Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ميت

المَيّت

الــمَيّت: الذي فارق الحياة، والموتى: جمعُ من يعقل، والــمَيِّتــون: مختص بذكور العقلاء، والــميّتــات: بالتشديد مختصة لإناثهم وبالتخفيف للحيوانات.

حميت

(حــميت) الشَّمْس وَالنَّار والحديدة وَغَيرهَا حميا وحميا وحموا حمت وَيُقَال حمي الْوَطِيس اشتدت الْحَرْب أَو اضطرم الْأَمر وَالْفرس سخن وعرق وَعَلِيهِ غضب وَيُقَال حمي فِي الْغَضَب وَمن الشَّيْء حمية أنف أَن يَفْعَله

تلقين المحتضر أو الميت

تلقين المحتضر أو الــميت: هو أن يرفعوا أصواتهم بكلمة "لا إله إلا الله" عند المحتضر، أي الذي هو في سكرات الموت فيسمعها ويقولها وفي الحديث: "لَقِّنوا موتاكم يس" أي من قَرُب من الموت أو قضى نحبه دون مدفنه.
وفي المجمع "ولا يبعد حملُه على التلقين بعد الدفن واستحبه أكثرُ الشافعية".

الْكُمَيْت

(الْكُــمَيْت) من الْخَيل (للمذكر والمؤنث) مَا كَانَ لَونه بَين الْأسود والأحمر وَهُوَ تَصْغِير أكمت ترخيما (ج) كمت وَالْخمر لما فِيهَا من سَواد وَحُمرَة

اللِّفافة والإزار للميت

اللِّفافة والإزار للــميت: هما ثوبان للكفن سوى القميص يلُفُّ فيهما الــميت. والإزارُ هو من القَرْن إلى القدم، واللِّفافةُ تزيد على ما فوق القرن، والقدم لتربط من الأعلى والأسفل.

