سهام السحر؟ قالوا:
ندعو عليك، فقال المعتصم: لا طاقة لي بذلك، وخرج من بغداد ونزل سامراء وسكنها وكان الخلفاء يسكنونها بعده إلى أن خربت إلّا يسيرا منها، هذا كلّه قول السمعاني ولفظه، وقال أهل السير: إن جيوش المعتصم كثروا حتى بلغ عدد مماليكه من الأتراك سبعين ألفا فمدوا أيديهم إلى حرم الناس وسعوا فيها بالفساد، فاجتمع العامة ووقفوا للمعتصم وقالوا: يا أمير المؤمنين ما شيء أحبّ إلينا من مجاورتك لأنّك الإمام والحامي للدين وقد أفرط علينا أمر غلمانك وعمّنا أذاهم فإمّا منعتهم عنّا أو نقلتهم
عنّا، فقال: أمّا نقلهم فلا يكون إلّا بنقلي ولكني أفتقدهم وأنهاهم وأزيل ما شكوتم منه، فنظروا وإذا الأمر قد زاد وعظم وخاف منهم الفتنة ووقوع الحرب وعاودوه بالشكوى وقالوا: إن قدرت على نصفتنا وإلّا فتحوّل عنّا وإلّا حاربناك بالدعاء وندعو عليك في الأسحار، فقال: هذه جيوش لا قدرة لي بها، نعم أتحوّل وكرامة، وساق من فوره حتى نزل سامرّاء وبنى بها دارا وأمر عسكره بمثل ذلك، فعمّر الناس حول قصره حتى صارت أعظم بلاد الله، وبنى بها مسجدا جامعا في طرف الأسواق، وأنزل أشناس بمن ضم إليه من القوّاد كرخ سامرّاء، وهو كرخ فيروز، وأنزل بعضهم في الدور المعروفة بدور العرباني، فتوفي بسامرّاء في سنة 227، وأقام ابنه الواثق بسامرّاء حتى مات بها ثمّ ولي المتوكل فأقام بالهاروني وبنى به أبنية كثيرة وأقطع الناس في ظهر سرّ من رأى في الحيّز الذي كان احتجره المعتصم، واتسع الناس بذلك، وبنى مسجدا جامعا فأعظم النفقة عليه وأمر برفع منارة لتعلو أصوات المؤذنين فيها وحتى ينظر إليها من فراسخ فجمع الناس فيه وتركوا المسجد الأوّل، واشتقّ من دجلة قناتين شتويّة وصيفيّة تدخلان الجامع وتتخلّلان شوارع سامرّاء، واشتقّ نهرا آخر وقدره للدخول إلى الحيّز فمات قبل أن يتمّم، وحاول المنتصر تتميمه فلقصر أيامه لم يتمم ثمّ اختلف الأمر بعده فبطل، وكان المتوكل أنفق عليه سبعمائة ألف دينار، ولم يبن أحد من الخلفاء بسرّ من رأى من الأبنية الجليلة مثل ما بناه المتوكل، فمن ذلك: القصر المعروف بالعروس أنفق عليه ثلاثين ألف ألف درهم، والقصر المختار خمسة آلاف ألف درهم، والوحيد ألفي ألف درهم، والجعفري المحدث عشرة آلاف ألف درهم، والغريب عشرة آلاف ألف درهم، والشيدان عشرة آلاف ألف درهم، والبرج عشرة آلاف ألف درهم، والصبح خمسة آلاف ألف درهم، والمليح خمسة آلاف ألف درهم، وقصر بستان الايتاخيّة عشرة آلاف ألف درهم، والتلّ علوه وسفله خمسة آلاف ألف درهم، والجوسق في ميدان الصخر خمسمائة ألف درهم، والمسجد الجامع خمسة عشر ألف ألف درهم، وبركوان للمعتز عشرين ألف ألف درهم، والقلائد خمسين ألف دينار، وجعل فيها أبنية بمائة ألف دينار، والغرد في دجلة ألف ألف درهم، والقصر بالمتوكلية وهو الذي يقال له الماحوزة خمسين ألف ألف درهم، والبهو خمسة وعشرين ألف ألف درهم، واللؤلؤة خمسة آلاف ألف درهم، فذلك الجميع مائتا ألف ألف وأربعة وتسعون ألف ألف درهم، وكان المعتصم والواثق والمتوكل إذا بنى أحدهم قصرا أو غيره أمر الشعراء أن يعملوا فيه شعرا، فمن ذلك قول عليّ بن الجهم في الجعفري الذي للمتوكل:
وما زلت أسمع أنّ الملو ... ك تبني على قدر أقدارها
وأعلم أنّ عقول الرّجا ... ل يقضى عليها بآثارها
فلمّا رأينا بناء الإما ... م رأينا الخلافة في دارها
بدائع لم ترها فارس ... ولا الرّوم في طول أعمارها
وللرّوم ما شيّد الأوّلون ... وللفرس آثار أحرارها
وكنّا نحسّ لها نخوة ... فطامنت نخوة جبّارها
وأنشأت تحتجّ للمسلمين ... على ملحديها وكفّارها
صحون تسافر فيها العيون ... إذا ما تجلّت لأبصارها
وقبّة ملك كأنّ النجوم ... تضيء إليها بأسرارها
نظمن الفسافس نظم الحليّ ... لعون النّساء وأبكارها
لو انّ سليمان أدّت له ... شياطينه بعض أخبارها
لأيقن أنّ بني هاشم ... يقدّمها فضل أخطارها
وقال الحسين بن الضحاك:
سرّ من را أسرّ من بغداد، ... فاله عن بعض ذكرها المعتاد
حبّذا مسرح لها ليس يخلو ... أبدا من طريدة وطراد
ورياض كأنّما نشر الزّه ... ر عليها محبّر الأبراد
واذكر المشرف المطلّ من ال ... تلّ على الصّادرين والورّاد
وإذا روّح الرّعاء فلا تن ... س رواعي فراقد الأولاد
وله فيها ويفضلها على بغداد:
على سرّ من را والمصيف تحيّة ... مجلّلة من مغرم بهواهما
ألا هل لمشتاق ببغداد رجعة ... تقرّب من ظلّيهما وذراهما؟
محلّان لقّى الله خير عباده ... عزيمة رشد فيهما فاصطفاهما
وقولا لبغداد إذا ما تنسمت ... على أهل بغداد جعلت فداهما
أفي بعض يوم شفّ عينيّ بالقذى ... حرورك حتى رابني ناظراهما؟
ولم تزل كل يوم سر من رأى في صلاح وزيادة وعمارة منذ أيّام المعتصم والواثق إلى آخر أيّام المنتصر ابن المتوكل، فلمّا ولي المستعين وقويت شوكة الأتراك واستبدوا بالملك والتولية والعزل وانفسدت دولة بني العبّاس لم تزل سر من رأى في تناقص للاختلاف الواقع في الدولة بسبب العصبية التي كانت بين أمراء الأتراك إلى أن كان آخر من انتقل إلى بغداد من الخلفاء وأقام بها وترك سر من رأى بالكلية المعتضد بالله أمير المؤمنين كما ذكرناه في التاج وخربت حتى لم يبق منها إلا موضع المشهد الذي تزعم الشيعة ان به سرداب القائم المهدي ومحلّة أخرى بعيدة منها يقال لها كرخ سامراء وسائر ذلك خراب يباب يستوحش الناظر إليها بعد أن لم يكن في الأرض كلّها أحسن منها ولا أجمل ولا أعظم ولا آنس ولا أوسع ملكا منها، فسبحان من لا يزول ولا يحول، وذكر الحسن بن أحمد المهلبي في كتابه المسمّى بالعزيزي قال: وأنا اجتزت بسر من رأى منذ صلاة الصبح في شارع واحد مادّ عليه من جانبيه دور كأن اليد رفعت عنها للوقت لم تعدم إلّا الأبواب والسقوف، فأمّا حيطانها فكالجدد، فما زلنا نسير إلى بعد الظهر حتى انتهينا إلى العمارة منها، وهي مقدار قرية يسيرة في وسطها، ثمّ سرنا من الغد على مثل تلك الحال فما خرجنا من آثار البناء إلى نحو الظهر، ولا شك أن طول البناء كان أكثر من ثمانية فراسخ،
وكان ابن المعتز مجتازا بسامرّاء متأسفا عليها وله فيها كلام منثور ومنظوم في وصفها، ولما استدبر أمرها جعلت تنقض وتحمل أنقاضها إلى بغداد ويعمّر بها، فقال ابن المعتز:
قد أقفرت سرّ من را، ... وما لشيء دوام
فالنّقض يحمل منها ... كأنّها آجام
ماتت كما مات فيل ... تسلّ منه العظام
وحدثني بعض الأصدقاء قال اجتزت بسامرّاء أو قال أخبرني من اجتاز بسامرّاء: فرأيت على وجه حائط من حيطانها الخراب مكتوبا:
حكم الضّيوف بهذا الرّبع أنفذ من ... حكم الخلائف آبائي على الأمم
فكلّ ما فيه مبذول لطارقه، ... ولا ذمام به إلّا على الحرم
وأظنّ هذا المعنى سبق إليه هذا الكاتب فإذا هو مأخوذ من قول أرطاة بن سهية المري حيث قال:
وإنّي لقوّام لدى الضيف موهنا ... إذا أغدف الستر البخيل المواكل
دعا فأجابته كلاب كثيرة ... على ثقة مني بأنّي فاعل
وما دون ضيفي من تلاد تحوزه ... لي النّفس إلّا أن تصان الحلائل
وكتب عبد الله بن المعتز إلى صديق له يمدح سرّ من رأى ويصف خرابها ويذم بغداد وأهلها ويفضل سامراء: كتبت إليك من بلدة قد أنهض الدهر سكانها، وأقعد جدرانها، فشاهد اليأس فيها ينطق، وحبل الرجاء فيها يقصر، فكأن عمرانها يطوى، وكأنّ خرابها ينشر، وقد وكّلت إلى الهجر نواحيها، واستحثّ باقيها إلى فانيها، وقد تمزقت بأهلها الديار، فما يجب فيها حقّ جوار، فالظاعن منها ممحوّ الأثر، والمقيم بها على طرف سفر، نهاره إرجاف، وسروره أحلام، ليس له زاد فيرحل ولا مرعى فيرتع، فحالها تصف للعيون الشكوى، وتشير إلى ذمّ الدنيا، بعد ما كانت بالمرأى القريب جنة الأرض وقرار الملك، تفيض بالجنود أقطارها عليهم أردية السيوف وغلائل الحديد، كأنّ رماحهم قرون الوعول، ودروعهم زبد السيول، على خيل تأكل الأرض بحوافرها وتمدّ بالنقع حوافرها، قد نشرت في وجوهها غررا كأنّها صحائف البرق وأمسكها تحجيل كأسورة اللّجين ونوّطت عذرا كالشّنوف في جيش يتلقّف الأعداء أوائله ولم ينهض أواخره، وقد صبّ عليه وقار الصبر، وهبّت له روائح النصر، يصرفه ملك يملأ العين جمالا، والقلوب جلالا، لا تخلف مخيلته، ولا تنقض مريرته، ولا يخطئ بسهم الرأي غرض الصواب، ولا يقطع بمطايا اللهو سفر الشباب، قابضا بيد السياسة على أقطار ملك لا ينتشر حبله، ولا تتشظّى عصاه، ولا تطفى جمرته، في سن شباب لم يجن مأثما، وشيب لم يراهق هرما، قد فرش مهاد عدله، وخفض جناح رحمته، راجما بالعواقب الظنون، لا يطيش عن قلب فاضل الحزم بعد العزم، ساعيا على الحقّ يعمل به عارفا بالله يقصد إليه، مقرّا للحلم ويبذله، قادرا على العقاب ويعدل فيه، إذ الناس في دهر غافل قد اطمأنّت بهم سيرة لينة الحواشي خشنة المرام تطير بها أجنحة السرور، ويهب فيها نسيم الحبور، فالأطراف على مسرة، والنظر إلى مبرّة، قبل أن تخب مطايا الغير، وتسفر
وجوه الحذر، وما زال الدهر مليئا بالنوائب، طارقا بالعجائب، يؤمّن يومه، ويغدر غدره، على أنّها وإن جفيت معشوقة السكنى، وحبيبة المثوى، كوكبها يقظان، وجوها عريان، وحصاها جوهر، ونسيمها معطّر، وترابها مسك أذفر، ويومها غداة، وليلها سحر، وطعامها هنيء، وشرابها مريء، وتاجرها مالك، وفقيرها فاتك، لا كبغدادكم الوسخة السماء، والومدة الهواء، جوها نار، وأرضها خبار، وماؤها حميم، وترابها سرجين، وحيطانها نزوز، وتشرينها تموز، فكم في شمسها من محترق وفي ظلّها من عرق، ضيقة الديار، قاسية الجوار، ساطعة الدخان، قليلة الضيفان، أهلها ذئاب، وكلامهم سباب، وسائلهم محروم، ومالهم مكتوم، لا يجوز إنفاقه، ولا يحل خناقه، حشوشهم مسايل، وطرقهم مزابل، وحيطانهم أخصاص، وبيوتهم أقفاص، ولكل مكروه أجل، وللبقاع دول، والدهر يسير بالمقيم، ويمزج البؤس بالنعيم، وبعد اللجاجة انتهاء والهم إلى فرجة، ولكل سابلة قرار، وبالله أستعين وهو محمود على كل حال.
غدت سر من را في العفاء فيا لها ... قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
وأصبح أهلوها شبيها بحالها ... لما نسجتهم من جنوب وشمأل
إذا ما امرؤ منهم شكا سوء حاله ... يقولون لا تهلك أسى وتجمّل
وبسامراء قبر الإمام علي بن محمد بن علي بن موسى ابن جعفر وابنه الحسن بن علي العسكريّين، وبها غاب المنتظر في زعم الشيعة الإمامية، وبها من قبور الخلفاء قبر الواثق وقبر المتوكل وابنه المنتصر وأخيه المعتز والمهتدي والمعتمد بن المتوكل.

