Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ندى

سند

(س ن د) : (السَّنَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَا اسْتَنَدْتَ إلَيْهِ مِنْ حَائِطٍ أَوْ غَيْرِهِ وَالْمُرْتَفِعُ مِنْ الْأَرْضِ أَيْضًا (وَالسِّنْدُ) بِالْكَسْرِ جِيلٌ مِنْ النَّاسِ يُتَاخِمُونَ الْهِنْدَ وَأَلْوَانُهُمْ إلَى الصُّفْرَةِ وَالْقَضَافَةُ غَالِبَةٌ عَلَيْهِمْ (وَالسَّنْدَانُ) بِالْفَتْحِ مَعْرُوفٌ.
[سند] السَنَدُ: ما قابلك من الجبلِ وعلا عن السفح. وفلان سَنَدٌ، أي معتمَدٌ. وسَنَدْتُ إلى الشئ أسند سنودا، واستندت بمعنى. وأَسْنَدْتُ غيري. والإسنادُ في الحديث: رفْعُه إلى قائله. وخُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ، شدد للكثرة. وتساندت إليه: استندت. وخرج القوم مُتَسانِدينَ، أي على راياتٍ شتى ولم يكونوا تحتَ راية أمير واحد. والمُسْنَدُ: الدهرُ. والمسنَدُ: الدَعِيُّ. والمسندُ: خطٌّ لِحِمْيَرٍ مخالفٌ لخطِّنا هذا. والسِنادُ: الناقة الشديدة الخلق. قال الشاعر ذو الرمة: جمالية حرف سناد يشلها * وظيف أزج الخطو ظمآن سهوق - والسناد في الشعر: اختلاف الرِدْفين، كقول الشاعر : فقد أَلِجُ الخِباَء عَلى جوارٍ * كأنَّ عُيُونَهُنَّ عُيونُ عينِ - ثم قال:

فأصبح رأسه مثل اللجين * يقال: قد ساند الشاعر. قال ذوالرمة: وشعر قد أرقت له غريب * أجانبه المساند والمحالا وساندت الرجل مُسانَدَةً، إذا عاضدْتَه وكانفْتَه. وسنداد: اسم نهر، ومنه قول أسود بن يعفر: أهل الخورنق والسدير وبارق * والقصر ذى الشرفات من سنداد - والسنْدُ: بلادٌ، تقول سِنْدِيٌّ للواحد، وسِنْدٌ للجماعة، مثل زِنْجِيٍّ وزِنْجٍ.
سند
الصيغة المختصرة للإسم اليوناني سينوتيوس المأخوذ عن الإسم القبطي شنوتي بمعنى إبن الله. يستخم للذكور.
السند: ما يكون المنع مبنيًا عليه، أي ما يكون مصححًا؛ لورود المنع، إما في نفس الآمر أو في زعم السائل، وللسند صيغٌ ثلاث: إحداها أن يقال لا نسلم هذا، لِمَ لا يجوز أن يكون كذا? والثانية: لا نسلم لزوم ذلك، وإنما يلزم أن لو كان كذا، والثالثة: لا نسلم هذا، كيف يكون هذا، والحال أنه كذا.
س ن د: فُلَانٌ سَنَدٌ أَيْ مُعْتَمَدٌ. وَ (سَنَدَ) إِلَى الشَّيْءِ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَاسْتَنَدَ إِلَيْهِ بِمَعْنًى. وَ (أَسْنَدَ) غَيْرَهُ. وَ (الْإِسْنَادُ) فِي الْحَدِيثِ رَفْعُهُ إِلَى قَائِلِهِ. وَخُشُبٌ (مُسَنَّدَةٌ) شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَ (سِنْدٌ) بِالْكَسْرِ بِلَادٌ تَقُولُ: سِنْدِيٌّ لِلْوَاحِدِ وَ (سِنْدٌ) لِلْجَمَاعَةِ مِثْلُ زِنْجِيٍّ وَزِنْجٍ. 
[سند] في ح أحد: رأيت النساء "يسندن" في الجبل، أي يصعدن فيه، والسند ما ارتفع من الأرض، وقيل ما قبالك من الجبل وعلا عن السفح، ويروى بشين ويجئ. ك: أي يمشين في سند الجبل، وروى: يشددن، أي يجرين. وفيه: وكان معمر لا "يسند" حتى كان بعد، أي كان لا يسند الحديث أولًا ثم بعد ذلك أسنده كأنه تذكر أو غير ذلك. ط: ليتكئ سبعين "مسندًا" أي مستندًا، وقيل: أن يتحول ظرف ثم يأتيه، ومن المزيد يراد به ما في قوله: "ولدينا مزيد" وأصفي من المرآة حال من خدها. نه: ومنه: ثم "اسندوا" إليه في مشربة، أي صعدوا. وفيه: خرج تمامة وفلان "متساندين" أي متعاونين كان كل واحد يستند على الآخر ويستعين به. وفي ح عائشة رضي الله عنها: إنه رأي عليها أربعة أثواب "سند" هو نوع من البرود اليمانية، وفيه لغتان: سند وسَنَد، وجمعه أسناد. وفيه: إن حجرًا وجد عليه كتاب "بالمسند" هي كتابة قديمة، وقيل: خط حمير.
س ن د

تساند إلى الحائط. وسوند المريض، وقال: ساندوني. ونزلنا في سند الجبل والوادي وهو مرتفع من الأرض في قبله، والجمع أسناد. وناقة سناد: طويلة القوائم. وساند الشاعر سناداً. ولا أفعله آخر المسند وهو الدهر. ورأيت مكتوباً بالمسند كذا وهو خطّ حمير.

ومن المجاز: أسندت إليه أمري، وأقبل عليه الذئبان متساندين: متعاضدين. يقال: غزا فلان وفلان متساندين، وخرجوا متساندين على رايات شتى كل على حاله. وهو سندي ومستندي، وسيد سند. وحديث مسند، والأسانيد قوائم الحديث، وهو حديث قويّ السند. وكان فلان في مشربة فأسندت إليه أي صعدت. وناقة مساندة القرا: قويته كأنما سوند بعضه إلى بعض. قال الجعديّ:

وتيه عليها نسج ريح مريضة ... قطعت بحرجوج مساندة القرا

وأحسن إليه فهو يسانده: يكافئه.

سند


سَنَدَ(n. ac. سُنُوْد)
a. [Ila], Leant, rested upon, against.
b. [La], Was near to, close upon (fifty).
c. [Fī], Mounted, ascended.
سَنَّدَa. Supported, stayed, propped up.

سَاْنَدَa. Supported, helped, assisted.
b. [acc. & 'Ala], Requited, recompensed for.
أَسْنَدَ
a. [acc. & Ila], Made to rest or lean upon, against; supported by (
the authority of ).
b. [acc. & Fī], Made to mount, ascend.
c. see I (c)
تَسَاْنَدَa. see I (a)
إِسْتَنَدَ
a. [Ila], Stayed himself, leant against, upon; relied upon.

سَنَد
(pl.
أَسْنَاْد)
a. Support, stay; prop; authority, written
evidence.
b. Acclivity, slope.

مِسْنَد
(pl.
مَسَاْنِدُ)
a. Cushion, pillow, bolster.

سِنَاْدa. Strong, stout she-camel.
b. Defect in the rhyme of a verse.

سَنْدَاْنُ
(pl.
سَنَادِيْن)
a. Anvil.

N. P.
أَسْنَدَ
(pl.
مَسَاْنِدُ
مَسَاْنِيْدُ)
a. Supported by, resting upon; attribute.
b. Time, epoch.

N. Ac.
أَسْنَدَ
(pl.
أَسَاْنِيْدُ)
a. Quotation, reference.
b. Relation ( of a subject to the attribute & c. ).
c. Ascription.

N. P.
إِسْتَنَدَa. see 4 (a)
(سند) - قولُه تَعالى: {خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} 
: أي مُمالَة إلى الجدارِ، وأَسْندتُ الشىَّءَ إلى الشيء وسنَّدت؛ أي أَملْت
- في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "خَرج ثُمامةُ بن أُثَال ومُحَلِّم اليمامة مُتَسانِدَيْن" : أي متعاونين، والمساندة: المكافأة، وهما مُتَسانِدان: إذا كان كُلُّ واحد منهما رئِيساً على قَومهِ ليس للآخر فيه شَرِكَة. وخرج القَوُم مُتَسانِدِين: أي على راياتٍ شَتَّى، كلُّ فِرقة تَستَنِد إلى رايةٍ.
- في حديث أُحُد: "رأيتُ النِّساءَ يُسْنِدْن في الجَبَل" .
: أي يُصَعِّدن فيه، ويقال: سَنَد في الجبل والنَّخلة: رَقِى فيهما. والسَّنَد: ما ارتفع من الأَرضِ. وقيل: السَّنَد: ما قابَلك من الجَبَل وعَلا عن السَّفْح.
- في حديث عبدِ الملكِ بن مَرْوان: "إن حَجَراً وُجِد عليه كتاب بالمُسْنَدِ".
قيل: المُسْنَد: كِتابةٌ قَدِيَمة، وقيل: هو خَطُّ حِمْير: أي مَكْتوبٌ بالحِمْيَرية.
سند
السَّنَدُ: ما ارْتَفَعَ من الأرْضِ في قُبلِ جَبَلٍ أو وادٍ. وكُلُّ شَيْءٍ أسْنَدْتَ إليه شَيْئاً فهو مُسْنَد. وسَنَدْتُ في الجَبَلِ سُنُوْداً: رَقِيْته، وفي النَخْلَةِ: صَعِدْتها، أسْنُدُ. والإسْنَادُ: إسْنَادُ الراحِلَةِ في سَيْرِها وهو بَيْنَ الذَمِيْلِ والهَمْلَجَةِ.
وسَنَدَ ذَنَبُ الناقَةِ: إذا خَطَرَتْ فَضَرَبَتْ به قَطَاتَها يَمْنَة وَيسْرَة. وفي النَحْوِ: سَنَدٌ ومُسْنَدٌ إليه. والمُسْنَدُ: كِتَابُ حِمْيَرَ. والدعِيُّ أيضاً. والدهْرُ. ونَبِيْذٌ بالسِّنْدِ. وضَرْب من النَباتِ يَمَانٍ. وجَفْرٌ قَرِيْبُ الماءِ غَيْرُ قَعِيْرٍ مَحْفُوْر في سَنَدِ الجَبَلِ. وسَنَدَ فُلان للخَمْسِيْنَ: قارَبَ. وناقَةٌ سِنَادٌ: طَوِيلةُ القَوائمِ مُسْنَدَةُ السَّنَامِ.
والسَّنَدُ: ضَرْبٌ من الثيَابِ؛ تَلْبَسُ قَمِيْصاً وفَوْقَه قَمِيْصٌ أقْصَرُ منه. والسنْدُ: واحِدُ الأسْنَادِ من الثِّيَابِ وهي البُرُوْدُ. واسْمُ مَوْضِعٍ.
والسنْدُ: مَعْرُوفٌ، وجَمْعُه سُنُوْد. والسنَادُ في الشِّعْرِ؛ اخْتِلافُ حَرْفِ المُقَيَّدِ والمُرَدَّفِ نَحْوُ اللَّذِيْنَ واللَّذَيْنِ.
وُيقال: قاتَلَني فَسَنَدَ فِيَّ وسَنَدْتُ فيه: أي أخَذَني وأخَذْتُه. والمُسَانَدَةُ: المُكافاةُ، يُقال: هو يُسَانِدُه.
وهُما مُتَسَانِدَانِ: إذا كانَ هذا على قَوْمِه وهذا على قَومِه لَيْسَ لأحَدٍ منهما رِيَاسَة على الآخَرِ. وخَرَجَ القَوْمُ مُتَسَانِدِيْنَ: أي على رايات شَتى.
والسنْدَأْوُ: الفَسِيْحُ من الإبلِ في خَطْوِه. والقَصِيْرُ من الرجالِ، وهم سِنْدَأوُوْنَ. وقيل: هو السيىءُ الخُلُقِ والغِذَاءِ.
والسندَاوَةُ: الذي قد ذَهَبَ بَعْضُ شَبَابِه. ورَجُل سِنْدَانٌ وذِئْبٌ كذلك: أي عَظِيْمٌ شَدِيدٌ. والسنْدَانَةُ: الأتَانُ.
وسَنْدَادُ - يُفْتَحُ وُيكْسَرُ -: مَوْضِعٌ.
سند: سَنَد على: سند إلى، ركن إلى، اعتمد، أتكأ، استند الى، تساند إلى (بوشر).
سَنَد: أهمل، أقصى (بوشر).
سَنَّد (بالتشديد): عزى، نسب (فوك) مثل أسند.
سَنَّد: روى، حدَّث (فوك).
أسند له (بدل أسند إليه) عزى، نسب (فوك).
أسند إليه: رفع، نسب (بوشر).
تسنّد له واليه: اعتمد واتكأ (فوك).
تسنَّد: رفُع، نُسِب (فوك).
تساند: هذا الفعل الذي ورد في التبريزي لم يفسره لين تفسيراً صحيحاً (وقد أحسن تفسير متساند). وهذا الفعل يستعمل حين تخرج القبائل تحارب عدوا وعلى كل منها أمير (377) ففي البلاذري مثلاً (ص97): وهناك جماعة من بني أسد وغَطَفان وغيرهم وعليهم خارجة بن حِصْن بن حُذَيفة، ويقال إنهم كانوا متساندين قد جعل كلَّ قوم عليهم رئيساً منهم. وفيه (ص254): وقد قيل انهم كانوا متساندين على كل قوم رئيسهم. ويستعمل أيضاً في الكلام عن رئيسين يحاربان العدو بالتناوب، ففي ابن الأثير (1: 275): ووافاه اردوان وملك الارمانييّن يتحاربان على الملّك فاصطلحا على اردشير وهما متساندان يقاتله هذا يوما وهذا يوما. وقد طبع الناشر هذه الكلمة في البلاذري متسايدين خطأ منه. وفي معجم البلاذري ذكر الفعل تساند مزيداً للفعل سود وهو غير موجود، وهو ينقل عبارة ابن الأثير دون أن يلاحظ أن للنص كلمة أخرى هي الصحيحة.
وقد تعجل الناشر فاعترف بصحة ذلك، وزودني بهذين العبارتين: العبارة الأولى بالمعنى الأول (ابن الأثير 1: 338، 498، 2: 344) وبالمعنى الثاني (ياقوت 2: 301).
تساند: تكاثر، ففي عباد (2: 102): وفساد حاله عند المعتمد يتزايد، وتدابره يتساند. وفي أبحاث (1: 185) في الطبعة الأولى: ثم ما زال ذلك التخاذل يتزايد، والتدابر يتساند.
انسد على: استند على: اتكأ على (بوشر).
استند: يقال استند إلى واستند على (بوشر).
استند إلى: توسل، ابتهل، تضرع اليه (فوك).
استند على: اتكأ على (فوك).
سَنَد: عماد، دعامة (بوشر)، والجمع سِنَاد وسَنَدات. وهو كل ما يستند إليه ويعتمد عليه.
سَنَد: ظهر، متن، كاهل (ديوان امرئ القيس ص24).
سَنَد: لقد أساء كاترمير تفسير هذه الكلمة في مملوك (1، 1: 250) وهو في العبارات الأربعة التي ينقلها يقول إن معناها مُعْتَمَد (انظر لين 1443).
سند التعليم: طريقة في التعليم تعتمد على الرواية من جيل إلى جيل، ولهذا يقال اتصل السند وانقطع (المقدمة 2: 377) وهي العبارة الخامسة التي نقلها كاترمير بصورة غير دقيقة لأن الصواب أن تقرأ: سند تعليم العلم (انظر الترجمة، وقد أساء ترجمتها) (ص378، 15: 379، 380 الخ).
سَنَد: صك الدين للاستناد عليه عند الدعوى (بوشر، محيط المحيط) وجمعه سَنَدات.
أسناد (جمع سند): أهرام (جمع هرم) المعجم اللاتيني - العربي.
سَنَدَة: ذكرها بركهارت (سوريا ص666) بمعنى سَنَد، وهو طرف الوادي حيث ينحدر.
سِنْدِي: موسيقى، شاعر متجول مغن بأشعاره، مشعبذ (فوك) وفي ابن بطوطة (4: 412): ثم جاء الفتيان تلاميذ دوغا (مترجم سلطان مالي في بلاد الزنج) فلعبوا ورقصوا وداروا على أنفسهم كما يفعل السندي والسندي نسبة إلى السند وتطلق على البوهيمي والنَوريَ.
سندي: نوع من البطيخ، ففي ابن العوام (1: 683): الدلاّع وهو السندي، أي البطيخ السندي، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأن أصله كمن السند (معجم الأسبانية ص339).
سِنْديان: غابة سنديان أو بلّوط وبلّوطته تختلف عن البلوطة المألوفة لأنها تنمو في غمد ملتف كثيف (لايت ص199).
سنديان الأرض: هو فراسيون عند المستعيني واسمه العلمي: Prassium foetidum. غير أن البيطار (2: 64) يرى أن هذا خطأ والصحيح إنه بلّوطي أي: Ballota nigra بلوط سنديان: أبو فروة، شاه بلوط، قسطل (مارسيل).
سِنْديان: سندان، عَلاة (همبرت ص85).
سِنَاد: من مصطلح الموسيقى وهو توافق الأنغام المختلفة وتناسقها (المقدمة 2: 359).
سانِد: ما يسند ويدعم (السعدية نشيد 37).
مُسْنَد ومِسْنَد: ومعناها وسادة، مرفقة، مخدة، وفي الصين: رواق كبير يجلس فيه الوزير، سمي مسند لأن الوزير يجلس على وسادة ضخمة مرتفعة (ابن بطوطة 4: 298) ومَسْنَد بمعنى الوسادة كما في تاج العروس ليست من خطأ الناسخ كما يظن لين في مادة (سَنَدٌ) لأنها موجودة أيضاً في محيط المحيط وفي معجم ألكالا. مُسْنَد: مجموعة أحاديث مع إسنادها (دي سلان ترجمة ابن خلكان 1: 182 وترجمة المقدمة (2: 482).
مُسْنَد: العالم بالأحاديث العارف بمصادرها (مملوك 1، 1: 46).
مُسْنَد: ثقة (رولاند).
مُسْنَد: خط هيروغليفي، خط مصري قديم (ابن جبير ص58).
مال مُسْنَد: مال ملحق بآخر (بوشر).
مُسَنَّد = سَنَد أي حرف الجبل، وهو ما ارتفع من الأرض في قُبُل الجبل وعلا عن السفح (معجم الادريسي).
مِسْنَدَة: حين يكتب العرب يضعون الورقة على مِسْنَدَة، وهي نحو من اثنتي عشرة ورقة مربوط بعضها إلى بعض من أطرافها الأربعة وتشبه كتاباً رقيقاً ويضعونها على ركبهم (لين عادات 1: 316).
مِسْنَدة: ركن الجدار، ركيزة (بوشر).
مُسْتَنَد: أساس، قاعدة، ودعامة، سَنَد (أماري دمب ص187، 210، 219).
س ن د

السَّنَدُ ما ارْتَفَعَ في قُبُلِ الجَبَلِ أو الوادِي والجمعُ أسْنادٌ لا يكسَّرُ على غير ذلك وقد سَنَدَ إلى الشيءِ يَسْنُدُ سُنوداً واسْتَنَدَ وأسْنَد وأسْنَد غَيْرَه وسَنَدَ في الجَبَلِ يَسْنُدُ سُنُوداً وأسْنَدَ رَقِيَ وفي خبَر أبي عارِم حَتّى يُسْنِدَ عن يمينِ النُّمَيْرَةِ بعد صَلاَةِ العَصْرِ وسَنَدَ في الخَمسينَ مثَّل بذلك وأسْنَد في العَدْو اشتدَّ وَجَدَّ وأسْنَدَ الحديثَ رفَعَهُ والمُسْنَدُ الدَّهْر والمُسْنَدُ والسَّنِيدُ الدَّعِيُّ وناقةٌ سِنَادٌ طويلةُ السَّنامِ وقيل ضَامرة وناقَةٌ مُسَانِدَةُ القَرَى صُلْبَتُه مُلاَحِكَتُهُ أنشد ثَعلبٌ

(مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا مُسانِدَةُ القَرَى ... جُمالِيَّةٌ تَخْتَبُّ ثُمَّ تُنِيبُ)

ويَرْوَى مُذَكِّرَةٌ والسَّنَدُ أن يَلْبَسَ قَمِيصاً طويلاً تحت قميصٍ أقْصَرَ منه وخَرجوا مُتَسانِدينَ إذا خرجُوا على راياتٍ شَتَّى والمُسْنَدُ خَطُّ حِمْيَرَ كانوا يكْتُبُونه أيام مُلْكِهِم فيما بينهم قال أبو حاتِمٍ هو في أيْدِيهم إلى اليوم باليمن وسانَدَ شِعْرَهُ سِناداً وسانَد فيه كلاهما خالفَ بينَ الحركاتِ التي تلي الأَرْدافَ في الرَّوِيِّ كقوله

(شَرِبْنا من دِماءِ بَنِي تميمٍ ... بأَطْرافِ القَنا حتى رَوِينَا)

وقولِه فيها

(أَلَمْ تَرَ أنَّ تَغْلِبَ بيتُ عزٍّ ... جِبَالُ مَعاقِلٍ ما يُرْتَقَيْنَا)

فكَسَرَ ما قبل الياء في رَوِينا وفَتَحَ ما قَبْلَها في يُرْتَقَيْنا فصارت قَيْنا مع وِينا وهو عَيْبٌ قال ابن جِنِّي بالجُمْلةِ إنّ اختلافَ الكَسْرةِ والفَتْحةِ قبل الرِّدْفِ عَيْبٌ إلا أن الذي اسْتَهوى اسْتِجازَتَهَم إياهُ أنّ الفَتْحةَ عندهم قد أُجْرِيَت مُجَرى الكَسْرةِ وعاقَبَتْها في كثيرٍ من الكلامِ وكذلك الياءُ المفتوحُ ما قَبْلَها قد أُجْرِيتْ مُجْرَى الياءِ المكْسُور ما قبلَها أمَّا تعاقُبُ الحَرَكَتَيْن ففي مواضعَ منها أنهم عَدَلُوا لَفْظَ المجرُورِ فيما لا يَنْصَرِفُ إلى لَفظِ المنْصوبِ فقالوا مررتُ بعُمَرَ كما قالوا ضَرَبْتُ عُمَرَ فكأنَّ فتحةَ راءِ عُمَر عاقبْت ما كان يَجِبُ فيها من الكَسْرةِ لو صُرِفَ الاسْمُ فَقِيلَ مَرَرْتُ بعُمَرٍ وأما مشَابهةُ الياء المَكْسُور ما قَبْلَها للياءِ المَفْتُوحِ ما قَبْلَها فلأنَّهُم قالوا هذا جَيْب بَّكرٍ فأدْغَمُوا مع الفَتْحةِ كما قالوا هذا جَيْب بَّكرٍ فأدْغَمُوا مع الفَتْحةِ كما قالوا هذا سَعِيد دَّواد وقالوا شِيبانُ وقيْسُ غِيلاَن فأَمَالُوا كما أَمَالُوا سِيحان وتِيحان وقال الأَخفشُ بعد أن خصَّصَ كيْفِيّة السِّنادِ أمَّا ما سَمِعْتُ من العَربِ في السِّنادِ فإنهم يَجْعلُونه كلَّ فسادٍ في آخرِ الشِّعْر ولا يَحُدُّونَ في ذلك شيئاً وهو عندهم عَيْبٌ قال ولا أَعْلَمُ إلا أنِّي قد سَمِعْتُ بعضَهم يَجْعلُ الإِقْواءَ سِنَاداً وقد قال الشاعر

(فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتَجْرِيدُ ... )

فَجَعَلَ السِّنادَ غيرَ الإِقْواءِ وجَعَلَه عَيْباً قال ابنُ جِنِّي وَجْهُ ما قاله أبو الحَسَنِ أنه إذا كان أصلُ السِّنادِ إنما هوَ لأن البيتَ المُخالِفَ لِبَقِيَّةِ الأبياتِ كالمُسْنَدِ إليها لم يَمْتَنِعْ أن يَشِيعَ ذلك في كل فَسادٍ في آخرِ البيتِ فيُسَمَّى به كما أنّ القائمُ إنما سُمِّيَ بهذا الاسم لمكانِ قيامِه لم يَمْتَنِعْ أن يُسَمَّى كُلٌّ من حَدَث عنه القِيامَ قائماً قال ووجْهُ مَنْ خَصَّ بعضَ عُيوبِ القافيةِ بالسِّنادِ أنه جارٍ مَجْرَى الاشْتِقاقِ والاشتقاقُ على ما قَدَّمْناه غيرُ مَقِيسٍ إنما يُسْتَعْملُ بحيثُ وُضِعَ إلا أن يكونَ اسْمَ فاعلٍ أو مفعول على ما ثَبَتَ في ضاربٍ ومَضْروبٍ قال وقَوْلُه

(فيه سِنادٌ وإقْواءٌ وتَجْرِيدُ ... )

الظاهرُ منه ما قالَه الأخفشُ من أنَّ السِّنادَ غيرُ الإِقْواءِ لعَطْفِه إيَّاه عليه وليس مُمْتَنِعاً في القِياس أن يكونَ السِّنادُ يَعْنِي به هذا الشاعرُ الإقْواءَ نَفْسَه إلا أنه عَطَفَ الإقْواءَ على السِّنادِ لاخْتلافِ لَفْظَيْهِما كقَوْلِ الحُطيئة

(وهِنْدٌ أَتَى من دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ ... )

ومِثْلُه كثيرٌ وقول سيبويه هذا بابُ المُسْنَدِ والمُسْنَدِ إليه المُسْنَدُ هو الجزءُ الأوّلُ من الجُمْلةِ والمُسْنَدُ إليه هو الجزء الثاني منها والهاءُ مِن إليه تَعُودُ على اللامِ في المُسْنَدِ الأوّل واللامُ في قوله والمُسْنَدُ إليه وهو الجزءُ الثَّاني يَعُودُ عليها ضمِيرٌ مرفوعٌ في نفسِ المُسْنَدِ لأنه أُقِيمَ مُقامَ الفاعلِ فإن أكَّدْتَ ذلك الضَّمير قُلتَ هذا بابُ المُسْنَدِ والمُسْنَدِ هُو إليه والأَسْنَادُ شَجَرٌ والسَّنْدانُ الصَّلاءَةُ والسِّنْد جِيلٌ مَعروفٌ والجمع سُنُودٌ وأسنادٌ والمُسَنَّدَةُ والمِسْنَدِيَّةُ ضربٌ من الثِّياب وسِنْدادُ موضِعٌ 
سند
سنَدَ يَسنُد، سَنْدًا، فهو سانِد، والمفعول مَسْنود
• سنَدَ الشَّيءَ: دعَمه، جعل له عِمادًا يُعتمد عليه "سنَد مبنًى مُتصدِّعًا- كاد العمودُ أن يقع فسندته".
• سنَد الشَّخصَ: أعانه، قوَّاه، أيّده "سنَد صديقَه في محنته". 

سنَدَ إلى يَسنُد، سُنُودًا، فهو سانِد، والمفعول مَسْنودٌ إليه
• سنَد إلى الحائط: اعتمد عليه، واتّكأ، ركن إليه "أحسَّ بالتَّعب فسنَد إلى شجرة". 

أسندَ يُسند، إسنادًا، فهو مُسنِد، والمفعول مُسنَدٌ
• أسند الشَّيءَ: سنَده؛ دعّمه، جعل له عِمادًا يُعتمد عليه "أسند ظهرَهُ إلى الجدار- أسند السُّلّمَ إلى الحائط".
• أسند الحديثَ إلى قائله: رفعه، نسبه إليه "حديث مُسْنَد إلى أحد الصحابة".
• أسند إليه أمرًا: وكَله إليه، كلّفه به "أسند إليه إدارةَ المدرسة- أسند إليه التُّهمةَ: اتَّهمه بها". 

استندَ إلى/ استندَ على يستند، استنادًا، فهو مُستنِد، والمفعول مُستنَدٌ إليه
• استند إليه في تنفيذ الخطَّة/ استند عليه في تنفيذ الخطَّة: اعتمد عليه، لجأ إليه، ارتكز إليه، استعان به "استند إلى وقائع تاريخيَّة- استند إلى رأي معلِّمه: اعتبره بمنزلة برهان يُعتمد عليه- استند إلى الباب- لا يستند إلى أساس" ° استنادًا إلى كذا: اعتمادًا عليه- استند إلى الله تعالى: لجأ إليه، اعتمد عليه. 

تساندَ/ تساندَ إلى يتساند، تسانُدًا، فهو مُتسانِد، والمفعول مُتَسانَدٌ إليه
• تساند النَّاسُ: تعاونوا، ساعد بعضُهم بعضًا، تآزروا، تضافروا "تساند الرِّجالُ وقت الشِّدّة".
• تساند إلى أبيه: استند إليه، اعتمد عليه، ارتكز إليه، استعان به. 

تَسنَّدَ يتسنَّد، تسنُّدًا، فهو مُتسنِّد
• تسنَّد الشَّيءُ: مُطاوع سنَّدَ: دُعِّم وجُعل له عماد يتكئ عليه. 

