Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يدبر

قَبْلُ

قَبْلُ: نَقيضُ بعدَ. وآتِيكَ من قَبْلُ وقَبْلُ، مَبْنِيَّتَنِ على الضم،
وقَبْلاً وقَبْلٌ، مُنَوَّنَتَيْنِ،
وقَبْلَ، على الفتح.
والقُبْلُ، بضمٍّ وبضمتينِ: نَقيضُ الدُّبُرِ،
وـ من الجَبلِ: سَفْحُه،
وـ من الزَّمَن: أوَّلُهُ.
وإذا أُقْبِلُ قُبْلَكَ، بالضم: أقْصِدُ قَصْدَكَ.
والقُبْلَةُ، بالضم: اللَّثْمَةُ، وما تَتَّخِذُهُ الساحِرةُ لتُقْبِلَ به وجْهَ الإِنسانِ على صاحِبِه، ووَسْمٌ بأُذُنِ الشاةِ مُقْبِلاً، والكفَالَةُ، وبالكسر: التي يُصَلَّى نحوَها، والجِهَةُ، والكعبةُ، وكلُّ ما يُسْتَقْبَلُ.
ومالَهُ في هذا قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ، بكسرهما: وِجْهَةٌ.
وقُبالَتُه، بالضم: تُجاهُه.
وقِبالُ النَّعْلِ، ككِتابٍ: زِمامٌ بين الإِصْبَعِ الوُسْطَى والتي تَليها.
وقَبَلَها، كَمَنَعها،
وقابَلَها وأقْبَلَها: جَعَلَ لها قِبالَيْنِ،
أَو مُقابَلَتُها: أن تُثْنَى ذُؤابَةُ الشِّراكِ إلى العُقْدَةِ،
أَو قَبَلَها: شَدَّ قِبالَها،
وأقْبَلَها: جعلَ لها قِبالاً.
وقَوابِلُ الأمرِ: أوائِلُه.
والقابِلَةُ: الليلةُ المُقْبِلَةُ،
وقد قَبَلَتْ وأقْبَلَتْ، والمرأةُ التي تأخُذُ الوَلَدَ عند الوِلادةِ،
كالقَبولِ والقَبيلِ. وقد قَبِلَتْ، كعَلِمَ، قِبالَةَ، بالكسر.
وتَقَبَّلَهُ وقَبِلَهُ، كعَلِمَه، قَبولاً، وقد يُضَمُّ: أخَذَه.
والقَبولُ، كصَبورٍ: ريحُ الصَّبا، لأَنها تُقابِلُ الدَّبورَ، أو لأَنها تُقابِلُ بابَ الكعبةِ، أَو لأَن النَّفْسَ تَقْبَلُها. وقد قَبَلَتْ، كنَصر، قَبْلاً وقُبولاً، بالضم والفتح.
والقَبَلُ، محرَّكةً: نَشَزٌ من الأرضِ يَسْتَقْبلكَ، أَو رأسُ كلِّ أكَمَةٍ أَو جَبَل أَو مُجْتَمَعُ رَمْلٍ، والمحَجَّةُ الواضِحَةُ، ولُطْفُ القابِلَةِ لإِخْراجِ الوَلَدِ، والفَحَجُ،
وـ في العَيْنِ: إِقبالُ السَّوادِ على الأنْفِ، أَو مِثلُ الحَوَلِ، أَو أحْسَنُ منه، أَو إقْبالُ إِحْدى الحَدَقَتَيْنِ على الأخْرَى، أَو إقْبالُها على عُرْضِ الأنْفِ، أَو على المَحْجِرِ، أَو على الحاجِبِ، أَو إقْبالُ نَظَرِ كلٍّ من العَيْنَيْنِ على صاحِبَتِها. وقد قَبَلَتْ، كنَصَرَ وفَرِحَ، واقْبَلَّتِ اقْبِلالاً، واقْبالَّتِ اقْبيلالاً، وأقْبَلْتُها،
فهو أقْبَلُ، بَيِّنُ القَبَلِ: كأنه يَنْظُر إلى طَرَفِ أنْفِهِ، وأن تَشْرَبَ الإِبِلُ الماءَ، وهو يُصَبُّ على رُؤُوسِها، وأن يُقْبِلَ قَرْنا الشاةِ على وَجْهِها،
فهي قَبْلاءُ، وأن يَتَكَلَّمَ الإِنْسانُ بالكَلامِ ولم يَسْتَعِدَّ له، وأن يَرَى الهِلالَ قَبْلَ الناسِ،
أَو كلُّ شيءٍ أَوَّلَ ما يُرَى قَبَلٌ.
وجَمْعُ قَبَلَةٍ: للْفَلَكَةِ، وضَرْبٌ من الخَرَزِ يُؤَخَّذُ بها،
كالقَبْلَةِ، بالفتح، أَو شيءٌ من عاجٍ مُسْتَديرٌ، يَتَلأَلَأُ، يُعَلَّقُ في صَدْرِ المرأةِ، وعلى الخَيْلِ.
ورأيْتُه قَبَلاً، محرَّكةً وبضمتينِ، وكصُرَدٍ وكعِنَبٍ،
وقَبَلِيّاً، محرَّكةً،
وقَبيلاً، كأَميرٍ، أَي: عِياناً ومُقابَلَةً.
ولي قِبَلَه، بكسر القافِ أَي: عندَهُ.
ومالي به قِبَلٌ، أَي: طاقَةٌ.
والقَبيلُ: الكَفيلُ والعَريفُ والضامِنُ وقد قَبَلَ به، كنَصَرَ وسَمِعَ وضَرَبَ، قَبالَةً، وقَبَّلْتُ العامِلَ العَمَلَ تَقَبُّلاً نادِرٌ، والاسمُ: القَبالَةُ. وتَقَبَّلَه العامِلُ تَقْبيلاً نادِرٌ أَيضاً.
والقَبيلُ: الزَّوجُ، والجماعَةُ من الثلاثَةِ فَصاعِداً من أقوامٍ شَتَّى، وقد يكونونَ من نَجْرٍ واحدٍ، ورُبَّما كانوا بَني أبٍ واحدٍ
ج: كعُنُقٍ، وما أقْبَلَتْ به المرأةُ من غَزْلها حينَ تَفْتِلُه، وطاعةُ الرَّبِّ، والدَّبيرُ مَعْصِيَتُه، وفَوْزُ القِدْح في القِمارِ، والدَّبيرُ خَيْبَتُه، وأن يكونَ رأسُ ضِمْنِ النَّعْلِ إلى الإِبْهامِ، والدَّبيرُ أن يكونَ رأسُ ضِمْنِها إلى الخِنْصِرِ، أو ما أُقْبِلَ به من الفَتْلِ على الصَّدْرِ، والدَّبيرُ ما أُدْبِرَ به عنه، أَو باطِنُ الفَتْلِ والدَّبيرُ ظاهِرُهُ، أَو الفَتْلُ الأوَّلُ، والدَّبيرُ الفَتْلُ الآخِرُ، أَو أسْفَلُ الأذُنِ، والدَّبيرُ أعلاها، أو القُطْنُ، والدَّبيرُ الكتَّان.
وما يَعْرِفُ قَبيلاً من دَبيرٍ وقِبالاً من دِبارٍ، أي: ما يَعْرِفُ الشاةَ المقابَلَةَ من المُدابَرَةِ، أو ما يَعْرِفُ من يُقْبِلُ عليه ممَّنْ يُدْبِرُ عنه، أو ما يَعْرِفُ نَسَبَ أُمِّهِ من نَسَبِ أبيه، واسمٌ، وبهاءٍ: واحِدُ قَبائِلِ الرأسِ للقِطَعِ المَشْعوب بعضُها إلى بعضٍ، ومنه قَبائِلُ العَرَبِ، واحِدُهُم: قَبيلَةٌ، وهم بَنُو أبٍ واحدٍ، وسَيْرُ اللِّجامِ، وصَخْرَةٌ على رأسِ البئرِ، وفَرَسُ الحُصَيْنِ بنِ مِرْداسٍ.
وأقْبَلَ: نَقيضُ أدْبَرَ.
وأقْبَلَ مُقْبَلاً، بالضم، كأدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ.
وأقْبَلَ: عَقلَ بعدَ حَماقَةٍ.
وقَبَلَ على الشيءِ
وأقبلَ: لَزِمَهُ وأخَذَ فيه.
وأقْبَلْتُه الشيءَ: جَعَلْتُه يَلي قُبالَتَه.
وقابَلَهُ: واجَهَه،
وـ الكِتابَ: عارَضَه.
وشاةٌ مُقابَلَةٌ، بفتحِ الباءِ: قُطِعَتْ من أُذُنِها قِطْعَةٌ وتُرِكَتْ مُعَلَّقَةً من قُدُمٍ.
وتقَابلا: تَواجَها.
ورجُلٌ مُقابَلٌ: كريمُ النَّسَبِ من قِبَلِ أبَوَيْهِ.
واقْتَبَلَ أمْرَهُ: اسْتَأنَفَه.
ورجُلٌ مُقْتَبَلُ الشَّبابِ، بالفتح: لم يَظْهَرْ فيه أثَرُ كِبَرٍ.
واقْتَبَلَ الخُطْبَةَ: ارْتَجَلَها.
والقَبَلَةُ، محرَّكةً: الجُشار، وأبو بكرٍ محمدُ ابنُ عُمَرَ وأبو يَعْقُوبَ القَبَلِيَّان: محدِّثانِ.
ولا أُكَلِّمُكَ إلى عَشْرٍ من ذي قَبَلٍ، كعنَبٍ وجَبلٍ، أي: فيما أسْتَأنِفُ، أو معنى المُحَرَّكةِ: إلى عَشْرٍ تَسْتَقْبِلُها، ومعنى المكسورةِ القافِ: إلى عَشْرٍ مما تُشاهِدُه من الأيامِ.
والقَبولُ، وقد يُضَمُّ: الحُسْنُ والشارَةُ، ومنه قولُ نَديمِ المأمونِ في الحَسَنَيْنِ: "أُمُّهُما البَتولُ،
وأبوهُما القَبولُ".
والقَبولُ: أن تَقْبَلَ العَفْوَ وغيرَ ذلك، اسمٌ للمَصْدَرِ قد أُمِيتَ فِعْلُه.
والقَبولُ أيضاً: مَصْدَرُ قَبِلَ القابِلُ الدَّلْوَ، كعَلمَ: وهو الذي يأخُذُها من الساقي.
وقُصَيْرَى قِبالٍ، ككِتابٍ: حَيَّةٌ خَبيثَةٌ.
وقَبَلٌ: جَبلٌ ـ وبِزِنته ـ قُرْبَ دُومَةِ الجَنْدَلِ،
وبهاءٍ: د قُرْبَ الدَّرَبَنْدِ،
وكحُبْلَى: ع بين عُرَّبٍ والرَّيَّانِ.
والقابِلُ: مسجدٌ كان عن يَسارِ مسجدِ الخَيْفِ.
والمَقْبولُ، وكمُعَظَّمٍ: الثَّوْبُ المُرَقَّعُ.
والقِبليَّةُ، بالكسر وبالتحريك: من نَواحي الفُرْعِ،
{واجْعَلوا بُيوتَكُم قِبْلَةً} : مُتَقابِلَةً.
وكصُرَدٍ: ع. وسَمَّوْا مُقْبِلاً كمُحْسِنٍ وصاحِبٍ وأميرٍ وصَبورٍ.

الفَهْمُ

الفَهْمُ: تصور الْمَعْنى من لفظ الْمُخَاطب.
الفَهْمُ: مَا يُمَيّز، وَــيُدبر كل فعل أَنه عدل أَو ظلم، وَقيل: إِدْرَاك الْأَشْيَاء الْجُزْئِيَّة.

الملك

الملك: بكسر الميم في اصطلاح المتكلمين: حالة تعرض للشيء بسبب ما يحيط به وينتقل بانتقاله كالتعميم والتقميص، فإن كلا منهما حالة لشيء بسبب إحاطة العمامة برأسه والقميص ببدنه.وفي اصطلاح الفقهاء: اتصال شرعي بين الإنسان وبين شيء يكون مطلقا لتصرفه. وعاجزا عن تصرف غيره فيه.
الملك: بالضم: التصرف بالأمر والنهي في الجمهور، وذلك يختص بسياسة الناطقين. والملك ضربان: ملك التولي والتملك وملك هو القوة على ذلك تولى أم لا، فمن الأول {إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا} . ومن الثاني {إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} . فجعل النبوة مخصوصة، والملك فيها عاما فإن معنى الملك هنا القوة التي بها يترشح للسياسة، لا أنه جعلهم كلهم متولين للأمر فذلك مناف للحكمة، فلا خير في كثرة الرؤساء. وقال بعضهم: الملك بفتح فكسر: اسم لكل من يملك السياسة، إما في نفسه وذلك بالتمكن من زمام قواه، وصرفها عن هواها، وإما في نفسه وغيره سواء تولى ذلك أم لا.
الملك:
[في الانكليزية] Possession
[ في الفرنسية] Possession
بالكسر وسكون اللام عند الحكماء هو هيئة تعرض للشيء بسبب ما يحيط به وينتقل بانتقاله ويسمّى بالجدة بكسر الجيم وتخفيف الدال وبالقنية أيضا كما في بحر الجواهر.
وبالقيد الأخير خرج المكان أي الأين المتعلّق بالمكان فإنّه وإن كان هيئة عرضية للشيء بسبب المكان المحيط به إلّا أنّ المكان لا ينتقل بانتقال المتمكّن وما يحيط به أعم من أن يكون طبيعيا كالإهاب للهرة مثلا، أو لا يكون طبيعيا كالقميص للإنسان، ومن أن يكون محيطا بالكلّ كالثوب الشامل لجميع البدن، أو بالبعض كالخاتم للإصبع. وفي المباحث المشرقية أنّ الملك عبارة عن نسبة الجسم إلى حاصر له أو لبعضه وينتقل بانتقاله، فجعل الملك نفس النسبة والحقّ أنّه تسامح، والمراد أنّه أمر نسبي حاصل للجسم بسبب حاصر لأنّ نسبة المحصورية والحاصرية مستويتان، فجعل إحداهما مقولة دون الأخرى تحكّم. والوجدان أيضا شاهد بأنّ التعمّم مثلا حالة بسبب الإحاطة المخصوصة لا نفس إحاطة العمامة، كذا في شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم.
الملك:
[في الانكليزية] Angel
[ في الفرنسية] Ange
بفتحتين مقلوب مألك صفة مشبّهة من الألوكة بمعنى الرسالة. فأصل ملك ملأك حذفت الهمزة بعد نقل حركتها إلى ما قبلها طلبا للخفة لكثرة استعماله والملائكة جمع ملأك على الأصل، كالشمائل جمع شمأل والتاء للتأنيث أي لتأكيد تأنيث الجماعة، هكذا في البيضاوي وحواشيه في تفسير قوله تعالى في سورة البقرة وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً. وفي التفسير الكبير هناك اختلف العقلاء في ماهية الملائكة وحقيقتهم وطريق ضبط المذهب أن يقال الملائكة لا بدّ أن تكون ذوات موجودة قائمة بأنفسها، ثم إنّ تلك الذوات إمّا أن تكون متحيّزة أو لا. أمّا الأول وهو أنّ الملائكة ذوات متحيّزة فههنا أقوال.
القول الأول إنّها أجسام هوائية لطيفة تقدر على التشكّل بأشكال مختلفة مسكنها السموات وهذا قول أكثر المسلمين. وفي شرح المقاصد الملائكة أجسام نورانية خيّرة والجنّ أجسام لطيفة هوائية منقسمة إلى الخيّرة والشريرة، والشياطين أجسام نارية شريرة. وقيل تركيب الأنواع الثلاثة من امتزاج العناصر إلّا أنّ الغالب في كلّ واحد ما ذكر، ولكون النار والهواء في غاية اللطافة كانت الملائكة والجنّ والشياطين بحيث يدخلون المنافذ والمضايق حتى جوف الإنسان، ولا يرون بحسّ البصر إلّا إذا اكتسوا من الممتزجات الأخر التي تغلب عليها الأرضية والمائية جلابيب وغواشي فيرون في أبدان كأبدان الناس وغيره من الحيوانات انتهى. ثم قال في التفسير الكبير والقول الثاني قول طائفة من عبدة الأوثان وهو أنّ الملائكة في الحقيقة هي هذه الكواكب الموصوفة بالإسعاد والإنحاس، فإنّها بزعمهم أحياء ناطقة وإنّ المسعدات منها ملائكة الرحمة والمنحسات منها هي ملائكة العذاب. والقول الثالث قول معظم المجوس والثنوية وهو أنّ هذا العالم مركّب من أصلين الذين هما النور والظلمة وهما في الحقيقة جوهران شفّافان حسّاسان مختاران قادران متضادّا النفس والصورة مختلفا الفعل والتدبير. فجوهر النور فاضل خيّر تقي طيّب الريح كريم النفس يسرّ ولا يضرّ وينفع ولا يمنع ويحيي ولا يبلي، وجوهر الظلمة على ضدّ ذلك. ثم إنّ جوهر النور لم يزل لولد الأولياء وهم الملائكة لا على سبيل التناكح بل على سبيل تولّد الحكمة من الحكيم والضوء من المضيء، وجوهر الظلمة لم يزل لولد الأعداء وهم الشياطين على سبيل تولّد السّفه من السفيه لا على سبيل التناكح. وأمّا الثاني وهو أنّ الملائكة ذوات قائمة بأنفسها وليست بمتحيّزة ولا أجسام، فههنا قولان: الأول قول طوائف من النصارى وهو أنّ الملائكة في الحقيقة هي الأنفس الناطقة بذواتها المفارقة لأبدانها على نعت الصّفاء والخيرية، وذلك لأنّ هذه النفوس المفارقة إن كانت صافية خالصة فهي الملائكة، وإن كانت خبيثة كدرة فهي الشياطين. والقول الثاني قول الفلاسفة وهي أنّها جواهر قائمة بأنفسها ليست بمتحيّزة البتة فإنّها بالماهية مخالفة لأنواع النفوس الناطقة البشرية وأنّها أكمل قوة منها وأكثر علما منها وأنّها للنفوس البشرية جارية مجرى الشمس بالنسبة إلى الأضواء. ثم إنّ هذه الجواهر على قسمين: منهما ما هي بالنسبة إلى أجرام الأفلاك والكواكب كنفوسنا الناطقة بالنسبة إلى أبداننا، ومنهما ما هي أعلى شأنا من تدبير أجرام الأفلاك، بل هي مستغرقة في معرفة الله ومحبته ومشتغلة بطاعته، وهذا القسم هم الملائكة المقرّبون ونسبتهم إلى الملائكة الذين يدبّرون السموات كنسبة أولئك المدبّرين إلى نفوسنا الناطقة، فهذان القسمان من الملائكة قد اتفقت الفلاسفة على إثباتهما.
ومنهم من أثبت أنواعا أخر من الملائكة وهي الملائكة الأرضية المدبّرة لأحوال هذا العالم.
ثم إنّ مدبرات هذا العالم إن كانت خيّرات فهم الملائكة، وإن كانت شريرة فهم الشياطين انتهى كلامه. وفي العيني شرح صحيح البخاري قالت الفلاسفة الملائكة جواهر مجرّدة، فمنهم من هو مستغرق في معرفة الله فمنهم الملائكة المقرّبون، ومنهم مدبّرات العالم إذا كانت خيّرات، فمنهم الملائكة الأرضية، وإن كانت شريرة فهم الشياطين انتهى كلامه. وفي تهذيب الكلام أنّ الحكماء ذهبوا إلى أنّ الملائكة هم العقول المجرّدة والنفوس الفلكية انتهى. ويسمّى الملائكة بالأرواح أيضا وقد سبق في لفظ المفارق، وفي لفظ الجنّ.
واعلم أنّ أصناف الملائكة كثيرة منها حملة العرش، ومنها الحافّون حول العرش، ومنها أكابر الملائكة فمنهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، ومنها ملائكة الجنّة، ومنها ملائكة النار وأسماء جملتهم الزبانية ورئيسهم مالك، ومنها كتبة الأعمال، ومنها الموكلون لبني آدم وهو في قوله تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ، كِراماً كاتِبِينَ الآية، ومنها الملائكة الموكلون بأحوال هذا العالم وهم المرادون بقوله تعالى: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا، وبقوله تعالى: وَالذَّارِياتِ ذَرْواً إلى قوله تعالى فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً وبقوله تعالى وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً. وعن ابن عباس قال إنّ لله ملائكة سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجرة، فإذا أصاب بأحدكم عجزة بأرض فلاة فتنادوا أعينوا عباد الله رحمكم الله، كذا في التفسير الكبير. ومنهم الكروبيون والروحانيون وخزنة الكرسي والسّفرة والبررة.

وفي أنواع البسط يقول: الملائكة فريقان:
أحدهما علوي والآخر سفلي. فما هو علوي يقال له موكل. وما هو سفلي فيقال لهم أعوان وأرواح وروحاني.
الملك: عالم الشهادة من المحسوسات الطبيعية.
الملك: بفتح الميم واللام: جسم لطيف نوراني يتشكل باشكال مختلفة، أو هو جوهر بسيط ذو حياة ونطق وعقل غير ماتت، واسطة بين الباري والأجسام الأرضية منه عقلي ونفسي وجسماني.

امر

امر

1 أَمَرَهُ, (T, S, M, &c.,) aor. ـُ (M, &c.,) inf. n. أَمْرٌ (T, S, M, Msb, K) and إِمَارٌ, (M, L, K,) which latter, however, is disapproved by MF, (TA,) and إِيمَارٌ is syn. therewith, (K,) but this also is disapproved by MF, and deemed by him strange, [being by rule the inf. n. of ↓ آمَرَهُ, respecting which see what follows,] (TA,) and آمِرَةٌ, (M, K,) which is one of the inf. ns. [or quasiinf. ns.] of the measure فَاعِلَةٌ, like عَافِيَةٌ and عَاقِبَةٌ, (M,) He commanded him; ordered him; bade him; enjoined him; the inf. n. signifying the contr. of نَهْىٌ; (T, M, K;) as also ↓ آمرهُ, (Kr, M, K,) mentioned by A'Obeyd also as a dial. var. of أمَرَهُ: (Msb:) but A'Obeyd says that آمَرْتُهُ and أَمرْتُهُ are syn. [in a sense different from that explained above, i. e.] as meaning كَثَّرْتُهُ. (TA.) You say, أَمَرَهُ بِهِ, (S, M, K,) and أَمَرَهُ إِيَّاهُ, suppressing the prep., (M,) He commanded, ordered, bade, or enjoined, him to do it. (M, K.) And أمَرْتُكَ أَنْ تَفْعَلَ, and لِتَفْعَلَ, and بِأنْ تَفْعَلَ, I commanded, ordered, bade, or enjoined, thee to do [such a thing]. (M.) [And أَمَرَهُ بِكَذَا as meaning He commanded him, or ordered him, to make use of such a thing; or the like: whence, in a trad.,] أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ [I have been commanded to make use of the tooth-stick]. (El-Jámi' es-Sagheer.) [And He enjoined him such a thing; as, for instance, patience.] The imperative of أَمَرَ is مُرْ; originally اؤْمُرْ; which also occurs [with وَ in the place of ؤ when the ا is pronounced with damm]: (M:) but [generally] when it is not preceded by a conjunction, (Msb,) i. e., by وَ or فَ, (T,) you suppress the ء, [i. e. the radical ء, and with it the conjunctive ا preceding it,] contr. to rule, and say, مُرْهُ بِكَذَا [Command, or order, or bid, or enjoin, thou him to do such a thing]; like as you say, كُلْ and خُذْ: when, however, it is preceded by a conjunction, the practice commonly obtaining is, to restore the وَأْمُرْ بِكَذَا, agreeably with analogy, and thus to say, أَمُرْ بِكَذَا. (Msb.) b2: [You say also, أَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ He gave an order respecting him, and accordingly he was slain. And أَمَرَ لَهُ بِكَذَا He ordered that such a thing should be done, or given, to him.] b3: In the Kur [xvii. 17], أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا, so accord. to most of the readers, (T, &c.,) means We commanded [its luxurious inhabitants] to obey, but they transgressed therein, or departed from the right way, or disobeyed: (Fr, T, S, &c.:) so says Aboo-Is-hák; adding that, although one says, أَمَرتُ زَيْدًا فَضَرَبَ عَمْرًا, meaning I commanded Zeyd to beat 'Amr, and he beat him, yet one also says, أَمَرْتُكَ فَعَصَيْتَنِى [I commanded thee, but thou disobeyedst me]: or, accord. to some, the meaning is, We multiplied its luxurious inhabitants; (T;) and this is agreeable with another reading, namely, ↓ آمَرْنَا; (TA;) and a reading of El-Hasan, namely, أَمِرْنَا, like عَلِمْنَا, may be a dial. var., of the same signification: (M:) see 4, in two places: or it may be from الإِمَارَةُ; (S, TA;) [in which case it seems that we should read ↓ أَمَّرْنَا; or, perhaps, أَمَرْنَا: see 2:] Abu-l-'Áliyeh reads ↓ أَمَّرْنَا, and this is agreeable with the explanation of I'Ab, who says that the meaning is, We made its chiefs to have authority, power, or dominion. (TA.) b4: أَمَرَهُ, aor. ـُ also signifies He commanded, ordered, bade, or enjoined, him to do that which it behooved him to do. (A.) [He counselled, or advised, him.] One says, مُرْنِى, meaning Counsel thou me; advise thou me. (A.) b5: أَمَرَ بِاقْتِنَاصٍ, said of a wild animal, means He rendered the beholder desirous of capturing him. (M.) A2: أَمَرَ, (As, Fr, Th, T, S, M, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, TA;) and أَمُرَ, aor. ـُ (S, M, IKtt, K;) and أَمِرَ, aor. ـَ (M, K, and several other authorities; but by some this is disallowed; TA;) inf. n. أَمْرٌ (K) and إِمْرَةٌ (S) and إِمَارَةٌ; (As, T, S;) or the second is a simple subst.; (K;) or perhaps it is meant in the S that this and the third are quasi-inf. ns.; (MF;) He had, or held, command; he presided as a commander, governor, lord, prince, or king; (M, Msb, K;) he became an أَمِير; (As, T, S;) عَلَى

القَوْمِ over the people. (M, * Msb, K.) [See also 5.]

أَمَرَ فُلَانٌ وَأُمِرَ عَلَيْهِ, or عليه ↓ وأُمِّرَ, (as in different copies of the S,) [Such a one has held command and been commanded,] is said of one who has been a commander, or governor, after having been a subject of a commander, or governor; meaning such a one is a person of experience; or one who has been tried, or proved and strengthened, by experience. (S.) A3: أَمَرَهُ as syn. with آمَرَهُ: see 4.