سِجِسْتَانُ

سِجِسْتَانُ:
بكسر أوّله وثانيه، وسين أخرى مهملة، وتاء مثناة من فوق، وآخره نون: وهي ناحية كبيرة وولاية واسعة، ذهب بعضهم إلى أن سجستان اسم للناحية وأن اسم مدينتها زرنج، وبينها وبين هراة عشرة أيّام ثمانون فرسخا، وهي جنوبي هراة، وأرضها كلّها رملة سبخة، والرياح فيها لا تسكن أبدا ولا تزال شديدة تدير رحيّهم، وطحنهم كلّه على تلك الرحى. وطول سجستان أربع وستون درجة وربع، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وسدس، وهي من الإقليم الثالث. وقال حمزة في اشتقاقها واشتقاق أصبهان: إن أسباه وسك اسم للجند وللكلب مشترك وكل واحد منهما اسم للشيئين فسميت أصبهان والأصل أسباهان وسجستان والأصل سكان وسكستان لأنّهما كانتا بلدتي الجند، وقد ذكرت في أصبهان بأبسط من هذا، قال الإصطخري: أرض سجستان سبخة ورمال حارة، بها نخيل، ولا يقع بها الثلج، وهي أرض سهلة لا يرى فيها جبل، وأقرب جبال منها من ناحية فره، وتشتد رياحهم وتدوم على أنّهم قد نصبوا عليها أرحية تدور بها وتنقل رمالهم من مكان إلى مكان ولولا أنّهم يحتالون فيها لطمست على المدن والقرى، وبلغني أنّهم إذا أحبوا نقل الرمل من مكان إلى مكان من غير أن يقع على الأرض التي إلى جانب الرمل جمعوا حول الرمل مثل الحائط من حطب وشوك وغيرهما بقدر ما يعلو على ذلك الرمل وفتحوا إلى أسفله بابا فتدخله الريح فتطير الرمال إلى أعلاه مثل الزّوبعة فيقع على مدّ البصر حيث لا يضرّهم، وكانت مدينة سجستان قبل زرنج يقال لها رام شهرستان، وقد ذكرت في موضعها، وبسجستان نخل كثير وتمر، وفي رجالهم عظم خلق وجلادة ويمشون في أسواقهم وبأيديهم سيوف مشهورة، ويعتمّون بثلاث عمائم وأربع كلّ واحدة لون ما بين أحمر وأصفر وأخضر وأبيض وغير ذلك من الألوان على قلانس لهم شبيهة بالمكّوك ويلفونها لفّا يظهر ألوان على قلانس لهم شبيهة بالمكّوك ويلفونها لفّا يظهر ألوان كل واحدة منها، وأكثر ما تكون هذه العمائم إبريسم طولها ثلاثة أذرع أو أربعة وتشبه الميانبندات، وهم فرس وليس بينهم من المذاهب غير الحنفية من الفقهاء إلّا قليل نادر، ولا تخرج لهم امرأة من منزل أبدا وإن أرادت زيارة أهلها فبالليل، وبسجستان كثير من الخوارج يظهرون مذهبهم ولا يتحاشون منه ويفتخرون به عند المعاملة، حدثني رجل من التجار قال: تقدمت إلى رجل من سجستان لأشتري منه حاجة فماكسته فقال: يا أخي أنا من الخوارج لا تجد عندي إلّا الحق ولست ممن يبخسك حقك، وإن كنت لا تفهم حقيقة ما أقول فسل عنه، فمضيت وسألت عنه متعجبا، وهم يتزيون بغير زيّ الجمهور فهم معروفون مشهورون، وبها بليدة يقال لها كركويه كلّهم خوارج، وفيهم الصوم والصلاة والعبادة الزائدة، ولهم فقهاء وعلماء على حدة، قال محمد بن بحر الرّهني: سجستان إحدى بلدان المشرق ولم تزل لقاحا على الضيم ممتنعة من الهضم منفردة بمحاسن متوحدة بمآثر لم تعرف لغيرها من البلدان، ما في الدنيا سوقة أصح منهم معاملة ولا أقل منهم مخاتلة، ومن شأن سوقة البلدان أنّهم إذا باعهم أو اشترى منهم العبد أو الأجير أو الصبي كان أحبّ إليهم من
أن يشتري منهم الصاحب المحتاط والبالغ العارف، وهم بخلاف هذه الصفة، ثمّ مسارعتهم إلى إغاثة الملهوف ومداركة الضعيف، ثمّ أمرهم بالمعروف ولو كان فيه جدع الأنف، منها جرير بن عبد الله صاحب أبي عبد الله جعفر بن محمد الباقر، رضي الله عنه، ومنها خليدة السجستاني صاحب تاريخ آل محمد، قال الرهني: وأجلّ من هذا كلّه أنّه لعن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، على منابر الشرق والغرب ولم يلعن على منبرها إلّا مرّة، وامتنعوا على بني أميّة حتى زادوا في عهدهم أن لا يلعن على منبرهم أحد ولا يصطادوا في بلدهم قنفذا ولا سلحفاة، وأي شرف أعظم من امتناعهم من لعن أخي رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، على منبرهم وهو يلعن على منابر الحرمين مكة والمدينة؟ وبين سجستان وكرمان مائة وثلاثون فرسخا، ولها من المدن زالق وكركويه وهيسوم وزرنج وبست، وبها أثر مربط فرس رستم الشديد ونهرها المعروف بالهندمند، يقول أهل سجستان: إنّه ينصب إليه مياه ألف نهر فلا تظهر فيه زيادة وينشقّ منه ألف نهر فلا يرى فيه نقصان، وفي شرط أهل سجستان على المسلمين لما فتحوها أن لا يقتل في بلدهم قنفذ ولا يصطاد لأنّهم كثير والأفاعي والقنافذ تأكل الأفاعي، فما من بيت إلّا وفيه قنفذ، قال ابن الفقيه: ومن مدنها الرّخّج وبلاد الداور، وهي مملكة رستم الشديد، ملّكه إيّاها كيقاوس، وبينها وبين بست خمسة أيّام، وقال ابن الفقيه: بسجستان نخل كثير حول المدينة في رساتيقها وليس في جبالها منه شيء لأجل الثلج وليس بمدينة زرنج وهي قصبة سجستان لوقوع الثلج بها، وقال عبيد الله بن قيس الرّقيّات:
نضّر الله أعظما دفنوها ... بسجستان طلحة الطلحات
كان لا يحرم الخليل ولا يع ... تلّ بالنّجل طيّب العذرات
وقال بعضهم يذمّ سجستان:
يا سجستان قد بلوناك دهرا ... في حراميك من كلا طرفيك
أنت لولا الأمير فيك لقلنا: ... لعن الله من يصير إليك!
وقال آخر:
يا سجستان لا سقتك السحاب، ... وعلاك الخراب ثمّ اليباب
أنت في القرّ غصّة واكتئاب، ... أنت في الصيف حيّة وذباب
وبلاء موكّل ورياح ... ورمال كأنّهنّ سقاب
صاغك الله للأنام عذابا، ... وقضى أن يكون فيك عذاب
وقال القاضي أبو علي المسبحي:
حلولي سجستان إحدى النّوب، ... وكوني بها من عجيب العجب
وما بسجستان من طائل ... سوى حسن مسجدها والرّطب
وذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: سمعت محمد بن أبي نصر قل هو الله أحد، خوان [1] ، يقول أبو داود السجستاني الإمام: هو من قرية بالبصرة يقال لها سجستان وليس من سجستان خراسان، وكذلك ذكر لي بعض الهرويين في سنة نيف وثلاثين وأربعمائة قوله: قل هو الله أحد خوان، هو لقب محمد بن أبي نصر، ومعناه قارئ هذه السورة.
قال: سمعت محمد بن يوسف يقول أبو حاتم السجستاني من كورة بالبصرة يقال لها سجستانة وليس من سجستان خراسان. وذكر ابن أبي نصر المذكور أنّه تتبع البصريين فلم يعرفوا بالبصرة قرية يقال لها سجستان غير أن بعضهم قال: إن بقرب الأهواز قرية تسمّى بشيء من نحو ما ذكره، ودرس من كتابي هذا لا أعرف له حقيقة لأنّه ورد أن ابن أبي داود كان بنيسابور في المكتب مع ولد إسحاق بن راهويه وأنّه أوّل ما كتب كتب عند محمد بن أسلم الطوسي وله دون عشر سنين، ولم يذكر أحد من الحفاظ أنّه من غير سجستان المعروف، وينسب إليها السجزي، منهم: أبو أحمد خلف بن أحمد بن خلف ابن الليث بن فرقد السجزي، كان ملكا بسجستان وكان من أهل العلم والفضل والسياسة والملك وسمع الحديث بخراسان والعراق، روى عن أبي عبد الله محمد بن علي الماليسي وأبي بكر الشافعي، سمع منه الحاكم أبو عبد الله وغيره، توفي في بلاد الهند محبوسا، وسلب ملكه في سنة 399 في رجب، ومولده في نصف محرم سنة 326، ودعلج بن علي السجزي، ومنها إمام أهل الحديث عبد الله بن سليمان بن الأشعث أبو بكر بن أبي داود أصله من سجستان، كتب من تاريخ الخطيب هو وأبوه وزاد ابن عساكر في تاريخه بإسناد إلى أبي عليّ الحسن بن بندار الزنجاني الشيخ الصالح قال: كان أحمد بن صالح يمتنع على المرد من رواية الحديث لهم تعفّفا وتنزها ونفيا للمظنة عن نفسه، وكان أبو داود يحضر مجلسه ويسمع منه، وكان له ابن أمرد يحب أن يسمع حديثه وعرف عادته في الامتناع عليه من الرواية فاحتال أبو داود بأن شد على ذقن ابنه قطعة من الشعر ليتوهم أنّه ملتح ثمّ أحضره المجلس وأسمعه جزءا، فأخبر الشيخ بذلك فقال لأبي داود: أمثلي يعمل معه هذا؟ فقال له: أيّها الشيخ لا تنكر عليّ ما فعلته واجمع أمردي هذا مع شيوخ الفقهاء والرواة فإن لم يقاومهم بمعرفته فاحرمه حينئذ من السماع عليك، قال: فاجتمع طائفة من الشيوخ فتعرض لهم هذا الأمرد مطارحا وغلب الجميع بفهمه ولم يرو له الشيخ مع ذلك من حديثه شيئا وحصل له ذلك الجزء الأوّل وكان ليس إلّا أمرد يفتخر بروايته الجزء الأوّل.

قَرْقَرَى

قَرْقَرَى:
بتكرير القاف والراء، وآخره مقصور، وقد تقدم اشتقاقه: أرض باليمامة، إذا خرج الخارج من وشم اليمامة يريد مهبّ الجنوب وجعل العارض شمالا فإنه يعلو أرضا تسمّى قرقرى فيها قرى وزروع ونخيل كثيرة، ومن قراها: الهزيمة، فيها ناس من بني قريش وبني قيس بن ثعلبة، وقرما والجواء والأطواء وتوضح، وعلى قرقرى يمرّ قاصد اليمامة من البصرة يدخل مرأة قرية المرأيّ الشاعر ينسب إليها، وفي قرقرى أربعة حصون: حصن لكندة وحصن لتميم وحصنان لثقيف، قال ذلك كله أبو عبيد الله السّكوني، رحمه الله تعالى، فقد سرّني بما أوضحه مما لم يتعرض له غيره عليّ، وحدث ابن الأنباري أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشّار حدّثني محمد بن حفص بإسناده عن يزيد بن العلاء بن مرقش قال حدثني أخي موسى بن العلاء قال: كنّا مع يحيى بن طالب الحنفي أحد بني ذهل بن الدّؤل بن حنيفة كان مولى لقريش وكان شيخا ديّنا يقرّئ أهل اليمامة وكانت له ضيعة باليمامة يقال لها البرّة العليا، وكان يشتري غلّات السلطان بقرقرى، وكان عظيم التجارة، وكان سخيّا فأصاب الناس جدب فجلا أهل البادية فنزلوا قرقرى ففرّق يحيى بن طالب فيهم الغلّات وكان معروفا بالسخاء، فباع عامل السلطان أملاكه وعزّه الدّين فهرب إلى العراق وقد كان كتب ضيعة من ضياعه لقوم قرارا لهم بها لئلا يبيعها السلطان فيما يبيع فكابره القوم عليها فخرج من اليمامة هاربا من الدّين يريد خراسان، فلما وصل إلى بغداد بعث رسولا إلى اليمامة وكنا معه فلما رآه في الزّورق اغرورقت عيناه بالدموع وكان معدودا من الفصحاء فأنشأ يقول:
أحقّا، عباد الله، أن لست ناظرا ... إلى قرقرى يوما وأعلامها الغبر
كأنّ فؤادي كلما مرّ راكب ... جناح غراب رام نهضا إلى وكر
أقول لموسى، والدموع كأنها ... جداول فاضت من جوانبها تجري:
ألا هل لشيخ وابن ستين حجّة، ... بكى طربا نحو اليمامة، من عذر؟
وزهّدني في كلّ خير صنعته ... إلى الناس ما جرّبت من قلة الشكر
إذا ارتحلت نحو اليمامة رفقة ... دهاك الهوى واهتاج قلبك للذكر
فوا حزني مما أجنّ من الأسى ... ومن مضمر الشوق الدخيل إلى حجري
تغرّبت عنها كارها وهجرتها، ... وكان فراقيها أمرّ من الصبر
فيا راكب الوجناء أبت مسلّما، ... ولا زلت من ريب الحوادث في ستر
إذا ما أتيت العرض فاهتف بأهله: ... سقيت على شحط النوى مسبل القطر
فإنك من واد إليّ مرجّب ... وإن كنت لا تزداد إلا على عقري
المرجّب: المعظّم، ومنه قول الأنصاري: أنا جذيلها المحكّك وعذيقها المرجّب.
وبه سمّي رجب لتعظيمهم إياه، وحدث أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي قال أخبرني أبو الحسن علي بن محمد المدائني قال: كان يحيى بن طالب الحنفي مولى لقريش باليمامة، وكان شيخا فصيحا ديّنا يقرّئ الناس، وكان عظيم التجارة، وذكر مثل ما تقدّم، فخرج إلى خراسان هاربا من الدّين، فلما وصل إلى قومس قال:
أقول لأصحابي ونحن بقومس، ... ونحن على أثباج ساهمة جرد:
بعدنا، وبيت الله، عن أرض قرقرى، ... وعن قاع موحوش، وزدنا على البعد
فلما وصل إلى خراسان قال:
أيا أثلات القاع من بطن توضح ... حنيني، إلى أطلالكنّ، طويل
ويا أثلاث القاع قلبي موكّل ... بكنّ، وجدوى غيركنّ قليل
ويا أثلات القاع قد ملّ صحبتي ... مسيري، فهل في ظلّكنّ مقيل؟
ألا هل إلى شمّ الخزامى ونظرة ... إلى قرقرى قبل الممات سبيل
فأشرب من ماء الحجيلاء شربة ... يداوى بها، قبل الممات، عليل
أحدّث عنك النفس أن لست راجعا ... إليك، فحزني في الفؤاد دخيل
أريد انحدارا نحوها فيصدّني، ... إذا رمته، دين عليّ ثقيل
قال أبو بكر بن الأنباري: وقد غنّي بهذه الأبيات عند الرشيد فسأل عن قائلها فأخبر فأمر برده وقضاء دينه، فسئل عنه فقيل إنه مات قبل ذلك بشهر، وقد قال:
خليليّ عوجا، بارك الله فيكما، ... على البرّة العليا صدور الركائب
وقولا إذا ما نوّه القوم للقرى: ... ألا في سبيل الله يحيى بن طالب!

