Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: هف

الوَجُورُ

الوَجُورُ: الدَّواءُ يُوجَرُ في الفَمِ، ويُضَمُّ،
وَجَرَهُ وَجْراً.
وأوجَرَهُ الرُّمْحَ: طَعَنَهُ به في فيه.
وتَوَجَّرَ الدَّواءَ: بَلَعَه،
وـ الماءَ: شَرِبَهُ كارِهاً.
والمِيْجَرُ والمِيْجَرَةُ: كالمُسْعُطِ يُوجَرُ به الدواءُ.
ووَجِرَ منه، كفَرِحَ: أشْفَقَ، فهو وَجِرٌ وأوْجَرُ، وهي وَجِرَةٌ، كفَرِحَةٍ، ووَجْراءُ. ووَهِمَ الجوهريُّ، فقال: لا يُقالُ وَجْراءُ.
والوَجْرُ: كالكَــهْفِ في الجبلِ.
والوَِجارُ، بالكسر والفتح: جُحْرُ الضَّبُعِ وغيرِها
ج: أوْجِرَةٌ وَوُجُرٌ، والجُرْفُ حَفَرَهُ السَّيلُ من الوادِي.
ووَجْرَةُ: ع بين مكةَ والبَصْرَةِ، أربعونَ مِيلاً، ما فيها مَنْزِلٌ، فهي مَرْتٌ للوَحْشِ.
ووَجَرْتُهُ أجِرُهُ وَجْراً: أسْمَعْتُهُ ما يَكرَهُ، والاسْمُ: كقَبُولٍ.
والأَوْجارُ: حُفَرٌ تُجْعَلُ للوَحْشِ، إذا مَرَّتْ بها، عَرْقَبَتْها، الواحدةُ: وَجْرَةٌ، وتُحَرَّكُ،
واتَّجَرَ: تَدَاوى.
وَوَجْرٌ: جبلٌ بين أجَأَ وسَلْمَى،
وة بهَجَرَ.
ووَجْرَى، كسَكْرَى: د قُربَ إِرْمِينِيَّةَ.
والمِيْجَارُ: شِبْهُ صَوْلَجانٍ تُضْرَبُ به الكُرَةُ.

دَقَسَ

دَقَسَ في البلاد دُقُوساً: أوْغَلَ فيها،
وـ الوَتِدُ في الأرضِ: مَضَى،
وـ خَلْفَ العَدُوِّ: حَمَلَ حَمْلَةً،
وـ البِئْرَ: مَلأَها.
وجَمَلٌ مِدْقَسٌ، كمِنْبَرٍ: شديدٌ دَفُوعٌ. وإبِلٌ مَداقيسُ.
والدُّقْسَةُ، بالضم: حَبٌّ كالجَاوَرْسِ، ودُوَيبَّةٌ، ويفتحُ، أو الصوابُ بالفتح.
وما أدْرِي أينَ دَقَسَ ودُقِسَ به: ذَهَبَ وذُهِبَ به.
ودَقْيُوسُ، بالفتحِ: مَلِكٌ اتَّخَذَ مَسْجِداً على أصحابِ الكَــهْفِ.
ودَقْيانُوسُ: مَلِكٌ هَرَبوا منه.
الدِّقَمْسُ، كقِمَطْرٍ: الإِبْرَيْسَمُ،
كالمِدَقْس.

قرى

(قرى) : القِرى: اللَّبَنُ الخاثِر لم يُمْخضْ.
(قرى) : استَقْرَى الدُّمَّلُ صارَتْ فيه مِدَّةٌ.
(قرى) فلَان قريا وقرى ورم شدقاه من وجع الْأَسْنَان وكل مجتر قريا جمع جرته فِي شدقه وَيُقَال قرى فلَان فِي شدقة جوزة خبأها وَالشَّيْء جمعه يُقَال قرى المَاء فِي الْحَوْض جمعه والضيف قرى وقراء أَضَافَهُ وأكرمه
(قرى - مطى) قالَ الأَصْمَعِيّ في كتاب "المَقْصُور والمَمْدُود" من تأْليفه -: تَثْنَيَةُ القَرا - المَطَا - للظَّهْر - قَرَيان ومَطَيان.
قال الصَّغانِي: فَعَلى هذا يُكْتَبان عندَه بالياءِ. 

قر

ى1 قَرَى الضَّيْفَ is doubly trans.: see a verse cited voce قُوهٌ.8 اِفْتَرَى

[meaning تَتَبَّعَ: see a verse of Aboo Dhu-eyb, voce خَافَةٌ, in art. خوف.] It also means He investigated a country or countries. (S, * K, * TA, all in art. قرى; and TA in art. قرو.) He made much and diligent search. (KL.) See also 10 in art. قرأ.

قِرًى

Entertainment for a guest; that with which a guest is entertained. (S.) b2: Water collected in a trough, or tank, for the drinking of beasts: see بَيُّوتٌ: thus explained in the M in art. بيت.

قَرِىٌّ A place where water runs, (T, S,) to, (T,) or in, or into, (S,) meadows, (T,) or a meadow. (S.) See شَيْخٌ (last sentence). b2: Pl.

أَقْرِيَةٌ: see قَرْءٌ.

قَرْيَةٌ A town, or village; (Msb, TA;) a small بَلَد, smaller than a مَدِينَة: (MF, voce تِرْمِذ:) not well applied to a مَدِينَة unless qualified by an epithet denoting greatness. (TA in art. مَدِينَة.) See Bd, ii. 261.

نَاقَةٌ فِى قِرْوَتِهَا

: see 4 in art. قرأ.

قَرِيَّةٌ [vulg. قَرْيَة The yard of a ship;] a squared piece of wood upon the head of the mast of a ship. (Az, TA in art. رنح.) قَارِيَهٌ A certain bird. See خُضَارِىٌّ and تَنَوُّطٌ.

قَارٍ for قَارِئٌ, q. v.

نَاقَةٌ قَرْوَاءُ A long-backed she-camel. (IB, in TA, voce هِرْجَابٌ.) مَقْرًى

: see 2 in art. حجل.

مَقْرُوٌّ and مَقْرِىٌّ for مَقْرُوْءٌ: see art. قرأ.
قرى
الْقَرْيَةُ: اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس، وللناس جميعا، ويستعمل في كلّ واحد منهما. قال تعالى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ
[يوسف/ 82] قال كثير من المفسّرين معناه: أهل القرية.
وقال بعضهم بل الْقَرْيَةُ هاهنا: القوم أنفسهم، وعلى هذا قوله: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً [النحل/ 112] ، وقال: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ [محمد/ 13] وقوله: وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى [هود/ 117] فإنّها اسم للمدينة، وكذا قوله: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى [يوسف/ 109] ، رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها [النساء/ 75] ، وحكي أنّ بعض القضاة دخل على عليّ بن الحسين رضي الله عنهما فقال: أخبرني عن قول الله تعالى: وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً
[سبأ/ 18] ما يقول فيه علماؤكم؟ قال: يقولون إنّها مكّة ، فقال: وهل رأيت؟ فقلت: ما هي؟ قال: إنّما عني الرّجال، فقال: فقلت: فأين ذلك في كتاب الله؟ فقال:
ألم تسمع قوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ الآية [الطلاق/ 8] . وقال:
وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا [الكــهف/ 59] ، وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ [البقرة/ 58] ، وقَرَيْتُ الماء في الحوض، وقَرَيْتُ الضّيف قِرًى، وقَرَى الشيء في فمه: جمعه، وقَرَيَانُ الماء: مجتمعه. 
قرى
القِرى: الإِحْسَانُ إلى الضَّيْفِ، قَرَاه يَقْرِيْهِ قِرىً: أضَافَه.
والقَرْيُ: جَمْعُ الماءِ في الحَوْض، قَرَيْتُ الماءَ في الحَوْض قَرْياً وقرىً.
والمِقْرَاةُ: شِبْهُ حَوْض ضَخْم يُقْرى فيه من البِئْر ثُمَّ يُفْرَغُ من المِقْرَاةِ في قَرْوٍ أو مِرْكَن، والجميع المَقَاري. وقيل: هي الجِفَانُ التي يُقْرى فيها الأضْيافُ.
والقَريُّ: مُسْتَجْمَعُ ماءٍ كثيرٍ في شِبْهِ وادٍ صَغِيرٍ، والجميع القُرْيَانُ. والمِدَّةُ تَقْري في الجُرْح: أي تَجْتَمِع. ومِقْرَاةُ المِدَّةِ: مَجْمَعُها.
والمَقَاري: رُؤوْسُ الإِكام. والقَرْيُ والقَرْوُ من أدْوَاءِ البَعِيرِ: أنْ يَيْجَعَ ضِرْسُه فَيَمْتَنِع منه المَضْغُ. والنّاقَةُ تَقَرّى بِبَوْلها على فَخِذِها: مِثْلُ تَقَرَّرُ، يكونُ من العَطَش، وهو الاقْتِرَارُ. والقِرِيَّةُ: الحَوْصَلَةُ سُمَيَتْ، لأنَّ الطائرَ يَقْري فيه ما يَبْتَلِعُه، وبه سمُي ابنُ القِرِيَّة. وقَرِيَّةُ النَّمْل: مَأواها، وجَمْعُها قَرَايا، وكذلك القَرْيَةُ - مخَفَف -. والقَرْيَةُ والقِرْيَةُ - لُغَتَانِ -، والجميع القُرى. وأمُ القُرى: مَكَّةُ. ويُقال لمَكَّةَ والطائفِ: القَرْيَتَانِ. والقارِيْ: ساكِنُ القَرْيَةِ، وتُشَدّد الياءُ، وهم القارِيَةُ والقاراتُ. والقارِيَةُ من السَّحاب: الذي فيه ماءٌ. وأقْرَيْتُ الجُلَّ على ظَهْرِ الدابَّةِ إقْراءً: إذا أدَمْتَه عليه. وقالوا: قَرِيْت القُرْآنَ - بالياء غير مهموزٍ -. وصَحِيْفَةٌ مَقْرِيَّةٌ: بمعنى مقْرُوْءَةٍ. واقْتَرى فلانٌ من صاحبِهِ خَيْراً: أي أصابَهُ منه يَقْتَرِيه اقْتِراءً. والقَرِيَّةُ: أنْ تُؤخَذَ عُصَيَّتانِ ثمَّ يُعْرَضَ على أطرافِهما عُوَيْدٌ يُؤْسَرُ إليهما من كل جانبٍ بقِدٍّ ثمَّ يُؤتى بعُوَيدٍ فيه فَرْضٌ فَيُعْرَض في وَسَطِ القَرِيَّةِ ويُشَدُ طَرَفاه إليها. فيكون فيه رَأسُ العَمُود. والقَرِيَّةُ: عُوْدُ الشِّرَاع الذي يكون في عَرْضِه من أعلاه، وقيل: الهَوْدَج، والجميع القَرَايا. والقَرِيُّ: النَّوْعُ من الشِّعْرِ، وجَمْعُه أقْرِيَةٌ. وهو على قِرِيًّ واحِدٍ: أي طَرِيقٍ واحِدٍ.
والقارِيَة: طَيْرٌ من السُوْدانِيّات، والجميع القَواري.
قرى: قرى: أضاف، قدم القرى. ويقال إذا شن الحرب، قروها أساس البلاغة) ويقول الشاعر يقري المنية أرواح الكماة.
وكذلك: إذا ضتفه هم قراه عزيمة.
وكذلك: يقري خطوب الدهر (معجم مسلم).
قرى: جمع، وهو المعنى الثاني الذي ذكره فريتاج للكلمة. والمصدر منه قري وقرى. (فوك).
تقرى. يقال: سار يتقرى المنازل (تاريخ البربر 1: 357). وتقرى أعمال طبنة وباغاية الخ. (تاريخ البربر 2: 38، 54).
تقرى: تتبع المنهزمين وحاول الكشف عنهم ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص85 و): وأقام الموحدون بأعلى ذلك الجبل يومين يتقرون بقاياهم.
تقرى: تابع تسلسل أفكاره ليتثبت من الأمر أو يفنده ويدحضه. ففي قلائد العقبان (ص119): (ولولا استنكاف الجدال، واجتناب ترديد القيل والقال لقصصنا فصول كتابك أولا فأولا، وتقريناها تفاصيل وجملا، وأضفنا إلى كل فصل ما يبطله).
استقرى: بحث، سير. والمصدر استقراء. (عبد الواحد ص5) وفي الفخري (ص203): وقد دل الاستقراء على أن من اخترع دولة وأحدثها لم يستمتع بها في أغلب الأحوال (ملر نصوص من ابن الخطيب وابن خاتمة 1863، 2: 7، المقدمة 1: 261، 2: 94، 224، 295، 281، 295، 301، 302).
ومعنى الاستقرار فيما يقول بوشر: البرهنة والاستدلال تنقل من الخاص إلى العام، ومن الجزئي إلى الكلي.
استقرى: استنتج. (فوك).
الاستقراء، يعني أيضا: اعتبار القضية عامة والتسليم بذلك لأنها كانت صحيحة في اغلب الحالات الخاصة (دي ساسي قواعد العربية ص 42 رقم 29).
ناري القرى: منارة المرفأ، فنار ليضيء الشواطئ (بوشر).
قرية وقرية، والجمع قزى (محيط المحيط) وقريات (فليشر مباحث في اللغة العربية 4: 288) والعامة تقول قرايا كأنه جمع قرية. (محيط المحيط) وهذا المفرد موجود في معجم فوك، وهذا الجمع موجود عند (أبو الوليد ص647 رقم 47، أماري ص511، ص512، أبو الفدا جغرافية ص95).
قرية: أرض، تربة. (ابن العوام 1: 50)، قرية: دوقل، عارضة الصاري (بوشر برجون، مارسيل، ابن جبير ص33) والجمع قرى (معجم الإدريسي).
قرية: تصحيف قرية. (انظر: قرية).
إحراج القروي (المقري 2: 146): يظهر أنها لعبة البهلوان وبراعة البهلوان. ولا أدري ما هي.
قروي: فلاح، مزارع، ساكن الضيعة. وقرويون= أهل البادية (معجم المنصوري).
قرياتي: قروي، فلاح، مزارع (مملوك 2، 2: 209).
قراية: انظرها في مادة قرا.
قارية: ذكرها فريتاج في معجمه لسوء فهم منه، والصواب: قارية. والعامة تقول: قارية. (زيشر 14: 432).
أقرى: أكثر إضافة وإكراما للضيف (الكامل ص 224).

وَصَدَ

(وَصَدَ)
- فِي حَدِيثِ أَصْحَابِ الغَارِ «فَوَقَعَ الجَبَل عَلَى بابِ الكَــهْف فأوْصَدَه» أَيْ سَدْهُ. يُقال: أَوْصَدْتُ البابَ وآصَدْتُهُ، إِذَا أغْلَقْتَه. ويُرْوَى بِالطَّاءِ.

أتى

• أتى: شاي، ففي القائمة: ومن أتى قنطار غير رطلان (كذا).
• أتى: يقال: أتى به إلى موضع كذا: أوصله ففي معجم أبي الفداء: أتى بالخليج إلى موضع كذا.
وأتى فلان (بالبناء للمجهول): استولى عليه العدو وغلبه، ففي المختار من تاريخ العرب: لست أوتى من قلة الرجال، أي لست اغلب.
وأُتِي: فعلت به الفحشاء (معجم الإدريسي والمقري 2: 461).
وأتى عليه: أتمه وأنهاه، يقال مثلا: أتى على ذكر فلان، أنهى أو أتم ذكر تاريخه (معجم أبي الفداء).
وأتى عليه: أهلكه وأفناه (معجم بدرون ومعجم البلاذري)، (أتى في معجم بدرون ليس معناه أهلكه وأفناه بل معناه أشرف عليه العدو ودنا منه)،وهو المعنى الذي ذكره لين 16 أتّى (بالتضعيف) بمعنى آتى أي أعطى أو أكثر الإعطاء (فوك).
أت ى

أتى إليه إحساناً إذا فعله. ووعد الله مأتي. وأتيت الأمر من مأتاه ومأتاته أي من وجهه. قال:

وحاجة بت على صماتها ... أتيتها وحدي من مأتاتها

وأتى عليهم الدهر: أفناهم. وأتى امرأته. واستأتت الناقة: اغتلمت وطلبت أن تؤتى. ويقال: ما أتيتنا حتى استأتيناك إذا استبطئوه. وطريق ميتاءٌ مفعالٌ من الإتيان، كقولهم دارٌ محلال. تقول: الموت طريق ميتاء، وهو لكل حيّ ميداء، أي غابة. وهو أتيٌّ فينا وأتاويَّ أي غريبٌ. وسيلٌ أتيُّ، وأتاوي: أتى من حيث لا يدرى. وتقول: فلان كريم المواتاة، جميل المواساه. وهذا أمر لا يواتيني. وتأتي له إمره إذا تسهلت له طريقته. قال:

تأتي له الدهر حتى انجبر

وتأتيت لهذا الأمر: ترفقت له، وقيل تهيأت. وتأتيت له بسهم حتى أصبته إذا تفصدت له. وأتى للسيل: سهل له سبيله. وفتح الماء فأتّ له إلى أرضك. وكثر إتاء أرضه أي ريعها. ونخل ذو إتاء، ولبن ذو إتاء أي ذو زبدٍ كثير. قال عمرو ابن الإطنابة:

وبعض القول ليس له عناج ... كمخض الماء ليس له إتاء

وأدى إتاوة أرضه أي خراجها، وضربت عليهم الإتاوة وهي الجباية. قال جابر بن حنيّ التغلبي:

وفي كل أسواق العراق إتاوة ... وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم

وشكم فاه بالإتاوة أي بالرشوة.
[أت ى] أَتَيْتُه أَتْيًا، وأُتِيًا، وإِتِيًا، وإِتْيانًا، وإِتْيانَةً، ومَأْتَاةً: جِئْتُه. وقولُه تَعالَى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} [طه: 69] ، قالُوا: مَعْناهُ: حيثُ كانَ، وقِيلَ: مَعْناه: حَيْثُ كانَ الساحِرُ يَجِبُ أَنْ يُقْتَلَ، وكذلك مَذْهَبُ أَهْلِ الفِقْهِ في السَّحَرَةِ. وقولُه:

(تِ لِى آلَ زَيْدٍ فانْدَهُمْ لِى جَماعَةً ... وسَلْ آلَ زَيْدٍ أَيُّ شَيْءٍ نَصِيرُها)

فإِنَّ ابْنَ جِنِّي حَكَى أَنَّ بعضَ العَرَبِ يَقُولُ في الأَمْرِ مِنْ أَتَى يَأْتِى: تِ زَيْدًا، فيَحْذِفُ الهَمْزَةَ تَخْفِيفًا، كما حُذِفَتْ من: خُذْ وكُلْ، ومُرْ. وطَرِيقٌ مِئْتاءٌ: عامِرٌ واضِحٌ، هَكَذا رواه ثَعْلَبٌ بهمزِ الياءِ من مِيتَاءٍ، قالَ: وهو مِفْعالٌ من أَتَيْتُ: أي يَأْتِيهِ النّاسُ. وفي الحَدِيثِ: ((لَوْلا أَنَّه وَعْدٌ حَقٌّ، وقَوْلٌ صِدقٌ، وطَرِيقٌ مِيتاءٌ، لحَزنَّا عليكَ. [يا إِبْراهِيمُ] )) . هكَذا رُوِى بغَيْرِ هَمْزٍ، إلاّ أَنَّ المُرادَ الهَمْزُ. ورواهُ أبو عُبَيْدٍ في المُصَنَّفِ بغيرِ هَمْزٍ، ذكَرَه في بابِ فِعْلاء، وهذا سَهْوٌ منه؛ لأنَّ الاشْتِقاقَ يُؤْذِن بغيرِ ذلِكَ؛ إِذْ مَعْنَى الإِتْيانِ قائِمٌ فيه، ولا يجوزُ أنْ يَكُونَ مِيتاءٌ بغيرِ هَمْزٍ - فِيعالاً، لأنَّ فِيعالاً من أَبْنِيَةِ المَصادِرِ، ومِيتاء ليسَ مَصْدَراً، إنَّما هو صِفَةٌ، فالصَّحِيحُ فيه إذَن ما رَواه ثَعْلَبٌ وفسَّرَهُ، وقد كانَ لنا أن نَقُولَ: إِنَّ أَبا عُبَيْدٍ أرادَ الهَمْزَ فَتَرَكَه، إِلاّ أَنّه عَقَدَ البابَ بفِعْلاءَ، ففَضَح ذاتَه، وأبانَ هَناتَه. وقولُه تَعالَى: {أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا} [البقرة: 148] . قال أبو إِسْحاقَ: مَعْناهُ: يُرْجِعُكُمْ إِلى نَفْسِه. وأَتَى الأَمْرَ مِنْ مَأْتاهُ، ومَأْتاتِه: أي جِهَتِه. وآتَى إِليه الشَّيْءَ: ساقَه. والأَتِيُّ: النَّهْرُ يَسُوقُه الرَّجُلُ إِلى أَرْضِه، وقِيلَ: هو المَفْتَحُ. وكُلُّ مَسِيلٍ سَهَّلْتَه لماءٍ: أَتِيٌّ، وهو الأُتِيُّ، حَكاه سِيبَوَيْهِ. وقِيلَ: الأُتِيُّ جَمْعٌ. وأَتَّى لأَرْضِه أَتِيّا: ساقَهُ، أنشَدَ ابنُ الأَعْرِابيِّ لأَبِي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيِّ:

(تَقْذِفُه في مِثْلِ غِيطانِ التِّيهْ ... )

(في كُلِّ تِيهٍ جَدْوَلٌ يُؤَتِّيهْ ... )

شَبَّه أَجْوافَها في سَعَتِها بالتِّيه، وهو الواسِعُ من الأَرْضِ. وأَتَّى للماءِ: وَجَّهَ له مَجْرًى. والأَتِيُّ، والأَتاءُ: ما يَقَعُ في النَّهْرِ من خَشَبٍ أو وَرَقٍ، والجَمْعُ: آتَاءٌ، وأُتِيٌّ، وكُلُّ ذلِكَ من الإِتْيانِ. وسَيْلٌ أَتِيٌّ وأَتاوِيٌّ: لا يُدْرَى من أَيْنَ أَتَى. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: سَيْلٌ أَتِىٌّ وأَتاوِيٌّ: أي أَتَى وليس مَطَرُه عَلَيْنا. ورَجُلٌ أَتِيٌّ، وأَتاوِيٌّ: غَرِيبٌ، شُبِّه بالسَّيْلِ الذي يَأْتِيكَ وليس مَطَرهُ عليكَ، وقِيلَ: بَلِ السَّيْلُ مُشَبَّةٌ بالرَّجُلِ؛ لأَنَّه غَرِيبٌ مثلُه. قالَ:

(لا يُعْدَلَنَّ أَتاوِيُّونَ تَضْرِبهُم ... نَكْباءُ صِرٌّ بأَصْحابِ المُحِلاّتِ)

قالَ الفارِسِيُّ: ويُرْوَى: ((لا يَعْدِلَنَّ أتاوِيُّونَ)) ، فحَذَفَ المَفْعُولَ، وأَرادَ لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّونَ - شَأنُهم كَذَا - أَنْفُسَهُم. وأَتِيَّةُ الجُرْجِ، وآتِيَتُه، مادَّتُه، وما يَأْتِي مِنْه، عن أَبِي عَلِيّ؛ لأَنّها تَأْتِيه من مَصَبِّها. وأَتَى عليه الدَّهْرُ. أَهْلَكَهُ، على المَثَل. وأَتَى الأَمْرَ والذَّنْبَ: فَعَلَه. واسْتَاْتَت النَّاقَةُ: أرادَتِ الفَحْلَ. وآتَاهُ الشَّيْءَ: أَعْطَاه إِيّاهُ. وفي التَّنْزِيلُ: {وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيءٍ} [النمل: 23] أرادَ: وأُوتِيَتْ من كُلِّ شَيْءٍ شَيْئًا. ولَيْسَ قولُ مَنْ قالَ: إِنَّ مَعناهُ: أُوتِيَتْ كُلَّ شَيءٍ بحَسَنٍ؛ لأَنَّ بَلْقِيسَ لم تُؤْتَ كُلَّ شَيْءٍ. أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ سُلَيْمانَ للهُدْهُدِ: {ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها} [النمل: 37] ، فلو كانَتْ بَلْقِيسُ قد أُوتِيَتْ كُلَّ شيءٍ لأُوتِيَتْ جُنُودًا تُقابِلُ بِها جُنُودَ سُلَيْمانَ، أو الإِسْلاَمَ؛ لأَنَّها إنَّما أَسْلَمَتْ بعد ذلِكَ مع سُلَيْمانَ. وآتاهُ: جازاهُ. ورَجُلٌ مِيتاءٌ: مُجازٍ مِعْطاءٌ. وقد قُرِئَ: {وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها} [الأنبياء: 47] ، {وآتَيْنا بِها} فأَتَيْنَا: جِئْنَا. وآتَيْنَا: أعْطَيْنا. وقِيلَ: جازَيْنَا، فإن كانَ آتَيْنَا: أَعْطَيْنا فهو أَفْعَلْنَا، وإِن كانَ جازَيْنَا فهو فاعَلْنَا. وما أَحْسَنَ أَتْىَ يَدَيِ النّاقَةِ، أي: رَجْعَ يَدَيْها في سَيْرِها. وآتاهُ عَلَى الأَمْرِ: طاوَعَه. وتَأَتَّى له الشَّيْءُ: تَهَيَّأَ. وأتَاه الله: هَيَّأَهُ. ورَجُلٌ أَتِيُّ: نافِذٌ يتَأَتَّى للأُمْورِ.
(أتى) - قَوْلُه عز وجل: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} : أي بخِذْلانِه إيَّاهم.
يقال: أُتِيتُ من قِبَل فُلان: أي كان هو سَببَ ذلك، وأَتاك بِهذا فُلانٌ: أي وَقَع من جهَتهِ، وأُتِى فلان: أي وَردَ عليه من المَكْروه ما لم يَحْتَسِب، وأُتِى فلان في بَدَنِه: أَى أصابته عِلَّة.
- وقَولُه تعالى: {يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} : أي يُبَيِّنْها ويُظْهِرْها.
- في الحديث. "خَيرُ النِّساء المُواتِيَةُ لزَوْجِها".
المُواتاة: حُسنُ المطاوعة، وأَصلُه الهَمْز. يقال: أَتيتُ الشىءَ: أي سَهَّلتُ سَبِيلَه فتأَتَّى: أي تَسهَّل وتَهيَّأ.
- في حديث الزُّبَيْر: "كُنَّا نَرمِى الأَتْوَ والأَتْوَيْن".
الأَتْوُ: العَدْو. يَعنِى, بعدَ صلاةِ المَغْرب: أَى الغَلوَة والغَلْوَتَين، والدَّفعةَ والدَّفعتَيْن.
 
