Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: نجف

الحَنْجَفُ

الحَــنْجَفُ، كجعفرٍ وزِبْرِجٍ وقُنْفُذٍ: رأسُ الوَرِكِ مما يَلِي الحَجَبَةَ،
كالحُــنْجُفَــةِ، بالضم.
والحُنْجُوفُ، كزُنْبورٍ: رأسُ الضِّلَعِ مما يَلِي الصُّلْبَ، ج: حَنَاجِفُ.

عجف

عجف: {عجاف}: هزال في النهاية.
(عجف) نَفسه عَن الطَّعَام عجفها
[عجف] فيه: يسوق أعنزا "عجافا"، جمع عجفاء وهي المهزولة من نحو الغنم. ج: ومنه: ولا "بالعجفاء"، والعجف بالحركة الهزال. نه: ومنه: حتى إذا "أعجفها" ردها فيه، أي أهزلها.
ع ج ف

نزلوا في بلاد عجاف أي غير ممطورة. وهذه حبّ عجافٌ إذا لم تكن رابية. وأعجفت نفسي عن الطعام إذا حبستها وأنت تشتهيه لتؤثر به، وعجفتها على المريض إذا أقمت على تمريضه وصبرت، وعجفتها على أذى الخليل إذا لم تخذله.
عجف
قال تعالى: سَبْعٌ عِجافٌ
[يوسف/ 43] ، جمعُ أَعْجَفَ، وعَجْفَاءَ، أي: الدّقيق من الهُزال، من قولهم: نصلٌ أَعْجَفُ: دقيق، وأَعْجَفَ الرّجلُ: صارت مواشيه عِجَافاً، وعَجَفَتْ نفسي عن الطّعام، وعن فلان أي: نبت عنهما.

عجف


عَجَفَ(n. ac.
عَجْف
عُجُوْف)
a. ['An], Abstained from (food).
b. Kept short, stinted, starved (cattle).
c. ['Ala], Nursed, tended (invalid); bore with.

عَجِفَ
عَجُفَ(n. ac. عَجْف)
a. Grew thin, lean.

عَجَّفَ
a. ['An], Abstained from (food).
b. Ate little.

أَعْجَفَa. see I (b) (c).
عَجَفa. Thinness, leanness.

أَعْجَفُ
(pl.
عِجَاْف)
a. Thin, lean, emaciated.

عِجَاْفa. Colocynth.
b. Grain.
c. Fortune, chance.
ع ج ف : عَجِفَ الْفَرَسُ عَجَفًا مِنْ بَابِ تَعِبَ ضَعُفَ وَمِنْ بَابِ قَرُبَ لُغَةٌ فَهُوَ أَعْجَفُ وَشَاةٌ عَجْفَاءُ وَجَمْعُ الْأَعْجَفِ عِجَافٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَإِنَّمَا جُمِعَ عَلَى عِجَافٍ إمَّا حَمْلًا عَلَى نَقِيضِهِ وَهُوَ سِمَانٌ وَإِمَّا حَمْلًا عَلَى نَظِيرِهِ وَهُوَ ضِعَافٌ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَعْجَفْتُهُ وَرُبَّمَا عُدِّيَ بِالْحَرَكَةِ فَقِيلَ عَجَفْتُهُ عَجْفًا مِنْ بَابِ قَتَلَ. 
عجف
عَجَفْتُ نَفسي عن الطعام: حَبَسْتَها عنه على الجُوع، عَجْفاً وعُجُوْفاً. وعجًفْتُ نَفْسي على المَريض: صَبرْتَها عليه ومَرضْتَه، عَجْفاً. وعَجَفْت نَفْسي عنه عَجْفاً: حَمَلْتُ عنه ولم أؤاخِذْه.
وعَجَفْتُ المَالَ وأعْجَفْتُها: هَزَلْتَها، وقد عَجفَتْ، وهي عَجِفَة وعَجْفَاءُ.
وذَكَرَ الخليلُ: أعْجَف للذكَرِ وعَجْفَاءُ للأنْثى فَحَسْب؛ ثم قال: والجَمْعُ عِجَافٌ من الذَكَر والأنثى، وليس في الكَلام أفْعَلُ جُمِعَ على فِعَالٍ غير هذا. والعِجَاف: حَدث الحَنْظَل. والأرَضُوْنَ التي لم تُمْطَرْ. واسْم من أسْماءِ الزَمان.
ع ج ف: (الْعَجَفُ) الْهُزَالُ وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (أَعْجَفُ) وَالْأُنْثَى (عَجْفَاءُ) وَ (عَجُفَ) بِالضَّمِّ لُغَةٌ وَالْجَمْعُ (عِجَافٌ) بِالْكَسْرِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لِأَنَّ أَفْعَلَ وَفَعْلَاءَ لَا يُجْمَعُ عَلَى فِعَالٍ وَلَكِنَّهُمْ بَنَوْهُ عَلَى سِمَانٍ وَالْعَرَبُ قَدْ تَبْنِي الشَّيْءَ عَلَى ضِدِّهِ كَمَا قَالُوا: عَدُوَّةٌ بِنَاءً عَلَى صَدِيقَةٍ وَفَعُولٌ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى فَاعِلٍ لَا تَدْخُلُهُ الْهَاءُ. وَ (أَعْجَفَهُ) هَزَلَهُ. 
(عجف) نَفسه عَن الطَّعَام عجفا وعجوفا حَبسهَا عَنهُ وَهُوَ مشته لَهُ ليؤثر بِهِ مؤاكله وَيُقَال عجف نَفسه على فلَان آثره بِالطَّعَامِ على نَفسه وعجف نَفسه عَن المقابح حَبسهَا وَنَفسه حلمها وصبرها وَيُقَال عجف نَفسه على الْمَرِيض صبرها على تمريضه وَالْقِيَام بِهِ وعجف نَفسه عَن فلَان احْتمل غيه وَلم يؤاخذه وَالدَّابَّة عجفا هزلها

(عجف) عجفا هزل فَهُوَ أعجف وَهِي عجفاء (ج) عجف وعجاف (على غير قِيَاس) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يأكلهن سبع عجاف} وَهُوَ وَهِي عجف

(عجف) عجفا عجف فَهُوَ عجيف (ج) عجفى 
[عجف] العجف، بالتحريك: الهزال ولا عجف: المهزولُ، وقد عَجْفَ، والأنثى عَجْفاءُ، والجمع عِجافٌ على غير قياس، لان أفعل وفعلاء لا يجمع على فعال، ولكنهم بنوه على سمان. والعرب قد تبنى الشئ على ضده، كما قالوا: عدوة بناء على صديقة. وفعول إذا كان بمعنى فاعل لا تدخله الهاء. قال الشاعر : وأن يعرين إن كسى الجوارى فتنبو العين عن كرم عجاف وأَعْجَفَهُ، أي هَزَلَه. قال الفراء: يقال عَجِفَ المال بالكسر وعجُفَ أيضاً بالضم. ونَصلٌ أَعْجَفٌ، أي رقيقٌ. وعَجَفَ نفسه على فلان بالفتح، إذا آثره بالطعام على نفسه. قال إنى على ما كان من نحولى أو ازدريت عظمي وطولي لا عجف النفس على الخليل والت عجيف: الاكل دون الشبع. ومنه قول الراجز : لم يغذها مد ولا نصيف ولا تميرات ولا تعجيف
عجف
عجُفَ يَعجُف، عَجَفًا، فهو أَعْجَفُ وعجيف
• عجُفَتِ الشاةُ ونحوُها: هُزِلت وزال سِمَنُها "عجُفت الأغنامُ لقلّة المرعى". 

عجِفَ يَعجَف، عَجَفًا، فهو أَعْجَفُ
• عجِفَتِ الشَّاةُ ونحوُها: عجُفت؛ هُزِلت وزال سِمَنُها. 

أعجفُ [مفرد]: ج عِجاف وعُجْف، مؤ عَجْفاءُ، ج مؤ عجفاوات وعِجاف: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجُفَ وعجِفَ. 

عَجَف [مفرد]: مصدر عجُفَ وعجِفَ. 

عجيف [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجُفَ. 
(باب العين والجيم والفاء معهما) (ع ج ف، ع ف ج، ج ع ف، ف ج ع مستعملات ف ع ج، ج ف ع مهملان)

عجف: عجفتُ نفسي عن الطعام أعْجِفُها عَجْفا وعُجُوفا، أي: حبست وأنا أشتهيه لأوثر به جائعاً، ولا يكون العجف إلا على الجوع. وعَجَفْتُ نفسي على المريض أَعْجِفُها عَجْفاً، أي: صبّرتُ فأقمت عليه أعينه وأمّرضه. قال:

إنّي وإنْ عَيَّرْتَنِي نُحُولي ... أو ازدَرَيْتَ عِظَمِي وطولي

لأعْجِفُ النَّفْسَ على خليلي ... أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنْويلِ أي أعرض له بالمودة والنوال. وعجفت له نفسي، أي: حملت عنه، ولم أؤاخذه. والعجف: ذَهاب السِّمَنِ. رجل أَعْجَفُ وامرأةٌ عجفاء، وتجمع على عِجافٍ، ولا يجمعِ أَفْعَلُ على فِعالٍ غير هذا، رواية شاذة عن العرب حملوها على لفظ سِمانٍ. والعُجَافُ من أسماء التَّمر. قال:

نَعَافُ وإن كانتْ خِماصا بُطُونُنا ... لُبابَ المُصَفَّى والعُجافَ المجرّدا

عفج: العَفْجَةُ: من أمعاء البطن، وهي لكلّ ما لا يجترَ كالمِمْرَغَةِ من الشاء وهي كالكيس من الإنسان كأنّها حَوْصَلَةُ الطائر فيما يقال. وقد يجمعون الأمعاء بالأعفاج، الواحد: عَفْج وعَفَج. وعفجه بالعصا: ضربه بها. والعَفَنْجَجُ: كل ضخم اللهازم من الرجال ذي وجنات وألواح أكول فَسْل ، بوزن فَعَنْلل، ويقال: هو الأخرق الجافي الذي لا يتّجه لعمل، قال:

مِنْهُم وذا الخِنّابَةِ العَفَنْجَجا

والعفج معروف

جعف: الجعف: شدّة الصرع. جعفته فانجعف، قال:

إذا دخلَ الناسُ الظِّلال فإنَّه ... على الحوضِ حتى يصدر الناس مُنْجَعِف

أي قد رمى بنفسه. وجُعْفِيٌّ: حي . والنسبة إليه: جُعْفِيّ على لفظه.

فجع: الفجع: أن يُفْجَعَ الإنسان بشيء يكرم عليه فيعدمه. فجع بماله وولده، ونزلت به فاجعة من فواجع الدهر. قال:

أن تَبْقَ تُفْجَعْ بالأحبَّة كلّها ... وفناء نفسك لا أبا لك أفجع

ويقال لغُرابِ البينِ: فاجع، لأنه يفجع الناس بالبين. قال:

بشير صدق أعان دعوته ... بصعقه مثل فاجع شَجِبِ

وموت فاجع. ودهرٌ فاجع يفجع الناس بالأحداث. والرّجلُ يتفجَّع، وهو تَوَجُّعُهُ للمصيبة. والفجيعة الاسم كالرّزية. أنشد عرّام:

كأنها نائحة تفجّع ... تبكي لميتٍ وسواها الموجع
الْعين وَالْجِيم وَالْفَاء

عَجَفَ نَفسه عَن الطَّعَام وَغَيره، يَعْجِفُها عَجْفا وعُجُوفا، وعَجَّفَها: حَبسهَا عَنهُ وَهُوَ لَهُ مشته، ليؤثر بِهِ غَيره، وَلَا يكون إِلَّا على الْجُوع. قَالَ:

لم يَغْذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ

وَلَا تُميرَاتٌ وَلَا تَعْجيفُ

وعَجَف نَفسه على الْمَرِيض يَعْجِفُها عَجْفا: صَبَّرها على تمريضه. قَالَ:

إِنِّي وَإِن عَيَّرْتَنِي نُحُولِي

أَو ازْدَرَيْتَ عِظَمي وطُولِي

لأَعْجِفُ النفْسَ على خَلِيلي

أعْرِض بالوُدّ وبالتَّنْوِيلِ أَرَادَ: أعرض الوُدّ والتَّنْويل، كَقَوْلِه: " تُنْبِت بالدهْن ".

وعَجَف نَفسه يَعْجِفُها عَجْفا: حَلَّمها.

والعَجَف: ذهَاب السِّمَن. وَقد عَجِف، وعَجُف، فَهُوَ عَجِف وأعْجَف، وَالْأُنْثَى: عَجْفاء، وعَجِف، بِغَيْر هَاء. وَالْجمع مِنْهُمَا: عِجاف، حملوه على لفظ سمان. وَقيل: هُوَ كَمَا قَالُوا أبْطح وبِطاح، وأجرب وجراب. وَلَا نَظِير لعَجْفاءَ وعِجاف إِلَّا قَوْلهم: حسناء وَحسان. هَذَا قَول كرَاع، وَلَيْسَ بِقَوي، لأَنهم قد كسروا بطحاء على بطاح، وبرقاء على براق.

ومُنْعَجِف: كعَجِف. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

صِفْرِ المَباءَة ذِي هِرْسَينِ مُنْعَجِفٍ ... إِذا نَظَرْتَ إلَيْهِ قُلْتَ قد فَرَجا

والتَّعَجُّف: الْجهد وَشدَّة الْحَال. قَالَ معقل بن خويلد الْهُذلِيّ:

إِذا مَا ظَعَنَّا فانْزِلُوا فِي ديارِنا ... بقيَّةَ من أبْقَى التَّعَجُّفُ من رُهْمِ

وَرُبمَا سَمَّوُا الْأَرْضين المجدبة عِجافا، قَالَ الشَّاعِر يصف سحابا:

لَقِحَ العِجافُ لَهُ لسابِعِ سَبْعةٍ ... فشَرِبْنَ بعدَ تَحَلِّئٍ فرَوينا

هَكَذَا أنْشدهُ ثَعْلَب، وَالصَّوَاب: بعد تَحَلُّؤٍ. يَقُول: أنبتت هَذِه الأرضون المجدبة لسبعة أَيَّام بعد الْمَطَر.

وَوجه عَجِف، وأعْجِف: كالضَّمآن.

ولثة عَجْفاء: ظمأى. قَالَ:

تَنْكَلُّ عَن أظْمَى اللِّثاتِ صَافِ

أبيضَ ذِي مَناصِبٍ عِجافِ

وأعَجْفَ الْقَوْم: حبسوا أَمْوَالهم، من شدَّة وتضييق.

وَأَرْض عَجْفاء: مَهْزُولَة، وَمِنْه قَول الرائد: وجدت رضَا عَجْفاء، وشجرا أعشم، أَي قد شَارف اليبس والبيود. والعُجاف: من أَسمَاء التَّمْر.

وَبَنُو العُجَيف: بطن من الْعَرَب.

عجف: عَجَفَ نَفسَه عن الطعام يَعْجِفُها عَجْفاً وعُجوفاً وعَجَّفَها:

حبَسها عنه وهو له مُشْتَهٍ ليؤثِرَ به غيرَه ولا يكون إلا على الجوع

والشهوة، وهو التعجيف أيضاً؛ قال سلمة بن الأَكوع:

لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ،

ولا تُمَيْراتٌ ولا تَعْجيفُ

قال ابن الأَعرابي: التعجيف أَن يَنْقُلَ قُوتَه إلى غيره قبل أَن

يَشْبَعَ من الجُدوبة. والعُجوفُ: تركُ الطعام. والتعجيفُ: الأَكلُ دونَ

الشِّبَعِ.

والعُجوفُ: منعُ النفس عن المقابح. وعَجَفَ نفسَه على المريض يَعْجِفُها

عَجْفاً: صَبَّرها على تَمْريضه وأَقام على ذلك. وعَجَفْتُ نفسي على

أَذى الخليلِ إذا لم تَخْذُلْه. وعَجَفَ نفسَه على فلان، بالفتح، إذا آثره

بالطعام على نفسه؛ قال الشاعر:

إني، وإن عَيَّرتِني نُحولي،

أَو ازْدَرَيْتِ عِظَمِي وطُولي

لأَعْجِفُ النفسَ على الخليلِ،

أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنْويلِ

أَراد أَعرض الودّ والتنويل كقوله تعالى: تنبُت بالدهن. وعَجَفْتُ نفسي

عنه عَجْفاً إذا احْتملتَ غيَّه ولم تؤاخذه. وعَجَفَ نفسه يَعْجِفها:

حلَّمها. والتعجيف: سُوء الغذاء والهزالُ. والعَجَفُ: ذهاب السِّمَنِ

والهُزالُ، وقد عَجِفَ، بالكسر، وعَجُف، بالضم، فهو أَعْجفُ وعَجِفٌ، والأُنثى

عجفاء وعجِفٌ، بغير هاء، والجمع منهما عِجافٌ حملوه على لفظ سِمانٍ،

وقيل: هو كما قالوا أبطح وبِطاح وأَجرب وجِراب ولا نظير لعَجفاء وعِجاف إلا

قولُهم حَسْناء وحِسان؛ كذا قول كراع، وليس بقويّ لأَنهم قد كسَّروا

بطْحاء على بِطاحٍ وبَرْقاء على بِراقٍ. ومُنْعَجِفٌ كعَجِفٍ؛ قال ساعدة بن

جُؤَيَّة:

صِفْرُ المَباءة ذو هِرْسَينِ مُنْعجِفٌ،

إذا نَظَرْتَ إليه، قلتَ: قد فَرَجا

(* قوله «ذو» هو في الأصل هنا بالواو وفي مادتي فرج وهرس: بالياء.)

قال الأَزهري: وليس في كلام العرب أَفعل وفَعْلاء جمعاً على فِعالٍ غير

أَعْجَفَ وعَجْفاء، وهي شاذة، حملوها على لفظ سِمان فقالوا سِمان وعِجاف،

وجاء أَفْعلُ وفَعْلاء على فَعُل يَفْعُل في أَحرف معدودة منها: عَجُف

يَعْجُف، فهو أَعْجف، وأَدُم يأْدُمُ، فهو آدمُ، وسَمُرَ يَسْمُر، فهو

أَسمرُ، وحَمُق يَحْمُق، فهو أَحْمَقُ، وخَرُق يَخْرُق، فهو أَخرق. وقال

الفراء: عَجُفَ وعَجِفَ وحَمُق وحَمِقَ ورَعُن ورَعِن وخَرُق وخَرِق. قال

الجوهري: جمع أَعجَف وعَجْفاء من الهُزال عِجاف، على غير قياس، لأَن أَفعلَ

وفَعْلاء لا يجمع على فعال ولكنهم بنوه على سِمانٍ، والعرب قد تبني

الشيء على ضدّه كما قالوا عَدُوّةٌ بناء على صديقة، وفعول إذا كان بمعنى فاعل

لا تدخله الهاء؛ قال مِرْداسُ بن أَذَنَةَ:

وإنْ يَعْرَيْنَ إنْ كُسِيَ الجَواري،

فَتَنْبُو العَيْنُ عن كَرَمٍ عِجافِ

وأَعْجَفه أَي هَزَله. وقوله تعالى: يأْكلُهنّ سَبْع عِجافٌ؛ هي

الهَزْلَى التي لا لحم عليها ولا شحم ضُرِبت مثلاً لسبع سِنين لا قَطْر فيها ولا

خِصْبَ. وفي حديث أُم مَعْبَد: يَسُوق أَعْنُزاً عجافاً؛ جمع عجفاء، وهي

المَهْزولةُ من الغنم وغيرها. وفي الحديث: حتى إذا أَعْجَفَها ردَّها

فيه أَي أهْزَلها. وسيف مَعْجُوف إذا كان داثراً لم يُصْقَلْ؛ قال كعب بن

زهير:

وكأَنَّ مَوْضِعَ رَحْلِها من صُلْبِها

سَيْفٌ، تَقَادَمَ عَهْدُه، مَعْجُوفُ

ونَصْلٌ أَعْجَفُ أَي رقِيق. والتعجُّفُ: الجهْد وشِدَّة الحال؛ قال

مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد:

إذا ما ظَعَنَّا، فانْزِلوا في دِيارِنا،

بَقِيَّةَ من أَبقَى التعجُّفُ من رُهْمِ

وربما سَمَّوا الأَرض المُجْدبةَ عِجافاً؛ قال الشاعر يصف سحاباً:

لَقِحَ العِجافُ له لِسابعِ سَبْعةٍ،

فَشَرِبْن بَعْد تَحلِّئٍ فَرَوِينا

هكذا أَنشده ثعلب والصواب بعد تَحَلُّؤٍ؛ يقال: أَنْبَتَتْ هذه الأَرضون

المُجدبة لسبعة أَيام بعد المطر. والعَجَفُ: غِلظُ العِظام وعَراؤُها من

اللحم. وتقول العرب: أَشدّ الرّجال الأَعْجفُ الضخْم. ووجهٌ عَجِف

وأَعْجَفُ: كالظمْآن. ولثةٌ عَجْفاء: ظَمْأَى؛ قال:

تَنْكَلُّ عن أَظْمى اللِّثاتِ صافِ،

أَبْيَضَ ذي مَناصِبٍ عِجافِ

وأَعْجَفَ القومُ: حبَسُوا أَموالهم من شِدّة وتَضْييق. وأَرض عَجْفاء:

مَهزولة؛ ومنه قول الرائد: وجدْت أَرضاً عَجْفاء وشجراً أَعْشَمَ أَي قد

شارَفَ اليُبْس والبُيود. والعُجافُ: التمْر.

وبنو العُجَيْفِ: بَطْن من العرب.

عجف

1 عَجِفَ, (Fr, S, O, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. عَجَفٌ; (S, * O, * Msb, K; *) and عَجُفَ; (Fr, S, O, Msb, K;) He, i. e. [a beast, or] a horse, (Msb,) or they, i. e. cattle, (مَال, Fr, S, O,) became lean, meagre, or emaciated; (S;) lost his, or their, fatness or plumpness: (O, K:) or became weak. (Msb.) [See also عَجَفٌ, below.]

A2: عَجَفَهُ, or عَجَفَ الدَّابَّةَ, see 4. b2: عَجَفَ نَفْسَهُ عَنِ الطَّعَامِ, aor. ـِ inf. n. عَجْفٌ and عُجُوفٌ, He withheld himself from the food, though desiring it, preferring that one who was hungry should have it; (O, K;) or (K) he left the food, though desiring it, (O,) in order that he who was eating with him might become satisfied in stomach; (O, K;) as also ↓ عجّف, inf. n. تَعْجِيفٌ. (K.) and عَجَفَ نَفْسَهُ عَلَى فُلَانٍ [He restrained himself for such a one] means he chose that such a one should have the food in preference to himself. (S.) عُجُوفٌ also signifies The leaving, or relinquishing, food, (IAar, O, K, TA,) with desire for it. (TA.) And [hence, app.,] The withholding oneself from evil acts or dispositions. (TA.) b3: And عَجَفَ نَفْسَهُ, (L, K,) aor. ـِ inf. n. عَجْفٌ, (L, TA,) He constrained himself to be forbearing. (L, K, TA.) You say, عَجَفَ نَفْسَهُ عَلَى

فُلَانٍ, (O, K,) aor. ـِ inf. n. عَجْفٌ [and app. عُجُوفٌ also], (O,) He bore, or endured, what proceeded from such a one, and did not punish him. (O, K.) And عَجَفَ نَفْسَهُ عَلَى المَرِيضِ, (O, K,) aor. and inf. n. as above, (O,) He constrained himself to exercise patience toward the sick man in tending him in his sickness; as also بِنَفْسِهِ عَلَيْهِ ↓ أَعْجَفَ. (O, K.) b4: And عَجَفَ عَنْ فُلَانٍ [نَفْسَهُ being app. understood] He withdrew himself, or became aloof, from such a one. (K.) 2 عَجَّفَ see 1. b2: التَّعْجِيفُ also signifies The eating less than what would satisfy the stomach. (S, O, K.) b3: And One's transferring his food to another before satisfying his stomach, by reason of drought, or dearth. (IAar, TA.) b4: And The feeding on bad food, and being lean, meagre, or emaciated. (TA.) 4 اعجفهُ, (S, O, Msb,) or اعجف الدَّابَّةَ; (O, K;) and ↓ عَجَفَهُ, (O, Msb,) or عَجَفَ الدَّابَّةَ, (O, K,) aor. ـُ (O, Msb, K) and عَجِفَ, (O, K,) inf. n. عَجْفٌ; (O, Msb;) He rendered him, (S, O, Msb,) i. e. a horse, (Msb,) or he rendered the beast, (O, K,) lean, meagre, or emaciated, (S, O, K,) or weak. (Msb.) b2: اعجفوا They became in the state, or condition, of having their cattle lean, meagre, or emaciated. (O, K.) And They confined their cattle, by reason of hardness and straitness [of circumstances]. (TA.) b3: See also 1, last sentence but one.5 تَعَجُّفٌ The being in a difficult and hard state or condition. (TA.) عَجَفٌ Leanness, meagreness, or emaciation; (S;) loss of fatness or plumpness: (O, K:) and thickness, or roughness, and leanness (عَرَآء), of the bones. (TA.) [See 1, first sentence.]

عَجِفٌ: see أَعْجَفُ, in three places.

عُجَافٌ, like غُرَابٌ, A sort of dates: (L, K:) or so ↓ عِجَافٌ, accord. to Lth. (O.) عِجَافٌ pl. of أَعْجَفُ [q. v.], (S, O, Msb, K,) and of its syn. عَجِفٌ. (TA.) A2: Also The colocynth: (K:) or the grains of the colocynth. (Ibn-'Abbád, O, TA.) b2: And حَبٌّ عِجَافٌ Grain, or grains, not increasing. (A, TA.) b3: See also عُجَافٌ.

A3: And العِجَافُ is one of the names of Time, or fortune. (Ibn-'Abbád, O, K. *) عَجِيفٌ: see أَعْجَفُ, in two places.

عَــنْجَفٌ, like جَنْدَلٌ, (K in the present art.,) or عُــنْجُفٌ, (AA, O and K in art. عــنجف,) like قُنْفُذٌ, (K in the latter art.,) and ↓ عُنْجُوفٌ, Dry, or tough, by reason of leanness, meagreness, or emaciation, (AA, K in this art., and O and K in art. عــنجف,) or of disease: thus expl. by AA, and mentioned by IDrd and Az among quadriliteral-radical words. (TA.) And Short, and compact, or contracted [in make or body]: and sometimes applied as an epithet to an old woman: (K:) thus the latter word is expl. by IDrd. (TA.) عُنْجُوفٌ: see the next preceding paragraph.

أَعْجَفُ Lean, meagre, or emaciated; (S;) having lost his fatness or plumpness: (O, K:) or weak: (Msb:) and ↓ عَجِفٌ signifies the same, applied to a man and to a woman: and ↓ عَجِيفٌ also signifies lean, meagre, or emaciated: (TA:) and ↓ مَعْجُوفٌ [likewise] is syn. with أَعْجَفُ, applied to a camel; (O, K;) as also ↓ مُنْعَجِفٌ, (K, TA,) in some copies of the K erroneously written مُتَعَجِّفٌ: (TA:) the fem. of أَعْجَفُ is عَجْفَآءُ: and the pl. is عِجَافٌ, which is irreg., having this form to assimilate it to سِمَانٌ, (S, O, Msb, K,) or to its like ضِعَافٌ, (Msb,) and which is applied to males and to females: (O, TA:) the pl. of ↓ عَجِفٌ, also, is عِجَافٌ: (TA:) and the pl. of ↓ عَجِيفٌ, if this be of established authority, may be عَجْفَى, agreeably with analogy. (MF, TA.) [Hence,] وَجْهٌ أَعْجَفُ and ↓ عَجِفٌ A face having little flesh. (TA.) And لِثَةٌ عَجْفَآءُ A gum having little flesh. (TA.) And شَفَتَانِ عَجْفَاوَانِ Two thin lips. (Ks, O, K.) b2: And نَصْلٌ أَعْجَفُ A thin, or slender, arrow-head: (S, O, K:) pl. نِصَالٌ عِجَافٌ. (O, K.) b3: And أَرْضٌ عَجْفَآءُ Land in which is no good. (O, K.) And أَرَضُونَ عِجَاف Lands not rained upon. (O.) And عِجَافٌ is sometimes used [alone] as signifying Lands affected by drought: a poet says, describing clouds (سَحَاب), لَقِحَ العِجَافُ لَهُ لِسَابِعِ سَبْعَةٍ