مِسْكَةُ

مِسْكَةُ:
بلفظ تأنيث المسك الذي يشم، وهما قريتان على البليخ قرب الرقّة يقال لهما مسكة الكبرى ومسكة الصغرى، ومسكة أيضا: قرية من قرى عسقلان، ينسب إليها جماعة بمصر، منهم:
شيخنا عبد الخالق بن صالح بن علي بن زيدان المسكي، وعبد الله بن خلف بن رافع المسكي أبو محمد المصري، سمع من أبي طاهر السلفي الحافظ وأبي الحسين الكاملي وغيرهما، وكان يحفظ، وجمع تاريخا لمصر أجاد فيه ومات وهو في مسوداته قد عجز أن يبيّضها لفقره فبيع على العطارين لصرّ الحوائج كأن لم يكن بمصر من يعينه على تبييضه ولا ذو همة يشتريــه فيبيّضه، وبالله المستعان، ويقال: إن التّفاح المسكي بمصر إليها ينسب ونقله إليها منها الوزير اليازوري لأن يازور قرية من مسكة.

المَعْمَلُ

المَعْمَلُ:
بوزن معمر إلا أن آخره لام: قرية من أعمال مكة، قال أبو منصور: لبني هاشم في وادي بيشة ملك يقال له المعمل، وكان أول أمر المعمل أنه كان بنى من بيشة بين سلول وخثعم فيحفر السلوليون ويضعون فيه الفسيل فيجيء الخثعميون وينتزعون ذلك الفسيل ويهدمون ما حفر السلوليون ويفعل مثل ذلك الخثعميون فيزيلون الفسيل ولا يزال بينهم قتال وضرب فكان ذلك المكان يسمّى مطلوبا، فلما رأى ذلك العجير السلولي الشاعر تخوّف أن يقع بين الناس شرّ هو أعظم من ذلك فأخذ من طينه ومائه ثم ارتحل حتى لحق بهشام بن عبد الملك ووصف له صفته وأتاه بمائه وطينه، وماؤه عذب، فقال له هشام: كم بين الشمس وبين هذا الماء؟ قال: أبعد ما يكون بعده، قال: فأين هذا الطين؟ قال: في الماء، وأخبره بماء جوف بيشة، وبيشة من أعمال مكة مما يلي بلاد اليمن من مكة على خمس مراحل، وأخبره بما في بيشة والأودية التي معها من النخل والفسيل وأخبره أن ذلك يحتمل نقل عشرة آلاف فسيلة في يوم واحد، فأرسل هشام إلى أمير مكة أن يشتري مائتي زنجيّ ويجعل مع كل زنجيّ امرأته ثم يحملهم حتى يضعهم بمطلوب وينقل إليهم الفسيل فيضعونه بمطلوب، فلما رأى الناس ذلك قالوا: إن مطلوبا معمل يعمل فيه، فذهب اسمه المعمل إلى اليوم، قال العجير السلولي:
لا نوم للعين إلا وهي ساهرة ... حتى أصيب بغيظ أهل مطلوب
إن تشتموني فقد بدّلت أيكتكم ... زرق الدجاج وتجفاف اليعاقيب
قد كنت أخبرتكم أن سوف يعمرها ... بنو أميّة وعدا غير مكذوب
الأيكة: جماعة الأراك، وذلك أنه نزع ووضع مكانه الفسيل.

وادي المِياهِ

وادي المِياهِ:
جمع ماء، ذكر في المياه، ووجدت في بعض التواريخ أن وادي المياه بسماوة كلب بين الشام والعراق، وذكره الحفصي في نواحي اليمامة قال: وأول ما يسقي جلاجل وادي المياه الذي يقول فيه الراعي:
ردّوا الجمال وقالوا إن موعدكم ... وادي المياه وأحساء به برد
واستقبلت سربهم هيف يمانية ... هاجت تراعي وحاد خلفهم غرد
وقال عبد الله بن الدّمينة يعرّض ببنت عمّ له:
ألا يا حمى وادي المياه قتلتني، ... أباحك لي قبل الممات مبيح
رأيتك غضّ النبت مرتطب الثرى، ... يحوطك شجّاع عليك شحيح
كأنّ مدوف الزعفران بجنبه ... دم من ظباء الواديين ذبيح
ولي كبد مقروحة من يبيعني ... بها كبدا ليست بذات قروح؟
أبى الناس، ويح الناس! لا يشترونها، ... ومن يشتري ذا علة بصحيح؟ [1]

الحرضة

(الحرضة) من الرِّجَال الْفَاسِد الْمَتْرُوك (ج) حرض

(الحرضة) الَّذِي لَا يَشْتَرِي اللَّحْم وَلَا يَأْكُلهُ إِلَّا أَن يجده عِنْد غَيره

بَاعه

(بَاعه)
الشَّيْء وَبَاعه مِنْهُ وَله بيعا ومبيعا أعطَاهُ إِيَّاه بِثمن وَيُقَال بَاعَ عَلَيْهِ القَاضِي ضيعته بَاعهَا على غير رِضَاهُ وَبَاعَ على بيع أَخِيه تدخل بَين الْمُتَبَايعين لإفساد العقد لــيَشْتَرِي هُوَ أَو يَبِيع وَاشْتَرَاهُ فَهُوَ بَائِع (ج) باعة وَهُوَ بياع

العَبْدُ

العَبْدُ:
بلفظ العبد ضدّ الحرّ، والعبد أيضا: جبل لبني أسد بالدّآث، قال:
محالف أسود الرّنقاء عبد، ... يسير المخفرون ولا يسير
وعبد: جبيل أسود يكتنفه جبيلان أصغر منه يسمّيان الثّديّين، قال الأصمعي: المخفر الذي يجير آخر ثم يخفره، ولا معنى له ههنا، هذا لفظه، قال: والعبد أيضا موضع بالسّبعان في بلاد طيّء، وقال نصر: العبد جبل يقال له عبد سلمى للجبل المعروف وهو في شمالي سلمى وفي غربيّه ماء يقال له مليحة.
العَبْدُ: الإِنْسانُ حُرَّاً كان أو رقيقاً، والمَمْلوكُ،
كـ العَبْدَلِ، ج: عَبْدونَ وعَبيدٌ وأعْبُدٌ وعِبادٌ وعُبْدانٌ وعِبدانٌ وعِبِدَّانٌ وعِبِدَّانٌ، بكسرتين مُشَدَّدَةَ الدَّالِ، ومَعْبَدَةٌ، كمَشْيَخَةٍ، ومعابِدُ وعِبِدَّاءُ وعِبِدّى وعُبُدٌ، بضمَّتينِ، وعَبُدٌ، كنَدُسٍ،
ومَعْبوداءُ، جج: أعابِدُ.
والعَبْدِيَّةُ والعُبودِيَّةُ والعُبودَةُ والعِبادَةُ: الطَّاعَةُ.
والدَّراهِمُ العَبْدِيَّةُ: كانتْ أفضلَ من هذه وأرْجَحَ.
والعَبْدُ: نَباتٌ طَيِّبُ الرائحةِ، والنَّصْلُ القصيرُ العريضُ، وجبلٌ لبني أسَدٍ، وآخَرُ لغيرِهم،
وع ببلادِ طَيِّئٍ، وبالتحريكِ: الغَضَبُ، والجَرَبُ الشديدُ، والنَّدامَةُ، ومَلامَةُ النَّفْسِ، والحِرْصُ، والإِنْكارُ،
عَبِدَ، كفَرِحَ، في الكُلِّ.
والعَبَدَةُ، محرَّكةً: القُوَّةُ، والسِّمَنُ، والبَقاءُ، وصَلاءَةُ الطِّيبِ، والأَنَفَةُ.
وذُو عَبَدانَ، محرَّكةً: قَيْلٌ.
وعَبَدانُ: صُقْعٌ من اليمَنِ.
وكسَحْبانَ: ة بمرْوَ، منها: عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرحمنِ أبو القاسِمِ خواهَرْ زادَه، ورجُلٌ، وله نَهْرٌ م بالبصرَةِ. وكزُبَيْرٍ: فرسٌ.
وعُبَيْدانُ: وادٍ.
وبنو العُبَيْدِ بَطْنٌ، وهو عُبَدِيٌّ، كهُذَلِيٍّ.
وأُمُّ عُبَيْدٍ: الفَلاةُ الخالِيَةُ، أو ما أخْطأها المَطَرُ.
والعُبَيْدَةُ: الفِحْثُ.
وأُمُّ عَبيدَةَ، كسفينةٍ: ة قُرْبَ واسِطَ، بها قَبْرُ السَّيِّدِ أحمدَ الرِّفاعِيِّ. وكتَنُّورٍ: رجُلٌ نَوَّامٌ، نامَ في مُحْتَطَبِه سَبْعَ سنينَ،
وع، وجبلٌ، وفي حديثٍ مُعْضَلٍ: "إِنَّ أوَّلَ الناسِ دُخولاً الجَنَّةَ عَبْدٌ أسْوَدُ، يقالُ له: عَبُّودٌ، وذلك أن الله عَزَّ وجَلَّ بَعَثَ نَبِيَّاً إلى أهْلِ قَرْيَةٍ، فلم يُؤْمِن به أحدٌ إلاَّ ذلك الأَسْوَدُ، وأنَّ قَوْمَهُ احْتَفَروا له بِئراً، فَصَيَّروه فيها، وأطْبَقوا عليه صَخْرَةً، فكان ذلك الأَسْوَدُ يَخْرُجُ، فَيَحْتَطِبُ، فيبيعُ الحَطَبَ ويَشتري به طَعاماً وشَراباً، ثم يأتي تِلْكَ الحُفْرَةَ، فَيُعينُه اللهُ تعالى على تلك الصَّخْرَةِ، فَيَرْفَعُها ويُدَلِّي له ذلك الطَّعامَ والشرابَ، وإِنَّ الأَسْوَدَ احْتَطَبَ يوماً، ثم جَلَسَ ليَسْتَريحَ، فَضَرَبَ بنفسِه (الأرضَ) شِقَّهُ الأَيْسَرَ، فنامَ سَبْعَ سِنينَ، ثم هَبَّ من نَوْمَتِه وهو لا يرى إلاَّ أنَّه نامَ ساعةً من نَهارٍ، فاحْتَمَلَ حُزْمَتَه، فأَتَى القريَةَ، فَباعَ حَطَبَه، ثم أتى الحُفْرَةَ فلم يَجِد النبيَّ فيها، وقد كان بَدَا لِقَوْمِه فيه، فأخْرَجوهُ، فكانَ يسألُ عن الأَسْوَدِ، فيقولون: لا نَدْري أينَ هو"، فَضُرِبَ به المثَلُ لمَنْ نامَ طويلاً.
وابنُ عَبُّودٍ: محدِّثٌ. وكمِنْبَرٍ: المِسْحاةُ.
والعَبابيدُ والعَباديدُ، بلا واحدٍ من لفْظهِما: الفِرَقُ من الناسِ والخَيْلِ الذَّاهبونَ في كُلِّ وجْهٍ، والآكامُ، والطُّرُقُ البعيدَةُ.
والعَباديدُ: ع.
ومَرَّ راكباً عَباديدَهُ، أي: مِذْرَوَيْهِ.
وعابودُ: د قُرْبَ القُدْسِ.
وعابِدٌ: جَبَلٌ، وابنُ عُمَرَ بنِ مَخْزومٍ، ومن ولَدِهِ: عبدُ اللهِ بنُ السَّائِبِ الصَّحابِيُّ، وعبدُ اللهِ بنُ المُسَيِّبِ المُحَدِّثُ العابِدِيَّانِ.
والعِبادُ، بالكسر، والفتحُ غَلَطٌ، ووَهِمَ الجوهريُّ: قَبائِلُ شَتَّى اجْتَمَعوا على النَّصْرانِيَّةِ بالحيرةِ.
وأعْبَدَنِي فلانٌ فلاناً، أي: مَلَّكَنِي إيَّاهُ، واتَّخَذَنِي عَبْداً،
وـ القومُ بالرَّجُلِ: ضَرَبوهُ.
والعَبَّادِيَّةُ، مُشَدَّدَةً: ة بالمرجِ.
وعَبَّادانُ: جَزيرةٌ أحاطَ بها شُعْبتا دِجْلَةَ ساكِبَتَيْنِ في بَحْرِ فارِسَ.
وعَبَّادَةُ: جارِيَةٌ، ومُخَنَّثٌ.
وعَبَدْتُ به أُوذِيهِ: أُغْريتُ.
والمُعَبَّدُ، كمُعَظَّمٍ: المُذَلَّلُ من الطَّريقِ وغيرهِ، والمُكْرَمُ، ضِدٌّ، والوَتِدُ، والمُغْتَلِمُ من الفُحُولِ، وبَلَدٌ ما فيه أثَرٌ ولا عَلَمٌ ولا ماءٌ، والمَهْنوءُ بالقَطرانِ.
وعَبَّدَ تعْبيداً: ذَهَبَ شارداً.
وما عَبَّدَ أن فَعَلَ: ما لبِثَ.
وأعْبَدوا: اجْتَمَعوا.
والاعْتبادُ والاسْتِعْبادُ: التَّعْبيدُ.
وتَعَبَّدَ: تَنَسَّكَ،
وـ البَعيرُ: امْتَنَعَ، وصَعُبَ،
وـ البَعيرَ: طَردَهُ حتى أعْيا،
وـ فلاناً: اتَّخَذَهُ عبْداً،
كاعْتَبَدَهُ.
والمُعَبَّدَةُ: السَّفينَةُ المُقَيَّرةُ.
وأُعْبِدَ به: أُبْدِعَ، وكَلَّتْ راحِلتُهُ. وعَبْدَةُ بنُ الطَّبيبِ، بالفتح، وعَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ، بالتحريك.
والعَبْدِيُّ: نِسْبَةٌ إلى عبْدِ القَيْسِ، ويقالُ: عَبْقَسِيٌّ أيضاً.
والعَبْدانِ: عبدُ اللهِ بنُ قُشَيْرٍ، وهو الأَعْوَرُ، وهو ابنُ لُبَيْنَى، وعبدُ اللهِ بنُ سَلَمَةَ بن قُشَيْرٍ، وهو سَلَمَةُ الخَيْرِ.
والعَبيدَتانِ: عَبيدَةُ بنُ مُعاوِيَةَ بنِ قُشَيْرٍ، وعَبيدَةُ بنُ عَمْرِو بن مُعاوِيَةَ.
والعَبادِلَةُ: ابنُ عَبَّاسٍ، وابنُ عُمَرَ، وابنُ عَمْرو بنِ العاصِ (بنِ وائِلٍ) ، وليسَ منهم ابنُ مَسْعودٍ، وغَلِطَ الجوهريُّ.
وعَبْدَلُ، باللامِ: اسمُ حَضْرَمَوْتَ.
وذو عَبْدانَ: قَيْلٌ من الأُعْبودِ بنِ السَّكْسَكِ. وسَمَّوْا: عِباداً وعُباداً ومَعْبَداً وعِبْديداً وأعْبُداً وعَبَّاداً وعابِداً وعَبيداً وعُبَيداً وعُبَيْدَةَ وعَبيدَةَ وعَبْدَةَ وعُبْدَةَ وعُبادَةَ، بضمِّهما، وعَبْدَلاً وعَبْدَكاً وعَبْدوساً.