أتى
الإتيان: مجيء بسهولة، ومنه قيل للسيل المارّ على وجهه: أَتِيّ وأَتَاوِيّ ، وبه شبّه الغريب فقيل: أتاويّ .
والإتيان يقال للمجيء بالذات وبالأمر وبالتدبير، ويقال في الخير وفي الشر وفي الأعيان والأعراض، نحو قوله تعالى: إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ [الأنعام/ 40] ، وقوله تعالى: أَتى أَمْرُ اللَّهِ [النحل/ 1] ، وقوله:
فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ [النحل/ 26] ، أي: بالأمر والتدبير، نحو: وَجاءَ رَبُّكَ [الفجر/ 22] ، وعلى هذا النحو قول الشاعر:
أتيت المروءة من بابها
فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها [النمل/ 37] ، وقوله: لا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى [التوبة/ 54] ، أي: لا يتعاطون، وقوله: يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ [النساء/ 15] ، وفي قراءة عبد الله: (تأتي الفاحشة) فاستعمال الإتيان منها كاستعمال المجيء في قوله: لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا [مريم/ 27] .
يقال: أتيته وأتوته ، ويقال للسقاء إذا مخض وجاء زبده: قد جاء أتوه، وتحقيقه: جاء ما من شأنه أن يأتي منه، فهو مصدر في معنى الفاعل.
وهذه أرض كثيرة الإتاء أي: الرّيع، وقوله تعالى: مَأْتِيًّا
[مريم/ 61] مفعول من أتيته.
قال بعضهم : معناه: آتيا، فجعل المفعول فاعلًا، وليس كذلك بل يقال: أتيت الأمر وأتاني الأمر، ويقال: أتيته بكذا وآتيته كذا. قال تعالى:
وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً [البقرة/ 25] ، وقال:
فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها [النمل/ 37] ، وقال: وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً [النساء/ 54] .
[وكلّ موضع ذكر في وصف الكتاب «آتينا» فهو أبلغ من كلّ موضع ذكر فيه «أوتوا» ، لأنّ «أوتوا» قد يقال إذا أوتي من لم يكن منه قبول، وآتيناهم يقال فيمن كان منه قبول] .
وقوله تعالى: آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ
[الكــهف/ 96] وقرأه حمزة موصولة . أي:
جيئوني.
والإِيتاء: الإعطاء، [وخصّ دفع الصدقة في القرآن بالإيتاء] نحو: وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ [البقرة/ 277] ، وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ [الأنبياء/ 73] ، ووَ لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً [البقرة/ 229] ، ووَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ [البقرة/ 247] .
[أتى] غ- فيه: "أتى" أمر الله- أي وعدا- فلا تستعجلوه- أي وقوعاً، وأتى فلان من مأمنه- أي أتاه الهلاك منه، والطريق الميتاء: المسلوك- مفعال من الإتيان؛ ومنه: لولا أنه طريق "ميتاء" لحزنا عليك يا إبراهيم. ك: وفي بعضها مقصوراً مفعل منه أي الطريق الذي لعامة الناس وهو أعظم الطرق. ط: ما وجدت في الطريقة "الميتاء" فعرفه سنة، وروى: بطريق الميتاء- بالإضافة، جعل ما يوجد في العمران لقطة يجب تعريفها، إذ الغالب أنه ملك مسلم؛ وأعطى ما يوجد في قرية وأرض عادية لم يجر عليها عمارة إسلامية حكم الركاز إذ الظاهر أنه لا مالك له. ك: "فيأتيهم" الله فيقول: أنا ربكم- أي يظهر لهم في غير صورته أي صفته التي يعرفونها، ولم يظهر بما يعرفونه بها لأن معهم منافقين محجوبين عن ربهم فيستعيذون قائلين "هذا مكاننا" بالرفع مبتدأ وخبر "حتى يأتينا" أي يظهر لنا "فإذا جاء" أي ظهر "فيأتيهم" أي يظهر متجلياً بصفاته المعروفة، فيقولون: أنت ربنا؛ ويحتمل أن يكون الأول قول المنافقين والثاني قول المؤمنين. الخطابي: هذه الرؤية غير التي تكون في الجنة ثواباً لأن هذه امتحان للتمييز بين منللشك أو بمعنى بل، "وإن الله لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب" كناية عن عدم التعرض لهم بإيذائهم في المسكن والأهل والمال إذا أدوا الجزية. وفيه: ما لم "يأت" كبيرة، أولم "يؤت" كبيرة- أي ما لم يعملها أولم يعطها، وقيل معنى المجهول ما لم يصب بكبيرة، من أُتي فلان في بدنه- إذا أصابته علة، فكبيرة منصوب بالظرف؛ و"ذلك الدهر" أي تكفير الذنوب بالصلاة كائن في جميع الدهر. وفيه: لم "يأت" أحد أفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد، والاستثناء منقطع أي لكن رجل قال مثل ما قاله فإنه يأتي بمساو له؛ "أو زاد" دليل أن زيادتها ليس كزيادة أعداد الركعة في أنه لا فضل فيها. وفيه: الصلاة إذا "أتت" بتاءين في أكثرها وهو تصحيف، والمحفوظ "أنت" كحانت وزنا ومعنى؛ و"الأيم" من لا زوج له. وفيه: "فأتى" رجل في المنام، لعل هذا الآتي من قبيل الإلهام نحو من كان يأتي لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، ولذا قرره في المنام. والذين "يؤتون" ما أتوا وقلوبهم وجلة- أي يعطون ما أعطوا، وسؤال عائشة: أهم الذين يشربون الخمر؟ لا يطابقها؛ وقرئ: يأتون ما أتوا- بغير مد- أي يفعلون ما فعلوا، وسؤالها مطابق عليه.

حَرَزَ

(حَرَزَ)
- فِي حَدِيثِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ «فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّور» أَيْ ضُمَّهُم إِلَيْهِ، وَاجْعَلْهُ لَهُمْ حِرْزاً. يُقَالُ: أَحْرَزْتُ الشيءَ أُحْرِزُهُ إِحْرَازاً إِذَا حَفظْتَه وضَمَمْته إِلَيْكَ وصُنْتَه عَنِ الأخْذ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «اللَّهُمَّ اجْعَلنا فِي حِرْزٍ حَارِزٍ» أَيْ كــهفٍ منيعٍ. وَهَذَا كَمَا يُقَالُ: شِعْرٌ شَاعِرٌ، فأجْرَى اسْمَ الْفَاعِلِ صِفَةً لِلشِّعْرِ، وَهُوَ لِقَائِلِهِ، والقياسُ أَنْ يَقُولَ حِرْزٍ مُحْرِزٍ، أَوْ حِرْزٍ حَرِيزٍ، لِأَنَّ الفعْل مِنْهُ أَحْرَزَ، وَلَكِنْ كَذَا رُوِيَ، وَلَعَلَّهُ لُغة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الصدِّيق «أَنَّهُ كَانَ يُوتر مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَيَقُولُ:
وا حَرَزَا وأبْتَغِي النَّوافِلاَ
وَيُرْوَى «أَحْرَزْتُ نَهْبي وأبْتَغي النَّوافل» يُريد أَنَّهُ قضَى وِتْرَه، وأمنَ فَواتَه، وأَحْرَزَ أجْرَه، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ تَنَفَّل، وَإِلَّا فَقَدْ خَرج مِنْ عُهْده الوْتْر. والحَرَزُ بِفَتْحِ الرَّاءِ: المُحْرَزُ، فَعَلٌ بِمَعْنَى مُفْعَلٍ، وَالْأَلِفُ فِي وا حَرَزَا مُنْقلبة عَنْ يَاءِ الْإِضَافَةِ، كَقَوْلِهِمْ يَا غلامَا أقْبِل، فِي يَا غُلَامِي، والنَّوَافِل:
الزَّوائد. وَهَذَا مَثَل لِلْعَرَبِ يُضْرب لِمنْ ظَفِرَ بمطْلُوبه وأَحْرَزَهُ ثُمَّ طَلَب الزِّيَادَةَ. (هـ) وفي حديث الزكاة «لا تأخُذُوا مِنْ حَرَزَاتِ أموالِ النَّاسِ شَيْئًا» أَيْ مِنْ خِيارِها.
هَكَذَا يُروى بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ عَلَى الزَّايِ، وَهُوَ جمْع حَرْزَة بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَهِيَ خِيَارُ الْمَالِ؛ لأنَّ صاحبَها يُحْرِزُهَا ويَصُونُها. وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ بِتَقْدِيمِ الزَّاي عَلَى الرَّاءِ، وسَنَذكُرها فِي بَابِهَا.

ذرو

(ذرو - ى) : ذَرَا فُوه يَذْرُو، وذَرِى يَذْرَى، وذَرَأَ يَذْرَأُ، أي: سَقَطَ.

ذرو


ذَرَا(n. ac. ذَرْو [ ])
a. Raised, scattered (wind).
b. Winnowed, fanned (wheat).
c. Scattered, sowed (seed).
d.(n. ac. ذَرْو), Ran.
ذ ر و : ذَرَتْ الرِّيحُ الشَّيْءَ تَذْرُوهُ ذَرْوًا نَسَفَتْهُ وَفَرَّقَتْهُ وَذَرَّيْتُ الطَّعَامَ تَذْرِيَةً إذَا خَلَّصْتُهُ مِنْ تِبْنِهِ وَتَذَرَّيْتُ بِالشَّيْءِ تَذَرِّيًا اسْتَتَرْتُ بِهِ وَالذَّرَى وِزَانُ الْحَصَى كُلُّ مَا يَسْتَتِرُ بِهِ الشَّخْصُ وَالذِّرْوَةُ بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ مِنْ كُلِّ شَيْءِ أَعْلَاهُ وَالذُّرَةُ حَبٌّ مَعْرُوفٌ وَلَامُهَا مَحْذُوفَةٌ وَالْأَصْلُ ذُرَوٌ أَوْ ذُرَيٌ فَخُذِفَتْ اللَّامُ وَعُوِّضَ عَنْهَا الْهَاءُ وَذَرَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ ذَرْأً بِالْهَمْزِ مِنْ بَابِ نَفَعَ خَلَقَهُمْ. 
ذرو
ذِرْوَةُ السّنام وذُرَاه: أعلاه، ومنه قيل: أنا في ذُرَاكَ، أي: في أعلى مكان من جنابك.
والمِذْرَوَان: طرفا الأليتين، وذَرَتْهُ الرّيح تَذْرُوهُ وتَذْرِيهِ. قال تعالى: وَالذَّارِياتِ ذَرْواً
[الذاريات/ 1] ، وقال: تَذْرُوهُ الرِّياحُ [الكــهف/ 45] ، والذُّرِّيَّة أصلها: الصّغار من الأولاد، وإن كان قد يقع على الصّغار والكبار معا في التّعارف، ويستعمل للواحد والجمع، وأصله الجمع، قال تعالى: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ [آل عمران/ 34] ، وقال: ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ [الإسراء/ 3] ، وقال: وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ [يس/ 41] ، وقال: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي [البقرة/ 124] ، وفي الذُّرِّيَّة ثلاثة أقوال: قيل هو من: ذرأ الله الخلق ، فترك همزه، نحو: رويّة وبريّة. وقيل: أصله ذرويّة.
وقيل: هو فعليّة من الذّرّ نحو قمريّة. وقال (أبو القاسم البلخيّ) : قوله تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ [الأعراف/ 179] ، من قولهم: ذريت الحنطة، ولم يعتبر أنّ الأوّل مهموز.
ذرو: الذَّرْوُ: ذّرْوُ الرِّيْحِ التُّرَابَ؛ وهو حَمْلُها له.
والتَّذْرِيَةُ: مَصْدَرُ المُذَرّي الحُبُوْبَ. والمِذْرَاةُ: الخَشَبَةُ التي يُذَرّى بها. وذَرَّيْتُ الظَّعَامَ وذَرَّوْتُه. والذَّرَى: اسْمُ ما تَذْرُوْهُ الرِّيْحُ.
وتَذَرَّيْتُ من بَرْدِ الشَّمَالِ بحائطٍ: أي اسْتَتَرْتُ.
وهو بمَذْرى الرِّيَاحِ: أي بمَدْرَجِها.
وهذا ذَرىً ذَرِيٌّ ودِفْءٌ دَفِيْءٌ.
ومَوْضِعُه بمَذْرَى الفُلْفُلِ: أي بُعْداً.
والذُّرَةُ: حَبٌّ مَعْرُوْفٌ.
والذِّرْوَةُ والذُّرْوَةُ: أعلى السَّنَامِ وأعْلى كُلِّ شَيْءٍ حَتّى الحَسَب، وجَمْعُها ذُرىً، والعَدَدُ ذِرَوَاتٌ وذُرَوَاتٌ.
ويقولونَ: أثْرى وأذْرى: أي طالَتْ ذِرْوَتُه فصارَ عَزِيْزاً مَنِيْعاً.
وتَذَرَّيْتُ الشَّيْءَ: عَلَوْتُ ذِرْوَتَه. وتَذَرَّيْتُ في بَني فلانٍ: تَزَوَّجْتُ في ذِرْوَتِهم.
وجَزَزْتُ الكَبْشَ فأذْرَيْتُه: أي تَرَكْتُ على ظَهْرِه من صُوْفِه مِثْلَ الذِّرْوَةِ.
وذِرْوَةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ بالبادِيَةِ.
والذَّرْوُ: طَرَفٌ من الخَبَرِ، وعَرَفْتُ ذاكَ في ذَرْوِ كَلامِه: أي في فَحْوَاه. وعَدَدُ الذُّرِّيَّةِ، يُقال: أنْمى اللهُ ذَرْوَكَ.
وذَرَا الفَرَسُ يَذْرُو: إذا أسْرَعَ.
والمِذْرَوَانِ: فَرْعا الألْيَتَيْنِ، ومنه قَوْلُهم: " جاءَ يَنْفُضُ مِذْرَوَيْهِ " أي جاءَ مُتَهَدِّداً. وقيل: جانِبَا الرَّأْسِ.
وفَرْعا القَوْسِ الذي يَقَعُ عليهما الوَتَرُ: مِذْرَوَاها.
والمَذْرَوِيَّةُ: اسْمُ الدُّبُرِ، من قَوْلِهم: أذْرى فلانٌ: إذا خَرَجَتْ منه رِيْحٌ.
وذَرَا فُوْهُ يَذْرُو: إذا سَقَطَتْ أسْنَانُه. وذَرَا نَابُه.
وذَرَا أرْضَه يَذْرُوْها: إذا بَذَرَها، وقد يُهْمَزُ.
والذَّرَا: الكَنَفُ والكِنُّ، اسْتَذْرَيْتُ به: لَجَأْتُ إلى ذَرَاه. والمُتَذَرّي: المُتَحَرِّزُ.
والذَّرَا: الحَدُّ أيضاً. والخَلْقُ كالبَرى.
وذَهَبَتِ الإِبِلُ ذَرىً: مُتَفَرِّقَةً.
وهو ذُوْ ذَرْوَةٍ من المالِ: أي ثَرْوَةٍ.
[ذ ر و] ذَرَت الرِّيحُ التُّرابَ وغَيْرَه ذَرْوًا وأَذْرَتْهُ أَطارَتْه وأَذْهَبَتْه وقد ذَرَا هو نَفْسُه وذَرَوْتُ الحِنْطَةَ وذَرَّيْتُها نَقَّيْتُها في الرِّيحِ وتَذَرَّتْ هي تَنَقَّت والذُّراوَةُ ما ارْفَتَّ من النَّبْتِ ويَبِسَ وطارَت به الرِّياحُ والذَّرَا والذَّراوَةُ ما ذرا من الشَّيْءِ والذُّراوَةُ ما سَقَطَ من الطَّعامِ عندَ التَّذَرِّي وخَصَّ اللِّحْيانِيُّ به الحِنْطَةَ قال حُمَيْدُ ابنُ ثَوْرٍ الهِلالَيُّ

(وعادَ خُبّازٌ يُسَقٍّ يهِ النًّدَى ... ذُرَاوةً تَنْسِجُهُ الهُوجُ الدُّرُجْ)

وذَرَّى رَأْسَه سَرَّحَه كما يُذَرَّى الشيءُ في الرِّيحِ والدّالُ أَعلَى وقد تَقَدَّم وهو يَذْرُو ذَرْوًا أَي يَمُرُّ مَرّا سَرِيعاً وخَصَّ بَعضُهم به الظَّبْيَ وذَرَا نابُّه ذَرْوًا انْكَسَر حَدُّه وقيلَ سَقَطَ وذَرَوْتُه أَنا وذَرْوَةُ كُلِّ شَيءٍ وذُرْوَتُه أَعْلاه وذَرَوَةُ السَّنامِ والرَّأْسِ أَشْرَفُهما وتَذَرَّيْتُ الذِّرْوَةَ رَكِبْتُها وعَلَوْتُها وتَذَرَّيْتُ فِيهم تَزَوَّجْتُ في الذِّرْوَةِ مِنْهُم وذَرَّيْتُه مَدَحْتُه عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(عَمْدًا أُذَرِّي حَسَبِي أَنْ يُشْتَمَا ... )

وإِنَّما أَثْبَتُّ هذا هُنا لأَنَّ الاشْتِقاقَ يُؤْذِنُ بذلِكَ كأَنِّي جَعَلْتُه في الذِّرْوَة والمِذْرَى طَرَفُ الأَلْيَةِ وقِيلَ المِذْرَوانِ أَطْرافُ الأَلْيَتَيْنِ ليسَ لهما واحِدٌ وهو أَجْوَدُ القَوْلَيْن لأَنه لو قِيلَ مِذْرَى لقِيلَ في التَّثْنِيَةِ مِذْرَيان للمُجاوَرَةِ ولَمَا كانت بالواوِ في التثنيةِ ولكنه من باب عَقَلْتُه بثِنْيايَيْنِ في أَنَّه لم يُثَنَّ على الواحِدِ قالَ أَبُو عَليٌّ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الأَلِفَ في التَّثْنِية حَرْفُ إِعْرابٍ صِحَّةُ الواو في مِذْرَوانِ قالَ أَلا تَرَى أَنَّه لو كانَت الأَلِفُ إِعرابًا أَو دَلِيلَ إِعرابٍ ولَيْسَت مَصُوغَةً في بناءِ الكَلِمةِ مُتَّصِلَةً بِها اتّصالَ حَرْف إِعرابٍ بما بَعْدَه لوَجَبَ أَنْ تُقْلبَ الواوُ ياءً فيُقال مِذْرَيانِ لأَنَّها كانَتْ تكونُ عَلَى هذا القَوْلِ طَرَفًا كلامِ مَغْزًى ومَدْعًى ومَلْهًى فصِحَّةُ الواوِ في مِذْرَوَانِ دَلالَةٌ على أَنَّ الأَلِفَ من جُمْلَةِ الكَلِمةِ وأَنَّها لَيستْ في تَقْديرِ الانْفِصالِ الَّذِي يكونُ في الإعْرابِ قالَ فجَرَت الأَلِفُ في مِذْرَوَانِ مَجْرَى الواو في عُنْفُوان وإِن اخْتَلَفَت النُّونانِ وهذا حَسَنٌ في مَعناه والمِذْرَوانِ ناحِيَتا الرَّأْسِ مثلُ الفَوْدَيْنِ وقالَ أَبو حَنِيفَةَ مِذْرَوَا القَوْسِ المَوْضِعانِ اللَّذانِ يَقَعُ عَلَيهِما الوَتَرُ من أَسْفَلَ وأَعْلَى قالَ الهُذَلِيُّ

(عَلَى عِجْسِ هَتّافَةِ المِذْرَويْن ... صَفْراءَ مُضْجِعَةٍ في الشِّمالِ) قالَ وقالَ أَبُو عَمْرٍ وواحِدُها مِذْرًى وذَرَا اللهُ الخَلْقَ ذَرْوًا خَلَقَهُم لُغَةٌ في ذَرَأَ والذَّرْوُ والذَّرَى والذُّرِّيَّةُ الخَلْقُ وقِيلَ الذَّرْوُ والذَّرَى عَدَدُ الذُّرِّيَّةِ وقولُه صلى الله عليه وسلم ورأَى في بَعْضِ غَزَواتِه امْرَأَةً مَقْتُولَة فقالَ ها ما كانَتْ هذِه لتُقاتِلَ الْحَقْ خالِدًا فقُلْ له لا تَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً ولا عَسِيفًا فسَمَّى النِّساءَ ذُرِّيَّةً ومنهُ حَدِيثُ عُمَرَ حُجُّوا بالذُّرِّيَّةِ لا تَأْكُلُوا أَرْزاقَها وتَذَرُوا أَرْباقَها في أَعْناقِها وأَتانَا ذَرْوٌ من خَبَرٍ وهو اليَسِيرُ مِنْهُ لُغَةٌ في ذَرْءٍ وذَرْوَةُ مَوْضِعٌ وذَرِيّات مَوْضِعٌ قال القَتّالُ الكِلابِيُّ

(سَقَى اللهُ ما بَيْنَ الرَّجامِ وغَمْرَةٍ ... وبَيْنَ ذَرِيّاتٍ بهِنَّ جَنِينُ)

(نَجاءَ الثُّرَيّا كُلَّما ناءَ كَوكبٌ ... أَهَلَّ يَسُحُّ الماءَ فيه دُجُونُ)

وذَرْوَةُ بنُ جُحْفَةَ من شُعَرائِهم وعَوْفُ بنُ ذِرْوَةَ بكسر الذال من شُعَرائِهم وذَرَا حَبّا اسمُ رَجُلٍ يكُونُ من الواوِ ومن الياءِ
ذرو
ذرا يَذْرو، اذْرُ، ذَرْوًا، فهو ذارٍ، والمفعول مذروّ (للمتعدِّي)
• ذرا التُّرابُ: طار في الهواء وتفرّق وتبدّد ° ذرا فوه: سقطت أسنانه.
• ذرا المُزارعُ الحَبَّ: نقّاه في الريح من التِّبْن "ذرا الفلاحُ القمحَ".
• ذرَتِ الرِّيحُ التُّرابَ: أطارته وفرَّقته " {فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} - {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا}: الرِّياح تطير بالتراب وتفرّقه تفريقًا وتبديدًا".
• ذرا اللهُ الخلقَ: ذرأهم؛ أبدعهم على أحسن مثال وبثَّهم وكثَّرهم. 

أذرى يُذري، أَذْرِ، إذراءً، فهو مُذْرٍ، والمفعول مُذْرًى
• أذرتِ الرِّيحُ التُّرابَ: ذرَته؛ أطارته وفرَّقته "أذرى الفلاحُ الحَبَّ- {فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تُذْرِيْه الرِّيَاحُ} [ق] ".
• أذرتِ العينُ دَمْعَهَا: أسالته. 

تذرَّى يتذرَّى، تذرَّ، تذرّيًا، فهو مُتذرٍّ
• تذرَّى التُّرابُ: مُطاوع ذرَّى: تطاير وتفرَّق.
• تذرَّى الحَبُّ: تنقَّى. 

ذرَّى يُذرِّي، ذَرِّ، تذريةً، فهو مُذَرٍّ، والمفعول مُذرًّى
• ذرَّتِ الرِّيحُ التُّرابَ: ذَرَته؛ أطارته، فرّقته "كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اطْحَنُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ [حديث] ".
• ذرَّى الزَّارعُ القمحَ: ذَرَاه، نقَّاه في الرِّيح. 

