(الْقرْبَة) ظرف من جلد يخرز من جَانب وَاحِد وتستعمل لحفظ المَاء أَو اللَّبن وَنَحْوهمَا
(الْقرْبَة) ظرف من جلد يخرز من جَانب وَاحِد وتستعمل لحفظ المَاء أَو اللَّبن وَنَحْوهمَا
هول: الهَوْلُ: المخافة من الأَمر لا يَدْرى ما يَهْجِم عليه منه
كَهَوْل الليل وهَوْل البحر، والجمع أَهْوال وهُؤُول، والهُؤُول جمع هَوْل؛
وأَنشد أَبو زيد:
رَحَلْنا من بلاد بني تميم
إِليك، ولم تَكَاءَدْنا الهُؤُولُ
يهمزون الواو لانضمامها. والهِيلَة: الهَوْلُ. وهالَنِي الأَمرُ
يَهُولُني هَوْلاً: أَفزَعَني؛ وقوله:
وَيْهاً فِدَاءً لك يا فَضالَهْ
أَجِرَّهُ الرُّمْحَ، ولا تُهالَهْ
فتح اللام لسكون الهاء وسكون الأَلف قبلها، واختاروا الفتحة لأَنها من
جنس الأَلف التي قبلها، فلما تحرَّكت اللام لم يلتق ساكنان فتحذف الأَلف
لالتقائهما؛ قال ابن سيده: فأَما قول الآخر:
إِضْرِبَ عنكَ الهُمُومَ طارِقَها،
ضَرْبَك بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَس
فإِنَّ ابن جني قال: هو مَدْفوع مصنوع عند عامة أَصحابنا ولا رواية
تثبُت به، وأَيضاً فإِنه ضعيف ساقط في القياس، وذلك لأَن التأْكيد من مواضع
الإِطْناب والإِسْهاب فلا يَليق به الحَذْف والاختصار، فإِذا كان السماعُ
والقياسُ يدفعان هذا التأْويل وَجَب إِلغاؤه والعُدول إِلى غيره مما كثر
استعماله وصحَّ قياسه. وهَوْلٌ هائلٌ ومَهُول، وكَرِهَها بعضهم، وقد جاء
في الشعر الفصيح.
والتَّهْوِيل: التفريع؛ الأَزهري: أَمر هائل ولا يقال مَهُول إِلا أَن
الشاعر قد قال:
ومَهُولٍ، منَ المَناهِل، وَحْشٍ
ذي عَراقيبَ آجِنٍ مِدْفانِ
وتفسير المَهُول أَي فيه هَوْل، والعرب إِذا كان الشيء هُوَ لَهُ
أَخرجوه على فاعِل مثل دارِع لذي الدِّرْع، وإِن كان فيه أَو عليه أَخرجوه على
مَفْعول، كقولك مَجْنون فيه ذاك، ومَدْيون عليه ذاك. ومكان مَهِيل أَي
مَخُوف؛ قال رؤبة:
مَهِيلُ أَفْيافٍ لها فُيُوفُ
(* قوله «قال رؤبة إلخ» نقل الصاغاني مثله عن الجوهري ثم قال: هذا تصحيف
وصوابه مهبل بسكون الهاء وكسر الباء المعجمة بواحدة، والمهبل المنقطع
بين أرضين).
وكذلك مكان مَهالٌ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي:
أَلا يا لَقَوْمي لِطَيفِ الخَيا
لِ أَرَّقَ من نازِحٍ ذي دَلالِ
أَجازَ إِلينا، على بُعْده،
مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالِ
ويقال: اسْتَهال فلان كذا يَسْتَهِيله، ويقال يَسْتَهْوِله، والجيِّد
يَسْتَهِيله. وهُلْته فاهْتال: أَفزعته ففزع، وقد هَوَّل عليه.
والتَّهْوِيل والتَّهاوِيلُ: ما هُوِّلَ به؛ قال:
على تَهاوِيلَ لها تَهْوِيلُ
التهذيب: التَّهاوِيلُ جماعة التَّهْوِيل، وهو ما هالك من شيء، وهَوَّل
القومُ على الرجل. وفي حديث أَبي سفيان: أَن محمداً لم يُناكِرْ أَحداً
قطُّ إِلا كانت معه الأَهْوال؛ هي جمع هَوْل وهو الخوف والأَمرُ الشديد.
وفي حديث أَبي ذرٍّ: لا أَهُولَنَّك أَي لا أُخِيفُك فلا تَخَفْ مني. وفي
حديث الوحْيِ: فهُلْت أَي خِفْت ورُعِبْت، كقُلْتُ من القَوْل. وهَوَّل
الأَمرَ: شنَّعه.
والهُولةُ من النساء: التي تَهُول الناظرَ من حسنها؛ قال أُمية بن أَبي
عائذ الهذلي:
بَيْضاءُ صافِيةُ المَدامِعَ، هُولةٌ
للناظرين، كدُرَّة الغَوَّاصِ
ووَجْهُه هُولةٌ من الهُوَلِ أَي عَجَب. أَبو عمرو: يقال ما هو إِلاَّ
هُولةٌ من الهُوَل إِذا كان كَرِيهَ المنظَر. والهُولةُ: ما يفزَّع به
الصبي، وكل ما هالك يسمَّى هُولةً؛ قال الكميت:
كَهُولَة ما أَوْقَدَ المُحْلِفُون،
لَدى الحالِفِينَ، وما هَوَّلُوا
وهَوَّل على الرجل: حَمل. وناقة خِولُ الجَنان: حديدةٌ. وتَهَوَّل
للناقة تَهَوُّلاً: تشبَّه لها بالسبُع ليكون أَرْأَمَ لها على الذي تُرْأَم
عليه، وهو مثل تَذَأَّبت لها تَذَؤُّباً إِذا لبست لها لباساً تَتَشبَّه
بالذئب، قال: وهو أَن تستخْفي لها إِذا ظَأَرْتها على ولد غيرها
فتَشَبَّهت لها بالسبع فيكون أَرْأَم لها عليه. والتَّهاوِيل: زينة التَّصاوِير
والنُّقوش والوَشْي والسلاح والثياب والحَلْي، واحدها تَهْويل.