A4: أَمِرَ, (S, M, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. أَمَرٌ and أَمْرَة; (M, K, TA; the latter written in the CK اَمْرَة;) and أمُرَ, aor. ـَ (IKtt;) (assumed tropical:) It (a thing, M, Msb, or a man's property, or camels or the like, Abu-l-Hasan and S, and a people, T, S) multiplied; or became many, or much, or abundant; (T, S, M, Msb, K;) and became complete. (M, K.) b2: And the former, (assumed tropical:) His beasts multiplied; or became many; (M, K;) [ as also ↓ آمر; for you say,] بَنُو فُلَانٍ ↓ آمر, inf. n. إِيمَارٌ, (assumed tropical:) The property, or camels or the like, of the sons of such a one multiplied; or became many, or abundant. (M.) A5: أَمِرَ الأَمْرُ, (Akh, S, K,) aor. ـَ inf. n. أَمَرٌ, (Akh, S,) (assumed tropical:) The affair, or case, (i. e., a man's affair, or case, Akh, S,) became severe, distressful, grievous, or afflictive. (Akh, S, K.) 2 أمّرهُ, inf. n. تَأْمِيرٌ, He made him, or appointed him, commander, governor, lord, prince, or king. (S, * Mgh, Msb.) [And it seems to be indicated in the S that ↓ أَمَرَهُ, without teshdeed, signifies the same.] See 1, in three places. Yousay also, أُمِّرَعَلَيْنَا (A, TA) He was made, or appointed, commander, &c., over us. (TA.) b2: Also He appointed him judge, or umpire. (Mgh.) b3: أمّر القَنَاةَ (assumed tropical:) He affixed a spear-head to the cane or spear. (T, M.) [See also the pass. part. n., below.] b4: أمّرأَمَارَةٍ He made [a thing] a sign, or mark, to show the way. (T.) 3 آمرهُ فِي أَمْرِهِ, (T, * S, M, Msb,) inf. n. مُؤَامَرَةٌ, (S, K,) He consulted him respecting his affair, or case; (T, * S, M, Msb, K, * TA;) as also وَامَرَهُ; (TA;) or this is not a chaste form; (IAth, TA;) or it is vulgar; (S, TA;) and ↓ استأمرهُ, (M,) inf. n. اسْتِئْمَارٌ; (S, K;) and ↓ ائتمرهُ, (T,) inf. n. ائتِمَارٌ. (S, K.) It is said in a trad., آمِرُوا النِّسَآءَ فِى أَنْفُسِهِنَّ Consult ye women respecting themselves, as to marrying them. (TA.) And in another trad., آمَرَتْ نَفْسَهَا, meaning She consulted herself, or her mind; as also ↓ استأمرت نفسها. (TA.) [See another ex. voce نَفْسٌ. and see also 8.]4 آمر, inf. n. إِيمَارٌ: see 1, last sentence but one, in two places.

A2: آمْرٌ; (S, M, Msb, K;) and ↓ أَمَرَهُ, (S, M, Msb, K,) accord. to some, (M,) aor. ـُ (Msb, K,) inf. n. أَمْرٌ; (Msb;) both signifying the same accord. to AO, (S,) or A 'Obeyd, (TA,) but the latter is of weak authority, (K,) or is not allowable; (M;) and, accord. to El-Hasan's reading of xvii. 17 of the Kur, (see 1,) ↓ أَمِرَهُ also; (M;) (assumed tropical:) He (a man) multiplied it; or made it many, or much, or abundant: (S, Msb:) He (God) multiplied, or made many or much or abundant, his progeny, and his beasts: (M, K:) and آمر مَالَهُ (assumed tropical:) He (God) multiplied, &c., his property, or camels or the like. (S.) A3: See also 1, first sentence, in two places.5 تأمّر He became made, or appointed, commander, governor, lord, prince, or king; (Msb;) he received authority, power, or dominion; عَلَيْهِمْ over them. (S, K.) [See also أَمَرَ.] b2: See also 8.6 تَاَاْمَرَ see 8, in three places.8 ائتمر [written with the disjunctive alif اِيتَمَرَ] He obeyed, or conformed to, a command; (S, * M, Mgh, K; *) he heard and obeyed. (Msb.) You say, ائتمر بِخَيْرٍ, meaning He was as though his mind commanded him to do good and he obeyed the command. (M.) And [you use it transitively, saying,] ائتمر الأَمْرَ He obeyed, or conformed to, the command. (S.) And لَا يَأْتَمِرُ رُشْدًا He will not do right of his own accord. (A.) Imra el-Keys says, (S,) or En-Nemir Ibn-Towlab, (T,) وَيَعْدُو عَلَى المَرْءِ مَا يَأْتَمِرْ [And that which man obeys wrongs him, or injures him]; meaning, that which his own soul commands him to do, and which he judges to be right, but in which often is found his destruction: (S:) or, accord. to KT, that evil which man purposes to do: (T:) or that which man does without consideration, and without looking to its result. (A 'Obeyd, T.) [See what follows.] b2: He undertook a thing without consulting; (KT, T;) as though his soul, or mind, ordered him to do it and he obeyed it: (TA:) he followed his own opinion only. (Mgh.) One says, أَمَرْتُهُ فأْتَمَرَ وَأَبَى

أَنْ يَأْتَمِرَ, (A, Mgh,) meaning I commanded him, but he followed his own opinion only, and refused to obey. (Mgh.) b3: He formed an opinion, and consulted his own mind, and determined upon it. (Sh, T.) And ائتمر رَأْيَهُ He consulted his own mind, or judgment, respecting what was right for him to do. (Sh, T.) b4: ائتمروا, (A, Msb,) inf. n. ائْتِمَارٌ; (S, K;) and ↓ تآمروا, (A,) inf. n. تَآمُرٌ, of the measure تَفَاعُلٌ; (S;) and ↓ تأمّروا, (TA,) inf. n. تَأَمُّرٌ; (K;) They consulted together: (S, * A, Msb, K: *) or ائتمروا and ↓ تآمروا signify they commanded, ordered, bade, or enjoined, one another; like as one says, اقتتلوا and تقاتلوا, and اختصموا and تخاصموا: (T:) or ائتمروا عَلَى الأَمْرِ and عَلَيْهِ ↓ تآمروا, they determined, or settled, their opinions respecting the affair, or case: (M:) and ائتمروا بِهِ, (S, Msb,) inf. n. as above, (K,) signifies they purposed it, (S, Msb, K, *) namely, a thing, (Msb, K,) and consulted one another respecting it. (S.) It is said in the Kur [lxv. 6], وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ And command ye, or enjoin ye, one another to do good: [such is app. the meaning,] but God best knoweth: (T:) or, accord. to KT, purpose ye among yourselves to do good. (TA.) And in the same [xxviii. 19], إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلوُكَ, meaning Verily the chiefs command one another respecting thee, to slay thee: (Zj, T:) or consult together against thee, to slay thee: (AO, T:) or purpose against thee, to slay thee: (KT, T:) but the last but one of these explanations is better than the last. (T.) b5: See also 3. b6: Accord. to El-Bushtee, ائتمرهُ also signifies He gave him permission: but this has not been heard from an Arab. (Az, TA.) 10 إِسْتَاْمَرَ see 3, in two places.

أَمْرٌ A command; an order; a bidding; an injunction; a decree; an ordinance; a prescript: (S, * Msb, * TA, &c.:) pl. أَوَامِرُ: (S, Msb, &c.:) so accord. to common usage; and some writers of authority justify and explain it by saying that أَمْرٌ is [originally] مَأْمُوُرٌ بِهِ; that it is then changed to the measure فَاعِلٌ; [i. e., to آمِرٌ;] like أَمْرٌ عَارِفٌ, which is originally مَعْرُوفٌ; and عِيشَةٌ راضِيَةٌ, originally مَرْضِيَّةٌ; &c.; [and then, to أَمْرٌ;] and that فَاعِلٌ becomes in the pl. فَوَاعِلُ; so that أَوَامَرُ is the pl. of مَإْمُورٌ: others say that it has this form of pl. to distinguish it from أَمْرٌ in the sense of حَالٌ [&c.], in which sense it has for its pl. أُمُورٌ. (Msb, TA.) [But I think that أَوَامِرُ may be properly and originally pl. of آمِرَةٌ, for آيَةٌ آمِرَةٌ, or the like. MF says that, accord. to the T and M, the pl. of أَمْرٌ in the sense explained in the beginning of this paragraph is أُمُورٌ: but he seems to have founded his assertion upon corrupted copies of those works; for in the M, I find nothing on this point; and in the T, not, as he says, الأَمْرُضِدُّ النَّهْىَ وَاحِدُ الأُمُور, but قَالَ اللَّيْثُ الأَمْرُ مَعْرُوفٌ نَقِيضُ النَّهْىِ وَاحِدُ الأُمُورِ, evidently meaning that أَمْرٌ signifies the contr. of نَهْىٌ, and is also, in another sense, the sing. of أُمُورٌ.] [Hence,] أُولُو الأَمْرِ Those who hold command or rule, and the learned men. (M, K. [See Kur iv. 62.]) and أَمْرُاللّٰهِ The threatened punishment of God: so in the Kur x. 25, and xi. 42, and xvi.1; in which last place occur the words, أَتَي أَمْرُ اللّٰهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ, meaning The threatened punishment ordained of God hath, as it were, come: so near is it, that it is as though it had already come: therefore desire not ye to hasten it. (Zj, M, TA.) And The purpose of God. (Bd and Jel in lxv. 3; &c.) and الأَمْرُ قَرِيبٌ The resurrection, or the time thereof, is near. (Mgh, from a trad.) And مَا فَعَلْتُهُ عَنْ

أَمْرِى, in the Kur xviii. 81, I did it not of my own judgment: (Bd:) or, of my own choice. (Jel.) [Hence also الأَمْرُ, in grammar, signifies The imperative form of a verb.] b2: Also A thing; an affair; a business; a matter; a concern: a state, of a person or thing, or of persons or things or affairs or circumstances; a condition; a case: an accident; an event: an action: syn. شَأْنٌ: (M, F, TA:) and حَالٌ, (Msb, TA,) and حَالَةٌ: (Msb:) and حَادِثَةٌ: (K:) and فِعْلٌ: (MF, TA:) and a thing that is said; a saying: ( TA voce أُولُو, at the end of art. ال:) pl. أُمُورٌ; (S, M, K, &c.;) its only pl. in the senses here explained. (TA.) You say, أَمْرُ فُلَانٍ مُسْتَقِيمٌ [The affair, or the like, of such a one is in a right state]: and امُورُهُ مُسْتَقِيمَةٌ [His affairs are in a right state]. (S, A.) And شَتَّتَ أَمْرَهُ He dissipated, disorganized, disordered, unsettled, or broke up, his state of things, or affairs. (As, TA in art. شعب.) [امر seems to be here used, as in many other instances, rather in the sense of the pl. than in that of the sing.] b3: أَمْرٌ كُلِّىٌّ [A universal, or general, prescript, rule, or canon]. (Msb voce قَاعِدَةٌ, KT voce قَانُونٌ, &c.) إِمْرٌ a subst. from أَمِرَالِأَمْرُ in the sense of اِشْتَدَّ; (S;) or a subst. from أَمِرَ as signifying كَثُرَ and تَمَّ; (M;) (assumed tropical:) [A severe, a distressful, a grievous, or an afflictive, thing: or] a terrible, and foul, or very foul, thing: or a wonderful thing. (TA,) Hence, [used as an epithet, like أَمِرٌ, q. v.,] in the Kur [xviii. 70], لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (assumed tropical:) Verily thou hast done a severe, a distressful, a grievous, or an afflictive, thing: (S:) or a terrible, and foul, or very foul, thing: (TA:) or a wonderful thing: (S:) or an abominable, a foul, or an evil, and a wonderful, thing: (Ks, M, K: *) or a terrible and an abominable thing; signifying more than نَكْرًا, [which occurs after, in verse 73,] inasmuch as the [presumed] drowning of the persons in the ship was more abominable than the slaying of one person: (Zj, T:) or a crafty, and an abominable, or a foul, or an evil, and a wonderful, thing; and derived from أَمِرَ القَوْمُ as meaning كَثُرُوا. (Ks.) أَمَرٌ a coll. gen. n. of which أَمَرَةٌ (q. v.) is the n. un.

A2: See also تَأْمُورٌ.

أَمِرٌ: see إِمَّرٌ.

A2: (assumed tropical:) Multiplied; or become many, or much, or abundant. (M, K.) [See أَمِرَ.] Yousay زَرْعٌ أَمِرٌ (assumed tropical:) Abundant seed-produce. (Lh, M.) b2: (assumed tropical:) A man whose beasts have multiplied, or become many or abundant. (M.) (assumed tropical:) A man blessed, or prospered, (Ibn-Buzurj, M, K, *) in his property: (M:) fem. with ة. (Ibn-Buzurj.) and with ة, (assumed tropical:) A woman blessed to her husband [ by her being prolific]: from the signification of كَثْرَةٌ. (M.) A3: (assumed tropical:) Severe; distressful; afflictive. (TA.) [See also إِمْرٌ.]

أَمْرَةٌ A single command, order, bidding, or injunction: as in the saying, لَكَ عَلَىَّ أَمْرَةٌ مُطَاعَةٌ Thou hast authority to give me one command, order, bidding, or injunction, which shall be obeyed by me. (S, M, * A, Msb, K.) You should not say, [in this sense,] إِمْرَةٌ, with kesr. (T, S.) A2: See also إِمْرَةٌ.

إِمْرَةٌ a subst. from أَمَرَ [q. v.]; Possession of command; the office, and authority, of a commander, governor, lord, prince, or king; (M, * Msb, K;) as also ↓ إِمَارَةٌ (Mgh, Msb, K) and ↓ أَمَارَةٌ; (L, K;) but this last is by some disallowed, and is said in the Fs and its Expositions to be unknown. (MF.) It is said in a trad., لَعَلَّكَ سآءَ تْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ Perhaps thy paternal uncle's son's possession of command hath displeased thee. (TA.) b2: [And hence, (assumed tropical:) Increase, or abundance, or the like; as also other forms mentioned in what follows.] You say, فِى وَجْهِ مَالِكَ تَعْرِفُ إِمْرَتَهُ (assumed tropical:) In the face of thy property, [meaning such as consists in camels or the like, and also money,] thou knowest its increase and abundance, and its expense: (S:) or ↓ إِمَّرَتَهُ, and ↓ إِمّرَتَهُ, which latter is a dial. var. of weak authority, and ↓ أَمَّرَتَهُ, i. e., its increase and abundance: (M:) or ↓ إِمَّرَتَهُ as meaning its prosperous state; as also ↓ أَمَارَتَهُ, and ↓ أَمْرَتَهُ: (Ibn-Buzurj:) accord. to AHeyth, who reads ↓ تُعْرَفُ إِمَّرَتُهُ, the meaning is, its decrease; but the correct meaning is, its increase, as Fr explains it. (T, TA.) It is said respecting anything of which one knows what is good in it at first sight: (Lh, M:) and means, on a thing's presenting itself, thou knowest its goodness. (T.) One says also, ↓ مأَحْسَنَ أَمَارَتَهُمْ (assumed tropical:) How good is their multiplying, and the multiplying of their offspring and of their number! (M.) And ↓ لَا جَعَلَ اللّٰهُ فِيهِ إِمَّرَةً (assumed tropical:) May God not make an increase to be therein. (T.) أَمَرَةٌ Stones: (K:) [or a heap of stones:] or it is the n. un. of أَمَرٌ, which signifies stones: (M:) or the latter signifies stones set up in order that one may be directed thereby to the right way: (Ham p. 409:) and the former also signifies a hill; (M, K;) and أَمَرٌ is [used as] its pl.: (M:) and a sign, or mark, by which anything is known; (M, K;) as also ↓ أَمَارٌ and ↓ أَمَارَةٌ; (As, S;) and أَمَرٌ is [used as] its pl. in this sense also: (M:) or a sign, or mark, set up to show the way; (AA, Fr;) as also ↓ أَمَارٌ and ↓ أَمَارَهٌ: (K:) or a small sign, or mark, of stones, to show the way, in a waterless desert; (S;) as also ↓ أَمَارٌ [and ↓ أَمَارَةٌ]; and any sign, or mark, that is prepared: (TA:) or a structure like a مَنَارَة [here app. meaning a tower of a mosque], upon a mountain, wide like a house or tent, and larger, of the height of forty times the stature of a man, made in the time of 'Ád and Irem; in some instances its foundation being like a house, though it consists only of stones piled up, one upon another, cemented together with mud, appearing as though it were of natural formation: (ISh, T:) the pl. (in all the senses above, K) [or rather the coll. gen. n.,] is أَمَرٌ. (S, K.) A2: See also إِمْرَةٌ.

أَمَارٌ and ↓ أَمَارَةٌ A sign, mark, or token. (As, S Mgh.) See also each voce أَمَرَةٌ, in three places. You say, هِى أَمَارَةُ مَا بَيْنِى وَبَيْنَكَ It is a sign, or token, of what is between me and thee. (T, * TA.) And a poet says, إِذَا طَلَعَتْ شَمْسُ النَّهَارِ فَإِنَّهَا

أَمَارَةُ تَسْلِيمِى عَلَيْكِ فَسَلِّمِى

[When the sun of day rises, it is a sign of my saluting thee, therefore do thou salute]. (TA.) b2: Also A time: (As, S, K:) so IAar explains the latter word, not particularizing the time as definite or otherwise: (M:) or a definite time: (TA:) or a time, or place, of promise or appointment; an appointed time or place; syn. مَوْعِدٌ: (M, Mgh, K:) or, accord. to some, the former word is pl. [or rather col. gen. n.] of the latter. (TA.) El-'Ajjáj says, إِذْ رَدَّهَا بِكَيْدِهِ فَارْتَدَّتِ

إِلَي أَمَارٍ وَأَمَارِ مُدَّتِى

When He (meaning God) brings it, ( namely my soul,) by his skilful ordering, and his power, [and it is thus brought, or it thus comes, to a set time, and] to the time of the end of my appointed period: امارمدّتى being as above; the former word being prefixed to the latter, governing it in the gen. case. (IB. [In the S we find وَأَمَارٌ مُدَّتِى.]) أَمُورٌ [an intensive epithet from أَمَرَهُ]. You say, إِنَّهُ لَأَمُورٌ بِالْمَعْروفِ وَنَهُوٌّ عَنِ الْمُنْكَرِ Verily he is one who strongly commands, or enjoins, good conduct, and who strongly forbids evil conduct. (S in art. نهى, and A. *) أَمِيرٌ One having, holding, or possessing, command; (S;) a commander; a governor; a lord; (M, * Msb;) a prince, or king: (M, K:) fem. with ة: (S, K:) pl. إُمَرَآءُ. (M, Msb, K.) b2: A leader of the blind. (M, K.) So in the saying of El-Aashà: إِذَاكَانَ هَادِى الفَتَى فِى البِلَا دِصَدْرَ القَنَاةِ أَطَاعَ الأَمِيرَا [When the young man's guide in the countries, or lands, or the like, is the top of the cane, he obeys the leader of the blind]. (M.) b3: A woman's husband. (A.) b4: A neighbour. (K.) b5: A person with whom one consults: (A, K:) any one of whom one begs counsel, or advice, in a case of fear. (TA.) You say, هُوَ أَمِيرِى He is the person with whom I consult. (A.) أَمَارَةٌ: see إِمْرَةٌ, in three places: b2: and see also أَمَرَةٌ, in three places; and أَمَارٌ.

إِمَارَةِ: see إِمْرَةٌ. b2: الإِمَارَةُ is also used for صَاحِبُ الإمَارَةِ, i. e. الأَمِيرُ. (Mgh.) أَمَّرٌ: see the next paragraph, in two places.

إِمَّرٌ A man who consults every one respecting his case; as also ↓ أَمِرٌ and ↓ أَمَّارَةٌ: (M:) or a man resembling [in stupidity] a kid: [see the latter part of this paragraph:] (Th, M:) or, as also ↓ إِمَّرَةٌ (S, M, K, &c.) and ↓ أَمَّرٌ and ↓ أَمَّرَةٌ, (K,) a man having weak judgment, (S, K,) stupid, (T, M,) or weak, without judgment, (M, L,) or without intellect, or intelligence, (T,) who obeys the command of every one, (T, S,) who complies with what every one desires to do in all his affairs; (K;) a stupid man, of weak judgment, who says to another, Command me to execute thine affair. (IAth.) It is said in a trad., مَنْ يُطِعْ إِمَّرَةً لَا يَأْكُلْ ثَمَرَةً [He who obeys a stupid man, &c., shall not eat fruit: or the meaning is] he who obeys a stupid woman shall be debarred from good. (IAth.) ↓ إِمَّرَةٌ is applied to a woman and to a man: when it is applied to a man, the ة is added to give intensiveness to the signification. (ISh.) The following saying, إِذَا طَلَعَتِ الشِّعْرَى

وَلَا إِمَّرًا, ↓ سَفَرًا فَلَا تُرْسِلْ فِيهَا إِمَّرَةً, in rhyming prose, means [When Sirius rises in the clear twilight,] send not thou among them (meaning the camels) a man without intelligence [in a great degree, nor one who is so in a less degree; or a woman without intelligence, nor a man without intelligence;] to manage them. (Sh.) b2: Also, (M, K,) and ↓ إِمَّرَةٌ and ↓ أَمَّرَ and ↓ أُمَّرٌ, (K,) A young lamb: (M, K:) or the first (إِمَرٌ) and the second, a young kid: (M, TA:) or the former of these two, a male lamb: (M, TA:) or a young male lamb: (S:) and the latter of them, a female lamb: (M, TA:) or a young female lamb. (S, M.) One says, ↓ مَا لَهُ إِمَّرٌ وَلَا إِمَّرَةٌ, meaning He has not a male lamb nor a female lamb: (M, TA:) or he has not anything. (T, S, M.) أَمَّرَةٌ: see إِمَّرٌ, in two places.

إِمَّرَةٌ: see إِمَّرٌ, in six places: A2: and see إِمْرَةٌ, in four places.

إِمّرَةٌ: see إِمْرَةٌ.

أَمَّارٌ [Wont to command]. [Hence,] النَّفْسُ الأَمَّارَةُ [The soul that is wont to command]; (A;) the soul that inclines to the nature of the body, that commands to the indulgence of pleasures and sensual appetites, drawing the heart downwards, so that it is the abode of evils, and the source of culpable dispositions. (KT.) [See نَفْسٌ.]

أَمَّارَةٌ fem. of أَمَّارٌ [q. v.]. b2: See also إِمَّرٌ.

آمِرٌ [act. part. n. of أَمَرَهُ.] b2: آمِرٌ and ↓ مُؤْتَمِرٌ Two days, (S,) the last, (K,) the former being the sixth, and the latter the seventh, (M,) of the days called أَيَّامُ الَجُوزِ: (S, M, K: [but see عَجُوزٌ:]) as though the former commanded men to be cautious, and the latter consulted them as to whether they should set forth on a journey or stay at home: (S:) accord. to Az, the latter is applied as an epithet to the day as meaning يُؤْتَمَرُفِيهِ. (TA.) تَأْمُرِىُّ: see تَأْمُورٌ, in two places.

تُؤْمُرِىٌّ, and without ء: see تَأْمُورٌ, in six places.

تَأْمُورٌ and ↓ تَأْمُورَةٌ are properly mentioned in this art.; the measure of the former being تَفْعُولٌ; (K;) and that of the latter, تَفْعْلولَةٌ: (TA:) not as J has imagined; [who writes them without ء, and mentions them in art. تمر;] (K;) their measures accord. to him being فَاعُولٌ and فَاعُولَةٌ. (TA.) [But in all the senses here explained, they appear to be with and without ء.] b2: The former signifies The soul: (S in art. تمر, where it is written without ء; and M, A, K:) because it is that which is wont to command. (A.) One says, قَدْ عَلِمَ تَأْمُورُكَ ذلِكَ Thy soul, or self, hath known that. (Az, and T in art. تمر.) b3: The intellect: (M:) as in the saying, عَرَفْتُهُ بِتَأْمُورِي I knew it by my intellect. (M in art. تمر, without ء; and TA.) You say also, هُوَ ابْنُ تَأْمُورِهَا, meaning He is the knowing with respect to it. (TA in art. بني.) b4: The heart, (T in art. تمر without ء, and M, A, K,) itself. (M, TA.) Hence the saying, حَرْفٌ فِى تَأْمُورِى خَيْرٌ مِنْ عَشَرَةٍ فى وِ عَائِكَ [One word in my heart is better than ten in thy receptacle]. (T in art. تمر, and TA.) b5: The pericardium. (M in art. تمر, without ء.) b6: The core, or black or inner part, or clot of blood, (حَبَّة, M, K, or عَلَقَة, TA,) and life, and blood, of the heart: (M, K:) or blood, (As, S, M, in art. تمر, and K,) absolutely: (TA:) and تَأْمُورُ النَّفْسِ signifies the life-blood: (As, S:) or the blood of the body: (S in art. نفس:) and the life of the soul. (M, K.) b7: Also, as being likened to blood, (TA,) (tropical:) Wine; and so ↓ تَأْمُورَةٌ: (M, K:) and b8: (tropical:) A dye: (M, TA:) and b9: (tropical:) Saffron. (As, K.) b10: [Hence also,] (tropical:) Water. (M, K.) You say, مَا فىِ الرَّكِيَّةِ تَامُورٌ, (T, S in art. تمر, and M,) or تَأْمُورٌ, (A,) (tropical:) There is not in the well any water. (T, S, M, A.) A2: The wezeer (وَزِير) of a king: (M, K:) because his command is effectual. (TA.) A3: Any one: as in the saying, مَابِهَا تَأْمُورٌ, (T in art. تمر, A, K,) as also ↓ تُؤْمُورٌ, (T in art. تمر, and K,) each with an augmentative ت, and without ء as well as with it, accord. to Er-Radee and others, (TA,) and ↓ تَأْمُرِىُّ, and ↓ تَأْمُورِىُّ, (M,) and ↓ تُؤْمُرِىُّ, (T in art. تمر, M, TA,) or without ء, (S, M, K, in art. تمر,) and ↓ أَمَرٌ, (M, K,) There is not in it (i. e. in the house, الدار, M, A, TA) any one. (M, A, K, and T and S in art. تمر.) You say also, خَلَآءٌ بِلَادٌ

↓ لَيْسَ فِيهَاتُومُرِىٌّ Vacant regions wherein is not any one. (S in art. تمر.) ↓ تُؤْمُرِىٌّ (M, K) and ↓ تُومُرِىٌّ (S in art. تمر) and ↓ تَأْمُورِىٌّ and ↓ تَأْمُرِيٌّ (M, K) also signify A man, or human being. (S, * M, K.) You say, speaking of a beautiful woman, أَحْسَنَ مِنْهَا ↓ مَا رَأَيْتُ تُومُرِيَّا I have not seen a human being, or creature, more beautiful than she: (S and M in art. تمر:) and مَا رَأَيْتُ

أَحْسَنَ مِنْهُ ↓ تُومُرِيَّا [I have not seen a man more beautiful than he]. (T and S in art. تمر.) Accord. to some, they are used only in negative phrases; but accord. to others, they are also used in such as are affirmative. (MF.) b2: Also Anything: as in the saying أَكَلَ الذِّئْبُ الشَّاةَ فَمَا تَرَكَ مِنْهَا تَامُورًا [The wolf ate the sheep, or goat, and left not of it anything]. (T and S in art. تمر.) A4: A child, young one, or fœtus syn. وَلَدٌ. (M, K.) A5: The receptacle (وِعَآء) of the child, young one, or fœtus. (M in art. تمر, without ء; and K.) b2: A وِعَآء [in the ordinary sense; i. e. a bag, or receptacle, for travelling-provisions and for goods or utensils &c.]. (M, K.) Hence the saying, أَنْتَ أَعْلَمُ بِتَأْمُورِكَ Thou art best acquainted with what thou hast with thee; and with thine own mind. (M.) b3: Also, (K,) and ↓ تَأْمُورَةٌ, (M, [in which the former is not given in the following senses,] and K,) or ↓ تَامُورَةٌ, (S in art. تمر,) A ewer, syn. إِبْرِيقٌ, (S, M, K,) for wine: (S:) and, (M, K,) or, as some say, (TA,) a حُقَّة (M, K, TA) in which wine is put. (TA.) b4: Also the first, (M, K,) or ↓ third, (T and S in art. تمر,) The chamber, or cell, (صَوْمَعَة, T and M in art. تمر, without ء, and S and K, and نامُوى, M, K,) of a monk. (M, K.) b5: And hence, (TA,) the first, (K,) and ↓ second, (M, K,) or ↓ third, of these three words, (T and S, in art. تمر,) (tropical:) The covert, or retreat, of a lion. (T, S, M, K.) Whence, ↓ فُلَانٌ أَسَدٌ فِى تَامُورَتِهِ (tropical:) Such a one is a lion in his covert: (T and S in art. تمر:) a saying borrowed from 'Amr Ibn-Maadee-Kerib: (T and S ibid:) or, accord. to some, it means, a lion in the greatness of his courage, and in his heart. (TA.) A6: Also (i. e. the first only) Play, or sport, of girls or of boys. (Th, M in art. تمر without ء, and K.) A7: See also يَأْمُورٌ.