إذراء [مفرد]: مصدر أذرى. 

تَذْرية [مفرد]:
1 - مصدر ذرَّى.
2 - إثارة الرِّمال والغبار بقوَّة دفع الهواء. 

ذارِية [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل ذرا.
• الذَّاريات:
1 - الرِّياح تحرِّك التُّرابَ " {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 51 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستّون آية. 

ذُرَاوة [مفرد]: ما سقط من الحَبّ المُذَرَّى، أي: المفرَّق المُطيَّر في الهواء. 

ذُرَة [جمع]: (نت) نبات زراعيّ حبيّ سنويّ من الفصيلة النجيليَّة، يؤكل مشويًّا أو مطبوخًا، كما أنّه يُطحن ويُصنع منه الدّقيق.
• ذُرة صفراء: (نت) نبات عشبيّ حوليّ من فصيلة النجيليّات، زراعتُه منتشرة في أنحاء العالم، أنواعه عديدة، ساقه ليفيَّة، أوراقُه سنانيَّة الشّكل، وافر المحصول. 

ذُرِّيَّة [مفرد]: ج ذُرِّيّات وذَراريُّ:
1 - نَسْل، أولاد، وأصلُها بالهمزة وخُفِّفت همزتها، وتستخدم للمفرد والجمع ذكرًا أو أنثى (انظر: ذ ر أ - ذُرِّيَّة، ذ ر ر - ذُرِّيَّة) " {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ} ".
2 - نساء وصغار "لاَ تَقْتُلْ ذُرِّيَّةً وَلاَ عَسِيفًا [حديث]: من حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لخالد، وذلك عندما رأى امرأة مقتولة، والعسيف هو الأجير".
3 - آباء وأجداد " {وَءَايَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} ".
4 - طائفة " {فَمَا ءَامَنَ لِمُوسَى إلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ} ". 

ذَرْو [مفرد]: مصدر ذرا. 

ذُرْوَة [مفرد]: ج ذُرُوات وذُرْوات وذُرًى: أعلَى الشّيء وقمَّته "ذُرْوة الجبل: قمّته- ذُرْوة الجمل: سنامه- هو في ذُرْوة الشّرف: أرقى منازلِه- بلغ ذُرْوة الإنتاج: أعلى معدّلِه- يشتدّ الزِّحام في ساعة الذُّرْوَة" ° اجتماع الذُّرْوة: اجتماع القمّة- ذُرْوَة الأحداث: شدّتها- ذُرْوَة الرِّواية/ ذُرْوَة القصّة/ ذُرْوَة المسرحيّة: اللحظة الحاسمة التي تعقد فيها الأحداث- ذُرْوَة الغضب: أقصى ما يبلغه شيء من شدَّة وقوّة- ذُرْوَة المجد: قمَّته وأوجه- فلانٌ يفتل في الذُّرْوَة والغارب: يستخدم الحيلة للوصُول إلى ما يريد.
• الذُّرْوَة:
1 - (دب) اللحظة الحاسمة في العمل الأدبيّ التي تصل فيها الأزمةُ إلى أشدّ نقاطها كثافة وتكون قد اقتربت من الحلّ في بعض الأوجه.
2 - (فز) القيمة المطلقة العظمى التي يصلها تيَّارٌ مُتذبذِب. 

ذِرْوَة [مفرد]: ج ذِرْوات وذِرًى: ذُرْوَة. 

مِذْراة [مفرد]: ج مَذارٍ: اسم آلة من ذرا: أداة من خشب أو حديد ذات أصابع يُذرُّ بها الحَبُّ في الهواء ليُنقَّى ممّا علق به "مِذْراة خشبيَّة- مذراة غِلال" ° جاء نافضًا مِذْراتَه: جاء باغيًا مُهدِّدًا أو جاء مختالاً. 

مِذْرى [مفرد]: ج مَذارٍ:
1 - مِذراة، أداة من خشب أو حديد ذات أصابع يُفرّق بها الحَبُّ، ويُنّقى ويُرفع بها الكلأُ والزِّبلُ، وغيرُهما.
2 - غِربال "مِذْرى توابل/ دقيق". 
ذرو and ذرى 1 ذَرَتْهُ الرِّيحُ, (T, S, M, Msb, K,) aor. ـْ (S, M, Msb,) inf. n. ذَرْوٌ; (S M, Msb, K;) and aor. ـْ (S, M,) inf. n. ذَرْىٌ; (S;) and ↓ ذرّتهُ; and ↓ اذرتهُ; (M, K;) the last on the authority of IAar, but said in the T to be disallowed in this sense by AHeyth; (TA;) The wind raised it, (T, S, *) or made it to fly, (AHeyth, T, S, * M, K,) and carried it away; (S, * M, Msb, * K;) and dispersed it; (Msb;) namely, a thing, (Msb, K,) or the dust, (T, S, M,) &c. (S, M.) And accord. to IAar, one says, ذَرَتِ الرِّيحُ, and ↓ أَذْرَت, [elliptically,] meaning ذَرَتِ التُّرَابَ [i. e. The wind raised the dust, or made it to fly, &c.]. (T.)

b2: [Hence,] ذَرَا الرِّوَايَةَ ذَرْوَ الرِّيحِ الهَشِيمَ (assumed tropical:) He carried on the relation uninterruptedly and rapidly [like as the wind carries away the dry herbage that is broken in pieces.] (TA.)

b3: Hence also, ذَرَا

النَّاسُ الحِنْطَةَ [The people winnowed the wheat]. (S.) You say, ذَرَوْتُ الحِنْطَةَ, (IAar, T, M, K, *)

aor. ـْ inf. n. ذَرْوٌ; (IAar, T;) and ↓ ذَرَّيْتُهَا; (M;) I winnowed the wheat: (M, K: *) or الطَّعَامَ ↓ ذَرَّيْتُ, inf. n. تَذْرِيَةٌ; (Msb;) and ذَرَيْتُهُ and ذَرَوْتُهُ; (T;) I cleared the wheat from its straw. (Msb.) And ذَرَوْتُهُ, (S, M,) and ذَرَيْتُهُ, but the former is more approved; and ↓ ذَرَّيْتُهُ; (M;) I made it to fly, and go away; (S, M;)

namely, a thing, (S,) or grain, and the like. (M.) الأَكْدَاسِ ↓ تَذْرِيَةُ is well known [as meaning The winnowing of the heaps of grain]. (S.)

And hence, (S,) ذَرَّيْتُ تُرَابَ المَعْدِنِ I sought the gold of the dust of the mine [by sifting it or winnowing it]: (S, K:) and ↓ اِذَّرَيْتُهُ signifies the same. (T and S in art. درى. [See a verse cited in the first paragraph of that art.: and see also 2 in the same art.])

b4: ذَرَيْتُ الشَّىْءَ, (T,) or ↓ أَذْرَيْتُهُ, (S, TA,) accord. to AHeyth, (TA,) I threw the thing [or scattered it] like as one throws grain for sowing. (T, S, TA.) And ذَرَا الأَرْضَ He sowed the land, scattering the seed; as also ذَرَأَ الارض; but the former is said to be the more chaste. (MF and TA in art. ذرأ.)

b5: And ذَرَاهُمْ, inf. n. ذَرْوٌ, is a dial. var. of ذَرَأَهُمْ, meaning He [God] created them. (M.)

b6: ذَرَا الشَّىْءَ He broke the thing (K, TA) without separating. (TA.)

And ذَرَوْتُ نَابَهُ I broke his canine tooth. (M, TA.)

b7: ذَرَاهُ بِالرُّمْحِ He displaced, or uprooted, him, or it, with the spear. (Kr, M.)

A2: ذَرَا, intrans., It (a thing, K, or dust, &c., M) flew up, and went away, or became carried away [by the wind]. (M, K.)

b2: He (a gazelle, K, or, accord. to some, any animal, TA) hastened (K, TA) in his running. (TA.) You say, مَرَّ يَذْرُو, inf. n. ذَرْوٌ, He (a man, S) passed, or went, along quickly: (S, M:) accord. to some, said particularly of a gazelle. (M.) And ذَرَا إِلَى فُلَانٍ He rose and betook himself to such a one. (TA.)

b3: It (a thing) fell. (S, K.)

b4: ذَرَا نَابَهُ, inf. n. ذَرْوٌ, His canine tooth broke: or, as some say, fell out. (M.) And ذَرَافُوهُ, (K,) inf. n. ذَرْوٌ, (TA,) His

teeth fell out from his mouth; (K TA;) as also ذَرَى, and ذَرَأَ; but the last is said to be of weak authority, or a mispronunciation. (MF and TA in art. ذرأ.)

2 1َ2َّ3َ see 1, in five places.

b2: [Hence,] ذَرَّى رَأْسَهُ, (M, TA,) inf. n. تَذْرِيَةٌ, (TA,) He combed his head (M, TA) [so as to remove the scurf &c.], like as one winnows a thing: but دَرَّى [with the unpointed د] is of higher authority. (M.)

A2: ذَرَّيْتُهُ, namely, a sheep, inf. n. as above, I shore, or sheared, his wool, leaving somewhat thereof upon his back in order that he might be known thereby: and in like manner one says in relation to a camel. (S, M.) [See مُذَرًّى.]

b2: [Hence, app, or from ذِرَوْةٌ, as is indicated in what follows,] (assumed tropical:) I praised him. (IAar, M, K.) You say, فُلَانٌ

يُذَرِّى فُلَانًا (assumed tropical:) Such a one exalts the state, or condition, of such a one; and praises him. (T.) A poet says, [namely, Ru-beh, (so in the margin of one of my copies of the S,)]

عَيْدًا أُذَرِّى حَسَبِى أَنْ يُشْتَمَا (assumed tropical:) [Purposely I praise and exalt what constitutes my grounds of pretension to respect or honour, lest it should be reviled]: (T, S, M:) as though I put it upon the ذِرْوَةٌ [q. v.] (M.)

4 أَ1ْ2َ3َ see 1, in three places.

b2: Accord. to AHeyth, this verb is not used in the sense first explained above; but one says, أَذْرَيْتُ الشَّىْءَ عَنِ الشَّىْءِ, meaning I threw down the thing from the thing: (T, TA:) or إِذْرَآءٌ signifies the striking a thing and throwing it down: (Lth, T:) and sometimes, the throwing down without cutting. (M.) Yousay, ضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ فَأَذْرَيْتُ رَأْسَهُ [I struck him with the sword and made his head to fall from him]. (T.) And طَعَنْتُهُ فَأَذْرَيْتُهُ عَنْ فَرَسِهِ, (T,) or عَنْ ظَهْرِ

دَابَّتِهِ, (S,) i. e. [I thrust him, or pierced him, and]

threw him down [from his horse, or from the back of his beast]. (T, S.) And أَذْرَتِ الدَّابَّةُ

رَاكِبَهَا The beast threw down its rider. (M.)

And اذرى الشَّىْءَ بِالسَّيْفِ He struck the thing with the sword so as to throw it down. (M.)

And أَذْرَتِ العَيْنُ دَمْعَهَا, (S,) or الدَّمْعَ, (M,) The eye poured forth [or let fall its tears, or the tears]. (S, M.) [See also أَذْرَأَ.]

A2: اذرى said of a camel, He was, or became, tall, or long, in his ذِرْوَة [or hump]. (TA.)

5 تذرّت الحِنْطَةُ The wheat was, or became, winnowed: (M, K:) or was, or became, cleared from its straw. (TA.)

A2: تذرّى بِهِ He protected, or sheltered, himself by means of it; (M, Msb;)

i. e. by means of a wall, &c., from the wind and the cold; as also به ↓ استذرى. (M.) One says, تَذَرَّ مِنَ الشَّمَالِ بَذْرًى Protect, or shelter, thyself from the north wind by means of a shelter. (T.)

And بِهٰذِهِ الشَّجَرَةِ ↓ اِسْتَذْرِ Shelter thyself by means of this tree: (T:) or بِالشَّجَرَةِ ↓ اِسْتَذْرَيْتُ I shaded and sheltered myself by means of the tree. (S.)

And تذرّتِ الإِبِلُ The camels protected, or sheltered, themselves from the cold, one by means of another; or by means of the [trees called]

عِضَاه. (M.) And بِفُلَانٍ ↓ اِسْتَذْرَيْتُ I sought refuge with such a one, and became in his protection. (S.) And اذرى [thus I find it written, without any syll. signs, evidently for ↓ اِذَّرَى, of the measure اِفْتَعَلَ, like اِلْتَجَأَ and اِكْتَنَّ,] He sought protection by means of a king. (TA.)

A3: تذرّى السَّنَامَ, (S,) or الذِّرْوَةَ, (M, K,) He mounted upon [the hump, or the top of the hump &c.]. (S, M, K.)

b2: [Hence,] تَذَرَّيْتُ بَنِى فُلَانٍ وَ تَنَصَّيْتُهُمْ (assumed tropical:) I married among the ذِرْوَة and the نَاصِيَة of the sons of such a one; (As, T, * S;) i. e., among the noble and high of them: (T:) or تذرّى فِيهِمْ (assumed tropical:) He married among the ذِرْوَة of them. (M.)

8 إِ1ْتَ2َ3َ see 1: A2: and see also 5.

10 إِسْتَ1ْ2َ3َ see 5, in four places.

b2: اِسْتَذْرَتْ, said of a she-goat, She desired the ram; (S, K;) like

اِسْتَدَرَّتْ. (S.)

b3: And the inf. n. اِسْتِذْرَآءُ signifies The act of leaping upon a female. (KL.)

ذُرَةٌ, originally ذُرَوٌ, (S, Msb, K,) or ذُرَىٌ, (S, M, * Msb,) the ة being a substitute (S, Msb) for the final radical letter, (Msb,) [A species of millet; the holcus sorghum of Linn.; thus called in the present day, and also, vulgarly, ذُرَة صَيْفِىّ and ذُرَةقَيْظِىّ, to distinguish it from maize, the zea mays of Linn., which is vulgarly called ذُرَةشَامِىّ and ذُرَة كِيزَان;] a species of grain; (M;) a certain grain, well known: (S, Msb, K:) the word is used as a n. un. and as a coll. n. (T.) [See مِيرَةٌ.]

ذَرْوٌ A portion (طَرَفٌ) not completed, of a saying; as in the phrase, بَلَغَنِى عَنْهُ ذَرْوٌ مِنْ قَوْلٍ [An uncompleted portion of a saying was related to me from him]: (T, S:) or a little; a dial. var. of ذَرْءٌ [q. v.]. (M.)

A2: Also, and ↓ ذَرًى, i. q. ↓ ذُرِّيَّةٌ, (M, TA,) [respecting the derivation of which there are different opinions, explained in art. ذرأ,] i. e. Created beings: [or children, or offspring: (see art ذرأ:)] or ذَرْوٌ and ↓ ذَرًى

signify the number of the ذُرِّيَّة. (M.) One says, أَنْمَى اللّٰهُ ذَرْأَكَ and ذَرْوَكَ, meaning May God increase [the number of] thine offspring. (T.)

b2: And ذَرْوُالنَّارِ occurs in a trad., as some relate it, instead of ذَرْءُ النَّارِ, as others relate it; meaning [either The children of the fire of Hell, agreeably with what next precedes, or] to be scattered in the fire. (S and TA in art. ذرأ.)

A3: Also, ذَرْوٌ, The curved extremity of a bow. (So in a copy of the S.)

ذَرًى, also written ذَرًا, (or, accord. to some copies of the S, ↓ ذُرًى,) A thing [such as dust &c.] that the wind has raised, or made to fly, and carried away: (S:) or it signifies what one has winnowed; (M;) or مَا تَذْرُوهُ [what thou winnowest, as is indicated by the context of this explanation]; like as نَفَضٌ signifies مَاتَنْفُضُهُ. (T.)

b2: And ذَرًى or ↓ ذُرًى (accord. to different copies of the S) Tears poured forth: (S:) or so ↓ ذَرِىٌّ [or دَمْعٌ ذَرِىٌّ]. (M, TA.)

A2: Also A shelter; (M, TA;) anything by which one is protected, or sheltered: (S, Msb:) a shelter from the cold wind, consisting of a wall, or of trees: and particularly a shelter that is made for camels such as are termed شَوْل, by pulling up trees of the kind called عَرْفَج &c. and placing them one upon another in the direction whence blows the north, or northerly, wind, in the camel's nightly resting-place. (T.)

[Hence,] one says, فُلَانٌ فِى ذَرَى فُلَانٍ Such a one is in the protection of such a one. (T.) and أَنَا فِى ظِلِّ فُلَانٌ وَفِى ذَرَاهُ I am in the protection of such a one, and in his shelter. (S.) and [hence, perhaps,] إِنَّ فُلَانًا لَكَرِيمُ الذَّرَى (assumed tropical:) Verily

such a one is generous in disposition. (Az, T.)

b2: Also The court, or yard, (فِنَآء,) of a house. (Har pp. 56 and 442.)

A3: see also ذَرْوٌ, in two places.

ذُرًى: see ذَرًى, in two places:

b2: and ذُرَاوَةٌ.

ذَرْوَةٌ Much property; like ثَرْوَةٌ: so in the saying, هُوَ ذُو ذَرْوَةٍ [He is a possessor of much property]. (TA.)

A2: See also ذِرْوَةٌ.

ذُرْوَةٌ: see what next follows.

ذِرْوَةٌ and ↓ ذُرْوَةٌ The upper, or uppermost, part of a thing (S, M, Msb, K) of any kind; (M, Msb;) and so, accord. to Et-Takee Esh-Shemenee, ↓ ذَرْوَةٌ: (TA:) and particularly, of a camel's

hump, (S, M,) and of the head: (M:) and a camel's hump itself: (TA:) pl. ذُرًى. (S, TA.)

It is said in a trad., أَتَى بِإِبِلٍ غُرَرِ الذُّرَى [or غُرِّ

الذُّرَى?] He brought camels having white humps. (TA.) And in another trad., عَلَى ذِرْوَةِ كُلِّ بَعِيرِ

شَيْطَانُ [On the hump of every camel is a devil]. (TA.) And in a prov., مَا زَالَ يَفْتِلُ فِى الذِّرْوَةِ

وَالغَارِبِ [He ceased not to twist the fur of the upper part and the fore part of the hump: originating from, or occurring in, a trad., which see explained in art. غرب]: it means, (tropical:) he ceased not to render familiar, or tame, [or rather to endeavour to do so,] and to remove refractoriness. (TA.)

b2: [Hence,] تَزَوَّجَ مِنْهُمْ فِى الذِّرْوَةِ وَ النَّاصِيَةِ (T, M *) (assumed tropical:) He married among the noble and high of them. (T.)

ذَرِىٌّ: see ذَرًى.

A2: ذَرًى ذَرِىٌّ A warm shelter. (TA.)

ذَرِيَّةٌ A she-camel by means of which one conceals himself from the objects of the chase: on the authority of Th: but the more approved word is with د [i. e. دَرِيَّةٌ, or, accord. to Az, دَرِيْئَةٌ]. (M.)

ذُرَاوَةٌ (vulgarly pronounced دَرَاوَةٌ, TA) What

has become broken into small particles, (M, K,) and dried up, (M,) or of what has dried up, (K,) of a plant, or of herbage, and has been blown away by the wind. (M, K.)

b2: And What has fallen of, or from, corn, (M, K,) or especially wheat, (Lh, M,) in the process of winnowing. (M, K.) And What has fallen of, or from, a thing; as also ↓ ذُرًى. (M, * K.)

ذُرِّيَّةٌ: see ذَرْوٌ.

الذَّرِيَاتٌ [as used in the Kur li. 1] means The winds (S, Bd, Jel) raising, or making to fly, and carrying away, or dispersing, the dust &c.: (Bd, Jel:) or (assumed tropical:) the prolific women; for they scatter children: or (assumed tropical:) the causes of the scattering of the created beings, angels and others. (Bd.)

مِذْرًى (S, M) and ↓ مِذْرَاةٌ (M) A wooden implement, (S, M,) or a small wooden implement, (so in one copy of the S,) having [several] ex

tremities [or prongs], (S,) with which one winnows (S, M) wheat, and with which the heaps of grain are cleared [from the straw &c.]: (S) or the former word signifies the thing with which the wheat is carried to be winnowed: and the latter, the wooden implement with which one winnows. (T.)

A2: Also, the former word, The extremity of the buttock: (AO, T, M, K:) or ↓ مِذْرَوَانِ signifies the two extremities of the two buttocks; (A'Obeyd, T, S, M, K *) or the two uppermost parts of the two buttocks; (Meyd in explaining a prov. cited

below;) and it has no sing.; (A'Obeyd, T, S, M, Meyd, K;) for if the sing. were مِذْرًى, the dual would be مِذْرَيَانِ. (A'Obeyd, T, S, M, Meyd.)

Hence, (Meyd,) ↓ جَآءَ يَنْفُضُ مِذْرَوَيْهِ [He came shaking the two extremities, or the two uppermost parts, of his buttocks]; (S, Meyd, K;) a prov., applied to one behaving insolently (بَاغٍ), and threatening; (S, K; *) or to one threatening vainly: (Meyd, and Har p. 603:) and ↓ جَآءَ يَضْرِبُ مِذْرَوَيْهِ

[He came striking. &c.]; a prov. also, applied to him who has come empty, not having accomplished that which he sought. (Har ubi suprà.)

b2: ↓ مِذْرَوَانِ also signifies The two sides of the head: (M, K:) or مَذَارٍ signifies the temples of the head; and the sing. is مِذْرًى; accord. to AA. (S.)

b3: Also, ↓ مِذْرَوَانِ, The two places, of a bow, upon which lies the string, in the upper portion and the lower: (AHn, S, M, K: *) and in this sense it has no sing.: (S:) or, accord. to AA, its sing. is مِذْرًى. (M.)

مِذْرَاةٌ: see the next preceding paragraph, first sentence.

مِذْرَوَانِ: see مِذْرًى, in five places.