meaning The lands affected by drought produced herbage by reason thereof at a period of seven days after the rain. (L, TA.) مَعْجُوفٌ: see أَعْجَفُ. b2: Also A rusty, unpolished, sword; or one sullied by remaining long unpolished. (O, K.) مُنْعَجِفٌ: see أَعْجَفُ.
عجف
الليث: العَجَفُ: ذهاب السِّمَنِ، والذكر أعْجَفُ، والأنثى عَجْفَاءُ، والجميع: عِجَافٌ من الذكران والإناث؛ والفعل عَجِفَ يَعْجَفُ عَجَفاً، وليس في كلام العرب أفعل يجمع على فِعَالٍ غير هذه الكلمة؛ رواية شاذة عن العرب، حملوها على لفظ سِمَانٍ فقالوا: سِمَانٌ وعِجَافٌ - على فِعَالٍ - وقال غيره: العرب قد تحمل الشيء على ضده، كما قالوا عدوه بناءً على صديقةٍ، وفَعُوْلٌ إذا كان بمعنى فاعلٍ لا تدخله الهاء، قال الله تعالى:) يأكُلُهُنَّ سبعٌ عِجَافٌ (. وفي حديث أم معبد - رضي الله عنها -: يَسُوْقُ أعنزاً عِجَافاً. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب. وقال مرداس بن أُدَيَّةَ:
وأن يعرين إن كُسِيَ الجواري ... فتنبو العين عن كرم عِجَافِ
وقال الفرّاء: عَجُفَ المال - بالضم -: لغة في عَجِفَ - بالكسر -.
ونصل أعْجَفُ: أي رقيق، ونصال عِجَافٌ، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:
تراح يداه لِمَحْشُوْرَةٍ ... خواظي القداح عِجَافِ النِّصَالِ
وقال الليث: العِجَافُ: من أسماء التمر، وأنشد:
نَعَافُ وإن كانت خِماصاً بطوننا ... لُبَابَ المُصفّى والعِجَافَ المجردا
وقال ابن عبّاد: العِجَافُ: حب الحنظل، وأسم من أسماء الزمان.
وأرَضُوْنَ عِجَافٌ: لم تمطر.
والعَجْفَاءُ: الأرض التي لا خير فيها، قال:
لقح العِجَافُ له بسابع سبعة ... وشَرِبْنَ بعد تحلُّؤٍ فروينا
وأبو العَجْفاءِ: هرم بن نسيب السُّلميُّ من التابعين.
وأبو العَجْفاءِ: عبد الله بن مسلم المكي من أتباع التابعين.
وحكى الكسائي: شَفَتانِ عَجْفاوانِ: أي لطيفان.
ويقال: عَجَفْتُ نفسي عن الطعام فأنا أعْجِفُها عَجْفاً وعُجُوْفاً: إذا حبست نفسك عنه وأنت تشتهيه لتؤثر جائعاً، ولا يكون العَجْفُ إلا على الجوع؛ وذلك أن يدع الطعام وهو يشتهيه حتى يشبع مؤاكله الذي يؤاكله.
ويقال: عَجَفْتُ نفسي على المريض أعجِفُها عَجْفاً: إذا صبرت عليه فأقمت عليه ومرضته، قال:
أني وإن عيَّرْتِني نحولي ... أو ازدريْتِ عظمي وطولي
لأعْجِفُ النفس على خليلي ... اعرضُ بالود وبالتنويل
وتقول: عَجَفْتُ نفسي على فلانٍ أعْجِفُها عَجْفاً: إذا احتملت عنه ولم تؤاخذه.
وقال غيره: عَجَفْتُ الدابة أعْجُفُها واعْجِفُها عَجْفاً: إذا هزلتها.
وسيف مَعْجُوْفٌ: إذا كان داثراً لم يصقل، قال كعب بن زهير رضي الله عنه:
وكأن موضع رحلها من صُلْبِها ... سيفٌ تقادم عهده مَعْجُوفُ
وبعير مَعْجُوْفٌ: أي أعْجَفُ.
وقال ابن الأعرابي: العُجُوْفُ: ترك الطعام.
وقال ابن دريد: بنو العُجَيْفِ: قبيلة من العرب.
وعاجِفٌ: موضع في شق بني تميم مما يلي القبلة، قال تميم بن أُبِيِّ بن مقبل:
ألا ليت ليلى بين أجماد عاجِفٍ ... وتِعْشَارَ أجلى في سريحٍ وأسْفَرا
وأعْجَفَه: أي هزله، مثل عَجَفَه.
وأعْجَفَ القوم: عَجِفَتْ مواشيهم.
واعْجَفْتُ بنفسي على فلانٍ: إذا أقمت عليه وهو مريض، مثل عَجَفْتُ نفسي عليه.
والتَّعْجِيْفُ: الكل دون الشبع. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان في مسير له فقال لسلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: ألا تنزل فتقول من هناتك، فنزل يرتجز ويقول:
لم يغذها مد ولا نَصِيْفْ ... ولا تُمَيْرَاتٌ ولا تَعْجِيْفْ
لكن غذاها اللبن الخريف ... المحض والقارص والصَّرِيْفْ
فلما سمعته الأنصار يذكر التميرات والرغيف علموا أنه يعرض بهم فاستنزلوا كعب بن مالك - رضي الله عنه -، فنزل يرتجز:
لم يَغْذُها مدٌّ ولا نصيفْ ... ولا تميرات ولا تَعْجِيْفْ
لكن غَذَاها حَنظلً نَقيفْ ... ومذقَةٌ كطرة الخَنِيْفْ
تبيت بين الزرب والكَنِيْفْ
ورواية القتبي: " ولا تميرات ولا رغيف "، والأولى رواية أبي عبيد، ويروى الرجز لعبد الله بن خطلٍ، وأوله:
آنِسَةٌ بيضاءُ كالخشيفْ ... لم يغذها
والتركيب يدل على الهزال وعلى حبس النفس وصبرها على الشيء أو عنه. 
عجف
العَجَفُ، مُحرَّكَةً: ذَهابُ السِّمَنِ، وَهُوَ أَعْجَفُ، وَهِي عَجْفاءُ ج: عِجافٌ. من الذُّكْرانِ والإِناثِ، قالهُ اللَّيْث، وَهُوَ شاذٌّ على غير قِيَاس، لأَنَّ أَفْعَلَ وفَعْلاءَ لَا يُجْمَعُ على فِعالٍ بالكَسْرِ غير هذِه الكلمَة، رِوايَةً شاذّةً عَن العَربِِ ولكنَّهُم بَنَوْهُ على لفظِ سِمانٍ فَقَالُوا: سِمانٌ وعِجافٌ، وَقيل: هُوَ كَمَا قَالُوا: أَبْطَحُ وبِطاحُ، وأَجْرَبُ وجِرابٌ، وَلَا نَظِيرَ لعَجْفاءَ وعِجافٍ إِلا قولُهم: حَسْناءُ وحِسانٌ، كَذَا قولُ كُراعٍ، وليسَ بقَوِيٍّ، لأنَّهم قد كسَّرُوا بطْحاءَ على بِطاحٍ، وبَرْقاءَ على بِراقٍ لأَنَّهُم قَد يَبْنُونَ ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ: والعَرَبُ قَد تَبْنِي الشَّيْءَ ونَصُّ العُباب: قد تَحْمِلُ الشيءَ على ضِدِّهِ قَالَ شَيْخُنا: وَلَو قالَ بَنَوْه، على نِدِّه، أَي: مِثْلِه لَكَانَ أَقْربَ، وَهُوَ ضِعافٌ، كَمَا مالَ إِليه بَعضهم كَمَا قالُوا: عَدُوَّةٌ بالهاءِ لمكانِ صدِيقَةٍ، وفَعولٌ إِذا كانَ بمَعْنَى فاعِلٍ لَا تَدْخُلُه الهاءُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وَمِنْه قولُه تَعالَى: يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ هِيَ الهَزْلَى الَّتِي لَا لَحْمَ عَلَيْهَا وَلَا شَحْمَ، ضُرِبَتْ مثلا لسَبْعِ سِنينَ لَا قَطْرَ فِيهَا وَلَا خِصْبَ، وَفِي حَدِيثِ أُمّ مَعْبَدٍ: يَسُوقُ أَعْنُزاً عِجافاً وَقَالَ مِرْداسُ بن أُدَيَّةَ:
(وأَنْ يَعْرَيْنَ إِن كُسِيَ الجَواري ... فَتَنْبُو العَيْنُ عَن كَرَمٍ عِجافِ)
وَقد عجِفَ، كفرِحَ وكَرُمَ وَقد جاءَ أَفْعلُ وفَعْلاءُ على فَعُلَ يَفْعُلُ فِي أَحرفٍ مَعْدُودةٍ، مِنْهَا: عجُفَ يعْجُفَ فَهُوَ أَعْجَفُ، وأَدُمَ يَأْدُم فَهُوَ آدَمُ، وسَمُرَ يسْمُر فَهُوَ أَسْمَرُ، وحَمُقَ يَحْمُقُ فَهُوَ أَحْمَقُ، وخَرُق يَخْرُق فَهُوَ أَخْرَقُ، وَقَالَ الفَرّاءَ: عجُف وعَجِفَ، وحمُقَ وحمِقَ، ورَعُنَ ورَعِنَ، وخَرُقَ وخَرِقَ. ونَصْلٌ أَعْجَفُ: أَي رقِيقٌ، ونِصالٌ عِجافٌ قَالَ أُميَّةُ بن أَبي عائِذٍ:
(تَراحُ يَداهُ لمحَشُورَةٍ ... خَواظِي القِداحِ عِجافِ النِّصالِِ)
والعَجْفاءُ: الأَرْضُ لَا خَيْرَ فِيها وَمِنْه قولُ الرّائِدِ: وجَدْتُ أَرْضاً عَجْفاءَ، وشَجَراً أَعْشَمَ، أَي: قد شارفَ اليُبْسَ. وَفِي الأَساسِ: نَزَلُوا فِي بلادٍ عَجْفاءَ: أَي غيرِ مَمْطُورَةٍ. وَفِي اللِّسان: ورُبَّما سَمَّوْا الأَرْضَ المُجْدِبَةَ عِجافاً، قالَ الشاعِرُ يصف سَحاباً:
(لَقِحَ العِجافُ لَهُ لسابِعِ سبْعَةٍ ... فشَرِبْنَ بعد تَحَلُّؤٍ فَرَوِينَا)
يَقُول: أَنْبَتَت هذِه الأَرَضُون المُجْدِبَةُ لسَبْعَةِ أَيّامٍ بعدَ المَطَر. وأَبو العَجْفاءِ: هَرِمُ بنُ نُسَيْبٍ)
السُّلَمِيُّ: تابِعيٌّ يَرْوِي عَن عُمرَ بن الخَطابِ، عِدادُه فِي أَهلِ البصْرةِ، روى عَنهُ مُحَمَّد بن سِيرِينَ، َورده ابْن حبَان فِي كتابِ الثِّقاتِ. أَبو العَجْفاءِ: عبدُ اللهِ بن مُسْلِمٍ المَكِّيُّ من تَبَعِ التّابِعِينَ. وفقاتَه: أَبُو العَجْفاءِ: عمرُو بنُ عَبْدِ اللهِ الدَّيْلَمِيُّ السَّيْبانِيّ، وَقد صحَّفَه المصِّنفُ فِي س ي ب فَقَالَ: أَبو العجماءِ، وَهُوَ غلَطٌ، وَقد نَبَّهْنا عَلَيْهِ هُنَاكَ. وحكَى الكِسائيُّ: شَفَتانِ عَجْفاوانِ: أَي لَطِيفَتانِ. والعِجافُ ككِتابٍ: حَبُّ الحَنْظَلِ عَن ابنِ عبّادٍ. والعِجافُ: اسمٌ من أَسْماءِ الدَّهْرِ عَن ابْن عَبّادٍ أَيْضا. والعُجافُ: كغُرابٍ: نَوعٌ من التَّمْرِ كَمَا فِي اللِّسانِ. وعَجْفَ نَفْسَه عَن الطَّعامِ يعْجِفُها عَجْفاً وعُجُوفاً: حَبسَها عَنهُ، وَهِي تَشْتَهِيهِِ، لِيُؤْثِر بهِ غيرَه أَي جائعاً وَلَا يَكُونُ العَجْفُ إِلا على الجُوعِ والشَّهْوةِ، أَو لِيُشْبعَ مُؤاكِلَهُ الَّذِي يُؤاكِلُه كعَجَّفَ تَعْجِيفاَ وَمِنْه قولُ سلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ: لم يَغُذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ وَلَا تُمَيْراتٌ وَلَا تَعْجِيفُ لكِنْ غَذاهَا اللَّبَنُ الخَرِيفُ المَحْضُ والقارِصُ والصَّرِيفُ وعَجَفَ نَفْسَه على المَرِيضِ: إِذا صَبَرَها على التَّمْرِيضِ، والقِيامِ بِهِ قَالَ: إِنيِّ وإِن عَيَّرْتِنِ نُحولِي أَو ازْدَرَيْتِ عِظَمِي وطُولِي لأَعْجِفُ النّفْسَ على الخَلِيلِ أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنْوِيل كأَعْجَفَ بنَفْسِه عَلَيْهِ.
وَتقول: عَجَفَ نَفْسَهُ على فُلانٍ: أًَي احْتَمَلَ عَنهُ، وَلم يُؤَاخِذْهُ. نَقله الصَّاغَانِي. وعَجَفَ الدَّابَّةَ يَعْجُفُها بالضمِّ ويَعْجِفُها بالكسرِ، عَجْفاً: هَزَلَها، كأَعْجَفها وَهَذِه عَن الجَوْهرِيُّ، وَمِنْه الحَدِيثُ: حَتَّى إِذا أَعْجَفَها رَدَّها فِيهِ. وعَجَفَ عَن فُلانٍ: تَجافاهُ. وَفِي الأَساسِ: عَجَفْتُها على أََذَى الخلِيلِ: إِذا لم تَخْذُلْه. وعَجَفَ نَفْسَه: حَلَّمَها يَعْجِفُها عَجْفاً، كَمَا فِي اللِّسَان. وسيْفٌ مَعْجُوفٌ ك دائِرٌ لم يًصْقَلُ قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ رَضِي اللهُ عَنهُ:
(وكأَنَّ مَوْضِعَ رَحْلِها من صُلْبِها ... سَيْفٌ تَقادَمَ عهْدُه مَعْجُوفُ)

وبَعِيرٌ مَعْجُوفٌ، ومُنْعَجِفٌ: أَي أَعْجَفُ وَفِي بعضِ النّسخ مُنْعَجِفٌ وَهُوَ غلطٌ، قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
(صِفْرِ المَباءةِ ذِي هَرْسيْنِ مُنْعَجِفٍ ... إِذا نظَرْتَ إِليه قلتَ قد فَرَجَا) والعُجُوفُ بالضمِّ تَرْكُ الطَّعامِ عَن ابْن الأَعرابيِّ، زادَ غيرُه، مَعَ الشَّهْوةِ إِليه.
وبَنُو العُجَيْفِ، كزُبيْرٍ: قبيلةٌ من الْعَرَب، نَقله ابنُ دُرَيْدٍ. وعاجِفٌ: ع، فِي شِقِّ بَنِي تَميم مِمَّا يَلِي القِبْلَةَ، قَالَ ابْن دُرَيْدٍ، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(أَلا لَيْتَ ليْلَى بَيْن أَجْمادِ عاجِفٍ ... وتِعشارَ أَجْلَى فِي سَرِيحٍ وأَسْفرَا)
وأَعْجَفُوا: إِذا عَجِفَتْ مَواشِيهِمْ أَي، هُزِلتْ.
والتعْجِيفُ: الأَكْلُ دُون الشَّبَعِ وَقد تقدم شاهدُه من قَول سلَمةَ بن الأَكوعِ رَضِي اللهُ عَنهُ.
والعَــنْجَفُ، كجَنْدَلٍ، وزُنْبُورٍ: اليابِسُ هُزالاً أَو مَرَضاً، هَكَذَا أَوردَه ابنُ دُرَيْدٍ والأزهرِيُّ فِي الرُّباعِيّ، وَهُوَ أَيضاً قولُ أَبي عَمْرٍ و. وَقَالَ ابْن دريدٍ فِي بابِ فُعْلُول: العُنْجُوفُ: القَصِيرُ المُتداخِلُ، ورُبَّما وُصِفَتْ بِهِ العَجُوزُ وسَيَأْتِي البَحْثُ فِيهِ فِي عــنجف لأَنَّ المُصَنِّفَ أَعادَه هُناك ثانِياً، لاختلافِهم فِي النُّونِ: أَهِي زائِدةٌ أَمْ لَا.
وَمِمَّا يُستدَرَكُ عَلَيْهِ: التَّعْجِيفُ: حَبْسُ النَّفْسِ عَن الطَّعَام وَهُوَ مُشْتَهٍ لَهُ، لِيُؤْثِرَ بِهِ غيرَه، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التَّعْجِيفُ: أَ، يَنْقُلَ قُوتَهُ إِلَى غيرِه قبلَ أَنْ يَشْبعَ، من الجُدُوَبةِ. والعُجُوفُ: مَنْعُ النَّفْسِ عَن المَقابِحِ. والتَّعْجِيفُ: سُوءُ الغِذاءِ، والهُزالُ. ورجُلٌ عَجِفٌ، ككتِفٍ أَعْجَفُ، وَهِي أَيضاً بِلَا هاءٍ، وجَمْعُهما عِجافٌ. والتَّعَجُّفُ: الجَهْدُ، شِدَّةُ الحالِ، قَالَ مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلِدٍ:
(إِذا مَا ظَعَنّا فانْزِلُوا فِي دِيارِنَا ... بقِيَّةَ من أَبْقَى التَّعجُّفُ من رُهْمِ) والعَجَفُ محرَّكةً: غِلظُ العِظامِ وعَراؤُها من اللَّحْمِ، ووَجْهٌ عَجِفٌ وأَعْجَفُ: كالظَّمْآنِ. ولِثَةٌ عَجْفاءُ: ظَمْأَى، قَالَ: تنْكَلُّ عَن أَظْمَى اللِّثاتِ صافِ أَبْيَضَ ذِي مَناصِبٍ عِجافِ وأَعْجفَ القومُ: حَبسُوا أَمْوالَهُم من شِدَّةٍ وتَضْيِيقٍ. والعَجِيفُ: المَهْزُولُ، جَمْعُه عَجْفى، كمَرْضَى، وَمِنْه المَثلُ:) لكِنْ على بَلْدَحَ قومٌ عَجْفَى قَالَ شيخُنا: وإِن ثَبَتَ عَجِيفٌ فيَحْتَمِلُ حِينَئِذٍ أَنَّه جمعٌ لَهُ، وَهُوَ قِياسٌ فِيهِ. وحَبٌّ عِجافٌ: أَي غيرُ رابٍ، كَمَا فِي الأساسِ. وإِبْراهِيمُ بنُ عُجَيْفِ بنِ حازِمٍ البُخارِيّ، عَن أَسبْاط أَبِي الْيَسَع وغيرِه.

جنف

باب الجيم والنون والفاء معهما ج ن ف، ن ج ف، ن ف ج، ف ج ن، ج ف ن مستعملات

جنف: الجَنَف: المَيلُ في الكلام، وفي الأمور كُلِّها، تقول: جَنَفَ فلانٌ علينا، وأجنَفَ في حُكمه، وهو شبيهٌ بالحَيفِ، إلا أنَّ الحَيفَ من الحاكِم خاصَّةً، والجَنَفُ عامٌ. ومنه قول اللِّه- عز وجلَّ-: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً . (وقوله- جل وعز-: غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ

، أي مُتمايلٍ مُتعمدٍ) .

نجف: الــنَّجَفَــةُ تكون في بطن الوادي، شِبهُ جدارٍ ليس بعريضٍ، له طريقٌ مُنقادٌ من بين مستقيم ومُعوجٍّ، لا يعلُوها الماء، وقد تكون في بطن الأرض. ويقال: النَّجافُ أرضٌ مُستديرةٌ مُشرفة على ما حولَها، الواحدةُ نَجَفَــةٌ، قال:

رَأَت هلكا بنجاف الغبيط ... فكادت تجدُّ لذاكَ الهِجار

أي العِقال. قال: أراه ظلَّ لها وَلَدٌ ولم يعرف الملك. قال شُريحٌ: هلك وهلاك، والغبيطُ في بلادِ بني يربوعٍ، وكلُّ موضعٍ يكون على تلك الصِّفةِ حيث كانت فهو غَبيطٌ. وقد يقال لإبط الكتيب نَجَفَــةٌ الكتيب، وهو الموضعُ الذي تُصفِّقُه الرِّياحُ فتــنجفــه فيصير كأنه جرف منجوفٌ. وقبرٌ مَنجُوفُ، وهو الذي يُحفَرُ في عرضه، وهو غير مَضروحٍ. (وغارٌ منجوف: موسَّعٌ، وأنشد:

يُفضي إلى جدث كالغار منجوف

وإناءٌ مَنجُوفٌ: واسع الأسفلِ) . ويقال: اللِّجافُ: الباب، والغارُ: نجاف الباب. ونِجافُ التَيسِ: جلدٌ يُشدُّ بين بطنه والقضيب، فلا يقدر على السَّفادِ، ويقال: تَيسٌ مَنجُوفٌ. والنَّجيفُ من السّهام: العريض النَّصل. قال زائدة: النِّجاف: قَضَفٌ وقُورٌ: قطعٌ من الحزنِ.

نفج: نفج اليربوع يَنفُجُ، (وينفِجُ) نُفُوجاً، ويَنتفجُ انتفاجاً، وهو أوحى عدوه . وأنفجه الصائدُ: أثارهُ من مجثمه ومكمنه. ويقال للصَّيد وكل شيءٍ ارتفع فقد انتفجَ، حتى يقال: رجلٌ مُنتَفِجُ الجَنبين، وبعير مُنتفجٌ إذا خرجت خواصرُه. ورجل نفاجٌ: ذو نفجِ، يقول ما لا يفعل، ويفتخر بما ليس له ولا فيه، وهو ينفجُ نَفجاً. والنَّفاجَةُ: رقعةٌ للقميص تحت الكم، وهي تلك المرتَّبةُ. ونَفَجتِ الرِّيحُ: جاءت بغتة. والنَّوافِجُ: مؤخَرات الضُّلوعِ، الواحدُ نافجٌ ونافِجةٌ.

فجن: الفَيجنُ (والفيجل) : السذاب. وقد أَفْجَنَ الرّجلُ إذا أدام على أكل السَّذابِ. والفَيجنُ: من نبات الربيع يقتلعها الصبيان فيأكلون أصولها. (والفجانة إناء من صُفْرٍ، وجمعها: فَجاجين. والفِجّان: مقدارٌ لأهل الشام في أرضيهم)

جفن: الجَفْنُ: ضربٌ من العنب، ويقال: هو نفس الكَرْمِ بلغة اليمن. ويقال: الجَفْنُ والجفنة: قضيب من الكرم. والجَفْنَةُ التي للطعام، وجمعها الجِفانُ. والجفن للسيف والعين، وجمعهما جفون. وجَفْنَةُ: قبيلة من اليمن، ملوك بالشام، قال:

أولاد جَفْنَةُ حول قبر أبيهم ... قبر ابن مارية الأعزّ الأجلل
جنف: {جنفا}: ميلا. {متجانف}: مائل.
(جنف) - في الحَدِيثِ: "إنَّا نَرُدُّ مِن جَنَف الظَّالِم مثل ما نَرُدُّ من جَنَف المُوصِي".
: أي جَورِه وظُلْمِه، وأَجنفَ أَيضا بمعنى جَنَف. 
ج ن ف : جَنِفَ جَنَفًا مِنْ بَابِ تَعِبَ ظَلَمَ وَأَجْنَفَ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وقَوْله تَعَالَى {غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ} [المائدة: 3] أَيْ غَيْرَ مُتَمَايِلٍ مُتَعَمِّدٍ. 
جنف
أصل الجَنَف ميل في الحكم، فقوله تعالى:
فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً [البقرة/ 182] ، أي: ميلا ظاهرا، وعلى هذا: غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ
[المائدة/ 3] ، أي: مائل إليه.

جنف


جَنَفَ(n. ac. جُنُوْف)
جَنِفَ(n. ac. جَنَف)
a. ['An], Deviated from.
b. [Fī], Acted wrongfully, unjustly, unfairly in.

أَجْنَفَa. see I (b)b. ['Ala], Overcharged.
جَنَفa. Injustice; unfair dealing, extortion.

جَنِف
أَجْنَفُa. Unjust, unfair.
b. Hump-backed.

جِنْفَاص جُنْفَيْص
G.
a. Canvas.
ج ن ف: (الْجَنَفُ) الْمَيْلُ وَقَدْ (جَنِفَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا} [البقرة: 182] وَ (تَجَانَفَ) لِإِثْمٍ مَالَ. 
(جنف)
جنوفا مَال وجار وَيُقَال جنف عَلَيْهِ وَعنهُ عدل وَفِيه ظلم

(جنف) جنفا جنف وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَمن خَافَ من موص جنفا أَو إِثْمًا فَأصْلح بَينهم فَلَا إِثْم عَلَيْهِ} فَهُوَ جنف وَمَال أحد شقيه عَن الآخر وانحنى ظَهره فَهُوَ أجنف وَهِي جنفاء (ج) جنف
ج ن ف

جنف في الوصية، وجنف علينا في الحكم، وهو من أهل الحيف والجنف. ورجل أجنف: متزاور مائل في أحد شقيه، وفي خلقه جنف. وتجانف لكذا وتجانف عنه. قال الله تعالى: " غير متجانف لإثم " وقال الأعشى:

تجانف من أهل اليمامة ناقتي ... وما عدلت عن أهلها لسوائكا
[الجيم والنون] والفاء جنف: الجَنَفُ: المَيَلُ في الكَلامِ وغَيْرِه، جَنَفَ علينا وأجْنَفَ في حُكْمِه: أي حافَ. وقَوْلُه تعالى: " غَيْر مَتَجَانِفٍ لإثْمٍ " أي مُتَمَايِلٍ مُتَعَمَّدٍ. ورَجُلٌ أجْنَفُ: في أحَدِ شِقَّيْهِ مَيَلٌ في الآخَرِ، وامْرَأةٌ جَنْفَاءُ. ولَجَّ في جِنَافٍ: أي مُجَانَفَةٍ ومَيَلٍ. والجُنَافِيُّ: الصَّعْبُ المُجَانَفةِ.
ج ن ف [جنفا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً .
قال: الميل والجور في الوصية.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد وهو يقول:
وأمك يا نعمان في أخواتها ... تأتي ما يأتينه جنفا 
(ج ن ف) : (الْجَنَفُ) الْمَيْلُ وَمِنْهُ جَنِفَ عَلَيْهِ إذَا ظَلَمَ مِنْ بَابِ لَبِسَ وَعَنْ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ يُرَدُّ مِنْ جَنَفِ النَّاحِلِ مَا يرد مِنْ جَنَفِ الْمُوصِي يَعْنِي بِالنَّاحِلِ مَنْ يَنْحَلُ بَعْضَ وَلَدِهِ فَيُفَضِّلُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ بِنُحْلِهِ فَيَجْنَفُ (وَفِي الْحَدِيثِ) «مَا تَجَانَفْنَا لِإِثْمٍ» أَيْ لَمْ نَنْحَرِفْ إلَيْهِ وَلَمْ نَمِلْ يَعْنِي مَا تَعَمَّدْنَا فِي هَذَا ارْتِكَابَ الْمَعْصِيَةِ.
[جنف] نه فيه: أنا نرد من "جنف" الظالم مثل ما نرد من "جنف" الموصي، الجنف الميل والجور. ومنه: يرد من صدقة "الجانف" في مرضه مثل ما يرد من وصية "المجنف" عند موته، جنف وأجنف إذا مال وجار، فجمع فيه بين اللغتين، وقيل: الجانف يختص بالوصية، والمجنف المائل عن الحق. ومنه ح عمر: وقد أفطروا في رمضان ثم ظهرت الشمس فقال: نقضيه ما "تجانفنا" فيه لإثم، أي لم نمل فيه لارتكاب الإثم، ومنه "غير متجانف لإثم". وفي ح خيبر ذكر "جنفاء" بفتح جيم وسكون نون ومد ماء لبني فزارة.
[جنف] الجَنَفُ: المَيْلُ، وقد جَنِفَ بالكسر يَجْنَفُ جَنَفاً. ومنه قوله تعالى: {فمَنْ خافَ مِنْ موصٍ جنفا} . قال الشاعر : هم المولى وإن جنفوا علينا وإنا من لقائهم لزور قال أبو عبيد: المولى هاهنا في موضع الموالى، أي بنى العم، كقوله تعالى: {ثم نخرجكم طفلا} . ويقال: أجنف الرجل، أي جاء بالجنف، قال أبو كبير: ولقد نقيم إذا الخصوم تنافدوا أحلامهم صعر الخصيم المجنف ويروى: " تناقدوا ". وتجانف لإِثمٍ، أي مالَ ورجلٌ أَجْنَفُ، أي منحنى الظهر. وجنفى على فعلى بضم الفاء وفتح العين: اسم موضع، عن ابن السكيت.
جنف جنأ قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: مَا تجانفنا فِيهِ لإثم يَقُول: مَا مِلنا إِلَيْهِ وَلَا تعمدناه وَنحن نعلمهُ وكل مائل فَهُوَ متجانف وجَنِف وَمِنْه قَوْله [عز وَجل -] {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوْصٍ جَنَفاً أوْ إِثْماً} قَالَ مَيْلاً وَقَالَ لبيد: [الْكَامِل] إِنِّي امرؤٌ مَنَعَتْ أرومةُ عامرٍ ... ضَيْمي وَقد جَنَفَتْ عليّ خُصومي ... وَكَذَلِكَ الجانئ بِالْهَمْز هُوَ المائل أَيْضا. وَقد جنأت [عَلَيْهِ -] أجنؤ جنوءا إِذا ملت قَالَ كثير: [الوافر]

أعزّةُ لَو رأيتِ غَدَاة بِنْتُمْ ... جُنُوءَ العائذاتِ على وِسادِيْ ... ويروى: أغاضِر لَو رأيتِ وَمِنْه قَول ابْن عمر: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ [وَسلم -] رجم يَهُودِيّا وَيَهُودِيَّة قَالَ ابْن عمر: فَلَقَد رَأَيْته يجانئ عَلَيْهَا يَقِيهَا الْحِجَارَة بِنَفسِهِ. قَالَ أَبُو عبيد: نرى أَنه لم يجانئ عَلَيْهَا إِلَّا وهما فِي حُفْرَة وَاحِدَة وَقَوله: يجانئ عَلَيْهَا يَعْنِي ينحني.
جنف
جنِفَ على/ جنِفَ عن يَجنَف، جَنَفًا، فهو جنِف وأجنفُ، والمفعول مجنوفٌ عليه
• جنِف عليه: جار عليه وظلمه ومال عن الحقّ " {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ} ".
• جنِف عنه: عدل عنه وابتعد ومال "جنِف عن الصَّواب/ الطريق". 

تجانفَ إلى/ تجانفَ عن/ تجانفَ لـ يتجانف، تجانُفًا، فهو مُتجانِف، والمفعول مُتجانَفٌ إليه
• تجانف إليه/ تجانف له: مال نحوه " {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}: غير متمايل مُتعمّد".
• تجانف عنه: عدل عنه وابتعد. 

جانفَ يجانف، مُجانَفةً وجِنافًا، فهو مُجانِف، والمفعول مُجانَف
• جانف القومَ: جانبهم، وتباعد عنهم. 

أجنفُ [مفرد]: ج جُنْف، مؤ جَنفاءُ، ج مؤ جُنْف:
 صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جنِفَ على/ جنِفَ عن. 

جَنَف [مفرد]: مصدر جنِفَ على/ جنِفَ عن. 

جَنِف [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جنِفَ على/ جنِفَ عن. 
جنف
الجنف - بالتحريك - والجنوف: الميل والجور والعدول، ومنه قوله تعالى:) فَمَنْ خافَ من مُوَصٍّ جَنَفاً (، وقد جنف - بالكسر - قال عامر الخصفي:
هُمُ المَوْلَى وإنْ جَنِفُوا علينا ... وإنا من لقَائِهِمُ لَزُوْزُ
قال أبو عبيدة: المولى - هاهنا -: في موضع الموالي أي بني العم، كقوله تعالى:) ثُمَّ يُخْرِجُكُم طِفلاً (، وقال لبيد - رضي الله عنه -:
إنِّي امْرُؤٌ مَنَعَتْ أرُوْمَةُ عامشرٍ ... ضَيْمي وقد جَنِفَتْ عَلَيَّ خُصُوْمُ
والأجنف: المائل، قال جرير يهجو الفرزدق:
تَعَضُّ الملوكَ الدّارِعينَ سُيُوْفُنا ... ودَفُّكَ من نَفّاخَةِ الكِيْر أجْنَفُ
وخصم مجنف: أي مائل ورجل أجنف: أي منحني الظهر.
وقال شمر: رجل جنافي - بالضم -: أي مختال فيه ميل، قال: ولم أسمعه إلا في رجز الغلب العجلي، وأنشد.
فَبَصُرَتْ بِناشِئٍ فَتِيِّ ... غِرٍ جُنَافّيٍ جَميلِ الزِّيِّ
وال أبو سعيد: يقال لج في جناف قبيح - بالكسر - وجناب قبيح: إذا لج في مجانبة أهله.
وجنفى وجنفاء - بالتحريك ممدوداً ومقصوراً - وجنفى - مثال أربى - وجنفاء - مثال خيلاء -: ماء من مياه بني فزارة. وقال أبن شهاب: كانت بنو فزارة ممن قدم على أهل خيبر ليعينوهم؛ فراسلهم رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - وسألهم أن يخرجوا عنهم؛ ولهم من خيبر كذا وكذا؛ فأبوا، فلما فتح الله خيبر أتاه من كان هنالك من بني فزارة فقالوا: حظنا والذي وعدتنا، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: - حظكم - أو قال: لكم - ذو الرقيبة - وذو الرقيبة جبل مطل على خيبر، فقالوا: إذن نقاتلكم، فقال: موعدكم جنفاء، فلما سمعوا ذلك خرجوا هاربين. وقال زبان بن سيار الفزاري:
رَحَلتُ إليكَ من جَنَفَاءَ حتّى ... أنَخْتُ فِنَاءَ بَيْتِكَ بالمَطالي
وقال ضمرة بن ضمرة:
كأنَّهمُ على جَنَفَاءَ خُشْبٌ ... مُصَرَّعَةٌ أُخَنِّعُها بِفأْسِ
أي: اقطعها.
وأجنف الرجل: أي جاء بالجنف، كما يقال: ألا أي أتى بما يلام عليه؛ وأخس أي أتى بخسيس، قال أبو كبير الهذلي.
ولقد نُقِيْمُ إذا الخُصُوْمُ تَنَافَذُوا ... أحْلامَهم صَعَرَ الخَصِيْمِ المُجْنِفِ
ويروى: " تناقدوا "، ويروى، " مجنف " بكسر الميم: أي مائلٍ جائر.
وأجنفته: صادفته جنفاً في حكمه.
وأجنف: مال؛ مثل جنف، ومنه حديث عروة بن الزبير: يرد من صدقة لجانف في مرضه ما يرد من وصية المجنف عند موته.
والتجانف: التمايل، وقوله تعالى:) غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لاثْمٍ (أي غير مائل إلى حرام، قال الأعشي يمدح هوذة بن علي:
تَجَانَفُ عن جُلِّ اليَمَامَةِ ناقَتي ... وما عَدَلَتْ من أهْلها بِسَوائكا. أي: ما انحرفت تريد غير المكان الذي أنت به إلى غيرك؛ أي: لم تعدل بك أحداً. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: أنه أفطر في رمضان وهو يرى أن الشمس قد غربت ثم نظر فإذا المس طالعة فقال: لا نققضيه، ما تجانفنا فيه لا ثم.
والتركيب يدل على الميل والميل.