تُؤْمُورٌ A sign, or mark, set up to show the way in a waterless desert; (K, TA;) consisting of stones piled up, one upon another: (TA:) pl. تَآمِيرُ. (K.) [See أَمَرَةٌ.]

A2: See also تَأْمُورٌ.

تَأْمُورَةٌ, and without ء: see تَأْمُورٌ, in eight places. b2: Also The pericardium; the integument (غِلَاف) of the heart. (S in art. تمر: there written without ء.) تَأْمُورِىٌّ: see تَأْمُورٌ, in two places.

مِئْمَرٌ Counsel; advice: as in the saying, فُلَانٌ بَعِيدٌ مِنَ المِئْمَرِ قَرِيبٌ مِنَ المِئْبَرِ Such a one is far from counsel, or advice: near to calumny, or slander. (A.) مُؤَمَّرٌ Made, or appointed, commander, governor, lord, prince, or king: (S, M, K: *) made to have authority, power, or dominion: (T, M, K:) in which latter sense it is explained by Khálid, as applied by Ibn-Mukbil to a spear. (T.) b2: (assumed tropical:) A cane, or spear-shaft, having a spearhead affixed to it. (K.) b3: (assumed tropical:) A spear-head (T, TA) sharpened; syn. مُحَدَّدٌ. (T, M, K, TA.) b4: Distinguished, or defined, (مُحَدَّدٌ,) by signs, or marks: (TA:) or, as some say, (TA,) marked with a hot iron; syn. مُوْسُومٌ. (K, TA.) مَأْمُورٌ [pass. part. n. of أَمَرَهُ, q. v.]. b2: It is said in a trad., (S, &c.,) خَيْرُ المَالِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ وَسِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ (tropical:) The best of property are a prolific filly [and a row of palm-trees, or perhaps a tall palmtree, fecundated]; (Az, A 'Obeyd, T, S, A, K;) as though the filly were commanded [by God] to be so: (A, in which the epithet مأمورة thus used is said to be tropical:) [or] مأمورة is thus for the sake of conformity to مأبورة, and is originally مُؤْمَرَةٌ, (S, M, * K,) from آمَرَهَا اللّٰهُ: (TA:) or it is a dial. var. of weak authority; (K;) though, accord. to Az, it signifies made to have abundant offspring, from أَمَرَ اللّٰهُ المُهْرَةَ, meaning “God made the filly to have abundant offspring,” a dial. var. of آمَرَهَا, as A 'Obeyd also asserts it to be. (TA.) مَآمِرُ and مَآمِيرُ: see what next follows.

مُؤْتَمِرٌ [Obeying, or conforming to, a command; &c.: see 8. b2: ] One who acts according to his own opinion; (T;) who follows his own opinion only: or who hastes to speak. (M.) A2: See also آمِرٌ. b2: Also, and المُؤْتَمِرُ, [The month which is now commonly called] المُحَرَّمُ: (M, K:) the former appellation (مؤتمر) is that by which the tribe of 'Ád called it: (Ibn-El-Kelbee:) pl. ↓ مَآمِرُ and مَآمِيرُ [both anomalous]. (M, K.) [See شَهْرٌ.]

يَأْمُورٌ; (M, K;) so in all the copies of the K but in the L and other lexicons, ↓ تَأْمُورٌ; (TA;) A certain beast of the sea: or, as some say, a small beast: (M:) and a kind of mountain-goat: (M, K:) or a certain wild beast, (K, TA,) or a beast resembling the mountain-goat, (M,) having a single branching horn in the middle of his head. (M, TA.) [See يَحْمُورٌ, the oryx.]
[امر] فيه: مهرة "مأمورة" أي كثيرة النسل والنتاج وأمرها فهي مأمورة، وأمرها فهي مؤمرة، فأمروا أي كثروا. ومنه: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة أي كثر وارتفع شأنه. ن: أمر كسمع، وأبو كبشة رجل من خزاعة ترك عبادة

قد

[قد] نه: فيه: هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد؟ حتى إذا أوعبوا فيها قالت: "قد قد"، أي حسبي حسبي! ويروى: قط - بمعناه. ومنه ح التلبية: فتقول: "قد قد".
(قد)
الْقَلَم أَو الثَّوْب وَنَحْوهمَا قدا شقَّه طولا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وقدت قَمِيصه من دبر}

(قد) فلَان أَصَابَهُ القداد فَهُوَ مقدود
(قد) حرف يدْخل على الْفِعْل الْمَاضِي فيفيده التَّأْكِيد مثل قد حضر صَاحِبي وعَلى الْفِعْل الْمُضَارع فَيُفِيد الشَّك أَو احْتِمَال الْوُقُوع مثل قد يحضر أخي أَو التقليل نَحْو قد يجود الْبَخِيل أَو التكثير نَحْو قد يجود الْكَرِيم وَتَكون أَيْضا اسْم فعل بِمَعْنى يَكْفِي تَقول قدني دِرْهَم يَكْفِينِي
قد: قد: يحذف الفعل بعد هذا الحرف وكأنه مذكور لأنه قد تقدم ما يدل عليه. ففي عباد (1: 394) مثلا:
قلت فقد أيأستني ... من الحياة قال قد
أي قد أيأستك. ونجد أمثلة لذلك في معجم مسلم.
كما يحذف الفعل أيضا بعد فكان قد. ففي تاريخ البربر (2: 288) مثلا: إن لم يكن لك فقده فكأن قد.
أي فكان قد حان. وانظر (الحريري من 311، وابن خلكان 1: 115، معجم مسلم).
قد: أنظرها في المادة التالية.

قد


قَدْ (a. A particle which is placed before the verb. Before the preterite, it generally indicates the past, &
before the aorist, the future ) Already, just, just
now; sometimes; verily, certainly.
b. Sufficient, sufficiency.

قَدْ قَامَ زَيْدٌ
a. Zaid had just stood up.

قَدْ رَكِبَ الأَمِيْرُ
a. The commander has already mounted.

قَدْ يَقْدَمُ الغَائِبُ
a. It is expected the absent one will come.

كَانَ قَدْ ذَهَبَ
a. He had gone away.

قَدْ يَصْدُق الكَذُوْب
a. Sometimes the liar speaks truth.

قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُم
عَلَيْهِ
a. Verily he knoweth what you are about.

قَدْنِي دِرْهَمٌ
a. A dirhem will suffice me.
[قد] الاقفد من الناس: الذى يمشي على صدور قدميه من قِبَلِ الأصابع ولا تبلُغ عَقِباهُ الأرضَ. ومن الدوابِّ: المنتصبُ الرسغ في إقبالٍ على الحافر. ويقال: فرسٌ أقْفَدُ بيِّن القَفَدِ، وهو عيب. قال أبو عبيدة: والقفد لا يكون إلا في الرجل. وقال الاصمعي: القفد: أن يميل خُفُّ البعير من اليد أو الرجل إلى الجانب الانسى. وقد قفد فهو أقفد، فإن مال إلى الوحشى فهو أصدف. وقال الشاعر الراعى: من معشر كحلت باللؤم أعينُهم * قُفْدِ الأكفِّ لئامٍ غيرِ صياب - والقفد: جنس من العِمَّةِ. يقال: اعْتَمَّ القَفْداءَ، إذا لم يسدل طَرَفَها. والقَفَدانُ، بالتحريك: فارسيٌّ معرَّب، قال ابن دريد: هو خريطة العطار.
قد
قَدْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف يدخل على الفعل الماضي المثبت غالبًا فيفيد التحقيق أو التأكيد، ويجوز الفصل بينه وبين الفعل الماضي بالقسم "قد حضر صاحبي- قد ظهر القمرُ- قد والله أدركتُ الغايَة- {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} " ° وقد كان: حدث.
2 - حرف يدخل على الفعل المضارع المثبت غالبًا والمجرَّد من الناصب والجازم فيفيد التقليلَ أو الشكّ أو احتمالَ الوقوع "قد يتكرَّم البخيل- قد يعطف القاسي- قد تسبق العرجاءُ [مثل]- وكنت مسوَّدا فينا حميدا ... وقَدْ لا تعدم الحسناء ذاما". 
ق د: قَدْ بِالتَّخْفِيفِ حَرْفٌ لَا يَدْخُلُ إِلَّا عَلَى الْأَفْعَالِ وَهُوَ جَوَابٌ لِقَوْلِكَ لَمَّا يَفْعَلْ. وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنَّ هَذَا لِمَنْ يَنْتَظِرُ الْخَبَرَ يَقُولُ لَهُ: قَدْ مَاتَ فُلَانٌ. وَلَوْ أَخْبَرَهُ وَهُوَ لَا يَنْتَظِرُهُ لَمْ يَقُلْ: قَدْ مَاتَ. وَلَكِنْ يَقُولُ: مَاتَ فُلَانٌ. وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى رُبَّمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

قَدْ أَتْرُكُ الْقِرْنَ مُصْفَرًّا أَنَامِلُهُ ... كَأَنَّ أَثْوَابَهُ مُجَّتْ بِفِرْصَادِ
فَإِنْ جَعَلْتَهُ اسْمًا شَدَّدْتَهُ فَقُلْتَ: كَتَبْتُ قَدًّا حَسَنَةً. وَقَدْكَ بِمَعْنَى حَسْبُكَ اسْمٌ، تَقُولُ: قَدِي وَقَدْنِي أَيْضًا بِالنُّونِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ: لِأَنَّ هَذِهِ النُّونَ إِنَّمَا تُزَادُ فِي الْأَفْعَالِ وِقَايَةً لَهَا مِثْلُ ضَرَبَنِي وَنَحْوِهِ. 
(ق د)

قد: كلمة مَعْنَاهَا التوقع. قَالَ الْخَلِيل: هِيَ جَوَاب لقوم ينتظرون شَيْئا. وَقيل: هِيَ جَوَاب قَوْلك. لما يفعل، فَتَقول: قد فعل. قَالَ النَّابِغَة:

أفِدَ التَّرحُّلُ غيرَ أنّ ركابَنا ... لَمَّا تَزُلْ برحالنا وكأنْ قَدِ

أَي وَكَأن قد زَالَت، فَحذف الْجُمْلَة. فَأَما قَوْله:

إِذا قيل مَهْلا قَالَ حاجِزُهُ قَدِ

فَيكون على هَذَا جَوَابا، كَمَا قدمْنَاهُ فِي بَيت النَّابِغَة:

......وكَأَن قدِ

أَي قد قطع. وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: قدك أَي حَسبك، لِأَنَّهُ قد فرغ مِمَّا أُرِيد مِنْهُ فَلَا معنى لردعك وزجرك.

وَقد تكون " قد " مَعَ الْأَفْعَال الْآتِيَة بِمَنْزِلَة " رُبمَا " قَالَ الْهُذلِيّ:

قد اترك الْقرن مصفرا انامله ... كَأَن اثوابه مجت بفرصاد

وَتَكون " قد " مثل " قطّ " بِمَنْزِلَة: حسب. يَقُولُونَ: مَالك عِنْدِي إِلَّا هَذَا فقد: أَي فَقَط. حَكَاهُ يَعْقُوب وَزعم أَنه بدل، فَتَقول: قدي وقدني، وَالْقَوْل فِي قدني كالقول فِي قطني. قَالَ حميد الأرقط: قدني من نصر الخبيبين قدي

وَتَكون " قد " بِمَنْزِلَة " مَا " فينفي بهَا، سمع بعض الفصحاء يَقُول:

قد كنت فِي خير فتعرفه
قد
قَدْ: مِثْلُ قَطْ في معنى حَسْب، قَدِي وقَدْكَ. وقَدْ: حَرْفٌ يُوْجَبُ به الشَّيْءُ.
والقَدُّ: قَطْعُ الجِلْدِ. وشَقُّ الثَّوبِ، قَدَدْتُ القَمِيْصَ فانْقَدَّ. والقَدُّ: جِلْدُ السَّخْلةِ الماعِزَةِ.
وفي المَثَل: " ما يُجْعَلُ قَدُكَ إلى أدِيمِكَ " لِمَنْ تَعَدّى طَوْرَه.
وفلانٌ حَسَنُ القَدَ: أي التَقْطِيع. والقِدُّ: سَيْرٌ يُقَدُّ من جِلْدٍ غيرِ مَدْبُوغٍ، ومنه اشْتِقاق القَدِيْدِ. والقدَةُ: القِطْعَةُ من الشَيْءِ. وصارَ القَوْمُ قِدَداً: أي تَفَرَّقَتْ أهواؤهم وأحوالهم.
والقِدَّةُ: الطَّرِيْقَة. والرجُلُ يَقْتَدُّ الأمور: إذا دَبَّرَها وميزَها بعِلْمٍ وإتْقانٍ.
ورَجُلٌ قَدّادٌ: يقد الكلامَ. وهو - أيضاً -: المُخْتالُ العَظِيمُ في نَفْسِه.
ومَر يَقُدُّ الناسَ بلسانِه بَذَاءةً ونَمِيمةً. وتَقَدَّدَ البَعِيرُ: سَمِنَ بعد الهُزَال.
والقُدَيْدُة: مُسَيْحٌ صَغِيرٌ. والقُدَيْدِيُّونَ: صُنّاعُ العَسْكَرِ وتُبّاعُهم. والقَدَادُ: من أسماء القَنافِذِ أو اليَرابِيع. والقَيْدُوْدُ: الناقَةُ الطَّويلةُ الظَّهْرِ على الأرض.
والمَقَدُّ: المَكانُ المسْتَوي، وقيل: الطَّرِيق، وأصْلُه من الاستِقداد وهو الاسْتِمرارُ والاسْتِواءُ. والمَقَدُ: الخَمْرُ، وقيل: شَرَابٌ باليَمَنِ مُنَصَّفٌ.
والمَقَدِّيُّ: شَرَابٌ مَنْسُوبٌ إلى مَوْضِعٍ أو إنسانٍ. ويقولون: أصْبَحَتِ الإبلُ شَعَارِيْرَ بِقِدّانَ وقذّانَ. أي بحيثُ لا يُقدرُ عليها. والقُدَادُ: جَشْءٌ من التُخَمة. ووَجَعٌ في البَطْنِ. وقِدَّةُ: اسْمُ ماءِ الكُلابِ.
قد: قد يقد: كفى يكفي (مارسيل) وانظر: قدى. ما يقدك شيء: ليس على قياسك، لا يكفيك. (شيرب ديال ص23).
قدد: تستعمل أيضا للدلالة على الفاكهة التي تقطع شرائح وتجفف في الشمس- ففي لطائف الثعالبي (ص111): الخوخ المقدد. وفي رحلة ابن بطوطة (3: 15): يقدد البطيخ وييبس في الشمس. وهذه القطع المجففة تسمى قديد (ابن بطوطة 3: 16).
قدد على الدخان: دخن، جفف على الدخان.
ويقال: قدد اللحم على الدخان: دخن اللحم وشواه على الدخان. (بوشر).
قَدْ وقَدَّ: تصحيف قدر. (فليشر معجم ص94) وتعنى أيضا: مقدار، نوعية، قامة.
ففي رولاند: قد الجوزة. أي بحجم الجوزة ومقدارها. (بوشر).
القد: الوزن المساوي المعادل، والكيل المساوي المعادل. (بوشر).
قد: ترب، مماثل في السن. ففي المعجم اللاتيني- العربي: ( coetaneus) .
نظير وقرين وترب (صوابه ترب) وقد. وفي همبرت (ص31): قدي في العمر. أي في مثل سني. وفي معجم الكالا: قد أن واحد.
قد وبقد: أيضا، كذلك، مقدار. (بوشر) قدي: بقدري، بمقداري، مثلي، (همبرت ص262) وفيه: قدر بمعنى بقدر، بمقدار، مثل.
قد: بالنسبة إلى. بالقياس. (همبرت ص259).
قد: حوالي، زهاء، قرب: (همبرت ص259) قد ايش وإيش قد: كم، ما مقدار. (بوشر) وعند همبرت (ص262): قد أيش، وعند هلو: قد أش.
قد اش ما شفناك شيء: لم نرك منذ زمن طويل- (بوشر).
قد ما: بقدر، بمقدار. (هلو).
قد ما: مع أن، وإن، ولو. (رولاند).
على قده: بهدوء، بين بين، مقبول، متوسط، بنوع مقبول، بنوع متوسط. مثلما هو، على علاته. أياً كان، مهما كان، كائنا ما كان. (بوشر).
القد: عند أرباب الموسيقى ما ينظم كلاما فصيحا صحيح الإعراب على وزن بعض أغاني العامة. (محيط المحيط).
قدة: صفيحة مستطيلة ضيقة يحتذيها القلم عند رسم الخطوط المستقيمة. مسطرة، مخط، (محيط المحيط).
قديد: أنظره في مادة قدد.
فخذ خنزير قديد: فخذ خنزير مملحة ومدخنة. (همبرت ص16).
قديد، والواحدة قديدة: شريحة طوسبة من اللحم المجفف. (دي يونج).
لحم خنزير مقدد: لحم خنزير من الفخذ أو الكتف مملح ومدخن. (همبرت ص16). مقدود: مهزول ضعيف عند العامة (محيط المحيط).
باب القاف مع الدال ق د، د ق مستعملان

قد: قَدْ مثل قَطْ على معنى حسب، تقول: قدي أي حسبي، قال النابغة:

إلى حمامتنا ونصفه فقَدِ

وأما قد فحرف يوجب الشيء كقولك قد كان كذا وكذا، والخبر أن تقول: كان كذا وكذا فأدخل قد توكيداً لتصديق ذلك. وتكون قد في موضع تشبه رُبَّما، وعندها تميل قد إلى الشك إذا كانت مع العوامل كقولك: قد يكون ذلك . والقَدُّ: قطع الجلد وشق الثوب ونحوه. وتقول: قَدَدْتُ وسطه بالسيف، وقَدَدْتُ القميص فانقَدَّ، قال ذو الرمة:

تكادُ تَنْقَدُّ مِنهُنَّ الحيازيم  وفلان حسن القدِّ أي في قدر خلقه، وشيء حسن القَدِّ أي التقطيع. والقِدُّ: سير يُقَدُّ من جلد غير مدبوغ، والقَديدُ اشتقاقه منه. ولا يقال القِدَّة إلا لكل شيء كالوعاء. وصار القوم قِدَداً أي تفرقت حالاتهم وأهواؤهم، قال الله- عز ذكره-: كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً . والقِدَّةُ: الطريقة والفرقة من الناس. وهم القِدَدُ إذا كان هوى كل فرد على حدة. وقُدَيْدٌ: موضع بالحجاز. وفلان يقتدُّ الأمور أي يدبرها ويميزها بعلمٍ واتفاق، قال رؤبة :

يَقْتَدُّ من كون الأمور الكون ... حقائقاً ليست بقول الكهن

ورجل قَدَادٌ: يَقُدُّ الكلام، وهو تشقيقه إياه وكثرته. وتَقَدَّدَ البعير: سمن بعد الهزال فرأيت أثر السمن يأخذ فيه، وكذلك إذا كان سميناً فيأخذ فيه الهزال. والمسافر يَقُدُّ المفازة أي يشق وسطها، قال:

قَدَّ الفلاة كالحصان الخابط

والقَديدُ: مسيح صغير. وهذا على قَدِّ هذا أي على قدره. والقُدادُ: أظنه من أسماء القنافذ واليرابيع. والقَيْدُودُ: الناقة الطويلة الظهر، ويقال: أخذ من القَوْدِ بمنزلة الكينونة من الكون

. دق: دَقَقْتُ الشيء دَقّاً، وكل شيءٍ كسرته قطعة قطعة، إلا أنهم يقولون: كسرته . الحمى لأنها لم تكسره قطعة قطعة، ولكنها دهمته من فوق. والدُّقاقُ: فتات كل شيءٍ دُقَّ. والمُدْقُّ: حجر يُدَقُّ به الطيب، وضم الميم لأنه جعله اسماً، وكذلك المنخل، فإذا جعلته نعتاً رددته إلى مفعل، كقوله:

يَرمي الجَلاميدَ بجُلمُودٍ مِدَقْ

يُريدُ بالجُلْمُودِ هاهنا حافر الحمار. والدِّقُّ ضِدُّ الجُل، والدِّقَّةُ مصدر الدَّقيق. وتقول: دَقَّ الشيء يَدِقُّ دَقّةً وهو على أربعة أنحاء: الدَّقيق الطحين، والدَّقيقُ الأمر الغامض، والدَّقيقُ الرجل الدَّقيق الخَيْرِ والقليله، والدَّقيقُ الشيء الذي لا غلظ فيه. والدُّقَّةُ: الملح المَدْقُوقُ حتى إنهم يقولون: ما لفلان دقة، وإن فلانة لقليلة الدُّقَّةِ أي ليست بمليحة. وفلان يُداقُّ فلاناً في الحساب أي ينظر معه في الحساب اليسير الدَّقيقِ. والدَّقَاقةُ: التي يُدَقُّ بها الأرز ونحوه. ومُسْتَدَقُّ الساعد: كل ما دَقَّ منه. والدَّقْدَقَةُ حكاية حوافر الدواب في سرعة ترددها. والدُّقَّةُ والدُّقَقُ: ما تسهكه الريح من الأرض، قال:

بساهكات دقق وجلجال
الْقَاف وَالدَّال

الدردق: الصّبيان الصغار.

والدردق: الصَّغِير من كل شَيْء.

وَأَصله: الصغار من الْغنم.

والدرداق: دك متلبد فَإِذا حفرت كشفت عَن رمل.

والتقردة: الكسبرة، عَن ابْن دُرَيْد، قَالَ: والتقردة: الأبزار كلهَا عِنْد أهل الْيمن.

وقترد الرجل: كثر لبنه وأقطه.

وَعَلِيهِ قتردة مَال: أَي مَال كثير.

والقترد: مَا ترك الْقَوْم فِي دَارهم من الْوَبر وَالشعر.

والقترد: الرَّدِيء من مَتَاع الْبَيْت.

وَرجل قترد، وقتارد، كثير الْغنم والسخال.

وَتقدم: اسْم، كَأَنَّهُ يَعْنِي بِهِ الْقدَم.

والدرقل: ثِيَاب شبه الأرمينية.

وَقيل: الدرقل: ثِيَاب وَلم تحل.

ودرقل: رقص.

ة الدرقلة: لعبة للعجم.

والدراقن: الخوخ الشَّامي.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الدراقن: الخوخ بلغَة أهل الشَّام، قَالَ شَاعِرهمْ: وترميني حَبِيبَة بالدراقن

والقفدر، والقفندر، جَمِيعًا الْقَبِيح، قَالَ:

فَمَا الوم الْبيض أَلا تسخرا

لما رأين الشمط القفندرا

وَقيل: القفندر: الصَّغِير الرَّأْس.

وَقيل: هُوَ الْأَبْيَض.

والقفندر أَيْضا: الضخم الرجل.

وَقيل: الْقصير الحادر.

ودرفق فِي مَشْيه: أسْرع.

وادرنفقت النَّاقة: إِذا مَضَت فِي السّير فاسرعت.

وادرنفق: تقدم.

والفرقد: ولد الْبَقَرَة.

وَالْأُنْثَى: فرقدة، وَحكى ثَعْلَب فِيهِ: الفرقود، وانشد:

وَلَيْلَة خامدة خمودا

طخباء تخفي الجدي والفرقودا

إِذا عُمَيْر هم أَن يرقودا

وَأَرَادَ: " أَن يرقد " فأشبع الضمة.

والفرقدان: كوكبان فِي بَنَات نعش الصُّغْرَى.

يُقَال: لأبكينك الفرقدين، حَكَاهُ اللحياني: عَن الْكسَائي أَي طول طلوعهما.

قَالَ: وَكَذَلِكَ النُّجُوم كلهَا تنتصب على الظّرْف. كَقَوْلِك: لأبكينك الشَّمْس وَالْقَمَر والنسر الْوَاقِع، كل هَذَا يُقِيمُونَ فِيهِ الْأَسْمَاء مقَام الظّرْف. وَعِنْدِي: أَنهم يُرِيدُونَ طول طلوعهما، فيحذفون اختصارا واتساعا.

وَقد قَالُوا فيهمَا: الفراقد، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهُمَا فرقداً، قَالَ:

لقد طَال يَا سَوْدَاء مِنْك المواعد ... وَدون الجدي المأمول مِنْك الفراقد

وفراقد: اسْم مَوضِع، قَالَ كثير عزة:

فَعَن لنا بالجزع فَوق الفراقد ... ايادي سبا كالسحل بيضًا سفورها

والقرمد: كل مَا طلي بِهِ كالجص والزعفران.

وثوب مقرمد بالزعفران وَالطّيب، قَالَ النَّابِغَة يصف هُنَا:

رابي المجسة بالعبير مقرمد

والقرمد: الْآجر.

وَقيل: القرمد، والقرميد: حِجَارَة لَهَا خروق يُوقد عَلَيْهَا حَتَّى إِذا نَضِجَتْ يبْنى بهَا.

قَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ رومي تَكَلَّمت بِهِ الْعَرَب قَدِيما.

وَقد قرمد الْبناء.

والقرميد: الأروية.

والقرمود: ذكر الوعول.

والقرمود: ضرب من ثَمَر العضاه.

قرمد الْكتاب: لُغَة فِي قرمطه.

والقردماني: سلَاح معدة، كَانَت الْفرس تدخره فِي خزائنها، أَصله بِالْفَارِسِيَّةِ: " كردماند " مَعْنَاهُ عمل وبقى.

وَيُقَال: ضرب من الدروع.

وَقيل: القردمان: اسْم للحديد وَمَا يعْمل مِنْهُ بِالْفَارِسِيَّةِ.

وَقيل: هُوَ بلد يعْمل فِيهِ الْحَدِيد، عَن السيرافي. والقمدر: الطَّوِيل.

والدرقم: السَّاقِط.

وَقيل: هُوَ من أَسمَاء الرِّجَال، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي.

وقندل الرجل: مَشى فِي استرسال.

والقندل: الطَّوِيل.

والقندل والقنادل: الضخم الرَّأْس من الْإِبِل وَالدَّوَاب، قَالَ:

ترى لَهَا راساً وَأي قندلاَّ

أَرَادَ: " قندلاً " فثقل، كَقَوْلِه:

ببازل وجناء أَو عيهلِّ

وقندل الرجل: ضخم رَأسه، هَكَذَا وَقع فِي كتاب ابْن الْأَعرَابِي، وَأرَاهُ: قندل الْجمل.