مُذَرَّى, fem. مُذَرَّاةٌ, A sheep having a portion of its wool left unshorn between the shoulders when the rest has been shorn. (T.) [See 2.]
ذرو
: (و (} ذَرتِ الرِّيحُ الشَّيءَ) {تَذْرُوه (} ذَرْواً {وأَذْرَتْهُ) ؛ وَهَذِه عَن ابنِ الأعرابيِّ؛ (} ذَروتُه: أَطارَتْهُ وأَذْهَبَتْهُ) .
وَفِي التَّهْذيبِ: حَمَلَتْه فأَثارَتْهُ.
وَفِي الصِّحاحِ: ذَرَوْتُه طَيَّرْتُه وأَذْهَبْته؛ قالَ أَوْسُ:
إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا {ذَرَى حَدُّنا بِهِ
تَخَمَّطَ مِنَّا نابُ آخَرَ مُقْرَمِوفي التَّهذيبِ: قالَ أَبو الهَيْثم:} ذَرَتْهُ الرِّيحُ طَيَّرَتْه؛ وأَنْكَرَ {أَذْرَتْه بمعْنَى طَيَّرَتْه؛ وقالَ: إنَّما يقالُ} أَذْرَيْت الشيءَ عَن الشيءِ أَلْقَيْتَه؛ قالَ ابنُ أَحْمر:
لَهَا مُنْخُلٌ! تُذْرِي إِذا عَصَفَتْ بِهِ
أَهابيَ سَفْسافٍ من التُّرْبِ تَوْأمِ قالَ: ومَعْناهُ تُسْقِطُ وتَطْرَح، والمُنْخُلُ لَا يرْفَعُ شَيْئا إنَّما يُسْقِط مَا دَقَّ ويُمْسِكُ مَا جَلَّ.
قالَ: والقُرْآنُ وكَلامُ العَرَبِ على هَذَا؛ قالَ تَعَالَى: { {والذَّارِياتِ} ذَرْواً} ، أَي الرِّياح.
( {وذَرا هُوَ بنَفْسِه) : أَي سَقَطَ؛ نَقَلَهُ الجوهرِيُّ.
(و) } ذَرا (الحِنْطَةَ) {يَذْرُوها} ذَرْواً: (نَقَّاها فِي الرِّيح) ، رَواهُ شمِرٌ عَن ابنِ الأعرابيّ.
(فتَذَرَّتْ) هِيَ: أَي تَخَلَّصَتْ مِن تبينها.
(و) {ذَرا (الشَّيءَ: كَسَرَهُ) مِن غيرِ إبانَةٍ.
(و) ذَرا (الظَّبْيُ) } ذَرْواً: (أَسْرَعَ) فِي عَدْوِهِ؛ وعَمَّ بِهِ بعضُهم.
(و) ذَرا (فُوهُ) ذَرْواً: (سَقَطَ) ،
وقيلَ: ذَرا نابُه ذَرْواً: انْكَسَرَ.
( {وذُراوَةُ النَّبْتِ، بالضَّمِّ) والعامَّة تَفْتَحُه؛ (مَا ارْفَتَّ من يابِسِه فطارَتْ بِهِ الرِّيحُ.
(و) أَيْضاً: (مَا سَقَطَ من الطَّعامِ عنْدَ التَّذَرِّي) وخَصّ اللَّحْياني بِهِ الحِنْطَةَ؛ قالَ حُمَيْد بنُ ثورٍ:
وعادَ خُبَّارٌ يُسَقِّيهِ النَّدَى
} ذُراوَةً تَنْسِجُهُ الهُوج الدُّرُجْ (وَمَا {ذَرا مِن الشيءِ) : أَي سَقَطَ، (} كالذُّرا بالضمِّ.
( {وذُرْوَةُ الشَّيءُ، بالضَّمِّ والكسْرِ: أَعْلاهُ) .
ورَوَى التَّقيُّ الشمني فِي شرْحِ الشَّفاءِ: أنَّه يُثَلَّثُ، والجَمْعُ} الذُّرا، بالضمِّ.
وَمِنْه الحدِيثُ: (أُتي بإبِلٍ غُرِّ الذُّرَا) ، أَي بيض الأَسْمِنَمَةِ.
وَفِي حدِيثٍ آخر: (على {ذِرْوَةِ كلِّ بَعيرٍ شَيْطانٌ) .
(} وتَذَرَّيْتُها) ، أَي {الذَّرْوَة وَهِي أعْلَى السَّنَام، (عَلَوْتُها) وفَرَعْتها؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(} وذَرَّيْتُه {تَذْرِيةً: مَدَحْتُه) ورَفَعْتُ مِن أمْرِه وشأنِه؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ لرُؤْبَة:
عَمْداً} أُذرِّي حَسَبِي أَن يُشْتَمَا بهَدْرِ هَدَّارٍ يَمُجُّ البَلْغَما (و) {ذَرَّيْتُ (تُرابَ المَعْدِنِ: طَلَبْتُ ذَهَبَه) .
وَفِي الصَّحاحِ: طَلَبْتُ مِنْهُ الذَّهَبَ؛ وَفِي نسخةٍ: فِيهِ الذَّهَبَ.
(} والمِذْرَوانِ، بالكسْرِ: أَطْرافُ الأَلْيَةِ) ، وَهُوَ نَصّ أَبي عبيدَةَ؛ وَفِي الصِّحاحِ: الأَلْيَتَيْن، (بِلا واحِدٍ) لَهُما.
قالَ أَبو عبيدٍ: وَهُوَ أَجْوَدُ القَوْلَيْن لأنَّه لَو كانَ لَهما واحِدٌ وقيلَ مِذْرَى لقيلَ فِي التَّثْنيةِ {مِذْريَانِ، لأنَّ المَقْصورَ إِذا كانَ على أَرْبَعَةِ أَحْرفٍ يُثَنَّى بالياءِ على كلِّ حالٍ مِقْلىً ومِقْلَيان. (أَو هُوَ) ، أَي الواحِدُ، (} المِذْرَى) ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عبيدَةَ نَقَلَهُ الجوهريُّ فِي سِياقِ كَلامِ أَبي عبيد قالَ: والرَّانِقَةُ ناحيَتُها.
(و) {المِذْرَوانِ (من الرَّأْسِ: ناحِيَتاهُ) كالفَوْدَيْن.
(} والمِذْرَوانِ (من القَوْسِ: مَا يَقَعُ عَلَيْهَا) ، وَفِي الصِّحاحِ عَلَيْهِمَا؛ (طَرَفُ الوَتَرِ مِن أَعْلَى وأَسْفَلَ) وَلَا واحِدَ لَهما.
وقالَ أَبو عَمْرو: الواحِدُ {مِذْرَى؛ وقالَ الهُذَليُّ:
على عَجْسِ هَتَّافَةِ المِذْرَوَيْ
نِ صَفْراءَ مُضْجَعَةٍ فِي الشِّمالْ (و) فِي المثَلِ: (جاءَ) فلانٌ (يَنْفُضُ} مِذْرَوَيْهِ) : إِذا جاءَ (باغِياً مُتَهَدِّداً) ؛ قالَ عنترَةُ يَهْجُو عُمارَةَ بنَ زيادٍ:
أَحَوْلِيَ تَنْفُضُ اسْتُكَ {مِذْرَوَيْها
لتَقْتُلَنِي فها أَنا ذَا عُمارَايُريدُ يَا عُمارَةُ.
(} واسْتَذْرَتِ المِعْزَى: اشْتَهَتِ الفَحْلَ) ، مثْل اسْتَدَرَّتْ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ.
( {والذُّرَةُ، كَثُبَةٍ: حَبٌّ م) مَعْروفٌ، (أَصْلُها ذُرَوٌ) ، بضمِّ ففتْحٍ، أَو ذُرَيٌ بالياءِ والهاءُ عِوَض؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التهْذيبِ: يقالُ للواحِدَةِ} ذُرَةٌ وللجماعَةِ ذُرَةٌ، ويقالُ لَهُ أَرْزَن.
وقالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا على مَا لم تَظْهر ياؤُه مِن هَذَا البابِ بالياءِ لكَوْنِها لاماً.
(وأَبو {الذَّرْيِ، كالسَّعْيِ) ؛ وضَبَطَه الحافِظُ بكسْرِ الراءِ وتَخْفِيفِ الياءِ؛ (خالِدُ بنُ عبدِ الرحمانِ) بنِ زِيادِ بنِ أنْعمَ (الأَفْرِيقيُّ) ، كَتَبَ عَنهُ عَبْدُا للَّهِ بنُ يوسُفَ التنيسيّ، وأَبوه أَبُو خالدٍ عبدُ الرحمانِ قاضِي أَفْرِيقِيَة أَوَّل مَوْلودٍ وُلِدَ فِي الإسْلامِ بهَا، سَمِعَ أَباهُ وأَبا عَبْد الرحمانِ الحبليّ وبكْر بن سوادَةَ وعَبْد الرحمانِ بن رافِعٍ التَّنوخي قاضِي أَفْريقيَةَ؛ وَعنهُ الثَّوْريُّ وابنُ لهيعَةَ وابنُ وهبٍ؛ تَكَلَّموا فِيهِ، تُوفي سنة 156، وَقد نَيف على المائَةِ؛ وقالَ التَّرمذيُّ: رأَيْتُ البُخارِي يُقَوِّي أَمْرَه، ويقولُ هُوَ مُقارب الحدِيثِ، وَله قصَّة مَعَ أَبي جَعْفرٍ المَنْصور ذَكَرها ياقوت فِي تَرْجمة أَفْرِيقيَةَ فِي مُعْجَمهِ.
(وعليُّ بنُ} ذَرْي الحَضْرميُّ) ، هُوَ أَيْضاً بالضَّبْط السابقِ، رَوَى عَن زيدِ بنِ أَرْقم.
(وأَنْعَمُ بنُ ذَرْي) بنِ محمدٍ (الشَّعْبانيُّ) ، هَذَا هُوَ جَدُّ خالِدِ بنِ عبدِ الرحمانِ الَّذِي قدمَ ذِكْرُه؛ وشَعْبان لَقَبُ حسَّان بنِ عَمْرو بنِ قَيْسِ بَطْن مِن حِمْيَر، وَقد رَوَى عَنهُ ابْنُه زيادٌ المَذْكور؛ وَسِيَاق المصنِّفِ سياقُ مَنْ ليسَ لَهُ دربة فِي عِلْم النَّسَبِ، فتأَمَّل.
(مُحدِّثونَ.
(وبِئْرُ! ذَرْوانَ) : جاءَ ذِكْرُها فِي حدِيثِ سِحر النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي بئْرٌ لبَني زُرَيْق (بالمدينَةِ) المشرَّفَةِ.
(أَو هُوَ ذُو أَرْوانَ، بسكونِ الرَّاءِ) ، وَقد تقدَّمتِ الإشارَةُ إِلَيْهِ فِي النونِ؛ (وقيلَ بتَحْرِيكِهِ أَصَحُّ) عنْدَ المحدِّثِيْن. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{المِذْراةُ} والمِذْرَى: الخَشَبَةُ الَّتِي {يُذَرَّى بهَا، وَهِي خَشَبَةٌ ذاتُ أَطْرافٍ تُنَقَّى بهَا الأكْداسُ.
} والذَّرا، بالفتْحِ: مَا {ذَرَّيْته كالنَّفَضِ اسمٌ لمَا تَنْفُضُه.
} والذَّرا: الكِنُّ وَقَالَ الأصْمعيُّ: هُوَ كلُّ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ. يقالُ: أَنا فِي ظلِّ فلانٍ وَفِي {ذَراهُ، أَي فِي كَنَفِهِ وسِتْرِه ودِفْئِه.
وقالَ أَبو زيْدٍ: إنَّ فلَانا الكريمُ} الذَّرا، أَي الطَّبيعَة.
{وتَذَرَّى بالحائِطِ وغيرِهِ مِن الرّيح والبَرْدِ} واستَذْرى، كِلاهُما: اسْتَكَن.
{وتَذَرَّتِ الإِبِلُ: أَحَسَّتِ البَرْدَ فاسْتَتر بعضُها ببعضٍ، أَو اسْتَتَرَتْ بالعِضاهِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} اسْتَذْرَيْت بالشَّجَرَةِ: اسْتَظَلَلْتُ بهَا وصرْتُ فِي دفْئِها.
{واسْتَذْرَيْتُ بفلانٍ: الْتَجأْتُ إِلَيْهِ وصِرْتُ فِي كَنَفِه، انتَهَى.
} والذَّرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الناقَةُ المُسْتَتَر بهَا عَن الصَّيْدِ؛ عَن ثَعْلَب، والدَّال أعْلَى، وَقد مَرَّ.
{والذَّرِيُّ، كغِنيَ: مَا انْصَبَّ من الدَّمْعِ.
وَقد} أَذْرَتِ العَيْنُ الدَّمْعَ {تُذْرِيه} إذْراءً.
{وأَذْرَى الشيءَ بالسَّيْفِ ضَرَبَه حَتَّى صَرَعَهُ.
والسيفُ} يُذْرِي ضرِيبَتَه: أَي يَرْمي بهَا؛ كَذَا فِي المُحْكم؛ وَفِي التهْذيبِ: بِهِ؛ وَقد يُوصَفُ بِهِ الرَّمْي من غيرِ قَطْع.
{وذَرَّاهُ بالرُّمْح: قَلَعَهُ؛ هَذِه عَن كُراعٍ.
} وأَذْرَتِ الدابَّةُ راكِبَها: صَرَعَتْه.
وطَعَنَه {فأَذْراهُ عَن فَرَسِهِ: صَرَعَهُ.
وقالَ أَبُو الهَيْثم:} أَذْرَيْت الشيءَ إِذا أَلْقَيْته كإلْقائِكَ الحَبّ للزَّرْعِ.
{وذَرَوْت نابَه: كَسَرْته.
} والذَّرْوُ {والذَّرَى} الذُّرِّيَّةُ، {وذَراهُم} ذَرْواً: خَلَقَهُم؛ لُغَةٌ فِي الهَمْزَةِ.
! وتَذْريةُ الأكْداسِ مَعْروفَةٌ. وقالَ أَبو زَيْدٍ: {ذَرَّيْت الشاةَ} تَذْرِيةً: وَهُوَ أَن تَجُزَّ صُوفَها وتَدَعَ فَوْقَ ظَهْرِها شَيْئا مِنْهُ لتُعْرَفَ بِهِ؛ وَذَلِكَ فِي الضأْنِ خاصَّةً وَفِي الإبِلِ؛ نقلَهُ الجَوهرِيُّ.
ويقالُ: سَوُّوا للشَّوْلِ {ذَرَى، وَهُوَ أنْ يُقْلعَ الشَّجَرُ مِن العَرْفَجِ وغيرِهِ فيُوضَعُ بعضُه فوقَ بعضٍ ممَّا يلِي مَهَبّ الشمالِ يُحْظرُ بِهِ على الإِبِلِ فِي مَأْواها.
} وتَذَرَّى بَني فلانٍ وتَنَصَّاهم: أَي تَزَوَّج مِنْهُم فِي {الذِّرْوةِ والناصِيَةِ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ عَن الأصمعيّ، أَي فِي أَهْلِ الشَّرَف والعَلاء.
وَفِي الذُّرِّيَّة أَقوالٌ ثلاثَةٌ: قيلَ: مِن ذَرَأَ اللَّهُ الخَلْقَ، فتركَ هَمْزه نَحْو روية وبرية؛ وقيلَ: أَصْلُه ذُرْوِيَّة وقيلَ فُعْلِيَّة من الذَّرِّ.
} وذَرا الرِّوايَة ذَرْو الرِّيح الهَشِيم: أَي سَرَدَها.
وَهُوَ ذُو {ذَرْوةٍ: أَي ثَرْوَةٍ، وَهِي الجِدَةُ والمالُ، وَهُوَ مِن بابِ الاعْتِقابِ لاشْتِراكِهِ فِي المَخْرج.
ومحمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبي} ذرة، مُحدِّثٌ.
والحلحالُ بنُ {ذُرَيِّ، كُسمَيَ، تابِعي.
وَفِي المَثَلِ: مَا زالَ يفتلُ فِي} الذروةِ والغاربِ، يُرادُ بِهِ التَّأَنِيس وإزالَةَ النُّفُورَ.
{وذرا إِلَى فلانٍ: ارْتَفَعَ وقَصَدَ؛ وَمِنْه قولُ سُلَيْمان بن صُرَد: (بَلَغَنِي عَن عليَ} ذَرْوٌ مِن القَوْلِ) أَي طَرَفُه وحَواشِيَهُ.
{وذَرْوان: جَبَلٌ باليمنِ فِي مِخلافِ ريمة، وَقد صَعَدْته.
} وذَرْوَةُ: موضعٌ فِي دِيارِ غَطَفانَ بأكْنافِ الحجازِ لبَني مرَّةَ بنِ عَوْفٍ؛ قالَهُ نَصْر.
وأيْضاً: قَرْيَةٌ بمِصْرَ. وبنُو {ذَرْوةٍ: بَطْنٌ مِن العلويين باليَمَن مَساكِنُهم أَطْراف وادِي حبيا.
} وذَرَّى حَبّاً: لَقَبُ رجُلٍ ذُكِرَ فِي ح ب ب.
وذَرى رأْسَه تَذْرِيةً: سرَّحَه، والدَّال أَعْلَى.
{وذَرْوَةُ بنُ جُحفَةَ: شاعِرٌ.
وعَوْفُ بنُ ذِرْوَةَ، بالكسْرِ، شاعِرٌ أَيْضاً.
وأَرْضٌ} ذَروَةٌ وعروةٌ وعصمةٌ إِذا كانتْ خصيبَةً خصباً يَبْقى.
{وذَرَةُ: جِبالٌ كثيرَةٌ مُتّصلَةٌ لبَني الحارِثِ بنِ بهثَةَ بنِ سُلَيْم.
ويقالُ:} ذَرْيٌ {ذَرِيٌ أَي دِفءٌ دَفِيءٌ.
} وأَذْرَى الجَمَلُ: طالَتْ ذرْوَتُه.
{والمَذْرَويةُ: الاسْتُ.
} وأَذْرى: اسْتَعاذَ بملكٍ.
{وذروان: سيفُ الأخْنَسِ بنِ شهابٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} ذَرَيْتُ الحبَّ ونحوَه {ذَرْياً،} وذَرَتْه الرِّيحُ {ذَرْياً، وَهِي لغةٌ، والواوُ أَعْلَى.
وَفِي حرفِ ابنِ مَسْعود وابنِ عبَّاس {} تَذْرِيهِ الريحُ} ، {وذَريْتُ الشيءَ: أَلْقَيْته.
وإهمالُ المصنِّفِ إيَّاها قُصُورٌ، كيفَ وَقد أَشارَ إِلَيْهَا الجَوهرِيُّ وغيرُهُ.
ذرو: {ذروا}: تفريقا. {تذروه}: تفرقه.

لفو

لفو


لَفَا(n. ac. لَفْو)
a. Wronged.
لفو: المَلْفَافِيُّ: الأَحْمَقُ من الرِّجَالِ.
(لفو) : أَلْفَيتُه كَريماً، وأُلْفِيتُه.
[ل ف و] لَفَا اللَّحْمَ عَنِ العَظْمِ لَفْوًا قَشَرَهُ كَلَفَأَهُ واللَّفَاةُ الأَحْمَقُ فَعَلَةٌ مِن قَوْلِهم لَفَوْتُ اللَّحْمَ والهَاءُ للمُبَالَغَةِ زَعَمُوا وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثْلُ هَذَا فِي هَفَــاهٍ

لفو

6 تَلَافَاهُ i. q. تَدَارَكَهُ [He repaired it; a meaning well known]; (S, Msb, K, TA;) namely, a short-coming; or failing, or falling short, of what was requisite, or due; and an inconsistent act. (TA.) You say, هٰذَا أَمْرٌ لَا يُتَلَافَى [This is an affair that will not be repaired]. (TA.) and تَلَافَى أَمْرَهُمْ بِالصُّلْحِ [He repaired their condition by peace, or reconciliation]. (EM, p. 117.) See دَقَّهُ لَفَاةٌ: see لفَاتٌ.
لفو
ألفى يُلفي، أَلْفِ، إلفاءً، فهو مُلْفٍ، والمفعول مُلْفًى
• ألفاه يسقي الزَّرعَ: وجده وصادفه " {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} ". 

تلافى يتلافَى، تلافَ، تلافيًا، فهو مُتلافٍ، والمفعول مُتلافًى
• تلافى الخطأَ: تداركه "تمّ تلافي الأخطاء السَّابقة".
• تلافى الأمرَ: ابتعد عنه واجتنبه "تلافى ضياعَ الوقتِ- تلافَيت التقصيرَ- تلافى الخطرَ". 

إلفاء [مفرد]: مصدر ألفى. 
لفو
: (و (} اللَّفاءُ: كسَماءٍ: التُّرابُ، والقُماشُ على وَجْهِ الأرضِ) ؛) كَذَا فِي المُحْكم. يقالُ: عَلَيْهِ العَفاءُ {واللَّفاءُ.
(وكُلُّ خَسيسٍ يَسيرٍ حَقيرٍ) :) فَهُوَ} لَفاءٌ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَفِي المُحْكم: هُوَ الشيءُ القَلِيلُ؛ قالَ أَبو زبيدٍ الطَّائِي:
فَمَا أَنا بالضَّعيفِ فيَظْلِمُونِي
وَلَا حَظِّي اللَّفاءُ وَلَا الخَسِيسُوفي كتابِ أَبي عليَ والمُحْكم: فَتَزْدَرِيني بَدَلَ فيَظْلموني. وَفِي المُحْكم: اللَّفاءُ دُونَ الحَقِّ. يقالُ: ارْضَ من الوَفاءِ! باللَّفاءِ. ومِثْلُه فِي كتابِ أَبي عليَ وأَنْشَدَ البَيْتَ المَذْكورَ.
وقالَ الجَوْهرِي: رَضِيَ فلانٌ مِن الوَفاءِ باللَّفاءِ أَي من حقِّه الوافِي بالقلِيلِ.
( {وأَلْفاهُ) كاذِباً: (وَجَدَهُ) كَذلكَ؛ وَقَوله تَعَالَى: {} وأَلْفَيَا سَيِّدَها لَدَى البابِ} ، أَي وَجَدَاهُ.
( {وتَلافَاهُ) ، أَي التَّقْصِيرَ: إِذا (تَدَارَكَهُ) وافْتَقَدَهُ.
وَهَذَا أَمْرٌ لَا} يُتلافَى.
وتقولُ: جاءَ بالعَمَلِ المُتنافِي وَلم يَعْقِبْه {بالتَّلافِي.
وذَكَرَ ابنُ سِيدَه:} أَلْفاهُ {وتَلافَاهُ فِي الياءِ دونَ الواوِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} لَفَّاهُ حَقَّه: أَي بَخَسَهُ، نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَفِي التهذيبِ: لَفَّاهُ حَقَّه ولَكَّاه: أَعْطَاهُ كُلَّه، {ولَفَّاه حَقَّه: أَعْطاهُ أَقَلَّ مِنْهُ؛ قالَهُ أَبو سعيدٍ.
وقالَ أَبُو تُرابٍ: أَحْسَبُه مِن الأضْدادِ.
وقيلَ: لَفاهُ نَقَصَه حَقَّه فَأَعْطاهُ دُونَ الوَفاءِ.
} ولَفاهُ بالعَصا لَفاً: ضَرَبَهُ.
{ولَفا اللحْمَ عَن العَظْمِ: قَشَرَهُ} واللَّفِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: البضعةُ من اللحْمِ، والجَمْعُ {لَفايَا.
} واللَّفا: الشَّيءُ المَتْرُوك، عَن ابنِ سِيدَه.
واللَّفا: النُّقْصانُ؛ عَن ابنِ الأثيرِ.
{والتَّلافِي: إدْراكُ الثّأْرِ؛ وَبِه فَسَّرَ ابنُ الأعْرابي قولَ الشَّاعِر:
يُخَبِّرُني أَنِّي بِهِ ذُو قَرابةٍ
وأَنْبَأْتُه أَنِّي بِهِ} مُتَلافي {واللَّفاةُ: الأحْمَقُ؛ والهاءُ للمُبالغَةِ.

أيي

أيي: {آية}: من القرآن كلام متصل إلى انقطاعه. والآية الجماعة.
أيي: {والآيات}: العلامات والعجائب أيضا.
أ ي ي

ما هي بدار تئية أي تمكث. يقال أييت بالمكان وتأييت به. قال زهير:

وعلمت أن ليست بدار تئية ... فكصفقة بالكف كان رقادي

وكأنما ألقت عليه الشمس أياتها أي شعاعها.
أيي
آيَة [مفرد]: ج آيات وآي:
1 - علامة أو أمارة " {سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ} " ° آية الله: لقب يطلق على أكابر رجال الدين في إيران.
2 - عبرة، عِظة " {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً} - {وَلِنَجْعَلَهُ ءَايَةً لِلنَّاسِ} ".
3 - معجزة " {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً} ".
4 - عمل إبداعيّ متميِّز "هذه اللوحة آية في الجمال" ° فلانٌ آية في الجمال: كامل الخَلْق والخُلق.
• آية من القرآن: جملة أو جمل، وحدة قرآنية منفصلة عمّا قبلها وبعدها بعلامة " {وَإِذَا بَدَّلْنَا ءَايَةً مَكَانَ ءَايَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ} ". 