ساندَ يساند، مُسانَدةً وسِنادًا، فهو مُسانِد، والمفعول مُسانَد (للمتعدِّي)
• ساند الشَّاعرُ: (عر) اختلف ما يراعيه قبل الرَّويّ من الحركات وحروف المدّ.
• سانده في عمله: عاونه فيه وساعده، عاضده وكاتفه "ساند مُرَشَّحًا" ° مساندة في الحرب: أن تسند قوّةٌ كالمدفعيّة مثلا قوَّةً أخرى كالمُشاة. 

سنَّدَ يسنِّد، تسنيدًا، فهو مُسنِّد، والمفعول مُسَنَّد
• سنَّد شيئًا: سنَده، وثّقه، دعَّمه، جعل له عِمادًا يرتكز عليه "سنَّد حائطًا/ شجرةً- {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} ". 

إسناد [مفرد]: ج أَسانيدُ (لغير المصدر):
1 - مصدر أسندَ.
2 - (حد) نسبة الحديث إلى رُوَاته، أو رفع الحديث إلى قائله.
3 - (نح) ضمّ كلمة إلى أخرى على وجه يفيد معنًى تامًّا كإسناد الخبر إلى المبتدأ، والفعل إلى الفاعل. 

إسناديَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من إسناد: نسبة "إسناديّة عمل إلى فلان". 

سانِدة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل سنَدَ وسنَدَ إلى.
2 - وتد، قطعة خشب تدعم عارضة هيكل بناء. 

سِناد [مفرد]:
1 - مصدر ساندَ.
2 - مجموعة روافد وعوارض لدعم جدار أو بناء يُستعاد من الأساس "سناد جدار/ محور".
3 - قطعة خشب لدعم سفينة قَيْد البناء.
4 - (حن) جنس حيوانات بريّة من فصيلة السِّناديَّات. ضخمة الجثَّة، تعيش في المناقع والأحراج الكثيفة.
5 - (عر) اختلاف ما يُراعَى قبل الرّويّ من الحركات وحروف المدّ، وهو من عيوب القافية والشّعر. 

سِنادة [مفرد]:
1 - مؤنَّث سِناد.
2 - رافدة أو عارضة تسنِّد
 بعض أجزاء سفينة. 

سَنْد [مفرد]:
1 - مصدر سنَدَ.
2 - (سق) الفرع الآخر من المزمار، يُقيم على صوت ثابت أثناء العزف، وهو الأيسر في المعتاد. 

سَنَد1 [مفرد]: ج أَسْناد:
1 - كلّ ما يُعتمد عليه ويُستند إليه "ليس له سَنَد بعد وفاة أبيه- كان له نعم السَّند والمعين" ° سند العائلة: مُعيلُها؛ مَنْ لا غِنى عنه للقيام بأودها.
2 - دعامة؛ عِماد الشَّيء ومرتكَزه "سنَدُ حائط/ عرش". 

سَنَد2 [مفرد]: ج سَنَدات:
1 - (قص) صكّ الدَّين، ورقة ماليّة مُثبتة لقرض حاصل، وللسَّنَد فائدة ثابتة ° سندات حكوميّة/ سندات عامّة: سندات تصدرها الدولة- سندات سحْب.
2 - (قن) كلّ التزام قانونيّ يرتكز على عقد رابط.
• السَّنَد الإِذْنيّ: (قص) وثيقة تتضمَّن التزامًا بدفع مبلغ معيَّن لإذن شخص مُعيَّن أو لحامله في تاريخ مُعيَّن.
• سَنَد الخزينة: (قص) صكّ يثبت قرضًا أعطي للدّولة إلى أجلٍ معيّن، وتتمّ المعاملة بواسطة المصرف المركزيّ.
• سَنَد الصَّرْف: (قص) سَنَد تُصرف رواتبُ العمّال على أساسه من البنك ويكون مُوَثَّقًا من جهة عملهم. 

سَنَد3 [مفرد]: ج أَسانيدُ: (حد) رجال الحديث ورواته "حديث قويّ السَّند". 

سَنْدان/ سِنْدان [مفرد]: ج سَنادينُ:
1 - كتلة حديد صلب مركّزة فوق قاعدة يطرق الحدَّاد عليها الحديد ° هو بين المِطرقة والسِّندان: واقع بين أمرين كلاهما شرّ.
2 - (شر) العُظَيْمة الثَّانية من العُظَيْمات الثَّلاث في الأذن الدَّاخليَّة وهي: الرِّكاب والسّندان والمِطرقة. 

سِنْدِيان [جمع]: مف سِنْديانة: (نت) بَلُّوط، وهو جنس أشجار حرجيَّة من فصيلة السنديانيّات أو البلُّوطيّات، أنواعه كثيرة معظمها أشجارٌ كبيرة أخشابها صُلبة صناعية وقشور بعضها فلِّينيّة، وأوراقها دباغيّة، وهو شجر جميل المنظر، غليظ الساق، كثير الخشب. 

سُنود [مفرد]: مصدر سنَدَ إلى. 

مُسْتَنَد [مفرد]: ج مُسْتَنَدات (لغير العاقل):
1 - اسم مفعول من استندَ إلى/ استندَ على.
2 - وثيقة يُستند إليها، مكتوبة أو مطبوعة تحمل الشَّكل الأصليّ أو الرّسميّ أو القانونيّ، وتُزوَّد بالدَّليل والمعلومات "لم يقدِّم المُسْتَنَدات المطلوبة- أخذ عليه مُسْتَنَدًا خطيرًا- مُسْتَنَد ملكيَّة". 

مَسْنَد/ مِسْنَد [مفرد]: ج مَسانِدُ:
1 - وسادة، كلُّ ما يُعتمد عليه، أو يُستند إليه "مِسْنَد رأس/ يد/ كتب- مسند الكرسيّ: ظهره".
2 - عارضة أفقيَّة ذات أرجل. 

مُسْنَد1 [مفرد]: ج مَسانِدُ:
1 - اسم مفعول من أسندَ.
2 - (عر) ما وقع في قافيته سناد. 

مُسْنَد2 [مفرد]: ج مَسانيدُ:
1 - اسم مفعول من أسندَ.
2 - (حد) نوع من كتب الحديث "مُسند الإمام أحمد".
3 - (حد) حديث اتّصل إسنادُه إلى النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
• المُسند: (نح) فعل أو اسم نُسب إلى غيره نسبة تامّة، المحكوم به.
• المسند إليه: (نح) المحكوم عليه بالمُسنَد. 

مَسْنَدة/ مِسْنَدة [مفرد]:
1 - مؤنَّث مَسْنَد/ مِسْنَد.
2 - مِن لوازم المكتب تُوضع تحت يد الكاتب وفوقها ورقة الكتابة "مِسْنَدة من جلد". 

مُسَنَّد [مفرد]: ج مُسَنَّدات:
1 - اسم مفعول من سنَّدَ.
2 - خطّ من الأشجار المثمرة القائمة على جدار "زراعة المسنّدات". 

سند: السَّنَدُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض في قُبُل الجبل أَو الوادي،

والجمع أَسْنادٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك. وكلُّ شيءٍ أَسندتَ إِليه شيئاً،

فهو مُسْنَد. وقد سنَدَ إِلى الشيءِ يَسْنُدُ سُنوداً واستَنَدَ وتسانَد

وأَسْنَد وأَسنَدَ غيرَه. ويقال: سانَدته إِلى الشيء فهو يتَسانَدُ إِليه

أَي أَسنَدتُه إِليه؛ قال أَبو زيد:

سانَدُوه، حتى إِذا لم يَرَوْه

شُدَّ أَجلادُه على التسنيد

وما يُسْنَدُ إِليه يُسَمَّى مِسْنَداً، وجمعه المَسانِدُ. الجوهري:

السَّنَدُ ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح. والسَّنَدُ: سنود القوم في

الجبل. وفي حديث أُحُد: رأَيت النساءَ يُسْنِدْن في الجبل أَي يُصَعِّدْن،

ويروى بالشين المعجمة وسنذكره. وفي حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَسنَدوا

إِليه في مَشْرُبة أَي صَعِدوا. وخُشُبٌ مُسَنَّدة: شُدِّد للكثرة.

وتَسانَدْتُ إِليه: استَنَدْتُ. وساندْت الرجلَ مسانَدَةً إذا عاضَدْتَهُ

وكاتَفْتَه. وسَنَدَ في الجبل يَسْنُدُ سُنوداً وأَسنَد: رَقِيَ. وفي خبر أَبي

عامر: حتى يُسْنِدَ عن يمين النُّمَيرِة بعد صلاة العصر. والمُسْنَد

والسَّنِيد: الدَّعِيُّ. ويقال للدعِيِّ: سَنِيدٌ؛ قال لبيد:

كريمٌ لا أَجدُّ ولا سَنِيدُ

وسَنَد في الخمسين مثلَ سُنود الجبل أَي رَقيَ، وفلانٌ سَنَدٌ أَي

معتَمَدٌ.

وأَسنَد في العَدْو: اشتدّ وجَمَّد. وأَسنَد الحديثَ: رفعه. الأَزهري:

والمُسْنَد من الحديث ما اتصل إِسنادُه حتى يُسْنَد إِلى النبي، صلى الله

عليه وسلم، والمُرْسَل والمُنْقَطِع ما لم يتصل. والإِسنادِ في الحديث:

رَفْعُه إِلى قائله. والمُسْنَدُ: الدهر. ابن الأَعرابي: يقال لا آتيه

يَدَ الدهر ويَدَ المُسْنَد أَي لا آتِيهِ أَبداً.

وناقة سِنادٌ: طويلة القوائم مُسْنَدَةُ السَّنام، وقيل: ضامرة؛ أَبو

عبيدة: الهَبِيطُ الضامرة؛ وقال غيره: السِّنادُ مثله، وأَنكره شمر. وناقة

مُسانَدةُ القَرى: صُلْبَتُه مُلاحِكَتُه؛ أَنشد ثعلب:

مُذَكَّرَةُ الثُّنْيا مُسانِدَةُ القَرَى،

جُمالِيَّة تَخْتَبُّ ثم تُنيبُ

ويروى مُذَكِّرة ثنيا. أَبو عمرو: ناقة سناد شديدة الخَلْق؛ وقال ابن

برزج: السناد من صفة الإِبل أَن يُشْرِفَ حارِكُها. وقال الأَصمعي في

المُشْرِفة الصدر والمُقَدَّم وهي المُسانِدَة، وقال شمر أَي يُساند بعض خلقها

بعضاً؛ الجوهري: السِّناد الناقة الشديدة الخلق؛ قال ذو الرمة:

جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ، يُشِلُّها

وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطوِ، ظَمآنُ سَهْوَقُ

جُمالِيَّة: ناقة عظيمة الخَلْق مُشَبَّهَة بالجمل لعُظْم خلقها.

والحَرْفُ: الناقة الضامرة الصُّلعبة مشبهة بالحَرْف من الجبل. وأَزَجُّ

الخَطْوِ: واسِعُه. وظَمآنُ: ليس بِرَهِلٍ، ويروى رَيَّانُ مكان ظمآنُ، وهو

الكثير المخ، والوَظِيفُ: عظم الساق، والسَّهْوَقُ: الطويل.

والإِسنادُ: إِسناد الراحلة في سيرها وهو سير بين الذّمِيلِ

والهَمْلَجَة.

ويقال: سَنَدْنا في الجَبل وأَسنَدْنا جَبَلَها فيها

(* قوله «جبلها

فيها» كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله محرف عن خيلنا فيه أو غير ذلك) . وفي

حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَسَندُوا إِليه في مَشْرُبَة أَي صَعِدوا

إِليه. يقال: أَسنَدَ في الجبل إِذا ما صَعَّدَه.

والسنَدُ: أَن يَلْبَسَ قميصاً طويلاً تحت قميص أَقَصَر منه. ابن

الأَعرابي: السَّنَدُ ضُروبٌ من البرود. وفي الحديث: أَنه رأَى على عائشة، رضي

الله عنها، أَربعة أَثواب سَنَدٍ، وهو واحد وجمع؛ قال الليث: السَّندُ

ضرب من الثياب قميص ثم فوقه قميص أَقصر منه، وكذلك قُمُص قصار من خِرَق

مُغَيَّب بعضها تحت بعض، وكلُّ ما ظهر من ذلك يسمى: سِمْطاً؛ قال العجاج يصف

ثوراً وحشيّاً:

كَتَّانُها أَو سنَدٌ أَسماطُ

وقال ابن بُزُرخ: السنَدُ الأَسنادُ

(* قوله «السند الأسناد» كذا بالأصل

ولعله جمعه الاسناد أي بناء على أن السند مفرد، وحينئذ فقوله: جبة أسناد

أي من أسناد.)

من الثياب وهي من البرود، وأَنشد:

جُبَّةُ أَسنادٍ نَقِيٌّ لونُها،

لم يَضْرِبِ الخيَّاطُ فيها بالإِبَرْ

قال: وهي الحمراء من جِبابِ البرود. ابن الأَعرابي: سَنَّدَ الرجلُ إِذا

لَبِس السَّنَد وهو ضرب من البرود. وخرجوا مُتسانِدينَ إِذا خرجوا على

راياتٍ شَتَّى. وفي حديث أَبي هريرة: خرج ثُمامة بن أُثال وفلان

مُتسانِدَين أَي مُتعاوِنَين، كأَنَّ كل واحد منهما يُسْنِدُ على الآخر ويستعين

به.والمُسْنَدُ: خط لحمير مخالف لخطنا هذا، كانوا يكتبونه أَيام ملكهم فيما

بينهم، قال أَبو حاتم: هو في أَيديهم إِلى اليوم باليمن. وفي حديث عبد

الملك: أَن حَجَراً وُجد عليه كتاب بالمسند؛ قال: هي كتابة قديمة، وقيل:

هو خط حمير؛ قال أَبو العباس: المُسْنَدُ كلام أَولاد شيث.

والسِّنْد: جيل من الناس تُتاخم بلادُهم بلادَ أَهل الهند، والنسبة

إِليهم سِنْديّ.

أَبو عبيدة: من عيوب الشعر السِّنادُ وهو اختلاف الأَرْدادِ، كقول

عَبِيد بن الأَبرص:

فَقَدْ أَلِجُ الخِباءَ على جَوارٍ،

كأَنَّ عُيونَهُنَّ عُيونُ عِينِ

ثم قال:

فإِنْ يكُ فاتَني أَسَفاً شَبابي

وأَضْحَى الرأْسُ مِني كاللُّجَينِ

وهذا العجز الأَخير غيره الجوهري فقال:

وأَصبح رأْسُه مِثلَ اللُّجَينِ

والصواب في إِنشادهما تقديم البيت الثاني على الأَول. وروي عن ابن سلام

أَنه قال: السَّنادُ في القوافي مثل شَيْبٍ وشِيبٍ؛ وساندَ فلان في شعره.

ومن هذا يقال: خرج القوم مُتسانِدين أَي على رايات شَتى إِذا خرج كل بني

أَب على راية، ولم يجتمعوا على راية واحدة، ولم يكونوا تحت راية أَمير

واحد. قال ابن بُزرُخ: يقال أَسنَد في الشعر إِسناداً بمعنى سانَدَ مثل

إِسناد الخبر، ويقال سانَدَ الشاعر؛ قال ذو الرمة:

وشِعْرٍ، قد أَرِقْتُ له، غَريبٍ

أُجانِبُه المَسانِدَ والمُحالا

ابن سيده: سانَدَ شعره سِناداً وسانَدَ فيه كلاهما: خالف بين الحركات

التي تلي الأَرْدافَ في الروي، كقوله:

شَرِبنا مِن دِماءِ بَني تَميمٍ

بأَطرافِ القَنا، حتى رَوِينا

وقوله فيها:

أَلم ترأَنَّ تَغْلِبَ بَيْتُ عِزٍّ،

جبالُ مَعاقِلٍ ما يُرْتَقَيِنا؟

فكسر ما قبل الياء في رَوِينا وفتح ما قبلها في يُرْتَقَيْنا، فصارت

قَيْنا مع وينا وهو عيب. قال ابن جني: بالجملة إِنَّ اختلاف الكسرة والفتحة

قبل الرِّدْفِ عيب، إِلاَّ أَنَّ الذي استهوى في استجازتهم إِياه أَن

الفتحة عندهم قد أُجريَتْ مُجْرى الكسرة وعاقَبتها في كثير من الكلام، وكذلك

الياء المفتوح ما قبلها قد أُجريت مجرى الياء المكسور ما قبلها، أَما

تَعاقُبُ الحركتين ففي مواضع: منها أَنهم عَدَلوا لفظ المجرور فيما لا

ينصرف إِلى لفظ المنصوب، فقالوا مررت بعُمَر كما قالوا ضربت عُمر، فكأَن فتحة

راء عُمَر عاقبت ما كان يجب فيها من الكسرة لو صرف الاسم فقيل مررت

بعُمرٍ، وأَما مشابهة الياء المكسور ما قبلها للياء المفتوح ما قبلها فلأَنهم

قالوا هذا جيب بَّكر فأَغموا مع الفتحة، كما قالوا هذا سعيد دَّاود،

وقالوا شيبان وقيس عيلان فأَمالوا كما أَمالوا سِيحان وتِيحان، وقال الأَحفش

بعد أَن خصص كيفية السناد: أَما ما سمعت من العرب في السناد فإِنهم

يجعلونه كل فساد في آخر الشعر ولا يحدّون في ذلك شيئاً وهو عندهم عيب، قال:

ولا أَعلم إِلاَّ أَني قد سمعت بعضهم يجعل الإِقواءَ سناداً؛ وقد قال

الشاعر:

فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتحْريدُ

فجعل السناد غير الإِقْواء وجعله عيباً. قال ابن جني: وجه ما قاله أَبو

الحسن أَنه إِذا كان الأَصل السِّناد إِنما هو لأَن البيت المخالف لبقية

الأَبيات كالمسند إِليها لم يمتنع أَن يشيع ذلك في كل فساد في آخر البيت

فيسمى به، كما أَن القائم لما كان إِنما سمي بهذا الاسم لمكان قيامه لم

يمتنع أَن يسمى كل من حدث عنه القيام قائماً؛ قال: ووجه من خص بعض عيوب

القافية بالسناد أَنه جار مجرى الاشتقاق، والاشتقاق على ما قدمناه غير

مقيس، إِنما يستعمل بحيث وضع إِلاَّ أَن يكون اسم فاعل أَو مفعول على ما ثبت

في ضارب ومضروب؛ قال وقوله:

فيه سناد وإِقواءٌ وتحريد

الظاهر منه ما قاله الأَخفش من أَن السناد غير الإِقواء لعطفه إِياه

عليه، وليس ممتنعاً في القياس أَن يكون السناد يعني به هذا الشاعرُ

الإِقواءَ نفْسَه، إِلاَّ أَنه عطف الإِقواءَ على السناد لاختلاف لفظيهما كقول

الحطيئة:

وهِنْد أَتى مِن دونِها النَّأْيُ والبُعْدُ

قال: ومثله كثير. قال: وقول سيبويه هذا باب المُسْنَد والمُسْنَد إِليه؛

المسند هو الجزء الأَول من الجملة، والمسند إِليه الجزء الثاني منها،

والهاء من إِليه تعود على اللام في المسند الأَول، واللام في قوله والمسند

إِليه وهو الجزءُ الثاني يعود عليها ضمير مرفوع في نفس المسند، لأَنه

أُقيم مُقام الفاعل، فإِن أَكدت ذلك الضمير قلت: هذا باب المُسْنَدِ

والمُسْنَدِ هُو إِليه. قال الخليل: الكلام سَنَدٌ ومُسْنَدٌ، فالسَّنَدُ كقولك

(* قوله «فالسند كقولك إلخ» كذا بالأصل المعوّل عليه ولعل الأحسن سقوط

فالسند أَو زيادة والمسند). عبدالله رجل صالح، فعبدالله سَنَدٌ، ورجل صالح

مُسْنَدٌ إِليه؛ التهذيب في ترجمة قسم قال الرياشي: أَنشدني الأَصمعي في

النون مع الميم:

تَطْعُنُها بخَنْجرٍ مِن لَحْم،

تحتَ الذُّنابى، في مكانٍ سُخْن

قال: ويسمى هذا السناد. قال الفراءُ: سمى الدال والجيم الإِجادة؛ رواه

عن الخليل.

الكسائي: رجل سِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوةٌ وهو الخفيفُ؛ وقال الفراءُ: هي

من النُّوق الجريئَة. أَبو سعيد: السِّنْدَأْوَةُ خِرْقَة تكون وقايَةً

تحت العمامة من الدُّهْن.

والأَسْنادُ: شجر. والسَّندانُ: الصَّلاءَةُ.

والسِّنْدُ: جِيل معروف، والجمع سُنودٌ وأَسْنادٌ.

وسِنْدٌ: بلادٌ، تقول سِنْديٌّ للواحد وسِندٌ للجماعة، مثل زِنجيٍّ

وزِنْجٍ.

والمُسَنَّدَةُ والمِسْنَديَّةُ: ضَرْب من الثياب. وفي حديث عائشة، رضي

الله عنها: أَنه رأَى عليها أَربعة أَثواب سَنَد؛ قيل: هو نوع من البرود

اليمانِية وفيه لغتان: سَنَدٌ وسَنْد، والجمع أَسناد.

وسٍَِنْدادٌ: موضع. والسَّنَدُ: بلد معروف في البادية؛ ومنه قوله:

يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّنَدِ

والعَلياءُ: اسم بلد آخر. وسِنداد: اسم نهر؛ ومنه قول الأَسْوَدِ بنِ

يَعْفُر:

والقَصْرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِن سِنداد

سند

1 سَنَد إِلَيْهِ, (S, M, Msb, K,) aor. ـُ (S, M, Msb,) inf. n. سُنُودٌ; (S, M, Msb, K;) and سَنِدَ, aor. ـَ (Msb;) and ↓ استند, [which is the most common,] (S, M, Msb, K,) and ↓ تساند, (S, M, A, K,) and ↓ اسند; (M, TA;) signify the same; (S, M, * Msb, K *;) i. e. He (a man, S, Msb, [and in like manner it is said of a thing,]) leaned, rested, or stayed himself, against it, or upon it; syn. اِعْتَمَدَ; (TK;) [or اعتمد عَلَيْهِ;] namely, a thing, (S, M, Msb,) or a wall, (A, Msb,) &c. (Msb.) b2: سَنَدَفِى الجَبَلِ, (M, K,) aor. ـُ inf. n. سُنُودٌ, (M,) He ascended the mountain; as also ↓ اسند. (M, K.) And [hence,] إِلَى فُلَانٍ ↓ أَسْنَدْتُ (tropical:) I ascended to such a one. (A.) b3: And سَنَدَ فِى

الخَمْسِينَ, (M, and so in some copies of the K,) or لِلْخَمْسِينَ, (so in other copies of the K,) (tropical:) He approached, or drew near to, [the age of] fifty: (K, TA:) [likewise] from سَنَدَ فِى الجَبَلِ. (M, TA. *) b4: سَنَدَ ذَنَبُ النَّاقَةِ, (K,) or ↓ أَسْنَدَ, (so in the O,) The tail of the she-camel tossed about, and lashed her croup, or rump, on the right and left. (O, K.) 2 سنّد, inf. n. تَسْنِيدٌ, He set up [pieces of] wood [as stays, or props,] against a wall. (KL. [See the pass. part. n., below. And see also 3 and 4.]) A2: Also, inf. n. as above, He (a man) wore, or clad himself with, the kind of بُرْد called سَنَد. (IAar, K.) 3 سَانَدْتُهُ إِلَى الشَّىْءَ: see 4. [Hence,] سُونِدَ المَرِيضُ [The sick man was stayed, or propped up, against a pillow or the like]: and قَالَ سَانِدُونِى [He (the sick man) said, Stay ye me, or prop ye me up]. (A, TA.) And يُسَانِدُ بَعْضُهُ بَعْضًا [One part of it stays, or supports, and so renders firm or strong, another part]. (Sh, O, K. [See مُسَانَدَةٌ.]) b2: [And hence,] سُونِدَ خَلْقُهَا, referring to a she-camel, (assumed tropical:) Her frame, or make, was symmetrical; or conformable in its several parts. (Ham p. 783.) b3: And ساندهُ, (S, K,) inf. n. مُسَانَدَةٌ, (S,) He aided, or assisted, him; namely, another man. (S, K.) b4: And (tropical:) He requited, compensated, or recompensed, him, (A, K, TA,) عَلَى

العَمَلِ [for work, or for the work or deed]. (K.) 4 أَسْنَدْتُهُ إِلَى الشَّىْءَ (Az, S, * M, * Msb, K * TA) I made him, or it, to lean, rest, or stay himself or itself, against, or upon, the thing; (TK;) and إِلَيْهِ ↓ سَانَدْتُهُ signifies the same. (Az, TA.) You say, اسند ظَهْرَهُ إِلَى الحَائِطِ He leaned his back against the wall. (MA.) And اسندهُ He stayed, propped, or supported, it; namely, a thing leaning; syn. دَعَمَهُ. (TA in art. دعم.) b2: [Hence,] أَسْنَدْتُ إِلَيْهِ أَمْرِى (tropical:) [I rested, or stayed, upon him my affair]. (A.) b3: And اسند الحَدِيثَ إِلَى قَائِلِهِ (T, M, * L, Msb,) inf. n. إِسْنَادٌ [q. v. infrà], (S, &c.,) (tropical:) He traced up, or ascribed, or attributed, the tradition to the author thereof, [resting it upon his authority,] (T, S, M, L, Msb, TA,) by mentioning him, (Msb,) or by mentioning, uninterruptedly, in ascending order, the persons by whom it had been transmitted, up to the Prophet; (T, L, KT;) [or by mentioning the person who had related it to him from the Prophet if only one person intervened;] saying, “ Such a one told me, from such a one,” [and so on, if more than one intervened between him and the Prophet,] “ from the Apostle of God; ” (KT;) [or it may be with an interruption in the mention of the person by whom it had been transmitted: see مُسْنَدٌ, below.] b4: إِسْنَادُ أَمْرٍ إِلَى

آخَرَ إِيجَابًا أَوْ سَلْبًا [is a conventional phrase, used in logic, meaning (assumed tropical:) The judging a thing to stand to another thing in the relation of an attribute to its subject, affirmatively or negatively]. (Kull p. 157, in explanation of الحُكْمُ as a logical term [meaning “ judgment ”].) b5: [إِسْنَادٌ مَجَازِىٌّ is another conventional term, used in lexicology and rhetoric, meaning (assumed tropical:) A tropical attribution of an act or a quality or a meaning; as in عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ for مَرْضِيَّةٌ, and in زَبُونٌ (q. v.) in one of its senses: see Har p. 432 b6: أُسْنِدَ الفِعْلُ إِلَى زَيْدٍ, another conventional phrase, is said of the verb in the phrases قَامَ زَيْدٌ and ضُزِبَ زَيْدٌ and زَيْدٌ قَامَ meaning The verb is made an attributive to Zeyd: and, in an unusual manner, it is said (in the Msb in art. سلب) of the verb in the saying سَلَبْتُ زَيْدًا ثَوْبَهُ; so that it means in this instance The verb is made to have Zeyd for its object. And أُسْنِدَ إِلَيْهِ فَاعِلَانِ فَصَاعِدًا is said (in the TA in art. سوى) of the verb in the phrase اِسْتَوَى زَيْدٌ وَعَمْرٌو وَخَالِدٌ فِى هٰذَا; so that it means Two and more agents are assigned to it.] b7: اسندهُ فِى

الجَبَلِ He made him to ascend the mountain. (K.) A2: اسند as an intrans. verb: see 1, in four places. b2: You say also, اسند فِى العَدْوِ, (M, L,) inf. n. إِسْنَادٌ (L,) He was vehement in running; he strove, laboured, or exerted himself, therein. (M, L.) b3: And He (a camel) went a pace between that called ذَمِيلٌ and that called هَمْلَجَةٌ. (L.) 6 تَسَاْنَدَ see 1, first sentence. b2: تساند القَوْمُ meansThe people went forth, every commander of them with a [separate] corps. (Ham p. 783.) [See also the act. part. n. below.]8 إِسْتَنَدَ see 1, first sentence.