حمى

(حمى) الشَّيْء فلَانا حميا وحماية مَنعه وَدفع عَنهُ وَيُقَال حماه من الشَّيْء وحماه الشَّيْء وَالْمَرِيض حمية مَنعه مَا يضرّهُ وَيُقَال حمى الْمَرِيض مَا يضرّهُ
حمى
الحَمْيُ: الحرارة المتولّدة من الجواهر المحمية، كالنّار والشمس، ومن القوّة الحارة في البدن، قال تعالى: في عين حامية ، أي: حارة، وقرئ: حَمِئَةٍ ، وقال عزّ وجل: يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ
[التوبة/ 35] ، وحَمِيَ النهار ، وأَحْــمَيْتُ الحديدة إِحْمَاء. وحُمَيّا الكأس : سورتها وحرارتها، وعبّر عن القوة الغضبية إذا ثارت وكثرت بالحَمِيَّة، فقيل: حَــمِيتُ على فلان، أي:
غضبت عليه، قال تعالى: حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ [الفتح/ 26] ، وعن ذلك استعير قولهم: حــميت المكان حمى، وروي: (لا حِمَى إلا لله ورسوله) .
وحــميت أنفي مَحْمِيَة ، وحــميت المريض حَمْياً، وقوله عزّ وجل: وَلا حامٍ
[المائدة/ 103] ، قيل: هو الفحل إذا ضرب عشرة أبطن كأن يقال: حَمَى ظَهْرَه فلا يركب ، وأحماء المرأة: كلّ من كان من قبل زوجها ، وذلك لكونهم حُمَاة لها، وقيل: حَمَاهَا وحَمُوهَا وحَمِيهَا، وقد همز في بعض اللغات فقيل:
حمء، نحو: كمء ، والحَمْأَةُ والحَمَأُ: طين أسود منتن، قال تعالى: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ [الحجر/ 26] ، ويقال: حمأت البئر: أخرجت حمأتها، وأحمأتها: جعلت فيها حما، وقرئ:
فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ : ذات حمأ.
حمى
الحِمى - مَقْصُوْرٌ -: مَوْضِعٌ فيه كَلأُ يُحْمى، وحَمَيُْ القَوْمَ حِمَايَةً وَمَحْمِيَةً. وكُلُّ شَيْءٍ دَفَعْتَ عنه. وأحْــمَيْتُ المَكانَ: بمعنى حَــمَيْتُــه. والحامِيَةُ: الذي يَحْمي أصحابَه في الحَرْبِ، كانَ على حامِيَةِ القَوْمِ. وهي أيضاً: جَمَاعَةٌ يَحْمُوْنَ. وتَثْنِيَةُ الحِمى: حِمَيَانِ وحِمَوَانِ. وحَــمِيْتُ من الشَّيْءِ وحَــمَيْتُ أحْمى حَمِيَّةً: أنِفْتُ وَغَضِبْتُ. ورَجُلٌ حَمِيُّ الأنْفِ: لا يَحْتِمُل الضَّيْمَ. والحَمَايا: جَمْعُ الحَمِيَّةِ في الأنْفِ، يُقال: حَمى أنَفْهَ مَحْمِيَةً ومَحْمِيَّةً.
وحَــمَيْتُ المَرِيْضَ حِمْيَةً وحَمْوَةً، واحْتَمَى احْتِمَاءً، وهو حَمِيٌّ ومَحْمِيُّ. وحَمِيَ الفَرَسُ: إذا سَخُنَ وعَرِقَ، والجَميعُ: الأحْمَاءُ. وكُلُّ ما سَخُنَ مِثْلُ الحَدِيْدَةِ ونحوِها: حَمِيَ يَحْمى حَمىً، وأحْــمَيْتُ الحَدِيْدَةَ إحْمَاء. وهو حَسَنُ الحَمَاءِ.
الفَرّاءُ: اشْتَدَّ حَمْوُ الشَّمْسِ، وحَمْيُه أكْثَرُ. وأتانا في حَمى الظَّهِيْرَةِ وحُمّاها: أي في شِدَّةِ الحَرِّ. وأتَيْتُه صَكَّةَ وحُمَىً وعُمّىً. وأتَيْتُه حِيْنَ اصْطَكَّتِ الحُمَيّا. وحَــمِيَتِ الشَّمْسُ فهي حامِيَةٌ، تَحْمي حَمْياً وحَمْواً. والحامِيَةُ: الحِجَارَةُ التي تُطْوي بها البِئْرُ. والحُمَةُ: حُمَةُ العَقْربِ ونحوِه وهو كُلُّ هامَّةٍ ذاتِ سَمٍّ. ومَشَى في حَــمْيَتِــه: أي في حَمْلَتِه. وحُمَيّا الكَأْسِ: سَوْرَتُها. وهو حامي الحُمَيّا: أي يَحْمي حَوْزَتَه. وانْحَمَى الماءُ: طَما، فهو مُنْحَمٍ. ويقولونَ: حَمَا واللَّهِ لا أَفْعَلُ ذاك: بمعنى أمَا والله. ومَضَيْتُ على حامِيَتــي: أي وَجْهي. والحِمى: الحِمَامُ.
وحمّ: اسْمٌ للسًّوْرَةِ لا يُصْرَفُ.
(حمى) - في الحَدِيثِ: "الآن حَمِى الوَطِيسُ" .
هو كِنايَةٌ عن شِدَّة الأَمرِ: أي سَخُن التَّنُّور، وحَرَّ.