أيّ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم استفهام يطلب تحديد شيء من جملة أشياء، وقد يحمل معنى الاستبعاد " {وَيُرِيكُمْ ءَايَاتِهِ فَأَيَّ ءَايَاتِ اللهِ تُنْكِرُونَ} ".
2 - اسم شرط يجزم فعلين، ولا يُستعمل إلاّ مضافًا وقد يُقطع عن الإضافة "أيّ كتابٍ تقرأْه يفدْك- أيّ رجلٍ تصاحب أصاحب- أيّ وقتٍ تسافر أسافرْ معك- {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ".
3 - اسم دالٌّ على الوصفيّة وعلى معنى الكمال "قابلت رجلاً أيَّ رجل! ".
4 - اسم موصول عام " {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} ".
5 - اسم للإطلاق في الزمان أو المكان أو غيرهما "لا يخضع لأيّ رقابة- زرني في أيّ وقت".
6 - اسم دالٌّ على المخصوص- في أسلوب الاختصاص- لبيان المقصود من الضمير "نحن - أَيُّها الطلبة- رجال المستقبل".
• أيُّها/ أيَّتها: وصلة للنِّداء، يتبعها المنادى المعرف بـ (أل)، وهي مكوّنة من أيّ وها التنبيه للمذكر، أو أيَّة وها التنبيه للمؤنّث "أيَّها الرجل- أيَّتها الفتاة- {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} ". 
أيي
: (ي ( {الآيَةُ: العلامَةُ.
(وأَيْضاً: (الشَّخصُ) ، أَصْلُها} أَيَّة، بالتَّشْديدِ، (وزْنُها فَعْلَةٌ بالفتْحِ) قُلِبَتِ الياءُ أَلِفاً لانْفتِاحِ مَا قَبْلها، وَهَذَا قَلْبٌ شاذٌّ، كَمَا قَلَبُوها فِي حارِيَ وطائِيَ إلاَّ أنَّ ذلكَ قَليلٌ غَيْر مَقِيسْ عَلَيْهِ، حُكِي ذلِكَ عَن سِيْبَوَيْه.
(أَو) أَصْلُها أَوَيَةٌ وزْنُها (فَعَلَةٌ بالتَّحْرِيكِ،) حُكِي ذلكَ عَن الخَليلِ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: قالَ سِيْبَوَيْه: مَوْضعُ العَيْن مِن الآيَةِ واوٌ، لأنَّ مَا كانَ مَوْضِعَ العَيْنِ مِنْهُ واوٌ وَاللَّام يَاء أَكْثَرَ ممَّا مَوْضِع العَيْن وَاللَّام مِنْهُ ياآن، مثْلُ شَوَيْتُ أَكْثَر من حَيِيت، وتكونَ النِّسْبَة إِلَيْهِ أَوَوِيٌّ.
قالَ ابنُ بَرِّي: لم يَذْكُر سِيْبَوَيْه أَنَّ عَيْنَ {آيَة واوٌ كَمَا ذَكَرَ الجَوْهرِيّ، وإنَّما قالَ: أَصْلُه} أَيْيَه، فأُبْدِلَتِ الياءُ الساكِنَةُ أَلِفاً.
قالَ عَن الْخَلِيل: إنَّهُ أَجازَ فِي النّسَبِ إِلَى الآيَةِ {وآيِيٌّ} آئِيٌّ {وآوِيٌّ؛ فأمَّا أَوَوِيٌّ فَلم يَقُلْه أَحَدٌ عَلِمْته غَيْر الجَوْهرِيّ.
(أَو) هِيَ مِن الفعْلِ (فاعِلَةٌ) وإنَّما ذَهَبَتْ مِنْهُ اللامُ، وَلَو جاءَتْ تامَّة، لجاءَتْ آيِيَة، ولكنَّها خُفِّفَتْ؛ وَهُوَ قَوْلُ الفرَّاء نَقَلَه الجَوْهرِيُّ. فَهِيَ ثلاثَةُ أَقْوالٍ فِي وَزْن الآيَةِ وإعْلالِها.
وقالَ شَيْخُنا: فِيهِ أَرْبعةُ أَقْوالٍ.
قُلْتُ: ولعلَّ القَوْلَ الرَّابعَ هُوَ قَوْلُ مَنْ قالَ: إنَّ الذاهِبَ مِنْهَا العَيْن تَخْفيفاً؛ وَهُوَ قَوْلُ الكِسائي؛ صُيِّرَتْ ياؤُها الأُولى أَلِفاً كَمَا فُعِل بحاجَةٍ وقامَةٍ، والأَصْلُ حائِجَة وقائِمَة. وَقد رَدَّ عَلَيْهِ الفرَّاءُ ذلكَ فقالَ: هَذَا خَطَأٌ لأنَّ هَذَا لَا يكونُ فِي أَولادِ الثلاثَةِ، وَلَو كانَ كَمَا قالَ لقِيلَ فِي نَواةٍ وحَياةٍ نائه وحائه، قالَ: وَهَذَا فاسَدٌ.
(ج} آياتٌ {وآيٌ} وآيايٌ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ:
لم يُبْقِ هَذَا الدَّهْرُ مِن {آيائِهِ
غيرَ أَثافِيهِ وأَرْمِدائِه قُلْتُ: أَوْرَدَ الأَزْهرِيُّ هَذَا البيتَ فِي ثرى قالَ والثرياء على فَعْلاء الثرى، وأَنْشَدَ:
لم يُبْقِ هَذَا الدَّهْرُ من ثريائِهِ
غيرَ أَثافِيهِ وأَرْمِدائِهِ (جج} آياءٌ) ، بالمدِّ والهَمْز نادِرٌ.
قالَ ابنُ بَرِّي عنْدَ قَوْلِ الجَوْهرِيّ فِي جَمْعِ الآيَةِ! آيايٌ قَالَ: صوابُه آياءٌ، بالهَمْز، لأنَّ الياءَ إِذا وَقَعَتْ طَرَفاً بَعْد ألفٍ زائِدَةٍ قُلِبَتْ هَمْزة، وَهُوَ جَمْع {آيٍ لَا آيةٍ، فتأَمَّل ذلكَ.
قُلْتُ: واسْتَدَلَّ بعضٌ بِمَا أَنْشَدَه أَبو زيْدٍ أَنَّ عَيْنَ الآيةِ ياءٌ لَا واوٌ، لأنَّ ظُهورَ العَيْن فِي} آيائِهِ دَليلٌ عَلَيْهِ، وذلِكَ أنَّ وزْنَ آياي أَفْعال، وَلَو كانتِ العَيْن واواً لقالَ آوَائِهِ، إِذْ لَا مانِعَ مِن ظُهورِ الْوَاو فِي هَذَا المَوْضِع.
(و) الآيَةُ: (العِبْرَةُ، ج آيٌ) .
(قالَ الفرَّاءُ فِي كتابِ المَصادِرِ: الآيَةُ مِن {الآياتِ والعِبَر، سُمِّيت آيَة كَمَا قالَ تَعَالَى: {لقد كانَ فِي يوسُفَ وإِخْوتِه} آياتٌ للسَّائِلِين} ، أَي أُمورٌ وعِبَرٌ مُخْتلِفَةٌ، وإنَّما تَرَكتِ العَرَبُ هَمْزتَها لأنَّها كانتْ فيمَا يُرَى فِي الأصْل {أَيَّة، فثَقُلَ عَلَيْهِم التَّشْديدُ فأَبْدَلوه أَلِفاً لانْفتاحِ مَا قَبْل التَّشْديدِ، كَمَا قَالُوا أَيْما المعْنَى أَمَّا.
وقَوْلُه تَعَالَى: {وَجَعَلْنا ابنَ مَرْيَم وأُمَّه آيَةً} . وَلم يَقُل} آيَتَيْن لأنَّ المعْنَى فيهمَا آيَةٌ واحِدَةٌ.
قالَ ابنُ عرفَةَ: لأنَّ قصَّتَهما واحِدَةٌ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: لأنَّ {الآيَةُ فيهمَا مَعًا} آيَةً واحِدَةً وَهِي الوِلادَةُ دونَ الفَحْل.
(و) الآيَةُ: (الإِمارَةُ) .) قَالُوا: افْعَلْه بآيَةِ كَذَا، كَمَا تقولُ بأمارَةِ كَذَا.
(و) الآيَةُ (من القُرْآنِ: كلامٌ مُتَّصِلٌ إِلَى انْقِطاعِه.
(! وآيَةٌ ممَّا يُضافُ إِلَى الفِعْلِ بقُرْبِ مَعْناها من معْنَى الوَقْتِ) .
(قالَ أَبو بكْرٍ: سُمِّيت آيَةً لأنَّها علامَةٌ لانْقِطاع كلامٍ مِن كَلامٍ. ويقالُ: لأنَّها جماعَةُ حُرُوفٍ مِن القُرْآن.
وقالَ ابنُ حَمْزَةَ: الآيَةُ مِن القُرْآنِ كأَنَّها العلامَةُ الَّتِي يُفْضَى مِنْهَا إِلَى غيرِهَا كأَعْلامِ الطَّريقِ المَنْصوبَةِ للهِدَايَةِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الْآيَة العلامَةُ الظاهِرَةُ، وحَقِيقَته كُلّ شَيءٍ ظَاهِر هُوَ لازِمٌ لشيءٍ لَا يَظْهَرُ ظُهُوره، فَمَتَى أدْركَ مُدْرك الظاهِر مِنْهُمَا علَم أَنَّه أَدْرَكَ الآخَرَ الَّذِي لم يُدْركْه بذاتِهِ إِذا كَانَ حُكْمُهما واحِداً، وذلِكَ ظَاهِرٌ فِي المَحْسوسِ والمَعْقولِ. وقيلَ لكلِّ جُمْلةٍ مِن القُرْآنِ آيَةُ دَلالَة على حُكْمِ آيَة سُورَةً كانتْ أَو فُصولاً أَو فَصْلا مِن سُورَةٍ، ويقالُ لكلِّ كَلامٍ مِنْهُ مُنْفَصِل بفَصْلٍ لَفْظِيَ آيَةٌ، وَعَلِيهِ اعْتِبار آيَات السُّور الَّتِي تُعَدُّ بهَا السُّورَةُ.
( {وإِيَا الشَّمسِ) ، بالكسْرِ والتّخْفيفِ والقَصْرِ، ويقالُ إياهُ بزِيادَةِ الهاءِ،} وأًياءُ كسَحابٍ: شُعاعُ الشمسِ وضَوْءها يُذْكَر (فِي الحُرُوفِ اللَّيِّنةِ) ، وَهَكَذَا فَعَلَه الجَوْهرِيُّ وَغَيْرُهُ مِن أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، ذَكَروا أيا هُنَاكَ بالمناسَبَةِ الظاهِرَة لأيا النِّدائِيَّة.
فقولُ شيْخِنا: لَا وَجْه يظهرُ لتَأْخيرِها وذِكْرها فِي الحُروفِ مَعَ أَنَّها مِنَ الأسْماءِ الخارجَةِ عَن معْنَى الحَرْفِيَّةِ مِن كلِّ وَجْهٍ محَلُّ نَظَرٍ.
( {وتآيَيْتُه) ، بالمدِّ على تَفاعَلْتُه، (} وتَأَيَّيْتُه) ، بالقصْرِ: (قَصَدْتُ) آيَتَه، أَي (شَخْصَه وتَعَمَّدْتُه؛) وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للشَّاعِرِ: الحُصْنُ أَوْلى لَو {تَأَيَّيْتِهِ
من حَثْيِكِ التُّرْبَ على الراكبِيُرْوَى بالمدِّ والقَصْر؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وقالَ ابنُ بَرِّي: هَذَا البيتُ لامرْأَةٍ تُخاطِبُ ابْنَتَها وَقد قالتْ لَهَا:
يَا أُمَّتي أَبْصَرَني راكبٌ
يَسيرُ فِي مُسْحَنْفِرٍ لاحِبِما زِلْتُ أَحْثُو التُّرْبَ فِي وَجْهِه
عَمْداً وأَحْمِي حَوزةَ الغائِبِفقالتْ لَهَا أُمُّها ذلكَ:
وشاهِدُ} تآيَيْتُه قَوْلُ لَقِيطِ بنِ مَعْمَر الإِياديّ:
أَبْناء قوْم {تآيَوْكُمْ على حَنَقٍ
لَا يَشْعُرونَ أَضَرَّ اللَّهُ أَمْ نَفَعَاوقالَ لبيدٌ:
} فَتآيا بَطرِيرٍ مُرْــهَفٍ
حُفْرَةَ المَحْرِمِ مِنْهُ فَسَعَلْ ( {وتأَيَّى بالمَكانِ: تَلَبَّثَ عَلَيْهِ) وتَوَقَّفَ وتَمَكَّثَ، تَقْديرُه تَعَيَّا. ويقالُ: ليسَ مَنْزِلُكُم بدارِ} تَئِيَّةٍ، أَي بمنْزِلَةِ تَلَبُّثٍ وتَمَكُّثٍ؛ قالَ الكُمَيْت:
قِفْ بالدِّيارِ وقوفَ زائِرْ
! وتَأَيَّ إنَّك غَيْرُ صاغِرْ وقالَ الحُوَيْدِرَةُ:
ومُناخِ غَيْرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُه
قَمِنٍ مِنَ الحِدْثانِ نابي المَضْجَعِ (و) {تَأَيَّى الرَّجُلُ} تَأَيِّياً: (تَأَنَّى) فِي الأَمْرِ؛ قالَ لبيدٌ:
{وتَأَيَّيْتُ عَلَيْهِ ثَانِيًا
بِيَقِينِي بِتَلِيلٍ ذِي خُصَلأَي انْصَرَفْتُ على تُؤَدَةٍ مُتَأَنِّياً.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: مَعْناهُ تَثَبَّتُّ وتَمَكَّنْتُ، وأَنا عَلَيْهِ يعْنِي على فَرَسِه.
(وموضِعٌ} مائِيُّ الكَلأِ) :) أَي (وخِيمُهُ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(الآيَةُ: الجماعَةُ؛ عَن أبي عَمْروٍ. يقالُ: خَرَجَ القَوْمُ بآيَتِهم، أَي بجمَاعَتِهم لم يَدَعوا وَرَاءَهم شَيْئا؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ لبُرْج بنِ مُسْهِر الطائِيّ:
(خَرَجْنا من النَّقْبَيْن لَا حَيَّ مِثْلُنا {بآيتِنا نُزْجِي اللِّقاحَ المَطافِلا} والآيَةُ: الرِّسالَةُ، وتُسْتَعْملُ بمعْنَى الدَّليلِ والمُعْجِزَةِ.
{وآياتُ اللَّهِ: عَجائِبُه.
وتُضافُ الآيَةُ إِلَى الأَفْعالِ، كقَوْلِ الشاعِرِ:
} بآيَةِ تُقْدِمُونَ الخَيْلَ شُعْثاً كأَنَّ على سَنابِكِها مُداما {وأَيَّى آيَةً: وَضَعَ علامَةً.
وقالَ بعضُهم فِي قَوْلِهم} إيَّاك: إنَّه من {تآيَّيْته تَعَمَّدْت} آيَتَهُ وشَخْصَه، كالذِّكْرى مِن ذَكَرْت، والمعْنَى قَصَدْتُ قَصْدَكَ وشَخْصَكَ؛ وسَيَأْتي فِي الحُرُوفِ اللَّيِّنَةِ.
وتَأَيَّى عَلَيْهِ: انْصَرَفَ فِي تُؤَدَةٍ.
وإِيَا النَّبات، بالكسْرِ والقَصْر وككِتابٍ: حَسَنُه وزَهْرُه، على التَّشْبيهِ.
{وأَيَايا} وأَيايَهْ ويَايَهْ، الأخيرَةُ على حَذْفِ الياءِ: زَجْرٌ للإِبِلِ. وَقد {أَيَّى بهَا} تَأْيِيةً، نَقَلَهُ اللّيْثُ.
[أي ي] أَيٌّ حَرْفُ استِفْهامٍ عمَّا يَعْقِلُ وما لا يَعْقِلُ وقولُه

(وأَسْمَاءُ ما أَسْمَاءُ لَيْلَةَ أَدْلَجَتْ ... إِلَيَّ وأَصْحَابِي بأَيَّ وأَيْنَمَا)

فإنه جَعَلَ أَيَّ اسْمًا للجِهَةِ فلما اجْتَمَعَ فيه التَّعرِيفُ والتَّأنِيثُ مَنَعَهُ الصَرْفَ وأمَّا أَيْنَما فَقَد تَقَدَّم وقولُ الفَرَزْدَقِ

(تَنَظَّرْتُ نَصْرًا والسِّماكَيْنِ أَيْهُما ... عَلَيَّ من الغَيْثِ استَهَلَّتْ مَوَاطِرُهُ)

إنما أراد أيُّهُما فاضْطُرَّ فحذَفَ كما حذَفَ الآخَرُ في قَولِه

(بَكِّي بعَيْنِكِ واكِفِ القَطْرِ ... ابنَ الحَوَارِي العَالِيَ الذِّكْرِ)

إنما أراد ابنَ الحَوَارِيِّ فحذف الأَخيرَةَ من ياءَيِ النَّسَبِ اضْطِرَارًا وقالُوا لأَضْرِبَنَّ أيُّهُم أَفْضَلُ وأَيٌّ أَفْضَلُ أَيٌّ مَبْنِيَّةٌ عِندَ سِيبَوَيهِ فَلِذلِكَ لم يَعْمَلْ فيها الفِعْلُ قال سِيبَوَيِه وسَأَلْتُ الخَلِيلَ رحمَهُ اللهُ عن أيِّي وأَيُّكَ كان شَرّا فأَخْزَاهُ اللهُ فقال هذا كقولِكَ أَخْزَى اللهُ الكاذِبَ مِنِّي ومِنْكَ إنما تريدُ مِنَّا فإنما أرادَ أَيُّنا كانَ شَرّا إلا أنهما لم يَشتَرِكَا في أَيٍّ ولكنَّهُما أَخْلَصَاهُ لِكُلِّ واحدٍ منهما قال سِيبَوَيْهِ وقالوا كَأيِّنْ رَجُلاً قد رَأَيْتُ زَعَمَ ذلك يُونُسُ وكأَيِّنْ قد أَتَاني رَجُلاً إلا أنَّ أكْثَرَ العَرَبِ إنما يَتَكَلَّمُونَ بها مع مِنْ قال اللهُ عزَّ وجلَّ {وكأين من قرية} الحج 48 قال ومَعْنَى كَأَيِّنْ مَعْنَى رُبَّ قال وإن حَذَفْتَ مِنْ فهْوَ عَرَبِيٌّ وقال الخليلُ إن جَرَّ بِها أَحَدٌ من العرب فعسى أن يَجُرَّ بِها بإِضمارِ مِنْ كما جازَ ذلِكَ فيما ذَكَرْنا في كَمْ قالَ وقالَ الخَلِيلُ كَأيِّنْ عَمِلَتْ فيما بعدَها كَعَمَلِ أَفضَلِهم في رَجُلٍ فصارَ أيٌّ بمَنْزِلَةِ التَّنْوينِ كما كانَ هُم من قَولهم أفضَلهم بمنزلةِ التَّنوينِ قال وإنما تَجِيءُ الكافُ للتَّشبِيهِ فَتَصِيرُ هي وما بَعْدَها بمَنْزِلَةِ شيءٍ واحدٍ وكاءٍ بمَنْزِلَةِ كاعٍ مُغَيَّرٌ مِنْ قَولِهم كَأَيِّنْ قالَ ابُن جِنّي إن سَأَلَ سَائِلٌ فقالَ ما تقولُ في كائنْ هَذِه وكيفَ حالُها وهَلْ هِيَ مُرَكَّبَةٌ أو بَسِيطَةٌ فالجَوَابُ أنها مُرَكَّبةٌ قالَ والذي عَلَّقْتُهُ عن أبي عَليٍّ أن أصْلَهَا كَأَيٍّ كقولِه تعالَى {وكأين من قرية} الحج 48 ثم إنَّ العربَ تصرًّفَتْ في هذه الكَلِمَةِ لكثرةِ استعمالِهَا إيَّاها فقُدِّمَتِ اليَاءُ المُشَدَّدَةُ وأُخِّرَتِ الهمزةُ كما فَعَلَتْ ذلكَ في عدَّةِ مواضعَ نحوَ قِسِيٍّ وأَشْيَاءَ في قولِ الخليلِ وشَاكٍ ولاثٍ ونحوِهما في قولِ الجَمَاعَةِ وجاءٍ وبَابهِ في قولِ الخليلِ أيضًا وغيرِ ذلك فصارَ التَّقدِيرُ فيما بعدُ كَيَّاءٍ ثم إنهم حذَفُوا الياءَ الثَّانِيَةَ تخفِيفًا كما حَذَفُوها في نَحْوِ مَيِّتٍ وهَيِّنٍ ولَيْنٍ فصارَ التقديرُ كَيْءٍ ثم إنهم قَلَبوا الياءَ ألفًا لانفِتاحِ ما قَبْلَها كما قَلَبُوها في طَائِيٍّ وحارِيٍّ وآيَةٍ في قولِ الخليلِ فصارَتْ كَاءٍ وفي كَأَيٌّ لُغَاتٌ يقالُ كَأَيٍّ وكائِنْ وكَأْيٌ بوَزْنِ رَمْيٍ وكَإٍَ بوَزْنِ عَمٍ حكى ذلك أحمدُ بنُ يَحْيَى فمن قالَ كَأَيٍّ فهي أَيٌّ دَخَلَتْ عليها الكافُ ومن قالَ كاءٍ فقد شَرَحْنَا أمرَهَا ومن قالَ كَأْيٌ بوَزْنِ رَمْيٍ فأشبَهُ ما فيه أنه لما أصارَهُ التَّغيِيرُ على ما ذكرنا إلى كَيْءٍ قدم الهمزةَ وأخَّرَ الياءَ ولم يقلبِ الياءَ ألفًا وحسَّن ذلك له ضَعْفُ هذه الكلمةِ وما اعْتَوَرَهَا من الحَذْفِ والتَّغيِيرِ ومن قال كَإٍ بَوَزْنِ عَمٍ فإنه حَذَفَ الياءَ من كَيْءٍ تخفِيفًا أيْضًا فإن قلتَ إن هذا إجْحافٌ بالكلمة لأنه حَذْفٌ بعد حَذْفٍ فليس ذلك بأكثرَ من مصيرِهِم بِأَيْمُنِ اللهِ إلى مِ اللهِ ومُ اللهِ فإذا كُثُرَ استعمالُ الحَرْفِ حَسُنَ فيه ما لا يَحْسُنُ في غيره من التَّغيِيرِ والحَذْفِ وتكون أَيٌّ جزاءً وتكونُ بمَعْنَى الذِي وقولُهُ عزَّ وجلَّ {وكأين من قرية} فالكافُ زائِدةٌ كزِيَادَتِهَا في كذا وكذا فإذا كانَتْ زَائِدَةً فليسَتْ مُتَعَلِّقةً بفِعْلٍ ولا بِمعْنَى فِعْل والأُنْثَى من كلِّ ذلكَ أَيَّةٌ وربما قيل أيُّهنَّ مُنْطَلِقَةٌ تريدُ أيَّتهُنَّ وأيٌّ اسْتِفهامٌ فيه مَعْنَى التعَجُّبِ فتكونُ حينئِذٍ صِفَةً للنَّكِرَةِ وحالاً للِمعْرِفَةِ نَحْوَ ما أَنْشَدَهُ سِيبَويهِ من قولِ الرَّاعي

(فأَوْمَأْتُ إيماءً خَفِيّا لحَبْتَرٍ ... وللهِ عَيْنا حَبْتَرٍ أيُّمَا فَتَى)

وأَيٌّ اسمٌ صِيغَ لِيُتَوَصَّلَ بها إلى نداءِ ما دَخَلَتْه الألِفُ واللامُ كقولِكَ يَأيُّها الرَّجُلُ ويَأَيُّها الرَجُلانِ ويَأَيُّها الرِّجَالُ ويَأَيَّتُها المَرْأَةُ ويَأَيَّتُها المَرْأَتَانِ ويَأَيَّتُها النِّسْوَةُ ويَأَيُّها المَرْأَةُ ويَأَيُّها المَرْأَتَانِ ويَأَيُّها النِّسْوَةُ وأَمَّا قَولُهُ عَزَّ وجَلَّ {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده} النمل 18 فقد يكونُ على قولِكَ يَأَيُّها المَرْأةُ وَيأَيُّها النسوةُ وأما ثَعْلَبٌ فقال إنَّما خَطَبَ النَّمْلَ بِيَأَيُّها لأنه جَعَلَهُم كالناسِ فقالَ يأيهُّا النَّمْلُ كما تقولُ للنَّاسِ يَأَيُّها النَّاسُ ولم يَقُلِ ادخُلِي لأنَّها كالناسِ في المخاطَبَةِ وأَيٌّ نِداءٌ مُفْرَدٌ مُبْهَمٌ والذين في مَوْضِعِ رَفْعٍ صِفَةٌ لأَيُّها هذا مذهَبُ الخَلِيلِ وسِيبَوَيِه وأما مَذَهْبُ الأَخْفَشِ فالَّذِينَ صِلَةٌ لأيٍّ ومَوْضِعُ الذينَ رَفْعٌ بإِضْمَارِ الذِّكْرِ العَائدِ على أَيٍّ كأَنَّهُ على مَذْهِبِ الأَخْفَشِ بمنزلَةِ قولِكَ يا مَنِ الَّذِينَ أي يا مَنْ هُمُ الَّذِينَ وها لازِمَةٌ لأيٍّ عِوضًا مما حُذِفَ منها لِلإضافَةِ وزيادَةً في التَّنبيهِ وأيٌّ في غَيرِ النِّداءِ لا يَكُونُ فيها ها ويُحْذَفُ معها الذِّكْرُ العائِدُ عليها تقولُ اضرِبْ أَيُّهُم أَفْضَلُ وأيَّهُم أَفْضَلُ تريدُ اضرِبْ أيَّهُم هو أَفْضلُ وأجازَ المازِنيُّ نَصْبَ صِفَةِ أَيِّ يأيُّها الرَّجُلَ أَقبِلْ وهذا غيرُ معروفٍ والآيَةُ العَلامَةُ والشَّخْصُ وزنُها فَعَلَةٌ في قولِ الخِليلِ وذهَبَ غيرُهُ إلى أن أصْلَهَا أَيَّةٌ فَعْلَةٌ فَقُلِبَتِ الياءُ أَلِفًا لانفِتاحِ ما قَبْلَها وهذا قَلْبٌ شاذٌّ كما قَلَبُوها في حَارِيٍّ وطائِيٍّ إلا أن ذلك قليلٌ غيرُ مَقِيسٍ عليه والجمعُ آياتٌ وآيٌ وآياءٌ جَمْعُ الجَمْعِ نادِرٌ قال

(لم يُبْقِ هذا الدَّهْرُ من آيائِه ... )

(غَيْرَ أثافِيهِ وأَرْمِدائِهِ ... ) وقولُه تعالَى {سنريهم آياتنا في الآفاق} فصلت 53 قال الزَّجَّاجُ معناه نُريِهم الأَعْلامَ التي تَدُلُّ على التَّوحيدِ في الآفاقِ أيْ آثارَ مَنْ مَضَى قَبْلهم من خَلْقِ اللهِ في كُلِّ البلادِ وفي أَنفُسِهِم من أنهم كانوا نُطَفًا ثم عَلَقًا ثم مُضَغًا ثم عِظامًا كُسِيَتْ لَحْمًا ثم نُقِلُوا إلى التَّمْيِيزِ والعَقْلِ وذلك كُلُّهُ دَليلٌ على أن الذي فَعَلَهُ واحِدٌ ليس كمِثلِه شيءٌ وتَآيَا تَعمَّدَ آيَتَهُ أي شَخْصَهُ وأَيّأَ آيَةً وضَعَ علامَةً وخَرَجَ القَومُ بآيَتهم أَيْ بجَمَاعَتِهم لم يَدَعُوا وراءَهُم شيئًا قالَ