الخراج

الخراج: بالتثليث ما حصل من ريح أرض أو كرائها أو أجرة غلام ونحوِها ثم سُمِّي ما يأخذه السلطان، فيُطلق على الضريبة والجزية ومال الفيء وفي الغالب يختص بضريبة الأرض قال النسفي: "الخراجُ والغنيمة ما يأخذه المسلمون من أموال الكفار".
الخراج:
[في الانكليزية] Tumour ،abscess
[ في الفرنسية] Tumeur ،abces
بالضمّ كغراب هو في اصطلاح جمهور الأطباء كل ورم أخذ في جمع المدة سواء كان حارا أو باردا. ومنهم من ذهب إلى أنّ الخراج مخصوص بالأورام الحارّة إذا أخذت في الجمع دون الباردة كذا قال العلامة. وقال مولانا نفيس الخراج ورم حار كبير في داخله موضع تنصبّ إليه المادة وتتقيح كذا في بحر الجواهر. والمدة قيل هي القيح وقيل بالفرق بينهما كما تذكر في موضعها. وفي الموجز الفرق بينه وبين الدّبيلة أن الدّبيلة ورم في داخله موضع تنصب إليه المادة، وأمّا الخراج فهو ما كان مع ذلك حارا، وإذا رأيت مع الورم حرقا وضربانا كثيرا وانغمازا تحت الإصبع فهو خراج ويعرف موضع المدة بأنه إذا عصر أحسّ الشيء يتحرّك بإصبع أخرى توضع تحته.
الخراج:
فإن الخراج والخرج بمعنى واحد، وهو أن يؤدّي العبد إليك خراجه أي غلّته. والرعية تؤدّي الخراج إلى الولاة، وأصله من قوله تعالى: أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً 23: 72، وقرئ خراجا، معناه أم تسألهم أجرا على ما جئت به، فأجر ربّك وثوابه خير. وأما الخراج الذي وظّفه عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، على السواد، فأراضي الفيء، فإن معناه الغلّة ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: الخراج بالضمان، قالوا: هو غلّة العبد يشتريــه الرجل فيستغلّه زمانا، ثم يعثر منه على عيب دلّسه البائع ولم يطلعه عليه، فله ردّ العبد على البائع والرجوع عليه بجميع الثمن، والغلّة التي استغلّها المشتري من العبد طيّبة له، لأنّه كان في ضمانه ولو هلك هلك من ماله، وكان عمر، رضي الله عنه، أمر بمسح السواد ودفعه إلى الفلّاحين الذين كانوا فيه على غلّة كل سنة، ولذلك سمّي خراجا، ثم بعد ذلك قيل للبلاد التي فتحت صلحا ووظّف ما صولحوا عليه على أرضهم، خراجية، لأن تلك الوظيفة أشبهت الخراج الذي لزم الفلاحين، وهو الغلّة، لأن جملة معنى الخراج الغلّة، وفي الحديث أن أبا طيبة لما حجم النبي، صلى الله عليه وسلم، أمر له بصاعين من طعام وكلّم أهله، فوضعوا عنه من خراجه أي من غلّته.
الخراج:
[في الانكليزية] Land tax ،tribute ،crop ،harvest
[ في الفرنسية] Impot foncier ،tribut ،taxe ،recolte ،moisson
بالكسر في اللغة ما حصل من ريع أرض أو كرائها أو أجرة غلام ونحوها، ثم سمّي ما يأخذه السلطان فيقع على الضريبة والجزية ومال الفيء كما في الأزاهير. وفي الغالب يختص بضريبة الأرض كما في المفردات. وخراج الأراضي نوعان. الأول خراج مقاسمة بالإضافة وهو جزء معيّن من الخارج يوضع الإمام عليه كما يوضع ربع أو ثلث ونحوهما ونصف الخارج غاية الطاقة. والثاني خراج موظف بالإضافة أيضا ويجوز أن يكون تركيبا وصفيا ويسمّى خراج الوظيفة والمواظفة أيضا، وهو شيء معيّن من النقد أو الطعام يوضع الإمام عليه كما وضع عمر رضي الله عنه على سواد العراق لكل جريب صاعا من برّ أو شعير ودرهما كذا في جامع الرموز في كتاب الزكاة.
وفي فتح القدير حقيقة الخراج هو خراج الأرض لأنّه إذا أطلق الخراج فإنّما يتبادر منه خراج الأرض ولا يطلق على الجزية إلّا مقيّدا، فيقال خراج الرأس وعلامة المجاز لزوم التقييد انتهى.
لكن في جامع الرموز الجزية تسمّى بالخراج وخراج الرأس انتهى. فهذا صريح في جواز إطلاق الخراج على الجزية بلا تقييد.

شرى

شرى: {شروا}: باعوا. {يشري}: يبيع.
(شرى) : شَرَّيتُ الَّلحْمَ، والثَّوْبَ، والأَقِطَ، مثل شَرَّرْتُها، وشَرَرْتُها، وأَشْرَرْتُها.
شرى وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث سعيد بْن الْمسيب أَنه قَالَ لرجل: انْزِلْ أشراء الْحرم. قَالَ: الأشراء النواحي وَالْوَاحد شَرًى مَقْصُور وَهِي النَّاحِيَة قَالَ الْقطَامِي: (الْكَامِل)

لُعِنَ الكواعبُ بعدَ يَوْم وصَلْتَني ... بشَرَى الفراتِ وَبعد يومِ الجوسَقِ
ش ر ى: (الشِّرَاءُ) يُمَدُّ وَيُقْصَرُ وَقَدْ (شَرَى) الشَّيْءَ يَشْرِيهِ (شِرًى) وَ (شِرَاءً) إِذَا بَاعَهُ وَإِذَا (اشْتَرَاهُ) أَيْضًا وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ} [البقرة: 207] أَيْ يَبِيعُهَا. وَقَالَ تَعَالَى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} [يوسف: 20] أَيْ بَاعُوهُ. وَيُجْمَعُ (الشِّرَى) عَلَى (أَشْرِيَةٍ) وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّ فِعَلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى أَفْعِلَةٍ. وَ (شَرِيَ) جِلْدُهُ مِنْ بَابِ صَدِيَ مِنَ (الشَّرَى) وَهُوَ خُرَاجٌ صِغَارٌ لَهَا لَذْعٌ شَدِيدٌ فَهُوَ (شَرٍ) عَلَى فَعِلٍ. وَ (الشَّرْيَانُ) بِفَتْحِ الشِّينِ وَكَسْرِهَا وَاحِدُ (الشَّرَايِينِ) وَهِيَ الْعُرُوقُ النَّابِضَةُ وَمَنْبَتُهَا مِنَ الْقَلْبِ وَالْمُشْتَرِي نَجْمٌ. 
شرى خطط ثرى [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : وَبَعض النَّاس يذهب بالرمانتين إِلَى أَنَّهُمَا الثديان وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه. قَالَت: فطلقني ونكحها ونكحت بعده رجلا سريا ركب شريا يَعْنِي الْفرس أَنه يستشري فِي عَدْوِهْ [يَعْنِي أَنه يلج -] ويمضي فِيهِ بِلَا فتور وَلَا انكسار وَمن هَذَا قيل للرجل إِذا لجّ فِي الْأَمر: قد شَرى فِيهِ واستشرى فِيهِ. وَقَوْلها: أَخذ خطّيا تَعْنِي الرمْح سمى خطّيا لِأَنَّهُ يَأْتِي من بِلَاد وَهِي نَاحيَة الْبَحْرين يُقَال لَهَا: الْخط فتنسب الرماح إِلَيْهَا وَإِنَّمَا أصل الرماح من الْهِنْد وَلكنهَا تحمل إِلَى الْخط فِي الْبَحْر ثمَّ تفرق مِنْهَا فِي الْبِلَاد. وَقَوْلها: نعما ثريا تَعْنِي الْإِبِل والثري: الْكثير من المَال وَغَيره [و -] قَالَ الْكسَائي: يُقَال: قد ثرى بَنو فلَان بني بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
شرى: استشرى: ((بعث إلى الأندلس برسم شراء العدد وآلات الحروب فاسْتُشري منها كثيرٌ (هولال 14))).
شرىَ وجمعها أشراء: بثور. طفر. شرى. (بوشر).
شرىً (وجمعها أشرية): عقد. تعاقد (معجم البلاذري).
شراءٌ: عقدٌ شراؤه عليه ثلاثة آلاف دينار (أي كلفه مقدار كذا) (أخبار 122). عقدٌ شراؤه على والدي مائة ألف دينار (برسل - ألف ليلة 7، 202) وفي طبعة ماكنة: ثمنه على والدي.
شروة: قنية. شروى. مشترى. (بوشر) شروة: نوع من أنواع الأراذي التي لا تفرض عليها الضرائب بحسب عدد الأفدنة بل يفرض على أهل القرية كلها دفع مبلغ معين من المال (وصف مصر 11: 492).
شِريان: (بكسر الشين) وجمعها شريانات العرق النابض (مقدمة ابن خلدون 1: 188) والجمع نفسه لدى فوك الذي يكتبها شُريان.
شريانّي: عرقي (بوشر).
شِراية: شروة (بوشر).
شَرَّاء: عميل (وكيل بالعمولة). وسيط. (بوشر).
شار: مبتاع وجمعه لدى (بوشر) شُرّا.
مشتر: المشتري نجم من السيارات في الفلك السادس (عباد).
مشتر: في الكيمياء: القصدير (عباد 1: 88).
مُشترَى: المبلغ الذي يجب دفعه ثمنا لشراء الشيء الفلاني (ألف ليلة 11: 89) وفيها: سمعت أن مشتراها عليك ألف دينار.
شرى وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث شُرَيْح أَنه قضى فِي رجل نزع فِي قَوس رجل فَكَسرهَا فَقَالَ لَهُ شَرْوَاها. قَالَ الْكسَائي أَو غَيره شَرْواها: مثلَها وشَرْوَى كل شَيْء مثله

بن [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا أرى أصل هَذَا إِلَّا مأخوذا من الشِّرَى يَقُول: عَلَيْهِ مَا يَشْتَرِي بِهِ مثل الَّذِي كسر أَو عَلَيْهِ مثل الَّذِي كسر وَهَذَا قَول لَا يَقُول بِهِ من يَقُول بِالرَّأْيِ فقد جَامع حَدِيث شُرَيْح هَذَا حَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهِ تَقْوِيَة لَهُ: أَنه كَانَ عِنْد امْرَأَة من نِسَائِهِ فَأَهْدَتْ إِلَيْهِ امْرَأَة من أَزوَاجه قَصْعَة فِيهَا ثريد فكسرتها قَالَ فَقَالَ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: غارت أمكُم ثمَّ انْتظر حَتَّى جَاءَت قَصْعَة صَحِيحَة فَبعث بهَا إِلَى صَاحبه الْقَصعَة الْمَكْسُورَة قَالَ سَمِعت يزِيد يحدثه عَن حميد عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم -] .

