كاهْتاضَه، وهو مَهيضٌ.
والهَيْضةُ: مُعاوَدَةُ الهَمِّ والحُزْنِ، والمَرْضةُ بعدَ المَرْضةِ.
وبه هَيْضَةٌ، أي: قُياءٌ وقِيامٌ جميعاً.
وهَيْضُ الطائرِ: سَلْحُه، وقد هاضَ يَهيضُ.
وانْــهاضَ وتَهَيَّضَ: انْكَسَر.
والهيضاءُ: الجماعةُ.
هيض: هاضَ الشيءَ هَيْضاً: كسَره. وهاضَ العظمَ يَهِيضُه هَيْضاً
فانْــهاضَ: كسَره بعد الجُبور أَو بعدما كاد يَنْجَبِرُ، فهو مَهِيضٌ. واهْتاضَه
أَيضاً، فهو مُهْتاضٌ ومُنْــهاضٌ؛ قال رؤْبة:
هاجَك مِن أَرْوى كَمُنْــهاضِ الفَكَكْ
لأَنه أَشد لوجعه. وكلُّ وجَع على وجع، فهو هَيْضٌ. يقال: هاضَــني الشيءُ
إِذا رَدَّك في مرَضِك. وروي عن عائشة أَنها قالت في أَبيها، رضي اللّه
عنهما، لما توُفِّيَ رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم: واللّه لو نزل
بالجبال الرّاسيات ما نزلَ بأَبي لــهاضَــها أَي كسَرها؛ الهَيْضُ: الكَسْرُ
بعد جُبورِ العظْمِ وهو أَشدُّ ما يكون من الكسر، وكذلك النُّكْسُ في
المَرض بعد الانْدِمال؛ قال ذو الرمة:
ووَجْه كقَرْنِ الشمسِ حُرّ، كأَنَّما
تَهِيضُ بهذا القَلْبِ لَمْحَتُه كَسْرا
وقال القطامي:
إِذا ما قُلْتُ قد جُبِرَتْ صُدوعٌ،
تُــهاضُ، وما لِما هِيضَ اجْتِبارُ
وقال ابن الأَعرابي في قول عائشة لَــهاضَــها أَي لأَلانَها. والهَيْضُ:
اللِّينُ، وقد هاضَــه الأَمرُ يَهِيضُه؛ وفي حديث أَبي بكر والنّسّابةِ:
يَهِيضُه حِيناً وحِيناً يَصْدَعُهْ
أَي يكسِرُه مرة ويشُقُّه أُخرى. وفي الحديث: قيل له خَفِّضْ عليك
فإِنَّ هذا يَهِيضُك. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: اللهم قد هاضَــني
فَهِضْه.والمُسْتَــهاضُ: الكَسِيرُ يَبْرَأُ فيُعْجَلُ بالحَمْلِ عليه والسَّوْق
له فينكسر عظمه ثانية بعد جَبْر وتَماثُل.
والهَيْضةُ: مُعاودةُ الهَمّ والحُزْنِ والمَرضِ بعد المَرض، وقد
تَهَيَّضَ؛ قال:
وما عادَ قَلْبي الهمُّ إِلاَّ تَهَيَّضا
والمُسْتَــهاضُ: المريض يبرأُ فيعمل عملاً فيشق عليه أَو يأْكل طعاماً
أَو يشرب شراباً فيُنْكَسُ. وكل وجع هَيْضٌ. وهاضَ الحُزْنُ قلبَه: أَصابه
مرّة بعد أُخرى. والهَيْضةُ: انْطِلاقُ البطن، يقال: بالرجلَ هيْضة أَي
به قُياء وقِيامٌ جميعاً. وأَصابت فلاناً هَيْضةٌ إِذا لم يُوافِقْه شيء
يأْكله وتغيَّرَ طَبْعُه عليه، وربما لانَ من ذلك بطنُه فكثر اختلافه.
والهَيْضُ: سَلْحُ الطائرِ، وقد هاضَ هَيْضاً؛ قال:
كأَنَّ مَتْنَيْه من النَّفِيِّ
مَهايِضُ الطيرِ على الصفِيِّ
والمعروف مَواقِعُ الطير. قال ابن بري: هيَّضه بمعنى هَيَّجه؛ قال
هِمْيانُ بن قُحافةَ:
فهَيَّضُوا القلبَ إِلى تَهَيُّضِه
هضم: هضَم الدواءُ الطعامَ يَهْضِمُه هَضْماً: نَهَكَه.