(خَرَجْنَا من الْقُفَّيْنِ لا حيَّ مِثْلُنَا بآيَتِنا نُزْجِي اللِّقَاحَ المَطَافِلاَ ... )

والآيَةُ من التَّنزِيلِ والآيَةُ العِبْرَةُ وجمعها آيٌ وقولُهُ تعالىَ {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} المؤمنون 50 ولم يَقُلْ آيَتَيْنِ لأن المَعْنَى فيهما مَعْنَى آيَةٍ واحِدةٍ ولو قيلَ آيَتَيْنِ لجازَ لأنه قد كانَ في كُلِّ واحِدٍ منهما ما لم يَكُن في ذَكَرٍ ولا أُنْثَى من أنَّها وَلَدَتْ من غيرِ فَحْلٍ ولأنّ عِيسَى عليه السلامُ رُوحٌ من اللهِ ألقَاهُ إِلى مَرْيَمَ ولم يَكُنْ هذا في ولدٍ قَطُّ وقالُوا افْعَلْهُ بآيةِ كَذا كما تقولُ بعَلامَةِ كَذا وأَمَارَتِه وهي من الأسماءِ المُضَافَةِ إلى الأفعالِ كَقَوْلِه

(بآيَةِ تُقْدِمُونَ الخَيْلَ شُعْثًا ... كَأَنَّ عَلَى سَنَابِكِها مُدَامَا)

وعَيْنُ الآيةِ ياءٌ لِقولِ الشاعر

(لَمْ يُبْقِ هذا الدَّهْرُ مِنْ آيائِه ... )

(غَيْرَ أَثَافِيهِ وأَرْمِدَائِه ... )

فظُهورُ العَيْنِ في آيائِهِ يَدُلُّ على كونِ العَيْنِ ياءً وذلك أَنَّ وَزْنَ آياءٍ أفعَالٌ ولو كانتِ العَيْنُ واوًا لقال آوائِه إذْ لا مانِعَ من ظُهُورِ الواو في هذا المَوْضِعِ وتَأَيَّا بالمكانِ تَلَبَّثَ وتَمَكَّثَ وتَأَيَّا عليه انْصَرَفَ في تُؤَدَةٍ ومَوْضِعٌ مُأْبِيُّ الكَلاء وخِيمُهُ وإِيَا الشَّمْسِ وأَيَاؤُها نُورُها وحُسْنُها وكذلك إِيَاتُها وأَيَاتُها وجَمْعُها أَيًا وإِيَاءٌ كَأَكَمَةٍ وأَكَمٍ وإِكَامٍ وإِيَا النًّبَاتِ وأَيَاؤُهُ حُسْنُهُ وزَهرُهُ على التَّشْبِيهِ وأَيَايا وأَيَايَهْ ويَايَهْ الأخيرةُ على حذفِ الفاءِ زَجْرُ الإِبلِ وقد أَيَّا بِها وإِيَّا من عَلاماتِ المُضْمَرِ تقولُ إِيَّاكَ وإِيَّاهُ وإِيًّاكَ أن تَفْعَلَ ذاكَ وهِيَّاكَ على البَدَلِ قالَ

(فَهِيَّاكَ والأَمْرَ الذي إِنْ تَوَسَّعَتْ ... موارَدُهُ ضَاقَتْ عَلَيْكَ المَصَادِرُ)

وقال الآخَرُ

(يا خَالِ هلا قُلْتَ إذ أَعْطِيْتِني ... )

(هِيَّاكَ هِيَّاكَ وحنَوْاءَ العُنُقْ ... )

قال ابنُ جِنّي ورَوَيْنَا عن قُطْرُبٍ أَنَّ بَعْضَهُم يقولُ أَيَّاكَ بِفَتْحِ الهَمْزَةِ ثمَّ يُبْدِلُ الهاءَ منها مَفْتُوحَةً أيْضًا فيقولُ هَيَّاكَ واختلفَ النَّحْوِيّونَ في إِيَّاكَ فذَهَبَ الخَليلُ إلى أن إيَّا اسمٌ مُضْمَرٌ مضافٌ إلى الكافِ وحُكِي عن المازِنِي مِثْلُ قولِ الخَلِيلِ قالَ أبو عَليٍّ وحَكَى أبو بَكرٍ عن أبي العَبَّاسِ عن أبي الحَسَنِ الأَخْفَشِ وأبو إِسحَاقَ عن أبي العباس عن مَنْسُوبٍ إلى الأَخْفَشِ أنه اسمٌ مُفْرَدٌ مُضْمَرٌ يَتَغَيَّرُ آخِرُه كما يَتَغَيَّرُ أواخِرُ المُضمَرَاتِ لاختلافِ أعدادِ المُضْمَرِينَ وأنَّ الكافَ في إِيَّاكَ كالتي في ذلك في أنه دِلالَةٌ على الخِطَابِ فَقَطْ مُجَرَّدَةٌ من كَوْنِها علامةً لِلضَّمِيرِ ولا يُجِيزُ الأَخْفَشُ فيما حُكِي عنه إِيَّاكَ وإيَّا زَيدٍ وإيَّايَ وإيَّا الباطِلِ قال سِيبَوَيهِ حدَّثنِي مَنْ لا أتَّهِمُ عن الخليلِ أنه سَمِعَ أعَرْابيّا يقولُ إذا بلغَ الرجُلُ السِّتِّينَ فإِيَّاهُ وإِيَّا الشَّوَابِّ وحكى سِيبَوَيهِ أيضًا عن الخليلِ أنه قال لَوْ أَنَّ قائلاً قال إيَّاكَ نَفْسِكَ لَمْ أُعنِّفْهُ لأنَّ هذه الكافَ مجرورَةٌ وحكى ابنُ كَيْسَانَ قالَ قالَ بعضُ النَّحْوِيينَ إِيَّاك بكمالِها اسمٌ وقالَ بعضُهُم الياءُ والكافُ والهاءُ هي أسماءٌ وإِيَّا عِمادٌ لها لأنَّها لا تَقُومُ بأنفُسِها قال وقالَ بعضُهُم إِيَّا اسمٌ مُبْهَمٌ يُكْنَى به عن المَنصُوبِ وجُعِلَتِ الكافُ والهاءُ والياءُ بَيَانًا عن المَقْصُودِ لِيُعْلَمَ المُخَاطَبُ من الغائِبِ ولا مَوْضِعَ لها من الإعرابِ كالكافِ في ذلكَ وأَرَأَيتكَ وهذا هو مَذْهَبُ أبي الحَسَنِ الأَخْفَشِ وقال أبو إِسْحاقَ الزَّجَّاجُ الكافُ في إِيَّاكَ في مَوضع جَرٍّ بإضافَةِ إِيَّا إِلَيْها إلا أنه ظاهِرٌ يُضافُ إلى سائرِ المُضْمَراتِ ولو قُلْتَ إِيَّا زَيْدٍ حَدَّثْتُ لكانَ قبيحًا لأنه خُصَّ به المُضْمَرُ وحكى ما رواهُ الخَليلُ مِنْ إِيَّاهُ وإِيَّا الشَّوابِّ قال ابنُ جِنِّي وتأمِّلْنَا هذه الأقوالَ على اختِلافِها والاعتِلالِ لِكُلِّ قولٍ منها فلم نَجِدْ فيها ما يَصِحُّ مع الفَحْصِ والتَّنْقِيرِ غيرَ قولِ أبي الحَسَنِ الأَخْفَشِ أما قولُ الخَلِيلِ إِنَّ إِيَّا اسمٌ مُضمَرٌ مضافٌ فظاهِرُ الفسادِ وذلك أنه إذا ثَبَتَ أنه مُضْمَرٌ لم تَجُزْ إضافَتُه على وَجْهٍ من الوُجُوهِ لأنَّ الغَرَضَ في الإضافةِ إنما هو التَّعرِيفُ والتَّخْصِيصُ والمُضْمَرُ على نهايَةِ الاختِصاصِ فلا حاجةَ بهِ إلى الإضافةِ وأما قولُ من قالَ إن إيَّا بكَمَالِهَا اسمٌ فليسَ بِقَوِيٍّ وذلك أن إِيَّاَك في أَنَّ فَتْحَةَ الكافِ تُفيدُ الخطابَ المُذَكَّرَ وكَسْرَةَ الكافِ تُفيدُ الخطابَ المُؤَنَّثَ بمنزلَةِ أَنْتَ في أن الاسمَ هو الهَمْزَةُ والنُّونُ والتَّاءُ المفتوحَةُ تُفيدُ الخِطابِ المُذَكَّرَ والتَّاءُ المكسورَةُ تفيدُ الخطابَ المؤنَّثَ فكما أن ما قَبْلَ التاءِ في أَنتَ هو الاسمُ والتاءُ حَرْفُ الخطابِ فكذلك إِيَّا اسمٌ والكافُ بعدها حَرْفُ خِطابٍ وأما مَنْ قالَ إن الكافَ والهاءَ والياءَ في إيَّاكَ وإِيَّاهُ وإِيَّايَ هي الأسماءُ وإِنَّ إِيَّا إنما عَمَدت بها هذِه الأسماءُ لقلَّتها فغيرُ مَرْضِيٍّ أَيْضًا وذلك أن إِيَّا في أنها ضميرٌ مُنْفَصِلٌ بمنزلَةِ أَنَا وأَنْتَ ونَحْنُ وهوَ وهيَ في أن هذهِ مُضْمَراتٌ مُنْفَصِلَةٌ وكما أن أَنَا وأَنتَ ونَحْوَهُما تخالِفُ لَفْظَ المَرْفُوعِ المُتَّصِلِ نَحْوَ التَّاءِ في قُمْتُ والنُّونِ والأَلِفِ في قُمْنَا والأَلِفِ في قَامَا والوَاوِ في قَامُوا بَلْ هي ألفاظٌ أُخَرُ غيرُ أَلْفَاظِ الضَّمِيرِ المُتَّصِلِ وليس شَيءٌ منها مَعْمُودًا به غيرُهُ وكما أن التاءَ في أَنْتَ وإِن كانَتْ بِلَفْظِ التاءِ في قُمْتَ ولَيْسَتِ اسمًا مِثلَها بل الاسمُ قبلها هو أَنْ والتاءُ بعده للخطابِ وليست أنا عِمَادًا للتاءِ فكذلك إِيَّا هي الاسمُ وما بعدَها يُفيدُ الخِطابَ تارةً والغَيْبَةَ أُخْرَى والمُتَكَلِّمَ أُخْرَى وهو حَرْفُ خِطابٍ كما أن التاءَ في أَنْتَ حَرْفٌ غَيرُ مَعْمُودٍ بالهَمْزَةِ والنُّونِ من قَبْلها بل ما قَبْلَها هو الاسمُ وهي حَرْفُ خطابٍ فكذلك ما قَبْلَ الكاف في إِيَّاكَ اسمٌ والكافُ حَرْفُ خِطابٍ فهذا هو مَحْضُ القِياسِ وأما قولُ أبي إِسحَاقَ إِن إِيَّا اسمٌ مُظْهَرٌ خُصَّ بالإضافةِ إلى المُضْمَرِ ففاسِدٌ أيضًا وليس إِيَّا بمُظْهَرٍ كما زَعَمَ والدليلُ على أن إِيَّا ليس باسمٍ مُظهَرٍ اقتصارُهُم به على ضَرْبٍ واحدٍ من الإعرابِ وهو النصب كما اقتصروا على أن إِيا ليس باسمٍ مُظهَرٍ اقتصارُهُم به على ضرب واحد من الإعراب وهو الرفعُ فكما أنَّ أَنَا وأَنْتَ وهو ونَحْنُ وما أَشْبَهَ ذلك أسماءٌ مُضْمَرةٌ فكذلك إيَّا اسمٌ مُضْمَرٌ لاقتصارِهِم به على ضَرْبٍ واحدٍ من الإِعرابِ وهو النَّصْبُ ولم نَعْلَمِ اسْمًا مُظْهَرًا اقتُصِرَ به على النَّصْبِ البتَّةَ إلا ما اقتُصِرَ به من الأسماءِ على الظَّرفِيَّةِ وذلك نحو ذاتَ مَرَّةٍ وبُعَيْدَاتٍ بَيْنٍ وذا صَبَاحٍ وما جَرَى مَجْرَاهُنَّ وشَيئًا من المصادِرِ نَحْوَ سُبْحَانَ اللهِ ومعاذَ اللهِ ولَبِّيْكَ ولَيْسَ إِيَّا ظَرْفًا ولا مَصْدرًا فَيَلْحَقَ بهذه الأسماءِ فقد صَحَّ إِذَنْ بما أَوْرَدْنَاهُ سُقُوطُ هذهِ الأقوالِ ولم يَبْقَ هنا قولٌ يجِبُ اعتِقَادُهُ ويَلْزَمُ الدُخُولُ تَحْتَهُ إلا قولُ أبي الحَسَنِ من أَنَّ إِيَّا اسمٌ مُضْمَرٌ وأن الكافَ بعده لَيْسَتْ باسمٍ وإنما هي للخِطابِ بمنزِلَةِ كافِ ذَلِكَ وأَرَأَيتَكَ وأُبْصِرْكَ زَيدًا ولَيْسَكَ عَمْرًا والنجاك قال ابنُ جِنِّي وسُئِل أبو إسحَاقَ عن مَعْنى قولِه عَزَّ وجَلَّ {إياك نعبد} الفاتحة 5 ما تَأْوِيلُهُ فقال تَأْوِيلُهُ حَقِيقَتَكَ نَعْبُدُ قالَ واشتِقَاقُهُ مِنَ الآيَةِ التي هي العَلامةُ قال ابنُ جِنّي وهذا القولُ من أبي إِسحَاقَ عِندي غَيرُ مَرْضِيٍّ وذلك أنَّ جميعَ الأسماءِ المُضْمَرَة مَبْنِيٌّ غيرُ مُشْتَقٍّ نحو أَنَا وهيَ وهوَ وقد قامَتِ الدِّلالَةُ على كَوْنِه اسْمًا مُضْمرًا فيجبُ أن لا يكونَ مُشْتَقًا وأَيَا حَرْفُ نِداءٍ وتُبْدَلُ الهاءُ من الهَمْزَةِ فيقالُ هَيَا قال

(فَانصَرفَتْ وَهيَ حَصَانٌ مُغْضَبَهْ ... )

(وَرَفَّعَتْ بِصَوْتِها هَيَا أَبَهْ ... )

قال ابنُ السِّكِّيتِ يُريدُ أَيَا أَبَهْ ثم أَبْدَلَ الهَمْزَةَ هاءً وهذا صَحِيحٌ لأن أَيَا في النِّدَاءِ أَكْثَرُ من هَيَا 

أوي

أ و ي

اللهم آوني إلى ظل كرمك وعفوك. وتقول: أنا أهوي إلى معاقلك هوياً، وآوي إلى ظلالك أوياً. وما لفلان امرأة تؤويه. وقال ابن عباس للأنصار رضي الله عنهم: بالإيواء والنصر ألا جلستم. وأنتم مأوى المحاويج. وتألبوا عليّ وتآووا، ثم شنعوا عليّ وتعاووا. وأويت عن كذا إذا تركته، وأيوت لفلان: رثيت له أيةً ومأويةً. قال:

ولو أنني استأويته ما أوى ليا

وتقول: وجدني يتيماً فآوى، وشهرني وأنا أخمل من ابن آوى. 
(أ و ي) : (أَوَى) إلَيْهِ الْتَجَأَ وَانْضَمَّ أُوِيًّا وَآوَاهُ غَيْرُهُ إيوَاءً وَمِنْهُ قَوْلُهُ فَإِنْ آوَاهُ سَقْفٌ وَقَدْ جَاءَ أَوَاهُ بِمَعْنَى آوَاهُ (وَمِنْهُ) مَا فِي طَلَاقِ الْكَرْخِيِّ وَاَللَّهِ لَا تَجْمَعُ رَأْسِي وَرَأْسَك وِسَادَةٌ وَلَا يَأْوِينِي وَإِيَّاكِ بَيْتٌ (وَعَلَيْهِ) الْحَدِيثُ «لَا يَأْوِي الضَّالَّةَ إلَّا ضَالٌّ» وَأَوَى لَهُ إيَّةً وَمَأْوِيَةً رَحِمَهُ (وَمِنْهُ) «إنْ كُنَّا لَنَأْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِمَّا يُجَافِي يَدَيْهِ» أَيْ لَنَرْحَمُهُ مِنْ جَهْدِ الِاعْتِمَادِ وَشِدَّةِ التَّفْرِيجِ (وَإِيوَاءُ) خَشَبِ الْفَحْمِ أَنْ تُلْقِيَ عَلَيْهِ التُّرَابَ وَتَسْتُرَهُ بِهِ مَأْخُوذٌ مِنْهُ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ يُحْسَبُ بِثَمَنِ الْحَطَبِ وَأَجْرِ الْإِيوَاءِ وَأَجْرِ الْمُوقِدِ وَأَجْرِ الْأَتُونِ.
أ و ي: (الْمَأْوَى) كُلُّ مَكَانٍ يَأْوِي إِلَيْهِ شَيْءٌ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا وَقَدْ (أَوَى) إِلَى مَنْزِلِهِ يَأْوِي كَرَمَى يَرْمِي (أُوِيًّا) عَلَى فُعُولٍ وَ (إِوَاءً) عَلَى فِعَالٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ} [هود: 43] وَ (آوَاهُ) غَيْرُهُ (إِيوَاءً) أَنْزَلَهُ بِهِ وَ (أَوَاهُ) أَيْضًا فَعَلَ وَأَفْعَلَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ. وَ (أَوَى) إِلَيْهِ يَأْوِي كَرَمَى يَرْمِي (أَوْيَةً) وَ (إِيَّةً) تُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا وَتُدْغَمُ وَ (مَأْوِيَةً) مُخَفَّفَةً وَ (مَأْوَاةً) أَيْ رَثَى لَهُ وَرَقَّ. وَ (ابْنُ آوَى) حَيَوَانٌ يُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ شغال وَالْجَمْعُ (بَنَاتُ آوَى) وَآوَى لَا يَنْصَرِفُ لِأَنَّهُ أَفْعَلُ وَهُوَ مَعْرِفَةٌ. 
أوي
أوَى/ أوَى إلى يَأوي، ائْوِ، أُوِيًّا، فهو آوٍ، والمفعول مأويّ
• أوَى فلانًًا: أنزله عنده مطمئنًّا "أوَى اللاجئَ- {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَأَوَى} [ق] ".
• أوَى البيتَ/ أوَى إلى البيت: احتمى، نزل فيه واتَّخذه مأوًى له " {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَــهْفِ} ".
• أوَى إلى المكان أو الشَّخص: لجأ إليه، لاذ به " {سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ} ". 

آوى يُئوِي، آوِ، إيواءً، فهو مُئوٍ، والمفعول مُئوًى
• آوى اللاَّجئَ: أوَاه، أنزله عنده وشمِله رعايته " {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} ".
• آوى فلانًا إليه: ضمّه إليه، أسكنه وأنزله مطمئنًّا عنده " {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ ءَاوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ} - {وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُُ} ". 

آوى [مفرد]
• ابن آوى: (حن) حيوان من فصيلة الكلبيّات ورتبة اللّواحم يعيش في البلدان الحارَّة، وهو أصغر حجمًا من الذِّئب. 

أُوِيّ [مفرد]: مصدر أوَى/ أوَى إلى. 

إيواء [مفرد]: مصدر آوى ° الإيواء العاجل: مساكن تُصنع للمتضرِّرين من الكوارث والحروب. 

مَأوَى [مفرد]: ج مآوٍ:
1 - اسم مكان من أوَى/ أوَى إلى: ملجأ؛ مكان يلجأ إليه من لا مسكنَ له "مأوى اللاّجئين/ المنكوبين- {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} ".
2 - مَنْ يلجأ إليه الناس "فلانٌ مأوى المحتاجين- يانِعْم المأوى يا الله". 
[أوي] أَوَيْتُ مَنْزِلي وإِلَى مَنْزِلي أُوِيّا وَإِوِيّا وَآوَيْتُ وتَأَوَّيْتُ وائتويت كُلُّه عُدْتُ وقَوْلُ لَبيدٍ

(بِصَبُوحٍ صَافِيَةٍ وَجَذْبِ كَرِينَةٍ ... بِمُؤَتَّرٍ تَأْتَى له إِبْهامُها)

إِنَّما أرادَ تَأتَوِي لَهُ أَيْ تَفْتَعِلُ مِنْ أَوَيْتُ له أي عُدْتُ إِلا أَنَّه قَلَبَ الواوَ أَلِفًا وحَذَفَ الأَلِفَ التي هي لامُ الفِعْلِ وقَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ

(وَعُراضَةُ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها ... تَأْوِي طَوَائِفُها لِعَجْسٍ عَبْهَرِ)

اسْتَعارَ الأُوِيَّ للقِسِيِّ وإِنَّما ذَلكَ للحَيَوانِ وَأَوَيْتُ الرَّجُلَ إِلى وَآوَيْتُهُ فَأَمَّا أَبو عُبَيْدٍ فقالَ أَوَيْتُهُ وَآوَيْتُهُ وَأَوَيْتُ إِلَيْهِ مَقْصورٌ لا غَيْرُ وقَوْلُهُ تعالى {عندها جنة المأوى} النجم 15 جاءَ في التَّفْسِيرِ أَنَّها جَنَّةٌ تَصِيرُ إليها أَرْوَاحُ الشُّهَداءِ وَأَوَّيْتُ الرَّجُل كآوَبْتُه قال الهُذَليُّ

(قَدْ حَالَ دُونَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّيَةٌ ... مِسْعٌ لها بِعِضَاهِ الأَرْضِ تَهْزِيزُ)

هكذا رَواهُ يعقوبُ والصَّحيحُ مُؤَوِّبَةٌ وقَدْ روى يَعقوبُ مُؤَوِّبَةٌ أَيْضًا ثُمَّ قالَ إِنَّها رِوَايةٌ أخرى والمَأْوَى والمَأْوَاةُ المكانُ وهو المأْوِي ولَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ مِنْ بَنَاتِ اليَاءِ إِلا مَأْقِي العَيْنِ وتَأَوَّتِ الطَّيْرُ تَجَمَّعَتْ واسْتَعْمَلْهُ الحارِثُ بن حِلِّزَةَ في غَيْرِ الطَّيْرِ فقالَ

(فَتأَوَّتْ لَهُمْ قَراضِبَةٌ مِنْ ... كلِّ حَيٍّ كأَنَّهُمْ أَلْقَاءُ)

وَطَيْرٌ أُوِيٌّ مُتَأَوِّياتٌ كأنَّهُ على حَذْفِ الزَّائِدِ وَأَوَى لَهُ أَيَّةً وَمَأْوِيَةً ومَأْواةً رَقَّ قال زُهَيْرٌ

(بَانَ الخَلِيطُ وَلَمْ يَأْوُوا لِمَنْ تَرَكُوا ... )

وقَوْلُهُ

(أَرَانِي وَلا كُفْرانَ للهِ أَيَّةً ... لِنَفْسِي لَقَدْ طالَبْتُ غيرَ مَنِيلٍ)

فإنه أراد أَوَيْتُ لنفسي أَيَّةً أي رَحِمْتُها وَرَقَّقْتُ لَها وهو اعْتِرَاضٌ وكذلِكَ قولُهُ ولا كُفْرانَ للهِ وابْنُ آوَى مَعْرِفَةٌ دُوَيْبَّةٌ ولا يُفْصَلُ آوَى مِن ابْنٍ

دولج

(دولج) - في الحديث: "فأدْخَلْتُه الدَّوْلَج" .
: أي المُخْدَع وكذلك التَّوْلَج ، وهما من الوُلُوج.
[دولج] نه فيه: أتتني امرأة أبايعها فأدخلتها "الدولج" وضربت بيدي إليها، هو البيت الصغير داخل البيت الكبير، وكذا التولج وأصلهما وولج فوعل من ولج وكل ما ولجت فيه من نحو كــهف وسرب فهي تولج ودولج، وقد جاء الدولج في ح إسلام سلمان، وقالوا: هو الكناس مأوى الظباء.