والتَّهاوِيل: الأَلوان المختلفة من الأَصْفر والأَحْمر. وهَوَّلت المرأَة: تزينت
بزينة اللِّباس والحَلْيِ؛ قال:
وهَوَّلتْ من رَيْطِها تَهاوِلا
والتَّهاويل: ما على الهَوادِج من الصوف الأَحمر والأَخضر والأَصفر؛
ويقال للرِّياض إِذا تزيَّنَت بِنَوْرها وأَزاهِيرها من بين أَصفر وأَحمر
وأَبيض وأَخضر: قد علاها تَهْوِيلُها؛ وقال عبد المسيح بن عَسَلة فيما
أَخرجه الزرعُ من الأَلوان؛ وفي المحكم: يصِف نباتاً:
وعازِبٍ قد عَلا التَّهْويلُ جَنْبَتَهُ،
لا تنفعُ النَّعْل في رَقْراقِهِ الحافِي
ومثله لعدي:
حتى تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ له زَهَرٌ
من التَّهاوِيل، شَكْل العِهْن في التُّوَمِ
وروى الأَزهري بإِسناده عن ابن مسعود في قوله عز وجل: ولقد رآه نَزْلةً
أُخرى؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: رأَيت لجبريل، عليه
الصلاة والسلام، سِتَّمائة جَناح ينتَشِرُ من ريشه التَّهاوِيلُ والدرُّ
والياقوتُ أَي الأَشياء المختلفة الأَلْوان؛ أَراد بالتَّهاوِيل تَزايينَ
ريشه وما فيه من صفرة وحمرة وبياض وخضرة مثل تَهاوِيلِ الرياض؛ ويقال لما
يخرج من أَلوان الزَّهْر في الرياض التَّهاوِيل، واحدها تَهْوال، وأَصلها
ما يَهُول الإِنسانَ ويحيره. والتَّهْوِيلُ: شيء كان يفعل في الجاهليَّة،
كانوا إِذا أَرادوا أَن يستحلِفوا الرجل أَوْقَدُوا ناراً وأَلْقَوْا
فيها مِلْحاً.
والمُهَوِّل: المحلِّف، وكان في الجاهلية لكل قوم نار وعليها سَدَنةٌ،
فكان إِذا وقع بين الرجلين خُصومة جاءَا إِلى النار فيحلَّف عندها
(*
قوله: يحلِّف عندها أي الخصم) وكان السَّدَنة يطرَحون فيها مِلْحاً من حيث لا
يشعُر يُهَوِّلون بها عليه، واسم تلك النار الهُولَةُ، بالضم؛ التهذيب:
كانت الهُولَةُ ناراً يُوقِدونها عند الحَلِف ويُلْقون فيها مِلْحاً
فيَتَفَقَّع، يُهَوِّلون بها، وكذلك إِذا استحلفوا رجلاً؛ قال أَوس بن حجر
يصف حمار وحش:
إِذا اسْتَقْبَلَتْه الشمسُ صَدَّ بِوَجْهِه،
كما صَدَّ عن نارِ المُهَوِّل حالِفُ
وهِيلَ السكران يُهالُ إِذا رأَى تَهاوِيل في سكره فيفزع لها؛ وقال ابن
أَحمر يصف خمراً وشاربها:
تَمَشَّى في مَفاصِلِه، وتَغْشى
سَناسِنَ صُلْبِه حتى يُهالا
ورجل هَوَلْوَلٌ: خفيف؛ حكاه ابن الأَعرابي، وهو فَعَلْعَل؛ وأَنشد:
هَوَلْوَلٌ إِذا ونَى القومُ نَزَلْ
والمعروف حَوَلْوَل.
والهَالُ: فُوهٌ من أَفْواهِ الطِّيبِ.
والهَالةُ: دارةُ القمر، وهَالةُ: الشمْسُ معرفة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالةَ أُمُّهُ،
سَبَاهِي الفُؤادِ ما يَعِيش بمَعْقُول
ويروى أُمَّه، يريد أَنه فَرس كريم كأَنما نُتِجَته الشمسُ، ومُنْتَخَب
حذِر كأَنه من ذَكاء قلْبه وشُهومته فزِعٌ، وسَباهِي الفُؤاد: مُدَلَّهه
غافِلهُ إِلا من المَرَح، وهو مدكور في موضعه. وهَالةُ: اسم امرأَة عبد
المطلب. وهَالٌ: من زجر الخيل.
كربل: كَرْبَل الشيءَ: خلطه. أَبو عمرو: كَرْبَلْت الطعام كَرْبَلةً
هذَّبته ونقَّيته مثل غَرْبَلَتْه؛ وأَنشد في صفة حنطة:
يَحْمِلْنَ حمراءَ رَسُوباً بالنَّقَلْ،
قد غُرْبِلَتْ وكُرْبِلَتْ من القَصَلْ
والكِرْبالُ: المِنْدَف الذي يُنْدَف به القُطْن؛ وأَنشد الشيباني:
تَرْمي اللُّغامَ على هاماتها قَزَعاً،
كالبِرْس طَيَّره ضرْبُ الكَرابِيلِ
والكَرْبَلة: رَخاوة في القَدَمين. يقال: جاء يمشي مُكَرْبِلاً أَي
كأَنه يمشي في طين.