سِنْدٌ, (S, L,) or السِّنْدُ, (M, L, K,) A certain country, (S, L, K,) well known, (K,) said in the “ Marásid ” to be a country between India (الهِنْد) and Karmán and Sijistán: (TA:) or a people; (K;) [the people of that country;] a well-known nation; (M, L;) a nation bordering upon India, whose colours incline to yellowness, and who are generally slender: (Mgh:) or one of these meanings is the original of the other: (TA:) ↓ سِــنْدِىٌّ signifies a single person thereof: (S, K:) and سِنْدٌ is the pl., (K,) or [rather] is applied to the people collectively; (S;) these two words being like زِنْجِىُّ and زِنْجٌ: (TA:) the pl. of سِنْدٌ is سُنُودٌ and أَسْنَادٌ. (M, L.) السِّنْدُ is also the name of A great river of الهِنْد [or India; i. e. the Indus]: and of a district in El-Andalus: and of a town in Western Africa (المَغْرِب). (K.) سَنَدٌ The part that faces one, of a mountain, and rises from (عَن) the سَفْح [i. e. base, or foot]; (S, K;) the acclivity, or rising part, in the face, or front, [or side,] of a mountain or a valley: (T, M, A:) or a rising, or an elevated, portion of ground: (Mgh:) pl. أَسْنَادٌ, (M, A,) [properly a pl. of pauc., but] the only pl. form. (M.) b2: A thing, such as a wall &c., against, or upon, which one leans, rests, or stays himself: (Mgh, Msb:) and ↓ مِسْنَدٌ and ↓ مُسْنَدٌ [the latter in the TA said to be with fet-h, but this is evidently a mistake, occasioned by a copyist's writing ويفتح for ويضمّ,] signify [the same,] a thing against, or upon, which one leans, rests, or stays himself; [and the former of these two particularly signifies a cushion, or pillow, and more particularly a large cushion or pillow, against which one leans; as expl. by Golius on the authority of Meyd;] pl. مَسَانِدُ. (L, Msb.) b3: Applied to a man, i. q. مُعْتَمَدٌ [meaning (tropical:) A person upon whom one leans, rests, stays himself, or relies]; (S;) a man's مُعْتَمَد [i. e. (tropical:) stay, support, or object of reliance]; (K, TA;) as also ↓ مُسْتَنَدٌ. (TA.) You say سَيِّدٌ سَنَدٌ (tropical:) [A lord, or chief, upon whom people lean, &c.]. (A, TA.) And هُوَسَــنَدِى and ↓ مُسْتَــنَدِى (tropical:) [He is my stay, support, or object of reliance]. (A.) And حَدِيثٌ قَوِىُّ السَّنَدِ (tropical:) [A tradition valid in respect of the authority upon which it rests, or to which it is traced up or ascribed]. (A, TA. [See also إِسْنَادٌ, below.]) b4: See also مُسْنَدٌ.

A2: Also A sort of garment of the kind called بُرُود, (IAar, K,) of the fabric of ElYemen: (IAar:) pl. أَسْنَادٌ: (K:) or the pl. is like the sing.: (IAar, K:) one says أَثْوَابٌ سَنَدٌ [meaning garments of the kind called سَنَد]: (TA, from a trad.:) Ibn-Buzurj says that السَّنَدُ meansالأَسْنَادُ مِنَ الثِّيَابِ, i. e. garments of those called بُرُود: and he cites, from a poet, the phrase جُبَّةُ

أَسْنَادٍ, which, he says, means a red jubbeh of those [made] of what are called بُرُود. (TA.) Accord. to Lth, it signifies A sort of clothing, [consisting of] a shirt with a shirt over it: and in like manner, short shirts made of pieces of cloth, one whereof is concealed beneath another: whatever appears (كُلُّ مَا ظَهَرَ) thereof is termed سِمْطٌ [q. v.]: (O:) [this app. explains the meaning of what here follows:] السَّنَدُ is [a term used in the case of] thy wearing a long shirt beneath a shirt shorter than it. (M.) سِــنْدِىٌّ: see سِنْدٌ [of which it is the n. un.].

سَنْدَانٌ, with fet-h, (Mgh, Msb, K,) or ↓ سِنْدَانٌ, (thus in a copy of the M, [and thus I have generally found it written, agreeably with the common modern pronunciation,]) The عَلَاة, (M,) or زُبْرَة, (Msb,) [both meaning anvil,] of the blacksmith. (Msb, K.) سِنْدَانٌ Great and strong; applied to a man and to a wolf. (K.) A2: See also the next preceding paragraph.

سِنْدَانَةٌ A she-ass [either domestic or wild: probably the latter, because of her strength]. (K.) سِنْدِيَانٌ [The ilex, or evergreen oak; so called in the present day;] a kind of tree. (TA.) [See إِسْنَادٌ.]

سِنَادٌ applied to a she-camel, (S, M, &c.,) Strong: (K:) or strong in make: (AA, S:) or tall in the hump: (M:) or long in the legs, (A, L,) and elevated [so I render مسندة, conjecturally, as though meaning propped up,] in the hump: (L:) or lean, and lank in the belly; (AO, M, L;) but Sh disapproves of this last explanation. (L.) سَنِيدٌ: see مُسْنَدٌ.

أَسْنَدُ [a comparative and superlative epithet from أَسْنَدَ الحَدِيثَ, q. v., though (like أَسْوَدُ and أَبْيَضُ when used as epithets of this kind) deviating from a general rule, which requires that such an epithet be formed from an unaugmented triliteralradical verb]. You say أَسْنَدُ لِلْحَدِيثِ, meaning أَنَصُّ لَهُ, q. v. (TA in art. نص.) إِسْنَادٌ inf. n. of 4 [q. v.]. (S, &c.) b2: [Used as a simple subst., signifying (tropical:) The ascription of a tradition to an authority in the manner expl. voce أَسْنَدَ it has a pl., namely, أَسَانِيدُ; as in the saying,] الأَسَانِيدُ قَوَائِمُ الأَحَادِيثِ (tropical:) [The ascrip-tions to authorities, whereon they rest, &c., are the foundations of traditions]. (A, TA. [See also سَنَدٌ.]) b3: Also used in the sense sf رِوَايَةٌ [q. v., as a simple subst.]: pl. as above. (Har p. 32.) A2: Also A certain kind of tree. (M.) [In the TA, it is said that the name commonly known is سِنْدِيَان: but I think that this is a mistake: see the latter word.]

مَسْنَدٌ A place in, or upon, which one leans, rests, or stays himself: [and hence applied to a couch, and a throne:] pl. مَسَانِدُ. (KL. [See also مُسْنَدٌ, voce سَنَدٌ.]) مُسْنَدٌ [pass. part. n. of 4, Made to lean, rest, &c., against, or upon, a thing: and stayed, propped, or supported; or set up. b2: Hence used in the sense of مِسْنَدٌ, as being a thing set up]: see سَنَدٌ. b3: Also (tropical:) A tradition (حَدِيثٌ) traced up, or ascribed, or attributed, to the author thereof, (T, L, K, TA,) [rested on his authority by the mention of him, (see 4,) or] by the mention, uninterruptedly, in ascending order, of the persons by whom it has been transmitted, up to the Prophet; (T, L, KT;) [or by the mention of him who has related it from the Prophet when only one has intervened;] opposed to مُرْسَلٌ and مُنْقِطِعٌ; (T, L;) or it may be منقطع, i. e. interrupted in the mention of the persons by whom it has been transmitted: (KT:) pl. مَسَانِدُ, (K,) agreeably with analogy, (TA,) and مَسَانِيدُ, (Esh-Sháfi'ee, K,) which latter has ى added to render the sound of the kesreh more full; or, accord. to some, it is a dial. var.; and accord. to some, agreeable with analogy. (TA.) b4: And i. q. دَعِىٌّ [as meaning (assumed tropical:) One who claims as his father a person who is not his father; or an adopted son; or one whose origin, or lineage, or parentage, is suspected]; (S, M, L, K;) as also ↓ سَنِيدٌ; (M, L, K; [see an ex. in a verse cited voce أَسَرُّ;]) opposed to كَرِيمٌ. (L.) b5: المُسْنَدُ, accord. to Sb, signifies (assumed tropical:) The first portion [i. e. the subject] of a proposition; and المُسْنَدُ إِلَيْهِ, (assumed tropical:) the second portion [i. e. the attribute, or predicate,] thereof: (M, L:) of, accord. to Kh, a proposition consists of a ↓ سَنَد and a مُسْنَد إِلَيْه; and in the phrase عَبْدُ اللّٰهِ رَجُلٌ صَالِحٌ, [for ex.,] عبد اللّٰه is a سند, and رجل صالح is a مسند اليه: (O, L:) [but accord. to other authors, and general modern usage, and agreeably with the proper meanings of the terms, المُسْنَدُ (meaning the attributed) signifies the attribute, or predicate; and المُسْنَدُ إِلَيْهِ, (meaning that to which a thing or an accident is attributed) signifies the subject.] b6: Also The Himyeree, or Himyeritic, character of writing; the character of Himyer; (S, M, A, O, K;) differing from the modern Arabic character: (S, O:) they used to write it commonly in the days of their rule; and AHát says that it continued in use among them in El-Yemen in his day [i. e. in the latter half of the second century of the Flight and the former half of the third century]: (M, TA:) Abu-l-'Abbás says, المُسْنَدُ was the language of the sons of Seth; (O, TA;) [i. e. the language written in the character so called;] and the like is said in the “ Sirr es-Siná'ah ” of IJ. (TA.) [See also De Sacy's Chrest. Ar., sec. ed., vol. ii., p. 122 of the Ar. text, and 311 of the transl.] b7: and i. q. الدَّهْرُ [i. e. Time, from the beginning of the world to its end; or time absolutely; or a long time; or a long unlimited time; or time without end; &c.]. (S, M, A, K.) So in the saying, لَا أَفْعَلُهُ آخِرَ المُسْنَدِ [I will not do it to the end of time]. (A, TA.) One says also, لَا آتِيهِ يَدَ المُسْنَدِ, meaning [I will not do it, or I will not come to him or it,] ever. (IAar, TA.) مَسْنَدٌ: see سَنَدٌ, second sentence.

مُسَنَّدٌ [pass. part. n. of 2, q. v.]. In the phrase خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ, [in the Kur lxiii. 4, meaning Pieces of wood made to lean, or incline, against a wall, (Jel,)] the latter word is with teshdeed because of its relation to many objects (لِلْكَثْرَةِ). (S.) A2: مُسَنَّدَةٌ also signifies A certain sort of cloths, or garments; and so ↓ مَسْنَدِيَّةٌ. (M, TA.) مَسْنَدِيَّةٌ: see what next precedes.

مُسَانَدَةٌ (O, K, and Ham p. 783, in the CK and TK [erroneously] مُسَانِدَةٌ) (assumed tropical:) A she-camel having the breast and fore part prominent: (As, O, K:) or whereof one part of her frame stays, or supports, (يُسَانِدُ,) [and so renders firm or strong,] another part: (Sh, O, K:) or having prominent withers: (Ibn-Buzurj, L:) or strong in the back: or whose frame, or make, is symmetrical, or conformable in its several parts: or, as some say, whose frame, or make, is dissimilar, or unconformable, in its several parts; because the hump differs from the other parts; so that it is from the phrase تَسَانَدَ القَوْمُ meaning as expl. above [see 6]: (Ham p. 783:) and مُسَانَدَةُ القَرَا (tropical:) a she-camel hard, firmly compacted, in the back. (M, L, TA.) مُسْتَنَدٌ: see سَنَدٌ, in two places.

خَرَجَا مُتَسَانِدَيْنِ (tropical:) They two went forth aiding, or assisting, each other; (A, * L, TA;) as though each of them leaned, or stayed himself, upon the other, and aided himself by him. (L, TA.) The latter word is used, in this sense, of two men going on a hostile, or hostile and plundering, expedition: and of two wolves attacking a person. (A.) And one says, خَرَجُوا مُتَسَانِدِينَ, meaning (tropical:) They went forth under sundry, or different, banners, or standards, (S, A, M, L, K, *) every party by itself, (A, L,) the sons of one father under one [separate] banner, (L,) not all under the banner of one commander. (S, L. K.)

حُلْوانُ

حُلْوانُ:
بالضم ثم السكون، والحلوان في اللغة الهبة، يقال: حلوت فلانا كذا مالا أحلوه حلوا وحلوانا إذا وهبت له شيئا على شيء يفعله غير الأجر، وفي الحديث: نهي عن حلوان الكاهن، والحلوان: أن يأخذ الرجل من مهر ابنته لنفسه. وحلوان في عدة مواضع: حلوان العراق، وهي في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد، وقيل: إنها سميت بحلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة كان بعض الملوك أقطعه إياها فسميت به.
وفي كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: حلوان
طولها إحدى وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها أربع وثلاثون درجة، بيت حياتها أول درجة من الأسد، طالعها الذراع اليماني تحت عشر درج من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، وهي في الإقليم الرابع، وكانت مدينة كبيرة عامرة، قال أبو زيد: أما حلوان فإنها مدينة عامرة ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط وبغداد وسرّ من رأى أكبر منها، وأكثر ثمارها التين، وهي بقرب الجبل، وليس للعراق مدينة بقرب الجبل غيرها، وربما يسقط بها الثلج، وأما أعلى جبلها فإن الثلج يسقط به دائما، وهي وبئة ردية الماء وكبريتيته، ينبت الدفلى على مياهها، وبها رمان ليس في الدنيا مثله وتين في غاية من الجودة ويسمونه لجودته شاه انجير أي ملك التين، وحواليها عدة عيون كبريتية ينتفع بها من عدة أدواء.
وأما فتحها فإن المسلمين لما فرغوا من جلولاء ضمّ هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وكان عمه سعد قد سيّره على مقدمته إلى جرير بن عبد الله في خيل ورتبه بجلولاء، فنهض إلى حلوان فهرب يزدجرد إلى أصبهان وفتح جرير حلوان صلحا على أن كفّ عنهم وآمنهم على ديارهم وأموالهم ثم مضى نحو الدينور فلم يفتحها وفتح قرميسين على مثل ما فتح عليه حلوان وعاد إلى حلوان فأقام بها واليا إلى أن قدم عمار بن ياسر، فكتب إليه من الكوفة أن عمر قد أمره أن يمد به أبا موسى الأشعري بالأهواز، فسار حتى لحق بأبي موسى في سنة 19، قال الواقدي: بحلوان عقب لجرير بن عبد الله البجلي، وكان قد فتح حلوان في سنة 19، وفي كتاب سيف: في سنة 16، وقال القعقاع بن عمرو التميمي:
وهل تذكرون، إذ نزلنا وأنتم ... منازل كسرى، والأمور حوائل
فصرنا لكم ردءا بحلوان بعد ما ... نزلنا جميعا، والجميع نوازل
فنحن الأولى فزنا بحلوان بعد ما ... أرنّت، على كسرى، الإما والحلائل
وقال بعض المتأخرين يذم أهل حلوان:
ما إن رأيت جواميسا مقرّنة، ... إلا ذكرت ثناء عند حلوان
قوم، إذا ما أتى الأضياف دارهم ... لم ينزلوهم ودلوهم على الخان
وينسب إلى حلوان هذه خلق كثير من أهل العلم، منهم: أبو محمد الحسن بن عليّ الخلّال الحلواني، يروي عن يزيد بن هرون وعبد الرزاق وغيرهما، روى عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما، توفي سنة 242، وقال أعرابيّ:
تلفّتّ من حلوان، والدمع غالب، ... إلى روض نجد، أين حلوان من نجد؟
لحصباء نجد، حين يضربها الــندى، ... ألذّ وأشفى للعليل من الورد
ألا ليت شعري! هل أناس بكيتهم ... لفقدهم هل يبكينّهم فقدي؟
أداوي ببرد الماء حرّ صبابة، ... وما للحشا والقلب غيرك من برد
وأما نخلتا حلوان فأول من ذكرهما في شعره فيما علمنا مطيع بن إياس الليثي، وكان من أهل فلسطين من أصحاب الحجاج بن يوسف، ذكر أبو الفرج عن أبي الحسن الأسدي حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه
عن سعيد بن سلم قال: أخبرني مطيع بن إياس أنه كان مع سلم بن قتيبة بالرّيّ، فلما خرج إبراهيم بن الحسن كتب إليه المنصور يأمره باستخلاف رجل على عمله والقدوم عليه في خاصته على البريد، قال مطيع ابن إياس: وكانت لي جارية يقال لها جوذابة كنت أحبّها، فأمرني سلم بالخروج معه فاضطررت إلى بيع الجارية فبعتها وندمت على ذلك بعد خروجي وتتبعتها نفسي، فنزلنا حلوان فجلست على العقبة أنتظر ثقلي وعنان دابتي في يدي وأنا مستند إلى نخلة على العقبة وإلى جانبها نخلة أخرى فتذكرت الجارية واشتقت إليها فأنشدت أقول:
أسعداني يا نخلتي حلوان، ... وابكياني من ريب هذا الزمان
واعلما أن ريبه لم يزل يف ... رق بين الألّاف والجيران
ولعمري، لو ذقتما ألم الفر ... قة أبكاكما الذي أبكاني
أسعداني، وأيقنا أن نحسا ... سوف يأتيكما فتفترقان
كم رمتني صروف هذي الليالي ... بفراق الأحباب والخلّان
غير أني لم تلق نفسي كما لا ... قيت من فرقة ابنة الدهقان
جارة لي بالريّ تذهب همّي، ... ويسلّي دنوّها أحزاني
فجعتني الأيام، أغبط ما كن ... ت، بصدع للبين غير مدان
وبزعمي أن أصبحت لا تراها ال ... عين مني، وأصبحت لا تراني
وعن سعيد بن سلم عن مطيع قال: كانت لي بالرّيّ، جارية أيام مقامي بها مع سلم بن قتيبة، فكنت أتستر بها وأتعشق امرأة من بنات الدهاقين، وكنت نازلا إلى جنبها في دار لها، فلما خرجنا بعت الجارية وبقيت في نفسي علاقة من المرأة، فلما نزلنا بعقبة حلوان جلست مستندا إلى إحدى النخلتين اللتين على العقبة وقلت، وذكر الأبيات، فقال لي سلم: فيمن هذه الأبيات، أفي جاريتك؟ فاستحييت أن أصدقه فقلت:
نعم، فكتب من وقته إلى خليفته أن يبتاعها لي، فلم يلبث أن ورد كتابه بأني قد وجدتها وقد تداولها الرجال وقد بلغت خمسة آلاف درهم فإن أمرت أن أشتريها، فأخبرني بذلك سلم وقال: أيما أحب إليك هي أم خمسة آلاف درهم؟ فقلت: أما إن كانت قد تداولها الرجال فقد عزفت نفسي عنها، فأمر لي بخمسة آلاف درهم، فقلت: والله ما كان في نفسي منها شيء ولو كنت أحبها لم أبال إذا رجعت إلي بمن تداولها ولا أبالي لو ناكها أهل منى كلهم، وذكر المدائني أن المنصور اجتاز بنخلتي حلوان وكانت إحداهما على الطريق وكانت تضيّقه وتزدحم الأثقال عليه فأمر بقطعها، فأنشد قول مطيع:
واعلما إن بقيتما أن نحسا ... سوف يلقاكما فتفترقان
فقال: لا والله لا كنت ذلك النحس الذي يفرق بينهما! فانصرف وتركهما، وذكر أحمد بن إبراهيم عن أبيه عن جده إسمعيل بن داود أن المهدي قال:
أكثر الشعراء في ذكر نخلتي حلوان ولهممت بقطعهما فبلغ قولي المنصور فكتب إليّ: بلغني أنك هممت بقطع نخلتي حلوان ولا فائدة لك في قطعهما ولا ضرر عليك في بقائهما وأنا أعيذك بالله أن تكون النحس الذي يلقاهما فيفرق بينهما، يريد بيت مطيع، وعن أبي نمير عبد الله بن أيوب قال: لما خرج المهدي فصار بعقبة حلوان استطاب الموضع فتغدّى به ودعا بحسنة فقال لها: ما ترين طيب هذا الموضع! غنيني بحياتي حتى أشرب ههنا أقداحا، فأخذت محكّة كانت في يده فأوقعت على فخذه وغنته فقالت:
أيا نخلتي وادي بوانة حبّذا، ... إذا نام حرّاس النخيل، جناكما
فقال: أحسنت! لقد هممت بقطع هاتين النخلتين، يعني نخلتي حلوان، فمنعني منهما هذا الصوت، فقالت له حسنة: أعيذك بالله أن تكون النحس المفرق بينهما! وأنشدته بيت مطيع، فقال: أحسنت والله فيما فعلت إذ نبّهتني على هذا، والله لا أقطعهما أبدا ولأوكلن بهما من يحفظهما ويسقيهما أينما حييت! ثم أمر بأن يفعل ذلك، فلم تزالا في حياته على ما رسمه إلى أن مات، وذكر أحمد بن أبي طاهر عن عبد الله ابن أبي سعد عن محمد بن المفضل الهاشمي عن سلام الأبرش قال: لما خرج الرشيد إلى طوس هاج به الدم بحلوان فأشار عليه الطبيب بأكل جمّار، فأحضر دهقان حلوان وطلب منه، فأعلمه أن بلادهم ليس بها نخل ولكن على العقبة نخلتان، فأمر بقطع إحداهما، فلما نظر إلى النخلتين بعد أن انتهى إليهما فوجد إحداهما مقطوعة والأخرى قائمة وعلى القائمة مكتوب، وذكر البيت، فأعلم الرشيد وقال: لقد عز عليّ أن كنت نحسكما ولو كنت سمعت هذا البيت ما قطعت هذه النخلة ولو قتلني الدم، ومما قيل في نخلتي حلوان من الشعر قول حمّاد عجرد:
جعل الله سدرتي قصر شي ... رين فداء لنخلتي حلوان
جئت مستسعدا فلم تسع داني، ... ومطيع بكت له النخلتان
وروى حماد عن أبيه لبعض الشعراء في نخلتي حلوان:
أيها العاذلان لا تعذلاني، ... ودعاني من الملام دعاني
وابكيا لي، فإنني مستحقّ ... منكما بالبكاء أن تسعداني
إنني منكما بذلك أولى ... من مطيع بنخلتي حلوان
فهما تجهلان ما كان يشكو ... من هواه، وأنتما تعلمان
وقال فيهما أحمد بن إبراهيم الكاتب من قصيدة:
وكذاك الزمان ليس، وإن أل ... لف، يبقى عليه مؤتلفان
سلبت كفّه العزيز أخاه، ... ثم ثنّى بنخلتي حلوان
فكأنّ العزيز مذ كان فردا، ... وكأن لم تجاور النخلتان

وحلوان أَيضاً:
قرية من أعمال مصر، بينها وبين الفسطاط نحو فرسخين من جهة الصعيد مشرفة على النيل، وبها دير ذكر في الديرة، وكان أول من اختطها عبد العزيز بن مروان لما ولي مصر، وضرب بها الدنانير، وكان له كل يوم ألف جفنة للناس حول داره، ولذلك قال الشاعر:
كلّ يوم كأنه عيد أضحى ... عند عبد العزيز، أو يوم فطر
وله ألف جفنة مترعات، ... كلّ يوم، يمدّها ألف قدر
وكان قد وقع بمصر طاعون في سنة 70 وواليها عبد العزيز فخرج هاربا من مصر، فلما وصل حلوان هذه استحسن موضعها فبنى بها دورا وقصورا واستوطنها وزرع بها بساتين وغرس كروما ونخلا، فلذلك يقول عبيد الله بن قيس الرّقيّات:
سقيا لحلوان ذي الكروم، وما ... صنّف من تينه ومن عنبه
نخل مواقير بالقناء من ال ... برنيّ، يهتز ثم في سربه
أسود، سكانه الحمام، فما ... تنفكّ غربانه على رطبه
وقال سعد بن شريح مولى نجيب يهجو حفص بن الوليد الحضرمي والي مصر ويمدح زبّان بن عبد العزيز ابن مروان:
يا باعث الخيل، تردي في أعنّتها، ... من المقطّم في أكناف حلوان
لا زال بغضي ينمّى في صدوركم، ... إن كان ذلك من حيّ لزبّان

وحلوان أيضا:
بليدة بقوهستان نيسابور، وهي آخر حدود خراسان مما يلي أصبهان.

حَزْنُ يَرْبُوع

حَزْنُ يَرْبُوع:
هو يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم قبيلة جرير، وهو قرب فيد، وهو من جهة الكوفة، وهو من أجل مرابع العرب، فيه قيعان، وكانت العرب تقول: من تربّع الحزن وتشتّى الصّمّان وتقيّظ الشرف فقد أخصب، وقيل:
حزن بني يربوع ما شرع من طريق الحاجّ المصعّد، وهو يبدو للناظرين، ولا يطأ الطريق من شيء، قال جرير:
ساروا إليك من السّهبا، ودونهم ... فيحان فالحزن فالصّمّان فالوكف
وقال القتّال الكلابي أنشده السّكّري:
وما روضة بالحزن قفر مجودة، ... يمجّ الــندى ريحانها وصبيبها
بأطيب، بعد النوم، من أم طارق، ... ولا طعم عنقود عقار زبيبها
وقال: الحزن بلاد يربوع، وهي أطيب البادية مرعى، ثم الصمان، وقال محمد بن زياد الأعرابي: سئلت بنت الخس أي بلاد أحسن مرعى؟ فقالت: خياشيم الحزن وجواء الصّمّان، وقال: الخياشيم أول شيء منه، قيل لها: ثم ماذا؟ قالت: أراها أجلى أنّى شئت أي متى شئت بعد هذا، قال: ويقال إن أجلى موضع في طريق البصرة، والحزن مائل من طريق الكوفة إلى مكة وهو لبني يربوع، والدّهناء والصّمان لبني حنظلة، وبيرين لبني سعد، وحكى الأصمعي خبر بنت الخس في كتابه وفسره فقال: الحزن حزن بني يربوع، وهو قفّ غليظ مسيرة ثلاث ليال في مثلها، وخياشيمه أطرافه، وإنما جعلته أمرأ البلاد لبعده من المياه فليس ترعاه الشاء ولا الحمير ولا به دمن ولا أرواث الحمير فهي أغذى وأمرأ، وواحد الجواء جوّ، وهو المطمئن من الأرض، وقال ابن الأعرابي: سرق رجل بعيرا فأخذ به وكان في الحزن فجحد سرقته وقال:
وما لي ذنب إن جنوب تنفّست ... بنفحة حزنيّ، من النبت، أخضرا
أي ما ذنبي إن شمّ بعيركم حين هاجت الريح الجنوب ريح الحزن فنزع نحوه، أي لم أسرقه وإنما جاء هو حين شمّ ريح الحزن.

خُبَيْبٌ

خُبَيْبٌ:
تصغير خبّة أو خبّ، فأما خبّة، بالكسر، فقال ابن شميل: طريقة لينة منبات ليست بحزنة ولا سهلة وهو إلى السهولة أدنى، وأنكره أبو الرقيش، وقال الأصمعي: الخبّة طرائق من رمل وسحاب، قال أبو عمرو: الخبّ، بالفتح، سهل بين حزنين تكون فيه الكمأة، وأنشد قول عديّ بن زيد:
تجني لك الكمأة ربعيّة، ... بالخبّ، تــندى في أصول القصيص
وقيل غير ذلك، وهو علم لموضع بعينه، وأنشدوا:
أتجزع أنّ اطلال حنّت، وشاقها ... تفرّقنا يوم الخبيب على ظهر؟
وقال نصر: خبيب موضع بمصر، قال كثيّر:
إليك، ابن ليلى، تمتطي العيس صحبتي، ... ترامى بنا من مبركين المناقل
تخلّل أحواز الخبيب كأنها ... قطا قارب أعداد حلوان ناهل
رواه أبو عمرو الخبيت، قال ابن السكّيت: هو تصحيف إنما هو الخبيب، بالباء الموحدة، وهو أسفل سيل ينبع حيث واجه البحر، وحلوان بمصر.

دَارَا

دَارَا:
مثل الذي قبله إلّا أنه مقصور: وهي بلدة في لحف جبل بين نصيبين وماردين، قالوا: طول بلد دارا سبع وخمسون درجة ونصف وثلث، وعرضها ست وثلاثون درجة ونصف، وإنها من بلاد الجزيرة ذات بساتين ومياه جارية، ومن أعمالها يجلب المحلب الذي تتطيّب به الأعراب، وعندها كان معسكر دارا بن دارا الملك ابن قباذ الملك لما لقي الإسكندر ابن فيلفوس المقدوني فقتله الإسكندر وتزوّج ابنته وبنى في موضع معسكره هذه المدينة وسمّاها باسمه، وإياها أراد الشاعر بقوله أنشده أبو الــندى اللغوي:
ولقد قلت لرجلي ... بين حرّان ودارا:
اصبري يا رجل، حتى ... يرزق الله حمارا
ودارا أيضا: قلعة حصينة في جبال طبرستان.
ودارا: واد في ديار بني عامر، قال حميد بن ثور:
وقائلة، زور مغبّ وأن يرى ... بحلية، أو ذات الخمار عجيب
بلى! فاذكرا عام انتجعنا وأهلنا مدافع دارا، والجناب خصيب ليالي أبصار الغواني وسمعها إليّ، وإذ ريحي لهنّ جنوب وإذ ما يقول الناس شيء مهوّن علينا، وإذ غصن الشباب رطيب
زور: يريد نفسه، مغبّ: لا عهد له بالزيارة.