كفا

(كفا) - في الحديث: "مَن قَرأ الآيتَين من آخِر البقَرة في لَيلةٍ كَفَتَاه."
قيل: أي أجْزَأتاهُ عن قِيامِ اللَّيلِ. كما رُويَ في رِوايَة زِرٍّ عن عَلقَمَةَ، عن ابن مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: "مَنْ قَرأَهما بعدَ العِشَاءِ الآخرة أجزأَتا عن قيامِ اللَّيْلِ"
وقيل: هي أقلُّ ما يُجزِىءُ مِن القِراءَةِ في قِيامِ اللَّيْلِ.
وقيل: تَكْفِيَان الشَّرَّ وتَقِيَانِ من المكروه.
- كما في حديث مُعَاذ - رضي الله عنه - حين أخذ الجنِّىُّ الذي كان يَأخُذ من تَمرِ الصَّدَقةِ: "من قَرأهما في لَيلَةٍ لم تَقْرَبْه الجِنُّ لَيلتَه"
- في حديث أبي مَرْيَم: "فَأذِنَ لى إلَى أَهْلِى بغَير كَفِىٍّ"
: أي بغَير مَنْ يقومُ مَقامِى.
يُقَالُ: كَفاهُ الأمْرَ؛ إذَا قامَ به مَقَامَه.
- ومنه حديثُ الجارُودِ: "وأكْفِى مَن لم يَشْهَد"
: أي أقُومُ بِأمْرِ مَنْ لم يَشهد، وأُحارِبُ عنه.
[كفا] فيه: من قرأ الآيتين من آخر البقرة في ليلة "كفتاه"، أي أغنتاه عن قيام الليل، وقيل: أراد أنهما أقل ما يجزئ من القراءة في قيام الليل، وقيل: تكفيان الشر وتقيان من المكروه. ك: أو عن قراءة سورة الكــهف أو آية الكرسي، أو عن ورده، أو عن شر الإنس والجن. ط: وفي ح الإخلاص والمعوذتين: "يكفيك"، أي يدفع عنك كل سوء، أو يغنيك عما سواها. نه: ومنه ح: سيفتح الله عليكم "ويكفيكم" الله، أي يكفيكم القتال بما فتح عليكم، والكفاة: الخدم الذين يقومون بالخدمة، جمع كاف. ن: وهو بضم كاف، ومنه: ولم يكن لهم كفاة. نه: ومنه ح: فأذن لي إلى أهلي بغير "كفي"، أي بغير من يقوم مقامي، من كفاه الأمر- إذا قام به مقامه. وح: و"أكفى" من لم يشهد، أي أقوم بأمر من لم يشهد الحرب فأحارب عنه. ك: غير "مكفى" ولا مودع، هو بوزن مرمى من الكفاية، ويروى: مكفى، أي غير مقلوب أي مردود لعدمه، أو للاستغناء عنه- ومر في كفأ بالهمزة. ط: اركع لي أربع ركعات أول النهار "أكفك" آخره، أي أفرع بالك بعبادتي أول النهار أفرغ بالك في آخره بقضاء حوائجك، وح: من "يكفينيهم"، أي يكفيني مؤنتهم. وح: لو أخذ الناس بها "لكفتهم" "ومن يتق الله" الآية إذ فيه أنه تعالى يكفي للمتقين جميع ما يخشى ويرزقه كل ما ينبغي، ويكفي للمتوكل جميع مطالبه الدينية والدنياوية وهو قادر على ذلك ونافذ أمره، فيجب التوكل عليه والتفويض إليه، إذ لا يقدر غيره عليه. ز: أخذ أي عمل بها وبمقتضى معناها. ن: لو كنا مائة "كفانا"، أي كفانا ماء البئر التي جاشت ببركة بصاقه صلى الله عليه وسلم. قس: "يكفيك" الوجه والكفان- يجيء شرحه في مسح.
باب كل

يد

(يد) - في الحديث : "ما رَأَيْتُ أَعْطَى لِلجَزِيل عن ظَهْرِ يَدٍ مِنْ طَلْحَة" : أي ابتدَاءً مِن غَير مُكَافَأة.
- وفي الحديث: "اجْعَل الفُسَّاقَ يَدًا يَدًا ورِجْلاً رِجْلاً"
: أي فَرّق بَيْنهم في الهِجْرَة.
- وفي الحديث: "فأخَذَ بهم يَدَ بَحْرٍ"
: أي طَرِيقَ بَحْرٍ، يريد: السَّاحِل.

يد



يَدٌ The arm, from the shoulder-joint to the extremities of the fingers. (Msb.) b2: [The foreleg of a horse, &c.] b3: يَدٌ بَيْضَآءُ: see أَبْيَضُ, in two places, near the end of the paragraph. b4: يَدٌ A sleeve: see R. Q. 1 in art. ذب. b5: يَدُ القَوْسِ: see رِجْلٌ, in two places. b6: طِوَالُ الأَيْدِ for الأَيْدِى: see ثَمَانِيَةٌ. b7: أَعْطَاهُ عَنْ يَدٍ, as occurring in the Kur, ix., 29, He gave it in acknowledgement of the superiority of the receiver; that the power (يَدْ) of the latter was superior to that of the giver: or, because of favour received; or, from subjection and abasement: (M:) or, from compulsion: (A 'Obeyd, T:) or, obediently: or, walking with it; not riding, nor sending it: or, in ready money. (TA.) b8: أَسْلَمَ عَلَى يَدَىْ فُلَانٍ

He became a Muslim by the advice and persuasion of such a one. (Marg. note in a copy of the Jámi' es-Sagheer, on a trad. commencing مَنْ

أَسْلَمَ.) b9: أَخَذتُّ عِنْدَهُ يَدًا: see art. اخذ. b10: لِفُلَانٍ عِنْدِى يَدٌ I owe such a one a benefit. b11: عَلَى يَدِهِ By his agency, or means. See the corresponding expression in Hebrew, in Ps. lxiii. 11, Jer. xviii. 21, and Ezek. xxxv. 5, in the phrase “ to pour out (the blood of) a person by means of the sword. ” b12: وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (Kur, ii. 191): see ب (used redundantly). b13: لا آتِيهِ يَدَ الدَّهْرِ, and يَدَ المُسْنَدِ I will not come to him, or do it, ever; I will never do it. (IAar, in I., voce مُسْنَدٌ.) See أَبَدٌ and جَدًا. b14: عَلَى يَدَىِ الخَيْرِ وَاليُمْنِ: see خَيْرٌ. b15: بِعْتُهُ يَدًا بِيَدٍ: see نَاجِزٌ. b16: You say, also, بَايَعْتُهُ يَدًا بِيَدٍ, the two nouns being only thus used, as a denotative of state, I contracted a sale with him for ready money; i. q. بِالتَّعْجِيلِ وَالنَّقْدِ. (Mgh.) b17: لَكَ أَنْ يَكُونَ كَذَا [or يَدَىَّ?] يَدِىَّ is like عَلَىَّ لك ان يكون كذا. (Aboo-Sahl El-Harawee, TA in art. حبق.) b18: أُتِىَ عَلَى يَدِ فُلَانٍ: see أَتَى. b19: أَوَّلَ ذِى يَدَيْنِ and ذَاتِ يَدَيْنِ: see art. ذو. b20: تَحْتَ يَدِهِ Under his authority. b21: يَدٌ (assumed tropical:) Generosity. (A, voce شَبْرٌ) مَيْدِىٌّ A gazelle whose fore-leg is caught in a snare: see مَرْجُولٌ.
[يد] نه: فيه: عليكم بالجماعة فإن "يد" الله على الفسطاط، هو المصر الجامع، ويد الله كناية عن الحفظ والدفاع عن أهل المصر، كأنهم خصوا بواقية الله وحسن دفاعه. ومنه: "يد" الله على الجماعة، أي إن المتفقة من أهل الإسلام في كنف الله ووقايته فوقهم وهم بعيد من الأذى والخوف فأقيموا بين ظهرانيهم، وأصل اليد يدي. ج: أي سكينته ورحمته مع المتفقين وهم بعيدة من الأذى والخوف والاضطراب فإذا تفرقوا زال السكينة وأوقع بأسهم بينهم وفسد الأحوال. نه: وفيه: "اليد" العليا خير من السفلى، العليا: المعطية. ج: لأنها بالحقيقة تعلو على يد السائل صورة ومعنى. نه: وقيل: المتعففة، والسفلى: السائلة، وقيل:لمن دعا عليه بالسوء، أي به الله لوجهه أي خر إلى الأرض على يديه. وفيه: اجعل الفساق "يدًا يدًا" ورجلًا رجلًا، فإنهم إذا اجتمعوا وسوس الشيطان بينهم في الشر أي فرق بينهم. ومنه: تفرقوا "أيدي" سبأ و"أيادي" سبأ، أي تفرقوا في البلاد. وفي ح الهجرة: فأخذ بهم "يد" البحر، أي طريق الساحل. ط: حتى البضاعة يضعها في "يد" قميصه، البضاعة بالنصب قسط من المال يقتني للتجارة، ويد القميص: الكمن يعني إذا وضع بضاعة في كمه ووهم أنها عابت فطلبها وفرغ كفرت عنه ذنوبه. غ: "غلت "أيديهم" جعلوا بخلاء وهم أبخل الناس، أو غلت أيديهم في النار جزاء ما قالوا. و"لأتينهم من بين "أيديهم"" أي بالتكذيب بما هو أمامهم من البعث والحساب. "ومن خلفهم" من قبل المال فخوفهم الفقر ولم يؤدوا زكاة، "وعن أيمانهم" من قبل الدين فلبس عليهم الحق، "وعن شمائلهم" من قبل الشهوات. و"بين "أيديهن" وأرجلهن" أي من جميع الجهات، لأن الأفعال تنسب إلى الجوارح، أو كنى بها عن ولد تحمله من غير زوجها لأن فرجها بين الرجلين وبطنها بين اليدين. و"أولى "الأيدي"" أولى القوة. و""يد" الله فوق "أيديهم"" أي في المنة عليهم فوق أيديهم في الطاعة. واليد: النعمة والطاعة والقدرة والقوة والملك والسلطان والجماعة. وضع "يدك"، أي كل. و"لما سقط في "أيديهم"" أي ندم. وخرج نازع "يد" أي عاصيًا.
يد
الْيَدُ: الجارحة، أصله: يَدْيٌ لقولهم في جمعه: أَيْدٍ ويَدِيٌّ . وأَفعُلٌ في جمع فَعْلٍ أكثرُ. نحو: أفلُس وأكلُب، وقيل: يَدِيٌّ نحو:
عَبْدٍ وعَبِيدٍ، وقد جاء في جمع فَعَلٍ نحو: أَزمُن وأَجبُل. قال تعالى: إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ
[المائدة/ 11] ، أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها
[الأعراف/ 195] وقولهم: يَدَيَانِ على أنّ أصله يَدْيٌ على وزن فَعْلٍ، ويَدَيْتُهُ: ضربت يَدَهُ، واستعير اليَدُ للنّعمة، فقيل: يَدَيْتُ إليه. أي: أسديت إليه، وتجمع على أَيَادٍ، وقيل: يَدِيٌّ. قال الشاعر:
فإنّ له عندي يَدِيّاً وأَنْعُماً
وللحوز والملك مرّة يقال: هذا في يَدِ فلانٍ.
أي: في حوزه وملكه. قال تعالى: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ
[البقرة/ 237] وقولهم: وقع في يَدَيْ عَدْلٍ.
وللقوّة مرّةً، يقال: لفلان يَدٌ على كذا، ومالي بكذا يَدٌ، ومالي به يَدَانِ. قال الشاعر:
فاعمد لما تعلو فمالك بالّذي لا تستطيع من الأمور يَدَانِ
وشبّه الدّهر فجعل له يَدٌ في قولهم: يَدُ الدّهرِ، ويَدُ المِسْنَدِ، وكذلك الريح في قول الشاعر:
بِيَدِ الشّمال زمامها
لما له من القوّة ومنه، قيل: أنا يَدُكَ، ويقال:
وضع يَدَهُ في كذا: إذا شرع فيه. ويَدُهُ مطلقة:
عبارة عن إيتاء النّعيم، ويَدٌ مَغْلُولَةٌ: عبارة عن إمساكها. وعلى ذلك قيل: وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ
[المائدة/ 64] ، ويقال: نفضت يَدِي عن كذا. أي: خلّيت وقوله عزّ وجلّ: إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ
[المائدة/ 110] ، أي:
قوّيت يَدَكَ، وقوله: فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ [البقرة/ 79] ، فنسبته إلى أَيْدِيهِمْ تنبيه على أنهم اختلقوه، وذلك كنسبة القول إلى أفواههم في قوله عزّ وجلّ: ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ [التوبة/ 30] ، تنبيها على اختلافهم.
وقوله: أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها
[الأعراف/ 195] ، وقوله: أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ
[ص/ 45] ، إشارة إلى القوّة الموجودة لهم. وقوله: وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ
[ص/ 17] ، أي: القوّة. وقوله: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ
[التوبة/ 29] ، أي: يعطون ما يعطون عن مقابلة نعمة عليهم في مقارّتهم. وموضع قوله: عَنْ يَدٍ
في الإعراب. حال . وقيل: بل اعتراف بأنّ أَيْدِيَكُمْ فوق أَيْدِيهِمْ. أي: يلتزمون الذّلّ.
وخذ كذا أثر ذي يَدَيْنِ ، ويقال: فلانٌ يَدُ فلانٍ أي: وَلِيُّهُ وناصرُهُ، ويقال لأولياء الله: هم أَيْدِي اللهِ، وعلى هذا الوجه قال عزّ وجلّ: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
[الفتح/ 10] ، فإذا يَدُهُ عليه الصلاة والسلام يَدُ اللهِ، وإذا كان يَدُهُ فوق أيديهم فيَدُ اللهِ فوق أيديهم، ويؤيّد ذلك ما روي: «لا يزال العبد يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويَدَهُ الّتي يبطش بها» وقوله تعالى: مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا
[يس/ 71] ، وقوله: لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ
[ص/ 75] ، فعبارة عن تولّيه لخلقه باختراعه الذي ليس إلا له عزّ وجلّ. وخصّ لفظ اليَدِ ليتصوّر لنا المعنى، إذ هو أجلّ الجوارح التي يتولّى بها الفعل فيما بيننا ليتصوّر لنا اختصاص المعنى لا لنتصوّر منه تشبيها، وقيل معناه: بنعمتي التي رشّحتها لهم، والباء فيه ليس كالباء في قولهم: قطعته بالسكّين، بل هو كقولهم: خرج بسيفه. أي: معه سيفه، معناه:
خلقته ومعه نعمتاي الدّنيويّة والأخرويّة اللّتان إذا رعاهما بلغ بهما السّعادة الكبرى. وقوله: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
[الفتح/ 10] ، أي: نصرته ونعمته وقوّته، ويقال: رجل يَدِيٌّ، وامرأةٌ يَدِيَّةٌ.
أي: صناع، وأما قوله تعالى: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ
[الأعراف/ 149] ، أي: ندموا، يقال:
سقط في يَدِهِ وأسقط: عبارة عن المتحسّر، أي:
عمّن يقلّب كفّيه كما قال عزّ وجلّ: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها [الكــهف/ 42] ، وقوله: فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ [إبراهيم/ 9] ، أي: كفّوا عمّا أمروا بقبوله من الحقّ، يقال: ردّ يَدَهُ في فمه. أي: أمسك ولم يجب ، وقيل: ردّوا أَيْدِيَ الأنبياءِ في أفواههم.
أي: قالوا ضعوا أناملكم على أفواهكم واسكتوا، وقيل: ردّوا نعم الله بأفواههم بتكذيبهم.

دَوْلَجَ

(دَوْلَجَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّ رجُلا أتاهُ فَقَالَ: أتَتْنِي امرأةٌ أُبايُعها، فأدخلتُها الدَّوْلَجَ وضربتُ بيدِي إِلَيْهَا» الدَّوْلَجُ: المخدْعُ، وَهُوَ البيتُ الصغيرُ دَاخِلَ الْبَيْتِ الْكَبِيرِ. وأصلُ الدَّوْلَجِ وَوْلَجٌ، لِأَنَّهُ فَوْعَلٌ، مِنْ وَلَج يَلِجُ إِذَا دَخَل، فأبْدلوا مِنَ الْوَاوِ تَاءً فَقَالُوا تَوْلج، ثُمَّ أبدَلوا مِنَ التَّاءِ دَالًا فَقَالُوا دَوْلج. وَكُلُّ مَا وَلَجْتَ فِيهِ مِنْ كَــهْفٍ أَوْ سَرَبٍ وَنَحْوِهِمَا فَهُوَ تَوْلج ودَوْلَج، وَالْوَاوُ فِيهِ زَائِدَةٌ. وَقَدْ جَاءَ الدَّوْلَجُ فِي حَدِيثِ إِسْلَامِ سَلمانَ، وَقَالُوا: هُوَ الكِناسُ مأوَى الظّبَاء.

وَاهٌ

(وَاهٌ)
(س) فِيهِ «مَن ابْتُلي فَصَبَر فوَاهاً وَاهاً» قِيلَ: مَعْنَى هَذِهِ الكَلمة التَّلَــهُّف.
وَقَدْ توضَع مَوْضِعَ الإعْجاب بِالشَّيْءِ. يُقَالُ: وَاهَاً لَهُ. وَقَدْ تَرِدُ بِمَعْنَى التوجُّع. وَقِيلَ: التّوجُّع يُقَالُ فِيهِ: آهًا.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ «مَا أنكَرْتُم مِنْ زمانِكم فِيمَا غَيَّرتُم مِنْ أعمالِكم، إِنْ يكُنْ خَيراً فَوَاهًا وَاهاً، وَإِنْ يَكُنْ شَرّاً فَآهًا آهًا» والألِفُ فِيهَا غيرُ مَهْموزة. وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهَا لِلَفْظِهَا.

رَقَمَ

(رَقَمَ)
(هـ) فِيهِ «أَتَى فَاطِمَةَ فوجَد عَلَى بَابِهَا سِتْرا مُوشّىً فَقَالَ: مَا أَنَا وَالدُّنْيَا والرَّقْمَ» يُريد النَّقْش والوَشْيَ، وَالْأَصْلُ فِيهِ الْكِتَابَةُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ يَزيد فِي الرَّقْمِ» أَيْ مَا يُكْتَب عَلَى الثِّيَابِ مِنْ أثْمانها لِتَقع المُرَابَحة عَلَيْهِ، أَوْ يَغْتَر بِهِ الْمُشْتَرِي، ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُ المحدِّثون فِيمَنْ يكْذب ويَزيد في حديثه. (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ يُسَوِّي بَيْنَ الصُّفوف حَتَّى يَدَعَها مِثْل القِدْح أَوِ الرَّقِيمِ» الرَّقِيمُ الْكِتَابُ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ: أَيْ حَتَّى لَا يَرَى فِيهَا عِوَجاً، كَمَا يُقَوِّم الْكَاتِبُ سُطورَه.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «مَا أدْري مَا الرَّقِيمُ؟ كِتَابٌ أمْ بُنْيان » يَعْنِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى «أَنَّ أَصْحابَ الْكَــهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي صِفَةِ السَّمَاءِ «سَقْفٌ سَائِرٌ ورَقِيمٌ مَائِرٌ» يُرِيدُ بِهِ وَشْيَ السَّمَاءِ بِالنُّجُومِ (س) وَفِيهِ «مَا أَنْتُمْ فِي الأمَمِ إِلَّا كَالرَّقْمَةِ فِي ذِراع الدَّابَّةِ» الرَّقْمَةُ هُنا: الهَنَة الناتِئة فِي ذِراع الدابة من داخِل، وهما رَقْمَتَانِ في ذراعَيها.
وَفِيهِ «صعَد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقْمَةً مِنْ جَبل» رَقْمَةُ الْوَادِي: جانبِه. وَقِيلَ مُجْتَمع مائِه.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «هُوَ إِذًا كَالْأَرْقَمِ» أَيِ الحيَّة الَّتِي عَلَى ظهْرها رَقْمٌ:
أَيْ نَقْش، وجمْعُها أَرَاقِمُ.
رَقَمَ: كَتَبَ،
وـ الكِتابَ: أعْجَمَه، وبَيَّنَه،
وـ الثَّوبَ: خَطَّطَهُ،
كرَقَّمَه.
والمِرْقَمُ، كمِنْبَرٍ: القَلَمُ.
ويقال للشَديدِ الغَضَبِ: طَفا مِرْقَمُكَ، وجاشَ، وغَلا، وطَفَحَ، وارْتَفَعَ،
وقَذَفَ مِرْقَمُكَ.
ودابَّةٌ مَرْقومةٌ: في قوائِمها خُطوطُ ط كَيَّاتٍ ط.
وثَوْرٌ وحِمارُ وَحْشٍ مَرْقومُ القَوائم: مُخَطَّطُها بسَوادٍ.
والرَّقْمَةُ: الرَّوْضةُ، وجانِبُ الوادي، أو مُجْتَمَعُ مائِه، والخُبَّازَى، وبالتحريكِ: نَبْتٌ.
والرَّقْمَتانِ: هَنَتَانِ شِبْه ظُفْرَيْنِ في قَوائم الدابَّةِ، أو ما اكْتَنَفَ جاعِرَتَي الحِمارِ من كَيَّةِ النارِ، أو لَحْمتانِ تَلِيانِ باطِنَ ذِراعَيِ الفَرَسِ لا شَعَرَ عليهما، أو الجاعِرَتانِ، ورَوْضَتانِ بِناحيَةِ الصَّمَّانِ.
والرَّقْمُ: ضَرْبٌ مُخَطَّطٌ من الوَشْيِ أو الخَزِّ أو البُرودِ، وبالتحريكِ: الداهِيَةُ،
كالرَّقْمِ، بالفتح وككَتِفٍ،
وع، بالمَدينةِ، منه السِهامُ الرَّقَمِيَّاتُ.
ويَوْمُ الرَّقَمِ: م.
والأرْقَمُ: أَخْبَثُ الحَيَّاتِ، وأطلبُها للنَّاسِ، أو ما فيه سوادٌ وبياضٌ، أو ذَكَرُ الحَيَّاتِ، والأُنْثَى: رَقْشَاءُ،
وحيٌّ من تَغْلِبَ وهُمُ الأَرَاقِمُ وجاءَ بالرَّقْمِ، بالفتح وككَتِفٍ، أي: بالكثيرِ.
وكأَميرٍ: ع، وفَرَسُ حِزامِ بنِ وابِصَةَ، وقَرْيةُ أصْحابِ الكــهفِ، أو جَبَلُهُم، أو كلْبُهم، أو الوادِي، أو الصَّخْرَةُ، أو لوحُ رَصاصٍ نُقِشَ فيه نَسَبُهُم وأسْماؤُهُم ودِيْنُهُم ومِمَّ هَرَبوا، أو الدَّواةُ واللَّوْحُ.
والرَّقيمةُ: المرأةُ العاقلةُ البَرْزَةُ.
والمَرْقومةُ: الأرضُ بها نباتٌ قليلٌ.
والتَّرْقيمُ والتَّرْقينُ: عَلامةٌ لأهْلِ ديوانِ الخَراجِ، تُجْعَل على الرِّقاعِ والتَّوقيعاتِ والحُسْبانات، لئلاَّ يُتَوَهَّمَ أنه بُيِّضَ كيْ لا يَقَعَ فيه حِسابٌ. وحُمَيْضَةُ بنُ رُقَيْمٍ. كزبيرٍ: صَحابيٌّ بَدْرِيٌّ.

سَفَفَ

(سَفَفَ)
(هـ) فِيهِ «أُتِيَ برجُل فَقِيلَ إِنَّهُ سَرَقَ، فَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجه رَسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ تغيَّر واكْمدّ كَأَنَّمَا ذُرَّ عَلَيْهِ شىءٌ غَيْرُهُ، مِنْ قَوْلِهِمْ أَسْفَفْتُ الوشْم، وَهُوَ أَنْ يُغْرزَ الجلدُ بِإِبْرَةٍ ثُمَّ تُحشَى المَغارِزُ كُحْلا.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَنَّ رَجُلًا شكاَ إِلَيْهِ جيرانَه مَعَ إحْسانه إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ كَذَلِكَ فكأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلّ» المَلّ: الرَّمادُ: أَيْ تَجعل وُجُوهَهُمْ كلَون الرَّمَادِ. وَقِيلَ هُوَ مِنْ سَفِفْتُ الدَّواء أَسَفُّهُ، وأَسْفَفْتُهُ غَيْرِي، وَهُوَ السَّفُوفُ بِالْفَتْحِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «سَفُّ المَلَّة خيرٌ مِنْ ذَلِكَ» .
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا» أَسَفَّ الطَّائِرُ إِذَا دَنَا مِنَ الأرْض، وأَسَفَّ الرجُل للأمْرِ إِذَا قارَبه.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ «قَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ: مَا فِي بَيْتِكَ سُفَّةٌ وَلَا هِفَّــة» السُّفَّةُ: مَا يُسَفُّ مِنَ الْخُوصِ كالزَّبيل وَنَحْوِهِ: أَيْ ينَسج. ويحتمَل أَنْ يَكُونَ مِنَ السَّفُوفِ: أَيْ مَا يُسْتَفُّ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيِّ «كَرِهَ أَنْ يُوصل الشَّعر، وَقَالَ: لَا بَأْسَ بِالسُّفَّةِ» هُوَ شىءٌ مِنَ القَرَاميل تضعُه المرأةُ فِي شَعْرها ليطُول. وأصلُه من سَفِّ الخوص ونَسْجِه. (هـ) وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ «أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُسِفَّ الرَّجُلُ النَّظَرَ إِلَى أُمِّهِ أَوِ ابْنَتِهِ أَوْ أختِه» أَيْ يُحدّ النَّظَرَ إِلَيْهِنَّ ويُدِيمه.