جنف: الجَنَفُ في الزَّوْرِ: دُخُولُ أَحد شِقَّيْهِ وانْهِضامُه مع

اعْتدالِ الآخر. جَنِفَ، بالكسر، يَجْنَفُ جَنَفاً، فهو جَنِفٌ وأَجْنَفُ.

والأَنثى جَنْفاء. ورجل أَجْنَفُ: في أَحدِ شِقَّيْه ميل عن الآخر.

والجَنَفُ: الـمَيْلُ والجَوْرُ، جَنِفَ جَنَفاً؛ قال الأَغْلب

العِجْلِيُّ:غِرٍّ جُنافيٍّ جَمِيلِ الزِّيِّ

الجُنافيّ: الذي يَتَجانَفُ في مِشْيَتِه فيَخْتالُ فيها. وقال شمر:

يقال رجل جُنافيٌّ، بضم الجيم، مُخْتال فيه ميْل؛ قال: ولم أَسمع جُنافِيّاً

إلاّ في بيت الأَغلب، وقيده شمر بخطه بضم الجيم. وجَنِفَ عليه جَنَفاً

وأَجْنَفَ: مالَ عليه في الحكم والخُصومةِ والقول وغيرها، وهو من ذلك. وفي

التنزيل العزيز: فمَنْ خافَ من مُوصٍ جَنَفاً أَو إِثماً؛ قال الليث:

الجَنَفُ الـمَيْلُ في الكلام وفي الأُمور كلها. تقول: جَنِفَ فلان علينا،

بالكسر، وأَجْنَفَ في حكمه، وهو شبيه بالحَيْفِ إلا أَن الحَيفَ من

الحاكم خاصّة والجنَف عامّ؛ قال الأَزهري: أَما قوله الحَيْفُ من الحاكم خاصة

فخطأٌ؛ الحيف يكون من كل مَنْ حافَ أَي جارَ؛ ومنه قول بعض التابعين:

يُرَدُّ من حَيْف النَّاحِل ما يُرَدُّ من جَنَف الـمُوصِي، والناحِلُ إذا

نَحَل بعضَ ولدِه دون بعض فقد حافَ، وليس بحاكم. وفي حديث عروة: يُرَدُّ

من صدَقةِ الجانِف في مرضه ما يردّ من وصِيَّةِ الـمُجْنِف عند موته.

يقال: جَنَفَ وأَجْنَفَ إذا مالَ وجارَ فجمع بين اللغتين، وقيل: الجانِفُ

يختصّ بالوصية، والـمُجْنِفُ المائل عن الحق؛ قال الزجاج: فمن خاف من مُوص

جَنَفاً أَي ميْلاً أَو إثماً أَي قَصْداً لإثْم؛ وقول أَبي العيال:

أَلاَّ دَرَأْتَ الخَصْمَ، حِينَ رَأَيْتَهُم

جَنَفاً عليَّ بأَلْسُنٍ وعُيُونِ

يجوز أَن يكون جَنَفاً هنا جمعَ جانِفٍ كرائحٍ ورَوَحٍ، وأَن يكون على

حذف المضاف كأَنه قال: ذوي جَنَف. وجَنِفَ عن طريقه وجَنَفَ وتجانَفَ:

عَدَلَ، وتجانف إلى الشيء كذلك. وفي التنزيل: فمن اضْطُرّ في مَخْمصةٍ غيرَ

مُتَجَانِفٍ لإِثم، أَي مُتَمايل مُتَعَمّد؛ وقال الأَعشى:

تَجَانَفُ عن جوِّ اليَمامَةِ ناقَتي،

وما عَدَلَتْ من أَهلِها لِسَوائِكا

وتجانَفَ لإِثمٍ أَي مال. وفي حديث عمر، وقد أَفْطَر الناسُ في رَمضانَ

ثم ظهرت الشمسُ فقال: نَقْضيه

(* قوله «نقضيه» كذا بالأصل، والذي في

النهاية: لا نقضيه، باثبات لا بين السطور بمداد أحمر، وبهامشها ما نصه: وفيه

لا تقضيه لا رد لما توهمه السائل كأنه قال أثمنا فقال له لاثم قال نقضيه

ا هـ.) ما تَجانَفْنا لإِثم أَي لم نَمِل فيه لارتكاب إثم. وقال أَبو

سعيد: يقال لَجَّ في جِنافٍ قبيحٍ وجِناب قبيح إذا لَجَّ في مُجانبةِ أَهله؛

وقول عامر الخَصَفيّ:

هَمُ الـمَوْلى، وإنْ جَنَفُوا عَلَيْنا،

وإنَّا مِنْ لِقائِهِمُ لَزُورُ

قال أَبو عبيدة: الـمَوْلَى ههنا في موضع الـمَوالي أَي بني العَمّ

كقوله تعالى: ثم يُخْرِجُكم طِفْلاً؛ قال ابن بري: وقال لبيد:

إني امْرُؤٌ مَنَعَتْ أَرُومة عامِرٍ

ضَيْمِي، وقد جَنَفَتْ عليّ خُصومي

ويقال: أَجْنَفَ الرجل أَي جاء بالجَنَف كما يقال أَتى أَي أَتى بما

يُلامُ عليه، وأَخَسَّ أَتى بخَسِيس؛ قال أَبو كبير:

ولقد نُقِيمُ، إذا الخُصُومُ تَناقَدُوا،

أَحْلامَهُم صَعَر الخَصِيمِ الـمُجْنِفِ

ويروى: تَناقَدُوا. ورجل أَجْنَفُ أَي مُنْحَني الظهر. وذَكَرٌ

أَجْنَفُ: وهو كالسَّدَلِ. وقَدَح أَجْنَفُ: ضَخْمٌ؛ قال عدِيّ بن

الرِّقاعِ:ويكرُّ العَبْدانِ بالمِحْلَبِ

الأَجْنَفِ فيها، حتى يَمُجَّ السِّقاء

وجُنَفَى، مقصور على فُعَلَى، بضم الجيم وفتح النون: اسم موضع؛ حكاه

يعقوب. وجَنَفاءُ: موضع أَيضاً؛ حكاه سيبويه؛ وأَنشد لزياد بن سَيَّار

الفَزاري:

رَحَلْتُ إليكَ مِنْ جَنَفاء، حَتَّى

أَنـَخْتُ حِيالَ بَيْتِك بالمَطالِ

وفي حديث غَزْوَةِ خيبر ذكر جَنْفاء؛ هي بفتح الجيم وسكون النون والمد،

ماء من مياه بني فزارة.

الْجِيم وَالنُّون وَالْفَاء

الجَنَف فِي الزُّور: دُخُول أحد شقيه وانهضامه مَعَ اعْتِدَال الآخر.

جَنِف جَنَفا، فَهُوَ جَنِف، وأَجْنَف، وَالْأُنْثَى: جَنْفَاء.

وجَنِف عَلَيْهِ جَنَفا. وأَجْنَف: مَال عَلَيْهِ فِي الحكم وَالْخُصُومَة وَالْقَوْل وَغَيرهَا. وَهُوَ من ذَلِك، وَقَول أبي الْعِيَال:

ألاَّ دَرَأتَ الخَصْم حِين رَأَيْتهمْ ... جَنَفاً عليَّ بألْسُن وعيون

يجوز أَن يكون " جَنَفاً " هُنَا: جمع جانف كرائح وروح، وَيجوز أَن يكون على حذف الْمُضَاف كَأَنَّهُ قَالَ: ذَوي جَنَف.

وجَنَف عَن طَرِيقه، وجَنِف، وتجانف: عدل.

وتجانف إِلَى الشَّيْء: كَذَلِك، وَفِي التَّنْزِيل: (فَمن اضطُرَّ فِي مَخْمَصةٍ غيرَ متجانِفٍ لإثم) . وَقَالَ الْأَعْشَى: تجانَفُ عَن جَوّ الْيَمَامَة نَاقَتي ... وَمَا عدلت من أَهلهَا لسَوَائكا

وَذكر أجْنَف، وَهُوَ كالسدل.

وقدح أجنف: ضخم، قَالَ عدي بن الرّقاع:

وبَكُرُّ العَبْدان بالمِحْلب الأج ... نفِ فِيهَا حَتَّى يَمُجّ السقاء

وجَنَفَى، مَقْصُور: مَوضِع، حَكَاهُ يَعْقُوب.

وجَنَفاء: مَوضِع أَيْضا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَأنْشد:

رحلتُ إِلَيْك من جَنفَاء

والجَفْنة: أعظم مَا يكون من القصاع.

وَالْجمع: جِفان، وجفن عَن سِيبَوَيْهٍ كهضبة وهضب.

وجَفَن الْجَزُور: اتخذ مِنْهَا طَعَاما، وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: " أَنه انْكَسَرت قوص من الصَّدَقَة فجفنها " وَهُوَ من ذَلِك؛ لِأَنَّهُ يمْلَأ مِنْهَا الجفان، حكى ذَلِك الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والجَفْنَة: ضرب من الْعِنَب.

والجَفْنة: الْكَرم.

وَقيل: أَصله.

وَقيل: قضيب من قضبانه.

وَقيل: ورقه. وَالْجمع من كل ذَلِك: جفن، قَالَ الاخطل يصف خابية خمر:

آلَتْ إِلَى النِّصْف من كَلْفَاءَ أَتأقَها ... عِلْجٌ وكَتْمها بالجَفْن والغار

وَقيل: الجَفْن: اسْم مُفْرد، وَهُوَ أصل الْكَرم.

وَقَول النمر:

سقيّة بينِ انهار عِذَاب ... وزَرْع نابت وكروم جَفْنِ

أَرَادَ: وجَفْن كروم فَقلب.

وجفَّن الْكَرم، وتجَفَّن: صَار لَهُ أصل.

والجَفْن: شجر طيب الرّيح، عَن أبي حنيفَة، وَبِه فسر بَيت الاخطل الْمُتَقَدّم، قَالَ: وَهَذَا الجفن غير الجَفْن من الْكَرم؛ ذَلِك مَا ارْتقى من الحبلة فِي الشَّجَرَة فَسمى الجفن لتجفنه فِيهَا.

والجَفْن أَيْضا من الْأَحْرَار: نبتة تنْبت متسطحة، وَإِذا يَبِسَتْ تقبضتو اجْتمعت، وَلها حب كَأَنَّهُ الحلبة، وَأكْثر منبتها الآكام وَهِي تبقى سِنِين يابسة، وَأكْثر راعيتها الْحمر والمعزى، قَالَ: وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: هِيَ صلبة صَغِيرَة مثل العيشوم، وَلها عيدَان صلاب رقاق قصار، وورقها اخضر أغبر، ونباتها فِي غلظ الأَرْض، وَهِي أسْرع البقل نباتا إِذا مطرَت وأسرعها هيجا.

وجَفَن نَفسه عَن الشَّيْء: ظلفا، قَالَ:

جَمَّع مَال الله فِينا وجَفَن ... نَفْسا عَن الدُّنْيَا وللدنيا زِيَن

وجَفْنة: قَبيلَة من الأزد.

وجُفَينة: اسْم خمار، وَفِي الْمثل: " وَعند جفينة الْخَبَر الْيَقِين " كَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد وَابْن السّكيت. قَالَ ابْن السّكيت: وَلَا تقل: " جُهَيْنَة " وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يرويهِ " حفينة " بِالْحَاء غير مُعْجمَة.

جنف

1 جَنَفٌ (T, S, Mgh, Msb, K, &c.) and جُنُوفٌ, (K,) the former being inf. n. of جَنِفَ and the latter of جَنَفَ, (TA,) The act of inclining, or declining (T, S, Mgh, K, TA) in speech and in all affairs: (TA:) and declining, or deviating, from the right course; acting wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically; (T, Msb, * K, TA;) like حَيْفٌ, which some erroneously assert to be the act of a judge only. (T, TA.) You say, جَنِفَ, (T, S, Mgh, Msb,) aor. ـَ inf. n. جَنَفٌ; (S, Msb;) [and app. جَنَفَ, aor. ـِ inf. n. جُنُوفٌ;] and ↓ اجنف; (T, Msb, TA;) He inclined or declined [in speech and in any affair]: (T, S, TA:) and he declined, or deviated, from the right course; acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically; (T, Mgh, Msb, TA;) عَلَيْهِ against him. (Mgh.) Hence, in the Kur [ii. 178], فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا (S, TA,) i. e. [And he who feareth, (or, as is said in the K in art. خوف, knoweth,) from, or on the part of, the testator,] an inclining [to a wrong course], or a declining [from the right course]: (TA:) or a manifest inclining or declining. (Er-Rághib, TA.) You say, جَنِفَ فِى وَصِيَّتِهِ, aor. ـَ [He inclined, &c., in his testament;] and so ↓ اجنف. (K.) And ↓ اجنف signifies He deviated from that which was right. (K.) And فِى حُكْمِهِ ↓ اجنف [He declined from the right course, or acted wrongfully or unjustly, in his judgment]. (TA.) Or ↓ اجنف relates peculiarly to the case of a testament: and جَنِفَ signifies absolutely He declined, or deviated, from that which was right. (K.) And you say, جَنِفَ عَنْ طَرِيقِهِ, aor. ـَ and جَنَفَ, aor. ـِ inf. n. جَنَفٌ, (K, TA,) which is of the former verb, (TA,) and جُنُوفٌ, (K, TA,) which is of the latter verb; He turned away from his course, or way; deviated therefrom. (TA.) b2: Or [app. a mistake for “and ”] جَنَفٌ signifies Depression (دُخُولٌ and اِنْهِضَامٌ) in one of the two sides of the breast, or chest, (الزَّوْرِ,) with evenness of the other side: (K:) the verb is جَنِفَ: and the part. n. is ↓ جَنِفٌ and ↓ أَجْنَفُ, fem. [of the latter] جَنْفَآءُ. (TA.) 3 جنَافٌ [an inf. n. of which the verb (جانف) is not mentioned]. You say, لَجَّ فِى جِنَافٍ قَبِيحٍ He persisted in removing himself to a distance, or estranging himself, from his family; (Aboo-Sa'eed, K;) like جِنَابٍ قَبِيحٍ. (Aboo-Sa'eed, TA.) 4 اجنف He committed an act of inclining [to a wrong course], or declining [from the right course, or acting wrongfully or unjustly or injuriously or tyrannically]; like as you say, أَلَامَ, meaning “he did a thing for which he should be blamed.” (S.) See also 1, in five places.

A2: اجنفهُ He found him to be one who deviated from the right way in his judgment; who acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically, therein. (K.) تجانف فِى مِشْيَتِهِ ?? He carried himself in a proud and self-conceited manner, [affecting an inclining of the body from side to side,] in his gait. (TA.) [And He inclined on one side in his gait: said of one who is lame of one leg: see مَحْرُوقٌ.] b2: تجانف عَنْ طَرِيقِهِ He affected a declining, or deviating, from his course, or way; he purposely declined, or deviated, therefrom; (K, * TA;) syn. تَمَايَلَ. (K.) And in like manner, تجانف إِلَى الشَّىْءِ [He affected an inclining to the thing; intentionally inclined to it]. (TA.) You say, تجانف لِإِثْمٍ He inclined to a sin, (S, Mgh,) [or affected an inclining to it, (see the part. n., below,)] intending, or purposing, the commission of an act of disobedience. (Mgh.) جَنَفَ is [an epithet] like دَنَفَ, applying to a sing. and a pl., [being] also an inf. n. [of جَنِفَ, q. v.]: Abu-l-'Iyál El-Hudhalee says, أَلَّا دَرَأْتَ الخَصْمَ حِينَ رَأَيْتُهُمْ جَنَفًا عَلَىَّ بِأَلْسُنٍ وَعُيُونِ [Wherefore didst not thou repel the adversaries, when thou sawest them inclining, or acting wrongfully, against me with tongues and eyes?]: or, accord. to one reading, جُنُفًا [which is a pl. of ↓ جَانِفٌ]: (Skr p. 128:) [or, as some say,] جَنَفًا is a pl. [or rather quasi-pl. n.] of ↓ جَانِفٌ, like as رَوَحَ is of رَائِحٌ: or it may be for ذَوِي جَنَفٍ. (TA.) جَنِفٌ: see أَجْنَفُ, in two places: b2: and see also 1, last sentence.

جُنَافِىٌّ One who carries himself in a proud and self-conceited manner, (مُخْتَال, [for which Golius, here copied by Freytag, appears to have read مُحْتَال, with the unpointed ح,]) with an inclining [of the body from side to side]: (Sh, K:) or one who affects an inclining [of the body from side to side] (يَتَجَانَفُ) in his gait, and carries himself in a proud and self-conceited manner therein. (TA.) جَانِفٌ: see أَجْنَفُ; and see also جَنَفٌ, in two places.

أَجْنَفُ [fem. جَنْفَآءُ] Inclining [to a wrong course], or declining [from the right course], or acting wrongfully or unjustly, [absolutely, as also ↓ جَنِفٌ and ↓ جَانِفٌ and ↓ مِجْنَفٌ, or peculiarly] in his testament. (K.) You say, صَادَفَهُ فِى حُكْمِهِ ↓ جَنِفًا [He found him to be one who deviated from the right way in his judgment; who acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically, therein]. (K.) And ↓ خَصْمٌ مِجْنَفٌ An adversary who inclines [to a wrong course], or declines [from the right course]; (K;) who acts wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically. (TA.) b2: Inclining; [or pendulous;] applied to a penis. (TA.) b3: Having a bending back; (S, K;) applied to a man. (S.) b4: See also 1, last sentence. b5: Big, or large; applied to a bowl (قَدَح). (TA.) مِجْنَفٌ: see أَجْنَفُ, in two places.

غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ, in the Kur [v. 5], means Not affecting an inclining to sin; intending, or purposing, it. (Msb, TA.)
جنف
) الْجَنَفُ، مُحَرَّكَةً، والْجُنُوفُ، بِالضَّمِّ: الْمَيْلُ والْجَوْرُ والعُدُولُ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى:) فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً، قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي مَيْلاً، زَادَ الرَّاغِبُ: ظَاهِراً، وَقد جَنِفَ فِي وَصِيَّتِهِ، كفَرِحَ، وَكَذَا أجْنَفَ، وَقَالَ: الْجَنَفُ: المَيْلُ فِي الكلامِ، وَفِي الأُمُورِ كُلِّهَا، تَقول: جَنِفَ فُلانٌ علينا، وأجْنَفَ فِي حُكْمِه، وَهُوَ شَبِيهٌ بِالْحَيْفِ، إِلا أَنَّ الحَيْفَ من الحَاكِمِ خَاصَّةً، والجَنَفُ عَامٌّ، قَالَ الأًزْهَرِيُّ: أَمَّا قَوْلُهُ:) الْحَيْفُ مِن الحاكمِ خَاصَّةً (، فَخَطَأٌ، الحَيْفُ يكونُ مِن كُلِّ مِن حَافَ، أَيْ: جَارَ، وَمِنْه قولُ بعضِ التَّابِعين:) يُرَدُّ مِنْ حَيْفِ النَّاحِل مَا يُرَدُّ مِن جَنَفِ المُوصِي (والنَّاحِل إِذا نَحَلَ بَعْضَ وَلَدِهِ دُونَ بَعْضٍ فَقَدْ حَافَ، وَلَيْسَ بحَاكِمٍ، وَفِي حديثِ عُرْوَةَ:) يُرَدُّ مِنْ صَدَقَةِ الْجَانِفِ فِي مَرَضِهِ مَا يُرَدُّ مِنْ وَصِيَّةِ المُجْنِفِ عِنْدَ مَوْتِهِ (، يُقَالُ: جَنِفَ وأَجْنَفَ: إِذا مالَ وجَارَ، فجَمَع بيْنَ اللُّغَتَيْنِ، فَهُوَ أَجْنَفُ، أَي: مَائِلٌ فِي أَحَدِ شِقَّيْهِ مُتَزَاوِر، كَمَا فِي الأَساس، قَالَ جَرِيرٌ يَهَجُوا الفَرَزْدَقَ:
(تَعَضُّ الْمُلُوكَ الدَّارِعِين سُيُوفُنا ... ودَفُّكَ مِنْ نَفَّاخَةِ الْكِيرِ أَجْنَفُ)
أَو أَجْنَفَ مُخْتَصٌّ بالْوَصِيَّةِ، وَجَنِفَ فِي مُطْلَقِ الْمَيْلِ عَن الْحَقِّ، قَالَ لَبِيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
(إِنِّي امْرُؤٌ مَنَعَتْ أَرُومَةُ عَامِرٍ ... ضَيْمِي وَقد جَنِفَتْ عَلَيَّ خُصُومُ)
وجَنِفَ عَن طَرِيقِهِ، كفَرِحَ، وضَرَبَ، جَنَفاً، وجُنُوفاً، بِالضَّمِّ، وَفِيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ: إِذا عَدَلَ عَنهُ، أَو الْجَنَفُ فِي الزَّوْرِ: دُخُولْ أَحْدِ شِقَّيْهِ وانْهِضَامُهُ مَعَ اعْتِدَالِ الآَخِر، يُقَال: جَنِفَ كفَرِح، فَهُوَ جَنِفٌ، وأَجْنَفُ، وَهِي جَنْفَاءُ، وخَصْمٌ مِجْنَفٌ، كمِنْبَرٍ: مَائِلٌ جائرٌ، وَبِه فسِّر قَوْلِ أَبِي كَبِيرِ الهُذَلِيِّ:
(ولَقَدْ نُقِيمُ إِذَا الْخُصُومُ تَنَافَدُوا ... أَحْلاَمَهُمْ صَعَرَ الْخَصِيمِ الْمِجْنَفِ)
ورَوَاهُ الجَوْهَرِيُّ كمُحْسِنٍ، كَمَا سيأْتي.
والأَجْنَفُ: الْمُنْحَنِي الظَّهْرِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
قَالَ شَمِرٌ: الْجُنَافِيُّ، بِالضَّمِّ، هَكَذَا قَيَّدَهُ بخَطِّه: الْمُخْتَالُ فِيهِ مَيْلٌ، وَقَالَ غيرهُ: وهُو الَّذِي يَتَجَانَفُ فِي مِشَيَتِهِ فيَخْتَالُ فِيهَا وَقَالَ شَمِر: لم أَسْمَعْهُ إِلاَّ فِي رَجَزِ الأَغْلَبِ العِجْلِيِّ: فبَصُرَتْ بنَاشِيءٍ فَتِىِّ غِرٍّ جُنَافِيٍّ جَمِيلِ الزِّيِّ)
قَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ: لَجَّ فِي جِنَافٍ قَبِيحٍ، وجَنابٍ قَبِيحٍ، ككِتَابٍ فيهمَا: أَي لَجَّ فِي مُجَانَبَةِ أَهْلِهِ.
فِي جنفي خمسُ لُغاتٍ، كجَمَزي، وأُرَبَي مُحَرَّكةً، وبِضَمٍّ ففَتْحِ مَقْصُوران، وعلَى الثَّانِيةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ ويُمَدَّان، وعلَى الأُولى مَمْدُودَةً اقْتَصَرَ ابنُ دُرَيْدٍ، الجُنْفَاءُ، كحَمْرَاءَ، والأَرْبَعَةُ الأُول ذَكَرَهُنَّ الصَّاغَانيُّ: مَاءٌ لِفَزَارَهَ، لَا مَوْضِعٌ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ فِيهِ نَظَرٌ مِن وَجْهَيْن: اَوَّلاً: فقد نقَلَ الجَوْهَرِيُّ ذَلِك عَن ابنِ السِّكِّيتِ، ونِسْبَةُ الوَهْمِ إِلَى النَّاقِلِ غيرُ سَدِيدٍ، ومثلُه فِي كتابِ سِيبَوَيْه، قَالَ: هُوَ مَوْضِعٌ وأَنْشَدَ قولَ زَبَّانَ بن سَيَّارٍ الآتِي، وثانِياً: فَإِن أَصْحابَ المعاجِمِ فِي البُلْدَانِ اتَّفَقُوا علَى أَنَّ الجَنَفَاءَ: مَوْضِعٌ بَين الرَّبَذَةِ وضَرِيَّةَ، مِن دِيَارِ مُحَارِبٍ على جَادَّةِ اليَّمَامَةِ إِلَى المَدِينةِ، ويُقَالُ لَهُ أَيضاً: ضِلَعُ الجَنَفَاءِ، وأَيضاً: مَوْضِع آخَرُ بَيْن فَيْدٍ خَيْبَرَ، وَهَذَا لَا يَمْنَعُ أَن يكونَ هُنَاكَ مَاءٌ لِفَزَارَةَ، فتَأَمَّلْ ذَلِك، وَقَالَ ابنُ شِهَابٍ: كانَتْ بَنو فَزَارَةَ مِمَّنْ قَدِمَ علَى أَهلِ خَيْبَرَ ليُعِينُوهم، فَرَاسَلَهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهِ عَلَيْهِ وسَلَّم، وسَأَلَهم أَنْ يَخْرُجُوا عَنْهُم، وَلَهُم مِن خَيْبَرَ كَذَا وَكَذَا، فأَبَوْا، فلَمَّا فَتَح اللهُ خَيْبَرَ، أَتَاهُ مَن كانَ هُنَاك مِن بَنِي فَزَارَةَ، فقالُوا: حَظَّنَا وَالَّذِي وَعَدْتَنَا، فَقَالَ لَهُم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم:) حَظُّكُمْ ذُو الرُّقَيْبَةِ (: جَبَلٌ مُطِلٌ عَلَى خَيْبَرَ، فقالُوا: إِذَنْ نُقاتِلُكُم، فَقَالَ:) مَوْعِدُكُمْ جَنْفَاءُ (فلمَّا سَمِعُوا ذلِكَ خَرَجُوا هَارِبَيْن، وَقَالَ زَبَّانُ بنُ سَيَّارٍ الفَزارِيُّ:
(رَحَلْتُ إِلَيْكَ مِنْ جَنَفَاءَ حَتَّى ... أَنَخْتُ فِنَاءَ بَيْتِكَ بِالْمَطَالِي)
وَقَالَ ضَمْرَةُ بنُ ضَمْرَةَ:
(كأَنَّهُمُ عَلَى جَنَفَاءَ خُشْبٌ ... مُصَرَّعَةٌ أُخَنِّعُها بفَأْسِ)
وأَجْنَفَ الرَّجُلُ: عَدَلَ عَن الْحَقِّ، ومالَ عَلَيْهِ فِي الحُكْمِ والخُصُومَة، وَهَذَا قد تَقَدَّم، فذِكْرُه ثَانِيًا تَكْرارٌ. وأَجْنَفَ فُلاناً: صَادَفَهُ جَنِفاً، ككَتِفٍ، فِي حُكْمِهِ.
وتَجَانَفَ عَن طَرِيقِه: تَمَايَلَ، وتَجَانَفَ إِلَى الشَّيْءِ كذلِك، وَمِنْه قوْلُه تعالَى:) غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ (، أَي: مُتَمَايِلٍ مُتَعَمِّدٍ، قَالَ الأَعْشَي:
(تَجَانَف عَنْ جَوِّ الْيَمَامَةِ نَاقَتِي ... ومَا عَدَلَتْ مِنْ أَهْلِها بِسِوَائِكَا)
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الجَنَفُ، مُحَرَّكةً: جَمْعُ جَانِفٍ، كرَائِحٍ ورَوَحٍ، وَبِه فُسِّرِ قَولُ أَبِي العِيَالِ الهُذَلِيِّ: ْ
(هَلاَّ دَرَأْتَ الْخَصْمَ حِينَ رَأَيْتَهُمْ ... جَنَفا عَلَيَّ بِأَلْسُنٍ وعُيُونِ)
ويجوزُ أَن يكونَ علَى حَذْفِ مُضَافٍ، كأَنَّه قَالَ: ذَوِي جَنَفٍ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ السُّكَّرِيُّ فِي شَرح الدِّيوَان.
وأَجْنَفَ الرَّجُلُ: جاءَ بالجَنَفِ، كَمَا يُقَال: أَلاَمَ: أَي أَتَي بِمَا يُلامُ عَلَيْهِ، وأَخَسَّ أَتي بخَسِيسٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ السَّابِقُ ذِكْرُه.
وذَكَرٌ أَجْنَفُ، وَهُوَ كالسَّدَلِ.
وقَدَحٌ أَجْنَفُ: ضَخْمٌ، قَالَ عَدِيُّ ابنُ الرِّقَاع:
(ويَكِرُّ الْعَبْدَانِ بِالْمِحْلَبِ الأَجْ ... نَفِ فيهَا حَتَّى يَمُجَّ السَّقَاءُ)
ويُقالُ: بَعِيرٌ جِنِفَّي العُنُقِ أَي شَدِيدُه، هَكَذَا وجدتُ هَذَا الحَرْفَ فِي هَامِش كتاب الجَوْهَرِيُّ، والصوابُ: خِنِفَّي، بالخاءِ، كَمَا سيَأْتي.

لجف

لجف



لَجَفْ: see قِصَابٌ.
لجف: لجّف مكياله: وسّعه (وليس على وزن فعَل على النحو الذي وردت به عند فريتاج في الكامل 14:6).
(لجف) الشَّيْء وَسعه من جوانبه وَيُقَال لجف الْقَوْم مكيالهم أَو بئرهم وَسعوا أَسْفَله
(لجف)
الظبي وَغَيره فِي الكناس وَنَحْوه لجفا حفر فِي أَصله أَو فِي جنبه

لجف


لَجَفَ(n. ac. لَجْف)
a. Struck.

لَجَّفَتَلَجَّفَa. Dug into the sides of ( a well ).

لَجَف
(pl.
أَلْجَاْف)
a. Side-hole, cavity.

لِجَاْفa. Threshold.