جُوخَا

جُوخَا:
بالضم، والقصر، وقد يفتح: اسم نهر عليه كورة واسعة في سواد بغداد، بالجانب الشرقي منه الراذانان، وهو بين خانقين وخوزستان، قالوا:
ولم يكن ببغداد مثل كورة جوخا، كان خراجها ثمانين ألف ألف درهم حتى صرفت دجلة عنها فخربت وأصابهم بعد ذلك طاعون شيرويه فأتى عليهم ولم يزل السواد وفارس في إدبار منذ كان طاعون شيرويه وقال زياد بن خليفة الغنوي:
ألا ليت شعري! هل أبيتنّ ليلة ... بميثاء لا تؤذي عيالي بقوقها
وهل تأخذنّي ليلة ذات لذّة، ... يد الدهر، ذاك رعدها وبروقها
من الواسقات الماء حول ضريّة، ... يمجّ الــندى، ليل التمام، عروقها
هبطنا بلادا ذات حمّى وحصبة ... وموم وإخوان، مبين عقوقها
سوى أن أقواما من الناس وطّشوا ... بأشياء لم يذهب ضلالا طريقها
وقالوا: عليكم حبّ جوخا وسوقها، ... وما أنا أم ما حبّ جوخا وسوقها
قال الفراء: وطّش له إذا هيأ له وجه الكلام أو العلم أو الرأي، يقال: وطّش لي شيئا حتى أذكره أي افتح.

دَارُ النّدْوَة

دَارُ النّدْوَة:
بمكة أحدثها قصيّ بن كلاب بن مرة لما تملك مكة، وهي دار كانوا يجتمعون فيها للمشاورة، وجعلها بعد وفاته لابنه عبد الدار بن قصيّ، ولفظه مأخوذ من لفظ النديّ والنادي والمنتدى، وهو مجلس القوم الذين يندون حوله أي يذهبون قريبا منه ثم يرجعون، والنادية في الجمال: أن تصرف عن الورد إلى المرعى قريبا ثم تعاد إلى الشرب وهو المــندّى، صارت هذه الدار إلى حكيم بن حزام بن خويلد ابن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ فباعها من معاوية بمائة ألف درهم، فلامه معاوية على ذلك وقال:
بعت مكرمة آبائك وشرفهم، فقال حكيم: ذهبت المكارم إلا التقوى، والله لقد اشتريتها في الجاهلية بزقّ خمر وقد بعتها بمائة ألف درهم وأشهدكم أن ثمنها في سبيل الله تعالى، فأيّنا المغبون؟ وقال ابن الكلبي: دار الندوة أول دار بنت قريش بمكة وانتقلت بعد موت قصيّ إلى ولده الأكبر عبد الدار ثم لم تزل في أيدي بنيه حتى باعها عكرمة بن عامر ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار من معاوية بن أبي سفيان فجعلها دار الإمارة.

حَلَبُ

حَلَبُ:
بالتحريك: مدينة عظيمة واسعة كثيرة الخيرات طيبة الهواء صحيحة الأديم والماء، وهي قصبة جند قنّسرين في أيامنا هذه، والحلب في اللغة: مصدر قولك حلبت أحلب حلبا وهربت هربا وطربت طربا، والحلب أيضا: اللبن الحليب، يقال: حلبنا وشربنا لبنا حليبا وحلبا، والحلب من الجباية مثل الصدقة ونحوها، قال الزّجّاجي: سمّيت حلب لأن إبراهيم، عليه السلام، كان يحلب فيها غنمه في الجمعات ويتصدّق به فيقول الفقراء حلب حلب، فسمي به، قلت أنا: وهذا فيه نظر لأن إبراهيم، عليه السلام، وأهل الشام في أيامه لم يكونوا عربا إنما العربية في ولد ابنه إسماعيل، عليه السلام، وقحطان، على أن إبراهيم في قلعة حلب مقامين يزاران إلى الآن، فإن كان لهذه اللفظة، أعني حلب، أصل في العبرانية أو السريانية لجاز ذلك لأن كثيرا من كلامهم يشبه كلام العرب لا يفارقه إلا بعجمة يسيرة كقولهم كهنّم في جهنم، وقال قوم: إن حلب وحمص وبرذعة كانوا إخوة من بني عمليق فبنى كلّ واحد منهم مدينة فسمّيت به، وهم بنو مهر بن حيص بن جان بن مكنّف، وقال الشرقي: عمليق بن يلمع بن عائذ ابن اسليخ بن لوذ بن سام، وقال غيره: عمليق بن لوذ بن سام، وكانت العرب تسميه غريبا وتقول في مثل: من يطع غريبا يمس غريبا، يعنون عمليق ابن لوذ، ويقال: إن لهم بقية في العرب لأنهم كانوا قد اختلطوا بهم، ومنهم الزّبّاء، فعلى هذا يصحّ أن يكون أهل هذه المدينة كانوا يتكلمون بالعربية فيقولون حلب إذا حلب إبراهيم، عليه السلام.
قال بطليموس: طول مدينة حلب تسع وستون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها خمس وثلاثون درجة وخمس وعشرون دقيقة، داخلة في الإقليم الرابع، طالعها العقرب، وبيت حياتها إحدى وعشرون درجة من القوس، لها شركة في النسر الطائر تحت إحدى عشرة درجة من السرطان، وخمس وثلاثون دقيقة، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، قال أبو عون في زيجه: طول حلب ثلاث وستون درجة، وعرضها أربع وثلاثون درجة وثلث، وهي في الإقليم الرابع، وذكر أبو نصر يحيى بن جرير الطبيب التكريتي النصراني في كتاب ألّفه أن سلوقوس الموصلي ملك خمسا وأربعين سنة، وأول ملكه كان في سنة ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسع وخمسين لآدم، عليه السلام، قال:
وفي سنة تسع وخمسين من مملكته، وهي سنة أربعة آلاف وثماني عشرة لآدم، ملك طوسا المسمّاة سميرم مع أبيها وهو الذي بنى حلب بعد دولة الإسكندر وموته باثنتي عشرة سنة، وقال في موضع آخر:
كان الملك على سوريا وبابل والبلاد العليا سلوقوس نيقطور، وهو سريانيّ، وملك في السنة الثالثة عشرة لبطليموس بن لاغوس بعد ممات الإسكندر، وفي السنة الثالثة عشرة من مملكته بنى سلوقوس اللاذقية وسلوقية وأفامية وباروّا وهي حلب واداسا وهي الرّها وكمل بناء أنطاكية، وكان بناها قبله، يعني أنطاكية، انطيقوس في السنة السادسة من موت الإسكندر، وذكر آخرون في سبب عمارة حلب أن العماليق لما استولوا على البلاد الشامية وتقاسموها بينهم استوطن ملوكهم مدينة عمّان ومدينة أريحا الغور ودعاهم الناس الجبارين، وكانت قنّسرين مدينة عامرة ولم يكن يومئذ اسمها قنّسرين وإنما كان اسمها صوبا، وكان هذا الجبل المعروف الآن بسمعان
يعرف بجبل بني صنم، وبنو صنم كانوا يعبدونه في موضع يعرف اليوم بكفرنبو، والعمائر الموجودة في هذا الجبل إلى اليوم هي آثار المقيمين في جوار هذا الصنم، وقيل: إن بلعام بن باعور البالسي إنما بعثه الله إلى عبّاد هذا الصنم لينهاهم عن عبادته، وقد جاء ذكر هذا الصنم في بعض كتب بني إسرائيل، وأمر الله بعض أنبيائهم بكسره، ولما ملك بلقورس الأثوري الموصل وقصبتها يومئذ نينوى كان المستولي على خطّة قنسرين حلب بن المهر أحد بني الجان بن مكنّف من العماليق، فاختط مدينة سمّيت به، وكان ذلك على مضي ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعين سنة لآدم، وكانت مدة ملك بلقورس هذا ثلاثين عاما، وكان بناها بعد ورود إبراهيم، عليه السلام، إلى الديار الشامية بخمسمائة وتسع وأربعين سنة لأن إبراهيم ابتلي بما ابتلي به من نمرود زمانه، واسمه راميس، وهو الرابع من ملوك أثورا، ومدة ملكه تسع وثلاثون سنة، ومدة ما بينه وبين آدم، عليه السلام، ثلاثة آلاف وأربعمائة وثلاث عشرة سنة، وفي السنة الرابعة والعشرين من ملكه ابتلي به إبراهيم فهرب منه مع عشيرته إلى ناحية حرّان ثم انتقل إلى جبل البيت المقدس، وكانت عمارتها بعد خروج موسى، عليه السلام، من مصر ببني إسرائيل إلى التيه وغرق فرعون بمائة وعشرة أعوام، وكان أكبر الأسباب في عمارتها ما حل بالعماليق في البلاد الشامية من خلفاء موسى، وذلك أن يوشع بن نون، عليه السلام، لما خلف موسى قاتل أريحا الغور وافتتحها وسبى وأحرق وأخرب ثم افتتح بعد ذلك مدينة عمّان، وارتفع العماليق عن تلك الديار إلى أرض صوبا، وهي قنّسرين، وبنوا حلب وجعلوها حصنا لأنفسهم وأموالهم ثم اختطوا بعد ذلك العواصم، ولم يزل الجبارون مستولين عليها متحصّنين بعواصمها إلى أن بعث الله داود، عليه السلام، فانتزعهم عنها.
وقرأت في رسالة كتبها ابن بطلان المتطبّب إلى هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابي في نحو سنة 440 في دولة بني مرداس فقال: دخلنا من الرّصافة إلى حلب في أربع مراحل، وحلب بلد مسوّر بحجر أبيض وفيه ستة أبواب وفي جانب السور قلعة في أعلاها مسجد وكنيستان وفي إحداهما كان المذبح الذي قرّب عليه إبراهيم، عليه السلام، وفي أسفل القلعة مغارة كان يخبئ بها غنمه، وكان إذا حلبها أضاف الناس بلبنها، فكانوا يقولون حلب أم لا؟
ويسأل بعضهم بعضا عن ذلك، فسميت لذلك حلبا، وفي البلد جامع وست بيع وبيمارستان صغير، والفقهاء يفتون على مذهب الإمامية، وشرب أهل البلد من صهاريج فيه مملوءة بماء المطر، وعلى بابه نهر يعرف بقويق يمد في الشتاء وينضب في الصيف، وفي وسط البلد دار علوة صاحبة البحتري، وهو بلد قليل الفواكه والبقول والنبيذ إلا ما يأتيه من بلاد الروم، وفيها من الشعراء جماعة، منهم: شاعر يعرف بأبي الفتح بن أبي حصينة، ومن جملة شعره قوله:
ولما التقينا للوداع، ودمعها ... ودمعي يفيضان الصبابة والوجدا
بكت لؤلؤا رطبا، ففاضت مدامعي ... عقيقا، فصار الكل في نحرها عقدا
وفيها كاتب نصراني له في قطعة في الخمر أظنه صاعد بن شمّامة:
خافت صوارم أيدي المازجين لها، ... فألبست جسمها درعا من الحبب
وفيها حدث يعرف بأبي محمد بن سنان قد ناهز العشرين وعلا في الشعر طبقة المحنّكين، فمن قوله:
إذا هجوتكم لم أخش صولتكم، ... وإن مدحت فكيف الريّ باللهب
فحين لم ألق لا خوفا ولا طمعا ... رغبت في الهجو، إشفاقا من الكذب
وفيها شاعر يعرف بأبي العباس يكنى بأبي المشكور، مليح الشعر سريع الجواب حلو الشمائل، له في المجون بضاعة قوية وفي الخلاعة يد باسطة، وله أبيات إلى والده:
يا أبا العباس والفضل! ... أبا العباس تكنى
أنت مع أمّي، بلا شكّ، ... تحاكي الكركدنّا
أنبتت، في كل مجرى ... شعرة في الرأس، قرنا
فأجابه أبوه:
أنت أولى بأبي المذمو ... م بين الناس تكنى
ليت لي بنتا، ولا أنت، ... ولو بنت يحنّا
بنت يحنّا: مغنية بأنطاكية تحنّ إلى القرباء وتضيف الغرباء مشهورة بالعهر، قال: ومن عجائب حلب أن في قيسارية البزّ عشرين. دكانا للوكلاء يبيعون فيها كل يوم متاعا قدره عشرون ألف دينار مستمرّ ذلك منذ عشرين سنة وإلى الآن، وما في حلب موضع خراب أصلا، وخرجنا من حلب طالبين أنطاكية، وبينها وبين حلب يوم وليلة، آخر ما ذكر ابن بطلان.
وقلعة حلب مقام إبراهيم الخليل، وفيه صندوق به قطعة من رأس يحيى بن زكرياء، عليه السلام، ظهرت سنة 435، وعند باب الجنان مشهد علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، رؤي فيه في النوم، وداخل باب العراق مسجد غوث فيه حجر عليه كتابة زعموا أنه خطّ علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وفي غربي البلد في سفح جبل جوشن قبر المحسن بن الحسين يزعمون أنه سقط لما جيء بالسّبي من العراق ليحمل إلى دمشق أو طفل كان معهم بحلب فدفن هنالك، وبالقرب منه مشهد مليح العمارة تعصّب الحلبيّون وبنوه أحكم بناء وأنفقوا عليه أموالا، يزعمون أنهم رأوا عليّا، رضي الله عنه، في المنام في ذلك المكان، وفي قبلي الجبل جبّانة واحدة يسمونها المقام، بها مقام لإبراهيم، عليه السلام، وبظاهر باب اليهود حجر على الطريق ينذر له ويصبّ عليه ماء الورد والطيب ويشترك المسلمون واليهود والنصارى في زيارته، يقال إن تحته قبر بعض الأنبياء.
وأما المسافات فمنها إلى قنّسرين يوم وإلى المعرّة يومان وإلى أنطاكية ثلاثة أيام وإلى الرّقّة أربعة أيام وإلى الأثارب يوم وإلى توزين يوم وإلى منبج يومان وإلى بالس يومان وإلى خناصرة يومان وإلى حماة ثلاثة أيام وإلى حمص أربعة أيام وإلى حرّان خمسة أيام وإلى اللاذقية ثلاثة أيام وإلى جبلة ثلاثة أيام وإلى طرابلس أربعة أيام وإلى دمشق تسعة أيام، قال المؤلف، رحمة الله عليه: وشاهدت من حلب وأعمالها ما استدللت به على أن الله تعالى خصّها بالبركة وفضّلها على جميع البلاد، فمن ذلك أنه يزرع في أراضيها القطن والسمسم والبطيخ والخيار والدخن والكروم والذرة والمشمش والتين والتفاح عذيا لا يسقى إلا بماء المطر ويجيء مع ذلك رخصا
غضّا رويّا يفوق ما يسقى بالمياه والسيح في جميع البلاد، وهذا لم أره فيما طوّفت من البلاد في غير أرضها، ومن ذلك أن مسافة ما بيد مالكها في أيامنا هذه، وهو الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي ابن الملك الناصر يوسف بن أيوب ومدبّر دولته والقائم بجميع أموره شهاب الدين طغرل، وهو خادم روميّ زاهد متعبّد، حسن العدل والرأفة برعيته، لا نظير له في أيامه في جميع أقطار الأرض، حاشا الإمام المستنصر بالله أبي جعفر المنصور بن الظاهر ابن الناصر لدين الله، فإن كرمه وعدله ورأفته قد تجاوزت الحدّ فالله بكرمه يرحم رعيتهما بطول بقائمها، من المشرق إلى المغرب مسيرة خمسة أيام، ومن الجنوب إلى الشمال مثل ذلك، وفيها ثمانمائة ونيف وعشرون قرية ملك لأهلها ليس للسلطان فيها إلا مقاطعات يسيرة، ونحو مائتين ونيف قرية مشتركة بين الرعية والسلطان، وقفني الوزير الصاحب القاضي الأكرم جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي، أدام الله تعالى أيامه وختم بالصالحات أعماله، وهو يومئذ وزير صاحبها ومدبر دواوينها، على الجريدة بذلك وأسماء القرى وأسماء ملّاكها، وهي بعد ذلك تقوم برزق خمسة آلاف فارس مراخي الغلة موسع عليهم، قال لي الوزير الأكرم، أدام الله تعالى علوّه: لو لم يقع إسراف في خواصّ الأمراء وجماعة من أعيان المفاريد لقامت بأرزاق سبعة آلاف فارس لأن فيها من الطواشية المفاريد ما يزيد على ألف فارس يحصل للواحد منهم في العام من عشرة آلاف درهم إلى خمسة عشر ألف درهم، ويمكن أن يستخدم من فضلات خواصّ الأمراء ألف فارس، وفي أعمالها إحدى وعشرون قلعة، يقام بذخائرها وأرزاق مستحفظيها خارجا عن جميع ما ذكرناه، وهو جملة أخرى كثيرة، ثم يرتفع بعد ذلك كله من فضلات الإقطاعات الخاصة بالسلطان من سائر الجبايات إلى قلعتها عنبا وحبوبا ما يقارب في كل يوم عشرة آلاف درهم، وقد ارتفع إليها في العام الماضي، وهو سنة 625، من جهة واحدة، وهي دار الزكاة التي يجبى فيها العشور من الأفرنج والزكاة من المسلمين وحق البيع، سبعمائة ألف درهم، وهذا مع العدل الكامل والرفق الشامل بحيث لا يرى فيها متظلّم ولا متهضّم ولا مهتضم، وهذا من بركة العدل وحسن النية.
وأما فتحها فذكر البلاذري أن أبا عبيدة رحل إلى حلب وعلى مقدمته عياض بن غنم الفهري، وكان أبوه يسمّى عبد غنم، فلما أسلم عياض كره أن يقال له ابن عبد غنم فقال: أنا عياض بن غنم، فوجد أهلها قد تحصنوا، فنزل عليها فلم يلبثوا أن طلبوا الصلح والأمان على أنفسهم وأولادهم وسور مدينتهم وكنائسهم ومنازلهم والحصن الذي بها، فأعطوا ذلك واستثنى عليهم موضع المسجد، وكان الذي صالحهم عياض، فأنفذ أبو عبيدة صلحه، وقيل: بل صالحوا على حقن دمائهم وأن يقاسموا أنصاف منازلهم وكنائسهم، وقيل: إن أبا عبيدة لم يصادف بحلب أحدا لأن أهلها انتقلوا إلى أنطاكية وأنهم إنما صالحوا على مدينتهم بها ثم رجعوا إليها.
وأما قلعتها فبها يضرب المثل في الحسن والحصانة لأن مدينة حلب في وطاء من الأرض وفي وسط ذلك الوطإ جبل عال مدوّر صحيح التدوير مهندم بتراب صح به تدويره، والقلعة مبنيّة في رأسه، ولها خندق عظيم وصل بحفره إلى الماء، وفي وسط هذه القلعة مصانع تصل إلى الماء المعين، وفيها جامع وميدان وبساتين ودور كثيرة، وكان الملك الظاهر غازي بن
صلاح الدين يوسف بن أيوب قد اعتنى بها بهمّته العالية فعمّرها بعمارة عادية وحفر خندقها وبنى رصيفها بالحجارة المهندمة فجاءت عجبا للناظرين إليها، لكن المنية حالت بينه وبين تتمّتها، ولها في أيامنا هذه سبعة أبواب: باب الأربعين، وباب اليهود، وكان الملك الظاهر قد جدّد عمارته وسمّاه باب النصر، وباب الجنان، وباب أنطاكية، وباب قنّسرين، وباب العراق، وباب السرّ، وما زال فيها على قديم الزمان وحديثه أدباء وشعراء، ولأهلها عناية بإصلاح أنفسهم وتثمير الأموال، فقلّ ما ترى من نشئها من لم يتقيل أخلاق آبائه في مثل ذلك، فلذلك فيها بيوتات قديمة معروفة بالثّروة ويتوارثونها ويحافظون على حفظ قديمهم بخلاف سائر البلدان، وقد أكثر الشعراء من ذكرها ووصفها والحنين إليها، وأنا أقتنع من ذلك بقصيدة لأبي بكر محمد بن الحسن بن مرّار الصّنوبري وقد أجاد فيها ووصف متنزهاتها وقراها القريبة منها فقال:
احبسا العيس احبساها، ... وسلا الدار سلاها
واسألا أين ظباء ال ... دّار أم أين مهاها
أين قطّان محاهم ... ريب دهر ومحاها
صمّت الدار عن السا ... ئل، لا صمّ صداها
بليت بعدهم الدا ... ر، وأبلاني بلاها
آية شطّت نوى الإظ ... عان، لا شطّت نواها
من بدور من دجاها، ... وشموس من ضحاها
ليس ينهى النفس ناه ... ما أطاعت من عصاها
بأبي من عرسها وسخ ... طي، ومن عرسي رضاها
دمية إن جلّيت كا ... نت حلى الحسن حلاها
دمية ألقت إليها ... راية الحسن دماها
دمية تسقيك عينا ... ها، كما تسقي مداها
أعطيت لونا من الور ... د، وزيدت وجنتاها
حبّذا الباءات باءت، ... وقويق ورباها
بانقوساها بها با ... هي المباهي، حين باهى
وبباصفرا وبابل ... لا ربا مثلي وتاها
لا قلى صحراء نافر ... قلّ شوقي، لا قلاها [1]
لا سلا أجبال باسل ... لين قلبي، لا سلاها
وبباسلّين فليب ... غ ركابي من بغاها
وإلى باشقلّيشا ... ذو التناهي يتناهى [1] قوله: نافر، بسكون الراء، هكذا في الأصل.
وبعاذين، فواها ... لبعاذين، وواها
بين نهر وقناة ... قد تلته وتلاها
ومجاري برك، يجلو ... همومي مجتلاها
ورياض تلتقي آ ... مالنا في ملتقاها
زاد أعلاها علوّا ... جوشنا لمّا علاها
وازدهت برج أبي الحا ... رث حسنا وازدهاها
واطّبت مستشرف الحص ... ن، اشتياقا، واطّباها
وأرى المنية فازت ... كلّ نفس بمناها
إذ هواي العوجان السا ... لب النفس هواها
ومقيلي بركة التّل ... ل وسيبات رحاها
بركة تربتها الكا ... فوز، والدّرّ حصاها
كم غراني طربي حي ... تانها لما غراها
إذ تلى مطبّخ الحي ... تان منها مشتواها
بمروج اللهو ألقت ... عير لذّاتي عصاها
وبمغنى الكامليّ اس ... تكملت نفسي مناها
وغرت ذا الجوهريّ ال ... مزن غيثا، وغراها
كلأ الراموسة الحس ... ناء ربي، وكلاها
وجزى الجنّات بالسّع ... دى بنعمى، وجزاها
وفدى البستان من فا ... رس صبّ وفداها
وغرت ذا الجوهريّ ال ... مزن، محلولا عراها
واذكرا دار السّليما ... نيّة اليوم، اذكراها
حيث عجنا نحوها العي ... س تبارى في براها
وصفا العافية المو ... سومة الوصف صفاها
فهي في معنى اسمها حذ ... وبحذو، وكفاها
وصلا سطحي وأحوا ... ضي، خليليّ، صلاها
وردا ساحة صهري ... جي على سوق رداها
وامزجا الراح بماء ... منه، أو لا تمزجاها
حلب بدر دجّى، أن ... جمها الزّهر قراها
حبّذا جامعها الجا ... مع للنفس تقاها
موطن مرسي دور ألب ... رّ بمرساة حباها [1]
شهوات الطرف فيه، ... فوق ما كان اشتهاها
قبلة كرّمها الل ... هـ بنور، وحباها
ورآها ذهبا في ... لازورد من رآها
ومراقي منبر، أع ... ظم شيء مرتقاها
وذرى مئذنة، طا ... لت ذرى النجم ذراها
والنّواريّة ما لا ... ترياه لسواها
قصعة ما عدت الكع ... ب، ولا الكعب عداها
أبدا، يستقبل السّح ... ب بسحب من حشاها
فهي تسقي الغيث إن لم ... يسقها، أو إن سقاها
كنفتها قبّة يض ... حك عنها كنفاها
قبّة أبدع بانى ... ها بناء، إذ بناها
ضاهت الوشي نقوشا، ... فحكته وحكاها
لو رآها مبتني قب ... بة كسرى ما ابتناها
فبذا الجامع سرو ... يتباهى من تباهي
جنّبا السارية الخض ... راء منه، جنّباها
قبلة المستشرف الأع ... لى، إذا قابلتماها
حيث يأتي خلفه الآ ... داب منها من أتاها
من رجالات حبّى لم ... يحلل الجهل حباها
من رآهم من سفيه ... باع بالعلم السفاها
وعلى ذاك سرور ال ... نفس منّي وأساها
شجو نفسي باب قنّس ... رين، وهنا، وشجاها
حدث أبكي التي في ... هـ، ومثلي من بكاها
أنا أحمي حلبا دا ... را، وأحمي من حماها
أيّ حسن ما حوته ... حلب، أو ما حواها
سروها الداني، كما تد ... نو فتاة من فتاها
آسها الثاني القدود ال ... هيف، لمّا أن ثناها [1] هذا البيت مختل الوزن ولعل فيه تصحيفا.
نخلها زيتونها، أو ... لا فأرطاها عصاها
قبجها درّاجها، أو ... فحباراها قطاها
ضحكت دبسيّتاها، ... وبكت قمريّتاها
بين أفنان، تناجي ... طائريها طائراها
تدرجاها حبرجاها ... صلصلاها بلبلاها
ربّ ملقي الرّحل منها، ... حيث تلقى بيعتاها
طيّرت عنه الكرى طا ... ئرة، طار كراها
ودّ، إذ فاه بشجو، ... أنه قبّل فاها
صبّة تندب صبّا، ... قد شجته وشجاها
زيّنت، حتى انتهت ... في زينة في منتهاها
فهي مرجان شواها، ... لازورد دفّتاها
وهي تبر منتهاها، ... فضّة قرطمتاها
قلّدت بالجزع، لمّا ... قلّدت، سالفتاها
حلب أكرم مأوى، ... وكريم من أواها
بسط الغيث عليها ... بسط نور، ما طواها
وكساها حللا، أب ... دع فيها إذ كساها
حللا لحمتها السّو ... سن، والورد سداها
إجن خيرياتها بال ... لحظ، لا تحرم جناها
وعيون النرجس المن ... هلّ، كالدمع نداها
وخدودا من شقيق، ... كاللظى الحمر لظاها
وثنايا أقحوانا ... ت، سنا الدّرّ سناها
ضاع آذريونها، إذ ... ضاء، من تبر، ثراها
وطلى الطّلّ خزاما ... ها بمسك، إذ طلاها
وانتشى النّيلوفر الشّو ... ق قلوبا، واقتضاها
بحواش قد حشاها ... كلّ طيب، إذ حشاها
وبأوساط على حذ ... والزنابير حذاها
فاخري، يا حلب، المد ... ن يزد جاهك جاها
إنه إن لم تك المد ... ن رخاخا، كنت شاها
وقال كشاجم:
أرتك ندى الغيث آثارها، ... وأخرجت الأرض أزهارها
وما أمتعت جارها بلدة ... كما أمتعت حلب جارها
هي الخلد يجمع ما تشتهي، ... فزرها، فطوبى لمن زارها!
وكفر حلب: من قرى حلب. وحلب الساجور:
في نواحي حلب، ذكرها في نواحي الفتوح، قال:
وأتى أبو عبيدة بن الجرّاح، رضي الله عنه، حلب الساجور بعد فتح حلب وقدم عياض بن غنم إلى منبج.
وحلب أيضا: محلّة كبيرة في شارع القاهرة بينها وبين الفسطاط، رأيتها غير مرّة.

اى

ا

ى2 أَيَّا آيَةً, [inf. n., by rule, as below,] He put, or set, a sign, token, or mark, by which a person or thing might be known. (M.) A2: أَيَّا بِلإِبِلِ, (inf. n. تَأْييَةٌ, Lth, T,) He chid the camels, saying to them أَيَايَا, (Lth, T, M, and K in art. أَيَا,) or أَيَايَهْ, (M,) or يَايَا, (K,) or يَايَهْ. (M, K.) 5 تأيّا, as a trans. verb: see 6.