والهَضّامُ والهَضُوم والــهاضُــومُ: كلُّ دَواءٍ هَضَمَ طعاماً
كالجُوارِشْنِ
(* قوله «كالجوارش» ضبط في بعض نسخ النهاية بضم الجيم، وفي بعض آخر
منها بالفتح وكذا المحكم.، وهذا طعامٌ سريعُ
الانْهِضامِ وبَطيءُ الانْهِضامِ. وهَضَمَه يَهْضِمُه هَضْماً
واهْتَضَمه وتهَضَّمَه: ظَلمه وغصَبه وقهرَه، والاسم الهَضِيمةُ. ورجل
هَضِيمٌومُهْتَضَمٌ: مَظْلومٌ. وهضَمَه حقَّه هَضْماً: نقصَه. وهَضَم له من
حقِّه يَهْضِمُ هَضْماً: تركَ له منه شيئاً عن طِيبةِ نَفْسٍ. يقال: هَضَمْت
له من حَظِّي طائفةً أَي تركتُه. ويقال: هَضَم له من حظِّه إذا كسَر له
منه. أَبو عبيد: المُتَهَضَّمُ والهَضِيمُ جميعاً المظلومُ. والهَضِيمةُ:
أَن يَتَهَضَّمَك القومُ شيئاً أَي يظلموك. وهضَم الشيءَ يَهْضِمُه
هَضْماً، فهو مَهْضومٌ وهَضِيمٌ: كسَره. وهضَم له من مالِه يَهْضِم هَضْماً:
كسَر وأَعطى. والهَضَّامُ: المُنْفِقُ لِمالِه، وهو الهَضُوم أَيضاً،
والجمع هُضُمٌ؛ قال زياد بن مُنْقِذ:
يا حَبَّذا، حينَ تُمْسي الرِّيحُ بارِدةً،
وادي أُشَيٍّ وفِتْيانٌ به هُضُمُ
ويدٌ هَضومٌ: تَجُود بما لدَيْها تُلْقِيه فيما تُبْقِيه، والجمع
كالجمع؛ قال الأعشى:
فأَمّا إذا قَعَدُوا في النَّدِيّ،
فأَحْلامُ عادٍ وأَيْدٍ هُضُمْ
ورجلٌ أَهْضَمُ الكَشْحَيْنِ أي مُنْضَمُّهُما. والهَضَمُ: خَمَصُ
البطونِ ولُطْفُ الكَشْحِ. والهَضَمُ في الإنسان: قلة انْجِفارِ الجَنْبَين
ولَطافَتُهما، ورجل أَهْضَمُ بيِّن الهَضَم وامرأَة هَضْماءُ وهَضِيمٌ،
وكذلك بطنٌ هَضِيمٌ ومَهْضومٌ وأَهْضَمُ؛ قال طرفة:
ولا خَيرَ فيه غيرَ أَنَّ له غِنىً،
وأن له كَشْحاً، إذا قامَ، أَهْضَما
والهَضِيمُ: اللَّطيف. والهَضِيمُ: النَّضِيجُ. والهَضَمُ، بالتحريك:
انضِمامُ الجَنْبينِ، وهو في الفرس عيبٌ. يقال: لا يَسْبِقُ أَهْضَمُ من
غاية بعيدةٍ أبداً. والهَضَمُ: استقامةُ الضلوع ودخولُ أَعالِيها، وهو من
عيوب الخيل التي تكون خِلْقةً، قال النابغة الجعدي:
خِيطَ على زَفْرَةٍ فتَمَّ، ولمْ
يَرْجِع إلى دِقَّةٍ ولا هَضَمِ
يقول: إن هذا الفرسَ لِسَعةِ جوفهِ وإجْفارِ مَحْزِمهِ كأَنه زفَرَ،
فلما اغْترَقَ نفَسُه بُنِيَ على ذلك فلزِمته تلك الزَّفْرة، فصِيغَ عليها
لا يُفارِقُها؛ ومثله قول الآخر:
بُنِيَتْ مَعاقِمُها على مُطَوائها
أي كأَنها تَمَطَّت، فلما تناءَت أَطرافُها ورحُبَت شَحْوَتها صِيغَت