لَجِيْفَةa. Doorpost.
[لجف] نه: فيه: إنه ذكر الدجال ثم خرج لحاجته فانتحب القوم حتى ارتفعت أصواتهم فأخذ "بلجفتي" الباب فقال: مهيم، هما عضادتاه وجانباه، وجوانب البئر ألجاف- جمع لجف، ويروى بالباء وهو وهم. ومنه: حفر حفيرة "فلجفها"، أي حفر في جوانبها. و"اللجيف" اسم فرسه صلى الله عليه وسلم- روى بالجيم، فإن صح فهو من السرعة، لأن اللجيف سهم عريض النصل.
لجف: اللَّجْفُ: الحَفْرُ في أصْلِ الكِنَاسِ، والاسْمُ اللَّجَفُ. وألْجَافُ البِئْرِ: مَدَاخِلُ الماءِ في جَوَانِبِها. واللَّجَافُ: ما أشْرَفَ على الغار من صَخْرَةٍ أو غَيْرِ ذلك؛ ناتِىٌْ من الجَبَلِ. واللَّجَفُ: مَلْجَأُ السَّيْلِ ومَحْبَسُه ب. والتَّلْجِيْفُ: إدْخَالُ الذَّكَرِ في جَوَانِبِ الفَرْجِ كُلِّها. وألْجَفَ بي: إذا أضَرَّ بِكَ.
[لجف] قال أبو عبيد: اللَّجَفُ مثل البُعْثُطِ، وهو سرَّة الوادي. ويقال اللجَفُ: حفرٌ في جانب البئر. قال الشاعر يصف جراحة: يحج مأمومة في قعرها لجف فاست الطبيب قذاها كالمغاريد ولجفت البئر تلجيفا: حفرت في جوانبها. قال العجاج يصف ثورا * إذا انتحى معتقما أو لجفا * قال: الاصمعي: تلجفت البئرُ، أي انْخَسَفَتْ. وبئرُ فلان متلجفة.
ل ج ف

لجفت البئر حفرت في جوانبها، وفي البئر لجفٌ وهو ما حفر في جانب منها أو أكله الاء حتى صار كالكهف، وبئر ذات لجفٍ وألجافٍ، وقد تلجّف البئر، ولجّفها مخض الدلاء.

ومن المجاز: لجّف القوم مكيالهم: وسّعوا أسفله. ولجّف الوحشيّ كناسه. قال العجاج:

إذا انتحى معتقماً أو لجفاً

أي حافراً سفلاً أو حفر في جانب، ونظير الاعتقام والتلجيف: الضّرح واللّحد في القبر.
(لجف) - في الحديث: "كان اسمُ فَرَسِه الَّلجِيفَ"
والمحفوظُ بالخاء، فإن روِى بالجيم فَيُراد به: السُّرْعةُ؛ لَأنَّ الَّلجِيفَ: سَهْمٌ نَصْلُه عَرِيضٌ، قاله صاحبُ التَّتِمَّة.
وقال البخارىّ: اللَّخِيف - بالخاء المعْجَمة -، ولم يتحقَّقه أيضًا.
- وفي حديث الدجّال: "فأَخَذَ بلَجَفَتَى البابِ "
: أي جانِبَيْه. ومنه أَلْجَافُ البِئرِ. - في حديث الحجاج: "حَفَر حُفَيْرةً فَلَجفَها".
: أي حَفَرَ في جَوانِبها. وتَلَجَّفَت البِئْرُ: انخسَفَتْ، وبئر مُتَلَجِّفَة.
(ل ج ف)

اللَّجَف: سرة الْوَادي.

واللَّجَف: النَّاحِيَة من الْحَوْض أَو الْبِئْر ياكله المَاء فَيصير كالكهف، قَالَ أَبُو كَبِير:

متبهرات بالسِّجال ملاؤها ... يخْرجن من لَجَف لَهَا متلقَّم

وَالْجمع: أَلْجاف.

واللَّجْف: الْحفر فِي أصل الكناس، وَالِاسْم: اللَّجَف.

والمُلَجِّف: الَّذِي يحْفر فِي نَاحيَة من الْبِئْر، قَالَ العجاج:

إِذا انتحى معتقما أَو لجفَّا الاعقام: أَن يحفروا فَإِذا قربوا من المَاء احتفروا بِئْرا صَغِيرَة فِي وَسطهَا بِقدر مَا يَجدونَ طعم المَاء، فَإِن كَانَ عذبا حفروا بقيتها.

ولَجِفت الْبِئْر لَجَفا وَهِي لَجْفاء، وتَلجَّفَتْ، كِلَاهُمَا: تحفرت وأكلت من أَعْلَاهَا وأسفلها. وَقد استعير ذَلِك فِي الْجرْح كَقَوْلِه:

يَحُجّ مَأْمومةً فِي قَعْرها لَجَف ... فإستُ الطَّبِيب قَذَاها كالمغاريد

واللَّجَفة: الْغَار فِي الْجَبَل، وَالْجمع: لَجَفات، وَلَا أعلمهُ كسر.

ولَجَّف الشَّيْء: وَسعه من جوانبه.

واللَّجِيف من السِّهَام: العريض، هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي بِاللَّامِ، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوف: النجيف وَالْجمع: نجف، وَقد روى: اللخيف، وَهُوَ قَول السكرِي، وَقد تقدم.
لجف
أبو عمرو: اللَّجْفُ: الضَّرب الشديد.
وجنْبَتا الباب: لَجِيفَتاه.
وقال أبو عُبيد: اللَّجيف من السهام: الذي نَصْلُه عريض، وشك أبو عُبيد في اللَّجيفِ. قال الأزهري: وحق له أن يشكَّ فيه، لأن الصواب النَّجيفُ: وهو من السِّهام العريض النصل، وجمْعه: نُجُف، قال أبو كبير الهُذَليُّ:
نُجُفــاً بَذَلْتُ له خَوَافيَ ناهِضٍ ... حَشْرِ القَوَادِمِ كاللِّفَاعِ الأطْحَلِ
وقال أبو عمرو: واحدُ الــنُّجُف: نَجُوفٌ.
وقال الليث: اللَّجْفُ: الحَفر في أصل الكِنَاسِ، والاسم: اللَّجَفُ.
وقال أبو عبيدة: اللَّجَفُ: مثلُ البُعثُط وهو سُرَّة الوادي، ويقال: اللَّجَفُ حفْر في جانب البئر، قال عِذَار بن دُرَّة الطائي يصف جراحة:

يَحُجُّ مَأْمُوْمَةً في قَعْرِها لَجَفٌ ... فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذَاها كالمَغَارِيْدِ
وأنشد ابن الأعرابي:
دَلْوِيَ دَلْوٌ إنْ نَجَتْ من اللَّجَفْ ... وإنْ نَجا صاحِبُها من اللَّفَفْ اللَّفَفُ: اضطراب الساعد من التواء عِرقٍ فيه. وجمْع اللَّجَفِ: ألْجَافٌ، قال:
لو أنَّ سَلْمى وَرَدَتْ ذا ألْجَافْ ... لَقَصَّرَتْ ذَناذِنُ الثَّوْبِ الضّافْ
وقال ابن شُميْل: ألْجافُ الرَّكيَّة: ما أكل الماء من نواحي أصلها، فإن لم يأكُلها الماء وكانت مُستوية الأسفل فليس لها لَجَفٌ.
وقال الليث: اللَّجَفُ: مَلْجَأُ السَّيل: أي مَحْبِسه.
قال: واللِّجَافُ: ما أشرف على الغار من صخرة أو غير ذلك ناتِئءٍ في الجبل، وربما جُعل ذلك فوق الباب. وقال غيره: اللِّجَافُ والنِّجَافُ: الأُسْكُفَّةُ.
وقال ابن عبّاد: ألْجَفَ بي الرجل: إذا أضرَّ بك.
والتَّلْجيفُ: إدخال الذّكر في جوانب الفَرْجِ.
ولَجَّفْتُ البئر تَلْجِيْفاً: حفَرْتُ في جوانبها، قال العجّاج يصف ثوراً:
إذا انْتَحى مُعْتَقِماً أو لَجَّفا ... وقد تَبَنّى من أرَاطٍ مِلْحَفا
ولَجَّفَ المِكيال: وسَّعَه من أسفلِه.
وقال الصمعي: تَلَجَّفَتِ البئر: أي انخسفَتْ، يقال: بئر فلان مُتَلَجِّفَة. وقال غيره: تَلَجَّفْتُ البئر: حفَرْتُ في جوانبها، جعله مُتعدياً.
والتركيب يدل على هزم في شيء.

لجف: اللَّجَفُ مثل البُعْثُط: وهو سُرَّةُ الوادي. واللَّجَفُ: الناحية

من الحوض أَو البئر يأْكله الماء فيصير كالكَهْف؛ قال أَبو كبير:

مُتَبَهِّرات بالسِّجالِ مِلاؤُها

يَخْرُجْن من لَجَفٍ لها مُتَلَقَّمِ

والجمع أَلْجاف. واللَّجْفُ: الحَفْرُ في أَصل الكِناس، وقيل: في جنب

الكِناس ونحوه، والاسم اللَّجَفُ.

والمُلَجِّف: الذي يَحْفِر في ناحية من البئر. والتَّلَجُّف: التحفُّر

في نواحي البئر. ولَجَّفْت البئر تَلْجِيفاً: حفرت في جوانبها. وفي حديث

الحجاج: أَنه حَفَر حَفِيرة فَلَجَّفَها أَي حفَر في جوانبها؛ قال العجاج

يصف ثوراً:

بِسَلْهَبَيْنِ فَوْق أَنْفٍ أَدْلَفا،

إذا انتحى مُعْتَقِماً أَو لَجَّفا

قوله بسلهبين أَي بقرْنين طويلين. ويقال: بئر فلان مُتَلَجِّفة؛ وأَنشد:

لو أَنَّ سَلْمَى ورَدَتْ ذا أَلجافْ،

لقَصَّرَت ذَناذِنَ الثَّوْبِ الضافْ

ابن شميل: أَلجافُ الرَّكيّة ما أَكل الماء من نواحي أَصلها، وإن لم

يأْكلها وكانت مستوية الأَسفل فليست بلَجف. وقال يونس: لجَف، ويقال:

اللَّجَف ما حَفَر الماءُ من أَعلى الركية وأَسفلها فصار مثل الغار. الجوهري:

اللَّجَف حَفْر في جانب البئر.

ولَجِفَت البئر لَجَفاً، وهي لَجْفاء، وتَلَجَّفت، كلاهما: تَحفَّرت

وأُكلت من أَعلاها وأَسفلها؛ وقد اسعتير ذلك في الجُرح كقول عذار بن دُرة

الطائي:

يَحُجُّ مأْمُومةً في قَعْرِها لَجَفٌ،

فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذاها كالمَغاريدِ

وحكى الجوهري عن الأَصمعي: تَلجَّفَت البئر أَي انْخسفتْ؛ وبشر فلان

مُتلجِّفة. واللجَف: مَلْجأُ السيل وهو مَحْبِسُه. واللِّجافُ: ما أَشرف على

الغار من صخر أَو غير ذلك ناتٍ من الجبل، وربما جعل ذلك فوق الباب. ابن

سيده: اللَّجَفةُ الغار في الجبل، والجمع لَجَفات، قال: ولا أَعلمه

كُسِّر. ولَجَّفَ الشيءَ: وسَّعه من جوانبه. والتلْجِيف: إدخال الذكر في جوانب

الفرج؛ قال البَوْلانيُّ:

فاعْتَكَلا وأَيُّما اعْتِكالِ،

ولُجِّفَت بمِدسَرٍ مُخْتالِ

وفي الحديث: أَنه ذكر الدجال وفتنته ثم خرج لحاجته، فانتحب القوم حتى

ارتفعت أَصواتهم فأَخذ بلَجَفَتَي الباب فقال مَهْيَمْ؛ لَجَفَتا الباب

عِضادتاه وجانباه من قولهم لجَوانب البئر ألجاف جمع لَجَف، قال ابن الأَثير:

ويروى بالباء، قال: وهو وهَمٌ.

واللَّجِيفُ من السِّهام: العريض؛ هكذا رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي

باللام، وإنما المعروف النجِيف وقد روي اللَّخيف، وهو قول السكري، وسيأْتي

ذكره. وفي التهذيب: اللجيف من السهام الذي نَصْله عريض، شك أَبو عبيد في

اللجيف. قال الأَزهري: وحقّ له أَن يشك فيه لأَن الصواب النجيف، وهو من

السهام العريض النصل، وجمعه نُجُفٌ، وسيأْتي ذكره. وفي الحديث: كان اسم

فرسه، صلى اللّه عليه وسلم، اللَّجِيف. قال ابن الأَثير: كذا رواه بعضهم

بالجيم، فإن صح فهو من السرعة ولأَن اللّجِيف سهم عريض النصل.

لجف
اللَّجْفُ: الضَّرْبُ الشَّدِيدُ زِنَةً ومَعْنىً قالَه أَبو عَمْرٍ و، وَهَكَذَا هُوَ فِي العُبابِ، وسيأَتِي فِي ل خَ ف هَذَا بعَيْنِه، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: هَكَذَا نقَلَه أَبو عْبَيْدٍ عَن أَبِي عَمرٍ و، فتأَمَّل. وَقَالَ اللَّيْثُ: اللَّجْفُ: الحَفْرُ فِي أَصْل الكِناس وَقَالَ غيرُه: فِي جَنْبِ الكِناسِ ونَحْوِه. واللَّجَفُ بالتَّحرِيكِ: الاسْمُ مِنْهُ.
وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي عُبَيْدٍ: اللَّجَفُ مِثْلُ البُعْثُطِ، وَهُوَ سُرَّةُ الوادِي. قَالَ: ويُقالُ: اللَّجَفُ: حَفْرٌ فِي جانِبِ البِئْرِ وَقد اسْتُعِيرَ ذلِكَ فِي الجُرْحِ، قالَ عِذارُ بنُ دُرَّةَ الطّائِيّ يصفُ جِراحَةً:

(يَحُجُّ مَأْمُومَةً فِي قَعْرِها لَجَفٌ ... فَاسْتُ الطَّبِيبِ قَذاهَا كالمَغارِيدِ)
وأَنشَدَ ابنُ الأَعْرابِيّ: دَلْوِيَ دَلْوٌ إِنْ نَجَتْ من اللَّجَفْ وإِن نَجَا صاحِبُها من اللَّفَفْ واللَّجَفُ: مَا أَكَلَ الماءُ من نَواحي أَصْلِ الرَّكِيَّة وإِن لم يَأْكُلْها، وكانَتْ مُسْتَوِيةَ الأَسْفَلِ فليسَ بلَجَفٍ، قالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ، وقالَ يُونُسُ: اللَّجَفُ: مَا حَفَرَ الماءُ من أَعْلَى الرَّكِيَّةِ وأَسْفَلِها، فصارَ مثلَ الغارِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: اللَّجَفُ: مَحْبِسُ السَّيْلِ ومَلْجَؤُه ج الكُلِّ: أَلْجافٌ كسَبَبٍ وأَسْبابٍ، وأَنشَدَ النّضْرُ: لَو أَنَّ سَلْمَى وَرَدَتْ ذَا أَلْجافْ لقَصَّرَتْ ذَناذِنَ الثَّوْبِ الضَّافْ)
واللِّجافُ: ككِتابٍ: الأُسْكُفَّةُ من البابِ، كالنِّجافِ. واللِّجافُ أيْضاً: مَا أَشْرَفَ على الْغَار من صخْرَةٍ أَو غَيْرِها ناتئٌ فِي الجَبَلِ ورُبَّما جُعِلَ ذلِكَ فوقَ البابِ، قالَهُ اللَّيْثُ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ: من الجَبَلِ. واللَّجِيفُ، كأَمِيرٍ: سَهْمٌ عَرِيضُ النَّصْلِ هكَذا رَواه أَبو عُبَيْدٍ عَن الأَصْمَعِيِّ، أَو الصَّواب النَجِيف بالنُّون، قَالَ الأزْهرِيُّ: شكَّ فِيهِ أَبو عُبَيْدٍ، وحُقَّ لَهُ أَن يَشُكَّ فِيهِ لأَنَّ الصَّوابَ فِي النُّونُ، وسيأْتِي ذِكْرُه ويُرْوَى اللَّحِيفُ بالخاءِ، وَهُوَ قولُ السُّكَّريِّ، كَمَا سَيَأْتي. ولَجِفَتَا البابِ: جَنْبَتاهُ عَن أَبي عَمْرٍ و. والتَّلْجِيفُ: الحَفْرُ فِي جوانبِ البِئْرِ نقَلَه الجوهرِيُّ، وفاعِلُه مُلَجِّف.
والتَّلْجِيفُ: إِدْخالُ الذَّكَرِ فِي نَواحِي الفَرْجِ: قَالَ البَوْلانِيُّ: فاعْتَكَلاَ وأَيّما اعْتِكالِ ولُجَّفَتْ بمِدْسَرٍ مُخْتالِ وتَلَجَّفَت البِئْرُ: انْخَسَفَتْ نَقَلُه الجَوْهَرِيُّ عَن الأَصْمَعِيِّ، فَهِيَ بِئْرُ مُتَلَجِّفَةٌ، وقالَ غيرُه: تَلَجَّفَت: أَي تَحَفَّرت وأُكِلَتْ من أَعْلاها وأَسْفَلِها. ولَجَّفَ البِئْر مَخْضُ الدِّلاءِ تلْجِيفاً: حفَر فِي جَوانِبِها، لازمٌ مُتَعدٍّ قَالَ العَجّاجُ يصفُ ثَوْراً: بسَلْهَبَيْنِ فوقَ أَنْفِ أَذْلَفا إِذا انْتَحَى مُعْتَقِماً أَو لَجَّفَا وَقد تَبَنَّى مِنْ أَراطِ مِلْحَفَا وَمِمَّا يُستدركُ عَلَيْهِ: اللَّجَفُ، محرّكَةً: الناحِيَةُ من الحَوْض يأْكُلُه الماءُ فيَصِيرُ كالكَهْفِ، قالَ أَبو كَبيرٍ:
(مُتَبَهِّراتِ بالسِّجالِ مِلاؤُها ... يَخْرُجْنَ من لَجَف لَهَا مُتَلَقِّمِ)
ولَجِفَت البئرُ، كفَرِحَ، لَجَفاً، وَهِي لَجْفاءُ: تَحَفَّرتْ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: اللَّجَفَةُ، محرَّكَةً: الغارُ فِي الجَبَل، والجمعُ لَجَفاتٌ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُه كُسِّرَ. ولَجَّفَ الشيءَ تَلْجِيفاً: وسَّعَه، وَمِنْه تَلْجِيفُ القَوْمِ مِكْيالَهم، وَهُوَ تَوْسِعَتُه من أَسْفَلِه، وَهُوَ مجازٌ. وتَلَجَّفَ الوَحْشُ الكِناسَ: حَفَرَ فِي جانِبِه، ونَظِيرُه اللَّحْدُ فِي القَبْرِ، وَهُوَ مجازٌ. ولَجَفَتا البابِ، مُحَرَّكَةً: عِضادَتاهُ وجانِباهُ، وَمِنْه الحَدِيثُ: فأَخَذَ بلَجَفَتَي البابِ، فَقَالَ: مَهْيَمْ قالَ ابنُ الأَثِير: ويُرْوَى بالباءِ وَهُوَ وَهَمٌ. واللَّجِيفُ، كأَمير: اسمُ فَرَسِه صلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّمَ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: كَذَا رَواهُ بَعضهم بِالْجِيم، فإِن صَحَّ فَهُوَ من السُّرْعةِ، ولأَنَّ اللَّجِيفَ سَهْمٌ عَرِيضُ النَّصْلِ. وقالَ ابنُ عَبّادِ: أَلْجَفَ الرَّجُلُ: إِذا أَضَرَّ بِكَ، كَذَا)
نقَلَه الصاغانِيُّ عَنهُ. قلتُ: والصَّوابُ أَلْحَفَ بِي، وبالحاءِ المُهْملة، كَمَا سَيأْتِي. وتَلَجَّفْتُ البِئرَ: حَفَرْتُ فِي جَوانِبِها، هَكَذَا رُوِي مُتَعدِّياً، نَقله الصاغانِيُّ.

قصرُ أبي الخصيب

قصرُ أبي الخصيب:
بظاهر الكوفة قريب من السدير بينه وبين السدير ديارات الأساقف، وهو أحد المتنزهات يشرف على الــنجف وعلى ذلك الظهر كله يصعد من أسفله في خمسين درجة إلى سطح آخر أفيح في غاية الحسن، وهو عجيب الصنعة، وأبو الخصيب بن ورقاء مولى المنصور أحد حجّابه له ذكر في رصافة المنصور أبي جعفر أمير المؤمنين، وفي قصر أبي الخصيب يقول بعضهم:
يا دار! غيّر رسمها ... مرّ الشمال مع الجنوب
بين الخورنق والسدي ... ر فبطن قصر أبي الخصيب
فالدير فالــنّجف الأشم ... جبال أرباب الصليب
قصرُ ابن عامر:
من نواحي مكة، قال عمر بن أبي ربيعة:
ذكرتك يوم القصر قصر ابن عامر ... بخمّ، فهاجت عبرة العين تسكب
فظلت وظلّت أينق برحالها ... ضوامر، يستأنين أيام أركب
أحدث نفسي، والأحاديث جمة، ... وأكبر همّي والأحاديث زينب
إذا طلعت شمس النهار ذكرتها، ... وأحدث ذكراها إذا الشمس تغرب
وإنّ لها، دون النساء، لصحبتي ... وحفظي لها بالشعر حين أشبّب
وإن الذي يبغي رضاي بذكرها ... إليّ وإعجابي بها، يتحبّب

النجفة

(الــنجفــة) مَكَان مستطيل كالجدار فِي وسط الْوَادي لَا يعلوه المَاء ومجموعة من المصابيح الكهربية مُخْتَلفَة الشكل منسقة الْوَضع باهرة الضَّوْء (مو) وَسميت بِالثُّرَيَّا تَشْبِيها بثريا السَّمَاء وَمن الْكَثِيب إبطه وَهُوَ الْموضع تصفقه الرِّيَاح فتــنجفــه فَيصير كَأَنَّهُ جرف منجرف (ج) نجف ونجاف

(الــنجفــة) الْقَلِيل من الشَّيْء يُقَال أعْطه نجفــة من لبن

بانِقْيا

بانِقْيا:
بكسر النون: ناحية من نواحي الكوفة ذكرها في الفتوح، وفي أخبار إبراهيم الخليل، عليه السلام:
خرج من بابل على حمار له ومعه ابن أخيه لوط يسوق غنما ويحمل دلوا على عاتقه حتى نزل بانقيا، وكان طولها اثنى عشر فرسخا، وكانوا يزلزلون في كل ليلة فلما بات إبراهيم عندهم لم يزلزلوا، فقال لهم شيخ بات عنده إبراهيم، عليه السلام: والله ما دفع عنكم إلا بشيخ بات عندي فإني رأيته كثير الصلاة، فجاؤوه وعرضوا عليه المقام عندهم وبذلوا له البذول، فقال: إنما خرجت مهاجرا إلى ربي. وخرج حتى أتى الــنّجف، فلما رآه رجع أدراجه أي من حيث مضى، فتباشروا وظنوا أنه رغب فيما بذلوا له، فقال لهم: لمن تلك الأرض؟ يعني الــنجف، قالوا:
هي لنا، قال: فتبيعونيها؟ قالوا: هي لك فو الله ما تنبت شيئا، فقال: لا أحبها إلا شراء، فدفع إليهم غنيمات كنّ معه بها، والغنم يقال لها بالنبطية نقيا، فقال: أكره أن آخذها بغير ثمن، فصنعوا ما صنع أهل بيت المقدس بصاحبهم وهبوا له أرضهم، فلما نزلت بها البركة رجعوا عليه، وذكر إبراهيم، عليه السلام، أنه يحشر من ولده من ذلك الموضع سبعون ألف شهيد، فاليهود تنقل موتاها إلى هذا المكان، لهذا السبب. ولما رأى، عليه السلام، غدرهم به تركهم ومضى نحو مكة في قصة فيها طول، وقد ذكرها الأعشى فقال:
فما نيل مصر، إذ تسامى عبابه، ... ولا بحر بانقيا، إذا راح مفعما
بأجود منه نائلا، إنّ بعضهم ... إذا سئل المعروف صدّ وجمجما
وقال أيضا:
قد سرت ما بين بانقيا إلى عدن، ... وطال في العجم تكراري وتسياري
وأما ذكرها في الفتوح فقال أحمد بن يحيى: لما قدم خالد بن الوليد، رضي الله عنه، العراق بعث بشير ابن سعد أبا النعمان بن بشير الأنصاري إلى بانقيا فخرج
عليه فرّخبنداذ في جيش فهزمهم بشير وقتل فرخبنداذ، وانصرف بشير وبه جراحة فمات بعين التمر، ثم بعث خالد جرير بن عبد الله إلى بانقيا فخرج إليه بصبهري بن صلوبا فاعتذر إليه وصالحه على ألف درهم وطيلسان، وقال: ليس لأحد من أهل السواد عهد إلا لأهل الحيرة وألّيس وبانقيا، فلذلك قالوا: لا يصلح بيع أرض دون الجبل إلا أرض بني صلوبا وأرض الحيرة، وذكر إسحاق بن بشير أبو حذيفة فيما قرأته بخط أبي عامر العبدري بإسناده إلى الشعبي: أن خالد بن الوليد سار من الحيرة حتى نزل بصلوبا صاحب بانقيا وسمّيا على ألف درهم وزن ستة، وكتب لهم كتابا فهو عندهم إلى اليوم معروف، قال: فلما نزل بانقيا على شاطئ الفرات قاتلوه ليلة حتى الصباح، فقال في ذلك ضرار ابن الأزور الأسدي:
أرقت ببانقيا، ومن يلق مثل ما ... لقيت ببانقيا من الحرب يأرق
فلما رأوا أنه لا طاقة لهم بحربه طلبوا إليه الصلح فصالحهم، وكتب لهم كتابا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من خالد بن الوليد لصلوبا بن بصبهري ومنزله بشاطئ الفرات، إنك آمن بأمان الله على حقن دمك في إعطاء الجزية عن نفسك وجيرتك وأهل قريتك بانقيا وسمّيا على ألف درهم جزية، وقد قبلنا منك ورضي من معي من المسلمين بذلك، فلك ذمة الله وذمة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وذمة المسلمين على ذلك، شهد هشام بن الوليد وجرير بن عبد الله بن أبي عوف وسعيد بن عمرو، وكتب سنة 13 والسلام، ويروى أن ذلك كان سنة 12، وبانقيا أيضا: من رستاق منبج على أميال من المدينة.

دَير مارت مَرْيَمَ

دَير مارت مَرْيَمَ:
دير قديم من بناء آل المنذر بنواحي الحيرة بين الخورنق والسدير وبين قصر أبي الخصيب مشرف على الــنجف، وفيه يقول الثرواني:
بمارت مريم الكبرى ... وظلّ فنائها فقف
فقصر أبي الخصيب المش ... رف الموفي على الــنجف
فأكناف الخورنق وال ... سدير ملاعب السلف
إلى النخل المكمم وال ... حمائم فوقه الهتف
وبنواحي الشام دير آخر يقال له مارت مريم، وفيه يقول الشاعر:
نعم المحلّ لمن يسعى للذّته ... دير لمريم فوق الظهر معمور
ظلّ ظليل وماء غير ذي أسن، ... وقاصرات كأمثال الدّمى حور
قال الخالدي: وبالشام دير آخر يقال له مارت مريم، وهو من قديم الديرة، ونزله الرشيد، وفيه يقول بعض شعراء الشام:
بدير مارت مريم ... ظبي مليح المبسم
قال الشابشتي: ودير أتريب بمصر يقال له دير مارت مريم.

جفو

جفو: {جُفاء}: باطلا مرميا به.

جفو

1 جَفَا, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. جَفَآءٌ; and ↓ تجافى; It did not keep, or cleave, to its place. (K.) You say, جَفَا جَنْبُهُ عَنِ الفِرَاشِ, (Mgh,) and عَنْهُ ↓ تجافى, (S, Mgh,) His side did not rest, or was restless, or uneasy, upon the bed; or shrank from it; (S, Mgh;) and heaved, or rose, from it: (Mgh:) or the former, his side did not keep, or cleave, to its place upon the bed: and the latter, it became withdrawn, or removed, from it. (TA.) And جَفَا السَّرْجُ عَنْ ظَهْرِ الفَرَسِ, (S Msb, TA,) aor. and inf. n. as above; (Msb;) and ↓ تجافى; (S, Msb;) The saddle heaved, or rose, from the back of the horse: (S, Msb:) or did not keep, or cleave, to its place upon his back. (TA.) b2: [Hence,] it is said in a trad. of 'Omar, إِنِّى أَجْفُو عَنْ أَشْيَآءَ مِنَ العِلْمِ Verily I recoil, shrink, or am averse, from some matters of knowledge, or science, and ignore them, or neglect them. (Mgh.) b3: Also جَفَا, (Msb, TA,) aor. as above, (Msb,) [and so the inf. n.,] said of a garment, or piece of cloth, It was thick, coarse, or rough: (Msb, TA:) and in like manner said of a reed-pen, it was thick, coarse, or rough, in its nib. (TA.) b4: [And hence, (see جَفَآءٌ, below, and جَافٍ,) He was, or became, thick, gross, coarse, rough, or rude, of make: and, more commonly, coarse, rough, or rude, of nature or disposition, or in his intercourse and dealings with others; unkind, hard, churlish, uncivil, or surly. (See also 10.)] It is said in a trad., مَنْ بَدَا جَفَا, i. e. [He who abides in the desert] becomes coarse, rough, or rude, of nature or disposition; [or unkind, hard, churlish, &c.;] by reason of mixing little with men. (TA.) b5: جَفَا عَلَيْهِ كَذَا Such a thing was, or became, heavy, onerous, burdensome, or oppressive, to him. (K.) A2: جَفَا جَنْبَهُ عَنِ الفِرَاشِ: and جَفَا السَّرْجَ: see 3. b2: جَفَتِ القِدْرُ زَبَدَهَا The cooking-pot cast forth its froth, or foam; as also ↓ اجفت; (TA;) [like جَفَأَت and اجفأت;] originally without ء. (Er- Rághib, TA.) And جَفَا السَّيْلُ The torrent drove away [things in its course]. (Msb.) b3: جَفَا الرَّجُلَ, aor. as above, He turned away from the man; avoided him; or shunned him: or he drove away the man; from جفا السَّيْلُ, explained above: sometimes meaning, with hatred. (Msb.) And جَفَاهُ He withdrew, or removed, far, or to a distance, from him: whence the saying of Mohammad Ibn-Sookah, لَمَّا قَلَّ مَالِى جَفَانِى إِخْوَانِى [When my property became little, my brethren withdrew far from me]. (TA) b4: And جَفَا مَالَهُ He did not keep, or cleave, or hold fast, to his property. (K.) b5: And جَفَاهُ, (S, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. جَفَآءٌ (S, K) and جَفْوٌ, (K,) He treated him, or behaved towards him, coarsely, roughly, rudely, unkindly, hardly, churlishly, uncivilly, or surlily: (S, K:) you should not say جَفَيْتُ. (S.) The pass. part. n. is ↓ مَجْفُوٌّ and ↓ مَجْفِىٌّ: (S, and K in art. جفى:) the latter formed in accordance with جُفِىَ, in which the و is changed into ى. (Fr, S.) b6: He did to him what displeased, grieved, or vexed, him; did to him what he disliked, or hated; did evil to him. (TA.) So in the trad., مَنْ حَجَّ وَلَمْ يَزُرْنِى فَقَدْ جَفَا [He who performs the pilgrimage to Mekkeh and does not visit me, i.e. does not visit my tomb afterwards, either on his homeward journey or by journeying to ElMedeeneh for that special purpose, does what displeases me]. (TA.) b7: جَفَتِ المَرْأُةُ وَلَدَهَا The woman neglected to take care of her child, or to pay frequent attention to it. (TA.) 2 تَجْفِيَةٌ [inf. n. of جفّى] signifies, in Persian, جفاء فرمودن [app. as meaning The ordering one to act, or to treat another, coarsely, roughly, rudely, &c.]. (KL. [Accord. to Golius, as on this authority, “i. q. جَفَا, sign. injuria affecit; duriter et inique tractavit: seu transit. ejus. ”]) 3 جافى جَنْبَهُ عَنِ الفِرَاشِ, and ↓ جَفَاهُ, He caused his side not to rest, or caused it to be restless, or uneasy, upon the bed; or caused it to shrink therefrom: and he heaved it, drew it up, or raised it, [making it to be separated by some space or interval] from the bed. (Mgh.) and hence, (Mgh,) جافى عَضُدَيْهِ (Mgh, TA) عَنْ جَنْبيْهِ (TA) He put, or set, his upper arms apart, or remote, from his sides. (Mgh, TA.) [Thus the Muslim is enjoined to do in prostrating himself in prayer.] And جافى السَّرْجَ عَنْ ظَهْرِ الفَرَسِ, (S, * Msb,) and ↓ اجفاهُ, (S, K,) and ↓ جَفَاهُ, (K, [said in the TA to be a mistake, but a similar usage of this verb has been mentioned above on the authority of the Mgh,]) He raised the saddle from the back of the horse: (S, Msb, K:) and in like manner, القَتَبَ عَنْ ظَهْرِ البَعِيرِ ↓ أَجْفَيْتُ [I raised the saddle from the back of the. camel]. (M, TA.) 4 اجفاهُ He made, or caused, him, or it, to be, or become, distant, remote, far off, or aloof. (TA.) b2: See also 3, in two places. b3: اجفى المَاشِيَةَ He fatigued the cattle, [in some copies of the S, تَبِعَهَا is put for أَتْعَبَهَا,] and did not let them eat, (Az, S, K, TA,) nor fed them previously, driving them vehemently. (TA.) A2: أَجْفَتِ القِدْرُ: see 1. b2: أجْفَتِ الأَرْضُ The land became like the جُفَآء, or rubbish and scum cast forth by the torrent of a valley, or by a cooking-pot, in respect of the departure of the good thereof. (Er-Rághib, TA.) 6 تجافى: see 1, in three places. [Said of a person prostrating himself, or lying down, it means He drew up his body from that on which he rested. And تجافى عَنْهُ generally signifies He, or it, receded, withdrew, removed, or became remote or aloof or separated by some space or interval, from him, or it: and he drew away, shrank, or flinched, from him, or it.] It is said, of the difference between الذَّبْح and القَتْل, that the former is by cutting the external jugular veins; and the latter, بِإِيقَاعِ الفِعِلِ فِى المَحَلِّ مَعَ التَّجَافِى [By causing the act to take effect upon the place thereof while standing aloof]; meaning that the قَاتِل strikes from a distance, not knowing whether he will hit the place or not. (Mgh.) And [hence] you say, تجافى لَهُ عَنْ حَقِّهِ (assumed tropical:) [He relinquished, i. e.] he gave, to him, his right, or due. (TA in art. خمص.) b2: He inclined, or declined, or turned, from side to side: and from right to wrong. (Har p. 125.) [See 6 in art. دفو.]8 اجتفاهُ He removed him, or it, from his, or its, place. (K.) 10 استجفاهُ He esteemed it (namely, a bed, &c., K) جَافٍ (S, K) i. e. thick, coarse, or rough. (TA.) b2: He demanded, or required, of him that he should do what was displeasing, grievous, vexatious, or evil. (TA.) A2: استجفى He became coarse, rough, rude, unkind, hard, churlish, uncivil, or surly. (KL. [See also 1.]) جَفًا: see جَفَآءٌ.