A2: He paused, stopped, stayed, remained, or tarried, (T, S, M, K, *) بِا لمَكَانِ in the place; (M, K; * [in the latter explained by تَلَبَّثَ عَلَيْهِ; but this seems to be a mistake, arising from the omission of part of a passage in the M, (one of the chief sources of the K,) running thus; تَأَيَّا بِا لمَكَانِ تَلَبَّثَ وَتَمَكَّثَ وَتَأَيَّا عَلَيْهِ انْصَرَفَ فِى تُؤَدَةٍ;]) and confined, restricted, limited, restrained, or withheld, himself. (T.) In the sense of its inf. n., [by rule تَأَىّ, originally تَأَيُّىٌ,] they said ↓ تَأَيَّةٌ, or تَإِيَّةٌ or تَئِيَّةٌ; [thus differently written in different places in copies of the T and S;] as in the ex. لَيْسَ مَنْزِلُكُمْ بِدَارِ تَأَيَّةٍ or تَإِيَّةٍ, (IAar, T,) or لَيْسَ مَنْزِلُكُمْ هٰذَا بِمَنْزِلِ تَأَيَّةٍ or تَإِيَّةٍ, (S,) i. e. Your abode, or this your abode, is not an abode of tarriance and confinement. (IAar, T, S.) b2: He expected, or waited for, a thing: (Lth, T:) and he acted with moderation, gently, deliberately, or leisurely; without haste; or with gravity, staidness, sedateness, or calmness; (Lth, T, K;) فِى الأَمْرِ in the affair; inf. n. تَأىٍ. (Lth, T.) تَأَيَّيْتُ عَلَيْهِ, in a verse of Lebeed, means I acted with moderation, &c., as above, and paused, stopped, stayed, remained, or tarried, upon him, i. e., upon my horse: (T:) or I remained firm upon him: (TA, as on the authority of Az:) but it is explained by Lth as meaning I turned away, or back, deliberately, or leisurely, upon him. (T: and the like is said in the M.) 6 تَآيَيْتُهُ, (T, S, M, * K,) and ↓ تَأَيَّيْتُهُ, (S, K,) I directed my course, or aim, to, or towards, (T, S, M, * K,) his آيَة, (S, M,) i. e., (M,) his شَخْص [or body, or corporeal form or figure or substance, seen from a distance; or person]. (T, M, K.) The following is an ex., as some relate it, of the former verb; and as others relate it, of the latter: اَلْحُصْنُ أَوْلَى لَوْ تَآيُيْتِهِ مِنْ حَثْيِكِ التُّرْبَ عَلَى الرَّاكِبِ [Modest behaviour were more proper, if thou directedst thy course towards his person, than thy throwing dust upon the rider]: (S, TA: [in two copies of the former of which, for أَوْلَى, I find أَدْنَى:]) said by a woman to her daughter, on the latter's relating, in a couplet, that a rider, passing along, had seen her, and she had thrown dust in his face, purposely. (IB.) أَىْ a vocative particle (حرف نداء)) , (S, M, Mughnee, K,) addressed to the near, (S, K,) not to the distant: (S:) or to the near, or the distant, or the intermediate; accord. to different authorities. (Mughnee.) You say, أَىْ زَيْدُ أَقْبِلْ [O Zeyd, advance: or, if it may be used in addressing one who is distant, ho there, soho, or holla: and if used in addressing one who is between near and distant, ho, or what ho]: (S:) and أَىْ رَبِّ [O my Lord]; occurring in a trad.: and sometimes it is pronounced ↓ آىْ. (Mughnee.) A2: Also an explicative particle. (S, M, Mughnee, K.) You say, أَىْ كَذَا in the sense of يُرِيدُ كَذَا [He means such a thing, or يَعْنِى كَذَا, which has the same signification; or أُرِيدُ, or أَعْنِى, I mean; or the like; for all of which, we may say, meaning; or that is]; (S;) as in عِــنْدِى عَسْجِدٌ أَىْ ذَهَبٌ [I have عَسْجَد, that is, (I have) ذَهَبَ, or gold]. (Mughnee.) What follows it is an adjunct explicative of what precedes it, or a substitute. (Mughnee.) AA says that he asked Mbr respecting what follows it, and he answered that it may be a substitute for what precedes, and may be a word independent of what precedes it, and may be a noun in the accus. case: and that he asked Th, and he answered that it may be an explicative, or a word independent of what precedes it, or a noun governed in the accus. case by a verb suppressed: you say, جَآءَنِى أَخُوكَ أَىْ زَيْدٌ [Thy brother came to me; that is, Zeyd]; and you may say, أَىْ زَيْدًا [I mean Zeyd]: and رَأَيْتُ أَخَاكَ أَىْ زَيْدًا [I saw thy brother; I mean, or that is, Zeyd]; and you may say, أَىْ زَيْدٌ [that is, Zeyd]: and مَرَرْتُ بِأَخِيكَ أَىْ زَيْدٍ [I passed by thy brother; that is, by Zeyd]; and you may say, أَىْ زَيدًا [I mean, Zeyd]; and أَىْ زَيْدٌ [that is, Zeyd]. (T, TA.) When it occurs after تَقُولُ, in a case like the following, [i. e., when a verb following it explains a verb preceding it,] one says, تَقُولُ اِسْتَكْتَمْتُهُ الحَدِيثَ

أَىْ سَأَلْتُهُ كِتْمَانَهُ [Thou sayest, استكتمته الحديث, meaning سألته كتمانه I asked of him the concealment of it, namely, the discourse, or story; and so when تَقُولُ is understood, as is often, or generally, the case in lexicons]; with damm to the ت: but if you put إِذَا in the place of أَىْ, you say, إِذَا سَأَلْتَهُ, with fet-h, because أَذا is an adverbial noun relating to تَقُولُ. (Mughnee.) A3: See also أَىٌّ, near the beginning of the paragraph, in three places.

إِىْ is a particle denoting a reply, meaning نَعَمْ [Yes, or yea]; importing acknowledgment of the truth of an enunciation; and the making a thing known, to him who asks information; and a promise, to him who seeks or demands; therefore it occurs after such sayings as “Zeyd stood” and “Did Zeyd stand.?” and “Beat thou Zeyd,” and the like; as does نَعَمْ: Ibn-El-Hájib asserts that it occurs only after an interrogation; as in the saying [in the Kur x. 54], وَيَسْتَنْبِؤُنَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلٌ

إِ ىْ وَرَبِىّ [And they will ask thee to inform them, saying, Is it true? Say, Yea, by my Lord!]: but accord. to all, it does not occur otherwise than before an oath: and when one says, إِ ىْ وَاللّٰهِ [Yea, by God!], and then drops the و the ى may be quiescent, and with fet-h, and elided; [so that you say, إِ ىْ اللّٰهِ, and إِ ىَ اللّٰهِ, and إِ اللّٰهِ;] in the first of which cases, two quiescent letters occur together, irregularly. (Mughnee.) Lth says, إِ ىْ is an oath, as in إ ِىْ وَرَبِّى meaning, says Zj, نَعَمْ وَرَبِّى: IAar is also related to have said the like; and this is the correct explanation. (T.) [J says,] It is a word preceding an oath, meaning بَلَى [q. v.]; as in إِ ىْ وَرَبِّى and إِ ىْ وَاللّٰه. (S.) [ISd and F say,] It is syn. with نَعَمْ, and is conjoined with an oath: and one says also هِىْ. (M, K.) أَىٌّ is a noun, used in five different manners. (Mughnee.) One of its meanings is that of an interrogative, (T, S, M, Mughnee, K,) relating to intellectual beings and to non-intellectual things; [meaning Who? which? and what?] (S, M, K;) and as such, it is a decl. noun: (S:) it is said in the K to be a particle; (MF;) and so in the M; (TA;) but this is wrong: (MF:) and it is added in the K that it is indecl.; (MF;) and it is said to be so in the M, accord. to Sb, in an instance to be explained below; (TA;) but this is only when it is a conjunct noun [like الَّذِى], or denotes the object of a vocative: (MF:) or, accord. to some, it is decl. as a conjunct noun also. (Mughnee.) You say, أَيُّهُمْ أَخُوكَ [Who, or which, of them, is thy brother?]. (S.) Another ex. is the saying [in the Kur vii. 184, and last verse of lxxvii.], فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ [And in what announcement, after it, will they believe?]. (Mughnee.) Sometimes it is without teshdeed; as in the saying (of El-Farezdak, M), ↓ تَنَظَّرْتُ نَصْرًا وَالسِّمَاكَيْنِ أَيْهُمَا عَلَىَّ مِنَ الغَيْثِ اسْتَهَلَّتْ مَوَاطِرُهْ [I looked for rain, or aid from the clouds, and the two Simáks (stars so called). Of which of them two did the rains pour vehemently upon me from the clouds?]: (M, Mughnee, K: * [in the last of which, only the former hemistich is given, with نَسْرًا (meaning the star or asterism so called) instead of نَصْرًا:]) so by poetic licence: (M:) IJ says that for this reason the poet has elided the second ى, but should have restored the first ى to و, because it is originally و. (TA. [But this assertion, respecting the first ى, I regard as improbable.]) ↓ أَيْمَ, also, is a contraction of أَىُّ مَا, meaning أَىُّ شَىْءٍ: so in the saying, أَيْمَ هُوَ يَا فُلَانُ [What thing is it, O such a one?]: and أَيْمَ تَقُولُ [What thing sayest thou?]. (TA in art. ايم.) In like manner, also, ↓ أَيْشَ is used as a contraction of أَىُّ شَىْءٍ. (Ks, TA in art. جرم.) A poet speaks of his companions as being بِأَىَ وَأَيْنَمَا; making أَىّ the name of the quarter (جِهَة); so that, being determinate and of the feminine gender, it is imperfectly declinable. (M. [See أَينٌ; under which head two other readings are given; and where it is said that the verse in which this occurs is by Homeyd Ibn-Thowr.]) أَىّ is never without a noun or pronoun to which it is prefixed, except in a vocative expression and when it is made to conform with a word to which it refers, as in cases to be exemplified hereafter. (Mughnee.) Being so prefixed, it is determinate; but sometimes, [as in the latter of the cases just mentioned,] it is not so prefixed, yet has the meaning of a prefixed noun. (S.) When used as an interrogative, it is not governed, as to the letter, though it is as to the meaning, by the verb that precedes it, but by what follows it; as in the saying in the Kur [xviii. 11], لِنَعْلَمَ أَىُّ الحِزْبَيْنِ

أَحْصَى [That we might know which of the two parties was able to compute]; and in the same [xxvi. last verse], وَسَيَعْلَمُ الَّذَينَ ظَلَمُوا أَىَ مُنْقَلَبٍ

يَنْقَلِبُونَ [And they who have acted wrongly shall know with what a translating they shall be translated]: (Fr, * Th, Mbr, T, S: *) when it is governed by the verb before it, it has not the interrogative meaning, as will be shown hereafter. (Fr, T.) In the saying of the poet, تَصِيحُ بِنَا حَنِيفَةُ إذْ رَأَتْنَا وَأَىَّ الأَرْضِ تَذْهَبُ لِلصِّيَاحِ [Haneefeh (the tribe so named) shout to us when they see us. And to what place of the earth, or land, will they go for the shouting?], أَىّ is in the accus. case because the prep. إِلَى is suppressed before it. (S.) When they separate it [from what follows it, not prefixing it to another noun], the Arabs say أَىٌ, and in the dual أَيَّانِ, and in the pl. أَيُّونَ; and they make it fem., saying أَيَّةٌ, and [in the dual] أَيَّتَانِ, and [in the pl.] أَيَّاتٌ: but when they prefix it to a noun, properly so called, not a pronoun, they make it sing. and masc., saying أَىُ الرَّجُلَيْنِ [Who, or which, of the two men?], and أَىُ المَرْأَتَيْنِ [Who, or which, of the two women?], and أَىُّ الّرِجَالِ [Who, or which, of the men?], and أَىُّ النِّسَآءِ [Who, or which, of the women?]: and when they prefix it to a fem. pronoun, they make it masc. [as when they prefix it to a masc. pronoun] and fem., saying أَيُّهُمَا and أَيَّتُهُمَا [Who, or which, of them two?], meaning women; (Fr, T;) [the latter of which seems to be the more common; for ISd says,] sometimes they said أَيُّهُنَّ [Who, or which, of them? referring to women], meaning أَيَّتُهُنَّ. (M.) It is said in the Kur [xxxi. last verse], وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرضٍ

تَمُوتُ [And a person knoweth not in what land he will die]: (S:) but some read بِأَيَّةِ أَرْضٍ; and Sb compares this fem. form to كُلَّتُهُنَّ. (Bd.) When it is used as an interrogative relating to an indeterminate noun in a preceding phrase, أَىّ is made to conform with that indeterminate noun in case-ending and in gender and in number; and this is done [alike, accord. to some,] in the case of its connexion with a following word and in the case of a pause; so that, [in the case of a pause,] to him who says, جَآءَنِى رَجُلٌ [A man came to me], you say, [accord. to the authorities alluded to above,] أَىٌّ [Who?]; and to him who says, رَأَيْتُ رَجُلًا [I saw a man], أَيَّا [Whom?]; and to him who says, مَرَرْتُ بِرَجلٍ [I passed by a man], أَىٍّ

[Whom?]: and in like manner, [accord. to all authorities,] in the case of its connexion with a following word; as أَىُّ يَا فَتَى [Who, O young man?], and أَيَّا يَا فَتَى [Whom, O young man?], and أَىٍ يَا فَتَى [Whom, O young man?]: and in the case of the fem. you say, أَيَّةٌ and أَيَّةً and أَيَّةٍ

[in the nom. and accus. and gen. respectively]; and in the dual, أَيَّانِ and أَيَّتَانِ in the nom. case [masc. and fem. respectively], and أَيَّيْنِ and أَيَّتَيْنِ in the accus. and gen. cases [masc. and fem. respectively]; and in the pl., [with the like distinction of genders,] أَيُّونَ and أَيَّاتٌ in the nom. case, and أَيِّينَ and أَيَّاتٍ in the accus. and gen. cases. (I' Ak p. 319.) [Exs. in cases of pause, agreeing with the foregoing rules, are given in the T; and exs. in cases of connexion with following words, agreeing with the foregoing, are given in the Mughnee: but J gives rules differing from the foregoing in some respects; and IB gives rules differing in some points both from the foregoing and from those of J.] It is said in the S, أَىّ is made to conform with indeterminate nouns significant of intellectual beings and of nonintellectual things, and is used as an interrogative; and when it is thus used in reference to an indeterminate noun, you make it to have a caseending like that of the noun respecting which it demands positive information; so that when it is said to you, مَرَّبِى رَجُلٌ [A man passed by me], you say, أَىٌّ يَا فَتَى [Who, O young man?], thus giving it a case-ending [like that of رَجُلٌ] when it is in connexion with a following word; and you indicate the case-ending [by the pronunciation termed الرَّوْمُ, saying أَىُّ, with a somewhat obscure utterance of the final vowel,] in pausing; and if one says, رَأَيْتُ رَجُلًا [I saw a man], you say, أَيَّا يَافَتَى [Whom, O young man?], giving it a case-ending [like that of رَجُلًا], with tenween, when it is [thus] in connexion with a following word; and you pause upon the ا, saying أَيَّا; and when one says, مَرَرْتُ بِرَجُلٍ [I passed by a man], you say, أَىٍّ يَافَتَى [Whom, O young man? in a case of connexion with a following word; and أَىِّ in a case of pausing]: you conform with what the other has said, in the nom. and accus. and gen. cases, in the case of connexion with a following word and in that of pausing: but IB says that this is correct only in the case of connexion with a following word; for in the case of a pause, you say only أَىّْ, in the nom. and gen., with sukoon; and you imitate in both of these cases only when you use the dual form or the pl.: it is added in the S, you say in the cases of the dual and pl. and fem. like as we have said respecting مَنْ: when one says, جَآءَنِى رِجَالٌ [Men came to me], you say, أَيُّونْ [Who?], with the ن quiescent; and أَيِينْ in the accus. and gen.: but IB says, the correct mode is to say, أَيُّونَ and أَيِّنَ, with fet-h to the ن in both; [meaning that this is the only allowable mode in the case of connexion with a following word, and app. that it is the preferable mode in the case of a pause;] the quiescent ن being allowable only in the case of a pause, and with respect to مَنْ, for you say مَنُونْ and مَنِينْ with the quiescent ن only: it is then added in the S, you say, also, أَيَّهْ [Who? and whom?] in using the fem. [in a case of pause]; but in a case of connexion with a following word, [when referring to a noun in the accus.,] you say, أَيَّةً

يَا هٰذَا [Whom, O thou? in the sing.], and أَيَّاتٍ

[in the pl.; and in like manner, أَيَّةٌ in the nom. sing., and أَيَّةٍ in the gen. sing.; and أَيَّاتٌ in the nom. pl., and أَيَّاتٍ in the gen. pl.]: but when the interrogation refers to a determinate noun, أَىّ is in the nom. case (with refa) only. (TA.) [See also أَيَّانَ, below.] b2: [In other cases, now to be mentioned, it is used alike as sing., dual, and pl.] b3: It also denotes a condition; (T, S, M, Mughnee;) in which case, also, it is a decl. noun, applied to an intellectual being and to a non-intellectual thing. (S.) So in the saying, أَيُّهُمْ يُكْرِمْنِى أُكْرِمْهُ [Whichever of them treats me with honour, I will treat him with honour]. (S.) So, too, in the saying [in the Kur xvii. 110], أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَآءُ الحُسْنَى [Whichever ye call Him, He hath the best names]. (T, * Mughnee.) And in the saying [in the same, xxviii. 28], أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَىَّ [Whichever of the two terms I fulfil, there shall be no wrongdoing to me]. (Mughnee.) One says also, صَحِبَهُ اللّٰهُ أَيَّا مَا تَوَجَّهَ, meaning أَيْنَمَاتَوَجَّهَ [May God accompany him wherever he goeth]. (Az, T.) and Zuheyr uses the expression أَيَّةً سَلَكُوا for أَيَّةَ وِجْهَةٍ

سَلَكُوا [Whatever tract they travelled, or travel]. (T.) The saying, أَيِّى وَأَيُّكَ كَانَ شَرَّا فَأَخْزَاهُ اللّٰهُ [Whichever of me and thee be evil, may God abase him !] was explained by Kh to Sb as meaning أَيُّنَا كَانَ شَرًّا [whichever of us two be evil]; and as being like the saying, أَخْزَى اللّٰهُ الكَاذِبَ مِنِىّ وَمِنْكَ, meaning مِنَّا. (M. [And in a similar manner, the former clause of that saying, occurring in a verse, with مَا after أَيِّى, is said in the T to have been explained by Kh to Sb.]) b4: It is also a conjunct noun; (Mughnee;) [i. e.] it is sometimes used in the manner of الَّذِى, and therefore requires a complement; as in the saying, أَيُّهُمْ فِى الدَّارِ أَخُوكَ [He, of them, who is in the house is thy brother]: (S:) [i. e.] it is syn. with الَّذِى. (M, Mughnee.) So in the saying [in the Kur xix. 70], ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمٰنِ عُتِيَّا [Then we will assuredly draw forth, from every sect, him, of them, who is most exorbitantly rebellious against the Compassionate]: so says Sb: but the Koofees and a number of the Basrees disagree with him, holding that the conjunct noun أَىّ is always decl., like the conditional and the interrogative: Zj says, “It has not appeared to me that Sb has erred except in two instances, whereof this is one; for he has conceded that it is decl. when separate, and how can he say that it is indecl. when it is a prefixed noun?” and El-Jarmee says, “I have gone forth from El-Basrah, and have not heard, from my leaving the Khandak to Mekkeh, any one say, لَأَضْرِبَنَّ أَيُّهُمْ قَائِمٌ [as meaning I will assuredly beat him, of them, who is standing], with damm:” these assert, that it is, in the verse above, an interrogative, and that it is an inchoative, and اشد is an enunciative: but they differ as to the objective complement of the verb: Kh says that this is suppressed, and that the implied meaning is, we will assuredly draw forth those of whom it will be said, Which of them is most &c.? and Yoo says that it is the proposition [ايهّم &c.], and that the verb is suspended from governing, as in the instance in the Kur xviii. 11, cited above: and Ks and Akh say that it is كلّ شيعة, that من is redundant, and that the interrogative proposition is independent of what precedes it; this being grounded on their saying that the redundance of مِنْ is allowable in an affirmative proposition: but these [following] facts refute their sayings; viz. that the suspension of government is peculiar to verbs significant of operations of the mind; and that it is not allowable to say, لَأَضْرِبَنَّ الفَاسِقُ, with refa, as meaning by implication “I will assuredly beat him of whom it is said, He is the transgressor;” and that the redundance of مِنْ in an affirmative proposition is not correct. (Mughnee. [Some further remarks on the same subject, in that work, mentioning other opinions as erroneous, I omit. Another reading of the passage in the Kur cited above (xix. 70) will be found in what here follows.]) [ISd states that] they said, لَأَضْربَنَّ أَيُّهُمْ أَفْضَلُ [I will assuredly beat him, of them, who is most excellent], and أَىٌّ أَفْضَلُ [him who is most excel-lent]; اىّ being indecl., accord. to Sb, and therefore the verb does not govern it [save as to the meaning]. (M.) And [that] you say, اِضْرِبْ أَيُّهُمْ

أَفْضَلُ [Beat thou him, of them, who is most excellent], and أَيَّهُمْ أَفْضَلُ [meaning the same, or whichever of them, &c.]; suppressing the relative هُوَ after ايّهم. (M in a later part of the same art.) Fr says that when أَىّ is governed by the verb before it, it has not the interrogative meaning; and you may say, لَأَضْرِبَنَّ أَيَّهُمْ يَقُولُ ذٰلِكَ [I will assuredly beat him, of them, or whichever of them, says that]: and he says that he who reads أَيَّهُمْ, in the accus. case, in the passage of the Kur cited above (xix. 70) makes it to be governed by لَنَنْرِعَنَّ. (T.) Ks says, you say, لَأَضْرِبَنَّ أَيَّهُمْ فِى الدَّارِ [I will assuredly beat him, of them, or whichever of them, is in the house]; but you may not say, ضَرَبْتُ أَيَّهُمْ فِى الدَّارِ: thus he distinguishes between the actual occurrence and that which is expected. (S.) Akh says, also, that it may be indeterminate and qualified by an epithet; as when one says, مَرَرْتُ بِأَىٍّ

مُعْجِبٍ لَكَ, like as one says, بِمَنْ مُعْجِبٍ لَكَ [I passed by one pleasing to thee]: but this has not been heard [from the Arabs]. (Mughnee.) b5: It also denotes perfection, or consummateness: and in this case it is an epithet applying to an indeterminate noun; as in زَيْدٌ رَجُلٌ أَىُّ رَجُلٍ (tropical:) [Zeyd is a man; what a man!], meaning that he is complete, or consummate, in the qualities of men: and it is a denotative of state relating to a determinate noun; as in مَرَرْتُ بِعَبْدِ اللّٰهِ أَىَّ رَجُلٍ (tropical:) [I passed by 'Abd-Allah; what a man was he!]: (Mughnee:) and used in this sense, it is tropical. (Har p. 534.) [J says,] it is sometimes an epithet applying to an indeterminate noun: you say, مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَىِّ رَجُلٍ and أَيِّمَارَجُلٍ (assumed tropical:) [I passed by a man; what a man!]; and مَرَرْتُ بِامْرَأَةٍ أَيَّةِ امْرَأَةٍ (assumed tropical:) [I passed by a woman; what a woman!], and بِامْرَأَتَيْنِ أَيَّتِمَا امْرَأَتَيْنِ [by two women; what two women!]; and هٰذِهِ امْرَأَةٌ أَيَّةُ امْرَأَةٍ (assumed tropical:) [This is a woman; what a woman!]: and أَيَّتُمَا امْرَأَ أَيَّةُ امْرَأَةٍ (assumed tropical:) [What two women!]; ما being redundant: and in the case of a determinate noun, you say, هٰذَا زَيْدٌ أَيَّمَا رَجُلٍ (assumed tropical:) [This is Zeyd; what a man is he!]; putting it in the accus. case as a denotative of state; and هٰذِهِ أَمَةُ اللّٰهِ أَيَّتَمَا جَارِيّةٍ (assumed tropical:) [This is the handmaid of God; what a girl, or young woman, is she!]: you say, also, [in using an indeterminate noun,] أَىُّ امْرَأَةٍ جَآءَتْكَ and جَآءَكَ, and أَيَّةُ امْرَأَةٍ جَآءَتْكَ (assumed tropical:) [What a woman came to thee!]; and مَرَرْتُ بِجَارِيَةٍ أَىِّ جَارِيَةٍ (assumed tropical:) [I passed by a girl, or young woman; what a girl, or young woman!]; and جِئْتُكَ بِمُلَآءَةٍ أَىِّ مُلَآءَةٍ and أَيَّةِ مُلَآءِةٍ (assumed tropical:) [I brought thee a body-wrapper; what a body-wrapper!]: all are allowable. (S.) [In all these it evidently denotes admiration, or wonder, at some good or extraordinary quality in the person or thing to which it relates; notwithstanding that J says afterwards,] and sometimes it is used to denote wonder; as in the saying of Jemeel, بُثَيْنَ الْزَمِى لَا إَنَّ لَا إِنْ لَزِمْتِهِ عَلَى كَثْرَةِ الوَاشِينَ أَىُّ مَعُونِ (assumed tropical:) [O Butheyneh, (بُثَيْنَ being a curtailed form of بُثَيْنَة, a woman's name,) adhere thou to “No:”

verily “No,” if thou adhere to it, notwithstanding the numbers of the slanderers, what a help will it be!]: (S:) i. e., an excellent help will be thy saying “No” in repelling, or rebutting, the slanderers, though they be many. (TA in art. عون.) Fr gives as exs. of its use to denote wonder the sayings, أَىُّ رَجُلٍ زَيْدٌ [What a man is Zeyd!], and أَىُّ جَارِيَهٍ زَيْنَبُ [What a girl, or young woman, is Zeyneb!]. (T.) It denotes wonder at the sufficiency, and great degree of competence, of the person [or thing] to whom [or to which] it relates. (M.) El-Kattál El-Kilábee says, وَلَمَّا رَأَيْتُ أَنَّنِى قَدْ قَتَلْتُهُ نَدِمْتُ عَلَيْهِ أَىَّ سَاعَةِ مَنْدَمِ [And when I saw that I had slain him, I repented of it; in what an hour, or time, of repentance!]: i. e., when I slew him, I repented of it, in a time when repentance did not profit: اىّ being here in the accus. case as an adv. n.; for, as it denotes the part of a whole, its predicament is made to be the same as that of the affixed noun, of whatever kind this may be. (Ham p. 95.) b6: It also has ك prefixed to it; and thus it becomes changed in signification so as to denote numerousness, being syn. with the enunciative كَمْ [How many!]; (S, K;) or syn. with رُبَّ [as meaning many]: (Sb, M:) [and sometimes it is syn. with the interrogative كَمْ, meaning how many? or how much? as will be shown below:] thus it is written كَأَىٍّ, (M,) or كَأَيِّنْ, (S, M, K,) its tenween being written ن; (S, K;) and كَآءٍ, (M,) or [more commonly] كَائِنْ, (S, M, K, [in some copies of the S and K كَايِنْ,]) like كَاعِنْ, (S,) said by IJ, on the authority of Aboo-'Alee, to be formed from كَأَيِّنْ, by putting the double ى before the ء, after the manner of the transposition in قِسِىٌّ and a number of other words, so that it becomes كَيَّأٍ [or كَيَّئِنْ], then suppressing the second ى, as is done in مَيِّتٌ and هَيِّنٌ and لَيِّنٌ, so that it becomes كَىْءٍ [or كَىْءِنْ], and then changing the [remaining] ى into ا, as in [طَيْئِىٌّ, which becomes] طَادِىٌّ, and in [حِيرِىٌّ, which becomes]

حَارِىٌّ, so that it becomes كَآءٍ [or كَائِنْ]; (M;) and it has other dial. vars.; namely كَيْئِنٌ [one of the intermediate forms between كَأَيِّنْ and كَائِنْ mentioned above]; (K; [in one copy of the K written كَيَيِّنْ, and so accord. to the TK;]) and كَأْىٍ, (M, K,) of the measure of رَمْىٍ, and most probably formed by transposition from كَىْءٍ, mentioned above; (M;) and كَأ, of the measure of عَمٍ, (M, TA,) incorrectly written in the copies of the K كَاءٍ, i. e. like كَاعٍ, (TA,) formed by the suppression of ى in كَىْءٍ; a change not greater than that from أَيْمُنُ اللّٰهِ to مُ اللّٰهِ and مِ اللّٰهِ. (M.) You say, كَأَيِّنْ رَجُلًا لَقِيتُ [How many a man have I met! or many a man &c.], (S, K, *) putting the noun following كأيّن in the accus. case as a specificative; (S;) and كَأَيِّنْ مِنْ رَجُلٍ

لَقِيتُ; (S, K; *) and the introduction of مِنْ after كَأيّن is more common, and better. (S. [And Sb, as cited in the M, says the like.]) You say also, كَأَيِّنْ قَدْ أَتَانِى رَجُلًا [How many a man has come to me! or many a man &c.]. (Sb, M.) And بِكَأَيِّنْ تَبِيعُ هٰذَا الثَّوْبَ, i. e. بِكَمْ تبيع [For how much wilt thou sell this garment, or piece of cloth?]. (S.) Kh says that if any one of the Arabs made it to govern the gen. case, perhaps he did so by making مِنْ to be implied, as is allowable with كَمْ: (M:) [so that you may say, بِكَأَيِّنْ دِرْهَمٍ

اشْتَرَيْتَ هٰذَا For how many a dirhem didst thou buy this? for] it is allowable to make the noun that follows كَمْ to be governed in the gen. case by منْ implied, when كم immediately follows a preposition; as in بِكضمْ دِرْهَمٍ اشْتَرَيْتَ هٰذَا; but when it is not thus preceded by a preposition, the noun after it must be in the accus. case. (I 'Ak p. 317.) It always holds the first place in a proposition, like كَمْ. (Idem, next p.) b7: It is also a connective of the vocative يَا with the noun signifying the person or persons or thing called, when this noun has the article ال prefixed to it; (S, M, Mughnee, K;) and with a noun of indication, as ذَا; and with a conjunct noun having ال prefixed to it, as الذِّى: (I 'Ak p. 268:) it is a noun formed for serving as such a connective; (M, K;) and has هَا affixed to it. (S, M, &c.) You say, يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ [which seems to be best rendered O thou man; more agreeably with the original, O thou, the man; or, accord. to Akh, O thou who art the man; lit., O he who is the man; often written يَأَيُّهَا]; (T, S, M, Mughnee, K;) and يَاأَيُّهَا الرَّجُلَانِ [O ye two men]; and يَاأَيُّهَا الرِّجَالُ [O ye men]; (M;) and يَاأَيَّتُهَاالمَرْأَةُ [O thou woman]; (S, M;) and يَا أَيَّتُهَا المَرْأَتَانِ [O ye two women]; and أَيَّتُهَا النّسْوَةُ [O ye women]; and يَاأَيُّهَا المَرْأَةُ, and المَرْأَتَانِ, and النِّسْوَةُ; (M;) and يَاأَيُّهَا ذَا [O thou, this person or thing]; and يَا أَيُّهَا الَّذِى فَعَلَ كَذَا [O thou who didst, or hast done, thus]. (I 'Ak p. 267.) In the first of the exs. here given, أَىّ is a noun of vague signification, (Zj, T, S,) denoting the person called, (Zj, T,) of the sing. number, (Zj, T, S,) rendered determinate by the vocative [يا], (S,) indecl., with damm for its termination; (Zj, T, S;) and هَا is a particle employed to rouse attention, or to give notice, a substitute for the noun to which أَىّ is in other cases prefixed; and الرَّجُلُ is a qualificative to أَىّ, (Zj, T, S,) wherefore it is in the nom. case. (S.) Akh asserts, [as we have indicated above,] that أَىّ is here the conjunct noun, and that the first member of its complement, namely the relative هُوَ, is suppressed; the meaning being, يَا مَنْ هُوَ الرَّجُلُ: but this assertion is refuted by the fact that there is no relative pronoun that must be suppressed, nor any conjunct noun that necessarily requires that its complement should be a nominal proposition: though he might reply to these two objections by arguing that ما in the saying لَا سِيَّمَا زَيْدٌ is in like manner [virtually] in the nom. case [as a conjunct noun syn. with الَّذِى, and that the first member of its complement, namely هُوَ, an inchoative of which زَيْدٌ is the enunciative, is suppressed]. (Mughnee.) The putting of the qualificative of أَىّ in the accus. case, as in the saying يَا أَيُّهَا الرَّجُلَ

أَقْبِلْ [O thou man, advance], is allowed (M, K) by El-Mázinee; but it is not known [as heard from the Arabs]. (M.) أَيُّهَا and أَيَّتُهَا are also used for the purpose of particularizing; [in which case they are not preceded by يا;] as when one says, أَمَّا أَنَا فَأَفْعَلُ كَذَا أَيُّهَا الرَّجُلُ [As for me, I will do thus, or such a thing, thou man], meaning himself; and as in the saying of Kaab Ibn-Málik, related in a trad., فَتَخَلَّفْنَا أَيَّتُهَا الثَّلَاثَهُ [And we remained behind, or held back, ye three], meaning, by the three, those particularized as remaining behind [with him], or holding back. (TA.) أَيَا: see art. ايا.