على ذلك، وفرسٌ أَهْضَمُ، قال الأَصمعي: لم يَسْبِقْ في الحَلْبة قَطّ
أَهْضَمُ، وإنما الفرسُ بعُنُقهِ وبَطْنهِ، والأُنثى هَضْماءُ. والهَضِيمُ من
النساء: اللطيفةُ الكَشْحَينِ، وكَشْحٌ مَهْضومٌ؛ وأَنشد ابن بري لابن
أحمر:
هُضُمٌ إذا حُبَّ الفُتارُ، وهُمْ
نُصُرٌ، وإذا ما استُبْطِئَ النَّصْرُ
ورأَيت هنا جُزازة مُلْصقَة في الكتاب فيها: هذا وهَمٌ من الشيخ لأَن
هُضُماً هنا جمعُ هَضومٍ الجَوادُ المِتْلافُ لمالهِ، بدليل قوله نُصُر جمع
نَصِير، قال: وكلاهما من أَوصاف المذكر؛ قال: ومثله قول زياد ابن
مُنقِذ:وحَبَّذا، حين تُمْسي الريحُ بارِدةً،
وادي أُشَيٍّ وفِتْيانٌ به هُضُمُ
وقد تقدم، وقوله: حين تمسي الريح باردة مثلُ قوله إذا حُبَّ الفُتارُ،
يعني أَنهم يَجُودون في وقت الجَدْب وضيقِ العيشِ، وأَضْيَقُ ما كان
عيشُهم في زمن الشتاء، وهذا بيِّنٌ لا خفاء به؛ قال: وأما شاهدُ الهَضِيم
اللطيفةِ الكَشحين من النساء فقول امرئ القيس:
إذا قلتُ: هاتي نَوِّلِيني، تَمايَلَتْ
عليَّ هَضيم الكَشحِ، رَيَّا المُخَلخَلِ
وفي الحديث: أن امرأَة رأَت سَعْداً مُتَجَرِّداً وهو أميرُ الكوفةِ،
فقالت: إن أَميرَكم هذا لأَهْضَمُ الكَشْحينِ أي مُنْضَمُّهما؛ الهَضَمُ،
بالتحريك: انضمامُ الجنبينِ، وأصلُ الهَضْمِ الكسر. وهَضْمُ الطعامِ:
خِفَّتُه. والهَضْمُ: التواضُعُ. وفي حديث الحسن: وذكَر أَبا بكرٍ فقال:
والله إنه لَخَيْرُهم ولكن المؤْمِن يَهْضِم نفْسَه أي يَضعُ من قَدْرهِ
تَواضُعاً. وقوله عز وجل: ونَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ؛ أَي مُنْهَضِمٌ
مُنْضَمٌّ في جوف الجُفِّ، وقال الفراء: هَضِيمٌ ما دام في كَوافيرهِ.
والهَضِيمُ: اللَّيِّنُ. وقال ابن الأَعرابي: طَلْعُها هَضيم، قال: مَرِيءٌ،
وقيل: ناعِمٌ، وقيل: هَضيمٌ مُنْهَضِم مُدْرِك، وقال الزجاج: الهَضِيم
الداخلُ بعضُه في بعض، وقيل: هو مما قيل إن رُطَبَه بغير نَوىً، وقيل:
الهَضيمُ الذي يتَهَشَّم تَهَشُّماً، ويقال للطلع هَضِيم ما لم يخرج من
كُفُرّاهُ لدخول بعضه في بعض.
وقال الأَثْرَمُ: يقال للطعام الذي يُعْمَل في وَفاةِ الرجل
الهَضِيمة، والجمع الهَضائم.
والــهاضِــمُ: الشادخُ لما فيه رخاوةٌ أو لينٌ. قال ابن سيده: الــهاضِــمُ ما
فيه رخاوةٌ أو لينٌ، صفة غالبة، وقد هَضَمه فانْهَضَم كالقَصَبة
المَهْضومة، وقصبَةٌ مَهْضومةٌ ومُهَضَّمةٌ وهَضِيم: للتي يُزْمَرُ بها.