جَفْوَةٌ A single act of coarse, rough, rude, unkind, hard, churlish, uncivil, or surly, treatment, or behaviour. (TA.) b2: See also جَفَآءٌ, in three places.

جِفْوَةٌ: see جَفَآءٌ.

جَفَآءٌ is in make; [signifying Thickness, grossness, coarseness, roughness, or rudeness:] and in nature, or disposition; (TA;) signifying coarseness, roughness, or rudeness, (Mgh, Msb,) in one's intercourse and dealings with others; (Mgh;) unkindness, hardness, churlishness, incivility, or surliness; a predominant quality of the people of the desert; (Mgh, Msb;) from جَفَا said of a garment, or piece of cloth; (Msb;) contr. of بِرٌّ (S,) or of صِلَةٌ; (K;) as also ↓ جَفًا, (K,) accord. to Lth; but Az says that he knew not any one who allowed this latter: (TA:) so, too, ↓ جِفْوَةٌ and ↓ جَفْوَةٌ, in the sayings فِيهِ جِفْوَةٌ and جَفْوَةٌ [In him is coarseness, roughness, or rudeness, &c.] : (K:) and فُلَانٌ ظَاهِرُ الجِفْوَةِ Such a one is a person in whom coarseness, roughness, or rudeness, &c., is apparent: (S:) but accord. to Lth, جفوة [whether جَفْوَةٌ or جَفْوَةٌ is not shown] denotes a more constant quality than جَفَآءٌ (TA.) Yousay also, ↓ بِهِ جَفْوَةٌ, meaning He is suffering coarseness, roughness, or rudeness, &c. (K.) and الزَّمَنِ ↓ أَصَابَتْهُ جَفْوَةُ (tropical:) [The roughness, or rudeness, &c., of time, or fortune, smote him]; and جَفَوَاتُهُ [its roughnesses, or rudenesses, &c.]. (TA.) جُفَآءٌ The rubbish and scum cast forth by the torrent of a valley, and by a cooking-pot. (Er-Rághib, TA.) [See also art. جفأ.] b2: And hence, as being likened to the جُفَآء of the torrent, (tropical:) The first, or foremost, of men, or people. (TA.) [But see art. جفأ.]

جَافٍ [act. part. n. of 1:] applied to a garment, or piece of cloth, (Mgh, Msb,) and to a bed, &c., (S, * K, TA,) Thick, coarse, or rough. (Mgh, Msb, TA.) b2: And [hence] applied to a man, (S, TA,) meaning Thick, gross, coarse, rough, or rude, of make; and coarse, rough, or rude, of nature or disposition; coarse, rough, rude, unkind, hard, churlish, uncivil, or surly, in his treatment of, or behaviour towards, his companions: pl. جُفَاةٌ. (TA.) You say also, رَجُلٌ جَافِى الخِلْقَةِ [A man thick, gross, coarse, rough, or rude, of make]: and جَافِىالخُلُقِ niggardly and incompliant; coarse, rough, or rude, (K, TA,) in his intercourse and dealings with others; oppressive when angry and irritated against his companion with whom he sits. (TA.) And جَافٍ

عَنِ المَوْعِظَةِ [Obdurate against admonition]. (TA in art. جعظر.) مَجْفُوٌّ: see 1.

مَجْفِىٌّ: see 1.
ج ف و :
جَفَا السَّرْجُ عَنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ يَجْفُو جَفَاءً ارْتَفَعَ وَجَافَيْتُهُ فَتَجَافَى وَجَفَوْتُ الرَّجُلَ أَجْفُوهُ أَعْرَضْتُ عَنْهُ أَوْ طَرَدْتُهُ وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ جَفَاءِ السَّيْلِ وَهُوَ مَا نَفَاهُ السَّيْلُ وَقَدْ يَكُونُ مَعَ بُغْضٍ وَجَفَا الثَّوْبُ يَجْفُو إذَا غَلُظَ فَهُوَ جَافٍ وَمِنْهُ جَفَاءُ الْبَدْوِ وَهُوَ غِلْظَتُهُمْ وَفَظَاظَتَهُمْ. 

جفو


جَفَا(n. ac. جَفَآء []
جَفَاوَة [] )
a. Treated harshly, tyrannized over, vexed.
b. Recoiled, turned away from; slipped, shifted (
saddle ).
c. Was rough, rude, repulsive.

جَفَّوَa. see I (b)b. Trimmed, pruned, lopped.

جَاْفَوَa. Removed, took away.
b. Was rude, obnoxious to.

أَجْفَوَa. Took off, removed.
b. Ill-treated (cattle).
تَجَفَّوَa. Was trimmed, pruned, lopped.

تَجَاْفَوَ
a. ['An], Moved, shifted away from; withdrew, drew back
from.
b. Abused one another.

جَفْوَة
جِفْوَةa. Harshness, tyranny, oppression.

جَاْفِوa. Harsh, cruel, inhuman.
b. Rude, rough.

جَفَاْوa. see 1t
جَقَل
P.
a. Jackal.
ج فوجفاني فلان: فعل بي ما ساءني واستجفيته. والأدب صناعة مجفو أهلها. وجفت المرأة ولدها فلم تتعاهده. وثوب جاف: غليظ، وقد جفا ثوبه. وهو من جفاة العرب. وجفا السرج عن ظهر الفرس، وجنب النائم عن الفراش وتجافى " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " وأجفاه صاحبه وجافاه. قال:

وتشتكي لو أننا نشكيها ... غمز حوايا قلما نجفــيها

وجافى عضديه.

ومن المجاز: أصابته جفوة الزمان وجفاوته.
جفو: جَفَا الشَّيْءُ يَجْفُو جَفَاءً؛ كالسَّرْجِ يَجْفُو عن الظَّهْرِ إذا لم يَلْزَمْ. والجَنْبُ يَجْفُو عن الفِرَاشِ. وأجْفَاني خُشُوْنَةُ الفِرَاشِ. وأجْفَيْتُ القَتَبَ عن البَعِيرِ: رَفَعْتَه عنه. والجَفَاءُ: نَقِيْضُ الصِّلَةِ، والجَفْوَةُ ألْزَمُ وجَفَيْتُ الرَّجُلَ: معنى جَفَأْتُه أي صَرَعْتَه. جفأ: جَفَأَ الزَّبَدُ فَوْقَ الماءِ والقِدْرِ، وهو يَجْفَأُ جُفُوْءاً، والجُفَاءُ: الاسْمُ. وأجْفَأَتِ القِدْرُ زَبَدَها تُجْفِئُه. وأجْفَأْتُها: كَفَأْتها. ويُقال جَفَأَ الوادي وأجْفَأَ: إذا رمىَ بجُفَائه وغُثَائه. والجُفَاءُ: الباطِلُ. والخالِيَةُ من السُّفُنِ. وجاءَ جُفَاءٌ من النّاسِ: أي طائفَةٌ. وجَفَأْتُ به الأرْضَ: طَرَحْتَه بها وصَرَعْتَه، وأجْفَأْتُه أيضاً. وأجْفَأَ الرَّجُلُ: ضَعُفَ وانْكَسَرَ، ويٌقال: جَفَأتُه. وتَجَفَّأَتِ الأرْضُ: إذا لم يَبْقَ فيها بَقْلٌ وقد رُعِيَ ما فيها. وأجْفَأَ الرَّجُلُ ماشِيَتَه: إذا أتْعَبَها بالسَّيْرِ ولم يَعْلِفْها؛ فهي مُجْفَأَةٌ.
(ج ف و) : (جَفَا) جَنْبُهُ عَنْ الْفِرَاشِ وَتَجَافَى إذَا نَبَا وَارْتَفَعَ وَجَفَاهُ صَاحِبُهُ وَجَافَاهُ (وَمِنْهُ جَافَى عَضُدَيْهِ) أَيْ بَاعَدَهُمَا عَنْ جَنْبَيْهِ وَكَذَا قَوْلُ الْقُدُورِيِّ فِي الْمَنَاسِك فَإِنْ أَرْسَلَتْ شَيْئًا عَلَى وَجْهِهَا وَجَافَتْ عَنْهُ فَلَا بَأْسَ بِهِ (وَفِي حَدِيثِ) عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إنِّي أَجْفُو عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ الْعِلْمِ أَيْ أَنْبُو عَنْهَا وَأَجْهَلُهَا وَالْجَفَاءُ غَالِبٌ عَلَى أَهْلِ الْبَدْوِ وَهُوَ الْغِلَظُ فِي الْعِشْرَةِ وَالْخُرْقُ فِي الْمُعَامَلَةِ وَتَرْكُ الرِّفْقِ (وَمِنْهُ) أَرْبَعٌ مِنْ الْجَفَاءِ وَثَوْبٌ (جَافٍ) غَلِيظٌ (وَقَوْلُهُ) فِي الْفَرْقِ بَيْنَ الذَّبْحِ وَالْقَتْلِ إنَّ الذَّبْحَ بِقَطْعِ الْأَوْدَاجِ وَالْقَتْلَ بِإِيقَاعِ الْفِعْلِ فِي الْمَحَلِّ مَعَ التَّجَافِي وَيَعْنِي أَنَّ الْقَاتِلَ يَضْرِبُ مِنْ بَعِيدٍ مُتَجَافِيًا كَالنَّاهِي عَنْ الشَّيْءِ لَا يَدْرِي أَيُصِيبُ الْمَحَلَّ أَمْ لَا.
الْجِيم وَالْفَاء وَالْوَاو

جَفا الشَّيْء جَفَاءً، وتجافى: لم يلْزم مَكَانَهُ.

وأجفَيته أَنا: أزلته عَن مَكَانَهُ، قَالَ:

تَمُدّ بالأعناق أَو تَلْويها

وتشتكي لَو أنَّنا نُشْكيها

مَسَّ حَوَايا قلمَّا نُجْفــيها

وجَفا جنبه عَن الْفراش، وتجافى: نبا عَنهُ وَلم يطمئن عَلَيْهِ، وَفِي التَّنْزِيل: (تَتَجَافَى جُنُوبُهم عَن الْمضَاجِع) قيل فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة: إِنَّهُم كَانُوا يصلونَ فِي اللَّيْل. وَقيل: كَانُوا لَا ينامون عَن صَلَاة الْعَتَمَة. وَقيل: كَانُوا يصلونَ بَين الصَّلَاتَيْنِ صَلَاة الْمغرب وَالْعشَاء الْآخِرَة تَطَوّعا.

قَالَ الزّجاج: وَقَوله تَعَالَى: (فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعْيُن) دَلِيل على أَنَّهَا الصَّلَاة فِي جَوف اللَّيْل، لِأَنَّهُ عمل يستسر الْإِنْسَان بِهِ.

وجَفَا الشَّيْء عَلَيْهِ ثقل، وَلما كَانَ فِي مَعْنَاهُ وَكَانَ ثقل يتَعَدَّى بعلى، عدوه بعلى أَيْضا. وَمثل هَذَا كثير.

والجَفَاء: نقيض الصِّلَة، وَهُوَ من ذَلِك.

وَقد جَفَاه جَفْوا، وجَفَاء، فَأَما قَوْله:

مَا أَنا بالجافي وَلَا المَجْفِيّ فَإِن الْفراء قَالَ: بناه على جفى، وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ:

وَقد علمت عِرْسي مُلَيكة أنَّني ... أَنا الليثُ مَعْدِيّاً عَلَيْهِ وعاديا

وجفا مَاله: لم يلازمه.

وَرجل فِيهِ جَفْوة، وجِفْوة.

وَإنَّهُ لبين الجِفْوة. فَإِذا كَانَ هُوَ المَجْفُوّ قيل: بِهِ جفوة.

وَقَول المعزى حِين قيل لَهَا: مَا تصنعين فِي اللَّيْلَة الْمَطِيرَة؟ فَقَالَت: الشّعْر دقاق وَالْجَلد رقاق والذنب جفَاء: وَلَا صَبر بِي عَن الْبَيْت. وَلم يُفَسر اللحياني جفَاء.

وَعِنْدِي: أَنه من النبو والتباعد وَقلة اللزوق.

وأجفى الْمَاشِيَة: أتعبها وَلم يَدعهَا تَأْكُل وَلَا عَلفهَا قبل ذَلِك.
جفو: جفاه: أبعده، وهجره، وتركه (تعليقات فليشر على المقري 2: 77 في الزيادات والتصحيحات، وفي التعليقات على المقري ص273 - 274). وتقول العرب فيما قرره فليشر: جفت جفوني النوم، في حين تقول (نحن الفرنسيين): جفا النوم جفوني. ولذلك يمكن أن تقرأ ما جاء في المقري (2: 195): جفا جفني المنامَ (بنصب المنام كما يرى فليشر). غير أن رفع المنام كما نشرته صحيح أيضاً، لانا نجد في المقدمة (3: 398) بيتا من الشعر فيه: جفا جفوني النومُ، والضمة فوق الميم في مخطوطتنا رقم 1350، ولا شك أن الشاعر قالها بالضم وإلا لقال: جفت جفوني.
ويقال: جفا الرقاد بمعنى جفا جنبه عن الفراش (عند فريتاج ولين) (ألف ليلة 2: 101).
وجفاه: لامه وعذله، أنبه وبكنه (فوك) جَفَّى بالتشديد (أنظر لين) تعني كما يقول جوليوس: قابله بجفاء. وعامله بجفاء (بوشر). وهذا المعنى قديم نجده في بيت للأعشى نقله ابن خلكان (1: 186).
وفي مخطوطة ليدن: نُجَفَّــى (أنظر أيضاً معجم مسلم).
جافاه: أبعده، وأساء إليه، وجافته خليلته أبعدته وقست عليه (بوشر).
تجافي: لم يلزم مكانه، ومال من جانب إلى جانب. (البكري 159). وتجافى عنه: تولى عنه، وكف عنه، وعفَّ (المقري، 1: 55، 2: 75، 634، 2: 164، 273، 434) وفي كتاب الخطيب (24و): لم يكن من أهل نباهة ووقع لابن عبد الملك في ذلك مقل كان حقه التجافي عنه لو وفق (المقدمة 1: 160، 229)، (تاريخ البربر 2: 64، 148، 316، 318، 323، 334، أماري 387).
وقد تكون بمعنى لم يرغب فيه وامتنع عنه، ففي العبدري (58 ق): وأجرت بيتا في مكة وكان لا يزال يسكنه قوم من تونس (فتجافيت عن التضييق عليهم في السكنى معهم وانتظرت خروجهم. وفي تاريخ البربر (1: 12): وتجافى عن قبول شيء من السلطان.
وتجافى عن فلان: عفا عنه وامتنع عن الإساءة إليه. ففي حيان- بسام (3: 50 و): فتجافى الكفرة عنهم وخرجوا يريدون مدينة منشون. (في نسخة ب، 1: فتجفى غير أن المزيد تفعَّل من جفا غير مستعمل).
وتجافى عن دمه: امتنع عن قتله، وعفا عنه (تاريخ البربر 1: 597، 2: 22).
وتجافى عنه: ابتعد عنه وتركه (تاريخ البربر 1: 649، 2: 181).
وتجافى عن ملك الحضرة: ترك امتلاك العاصمة وامتنع عن ذلك (تاريخ البربر 1: 657).
وتجافى عن الإمارة: ترك الملك وتنازل عنه (تاريخ البربر 1: 620).
وتجافى لفلان عن الشيء: تركه له (بيان 2: 283، تاريخ البربر 1: 552، 581، 583، 595، 2: 98، 124 ومواضع أخرى، أبن بطوطة 3: 340).
وتجافى عن الشيء: نفر منه وكرهه، ففي تاريخ البربر (1: 367): وضمن هو تخريب المساجد لتجافيهم عنها (تاريخ البربر 1: 488، 2: 179، 192).
وتجافى بهم المنبت عن الحضارة والأمصار بعض الشيء، ابتعد أصلهم عن البقاء في المدن والسكنى في بيوت ثابتة (دي سلان) (المقدمة 1: 298).
وتجافى عن فلان: عفا عنه (دي ساسي قواعد 1: 78، شرح الحريري 413، تاريخ البربر 1: 42).
وتجافى لفلان عنه: تركه له (بدرون 296 حيث يجب قراءة النص كما ذكرناه) وانظر التعليقات في صفحة 127 - 128 منه.
وتجافى به: أبعده، وأقصاه (شرح ديوان مسلم).
استجفاه: وجد حافيا، ففي المقري (2: 560) في كلامه عن شاعر استجفاه أي وجد شعره ثقيلا غليظا غير (حلو المنزع) جَفْوَة: تباعد، تنافر. ففي تاريخ البربر (2: 185): كانت جفوة بين السلطان وخالد.
جفاء: قسوة، وشدة، صرامة. ففي الكلام عن الخليلة يقال: أعطته عين الجفاء: أي قست عليه وعاملته بشدة، ونظرت إليه بصرامة (بوشر).
جاف: فظ، غليظ، قاسي القلب، يقال: جافية على العاشق أي قاسية القلب على حبيبها (بوشر).
وجاف: ثقيل، توصف به وسائل النقل، وقطع الحجارة، والأسلحة (معجم الادريسي).
وجاف: بليد، أحمق، غليظ الذهن (فوك) وثقيل الروح، ثقيل الظل، مملّ، مضجر (فوك).
الأم الجافية: الغشاء الخارجي المغلف للدماغ والحبل الشوكي (بوشر).
مَجْفُوّ: كريه النظر، مشوه الخلقة.
ففي المقري (1: 306): رث الهيأة، مجفو الطلعة.
جفو
: (و ( {جَفَا} جَفاءً {وتَجافى: لم يَلْزَمْ مَكَانَهُ) ، كالسَّرْجِ يَجْفُو عَن الظَّهْرِ، وكالجَنْبِ يَجْفُو عَن الفِراشِ، قالَ الشاعِرُ:
إِنَّ جَنْبي عَن الفِراشِ لَنابِ
} كتَجافِي الأَسَرِّ فَوْقَ الظِّرابِوالحُجَّةُ فِي أَنَّ جَفا يكونُ لازِماً مِثْل {تَجافَى قولُ العجَّاج يَصِفُ ثوْراً وحْشِيّاً:
وشَجَرَ الهُدَّابَ عَنْه} فَجَفَا يقولُ: رَفَعَ هُدْب الأَرْطى بقَرْنِه حَتَّى تَجافَى عَنهُ.
( {واجْتَفَيْتُه: أَزَلْتُه عَن مَكانِهِ.
(} وجَفَا عَلَيْهِ كَذَا) :) أَي (ثَقُلَ) ، لما كانَ فِي مَعْناه، وكانَ ثَقُل يتعدَّى بعلى، عدَّوْه بعلَى أَيْضاً، ومِثْلُ هَذَا كَثيرٌ.
( {والجَفاءُ) :) خِلافُ البِرِّ و (نَقيضُ الصِّلَةِ) ، مَمْدودٌ (ويُقْصَرُ) ؛) عَن الليْث.
قالَ الأزْهرِيُّ:} الجَفاءُ، مَمْدودٌ عنْدَ النّحْويِّين، وَمَا عَلِمْتُ أَحداً أَجازَ فِيهِ القَصْرَ؛ وَلذَا اقْتَصَرَ عَلَيْهِ الجَوْهرِيُّ؛ وَقد ( {جَفاهُ} جَفْواً) {وجَفاءً، فَهُوَ} مَجْفُوٌّ، وَلَا تَقُل جَفَيْت، فأمَّا قَوْلُ الراجزِ:
مَا أَنا {بالجافِي وَلَا} المَجْفِيِّ فإنَّ الفرَّاءَ قالَ: بناهُ على جُفِيَ، فلمَّا انْقَلَبتِ الواوُ يَاء فيمَا لم يُسَمَّ فاعِلُهُ بني المَفْعولُ عَلَيْهِ.
وَفِي الحدِيثِ: البَذاءُ مِن الجَفاءِ والجفَاءُ فِي النارِ.

وَفِي الحدِيثِ الآخرِ: مَنْ بَدَا جَفَا، أَي غَلُظ طَبْعُه لقلَّةِ مُخالَطَةِ الناسِ.
(وَفِيه {جَفْوَةٌ، ويُكْسَرُ: أَي} جَفاءٌ.
(قالَ الليْثُ: {الجَفْوةُ أَلْزَم فِي تَرْكِ الصلّةِ مِن الجَفاءِ.
وفلانٌ ظاهِرُ} الجِفْوةِ، بالكسْرِ: أَي الجَفَاء.
(فَإِن كانَ {مَجْفُوّاً قيلَ بِهِ} جَفْوَةٌ) ، بالفَتْح.
(وجَفَا مالَهُ: لم يُلازِمْهُ.
(و) جَفَا (السَّرْجَ عَن فَرَسِه: رَفَعَه) عَنهُ، ( {كأَجْفاهُ) ، هَكَذَا فِي النّسخ وَهُوَ خِلافُ مَا عَلَيْهِ الأُصُول بأنَّ جَفَا لازِمٌ؛ فَفِي الصِّحاح: جَفَا السَّرْج عَن ظَهْرِ الفَرَسِ} وأَجْفَيْتُه أَنا إِذا رَفَعْتَه عَنهُ.
وَفِي المُحْكَم: وأَجْفَيْت القَتَب عَن ظَهْرِ البَعيرِ فجَفَا؛ فكَلامُهما صَرِيحٌ فِي أنَّ جَفا لازِمٌ؛ فَالَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ المصنِّفُ خَطَأٌ ظاهِرٌ.
وشاهِدُ {أَجْفاهُ قَوْلُ الراجز أَنْشَدَه الجوْهرِيُّ:
تَمُدُّ بالأَعْناقِ أَو تَلْوِيهاوتَشْتَكي لَوْ أنَّنا نُشْكِيها مَسَّ حَوايا قَلما} نُجْفِــيها أَي قَلما نَرْفَع الحَوِيَّة عَن ظَهْرِها.
(و) الجَفاءُ يكونُ فِي الخِلْقَةِ والخُلُق؛ يقالُ: (رجُلٌ {جافِي الخِلْقَةِ و) جافِي (الخُلُقِ) ، أَي (كَزٌّ غَلِيظُ) العِشْرةِ خرقٌ فِي المُعامَلَةِ مُتحامِلٌ عِنْد الغَضَبِ والسَّوْرةِ على الجَلِيسِ.
وَفِي صفَتِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ليسَ} بالجافِي المُهِين) ، أَي ليسَ بالغلِيظِ الخِلْقةِ والطَّبْع، أَي ليسَ بِالَّذِي {يَجْفُو أَصْحابَه، والمَهِين تقدَّمَ فِي النونِ.
(} واسْتَجْفَى الفِراشَ وغيرَهُ: عدَّهُ! جافِياً) ، أَي غلِيظاً أَو خَشِناً. ( {وأجْفَى الماشِيَةَ) ، فَهِيَ} مُجْفاةٌ: (أَتْعَبَها) ؛) وَفِي الصِّحاحِ: تَبِعَها؛ (وَلم يَدَعْها تأْكُلُ) ، وَلَا علَفَها قبْلَ ذلِكَ، وذلِكَ إِذا سَاقَها سَوْقاً شَديداً؛ عَن أَبي زيْدٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{جافَى جَنْبَه عَن الفِراشِ} فتَجافَى.
{وجافَى عَضُدَيْه عَن جَنْبَيْهِ: باعَدَهُما.
} وجَفاهُ: بَعُدَ عَنهُ؛ وَمِنْه قَوْلُ مُحَمَّد بنِ سوقَةَ: لمَّا قلَّ مَالِي {جَفانِي إخْواني.
} وأَجْفاهُ: أَبْعَدَه؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (اقْرَؤُا القُرْآنَ وَلَا {تَجْفُوا عَنهُ) ، أَي لَا تَبْعدُوا عَن تِلاوَتِه.
} وجَفاهُ: فَعَلَ بِهِ مَا ساءَهُ.
{واسْتَجْفاهُ: طَلَبَ مِنْهُ ذلِكَ.
والأدَبُ صِناعَةٌ} مَجْفُوُّ أَهْلُها.
{وجفَتِ المرْأَةُ وَلَدَها: لم تَتَعاهَدْه.
وَفِي الحدِيثِ: (مَنْ حَجَّ وَلم يَزُرْني فقد جَفا) ، أَي فَعَل مَا يَسُوءني.
وجَفَا ثَوْبه: غَلُظَ؛ وكَذلِكَ القَلَم إِذا غَلُظَ قَطّه.
وَهُوَ مِن} جُفَاةِ العَرَبِ.
وأَصابَتْه {جَفْوَةُ الزَّمنِ} وجَفَاوتُه؛ وَهُوَ مَجازٌ.
{والجَفْوَةُ: المَرَّةُ الواحِدَةُ مِن} الجَفاءِ، {والجُفاءُ كغُرابٍ: مَا يُرْمى بِهِ الوادِي أَو القِدْرِ مِن الغثاءِ.
} وأَجْفَتِ القِدْرُ زبدَها: رَمَتْه؛ وكَذلِكَ {جَفَتْ.
} وأَجْفَتِ الأرضُ: صارَتْ! كالجفاءِ فِي ذَهابِ خَيْرِها.
قالَ الرّاغبُ: أَصْلُ كلّ ذلِكَ الواوُ دونَ الهَمْزةِ. {وجُفَاءُ النَّاسِ: سَرَعانهم وأَوائِلُهم، شُبِّهوا} بجُفَاءِ السَّيْل.
جفو
جفا/ جفا على يَجفُو، اجْفُ، جَفاءً وجَفْوًا، فهو جافٍ، والمفعول مَجْفوّ (للمتعدِّي)
• جفا الشَّخصُ: قسا، غلُظ طبعُه أو ساء "أصبح جافيًا مع أسرته- أجاب بجَفاء".
• جفا الحبيبُ: بعُد، هجَر.
• جفا صديقَه/ جفا على صديقه: أهمله وأعرض عنه، قطع الصِّلةَ معه وقطع بِرَّه "جَفَا والديه منذ أن تزوَّج" ° جفا الرُّقادَ: جفا جنبُه عن الفراش.
• جفا عليه الحِمْلُ: ثَقُل. 

تجافى عن/ تجافى في يتجافى، تَجافَ، تَجافيًا، فهو مُتجافٍ، والمفعول مُتجافًى عنه
• تجافى عن الشَّيء: ابتعد عنه وأعرض " {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} " ° تجافى جَنْبُه عن الفراش: نبا عنه ولم يطمئنّ عليه.
• تجافى عن الشَّخص: عفا عنه وامتنع عن الإساءة إليه? تجافى عن دمه: امتنع عن قتله، وعفا عنه.
• تجافى في سجوده: باعد بين عضُديه وجنبيه. 

جافى يجافي، جافِ، مُجافاةً، فهو مُجافٍ، والمفعول مُجافًى
• جافى جنبَيْه عن الفراش: أبعدهما عنه ° مُجافٍ للحقيقة: بعيد عنها.
• جافى أخاه: ابتعد عنه ولم يصلْه، أعرض عنه وهجره، عكْسه آنسه "تحسَّر على مجافاة والده- مُجافٍ لأرحامه". 

جافٍ [مفرد]: ج جافون وجُفاة، مؤ جافية، ج مؤ جافيات وجَوَافٍ:
1 - اسم فاعل من جفا/ جفا على.
2 - (فن) أن يظهر الرسم على غير طبيعته؛ كأن يكون النموذج من نسيج فيظهر كأنّه من الخشب أو القشّ إلى غير ذلك. 

جَفاء [مفرد]:
1 - مصدر جفا/ جفا على.
2 - غِلظةُ الطَّبع وفظاظته، عكْسه إلْطاف وبِرّ وصلة "قابله بجفاء" ° بينهما جَفَاء: مجانبة وتباعُد.
3 - (نف) شعور يتَّسم بالاشمئزاز والتجاهُل والرَّفض. 

جَفْو [مفرد]: مصدر جفا/ جفا على. 

جَفْوَة [مفرد]: ج جَفَوات وجَفْوات:
1 - اسم مرَّة من جفا/ جفا على: "كلّ جَفْوَة تعقُبها حسرة".
2 - نُفور وتباعد، غِلَظ
 في المعاشرة "حدثت بينهما جَفْوَة" ° أصابته جَفْوة الزَّمان. 