وكَرْبَل: اسم نبت، وقيل: إِنه الحُمَّاض، قال أَبو وجزة يصف عُهُون
الــهَوْدج:
وثامِرُ كَرْبَلٍ وعَمِيمُ دِفْلى
عليها، والنَّدَى سَبِط يَمُور
والكَرْبَل: نبت له نَوْر أَحمر مشرِق؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد:
كأَنَّ جَنى الدِّفْلى يُغَشِّي خُدورَها،
ونُوَّارُ ضاحٍ من خُزامى وكَرْبَل
وكَرْبَلاء: اسم موضع وبها قبر الحسين بن
علي، عليهما السلام؛ قال كثيِّر:
فَسِبْطٌ سِبْطُ إِيمان وبِرٍّ،
وسِبْطٌ غَيَّبَته كَرْبَلاء
هود: الهَوْدُ: التَّوْبَةُ، هادَ يَهُودُ هوْداً وتَهَوَّد: تابَ ورجع
إِلى الحق، فهو هائدٌ. وقومٌ هُودٌ: مِثْلُ حائِكٍ وحُوكٍ وبازِلٍ
وبُزْلٍ؛ قال أَعرابي:
إِنِّي امرُؤٌ مِنْ مَدْحِهِ هائِد
وفي التنزيل العزيز: إِنَّا هُدْنا إِليك؛ أَي تُبْنا إِليك، وهو قول
مجاهد وسعيد بن جبير وإِبراهيم. قال ابن سيده: عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى
رجعنا، وقيل: معناه تبنا إِليك ورجعنا وقَرُبْنا من المغفرة؛ وكذلك قوله
تعالى: فتُوبوا إِلى بارِئِكم؛ وقال تعالى: إِن الذين آمنوا والذين هادوا؛
وقال زهير:
سِوَى رُبَعٍ لم يَأْتِ فيها مَخافةً،
ولا رَهَقاً مِنْ عابِدٍ مُتَهَوِّد
قال: المُتَهَوِّد المُتَقَرِّبُ. شمر: المُتَهَوِّدُ المُتَوَصِّلُ
بِهَوادةٍ إِليه؛ قال: قاله ابن الأَعرابي. والتَّهَوُّدُ: التوبةُ والعمل
الصالح.
والهَوادَةُ: الحُرْمَةُ والسبب. ابن الأَعرابي: هادَ إِذا رجَع من خير
إِلى شرّ أَو من شرّ إِلى خير، وهادَ إِذا عقل. ويَهُودُ: اسم للقبيلة؛
قال:
أُولئِكَ أَوْلى مِنْ يَهُودَ بِمِدْحةٍ،
إِذا أَنتَ يَوْماً قُلْتَها لم تُؤنَّب
وقيل: إِنما اسم هذه القبيلة يَهُوذ فعرب بقلب الذال دالاً؛ قال ابن
سيده: وليس هذا بقويّ. وقالوا اليهود فأَدخلوا الأَلف واللام فيها على
إِرادة النسب يريدون اليهوديين. وقوله تعالى: وعلى الذين هادُوا حَرَّمْنا
كلَّ ذي ظُفُر؛ معناه دخلوا في اليهودية. وقال الفراء في قوله تعالى: وقالوا
لَنْ يَدْخُلَ الجنةَ إِلا من كان هُوداً أَو نصارى؛ قال: يريد يَهُوداً
فحذف الياء الزائدة ورجع إِلى الفعل من اليهودية، وفي قراءة أُبيّ: إِلا
من كان يهوديّاً أَو نصرانيّاً؛ قال: وقد يجوز أَن يجعل هُوداً جمعاً
واحده هائِدٌ مثل حائل وعائط من النُّوق، والجمع حُول وعُوط، وجمع اليهوديّ
يَهُود، كما يقال في المجوسيّ مَجُوس وفي العجمي والعربيّ عجم وعرب.
والهُودُ: اليَهُود، هادُوا يَهُودُون هَوْداً. وسميت اليهود اشتقاقاً من
هادُوا أَي تابوا، وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ ولكنهم حذفوا ياء
الإِضافة كما قالوا زِنْجِيٌّ وزنْج، وإِنما عُرِّف على هذا الحد فجُمِع
على قياس شعيرة وشعير، ثم عُرّف الجمع بالأَلِف واللام، ولولا ذلك لم يجز
دخول الأَلِف واللام عليه لأَنه معرفة مؤنث فجرى في كلامهم مجرى القبيلة
ولم يجعل كالحيّ؛ وأَنشد علي بن سليمان النحوي:
فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانَها،
صَمِّي، لِما فَعَلَتْ يَهُودُ، صَمامِ
قال ابن برِّيّ: البيت للأَسود بن يعفر. قال يعقوب: معنى صَمِّي اخْرسي
يا داهيةُ، وصَمامِ اسم الداهيةِ علم مثل قَطامِ وحَذامِ أَي صَمِّي يا
صَمامِ؛ ومنهم من يقول: الضمير في صمي يعود على الأُذن أَي صَمِّي يا
أُذُن لما فعلتْ يَهُود. وصَمامِ اسم للفعل مثل نَزالِ وليس بنداء.
وهَوَّدَ الرجلَ: حَوّلَه إِلى ملة يَهُودَ. قال سيبويه: وفي الحديث:
كلُّ مَوْلُود يُولَدُ على الفِطْرَةِ حتى يكون أَبواه يُهَوِّدانِه أَو
يُنَصِّرانِه، معناه أَنهما يعلمانه دين اليهودية والنصارى ويُدْخِلانه
فيه. والتَّهْوِيدُ: أَن يُصَيَّرَ الإِنسانُ يَهُوديًّا. وهادَ وتَهَوَّد
إِذا صار يهوديّاً.
والهَوادةُ: اللِّينُ وما يُرْجَى به الصلاحُ بين القوم. وفي الحديث: لا
تأْخُذُه في الله هَوادةٌ أَي لا يَسْكُنُ عند حد الله ولا يُحابي فيه
أَحداً. والهَوادةُ: السُّكونُ والرُّخْصة والمحاباة. وفي حديث عمر، رضي
الله عنه، أُتِيَ بِشاربٍ فقال: لأَبْعَثَنَّكَ إِلى رجل لا تأْخُذُه فيك
هَوادةٌ. والتَّهْوِيدُ والتَّهْوادُ والتَّهَوُّدُ: الإِبْطاءُ في
السَّيْر واللِّينُ والتَّرَفُّقُ. والتَّهْوِيدُ: المشيُ الرُّوَيْدُ مثل
الدَّبيب ونحوه، وأَصله من الهَوادةِ. والتَّهْوِيدُ: السَّيْرُ الرَّفِيقُ.