ومِزْمارٌ مُهَضَّمٌ لأَنه، فيما يقال، أَكْسارٌ يُضمّ بعضها إلى بعض؛ قال لبيد
يصف نهيق الحمار:
يُرَجِّعُ في الصُّوَى بمُهَضَّماتٍ،
يَجُبْنَ الصَّدْرَ من قَصَبِ العَوالي
شبَّه مخارجَ صوتِ حَلْقهِ بمُهَضَّماتِ المَزامير؛ قال عنترة:
بَرَكَتْ على ماءِ الرِّداعِ، كأَنما
بركتْ على قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّم
وأَنشد ثعلب لمالك بن نُوَيرَةَ:
كأَن هَضيماً من سَرارٍ مُعَيَّناً،
تَعاوَرَه أَجْوافُها مَطْلَع الفَجْرِ
والهَضْمُ والهِضْمُ، بالكسر: المطمئنُّ من الأَرض، وقيل: بَطْنُ
الوادي، وقيل: غَمْضٌ، وربما أَنْبَتَ، والجمع أَهْضامٌ وهُضومٌ؛ قال:
حتى إذا الوَحْش في أَهْضامِ مَوْرِدِها
تغَيَّبَتْ، رابَها من خِيفةٍ رِيَبُ
ونحوَ ذلك قال الليث في أَهْضامٍ من الأَرض. أَبو عمرو: الهِضْمُ ما
تَطامَن من الأَرض، وجمعه أَهْضامٌ؛ ومنه قولهم في التحذير من الأمر
المَخُوف: الليلَ وأَهْضامَ الوادي؛ يقول: فاحْذَرْ فإنك لا تدري لعلَّ هناك
مَن لا يُؤْمَن اغْتِيالُه. وفي الحديث: العَدُوُّ بأَهْضامِ الغِيطانِ؛ هي
جمعِ هِضْمٍ، بالكسر، وهو المطمئن من الأرض، وقيل: هي أَسافلُ
الأَوْدِيةِ من الهَضْمِ الكسرِ، لأَنها مَكاسِرُ. وفي حديث عليّ، كرّم الله
وجهه: صَرْعَى بأَثناء هذا النَّهرِ وأَهْضامِ هذا الغائِطِ. المؤرّج:
الأَهْضامُ الغُيوبُ، واحدها هِضْمٌ، وهو ما غيَّبها عن الناظر. ابن شميل:
مَسْقِطُ الجَبل وهو ما هَضَم عليه أي دَنا من السهلِ من أَصلهِ، وما هَضَمَ
عليه أي ما دنا منه. ويقال: هَضَمَ فلانٌ على فلانٍ أي هَبطَ عليه، وما
شَعَرُوا بنا حتى هَضَمْنا عليهم. وقال ابن السكيت: هو الهِضْمُ، بكسر
الهاء، في غُيوبِ الأَرض.
وتَهَضَّمْت للقوم تَهَضُّماً إذا انْقَدتَ لهم وتَقاصَرْت. ورجل
أَهْضَمُ: غليظُ الثنايا.
وأَهْضَمَ المُهْرُ للإرْباع: دَنا منه، وكذلك الفَصيل، وكذلك الناقةُ
والبَهْمةُ، إلاّ أَنه في الفَصِيل والبَهْمة الإرْباعُ والإسداسُ
جميعاً.الجوهري: وأَهْضَمَت الإبلُ للإجْذاعِ وللإسْداسِ جميعاً إذا ذهبت
رَواضِعُها وطلعَ غيرُها، قال: وكذلك الغنم. يقال: أَهْضَمت وأَدْرَمَت
وأَفَرَّتْ.
والمَهْضومةُ: ضَرْبٌ من الطيِّبِ يخلط بالمِسْكِ والبانِ. والأَهْضامُ:
الطيبُ، وقيل: البَخورُ، وقيل: هو كلُّ شيء يُتبخر به غير العود
واللُّبْنى، واحدها هِضْم وهَضْمٌ وهَضْمةٌ، على توهُّم حذف الزائد؛ قال
الشاعر:كأَنَّ ريحَ خُزاماها وحَنْوَتِها،
بالليل، ريحُ يَلَنْجوجٍ وأَهْضامِ
وقال الأعشى:
وإذا ما الدُّخانُ شُبّه بالآ
نُفِ، يوماً، بشَتْوةٍ أَهْضاما
يعني من شدَّة الزمان؛ وأَنشد في الأَهْضامِ البَخورِ للعجاج:
كأَنَّ ريحَ جَوْفِها المَزْبورِ
مَثْواةُ عَطَّارين بالعُطورِ
أَهْضامِها والمِسْكِ والقَفُّورِ
القَفُّورُ: الكافورُ، وقيل: نَبْتٌ. قال أَبو منصور: أُراه يصف حُفْرة
حفرها الثور الوحشي فكَنَسَ فيها، شَبّه رائحة بَعرِها برائحة هذه
العُطور.
وأَهْضامُ تَبالةَ: ما اطمأَنَّ من الأَرض بين جِبالها؛ قال لبيد:
فالضَّيْفُ والجارُ الجَنِيبُ، كأَنما
هَبَطا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضامُها
وتَبالةُ: بلدٌ مُخْضِبٌ معروف. وأَهضامُ تَبالة: قُراها. وبنو
مُهَضَّمَة: حيٌّ.