الحِيرَةُ

الحِيرَةُ:
بالكسر ثم السكون، وراء: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له الــنّجف زعموا أن بحر فارس كان يتّصل به، وبالحيرة الخورنق بقرب منها مما يلي الشرق على نحو ميل، والسدير في وسط البرّيّة التي بينها وبين الشام، كانت مسكن ملوك العرب في الجاهلية من زمن نصر ثم من لخم النعمان وآبائه، والنسبة إليها حاريّ على غير قياس كما نسبوا إلى النمر نمريّ، قال عمرو بن معدي كرب:
كأن الإثمد الحاريّ منها ... يسفّ بحيث تبتدر الدموع
وحيريّ أيضا على القياس، كلّ قد جاء عنهم، ويقال لها الحيرة الرّوحاء، قال عاصم بن عمرو:
صبحنا الحيرة الروحاء خيلا ... ورجلا، فوق أثباج الركاب
حضرنا في نواحيها قصورا ... مشرّفة كأضراس الكلاب
وأما وصفهم إياها بالبياض فإنما أرادوا حسن العمارة،
وقيل: سمّيت الحيرة لأن تبّعا الأكبر لما قصد خراسان خلّف ضعفة جنده بذلك الموضع وقال لهم حيّروا به أي أقيموا به، وقال الزّجاجي: كان أول من نزل بها مالك بن زهير بن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، فلما نزلها جعلها حيرا وأقطعه قومه فسمّيت الحيرة بذلك، وفي بعض أخبار أهل السير: سار أردشير إلى الاردوان ملك النبط وقد اختلفوا عليه وشاغبه ملك من ملوك النبط يقال له بابا فاستعان كلّ واحد منهما بمن يليه من العرب ليقاتل بهم الآخر، فبنى الاردوان حيرا فأنزله من أعانه من العرب فسمّي ذلك الحير الحيرة كما تسمّى القيعة من القاع، وأنزل بابا من أعانه من الأعراب الأنبار وخندق عليهم خندقا، وكان بخت نصر حيث نادى العرب قد جمع من كان في بلاده من العرب بها فسمّتها النبط أنبار العرب كما تسمى أنبار الطعام إذا جمع إليه الطعام، وفي كتاب أحمد بن محمد الهمذاني: إنما سميت الحيرة لأن تبّعا لما أقبل بجيوشه فبلغ موضع الحيرة ضلّ دليله وتحيّر فسميت الحيرة.
وقال أبو المنذر هشام بن محمد: كان بدو نزول العرب أرض العراق وثبوتهم بها واتخاذهم الحيرة والأنبار منزلا أنّ الله عزّ وجل أوحى إلى يوحنا بن اختيار بن زربابل ابن شلثيل من ولد يهوذا بن يعقوب أن ائت بخت نصّر فمره أن يغزو العرب الذين لا أغلاق لبيوتهم ولا أبواب وأن يطأ بلادهم بالجنود فيقتل مقاتليهم ويستبيح أموالهم وأعلمهم كفرهم بي واتخاذهم آلهة دوني وتكذيبهم أنبيائي ورسلي، فأقبل يوحنا من نجران حتى قدم على بخت نصر وهو ببابل فأخبره بما أوحي إليه وذلك في زمن معدّ بن عدنان، قال:
فوثب بخت نصر على من كان في بلاده من تجار العرب فجمع من ظفر به منهم وبنى لهم حيرا على الــنجف وحصّنه ثم جعلهم فيه ووكل بهم حرسا وحفظة ثم نادى في الناس بالغزو فتأهبوا لذلك وانتشر الخبر فيمن يليهم من العرب فخرجت إليه طوائف منهم مسالمين مستأمنين، فاستشار بخت نصر فيهم يوحنا فقال: خروجهم إليك من بلدهم قبل نهوضهم إليك رجوع منهم عما كانوا عليه فاقبل منهم وأحسن إليهم، فأنزلهم السواد على شاطئ الفرات وابتنوا موضع عسكرهم فسموه الأنبار، وخلّى عن أهل الحير فابتنوا في موضعه وسموها الحيرة لأنه كان حيرا مبنيّا، وما زالوا كذلك مدة حياة بخت نصر، فلما مات انضموا إلى أهل الأنبار وبقي الحير خرابا زمانا طويلا لا تطلع عليه طالعة من بلاد العرب وأهل الأنبار ومن انضمّ إليهم من أهل الحيرة من قبائل العرب بمكانهم، وكان بنو معدّ نزولا بتهامة وما والاها من البلاد ففرقتهم حروب وقعت بينهم فخرجوا يطلبون المتّسع والريف فيما يليهم من بلاد اليمن ومشارف أرض الشام، وأقبلت منهم قبائل حتى نزلوا البحرين، وبها قبائل من الأزد كانوا نزلوها من زمان عمرو بن عامر بن ماء السماء بن الحارث الغطريف بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، ومازن هو جمّاع غسان، وغسان ماء شرب منه بنو مازن فسموا غسان ولم تشرب منه خزاعة ولا أسلم ولا بارق ولا أزد عمان فلا يقال لواحد من هذه القبائل غسان وإن كانوا من أولاد مازن، فتخلّفوا بها، فكان الذين أقبلوا من تهامة من العرب مالك وعمرو ابنا فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ومالك بن الزمير ابن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة في جماعة
من قومهم والحيقان بن الحيوة بن عمير بن قنص بن معدّ بن عدنان في قنص كلها، ثم لحق به غطفان بن عمرو بن طمثان بن عوذ مناة بن يقدم بن أفصى ابن دعمي بن إياد فاجتمعوا بالبحرين وتحالفوا على التّنوخ، وهو المقام، وتعاقدوا على التناصر والتوازر فصاروا يدا على الناس وضمهم اسم التّنوخ، وكانوا بذلك الاسم كأنهم عمارة من العمائر وقبيلة من القبائل، قال: ودعا مالك بن زهير بن عمرو بن فهم جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان ابن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب ابن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد إلى التنوخ معه وزوّجه أخته لميس بنت زهير، فتنّخ جذيمة بن مالك وجماعة من كان بها من الأزد فصارت كلمتهم واحدة، وكان من اجتماع القبائل بالبحرين وتحالفهم وتعاقدهم أزمان ملوك الطوائف الذين ملّكهم الإسكندر وفرق البلدان عند قتله دارا إلى أن ظهر أردشير على ملوك الطوائف وهزّمهم ودان له الناس وضبط الملك، فتطلّعت أنفس من كان في البحرين من العرب إلى ريف العراق وطمعوا في غلبة الأعاجم مما يلي بلاد العرب ومشاركتهم فيه واغتنموا ما وقع بين ملوك الطوائف من الاختلاف، فأجمع رؤساؤهم على المسير إلى العراق ووطّن جماعة ممن كان معهم أنفسهم على ذلك، فكان أول من طلع منهم على العجم حيقان في جماعة من قومه وأخلاط من الناس فوجدوا الأرمنيّين الذين بناحية الموصل وما يليها يقاتلون الأردوانيّين، وهم ملوك الطوائف، وهم ما بين نفر، قرية من سواد العراق، إلى الأبلّة وأطراف البادية، فاجتمعوا عليهم ودفعوهم عن بلادهم إلى سواد العراق فصاروا بعد أشلاء في عرب الأنبار وعرب الحيرة، فهم أشلاء قنص بن معدّ، منهم كان عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث ابن مالك بن عمم بن نمارة بن لخم، ومن ولده النّعمان بن المنذر، ثم قدمت قبائل تنوخ على الأردوانيين فأنزلوهم الحيرة التي كان قد بناها بخت نصر والأنبار، وأقاموا يدينون للعجم إلى أن قدمها تبّع أبو كرب فخلّف بها من لم تكن له نهضة، فانضموا إلى الحيرة واختلطوا بهم، وفي ذلك يقول كعب بن جعيل:
وغزانا تبّع من حمير، ... نازل الحيرة من أرض عدن
فصار في الحيرة من جميع القبائل من مذحج وحمير وطيّء وكلب وتميم، ونزل كثير من تنوخ الأنبار والحيرة إلى طفّ الفرات وغربيه إلا أنهم كانوا بادية يسكنون المظالّ وخيم الشعر ولا ينزلون بيوت المدر، وكانت منازلهم فيما بين الأنبار والحيرة، فكانوا يسمّون عرب الضاحية، فكان أول من ملك منهم في زمن ملوك الطوائف مالك بن فهم أبو جذيمة الأبرش، وكان منزله مما يلي الأنبار، ثم مات فملك ابنه جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم، وكان جذيمة من أفضل ملوك العرب رأيا وأبعدهم مغارا وأشدهم نكاية وأظهرهم حزما، وهو أول من اجتمع له الملك بأرض العرب وغزا بالجيوش، وكان به برص وكانت العرب لا تنسبه إليه إعظاما له وإجلالا فكانوا يقولون جذيمة الوضّاح وجذيمة الأبرش، وكانت دار مملكته الحيرة والأنبار وبقّة وهيت وعين التمر وأطراف البر إلى الغمير إلى القطقطانة وما وراء ذلك، تجبى إليه من هذه الأعمال الأموال وتفد عليه الوفود، وهو صاحب الزّبّاء وقصير، والقصة طويلة ليس ههنا موضعها، إلا أنه لما هلك صار ملكه إلى ابن أخته عمرو بن عدي بن نصر اللخمي، وهو أول من اتخذ الحيرة منزلا
من الملوك، وهو أول ملوك هذا البيت من آل نصر، ولذلك يقول ابن رومانس الكلبي وهو أخو النعمان لأمه أمهما رومانس:
ما فلاحي بعد الألى عمروا ال ... حيرة ما ان أرى لهم من باق
ولهم كان كل من ضرب العي ... ر بنجد إلى تخوم العراق
فأقام ملكا مدة ثم مات عن مائة وعشرين سنة مطاع الأمر نافذ الحكم لا يدين لملوك الطوائف ولا يدينون له، إلى أن قدم أردشير بن بابك يريد الاستبداد بالملك وقهر ملوك الطوائف فكره كثير من تنوخ المقام بالعراق وأن يدينوا لأردشير فلحقوا بالشام وانضموا إلى من هناك من قضاعة، وجعل كل من أحدث من العرب حدثا خرج إلى ريف العراق ونزل الحيرة، فصار ذلك على أكثرهم هجنة، فأهل الحيرة ثلاثة أصناف: فثلث تنوخ، وهم كانوا أصحاب المظال وبيوت الشعر ينزلون غربي الفرات فيما بين الحيرة والأنبار فما فوقها، والثلث الثاني العبّاد، وهم الذين سكنوا الحيرة وابتنوا فيها، وهم قبائل شتى تعبدوا لملوكها وأقاموا هناك، وثلث الأحلاف، وهم الذين لحقوا بأهل الحيرة ونزلوا فيها فمن لم يكن من تنوخ الوبر ولا من العباد دانوا لأردشير، فكان أول عمارة الحيرة في زمن بخت نصر ثم خربت الحيرة بعد موت بخت نصر وعمرت الأنبار خمسمائة سنة وخمسين سنة ثم عمرت الحيرة في زمن عمرو بن عدي باتخاذه إياها مسكنا فعمرت الحيرة خمسمائة سنة وبضعا وثلاثين سنة إلى أن عمرت الكوفة ونزلها المسلمون.
وينسب إلى الحيرة كعب بن عدي الحيري، له صحبة، روى حديثه عمرو بن الحارث عن ناعم بن أجيل بن كعب بن عدي الحيري. والحيرة أيضا: محلة كبيرة مشهورة بنيسابور، ينسب إليها كثير من المحدثين، منهم: أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري صاحب حاجب بن أحمد وأبي العباس الأموي، قال أبو موسى محمد بن عمر الحافظ الأصبهاني: أما أبو بكر الحيري فقد ذكر سبطه أبو البركات مسعود بن عبد الرحيم بن أبي بكر الحيري أن أجداده كانوا من حيرة الكوفة وجاءوا إلى نيسابور فاستوطنوها، قال: فعلى هذا يحتمل أن يكونوا توطنوا محلة بنيسابور فنسبت المحلة إليهم كما ينسب بالكوفة والبصرة كل محلة إلى قبيلة نزلوها، والله أعلم. والحيرة أيضا: قرية بأرض فارس فيما زعموا.

الكُوفَةُ

الكُوفَةُ:
بالضم: المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق ويسمّيها قوم خدّ العذراء، قال أبو بكر محمد ابن القاسم: سميت الكوفة لاستدارتها أخذا من قول العرب: رأيت كوفانا وكوفانا، بضم الكاف وفتحها، للرميلة المستديرة، وقيل: سميت الكوفة كوفة لاجتماع الناس بها من قولهم: قد تكوّف الرمل، وطول الكوفة تسع وستون درجة ونصف، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلثان، وهي في الإقليم الثالث، يتكوّف تكوّفا إذا ركب بعضه بعضا، ويقال: أخذت الكوفة من الكوفان، يقال: هم في
كوفان أي في بلاء وشر، وقيل: سميت كوفة لأنها قطعة من البلاد، من قول العرب: قد أعطيت فلانا كيفة أي قطعة، ويقال: كفت أكيف كيفا إذا قطعت، فالكوفة قطعة من هذا انقلبت الياء فيها واوا لسكونها وانضمام ما قبلها، وقال قطرب:
يقال القوم في كوفان أي في أمر يجمعهم، قال أبو القاسم: قد ذهبت جماعة إلى أنها سميت كوفة بموضعها من الأرض وذلك أن كل رملة يخالطها حصباء تسمى كوفة، وقال آخرون: سميت كوفة لأن جبل ساتيدما يحيط بها كالكفاف عليها، وقال ابن الكلبي:
سميت بجبل صغير في وسطها كان يقال له كوفان وعليه اختطت مهرة موضعها وكان هذا الجبل مرتفعا عليها فسمّيت به، فهذا في اشتقاقها كاف، وقد سمّاها عبدة بن الطبيب كوفة الجند فقال:
إن التي وضعت بيتا مهاجرة ... بكوفة الجند غالت ودّها غول
وأما تمصيرها وأوّليته فكانت في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في السنة التي مصرّت فيها البصرة وهي سنة 17، وقال قوم: إنها مصّرت بعد البصرة بعامين في سنة 19، وقيل سنة 18، قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: لما فرغ سعد بن أبي وقّاص من وقعة رستم بالقادسية وضمّن أرباب القرى ما عليهم بعث من أحصاهم ولم يسمهم حتى يرى عمر فيهم رأيه، وكان الدهاقين ناصحوا المسلمين ودلوهم على عورات فارس وأهدوا لهم وأقاموا لهم الأسواق ثم توجه سعد نحو المدائن إلى يزدجرد وقدم خالد بن عرفطة حليف بني زهرة بن كلاب فلم يقدر عليه سعد حتى فتح خالد ساباط المدائن ثم توجه إلى المدائن فلم يجد معابر فدلوه على مخاضة عند قرية الصيادين أسفل المدائن فأخاضوها الخيل حتى عبروا وهرب يزدجرد إلى إصطخر فأخذ خالد كربلاء عنوة وسبى أهلها فقسّمها سعد بين أصحابه ونزل كل قوم في الناحية التي خرج بها سهمه فأحيوها فكتب بذلك سعد إلى عمر فكتب إليه عمر أن حوّلهم، فحوّلهم إلى سوق حكمة، ويقال إلى كويفة ابن عمر دون الكوفة، فنقضوا فكتب سعد إلى عمر بذلك، فكتب إليه: إن العرب لا يصلحها من البلدان إلا ما أصلح الشاة والبعير فلا تجعل بيني وبينهم بحرا وعليك بالريف، فأتاه ابن بقيلة فقال له: أدلك على أرض انحدرت عن الفلاة وارتفعت عن المبقّة؟
قال: نعم، فدلّه على موضع الكوفة اليوم وكان يقال له سورستان، فانتهى إلى موضع مسجدها فأمر غاليا فرمى بسهم قبل مهبّ القبلة فعلم على موقعه ثم غلا بسهم قبل مهب الشمال فعلم على موقعه ثم علم دار إمارتها ومسجدها في مقام الغالي وفيما حوله، ثم أسهم لنزار وأهل اليمن سهمين فمن خرج اسمه أولا فله الجانب الشرقي وهو خيرهما فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم في الجانب الشرقي وصارت خطط نزار في الجانب الغربي من وراء تلك الغايات والعلامات وترك ما دون تلك العلامات فخط المسجد ودار الإمارة فلم يزل على ذلك، وقال ابن عباس: كانت منازل أهل الكوفة قبل أن تبنى أخصاصا من قصب إذا غزوا قلعوها وتصدّقوا بها فإذا عادوا بنوها فكانوا يغزون ونساؤهم معهم، فلما كان في أيام المغيرة بن شعبة بنت القبائل باللّبن من غير ارتفاع ولم يكن لهم غرف، فلما كان في أيام إمارة زياد بنوا أبواب الآجرّ فلم يكن في الكوفة أكثر أبواب الآجرّ من مراد والخزرج، وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد أن اختط موضع المسجد الجامع على عدة مقاتلتكم، فخط على أربعين ألف إنسان، فلما قدم زياد زاد فيه عشرين ألف إنسان وجاء بالآجرّ وجاء بأساطينه من الأهواز،
قال أبو الحسن محمد بن علي بن عامر الكندي البندار أنبأنا علي بن الحسن بن صبيح البزاز قال: سمعت بشر ابن عبد الوهاب القرشي مولى بني أمية وكان صاحب خير وفضل وكان ينزل دمشق ذكر أنه قدر الكوفة فكانت ستة عشر ميلا وثلثي ميل وذكر أن فيها خمسين ألف دار للعرب من ربيعة ومضر وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب وستة آلاف دار لليمن، أخبرني بذلك سنة 264، وقال الشعبي: كنّا نعدّ أهل اليمن اثني عشر ألفا وكانت نزار ثمانية آلاف، وولى سعد بن أبي وقاص السائب بن الأقرع وأبا الهيّاج الأسدي خطط الكوفة فقال ابن الأقرع لجميل بن بصبهري دهقان الفلوجة: اختر لي مكانا من القرية، قال: ما بين الماء إلى دار الإمارة، فاختط لثقيف في ذلك الموضع، وقال الكلبي: قدم الحجاج بن يوسف على عبد الملك بن مروان ومعه أشراف العراقيين، فلما دخلوا على عبد الملك بن مروان تذاكروا أمر الكوفة والبصرة فقال محمد بن عمير العطاردي:
الكوفة سفلت عن الشام ووبائها وارتفعت عن البصرة وحرّها فهي بريّة مريئة مريعة إذا أتتنا الشمال ذهبت مسيرة شهر على مثل رضراض الكافور وإذا هبّت الجنوب جاءتنا ريح السواد وورده وياسمينه وأترنجه، ماؤنا عذب وعيشنا خصب، فقال عبد الملك بن الأهتم السعدي: نحن والله يا أمير المؤمنين أوسع منهم بريّة وأعدّ منهم في السرية وأكثر منهم ذرّيّة وأعظم منهم نفرا، يأتينا ماؤنا عفوا صفوا ولا يخرج من عندنا إلا سائق أو قائد، فقال الحجاج: يا أمير المؤمنين إن لي بالبلدين خبرا، فقال: هات غير متّهم فيهم، فقال: أما البصرة فعجوز شمطاء بخراء دفراء أوتيت من كل حليّ، وأما الكوفة فبكر عاطل عيطاء لا حليّ لها ولا زينة، فقال عبد الملك: ما أراك إلا قد فضّلت الكوفة، وكان عليّ، عليه السلام، يقول: الكوفة كنز الإيمان وحجة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث شاء، والذي نفسي بيده لينتصرن الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز، وكان سلمان الفارسي يقول: أهل الكوفة أهل الله وهي قبّة الإسلام يحنّ إليها كلّ مؤمن، وأما مسجدها فقد رويت فيه فضائل كثيرة، روى حبّة العرني قال: كنت جالسا عند عليّ، عليه السّلام، فأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين هذه راحلتي وزادي أريد هذا البيت أعني بيت المقدس، فقال، عليه السّلام:
كل زادك وبع راحلتك وعليك بهذا المسجد، يعني مسجد الكوفة، فإنه أحد المساجد الأربعة ركعتان فيه تعدلان عشرا فيما سواه من المساجد والبركة منه إلى اثني عشر ميلا من حيث ما أتيته وهي نازلة من كذا ألف ذراع، وفي زاويته فار التنور وعند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم، عليه السّلام، وقد صلى فيه ألف نبيّ وألف وصيّ، وفيه عصا موسى والشجرة اليقطين، وفيه هلك يغوث ويعوق وهو الفاروق، وفيه مسير لجبل الأهواز، وفيه مصلّى نوح عليه السّلام، ويحشر منه يوم القيامة سبعون ألفا ليس عليهم حساب ووسطه على روضة من رياض الجنة وفيه ثلاث أعين من الجنة تذهب الرّجس وتطهّر المؤمنين، لو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه حبوا، وقال الشعبي: مسجد الكوفة ستة أجربة وأقفزة، وقال زادانفرّوخ: هو تسعة أجربة، ولما بنى عبيد الله بن زياد مسجد الكوفة جمع الناس ثم صعد المنبر وقال: يا أهل الكوفة قد بنيت لكم مسجدا لم يبن على وجه الأرض مثله وقد أنفقت على كل أسطوانة سبع عشرة مائة ولا يهدمه إلا باغ أو جاحد، وقال عبد الملك بن عمير: شهدت زيادا وطاف بالمسجد فطاف به وقال: ما أشبهه بالمساجد
قد أنفقت على كل أسطوانة ثماني عشرة مائة، ثم سقط منه شيء فهدمه الحجاج وبناه ثم سقط بعد ذلك الحائط الذي يلي دار المختار فبناه يوسف بن عمر، وقال السيد إسماعيل بن محمد الحميري يذكر مسجد الكوفة:
لعمرك! ما من مسجد بعد مسجد ... بمكة ظهرا أو مصلّى بيثرب
بشرق ولا غرب علمنا مكانه ... من الأرض معمورا ولا متجنّب
بأبين فضلا من مصلّى مبارك ... بكوفان رحب ذي أواس ومخصب
مصلّى، به نوح تأثّل وابتنى ... به ذات حيزوم وصدر محنّب
وفار به التنور ماء وعنده ... له قيل أيا نوح في الفلك فاركب
وباب أمير المؤمنين الذي به ... ممرّ أمير المؤمنين المهذّب
عن مالك بن دينار قال: كان علي بن أبي طالب إذا أشرف على الكوفة قال:
يا حبّذا مقالنا بالكوفة ... أرض سواء سهلة معروفه
تعرفها جمالنا العلوفه
وقال سفيان بن عيينة: خذوا المناسك عن أهل مكة وخذوا القراءة عن أهل المدينة وخذوا الحلال والحرام عن أهل الكوفة، ومعما قدّمنا من صفاتها الحميدة فلن تخلو الحسناء من ذامّ، قال النجاشي يهجو أهلها:
إذا سقى الله قوما صوب غادية ... فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا
التاركين على طهر نساءهم، ... والنائكين بشاطي دجلة البقرا
والسارقين إذا ما جنّ ليلهم، ... والدارسين إذا ما أصبحوا السّورا
ألق العداوة والبغضاء بينهم ... حتى يكونوا لمن عاداهم جزرا
وأما ظاهر الكوفة فإنها منازل النعمان بن المنذر والحيرة والــنجف والخورنق والسدير والغريّان وما هناك من المتنزهات والديرة الكبيرة فقد ذكرت في هذا الكتاب حيث ما اقتضاه ترتيب أسمائها، ووردت رامة بنت الحسين بن المنقذ بن الطمّاح الكوفة فاستوبلتها فقالت:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... وبيني وبين الكوفة النّهران؟
فإن ينجني منها الذي ساقني لها ... فلا بدّ من غمر ومن شنآن
وأما المسافات فمن الكوفة إلى المدينة نحو عشرين مرحلة، ومن المدينة إلى مكة نحو عشر مراحل في طريق الجادّة، ومن الكوفة إلى مكة أقصر من هذا الطريق نحو من ثلاث مراحل لأنه إذا انتهى الحاجّ إلى معدن النّقرة عدل عن المدينة حتى يخرج إلى معدن بني سليم ثم إلى ذات عرق حتى ينتهي إلى مكة، ومن حفّاظ الكوفة محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي، سمع بالكوفة عبد الله بن المبارك وعبد الله ابن إدريس وحفص بن غياث ووكيع بن الجرّاح وخلقا غيرهم، وروى عنه محمد بن يحيى الذّهلي وعبد الله بن يحيى الذهلي وعبد الله بن يحيى بن حنبل وأبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان الثوري وأبو عبد الله البخاري ومسلم بن الحجاج وأبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي وابن ماجة القزويني وأبو عروة المراي وخلق سواهم،
وكان ابن عقدة يقدّمه على جميع مشايخ الكوفة في الحفظ والكثرة فيقول: ظهر لابن كريب بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث، وكان ثقة مجمعا عليه، ومات لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة 243، وأوصى أن تدفن كتبه فدفنت.

نفى

(نفى)
الشَّيْء نفيا نحاه وأبعده يُقَال نفى الْحَاكِم فلَانا أخرجه من بَلَده وطرده ونفيت الْحَصَى عَن الطَّرِيق وَنفى السَّيْل الغثاء وَيُقَال نفت السحابة ماءها أسالته وصبته وجحده وتبرأ مِنْهُ وَأخْبر أَنه لم يَقع وَالرِّيح التُّرَاب نفيا ونفيانا أطارته
(نفى) - في حديث ابن عُمر - رضي الله عنهما -: "أن زيد بنِ أسْلم قال: أرْسَلَنى أبي إليه، وكانتْ لَنَا غَنَم، فَأَردْنَا نَفِيتَيْن نجَفِّــفُ عليهما الأَقِطَ، فأمَرَ قَيِّمَهُ لنا بذلك"
كذا رُوِى عِلى وزن بَعِيرَيْن، وإنّما هو نَفيَّتَين، على وَزن سَفِينَتَيْن واحِدَتُهما نَفِيَّةٌ، وهي شىء يُعْمَلُ من خُوصٍ شِبْه طَبَقٍ عريضٍ، ويُقال لها: نُفْيَة أيضاً.
فأمَّا النَّفِيتَةُ فالدَّقِيق يُذَزُّ على ماءٍ، أو لَبَن حَلِيبٍ فَيُطْبَخُ أغلظ من السَّخِينَة تُؤكَلُ عند عِزَّةِ الطّعَامِ يَتَوسَّعُ بها ذوو العِيَال.

نف

ى1 نَفَاهُ He drove away, expelled, or banished, him, or it. (T, in TT.) 3 هٰذَا يُنَافِىهٰذَا This precludes the co-existence of this therewith; is inconsistent, or incompatible, with this.6 تَنَافَيَا They two were incompatible.8 اِنْتَفَى

It was negative: contr. of ثَبَتَ and and وَجَبَ. (IbrD.) b2: اِنْتَفَى مِنْ شَىْءٍ

He denied a thing; meaning an accusation or the like: syn. تَنَضَّحَ.

نُفَايَةٌ Refuse; i. e. what one rejects, of a thing, because of its badness: (S:) or refuse little in quantity: (T:) or the remains, and bad portion, of a thing: (M, K:) or, accord. to IAar, what is bad of wheat or food. (M.) فِعْلٌ مَنْفِىٌّ A verb rendered negative by its being preceded by مَا or the like; contr. of مُثْبَتٌ and مُوجَبٌ. b2: كَلاَمٌ مَنْفِىٌّ A denied sentence; contr. of مُثْبَتٌ and مُوجَبٌ; virtually the same as كَلاَمٌ نَافٍ a denying, or negative, sentence.
نفى: نَفَى الشَّيْءَ يَنْفي نَفْياً: أي نَحَّى.
والانْتِفَاءُ من الوَلَدِ: مَعْرُوْفٌ.
ونَفَى الرَّجُلُ من الأرْضِ، ونَفَيْتُه.
والنِّفْيَةُ والنِّفْوَةُ: اسْمٌ لنَفِيِّ الشَّيْءِ إذا نَفَيْتَه.
ونَفَى شَعْرُه: ذَهَبَ، وانْتَفَى: تَسَاقَطَ.
والنُّفَايَةُ والنُّفَاءُ من الدَّرَاهِمِ وغَيْرِها: الرَّدِيْءُ. ونُفَى الطَّعَامِ ونُفَايَا ونُفَايَاتٌ: واحِدٌ، هي النَّفَاةُ أيضاً.
ونَفِيُّ الرِّيْحِ: ما بَقِيَ من التُّرَابِ في أُصُوْلِ الحِيْطَان، وكذلك نَفِيُّ المَطَرِ والقِدْرِ، والماءُ إذا وَقَعَ من الرِّشَاءِ على ظَهْرِ المائحِ.
والنُّفْيَةُ: النُّفَايَةُ.
والنَّفَيَانُ من المَطَرِ: ما فاضَ من مُجْتَمَعِه، وما نَفَاه السَّحَابُ وأَسَالَه.
والنَّفِيَّةُ: شَيْءٌ يُعْمَلُ من خُوْصٍ شِبْهُ طَبَقٍ عَرِيْضٍ على وَجْهِ الأرْضِ، وهي النُّفْيَةُ.
والنّافِيَةُ في الرَّأْسِ: الهِبْرِيَةُ.
وأَتَانِي نَفِيُّكُم: أي وَعِيْدُكم.
نفى: نفاه من بلده: في (محيط المحيط): (نفاه عنه .. نحاه ودفعه وأزاله. ونفى فلانا حبسه في سجن ونفاه من بلده أخرجه وسيره منه إلى بلد آخر) وتأتي كلمة نفاه، في العادة، وحدها أما كلمة نفي الإبعاد والإقصاء والسفر عند (فوك، وبوشر، همبرت 214، وكليلة ودمنة 283: 4، فهرست المخطوطات، ليدن 1: 32، المقري 2: 203، مرسنج 26؛ 16).
نفى: نبذ، رفض، استنكر أو دان عملا أو رأيا (بوشر).
حلف أنه لا يعلم أن غيره فعل كذا أي أنه حلف على نفي العلم (معجم التنبيه).
نفى: تبرأ من الولد، أنكر معرفة شخص، انتفى الولد من أبيه، لأنكر أهله أو وطنه، جحد إيمانه، ارتد عن دينه، أنكر ولده (الماوردي 391: 10): (وهكذا قال المنصور نفيت من العباس أن ... ) وقال الرشيد (نفيت من المهدي لئن لم تأتني برأسه لأرسلن إليك من يأتيني برأسك أولا ثم برأسه) (معجم الطرائف).
نفى: سجن، حبس، اعتقل (محيط المحيط).
نافي: في (محيط المحيط): (نافاه منافاة طارده. وهذا ينافي ذاك أي يباينه ويدفعه) (معجم التنببه، دي ساسي كرست 1: 139، 104 و2: 248 والمقري 1: 103).
أنفى: في (أسبانيا)؛ أبعد، طرد (فوك) (الكالا).
تنفى: دحر (كارتاس 92: 2) فكتبوا إليه جميعهم يستنصرونه ويستصرخون به وتنفي العدو عن مخنق بلادهم، وفي (93: 1): لنصرة المسلمين وتنفي العدو عن مخنق بلادهم، وفي مخطوطتنا نفي في (موضع العبارتين) بدلا من تنفى.
انتفى: ابتعد وانفصل، وفي (محيط المحيط) (انتفى عنه انتفاء تنحى ونفاه فانتفى أي طرده فانطرد وانتفى الشي ضد ثبت) (الماوردي 391: 5) وانتفى من (هوجفلايت 47: 8).
انتفى: عن أيضا: أنكر ممارسته عملا من الأعمال (حيان بسام 1: 114) أقسموا بأنهم لم يشغلوا تلك المراكز فجرت لبعضهم عند الانتفاء عن تلك الخطط نوادر ظريفة مضحكة.
انتفى من: أي طرد منه (الولد من أبيه). وهو نفي أي أنكره أبوه أو أسرته (معجم الطرائف).
انتفى من: انظرها في (فوك) في exulare.
انتفى من: هاجر (الجريدة الآسيوية 1849: 1: 187).
نفي: انظر نفى.
للنفي: هو الامتناع (في النحو) أو الذي يشير إليه (بوشر).
حرف النفي: أداة النفي (في النحو) (بوشر).
نفي: اسم لأحد الفواكه؟ (ألف ليلة 1: 309): وأخذ من البستان نفيا وليمونا؛ وكذلك (ماكني. وبرسل). أما (طبعة بولاق) فقد حذفت الكلمة.
مفية: إبعاد، إقصاء (بوشر).
نفيني: منسوب إلى النفي (بوشر).
نافية والجمع نوافي: إنكاري، سلبي (فوك).
أنفى: أكثر إبعادا أو عزلا (الماوردي 112: 2).
منفى: في (محيط المحيط): المكان الذي ينفى إليه.
منفي: تقال في (غرناطة) للمنفى أي للمبعد، ثم على اللصوص وقطاع الطرق الذين يمارسون اللصوصية (معجم الأسبانية 317).