وفي حديث عِمْران بن حُصين أَنه أَوْصَى عند موتِه: إِذا مُتُّ
فَخَرَجْتُمْ بي، فأَسْرِعُوا المَشْيَ ولا تُهَوِّدُوا كما تُهَوِّدُ اليهودُ
والنصارى. وفي حديث ابن مسعود: إِذا كنتَ في الجَدْبِ فأَسْرِعِ السَّيْرَ
ولا تُهَوِّد أَي لا تَفْتُرْ. قال: وكذلك التَّهْوِيدُ في المَنْطِقِ
وهو الساكِنُ؛ يقال: غِناءٌ مُهَوِّد؛ وقال الراعي يصف ناقة:
وخُود منَ اللاَّئي تَسَمَّعْنَ، بالضُّحى،
قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناءِ المُهَوِّدِ
قال: وخُود الواو أَصلية ليست بواو العطف، وهو من وَخَدَ يخد إِذا
أَسرعَ. أَبو مالك: وهَوّدَ الرجلُ إِذا سكَن. وهَوَّدَ إِذا غَنَّى. وهَوَّدَ
إِذا اعتَمد على السير؛ وأَنشد:
سَيْراً يُراخِي مُنَّةَ الجَلِيدِ
ذا قُحَمٍ، وليس بالتَّهْوِيدِ
أَي ليس بالسَّيْر اللَّيِّن. والتهوِيدُ أَيضاً: النومُ. وتَهْوِيدُ
الشراب: إِسكارُه. وهَوَّدَه الشرابُ إِذا فَتَّرَه فأَنامَه؛ وقال
الأَخطل:ودافَعَ عَني يومَ جِلَّقَ غَمْزُه،
وصَمَّاءُ تُنْسِيني الشرابَ المُهَوِّدا
والهَوادَةُ: الصُّلْحُ والمَيْلُ. والتهوِيدُ والتَّهْوادُ: الصوتُ
الضعيفُ اللَّيِّنُ الفاتِرُ. والتهوِيدُ: هَدْهَدةُ الريحِ في الرمل ولِينُ
صوتها فيه. والتَّهْوِيدُ: تَجاوُبُ الجنِّ لِلِينِ أَصواتِها
وضَعْفِها؛ قال الراعي:
يُجاوِبُ البومَ تَهْوِيدُ العَزِيفِ به،
كما يَحِنُّ لِغَيْثٍ جِلَّةٌ خُورُ
وقال ابن جَبَلَةَ: التهوِيدُ الترجيعُ بالصوت في لِين. والهَوادةُ:
الرُّخْصة، وهو من ذلك لأَن الأَخذ بها أَلْيَنُ من الأَخذ بالشدّة.
والمُهاوَدةُ: المُوادَعَةُ. والمُهاوَدةُ: المُصالَحَةُ والمُمايَلةُ.
والمُهَوِّدُ: المُطْرِبُ المُلْهِي؛ عن ابن الأَعرابي. والهَوَدَةُ،
بالتحريك: أَصل السنامِ. شمر: الهَوَدةُ مجتَمَعُ السَّنامِ وقَحَدَتُه،
والجمع هَوَدٌ؛ وقال:
كُومٌ عليها هَوَدٌ أَنضادُ
وتسكن الواو فيقال هَوْدةٌ.
وهُودٌ: اسم النبي، صلى الله على نبينا محمد وعليه وسلم، ينصرف، تقول:
هذه هُودٌ إِذا أَردْتَ سورة هُودٍ، وإِن جعلت هُوداً اسم السورة لم
تصرفه، وكذلك نُوحٌ ونُونٌ، والله أَعلم.
جنأ: جَنَأَ عليه يَجْنَأُ جُنُوءاً وجانَأَ عليه وتَجانَأَ عليه: أَكَبَّ. وفي التهذيب: جَنَأَ في عَدْوِه: إِذا أَلَحَّ وأَكَبَّ، وأَنشد: وكأَنَّه فوت الحَوالِبِ، جانِئاً، * رِيمٌ، تُضايِقُه كِلابٌ، أَخْضَعُ
تُضايِقُه: تلجئه، ريمٌ أَخْضَعُ.
وأَجْنَأَ الرَّجُلُ على الشيء: أَكَبَّ؛ قال: وإِذا أَكَبَّ الرَّجل
على الرجل يَقِيه شيئاً قيل: أَجْنأَ. وفي الحديث: فَعَلِقَ يُجانِئُ عليها يَقِيها الحجارة، أَي يُكِبُّ عليها.
وفي الحديث أَنَّ يَهُوديّاً زَنَى بامرأَة، فَأَمَرَ برَجْمِهما فَجَعَلَ الرَّجلُ يُجْنِئُ عليها أَي يُكِبُّ ويَمِيل عليها ليقيها الحجارة.
وفي رواية أُخرى: فَلَقَد رأَيْتُه يُجانِئُ عليها، مُفاعَلة من جانَأَ
يُجانِئُ؛ ويروى بالحاء المهملة، وسيجيء ان شاء اللّه تعالى.
وفي حديث هِرَقْلَ في صِفة إِسْحقَ عليه السلام: أَبْيَضُ أَجْنَأُ
خَفِيفُ العارِضَيْن.
الجَنَأُ: مَيَلٌ في الظَّهْر، وقيل: في العُنُق.