والقندويل: كالقندل، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي.

وَقيل: القندويل: الْعَظِيم الهامة من الرِّجَال، عَن كرَاع.

والقندلي: شجر، عَن كرَاع.

والقنديل: مَعْرُوف.

وَمَاء قليدم: كثير.

وَامْرَأَة دلقم: هرمة.

وَهِي من النوق: الَّتِي تَكَسَّرَتْ اسنانها، فَهِيَ تمج المَاء مثل الدلوق، وَاسْتَعْملهُ بَعضهم فِي الْمُذكر فَقَالَ:

أقمر نهام ينزى وفرتج

لَا دلقم الْأَسْنَان بل جلد فتج وَقد تقدم ذَلِك فِي الثلاثي.

وَحجر دملق، ودملوق، ودمالق: شَدِيد الاستدارة، وَقد دملق.

وَقيل: هُوَ الاملس، وَمِنْه حَدِيث ظبْيَان وَذكر ثموداً فَقَالَ: " رماهم الله بالدمالق، واهلكهم بالصواعق " التَّفْسِير الْأَخير لِابْنِ قُتَيْبَة، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وَفرج دمالق: وَاسع عَظِيم، قَالَ جندل ابْن الْمثنى:

جَاءَت بِهِ من فرجهَا الدمالق

وَشَيخ دمالق: اصلع.

قَالَ أَبُو حنيفَة: الدمالق من الكمأة: اصغر من العرجون، واقصر مَا يكون فِي الرَّوْض، وَهُوَ طيب، وقلما يسود، وَهُوَ الَّذِي كَأَن رَأسه مظللة.

وفنداق: صحيفَة الْحساب.

والدقدان، والديقان: أثافي الْقدر.

والقنفد: لُغَة فِي الْقُنْفُذ، حَكَاهَا كرَاع عَن قطرب.

والفندق: الخان، فَارسي، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.

والبندق حمل شجر كالجلوز.

والبندق: الجلوز، واحدته: بندقة.

وبندقة: بطن.

قد

1 قَدَّهُ, aor. ـُ (S, M, O, L, Msb,) inf. n. قَدٌّ; (S, M, A, O, L, Msb, K;) and ↓ قدّدهُ, (M, L,) [but this app. has an intensive signification, or denotes repetition of the action, or its relation to several objects,] inf. n. تَقْدِيدٌ; (L, K;) and ↓ اقتدّهُ, (M, L,) inf. n. اِقْتِدَادٌ; (K;) He cut it in an enlongated form; or lengthwise: (IDrd, M, L, K:) or slit, split, clave, rent, or divided, it, (namely, a thong, &c., S, O, L, and a garment, or piece of cloth, L,) lengthwise: (S, M, A, O, L, Msb, K:) and he cut it off entirely: (M, L, K:) or he cut it, or cut it off, in an absolute sense: (TA:) he cut it, namely, a skin: and he rent it, namely, a garment, or piece of cloth, or the like. (L.) One says, ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَقَدَّهُ بِنِصْفَيْنِ [He smote him with the sword and clave him in halves,] (L, Msb, *) or قَدَّهُ نِصْفَيْنِ. (A.) And قَدَّ القَلَمَ وَقَطَّهُ [He slit the writing-reed, and nibbed it, or cut off its point breadthwise, or crosswise]: (A, TA:) [for] قَطَّهُ is opposed to قَدَّهُ: (S and TA in art. قط:) and both of these verbs occur in a trad. describing 'Alee's different modes of cutting [with the sword] when contracting himself and when stretching himself up. (TA.) b2: And [hence] قَدَّ, (S, M, A, L,) inf. n. قَدٌّ, (M, L, K,) (tropical:) He clave, cut through by journeying, or passed through, the desert, (S, M, A, O, L, K,) and the night. (M, L) b3: and قَدَّ بِهِ الطَّرِيقُ, (so in a copy of the M,) or قَدَّتْهُ الطَّرِيقُ, (so in the L and TA,) aor. and inf. n. as above, (M, L, TA,) i. q. قَطَعَهُ (M) or قَطَعَتْهُ (L, TA) (tropical:) [The road cut him off, app. from his companions, or from the object of his journey: compare قَطَعَ بِهِ and قُطِعَ بِهِ]. b4: And قَدَّ الكَلَامَ, (M, L,) inf. n. as above, (M, L, K,) i. q. قَطَعَهُ (M, L, K *) and شَقَّهُ (M, L) [both of which explanations may here mean, as قَطَعَ الكَلَامَ generally does, (assumed tropical:) He cut short, or broke off, the speech; or ceased from speaking: or both may here mean, as قَطَعَ الكَلَامَ sometimes does, he articulated speech, or the speech: compare this latter rendering with an explanation of شَقَّقَ الكَلَامَ]. b5: [قَدَّهُ also signifies He cut it out, or shaped it, in any manner, whether lengthwise or otherwise; like قَتَّهُ: see this latter, and a verse cited as an ex. of its inf. n.: and see also a saying near the end of the first paragraph of art. فرى. Hence] قُدَّ فُلَانٌ قَدَّ السَّيْفِ [Such a one was shaped with the shaping of the sword] means (tropical:) such a one was made goodly, or beautiful, in respect of التَّقْطِيع [i. e. conformation, or proportion, &c., like as is the sword]. (S, O, L, TA.) [See also قَدٌّ, below.] b6: And قُدّ means also (assumed tropical:) He suffered a pain [app. what may be termed a cutting pain] in the belly, called قُدَاد. (M, L, K.) 2 قَدَّّ see 1, first sentence. b2: [Hence,] قدّد, (as implied in the L,) or قدّد اللَّحْمَ, (A, O, *) inf. n. تَقْدِيدٌ, (O, L,) He made قَدِيد [i. e. he cut flesh-meat into strips, or oblong pieces, and spread them in the sun, or salted them and spread them in the sun, to dry]. (L.) A2: قدّد عَلَيهِ, said of a garment, It fitted him, or suited him, in size and length. (L, from a trad.) 4 اقدّ عَلَيْهِ, said of food, (assumed tropical:) It occasioned him a pain in the belly, termed قُدَاد. (IKtt, TA.) 5 تَقَدَّّ see 7. b2: تقدّد said of a garment, or piece of cloth, It was, or became, much slit or rent. or ragged, or tattered, (O, K, TA,) and old and worn out. (TA.) b3: And, said of flesh-meat, quasi-pass. of 2, [i. e. It was, or became, cut into strips, or oblong pieces, and spread in the sun, or salted and spread in the sun, and so dried.]. (O.) b4: And, said of a company of men (قَوْمٌ), It became separated (S, M, O, L, K) into قِدَد [or parties, &c., pl. of قِدَّةٌ, q. v.]. (M, L.) b5: Also, said of a thing, (TA,) [perhaps from the same v. said of flesh-meat,] It was, or became, dry; or it dried, or dried up. (K, TA.) b6: And تقدّدت said of a she-camel, She became somewhat lean (O, K) after having been fat: (O:) or she became fat, (TA,) or began to become fat, after having been lean. (K, TA.) 7 انقدّ, (S, M, A, O, L, Msb, K,) and ↓ تقدّد, (M, L, K,) [but the latter app. has an intensive signification, or is said of a number of things,] the former said of a skin, and of a garment, or piece of cloth, (A,) not said of aught except some such thing as a bag for travelling-provisions and for goods or utensils &c., and such as clothing, (O,) It became cut in an elongated form; or lengthwise: (L, K:) or became slit, split, cloven, rent, or divided, lengthwise: (S, M, A, O, L, Msb, K:) or became cut off entirely: (M, L, K:) or became cut, or cut off. (TA.) 8 إِقْتَدَ3َ see 1, first sentence. b2: اقتدّ الأُمُورَ means (tropical:) He considered the affairs, forcasting their issues, or results, and discriminated them: (S, O, K:) or he devised the affairs, and considered what would be their issues, or results. (M.) 10 استقدّ (tropical:) It contained, or continued in one manner, or state. (Ibn-'Abbád, A, O, K,) لَهُ to him. (A.) And (assumed tropical:) It (an affair, TA) was, or became, uniform, or even in its tenour. (Ibn-'Abbád, O, K, TA.) And استقدّت الإِبِلُ (assumed tropical:) The camels went on undeviatingly, in one course, way, or manner: (O, K:) so says AA. (O.) قَدْ is a noun and a particle: (S, O, Mughnee, K:) and as a noun it is used in two ways. (Mughnee, K.) b2: (I) It is a noun syn. with حَسْبُ; (S, O, Mughnee, K;) generally used indeclinably; (Mughnee, K;) thus accord. to the Basrees; with the د quiescent; (TA;) because resembling قَدْ the particle in respect of the letters composing it, and many other particles in respect of its form, (Mughnee, TA,) such as عَنْ and بَلْ &c.: (TA:) one says, قَدْ زَيْدٍ دِرْهَمٌ [The sufficiency of Zeyd (i. e. what is sufficient for Zeyd) is a dirhem], (Mughnee, K,) with the د quiescent; (Mughnee, * K, * TA;) and قَدِى (S, O) and قَدْنِى (S, O, Mughnee) [both] meaning حَسْبِى [My sufficiency (i. e. what is sufficient for me)]; (S, O;) the ن in قَدْنِى being inserted in order to preserve the quiescence [of the final letter of the noun] because this is the original characteristic of what they make indeclinable; (Mughnee;) but the insertion of the ن in this case is anomalous, for it is [by rule] only added in verbs, by way of precaution, [to prevent the confusion of the pronominal affix of the verb and that of the noun,] as in ضَرَبَنِى: (S, O:) [see, however, in the next sentence, an explanation of قَدْنِى accord. to which the ن is inserted regularly:] accord. to Yaakoob, using قَدْ in the sense of حَسْبُ, one says, مَا لَكَ عِنْدِى إِلَّا هٰذَا فَقَدْ i. e. فَقَطْ [There is nothing for thee with me, or nothing due to thee in my possession, except this, and it is a thing sufficient, or it is enough, فَقَطْ being held to signify properly فَحَسْبُ, but it is commonly used as meaning and no more]; and he asserts it [i. e. قَدْ] to be a substitute [for قَطْ]: (M:) and it is also used declinably; (Mughnee, K;) thus accord. to the Koofees; (TA;) but this is rare: (Mughnee:) one says قَدُ زَيْدٍ, making it marfooa, (Mughnee, K,) like as one says حَسْبُهُ; and قَدِى without ن [as mentioned above,] like as one says حَسْبِى. (Mughnee.) b3: (2) It is also a verbal noun, syn. with يَكْفِى: one says, قَدْ زَيْدًا دِرْهَمٌ [A dirhem suffices, or will suffice, Zeyd], and قَدْنِى دِرْهَمٌ [A dirhem suffices, or will suffice, me]; (Mughnee, K;) like as one says يَكْفِى زَيْدًا دِرْهَمٌ, and يَكْفِيْنِى دِرْهَمٌ. (Mughnee, K. *) A2: As a particle, it is used peculiarly with a verb, (Mughnee, K,) [i. e.] as such it is not preposed to anything except a verb, (S, O,) either a pret. or an aor. , (TA,) from which it is not separated unless by an oath, (Mughnee,) such as is perfectly inflected, enunciative, (Mughnee, K,) not an imperative, (TA,) affirmative, and free from anything that would render it mejzoom or man-soob, and from what is termed حَرْف تَنْفِيس [i. e.

سَوْفُ and its variants]: and it has six meanings. (Mughnee, K.) b2: (1) It denotes expectation: (M, Mughnee, K:) and when it is with an aor. , this is evident; (Mughnee;) one says قَدْ يَقْدَمُ الغَائِبُ, (Mughnee, K,) meaning It is expected that the absent will come: (TA:) and most affirm that it is thus used with a pret.: (Mughnee:) accord. to some, (M,) it is used in reply to the saying لَمَّا يَفْعَلْ [i. e. “ He has not yet done ” such a thing, which implies expectation that he would do it]; (S, M, O;) the reply being, قَدْفَعَلَ [Already he has done the thing]: (M:) and Kh asserts that it is used in reply to persons expecting information; (S, M, * O, Mughnee;) [for to such] you say, قَدْ مَاتَ فَلَانٌ [Already such a one has died]; but if one inform him who does not expect it, he does not say thus, but he says [merely] مَاتَ فُلَانٌ: (S, O:) thus some say قَدْ رَكِبَ الأَمِيرُ [Already the commander has mounted his horse] to him who expects his mounting: some, however, disallow that قَدْ is used to denote expectation with the pret. because the pret. denotes what is already past; and hence it appears that those who affirm it to be so used mean that the pret. denotes what was expected before the information: (Mughnee: [in which it is added, with some other observations, that, in the opinion of its author, it does not denote expectation even with the aor. ; because the saying يَقْدَمُ الغَئِبُ denotes expectation without قَدْ:]) MF says, What we have been orally taught by the sheykhs in ElAndalus is this, that it is a particle denoting the affirmation of truth, or certainty, when it occurs before a pret., and a particle denoting expectation when it occurs before a future. (TA.) b3: (2) It denotes the nearness of the past to the present: (O, Mughnee, K:) so in the saying قَدْ قَامَ زَيْدٌ [Zeyd has just, or just now, stood; a meaning often intended by saying merely, has stood]; (Mughnee, K;) for this phrase without قد may mean the near past and the remote past; (Mughnee;) and so in the saying of the muëdhdhin, قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ [The time of the rising to prayer has just come, or simply has come]: (O:) [and, when thus used, it is often immediately preceded by the pret. or aor. of the verb كَانَ; thus you say, كَانَ قَدْ ذَهَبَ He had just, or simply had, gone away; and يَكُونُ قَدْ ذَهَبَ He will, or shall, have just, or simply have gone away:] and accord. to the Basrees, except Akh, it must be either expressed or understood immediately before a pret. used as a denotative of state; as in [the saying in the Kur ii. 247,] وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلُ فِى سَبِيلِ اللّٰهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا [And what reason have we that we should not fight in the cause of God when we have been expelled from our abodes and our children?]; and in [the saying in the Kur iv. 92,] أَوْ جَاؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أنْ يُقَاتِلُوكَمْ [Or who come to you, their bosoms being contracted so that they are incapable of fighting you, or their bosoms shrinking from fighting you]; but the Koofees and Akh says that this is not required, because of the frequent occurrence of the pret. as a denotative of state without قَدْ, and [because] the primary rule is that there should be no meaning, or making, anything to be understood, more especially in the case of that which is in frequent use: (Mughnee:) Sb [however] does not allow the use of the pret. as a denotative of state without قَدْ; and he makes حصرت صدورهم to be an imprecation [meaning may their bosoms become contracted]: (S in art. حصر; in which art. in the present work see more on this subject:) and the inceptive لَ is prefixed to it like of the saying, إِنَّ زَيْدًا لَقَدْ قَامَ [Verily Zeyd has just stood, or has stood]; because the primary rule is that it is to be prefixed to the noun, and it is prefixed to the aor. because it resembles the noun, and when the pret. denotes a time near to the present it resembles the aor. and therefore it is allowable to prefix it thereto. (Mughnee.) [See also the two sentences next after what is mentioned below as the sixth meaning.] b4: (3) It denotes rareness, or paucity; (Mughnee, K;) either of the act signified by the verb, (Mughnee,) as in [the saying], قَدْ يَصْدُقُ الكَذُوبُ [In some few instances the habitual liar speaks truth]; (Mughnee, K;) or of what is dependent upon that act, as in [the saying in the Kur xxiv. last verse,] قَدْ يَعْلَمُ مَا

أَنْتُمْ عَلَيْهِ [as though] meaning أَنَّ مَا هُمْ عَلَيْهِ هُوَ

أَقَلُّ مَعْلُومَاتِهِ [so that it should be rendered At least He knoweth that state of conduct and mind to which ye are conforming yourselves]: but some assert that in these exs. and the like thereof it denotes the affirmation of truth, or certainty; [as will be shown hereafter;] and that the denoting of rareness, or paucity, in the former ex. is not inferred from قَدْ, but from the saying الكَذُوبُ يَصْدُقٌ. (Mughnee.) b5: (4) It denotes frequency; (Mughnee, K;) [i. e.] sometimes (S, O) it is used as syn. with رُبَّمَا [as denoting frequency, as well as with رُبَّمَا in the contr. sense, mentioned in the next preceding sentence]: (S, M, O:) thus in the saying (S, M, O, Mughnee, K) of the Hudhalee, (M, Mughnee,) or 'Abeed Ibn-El-Abras, (IB, TA,) قَدْ أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرًّا أَنَامِلُهُ [Often I leave the antagonist having his fingers' ends become yellow]. (S, M, O, Mughnee, K.) b6: (5) It denotes the affirmation of truth, or certainty: thus in [the saying in the Kur xci. 9,] قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا [Verily, or certainly, or indeed, or really, he prospereth, or will prosper, who purifieth it; (namely, his soul;) each pret. here occupying the place of a mejzoom aor. ]: (Mughnee, K:) and thus accord. to some in [the saying in the Kur xxiv. last verse, of which another explanation has been given above,] قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ [Verily, or certainly, &c., He knoweth that state of conduct and mind to which ye are conforming yourselves]. (Mughnee.) b7: (6) It denotes negation, (Mughnee, K,) accord. to ISd, (Mughnee,) occupying the place of مَا, (M,) in the saying, قَدْ كُنْتَ فِى خَيْرٍ فَتَعْرِفَهُ, (M, Mughnee, K,) with تعرف mansoob, [as though meaning Thou wast not in prosperity, that thou shouldst know it,] (Mughnee, K,) heard from one of the chaste in speech: (M:) but this is strange. (Mughnee.) b8: [When it is used to denote the nearness of the past to the present, as appears to be indicated by the context in the O,] قَدْ may be separated from the verb by an oath; as in قَدْ وَاللّٰهِ أَحْسَنْتَ [Thou hast, by God, done well] and قَدْ لَعَمْرِى بِتُّ سَاهِرًا [I have, by my life, or by my religion, passed the night sleepless]. (O, Mughnee. [In the latter, this and what here next follows are mentioned before the explanations of the meanings of the particle; probably because the meaning in these cases can hardly be mistaken.]) And the verb may be suppressed after it, (M, * O, Mughnee,) when its meaning is apprehended, (O,) or because of an indication; (Mughnee;) as in the saying of En-Nábighah (M, O, Mughnee) Edh-Dhubyánee, (O,) أَفِدَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وَكَأَنْ قَدِ [The time of departure has drawn near, though the camels that we ride have not left with our utensils and apparatus for travelling, but it is as though they had (left)]; meaning كَأَنْ قَدْ زَالَتْ. (M, O, Mughnee.) b9: If you make قَدْ an اِسْم [i. e. a subst. or a proper name], you characterize it by teshdeed: therefore you say, كَتَبْتُ قَدًّا حَسَنَةً [I wrote a beautiful قد]; and so you do in the case of كَىْ and هُوَ and لَوْ; because these words have no indication of what is deficient in them [supposing them to be originally of three radical letters], therefore it is requisite to add to the last letter of each what is of the same kind as it, and this is incorporated into it: but not in the case of ا; for in this case you add ء; thus if you name a man لَا, or مَا, and then add at the end of it ا, you make it ء; for you make the second ا movent, and ا when movent becomes ء: (S, O:) so says J, [and Sgh has followed him in the O,] and such is the opinion of Akh and of a number of the grammarians of El-Basrah [and of El-Koofeh (MF)], and F has quoted this passage in the B and left it uncontradicted: but IB says, (TA,) [and after him F in the K,] this is a mistake: that only is characterized by teshdeed of which the last letter is infirm: you say, for هُوَ, (IB, K,) used as the name of a man, (IB,) هُوٌّ, (IB, K,) and for لَوْ you say لَوٌّ, and for فِى you say فِىٌّ; (IB;) and such is characterized by teshdeed only in order that the word may not be reduced to one letter on account of the quiescence of the infirm letter [which would disappear] with tenween [as it does in دَمٌ and يَدٌ &c.]: (K:) but as to قَدْ, if you use it as a name, you say قَدٌ; (IB, K;) and for مَنْ you say مَنٌ, and for عَنْ you say عَنٌ; (K;) like يَدٌ (IB, K) and دَمٌ &c.: (K:) F, however, [following IB,] is wrong in calling J's statement a mistake; though the rule given by him [and IB] is generally preferred. (MF, TA.) قَدٌّ The skin of a lamb or kid: (M, A, L, Msb, K:) or [only] of a kid: (S, O, L:) or, accord. to IDrd, a small skin, but of what kind he does not say: (M, L:) pl. (of pauc., S) أَقُدٌّ and (of mult., S) قِدَادٌ (ISk, S, M, L, Msb, K) and [of pauc. also] أَقِدَّةٌ, which is extr. (M, L.) Hence the saying, ↓ فُلَانٌ مَا يَعْرِفُ القَدَّ مِنَ القِدِّ Such a one knows not the skin of a lamb, or kid, from the thong. (A.) And hence, (O, K,) it is said in a prov., (S, M, A, O,) مَا يَجْمَلُ قَدَّكَ إِلَى أَدِيمِكَ (S, M, A, O, K) What approximates thy skin of a lamb, or kid, to thy hide [of a full-grown beast]? meaning, accord. to Th, (assumed tropical:) what makes the great to be like the little? (M: [or the little to be like the great?]) or meaning what induces thee to make thy small affair [appear] great? (S:) or what approximates thy small [affair] to thy great? (O, K:) applied to him who transgresses his proper limit; (M, O, K;) and to him who compares the contemptible with the noble. (O, K.) b2: See also قِدٌّ, in two places.

A2: Also (assumed tropical:) The measure, quantity, size, or bulk, (M, L, Msb, K,) of a thing: (M, L:) (tropical:) the conformation, or proportion, syn. تَقْطِيع, (S, M, A, O, L, K,) of a thing, (M, L,) or of a young woman, (A,) or of a man: (K:) (tropical:) the stature, syn. قَامَة, (S, A, O, L, K,) of a man: (K:) (assumed tropical:) his justness of form, or symmetry: (M, L, K:) and (assumed tropical:) his figure, person, or whole body: (M, L:) pl. [of pauc.] أَقُدٌّ (M, L, K) and أَقِدَّةٌ, (K,) which is extr., (TA,) and [of mult.] قُدُودٌ (M, L, K) and قِدَادٌ. (K.) One says, هٰذَا عَلَى قَدِّ ذَاكَ (assumed tropical:) This is equal in measure, quantity, size, or bulk, to that; is like that. (Msb.) And شَىْءٌ حَسَنُ القَدِّ (assumed tropical:) A thing goodly, or beautiful, in respect of conformation, or proportion. (L.) And جَارِيَةٌ حَسَنَةُ القَدِّ (tropical:) A young woman goodly, or beautiful, in respect of stature, and of conformation, or proportion. (A.) And غُلَامٌ حَسَنُ القَدِّ (assumed tropical:) A young man goodly, or beautiful, in respect of justness of form, or symmetry, and in person, or the whole of his body. (M, L.) A3: See, again, قِدٌّ.

A4: By the phrase يَا وَيْلَ قَدٍّ, addressed to Mikdád, in a verse of Jereer, is meant يَا وَيْلَ مِقْدَادٍ [O, woe to thee Mikdád]; the poet restricting himself to some of the letters [of the name]: an instance [more obviously] of a similar kind is سَلَّام used by El-Hoteiäh for سُلَيْمَان. (O.) قُدٌّ A certain marine fish, (O, K,) the eating of which is said to increase [the faculty of] الجِمَاع. (O.) قِدٌّ A thing that is مَقْدُود [i. e. cut in an elongated form, &c.]. (M, L.) b2: [And hence] A thong cut from an untanned skin, (S, M, * A, O, * L, Msb, K,) with which sandals or shoes are sewed, (M, * L, Msb,) and with which a captive is bound; (A;) pl. أَقُدٌّ: (S, O, L:) and [as a coll. gen. n.] thongs, cut from an untanned skin, with which camels' saddles and [the vehicles called]

مَحَامِل are bound: (M, L:) and ↓ قِدَّةٌ [of which the pl. is قِدَدٌ] is a more special term, (S, O, L,) signifying a single thong of this kind. (K.) See an ex. voce قَدٌّ. b3: And (hence, L) A whip; (O, L, K;) as also ↓ قَدٌّ. (K.) Thus in the trad., لَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ وَمَوْضِعُ قِدِّهِ فِى الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا, (O, * L,) or ↓ قَدِّهِ, (K,) i. e. Verily the space that would be occupied by the bow of any one of you, and the place that would be occupied by his whip, in Paradise, are better than the present [sublunary] world and what is in it: or قِدّه may here have the meaning next following. (L.) b4: A sandal; because cut in an elongated form from the skin: (O, L:) or a sandal not stripped of the hair, in order that it may be more pliant. (IAar, O, L.) b5: And A vessel of skin. (S, O, K.) One says, مَا لَهُ قِدٌّ وَلَا قِحْفٌ He has not a vessel of skin nor a vessel of wood: (S, O, M:) or a skin nor a fragment of a drinking-cup or bowl. (M.) b6: شَدِيدُ القِدِّ occurs in a trad. as some relate it, meaning Having a strong bowstring: but accord. to others, it is ↓ شَدِيدُ القَدِّ, meaning strong in pulling the bow. (L.) قِدَّةٌ: see قِدٌّ. b2: Also A piece of a thing. (M, L.) b3: And hence, (M,) A party, division, sect, or distinct body or class, of men, holding some particular tenet, or body of tenets, creed, opinion, or opinions, (S, M, O, L, Msb, K,) accord. to some, (Msb,) of whom each has his own, (S, O, L, K,) or of which each has its own, (Msb,) erroneous opinion: (S, O, L, Msb, K:) pl. قِدَدٌ. (Msb.) Hence, كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا, (S, L, O, K,) in the Kur [lxxii. 11], (L, O,) said by the Jinn, (Fr, L,) We were parties, or sects, differing in their erroneous opinions, or in their desires: (Fr, O, L, K:) or separate [sects]; Muslims and not Muslims: (Zj:) or diverse, or discordant, or various, sects; Muslims and unbelievers. (Jel.) And one says, صَارَ القَوْمُ قِدَدًا The people became divided, or different, in their states, or conditions, and their desires, or erroneous opinions. (L.) قَدَادٌ The hedge-hog: b2: and The jerboa. (O, K.) قُدَادٌ A pain [app. what may be termed a cutting pain] in the belly. (S, M, O, L, K.) حَبَنًا وَقُدَادًا is a form of imprecation, meaning [May God inflict upon thee] dropsy, and a pain in the belly. (L.) قَدِيدٌ, (S, M, O, L, K,) or لَحْمٌ قَدِيدٌ, (Msb,) Flesh-meat cut into strips, or oblong pieces: (M, L, K:) or cut, (M,) or cut into oblong pieces, and spread, or spread in the sun, to dry: (M, L, K:) or salted, and dried in the sun: (L:) i. q. لَحْمٌ مُقَدَّدٌ: (S, O, L:) قَدِيدٌ is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ. (L.) b2: ثَوْبٌ قَدِيدٌ A garment, or piece of cloth, [slit, or rent, and] old and worn out. (S, O, L, K.) قُدَيْدٌ A small مِسْح [or garment of thick, or coarse, hair-cloth], (M, * K, * TA,) such as is worn by persons of low condition. (TA.) قَدِيدِيُّونَ, (IAth, O, K, TA,) thus accord. as a trad., in which it occurs is related, (IAth, TA,) not to be pronounced with damm, (K,) or, as some say, it is [قُدَيْدِيُّونَ, i. e.] with damm to the ق and fet-h to the [first] د, (IAth, TA,) and thus in the handwriting of Z in the “ Fáïk,” (O,) [and thus I find it in a copy of the A,] The followers of an army, consisting of handicraftsmen, (A, IAth, O, K, TA,) such as the repairer of cracked wooden bowls, and the farrier, (O, K, TA,) and the blacksmith: (O, TA:) of the dial. of the people of Syria: as though they were called by the former appellation because of the tattered state of their clothing; (O;) or by the latter as though, by reason of their low condition, they wore the small مِسْح called قُدَيْد; or from التَّقَدُّدُ, because they disperse themselves in the provinces on account of need, and because of the tattered state of their clothing; and the diminutive form denotes mean estimation of their condition: (IAth, TA:) a man (IAth, O, TA) of them (O) is reviled by its being said to him يَا قَدِيدىُّ (IAth, O, TA) and يا قُدَيْدِىُّ: (IAth, TA:) and it is commonly used in the language of the Persians also. (O.) قَيْدُودٌ A she-camel long in the back: (O, K:) but this is said to be derived from القَوْدُ, like الكَيْنُونَةُ from الكَوْنُ: (L:) [see art. قود:] pl. قَيَادِيدُ. (K. [In the O the pl. is written قَنَادِيدُ.]) مَقَدٌّ (tropical:) A road: (A, K, TA:) because it is cut: so in the phrase مَفَازَةٌ مُسْتَقِيمَةُ المَقَدِّ (tropical:) [A desert, or waterless desert, whereof the road is straight, or direct]. (A, TA.) b2: (assumed tropical:) The rima vulvæ of a woman. (M, L.) b3: (assumed tropical:) The part of the back of the neck that is between the ears. (K, L.) [A dial. var. of, or a mistake for, مَقَذٌّ.]) b4: And i. q. قَاعٌ, i. e. (assumed tropical:) An even, or a plain, place. (S, M, O, L.) مِقَدٌّ, like مِدَقٌّ [in measure], (K, [in a copy of the M, erroneously, مَقَدّ,]) or ↓ مِقَدَّةٌ, (L,) The iron instrument with which skin is cut (يُقَدُّ). (L, * K, * TA.) مِقَدَّةٌ: see the next preceding paragraph.