فَرَعَ

(فَرَعَ)
(هـ) فِيهِ «لَا فَرَعَة وَلَا عَتِيرةَ» الفَرَعَة بِفَتْحِ الرَّاءِ والفَرَع: أوّلُ مَا تَلِدُه الناقةُ، كَانُوا يذبَحُونه لآلِهَتِهم، فَنُهيَ الْمُسْلِمُونَ عَنْهُ.
وَقِيلَ: كَانَ الرجُل فِي الْجَاهِلِيَّةِ، إِذَا تَمَّتْ إِبِلُهُ مِائَةً قَدَّمَ بَكْرًا فنَحَره لصَنَمه، وَهُوَ الفَرَع.
وَقَدْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَفْعلونه فِي صَدْر الْإِسْلَامِ ثُمَّ نُسِخ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَرِّعُوا إِنْ شِئْتُمْ، وَلَكِنْ لَا تَذْبَحوه غَرَاةً حَتَّى يَكْبَر» أَيْ صَغِيرا لَحْمُه كالغَراة، وَهِيَ القِطعة مِنَ الغِرَا.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَنَّهُ سُئل عَنِ الفَرَع فَقَالَ: حَقّ، وأَن تَتْرُكه حتى يكون ابن مَخَاض أَوِ ابْنَ لَبُون خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذْبَحه يَلْصَق لحمُه بِوَبَرِه» .
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ جارِيَتَيْن جاءتَا تَشَتَّدان إِلَى النبيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلّي فأخَذَتا بِرُكْبَتَيْه ففَرَعَ بَيْنَهُما» أَيْ حَجَزَ وفَرَّق. يُقَالُ: فَرَعَ وفَرَّعَ، يَفْرِعُ، ويُفَرِّعُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «اخْتَصَم عِنْدَهُ بَنُو أَبِي لَهَبٍ فَقَامَ يُفَرِّعُ بَيْنَهُمْ» .
(هـ) وَحَدِيثُ عَلْقمة «كَانَ يُفَرِّعُ بَيْنَ الْغَنَمِ» أَيْ يفَرِّق، وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْقَافِ. قَالَ أَبُو مُوسَى: وَهُوَ مِنْ هَفَــوَاتِهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْل «يَكَادُ يَفْرَعُ الناسَ طُولاً» أَيْ يَطُولهم ويَعْلُوهم.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَوْدة «كَانَتْ تَفْرع النِّساء طُولاً» .
وَفِي حَدِيثِ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ «كَان يَرْفع يَدَيْهِ إِلَى فُرُوعِ أُذُنَيه» أَيْ أعالِيهما، وفَرْع كَلِّ شَيْءٍ: أَعْلَاهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قِيَامِ رَمَضَانَ «فَمَا كُنَّا نَنصرف إِلَّا فِي فُرُوع الفجْر» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «إِنَّ لَهُمْ فِرَاعَها» الفِرَاع: مَا عَلَا مِنَ الْأَرْضِ وارْتَفَع.
(س) وَحَدِيثِ عَطَاءٍ «وسُئل: مِن أَيْنَ أرْمي الجْمَرَتين؟ قَالَ: تَفْرَعُهُما» أَيْ تَقِف عَلَى أعْلاهُما وتَرْمِيهما.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أيُّ الشَّجَر أبْعَدُ مِنَ الخَارِف؟ قَالُوا: فَرْعُها، قَالَ: وَكَذَلِكَ الصَّفُّ الْأَوَّلُ» .
(هـ) وَفِيهِ «أعْطَى العَطايا يَوْمَ حُنَين فَارِعَة مِنَ الغَنائم» أَيْ مُرْتَفِعة صاعِدَة مِنْ أصْلها قبْل أَنْ تُخَمَّس.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ شُرَيْح «أَنَّهُ كَانَ يَجْعل المُدَبَّر مِن الثُّلُث، وَكَانَ مَسْرُوقٌ يَجْعَله فَارِعاً مِنَ الْمَال» أَيْ مِنْ أصْله. والفَارِع: المُرْتَفِع الْعَالِي .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قِيلَ لَهُ: الفُرْعَان أفضَل أم الصُّلعان؟ فقال: الفُرْعَان، قِيل: فأنْتَ أصْلَع، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْرَعَ» الفُرْعَان: جَمْع الأَفْرَع، وَهُوَ الوَافِي الشَّعْرِ.
وقيل: الذي له جُمَّة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم ذَا جُمَّة.
وَفِيهِ «لَا يُؤُمَّنكُم أنْصَرُ وَلاَ أزَنُّ وَلَا أَفْرَعُ» الأَفْرَع هَاهُنَا: المُوَسْوَس.
وَفِيهِ ذِكْرُ «الفُرْع» وَهُوَ بِضَمِّ الْفَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ: مَوْضع مَعْرُوفٌ بَيْنَ مَكَّةَ والمدِينة.

فَغَرَ

(فَغَرَ)
فِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا «فيَفْغُرُ فَاه فيُلْقِمُه حَجَراً» أَيْ يَفْتَحه، وَقَدْ فَغَرَ فاهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنَسٍ «أخَذ تمْرَاتٍ فلاكَهُنّ ثُمَّ فَغَرَ فَا الصّبيِّ وتَرَكها فِيهِ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَصَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ «فَإِذَا هِيَ حيَّةٌ عَظِيمَةٌ فَاغِرَةٌ فَاهَا» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ النَّابِغَةِ الجَعْدِي «كُلّما سَقَطت لَهُ سِنٌّ فَغَرَتْ سِنّ» أَيْ طلَعَت، كَأَنَّهَا تَنْفطر وتنفَتِح للنَّبات.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: صوابُه «ثَغَرت» بِالثَّاءِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْفَاءُ مُبْدَلةً مِنْهَا.
فَغَرَ فاهُ، كمنعَ ونَصَرَ: فَتَحَه،
كأَفْغَرَهُ فَفَغَرَ فُوهُ.
وانْفَغَرَ: انْفَتَحَ.
والفَغْرُ: الوَرْدُ إذا فَتَّحَ.
والمَفْغَرَةُ: الأرضُ الواسعةُ، والفَجْوَةُ في الجبل دُونَ الكَــهْفِ.
والفَغَّارُ، كشدَّادٍ أو غُرابٍ: لقبُ هُبَيْرَةَ بنِ النُّعْمانِ فارسٌ.
والفاغرُ: دُوَيبَّةٌ، وبها طِيبٌ، أو الكَبَابَةُ، أو أُصولُ النَّيْلُوفَرِ.
وفِغْرَى، كضِيزَى: ع.
ووُلِدَ بالفَغْرَةِ، أي: عندَ أوَّلِ طُلوعِ الثُّرَيَّا.
وهو واسِعُ فَغْرِ الفَمِ، أي: بابِهِ.
والفُغْرَةُ، بالضم: فَمُ الوادِي
ج: كصُرَدٍ.
وطَعْنَةٌ فَغارِ، كقَطامِ: نافِذَةٌ.

قَرَعَ

(قَرَعَ)
(هـ) فِيهِ «لَمَّا أَتَى عَلَى مُحَسِّر قَرَعَ ناقتَه» أَيْ ضرَبها بسَوْطه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ خِطْبة خَدِيجَةَ «قَالَ وَرَقَة بْنُ نَوفَل: هُوَ الفَحْلُ لَا يُقْرَع أنفهُ» أَيْ أَنَّهُ كُفْءٌ كَريم لَا يُرَد. وَقَدْ تَقَدَّمَ أصلُه فِي الْقَافِ وَالدَّالِ وَالْعَيْنِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ أخَذَ قَدح سَوِيق فشَرِبَه حَتَّى قَرَع القَدَحُ جَبِينَه» أَيْ ضَرَبه، يَعْنِي أَنَّهُ شَرِب جَمِيعَ مَا فِيهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أقْسم لَتَقْرَعَنَّ بِهَا أَبَا هُرَيْرَةَ» أَيْ لتَفْجأنَّه بذكْرها، كالصَّك لَهُ والضَّرب.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الرَّدْع. يُقَالُ: قَرَع الرُجُل: إِذَا ارْتَدَعَ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَقْرَعْتُه إِذَا قَهَرَته بِكَلَامِكَ، فَتَكُونُ التَّاءُ مَضْمُومَةً وَالرَّاءُ مَكْسُورَةً. وهُما فِي الْأُولَى مَفْتُوحَتَانِ.
وَفِي حَدِيثِ عبد الملك وذكر سَيْف الزُّبير فقال: بهنَّ فُلُولٌ مِنْ قِراعِ الكتائبِ
أَيْ قِتَالِ الجُيوش ومُحارَبَتها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلْقمة «أَنَّهُ كَانَ يُقَرِّع غنَمه ويَحْلِبُ ويَعْلِفُ» أَيْ يُنْزِي عَلَيْهَا الْفُحُولَ.
هَكَذَا ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ بِالْقَافِ، وَالزَّمَخْشَرِيُّ.
وَقَالَ أَبُو مُوسَى: هُوَ بِالْفَاءِ، وَهُوَ مِنْ هَفَــوات الْهَرَوِيِّ.
قُلْتُ: إِنْ كَانَ مِنْ حيثُ إِنَّ الْحَدِيثَ لَمْ يُرْوَ إِلَّا بِالْفَاءِ فَيَجُوزُ، فَإِنَّ أَبَا مُوسَى عارفٌ بطُرُق الرِّوَايَةِ. وَأَمَّا مِنْ حَيْثُ الُلغَة فَلَا يَمْتنع، فَإِنَّهُ يُقَالُ: قَرَع الفحلُ الناقةَ إِذَا ضرَبها. وأَقْرَعْتُه أَنَا.
والقَرِيع: فَحْل الْإِبِلِ. والقَرْع فِي الْأَصْلِ: الضَّرب. وَمَعَ هَذَا فَقَدَ ذَكَرَهُ الحرْبي فِي غَرِيبِهِ بِالْقَافِ، وَشَرَحَهُ بِذَلِكَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْأَزْهَرِيُّ فِي «التَّهْذِيبِ» لفْظاً وشَرحاً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ هِشَامٍ، يَصِفُ نَاقَةً «إِنَّهَا لَمِقْراع» هِيَ الَّتِي تُلْقَح فِي أَوَّلِ قَرْعَة يَقْرَعُها الفَحْل.
وَفِيهِ «أَنَّهُ ركِب حِمَارَ سَعد بْنِ عُبادة وَكَانَ قَطوفاً، فَردّه وَهُوَ هِمْلاج قَرِيعٌ مَا يُسَايَرُ» أَيْ فارِهٌ مُخْتار.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَلَوْ رُوِي «فَريغ » يَعْنِي بِالْفَاءِ وَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ لَكَانَ مُطابِقاً لِفَراغٍ، وَهُوَ الواسِع الَمْشي. قَالَ: وَمَا آمَنُ أَنْ يَكُونَ تَصْحيفاً.
وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ «إِنَّكَ قَرِيع القُرّاء» أَيْ رئيسُهم. والقَرِيع: المُخْتار. واقْتَرَعْتُ الْإِبِلَ إِذَا اخْتَرتَها.
وَمِنْهُ قِيلَ لفحْل الْإِبِلِ «قَرِيعٌ» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ «يُقْتَرَع مِنْكُمْ وكُلُّكم مُنْتَهى» أَيْ يُخْتارُ مِنْكُمْ.
(هـ) وَفِيهِ «يَجيء كَنْزُ أَحَدِكِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجاعاً أَقْرَع» الأَقْرَع: الذي لا شَعْر على رَأْسِهِ، يُريد حَيةً قَدْ تَمَعَّطَ جلْد رأسِه، لِكثرة سَمِّه وطُول عُمْره.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قَرِع أهلُ الْمَسْجِدِ حِينَ أُصِيبَ أَصْحَابُ النَّهْر » أَيْ قَلّ أهلُه، كَمَا يَقْرع الرأسُ إِذَا قَلَّ شَعْرُه، تَشْبِيهًا بالقَرْعة، أَوْ هُوَ مِنْ قَوْلهم: قَرِع المُراح إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِبِلٌ.
[هـ] وَفِي الْمَثَلِ «نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَرَع الْفِنَاءِ وصَفَر الْإِنَاءِ» أَيْ خُلُوِّ الدِيار مِنْ سُكانها، وَالْآنِيَةِ مِنْ مُسْتَوْدَعاتها.
(هـ) وَمِنْهُ حديث عمر «إن اعْتَمرتُم في أشْهُر الحج قَرِعَ حَجُّكم» أَيْ خَلَت أيَّام الْحَجِّ مِنَ النَّاسِ واجْتَزَأوا بالعُمْرة.
[هـ] وَفِيهِ «لَا تُحْدِثوا فِي القَرَع فإِنه مُصَلَّى الخافِين» القَرَع بِالتَّحْرِيكِ: هُوَ أَنْ يَكُونَ فِي الْأَرْضِ ذَاتِ الكَلأ مواضِعُ لَا نباتَ بِهَا، كالقَرَع فِي الرَّأْسِ، والخافُون: الجِنُّ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّ أعْرابياً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصُّلَيْعَاءِ والقُرَيْعاء» القُرَيْعاء: أَرْضٌ لعنَها اللَّهُ، إِذَا أنْبَتَت أَوْ زُرِع فِيهَا نَبَت فِي حافَتَيْها، وَلَمْ يَنْبُت فِي مَتْنِها شَيْءٌ.
وَفِيهِ «نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ عَلَى قَارِعة الطَّرِيقِ» . هِيَ وِسَطه. وَقِيلَ: أَعْلَاهُ. وَالْمُرَادُ بِهِ هَاهُنَا نَفْس الطَّرِيقِ وَوَجْهه.
(هـ) وَفِيهِ «مَن لَمْ يَغْزُ وَلَمْ يَجِّهز غَازِيًا أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ» أَيْ بِدَاهِيَةٍ تُهلِكُه. يُقَالُ:
قَرَعَه أمْرٌ إِذَا أَتَاهُ فَجْأة، وجَمْعُها: قَوَارِعُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فِي ذِكْرِ قَوَارِع القُرآن» وَهِيَ الْآيَاتُ الَّتِي مَن قَرأها أمِن شَرَّ الشَّيْطَانِ، كَآيَةِ الكُرْسيّ وَنَحْوِهَا، كَأَنَّهَا تَدْهاه وتُهْلِكُه.
قَرَعَ البابَ، كمَنَعَ: دقَّهُ، وفي المثَلِ: "من قَرَعَ باباً وَلجَّ ولَجَ"،
وـ رأسَه بالعَصا: ضربَهُ،
وـ الشارِبُ جَبْهَتَه بالإِناء: اشْتَفَّ ما فيه،
وـ الفَحْلُ الناقَةَ قَرْعاً وقِراعاً، بالكسر،
وـ الثَّوْرُ قِراعاً: ضَرَبا،
وـ فلانٌ سِنَّهُ: حَرَقَهُ نَدَماً.
وقَرَعَهُم، كنَصَرَ: غَلَبَهُم بالقُرْعة.
و"إن العَصا قُرِعَتْ لذي الحِلْمِ"، أي إنَّ الحَليمَ إذا نُبِّهَ انْتَبَهَ. وأوَّلُ مَن قُرِعَتْ له العَصا: عامِرُ بنُ الظَّرِبِ، أو قيسُ بنُ خالِدٍ، أو عَمْرُو بنُ حُمَمَةَ، أو عَمْرُو بنُ مالكٍ، لمَّا طَعَنَ عامِرٌ في السّنِّ، أو بَلَغَ ثَلاثَ مئَةِ سنةٍ، أنْكَرَ من عَقْلِه شيئاً، فقال لبَنِيه: إذا رأيْتُموني خَرَجْتُ من كلامِي وأخَذْتُ في غيرِه، فاقْرَعُوا لي المِجَنَّ بالعَصا.
والمَقْرُوعُ: المُخْتارُ للفِحْلَةِ، والسَّيِّدُ، ولَقَبُ عبد شَمْسِ بنِ سعدٍ،
وـ بعيرُ ـ: وُسِمَ بالقَرْعة، بالفتح: لِسمَةٍ لهم على أيْبَسِ الساقِ،
وبعيرٌ ـ: وُسِمَ بالقُرْعَةِ، بالضم: لسِمَةٍ على وَسَطِ أنْفِهِ.
والقَرْعُ: حَمْلُ اليَقْطِينِ، واحدتُه: بهاءٍ، والشاهُ بنُ قَرْعٍ: روى عن الفُضَيلِ بنِ عياضٍ، وبالضم: أودِيَةٌ بالشأْمِ. وكزُفَرَ: قَلْعَةٌ باليَمن، وبالتحريك: السَّبَقُ، والنَّدَبُ، أي: الخَطَرُ يُسْتَبَقُ عليه.
(والقُرْعةُ، بالضم: م، وخِيارُ المالِ، والجِرابُ، أو الواسعُ الصغيرُ، ج: قُرَعٌ، وبالتحريك: الحَجَفَةُ والجِرابُ، وتَحْريكُهُ أفصحُ) ، وبَثْرٌ أبيضُ يَخْرُجُ بالفِصال، ودَواؤُه المِلْحُ وجُبَابُ ألْبانِ الإِبِلِ، والحَجَفَةُ والجِرابُ الصغيرُ أو الواسِعُ الأَسْفَلِ، يُلْقَى فيه الطَّعامُ، والمُراحُ الخالي من الإِبِلِ. وكأميرٍ: الفَصِيلُ، ج: كسَكْرَى، وفَحْلُ الإِبِلِ لأَنَّهُ مُقْتَرَعٌ لِلفِحْلَةِ، أي مُخْتارٌ، والمُقارِعُ، والغالِبُ، والمَغْلُوبُ، وسيفُ عُمَيْرَةَ بنِ هاجِرٍ، والسَّيِّدُ،
كالقِرِّيعِ، كسِكِّيتٍ، ومحدِّثٌ روى عن عِكْرِمَةَ، (ووهِم الذَّهَبِيُّ، فَضَبَطَهُ بالضم) . وكزبيرٍ: أبو بَطنٍ من تَميمٍ، رَهْطِ بَني أنْفِ الناقَةِ، وجَدٌّ لأبي الكَنُودِ ثَعْلَبَةَ الحَمْراوِيِّ الصَحابِيِّ، (واسْمُ أبي زِيادٍ الصَحابِيِّ) .
وقَرِعَ، كفرِح: قُمِرَ في النِّضالِ، وذَهَبَ شَعَرُ رأسِه، وهو أقْرَعُ، وهي قَرْعاءُ، ج: قُرْعٌ وقُرْعانٌ، بضمِّهما، وذلك الموضِعُ قَرَعَةٌ، محركةً،
وـ فُلانٌ: قَبِلَ المَشُورَةَ، فهو قَرِعٌ، ككتِفٍ،
وـ الفِناءُ: خَلا من الغاشِيَةِ، قَرْعاً، ويُحَرَّكُ،
وـ الحَجُّ: خَلَتْ أيامُهُ من الناسِ. وككتِفٍ: من لا يَنامُ، والفاسِدُ من الأَظْفارِ.
والأقْرَعانِ: الأقْرَعُ بنُ حابِسٍ الصحابِيُّ، وأخُوهُ مَرْثَدٌ.
وألْفٌ أقْرَعُ: تامٌّ.
ومكانٌ، وتُرْسٌ أقْرَعُ: صُلْبٌ، ج: قُرْعٌ، بالضم.
وعُودٌ أقْرَعُ: قُرِعَ من لِحائِهِ.
وقِدْحٌ أقْرَعُ: حُكَّ بالحَصَى حتى بَدَتْ سَفاسِقُهُ، أي: طَرائِقُهُ.
والأقْرَعُ: السيفُ الجَيِّدُ الحَدِيدِ،
وـ من الحَيَّاتِ: المُتمَعِّطُ شَعَرُ رأسهِ لِكَثْرَةِ سُمِّهِ.
ورِياضٌ قُرْعٌ، بالضم: بِلا كَلأٍَ.
والقَرْعاءُ: مَنْهَلٌ بطَرِيقِ مَكَّةَ بين القَادِسِيَّةِ والعَقَبَةِ، ورَوْضَةٌ رَعَتْها الماشِيَةُ، والشديدَةُ، والداهيةُ، وساحَةُ الدَّارِ، وأعْلَى الطَّرِيقِ، والفاسِدَةُ من الأصابعِ.
والقارِعَةُ: القِيامَةُ، وسَرِيَّةٌ للنبيِّ، صلى الله عليه وسلم، قيل: ومنه: {تُصيبُهُم بما صَنَعوا قارِعَةٌ} ، أو معناها: داهيةٌ تَفْجَؤُهُم.
وقَوارِعُ القرآنِ: الآياتُ التي من قَرَأها أمِنَ من الشياطينِ والإِنْسِ والجِنِّ، كأَنها تَقْرَعُ الشيطانَ،
ونَعُوذُ بالله من قَوارِعِ فلانٍ، أي: من قَوارِصِ لِسانِهِ. وكصَبورٍ: الرَّكِيَّةُ القليلَةُ الماءِ، أي: التي تُحْفَرُ في الجَبَلِ من أعلاها إلى أسْفَلِها.
والقَريعَةُ، كَسفينَةٍ: خِيارُ المالِ، وناقةٌ يُكثِرُ الفَحْلُ ضِرَابَها، ويُبْطِئُ لِقاحُها، وسَقْفُ البَيْتِ. وكشَدَّادٍ: طائِرٌ يَقْرَعُ العُودَ الصُّلْبَ بِمِنْقارِهِ فَيدخُلُ فيه، ج: قَرَّاعاتٌ، وفَرَسُ غَزَالَةَ السَّكونِيِّ، والصُّلْبُ الشديدُ، وبهاءٍ: الاسْتُ، واليَسيرُ من الكَلأَِ.
وقَرْعونُ، كحَمْدونٍ: ة بين بَعْلَبَكَّ ودِمَشْقَ. وكَمِنْبَرٍ: وِعاءٌ يُجْمَعُ فيه التمرُ، وبهاءٍ: السَّوْطُ، وكُلُّ ما قَرَعْتَ به.
والمِقْراعُ بالكسر: الناقَةُ تُلْقَحُ في أَوَّلِ قَرْعَةٍ يَقْرَعُها الفَحْلُ، وفأسٌ يُكسرُ بها الحجارَةُ،
وأقْرَعَه: أعطاهُ خِيارَ المالِ، أو فَحْلاً يَقْرَعُ إبِلَهُ،
وـ إلى الحَقِّ: رجَعَ، وذَلَّ، وامْتَنَعَ، ضِدٌّ، وكَفَّ،
كانْقَرَعَ فيهما، وأطاقَ ولم يَقْبَلِ المَشُورَةَ،
وـ فلاناً: كفَّهُ،
وـ بينهم: ضَرَبَ القُرْعَةَ،
وـ المُسافِرُ: دَنَا من مَنْزِلِهِ،
وـ الدابَّةَ: كَبَحَها بِلِجَامِهَا،
وـ دارَهُ آجُرّاً: فَرَشَهَا به،
وـ الشَّرُّ: دَامَ،
وـ الغائِصُ والمائِحُ: انْتَهَيَا إلى الأرضِ،
وـ الحَميرُ: صَكَّ بعضُها بعضاً بحَوافِرِها.
والمُقْرَعُ، كمُحْكَمٍ: الذي قد أُقْرِعَ فَرَفَعَ رأْسَه. وكمُحَدِّثةٍ: الشديدةُ.
والتَّقْريعُ: التَّعْنيفُ والتَّثْريبُ، ومُعَالَجَةُ الفَصيلِ من القَرَعِ، وإنْزاءُ الفَحْل.
وقَرَّعَ القومَ تَقْريعاً: أقْلَقَهُم،
وـ الحَلوبَةُ رأسَ فَصِيلِها: وذلك إذا كانت كثيرَة اللَّبَنِ، فإذا رَضِعَ الفَصِيلُ خِلْفاً قَطَرَ اللَّبَنُ من الخِلْفِ الآخَرِ، فَقَرَعَ رأسَه قَرْعاً.
واسْتَقْرَعَهُ: طَلَبَ منه فَحْلاً،
وـ الناقةُ: أرادتِ الفَحْلَ،
وـ الحافِرُ: اشْتَدَّ،
وـ الكَرِشُ: ذَهَبَ خَمَلُها.
والاقْتِراعُ: الاخْتيارُ، وإيقادُ النارِ.
وضَرْبُ القُرْعةِ، كالتَّقارُعِ.
والمُقارَعَةُ: المُساهَمَةُ، وأن تأخُذَ الناقةَ الصَّعْبَةَ فَتُرْبِضَها للفَحْلِ فَيَبْسُرَها، وأن يَقْرَعَ الأبْطالُ بعضُهم بعضاً.
وبِتُّ أتَقَرَّعُ، وأنْقَرِعُ، أي: أتَقَلَّبُ لا أنامُ. (وعُمَرُ بنُ محمدِ بنِ قُرْعَةَ، بالضم: محدِّثٌ مُؤَدِّبٌ) .
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.