وجَنَأَتِ المرأَةُ على الولد: أَكَبَّتْ عليه. قال:
بَيْضاء صَفْراء لَمْ تَجْنَأْ على ولَدٍ، * إلاّ لأُخْرَى، ولم تَقْعُدْ على نارِ
وقال كثير عزة:
أَغاضِرَ، لوْ شَهِدْتِ، غَداةَ بِنْتُمْ، * جُنُوءَ العائداتِ على وِسادي
وقال ثعلب: جَنِئَ عليه: أَكَبَّ عليه يُكلِّمُه. وجَنِئَ الرجل
جَنَأً، وهو أَجْنأُ بَيِّنُ الجَنَإِ: أَشْرَفَ كاهِلُه على صدره؛ وفي الصحاح: رَجُل أَجْنَأُ بَيِّنُ الجَنَإِ، أَي أَحْدَبُ الظهر. وقال ثعلب: جَنَأَ ظهرُهُ جُنُوءاً كذلك، <ص:51> والانثى جَنْواء.
وجَنِئَ الرجُل يَجْنَأُ جَنَأً: إِذا كانت فيه خِلْقةً. الأَصمعي:
جَنَأَ يَجْنَأُ جُنُوءاً: إِذا انْكَبَّ على فرسه يَتَّقِي الطعْنَ؛ وقال
مالك بن نويرة:
ونَجَّاكَ مِنَّا بَعْدَما مِلتَ جانِئاً، * ورُمْتَ حِياضَ الـمَوْتِ كلَّ مَرامِ
قال: فإِذا كان مُستقيم الظهرِ ثم أَصابه جَنَأ قيل جَنِئَ يَجْنَأُ
جَنَأً، فهو أَجْنَأُ.
الليث: الأَجْنَأُ: الذي في كاهله انْحِناء على صدره، وليس بالأَحْدب.
أَبو عمرو: رجلٌ أَجْنَأُ وأَدنَأُ مهموزان، بمعنى الأَقْعَسِ، وهو الذي في صدره انكِباب إِلى ظهره. وظَلِيمٌ أَجْنَأُ ونَعامة جَنْآءُ، ومن حذف الهمزة قال: جَنْواء، والمصدر الجَنَأُ، وأَنشد:
أَصَكُّ، مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ، أَجْنَا والـمُجْنَأُ، بالضم: التُّرْس لا حْديدا بهِ. قال أَبو قَيْس ابن الأَسلت السُّلَمِي:
أَحْفِزُها عنِّي بذِي رَوْنَقٍ، * مُهَنَّدٍ، كالمِلْحِ قَطَّاعِ
صَدْقٍ، حُسامٍ، وادِقٍ حَدُّهُ، * ومُجْنَإٍ، أَسْمَرَ، قَرّاعِ
والوادِقُ: الماضي في الضَّريبةِ؛ وقولُ ساعِدَةَ بن جُؤَيّةَ:
إِذا ما زارَ مُجْنَأَةً، عَليْها * ثِقالُ الصَّخْرِ والخَشَبُ القَطِيلُ
انما عنى قَبراً.
والـمُجْنأَةُ: حُفْرَةُ القبر. قال الهذلي وأَنشد البيت:
إِذا ما زار مجنأَة عليها
جحد: الجَحْدُ والجُحُود: نقيض الإِقرار كالإِنكار والمعرفة، جَحَدَهُ
يَجْحَدُه جَحْداً وجُحوداً.
الجوهري: الجُحودُ الإِنكار مع العلم. جَحَدَه حقَّه وبحقه. والجَحْدُ
والجُحْدُ، بالضم، والجحود: قلة الخير.
وجَحِدَ جَحَداً، فهو جَحِدٌ وجَحْدٌ وأَجْحَدُ إِذا كان ضيقاً قليل
الخير. الفراء: الجَحْدُ والجُحْدُ الضيق في المعيشة. يقال: جَحِدَ عَيْشُهم
جَحَداً إِذا ضاق واشتدَّ؛ قال: وأَنشدني بعض الأَعراب في الجَحد:
لئن بَعَثَتْ أُمُّ الحُمَيْدَيْنِ مائراً،
لقد غَنِيَتْ في غير بُوسٍ ولا جَحْدِ
والجَحَدُ، بالتحريك: مثله؛ يقال: نَكَداً له وجَحَداً وأَرض جَحْدَة:
يابسة لا خير فيها. وقد جَحِدَت وجَحِدَ النبات: قلَّ ونكد. والجَحْد:
القلة من كل شيءٍ، وقد جُحِدَ. ورجل جَحِدٌ وجَحْدٌ: كقولهم نَكِدٌ
ونَكْدٌ. قليل المطر. وجَحِدَ النبتُ إِذا قلَّ ولم يَطُلْ. أَبو عمرو: أَجْحَدَ
الرجل وجَحَدَ إِذا أَنْفَضَ وذهب ماله؛ وأَنشد الفرزدق:
وبَيْضاءَ من أَهل المدينة لم تَذُقْ
يَبِيساً، ولم تَتْبَعْ حَمولةَ مُجْحِدِ
قال ابن بري: أَورده شاهداً على مُجْحِدٍ للقليل الخير، وصوابه: لبيضاء
من أَهل المدينة؛ وقبله:
إِذا شئتُ غَنَّاني، من العاج، قاصِفٌ
على مِعْصَمٍ رَيَّانَ لم يَتَخَدَّدِ
وفرس جَحْدٌ والأُنثى جَحْدَةٌ، وهو الغليظ القصير، والجمع جِحاد.
شمر: الجُحاديَّة قربة ملئت لبناً أَو غَرارة ملئت تمراً أَو حنطة؛
وأَنشد:
وحتى ترى أَن العَلاة تُمِدُّها
جُحاديَّةٌ، والرائحاتُ الرواسمُ
وقد مضى تفسيره في ترجمة عَلأَ.
وجُحادةُ: اسم رجل.
والجُحاديُّ: الضخم، حكاه يعقوب، قال والخاء لغة.