مَقَدِّىٌّ Wine of El-Makadd, a town of the region of the Jordan, (K,) or, as is said in the Marásid and the Moajam, near Adhri'át, in the Howrán; (TA;) wrongly said by J to be without teshdeed to the د, for the wine called مَقَدَىٌّ is different from that called مَقَدِّىٌّ: (K:) or it is wine boiled until it is reduced to half its original quantity; likened to a thing that is divided (قُدَّ) in halves; so accord. to Rejá Ibn-Selemeh, and in the Nh and Ghareebeyn; and sometimes it is pronounced without teshdeed to the د. (TA.)

عصو

عصو


عَصَا(n. ac. عَصْو)
a. Struck, beat.
(عصو) : العَصْيُ: العِصْيانُ (أَلف) : وقال الفَرِّاءُ: يُقال - في جَمْعِ الأَلْفِ - آلُفٌ، وأَنْشَدَ في ذلك: كانوا ثلاثَةَ آلُفٍ وكَئِيبَةٌ. أَلْفانِ أَعْجَمُ من بَنِي القًدّامِ.
عصو عَصَوْتُ بالعَصَا وعَصِيْتُ بالسَّيْف: إِذا ضَرَبْتَ بهما، وقد قيل: عَصَوْتُ بالسَّيْف واعْتَصيْتُ أيضاً. ومَرَّ يَعْتَصِي على العَصَا: أي يَتَوكَّأُ عليها. ويُقال للرّاعي إِذا كانَ قَليلَ الضَّرْب للماشيَة: " هو ضَعيف العَصَا " وفي خَلافِه: هو صُلْبُ العَصَا. وكذلك يُقال للرَّفِيْقِ الحَسَنِ السِّيَاسةِ: هو لَيِّنُ العَصَا. فأمّا قَوْلُهم: شَقَّ عَصَا المُسْلِمِيْن، فأصْلُ العَصَا: الاجْتِماعُ والائْتِلافُ. والعَصَا: اللِّسَانُ. والخِمَارُ، من قَوْلِهم: فألْقَتْ عَصَاها، وقيل أيضاً: هو المَثَلُ المَضْرُوْبُ لإِقامَةِ المُسَافِرِ، وذاكَ أنَّها وَجَدَتْ زَوْجاً وافَقَها فأقامتْ عليه.
ويُقال: للصَّغِيْرِ الرَّأْسِ: رَأْسُ العَصَا، لَقَبٌ يُذَمُّ به. والنَّاسُ عَبِيْدُ العَصَا: أي يُضْرَبُونَ بها.
وتُجْمَعُ العَصَا: على العَصَوَاتِ والعِصِيِّ والأعْصِي. وقَشَرْتُ له العَصَا: أي أبْدَيْتُ له ما في نَفْسي. وتَعَصَّتِ النَّاقَةُ: بمعنى اعْتاصَتْ، وكأنَّه مَقْلُوبٌ من تَعَوَّصَ.
عصو
عَصًا [مفرد]: ج عصوات وعُصيّ وعِصِىّ، مث عَصَوان: عُود، قطعة من خشبٍ وغيره تُحمَل باليد يُتَوكَّأ عليها وتُستعمل لأغراض كثيرة كالضَّرب، ورعي الغنم (مؤنّث) "عَصَا الشيخ- ساق الرّاعي غنمَه بالعَصَا- ليسَ في العَصَا سَيْر [مثل]: يُضرب لمن لا يقدَر على ما يريد- {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} " ° ألقى عصا التَّرحال: توقّف عن السَّفر وأقام- إنّ العَصَا من العُصيَّة: وصف للأمر الصَّغير يتولَّد منه الأمر الكبير- النَّاس عبيد العَصَا: يهابون من آذاهم- راعٍ شديد العصا: عنيف- راعٍ ضعيف العصا: رفيق ليِّن حسن السِّياسة- رفَع عصاه: سافر، سار، رحل- شقَّ العَصَا: تمرَّد،
 وخالف جماعةَ الإسلام وفارقهم- شقَّ عَصَا الطَّاعة: خالف وعصى وتمرَّد- عصا موسى عليه السَّلام: إحدى معجزات نبيّ الله موسى حيث قُلبت حيَّة عظيمة، وضرب بها الحجر فانفجر عيونا من الماء وضرب بها البحر فانفلق، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم- على طرْفِ العَصَا: قريب، حاضر/ سهْل التناول- فعل كذا بعصًا سحريَّة: بطريقة مدهشةٍ غيرمتوقَّعة، بدون عناء- قرَع له العصا: نبَّهه، فطّنه- قشرتُ له العَصَا: أبديت له ما في ضميري- لا تدخل بين العَصَا ولحائها: لا تُفسد بين المتصافين- لا ترفع عصاك عن أهلك: لا تخلهم من التَّأديب- لا يضع العَصَا عن عاتقه: كثير الأسفار، شديد التَّأديب لأهله- لوت الأيامُ كفَّه على العصا: هرم وكبر- ليِّنُ العَصَا: رفيق السياسة، رقيقٌ لطيفٌ طائعٌ- هو بين العَصَا ولحائها: موافق لصاحبه لا يخالفه. 
عصو: اعتصى= اجتمع. هذا إذا كان السيد فليشر مصيباً في اضافته على المقري (1: 339) وفي طبعة بولاق اعتصت أيضاً.
عصَّا: يقال مجازا: تفرقت عصاهم شِقفاً أي تفرقوا واختلفوا. (الكامل ص445).
ويقال مجازاً: خلع عصا فلان أي خرج عن طاعته (الكامل ص465).
اكل عصا: انظر مادة أكل.
عصا: عصا الراعي، وهي العود التي يحملها الراعي. ومنها أطلقت على قطيع من الغنم عدده اربعمائة رأس. (دوماس صحاي 257).
عصى الرُمح: خشبة الرمح. ففي ابن البيطار (1: 127) في كلامه عن البردي: ورقه وسوقه .. في غلظ عصا الرمح الصغير. واقرأ كذلك: عصا الرمح وفقاً لما جاء في مخطوطتنا عند (ابن العوام 1: 466، والادريسي ص62) ويقال عصا فقط اختصارا وهو الرمح. وفي اللغة الفالنسية aaca ( مباحث الملحق ص12 رقم 2) وفي المعجم اللاتيني- العربي: asta وانظرها في مادة مدّس.
عصا: نصاب، يد، مقبض. (همبرت ص197، محيط المحيط).
عصا: قنّة، كف العروس، كلخ، سكبينج (نبات) وفي المعجم اللاتيني = العربي: ferula عصى وكلخة.
العصا: الاصطرلاب الخطي لناصر الدين. (سديلو ص36، ابن خلكان 9: 24، (95).
عصا الصيَّاح: نجم من مجموعة البقار أو راعي الشاء. وتمثل صيادا بيده اليسرى دبوس وبيده اليمنى ممسك ربط كلبيه يطارد بهما الدب الأكبر حول القطب، (ألف استرون، القزويني (1: 32).
عصا هرمس: يطلق في الأندلس على نبات. اسمه العلمي: Mercurialis Annua ( ابن البيطار 1: 318: 373).
عَصَاة: (واللغويون ينكرونها، غير أنها لفظة قديمة جدا، انظر لين في مادة عصا)، عصا يحملها الراعي (فوك).
عَصَاة: رمح (فوك). وفي المثل: من أوَّل رغزواته انكسرت عصاته، أي انكسر رمحه في أوّل غزواته. ومعناها: خاب في أول عمل. (ألف ليلة 1: 41).
عُصَيَّة: حربة، مزراق (المعجم اللاتيني- العربي).
عصاوة: طغيان، استبداد. (باين سميث 1513).
عَصَايَة: عصا، قضيب. (بوشر).
عَصَايَة: يد البلطة، مقبض البلطة (بوشر).
عَصَّاء: صانع الرماح (الكالا).
باب العين والصاد و (واي) معهما ع ص و، ع ص ي، ع وص، ع ي ص، ص ع و، ص وع، وص ع، مستعملات

عصو، عصي: العصا: جماعة الإسلام، فمن خالفهم فقد شقّ عصا المسلمين. [والعصا: العود، أنثى] عصا وعَصَوان وعِصِيّ. وعَصِيَ بالسّيف: أخذه أخذ العصا، أو ضرب به ضربه بالعصا. وعصا يعصو لغة. قال :

وإنَّ المشرفيةَ قد عَلِمْتُمْ ... إذا يَعْصَى بها النَّفرُ الكرامُ

والعصا: عرقوة الدّلو، والإثنان عَصَوانِ، قال :

فجاءتْ بنَسْجِ العنكَبُوتِ كأنّما ... على عصويها سابري مشبرق

وإذا انتهى المسافرُ إلى عُشْبٍ، وأزمع المُقامَ قيل: ألقى عصاه، قال :

فألقَتْ عصاها واستقرّت بها النَّوَى ... كما قرّ عيناً بالإياب المسافر وذهب هذا البيت مَثَلاً لكلّ من وافقه شيء فأقام عليه، وكانت هذه امرأة كلّما تزَّوجتْ فارقَتْ زَوْجَها، ثم أقامتْ على زوجٍ. وكانتْ علامةُ إبائها أنَّها لا تكشِفُ عن رأسها، فلمّا رضيت بالزّوْجِ الأخير، ألقتْ عصاها، أي: خمارها. وتقول: عَصَى يَعْصي عِصياناً ومَعْصية. والعاصي: اسم الفصيل خاصّة إذا عصى أمّه في اتّباعها.

عوص، عيص: العَوَص: مصدر الأَعْوص والعَويص. اعتاص هذا الشيء إذا لم يُمكِنْ. وكلام عَويصٌ، وكلمةٌ عَوْصاءُ. قال الرّاجز :

يا أيها السائل عن عَوْصائها

وتقول: أَعْوَصْتُ في المنطق، وأَعْوَصْتُ بالخَصْمِ إذا أدخلت في الأمرِ ما لا يُفْطَنُ له، قال لبيد :

فلقد أُعْوِصُ بالخَصْمِ وقد ... أملأُ الجَفْنَةَ من شَحْمِ القُلَلْ

واعتاصتِ النّاقةُ: ضَربَها الفَحْلُ فلم تحمِلْ من غَير علّة. والمَعِيص، كما تقول: المَنْبِت: اسمُ رجلٍ. قال :

حتّى أنالَ عُصَيَّةَ بن مَعِيصِ

والعِيصُ: مَنْبِتُ خِيار الشَّجَرِ. قال :

فما شجرات عيصك في قريش ... بعشات الفروع ولا ضواحي وأعياص قريش: كرامُهم يتناسبون إلى عِيص، وعيص في آبائهم عيص بن إسحاق، ويقال: عيصاً. وقيل: العِيصُ: السِّدْرُ الملتفّ.

صعو: الصَّعو: صِغارُ العصافير، والأنثى: صَعْوة، وهو أحمر الرأس والجميع: الصِّعاء. ويقال: صَعْوةٌ واحدة وصَعْوٌ كثير، ويقال: بل الصَّعْو والوَصْع واحدٌ، مثل: جَذَبَ وجَبَذَ.

صوع: الصّواع: إناء يُشْرَبُ فيه. وإذا هيّأَتِ المرأةُ موضِعاً لنَدْفِ القطن قيل: صوَّعَتْ موضِعاً، واسم الموضع: الصّاعة. والكَمِيُّ يَصُوعُ أقرانَه إذا حازهم من نواحيهم. والرّاعي يَصوعُ الإبلَ كذلك. وانصاع القوم فذهبوا سراعاً وهو من بنات الواو، وجعله رؤبة من بنات الياء حيث يقول :

فظلّ يكسوها الغُبارَ الأصْيَعَا

ولو ردّ إلى الواو لقال: أَصْوَعا. وتَصَوَّعَ النّباتُ إذا صار هَيْجاً. والتّصوّعُ: تَقَبُّضُ الشَّعر. والصّاعُ: مِكيالٌ يأخذ أربعةَ أمدادٍ، وهي من بنات الواو.

وصع: الوَصْعُ والوَصَعُ: من صغار العصافير خاصّة، والجمع: وِصْعانٌ،

وفي الحديث: إن العرش على مَنْكِبِ إسرافيل، وإنّه ليتواضع لله حتّى يصيرَ مثل الوَصَعِ .

والوَصِيعُ: صوت العصفور. 
الْعين وَالصَّاد وَالْوَاو

العَصا: الْعود، أُنْثَى، وَفِي التَّنْزِيل (هِيَ عَصايَ أتَوَكَّأُ عَلَيها) وَفُلَان صلب العَصا وصَليب العَصا إِذا كَانَ يعنف بِالْإِبِلِ فيضربها بالعصا وَقَوله:

فَأشْهَدُ لَا آتِيكِ مَا دامَ تَنْضُبٌ ... بأرْضِكِ أوْ صُلْبُ العَصا من رِجالكِ

أَي صَلِيبُ العَصا. وَالْجمع أعْصٍ وأعصَاءٌ وعِصِىّ وعُصِيّ، وَأنكر سِيبَوَيْهٍ أعْصَاء، قَالَ: جعلُوا أعْصِيا بَدَلا مِنْهُ.

وعَصَاه بالعَصا: ضربه.

وعَصا بهَا: أَخذهَا.

وعَصِيَ بِسَيْفِهِ وعَصا بِهِ يَعْصُو عَصاً: أَخذه أَخذ العَصَا أَو ضرب بِهِ ضربه بهَا، قَالَ جرير:

تَصِفُ السُّيُوفَ وغَيركُمْ يَعْصا بِها ... يَا ابْنَ القُيُونِ وذَاك فِعْلُ الصَّيْقَل

وَقَالُوا: عَصَوْتُة بالعَصا وعَصَيْتُه يالسيف والعصا وعَصَيْت بهما عَلَيْهِ عَصاً.

واعْتَصَى الشَّجَرَة: قطع مِنْهَا عَصاً، قَالَ جرير:

وَلَا نَعْتَصِي الأرْطَى ولكِنْ سُيُوفُنا ... حِدارُ النَّوَاحِي لَا يُبِلُّ سَليمُها

وعاصَانِي فَعَصَوتُه أعصوه، عَن اللحياني لم يزدْ على ذَلِك وَأرَاهُ أَرَادَ: خاشنني بهَا أَو عارضنني بهَا فغلبته، وَهَذَا قَلِيل فِي الْجَوَاهِر إِنَّمَا بَابه الأعْراض ككرمته وفخرته، من الْكَرم وَالْفَخْر.

وعَصَّاهُ العَصا: أعطَاهُ إِيَّاهَا قَالَ طريح:

حَلاَّكَ خاتَمهَا ومِنْبرَ مُلْكِها ... وعَصَا الرسُولِ كَرَامةً عَصَّاكَها

وَألقى الْمُسَافِر عَصَاهُ إِذا بلغ مَوْضِعه وَأقَام، لِأَنَّهُ إِذا بلغ ذَلِك ألْقى عَصَاهُ فخيم أَو أَقَامَ قَالَ معقر ابْن حمَار الْبَارِقي يصف امْرَأَة كَانَت لَا تَسْتَقِر على زوج، كلما تزَوجهَا رجل لم تواته وَلم تكشف عَن رَأسهَا وَلم تلق خمارها، وَكَانَ ذَلِك عَلامَة إبائها وَأَنَّهَا لَا تُرِيدُ الزَّوْج، ثمَّ تزَوجهَا رجل فرضيت بِهِ وَأَلْقَتْ خمارها:

فألْقَت عَصَاها واسْتَقَرَّتْ بهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْنا بالإيابِ المُسافِرُ

وَيضْرب هَذَا مثلا لكل من وَافقه شَيْء فَأَقَامَ عَلَيْهِ وَقَالَ آخر:

فألقَتْ عَصَا التَّسْيارِ عَنها وخَيَّمَتْ ... بِأرجَاءِ عَذْبِ الماءِ بِيضٍ مَحَافِرُهْ

وَقيل: ألْقى عَصَاهُ: أثبت أوتاده فِي الأَرْض ثمَّ خيَّم. وَالْجمع كالجمع قَالَ زُهَيْر:

وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّم وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

ويَكْفِيكَ ألاَّ يَرْحَلَ الضَّيْفُ مُغْضَبا ... عَصا العَبدِ والبئرُ الَّتِي لَا تُمِيهُها

يَعْنِي بعَصا العَبْد الْعود الَّذِي تحرّك بِهِ الْملَّة وبالبئر الَّتِي لَا تميهها حُفْرَة الْملَّة. وَأَرَادَ أَن يرحل الضَّيْف مغضبا فَزَاد " لَا " كَقَوْلِه تَعَالَى (مَا منَعَك أنْ لَا تَسْجُدَ) أَي أَن تسْجد.

وأعْصَى الْكَرم: خرجت عيدانه أَو عِصِيُّه وَلم يُثمر.

وَقَوْلهمْ: عبيد العَصَا أَي يُضْربون بهَا قَالَ:

قُولا لِدُودَانَ عَبِيدِ العَصَا ... مَا غَرَّكُمْ بالأسَدِ البَاسِلِ

وَقَالَ ابْن مفرغ:

العَبْدُ يُضْرَبُ بالعَصَا ... والحُرُّ تَكْفِيِه الملامَهْ

وَرجل لين الْعَصَا: رَقِيق حسن السياسة يكنون بذلك عَن قلَّة الضَّرْب بالعصا.

وضَعِيفُ العَصا أَي قَلِيل الضَّرْب لِلْإِبِلِ بالعصا، وَذَلِكَ مِمَّا يحمد بِهِ، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد غَيره قَول الرَّاعِي يصف رَاعيا:

ضَعِيفُ العَصَا بادِي العُرُوقِ تَرَى لَه ... عَلَيْهَا إِذا مَا أجْدَبَ الناسُ إصْبَعا

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَالْعرب تعيب الرعاء بِضَرْب الْإِبِل لِأَن ذَلِك عنف بهَا وَقلة رفق وَأنْشد:

لَا تَضْرِباها واشْهَرَا لَهَا العِصِي

فَرُبَّ بَكْرٍ ذِي هِبابٍ عَجرَفِي

فِيهَا وصَهْباءَ نَسُولٍ بالعَشيِ

يَقُول أخفياها بشهركم العِصِيَّ لَهَا وَلَا تضرباها وَأنْشد:

دَعْها من الضَّرْبِ وبَشِّرْها بِرِي ... ذَاكَ الذّيادُ لَا ذِيادٌ بالعِصِي وعصا السَّاق: عظمها، على التَّشْبِيه بالعَصا، قَالَ ذُو الرمة:

ورِجْلٍ كظِلّ الذّئْبِ ألحَقَ سَدْوَها وَظِيفٌ أمَرَّتْهُ عَصا السَّاقِ أرْوَحُ

والعصا: جمَاعَة الْإِسْلَام.

وشَقَّ العَصا: خَالف الْإِجْمَاع.

وشق العَصَا: فرَّق بَين الْحَيّ قَالَ جرير:

أَلا بَكَرَتْ سَلْمَى فَجَدَّ بُكُورُها ... وشَقَّ العَصا بَعْدَ اجْتِماعِ أميرُها

والعصا: اسْم فرس عَوْف بن الْأَحْوَص، وَقيل: فرس قصير بن سعد اللَّخْمِيّ. وَمن كَلَام قصير: يَا ضُلَّ مَا تجْرِي بِهِ الْعَصَا.

وعُصَيَّةُ: قَبيلَة من سليم.

عصو

1 عَصَاهُ, (K, TA,) aor. ـْ (TA,) inf. n. عَصْوٌ, (TK,) He struck him, or beat him, with the staff or stick or rod (بِالعَصَا): (K, TA:) or عَصَوْتُهُ بِالعَصَا I struck him, or beat him, with the staff &c. (S.) b2: And عَصِىَ بِهَا He took it, i. e. the staff &c.: and عَصِىَ بِسَيْفِهِ he took his sword as one takes the staff: or he struck, or beat, with it as one does with the staff; as also عَصَا, aor. ـُ inf. n. عَصًا: or you say عَصَوْتُ بِالسَّيْفِ and عَصِيتُ بِالعَصَا [in the CK عَصَيْتُ]: or the reverse of this: or each of these verbs followed by بالسيف and بالعصا: (K, TA:) all these phrases are mentioned by the leading lexicologists and by ISd in the M: (TA:) or you say عَصِىَ بِالسَّيْفِ, aor. ـَ inf. n. عَصًا, meaning he struck with the sword. (S.) [See also 5.] b3: عَاصَانِى فَعَصَوْتُهُ: see 3. b4: [See also 2.]

A2: عَصَوْتُ القَوْمَ, (K, TA,) aor. ـْ (TA,) I collected together the people, or party, for good or for evil. (K, TA.) [This seems to be regarded by some as the primary signification; (see عَصًا;) but, I think, without good reason.] b2: And عَصَوْتُ الجُرْحَ, (S, K,) inf. n. عَصْوٌ, I bound the wound. (S, K.) A3: عَصَا, inf. n. عَصْوٌ, also signifies It was, or became, hard: as though for عَسَا; the س being changed into ص. (TA.) A4: And عَصَا, aor. ـْ said of a bird, It flew. (TA.) 2 عصّاهُ العَصَا, inf. n. تَعْصِيَةٌ, He gave him the عصا [or staff, &c.]. (K. [Accord. to Golius, عَصَاهُ; evidently a mistake, for عصّاه is not mentioned by him.]) 3 عَاْصَوَ ↓ عَاصَانِى فَعَصَوْتُهُ He contended with me in striking, or beating, (K, TA,) or, as in the M, he acted roughly towards me, and opposed me, or contended with me, (TA,) with the عَصَا [or staff, &c.], and I overcame him [therein]. (K, TA.) 4 اعصى It (a grape-vine) put forth its عِيدَان (S, K, TA) or عُصِىّ CCC [i. e. rods]. (TA.) 5 تعصّى He struck, or beat, with the عَصَا [or staff, &c.]. (Mgh.) And تعصّى بِالعَصَا He made use of the عصا [or staff, &c.]: and he struck, or beat, with it. (Mgh.) 8 اعتصى عَلَى العَصَا He leaned, or he supported, or stayed, himself, upon the عَصَا [or staff, &c.]. (S, Mgh.) b2: And يَعْتَصِى بِالسَّيْفِ He makes use of the sword as a staff. (S, and TA in this art. and in art. عصى.) b3: And اعتصى الشَّجَرَةَ He cut a staff, or stick, or rod, (عَصًا,) from the tree. (K.) عَصًا i. q. عُودٌ [as meaning A staff, or stick, or rod]: (K:) originally عَصَوٌ, and accordingly its dual is as below: said to be thus called because the fingers and hand are put together upon it [to grasp it], from the saying عَصَوْتُ القَوْمَ “ I collected together the people, or party; ” as related by As from some one or more of the Basrees: (TA:) of the fem. gender: (S, Msb, K:) it is said in a prov., ↓ العَصَا مِنَ العُصَيَّةِ [lit. The staff is from the little staff; the dim. having the affix ة because it is the dim. of a fem. n.]; (S;) [or]