جهض: أَجْهَضَت الناقةُ إِجْــهاضــاً، وهي مُجْهِضٌ: أَلقت ولدها لغير
تمام، والجمع مَجاهِيضُ؛ قال الشاعر:
في حَراجِيجَ كالحَنِيِّ مَجاهِيـ
ـضَ، يَخِدْنَ الوجيفَ وَخْدَ النَّعامِ
قال الأَزهري: يقال ذلك للناقة خاصة، والاسم الجِــهَاض، والولد جَهِيض،
قال الشاعر:
يَطْرَحْنَ بالمَهامِهِ الأَغْفالِ
كلَّ جَهِيضٍ لَثِقِ السِّرْبالِ
أَبو زيد: إِذا أَلقت الناقة ولدها قبل أَن يَسْتَبِينَ خَلقُه قيل
أَجْهَضَت، وقال الفراء: خِدْجٌ وخَدِيج وجِهْض وجَهِيض للمُجْهَض. وقال
الأَصمعي في المُجْهَض: إِنه يسمى مُجْهَضاً إِذا لم يَسْتَبِنْ خَلقُه، قال:
وهذا أَصح من قول الليث إِنه الذي تمَّ خلقُه ونفخ فيه روحه. وفي
الحديث: فأَجْهَضَت جَنِناً أَي أَسقطت حملها، والسَّقْط جَهِيض، وقيل:
الجَهِيض السِّقْط الذي قد تمَّ خلقه ونفخ فيه الروح من غير أَن يعيش.
والإِجْــهاضُ: الإِزْلاق. والجَهِيض: السَّقِيط. الجوهري: أَجْهَضَت
الناقة أَي أَسقَطتْ، فهي مُجْهِض، فإِن كان ذلك من عادتها فهي مِجْــهاضٌ،
والولد مُجْهَضٌ وجَهِيضٌ. وصادَ الجارحُ الصَّيْدَ فأَجْهَضْناه عنه أَي
نحّيناه وغَلَبْناه على ما صادَه، وقد يكون أَجْهَضْته عن كذا بمعنى
أَعْجَلْته. وأَجْهَضَه عن الأَمر وأَجْهَشَه أَي أَعْجَلَه. وأَجْهَضْته عن
أَمره وأَنْكَصْته إِذا أَعْجَلْته عنه، وأَجْهَضْته عن مكانه: أَزَلْته
عنه. وفي الحديث: فأَجْهَضُوهم عن أَثقالِهم يوم أُحُدٍ أَي نَحَّوهم
وأَعجلوهم وأَزالوهم. وجَهَضَني فلانٌ وأَجْهَضَني إِذا غَلَبَك على الشيء.
ويقال: قُتِلَ فلانٌ فأُجْهِضَ عنه القوم أَي غُلِبوا حتى أُخذ منهم. وفي
حديث محمد بن مسلمة أَنه قَصَدَ يوم أُحُدٍ رجلاً قال: فجاهَضَني عنه أَبو
سُفْيان أَي مانَعَني عنه وأَزالني. وجَهَضَه جَهْضاً وأَجْهَضَه:
غَلَبَه. وقُتِلَ فلانٌ فأُجْهِضَ عنه القوم أَي غُلبوا حتى أُخِذَ
منهم.والجاهِضُ من الرجال: الحديدُ النَّفْس، وفيه جُهُوضةٌ وجَــهاضــةٌ. ابن
الأَْعرابي: الجَــهاضُ ثمرُ الأَراك، والجِــهاضُ الممانعة.
نهض: النُّهوضُ: البَراحُ من الموضع والقيامُ عنه، نهَضَ يَنْهَضُ
نَهْضاً ونُهوضاً وانْتَهَضَ أَي قامَ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لرُوَيْشد:
ودون حدر وانْتِــهاضٍ وربوة،
كأَنَّكما بالرِّيقِ مُخْتَنِقانِ
وأَنشد الأَصمعي لبَعْضِ الأَغْفال:
تَنْتَهِضُ الرِّعْدةُ في ظُهَيْري،
من لَدُنِ الظُّهْر إِلى العُصَيْرِ
وأَنْهَضْتُه أَنا فانْتَهَضَ، وانتهض القومُ وتناهَضوا: نهَضُوا
للقتال. وأَنْهَضَه: حَرَّكه للنُّهوض. واسْتَنْهَضْته لأَمر كذا إِذا أَمرته
بالنُّهوض له. وناهَضْتُه أَي قاوَمْتُه. وقال أَبو الجَهْم الجعفريّ:
نَهَضْنا إِلى القوم ونَغَضْنا إِليهم بمعنىً. وتناهَضَ القومُ في الحرب
إِذا نَهض كلُّ فريق إِلى صاحبه. ونَهض النَّبْتُ إِذا استوى؛ قال أَبو
نخيلة:
وقد عَلَتْني ذُرْأَةٌ بادِي بَدِي،
ورَثْيةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ
قال ابن بري: صوابه: تنهَض في تشدُّد. وأَنْهَضَت الرِّيحُ السَّحابَ:
ساقَتْه وحملَتْه؛ قال:
باتَتْ تُنادِيهِ الصَّبا فأَقْبَلا،
تُنْهِضُه صُعْداً ويأْبَى ثِقَلا
والنَّهْضةُ: الطَّاقةُ والقوَّةُ. وأَنهضه بالشيء: قوَّاه على
النُّهوضِ به.