حَدِيث الرّبيع خثيم [رَحمَه الله -]
(شرى) - في حديث ابنِ عمر رضي الله عنهما: "أنه جَمَع بَنِيه حينَ أَشْرَى أَهلُ المدينةِ مع ابن الزُّبَير رضي الله عنهما"
: أي صاروا كالشُّراةِ في الخُروج من طاعَةِ السُّلْطان، وإنما لزم الخَوارِجَ هذا اللقب لأنهم زعموا أنهم شَرَوْا دنياهم بالآخرة: أي باعوها، فهم شُراةٌ جمع شَارٍ. قيل: ويجوز أن يكون من المُشَارَاةِ: المُلَاجَّة.
وأَشْرَيت بينهم: أَغْريتُ، وكذا أَشْرَيتهُ به، وأَشرَيْت الحوضَ والجَفْنَةَ: مَلأتهما.
- وفي حديث سَعيد بن المُسيَّب: "انْزِل أَشراءَ الحَرَم". : أي نَواحِيَه، الواحد: شَرًى. ومنه أُسودُ الشَّرَى، يُرادُ جانب الفُراتِ وهو مَأسَدة
- وفي حديث أنس رضيِ الله عنه في تفسير قوله تعالى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} .
قال: الشَّرْيان، كذا جاء، وإنما هو الشَرْىُ وهو الحَنْظل. وقيل: وَرَقُه. الواحدة: شَرْيَة. وقيل: الشَّرْى في غير هذا نَبْت البِطِّيخ وما أَشْبَهَه في النَّبتَه. والشَّرْيَة: النَّخلة تنبت من النَّواة. وأما الشَّرْيانُ : فشَجَر تُعملُ منه القِسِىّ، الواحدة: شَرْيَانة، والشِّريان بالكَسْر من عُروقِ البَدَن التي لا تَبْقَى النّفسُ بقَطْعِها، ولا أَحسَبُه عَربيًّا.
- في الحديث: "لا تُشارِ أَخَاك".
من المُشاراة، وهي اللَّجَاجَةُ، واستَشْرَى الفَرسُ في عَدْوِه
شرى
الشِّرَاءُ والبيع يتلازمان، فَالْمُشْتَرِي دافع الثّمن، وآخذ المثمن، والبائع دافع المثمن، وآخذ الثّمن. هذا إذا كانت المبايعة والْمُشَارَاةُ بناضّ وسلعة، فأمّا إذا كانت بيع سلعة بسلعة صحّ أن يتصور كلّ واحد منهما مُشْتَرِياً وبائعا، ومن هذا الوجه صار لفظ البيع والشّراء يستعمل كلّ واحد منهما في موضع الآخر. وشَرَيْتُ بمعنى بعت أكثر، وابتعت بمعنى اشْتَرَيْتُ أكثر، قال الله تعالى: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ
[يوسف/ 20] ، أي: باعوه، وكذلك قوله:
يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ
[النساء/ 74] ، وتجوّز بالشّراء والاشتراء في كلّ ما يحصل به شيء، نحو: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ
[آل عمران/ 77] ، لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللَّهِ [آل عمران/ 199] ، اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا [البقرة/ 86] ، أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى [البقرة/ 16] ، وقوله: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
[التوبة/ 111] ، فقد ذكر ما اشتري به، وهو قوله: يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ [التوبة/ 111] .
ويسمّى الخوارج بِالشُّرَاةِ متأوّلين فيه قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ [البقرة/ 207] ، فمعنى «يَشْرِي» :
يبيع، فصار ذلك كقوله: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى 
الآية [التوبة/ 111] .
[شرى] الشِراءُ يمدّ ويقصر. يقال منه: شريت الشئ أشريه شراء، إذا بعته وإذا اشتريته أيضاً وهو من الأضداد، قال الله تعالى: (ومِن الناس مَنْ يَشْرِي نفسَه ابتغاءَ مَرضاةِ الله) أي يبيعها. وقال تعالى: (وشَرَوْهُ بثمنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعدودة) أي باعوه. وقوله تعالى: (اشتروا الضلالة بالهدى) أصله اشتريوا، فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان الياء والواو، فحذفت الياء وحركت الواو بحركتها لما استقبلها ساكن. ويجمع الشِرا على أَشْرِيَةٍ، وهو شاذٌّ لأن فِعَلاً لا يجمع على أَفْعِلَةٍ. والشَرْيُ بالتسكين: الحنظل. ويقال: لفلانٍ طعمان: أَرْيٌ وشَرْيٌ. والشرى أيضا: شجر الحنظل. قال الهذلى : على حت البراية زمرى ال‍ * سواعد ظل في شرى طوال الواحدة شَرْيَةٌ. والشَرْيَة: النخلة تنبُت من النواة. والشَرْيُ أيضاً: رُذالُ المال، مثل شواه. وشرى البرق بالكسر يشرى شرى، (*) إذا كثر لمعانه. وقال: صاح ترى البرق لم يغتمض * يموت فُواقاً ويَشْرى فُواقا ومنه قولهم: شَرِيَ زمامُ الناقة، إذا كثر اضطرابه. وشرى لفرس أيضا في سيره واسْتَشْرَى، أي لَجَّ في سَنَنِهِ، فهو فرسٌ شَرِيٌّ على فعيل. وشَرِيَ الرجل واسْتَشْرى، إذا لَجّ في الأمر. وشري جلده أيضاً من الشرى، وهي خراج صغار لها لذع شديد. والرجل شر على فلل. وشَرِيَ فلانٌ غضَباً، إذا استطار غضبا. والشرى: طريق في سلمى كثير الاسد. وأشراء الحرم: نواحيه، الواحد شَرّى مقصور. قال الشاعر : لُعِنَ الكواعبُ بعد يومِ وصَلْنَني * بِشرى الفُراتِ وبعد يوم الجَوسَقِ أبو عمرو: أَشْرَيْتُ الحوض وأَشْرَيْتُ الجَفْنَةَ، إذا ملاتهما. والشريان والشريان، بالفتح والكسر: شجر يتخذ منه القسى. والشريان: واحد الشَرايِيِن، وهي العروق النابضة، ومنبِتها من القلب. وشروى الشئ: مثله. وشرورى: اسم جبل، وهو فعو عل. والشراة: الخوارج، الواحد شار، سموا بذلك لقولهم: إنا شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها بالجنة حين فارقنا الائمة الجائرة. يقال منه: قد تشرى الرجل. والمشترى: نجم.
[شرى] نه: في ح السائب: كان النبي صلى الله عليه وسلم شريكي فكان خير شريك "لا يشاري" ولا يماري ولا يداري، المشاراة الملاجة، وشرى واستشرى لج في الأمر، وقيل: من الشر، أي لا يشاوره فقلبت إحدى الراءين ياء. ومنه ح: "لا تشار" أخاك - في رواية. ومنه ح المبعث "فشرى" الأمر بينه وبين الكفار حين سب ألهتهم، أي عظم وتفاقم ولجوا فيه. وح: حتى "شرى" أمرهما. وح: ركب "شريًا" أي فرسًا يستشري في سيره، أي يلج ويجد، وقيل: الشرى الفائق الخيار. وح صفة الصديق: "استشرى" في دينه، أي جد وقوي وأهتم به، وقيل: من شرى البرق استشرى إذا تتابع لمعانه. وفي ح الزبير: لا "أشري" عملي بشيء وللدنيا أهون علي من منحة ساحة، أي لا أبيع، شرى بمعنى باع واشترى. وح ابن عمر: جمع بنيه حين "أشرى" أهل المدينة مع ابن الزبير وخلعوا بيعه تزيد، أي صاروا كالشراة في فعلهم وهم الخوارج ولقبوا به لزعمهم أنهم شروا دنياهم بالآخرة أي باعوها، وهو جمع شار، ويجوز كونه من المشاراة الملاحة. وفي قوله (ومثل كلمة خبيثة كشجرة) هو "الشريان" هو والشرى الحنظل أو ورقه - قولان، جمع شرية، وأما الشريان بالكسر والفتح فشجر يعمل منه القسى. ومن الأول ثم أشرفت عليها وهى "شرية" واحدة، أراد أن الأرض اخضرت بالنبات فكأنها حنظلة واحدة، والروايةة - بموحدة. وفيه: أنزل "أشراء" الحرم، أي نواحيه وجوانبه، جمع شرى. و"الشراة" بفتح شين جبل وصقع قرب دمشق يسكنه على بن عبد الله وأولاده إلى أن أتتهم الخلافة. وفيه: فلا يأخذ إلا تلك السن من "شروى" إبله، أي مثل إبله هذا شروى هذا أي مثله. ومنه ح: ادفعوا "شرواها" من الغنم. وقضاء شريح فيمن نزع في قوس رجل فكسرها "بشرواها"، وكان يضمن القصار "شروى" ثوب أهلكه. وح النخعى قوله "الشروى" أي المثل فيمن يبيع ويشترط الخلاص. ك: "اشترى" دابة وهو عليه، أي البائع راكب عليه لا المشتري وفيه ح: "اشتروا" أنفسكم يا بني عبد مناف! العبد مشتري نفسه باعتبار تخليصه من العذاب وبائع باعتبار تحصيل الثواب فإن الله اشترى أنفسهم. ز "اشتروا" بضم راء. بى: أي بيعوها. وح: فقال الذي "شرى" الأرض، وروي: اشترى، وهما بمعنى باع. ك: إن كنت "اشتريتني" لله - قاله بلال حين توفي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أتحمل مقامه صلى الله عليه وسلم خاليًا عنه. ع: من "يشري" نفسه، ببيعها يبذلها في الجهاد. و"شراة" المال، خيارها.
شرى: شَرِيَ السَّحَابُ يَشْرِي شَرىً: إذا تَفَرَّقَ في وَجْهِ الغَيْمِ، وكذلك البَرْقُ إذا اسْتَطَارَ. ويُقال شَرِيَ البَرْقُ وأشْرى: كَثُرَ لَمَعانُه. وشَرِيَ واشْرَوْرى: اضْطَرَبَ. وشَرِيَ جِلْدَه شَرىً. وتَشَرّى القَوْمُ: تَفَرَّقُوا. وشَرِيَ غَضَباً: اسْتَشَاطَ. وشَرّيْتُ اللَّحْمَ: بمعنى شَرَرْتُه أي قَطَّعْتُه أشَارِيْرَ. وشَرى الرَّجُلُ البَيْعَ شِرىً. واشْتَرَى اشْتِرَاءً: ابْتَاعَ. وعَبْدٌ شَرِيٌّ: أي مَشْتَرىً. وشَرى فلانٌ نَفْسَه شِرىً: إذا باعَ نَفْسَه للهِ عَزَّ وجَلَّ. ويُقال: جَدَعَهُ وشَرَاهُ: إذا سَخِرَ به. وفي المَثَلِ: " مَنِ اشْتَرَى اشْتَوى " أي شَوى اللَّحْمَ. والشَّرِيُّ في حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: الفَرَسُ يَسْتَشْري في سَيْرِه ويَلَجُّ. والشُّرَاةُ: الخَاورِجُ. والحُشَارَاةُ: المُلاَجَّةُ. واسْتَشْرى: أي لَجَّ. واسْتَشْرَتِ الأُمُورُ بَيْنَهم: عَظُمَتْ. وأشْرَتِ البَعَيْرَ الثُّقْبَةُ: أي مَلأْتُهُ. وكُلُّ جُرْحٍ يَزْدَادُ فَساداً قُلْتَ: هُوَ يَشْرى. واسْتَشْرى البَعِيرُ عَرّاً: امْتَلأَ جَسَدُه كُلُّه منه. وأشْرى الحَمْلُ: إذا تَفَلَّقَتْ عَقِيْقَتُه؛ فهو مُشْرٍ. والشَّرى: داءٌ يَاْخُذُ في الجِلْدِ أحْمَرُ كهَيْئَةِ الدِّرْهَمِ، والفِعْلُ: شَرِيَ الرَّجُلُ، وشَرِيَ جِلْدُه شَرىً؛ وهو شَرٍ. وقال أعْرابِيٌّ لاخَرَ: ما تَصْنَعُ؟ فقال: ماكَتَّكَ وشَرَاكَ، وهو من شَرى الجِلْدِ. والشَّرْيُ: شَجَرُ الحَنْظَلِ، وجَمْعُه شَرِيٌّ، وكذلك الشَّرْيَانُ والشِّرْيَانُ. والشَّرْيَا، ُ: من شَجَرِ القِسِيِّ. وأشْرَيْتُ الحَوْضَ إشرَاءٌ: إذا مَلأْته. وأشْرَيْتُ بَيْنَ القَوْمِ وأغْرَيْتُ: واحِدٌ. وأشْرَيْتُه فَشَرِيَ. وهما [242أ] يَتَشَارَبَانِ في الغَضَبِ: إذا تَتَابَعا. وشَرِيَ الشَرُّ بَيْنَهم. وما أوْقَعَ الشَّروى بَيْنَهم إلاّ فلانٌ: أي الشَّرَّ. وشَرِيَ زِمَامُ النّاقَةِ شَرىً: كَثُرَ اضْطِرَابُه. وشَرِيَ البَعِيرُ شَرىً: إذا كانَ سَرِيْعَ المَشْيِ. وناقَةٌ مُشَارِيةٌ: فيها حِدَّةٌ. وفلانٌ على شرية واحدة أي طريقة واحدة وهو من شريته أي طبيعته وتزوج في شَرِيَّةِ نِسَاءٍ: إذا تَزوَّجَ في نِسَاءٍ يَلِدْنَ الإِناثَ. وشَرَايا النِّسَاءِ: سَرَياها. واشْتَرَاه واسْتَرَاه: اخْتَارَه.