نَفَا

(نَفَا)
[هـ] فِيهِ «قَالَ زَيْدُ بْنُ أسْلَم: أرسَلني أَبِي إِلَى ابْنِ عُمر، وَكَانَ لَنَا غَنَم، فَأَرَدْنَا نَفِيتَيْنِ نُجَفِّــفُ عَلَيْهِمَا الأقِطَ، فَأَمَرَ قَيِّمه لَنا بِذَلِكَ» قَالَ أَبُو مُوسَى: هَكَذَا رُوي «نَفِيتَيْن» بوزْن بَعيرَين، وَإِنَّمَا هُوَ «نَفِيَّتَيْنِ» بِوَزْنِ شَقِيَّتَيْن، واحِدتُهما: نَفِيَّةٌ، كطَوِيَّة. وَهِيَ شيءٌ يُعمل مِنَ الخُوص، شِبْهُ طَبَقٍ عَريض.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : قَالَ النَّضر: النُّفْيَةُ، بِوَزْنِ الظُّلْمة، وعِوَض الْيَاءِ تَاءٌ، فوقَها نُقْطتان.
وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ بِالْيَاءِ، وجَمْعها: نُفًى، كَنُهْيةٍ ونُهىً. والكُلّ شيءٌ يُعْمَل مِنَ الخُوص مُدَوَّراً وَاسِعًا كالسُّفرة. (هـ) وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ «قَالَ لعُمَر بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حِينَ اسْتُخْلف، فَرَآهُ شَعِثاً، فأدام النَّظَرَ إليه، فقال له: ما لَك تُدِيمُ النَّظَر إِلَيَّ؟ فَقَالَ: أنْظُر إِلَى مَا نَفَى مِنْ شَعَرك، وحالَ مِنْ لَوْنك» أَيْ ذَهَبَ وَتَسَاقَطَ. يُقَالُ: نَفَى شَعْرُهُ يَنْفِى نَفْياً، وانْتَفَى، إِذَا تَساقط. وَكَانَ عُمر قَبْل الخِلافة مُنَعَّما مُتْرَفا، فَلَمَّا اسْتُخْلِف شَعِثَ وتَقَشَّف.
وَفِيهِ «الْمَدِينَةُ كالكِير تَنْفِي خَبثَها» أَيْ تُخْرجه عَنْهَا، وَهُوَ مِنَ النَّفْي: الإبْعاد عَنِ البلَد.
يُقَالُ: نَفَيْتُهُ أَنْفِيهِ نَفْياً، إِذَا أخرجْتَه مِنَ البلَدِ وطرَدتْه.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكرُ «النَّفْي» فِي الْحَدِيثِ.

الحَفَنَّجُ

الحَفَنَّجُ، كَعَمَلَّسٍ: القَصيرُ.
الحَفَنَّجُ: المُتَقَابِلُ الرِّجْلَيْنِ القَصِيرُ. الحَنَاجِفُ: أطْرافُ الأضْلاعِ ممّا يَلي الصُّلْبَ، الواحِدُ: حَــنْجَفٌ. وهو من الفَرَسِ: كَفَلُه.

الْعلي

(الْعلي) أَعلَى مَكَان وَأَعْلَى دَرَجَة وَسَاكن أَعلَى مَكَان وَصَاحب أَعلَى دَرَجَة (ج) عليون
(الْعلي) الْمُرْتَفع والصلب الشَّديد الْقوي والرفيع الْقدر (ج) علية يُقَال هم علية الْقَوْم
الْعلي: من الْعُلُوّ أَصله عليو فَاعل اعلال سيد ومرمي. وَهُوَ اسْم رَابِع الْخُلَفَاء الرَّاشِدين رضوَان الله تَعَالَى عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ. وَهُوَ ابْن أبي طَالب بن عبد الْمطلب جد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فَهُوَ ابْن عَم رَسُول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ كرم الله وَجهه قَامَ بِأَمْر الْخلَافَة يَوْم قتل عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. وَلم يزل اسْمه كرم الله وَجهه فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام. ويكنى أَبَا الْحسن وَأَبا تُرَاب كناه بِهِ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ كرم الله وَجهه أسلم وَكَانَ أحب الْإِسْلَام وَهُوَ ابْن سبع سِنِين وَقيل ابْن تسع وَقيل عشر وَقيل خَمْسَة عشر وَقيل غير ذَلِك. وَشهد كرم الله وَجهه الْمشَاهد كلهَا إِلَّا تَبُوك فَإِنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خَلفه فِي أَهله وَكَانَ غزير الْعلم. وَلما هَاجر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَقَامَ بعده ثَلَاث لَيَال وأيامها حَتَّى أدّى عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الودائع ثمَّ لحق بِهِ. وَيُقَال إِنَّه أول من أسلم وَأول من صلى. وزوجه رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ابْنَته الْكَرِيمَة فَاطِمَة الزهراء رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا وَشهد لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالْجنَّةِ وَهُوَ وَصِيّ رَسُول الله لأَدَاء الدّين وتجهيزه تكفينه وَغير ذَلِك.
ومناقب فَضله أَكثر من أَن تحصى _ وَأظْهر من أَن تخفى _ وَهُوَ مظهر الْعَجَائِب _ موصل الطَّالِب إِلَى المطالب _ أَسد الله الْغَالِب _ وَبَاب الْعلم ومخزن الْولَايَة _ ومعدن الشجَاعَة والدراية _ وَأُمُور المعارف الإلهية _ والقرب الإلهي تعود إِلَيْهِ _ ومفاتيح الْفضل والنوال لَدَيْهِ _ وَأمه كرم الله وَجهه فَاطِمَة بنت أَسد. وَقَتله كرم الله وَجهه عبد الرَّحْمَن ابْن ملجم فِي لَيْلَة الْجُمُعَة السَّابِع عشر من شهر رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ من الْهِجْرَة وثب عَلَيْهِ فَضَربهُ بخنجر على دماغه فَمَاتَ بعد يَوْمَيْنِ. فَأخذُوا ابْن ملجم. وَذكر غير وَاحِد أَنه لما ضربه ابْن ملجم أوصى الْحسن وَالْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وَصِيَّة طَوِيلَة. وَفِي آخرهَا يَا بني عبد الْمطلب أَلا لَا يقتلن بِي إِلَّا قاتلي واضربوه ضَرْبَة بضربة وَلَا تمثلوا بِهِ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول إيَّاكُمْ والمثلة.وَلما مَاتَ عَليّ كرم الله وَجهه قتل الْحسن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن ملجم فَقطع يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وكحل عَيْنَيْهِ بمسمار محمى كل ذَلِك وَلم يتأوه فَزعًا وَلَا جزعا من الْمَوْت وَلم يجزع. فَلَمَّا أَرَادوا قطع لِسَانه تأوه وجزع فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ وَالله مَا أتأوه فَزعًا وَلَا جزعا من الْمَوْت وَلَكِن أتأوه لكَون أَن تمر عَليّ سَاعَة من سَاعَات الدُّنْيَا أَلا أذكر الله فِيهَا فَقطعُوا لِسَانه فَمَاتَ بعد ذَلِك كَذَا فِي حَيَاة الْحَيَوَان. أَيهَا الاخوان إِذا جرى على لِسَان الْكَافِر ذكر الله تَعَالَى لَا ينفع أصلا فَلَا يَغُرنكُمْ قَول ذَلِك الملعون.
وَكَانَ عمره كرم الله وَجهه سبعا وَقيل ثمانيا وَخمسين وَقيل ثَلَاثًا وَقيل ثمانيا وَسِتِّينَ. وَقَالَ ابْن جرير الطَّبَرِيّ مَاتَ كرم الله وَجهه وعمره خمس وَسِتُّونَ سنة. وَقَالَ غَيره ثَلَاث وَسِتُّونَ. وَكَانَت خِلَافَته كرم الله وَجهه أَربع سِنِين وَتِسْعَة أشهر وَيَوْما وَاحِدًا. وَكَانَت مُدَّة إِقَامَته أَرْبَعَة أشهر ثمَّ سَار إِلَى الْعرَاق وَقتل بِالْكُوفَةِ وَدفن فِي قصر الْإِمَارَة فِيهَا. وَقيل إِنَّه فِي الــنجف الْأَشْرَف فِي المشهد الَّذِي يزار الْيَوْم. وَعلي كرم الله وَجهه أول إِمَام عُفيَ قَبره. وَقيل إِنَّه كرم الله وَجهه أوصى أَن يخفى قَبره ليأمن أَن يمثلوا أَي بَنو أُميَّة بقبره كرم الله وَجهه. وَكَانَ وِلَادَته كرم الله وَجهه يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر من رَجَب وَكَانَ لَهُ اثْنَا عشر ابْنا وَخمْس عشرَة بِنْتا.
(بَاب الْعين مَعَ الْمِيم)

هِنْد

هِنْد
من (ه ن د) إسم لجماعة من الإبل عددها من نحو مائة إلى مائتين.
(هِنْد) اسْم لجَماعَة من الْإِبِل عَددهَا من نَحْو مائَة إِلَى نَحْو مِائَتَيْنِ
(هِنْد)
هنادا صَاح صياح البومة

(هِنْد) الرجل هِنْد وَقصر فِي الْأَمر وَشتم إنْسَانا شتما قبيحا وَشتم وامسك عَن شتم الشاتم وَالْمَرْأَة بِقَلْبِه ذهبت بِهِ وَفُلَانًا أورثته عشقا بالملاطفة والمغازلة وَالرجل فلَانا لاينه ولاطفه وَالسيف شحذه
هِنْد: بِكَسْر الأول وَسُكُون الثَّانِي، اسْم ابْن أبي هَالة، وَكَانَ هُوَ أَخا اخيافيا لسيدة النِّسَاء خاتون الْجنَّة فَاطِمَة الزهراء رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا _ وَكَانَ هِنْد بن أبي هَالة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وصاف النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كَمَا مر فِي ذكر أشرف الْأَسْمَاء مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَيكْتب صَاحب الْقَامُوس الإبراهيمي أَن الْهِنْد بِالْكَسْرِ إقليم كَبِير وَاسم معشوقه بشر ومنكوحة مُعَاوِيَة وَابْن هِنْد هُوَ يزِيد. (انْتهى) .وَفِي (كشكول) الشَّيْخ بهاء الدّين العاملي رَحمَه الله تَعَالَى يُقَال فَضَائِل الْهِنْد ثَلَاث: كليلة ودمنة وَلعب الشطرنج والحروف التِّسْعَة الَّتِي تجمع أَنْوَاع الْحساب. (انْتهى) . لَعَلَّ المُرَاد بالحروف الرقوم الهندسية أَو النقوش كَمَا لايخفى.
والفاضل النامي مير غُلَام عَليّ البلكرامي سلمه الله تَعَالَى كتب فِي فَضَائِل اقليم الْهِنْد رِسَالَة عَجِيبَة الْبَيَان عَظِيمَة الشَّأْن كنز الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة مَعْدن الْأَقَاوِيل الرفيعة بالعبارة الفصيحة البليغة، وَكَانَ الصائب رَحمَه الله تَعَالَى لم يطلع على تِلْكَ الْفَضَائِل، وَلِهَذَا قَالَ:
(يَا صائب اخْرُج من الْهِنْد آكِلَة الأكباد ... )
(بأنك سَوف تعتقل حَتَّى وَلَو كنت على نجف كَبِير ... )
عَفا الله عَنهُ. وَمن هُنَا يصبح مَعْلُوما أَن (هِنْد) هُوَ اسْم أم مُعَاوِيَة _ وَيكْتب (مُحَمَّد أفضل سرفوش) شعرًا أَنه كتب لملك الرّوم رِسَالَة تهنئة بتنصيب الْمُعظم شاه جهان قَالَ: كن على يَقِين أَنه إِذا لم يكن ملكنا مَعَ إيران وطوران وَغَيرهَا من الأقاليم من ضمن عالمكم فَإِنَّهُ لَا امبراطورية لَك عِنْدهَا (أولست امبراطور الدُّنْيَا) وَأفضل الْأَسْمَاء عِنْد الله عبد الله وَعبد الرَّحْمَن أَي اختر اسْما من هَذِه، وَبعد مطالعة يَمِين الدولة لهَذِهِ الرسَالَة رأى من الْمصلحَة أَن يُغير هَذَا الْخطاب، وَقد نمي إِلَيّ أَنهم وضعُوا هَذَا الْبَيْت:
(الْهِنْد وَالدُّنْيَا متساويان بِالْعدَدِ ... )
(وَكِلَاهُمَا قد أقرّ بِكَلَام الشاه جهان ... )
وَقد كتبُوا هَذَا الْبَيْت فِي الْجَواب بِمَاء الذَّهَب (تمّ لَفظه) .
هِنْد
: (هِنْدٌ) ، بِالْكَسْرِ (: اسمٌ للمِائَةِ من الإِبل) خاصَّةً، (كهُنَيْدَةَ) ، بِالتَّصْغِيرِ، قَالَ جَرِيرٌ:
أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ تَحْدُوهَا ثَمَانِيَةٌ
مَا فِي عَطَائِهِمُ مَنٌّ ولاَ سَرَفُ
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: هِيَ اسمٌ لكلّ مائةٍ من الإِبل وغيرِهَا، وأَنشدَ لِسَلَمةَ ابنِ الخُرْشُبِ الأَنمارِيّ:
ونَصْرُ بنُ دُهْمَانَ الهُنَيْدَةَ عَاشَهَا
وتِسْعِينَ عَاماً ثُمَّ قُوِّمَ فَانْصَاتَ
وأَنشده الزمخشريُّ، وخَمسين عَاما. وَقَالَ: أَرادَ مائَةَ سنةٍ، وَهُوَ مجازٌ، (أَو) اسْم (لِمَا فَوْقَها ودُونَها، أَو للمِائتَيْنِ) ، ونصُّ عبارةِ المُحكمِ: وَقيل هِيَ اسمٌ للمائةِ وَلما دُوَيْنَها وَلما فُوَيْقَها، وَقيل: هِيَ المائتانِ، حَكَاهُ ابنُ جِنِّي عَن الزِّيَاديّ، قَالَ: وَلم أَسمعه من غيرِه، قَالَ: والهُنَيْدَة: مائةُ سَنَةٍ، والهِنْدُ: مائِتانِ، حُكِيَ عَن ثَعْلَبٍ، ومثلُه فِي الأَساس، وَفِي التهذيبِ: هُنَيْدَةُ: مائةٌ من الإِبل، مَعْرِفَةٌ لَا تَنْصَرِف، وَلَا تَدْخُلها الأَلف وَاللَّام، وَلَا تُجْمَع، وَلَا واحدَ لَهَا من جِنْسها، قَالَ أَبو وَجزَةَ:
فِيهمْ جِيَادٌ وأَخْطَارٌ مُؤَبَّلَةٌ
مِنْ هِنْدَ هِنْدَ وَأَزْيَادٌ عَلَى الهِنَدِ
(و) هِنْد بِالْكَسْرِ (: اسمُ امرَأَةٍ) يُصْرَف وَلَا يُصْرَف، إِن شِئتَ جَمَعْتَه جمع التكسيرِ فَقلت هُنُودٌ، وإِن شِئْت جمعته جمع السَّلامَة فَقلت هِنْدَات، كَذَا فِي الصِّحَاح، وَقَالَ ابنُ سيدَه (ج أَهْنُدٌ وأَهْنَادٌ وهُنُودٌ) ، وأَنشد سِيبويهِ لجريرٍ:
أَخَالِدَ قَدْ عَلِقْتُكَ بَعْدَ هِنْدٍ
فَشَيَّبَنِي الخَوَالِدُ والهُنُودُ
(و) هِنْد أَيضاً اسْم (رَجُل) ، قَالَ:
إِنّي لِمَنْ أَنْكَرَنِي ابْنُ اليَثْرَبِي
قَتَلْتُ عِلْبَاءَ وهِنْدَ الجَمَلِي
وَفِي التَّهْذِيب: وهِنْد من أَسماءه الرِّجَال والنساءِ.
(وَبَنُو هِنْدٍ: بَطْنٌ) من بَكْرِ بن وائلٍ.
(والهِنْدُ) ، بِالْكَسْرِ (: جِيلٌ م) مَعْرُوف قَالَه ابنُ سِيدَه، وَقَالَ غَيره: وهِنْد: اسمُ بلادٍ، (والنِّسْبَةُ هِنْدِيٌّ، ج هُنُودٌ) كزِنْجِيَ وزُنُوجٍ، وقولُ عَدِيّ بن الرِّقاع:
رُبَّ نَارٍ بِتُّ أَرْمُقُهَا
تَقْضِمخ الهِنْدِيَّ والغَارَا
إِنما تَنَى العُودَ الطَّيِّبَ الَّذِي مِن بلادِ الهِنْد، (و) يُجمع أَيضاً على (الأَهَانِد) قَالَ رؤبة:
أَهْدَى إِلَى السِّنْدِ لُهَاماً حَاشِدَا
حَتَّى اسْتَبَاح السِّنْد والأَهَانِدَا (والهَنَادِك) ، بِالْكَاف فِي آخِره، (: رِجَالُ الهِنْدِ) ، وَبِه فَسّر محمدُ بن حبيب قولَ كُثَيِّر:
ومُقْرَبَةٌ دُهْمٌ وكُمْتٌ كأَنَّهَا
طَمَاطِمُ يُوفُونَ الوُفُورَ هَنَادِكُ
قَالَ ابْن جِنّي: فظاهرُ هاذا القَولِ مِنْهُ يَقْتَضِي أَن تكون الكافُ زائِدَةً قَالَ: وَيُقَال رجلٌ هِنْدِيّ وهِنْدِكِيٌّ، قَالَ: وَلَو قيل إِن الكَافَ أَصْلٌ وإِن هِنْدِيٌّ وهِنْدِكيٌّ أَصْلاَنِ بمنزلةِ سَبْطٍ وسِبَطْرٍ لَكَانَ قَوْلاً قوِيًّا، كَذَا فِي اللِّسَان (والسَّيْفُ الهِنْدُوَانِيُّ) بِالْكَسْرِ (ويُضَمُّ) إِتباعاً للدّالِ، قَالَه الزمخشريُّ (مَنْسُوبٌ إِليهم) ، وكذالك المُهَنَّد، وَهُوَ المطبوع من حَدِيد الهِنْدِ. وَفِي التَّهْذِيب: والأَصل فِي التَّهْنِيد عَمَلُ الهِنْدِ، يُقَال: سيف مُهَنَّدٌ وهِنْدِيّ وهُنْدُوَانِيٌّ، إِذا عُمِل بِبِلَاد الهِند.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: (هَنَّدَ تَهنِيداً) إِذا (قَصَّرَ فِي الأَمْرِ، و) هَنَدَ وهَنَّدَ إِذا (صَاحَ صِياحَ البُومَةِ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و، (و) عَنهُ أَيضاً: هَنَّدَ الرجلُ، إِذا (شَتَمَ) إِنْسَاناً (شَتْماً قَبِيحاً، و) هَنَّدَ، إِذا (شُتِمَ فَاحْتَملَه وأَمْسَكَ عَن شَتْمِ الشَّاتِمِ) ، كلّ ذَلِك عَن أَبي عمرٍ و. (و) هَنَّدَ (السَّيْفَ: شَحَذَه) ، والتَّهْنِيدُ: التَّشْحِيذ، قَالَ:
كُلّ حُسَامٍ مُحْكَمِ التَّهْنِيد
يَقْضِبُ عِنْدَ الهَزِّ والتَّجْرِيدِ
سالِفَةَ الهَامَةِ واللَّدِيدِ
وَقَالَ الأَزهريّ: والأَصل ف التَّهنيدِ عَمَلُ الهِنْدِ.
(و) يُقَال: حَمَلَ عَلَيْهِ (فَمَا هَنَّدَ) ، أَي (مَا كَذَّبَ، أَو) مَا هَنَّدَ عَن شَتْمِي: (مَا) كَذَّب وَلَا (تَأَخَّرَ) .
(وهَنَّدَتْه المَرْأَةُ: أَوْرَثَتْهُ عِشْقاً بالمُلاطَفَةِ) والمُغَازَلة، قَالَ:
يَعدْنَ مَنْ هَنَّدْنَ والمُتَيَّمَا
وهَنَّدَتْني فلانةُ، أَي تَيْمَتْنِي بالمغازلَة، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: هَنَّدْتُ الرَّجُلَ تَهنيداً، إِذا لَا يَنْتَه ولاطَفْتَ، وَقَالَ ابنُ المُسْتَنِير: هَنَّدَتْ فُلانَةُ بقَلْبِه إِذا ذَهَبَتْ بِهِ.
(وهُنْدُوَانُ، بالضَّم: نَهْرٌ بِخُوزِسْتَانَ) بَينهَا وَبَين أَرَّجَانَ، عَلَيْهِ وِلاَيَةٌ تُنْسَب إِليه كبيرةٌ. (و) هُنْدُوَانُ (: ع. ودَرِهُنْدُوَانَ) ، بِفَتْح الدَّال وكسرِ الراءِ، وَهُوَ علامَةُ الإِضافة عِنْد الفُرْس، مَعْنَاهُ بابُ هُنْدُوَانَ، أَي بَاب الهُنُود، وَقَالَ ابنُ الأَثير فِي الأَنساب، وإِنما سُمِّيتح بِهِ لأَنه يَنزِل فِيهَا الغِلْمَانُ والجَوَارِي المَجْلُوبَةُ من الهِند للبَيْعِ، وَهُوَ اسْم (مَحَلَّة بِبَلْخَ) قدِيمة، (مِنْهَا) الإِمام الْفَاضِل (أَبو جَعْفَرٍ) مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عُمر (الهُنْدُوَانِيُّ الفَقِيه) الحَنَفِيّ، يُقَال لَهُ أَبو حنيفةَ الصغيرُ، الثْرَةِ فِقْهِه، روى عَن مُحَمَّد بن عُقَيْل البَلْخِيّ، وأُستاذِه أَبي بكر مُحَمَّد بن أَبي سَعيدٍ الْفَقِيه، وَعَلِيهِ تَفَقَّه، وَعنهُ أَبو إِسحاقَ أَبراهيمُ بن سَالم بن محمّد البُخَارِيّ، وأَبو عبد الله طَاهِر بن مُحَمَّد الحدادِيّ، مَاتَ ببُخَارَا سنة 362.
(وهِنْدَ مَنحدُ) ، بِكَسْر الهاءِ وَسُكُون النُّون وَفتح الدَّال وَالْمِيم (: نَهْرٌ بِسِجِسْتَانَ) يَزعمون أَنه (يَنْصَبُّ إِليه) مياهُ (أَلْف نَهْرٍ، فَلَا تَظْهَرُ فِيهِ الزِّيادَةُ، ويَنْشَقُّ مِنْهُ أَلْفُ نَهْرٍ فَلَا يَظْهَرُ فِيهِ النُّقْصَانُ) قَالَ الإِصطخريّ: أَعظمُ أَنهارِ سِجِسْتَانَ نَهْرُ هِنْدَمنْدَ، مَخرَجه مِن ظَهْرِ الغَورِ حَتَّى يَن 2 بّ على ظَهْر رُخَّج (وبلد الدوارِ) حَتَّى يَنتهي إِلى بُسْت، ويمْتَدّ مها إِلى نَاحيَة سِجسْتان، (ثمَّ يَقَع فِي بُحَيْرَةِ زَرَه الفاضِلُ مِنه) وإِذا انتهَى إِلى مَرْحَلَةٍ مِن سِجِستانَ تَشَعَّبَتْ مِنْهُ مَقَاسِمُ الماءِ، وَقَالَ أَبو بَكْرٍ الخُوَارَزْمِيّ:
غَدَوْنَا شَطَّ نَهْرِ الهِنْدَ مَنْدِ
سُكَارَى آخِذِي بِالدَّسْتَبَنْدِ إِلَى آخِره، وَفِي النامُوس: هاذا النهرُ مِثَالُ البَحْرِ العَلَم عِنْد أَهلِ العِرْفَان.
(و) هَنَّادُ بن السَّرِيّ مُصْعبٍ التّميميّ أَبو السَّرِيّ الكُوفِيّ، (كحَمَّادٍ، مُحَدِّثٌ) ثِقَةٌ، مِن الْعَاشِرَة مَاتَ سنة ثَلَاث وايربعين (وَمِائَتَيْنِ) عَن إِحدى وَتِسْعين، وقَرِيبه هَنَّادُ بنُ السَّرِيّ بن يَحْيَى بن السَّرِيّ، ثِقَةٌ، من الثانيةَ عَشرَةَ.
(و) هَنَّادَة (بهاءٍ، من أَعلامِهِنَّ) ، قَالَ أَعْرَابِي:
غَرَّكَ مِنْ هَنَّادَةَ التَّهْنِيدُ
مَوعُودُهَا والبَاطِلُ المَوْعُودُ
(ودَيْرُ هِنْدَ: بِدِمَشْقَ. و) دَيْرُ هِنْدَ (مَوْضِعَانِ بالحِيرَةِ) ، ولأَحَدِ هاذه المواضِع عَنَى جَرِيرٌ بقوله:
لَمَّا مَرَرْتُ بِدَيْرِ الهِنْدِ أَرَّقَنِي
صَوْتُ الدَّجَاجِ وضَرْبٌ بِالنَّوَاقِيسِ
ويروَى: (لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
لَقِيَ هِنْدَ الأَحَامِسِ، إِذا مَاتَ. نَقلَه بنُ سَيّده.
وَمن أَسمائهم هِنحدِيٌّ ومُهَنَّدٌ.
وَبَنُو هَنَّادٍ بَطْنٌ مِن العَرَب.
والهَنَادهيّ بَطْنٌ آخَرُ يَنْزِلُون البُحَيْرَةَ من مِصْرَ، يُقَال لواحِدِهِم هِنْدَاوِيّ.
والهُنَيْدَة، بِالتَّصْغِيرِ: حِصْنٌ بناه سُليمانُ عَلَيْهِ السلامُ، واسمٌ للمائةِ السَّنَةِ، وتقدّم شاهِدُه. وهِنْدٌ للمائتين مِنْهَا، قَالَه الزمخشريُّ.
وهُنَيْدَةُ بن خالدٍ الخُزَاعِيّ، مُحَدِّث.
وهِنْدُ بن أَبي هَالَةَ، رَبِيبُ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