A2: أَيًا: see the next paragraph.

إِيَا الشَّمْسِ, [the former word, when alone and indeterminate, perhaps (as when determinate) without tenween, for it is-explained (with its dial. vars.) in the S and K in باب الالف الليّنة, though it is also explained in some copies of the S in the present art.,] and الشمس ↓ أَيَاةُ, (T, S, M, Mgh, K,) and الشمس ↓ أَيَاةُ, (S, M, K,) and ↓ أَيَآءُ الشمس, (T, M, Mgh, K, and in a copy of the S,) with fet-h and medd, (T, Mgh, K, and so in a copy of the S,) The light of the sun, (S, M, Mgh, K,) and its beauty: (M, K:) or its rays, and its light: (T:) or, as some say, الشمس ↓ اياة signifies the halo of the sun; that, with respect to the sun, which is like the هَالَة with respect to the moon; i. e. the دَارَة around the sun: (S:) the pl. [of أَيَاةٌ] is ↓ أَيًا and إِيَآءٌ; [or rather the former is a coll. gen. n.;] like أَكَمٌ and إِكَامٌ in relation to أَكَمَةٌ. (M.) Tarafeh says, (T, S, Mgh,) describing the fore teeth (ثَغْر) of his beloved, (EM p. 62,) الشَّمْسِ إِلَّا لِثَاتِهِ ↓ سَقَتْهُ إِيَاةُ [The light of the sun has shed its lustre upon them, except their gums]. (T, S, Mgh.) b2: and hence, by way of comparison, (M,) إِيَا النَّبَاتِ, and ↓ أَيَاؤُهُ, (M, K,) and ↓ إِيَاتُهُ, and ↓ أَيَاتُهُ, (K,) (tropical:) The beauty of herbage, (M, K,) and its blossoms, (M,) and brightness, (K, TA,) in its verdure and growth. (TA.) A2: أَيَا إِيَاهُ أَقْبِلْ: see أَيَا, in art. ايا.

أَيَآء: see the next preceding paragraph, throughout.

أَيَاةٌ: se the next preceding paragraph, throughout.

إِيَاةٌ: see the next preceding paragraph, throughout.

أُيَيَّةٌ dim. of آءٌ: see the letter ا.

إِيَيَّةٌ dim. of آيَةٌ, q. v. (T.) أَيَّا: see إِيَّا, in art. ايا.

إِيَّا: see art. ايا. [Az says,] I have not heard any derivation of إِيَّا; but I think, without being certain, that it is from تَآيَيْتُهُ as explained above; as though it were a noun from that verb, of the measure فِعْلَى, like ذِكْرَى from ذَكَرْتُ; so that the meaning of إِيَّاكَ is I direct myself, or my aim, to, or towards, thee, and thy person. (T.) أَيِّىٌّ [a rel. n. of أَىٌّ]. When you ask a man respecting his كُورَة [i. e. district, or city, or town], you say, اَلْأَيِّىُّ [The person of what district, &c., art thou?]; like as you say, in asking him respecting his قَبِيلَة [or tribe], اَلْمَنِىُّ [from مَنْ]: and you say also, أَيِّىٌّ أَنْتَ [A person of what district, &c., art thou?]; and مَنىٌّ (T.) [See also مَنِىٌّ, in art. من.]

أَيَّانَ: see art. اين. Lth says that it is used in the manner of مَتَى; [signifying When?]; and that some say its ن is radical; others, that it is augmentative: (T:) IJ says, it must be from أَىٌّ, not from أَيْنَ, for two reasons: first, because أَيْنَ denotes place; and أَيَّانَ, time: and secondly, because nouns of the measure فَعَّال are few; and those of the measure فَعْلَان, many: so that if you name a man أَيَّان, it is imperfectly decl.: and he adds, that أَىٌّ means a part of a whole; so that it applies as properly to times as it does to other things: (TA:) Fr says that it is originally أَىَّ أَوَانٍ

[at what time?]. (T.) One says, of a stupid, or foolish, person, لَا يَعْرَفُ أَيَّانَ [He knows not when]. (IB.) آىْ: see أَىْ: A2: and see also 2 in art. اوى.

A3: ىٌ: see what next follows, in two places.

آيَةٌ A sign, token, or mark, by which a person or thing is known; syn. عَلَامَةٌ (IAar, T, S, M, Msb, K) and أَمَارَةٌ: (M, K:) it properly signifies any apparent thing inseparable from a thing not equally apparent, so that when one perceives the former, he knows that he perceives the other, which he cannot perceive by itself, when the two things are of one predicament; and this is apparent in the object of sense and in that of the intellect: (Er-Rághib, TA:) it is of the measure فَعْلَةٌ, (M, K,) originally أَيَّةٌ; the [former] ى being changed to ا because the letter before it is with fet-h, though this is an extraordinary change: (M:) this is related as on the authority of Sb: (TA:) or it is of the measure فَعَلَةٌ, (M, K,) accord. to Kh; (M;) originally أَوَيَةٌ; (S;) [for, accord. to J and Fei,] Sb said that its medial radical letter is و, and that the final is ى, because words of this class are more common than those of which the medial and final radical letters are both ى; (S, Msb;) and the rel. n. is أَوَوِىُّ: (S:) but IB says, Sb did not state that the medial radical letter of آيَةٌ is و, as J states; but he said that it is originally أَيَةٌ, and that the quiescent و is changed into ا; and he relates of Kh, that he allowed the rel. n. of آيَةٌ to be ↓ آئِىٌّ and ↓ آيِىٌّ and آوِىٌّ; but as to أَوَوِىٌّ, he says, I know not any one who has said it except J: (TA:) or it is of the measure فَاعِلَةٌ, (S, Msb, K,) originally آيَيَةٌ, contracted by the suppression of its final radical letter [with the preceding kesreh]: so accord. to Fr: [but see what follows (after the pls.), where this is said to be the opinion of Ks, and disallowed by Fr:] (S, Msb:) the pl. is آيَاتٌ and ↓ آىٌ, (S, M, Msb, K,) [or the latter is rather a coll. gen. n.,] and pl. pl. آيَآءٌ: (M, K:) J says that one of its pls. is آيَاىٌ; [and we find the same also in some copies of the K;] but this is a mistake for آيَآءٌ, which is pl. of آىٌ, not of آيَةٌ: (IB, TA:) and this pl., being of the measure أَفْعَالٌ, has been adduced as evidence that the medial radical letter is ى, not و: (TA:) the dim. is ↓ إِيَيَّةٌ, [of the measure فُعَيلَةٌ changed to فعَيْلَةٌ because of the medial radical ى,] which, accord. to Fr, shows the opinion of Ks, that آيَةٌ is of the measure فَاعِلَةٌ rendered defective by the suppression of its final radical letter, to be incorrect, because [Fr holds, in opposition to some others, that] a noun of this measure has not its dim. formed on the measure فُعَيْلَةٌ unless it is a proper name. (T.) They said, اِفْعَلْهُ بِآيَةِ كَذَا [Do thou it at the sign of such a thing]; like as you say, بِعَلَامَةِ كَذَا and بِأَمَارَةِ. (M.) And [in this sense, as is indicated by the context in the M,] it is one of the nouns that are prefixed to verbs [as virtually governing the gen. case], (M, K, *) because of the nearness of its meaning to the meaning of time: (K:) as in the saying [of a poet], بِآيَةِ تُقْدِمُونَ الخَيْلَ شُعْثًا [At the sign of your urging forward the horses, unsmoothed in their coats, or not curried; which means nearly the same as “at the time of your urging” &c.]. (M.) b2: A sign as meaning an indication, an evidence, or a proof. (TA.) b3: A sign as meaning a miracle; [and a wonder; for]

آيَاتُ اللّٰهِ means the wonders of God. (TA.) b4: An example, or a warning; (Fr, T, M, Msb, K;) as, for instance, the case of Joseph and his brethren, related in the Kur: (Fr, T:) pl. ↓ آىٌ (M, K) and آيَاتٌ. (Fr, T.) b5: A message, or communication sent from one person or party to another; syn. رِسَالَةٌ. (TA.) b6: The body, or corporeal form or figure or substance, (S, M, K,) of a man, (S,) which one sees from a distance; [as being a kind of sign;] or a person, or an individual; syn. شَخْصٌ. (S, M, K.) b7: A whole company of people: as in the saying, خَرَجَ القَوْمُ بِآيَتِهِمْ The people, or party, went forth with their whole company, not leaving behind them anything. (AA, S, M.) b8: [Hence, accord. to some, A verse of the Kur-án; as being] a collection of words of the Book of God: (S:) or a connected form of words of the Kur-án continued to its breaking off; (K, TA;) accord. to Aboo-Bekr, so called because it is a sign of the breaking off: (TA:) or a portion of the Kur-án after which a suspension of speech is approvable: (Msb:) or a portion of the Kur-án denoting any statute, or ordinance, of God, whether it be [what is generally termed] an آيَة, [i. e. a verse,] or a chapter (سُورَة), or an aggregate [and distinct] portion of the latter. (Er-Rághib, Kull, TA. *) [الآيَةَ, written after a quotation of a part of a verse of the Kur-án, means اِقْرَأِ الآيَةض Read thou the verse.]

آيَا: see أَيَا, in art. ايا.

آئِىٌّ and آيِىٌّ, accord. to Kh, rel. ns. of آيَةٌ, q. v. (IB.) تَأَيَّةٌ, or تَإِيَّةٌ or تَئِيَّةٌ: see 5.

أَجأ

أَجأ:
بوزن فعل، بالتحريك، مهموز مقصور، والنسب إليه أجئيّ بوزن أجعيّ: وهو علم مرتجل لاسم رجل سمّي الجبل به، كما نذكره، ويجوز أن يكون منقولا.
ومعناه الفرار، كما حكاه ابن الأعرابي، يقال: أجأ الرجل إذا فرّ، وقال الزمخشري: أجأ وسلمى جبلان عن يسار سميراء، وقد رأيتهما، شاهقان. ولم يقل عن يسار القاصد إلى مكة أو المنصرف عنها، وقال أبو عبيد السكوني: أجأ أحد جبلي طيّء وهو غربي فيد، وبينهما مسير ليلتين وفيه قرى كثيرة، قال:
ومنازل طيّء في الجبلين عشر ليال من دون فيد إلى أقصى أجإ، إلى القريّات من ناحية الشام، وبين المدينة والجبلين، على غير الجادّة: ثلاث مراحل. وبين الجبلين وتيماء جبال ذكرت في مواضعها من هذا الكتاب، منها دبر وغريّان وغسل. وبين كل جبلين يوم. وبين الجبلين وفدك ليلة. وبينهما وبين خيبر خمس ليال. وذكر العلماء بأخبار العرب أن أجأ سمّي باسم رجل وسمّي سلمى باسم امرأة. وكان من خبرهما أن رجلا من العماليق يقال له أجأ بن عبد الحيّ، عشق امرأة من قومه، يقال لها سلمى. وكانت لها حاضنة يقال لها العوجاء. وكانا يجتمعان في منزلها
حتى نذر بهما إخوة سلمى، وهم الغميم والمضلّ وفدك وفائد والحدثان وزوجها. فخافت سلمى وهربت هي وأجأ والعوجاء، وتبعهم زوجها وإخوتها فلحقوا سلمى على الجبل المسمى سلمى، فقتلوها هناك، فسمّي الجبل باسمها. ولحقوا العوجاء على هضبة بين الجبلين، فقتلوها هناك، فسمّي المكان بها. ولحقوا أجأ بالجبل المسمّى بأجإ، فقتلوه فيه، فسمّي به.
وأنفوا أن يرجعوا إلى قومهم، فسار كل واحد إلى مكان فأقام به فسمي ذلك المكان باسمه، قال عبيد الله الفقير إليه: وهذا أحد ما استدللنا به على بطلان ما ذكره النحويّون من أن أجأ مؤنثة غير مصروفة، لأنه جبل مذكّر، سمّي باسم رجل، وهو مذكر.
وكأنّ غاية ما التزموا به قول امرئ القيس:
أبت أجأ أن تسلم العام جارها، ... فمن شاء فلينهض لها من مقاتل
وهذا لا حجّة لهم فيه، لأن الجبل بنفسه لا يسلم أحدا، إنما يمنع من فيه من الرجال. فالمراد: أبت قبائل أجإ، أو سكّان أجإ، وما أشبهه، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، يدلّ على ذلك عجز البيت، وهو قوله:
فمن شاء فلينهض لها من مقاتل
والجبل نفسه لا يقاتل، والمقاتلة مفاعلة ولا تكون من واحد، ووقف على هذا من كلامنا نحويّ من أصدقائنا وأراد الاحتجاج والانتصار لقولهم، فكان غاية ما قاله: أن المقاتلة في التذكير والتأنيث مع الظاهر وأنت تراه قال: أبت أجأ. فالتأنيث لهذا الظاهر ولا يجوز أن يكون للقبائل المحذوفة بزعمك، فقلت له: هذا خلاف لكلام العرب، ألا ترى إلى قول حسان بن ثابت:
يسقون من ورد البريص عليهم ... بردى، يصفّق بالرحيق السّلسل
لم يرو أحد قط يصفّق إلا بالياء آخر الحروف لأنه يريد يصفّق ماء بردى، فرده إلى المحذوف وهو الماء، ولم يردّه إلى الظاهر، وهو بردى. ولو كان الأمر على ما ذكرت، لقال: تصفّق، لأن بردى مؤنث لم يجيء على وزنه مذكّر قط. وقد جاء الردّ على المحذوف تارة، وعلى الظاهر أخرى، في قول الله، عز وجل: وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أوهم قائلون، ألا تراه قال: فجاءها فردّ على الظاهر، وهو القرية، ثم قال: أو هم قائلون فردّ على أهل القرية وهو محذوف، وهذا ظاهر، لا إشكال فيه. وبعد فليس هنا ما يتأوّل به التأنيث، إلا أن يقال: إنه أراد البقعة فيصير من باب التّحكّم، لأن تأويله بالمذكّر ضروريّ، لأنه جبل، والجبل مذكّر، وإنه سمي باسم رجل بإجماع كما ذكرنا، وكما نذكره بعد في رواية أخرى، وهو مكان وموضع ومنزل وموطن ومحلّ ومسكن. ولو سألت كل عربيّ عن أجإ لم يقل إلا أنه جبل، ولم يقل بقعة. ولا مستند إذا للقائل بتأنيثه البتة. ومع هذا فإنني إلى هذه الغاية لم أقف للعرب على شعر جاء فيه ذكر أجإ غير مصروف، مع كثرة استعمالهم لترك صرف ما ينصرف في الشعر، حتى إن أكثر النحويين قد رجّحوا أقوال الكوفيّين في هذه المسألة، وأنا أورد في ذلك من أشعارهم ما بلغني منها، البيت الذي احتجّوا به وقد مرّ، وهو قول امرئ القيس: أبت أجأ، ومنها قول عارق الطائي:
ومن مبلغ عمرو بن هند رسالة، ... إذا استحقبتها العيس تنضى من البعد
أيوعدني، والرمل بيني وبينه! تأمّل رويدا ما أمامة من هند ومن أجإ حولي رعان، كأنها قنابل خيل من كميت ومن ورد
قال العيزار بن الأخفش الطائي، وكان خارجيا:
ألا حيّ رسم الدّار أصبح باليا، ... وحيّ، وإن شاب القذال، الغوانيا
تحمّلن من سلمى فوجّهن بالضّحى ... إلى أجإ، يقطعن بيدا مهاويا
وقال زيد بن مهلهل الطائي:
جلبنا الخيل من أجإ وسلمى، ... تخبّ نزائعا خبب الرّكاب
جلبنا كلّ طرف أعوجيّ، ... وسلهبة كخافية الغراب
نسوف للحزام بمرفقيها، ... شنون الصّلب صمّاء الكعاب
وقال لبيد يصف كتيبة النّعمان:
أوت للشباح، واهتدت بصليلها ... كتائب خضر ليس فيهنّ ناكل
كأركان سلمى، إذ بدت أو كأنّها ... ذرى أجإ، إذ لاح فيه مواسل
فقال فيه ولم يقل فيها، ومواسل قنّة في أجإ، وأنشد قاسم بن ثابت لبعض الأعراب:
إلى نضد من عبد شمس، كأنهم ... هضاب أجا أركانه لم تقصّف
قلامسة ساسوا الأمور، فأحكموا ... سياستها حتى أقرّت لمردف
وهذا، كما تراه، مذكّر مصروف، لا تأويل فيه لتأنيثه.
فإنه لو أنّث لقال: أركانها، فإن قيل هذا لا حجّة فيه لأن الوزن يقوم بالتأنيث، قيل قول امرئ القيس أيضا، لا يجوز لكم الاحتجاج به لأن الوزن يقوم بالتذكير، فيقول: أبى أجأ لكنّا صدّقناكم فاحتججنا، ولا تأويل فيها، وقول الحيص بيص:
أجأ وسلمى أم بلاد الزاب، ... وأبو المظفّر أم غضنفر غاب
ثم إني وقفت بعد ما سطرته آنفا، على جامع شعر امرئ القيس، وقد نصّ الأصمعي على ما قلته، وهو: أن اجأ موضع، وهو أحد جبلي طيّء، والآخر سلمى. وإنما أراد أهل أجإ، كقول الله، عزّ وجل:
واسأل القرية، يريد أهل القرية، هذا لفظه بعينه. ثم وقفت على نسخة أخرى من جامع شعره، قيل فيه:
أرى أجأ لن يسلم العام جاره
ثم قال في تفسير الرواية الأولى: والمعنى أصحاب الجبل لم يسلموا جارهم. وقال أبو العرماس: حدثني أبو محمد أنّ أجأ سمّي برجل كان يقال له أجأ، وسمّيت سلمى بامرأة كان يقال لها سلمى، وكانا يلتقيان عند العوجاء، وهو جبل بين أجإ وسلمى، فسمّيت هذه الجبال بأسمائهم. ألا تراه قال: سمي أجأ برجل وسميت سلمى بامرأة، فأنّث المؤنث وذكّر المذكّر. وهذا إن شاء الله كاف في قطع حجاج من خالف وأراد الانتصار بالتقليد. وقد جاء أجا مقصورا غير مهموز في الشعر، وقد تقدّم له شاهد في البيتين اللذين على الفاء، قال العجّاج:
والأمر ما رامقته ملهوجا ... يضويك ما لم يج منه منضجا
فإن تصر ليلى بسلمى أو أجا، ... أو باللوى أو ذي حسا أو يأججا
وأما سبب نزول طيّء الجبلين، واختصاصهم بسكناهما دون غيرهم من العرب، فقد اختلفت الرّواة فيه. قال ابن الكلبي، وجماعة سواه: لما تفرق بنو سبا أيام سيل العرم سار جابر وحرملة ابنا أدد بن زيد بن الهميسع قلت: لا أعرف جابرا وحرملة وفوق كل ذي علم عليم، وتبعهما ابن أخيهما طيّء، واسمه جلهمة، قلت: وهذا أيضا لا أعرفه، لأن طيّئا عند ابن الكلبي، هو جلهمة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان. والحكاية عنه، وكان أبو عبيدة، قال زيد بن الهميسع: فساروا نحو تهامة وكانوا فيما بينها وبين اليمن، ثم وقع بين طيّء وعمومته ملاحاة ففارقهم وسار نحو الحجاز بأهله وماله وتتبّع مواقع القطر، فسمّي طيّئا لطيّه المنازل، وقيل إنه سمّي طيّئا لغير ذلك، وأوغل طيّء بأرض الحجاز، وكان له بعير يشرد في كل سنة عن إبله، ويغيب ثلاثة أشهر، ثم يعود إليه وقد عبل وسمن وآثار الخضرة بادية في شدقيه، فقال لابنه عمرو: تفقّد يا بنيّ هذا البعير فإذا شرد فاتبع أثره حتى تنظر إلى أين ينتهي. فلما كانت أيام الربيع وشرد البعير تبعه على ناقة له فلم يزل يقفر أثره حتى صار إلى جبل طيء، فأقام هنالك ونظر عمرو إلى بلاد واسعة كثيرة المياه والشجر والنخيل والريف، فرجع إلى أبيه وأخبره بذلك فسار طيء بإبله وولده حتى نزل الجبلين فرآهما أرضا لها شأن، ورأى فيها شيخا عظيما، جسيما، مديد القامة، على خلق العاديّين ومعه امرأة على خلقه يقال لها سلمى، وهي امرأته وقد اقتسما الجبلين بينهما بنصفين، فأجأ في أحد النصفين وسلمى في الآخر، فسألهما طيء عن أمرهما، فقال الشيخ: نحن من بقايا صحار غنينا بهذين الجبلين عصرا بعد عصر، أفنانا كرّ الليل والنهار، فقال له طيء:
هل لك في مشاركتي إياك في هذا المكان فأكون لك مؤنسا وخلّا؟ فقال الشيخ: إنّ لي في ذلك رأيا فأقم فإن المكان واسع، والشجر يانع، والماء طاهر، والكلأ غامر. فأقام معه طيء بإبله وولده بالجبلين، فلم يلبث الشيخ والعجوز إلا قليلا حتى هلكا وخلص المكان لطي فولده به إلى هذه الغاية.
قالوا: وسألت العجوز طيّئا ممّن هو، فقال طيء:
إنّا من القوم اليمانيّينا ... إن كنت عن ذلك تسألينا
وقد ضربنا في البلاد حينا ... ثمّت أقبلنا مهاجرينا
إذ سامنا الضّيم بنو أبينا ... وقد وقعنا اليوم فيما شينا
ريفا وماء واسعا معينا
ويقال إن لغة طيء هي لغة هذا الشيخ الصّحاري والعجوز امرأته. وقال أبو المنذر هشام بن محمد في كتاب افتراق العرب: لما خرجت طيء من أرضهم من الشحر ونزلوا بالجبلين، أجإ وسلمى، ولم يكن بهما أحد وإذا التمر قد غطّى كرانيف النخل، فزعموا أن الجنّ كانت تلقّح لهم النخل في ذلك الزمان، وكان في ذلك التمر خنافس، فأقبلوا يأكلون التمر والخنافس، فجعل بعضهم يقول: ويلكم الميّث أطيب من الحيّ. وقال أبو محمد الأعرابي أكتبنا أبو الــندى قال: بينما طيء ذات يوم جالس مع ولده بالجبلين إذ أقبل رجل من بقايا جديس، ممتدّ القامة، عاري الجبلّة، كاد يسدّ الأفق طولا، ويفرعهم باعا، وإذا هو الأسود بن غفار بن الصّبور الجديسي،
وكان قد نجا من حسّان تبّع اليمامة ولحق بالجبلين، فقال لطي: من أدخلكم بلادي وإرثي عن آبائي؟
اخرجوا عنها وإلا فعلت وفعلت. فقال طيء:
البلاد بلادنا وملكنا وفي أيدينا، وإنما ادّعيتها حيث وجدتها خلاء. فقال الأسود: اضربوا بيننا وبينكم وقتا نقتتل فيه فأيّنا غلب استحقّ البلد. فاتّعدا لوقت، فقال طيء لجندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء وأمّه جديلة بنت سبيع بن عمرو ابن حمير وبها يعرفون، وهم جديلة طيء، وكان طيء لها مؤثرا، فقال لجندب: قاتل عن مكرمتك.
فقالت أمه: والله لتتركنّ بنيك وتعرضنّ ابني للقتل! فقال طيء: ويحك إنما خصصته بذلك.
فأبت، فقال طيء لعمرو بن الغوث بن طيء:
فعليك يا عمرو الرجل فقاتله. فقال عمرو: لا أفعل، وأنشأ يقول وهو أول من قال الشعر في طيء بعد طيء:
يا طيء أخبرني، ولست بكاذب، ... وأخوك صادقك الذي لا يكذب
أمن القضيّة أن، إذا استغنيتم ... وأمنتم، فأنا البعيد الأجنب
وإذا الشدائد بالشدائد مرّة، ... أشجتكم، فأنا الحبيب الأقرب
عجبا لتلك قضيّتي، وإقامتي ... فيكم، على تلك القضيّة، أعجب
ألكم معا طيب البلاد ورعيها، ... ولي الثّماد ورعيهنّ المجدب
وإذا تكون كريهة أدعى لها، ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
هذا لعمركم الصّغار بعينه، ... لا أمّ لي، إن كان ذاك، ولا أب
فقال طيء: يا بنيّ إنها أكرم دار في العرب. فقال عمرو: لن أفعل إلا على شرط أن لا يكون لبني جديلة في الجبلين نصيب. فقال له طيء: لك شرطك.
فأقبل الأسود بن غفار الجديسي للميعاد ومعه قوس من حديد ونشّاب من حديد فقال: يا عمرو إن شئت صارعتك وإن شئت ناضلتك وإلا سايفتك.
فقال عمرو: الصّراع أحبّ إليّ فاكسر قوسك لأكسرها أيضا ونصطرع. وكانت لعمرو بن الغوث ابن طيء قوس موصولة بزرافين إذا شاء شدّها وإذا شاء خلعها، فأهوى بها عمرو فانفتحت عن الزرافين واعترض الأسود بقوسه ونشّابه فكسرها، فلما رأى عمرو ذلك أخذ قوسه فركّبها وأوترها وناداه: يا أسود استعن بقوسك فالرمي أحبّ إليّ. فقال الأسود: خدعتني. فقال عمرو: الحرب خدعة، فصارت مثلا، فرماه عمرو ففلق قلبه وخلص الجبلان لطي، فنزلهما بنو الغوث، ونزلت جديلة السهل منهما لذلك. قال عبيد الله الفقير إليه:
في هذا الخبر نظر من وجوه، منها أن جندبا هو الرابع من ولد طيء فكيف يكون رجلا يصلح لمثل هذا الأمر؟ ثم الشعر الذي أنشده وزعم أنه لعمرو ابن الغوث، وقد رواه أبو اليقظان وأحمد بن يحيى ثعلب وغيرهما من الرّواة الثقات لهانىء بن أحمر الكناني شاعر جاهليّ. ثم كيف تكون القوس حديدا وهي لا تنفذ السّهم إلّا برجوعها؟ والحديد إذا اعوجّ لا يرجع البتّة. ثم كيف يصحّ في العقل أن قوسا بزرافين؟
هذا بعيد في العقل إلى غير ذلك من النظر. وقد روى بعض أهل السير من خبر الأسود بن غفار ما هو أقرب إلى القبول من هذا، وهو أنّ الأسود لما أفلت
من حسّان تبّع، كما نذكره إن شاء الله تعالى في خبر اليمامة، أفضى به الهرب حتى لحق بالجبلين قبل أن ينزلهما طيء، وكانت طيء تنزل الجوف من أرض اليمن، وهي اليوم محلّة همدان ومراد، وكان سيّدهم يومئذ أسامة بن لؤي بن الغوث بن طيء وكان الوادي مسبعة وهم قليل عددهم فجعل ينتابهم بعير في زمن الخريف يضرب في إبلهم، ولا يدرون أين يذهب، إلا أنهم لا يرونه إلى قابل، وكانت الأزد قد خرجت من اليمن أيام سيل العرم فاستوحشت طيء لذلك وقالت: قد ظعن إخواننا وساروا إلى الأرياف، فلما همّوا بالظعن، قالوا لأسامة: إن هذا البعير الذي يأتينا إنما يأتينا من بلد ريف وخصب وإنا لنرى في بعره النّوى، فلو إنا نتعهده عند انصرافه فشخصنا معه لعلنا نصيب مكانا خيرا من مكاننا. فلما كان الخريف جاء البعير فضرب في إبلهم، فلما انصرف تبعه أسامة بن لؤي بن الغوث وحبّة بن الحارث بن فطرة بن طيء فجعلا يسيران بسير الجمل وينزلان بنزوله، حتى أدخلهما باب أجإ، فوقفا من الخصب والخير على ما أعجبهما، فرجعا إلى قومهما فأخبراهم به فارتحلت طيء بجملتها إلى الجبلين، وجعل أسامة بن لؤي يقول:
اجعل ظريبا كحبيب ينسى، ... لكلّ قوم مصبح وممسى
وظريب اسم الموضع الذي كانوا ينزلون فيه قبل الجبلين، قال فهجمت طيء على النخل بالشّعاب على مواش كثيرة، وإذا هم برجل في شعب من تلك الشعاب وهو الأسود بن غفار، فهالهم ما رأوا من عظم خلقه وتخوّفوه، فنزلوا ناحية من الأرض فاستبرؤوها فلم يروا بها أحدا غيره. فقال أسامة بن لؤي لابن له يقال له الغوث: يا بنيّ إن قومك قد عرفوا فضلك في الجلد والبأس والرّمي، فاكفنا أمر هذا الرجل، فإن كفيتنا أمره فقد سدت قومك آخر الدهر، وكنت الذي أنزلتنا هذا البلد. فانطلق الغوث حتى أتى الرجل، فسأله، فعجب الأسود من صغر خلق الغوث، فقال له:
من أين أقبلتم؟ فقال له: من اليمن. وأخبره خبر البعير ومجيئهم معه، وأنهم رهبوا ما رأوا من عظم خلقه وصغرهم عنه، فأخبرهم باسمه ونسبه. ثم شغله الغوث ورماه بسهم فقتله، وأقامت طيء بالجبلين وهم بهما إلى الآن. وأما أسامة بن لؤي وابنه الغوث هذا فدرجا ولا عقب لهما.