شر

ى1 شَرَاهُ, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) aor. ـِ (S, Msb, K,) inf. n. شِرًى (S, Mgh, Msb, TA) and شِرَآءٌ, (S, * Mgh, Msb, * TA,) the former inf. n. the more in repute, (Msb, TA,) and this is of the dial. of Nejd, the latter being of the dial. of El-Hijáz, or the latter may be said to be with medd for the purpose of assimilating it to a preceding word, accord. to El-Munádee, or it may be regarded as an inf. n. of شَارَاهُ, (TA,) i. q. بَاعَهُ [in the sense in which this is generally used, i. e. He sold it]; (S, Mgh, K;) he gave it for a price: (Msb:) and i. q. ↓ اِشْتَرَاهُ [in the sense in which this is generally used, i. e. he bought it]; (S, Mgh;) i. e. شَرَاهُ signifies also he took it, or acquired it, for a price: (Msb:) or this and ↓ اشتراه both signify بَاعَهُ [as meaning he sold it]; (T, * K, TA;) but the former is more used than the latter in this sense: (T, TA:) and both signify also [he bought it; i. e.] he possessed it by sale; (K;) which is the more usual meaning of the latter: (T, TA:) thus the former has two contr. meanings, (S, Msb, K,) and the latter also: (K:) for the two persons selling and buying sell and buy the price and the thing upon which the price is put; so that each of the things given in exchange is sold in one point of view and bought in another. (Msb, TA.) It is said in the Kur [ii. 203], وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِى

نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاةِ اللّٰهِ i. e. [And of men is he] who sells [himself in the endeavour to obtain the approval of God]. (S, * TA.) And in the same, [xii. 20], وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ i. e. And they sold him [for a deficient, or an insufficient, price]. (S, TA.) And in the same [ii. 15], أُولَائِكَ الَّذِينَ الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى ↓ اشْتَرَوُا, originally اشْتَرَيُوا, (S,) [lit. Those are they who have purchased error with right direction,] meaning, (tropical:) who have taken الضلالة in exchange for الهدى: (Ksh, Bd, Jel:) or (tropical:) who have preferred الضلالة to الهدى: (Ksh, Bd:) [for] of any one who relinquishes a thing and lays hold upon another thing, one says اشتراه; (K, TA;) which is thus tropically used [as meaning (tropical:) he took it in exchange بِغَيْرِهِ by giving up another thing]; (TA;) and hence this saying in the Kurn. (K, TA.) b2: [Hence,] شَرَى بِنَفْسِهِ عَنِ القَوْمِ (tropical:) He advanced before the people, or party, (K, TA,) to their enemy, (TA,) and fought in defence of them: or (tropical:) he advanced to the Sultán, and spoke for the people: (K, TA:) [as though he sold himself for them; the ب in بنفسه being app. redundant:] or, as in the Tekmileh, شَرَى بِنَفْسِهِ إِلَى القَوْمِ (tropical:) he advanced to the people, or party, and fought them. (TA.) b3: And شَرَى

فُلَانًا, (K,) inf. n. شِرًى, (TA,) (assumed tropical:) He mocked at, scoffed at, laughed at, derided, or ridiculed, such a one: (K:) [and] so ↓ شَرَّاهُ. (TA voce جَدَّعَهُ [q. v.: thus there written, perhaps for the purpose of assimilating it to جَدَّعَهُ].) b4: And i. q. أَرْغَمَهُ (assumed tropical:) [He angered such a one; or did evil to him, and angered him]: (Lh, K, TA:) and so أَوْرَمَهُ, and غَطَاهُ [or perhaps عَظَاهُ, for both are expl. alike]: all said of God. (Lh, TA.) And فَعَلَ بِهِ مَا شَرَاهُ (assumed tropical:) He did to him that which occasioned evil to him; or that which displeased, grieved, or vexed, him; syn. سَآءَهُ. (TA.) And لَحَاهُ اللّٰهُ وَشَرَاهُ (assumed tropical:) [May God remove him far from good or prosperity, or curse him, and do evil to him, or displease or grieve or vex him]. (TA.) A2: شَرَى اللّٰهُ فُلَانًا, (K,) inf. n. شِرًى, (TA,) also signifies God smote him, or may God smite him, with the eruption termed شَرًى [q. v.]. (K, TA.) A3: and شَرَاهُ, (K,) aor. ـِ inf. n. شِرًى, (TA,) i. q. شَرَّرَهُ, (K, TA,) i. e. He spread it [to dry]; (TA;) [in copies of the K, in art. شر, written, in this sense, ↓ شَرَّاهُ;] namely, flesh-meat, and a garment, or piece of cloth, and [the preparation of curd called]

أَقِط. (K.) A4: شَرِىَ, aor. ـَ inf. n. شَرًى, (S, K,) said of lightning, (S, K, &c.,) It shone, or gleamed, much: (S:) or it shone, or gleamed, (K, TA,) and spread in the face of the clouds, or, as in the T, became dispersed in the face of the clouds: (TA:) and ↓ اشرى signifies the same; (K;) or it shone, or gleamed, consecutively: the latter verb mentioned by Sgh. (TA.) b2: and hence, (S,) said of the nose-rein of a camel, (S, TA,) It was, or became, in a state of commotion, (TA,) or, of much commotion. (S, TA.) [See also 12.]) b3: Also, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He (a man) was, or became, angry: (K, TA:) or he was, or became, flurried by reason of anger. (S, TA.) b4: And, said of evil, or mischief, It spread, بَيْنَهُمْ among them: (K, TA:) or became great, or formidable; and in like manner said of an affair, or event. (Nh, TA. [See also 10.]) b5: Also, and ↓ استشرى, He (a man, S) persisted, or persevered, (S, K,) in an affair, (S,) or in his error, and his corrupt conduct: and the former, said of a man, is like غَرِىَ in measure and meaning [i. e. he persisted, or persevered, in his anger]. (TA.) One says of a horse, شَرِىَ فِى

سَيْرِهِ, (S, K,) inf. n. as above, (TA,) He per-sisted, or persevered, in his pace, or going; as also ↓ استشرى: (S:) or he exceeded the usual bounds therein, (K, TA,) and went on without languor: (TA:) and فِى عَدْوِهِ ↓ استشرى he (i. e. a horse) persisted, or persevered, in his running: (Mgh:) and شَرِىَ فِى لِجَامِهِ he (a horse) strained his bridle. (A, TA.) And شَرِيَتْ عَيْنُهُ بِالدَّمْعِ His eye persisted, or persevered, in the shedding of tears, the tears pouring forth consecutively. (TA.) A5: And شَرِىَ, (S, K, TA,) aor. ـَ inf. n. شَرًى, (K, * TA,) He, (TA,) or his skin, broke out with the eruption termed شَرًى [q. v.]. (S, K, TA.) 2 شَرَّىَ see the preceding paragraph, in two places.3 شَارَاهُ, inf. n. مُشَارَاةٌ and شِرَآءٌ, i. q. بَايَعَهُ [as signifying He sold and bought with him: and he bartered, or exchanged commodities, with him: that شاراه has both of these meanings (like بايعه) is shown by the fact that مُشَارَاةٌ is also expl. in the TA, on the authority of Er-Rághib, as signifying the same as قِبَاضٌ]. (K.) b2: Also, (Mgh,) inf. n. مُشَارَاةٌ, (TA,) He persisted in contention, litigation, or wrangling: (Mgh:) one says, هُوَ يُشَارِيهِ (T, M, K) He persists in contention, litigation, or wrangling, with him: (M, TA:) or he contends in altercation, disputes, or litigates, with him; or does so vehemently, or obstinately; syn. يُجَادِلُهُ: (K, TA:) and it is said of the Prophet, in a trad., كَانَ لَا يُشَارِى وَلَا يُمَارِى [He used not to persist in contention, &c.]: (Mgh, TA:) meaning accord. to Th, بِالشَّرِّ ↓ كَانَ لَا يَسْتَشْرِى [he used not to persist, or persevere, with evil conduct]: (TA:) from اِسْتَشْرَى فِى عَدْوِهِ [expl. above (see 1 near the end)] as said of a horse: (Mgh:) or, accord. to Az, (TA,) originally يُشَارِرُ; one of the رs being changed into ى. (K, * TA. [See 3 in art. شر: and see also 3 in art. جرى.]) 4 اشرى, said of lightning: see 1, latter half. b2: Said of a camel, He sped, or went quickly. (IKtt, TA.) b3: اشرى بَيْنَهُمْ He excited discord, strife, or animosity, between them, or among them. (Az, K.) b4: اشرى الحَمَلُ (K accord. to the CK, [which, I think, evidently gives the right reading,] in the TA and in my MS. copy of the K الجمل,) i. q. تَفَلَّقَتْ عَقِيقَتُهُ [i. e. The lamb had its wool cleaving open, or becoming cleft]: (K: [Freytag, following the TK, and reading الحِمْلُ, explains the verb as said of fruit, and meaning “ diffissos habuit nucleos; ” but I cannot find any authority for the signification that he thus assigns to عَقيقة:]) mentioned by Sgh. (TA.) b5: اشرت الشَّجَرَةُ The plant [crept upon the ground, or] was like the cucumber and the melon; as also ↓ استشرت. (TA.) b6: See also 5.

A2: اشراهُ He filled it; (S, K;) namely, a watering-trough: and in like manner اشرى جَفْنَةً he filled a bowl, (S,) or جِفَانَهُ his bowls for the guests. (TA.) b2: And He made it to incline, (K, TA,) فِى نَاحِيَةِ كَذَا [in the direction of such a thing]. (TA.) Hence the saying of a poet, وَأَنَّنِى حَيْثُمَا يُشْرِى الهَوَى بَصَرِى

مِنْ حَوْثَمَا سَلَكُوا أَدْنُو فَأَنْظُورُ [And that I, wherever love makes my eye, or eyes, to incline, wherever they travel, approach and look: فانظور being for فَأَنْظُرُ]: or, as some relate it, أَثْنِى فَأَنْظُورُ [i. e. turn myself, or my eyes, and look]. (TA.) b3: [Also He put it in motion; namely, a bridle. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.)]5 تشرّى It became scattered, or dispersed: (K:) accord. to the M, said in this sense of a company of men. (TA.) b2: Also, said of a man, (S,) or of a party, or company of men, (TA,) He, or they, became like the شُرَاة [pl. of شَارٍ q. v.] in his, or their, actions; (S, * TA;) and so ↓ اشرى. (IAth, TA.) 6 تَشَارَيَا They sued each other; or cited each other before a judge; syn. تَقَاضَيَا. (A, TA.) 8 إِشْتَرَىَ see the first paragraph, in three places.10 استشرى: see 1, latter part, in three places: and see 3. b2: Also He persisted, or persevered, in consideration, or examination. (TA.) b3: and استشرى فِى دِينِهِ He strove, or exerted himself, or was diligent, or studious, and was careful, or mindful, or regardful, in his religion. (TA.) b4: And استشرت الأُمُورُ بَيْنَهُمْ The affairs, or events, were, or became, great, or formidable, between them, or among them. (K, * TA. [See also شَرِىَ.]) b5: And see 4.12 اِشْرَوْرَى It was, or became, in a state of commotion. (K. [See also شَرِىَ.]) شَرْىٌ The colocynth: (S, K:) or it signifies, (K,) or signifies also, (S,) the plant thereof: (S, K:) n. un. with ة: (S:) and ↓ شَرْيَانٌ also signifies the colocynth; as a dial. var. of شَرْىٌ: or the leaves thereof. (TA.) One says, هُوَ أَحْلَى مِنَ الأَرْىِ وَأَمَرُّ مِنَ الشَّرْىِ [He, or it, is sweeter than honey and more bitter than colocynth]. (TA.) And فُلَانٌ لَهُ طَعْمَانِ أَرْىٌ وَشَرْىٌ [Such a one has two flavours, that of honey and that of colocynth]. (S, TA.) b2: And Any kind of plant that spreads upon the ground, running [or creeping] and extending; such as the melon and the cucumber. (AHn, O voce سُطَّاحٌ, q. v., and TA * in the present art.) b3: And Palm-trees that grow from the datestones: (K:) and with ة [as the n. un.] one of such palm-trees. (S.) b4: And, accord. to IJ, A kind of tree of which bows are made. (L voce حَتٌّ, q. v. [See also شِرْيَانٌ.]) A2: See also شَرًى.

A3: And see شَرْوَى.

شَرًى A road, (K, TA,) in a general sense. (TA.) And, (K,) with the article ال, [particularly] A road of Selmà, (S, K, TA,) the mountain so called, (TA,) abounding with lions: (S, K, TA:) whence they say of courageous men, مَا هُمْ

إِلَّا أُسُودُ الشَّرَى [They are no other than the lions of Esh-Sharà]. (TA.) b2: And i. q. نَاحِيَةٌ [as meaning An adjacent tract or region]; (S, K;) as also ↓ شَرَآءٌ: (K:) accord. to some, of the right hand: (TA:) pl. أَشْرَآءٌ. (S, K.) Hence, شَرَى

الفُرَاتِ The adjacent tract (نَاحِيَة) of the Euphrates: (TA:) and أَشْرَآءُ الحَرَمِ the adjacent tracts of the Sacred Territory; syn. نَوَاحِيهِ. (S.) b3: And A mountain. (K.) A2: Also The bad, or worse, or worst, of cattle: accord. to J, [in the S,] ↓ شَرْىٌ, [said in the S to be like شَوَى المَالِ,] which is [said to be] a mistake: (K:) but ElBedr El-Karáfee questions it being so: (TA:) and the good, or better, or best, thereof; as also ↓ شَرَاةٌ: thus having two contr. significations: (K:) and so says ISk: but ISd says that إِبِلٌ

↓ شَرَاةٌ, like سَرَاةٌ, means choice camels. (TA.) A3: And A certain eruption upon the body, resembling dirhems: (TA:) or small pimples or purulent pustules, having a burning property: (S:) or small pimples or purulent pustules, red, itching, and distressing, generally originating at once, (K, TA,) but sometimes gradually, (TA,) and becoming [more] severe by night in consequence of a hot vapour breaking forth at once upon the body: (K, TA:) thus in the “ Kánoon ” of Ibn-Seenà [or Avicenna]. (TA.) A4: ذُو الشَّرَى A certain idol of [the tribe of] Dows (دَوْس), (K, TA,) in the Saráh (السَّرَاة): so says Nasr. (TA.) شَرٍ Having the eruption termed شَرًى, described in the next preceding paragraph. (S, K.) شِرًى, (S, TA,) an inf. n. of شَرَى, aor. ـْ (TA,) [when used as a simple subst., signifying A sale and also a purchase,] has أَشْرِيَةٌ for its pl., which, as pl. of a sing. of the measure فِعَلٌ, is anomalous. (S, TA.) شَرَاةٌ: see شَرًى, in two places.

شَرَآءٌ: see شَرًى.

شَرِىٌّ Sold: and also bought: applied in this sense to a male slave; and شَرِيَّةٌ to a female slave. (Msb.) b2: Also A horse that persists, or perseveres, in his pace, or going: (S:) or that exceeds the usual bounds therein, (K, TA,) and goes on without languor: (TA:) or a choice horse: (A, TA:) or an excellent, choice horse. (TA.) شَرِيَّةٌ A way, course, mode, or manner, of acting or conduct or the like: and a nature; or a natural, a native, or an innate, disposition or temper or the like. (K.) A2: Also, of women, Such as bring forth females. (K.) One says, تَزَوَّجَ فِى شَرِيَّةِ نِسَآءٍ He married among women such as bring forth females. (TA.) شَرْوَى, in which the و is a substitute for ى, as it is in تَقْوَى and the like, (TA,) The like (S, K) of a thing: (S:) because a thing is sometimes bought with the like thereof: (TA:) [used alike as sing. and pl.: and, accord. to the TA, it seems that ↓ شَرْىٌ signifies the same.] It is said of Shureyh, كَانَ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شَرْوَى الثَّوْبِ الَّذِى

أَهْلَكَهُ [He used to make the washer responsible for the like of the garment, or piece of cloth, that he destroyed]. (TA.) And it is said in a trad. of 'Omar, relating to the [collecting of the] poorrate, فَلَا يَأْخُذُ إِلَّا تِلْكَ السِّنَّ مِنْ شَرْوَى إِبِلِهِ [i. e. And he shall not take any save of that age, of the likes of his camels]. (TA.) شِرَوِىٌّ, in which the و is a substitute for ى, and ↓ شِرَائِىٌّ, [both signifying Of, or relating to, selling, and also of, or relating to, buying,] are rel. ns.; the former, of the inf. n. شِرًى; and the latter, of the inf. n. شِرَآءٌ. (Msb, TA.) شَرْيَانٌ see شَرْىٌ: b2: and see what next follows.