العَصَا in this prov. is the name of a mare of Jedheemeh [mentioned voce ضُلٌّ], and العُصَيَّة is that of her dam; meaning that part of the thing, or affair, is from part; (S, K, TA;) and said when one is likened to his father; or meaning that the big thing is in its commencement small: (TA: [see also Freytag's Arab. Prov. i. 17:]) it is not allowable to say عَصَآء; nor to affix ة: (As, TA:) one says, هٰذِهِ عَصَاىَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا [This is my staff; I support, or stay, myself upon it]: Fr says that the first incorrect speech heard in El-'Irák was the saying, هٰذِهِ عَصَاتِى: (S:) the dual is عَصَوَانِ: (S, Msb:) and the pl. [of mult.] is عُصِىٌّ, (S, Msb, K,) [originally عُصُووٌ,] of the measure فُعُولٌ, (S, Msb,) and عِصِىٌّ, (S, K,) in which the ع is with kesr because of the kesrah following it, and [of pauc.] أَعْصٍ (S, Msb, K) and أَعْصَآءٌ, (K,) or this last is agreeable with analogy, but has not been transmitted, (ISk, Msb,) and is disallowed by Sb, who says that عُصِىٌّ CCC was used in its stead. (TA.) b2: [Hence various sayings, here following. b3: ] أَلْقَى عَصَاهُ [lit. He threw down his staff;] meaning (tropical:) he stayed, (S, Msb, K, TA,) and rested, (Msb,) and ceased from journeys, (S,) having reached his place: (K, TA:) a prov.; (S, TA;) applied to him to whom an affair has become suitable and who has therefore kept to it: (TA:) or he made firm his tent-pegs, and pitched his tent, or stayed; (K, TA;) like him who has returned from his journey. (TA.) And رَفَعَ عَصَاهُ [He took up his staff] means (assumed tropical:) he ceased from staying [in a place at which he had alighted; he departed]. (Har p. 454.) b4: لَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ [Put not thou away thy staff, or stick, from thy family, or thy wife,] denotes [the practice of] discipline. (S. [See art. رفع, p. 1122, col. 3.]) b5: هُمْ عَبِيدُ العَصَا [They are the slaves of the staff] means (assumed tropical:) they are [persons] beaten with the staff. (K, TA.) It is said in the A, النَّاسُ عَبِيدُ العَصَا [Mankind are the slaves of the staff], meaning that they are dreaded by reason of their doing harm [and are therefore to be kept in awe]. (TA.) b6: And مَا هُمْ إِلَّا عَبِيدُ العَصَا [They are none other than the slaves of the staff] is said of persons regarded as low, base, or vile. (TA.) b7: إِنَّهُ لَيِّنُ العَصَا [Verily he is one whose staff is supple] means (tropical:) he is gentle, a good manager of that whereof he has the charge: (S, K: *) accord. to ISd, alluding to the beating little with the عصا. (TA.) And إِنَّهُ ضَعِيفُ العَصَا [Verily he is one whose staff is weak], meaning تِرْعِيَّةٌ [i. e., (assumed tropical:) one who performs well the act of keeping or tending, or of pasturing or feeding, camels]: (S:) or one who beats the camels little (K, TA) with the عَصا: and such is commended. (TA.) And صَلِيبُ العَصَا and صُلْبُهَا [One whose staff is hard], i. e. (assumed tropical:) one who is ungentle with the camels, beating them with the عصا: and such is discommended. (TA.) See an ex. in a verse of Er-Rá'ee cited voce صُلْبٌ. b8: قَرَعَهُ بِعَصَا المَلَامَةِ [He struck him with the staff of censure] means (assumed tropical:) he exceeded the usual bounds in censuring him. (TA.) b9: See also 1 in art. قرع. b10: فُلَانٌ يُصَلِّى عَصَا فُلَانٍ [Such a one straightens the staff of such a one by turning it round over the fire] means (assumed tropical:) such a one manages, orders, or regulates, the affairs of such a one. (TA.) b11: لَا تَدْخُلْ بَيْنَ العَصَا وَلِحَائِهَا [Enter not thou between the staff and its peel] means [(assumed tropical:) intermeddle not thou between two close friends; (see Freytag's Arab. Prov. i. 153;) or] enter not thou into that which does not concern thee. (TA.) and قَشَرْتُ لَهُ العَصَا [I peeled for him the staff] means (assumed tropical:) I discovered to him what was in my mind. (TA.) b12: شَقُّ العَصَا [lit. The splitting of the staff] means (assumed tropical:) the contravening of the collective body [or the community] of El-Islám [i. e. of the Muslims]: (K, TA:) and also (assumed tropical:) the disuniting of the collective body of the tribe: (TA:) or شَقَّ العَصَا means (tropical:) He separated himself from, and he contravened, the collective body [or the community]: (Msb:) and [it is said that] the primary signification of العَصَا is the state of combination and union: (TA:) this is the meaning in the saying, respecting the خَوَارِج [see خارِجِىٌّ], قَدْ شَقُّوا عَصَا المُسْلِمِينَ (assumed tropical:) [They have made a schism in the state of combination and union, or in the communion, of the Muslims]. (S, TA.) [Hence,] their saying إِيَّاكَ وَقَتْلَ العَصَا means (assumed tropical:) Beware thou of slaying or being slain in making a schism in the communion of the Muslims (فِى شَقِّ عَصَا المُسْلِمِينَ). (TA.) and one says, اِنْشَقَّتِ العَصَا (S, TA) [The staff became split], meaning, (assumed tropical:) disagreement, or discord, befell. (TA.) And طَارَتْ عَصَا بَنِى فُلَانٍ شِقَقًا [lit. The staff of the sons of such a one flew in splinters], a prov., meaning (assumed tropical:) the sons of such a one became scattered in various directions. (Meyd.) b13: عَصَا العَبْدِ [The stick of the slave] is the thing with which one stirs the مَلَّة [or hot ashes wherein bread is baked]. (TA.) b14: العَصَا signifies also (tropical:) The bone of the shank; (K, TA;) as being likened to the عصا [properly so called]. (TA.) And [the pl.] العِصِىُّ, (assumed tropical:) The bones that are in the wing. (S.) And [the same, or] العُصِىُّ, (assumed tropical:) Certain stars, having the form of the عَصَا [or rather of عصىّ]. (TA. [But what stars these are, I have not been able to determine.]) b15: Also, (i. e. العَصَا,) The tongue. (K.) [Perhaps as being likened to a staff because used in chiding.] b16: And The woman's [muffler, or headcovering, called] خِمَار. (K.) b17: عَصَا الرَّاعِى [The pastor's rod; and appellation of knot-grass; a species of polygonum, p. aviculare;] the بطباط [i. e. بَطْبَاط, but the former name is the better known]; male, and female, the former of which is the more potent: asserted by Dioscorides to be diuretic, and a remedy for him who suffers suppression of the urine. (Ibn-Seenà, whom we call Avicenna, book ii. p. 229.) عُصَيَّةٌ dim. of عَصًا, q. v.

العَاصِى: see عَاصٍ in art. عصى.
عصو
: (و (} العَصا: العُودُ) ، أَصْلُها من الْوَاو لأنَّ أَصْلَها {عصو، وعَلى هَذَا تَثْنِيَته} عَصَوان، قيلَ: سُمِّيَت بهَا لأنَّ الأصابِعَ واليَدَ تَجْتَمِع عَلَيْهَا؛ مِن قوْلِهم: {عَصَوْتُ القوْمَ} أَعْصُوهُم إِذا جَمَعْتهم؛ رَواهُ الأصْمعي عَن بعضِ البَصْرِيِّين؛ قالَ: وَلَا يجوزُ مَدُّ العَصا وَلَا إدْخال التاءِ مَعهَا.
وقالَ الفرَّاءُ: أَوَّلُ لَحْنٍ سُمِعَ بالعِراقِ هَذِه {عَصاتِي.
(أُنْثَى، ج} أَعْصٍ) ، مِثْلُ زَمَنٍ وأَزْمَنٍ، ( {وأَعْصاءٌ) ، كسَبَبٍ وأَسْبابٍ، (} وعُصِيٌّ) ، كعُتِيَ، (! وعِصِيٌّ) ، بالكسْرِ.
قالَ 
الجوهريُّ: وَهُوَ فُعولٌ، وإِنَّما كُسِرَتِ العَيْن إتْباعاً لمَا بعدَها من الكَسْرةِ.
وَقَالَ سِيْبَوَيْه: جَعَلوا {أَعْصِياً بَدَل} أَعصاءٍ وأَنْكَرَ {أَعْصَاءً.
(} وعَصاهُ) {يَعْصُوه: (ضَرَبَه بهَا) ؛) نقلَهُ الجوهريُّ.
(وعَصِيَ) بهَا، (كرَضِيَ أَخَذَها.
(و) عَصِيَ (بسَيْفِه: أَخَذَه أَخْذَها، أَو ضَرَبَ بِهِ ضربهَا، كعَصا، كدَعا،} عَصاً، أَو عَصَوْتُ بالسَّيْفِ وعَصِيْتُ {بالعَصا، أَو عَكْسُهُ أَو كِلاهُما فِي كِلَيهِما) ، كلُّ ذلكَ أَقْوالٌ لأئِمَّةِ اللُّغَةِ نقَلَها ابنُ سِيدَه فِي المُحْكم؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ:
تَصِفُ السُّيُوفَ وغيرُكُم يَعْصَى بهَا
يابْنَ القُيونِ وذاكَ فِعْلُ الصَّيْقَلِ (} واعْتَصَى الشَّجرَةَ: قَطَعَ مِنْهَا عَصاً.
(و) قوْلُهم: ( {عاصانِي} فعَصَوْتُه) {أَعْصُوهُ: أَي (ضارَبَنِي) ؛) وَفِي المُحْكم: خاشَنَنِي أَو عارَضَنِي؛ (بهَا فغَلَبْتُهُ) ، وَهَذَا قليلٌ فِي الجواهِرِ إنَّما بابُه الإعْراضُ ككَرَمْتُه وفَخَرْتُه من الكَرَمِ والفَخْرِ.
(} وعَصَّاهُ العَصا {تَعْصِيَةً: أَعْطاهُ إيَّاها.
(و) مِن المجازِ: (أَلْقى) المُسافِرُ (} عَصاهُ) :) إِذا (بَلَغَ موضِعَهُ وأَقامَ) ، يُضْرَبُ مَثَلاً لكلِّ مَنْ وافَقَه شيءٌ فأَقامَ عَلَيْهِ.
(أَو) أَلْقَى عَصاهُ: (أَثْبَتَ أَوْتادَهُ ثمَّ خَيَّمَ) تصوراً بحالِ مَنْ عادَ مِن سَفَرِهِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ والراغبُ: فأَلْقَتْ {عَصاها واسْتَقَرَّتْ بهَا النَّوَى
كَمَا قَرَّ عَيْناً بالإيابِ المُسافِرُهو لمُعَقِّرِ بنِ حِمارٍ البارِقي، وقيلَ: عَبْد رَبِّه السّلَمي.
(و) يقالُ: (هُوَ لَيِّنُ العَصا) ، أَي (رَفِيقٌ لَيِّنٌ حَسَنُ السِّياسةِ) لمَا وَلِيَ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لمعْنِ بنِ أَوْسٍ المُزَنِي يذْكُرُ رجُلاً على ماءٍ يَسْقِي إبِلا:
عَلَيْهِ شَرِيبٌ وادِعٌ لَيِّنُ العَصا
يُساجِلُها جُمَّاتِه وتُساجِلُهْوقالَ ابنُ سِيدَه: يكْنُونَ بِهِ عَن قِلَّةِ الضَّرْبِ بالعَصا.
(وضَعِيفُها) ، أَي ضَعِيفُ العَصا، أَي (قليلُ ضَرْبِ الإِبِلِ) بالعَصا وَهُوَ مَحْمُودٌ؛ وصَلِيبُها وصُلْبُها: إِذا كانَ يَعْنُفُ بالإِبِلِ فيَضْرِبُها بالعَصا، وَهَذَا مَذْمُومٌ؛ قالَ:
لَا تَضْرِباها وأشْهِرا لَهَا العَصا أَي أَخْيَفاها بِشَهْرِكُما العَصا.
(} والعَصا: اللِّسانُ.
(و) أَيْضاً: (عَظْمُ السَّاقِ) ، على التَّشْبِيهِ بالعَصا.
(وأَفْراسٌ) ، مِنْهَا: فَرَسُ عَوْفِ بنِ الأحْوَص بنِ جَعْفرٍ، وأَيْضاً القَصِير بنِ سعْدٍ اللّخَميّ، وَمِنْه المَثَلُ: رَكِبَ العَصا قَصِيرٌ؛ وأَيْضاً الشبيبِ بنِ عَمْرِو بنِ كريبٍ الطَّائي؛ وأَيْضاً للأَخْنَس بنِ شهابٍ التَّغْلَبي؛ ولرَجُلٍ من بَني ضبيعَةَ بنِ ربيعَةَ بنِ نزارٍ.
وقالَ أَبو عليَ القالِي فِي المَقْصورِ والمَمْدودِ: ولبَني تَغْلب أَيْضاً فَرَسٌ يقالُ لَهَا العَصا.
(و) العَصا: (جماعَةُ الإسلامِ، و) مِنْهُ (شَقُّ العَصا) وَهُوَ (مُخالَفَةُ جماعَةِ الإِسلامِ) ؛) وأَيْضاً تَفْرِيقُ جماعَةِ الحيِّ.
وَفِي الصِّحاح: يقالُ فِي الخَوارِجِ: قد شَقُّوا عَصا المُسْلِمِين، أَي اجْتِماعَهُم وائتِلافَهُم.
(و) العَصا: (الخِمارُ للمرأَةِ.
( {وعصَوْتُ الجُرْحَ} عَصْواً: (شَدَدْتُهُ،) نقلَهُ الجوهريٌ.
(و) {عَصِوْتُ (القَوْمَ جَمَعْتُهُم على خَيْر أَو شَرِّ؛ وأَصْلُ العَصا الإجْتِماعُ والأئتِلافُ.
(والعَصا: فَرَسٌ لجَذيمةَ) الأَبْرش، وَعَلَيْهَا نَجا قَصِيرٌ وفيهَا ضُرِبَتِ الأْمثالُ، وَلها يقولُ عديُّ بنُ زيْدٍ.
فخبَّرتِ العَصا الأَنْباءَ عَنهُ
وَلم أَرَ مثْلَ فارِسِها هَجِبينا (} والعُصَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: أُمُّها، كانتْ لإيادٍ لاتُجارَي؛ (وَمِنْه الَمثَلُ:) إنَّ العَصا مِن {العُصَيَّة، يقالُ ذِلكَ إِذا شُبِّه بأَبيهِ؛ وقيلَ: (أَي بَعْضُ الأَمْرِ مِن بعضٍ) ؛ وِقيلَ: يرادُبه أنَّ الشيءَ الَجلِيلَ إنَّما يكونُ فِي بَدْئِه صَغِيراً، كَمَا قَالُوا إنَّ القَرْمَ مِن الأَفِيلِ.
(} وأَعَصَى الكرْمُ خَرَجَ) ؛ كَذَا فِي النَّسخِ وَفِي المُحْكم: خَرَجَتْ؛ (عِيدانُهُ) أَو! عِصِيُّه (وَلم يُثْمِرْ) ؛ وَفِي بعضِ الأُصُولِ: أَخْرَجَ عِيدانَهُ. (و) مِن المجازِ: ( {العاصِي العِرْقُ) الَّذِي (لَا يَرْقأَ؛ واوِيٌّ، والجمْعُ} العَواصِي، وأنْشَدَ الجوهريٌّ:
صَرَتْ تَظْرةً لوْ صادَفَتْ جَوْزَ دارِعٍ غَدا {والعَواصِي مِنْ دَمِ الَجوْف تَنْعَرُ (و) العاصِي (: نَهْرُ حَمَاةَ) وحمْصَ، (واسْمُه المِيمَاسُ والمْقُلوبُ.
قُلْت: المِيمَاسُ قَرْيٌ ة بالشَّام.
(لُقِّبَ بِهِ لعِصْيانه، وأَنه لَا يَسْقِي إلاَّ بالنَّواعِيرِ) ، فَهُوَ إِذا يأئيٌّ، وصَوابُ ذِكْرِه فِي الترْكِيبِ الَّذِي يَلِيه.
(} والعُنْصُوةُ، بالضَّمِّ (وتُفْتَحُ عَيْنُها، والعِنْصِيَهُ، بالكسْر: الحُضْلَةُ من الشَّعَرِ؛ وذُكِرَ فِي (ع ن ص) ، وإنَّما أَعادها هُنَا كالجوهريِّ بِنَاء على زِيادَةِ نُونِها، وَفِي عَنَصَ بِنَاء على أصالَتِها، والقَوْلانِ مَشْهورانِ أَوْرَدهُما أَبُو حَيَّان وغيرُهُ.
(وهمُ عبيدُ العَصا: أَي يُضْرَبُونَ بهَا؛ قالَ ابنُ مُفَرِّغ:
العَبْدُ يُضْرَبُ! بالعَصا والُحُّر تكْفِيهِ الَملامَهْوفي الأساسِ: النَّاسُ عبيدُ العَصا، أَي إنَّما يَهابُونَ مَن آذاهُم.
وممَّا يُسْتدرك عَلَيْهِ:
انْشَقَّتِ العَصا: أَي وَقَعَ الأخْتِلافُ؛ قَالَ الشاعرُ:
إِذا كانتِ الهَيْجاءُ وانْشَقَّتِ العَصا فحَسْبُك والَّضحَّاك سَيْفٌ مُهَنَّدُ وقولُهم: لَا تَرْفَعُ {عَصَاكَ عَن أَهْلِكَ يُرادُ بِهِ الأَدَبُ.
ويقالُ: إنَّه لضَعِيفُ العَصا، أَي تِرْعِيَة؛ وأَنْشَدَ الأصْمعي للرَّاعِي:
ضَعيفُ العَصا بادِي العُروقِ لَهُ عَلَيْهَا إِذا مَا أَجْدَبَ الناسُ إِصبَعَا} والعِصِيُّ: العِظامُ الَّتِي فِي الْجنَاح: قَالَ الشاعرُ:
وَفِي حُقّها الأَدْنى {عِصِيُّ القوادِمِ} واعْتَصَى على {عَصاً: تَوَكَّأَ.
واعْتَصَى بالسَّيْفِ جَعَلِهُ عَصاً؛ وَمِنْه} العاصِي بنُ وائِلٍ على قوْلِ المبرِّدِ كَمَا سَيَأْتي.
وقشَرتُ لَهُ العَصا: أَي أَبدَيْتُ لَهُ مَا فِي ضمِيرِي.
وقوْلُهم: إيَّاك وقَتِيلَ العَصا أَي إيَّاكَ أَن تكونَ قاتِلاً أَو مَقْتولاَ فِي شَقِّ عَصا الُمسْلِمِين.
وقَرَعَهُ {بعَصا الَملامَهِ: إِذا بالَغَ فِي عذلِهِ.
وفلانٌ يُصَلِّى} عَصا فلانٍ أَي يُدَبِّرُ أَمْرَه.
وَفِي الْمثل:
إِن العَصا قُرعَتْ لذِي الحلْمِذُكِرَ فِي (ح ت م) .
ويقالُ للقَوْمِ إِذا اسْتُذلُّوا: مَا هم إلاَّ عبيدُ العَصَا.
{وعَصا} عصواً صَلُبَ، كأَنَّه عاَقَبَ بِهِ عَسا فقُلِبَتِ السَّينُ صاداً.
{والعِصِيُّ كَواكبُ كهَيْئةِ العَصا.
وعَصا الطائِرُ} يَعْصُوَ طارَ. وعَصا العَبْدِ الَّذِي تَحُرَّكُ بِهِ الَملَّةُ.
وَلَا تَدْخُلُ بينَ العَصا ولحَائِها أَي فيمَا لَا يَعْنِيك.
وبُرجُ العَصا عَلى شاطِىءِ الفُراتِ بينَ هيت والرجْيَة مَنْسوبٌ إِلَى العَصا، فَرَسُ جذِيمةَ الأْبَرش، قالَهُ نَصْر.

وَهن

(وَهن)
(وَهن) أَصَابَهُ وجع الواهنة
وَهن
: ( {الوَهْنُ: الضَّعْفُ فِي العَمَلِ) والأَمْرِ، وكَذلِكَ فِي العَظْمِ ونحْوِه؛ وقوْلُه تَعَالَى: {حَمَلَتْه أُمُّه} وَهْناً على {وَهْنٍ} أَي ضَعْفاً على ضَعْفٍ، أَي لَزِمَها بحَمْلِها إيَّاه أَنْ تَضْعُفَ مَرَّةً بعْدَ مَرَّةٍ؛ وقيلَ: جَهْداً على جَهْدٍ.
(ويُحَرَّكُ) ؛) قالَ الشَّاعِرُ:
وَمَا إنْ بعَظْمٍ لَهُ مِنْ وَهَنْ (والفِعْلُ كوَعَدَ ووَرِثَ وكَرُمَ) ، أَي ضَعُفَ.
(و) الوَهنُ: (الرَّجُلُ القصيرُ الغليظُ.
(و) أَيْضاً: (نَحْوٌ من نِصْفِ اللَّيْلِ أَو بعدَ ساعةٍ مِنْهُ) ، أَو هُوَ حِين يُدْبِرُ اللّيْلُ، أَو هُوَ ساعَةٌ تمْضِي مِن الليْلِ، (} كالمَوْهِنِ) ، كمُحْسِنٍ. يقالُ: لَقِيْتُه {مَوْهِناً أَي بعْدَ} وَهْنٍ.
( {ووَهَنَ) الرَّجُلُ (} وأَوْهَنَ: دَخَلَ فِيهِ) ، أَي صارَ فِي ذلِكَ الوَقْتِ، (! ووَهَنَهُ) غيرُهُ، لازِمٌ مُتَعدَ؛ نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ؛ ( {وأَوْهَنَه} ووَهَّنَه) تَوْهِيناً: (أَضْعَفَهُ) ؛) وَمِنْه الحدِيثُ: (وَقد {وَهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِبَ) ، أَي أَضْعَفَتْهم؛ وقالَ جريرٌ:
} وَهَنَ الفَرَزْدَقُ يومَ جَرَّدَ سيفَهقَيْنٌ بِهِ حُمَمٌ وآمٍ أَرْبَعُوقالَ:
فلئِنْ عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلاً ولئِنْ سَطَوْتُ {لأُوهنَنْ عَظْمِي (وَهُوَ} واهِنٌ {ومَوْهونٌ: لَا بَطْشَ عندَه) .) } والمَوْهونُ مِن {أَوْهَنَه، كالمَزْكومِ مِن أَزْكَمه والمَحْمومُ مِن أَحمه.
وقالَ اللّيْثُ: رجُلٌ} واهِنٌ فِي الأمْرِ والعَمَلِ {ومَوْهُونٌ فِي العَظْمِ والبَدَنِ. وَفِي حدِيثِ عليَ، كرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهه: (وَلَا} واهِناً فِي عَزْمٍ) ، أَي ضَعِيفاً فِي رأْي، ويُرْوى واهِياً بالياءِ؛ (وَهِي بهاءٍ، ج {وُهْنٌ) ، بالضمِّ وبضمَّتَيْن؛ قالَ قَعْنَبُ بنُ أُمِّ صاحِبٍ:
اللاَّئماتُ الفَتَى فِي عُمْرِه سَفَهاً وهُنَّ بَعدُ ضَعِيفاتُ القُوَى} وُهُن ُويَجوزُ أَنْ يكونَ وُهُن جَمْع {وَهُونٍ، لأنَّ تَكْسِيرَ فَعُول على فُعُل أَشْيَع وأَوْسَع مِن تَكْسِيرِ فاعِلَةٍ عَلَيْهِ، وإِنَّما فاعِلَةٌ وفُعُلٌ نادِرٌ.
(} والوَهْنانةُ) مِن النِّساءِ: (الَّتِي فِيهَا فُتورٌ عندَ القِيامِ) وأَناةٌ؛ عَن أَبي عُبيدٍ.
وقالَ أَبو عَمْرو: هِيَ الكَسْلى عَن العَمَل تَنَعُّماً.
( {والواهِنَةُ: رِيحٌ تَأْخُذُ فِي المَنْكِبَيْنِ.
(أَو) } الواهِنَةُ: مَرَضٌ يأْخُذُ (فِي العَضُدَ) فتَضْرِبُها جارِيَةٌ بِكْرٌ بيدِها سَبْع مَرَّاتٍ، ورُبَّما ضَرَبَها الغُلامُ، ويقولُ: يَا واهِنَة تَحَوَّلي بالجارِيَةِ؛ وَهِي الَّتِي لَا تَأْخُذُ النِّساءَ إنَّما تَأْخُذُ الرِّجالَ؛ قالَهُ الأشْجعيُّ.
(أَو) رِيحٌ (فِي الأَخْدَعَيْنِ عندَ الكِبَرِ.
(و) الواهِنَةُ: (القُصَيْرَاءُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ.
وَفِي الصِّحاحِ: القُصَيْرَى وَهِي أَسْفَل الأضْلاعِ.
وقالَ أَبو الهَيْثَمِ: الَّتِي مِن الواهِنَة القُصَيْرَى، وَهِي أَعْلَى الأَضْلاع عنْدَ التَّرْقُوَةِ.
(و) قيلَ: الواهِنَةُ (فِقْرَةٌ فِي القَفَا؛ و) أَيْضاً: (العَضُدِ.
(و) {الواهِنَةُ (مِن الفَرَسِ: أَوَّلُ جَوانِحِ الصَّدْرِ) ، وهُما} واهِنَتَانِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ ( {والوَهِينُ) ، بلُغَةِ مَنْ يَلي مِصْرَ مِن العَرَبِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: بلُغَةِ أَهْلِ مِصْرَ: (رَجُلٌ يكونُ مَعَ الأجيرِ فِي العَمَلِ يَحُثُّه عَلَيْهِ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الوَهْنُ: الجَهْدُ.
} والوَهُونُ: الضَّعِيفُ، {ووهنَ} وَهْناً كوَجلَ وَجلاً.
{والوَهْنُ: الجبنُ عَن الإقْدَامِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فَمَا} وَهَنُوا لِمَا أَصابَهُم فِي سَبيلِ اللَّهِ} ، أَي مَا فَتَرُوا وَمَا جَبُنُوا مِن قتالِ عَدوِّهم.
ويقالُ للطائِرِ إِذا ثَقُلَ من أَكْلِ الجِيَفِ فَلم يَقْدرْ على النُّهوضِ: قد {تَوَهَّنَ} تَوَهُّناً؛ قالَ الجعْدِيُّ:
تَوَهَّنَ فِيهِ المَضْرَحِيَّةُ بَعْدَمارأَينَ نَجِيعاً مِنْ دَمِ الجَوْفِ أَحْمَراوالمَضْرَحِيَّةُ: النُّسورُ هُنَا.
{والوَهْنُ مِن الإِبِلِ: الكَثِيفُ.
} والواهِنُ: عِرْقٌ مُسْتَبطنٌ حَبْلَ العاتِق إِلَى الكَتِفِ، ورُبَّما وَجِعَ صاحِبُه، وَهُوَ {مَوْهُونٌ، وَقد} وُهِنَ؛ قالَ طرَفَةُ:
وَإِذا تَلْسُنُني أَلْسُنُها إِنَّني لَسْتُ {بمَوْهُونٍ فَقِرْوقالَ النَّضْر:} الواهِنَتانِ عَظْمانِ فِي تَرْقُوَةِ البَعيرِ بأَنْ يُصْرَعَ عَلَيْهَا فيَنْكَسر، فيُنْحَر وَلَا تُدْرَك ذَكاتُه.
{والواهِنَةُ: الوَجَعُ نَفْسُه. يقالُ: كَوَيْناهُ مِن} الواهِنَةِ.
وقيلَ: الواهِنَتانِ أَطْرافُ العِلْباءَيْن فِي فأْسِ القَفا مِن جَانِبَيْه.
وقيلَ: هُما ضِلَعانِ فِي أصْلِ العُنُقِ، وهُما أَوَّلُ جوانِحِ الزَّوْرِ.
والواهِنَةُ: الوَهْنُ والضَّعْفُ، يكونُ مَصْدراً كالعافِيَةِ؛ قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة:
فِي مَنْكِبَيْهِ وَفِي الأرْساغِ {واهِنَةٌ وَفِي مَفاصِلِه غَمْزٌ من العَسَم ِوخَرَزُ} الواهِنَةِ: يُعْمَلُ مِنَ الصّفْرِ ويُعَلَّقُ على الواهِنَةِ.
وقالَ خالِدُ بنُ جَنْبة: الواهِنَةُ عِرْقٌ يَأْخُذُ فِي المَنْكِبِ وَفِي اليَدِ كُلِّها فيُرْقَى مِنْهَا.
وقالَ أَبو نَصْر: عِرْقُ الواهِنَةِ فِي نُغْضِ الكَتِفِ، يقالُ لَهُ الفَلِيقُ والجائِفُ.
ويقالُ: كانَ وكانَ! وَهْنٌ بذِي هَنَاتٍ إِذا قالَ كَلاماً باطِلاً يتعلَّلُ فِيهِ.
ووهانُ: قَرْيةٌ بأَصْفَهانَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
وهبْنَ:) وَهْبَنُ، كجَعْفَرٍ: قَرْيةٌ مِن رسْتاقِ الرَّيِّ، مِنْهَا: مغيرَةُ بنُ يَحْيَى بنِ المغيرَةِ السّديُّ الرَّازِي، وجَدُّه المغيرَةُ صاحِبُ جريرٍ، رَحَلَ إِلَيْهِ أَبو زَرْعَةَ وأَبو حاتِمٍ الرَّازِيان.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
وهرندزن:) وهرندازان: قَرْيةٌ على بابِ مَدينَةِ الرَّيِّ، ذُكِرَ فِي الفُتوحِ عَن ياقوت، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.