والناهِضُ: الفرْخُ الذي استَقَلَّ للنُّهوضِ، وقيل: هو الذي وفُرَ
جَناحاه ونَهضَ للطَّيَران، وقيل: هو الذي نَشر جناحَيْه ليَطِيرَ، والجمع
نَواهِضُ. ونهَض الطائرُ: بسَط جناحيه ليطير. والناهِضُ: فرْخُ العُقاب
الذي وفُرَ جناحاه ونَهضَ للطيران؛ قال امرؤُ القيس:
راشَه مِنْ رِيشِ ناهِضةٍ،
ثم أَمْهاهُ على حَجَرِهْ
وقول لبيد يصف النَّبْل:
رقَمِيَّاتٌ عليها ناهِضٌ،
تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلّْ
إِنما أَراد رِيشَ من فرْخٍ من فِراخِ النَّسْرِ ناهِضٍ لأَن السِّهامَ
لا تُراشُ بالناهِضِ كلّه هذا ما لا يجوز إِنما تُراش برِيشِ الناهض،
ومثله كثير. والنَّواهِضُ: عِظامُ الإِبل وشِدادُها؛ قال الراجز:
الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارضُ،
لا يَسْتَطِيعُ جَرَّه الغَوامِضُ،
إِلاَّ المُعيداتُ به النَّواهِضُ
والغامِضُ: العاجز الضَّعيف. وناهِضةُ الرجل: قومه الذين ينهَضُ بهم
فيما يُحْزِنُه من الأُمور، وقيل: ناهِضةُ الرجل بنو أَبيه الذين يَغْضَبُون
بغَضَبه فيَنْهَضُون لنَصْره. وما لفلان ناهِضةٌ، وهم الذين يَقُومون
بأَمرِه. وتَناهَضَ القومُ في الحرب: نهَضُوا. والناهِضُ: رأْس المنكب،
وقيل: هو اللحم المجتمع في ظاهر العضد من أَعْلاها إِلى أَسفلها، وكذلك هو
من الفرس، وقد يكون من البعير، وهما ناهِضانِ، والجمع نَواهِضُ. أَبو
عبيدة: ناهِضُ الفرس خُصَيْلةُ عضُدِه المُنْتَبِرَةُ، ويُستحب عِظَمُ ناهِضِ
الفَرس؛ وقال أَبو دواد:
نَبِيل النَّواهِضِ والمَنْكِبَيْن،
حَدِيد المَحازِم ناتِي المَعَدْ
الجوهري: والناهِضُ اللحم الذي يلي عضُد الفرس من أَعلاها. ونَهْضُ
البعيرِ: ما بين الكتف والمَنْكِبِ، وجمعه أَنْهُضٌ مثل فَلْسِ وأَفْلُس؛ قال
هِمْيانُ ابن قحافة:
وقَرَّبُوا كلّ جُمالِيٍّ عَضِهْ،
أَبْقَى السِّنافُ أَثَراً بأَنْهُضِهْ
وقال النضر: نَواهِضُ البعير صدره وما أَقَلَّتْ يده إِلى كاهِلِه وهو
ما بين كِرْكِرته إِلى ثُغْرةِ نَحْرِه إِلى كاهِلِه، الواحد ناهِضٌ.
وطريق ناهِضٌ أَي صاعِدٌ في جبل، وهو النَّهْضُ وجمعه نِــهاضٌ؛ وقال
الهذلي:يتابع نَقْباً ذا نِــهاضٍ، فوَقْعُه
به صُعُدٌ، لولا المَخافةُ قاصِد
(* قوله «يتابع نقباً إلخ» كذا في الأَصل، وفي شرح القاموس: يتائم.)
ومكانٌ ناهِضٌ: مرتفِعٌ.