الخَوَرْنَقُ

الخَوَرْنَقُ:
بفتح أوله وثانيه، وراء ساكنة، ونون مفتوحة، وآخره قاف: بلد بالمغرب، قرأت في كتاب النوادر الممتعة لأبي الفتح بن جنّي: أخبرنا أبو صالح السليل بن أحمد عن أبي عبد الله محمد بن العباس اليزيدي قال: قال الأصمعي سألت الخليل ابن أحمد عن الخورنق فقال ينبغي أن يكون مشتقّا من الخرنق الصغير من الأرانب، قال الأصمعي:
ولم يصنع شيئا إنما هو من الخورنقاه، بضم الخاء وسكون الواو وفتح الراء وسكون النون والقاف، يعني موضع الأكل والشرب بالفارسية، فعرّبته العرب فقالت الخورنق ردّته إلى وزن السّفرجل، قال ابن جنّي: ولم يؤت الخليل من قبل الصنعة لأنه أجاب على أن الخورنق كلمة عربية، ولو كان عربيّا لوجب أن تكون الواو فيه زائدة كما ذكر لأن الواو لا تجيء أصلا في ذوات الخمسة على هذا الحدّ فجرى مجرى الواو كذلك، وإنما أتي من قبل السماع، ولو تحقق ما تحققه الأصمعي لما صرف الكلمة، أنّى وسيبويه إحدى حسناته؟
والخورنق أيضا: قرية على نصف فرسخ من بلخ، يقال لها خبنك، وهو فارسيّ معرب من خرنكاه، تفسيره موضع الشرب، ينسب إليها أبو الفتح محمد ابن محمد بن عبد الله بن محمد البسطامي الخورنقي، وهو أخو عمر البسطامي الخورنقي، كان يسكن الخورنق فنسب إليها، سمع أباه أبا الحسن بن أبي محمد وأبا هريرة عبد الرحمن بن عبد الملك بن يحيى ابن أحمد القلانسي وأبا حامد أحمد بن محمد الشجاعي السرخسي وأبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني التاجر، وكانت له إجازة من أبي علي السرخسي، كتب عنه أبو سعد، وكانت ولادته في العشر الأخير من شهر رمضان سنة 468 ببلخ، ووفاته بالخورنق في السابع عشر من رمضان سنة 551، وأما الخورنق الذي ذكرته العرب في أشعارها وضربت به الأمثال في أخبارها فليس بأحد هذين إنما هو موضع بالكوفة، قال أبو منصور: هو نهر، وأنشد:
وتجبى إليه السّيلحون ودونها ... صريفون في أنهارها والخورنق
قال: وهكذا قال ابن السكّيت في الخورنق، والذي عليه أهل الأثر والأخبار أن الخورنق قصر كان بظهر الحيرة، وقد اختلفوا في بانيه فقال الهيثم بن عدي:
الذي أمر ببناء الخورنق النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن الحارث بن عمرو بن لخم ابن عدي بن مرّة بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن يعرب بن قحطان، ملك ثمانين سنة وبنى الخورنق في ستين سنة، بناه له رجل من الروم يقال له سنمّار، فكان يبني السنتين والثلاث ويغيث الخمس سنين وأكثر من ذلك وأقل، فيطلب فلا يوجد، ثم يأتي فيحتجّ، فلم يزل يفعل هذا الفعل ستين سنة حتى فرغ من بنائه، فصعد النعمان على رأسه ونظر إلى البحر تجاهه والبرّ خلفه فرأى الحوت والضبّ والضبّي والنخل فقال: ما رأيت مثل هذا البناء قط! فقال له سنمّار: إني أعلم موضع آجرّة لو زالت لسقط القصر كله، فقال النعمان: أيعرفها أحد غيرك؟ قال:
لا، قال: لا جرم لأدعنّها وما يعرفها أحد! ثم أمر به فقذف من أعلى القصر إلى أسفله فتقطع، فضربت العرب به المثل، فقال شاعر:
جزاني، جزاه الله شرّ جزائه، ... جزاء سنمّار، وما كان ذا ذنب
سوى رمّه البنيان، ستين حجّة، ... يعلّ عليه بالقراميد والسكب
فلما رأى البنيان ثمّ سحوقه، ... وآض كمثل الطّود والشامخ الصّعب
فظنّ سنمّار به كلّ حبوة، ... وفاز لديه بالمودّة والقرب
فقال: اقذفوا بالعلج من فوق رأسه! ... فهذا، لعمر الله، من أعجب الخطب
وقد ذكرها كثير منهم وضربوا سنمّار مثلا، وكان النعمان هذا قد غزا الشام مرارا وكان من أشدّ الملوك بأسا، فبينما هو ذات يوم جالس في مجلسه في الخورنق فأشرف على الــنّجف وما يليه من البساتين والنخل والجنان والأنهار مما يلي المغرب وعلى الفرات مما يلي المشرق والخورنق مقابل الفرات يدور عليه على عاقول كالخندق فأعجبه ما رأى من الحضرة والنور والأنهار فقال لوزيره: أرأيت مثل هذا المنظر وحسنه؟
فقال: لا والله أيها الملك ما رأيت مثله لو كان يدوم! قال: فما الذي يدوم؟ قال: ما عند الله في الآخرة، قال: فبم ينال ذلك؟ قال: بترك هذه الدنيا وعبادة الله والتماس ما عنده، فترك ملكه في ليلته ولبس المسوح وخرج مختفيا هاربا، ولا يعلم به أحد ولم يقف الناس على خبره إلى الآن، فجاؤوا بابه بالغداة على رسمهم فلم يؤذن لهم عليه كما جرت العادة، فلما أبطأ الإذن أنكروا ذلك وسألوا عن الأمر فأشكل الأمر عليهم أياما ثم ظهر تخلّيه من الملك ولحاقه بالنّسك في الجبال والفلوات، فما رؤي بعد ذلك، ويقال: إن وزيره صحبه ومضى معه، وفي ذلك يقول عدي بن زيد:
وتبيّن ربّ الخورنق، إذ ... أشرف يوما، وللهدى تفكير
سرّه ما رأى وكثرة ما يم ... لك والبحر، معرضا، والسدير
فارعوى قلبه وقال: فما غب ... طة حيّ إلى الممات يصير!
ثم بعد الفلاح والملك والإم ... مة وارتهم هناك القبور
ثم صاروا كأنهم ورق جف ... ف، فألوت به الصّبا والدّبور
وقال عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة عند غلبة خالد ابن الوليد على الحيرة في خلافة أبي بكر، رضي الله عنه:
أبعد المنذرين أرى سواما ... تروّح بالخورنق والسدير
تحاماه فوارس كلّ حيّ، ... مخافة ضيغم عالي الزّئير
فصرنا، بعد هلك أبي قبيس، ... كمثل الشاء في اليوم المطير
تقسّمنا القبائل من معدّ ... كأنّا بعض أجزاء الجزور
وقال ابن الكلبي: صاحب الخورنق والذي أمر ببنائه بهرام جور بن يزدجرد بن سابور ذي الأكتاف، وذلك أن يزدجرد كان لا يبقى له ولد وكان قد لحق ابنه بهرام جور في صغره علّة تشبه الاستسقاء فسأل عن منزل مريء صحيح من الأدواء والأسقام ليبعث بهرام إليه خوفا عليه من العلّة، فأشار عليه أطبّاؤه أن يخرجه من بلده إلى أرض العرب ويسقى أبوال الإبل وألبانها، فأنفذه إلى النعمان وأمره أن يبني له قصرا مثّله على شكل بناء الخورنق، فبناه له وأنزله إياه وعالجه حتى برأ من مرضه، ثم استأذن أباه في
المقام عند النعمان فأذن له، فلم يزل عنده نازلا قصره الخورنق حتى صار رجلا ومات أبوه فكان من أمره في طلب الملك حتى ظفر به ما هو متعارف مشهور، وقال الهيثم بن عدي: لم يقدم أحد من الولاة الكوفة إلا وأحدث في قصرها المعروف بالخورنق شيئا من الأبنية، فلما قدم الضّحّاك بن قيس بني فيه مواضع وبيّضه وتفقّده، فدخل إليه شريح القاضي فقال:
يا أبا أميّة أرأيت بناء أحسن من هذا؟ قال: نعم، السماء وما بناها! قال: ما سألتك عن السماء، أقسم لتسبّن أبا تراب، قال: لا أفعل، قال: ولم؟
قال: لأنا نعظم أحياء قريش ولا نسب موتاهم، قال: جزاك الله خيرا! وقال علي بن محمد العلوي الكوفي المعروف بالحمّاني:
سقيا لمنزلة وطيب، ... بين الخورنق والكثيب
بمدافع الجرعات من ... أكناف قصر أبي الخصيب
دار تخيّرها الملو ... ك، فهتّكت رأي اللبيب
أيام كنت، من الغواني، ... في السواد من القلوب
لو يستطعن خبأنني ... بين المخانق والجيوب
أيام كنت، وكنّ لا ... متحرّجين من الذنوب
غرّين يشتكيان ما ... يجدان بالدمع السّروب
لم يعرفا نكدا سوى ... صدّ الحبيب عن الحبيب
وقال علي بن محمد الكوفي أيضا:
كم وقفة لك بالخور ... نق ما توازى بالمواقف
بين الغدير إلى السدي ... ر إلى ديارات الأساقف
فمدارج الرهبان في ... أطمار خائفة وخائف
دمن كأن رياضها ... يكسين أعلام المطارف
وكأنما غدرانها ... فيها عشور في مصاحف
وكأنما أغصانها ... تهتزّ بالريح العواصف
طرر الوصائف يلتقين ... بها إلى طرر المصاحف
تلقى أواخرها أوا ... ئلها بألوان الرّفارف
بحريّة شتواتها، ... برّيّة منها المصائف
درّيّة الصهباء كا ... فوريّة منها المشارف

علم الكيمياء

علم الكيمياء
هو علم يعرف به طرق سلب الخواص من الجواهر المعدنية وجلب خاصية جديدة إليها وإفادتها خواصا لم تكن لها والاعتماد فيه عن أن الفلزات كلها مشتركة في النوعية والاختلاف الظاهر بينها إنما هو باعتبار أمور عرضية يجوز انتقالها.
قال الصفدي في شرح لامية العجم: وهذه اللفظة معربة من اللفظ العبراني وأصله كيم يه معناه أنه من الله وذكر الاختلاف في شأنه بامتناعه عنهم.
وحاصل ما ذكره أن الناس فيه على طريقتين:
فقال: كثير ببطلانه منهم الشيخ الرئيس ابن سينا أبطله بمقدمات من كتاب الشفاء والشيخ تقي الدين أحمد بن تيمية رحمه الله صنف رسالة في إنكاره وصنف يعقوب الكندي أيضا رسالة في إبطاله جعلها مقالتين وكذلك غيرهم لكنهم لم يوردوا شيئا يفيد الظن لامتناعه فضلا عن اليقين بل لم يأتوا إلا بما يفيد الاستبعاد.
وذهب آخرون إلى إمكانه منهم الإمام فخر الدين الرازي فإنه في المباحث المشرقية عقد فصلا في بيان إمكانه.
والشيخ نجم الدين بن أبي الدر البغدادي رد على الشيخ ابن تيمية وزيف ما قاله في رسالته.
ورد أبو بكر محمد بن زكريا الرازي على يعقوب الكندي ردا غير طائل ومؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي المعروف بالطغرائي صنف فيه كتبا منها حقائق الإشهادات وبين إثباته ورد على ابن سينا.
ثم ذكر الصفدي نبذة من أقوال المثبتين والمنكرين.
وقال الشيخ الرئيس: نسلم إمكان صبغ النحاس بصبغ الفضة والفضة بصبغ الذهب وأن يزال عن الرصاص أكثر ما فيه من النقص فأما أن يكون المصبوغ يسلب أو يكسى أما الأول فحال وأما الثاني فلم يظهر إلى إمكانه بعد إذ هذه الأمور المحسوسة يشبه أن لا تكون هي الفصول التي تصير بها هذه الأجساد أنواعا بل هي أعراض ولوازم وفصولها مجهولة وإذا كان الشيء مجهولا كيف يمكن أن يقصد قصد إيجاد أو إفناء؟
وذكر الإمام حججا أخرى للفلاسفة على امتناعه وأبطل بعد ذلك ما قرره الشيخ وغيره وقرر إمكانه واستدل في الملخص أيضا على إمكانه فقال: الإمكان العقلي ثابت لأن الأجسام مشتركة الجسمية فوجب أن يصح على كل واحد منها ما يصح على الكل على ما ثبت.
وأما الوقوع فلأن انفصال الذهب عن غيره باللون والرزانة وكل واحد منهما يمكن اكتسابه ولا منافاة بينهما نعم الطريق إليه عسير. وحكى أبو بكر بن الصائغ المعروف بابن ماجة الأندلسي في بعض تآليفه عن الشيخ أبي نصر الفارابي أنه قال: قد بين أرسطو في كتابه من المعادن أن صناعة الكيمياء داخلة تحت الإمكان إلا أنها من الممكن الذي يعسر وجوده بالفعل اللهم إلا أن تتفق قرائن يسهل بها الوجود وذلك أنه فحص عنها أولا على طريق الجدل فأثبتها بقياس وأبطلها بقياس على عادته فيما يكثر عناده من الأوضاع ثم أثبتها أخيرا بقياس ألفه من مقدمتين بينهما في أول الكتاب.
وهما أن الفلزات واحدة بالنوع والاختلاف الذي بينها ليس في ماهياتها وإنما هو في أعراضها فبعضه في أعراضها الذاتية وبعضه في أعراضها العرضية.
والثانية: أن كل شيئين تحت نوع واحد اختلفا بعرض فإنه يمكن انتقال كل واحد منهما إلى الآخر فإن كان العرض ذاتيا عسر الانتقال وإن كان مفارقا سهل الانتقال والعسير في هذه الصناعة إنما هو لاختلاف أكثر هذه الجواهر في أعراضها الذاتية ويشبه أن يكون الاختلاف الذي بين الذهب والفضة يسير جدا انتهى كلامه.
وقال الإمام شمس الدين محمد بن إبراهيم بن ساعد الأنصاري: إذا أراد المدبر أن يصنع ذهبا نظير ما صنعته الطبيعة من الزيبق والكبريت الظاهرين فيحتاج إلى أربعة أشياء.
كمية كل واحد من ذنيك الجزئين.
وكيفيته.
ومقدار الحرارة الفاعلة للطبخ.
وزمانه وكل واحد منها عسر التحصيل.
وأما إن أراد ذلك بأن يدبر دواء وهو المعبر عنه بالإكسير مثلا ويلقيه على الفضة ليمتزج بها ويستقر خالدا حال جميع المعدنيات وخواصها وإن استخرجه بالقياس فمقدماته مجهولة ولا خفاء في عسر ذلك ومشقته انتهى وقال الصفدي: زعم الطبيعون في علة كون الذهب في المعدن إن الزيبق لما كمل طبخه جذبه إليه كبريت المعدن فاجنه في جوفه لئلا يسيل سيلان الرطوبات فلما اختلطا واتحدا وزالت الحرارة الفاعلة للطبخ وزمان تكون الذهب وكل منهما عسر التحصيل.
وأما إن أراد ذلك بأن يدبر دواء وهو المعبر عنه بالإكسير مثلا ويلقيه على الفضة في طبخها ونضجها انعقد من ذلك ضروب المعادن فإن كان الزئبق صافيا والكبريت نقيا واختلطت أجزاؤهما على النسبة وكانت حرارة المعدن معتدلة لم يعرض لها عارض من البرد واليبس ولا من الملوحات والمرارت والحموضات انعقد من ذلك على طول الزمان الذهب الإبريز
وهذا المعدن لا يتكون إلا في البراري الرملة والأحجار الرخوة ومراعاة الإنسان النار في عمل الذهب بيده على مثل هذا النظام مما تشق معرفة الطريق إليه والوصول إلى غايته:
فيا دارها بالخيف إن مزراها ... قريب ولكن دون ذلك أهوال
وذكر يعقوب الكندي في رسالته: تعذر فعلل الناس لما انفردت الطبيعة بفعله وخداع أهل هذه الصناعة وجهلهم وبطل دعوى الذين يدعون صنعة الذهب والفضة.
قال المنكرون: لو كان الذهب الصباغي مثلا للذهب الطبيعي لكان ما بالصناعة مثلا لما بالطبيعة ولو جاز ذلك لجاز أن يكون ما بالطبيعة مثلا لما بالصناعة فكنا نجد سيفا أو سريرا أو خاتما بالطبيعة وذلك باطل.
وقالوا أيضا: الجواهر الصابغة إما أن تكون أصبر على النار من المصبوغ أو يكون المصبوغ أصبر أو تكونا متساويين.
فإن كان الصابغ أصبر وجب1 أن يكون المصبوغ أصبر ووجب أن يفنى الصابغ ويبقى المصبوغ على حاله الأول عريا من الصبغ.
وإن تساويا في الصبر على النار فهما من جنس واحد لاستوائهما في المصابرة عليها فلا يكون أحدهما صابغا ولا مصبوغا وهذه الحجة الثانية من أقوى حجج المنكرين.
والجواب من المثبتين عن الأولى: إنا نجد النار تحصل بالقدح واصطكاك الأجرام والريح تحصل بالمراوح وأكواز الفقاع والنوشادر قد تتخذ من الشعر وكذلك كثير من الزاجات ثم بتقدير أن لا يوجد بالطبيعة ما لا يوجد بالصناعة لا يلزمنا الجزم بنفي ذلك ولا يلزمنا من إمكان حصول الأمر الطبعي بالصناعة إمكان العكس بل الأمر موقوف على الدليل.
وعن الثانية: أنه لا يلزم من استواء الصابغ. والمصبوغ على النار استواؤهما في الماهية لما عرفت أن المختلفين يشتركان في بعض الصفات وفي هذا الجواب نظر.
وحكى بعض من أنفق عمره في الطلب أن الطغرائي ألقى المثقال من الإكسير أولا على ستين ألف مثقال من معدن آخر فصار ذهبا ثم أنه ألقى آخر المثقال على ثلاثمائة ألف وأن مر يانس الراهب معلم خالد بن يزيد ألقى المثقال على ألف ألف ومائتي ألف مثقال وقالت مارية القبطية: والله لولا الله لقلت أن المثقال بملأ ما بين الخافقين. والجواب الفصل ما قاله الغزي:
كجوهر الكيمياء ليس ترى ... من ناله والأنام في طلبه
وصاحب الشذور من جملة أئمة هذا الفن صرح بأن نهاية الصبغ إلقاء الواحد على الألف في قوله:
فعاد بلطف الحل والعقد جوهرا ... يطاع في النيران واحده الألفا
وزعم بعضهم أن المقامات للحريري وكليلة ودمنة رموز في الكيمياء ويزعمون أن الصناعة مرموزة في صورة البراري وقد كتب بعض من جرب وتعب وأقلقه الجد وظن أن جدها لعب على مصنفات جابر تلميذ إمام جعفر الصادق:
هذا الذي مقاله ... غر الأوائل والأواخر
ما أنت إلا كاسر ... كذب الذي سماك جابر
وكان قد شغل نفسه بطلب الكيمياء فأفنى بذلك عمره.
وذكر الصفدي أن الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد وإمام الحرمين كان كل منهما مغرى به. واعلم أن المعتنين به بعضهم يدبر مجموع الكبريت والزيبق في حر النار لتحصل امتزاجات كثيرة في مدة يسيرة لا يحصل في المعدن إلا في زمان طويل وهذا أصعب الطرق لأنه يحتاج إلى عمل شاق وبعضهم يؤلف المعادن على نسبة أوزان الفلزات وحجمها.
وبعضهم يجهل القياس فيحصل لهم الاشتباه والالتباس فيستمدون بالنباتات والجمادات والحيوانات كالشعر والبيض والمرارة وهم لا يهتدون إلى النتيجة.
ثم إن الحكماء أشاروا إلى طريقة صنعة الإكسير على طريق الأحاجي والألغاز والتعمية لأن في كتمه مصلحة عامة فلا سبيل إلى الاهتداء بكتبهم والله يهدي من يشاء قال أبو الأصبع عبد العزيز بن تمام العراقي يشير إلى مكانة الواصل لهذه الحكمة:
فقد ظفرت بما لم يؤته ملك ... لا المنذران ولا كسرى بن ساسان
ولا ابن هند ولا النعمان صاحبه ... ولا ابن ذي يزن في رأس غمدان
قال الجلدكي في شرح المكتسب بعد أن بين انتسابه إلى الشيخ جابر وتحصيله في خدمته: وبالله تعالى أقسم أنه أراد بعد ذلك أن ينقلني عن هذا العلم مرارا عديدة ويورد علي الشكوك يريد لي بذلك الإضلال بعد الهداية ويأبى الله إلا ما أراد فلما فهمت مراده وعلمت أن الحسد قد داخله مني حصرته في ميدان البحث ومددت إليه سنان اللسان وعجز عن القيام بسيف الدليل ونادى عليه برهان الحق بالإفحام فجنح للسلم وقام واعتنقني وقال: إنما أردت أن اختبرك وأعلم حقيقة مكان الإدراك منك ولتكن من أهل هذا العلم على حذر ممن يأخذه عنك.
واعلم أن من لا مفترض علينا كتمان هذا العلم وتحريم إذاعته لغير المستحق من بني نوعنا وأن لا نكتمه عن أهله لأن وضع الأشياء في محالها من الأمور الواجبة ولأن في إذاعته خراب العالم وفي كتمانه عن أهله تضييع لهم.
وقد رأينا أن الحكمة صارت في زماننا مهدمة البنيان لا سيما وطلبة هذا الزمان من أجهل الحيوان قد اجتمعوا على المحال فإنهم ما بين سوقة وباعة وأصحاب دهاء وشعبذة لا يدرون ما يقولون فأخذوا يتذاكرون الفقر ويذكرون أن الكيمياء غناء الدهر ويأتون على ذلك بزخارف الحكايات ومع ذلك لا يجتمع أحد منهم مع الآخر على رأي واحد ولا يدرون كيف الطلب مع أن حجر القوم لا يعد. وهذه المولدات الثلاث لكن جهالاتهم أوقعتهم في الضلال البعيد ورأينا أنه وجب علينا النصيحة على من طلب الحكمة الإلهية وهذه الصناعة الشريفة الفلسفية فوضعنا لهم كتابنا الموسوم ببغية الخبير في قانون طلب الإكسير ثم وضعنا الشمس المنير في تحقيق الإكسير.
وفي هذا الفن رسالة للبخاري ذكر فيها حملة دلائل نقلية وعقلية تبلغ ستة وثلاثين.
وفيه أيضا: رسالة ابن سينا المسماة بمرآة العجائب وأول من تكلم في علم الكيمياء ووضع فيها الكتب وبين صنعة الإكسير والميزان ونظر في كتب الفلاسفة من أهل الإسلام خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
وأول من اشتهر هذا العلم عنه جابر بن حيان الصوفي من تلامذة خالد كما قيل: حكمة أورثناها جابر ... عن إمام صادق القول وفي
لوصي طاب في تربته ... فهو مسك في تراب الــنجف
وذلك لأنه وفي لعلي واعترف له بالخلافة وترك الإمارة.
واعلم أنه فرقها في كتب كثيرة لكنه أوصل الحق إلى أهله ووضع كل شيء في محله وأوصل من جعله الله سبحانه وتعالى سببا له في الإيصال ولكن اشغلهم بأنواع التدهيش والمحال لحكمة ارتضاها عقله ورأيه بحسب الزمان ومع ذلك فلا يخلو كتاب من كتبه عن فوائد عديدة.
وأما من جاء بعد جابر من حكماء الإسلام مثل مسلمة بن أحمد المجريطي وأبي بكر الرازي وأبي الأصبع بن تمام العراقي والطغرائي والصادق محمد بن أميل التميمي والإمام أبي الحسن علي صاحب الشذور فكل منهم قد اجتهد غاية الاجتهاد في التعلم والجلدكي متأخر عنهم.
ثم اعلم أن جماعة من الفلاسفة كالحكيم هرمس وأرسطاطاليس وفيثاغورس لما أرادوا استخراج هذه الصناعة الإلهية جعلوا أنفسهم في مقام الطبيعة فعرفوا بالقوة المنطقية والعلوم التجاربية ما دخل على كل جسم من هذه الأجسام من الحر والبرد واليبوسة وما خالطه أيضا من الأجسام الأخر. فعملوا الحيلة في تنقيص الزائد وتزييد الناقص من الكيفيات الفاعلة والمفعولة والمنفعلة لعلة تلك الأجسام على ما يراد منها بالأكاسير الترابية والحيوانية والنباتية المختلفة في الزمان والمكان وأقاموا التكليس مقام حرق المعادن والتهابها والتسقية مقام التبريد والتجميد والتساوي مقام التجفيف والتشميع مقام الترطيب والتليين والتقطير مقام التجوهر والتفصيل مقام التصفية والتخليص والسحق والتحليل مقام الالتيام والتمزيج والعقد مقام الاتحاد والتمكين واتخذوا جواهر الأصول شيئا واحدا فاعلا فعلا غير منفعل محتويا على تأثيرات مختلفة شديدة القوة نافذة الفعل والتأثير فيما يلاقي من الأجسام بحصول معرفة ذلك بالإلهامات السماوية والقياسات العقلية والحسية وكذلك فعل أيضا أسقليقندر يونس وأبدروماخس وغيرهم في تراكيب الترياق المعاجين والحبوب والأكحال والمراهم فإنهم قاسوا قوى الأدوية بالنسبة إلى مزاج أبدان البشر والأمراض الغامضة فيها وركبوا من الحار والبارد والرطب واليابس دواء واحدا ينتفع به في المداواة بعد مراعاة الأسباب كما فعل ذي مقراط أيضا في استخراج صنعة إكسير الخمر فإنه نظر أولا في أن الماء لا يقارب الخمر في شيء من القوام والاعتدال لأنه ماء العنب ووجد من خواص الخمر خمسا: والطعم والرائحة والتفريح والإسكار فأخذ إذ شرع من أول تركيبه للأدوية العقاقير الصابغة للماء بلون الخمر ثم المشاكلة في الطعم ثم المعطرة للرائحة ثم المفرحة ثم المسكرة فسحق منها اليابسات وسقاها بالمائعات حتى اتحدت فصارت دواء واحدا يابسا أضيف منه القليل إلى الكثير صبغه انتهى من رسالة أرسطو.
قال الجلدكي في نهاية الطب: إن من عادة كل حكيم أن يفرق العلم كله في كتبه كلها ويجعل له من بعض كتبه خواص يشير إليها بالتقدمة على بقية الكتب لما اختصوا به من زيادة العلم.
كما خص جابر من جميع كتبه كتابه المسمى ب الخمسمائة.
وكما خص مؤيد الدين من كتبه كتابه المسمى ب المصابيح والمفاتيح. وكما خص المجريطي كتابه الرتبة.
وكما خص ابن أميل كتابه المصباح.
ثم قال الجلدكي: ومن شروط العالم أن لا يكتم ما علمه الله تعالى من المصالح التي يعود نفعها على الخاص والعام إلا هذه الموهبة فإن الشرط فيها أن لا يظهرها بصريح اللفظ أبدا ولا يعلم بها الملوك لا سيما الذين لا يفهمون.
ومن العجب أن المظهر لهذه الموهبة مرصد لحلول البلاء به من عدة وجوه:
أحدها: أنه إن أظهرها لم ينم عليه فقد حل به البلاء لأن ما عنده مطلوب الناس جميعا فهو مرصد لحلول البلاء لأنهم يرون انتزاع مطلوبهم من عنده وربما حملهم الحسد على إتلافه إن أظهره للملك يخاف عليه منه فإن الملوك أحوج الناس إلى المال لأن به قوام دولتهم فربما يخيل منه أنه يخرج عنه دولته بقدرته على المال لا سيما ومال الدنيا كله حقير عند الواصل لهذه الموهبة.
قال صاحب كنز الحكمة: فأما الواصل إلى حقيقته فلا ينبغي له أن يعترف به لأنه يضره وليس له منفعة البتة في إظهاره وإنما يصل إليه كل عالم بطريق يستخرجها لنفسه إما قريبة وإما بعيدة والإرشاد إنما يكون نحو الطريق العام وأما الطريق الخاص فلا يجوز أن يجتمع عليه اثنان اللهم إلا أن يوفق إنسان بسعادة عظيمة وعناية إلهية لأستاذ يلقنه إياها تلقينا وهيهات من ذلك إلا من جهة واحدة لا غير وهو أن يجتمع فيلسوفان أحدهما واصل والآخر طالب ولا يسعه أن يكتمه إياه وهذا أعز من الكبريت الأحمر1 وطلب الأبلق العقوق. انتهى.
ونحن اقتفينا أثر الحكماء في كل ما وضعناه من كتبنا.
قال في شرح المكتسب إلا أن كتابنا هذا امتن من كل كتبنا ما خلا الشمس المنير وغاية السرور فإن لكل واحد منهم مزية في العلم والعمل فمن ظفر بهذه الكتب الثلاثة فقط من كتبنا فلعله لا يفوته شيء من تحقيق هذا العلم.
والكتب المؤلفة في هذا العلم كثيرة منها حقائق الاستشهادات وشرح المكتسب وبغية الخبير والشمس المنير في تحقيق الإكسير ورسالة للبخاري ومرآة العجائب لابن سينا والتقريب في أسرار التركيب وغاية السرور شرح الشذور والبرهان وكنز الاختصاص والمصباح في علم المفتاح ونهاية الطلب في شرح المكتسب ونتائج الفكرة ومفاتيح الحكمة ومصابيح الرحمة وفردوس الحكمة وكنز الحكمة انتهى. ما في كشف الظنون.
وقد أطال ابن خلدون في بيان علم الكيمياء ثم عقد فصلا في إنكار ثمرتها واستحالة وجودها وما ينشأ من المفاسد عن انتحالها.
ثم قال وتحقيق الأمر في ذلك أن الكيمياء إن صح وجودها كما تزعم الحكماء المتكلمون فيها مثل جابر بن حيان ومسلمة بن أحمد المجريطي وأمثالهما فليست من باب الصنائع الطبيعية ولا تتم بأمر صناعي وليس كلامهم فيها من منحى الطبيعيات إنما هو من منحى كلامهم في الأمور السحرية وسائر الخوارق وما كان من ذلك للحلاج وغيره وقد ذكر مسلمة في كتاب الغاية ما يشبه ذلك وكلامه فيها في كتاب رتبة الحكيم من هذا المنحى وهذا كلام جابر في رسائله ونحو كلامهم فيه معروف ولا حاجة بنا إلى شرحه.
وبالجملة فأمرها عندهم من كليات المواد الخارجة عن حكم الصنائع فكما لا يتدبر ما منه الخشب والحيوان في يوم أو شهر خشبا أو حيوانا فيما عدا مجرى تخليقه كذلك لا يتدبر ذهب من مادة الذهب في يوم ولا شهر ولا يتغير طريق عادته إلا بإرفاد مما وراء عالم الطبائع وعمل الصنائع. فكذلك من طلب الكيمياء طلبا صناعيا ضيع ماله وعمله ويقال لهذا التدبير الصناعي: التدبير العقيم لأن نيلها إن كان صحيحا فهو واقع مما وراء الطبائع والصنائع فهو كالمشي على الماء وامتطاء الهواء والنفوذ في كثائف الأجساد ونحو ذلك من كرامات الأولياء الخارقة للعادة أو مثل تخليق الطير ونحوها من معجزات الأنبياء قال تعالى: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي} وعلى ذلك فسبيل تيسيرها مختلف بحسب حال من يؤتاها فربما أوتيها الصالح ويؤتيها غيره فتكون عنده معارة.
وربما أوتيها الصالح ولا يملك إيتاءها فلا تتم في يد غيره ومن هذا الباب يكون عملها سحريا فقد تبين أنها إنما تقع بتأثيرات النفوس وخوارق العادة إما معجزة أو كرامة أو سحرا ولهذا كان كلام الحكماء كلهم فيها ألغاز لا يظفر بحقيقته إلا من خاض لجة من علم السحر واطلع على تصرفات النفس في عالم الطبيعة وأمور خرق العادة غير منحصرة ولا يقصد أحد إلى تحصيلها والله بما يعملون محيط.
وأكثر ما يحمل على التماس هذه الصناعة وانتحالها العجز عن الطرق الطبيعية للمعاش وابتغاؤه من غير وجوهه الطبيعية كالفلاحة والنجارة والصناعة فيستصعب العاجز ابتغاؤه من هذه ويروم الحصول على الكثير من المال دفعة بوجوه غير طبيعية من الكيمياء وغيرها وأكثر من يعني بذلك الفقراء من أهل العمران حتى في الحكماء المتكلمين في إنكارها واستحالتها.
فإن ابن سينا القائل باستحالتها كان عليه الوزراء فكان من أهل الغنى والثروة.
والفارابي القائل بإمكانها كان من أهل الفقر الذين يعوزهم أدنى بلغة من المعاش وأسبابه وهذه تهمة ظاهرة في أنظار النفوس المولعة بطرقها وانتحالها والله الرزاق ذو القوة المتين لا رب سواه.
قال في مدينة العلوم: إ ن علم الكيمياء كان معجزة لموسى عليه السلام علمه القارون فوقع منه ما وقع ثم ظهر في جبابرة قوم هود وتعاطوا ذلك وبنوا مدينة من ذهب وفضة لم يخلق مثلها في البلاد.
وممن اشتهر بالوصول إليه مؤيد الدين الطغرائي يقال: أنه وصل إلى الإكسير وهو الدواء الذي يدبره الحكماء ويلقونه على الجسد حال انفعاله بالذوبان فيحيله كإحالة السم الجسد الوارد عليه لكن إلى الصلاح دون الفساد ويعبرون عن مادة هذا الدواء بالحجر المكرم وربما يقولون حجر موسى لأنه الذي علمه موسى عليه السلام لقارون ويختلف حال هذا الدواء بقدر قوة التدبير وضعفه.
يحكى أن واحدا سأل من مشائخ هذا الصنعة أن يعلمه هذا العلم وخدمه على ذلك سنين فقال: إن من شرط هذه الصنعة تعليمها لأفقر من في البلد فاطلب رجلا لا يكون أفقر منه في البلد حتى نعلمه وأنت تبصرها فطلب مدة مثل ما يقول الأستاذ فوجد رجلاً يغسل قميصا له في غاية الرداءة والدرن وهو يغسله بالرمل ولم يقدر على قطعة صابون فقال في نفسه: لم أر أفقر منه فأخبر الأستاذ فقال: وجدت رجلا حاله وصفته كيت وكيت فقال الأستاذ: والله إن الذي وصفته هو شيخنا جابر بن حيان الذي تعلمت منه هذه الصنعة وبكى.
قال إن من خاصية هذه الصنعة إن الواصلين إليها يكونون في غاية الإفلاس كما نقل عن الإمام الشافعي من طلب المال بالكيمياء أو الإكسير فقد أفلس إلا أنهم يقولون: إن حب الدنانير تفع عن قلب من عرفها ولا يؤثر التعب في تحصيلها على الراحة في تركها حتى قالوا: إن معرفة هذه الصنعة نصف السلوك لأن نصف السلوك رفع محبة الدنيا عن القلب وذلك يحصل بمعرفتها أي: حصول ومن قصد الوصول إلى ذلك بكتبهم وبتعبيراتهم وإشاراتهم فقد صار منخرطا في الأخسرين أعمالا الذي ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يسحبون أنهم يحسنون صنعا بل الوقوف على ذلك إن كان فبموهبة عظيمة من الملك المنان أو بواسطة الكشف والإلهام من الله ذي الجلال الإكرام أو بإنعام من الواصلين إلى هذا الأمر المكتوم إشفاقا وإحسانا ولا تتمن الوصول إلى ذلك بالجد والاهتمام وإنما نذكر بعضا من كتبه إكمالا للمرام لا إطماعا في الوصول إلى ذلك السول:
منها: كتاب جابر بن حيان وتذكرة لابن كمونة.
وكتاب الحكيم المجريطي.
وشرح الفصول لعيون بن المنذر وتصانيف الطغرائي كثيرة في هذا الفن ومعتبرة عند أربابها والكتب والرسائل في هذا الباب كثيرة لكن لا خير في الاستقصاء فيها وإنما التعرض لهذا القدر لئلا يخلو الكتاب عنها بالمرة نسأل الله تعالى خيري الدنيا والآخرة انتهى حاصله. والله أعلم بالصواب. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.