مظاهر الطبيعة

مظاهر الطبيعة
دعا القرآن في مواضع شتى إلى التفكير فيما يحيط بالإنسان من مظاهر الكون، لأن هذا التفكير يدفع إلى إجلال خالقه، والإيمان العميق بقدرته وحكمته، إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة 164)، وأثنى على أولئك الذين تدفعهم مظاهر الكون إلى التفكير فيها، لإدراك ما أودع فيها من أسرار، وما تدل عليه من أن مودع هذه الأسرار عليم قدير، إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ (آل عمران 190، 191).
ونعى على هؤلاء الذين يمرون بهذه المظاهر، فلا تسترعى انتباههم، ولا تدفعهم إلى التدبر، والتفكير أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46). وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ (يوسف 105).
ولأن القرآن كتاب دين اتجه، وهو يتحدث عن مظاهر الطبيعة، إلى تلك الناحية التى تقود إلى الإيمان بالله، وقدرته التى لا يعجزها شىء، ووجه النظر إلى أن كثيرا من تلك المظاهر يقود إلى الإيمان بالبعث والحياة الثانية. فهو يوجه النظر إلى قدرة الله في خلق السموات والأرض إذ يقول: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (فاطر 41). وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (الحج 65).
اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (الرعد 2 - 4). إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة 164). إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (الأعراف 54). وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (يس 37 - 40).
وأَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (النحل 79). وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ (الروم 25). أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (النمل 60، 61). أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (الأنبياء 30 - 33). أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (الغاشية 17 - 20).
تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً (الفرقان 61). أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (ق 6 - 7). فهو في كل هذه الآيات يدل بمظاهر الطبيعة على قدرته، وهو من أجل ذلك يوجه النظر إلى السموات والأرض وما فيهما، طالبا التدبر والتأمل، لنصل بذلك إلى الإيمان بقدرته وجلال سلطانه، ولا أريد أن أطيل ببيان ما تفهمها.
وفي التأمل في مظاهر الكون، فضلا عن الإيمان بقدرته، دعوة إلى عبادته، وهى دعوة مقرونة بأسبابها ودواعيها، والقرآن من أجل ذلك يقرن هذه المظاهر بالحديث عما في خلقها من نعم يسعد بها الإنسان، وفي توجيه النظر إلى هذه النعم تحريك الطبيعة الإنسانية النبيلة إلى عبادة خالق تلك النعم ومسديها، فشكر الجميل سجية من سجايا الإنسان الكريم، واستمع إلى القرآن يعدد النعم قائلا: وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (يس 33 - 35). وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (يس 41، 42). الله الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (طه 53، 54). وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (الزخرف 12، 13). هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ
وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
(الملك 15). وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا فِجاجاً (نوح 19، 20). أو ليس في تذليل الأرض وتمكيننا من الانتفاع بها، ما مهد لنا سبيل الحياة عليها، والانتفاع الكامل بها؟
ويذكر نعمته في تمكيننا من الأرض، ننتفع بها كما نشاء، فيقول: وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ (الأعراف 10). ويوجه نظرهم إلى السماء وما فيها من زينة وإلى الأرض وما ينبت بها من زرع بهيج، أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ (ق 6 - 11). أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ (السجدة 27). وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها وَالْجِبالَ أَرْساها مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (النازعات 30 - 33). هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (النحل 10، 11). الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (طه 53، 54). وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ (الحجر 22). وإلى نعمة خلق الشمس والقمر، هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ (يونس 5). ونعمة خلق النجوم والكواكب، فهى زينة وجمال، تزدان بها السماء في الليل، إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (الصافات 6). وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً (فصلت 12). وهى أعلام يهتدى الناس بها في الظلمات، وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (الأنعام 97).
وأكثر القرآن من توجيه النظر إلى ما في اختلاف الليل والنهار من نعمة على الإنسان، وإلى ما خلق له الليل من الهدوء والاستقرار والسكن فيه، وما خلق له النهار من الجهاد في سبيل العيش»، هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً (يونس 67). وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (القصص 73). وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (النبأ 10، 11). وإلى نعمة النوم، إذ قال: وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (الروم 23). ولما في اختلاف الليل والنهار من نعمة السكون استعدادا لطلب الرزق نهارا، تساءل القرآن موجها النظر إليها في قوله: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (القصص 71، 72).
ويتخذ القرآن من مظاهر الطبيعة وسيلة لإقناعنا بالبعث، فهذه الأرض الهامدة لا يلبث المطر أن ينزل عليها حتى تحيا وتخضر وتثمر، وهذه الظاهرة نراها بأعيننا في كل حين، تقرب إلى أذهاننا فكرة الحياة بعد الموت، وقد كرر القرآن ذلك المعنى حتى تقبله النفس، ويثبت فيها، وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (الأعراف 57). وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (فاطر 9). وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الحج 5، 6)، وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (فصلت 39).
ومن ذلك يبدو أن مظاهر الطبيعة التى نراها بأعيننا، قد وجه القرآن النظر إليها، ليصل بها إلى تثبيت الإيمان في النفس إيمان منشؤه الاقتناع ويدعمه الحب الذى يدفع إلى العبادة. وإن ما يدركه العلماء كل يوم مما أودع في الطبيعة من أسرار، ليزيد النفوس يقينا بقدرة الخالق وحكمته. والقرآن يتخذ ما عليه الكون من نظام دقيق حجة على وحدانية الله، ودليلا على تفرده بالصنع والإتقان، فيقول: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا (الأنبياء 22)، ولا جرم يفسد النظام، إذا كان يدير الكون إلهان، ويشعر كل منهما بالقوة والسلطان، وإذا كان الله هو المنفرد بخلق السموات والأرض فلا معنى لأن يشرك به سواه ممن لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحج 73، 74).

عَفْو

عَفْو
: (و ( {العَفْوُ:} عَفْوُ اللَّهِ، عزَّ وجلَّ، عَن خَلْقِهِ.
(و) أَيْضاً: (الصَّفْحُ) عَن الجانِي (وتَرْكُ عُقُوبَةِ المُسْتَحِقِّ) .
(وَقد ( {عَفا عَنهُ} وعَفا لهُ ذَنْبَهُ، وَعَن ذنْبِهِ) ترَكَهُ وَلم يُعاقِبْه.

قَالَ شيْخُنا: كَوْن العَفْو لَا يكونُ إلاَّ عَن ذَنْبٍ وَإِن اشْتَهَرَ فِي التَّعارُفِ غيْر صَحِيحٍ، فإنَّه يكونُ بمعْنَى عَدَمِ اللُّزُوم، وأَصْلُ مَعْناه التَّرْكُ، وَعَلِيهِ تَدُورُ مَعانِيه، فيُفَسَّرُ فِي كلِّ مقامٍ بِمَا يُناسِبُه مِن تَرْكِ عقابٍ، وعَدَم إلْزامٍ مَثلاً؛ وَفِي كَلامِ المُفسِّرين وأَرْبابِ الحَواشِي إيماءٌ لذلكَ، وفرَّقَ عبدُ الباسِطِ البُلْقِينِيّ بَيْنه وبَيْنَ الصَّفْحِ بكَلامٍ لَا يظهرُ لَهُ كَبيرُ جَدْوى، انتَهَى.
قُلْت: الصَّفْحُ تَرْكُ التَّأْنِيبِ، وَهُوَ أَبْلَغُ من العَفْوِ، فقد {يَعْفُو وَلَا يصفح وأمَّا العَفْوُ فَهُوَ القَصْدُ لتَناوُلِ الشيءِ، هَذَا هُوَ المَعْنى الأَصْلِي، وَعَلِيهِ تدُورُ مَعانِيه على مَا سَيَأْتِي الإيماءُ إِلَى ذلكَ، كَمَا حقَّقه الرَّاغِبُ وغيرُه، لَا مَا قَرَّرَه شيْخُنا مِن أَنَّ أَصْلَ مَعْناه التَّرْك فتأَمَّل.
قالَ الرَّاغبُ: فمَعْنى} عَفَوْتُ عنْكَ كأَنَّهُ قَصَد إزالَةَ ذَنْبِه صارِفاً عَنهُ، {فالمَعْفُوّ المَتْرُوكُ، وعنْكَ مُتَعَلِّق بمُضْمَر، فالعَفْوُ هُوَ التَّجَافِي عَن الذَّنْبِ.
(و) } العَفْوُ: (المَحْوُ) ، قيلَ: وَمِنْه {عَفا اللهُ عنْكَ، أَي مَحا مِن عَفَتِ الرِّياحُ الأَثَرَ، أَي دَرَسَتْه ومَحَتْه؛ وَمِنْه الحديثُ: (سَلُوا اللَّهَ العَفْوَ} والعافِيَةَ! والمُعافاةَ) ، فالعَفوُ مَحْوُه الذنْبَ.
(و) العَفْوُ أَيْضاً: (الامِّحاءُ) .) يقالُ: عَفَا الأَثَرُ أَي امَّحَى، يتعدَّى وَلَا يتَعَدَّى.
(و) العَفْوُ: (أَحَلُّ المالِ وأَطْيَبُهُ) ، كَذَا فِي النُّسخ.
وَفِي المُحْكم: أَجْمَلُ المالِ وأَطْيَبُهُ.
وَفِي الصِّحاح: عَفْوُ المالِ مَا يَفْضُلُ عَن النَّفَقَةِ. يقالُ: أَعْطَيْته عَفْوَ المالِ، يَعْني بغيرِ مَسْألةٍ وأَنْشَدَ:
خُذِي العَفْوَ مني تَسْتَدِيمي مَوَدَّتي
وَلَا تَنْطِقِي فِي سَوْرَتي حِين أَغْضَبُ (و) العَفْوُ: (خِيارُ الشَّيءِ وأَجْوَدُهُ) وَمَا لَا تَعَبَ فِيهِ.
(و) العَفْوُ: (الفَضْلُ) ؛) وَبِه فسِّرَ قوْلُه تَعَالَى: {خُذِ العَفْوَ} ؛ وقيلَ: مَا أَتَى بِلَا مَسْأَلَةٍ وَلَا كُلْفَة والمَعْنى أقْبَلِ المَيْسُورَ من أَخْلاقِ الناسِ وَلَا تَسْتَقْصِ عَلَيْهِم فيَستَقْصُوا عَلَيْك فيَتولَّدُ مِنْهُ البَغْضاءُ والعَداوَةُ.
وقولُه تَعَالَى: {قلِ العَفْوَ} ، أَي الكَثْرَة والفَضْلَ، أُمِرُوا أَن يُنْفِقُوا الفَضْلَ إِلَى أَنْ فُرِضَتِ الزَّكاةُ.
(و) العَفْوُ: (المَعْروفُ.
(و) العَفْوُ (من الماءِ: مَا فَضَلَ عَن الشَّارِبَةِ) وأُخِذَ بِلا كُلْفةٍ وَلَا مُزاحَمَةٍ.
(و) العَفْوُ (مِن البِلادِ: مَا لَا أَثَرَ لأَحَدٍ فِيهَا بمِلْكٍ) .
(وَفِي الصِّحاح: هِيَ الأرضُ الغُفْل لم تُوطَأْ وليسَتْ بهَا آثارٌ؛ وقالَ الأخْطَلُ:
قَبيلةٌ كشِراكِ النَّعْلِ دارِجةٌ إنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لم يُوجَدْ لَهُم أَثَرُ (و) العَفْوُ: (وَلَدُ الحِمارِ، ويُثَلَّثُ) ، نقلَهُ الجوهريُّ؛ ( {كالعَفا) ، بالقَصْرِ، (فيهمَا) أَي فِي الجَحْشِ وَفِي البِلادِ، وَمِنْه الحديثُ: (ويَرْعَوْنَ عَفاها) ؛} والعَفا بمعْنَى الجَحْشِ يُرْوَى فِيهِ الكَسْرُ أَيْضاً؛ وَبِهِمَا رُوِي مَا أَنْشَده المُفَضَّل لحَنْظَلَةَ بنِ شَرْقيَ:
بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عَن سَكناتِهِ
وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفَا هَمَّ بالنَّهْقِ (ج {عَفْوَةٌ) ، هَكَذَا فِي النُّسخ بفَتْحٍ فسكونٍ وَهُوَ غَلَطٌ والصَّوابُ} عِفَوةٌ بكسْرٍ ففتحٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وليسَ فِي الكَلامِ واوٌ مُتَحرِّكةٌ بعدَ فَتْحة فِي آخِرِ البِناءِ غَيْر هَذِه.
( {وعِفاءٌ) بكسْرٍ مَمْدود، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه أَيْضاً؛ وأعْفاءءٌ، كذلكَ نقلَهُ ابنُ سِيدَه أَيْضاً وأَغْفَلَهُ المصنِّفُ.
(} والعَفْوَةُ: الدِّيَّةُ) لأنَّهُ بهَا يَحْصَل العَفْو من أَوْلياءِ المَقْتولِ.
(ورجُلٌ {عَفُوٌّ عَن الذَّنْبِ) ، كعَدُوَ، أَي (} عافٍ) .
(وَفِي الصِّحاح: العَفُوُّ على فَعُولٍ: الكَثيرُ العَفْوِ وَهُوَ مِن أَسْمائِهِ جلَّ وعزَّ.
( {وأَعْفاهُ مِن الأمْرِ) :) أَي (بَرَّأَهُ.
(} وعَفَتِ الإِبِلُ المَرْعَى) {تَعْفُوه عَفْواً: (تَنَاوَلَتْهُ قرِيباً.
(و) عَفا (شَعَرُ) ظَهْرِ (البَعيرِ) :) إِذا (كَثُرَ وطالَ فغَطَّى دُبُرَهُ) ؛) وقولُ الشاعرِ:
هلاَّ سَأَلْت إِذا الكَواكِبُ أَخْلَفَتْ
} وعَفَتْ مَطِيَّة طالبِ الأَنْساب ِمعْنَى {عَفَتْ أَي لم يَجِدْ أحدٌ كَرِيماً يرحَلُ إليهِ فعَطَّل مَطِيَّتَه فسَمِنَتْ وكَثُرَ وَبَرُها.
(وَقد} عَفَّيْتُهُ) ، بالتَّشْديدِ، ( {وأَعْفَيْتُهُ) .) يقالُ: عَضُّوا ظَهْرَ هَذَا الجَمَل، أَي ورّعوه حَتَّى يَسْمَنَ.
(و) عَفا (أَثَرُهُ} عَفاءً) ، كسَحابٍ، (هَلَكَ) ، كأَنَّه قَصَد هُوَ البلى.
(و) عَفا (الماءُ: لم يَطَأْهُ مَا يُكَدِّرُهُ) ؛) نقلَهُ الجوهريُّ.
(و) عَفا (عَلَيْهِ فِي العِلْمِ) :) إِذا (زادَ) عَلَيْهِ فِيهِ؛ وَكَذَا فِي الجَرْيِ.
(و) عَفَتِ (الأرضُ: غَطَّاها النَّباتُ.
(و) عَفا (الصُّوفَ) :) إِذا وفرَهُ ثمَّ (جَزَّهُ.
( {والعافِي: الَّرائِدُ) للمَعْروفِ أَو الكَلأ.
(و) أَيْضاً: (الوارِدُ) على الماءِ، وَقد} عَفاهُ إِذا أَتاهُ ووَرَدَ عَلَيْهِ.
(و) أَيْضاً: (الطَّويلُ الشَّعَرِ) ؛) نقلَهُ الجوهريُّ. (و) أَيْضاً: (مَا يُرَدُّ فِي القِدْرِ مِن مَرَقَةٍ إِذا اسْتُعِيرَتْ) .
(وَفِي المُحْكم: {عافي القِدْرِ مَا يُبْقِي المُسْتَعِير فِيهَا لمُعِيرِها.
وَفِي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي:} الْعَافِي مَا تركَ فِي القِدْرِ؛ وأَنْشَدَ لمُضَرِّس بنِ رِبعي الأَسَدِي:
فَلَا تَصْرمِيني واسْأَلي مَا خَلِيقَتيإذا رَدَّ عافي القِدْرِ مَن يَسْتَعِيرُها (و) العافِي: (الضَّيفُ.
(وكلُّ طالِبِ فَضْلٍ أَوْ رِزْقٍ:) {عافٍ، (} كالمُعْتَفِي) ؛) وَقد عَفاهُ واعْتَفاهُ: أَتاهُ يَطْلبُ مَعْروفَهُ.
( {والعَفاءُ، كسَماءٍ: التُّرابُ) .
(قالَ صَفْوانُ بنُ محرزٍ: إِذا دَخَلْتُ بَيْتي فأَكَلْتُ رَغِيفاً وشَرِبْتُ عَلَيْهِ مَاء فعَلَى الدُّنيا} العَفاءُ.
(و) العَفاءُ: (البَياضُ على الحَدَقَةِ.
(و) قالَ أَبُو عبيدٍ: العَفاءُ (الدُّرُوسُ) والهَلاكُ، وأَنْشَدَ لزُهيرٍ يَذْكُر دَارا:
تحَمَّلَ أَهْلُها عَنْهَا فبانُوا
على آثارِ مَن ذَهَبَ العَفاءُقالَ: وَهَذَا كقَوْلِهم؛ عَلَيْهِ الدَّبارُ إِذا دَعا عَلَيْهِ بأنْ يُدْبِرَ فَلَا يَرْجِع.
( {كالعُفُوِّ) ، كعُلُوَ، (} والتَّعَفِّي) ؛) يقالُ: {عَفَتِ الدارُ ونحوُها} تَعْفُو {عَفاءً} وعُفُوًّا! وتَعَفَّتْ: دَرَسَتْ. ويقالُ فِي السَّبِّ بفِيهِ العَفاءُ وَعَلِيهِ العَفاءُ.
(و) العَفاءُ: (المَطَرُ) لأنَّه يمّحُو آثارَ المنازِلِ. (و) {العِفاءُ، (بالكسْرِ: مَا كَثُرَ من رِيشِ النَّعامِ) ووَبَرِ البَعيرِ: يقالُ: ناقَةٌ ذاتُ} عِفاءٍ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ، والواحِدَةُ {عِفاءَةٌ؛ وقيلَ: لَا يقالُ للرِّيشَةِ الواحِدَةِ عِفاءَةٌ حَتَّى تكونَ كَثيِفةً كَثِيرةً.
(و) العِفاءُ: (الشَّعَرُ الطَّويلُ الوافِي) ، وَقد عَفا إِذا طالَ وكَثُرَ.
(وأَبو العِفاءِ: الحِمارُ) ،} والعِفاءُ جَمْعُ عَفْوٍ، وَهُوَ الجَحْشُ.
( {والاسْتِعْفاءُ: طَلَبُكَ مِمَّن يُكَلِّفُكَ أَن يُعْفِيَكَ مِنْهُ) .) يقالُ:} اسْتَعْفاهُ من الخُروجِ مَعَه، أَي سَأَلَهُ {الإعْفاءَ.
(} وأعْفَى) {يَعْفي} إِعْفاءً: (أَنْفَقَ العَفْوَ مِن مالِهِ) ، وَهُوَ الصَّافِي، وقيلَ: الفاضِلُ عَن نَفَقَتِه.
(و) {أَعْفَى (اللِّحْيَةَ: وَفَّرَها) حَتَّى كَثُرَتْ وطالَتْ؛ وَمِنْه الحديثُ: (أَمَرَ أنْ تُحْفَى الشَّوارِبُ وتُعْفَى اللِّحَى) .
وَفِي المِصْباح: فِي الحديثِ: (احْفُوا الشَّوارِبَ واعْفُوا اللِّحَى) ، يجوزُ اسْتِعْمالُه ثلاثِيًّا ورباعِيّاً.
(وأَعْطَيْتُهُ} عَفْواً) :) أَي (بِغيرِ مَسْأَلةٍ) ، وقيلَ: بِلا كُلْفَةٍ.
( {وعَفْوَةُ القِدْرِ} وعَفاوَتُها، مُثَلَّثَيْنِ: زَبَدُها) وصَفُوها.
وَفِي الصِّحاح: {العِفاوَةُ، بالكسْرِ: مَا يُرْفَعُ مِن المَرَقِ أَوَّلاً يُخَصُّ بِهِ مَنْ يُكْرَمُ؛ قالَ الكُمَيْت:
وباتَ وَلِيدُ الحَيِّ طَيَّانَ ساغِياً
وكاعِبُهُم ذاتُ العَفاوَةِ أَسْغَبُوقالَ بعضُهم: العِفاوَةُ، بالكسْرِ: أَوَّلُ المَرَقِ وأَجْوَدُه؛} والعُفاوَةُ، بالضَّمِّ: آخِرُه يردُّها مُسْتَعِيرُ القِدْرِ مَعَ القِدْرِ. (وناقَةٌ عافِيَةُ اللَّحْمِ: كثِيرَتُهُ، ج {عافِياتٌ) ؛) يقالُ: نوقٌ عافِياتٌ.
(} والمُعَفِّي، كمُحَدِّثٍ) هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ كمُكْرَمٍ كَمَا هُوَ نصُّ المُحْكم؛ (من يَصْحَبُكَ وَلَا يَتَعَرَّضُ لمَعْرُوفِكَ) ، تقولُ: اصْطَحَبْنا وكِلانا مُعْفى، وَمِنْه قولُ ابنِ مُقْبِل:
فإنّك لَا تَبْلُو امْرَءاً دونَ صُحْبةٍ
وَحَتَّى تَعْيشا {مُعْفِيَيْنِ وتَجْهَدا (و) فِي الحديثِ: (سَلُوا اللهَ العَفْوَ والعافِيَة والمُعافاة) ، فالعَفْوُ سَبَقَ مَعْناه؛ و (} العافِيَةُ: دِفاعُ اللهِ عَن العبدِ) ، وَهُوَ اسْمٌ مِن الإعفاءِ. والمُعافَاة، وَقد يُوضَعُ مَوْضِع المَصْدَرِ يقالُ: (عَفاهُ اللهُ تَعَالَى مِن المَكْرُوه عِفاءً) ، بالكسْرِ، ( {ومُعافاةً} وعافِيَةً) إِذا (وَهَبَ لَهُ العافِيَةَ مِن العِلَلِ والبَلاءِ) ، {فالعافِيَةُ هُنَا مَصْدرٌ على فاعِلَةِ، كسَمِعْت راغِيَةَ الإبِلِ وثاغِيَةَ الشاءِ، (} كأَعْفاهُ) {عافِيَةً؛ (والمُعافاةُ: أَن} يُعافِيَكَ اللهُ من النَّاسِ {ويُعافِيَهُم منكَ) .
(قالَ ابنُ الْأَثِير: أَي يُغْنِيكَ عَنْهُم ويُغْنِيهم عَنْك ويَصْرِفُ أَذَاهُم عنْك وأذاكَ عَنْهُم؛ وقيلَ: هِيَ مُفاعَلَةٌ مِن العفْوِ، وَهُوَ أَن} يَعْفُوَ عنِ الناسِ {ويَعْفُوا هُمْ عَنهُ.
(} وعَفَّى عَلَيْهِم الخَيالُ {تَعْفِيَةً) :) إِذا (ماتُوا) ، على المَثَلِ؛ نقلَهُ الزَّمْخَشريُّ.
(} واسْتَعْفَتِ الإِبِلُ اليَبِيسَ {واعْتَفَتْهُ: أَخَذَتْهُ بمشَافِرِها) مِن فَوْق التُّرابِ (مُسْتَصْفِيَةً) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} العُفْوَةُ: الجَحْشَةُ؛ {كالعِفاوَةِ، بالكسْرِ.
} وأَعْفِنِي مِن هَذَا الأمْر: دَعْنِي مِنْهُ. والعافِيَةُ: طُلاَّبُ الرزْقِ من الدَّوابِّ والطَّيْرِ، والجَمْعُ {العَوافِي.
وأَيْضاً: الأَضْيافُ،} كالعُفاةِ {والعُفّى.
وفلانٌ} تَعْفُوهُ الأَضْيافُ {وتَعْتَفِيه.
وَهُوَ كثيرُ} العُفاةِ وكثيرُ العافِيَةِ وكثيرُ العُفّى.
وأَدْرَكَ الأَمْرَ {عفوا صفْواً: أَي فِي سُهُولَةٍ وسراحٍ.
} وعَفا القوْمُ: كَثُرُوا.
{وعَفَوْتُه أَنا: لُغَةٌ فِي عَفَيْته.
} وأَعْفَيْتُه: إِذا فَعَلْت ذلكَ بِهِ.
وعَفا النَّبْتُ وغيرُهُ: كَثُرَ وطالَ.
وأَرضٌ عافِيَةٌ: لم يُرْعَ نَبْتُها فوَفرَ وكَثُرَ.
{وعَفْوَةُ المَرْعَى: مَا لم يُرْعَ فكانَ كَثِيراً.
وعَفْوَةُ الماءِ: جُمَّتُه قَبْلَ أَنْ يُسْتَقَى مِنْهُ.
و} عِفْوَةُ المالِ والطَّعامِ والشَّرابِ، بالفَتْح والكسْر: خِيارُهُ وَمَا صَفا مِنْهُ وكَثُرَ.
ويقالُ: ذَهَبَتْ عِفْوَةُ هَذَا النَّبْتِ، أَي لِينُه وخَيْرُه؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكم: {العُفْوَةُ، بالضمِّ: من كلِّ النَّباتِ لَيِّنُه وَمَا لَا مَؤُونَة فِيهِ على الرَّاعِيَةِ.
} وعَفَوْتُ لَهُ مِن المَرَقِ: إِذا غرَفْتَ لَهُ أَوَّلاً وآثَرْتَهُ بِهِ.
وعَفَوْت القِدْرَ إِذا تَرَكْتَ العِفاوَةَ فِي أَسْفَلَها.
{وعُفْوَةُ الرَّجُل، بالضمِّ والكسْرِ: شَعَرُ رأْسِه.
وعَفَتِ الرِّيحُ الدَّار: قصدتها مُتَناوِلَةً آثارَها؛ وَبِهَذَا النَّظَرِ قالَ الشَّاعِرُ:
أَخَذَ البِلَى آياتِها
وعفتِ الدَّارُ: كأَنَّها قَصَدَتْ هِيَ البِلَى.
} وعَفَّتْها الرِّيحُ {تَعْفِيةً: دَرَسَتْها؛ قالَ الجوهريُّ: شُدِّدَ للمُبالَغَةِ؛ وأَنْشَدَ:
أَهاجَكَ رَبْعٌ دارِسُ الرَّسْمِ باللِّوَى
لأَسْماءَ} عَفَّى آيَهُ المُورُ والقَطْرُ؟ {وعَفَتِ هِيَ كَذلكَ: دَرَسَتْ.
} وعِفاءُ السَّحابِ: بالكسْر: كالخَمْل فِي وجْهِه، لَا يَكادُ يُخْلِفُ.
وَهُوَ يَعْفُو على مُنْيةِ المُتَمَنِّي وسُؤالِ السائِلِ: أَي يزيدُ عَطاؤُه وَعَلَيْهِمَا ويَفْضُلُ.
وعَفا يَعْفُو: إِذا أَعْطَى وَإِذا تَرَكَ حَقًّا أَيْضاً.
وَقَالَ شيْخُنا: من الأكِيدِ مَعْرفَة أَنَّ عَفا مِنَ الأَضْدادِ، يقالُ: عَفا إِذا كَثُر، وَإِذا قَلَّ، وعَفا إِذا ظَهَر وَإِذا خَفِيَ؛ نقلَهُ القُرْطبي فِي شرْحِ مُسْلم.
{وعافِيَةُ الماءِ: ورَّادُهُ.
} والعُفِيُّ، كعُتِيَ: جَمْعُ عافٍ وَهُوَ الدَّارسُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
{وعَفَوْتُ لَهُ بمالِي: إِذا أَفْضَلْت لَهُ فأَعْطَيْته.
وعَفَوْتُ لَهُ عمَّالي عَلَيْهِ: إِذا ترَكْته لَهُ.
وسَمَّوا} معافًى.
وابنُ أَبي العافِيَةِ: مِن أُمَراءِ فاس مَعْرُوف.
{والتَّعافِي: التَّجاوزُ.
} وأَعْفَى: كَثُرَ مالُه واسْتَغْنَى.
{والعافي: الغُلامُ الكَثيرُ اللَّحْمِ الوافِيَه.
وأُعْفِيَ المَرِيضُ:} عُوفِي.
ومنيةُ العافِيَةِ: قرْيةً بمِصْر وَقد وَرَدْتها.