والنَّهْضةُ، بسكون الهاء: العَتَبةُ من الأَرض تُبْهَرُ فيها الدابةُ
أَو الإِنسان يَصْعَدُ فيها من غَمْضٍ، والجمع نِــهاضٌ؛ قال حاتم بن
مُدْرِك يهجو أَبا العَيُوفِ:
أَقولُ لصاحِبَيَّ وقد هَبَطْنا،
وخَلَّفْنا المَعارِضَ والنِّــهاضــا
يقال: طريق ذو مَعارِضَ أَي مَراعٍ تُغْنِيهم أَن يَتَكَلَّفُوا العَلَف
لمواشيهم. الأَزهريُّ: النَّهْضُ العَتَبُ. ابن الأَعرابي: النِّــهاضُ
العَتَبُ، والنــهاض السرْعةُ، والنَّهْضُ الضَّيْمُ والقَسْرُ، وقيل هو
الظُّلْم؛ قال:
أَما تَرى الحَجّاجَ يأْبى النَّهْضا
وإِناء نَهْضان: وهو دون الشلثان
(* قوله «الشلثان» كذا بالأَصل بمثلثة
بعد اللام، وفي شرح القاموس بتاء مثناة بعدها.) ؛ هذه عن أَبي حنيفة.
وناهِضٌ ومُناهِضٌ ونَــهّاضٌ: أَسماء.
هضب: الـهَضْبَةُ: كلُّ جَبَلٍ خُلِقَ من صخرةٍ واحدةٍ؛ وقيل: كلُّ
صخرةٍ راسيةٍ، صُلْبةٍ، ضَخْمةٍ: هَضْبةٌ؛ وقيل: الـهَضْبةُ والـهَضْبُ الجَبَل المنْبَسِطُ، يَنْبَسِطُ على الأَرض؛ وفي التهذيب الـهَضْبَةُ؛ وقيل: هو الجبلُ الطويلُ، الـمُمْتَنِـع، الـمُنْفَرِدُ، ولا تكون إِلا في حُمْرِ الجبال، والجمع هِضابٌ، والجمع هَضْبٌ، وهِضَبٌ، وهِضابٌ؛ وفي حديث قُسٍّ: ماذا لنا بهَضْبةٍ؟ الـهَضْبةُ: الرَّابِـيَةُ. وفي حديث ذِي المِشْعارِ: وأَهلُ جِنابِ الـهَضْبِ؛ الجِنابُ، بالكسر: اسم موضع. والأُهْضُوبةُ: كالـهَضْبِ، وإِيَّاها كَسَّرَ عَبِـيدٌ في قوله:
نَحْنُ قُدْنا من أَــهاضِـــيبِ الـمَلا الْــ * ـخَيْلَ في الأَرْسانِ، أَمْثالَ السَّعالي
وقول الـهُذَليِّ:
لَعَمْرُ أَبي عَمْرو، لقد ساقَه الـمُنى * إِلى جَدَثٍ، يُورَى له بالأَــهاضِــبِ
أَراد: الأَــهاضِـــيبَ، فحَذَفَ اضْطراراً.
والـهَضْبة: الـمَطْرَةُ الدائمة، العظيمةُ القَطْرِ؛ وقيل: الدُّفْعةُ
منه، والجمع هِضَبٌ، مثل بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، نادرٌ؛ قال ذو الرمة:
فباتَ يُشْئِزهُ فَـأْدٌ، ويُسْهِرُه * تَذَؤُّبُ الرِّيحِ، والوَسْواسُ، والـهِضَبُ
ويروى: والـهَضَبُ، وهو جمع هاضِــبٍ، مثل تابعٍ وتَبَعٍ، وباعدٍ وبَعَدٍ، وهي الأُهْضُوبةُ. الجوهري: والأَــهاضِـــيبُ واحدُها هِضابٌ، وواحدُ الـهِضابِ هَضْبٌ، وهي جَلَباتُ القَطْرِ، بَعْدَ القَطْرِ؛ وتقول: أَصابتهم أُهْضوبةٌ من المطر، والجمع الأَــهاضِـــيبُ. وهَضَبَتْهم السماءُ أَي مَطَرَتْهم. وفي حديث لَقِـيطٍ: فأَرْسِل السماء بهَضْبٍ أَي مَطَرٍ، ويُجْمَع على أَهْضابٍ ثم أَــهاضِـــيبَ، كقَوْلٍ وأَقْوالٍ وأَقاويلَ؛ ومنه حديث عليّ، عليه السلام: تَمْريهِ الجَنُوبُ دِرَرَ أَــهاضِـــيبِه؛ وفي وصف بني تميم: هَضْبةٌ حَمْراءُ؛ قال ابن الأَثير: قيل أَراد بالـهَضْبَة الـمَطْرةَ