جُرْجانُ

جُرْجانُ:
بالضم، وآخره نون قال صاحب الزيج:
طول جرجان ثمانون درجة ونصف وربع، وعرضها ثمان وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة، في الإقليم الخامس، وروى بعضهم أنها في الإقليم الرابع، وفي كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: طول مدينة جرجان ست وثمانون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها أربعون درجة، في الإقليم الخامس، طالعها النور ولها شركة في كف الخضيب ثلاث درج وست عشرة دقيقة وشركة في مرفق الدب الأصغر تحت سبع عشرة درجة وست عشرة دقيقة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان. وجرجان: مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان، فبعض يعدها من هذه وبعض يعدّها من هذه، وقيل: إن أول من أحدث بناءها يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة، وقد خرج منها خلق من الأدباء والعلماء والفقهاء والمحدثين، ولها تاريخ ألفه حمزة بن يزيد السّهمي.
قال الإصطخري: أما جرجان فإنها أكبر مدينة بنواحيها، وهي أقل ندّى ومطرا من طبرستان، وأهلها أحسن وقارا وأكثر مروءة ويسارا من كبرائهم، وهي قطعتان: إحداهما المدينة والأخرى بكراباذ، وبينهما نهر كبير يجري يحتمل أن تجري فيه السفن، ويرتفع منها من الإبريسم وثياب الإبريسم ما يحمل إلى جميع الآفاق، قال: وإبريسم جرجان بزر دودة يحمل إلى طبرستان، ولا يرتفع من طبرستان بزر إبريسم، ولجرجان مياه كثيرة وضياع عريضة، وليس بالمشرق بعد أن تجاوز العراق مدينة أجمع ولا أظهر حسنا من جرجان على مقدارها، وذلك أن بها الثلج والنخل، وبها فواكه الصرود والجروم، وأهلها يأخذون أنفسهم بالتأنى والأخلاق
المحمودة قال: وقد خرج منها رجال كثيرون موصوفون بالسّتر والسخاء، منهم: البرمكي صاحب المأمون، ونقودهم نقود طبرستان الدنانير والدراهم، وأوزانهم المنّ ستمائة درهم، وكذلك الري وطبرستان.
وقال مسعر بن مهلهل: سرت من دامغان متياسرا إلى جرجان في صعود وهبوط وأودية هائلة وجبال عالية، وجرجان مدينة حسنة على واد عظيم في ثغور بلدان السهل والجبل والبر والبحر، بها الزيتون والنخل والجوز والرمان وقصب السكر والأترج، وبها إبريسم جيد لا يستحيل صبغه، وبها أحجار كبيرة، ولها خواصّ عجيبة، وبها ثعابين تهول الناظر لكن لا ضرر لها ولأبي الغمر في وصف جرجان:
هي جنّة الدّنيا التي هي سجسج، ... يرضى بها المحرور والمقرور
سهليّة جبليّة بحريّة، ... يحتلّ فيها منجد ومغير
وإذا غدا القنّاص راح بما اشتهى ... طبّاخه، فملهّج وقدير
قبج ودرّاج وسرب تدارج، ... قد ضمّهن الظبي واليعفور
غربت بهنّ أجادل وزرازر ... وبواشق وفهودة وصقور
ونواشط من جنس ما هي أفتنت ... رأي العيون بها، وهنّ النور
وكأنما نوّارها برياضها، ... للمبصريه، سندس منشور
وللصاحب كافي الكفاة أبي القاسم في كتابه كافي الرسائل في ذمّ جرجان:
نحن والله من هوائك، يا جر ... جان، في خطّة وكرب شديد
حرّها ينضج الجلود، فإن هبّت ... شمالا تكدّرت بركود
كحبيب منافق، كلما همّ ... بوصل أحاله بالصّدود
وقال أبو منصور النيسابوري يذكر اختلاف الهواء بها في يوم واحد:
ألا ربّ يوم لي بجرجان أرعن، ... ظللت له من حرقه أتعجّب
وأخشى على نفسي اختلاف هوائها، ... وما لامرئ عما قضى الله مهرب
وما خير يوم أخرق متلوّن ... ببرد وحرّ، بعده يتلهّب
فأوّله للقرّ والجمر ينقب، ... وآخره للثلج والخيش يضرب
وكان الفضل بن سهل قد ولى مسلم بن الوليد الشاعر ضياع جرجان وضمّنه إياها بخمسمائة ألف وقد بذل فيها ألف ألف درهم، وأقام بجرجان إلى أن أدركته الوفاة ومرض مرضه الذي مات فيه فرأى نخلة لم يكن في جرجان غيرها فقال:
ألا يا نخلة بالسف ... ح من أكناف جرجان
ألا إني وإياك ... بجرجان غريبان
ثم مات مع تمام الإنشاد وقد نسب الأقيشر اليربوعي، وقيل ابن خزيم، إليها الخمر فقال:
وصهباء جرجانية لم يطف بها ... حنيف، ولم ينفر بها ساعة قدر
ولم يشهد القسّ المهيمن نارها ... طروقا، ولم يحضر على طبخها حبر
أتاني بها يحيى وقد نمت نومة، ... وقد لاحت الشّعرى وقد طلع النّسر
فقلت اصطبحها أو لغيري فأهدها، ... فما أنا بعد الشيب ويحك والخمر!
تعفّفت عنها في العصور التي مضت، ... فكيف التصابي بعد ما كمل العمر؟
إذا المرء وفّى الأربعين، ولم يكن ... له دون ما يأتي حياء ولا ستر
فدعه ولا تنفس عليه الذي أتى، ... وإن جرّ أسباب الحياة له الدهر
وكان أهل الكوفة يقولون: من لم يرو هذه الأبيات فإنه ناقص المروءة وأما فتحها فقد ذكر أصحاب السير أنه لما فرغ سويد بن مقرّن من فتح بسطام في سنة 18 كاتب ملك جرجان ثم سار إليها وكاتبه روزبان صول وبادره بالصلح على أن يؤدي الجزية ويكفيه حرب جرجان، وسار سويد فدخل جرجان وكتب لهم كتاب صلح على الجزية وقال أبو نجيد:
دعانا إلى جرجان، والرّيّ دونها، ... سواد فأرضت من بها من عشائر
وقال سويد بن قطبة:
ألا ابلغ أسيدا، إن عرضت، بأننا ... بجرجان في خضر الرياض النواضر
فلما أحسونا وخافوا صيالنا ... أتانا ابن صول، راغما، بالجرائر
وممن ينسب إليها من الأئمة أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني الأسترآباذي الفقيه أحد الأئمة، سمع يزيد بن محمد بن عبد الصمد وبكار بن قتيبة وعمار بن رجاء وغيرهم، قال الخطيب: وكان أحد أئمة المسلمين والحفّاظ بشرائع الدين مع صدق وتورّع وضبط وتيقظ، سافر الكثير وكتب بالعراق والحجاز ومصر، وورد بغداد قديما وحدث بها، فروى عنه من أهلها يحيى بن محمد بن صاعد وغيره، وقال أبو علي الحافظ: كان أبو نعيم الجرجاني أوحد ما رأيت بخراسان بعد أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة مثله وأفضل منه، وكان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد، وقال الخليلي القزويني: كان لأبي نعيم تصانيف في الفقه وكتاب الضعفاء في عشرة أجزاء، وقال حمزة بن يوسف السّهمي في تاريخ جرجان:
عبد الملك بن محمد بن عدي بن زيد الأسترآباذي سكن جرجان وكان مقدما في الفقه والحديث وكانت الرّحلة إليه في أيامه، روى عن أهل العراق والشام ومصر والثغور، ومولده سنة 242، وتوفي بأسترآباذ في ذي الحجة سنة 323 ومنها أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن المبارك الجرجاني الحافظ المعروف بابن القطان أحد أئمة الحديث والمكثرين منه والجامعين له والرّحالين فيه، رحل إلى دمشق ومصر، وله رحلتان أولاهما في سنة 297 والثمانية في سنة 305، سمع الحديث بدمشق من محمد بن خزيم وعبد الصمد بن عبد الله بن أبي زيد وإبراهيم بن دحيم وأحمد بن عمير بن جوصا وغيرهم، وسمع بحمص هبيل بن محمد وأحمد بن أبي الأخيل وزيد بن عبد الله المهراني، وبمصر أبا يعقوب إسحق المنجنيقي، وبصيدا أبا محمد المعافى بن أبي كريمة، وبصور أحمد بن بشير بن حبيب الصوري، وبالكوفة أبا العباس بن عقدة ومحمد بن الحصين بن حفص، وبالبصرة أبا خليفة الجمحي، وبالعسكر عبدان الأهوازي،
وببغداد أبا القاسم البغوي وأبا محمد بن صاعد، وببعلبكّ أبا جعفر أحمد بن هاشم وخلقا من هذه الطبقة كثيرا، وروى عنه أبو العباس بن عقدة، وهو من شيوخه، وحمزة بن يوسف السّهمي وأبو سعد الماليني وخلق في طبقتهم، وكان مصنّفا حافظا ثقة على لحن كان فيه وقال حمزة: كتب أبو محمد بن عدي الحديث بجرجان في سنة 290 عن أحمد بن حفص السعدي وغيره، ثم رحل إلى الشام ومصر وصنف في معرفة ضعفاء المحدّثين كتابا في مقدار مائتي جزء سماه الكامل قال: وسألت الدارقطني أبا الحسن أن يصنف كتابا في ضعفاء المحدثين فقال: أليس عندكم كتاب ابن عدي؟ قلت: بلى، قال: فيه كفاية لا يزاد عليه، وكان ابن عدي جمع أحاديث مالك بن أنس والأوزاعي وسفيان الثوري وشعبة وإسماعيل ابن أبي خالد وجماعة من المتقدّمين وصنف على كتاب المزني كتابا سماه الأبصار، وكان أبو أحمد حافظا متقنا لم يكن في زمانه مثله، تفرّد بأحاديث فكان قد وهب أحاديث له يتفرّد بها لبنيه عدي وأبي زرعة وأبي منصور تفرّدوا بروايتها عن أبيهم، وابنه عدي سكن سجستان وحدث بها، قال ابن عدي:
سمع مني أبو العباس بن عقدة كتاب الجعفرية عن أبي الأشعث، وحدث به عندي فقال: حدّثني عبد الله بن عبد الله، وكان مولده في ذي القعدة سنة 277، ومات غرّة جمادى الآخرة سنة 365 ليلة السبت، فصلى عليه أبو بكر الإسماعيلي ودفن بجنب مسجد كوزين، وقبره عن يمين القبلة مما يلي صحن المسجد بجرجان ومنها حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم ابن محمد، ويقال ابن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن هشام بن العباس بن وائل أبو القاسم السهمي الجرجاني الواعظ الحافظ، رحل في طلب الحديث فسمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي، وبمصر ميمون بن حمزة وأبا أحمد محمد بن عبد الرحيم القيسراني، وبتنيس أبا بكر بن جابر، وبأصبهان أبا بكر المقري، وبالرّقة يوسف بن أحمد بن محمد، وبجرجان أبا بكر الإسماعيلي وأبا أحمد بن عدي، وببغداد أبا بكر بن شاذان وأبا الحسن الدارقطني، وبالكوفة الحسن بن القاسم، وبعكبرا أحمد بن الحسن بن عبد العزيز، وبعسقلان أبا بكر محمد بن أحمد بن يوسف الخدري، روى عنه أبو بكر البيهقي وأبو صالح المؤدّب وأبو عامر الفضل بن إسماعيل الجرجاني الأديب وغير هؤلاء سمعوا ورووا قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الكتبي الهروي الحاكم: سنة 427 ورد الخبر بوفاة الثّعلبي صاحب التفسير وحمزة بن يوسف السّهمي بنيسابور ومنها أبو إبراهيم إسماعيل بن الحسن بن محمد بن أحمد العلوي الحسيني من أهل جرجان، كان عارفا بالطبّ جدّا، وله فيه تصانيف حسنة مرغوب فيها بالعربية والفارسية، انتقل إلى خوارزم وأقام بها مدة ثم انتقل إلى مرو فأقام بها، وكان من أفراد زمانه، وذكر أنه سمع أبا القاسم القشيري، وحدث عنه بكتاب الأربعين له، وأجاز لأبي سعد السمعاني، وتوفي بمرو سنة 531 وغير هؤلاء كثير.

وجبرينُ قُوْرَسْطايَا

وجبرينُ قُوْرَسْطايَا:
بضم القاف، وسكون الواو، وفتح الراء، وسكون السين المهملة، وطاء مهملة، وألف، وياء، وألف: من قرى حلب من ناحية عزاز، ويعرف أيضا بجبرين الشمالي وينسبون إليها جبراني على غير قياس منها التاج أبو القاسم أحمد ابن هبة الله بن سعد الله وسعيد بن سعد الله بن مقلد ابن أحمد بن هبة الله بن سعد الله وسعيد بن سعيد ابن صالح بن مقلد بن عامر بن عليّ بن يحيى بن أبي جعفر أحمد بن أبي عبيد أخي أبي عبادة الوليد بن عبيد البحتري الشاعر، أصلهم من جردفنة الجبراني النحوي المقري، فاضل إمام شاعر، له حلقة في جامع حلب يقرئ بها العلم والقرآن، وله ثروة ترجع إلى تناية واسعة، وسألته عن مولده فقال: في سنة 561، وقرأ النحو على أبي السخاء فتيان الحلبي وأبي الرجاء محمد بن حرب، وقرأ القرآن على الدّقاق
المغربي وأنشدني لنفسه:
ملك، إذا ما السلم شتّت ماله، ... جمع الهياج عليه ما قد فرّقا
وأكفّه تكف الــندى، فبنانه ... لولا مس الصخر الأصمّ لأورقا
وجبرين أيضا: قرية بين دمشق وبعلبك.

الجابيَةُ

الجابيَةُ:
بكسر الباء، وياء مخففة وأصله في اللغة الحوض الذي يجبى فيه الماء للإبل قال الأعشى:
كجابية الشيخ العراقي تفهق
فهو على ذا منقول، وهي قرية من أعمال دمشق ثم من عمل الجيدور من ناحية الجولان قرب مرج الصفّر في شمالي حوران، إذا وقف الإنسان في الصنمين واستقبل الشمال ظهرت له، وتظهر من نوى أيضا، وبالقرب منها تلّ يسمى تلّ الجابية، فيه حيّات صغار نحو الشبر، عظيمة النكاية، يسمّونها أمّ الصّويت، يعنون أنها إذا نهشت إنسانا صوّت صوتا صغيرا ثم يموت لوقته وفي هذا الموضع خطب عمر ابن الخطاب، رضي الله عنه، خطبته المشهورة وباب الجابية بدمشق منسوب إلى هذا الموضع، ويقال لها جابية الجولان أيضا قال الجواس بن القعطل:
أعبد المليك ما شكرت بلاءنا، ... فكل في رخاء الأمن ما أنت آكل
بجابية الجولان، لولا ابن بحدل ... هلكت، ولم ينطق لقومك قائل
وكنت إذا أشرفت في رأس رامة ... تضاءلت، إنّ الخائف المتضائل
فلما علوت الشام في رأس باذخ ... من العزّ لا يسطيعه المتناول
نفحت لنا سجل العداوة معرضا، ... كأنك عما يحدث الدهر غافل
فلو طاوعوني يوم بطنان أسلمت ... لقيس فروج منكم ومقاتل
وقال حسان بن ثابت الأنصاري:
منعنا رسول الله، إذ حلّ وسطنا، ... على أنف راض من معدّ وراغم
منعناه، لما حلّ بين بيوتنا، ... بأسيافنا من كلّ باغ وظالم
ببيت حريد عزّه وثراؤه، ... بجابية الجولان بين الأعاجم
هل المجد إلا السّودد العود والــندى، ... وجاه الملوك واحتمال العظائم؟
وروي عن ابن عباس، رضي الله عنه، أنه قال:
أرواح المؤمنين بالجابية من أرض الشام وأرواح الكفار في برهوت من أرض حضرموت.

الثوِيّةُ

الثوِيّةُ:
بالفتح ثم الكسر، وياء مشددة، ويقال الثوية بلفظ التصغير: موضع قريب من الكوفة، وقيل بالكوفة، وقيل خريبة إلى جانب الحيرة على ساعة منها، ذكر العلماء أنها كانت سجنا للنعمان بن المنذر، كان يحبس بها من أراد قتله، فكان يقال لمن حبس بها ثوى أي أقام، فسميت الثوية بذلك، وقال ابن حبّان: دفن المغيرة بن شعبة بالكوفة بموضع يقال له الثوية، وهناك دفن أبو موسى الأشعري في سنة خمسين وقال عقال يذكر الثوية:
سقينا عقالا بالثوية شربة، ... فمال بلبّ الكاهليّ عقال
ولما مات زياد بن أبي سفيان دفن بالثوية، فقال حارثة ابن بدر الغداني يرثيه:
صلى الإله على قبر وطهّره ... عند الثويّة، يسفي فوقه المور
أدّت إليه قريش نعش سيّدها، ... ففيه ما في الــنّدى، والحزم مقبور
أبا المغيرة والدّنيا مغيّرة، ... وإنّ من غرّ بالدنيا لمغرور
قد كان عندك للمعروف معرفة، ... وكان عندك للنّكراء تنكير
لم يعرف الناس، مذ كفّنت، سيّدهم، ... ولم يجلّ ظلاما عنهم نور
والناس بعدك قد خفّت حلومهم، ... كأنما نفخت فيها الأعاصير
لا لوم على من استخفّه حسن هذا الشعر فأطال من كتبه وقال أبو بكر محمد بن عمر العنبري:
سل الركب عن ليل الثويّة: من سرى ... أمامهم يحدو بهم وبهم حادي
وقد ذكرها المتنبي في شعره.

اثر

اثر

1 أَثَرَ خُفَّ البَعِيرِ, aor. ـُ inf. n. أَثْرٌ, He made an incision in the foot of the camel [in order to know and trace the footprints]; as also ↓ أثّرهُ. (M.) And أَثَرَ البَعِيرِHe made a mark upon the bottom of the camel's foot with the iron instrument called مِئْثَرَةin order that the footprints upon the ground might be known: (T, TT:) or he scraped the inner [i. e. under] part of the camel's foot with that instrument in order that the footprints might be traced. (S.) A2: أَثَرَ الحَدِيثَ, (T, S, M, A, &c.,) عَنِ القَوْمِ, (M,) aor. اَثُرَ(S, M, Msb, K) and اَثِرَ, (M, K,) inf. n. أَثْرٌ(T, S, M, Msb, K) and أَثَارَهٌand أُثْرَهٌ, (M, K,) the last from Lh, but in my opinion, [says ISd,] it is correctly speaking a subst., and syn. with مَأْثُرَهٌand مَأْثَرَهٌ, (M,) He related, or recited, the tradition, narrative, or story, as received, or heard, from the people; transmitted the narrative, or story, by tradition, from the people: (T, S, * M, A, L, Msb, * K: *) or he related that wherein they had preceded [as narrators: so I render أَنْبَأَهُمْ بِمَا سَبَقُوا فِيهِ, believing همto have been inserted by a mistake of a copyist in the M, and hence in the L also:] from الأَثَرُ. (M, L.) [See أَثَرٌ.] You say also, أثَرَ عَنْهُ الكَذِبَ, meaning He related, as heard from him, what was false. (L, from a trad.) b2: أَثْرٌ, aor. ـُ (M,) inf. n. أَثْرٌ, (M, K.) also signifies Multum inivit camelus camelam. (M, K.) A3: أَثِرَ لِلْأَمْرِ, aor. ـَ He applied, or gave, his whole attention to the thing, or affair, having his mind unoccupied by other things. (K.) A4: أَثِرَ عَلَي الْأَمْرِHe determined, resolved, or decided, upon the thing, or affair. (T, K.) A5: لَقَدْ أَثِرْتُ أَنْ أَفْعَلَ كَذَا و كَذَا, (Lth, T, L,) inf. n. أَثْرٌand أَثَرٌ, (L,) I have assuredly purposed to do such and such things. (Lth, T, L.) A6: See also 4.

A7: And see 10.2 أثّر فِيهِ, inf. n. تَأْثِيرٌ, He, or it, made, (Msb,) or left, (M, K,) or caused to remain, (S,) an impression, or a mark, or trace, upon him, or it. (S, * M, Msb, K. *) It is said of a sword, [meaning It made, or left, a mark, or scar, upon him, or it,] and in like manner of a blow. (T, TA.) [Whence,] أَثَّرَ فِى عِرْضِهِcross; [He scarred his honour]. (K in art. وخش.) You say also, أَثَّرَ بِوَجْهِهِ وَبِجَبِينِهِ السُّجُودُ [Prostration in prayer made, or left, a mark, or marks, upon his face and upon his forehead]. (T, * TA.) See also 1, first sentence.

A2: He, or it, made an impression, or produced an effect, upon him, or it; impressed, affected, or influenced, him, or it. (The Lexicons passim.) A3: أَثَّرَ كَذَا بِكَذَا, (T, TT,) or ↓ آثَرَ, (K,) He, or it, made such a thing to be followed by such a thing. (T, TT, K. *) 4 آثَرَ see 2, last sentence.

A2: [Hence, app.,] آثرهُ, (As, T, M, Msb,) inf. n. إِيثَارٌ, (As, T,) He preferred him, or it. (As, T, M, Msb, TA.) Yousay, آثرهُ عَلَيْهِ He preferred him before him: so in the Kur xii. 91. (As, M.) And آثَرْتُ فُلاَنًا عَلَى نَفْسِى [I preferred such a one before myself], from الإِيثَار. (S.) And قَدْ آثَرْتُكَ I have preferred for thee it; I have preferred to give thee it, rather than any other thing. (T.) and آثَرَ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا He preferred doing such a thing; as also ↓ أَثِرَ, inf. n. أَثَرٌ; and أَثَرَ. (M.) A3: آثر also signifies He chose, or elected, or selected. (K.) A4: And آثِرهُ He honoured him; paid him honour. (M, K.) 5 تأثّر It received an impression, or a mark, or trace; became impressed, or marked. (Msb.) A2: He, or it, had an impression made, or an effect produced, upon him, or it; became impressed, affected, or influenced. (The Lexicons passim.) A3: See also 8.8 ائْتَثَرَهُ, [written with the disjunctive alif اِيتَثَرَهُ,] and ↓ تأثّرهُ, He followed his footsteps: (M, K:) or did so diligently, or perseveringly. (TA.) 10 استأثر عَلَى أَصْحَابِهِ; (ISk, S, K;) and عَلَيْهِمْ ↓ أَثِرَ, aor. ـَ (K;) He chose for himself [in preference to his companions] (ISk, S, K) good things, (K,) in partition, (TA,) or good actions, and qualities of the mind. (ISk, S.) And استأثر بالشَّىْءِ, (S, K,) or الشَّىْءَ, (Msb,) He had the thing to himself, with none to share with him in it: (S, Msb, K:) and the former signifies he appropriated the thing to himself exclusively, (M, K,) عَلَى غَيْرِهِin preference to another or others. (M.) It is said in a trad., إِذَا اسْتَأْثَرَ اللّٰهُ بِشَىْءٍ فَالْهَ عَنُهُ When God appropriateth a thing to Himself exclusively, then be thou diverted from it so as to forget it. (M.) And one says, اِسْتأْثَرَ اللّٰهُ بِفُلَانٍ, (and فُلَانًا, TA,) [God took such a one to Himself,] when a person has died and it is hoped that he is forgiven. (S, M, A, K.) أَثْرٌ, (Az, T, S, A, L, K, &c.,) said by Yaakoob to be the only form known to As, (S,) and ↓ أَثَرٌ, which is a form used by poetic licence, (M, L,) and ↓ أثْرَةٌ, (M, L, K,) and ↓ أُثُرٌ, (M,) and ↓ أُثُرٌ, which is in like manner a sing., not a pl., (T, L,) and ↓ أثْرَةٌ, (El-Leblee,) and ↓ أَثِيرْ, (K,) The diversified wavy marks, streaks, or grain, of a sword; syn. فِرِنْدٌ; (As, T, S, M, A, L, K;) and تَسَلْسُلٌ; and دِيبَاجَةُ; (Az, T;) and its lustre, or glitter: (M, L:) pl. [of the first] أُثُرْ: (T, M, L, K:) the pl. of أُثْرَةٌ is أُثَرٌ. (El-Leblee.) Khufáf Ibn-Nudbeh Es-Sulamee says, [describing swords,] جَلَاهَا الصَّيْقَلُونَ فَإَخْلَصُوهَا خِفَافاً كُلُّهَا يَتْقِى بِأَثْرِ [The furbishers polished them, and freed them from impurities, making them light: each of them preserving itself from the evil eye by means of its lustre]: i. e., each of them opposes to thee its فِرِنْد: (S, L:) يَتْقِى is a contraction of يَتَّقِى; and the meaning is, when a person looks at them, their bright rays meet his eye, so that he cannot continue to look at them. (L.) أُثْرٌ The scar of a wound, remaining when the latter has healed; (As, Sh, T, S, M, K;) as also ↓ أُثُرٌ(S, K) and ↓ أَثَرٌ: (Sh, T:) pl. آثَارٌ, though properly إِثَارٌ, with kesr to the ا [but why this is said, I do not see; for آثَارٌis a regular pl. of all the three forms of the sing.;] and إُثُورٌmay be correctly used as a pl. (Sh, T, L.) A2: A mark made with a hot iron upon the inner [i. e. under] part of a camel's foot, by which to trace his footprints: (M, K:) pl. أُثُورٌ. (M.) [See also أُثْرَةٌ.]

A3: Lustre, or brightness, of the face; as also ↓ أُثُرٌ. (M, K.) A4: See أَثْرٌ.

A5: See also إِثْرٌ.

إِثْرٌ: see أَثَرٌ, in three places: b2: and أَثْرٌ: b3: and see آثِرٌ, in two places.

A2: Also, (S, M, K,) and ↓ أُثْرٌ, (M, K,) but the latter is disallowed by more than one authority, (TA,) What is termed the خُلَاصَة[q. v.] of clarified butter: (S, M, K:) or, as some say, the milk when the clarified butter has become separated from it. (M.) [See also قِشْدَةٌ.]