حُكُومَة

حُكُومَة
الجذر: ح ك م

مثال: حلفت الحكومة الجديدة اليمين
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم القديمة بهذا المعنى.
المعنى: الهيئة المؤلفة من الأفراد الذين يقومون بتدبير شئون الدولة كرئيس الدولة ورئيس الوزراء والوزراء وكبار رجال الدولة.

الصواب والرتبة: -حلفت الحكومة الجديدة اليمين [فصيحة]
التعليق: كلمة الحكومة: هي مصدر الفعل «حكم». وكانت تستعمل بمعنى: الحكم الذي يصدر في قضية ما. ولكن شاع استخدامها حديثًا للدلالة على من يدبرون شئون الحكم في الدولة ومن يعاونونهم وهذا استعمال حديث يمكن تخريجه على المجاز.

الرّعية

(الرّعية) الْحَالة الَّتِي يكون عَلَيْهَا الرَّعْي أَو الرِّعَايَة تَقول هُوَ حسن الرّعية أَو سيء الرّعية وَأَرْض فيهاحجارة ناتئة تعوق المحراث وَمَا ينبته الله من المرعى

(الرّعية) الْمَاشِيَة الراعية والماشية المرعية وَعَامة النَّاس الَّذين عَلَيْهِم رَاع يدبر أَمرهم ويرعى مصالحهم (ج) رعايا

الْمَهْرَب

(الْمَهْرَب) الزحافة وَهِي خَشَبَة يقبل بهَا الزراع وَــيُدبر ليسوي الأَرْض

(الْمَهْرَب) الْهَرَب والملجأ يُقَال فلَان مهرب لنا

(الْمَهْرَب) من يجترم إِدْخَال الْأَشْيَاء الممنوعة أَو إخْرَاجهَا من الْبِلَاد (محدثة)

امم

[امم] نه فيه: اتقوا الخمر فإنها "أم" الخبائث أي تجمع كل خبيث، فلانأم الخير أي يجمع كل خير، وفيه أتى "أم" منزلته أي امرأته، أو من يدبر أمر بيته من النساء و"أم كلبة" الحمى. وفيه: لم يضره "أم الصبيان" أي الريح التي"لبإمام" مبين أي طريق واضح، والنبي والكتاب. ومنه: أحصيناه في "إمام" مبين. نه: "إمالا" فلا تبايعوا حتى يبدو صلاح الثمرا هو كلمة ترد في المحاورات، وأصلها إن وما فأدغمت وقد أمالت العرب لا إمالة خفيفة، والعوام يشبعون إمالتها فتصير ألفها ياء، وهو خطأ، ومعناه إن لم تفعل هذا فليكن هذا. ن: "أمالا" فاذهبي حتى تلدي بكسر همزة وتشديد ميم أي إذا أبيت أن تستري على نفسك وترجعي عن قولك فاذهبي حتى تلدي. ومنه: "إمالا" فسل فلانة بكسر همزة وفتح لام وبإمالة خفيفة، وعند بعض إمالي بكسر لام ولعله إمالة. و"أما" أنت طلقت امرأتك طلقة مرة أو مرتين بهمزة مفتوحة أي أن كنت فحذف الفعل، وعوض ما، وفتح أن. قوله أمرني بهذا أي بالرجعة. ك: "أما" والله حتى تموت أما حرف غيري فلا أعلم حاله.

أسلوب القرآن

أسلوب القرآن
أول ما يتّسم به أسلوب القرآن هو الفخامة والقوة والجلال، يكتسبها من انتقاء ألفاظ، لا امتهان فيها ولا ابتذال، ومن استخدام ألوان التوكيد والتكرير. تشعر بهذه الفخامة في كل ما تناوله القرآن من الأغراض، واستمع إليه يصف جنة الخلد قائلا: إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (الإنسان 10 - 22). وهكذا يكتسب الأسلوب القرآنى قوّته من اختيار ألفاظه وموسيقاه.
وثانى ما يتصف به التصوير، وقد أوضحنا بعض ذلك فيما مضى، عند ما تحدثنا عن تخيّر اللفظ في الجملة، وعن التصوير بالتشبيه والاستعارة، ونضيف إلى ذلك أنه كثيرا ما ينقل الحوار، ويحكى نص القول بعثا للحياة في الأسلوب، واستمع إلى ألوان الحوار في قوله تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ وَقالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (الأعراف 37 - 39). والحوار كما ترى ينقل
الحقيقة أمامك مصورة.
وثالث ما يختص به هذا الانسجام الموسيقيّ، الذى فيه تؤلف العبارة من كلمات متّسقة، ذات حركات وسكنات، يشعر المرء عند تلاوتها بما يكمن وراء هذا النظام من موسيقى واتساق، وإن هذه الموسيقى التى تكمن وراء هذا النظم هى التى مكنت المرتلين من تلاوته بهذه الأنغام الموسيقية، وإن شدّة هذا الانسجام يصل في بعض الأحيان إلى أن تتفق الآية مع وزن بحر من بحور الشعر، كما نرى ذلك في قوله تعالى: وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ (سبأ 13). فهى تتفق مع بحر الرمل، وقوله تعالى: وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ (فاطر 18). مما يتّزن على بحر الخفيف، وقوله تعالى: هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (المؤمنون 36)، مما هو شطر بيت من بحر السريع، وقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ (الطلاق 2، 3). مما يوزن على بحر المتقارب، وقوله سبحانه: وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا (الإنسان 14). وبإشباع حركة الميم يوزن على بحر الرّجز، وقوله تعالى: وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (التوبة 14) وزنوه على بحر الوافر، وقوله تعالى: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (العاديات 1، 2). وما على شاكلته، مما يوزن على بحر البسيط. وليس ذلك بمدخل القرآن في الشعر؛ لأنه «إنما يطلق متى قصد القاصد إليه، على الطريق الذى يعمد ويسلك، ولا يصح أن يتفق مثله إلّا من الشعراء، دون ما يستوى فيه العامىّ والجاهل، والعالم بالشعر واللسان وتصرّفه، وما يتفق من كل واحد، فليس يكتسب اسم الشعر، ولا صاحبه اسم شاعر، لأنه لو صح أن يسمى شاعرا كل من اعترض في كلامه ألفاظ تتزن بوزن الشعر، أو أن تنتظم انتظام بعض الأعاريض، كان الناس كلهم شعراء، لأن كل متكلم لا ينفك من أن يعرض في جملة كلام كثير يقوله ما قد يتزن بوزن الشعر، وينتظم انتظامه، ألا ترى أن العامى قد يقول لصاحبه: «أغلق الباب، وائتنى بالطعام» ... ومتى تتبع الإنسان هذا عرف أنه يكثر في تضاعيف الكلام مثله وأكثر منه» .
ويتسم الأسلوب القرآنى بالهدوء عند ما يتطلب الأمر هدوءا وتأملا وفضل تدبر، كما في الآيات التى تدعو إلى إعمال الفكر، وفي القصص والأخبار والأحكام، كما في قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ (الرعد 2 - 6).
وقوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدانِ وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (الأنعام 74 - 82).
وحينا يتدفق الأسلوب ويندفع، فى جمل قصيرة، مثيرا بذلك الانفعال السريع العنيف، وذلك حيث يتطلب هجوم الحق على الباطل هذا العنف المثير، كما تجد ذلك في قوله تعالى: أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (الأنبياء 21 - 24). وقوله تعالى: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً وَجَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً وَبَنِينَ شُهُوداً وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (المدثر 11 - 28). أو عند ما يتطلب الأمر إسراعا كما في قوله تعالى:
يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (المدثر 1 - 7).
وأسلوب القرآن منه المسجوع ومنه المرسل، وهو في كليهما يخالف غالبا ما ألف الناس في السجع والإرسال، فالقرآن يلتزم حرف السجع في أكثر من آيتين، بل قد تكون السورة كلها على حرف واحد، كسورة القمر، التى التزم فيها حرف الرّاء، ومن أمثلة ما تعدى فيه السجع جملتين، قوله تعالى: عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى وَهُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (عبس 1 - 10).
وقد يأتى بين الجمل المسجوعة بجملة لا تتفق فاصلتها مع ما سبقها ولحقها، وكأنما تلك الكلمة تتطلّب عناية خاصة، تستدعى قدرا كبيرا من الرعاية، تثيره هذه المخالفة لنسق الآيات كقوله تعالى: مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (عبس 19 - 37). فأنت ترى كلمتى: طعامه والصاخة، بخروجهما على النسق، قد أثارا انتباه السامع، ودفعاه إلى التريث وإنعام النظر. كما أنك ترى في الآيات السالفة أن الكلمة قد تحافظ على وزن زميلتها في السجع لا في الحرف الأخير، كما نجد ذلك في قضبا ونخلا، وقد سبق أن تحدثنا عن ذلك في فصل الفاصلة.
وقد تكون الجملتان المسجوعتان متوازنتين في القصر، كما في قوله تعالى:
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (التكوير 1 - 5)، وحينا تتوازنان في الطول، ولا يكون باقيا من مظاهر السجع سوى هذه الفاصلة التى تتفق في آخر الآيات، أما الآيات نفسها فمرسلة، وإن كانت لا تتفق مع مرسل كلام الناس، لوجود الفاصلة المتحدة أو المتماثلة في آخرها، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ الْعالَمِينَ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (غافر 64 - 67)، وفي هذه الآيات فضلا عن ذلك، مظهر من مخالفة السجع القرآنى لسجعنا العادى، فبينا يجلب تكرير الكلمة، لغير تورية أو جناس، ضعفا في التأليف، إذا به في نظم الآى يزيدها جمالا ورونقا، وكأنما هذه الكلمة لازمة النشيد، تكرر فتزيده حسنا وحلاوة.
وقد تتوازن الآى القرآنية من غير سجع، كما في قوله تعالى: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ رافِعَةٌ إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (الواقعة 1 - 9).
وفي القرآن إرسال، كما في قوله تعالى: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (المجادلة 22). وهو يخالف إرسالنا العادى بهذه الفواصل في آخره كما ذكرنا.
*** 

بعض صور الحياة الجاهلية

بعض صور الحياة الجاهلية
سجل القرآن بعض ألوان هذه الحياة، منددا بها حينا، وممتنا عليهم حينا آخر، أن نقلهم من تلك الحياة، إلى حياة أخرى رفيعة، وإنما عارض القرآن الحياة التى نزل ليهذبها، أو يغير من عاداتها وعقائدها، ولذا كانت الحياة الجاهلية التى يعرض بعض صورها هى تلك التى عاصرها القرآن، أما الجاهلية القديمة، فمما لم يعن القرآن بها، إلا إذا كانت آثارها لا تزال باقية.
فمن الناحية الدينية، صور القرآن العرب طوائف، فطائفة- ولعلها الغالبية الكبرى- قوم يشركون بالله، ويتخذون أصناما يعبدونها، ويتقربون إليها، والقرآن يصورهم برغم اعترافهم بأن الله هو الذى خلقهم وخلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر، وله ملك السموات والأرض، وهو الرازق المدبّر- برغم ذلك يتخذون من الأوثان آلهة، وقد سجل القرآن تلك العقيدة في قوله:
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (العنكبوت 63)، وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (العنكبوت 61). وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ (الزخرف 87). قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ (المؤمنون 84، 85). قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ (يونس 31). وقد كان من الطبيعى أن يتجهوا إلى الله وحده بعبادتهم، ما داموا يعتقدونه متصفا بتلك الصفات، ولكنهم أشركوا به غيره في العبادة،
واتخذوا من الأصنام المنحوتة آلهة يعبدون، وجعلوا لهذه الآلهة نصيبا من أرزاقهم يقدمونه قرابين إليها، وحينا يجعلون لله نصيبا من هذه القرابين، ولأوثانهم نصيبا، ثم ينسون نصيب الله ويقدمونه لهذه الأوثان. وذكر القرآن أسماء بعض هذه الأصنام إذ قال: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (النجم 19، 20). وقد ندد القرآن بهذا الإشراك في العبادة، وتسوية هذه الأصنام بالله، فقال: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ (البقرة 165). ذلك أنهم اتخذوا هذه الأصنام شفعاء لهم عند الله، فقالوا: إننا ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى (الزمر 3). ولذلك كان أكبر ما عجبوا له عند ما دعاهم الرسول إلى الإسلام، هذا التوحيد لله في العبادة، ونبذ ما عداه مما اتخذوه آلهة، فقالوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (ص 5). وقد حطم القرآن عقيدة الشرك، ومضى إلى الأصنام فلم يدع بابا يبين خطل الرأى في عبادتها، مما ذكرنا بعضه في الفصول الماضية.
وكانت هذه الطائفة تجعل الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً (الزخرف 19).
وسموهم بنات الله، وعجب القرآن لتلك القسمة الضيزى، أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (الصافات 153، 154). قد تعجب القرآن منهم قائلا:
وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ (الزخرف 19). وقد نفى القرآن عن الله فكرة الوالدية إذ قال: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (الإخلاص 3).
كما كان في بلاد العرب أهل كتاب من النصارى واليهود، وقد ناقش القرآن ما بدلوه من عقائدهم وشرائعهم وكتبهم، ومن أهم ما أخذه عليهم فكرة اتخاذ الله ولدا، وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (التوبة 30 - 32). وقد أطال القرآن في الرد عليهم، وادعائهم أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأنه لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى (البقرة 111). ويطول بى مجال القول إذا أنا فصلت هذه المناقشات وتحدثت عن عناصرها.
وكان مشركو العرب ينكرون البعث، ولا يؤمنون باليوم الآخر، وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ (الجاثية 24). وكان إثبات هذه العقيدة والرد على منكريها من أهم أغراض القرآن، كما سبق أن وضحنا.
ومن عقائد العرب في الجاهلية تحريم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامى، وقد اختلف في معنى كل واحد من هذه الأربعة.
أما البحيرة فقال الزجاج: إن أهل الجاهلية كانوا إذا نتجت الناقة خمسة أبطن آخرها ذكر بحروا أذنها وشقوها، وامتنعوا من نحرها وركوبها، ولا تطرد من ماء، ولا تمنع عن مرعى وهى البحيرة، وقيل إنها إذا نتجت خمسة أبطن نظر فى الخامس، فإن كان ذكرا ذبحوه وأكلوه، وإن كان أنثى شقوا أذنها، وتركوها ترعى، ولا يستعملها أحد في حلب وركوب ونحو ذلك، وقيل غير ذلك، ويظهر أن مذاهب العرب كانت مختلفة فيها، فاختلف لذلك أئمة اللغة في تفسيرها، وكل قول يرجع إلى مذهب.
وأما السائبة فقيل: هى الناقة تبطن عشرة أبطن إناث، فتهمل ولا تركب، ولا يجز وبرها، ولا يشرب لبنها إلا ضيف، وقيل: هى التى تسيب للأصنام، فتعطى، ولا يطعم من لبنها إلا أبناء السبيل ونحوهم، وقيل هى البعير يدرك نتاج نتاجه، فيترك ولا يركب، وقيل غير ذلك.
وأما الوصيلة، فقال الفراء هى: الشاة تنتج سبعة أبطن عناقين عناقين ، وإذا ولدت في آخرها عناقا وجديا، قيل وصلت أخاها، فلا يشرب لبن الأم إلا الرجال دون النساء، وتجرى مجرى السائبة، وقيل: هى الشاة تنتج سبعة أبطن، فإن كان السابع أنثى لم ينتفع النساء منها بشيء، إلا أن تموت، فيأكلها الرجال والنساء، وقال ابن قتيبة: إن كان السابع ذكرا ذبح، وأكلوا منه دون النساء، وقالوا: خالصة لذكورنا، محرمة على أزواجنا، وإن كانت أنثى تركت في الغنم، وإن كان ذكرا وأنثى، قالوا: وصلت أخاها، فتترك معه، ولا ينتفع بها إلا الرجال دون النساء، وقيل غير ذلك.
وأما الحامى فقيل: هو الفحل إذا لقح ولد ولده، فيقولون: قد حمى ظهره، فيهمل، ولا يطرد عن ماء ولا مرعى، وقيل: هو الفحل، يولد من ظهره عشرة أبطن، فيقولون: حمى ظهره، فلا يحمل عليه، ولا يمنع من ماء ولا مرعى، وقيل غير ذلك، ولعل اختلاف التفسير راجع إلى اختلاف مذاهب العرب، كما سبق أن ذكرنا.
وقد أبطل الإسلام ذلك، فقال: ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (المائدة 103). كما أبطل عقيدتهم في تحريم إناث الأنعام حينا وذكورها حينا، وقد سبق أن ذكرنا ذلك فى باب الجدل.
ومن الناحية الاجتماعية صور القرآن العرب جماعات متعادية، تعتز كل قبيلة بعصبيتها، وتزهو بنسبها، وتفتخر بنفسها، وقد هدم القرآن الوحدة القبلية، وأراد أن يضع مكانها وحدة إسلامية شاملة، لا يعتز المرء فيها بجنسه، ولكن بعمله، فقرر أن العالم مكون من شعوب وقبائل للتعارف، لا للتناحر والتنافر، يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا (الحجرات 13). فلا يكون ذلك مصدر حرب وقتال، ولا سببا للتكاثر والافتخار، وقرر أخوّة المؤمنين، لا فرق بين عربى وعجمى، وأن مصدر التفاضل عند الله إنما هو التقوى فقال: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (الحجرات 10). إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ (الحجرات 13). وقد امتن الله على العرب بإنقاذهم من تلك الحياة التى يسودها البغض، ويملؤها العداء فقال: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً (آل عمران 103). وقد حثهم القرآن على الاحتفاظ بهذه الأخوة، وأن يعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا.
ونزل القرآن وكان بعض العرب يئد البنت، ويكره أن تولد له بنت، وقد نعى القرآن على هذا البعض تلك النظرة الخاطئة، منددا بها، فقال: وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (النحل 58، 59). كما عطف القلوب على هذه الموءودة تسأل يوم القيامة عما جنته من ذنوب أدت إلى وأدها، وهو بذلك يثير تفكير الوائدين ليروا حقيقة الدافع إلى وأد بناتهم، ويثير وجدانهم، حين يتمثلون قسوتهم في وأد طفلة بريئة لم تجن ذنبا، فقال وهو يصف اليوم الآخر: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (التكوير 8، 9).
كما كان بعض العرب يقتل أولاده خشية الإنفاق وخوف الفقر، وهم الفقراء من بعض قبائل العرب، وقد نزل في هؤلاء قوله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً (الإسراء 31).
ولم يرض القرآن عن كثير من صلاتهم بالمرأة فمن ذلك أن الرجل من العرب كان إذا مات عن المرأة أو طلقها، قام أكبر بنيه فإن كان له حاجة فيها طرح ثوبه عليها، وإن لم يكن له حاجة فيها تزوجها بعض إخوته بمهر جديد، وقد أبطل الله ذلك بقوله سبحانه: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلًا (النساء 22).
ومن ذلك أنهم كانوا يطلقون النساء، فإذا قرب انقضاء عدتهن راجعوهن، لا عن رغبة في هذه المراجعة ولا عن محبة، ولكن ضرارا، لقصد تطويل العدة، فنهى القرآن عن ذلك فقال: وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ (البقرة 231). ومن ذلك أنهم كانوا يمنعون النساء أن يتزوجن من أردن من الأزواج بعد انقضاء عدتهن، حمية جاهلية، فأنكر القرآن ذلك بقوله: وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (البقرة 232).
ومن ذلك أنهم كانوا إذا مات الرجل منهم، كان أولياؤه أحق بامرأته، فإذا أراد بعضهم تزوجها، وإن رأوا زوجوها، وإن شاءوا لم يزوجوها، فهم أحق بها من أهلها، وإن أرادوا سمحوا لها بالزواج على أن يأخذوا ميراثها، أو تدفع إليهم صداقها، فنهى الله عن ذلك في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ (النساء 19). وفي هذه المعاملة إجحاف بحق المرأة وحجر على حريتها يأباه الإسلام.
وسجل القرآن على المرأة الجاهلية تبرجها ومبالغتها في التزين، ونهى الإسلام المرأة المسلمة عن التشبه بها في قوله: وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى (الأحزاب 33).
ومما سجله القرآن من عوائدهم شربهم الخمر، ولعبهم الميسر، واستقسامهم بالأزلام، ومعنى الاستقسام بالأزلام أن الرجل كان إذا أراد سفرا أو تجارة أو زواجا، أو غير ذلك مما يعنيه من الأمور- جاء إلى هبل، وهو أعظم صنم لقريش بمكة، ولدى سادن الكعبة أزلام، وهى قداح مستوية في المقدار، وطلب منه أن يجيل هذه القداح، فإذا خرج القدح الآمر مضى لطيته، وإن خرج الناهى أعرض وانتهى، وقد حرم القرآن ذلك كله فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة 90).
ومن عاداتهم التى سجلها القرآن ونهى عنها النسيء، فقد كانوا يعتقدون أن من الدين تعظيم الأشهر الحرم وهى أربعة: المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة، فكانوا يمتنعون فيها عن القتال، ولكن قبائل كانت تستبيح القتال في الشهر الحرام، على أن يحرموا مكانه شهرا آخر من أشهر الحل، وهذا هو النسيء، فكانوا يعتبرون في التحريم مجرد العدد، لا هذه الأشهر بأعيانها، فحرم القرآن هذا النسيء في قوله: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (التوبة 36، 37). أما حياتهم الاقتصادية فقد صورهم القرآن قوما يحبون التجارة، لدرجة أنها تملك عليهم قلوبهم فينصرفون إليها، حتى عن الصلاة والعبادة، قال سبحانه:
وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (الجمعة 11)، ونزلت سورة يمنّ فيها على قريش بنعمة الأمن التى بها يجوبون البلاد العربية في الشتاء والصيف من غير أن يزعجهم إغارة مغير أو قطع طريق.
هذا، وقد كان في بلاد العرب من يستحل الربا، ولا يرى فارقا بين البيع والربا، ومن هؤلاء من كان يأخذ الربا أضعافا مضاعفة، وقد نهى القرآن عن الربا فقال: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا (البقرة 275). يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (آل عمران 130).
وصور القرآن حياتهم الثقافية قوما أميين، ليست لديهم معارف منظمة مكتوبة، ولذلك امتن عليهم بأن هذا الدين الجديد فاتحة عهد عرفان وهداية، فقال: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (الجمعة 2)، ولكنهم كانوا يعرفون القلم، وبه كان يكتب بعضهم، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (العلق 3 - 4). وبرغم هذه الأمية يقرر القرآن شدة لددهم، وقوتهم في المراء والجدل، إذ قال: فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (مريم 97). ومن معارف العرب التى أشار القرآن إليها علمهم بالنجوم ومواقعها، ولذلك امتن عليهم بخلق هذه النجوم، لأنها مصباح في الظلام، يهديهم في البر والبحر، وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ (الأنعام 97).

العَرْش

العَرْش
{خاويةٌ على عروشها} أي سقوفها.
العرش: السرير المُظِلّ، سرير الملك. قائم على العرش: أي ملك. مستوٍ على العرش: حاكم على الملك بالاستقلال . قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ} أي: بترتيب خاص، وإفاضة الخلق حسب استعداد. {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} .
أي: بيده التدبير التامّ لثبوت تمام القدرة بالخلق، وتمام التدبير لرعاية الآجال والاستعداد. فلا قدرة لأحد إلا بإذنه. فلا عبودية لغيره، لكون الجميع تحت قدرته وتدبيره. فمن تذكر أول الأمور وجعلها أساس النظر أبطل الشركاءَ.

علم الطيرة والزجر

علم الطيرة والزجر
هذا ضد الفال إذ الفال سبب للإقدام وهذا سبب للإحجام وهو تشاؤم بشيء يرد المناظر والمسامع مما نفر منه النفس وأما ما ينفر منه الطبع كصرير الحديد وصوت الحمار فليس من ذلك والطيرة مأخوذ من الطير وهو الأصل في هذا الباب وألحق به ما عداه.
وكانت العرب إذا أرادوا سفرا يطيرون طيرا فإذا طار عن اليمين يتوجهون إلى المقصد وإن طار عن اليسار يرجعون عن السفر ويسمون الأول السانح والثاني البارح والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الطيرة وأمر بالفال.
قال في مدينة العلوم قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة:
إن التطير إنما يضر من أشفق منه وخاف وأما من لم يبال به ولم يخشه فلا يضره البتة لا سيما إن قال عند رؤية ما يتطير به أو عند سماعه: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يذهب بالسيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك.
وقال ابن عبد الحكم: خرج عمر بن عبد العزيز من المدينة والقمر في الدبران فكرهت أن أخرج به فقلت: ما أحسن استواء القمر في هذه الليلة فنظر فقال: كأنك أردت أن تخبرني أن القمر في الدبران إنا لا نخرج بشمس ولا بقمر ولكنا نخرج بالله الواحد القهار.
قال في مفتاح دار السعادة أيضا وأما من كان معتنيا بالطيرة فهي أسرع إليه من السيل إلى منحدره قد فتحت له أبواب الوسواس فيما يسمعه ويراه ويفتح له الشيطان فيها من المناسبات البعيدة والقريبة ما يفسد عليه دينه وينكر عليه معيشته هذا ما ذكره.
واعلم أن بعضا من الناس قد فتح له باب الوسواس واعتبر أمورا بعيدة يضحك منه الشيطان ويستهزئ به الصبيان مثلا يتشاءم بعضهم بالسفرجل إذا سمعه ورآه يقول: إنه سفرجل.
وبعضهم يتشاءم بالياسمين ويقول: إنه يأس ومين.
وبعضهم يتشاءم بالسوسنة ويقول: إنه سوء ويبقى سنة.
حكي أن جعفر البرمكي اختار وقتا لينتقل إلى داره التي بناها فاختاروا له ساعة من ليلة عينوها فخرج في ذلك الوقت والطرق خالية إذ سمع منشدا يقول:
يدبر بالنجوم وليس يدري ... ورب النجم يفعل ما يريد
فتطير ودعا بالرجل وقال له: ما أردت بهذا؟ قال: ما أردت به معنى من المعاني لكنه شيء عرض لي وجرى على لساني فأمر له بدينار ومضى لوجهه وقد تنغص سروره وتكدر عيشه فلم يمض إلا قليلا حتى أوقع به الرشيد ما هو المشهور انتهى ما في مدينة العلوم. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.