جحف: جَحَفَ الشيءَ يَجْحَفُه جَحْفاً: قَشَرَه. والجَحْفُ
والـمُجاحَفَةُ: أَخْذُ الشيء واجْتِرافُه. والجَحْفُ: شِدَّةُ الجَرْفِ إلاَّ أَن
الجَرْفَ للشيء الكثير والجَحْفَ للماء والكُرَةِ ونحوهما. تقول:
اجْتَحَفْنا ماء البئرِ إِلا جَحْفَةً واحدةً بالكَفِّ أَو بالإناء. يقال:
جَحَفْتُ الكُرةَ من وجْهِ الأَرض واجْتَحَفْتُها. وسَيْلٌ جُرافٌ وجُحافٌ:
يَجْرُفُ كلَّ شيء ويَذْهَبُ به. قال ابن سيده: وسيل جُحاف، بالضم، يذهب بكل
شيء ويَجْحَفُه أَي يَقْشُرُه وقد اجْتَحَفَه؛ وأَنشد الأَزهريّ لامرِئ
القيس:
لَها كَفَلٌ كصَفاةِ المسيـ
ـلِ، أَبْرَزَ عنها جُحافٌ مُضِرُ
وأَجْحَفَ به أَي ذَهَبَ به، وأَجْحَفَ به أَي قاربه ودَنا منه، وجاحَفَ
به أَي زاحَمه وداناهُ. ويقال: مرَّ الشيء مُضِرًّا ومُجْحِفاً أَي
مُقارِباً. وفي حديث عَمّار: أَنه دخل على أُمّ سَلَمَة، وكان أَخاها من
الرَّضاعةِ، فاجْتَحَفَ ابْنَتَها زَيْنَبَ من حِجْرِها أَي
اسْتَلَبَها.والجُحْفَةُ: موضع بالحجاز بين مكة والمدينة، وفي الصحاح: جُحْفَةُ بغير
أَلف ولام، وهي مِيقاتُ أَهلِ الشامِ؛ زعم ابن الكلبي أَن العَمالِيقَ
أَخرجوا بني عَبِيلٍ، وهم إخْوة عادٍ، من يَثْرِبَ فنزلوا الجُحفة وكان
اسمها مَهْيَعَة فجاءَهم سَيْلٌ فاجْتَحَفَهم فسميت جُحْفةَ، وقيل: الجحفة
قرية تقرُب من سِيفِ البحر أَجْحَفَ السيلُ بأَهْلِها فسميت جُحْفَة.
واجْتَحَفْنا ماء البئر: نَزَفْناه بالكفّ أَو بالإناء. والجُحْفَةُ: ما
اجْتُحِفَ منها أَو بقي فيها بعد الاجْتحاف. والجَحْفَةُ والجُحْفَةُ:
بقيَّةُ الماء في جوانب الحَوْض؛ الأَخيرة عن كراع.
والجَحْفُ: أَكل الثَّرِيدِ. والجَحْفُ: الضرْبُ بالسيف؛ وأَنشد:
ولا يَسْتَوِي الجَحْفانِ: جَحْفُ ثَرِيدَةٍ،
وجَحْفُ حَرُورِيٍّ بأَبْيَضَ صارِمِ
يعني أَكلَ الزُّبْدِ بالتمر والضَرْبَ بالسيفِ. والجُحْفَةُ: اليَسيرُ
من الثريد يكون في الإناء ليس يملؤُه. والجَحُوفُ: الثّرِيدُ يَبْقَى في
وسَطِ الجَفْنَةِ. قال ابن سيده: والجُحْفَةُ أَيضاً مِلءُ اليدِ، وجمعها
جُحَفٌ.
وجَحَفَ لهم: غَرَفَ.
وتَجاحفُوا الكُرَةَ بينهم: دَحْرَجُوها بالصَّوالجة. وتَجاحُفُ القومِ
في القِتال: تناوُلُ بعضهم بعضاً بالعِصِيّ والسُّيُوفِ؛ قال العجاج:
وكانَ ما اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجَا
يعني ما كسره التَّجاحُفُ بينهم، يريد به القتل. وفي الحديث: خذوا
العطاء ما كان عَطاء، فإذا تَجاحَفَتْ قُرَيْشٌ الـمُلْكَ بينهم فارْفُضُوه،
وقيل: فاتركوا العَطاء، أَي تَنَاوَلَ بعضهم بعضاً بالسيوف، يريد إذا
تَقاتَلُوا على الملك.
والجِحافُ: مُزاحمةُ الحرْبِ. والجَحُوفُ: الدَّلْوُ التي تَجْحَفُ
الماء أَي تأْخذه وتذهَب به. والجِحافُ، بالكسر: أَن يَسْتَقِيَ الرجلُ
فَتُصِيبَ الدَّلْوُ فمَ البئر فتَنْخَرِقَ ويَنْصَبّ ماؤها؛ قال:
قد عَلِمَتْ دَلْوُ بني مَنافِ
تَقْوِيمَ فَرْغَيْها عن الجِحافِ
والجِحافُ: الـمُزاولةُ في الأَمر. وجاحَفَ عنه كجاحَشَ، ومَوْتٌ
جُحافٌ: شَدِيد يذهب بكل شيء؛ قال ذو الرمة:
وكائِنْ تَخَطَّتْ ناقَتي من مَفازةٍ،
وكمْ زَلَّ عنها من جُحافِ الـمَقادِرِ
وقيل: الجُحافُ الموتُ فجعلوه اسماً له. والـمُجاحَفةُ: الدُّنوُّ؛ ومنه
قول الأَحْنف: إنما أَنا لبني تَمِيمٍ كعُلْبةِ الرّاعي يُجاحِفُون بها
يومَ الوِرْدِ.
وأَجْحَف بالطريق: دَنا منه ولم يُخالِطْه. وأَجْحفَ بالأَمـْرِ: قارَبَ
الإخْلالَ به. وسنةٌ مُجْحِفةٌ: مُضِرَّةٌ بالمال. وأَجْحَفَ بهم
الدهرُ: اسْتأْصَلَهم. والسنة الـمُجْحِفَة:: التي تُجْحِفُ بالقوم قَتْلاً
وإفساداً لَلأَمـْوالِ. وفي حديث عمر أَنه قال لعديّ: إنما فَرَضْتُ لقوم
أَجْحَفَتْ بهم الفاقةُ أَي أَذْهَبَت أَموالَهم وأَفْقَرتْهم الحاجةُ.