شِرْيَانٌ and ↓ شَرْيَانٌ, (S, K,) the former of which is the more in repute, (TA,) the former said to be quasi-quadriliteral, like جِرْيَالٌ, [and therefore mentioned also in the TA in art. شرن,] but held by IB to be of the measure فِعْلَانٌ, (TA in art. شرن,) A kind of tree, (S, K, TA,) of the عِضَاه [q. v.] of the mountains, (TA,) of which bows are made: (S, K, TA:) n. un. with ة: the tree thus called grows in the manner, and of the height and width, of the [species of lote-tree called] سِدْر, and has a yellow, sweet نَبِقَة [or drupe]: so says AHn: and he adds, Aboo-Ziyád says, bows are made of the شريان, and the bow made thereof is good, but black tinged with redness; its wood being of those woods of which good bows are [commonly] made; and they assert that it seldom, or never, becomes crooked: Mbr says that the نَبْع and شَوْحَط [q. v.] and شريان are one kind of tree, but differing in name and estimation according to the places of growth; such thereof as is upon the summit of the mountain being the نبع; and such as is at the base, or foot, or lowest or lower part, thereof, the شريان. (TA. [But see شَوْحَطٌ.]) b2: Also sing. of شَرَايِينُ signifying The arteries; i. e. the pulsing veins; (S, K;) which spring from the heart: (S:) but the anatomists assert that they spring from the liver, and pass by the heart. (TA.) b3: شِرْيَانٌ, with kesr, signifies also A crack, or fissure, [in a rock,] such as is termed ثَتٌّ. (Az, TA.) شِرَائِىٌّ: see شِرَوِىٌّ.

شَارٍ Selling, or a seller: (Mgh, TA:) and buying, or a buyer: as also ↓ مُشْتَرٍ [in both senses, but generally in the latter sense; whereas شَارٍ is generally used in the former sense]: (TA:) pl. of the former شُرَاةٌ. (Mgh.) b2: Also, (S, TA,) and ↓ شَارِىٌّ, in which latter the ى is not the ى of a rel. n. but is an affix corroborative of the epithet, as in the cases of أَحْوَرُ and أَحْوَرِىٌّ [or أَحْمَرُ and أَحْمَرِىٌّ] and صُلَّبٌ and صُلَّبِىٌّ, (TA,) One of the people to whom is applied the appellation الشُّرَاةُ, (S, TA,) which means the [heretics, or schismatics, commonly known by the name of] خَوَارِج [pl. of خَارِجِىٌّ, q. v.]: (S, M, Mgh, K, &c.:) so called because they said, We have sold ourselves in obedience to God, i. e., for Paradise, when we separated ourselves from the erring Imáms: (S:) or because they sold themselves for the sake of what they believed: or because they said, Verily God has purchased us and our possessions: (Mgh:) but ISk says, because of their vehement hatred of the Muslims: and the author of the K says that it is from شَرِىَ signifying “ he was angry,” and “ he persisted, or persevered; ” and he charges J with error in his explaining it as above, from their saying “ we have sold ourselves ” &c.; but this charge is senseless, for J has followed herein more than one of the leading authorities: the author of the K has followed ISd, who, however, adds, as to themselves, they say “ We are the شُرَاة ” because of the saying in the Kur ii. 203 [cited in the first paragraph of this art.], and the saying [in ix. 112] “ Verily God hath purchased, of the believers, themselves ”

[&c.]; and the like is said in the Nh, with this addition, that شُرَاةٌ is the pl. of شَارٍ; i. e., it is from شَرَى, aor. ـْ or it may be from المُشَارَاةُ meaning المُلَاجَّةُ: moreover, the part. n. of شَرِىَ is شَرٍ; and this has not شُرَاةٌ for its pl. (TA.) شَارِىٌّ: see the next preceding paragraph.

مُشْتَرٍ: see شَارٍ.

A2: المُشْتَرِى A certain star, (S, K,) well-known; (K;) [Jupiter;] one of the Seven Stars. (TA.) A3: And A certain bird. (K.)

البيان

البيان
لابن السكيت
البيان
انظر: الإظهار.
البيان:
[في الانكليزية] Eloquence ،rhetoric
[ في الفرنسية] Eloquence ،rhetorique

بالياء المثناة التحتانية لغة الفصاحة، يقال:
فلان ذو بيان أي فصيح وهذا أبين من فلان أي أفصح منه وأوضح كلاما. قال صاحب الكشاف: البيان هو المنطق الفصيح المعبّر عمّا في الضمير، كذا ذكر السيّد السّند في حاشية خطبة شرح الشمسية. وقال الچلپي في حاشية المطول: البيان مصدر بان أي ظهر جعل اسما للمنطق الفصيح المعبّر عمّا في الضمير، والتبيان مصدر بيّن على الشذوذ. وقد يفرّق بينهما بأنّ التبيان يحتوي على كدّ الخاطر وإعمال القلب، وقريب منه ما قيل التبيان بيان مع دليل وبرهان، فكأنّه مبني على أنّ زيادة البيان لزيادة المعنى. وقال المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف: البيان الكشف والتوضيح، وقد يستعمل بمعنى الإثبات بالدليل انتهى. وبالجملة فهو إمّا مصدر بان وهو لازم ومعناه الظهور، أو مصدر بيّن وهو قد يكون لازما كقولهم في المثل قد بيّن الصبح لذي عينين، أي بان، وقد يكون متعدّيا بمعنى الإظهار، قال الله تعالى ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ أي إظهار معانيه وشرائعه على ما وقع في بعض الكتب.
وفي بعض شروح الحسامي ثم إنّ البيان عبارة عن أمر يتعلّق بالتعريف والإعلام، وإنما يحصل الإعلام بدليل، والدليل محصّل للعلم، فههنا أمور ثلاثة: إعلام وتبيين ودليل يحصل به الإعلام أو علم يحصل من الدليل. ولفظ البيان يطلق على كلّ واحد من تلك المعاني الثلاثة.
وبالنظر إلى هذا اختلف تفسير العلماء له. فمن نظر إلى إطلاقه على الإعلام الذي هو فعل المبين كأبي بكر الصيرفي، قال هو إخراج الشيء من حيّز الأشكال إلى حيّز التّجلّي والظهور، وأورد عليه أنّ ما يدلّ على الحكم ابتداء من غير سابقية إجمال وأشكال بيان بالاتفاق، ولا يدخل في التعريف. وكذا بيان التقرير والتغيير والتبديل لم يدخل فيه أيضا.
وأيضا لفظ الحيّز مجاز والتجوّز في الحدّ لا يجوز. وأيضا الظهور هو التّجلّي فيكون تكرارا.
فالأولى أن يقال البيان هو إظهار المراد كما في التوضيح. ومن نظر إلى إطلاقه على العلم الحاصل من الدليل كأبي بكر الدقّاق وأبي عبد الله البصري، قال هو العلم الذي يتبيّن به المعلوم. وبعبارة أخرى هو العلم عن الدليل، فكأنّ البيان والتبين عنده بمعنى واحد. ومن نظر، إلى إطلاقه على ما يحصل به البيان كأكثر الفقهاء والمتكلّمين قال هو الدليل الموصل بصحيح النظر إلى اكتساب العلم بما هو دليل عليه. وعبارة بعضهم هو الأدلة التي بها تتبين الأحكام، قالوا والدليل على صحّته أنّ من ذكر دليلا لغيره وأوضحه غاية الإيضاح يصحّ لغة وعرفا أن يقال تمّ بيانه، وهذا بيان حسن إشارة إلى الدليل المذكور. وعلى هذا بيان الشيء قد يكون بالكلام والفعل والإشارة والرمز، إذ الكل دليل ومبيّن، ولكنّ أكثر استعماله في الدلالة بالقول، فكلّ مفيد من كلام الشارع، وفعله وسكوته واستبشاره بأمر وتنبيهه بفحوى الكلام على علّة بيان لأنّ جميع ذلك دليل، وإن كان بعضها يفيد غلبة الظنّ فهو من حيث أنه يفيد العلم بوجوب العمل دليل وبيان.
التقسيم
البيان بالاستقراء عند الأصوليين على خمسة أوجه: بيان تقرير وبيان تفسير وبيان تغيير وبيان تبديل وبيان ضرورة. والإضافة في الأربعة الأول إضافة الجنس إلى نوعه كعلم الطب، أي بيان هو تقرير، والإضافة في الأخير إضافة الشيء إلى سببه اي بيان يحصل بالضرورة. وقد يقال بيان مقرّر ومفسّر ومغيّر ومبدّل، وذلك لأنّ البيان إمّا بالمنطوق أو غيره، الثاني بيان ضرورة وبالعقل أيضا، والأوّل إمّا أن يكون بيانا لمعنى الكلام أو اللازم له كالمدة، الثاني بيان تبديل ويسمّى بالنسخ أيضا، والأوّل إمّا أن يكون بلا تغيير أو مع تغيير، الثاني بيان تغيير كالاستثناء والشرط والصفة والغاية والتخصيص، والأول إمّا أن يكون معنى الكلام معلوما، لكن الثاني أكّده بما يقطع الاحتمال أو مجهولا كالمشترك والمجمل، الثاني بيان تفسير والأول بيان تقرير.
إن قيل الغاية أيضا بيان لمدّة فكيف يصح جعلها بيانا لمعنى الكلام لا للازمه؟. قلنا النسخ بيان لمدّة بقاء الحكم لا لشيء هو من مدلول الكلام ومراد به بخلاف الغاية، فإنّها لمدّة معنى هو مدلول الكلام حتى لا يتمّ بدون اعتباره مثل ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ، فلذا جعلت بيانا لمعنى الكلام دون مدّة بقاء الحكم المستفاد من الكلام. وبعضهم جعل الاستثناء بيان تغيير والتعليق بالشرط بيان تبديل ولم يجعل النسخ من أقسام البيان لأنّه رفع للحكم لا إظهار للحكم الحادث. قيل ولا يخفى أنه إن أريد بالبيان مجرّد إظهار المقصود فالنسخ بيان وكذا غيره من النصوص الواردة لبيان الأحكام ابتداء وإن أريد إظهار ما هو المراد من كلام سابق فليس ببيان. وينبغي أن يراد إظهار المراد بعد سبق كلام له تعلّق به في الجملة ليشتمل النسخ دون النصوص الواردة لبيان الأحكام ابتداء.
وبعضهم زاد قسما سادسا وقال البيان إمّا بلفظي أو غيره، وغير اللفظي كالفعل، واللفظي إمّا بمنطوقه أو لا إلخ. وبالجملة فبيان التقرير هو توكيد الكلام بما يقطع احتمال المجاز أو الخصوص كما في قوله تعالى وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ. وحرف في هاهنا بمعنى على كما في قوله تعالى قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ.
فالدّابّة لا تكون إلّا على الأرض لأنها مفسّرة بما يدبّ على الأرض، لكن يحتمل المجاز بالتخصيص بنوع منها لأنها نقلت أولا في ذوات أربع قوائم، ثم نقلت ثانيا فيما يركب عليه من الفرس والإبل والحمار والفيل، ثم نقلت ثالثا في الفرس خاصة. فلقطع هذا الاحتمال قال الله تعالى في الأرض ليفيد شمول جميع أجناسها وأنواعها وأصنافها وأفرادها. وكذلك جملة يطير بجناحيه فإنّ حقيقة الطّير أن لا يكون إلّا بالجناح، لكن يحتمل غيره كما يقال: المرء يطير بهمته، فزاد قوله يطير بجناحيه ليقطع احتمال التجوّز وليفيد العموم. وكما في قوله تعالى فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ وبيان التفسير هو بيان ما فيه خفاء من المشترك والمجمل والمشكل والخفي، وكلاهما يصحّ موصولا ومفصولا. وبيان التغيير هو البيان لمعنى الكلام مع تغييره كالتعليق والاستثناء، ولا يصحّ إلّا موصولا. وبيان التبديل هو النسخ.
وبيان الضرورة هو بيان يقع بغير ما وضع للبيان إذ الموضوع له النطق، وهذا يقع بالسكوت الذي هو ضدّه. فمنه ما هو في حكم المنطوق به أي النطق يدلّ على حكم المسكوت عنه فكان بمنزلة المنطوق. ألا ترى أنّ ما ثبت بدلالة النّصّ له حكم المنطوق، وإن كان النصّ ساكتا عنه صورة لدلالته معنى، فكذا هاهنا كقوله تعالى وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ. فقوله وَوَرِثَهُ أَبَواهُ يوجب الشركة مطلقا. وقوله فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ يدلّ على أنّ الباقي للأب ضرورة ثبوت الشركة في الاستحقاق، فصار بيانا لنصيب الأب بصدر الكلام الموجب للشركة لا بمحض السكوت إذ لو بيّن نصيب الأم من غير إثبات الشركة لم يعرف نصيب الأب بالسكوت بوجه، فصار بدلالة صدر الكلام، كأنّه قيل فلأمه الثلث ولأبيه ما بقي، فحصل بالسكوت بيان المقدار.
ومنه ما يثبت بدلالة حال المتكلم الذي من شأنه التكلّم في الحادثة كالشّارع والمجتهد وصاحب الحادثة، فالمعنى ما ثبت بدلالة حال السّاكت كسكوت صاحب الشرع من تغيير أمر يعاينه يدلّ على حقيقته، وكذا السكوت في موضع الحاجة.
ومنه ما ثبت ضرورة دفع الغرور كالمولى يسكت حين رأى عبده يبيع ويشتري يكون إذنا دفعا للغرور عن الناس. قيل والأظهر أنّ هذا القسم مندرج في القسم الثاني، أعني ما ثبت بدلالة حال المتكلّم. ومنه ما ثبت بضرورة طول الكلام أو كثرته كقول الحنفية فيمن قال: له عليّ مائة ودرهم أو مائة وقفيز حنطة، أنّ العطف جعل بيانا للأول أي المائة بأنها دراهم أو قفيز حنطة. وإن شئت الزيادة على ما ذكرنا فارجع إلى كتب الأصول كالتوضيح والتلويح وشروح الحسامي.
والبيان عند الصرفيين يطلق على الإظهار أي فكّ الإدغام. وعند النّحاة يطلق على عطف البيان.
وعند أهل البيان اسم علم على ما سبق في بيان أقسام العلوم العربية في المقدّمة وصاحب هذا العلم يسمّى بيانيا، وكثير من الناس يسمّي علم المعاني والبيان والبديع علم البيان، والبعض يسمّي الأخيرين أي البيان والبديع فقط بعلم البيان كما في المطول.
البيان: المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير، كذا في الكشاف. وفي المفردات: الكشف وهو أعم من النطق لأن النطق باللسان، ويسمى ما يبين بيانا. والبيان ضربان: أحدهما بالتسخير وهي الأشياء الدالة على حال من الأحوال من آثار صنعة والثاني بالاختبار وذلك إما أن يكون نطقا أو كتابة أو إشارة. فالبيان بالحال نحو {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين} . وبالاختبار نحو {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} . وسمي الكلام بيانا لكشفه عن المعنى المقصود إظهاره نحو {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاس} . وسمي ما يشرح المجمل والمبهم من الكلام بيانا نحو {إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَه} . ذكره الراغب. وفي شرح جمع الجوامع: البيان إخراج الشيء من حيز الإشكال إلى حيز التجلي، وفي، محصول الشروع، البيان: إظهار المتكلم المراد للسامع، وهو بالإضافة خمسة: بيان التقرير: وهو توكيد الكلام بما يرفع احتمال المجاز، والتخصيص نحو {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} . فقرر معنى العموم في الملائكة بذكر الكل حتى صار لا يحتمل التخصيص. بيان التفسير: ما فيه خفاء من المشترك أو المشكل أو المجمل أو الخفي نحو {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} . فإن الصلاة مجمل فلحق البيان بالسنة، والزكاة مجمل في حق النصاب والقدر فلحق البيان بالسنة، بيان التغيير: وهو تغيير موجب الكلام نحو التعليق والاستثناء والتخصيص، بيان الضرورة: هو نوع بيان يقع بغير ما وضع له لضرورة إذ الموضوع له النطق وهذا يقع بالسكوت، بيان التبديل: وهو النسخ أي نسخ حكم شرعي بدليل شرعي متأخر.