أَثَرٌ A remain, or relic, of a thing; (M, Msb, K;) as of a house; as also ↓ أَثَارَةٌ: (Msb:) a trace remaining of a thing; and of the stroke, or blow, of a sword: (S:) see also أُثْرٌ: a sign, mark, or trace; opposed to the عَيْن, or thing itself: (TA:) a footstep, vestige, or track; a footprint; the impression, or mark, made by the foot of a man [&c.] upon the ground; as also ↓ إِثْرٌ: and an impress, or impression, of anything: (El-Wá'ee:) pl. آثَارٌح (M, Msb, K) and إُثُورٌ. (M, K.) [The sing. is also frequently used in a pl. sense: and the former of these pls. is often used to signify Remains, or monuments, or memorials, of anti-quity, or of any past time.] It is said in a prov., لَا أَطْلُبُ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍI will not seek a trace, or vestige, [or, as we rather say in English, a shadow,] after suffering a reality, or substance, to escape me: or, as some relate it, لَا تَطْلُبْ seek not thou. (Har pp. 120 and 174.) And one says, قَطَعَ اللّٰهُ أَثَرَهُ [May God cut short his footsteps]: meaning may God render him crippled: for when one is crippled, his footsteps cease. (TA.) And فُلَانٌ لَيَصْدُقُ أَثَرُهُ, and أَثَرَهُ, Such a one, if asked, will not tell thee truly whence he comes: (M in art. صدق:) a prov. said of a liar. (TA.) and خَرَجْتُ, (S, M, * K,) and جَئْتُ, (El-Wá'ee, Msb,) فيِ أَثَرِهِ, and ↓, في إِثْرِهِ, (T, S, M, Msb, K,) the former of which is said by more than one to be the more chaste, (TA,) [but the latter seems to be the more common,] and عَلَى أَثَرِهِ, and ↓ على إِثْرِهِ, (El-Wá'ee, Msb,) I went out, (S, &c.,) and I came, (El-Wá'ee, Msb,) after him: (M, A, K:) or at his heel: (Expos. of the Fs:) or following near upon him, or hard upon him, or near after him, or following him nearly: (Msb:) as though treading in his footsteps. (El-Wá'ee.) and أَثَرَ ذِى أَثِيرَيْنِ: see آثِرٌ. (K.) b2: An impress or impression, a mark, stamp, character, or trace, in a fig. sense; an effect. (The Lexicons passim.) You say, عَلَى مَاشِيَتِهِ أَثَرٌ حَسَنٌUpon his camels, or sheep, or goats, is an impress of a good state, or condition; of fatness, and of good tending; like إِصْبَعٌ. (TA in art. صبع.) And إِنَّهُ لَحَسَنُ الأَثَرِفِى مَالِهِ Verily he has the impress of a good state, or condition, in his camels, or sheep, or goats; like حَسَنُ الإِصْبَعِ, and المَسِ. (TA ubi suprà.) and عَلَيْهِ أَثَرُ كَذَا He, or it, bears the mark, stamp, character, or trace, of such a thing. (The Lexicons passim.) b3: [The pl.] آثَارٌ also signifies Signs, or marks, set up to show the way. (K.) b4: Also the sing., i. q. أَثْرٌ, q. v. (M, L.) b5: Also i. q. خَبَرٌ [both of which words are generally held to be syn., as meaning A tradition, or narration relating or describing a saying or an action &c., of Mo-hammad]: (M, K:) or, accord. to some, the former signifies what is related as received from [one or more of] the Companions of Mohammad; (TA;) but it may also be applied to a saying of the Prophet; (Kull p. 152;) and the latter, what is from Mohammad himself; (TA;) or from another; or from him or another: (Kull p. 152:) or the former signifies i. q. سُنَّةٌ[a practice or saying, or the practices and sayings collectively, of Mo-hammad, or any other person who is an authority in matters of religion, namely, any prophet, or a Companion of Mohammad, as handed down by tradition]: (S, A:) pl. آثَارٌ. (S, M.) You say, وَجَدْتُهُ فِي الأَثَرِ [I found it in the traditions of the practices and sayings of the Prophet; &c.]: and فُلَانٌ مِنْ حَمَلَةِ الآثَارِ[Such a one is of those who bear in their memories, knowing by heart, the traditions of the practices and sayings of the Prophet; &c.]. (A.) b6: A man's origin; as in the sayings, مَا يُدْرَى لَهُ أَيْنَ أَثَرٌIt is not known where was his origin; and مَا يُدْرَى لَهُ مَا أثَرٌIt is not known what is his origin. (Ks, Lh, M.) b7: The term, or period, of life: so called because it follows life: (Msb, TA:) or from the same word as signifying the print of one's foot upon the ground; because when one dies, his footprints cease to be seen. (TA.) b8: [For the former of these two reasons,] آثَارَهُمْ in the Kur xxxvi. 11 means The rewards and punishments of their good and evil lives. (M, L.) A2: آثَارٌ is also a pl. of ثَأْرٌ, q. v.; formed by transposition from أَثْآرٌ. (Yaa-Koob, and M in art. ثأر.) أَثُرٌ A man who chooses for himself [in preference to his companions] (ISk, S, M, K) good things, (K,) in partition, (M, TA,) or good actions, and qualities of the mind; (ISk, S;) as also ↓ أَثِرٌ (M, K.) أَثِرٌ: see أَثُرٌ.

أُثُرٌ: see أُثْرٌ, in two places: b2: and see أَثْرٌ.

أَثُرٌ: see أَثَارَةٌ.

أُثْرَةٌ: see أَثَارَةٌ. b2: A mark which is made by the Arabs of the desert upon the inner [i. e. under] part of a camel's foot; as also ↓ تَأْثُورٌ, and, accord. to some, ↓ تُؤْثُورَهُ, whence one says, رَأَيْتُ أُثْرَتَهُ, and ↓ تُؤْثُورَهُ, I saw the place of his footsteps upon the ground: (M:) or the abrasion of the inner [i. e. under] part of a camel's foot with the instrument of iron called مِئْثَرَةand تُؤْثُور, in order that his footprints may be traced. (S.) [See also أُثْرٌ.] b3: See also أَثْرٌ. b4: And see مَأْثُرَةٌ. b5: Preference. (A.) You say, لَهُ عِــنْدِى أُثْرَةٌ He has a preference in my estimation. (A.) and هُوَ ذُو أُثْرَةٍ عِنْدَ الأَمِيرِHe has a preference in the estimation of the prince, or commander. (A.) And فُلَانٌ ذُو أُثْرَةٍ عِنْدَ فُلَانٍ, (TA,) or ↓ أَثَرَةٍ, (T,) Such a one is a favourite with such a one. (T, TA.) See also أَثَرَةٌ, in two places. b6: أُثْرَةَ ذِى أَثِيرٍ: see آثِرٌ.

A2: Dearth, scarcity, drought, or sterility, (جَدْبٌ[in the CK جَذْب],) and an unpleasant state or condition. (M, K.) إِثْرَةٌ: see أَثَرَةٌ. b2: إِثْرَةً: see آثِرٌ.

أَثَرَةٌ: see أَثَارَةٌ. b2: A subst. [signifying The appropriation of a thing or things to oneself exclusively: the having a thing to oneself, with none to share with him in it:] from اِسْتَأْثَرَ بِالشَّىْءِ. (S, M.) And, as also ↓ أُثْرَةٌand ↓ إِثْرَةٌand ↓ إُثْرَى, The choice for oneself [in preference to his companions] of good things, (M, * K, * TA,) in partition; (M, TA;) the choice and preference of the best of things, and taking it, or them, for oneself: (TA:) the pl. of the second is أُثَرٌ. (TA.) You say, أَخَذَهُ بِلَا أَثَرَةٍ, and ↓ بلا أُثْرَةٍ, [&c.,] He took it without a choice and preference of the best of the things, and the taking the best for himself. (T, TA.) And a poet says, فَقُلْتَ لَهُ يَا ذِئْبُ هَلْ لَكَ فىِ أَخٍ عَلَيْكَ وَلَا بُخْلِ ↓ يُؤَاسِي بِلَا أُثْرَي [And I said to him, O wolf, hast thou a desire for a brother who will share without choice of the best things for himself in preference to thee, and without niggardness?]. (M, TA.) See also أُثْرَةٌ.

أُثْرَى: see أَثَرَةٌ, in two places.

أَثِيرٌ: see أَثَرَةٌ. b2: [That makes a large footprint, or the like.] You say, دَابَّةٌ أَثِيَرةٌ A beast that makes a large footprint upon the ground with its hoof, (Az, S, M, K,) or with its soft foot, such as that of the camel. (Az, S.) b3: A man possessing power and authority; honoured: pl. أُثَرَآءُ: fem. أَثِيرَةٌ. (M.) b4: فُلَانٌ أَثِيرِى Such a one is my particular friend: (S, K:) or is the person whom I prefer. (A.) فُلَانٌ أَثِيرٌعِنْدَ فُلَانٍSuch a one is a favourite with such a one. (T.) b5: آثِرَ ذِى أَثِيرٍ, and أَوَّلَ ذِى أَثِيرٍ, &c.: see آثِرٌ. b6: شَىْءٌ كَثِيرٌ أَثِيرٌ [A thing very abundant, copious, or numerous]: اثيرis here an imitative sequent, (S, K, *) like بَثِيرٌ. (S.) A2: الأَثِيرُ ὁ αἰθήρ, The ether;] the ninth, which is the greatest, sphere, which rules over [all] the other spheres: [said to be] so called because it affects the others (يُؤَثِرُ فِى غَيْرِهِ). (MF.) [It is also called فَلَكُ الأَطْلَسِ, and فَلَكُ العَرْشِ; and is said to be next above that called فَلَكُ الكُرْسِىِّ.]

أَثَارَةٌ: see أَثَرٌ. You say, سَمِنَتِ الإبِلُ عَلَى أَثَارَةٍ, (S, M, *) or على أَثَارَةٍ مِنْ شَحْمٍ, (A,) The camels acquired fat, upon, or after, remains of fat. (S, M, * A.) And غَضِبَ عَلَي أَثَارَةٍ قِبْلَ ذَاكَ He became angry the more, having been angry before that. (Lh, M.) And أَغْضَبَنِي فُلَانٌ عَلَى أَثَارَةِ غَضَبٍ Such a one angered me when anger yet remained in me. (A.) And أَثَارَةٌ مِنْ عِلْمٍ, and ↓ أَثَرَةٌ, (T, S, M, K,) and ↓ أُثْرَةٌ, (M, K,) or ↓ أَثْرَةٌ, (T,) the first of which is the most approved, (M,) and is [originally] an inf. n., [see أَثَرَ الآحَدِيثَ,] (T,) signify A remain, or relic, of knowledge, (Zj, T, S, M, K, and Jel in xlvi. 3 of the Kur,) transmitted, or handed down, (K, Jel,) from the former generations: (Jel:) or what is transmitted, or handed down, of knowledge: (Zj, M:) or somewhat transmitted from the writings of the former generations: (TA:) by the knowledge spoken of [in the Kur ubi suprà] is meant that of writing, which was given to certain of the prophets. (I'Ab.) آثِرٌ One who relates, or recites, a tradition, narrative, or story, or traditions, &c., as received, or heard, from another, or others; a narrator thereof. (T, S, * L.) The saying of 'Omar, on his being forbidden by Mohammad to swear by his father, مَا حَلَفْتُ بِهِ ذَاكِراً وَلَا آثِرًا, means I did not swear by him uttering (the oath) as proceeding in the first instance from myself, nor repeating (it) as heard from another particular person. (A'Obeyd, T, S, TA.) b2: أَفْعَلُ هذَا آثِرًا مَّا, (IAar, T, S, K,) and آثِرًاwithout ما, (IAar, T,) and ↓ آثِرَ ذِى أَثِيرٍ, (S, K,) mean I will do this the first of every thing. (S, K. *) And in like manner, after لَقِيتُهُ[I met him, or it], one says, آثِرًا مَّا, [and ↓ آثِرَ ذِى أَثِيرٍ,] and ↓ أَوَّلَ ذِى أَثِيرٍ, (M, K,) and آثِرَ ذَاتِ يَدِى, (M,) or ذَاتِ يَدَيْنِ, (K,) and ذِى يَدَيْنِ, (IAar, M, K,) and ↓ أَثِيرَةَ ذِى أَثِيرٍ, and ↓ ذِى أثِيرَيْنِ ↓ إُثْرَةَ, (K,) and ↓ آثِرَ ذِى أَثِيرَيْنِ, (M, as from Lh,) or ↓ ذِى أَثِيرَيْنِ ↓ أَثَرَ, (K,) and ↓ ذِى أَثِيرَيْنِ, ↓ إِثْرَ and مَّا ↓ إِثْرَةً : (Lh, M, K:) or, as some say, ↓ الأَثِيرُsignifies the daybreak, or down; and ↓ ذُو أَثِيرٍ, the time thereof. (M, TA.) Fr says that اِبْدَأْ بِهذَا آثِرًا مَّا, and ↓ آثِرَ ذِى أَثِيرٍ, and ↓ أَثِيرَ ذِى أَثِيرٍ, signify Begin thou with this first of every thing. (TA.) One says also, اِفْعَلْهُ, آثِرًا مَّا, (T, M, TA,) and مَّا ↓ إِثْرًا, (M, TA,) meaning Do thou it [at least], if thou do nothing else: (T, M, TA:) or, as some say, do thou it in preference to another thing, or to other things: ماbeing redundant, but [in this case] not to be omitted, because [it is a corroborative, and] the meaning of the phrase is, do thou it by choice, or preference, and with care. (M, TA.) Mbr says that the phrase خُذْ هذَا آثِرًا مَّاmeans Take thou this in preference; i. e., I give it thee in preference; as though one desired to take, of another, one thing, and had another thing offered to him for sale: and ماis here redundant. (T, TA.) تَأْثُورٌ: see آُثْرَةٌ.

تُؤْثُورٌ: see آثْرَةٌ, in two places: and see مِئْثَرَةٌ, in two places.

مَأثُرَةٌ (T, S, M, K, &c.) and مَأْثَرَةٌ (S, M, K) and ↓ أُثْرَةٌ(M, K) A generous quality or action; (Az, S;) so called because related, or handed down, by generation from generation: (S:) or a generous quality that is inherited by generation from generation: (M, K:) a generous quality, or action, related, or handed down by tradition from one's ancestors: (A:) a cause of glorying: (Az:) and precedence in أُثْرَةٌ[or grounds of pretension to respect, &c.]: pl. of the first and second, حَسَب. (Az, T.) مِئْثَرَةٌand ↓ تُؤْثُورٌ An iron instrument (S, M, K) with which the bottom of a camel's foot is marked, in order that his footprints upon the ground may be known: (M:) or, with which the inner [i. e. under] part of a camel's foot is scraped, in order that his footprints may be traced: (S, K:) or ↓ تؤثورhas a different meaning, explained above, voce أُثْرَةٌ. (M.) The مِيثَرَةof a horse's saddle is without hemz. (S.) مَأْثُورٌ A camel having a mark made upon the bottom of his foot with the iron instrument called مِئْثَرَة, in order that his footprints upon the ground may be known: (T:) or having the inner [i. e. under] part of his foot scraped with that instrument, in order that his footprints may be traced. (S.) b2: A sword having in its مَتْن[or broad side; or the middle of the broad side, of the blade,] diversified wavy marks, streaks, or grain, or lustre or glitter: (M, K: [in some copies of the latter of which, instead of أَثْرٌ, I find أَثَرٌ:]) or having its متنof female, or soft, iron, and its edge of male iron, or steel: (K:) or that is said to be of the fabric of the jinn, or genii; (S, M, K*) and not from الأَثْر, as signifying الفِرِنْد: (S, M:) so says As: (S:) [ISd says,] مأثورis in my opinion a pass. part. n. that has no verb: (M:) or it signifies an ancient sword, which has passed by inheritance from great man to great man. (A.) b3: A tradition, narrative, or story, handed down from one to another, from generation to generation. (T, S, A.)

تَنَسُ

تَنَسُ:
بفتحتين والتخفيف، والسين مهملة قال أبو عبيد البكري: بين تنس والبحر ميلان، وهي آخر إفريقية مما يلي المغرب، بينها وبين وهران ثماني مراحل وإلى مليانة في جهة الجنوب أربعة أيام وإلى تيهرت خمس مراحل أو ستّ قال أبو عبيد: هي مدينة مسوّرة حصينة داخلها قلعة صغيرة صعبة المرتقى ينفرد بسكناها العمال لحصانتها، وبها مسجد جامع وأسواق كثيرة، وهي على نهر يأتيها من جبال على مسيرة يوم من جهة القبلة ويستدير بها من جهة الشرق ويصبّ في البحر وتسمى تنس الحديثة، وعلى البحر حصن ذكر أهل تنس أنه كان القديم المعمور قبل هذه الحديثة، وتنس الحديثة أسسها وبناها البحريون من أهل الأندلس، منهم الكركدنّ وابن عائشة والصقر وصهيب وغيرهم، وذلك في سنة 262، وسكنها فريقان من أهل الأندلس: من أهل البيرة وأهل تدمير، وأصحاب تنس من ولد إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، وكان هؤلاء البحريون من أهل الأندلس يشتون هناك إذا سافروا من الأندلس في مرسى على ساحل البحر فيجتمع إليهم بربر ذلك القطر ويرغبونهم في الانتقال إلى قلعة تنس ويسألونهم أن يتخذوها سوقا ويجعلوها سكنى، ووعدوهم بالعون وحسن المجاورة، فأجابوهم إلى ذلك وانتقلوا إلى القلعة وانتقل إليهم من جاورهم من أهل الأندلس، فلما دخل عليهم الربيع اعتلّوا واستوبؤوا الموضع، فركب البحريون من أهل الأندلس مراكبهم وأظهروا لمن بقي منهم أنهم يمتارون لهم ويعودون، فحينئذ نزلوا قرية بجاية ويغلبوا عليها، ولم يزل الباقون في تنس في تزايد ثروة وعدد، ودخل إليهم أهل سوق إبراهيم، وكانوا في أربعمائة بيت، فوسع لهم أهل تنس في منازلهم وشاركوهم في أموالهم وتعاونوا على البنيان واتخذوا الحصن الذي فيها اليوم، ولهم كيل يسمونه الصحفة، وهي ثمانية وأربعون قادوسا، والقادوس: ثلاثة أمداد بمد النبي، صلى الله عليه وسلم، ورطل اللحم بها سبع وستون أوقية، ورطل سائر الأشياء اثنتان وعشرون أوقية، ووزن قيراطهم ثلث درهم عدل بوزن قرطبة وقال سعد ابن أشكل التيهرتي في علته التي مات منها بتنس:
نأى النوم عني واضمحلّت عرى الصبر، ... وأصبحت عن دار الأحبّة في أسر
وأصبحت عن تيهرت في دار غربة، ... وأسلمني مرّ القضاء من القدر
إلى تنس دار النحوس، فإنها ... يساق إليها كلّ منتقص العمر
هو الدهر والسيّاف والماء حاكم، ... وطالعها المنحوس صمصامة الدهر
بلاد بها البرغوث يحمل راجلا، ... ويأوي إليها الذئب في زمن الحشر
ويرجف فيها القلب، في كل ساعة، ... بجيش من السودان يغلب بالوفر
ترى أهلها صرعى دوى أمّ ملدم، ... يروحون في سكر ويغدون في سكر
وقال غيره:
أيّها السائل عن أرض تنس، ... مقعد اللّؤم المصفّى والدّنس
بلدة لا ينزل القطر بها، ... والــندى في أهلها حرف درس
فصحاء النطق في لا أبدا، ... وهم في نعم بكم خرس
فمتى يلمم بها جاهلها ... يرتحل عن أهلها، قبل الغلس
ماؤها، من قبح ما خصّت به، ... نجس يجري على ترب نجس
فمتى تلعن بلادا مرة، ... فاجعل اللعنة دأبا لتنس
وقال أبو الربيع سليمان الملياني: مدينة تنس خرّبها الماء وهدمها في حدود نيف وعشرين وستمائة، وقد تراجع إليها بعض أهلها ودخلها في تلك المدة، وهم ساكنون بين الخراب وقد نسبوا إلى تنس إبراهيم ابن عبد الرحمن التنسي، دخل الأندلس وسكن مدينة الزهراء، وسمع من أبي وهب بن مسرة الحجازي وأبي عليّ القالي، وكان في جامع الزهراء يفتي، ومات في صدر شوال سنة 307.

دُنْباوَنْد

دُنْباوَنْد:
بضم أوله، وسكون ثانيه، وبعده باء موحدة، وبعد الألف واو ثم نون ساكنة، وآخره دال، لغة في دباوند: وهو جبل من نواحي الرّيّ، وقد ذكر في دباوند، ودنباوند في الإقليم الرابع، طولها خمس وسبعون درجة ونصف، وعرضها سبع وثلاثون درجة وربع. ودنباوند أيضا:
جبل بكرمان ذكرته في بلد يقال له دمندان، فأما الذي في الريّ فقال ابن الكلبي: إنما سمي دنباوند لأن أفريدون بن اثفيان الأصبهاني لما أخذ الضحّاك بيوراسف قال لأرمائيل وكان نبطيّا من أهل الزاب اتخذه الضحاك على مطابخه فكان يذبح غلاما ويستحيي غلاما ويسم على عنقه ثم يأمره فيأتي المغارة فيما بين قصران وخويّ ويذبح كبشا فيخلطه بلحم الغلام، فلما أراد أفريدون قتله قال:
أيها الملك إن لي عذرا، وأتى به المغارة وأراه صنيعه فاستحسن أفريدون ذلك منه وأراد قتله بحجة فقال: اجعل لي غذاء لا تجعل لي فيه بقلا ولا لحما، فجعل فيه أذناب الضأن وأحضر له وهو بدنباوند لحبس الضحّاك به، فاستحسن أفريدون ذلك منه وقال له: دنباوندى أي وجدت الأذناب فتخلّصت بها مني، ثم قال أفريدون: يا أرمائيل قد أقطعتك صداء الخيل ووهبت لك هؤلاء الذين وسمت، فأنت وسمان، وسمى الأرض التي وجد
فيها القوم دشت پي أي سمة وعقب، فسميت دست پي الكورة المعروفة بين الري وهمذان وقزوين، وقرأت في رسالة ألّفها مسعر بن مهلهل الشاعر ووصف فيها ما عاينه في أسفاره فقال: دنباوند جبل عال مشرف شاهق شامخ لا يفارق أعلاه الثلج شتاء ولا صيفا ولا يقدر أحد من الناس أن يعلو ذروته ولا يقاربها، ويعرف بجبل البيوراسف، يراه الناس من مرج القلعة ومن عقبة همذان، والناظر إليه من الرّيّ يظن أنه مشرف عليه، وأن المسافة بينهما ثلاثة فراسخ أو اثنان، وزعم العامّة أن سليمان بن داود، عليه السلام، حبس فيه ماردا من مردة الشياطين يقال له صخر المارد، وزعم آخرون أن أفريدون الملك حبس فيه البيوراسف، وأن دخانا يخرج من كهف في الجبل يقول العامة إنه نفسه، ولذلك أيضا يرون نارا في ذلك الكهف يقولون إنها عيناه وإن همهمته تسمع من ذلك الكهف، فاعتبرت ذلك وارتصدته وصعدت في ذلك الجبل حتى وصلت إلى نصفه بمشقّة شديدة ومخاطرة بالنفس وما أظن أن أحدا تجاوز الموضع الذي بلغت إليه بل ما وصل إنسان إليه فيما أظن، وتأملت الحال فرأيت عينا كبريتية وحولها كبريت مستحجر، فإذا طلعت عليه الشمس والتهبت ظهرت فيه نار، وإلى جانبه مجرى يمر تحت الجبل تخترقه رياح مختلفة فتحدث بينها أصوات متضادّة على إيقاعات متناسبة فمرّة مثل صهيل الخيل ومرّة مثل نهيق الحمير ومرّة مثل كلام الناس، ويظهر للمصغي إليه مثل الكلام الجمهوريّ دون المفهوم وفوق المجهول يتخيل إلى السامع أنه كلام بدويّ ولغة إنسيّ، وذلك الدخان الذي يزعمون أنه نفسه بخار تلك العين الكبريتية، وهذه حال تحتمل على ظاهر صورة ما تدعيه العامة، ووجدت في بعض شعاب هذا الجبل آثار بناء قديم، وحولها مشاهد تدل على أنها مصايف بعض الأكاسرة، وإذا نظر أهل هذه الناحية إلى النّمل يدّخر الحبّ ويكثر من ذلك علموا أنها سنة قحط وجدب، وإذا دامت عليهم الأمطار وتأذّوا بها وأرادوا قطعها صبّوا لبن المعز على النار فانقطعت، وقد امتحنت هذا من دعواهم دفعات فوجدتهم فيه صادقين، وما رأى أحد رأس هذا الجبل في وقت من الأوقات منحسرا عن الثلج إلّا وقعت الفتنة وهريقت الدماء من الجانب الذي يرى منحسرا، وهذه العلامة أيضا صحيحة بإجماع أهل البلد، وبالقرب من هذا الجبل معدن الكحل الرازي والمرتك والأسرب والزاج، هذا كله قول مسعر، وقد حكي قريبا من هذا علي بن زين كاتب المازيار الطبري، كان حكيما محصّلا وله تصانيف في فنون عدّة، قريبا من حكاية مسعر قال: وجّهنا جماعة من أهل طبرستان إلى جبل دنباوند وهو جبل عظيم شاهق في الهواء يرى من مائة فرسخ وعلى رأسه أبدا مثل السحاب المتراكم لا ينحسر في الصيف ولا في الشتاء ويخرج من أسفله نهر ماؤه أصفر كبريتي زعم جهال العجم أنه بول البيوراسف، فذكر الذين وجهناهم أنهم صعدوا إلى رأسه في خمسة أيام وخمس ليال فوجدوا نفس قلّته نحو مائة جريب مساحة، على أن الناظر ينظر إليها من أسفل الجبل مثل رأس القبة المخروطة، قالوا: ووجدنا عليها رملا تغيب فيه الأقدام، وإنهم لم يروا عليها دابة ولا أثر شيء من الحيوان، وإنّ جميع ما يطير في الجوّ لا يبلغها، وإنّ البرد فيها شديد والريح عظيمة الهبوب والعصوف، وإنهم عدّوا في كوّاتها سبعين كوّة يخرج منها الدخان الكبريتي، وإنه كان معهم رجل من أهل تلك الناحية فعرّفهم أنّ ذلك الدخان تنفس البيوراسف، ورأوا
حول كل نقب من تلك الكوى كبريتا أصفر كأنه الذهب، وحملوا منه شيئا معهم حتى نظرنا إليه، وزعموا أنهم رأوا الجبال حوله مثل التلال وأنهم رأوا البحر مثل النهر الصغير، وبين البحر وبين هذا الجبل نحو عشرين فرسخا.
ودنباوند من فتوح سعيد بن العاصي في أيام عثمان لما ولي الكوفة سار إليها فافتتحها وافتتح الرّويان، وذلك في سنة 29 أو 30 للهجرة، وبلغ عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، أنّ ابن ذي الحبكة النّهدي يعالج تبريحا فأرسل إلى الوليد بن عقبة وهو وال على الكوفة ليسأله عن ذلك فإن أقرّ به فأوجعه ضربا وغرّبه إلى دنباوند، ففعل الوليد ذلك فأقرّ فغرّبه إلى دنباوند، فلما ولي سعيد ردّه وأكرمه فكان من رؤوس أهل الفتن في قتل عثمان، فقال ابن ذي الحبكة:
لعمري! إن أطردتني، ما إلى الذي ... طمعت به من سقطتيّ سبيل
رجوت رجوعي يا ابن أروى، ورجعتي ... إلى الحق دهرا، غال حلمك غول
وإنّ اغترابي في البلاد وجفوتي ... وشتمي في ذات الإله قليل
وإن دعائي، كلّ يوم وليلة، ... عليك بدنباوند كم لطويل
وقال البحتري يمدح المعتزّ بالله:
فما زلت حتى أذعن الشّرق عنوة، ... ودانت على ضغن أعالي المغارب
جيوش ملأن الأرض، حتى تركنها ... وما في أقاصيها مفرّ لهارب
مددن وراء الكوكبيّ عجاجة ... أرته، نهارا، طالعات الكواكب
وزعزعن دنباوند من كل وجهة، ... وكان وقورا مطمئنّ الجوانب

تَفْتَدُ

تَفْتَدُ:
بالفتح ثم السكون، وتاء أخرى مفتوحة، وضبطه الزمخشري بضم الثانية: وهي ركيّة بعينها في شق الحجاز من مياه بني سعد بن بكر بن هوازن قال أبو وجزة الفقعسي:
ظلّت بذاك القهر من سوائها، ... وبين اقنين إلى رنقائها،
فيما أقرّ العين من إكلائها ... من عشب الأرض ومن ثمرائها،
حتى إذا ما تمّ من إظمائها ... وعتك البول على أنسائها،
تذكّرت تقتد برد مائها، ... فبدّت الحاجز من رعائها
وصبّحت أشعث من إبلائها
وقال أبو الــندى: تقتد قرية بالحجاز بينها وبين قلهى جبل يقال له أديمة، وبأعلى الوادي رياض تسمّى الفلاج، بالجيم، جامعة للناس أيام الربيع، ولها مسك كثير لماء السماء، ويكتفون به صيفهم وربيعهم إذا مطروا، وهي من ديار بني سليم عن نصر.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.