وقال بعض الحكماء: مَن آثَرَ الدنيا أَجْحَفَتْ بآخِرته. ويقال: أَجْحفَ
العَدُوُّ بهم أَو السماء أَو الغيث أَو السيلُ دَنا منهم وأَخْطَأَهُم.
والجُحْفَةُ: النُّقْطَةُ من الـمَرْتَعِ في قَرْنِ الفَلاةِ، وقَرْنُها
رَأْسُها وقُلَّتُها التي تَشْتَبِهُ المياهُ من جوانبها جَمْعاء، فلا
يَدْرِي القارِبُ أَيُّ المياه منه أَقْربُ بطَرَفِها.
وجَحَفَ الشيءَ بِرِجْلِه يَجْحَفُه جَحْفاً إذا رَفَسَه حتى يرمي به.
والجُحافُ: وجَعٌ في البَطْنِ يأْخذ من أَكلِ اللحم بَحتاً كالحُجاف،
وقد جُحِفَ، والرجل مَجْحُوفٌ. وفي التهذيب: الجُحافُ مَشْيُ البَطْنُ عن
تُخَمةٍ، والرجل مَجْحُوفٌ؛ قال الراجز:
أَرُفقةٌ تَشْكُو الجُحافَ والقَبَصْ،
جُلُودُهُمْ أَلْيَنُ من مَسِّ القُمُصْ
الجُحافُ: وجع يأْخذ عن أَكل اللحم بَحْتاً، والقَبَص: عن أَكل التمر.
وجَحّافٌ والجَحّافُ: اسم رجل من العرب معروف. وأَبو جُحَيْفةَ: آخِرُ من
ماتَ بالكُوفة من أَصحاب رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم.
جدف: جَدَفَ الطائِرُ يَجْدِفُ جُدُوفاً إذا كان مَقْصُوصَ الجناحين
فرأَيته إذا طار كأَنه يَرُدُّهما إلى خَلْفه؛ وأَنشد ابن بري للفرزدق:
ولو كنتُ أَخْشى خالداً أَنْ يَرُوعَني،
لَطِرْتُ بوافٍ ريشُه غيرِ جادِفِ
وقيل: هو أَن يَكْسِرَ من جناحه شيئاً ثم يَميلَ عند الفَرَقِ من
الصَّقْر؛ قال:
تُناقِضُ بالأَشْعارِ صَقْراً مُدَرَّباً،
وأَنتَ حُبارَى خِيفَةَ الصَّقْرِ تَجْدِفُ
الكسائي: والمصدرُ من جَدَفَ الطائرُ الجَدْفُ، وجناحا الطائر
مِجْدافاه، ومنه سمي مِجْداف السَّفينة. ومجداف السفينة، بالدال والذال جميعاً،
لغتان فصيحتان. ابن سيده: مِجْداف السفينة خشبة في رأْسها لَوْحٌ عَرِيضٌ
تُدْفَعُ بها، مُشتَقٌ من جَدَفَ الطائرُ، وقد جَدَفَ الـمَلاَّحُ السفينة
يَجْدِفُ جَدْفاً. أَبو عمرو: جَدَف الطائرُ وجَدَفَ الملاَّحُ
بالمِجْدافِ، وهو الـمُرْدِيُّ والمِقْذَفُ والمِقْذافُ. أَبو المِقْدامِ
السُّلَمِيُّ: جَدَفَتِ السماءُ بالثلج وجَذَفَتْ تَجْذِفُ إذا رَمَتْ
به.والأَجْدَفُ: القَصِيرُ؛ وأَنشد:
مُحِبٌّ لِصُغْراها، بَصِيرٌ بنَسْلِها،
حَفِيظٌ لأُخْراها، حُنَيِّفُ أَجْدَفُ
والمِجْدافُ: العُنُق، على التشبيه؛ قال:
بأَتْلَعِ المِجْدافِ ذَيّالِ الذَّنَبْ
والمِجْدافُ: السوطُ، لغة نَجْرانِيَّة؛ عن الأَصمعي؛ قال الـمُثَقِّبُ
العَبْدِيّ:
تَكادُ إن حُرِّكَ مِجْدافُها،
تَنْسَلُّ من مَثْناتِها واليد
(* قوله «واليد» كذا بالأصل وشرح القاموس، والذي في عدة نسخ من الصحاح:
باليد.)
ورجل مَجْدُوفُ اليدِ والقميصِ والإزارِ: قصيرُها؛ قال ساعدةُ بن
جُؤيّةَ:
كحاشِيةِ الـمَجْدُوفِ زَيَّنَ لِيطَها،
من النَّبْعِ، أَزْرٌ حاشِكٌ وكَتُومُ
وجَدَفَتِ المرأَة تَجْدِفُ: مَشَتْ مَشْيَ القِصارِ. وجَدَفَ الرجل في
مَشْيَتِه: أَسْرَعَ، بالدال؛ عن الفارسيّ، فأَما أَبو عبيد فذكرها مع
جَدَفَ الطائرُ وجَدَفَ الإنسانُ فقال في الإنسان: هذه بالذال، وصرح
الفارسي بخلافه كما أَرَيْتك فقال بالدال غير المعجمة. والجَدْفُ: القَطْعُ.
وجدَفَ الشيءَ جَدْفاً: قَطَعَه؛ قال الأَعشى:
قاعداً عندَه النَّدامى، فما يَنْـ
ـفَكُّ يُؤْتى بمُوكَرٍ مَجْدُوفِ
وإنه لَمَجْدُوفٌ
(* قوله «وانه لمجدوف إلخ» كذا بالأصل، وعبارة
القاموس: وانه لمجدّف عليه العيش كمعظم مضيق.) عليه العَيْشُ أَي مُضَيَّقٌ
عليه. الأَزهري في ترجمة جذف قال: والمجذوف الزِّقُّ، وأَنشد بيت الأَعشى
هذا، وقال: ومجدوف، بالجيم وبالدال وبالذال، قال: ومعناهما الـمَقْطُوعُ،
قال: ورواه أَبو عبيد مَنْدُوف، قال: وأَما محذوف فما رواه غير الليث.