البيع

(البيع) البَائِع والمساوم والماهر فِي البيع
(البيع) (فِي الِاصْطِلَاح) مُبَادلَة المَال الْمُتَقَوم بِالْمَالِ الْمُتَقَوم (ج) بُيُوع
البيع: رغبة المالك عما في يده إلى ما في يد غيره، والشراء رغبة المستملك فيما في يد غيره بمعاوضة بما في يده مما رغب عنه فلذلك كل شار بائع، ذكره الحرالي. وقال في المصباح: البيع أصله مبادلة مال بمال يقولون بيع رابح وبيع خاسر وذلك حقيقة في وصف الأعيان لكنه أطلق على العقد مجازا لأنه سبب التمليك والتملك، وقولهم صح البيع أو بطل ونحوه أي صيغة البيع لكن لما حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وهو مذكر أسند الفعل إليه بلفظ التذكير. والبيع من الأضداد كالشراء، ومنه {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْس} ، ويطلق على كل من العاقدين أنه بائع ومشتر، لكن إذا أطلق البائع فالمتبادر للذهن باذل السلعة. ومن أحسن ما وسم به البيع أنه تمليك عين مالية أو منفعة مباحة على التأييد بعوض مالي. والبيعة بالفتح، بذل الطاعة للإمام، والبيعة بالكسر للنصارى مصلاهم.
البيع:
[في الانكليزية] Sale
[ في الفرنسية] Vente
بسكون المثناة التحتانية هو من لغات الأضداد فهو كالمبيع لغة يطلق غالبا على إخراج المبيع عن الملك بعوض مالي قصدا، أي إعطاء المثمّن وأخذ الثّمن، ويعدّى إلى المفعول الثاني بنفسه وبحرف الجر، تقول: باعه الشيء وباعه منه. ويقال أيضا على الشراء، أي إخراج الثّمن عن الملك بعوض مالي قصدا، أي إعطاء الثّمن وأخذ المثمّن. والشراء أيضا من الأضداد لأنه يقال على البيع أيضا قال الله تعالى وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ أي باعوه وقوله تعالى وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ الآية. ويقالان أيضا على ما إذا أعطي سلعة بسلعة كما في المفردات. وقال الإمام التقي البيع والشراء يقع في الغالب على الإيجاب والابتياع والاشتراء على القبول لأن الثلاثي أصل والمزيد فرع عليه، والإيجاب أصل والقبول بناء عليه.
وفي الشرع مبادلة مال بمال بتراض أي إعطاء المثمّن وأخذ الثّمن على سبيل التراضي من الجانبين. فالفرق بين المعنى اللغوي والشرعي إنما هو بقيد التراضي على ما اختاره فخر الإسلام. وفيه أنّ التراضي لا بدّ له من لغة أيضا، فإنّ الأخذ غصبا وإعطاء شيء من غير تراض لا يقول فيه أهل اللغة باعه. وأيضا يدخل في الحدّ الشرعي بيع باطل كبيع الخنزير، ويخرج عنه بيع صحيح كبيع المكره هذا. وقيل المتبادر من المبادلة هي الواقعة ممن هو أهلها كما لا يخفى، فخرج بيع المجنون والصبي والمحجور والسّكران والواقعة على وجه التملّك والتمليك، فخرج الرّهن وعلى وجه الكمال والتأبيد فخرج الهبة بشرط العوض فإنه ليس بيعا ابتداء والإجارة لعدم التأبيد. والمراد بالمال ما يتناول المنفعة فدخل بيع حقّ المرور، هذا كله خلاصة ما في فتح القدير والبرجندي والدرر وجامع الرموز.
التقسيم
في الدّرر أنواع البيع باعتبار المبيع أربعة، لأنه إمّا بيع سلعة بسلعة ويسمّى مقايضة. أو بيعها بثمن ويسمّى بيعا لكونه أشهر الأنواع، وقد يقال بيعا مطلقا. أو بيع ثمن بثمن ويسمّى صرفا. أو بيع دين بعين ويسمّى سلما. وباعتبار الثمن أيضا أربعة لأنّ الثّمن الأول إن لم يعتبر يسمّى مساومة. أو اعتبر مع زيادة ويسمّى مرابحة. أو بدونها ويسمّى تولية. أو مع النقص ويسمّى وضيعة انتهى كلامه. ومن البيوع ما يسمّى بيع الحصاة وهو أن يقول البائع بعتك من هذه الأثواب ما تقع هذه الحصاة عليه. ومنها بيع الملامسة وهو أن يلمس ثوبا مطويا في ظلمة ثم يشتريــه على أن لا خيار له إذا رآه، كذا في شرح المنهاج فتاوى الشافعية.
وفي الهداية بيوع كانت في الجاهلية وهو أن يتساوم الرجلان على سلعة فإذا لمسها المشتري أو نبذها إليه البائع أو وضع المشتري عليها حصاة لزم البيع، فالأول بيع الملامسة والثاني المنابذة والثالث إلقاء الحجر. ومنها بيع المزابنة وهو بيع التّمر على النخيل بتمر مجذوذ مثل كيله خرصا. ومنها بيع المحاقلة وهو بيع الحنطة في سنبلها بحنطة مجذوذة مثل كيلها خرصا، كذا في الهداية. ومنها بيع الوفاء هو وبيع المعاملة واحد، وكذا بيع التلجئة كما في البزازية، وهو أن يقول البائع للمشتري بعت بمالك عليّ من الدين على أني إن قضيت الدين فهو لي، وأنه بيع فاسد يفيد الملك عند القبض. وقيل إنّ بيع الوفاء رهن حقيقة ولا يطلق الانتفاع للمشتري إلّا بإذن البائع وهو ضامن لما أكل واستهلك، وللبائع استرداده إذا قضى دينه متى شاء. وقيل إنه بيع جائز ويوفى بالوعد كذا في السراجية وحواشيه.
وفي الخانية اختلفوا في البيع الذي يسميه الناس بيع الوفاء والبيع الجائز. قال عامة المشايخ: حكمه الرهن، والصحيح أنّ العقد الذي جرى بينهما إن كان بلفظ البيع لا يكون رهنا، ثم ينظر إن ذكرا شرط الفسخ في البيع فسد البيع وإن لم يذكراه وتلفظا بلفظ البيع بشرط الوفاء أو تلفظا بالبيع الجائز، وعندهما هذا البيع عبارة عن بيع غير لازم أو إن ذكرا البيع من غير شرط ثم ذكرا الشرط على وجه المواعدة فحكمه أنه يجوز ويلزم الوفاء بالوعد.
وإن شئت زيادة على ما ذكرناه فارجع إلى فتاوى إبراهيم شاهي.
ومنها بيع العينة وهو منهي، واختلف المشايخ في تفسير العينة. قال بعضهم تفسيرها أن يأتي الرجل المحتاج إلى آخر ويستقرضه عشرة دراهم ولا يرغب المقرض على الإقراض طمعا في الفضل لا يناله في القرض فيقول:
ليس يتيسّر عليّ الإقراض ولكن أبيعك هذا الثوب إن شئت باثني عشر درهما وقيمته في السوق عشرة لتبيع في السوق بعشرة فيرضى به المستقرض فيبيعه المقرض باثني عشر درهما ثم يبيعه المشتري في السوق بعشرة ليحصل، لربّ الثوب ربح درهمين ويحصل للمستقرض قرض عشرة. وقال بعضهم تفسيرها أن يدخلا بينهما ثالثا فيبيع المقرض ثوبه من المستقرض باثني عشر درهما ويسلّم إليه ثم يبيع المستقرض من الثالث الذي أدخلاه بينهما بعشرة ويسلّم الثوب إليه، ثم إنّ الثالث يبيع الثوب من صاحب الثوب وهو المقرض بعشرة ويسلم الثوب إليه ويأخذ منه العشرة ويدفعها إلى طالب القرض فيحصل لطالب القرض عشرة دراهم ويحصل لصاحب الثوب عليه اثنا عشر درهما، كذا في المحيط هكذا في فتاوى عالمكيري
تقسيم آخر
البيع باعتبار الصحة وعدمها أربعة لأنه إمّا أن يكون مشروعا بأصله ووصفه ومجاوره وهو البيع الصحيح، والمراد بأصل العقد ما هو من قوامه أعني أحد العوضين، وبالوصف ما هو من لوازمه أعني شرائطه وبالمجاور ما هو من عوارضه أعني صفاته المفارقة. وإمّا أن لا يكون مشروعا بأصله أصلا بأن يكون قبح في أحد العوضين وهو البيع الباطل كبيع الميتة والخمر والحرّ ونحوها. وإمّا أن يكون مشروعا بأصله دون وصفه بأن يكون القبح في شرائطه ولوازمه وهو البيع الفاسد كالبيع بشرط لا يقتضيه العقد، وفيه منفعة لأحد المتعاقدين أو للمبيع إذا كان عبدا أو أمة. وإمّا أن يكون مشروعا بأصله ووصفه دون مجاوره بأن يكون القبح في مقارناته وهو البيع المكروه، كالبيع بعد أذان الجمعة بحيث يفوّت السعي إلى صلاة الجمعة هكذا في كتب الفقه.
البيع الباتّ: هو البيعي القطعيُّ.
البيع: لُغَة مُطلق الْمُبَادلَة. وَشرعا مُبَادلَة المَال الْمُتَقَوم بِالْمَالِ الْمُتَقَوم بِالتَّرَاضِي، وَهَذَا تَعْرِيف للْبيع الصَّحِيح يَعْنِي لَا بُد فِيهِ من قيد التقوم فِي جَانِبي الْمَبِيع وَالثمن. وَقيد التَّرَاضِي من الْجَانِبَيْنِ ليخرج البيع الْبَاطِل وَالْفَاسِد. وَمن أَرَادَ تَعْرِيفه بِحَيْثُ يعم الصَّحِيح وَالْفَاسِد مَعًا فَأخذ التقوم فِي جَانب الْمَبِيع ليخرج الْبَاطِل. وَمن ترك قيد التَّرَاضِي فَيكون شَامِلًا لبيع الْمُكْره أَيْضا.
ثمَّ اعْلَم أَن المُرَاد بِالْمَالِ الأول الثّمن وَبِالثَّانِي الْمُثمن. والمبادلة إِعْطَاء مثل مَا أَخذ فَالْبيع إِعْطَاء الْمُثمن وَأخذ الثّمن وَيُقَال على الشِّرَاء وَهُوَ إِعْطَاء الثّمن وَأخذ الْمُثمن. وَهُوَ يتَعَدَّى إِلَى مفعولين بِنَفسِهِ أَو إِلَى الثَّانِي بِمن كَمَا فِي الأساس وَالْمغْرب نَحْو بِعْت زيدا فرسا وبعت فرسا من زيد. ومدخول كلمة من هُوَ المُشْتَرِي ظَاهرا كَمَا مر أَو مضمرا نَحْو بِعْت فرسا مِنْهُ. وَفِي بعض شُرُوح مُخْتَصر الْوِقَايَة أَن البيع هُوَ كالشراء من الأضداد إِلَّا أَنه غلب فِي إِخْرَاج الْمَبِيع عَن الْملك وَالشِّرَاء فِي إِخْرَاج الثّمن عَنهُ. وكل من الصَّحِيح وَالْفَاسِد وَالْبَاطِل والمتقوم وَغير الْمُتَقَوم وَالثمن فِي مَحَله.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.