الكثيرة القَطر؛ وقيل: أَراد به الرابيةَ. وهَضَبَتِ السماءُ: دامَ
مَطَرُها أَياماً لا يُقْلِـعُ. وهَضَبَتْهُم: بلَّتْهم بَلَلاً شديداً. وقال أَبو الهيثم: الـهَضْبَةُ دَفْعةٌ واحدة من مطر، ثم تَسْكُن، وكذلك جَرْية واحدةٌ؛ وأَنشد للكُمَيْت يصف فَرَساً:
مُخَيَّفٌ، بعضُه وَرْدٌ، وسائِرُهُ * جَوْنٌ، أَفانِـينُ إِجْرِيَّاه، لا هَضَبُ
وإِجْرِيَّاه: جَرْيُه، وعادَةُ جَرْيِهِ. أَفانينُ أَي فُنُونٌ وأَلْوانٌ. لا هَضَبُ: لا لَوْنٌ واحِدٌ. وهَضَبَ فلانٌ في الحديث إِذا انْدَفَعَ فيه، فأَكثر؛ قال الشاعر:
لا أُكْثِرُ القَوْلَ فيما يَهْضِـبُونَ به، * من الكلامِ، قليلٌ منه يَكْفينِـي
وهَضَبَ القومُ واهْتَضَبوا في الحديث: خاضُوا فيه دُفْعةً بعد دُفْعةٍ، وارْتَفَعَتْ أَصواتُهم؛ يقال: أَهْضِـبُوا يا قَوْم أَي تَكَلَّموا.
وفي الحديث: أَنَّ أَصحابَ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، كانوا معه في سَفَر، فعَرَّسوا ولم يَنْتبِهوا حتى طَلَعَتِ الشمسُ، والنبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، نائم، فقالوا: أَهْضِـبُوا؛ معنى أَهْضِـبُوا: تَكَلَّمُوا، وأَفِـيضُوا في الحديث لكي يَنْتَبِهَ رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، بكلامهم؛ يقال: هَضَبَ في الحديث وأَهْضَبَ إِذا انْدَفَعَ فيه؛ كَرِهُوا أَن يُوقِظُوه، فأَرادوا أَن يَسْتَيْقِظَ بكلامهم. ويقال اهْتَضَبَ إِذا فَعَلَ ذلك؛ وقال الكُمَيْتُ يصف قَوْساً:
في كَفِّه نَبْعةٌ مُوَتَّرَةٌ، * يَهْزِجُ إِنباضُها، ويَهْتَضِبُ
أَي يُرِنُّ فيُسْمَعُ لرَنِـينِه صَوْتٌ.
أَبو عمرو: هَضَبَ وأَهْضَبَ، وضَبَّ وأَضَبَّ: كلُّه كلامٌ فيه
جَهارةٌ. وفي النوادر: هَضَبَ القومُ، وضَهَبُوا، وهَلَبُوا، وأَلَبُوا،
وحَطَبوا: كلُّه الإِكْثارُ، والإِسراعُ؛ وقولُ أَبي صخر الهذلي:
تَصابَيْتُ حتى الليلِ، مِنهنَّ رَغْبَتي، * رَوانيَ في يَوْمٍ، من اللَّهْوِ، هاضِــبِ
معناه: كانوا قد هَضَبُوا في اللَّهْوِ؛ قال: وهذا لا يكون إِلا على
النَّسَب أَي ذي هَضْبٍ.ورجلٌ هَضْبةٌ أَي كثير الكلام. والـهَضْبُ:
الضَّخْمُ من الضِّبابِ وغيرها. وسُرِقَ لأَعْرابيةٍ ضَبٌّ، فحُكِمَ
لها بضَبٍّ مثله، فقالت: ليس كَضَبِّـي، ضَبِّـي ضَبٌّ هِضَبٌّ؛ والـهِضَبُّ: الشديدُ الصُّلْبُ مثلُ الـهِجَفِّ. والـهِضَبُّ من الخَيْل: الكثيرُ العَرَق؛ قال طرفة:
منْ عَناجِـيجَ ذُكُورٍ وُقُحٍ، * وهِضَبَّاتٍ، إِذا ابْتَلَّ العُذَرْ
والوُقُح: جمع وَقاحٍ، للحافر الصُّلْب. والعَناجِـيجُ: الجِـيادُ من
الخيل، واحدُها عُنْجُوجٌ.