والتَّجديفُ: هو الكُفْرُ بالنِّعم. يقال منه: جَدَّفَ يُجَدِّفُ
تَجْدِيفاً. وجَدَّفَ الرجلُ بنعمة اللّه: كفَرها ولم يَقْنَعْ بها. وفي
الحديث: شَرُّ الحديثِ التَّجْديفُ، قال أَبو عبيد: يعني كفر النِّعْمة
واسْتِقلال ما أَنعم اللّه عليك؛ وأَنشد:
ولكِنِّي صَبَرْتُ، ولم أُجَدِّفْ،
وكان الصَّبْرُ غاية أَوَّلينا
وفي الحديث: لا تُجَدِّفوا بنِعْمة اللّه أَي لا تَكْفُروها
وتَسْتَقِلُّوها.
والجَدَفُ: القَبْرُ، والجمع أَجْدافٌ، وكرهها بعضهم وقال: لا جمع
للجَدَفِ لأَنه قد ضَعُفَ بالإبْدال فلم يتصرّف. الجوهري: الجَدَفُ القبر وهو
إبدال الجَدَثِ والعرب تُعَقِّبُ بين الفاء والثاء في اللغة فيقولون
جَدَثٌ وجَدَفٌ، وهي الأَجداثُ والأَجْدافُ. والجَدَفُ من الشَّراب: ما لم
يُغَطَّ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، حين سأَل الرجل الذي كان الجنُّ
اسْتَهْوَتْه: ما كان طَعامُهم؟ قال: الفُولُ، وما لم يُذْكَر اسْمُ اللّه
عليه، قال: فما كان شَرابُهم؟ قال: الجَدَفُ، وتفسيره في الحديث أَنه ما
لا يُغَطَّى من الشراب؛ قال أَبو عمرو: الجدَف لم أَسمعه إلا في هذا
الحديث وما جاء إلا وله أَصل، ولكن ذهب من كان يعرفه ويتكلم به كما قد ذهب من
كلامهم شيء كثير. وقال بعضهم: الجَدَفُ من الجَدْف وهو القَطْع كأَنه
أَراد ما يُرْمى به من الشراب من زَبَد أَو رَغْوة أَو قَذًى كأَنه قُطِعَ
من الشراب فَرُمِيَ به؛ قال ابن الأَثير: كذا حكاه الهرويّ عن القتيبي
والذي جاء في صحاح الجوهري أَن القَطْع هو الجَذْفُ، بالذال المعجمة، ولم
يذكره في المهملة، وأَثبته الأَزهري فيهما وقد فُسِّرَ أَيضاً بالنبات الذي
يكون باليمن لا يحتاج آكله إلى شُرْب ماء. ابن سيده: الجدَفُ نبات يكون
باليمن تأْكله الإبل فتَجْزَأُ به عن الماء، وقال كراع: لا يُحْتاج مع
أَكله إلى شرب ماء؛ قال ابن بري: وعليه قول جرير:
كانُوا إذا جعَلوا في صِيرِهِم بَصَلاً،
ثم اشْتَوَوْا كَنْعَداً من مالِحٍ، جَدَفُوا
والجُدافى، مقصور: الغنيمة. أَبو عمرو: الجَدافاةُ الغنيمة؛ وأَنشد:
قَدْ أَتانا رامِعاً قِبِّراهْ،
لا يَعْرِفُ الحَقَّ وليْس يَهْواهْ،
كان لَنا، لَـمَّا أَتَى، جَدافاهْ
(* قوله «قد أتانا» كذا في الأصل وشرح القاموس بدون حرف قبل قد، وقوله
كان لنا إلخ بهامش الأصل صوابه: فكان لما جاءنا جدافاه.)
ابن الأَعرابي: الجَدافاءُ والغُنامى والغُنْمى والهُبالةُ والابالة
والحُواسةُ والحُباسةُ.
كتر: الليث: جَوْزُ كلِّ شيء أَي أَوْسَطُه، وأَصْلُ السَّنام: كَتْرٌ.
ابن سيده: كَتْرُ كل شيء جَوْزُه؛ جَبَلٌ عظيم الكَتْرِ. ويقال للجمل
الجسيم: إِنه لعظيم الكَتْر، ورجل رفيع الكَتْرِ في الحسب ونحوه،
والكَتْرُ: بناء مثل القُبَّة. والكِتْرُ والكَتْرُ والكَتَرُ، بالتحريك،
والكَتْرَةُ: السَّنامُ، وقيل: السنام العظيم شبه بالقبة، وقيل: هو أَعلاه، وكذلك
هو من الرأْس؛ وفي الصحاح: هو بناء مثل القبة يُشَبَّه السَّنامُ به.
وأَكْتَرَتِ الناقة: عظم كِتْرُها؛ وقال عَلْقَمةُ بن عَبْدَةَ يصف ناقة:
قد عُرِّيَتْ حِقْبَةً حتى اسْتَظَفَّ لها
كِتْرٌ، كحافَةِ كِيرِ القَيْنِ، مَلْمُومُ
قوله عُرِّيت أَي عُرِّيَتْ هذه الناقة من رحلها فلم تركب بُرْهَةً من
الزمان فهو أَقوى لها. ومعنى اسْتَظَف ارتفع، وقيل: أَشرف وأَمكن. وكِيرُ
الحداد: زِقُّه أَو جلد غليظ له حافات. ومَلْمومٌ: مجتمع. قال الأَصمعي:
ولم أَسمع الكِتْرَ إِلا في هذا البيت. ابن الأَعرابي: الكِتْرة
القِطْعَة من السنام. والكِتْرَةُ: القُبَّةُ. والكَتْر أَيضاً: الــهَوْدَجُ
الصغير. والكَتْرةُ: مِشيَةٌ فيها تَخَلُّجٌ.