- في حَديثِ عائِشةَ، رَضِى اللهُ عنها: "عَتَبْنا عليه - تَعْنِى على عُثْمانَ رَضى الله عنه - مَوضِعَ الغَمامَة المُحْمَاة" .
: أي الحِمَى الذي حَمَاه، وكان الذين خَرجُو عليه مِمَّا عَتَبوا عليه: أَنَّه حَمَى الحِمَى. - وقد قَالَ رَسولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -: "لا حِمَى إلا لله تَعالَى ولِرَسُولِه".
وجَعلَتْه عَائِشَة، رَضِى الله عنها، مَوضِعاً للغَمَامة، لأَنَّها تَسْقِيه بالمَطر والنَّاسُ شُركَاءُ في الكَلَأ إذا سقَتْه السَّماءُ، فَلِذلك عَتَبوا عَلَيه وقد أَجابَهم عُثْمان، رضي الله عنه عن ذلك بحُجَّتهِ الثابِتَة عنه.
- في حديث أَبيضَ بنَ حَمَّال: "لا حِمَى في الأَراكِ". فقال أَبيضُ: أَراكَةٌ في حَظَارِى" .
وفي رِوايَة: أَنَّه سَأَله عمّا يُحمَى من الأَراكِ؟ فقال: "ما لم تَنَلْه أَخفافُ الإِبل" .
ذكر أَبُو دَاود عن هارون بن عبد الله، عن محمد بن الحَسَن المَخْزُومِى: أَنَّ مَعْناه: أن الإِبَل تَأكُل مُنْتَهى رُؤْيَتِها فَيُحمَى ما فَوقَه. وفيه وَجهٌ آخر: أَنَّه يُحمَى من الأَراكِ ما بَعُد عن العِمَارة، ولا تَبلُغه الإِبل الرَّائِحَةُ إذا أُرسِلَت في الرَّعى.
وفيه دَلِيلٌ آخر: أَنَّ الكَلأَ والرَّعى لا يُمنَع من السَّارِحَة وليس لأَحدٍ أن يَسْتَأْثِر به دُونَ سَائِرِ الناس.
ويُشبِه أن تَكُون هَذِه الأَراكة التي سَأَل عنها يَومَ أَحْيا الأَرضَ، وحَظرَ عليها قائمةً فيها. فَمَلك الأَرضَ بالِإحْياء ولم يَمْلِك الأَراكَة، وكان مَرعَى السَّارِحَة، فأَمَّا الأَراكُ إذا نَبَت في مِلْك رَجُل فإنه يُحمَى لصاحِبِه غَيرَ مَحْظور عليه، لا فرقَ بينَه وبين سَائِر الشَّجَر التي يَتَّخِذُها النَّاسُ في أرضِهم.
[حمى] حَــمَيْتُــهُ حِمايَةٌ، إذا دفعت عنه. وهذا شئ حمى، على فعل، أي محظور لا يقرب. وأحــميت المكان: جعلتُه حِمىً. وفي الحديث: " لا حِمى إلاّ لله ورسوله ". وسمع الكسائي تثنية الحمى حموان، قال: والوجه حميان. وقيل لعاصم بن ثابت الانصاري " حمى الدبر " على فعيل بمعنى مفعول. وحماة المرأة: أمُّ زوجها، لا لغةَ فيها غير هذه. وكل شئ من قبل الزوج مثل الاب والاخ فهم الأَحْماءُ، واحدهم حَمَا. وفيه أربع لغات: حَماً مثل قَفاً، وحَمو مثل أبو، وحَمٌ مثل أبٍ، وحَمْءٌ ساكنة الميم مهموزة، عن الفراء. وأنشد: قلتُ لبَوَّابٍ لديه دارها * تئذن فإنى حمؤها وجارها ويروى: " حمها " بترك الهمز. وكل شئ من قبل المرأة فهم الاختان. والصهر يجمع هذا كله. وأصل حم حمو بالتحريك، لان جمعه أحماء، مثل آباء. وقد ذكرنا في الاخ أن حمو من الاسماء التى لا تكون موحدة إلا مضافة، وقد جاء في الشعر مفردا. قال رجل من ثقيف: هي ما كنتى وتز * عم أنى لها حمو  والحماة: عضلة الساق. قال الاصمعي: وفى ساق الفرس حَماتانِ، وهما اللحمتان اللتان في عُرْضِ الساق تُرَيانِ كالعَصَبَتَيْنِ من ظاهِرٍ وباطنٍ. والجمع حَمَواتٌ. والحامي: الفحلُ من الإبل الذي طال مُكثه عندهم. ومنه قوله تعالى: (ولا وَصيلَةٍ ولا حامٍ) . قال الفراء: إذا لَقِحَ وَلَدُ ولَدَهِ فقد حَمَى ظهرَه، فلا يُرْكَبُ ولا يُجَزُّ له وبرٌ ولا يُمْنَعُ من مرعى. والحامِيَتــانِ: ما عن يمين السُنْبُكِ وشِماله. وفلان حامي الحقيقة، مثل حامي الذِمار، والجمع حُماةٌ وحامِيَةٌ. وفلان حامي الحُمَيَّا، أي يَحْمي حَوْزَتَهُ وما وِليَهُ. قال العجاج:

حامي الحُمَيَّا مَرِسُ الضَريرِ * وحُمَةُ العقرب: سَمُّهَا وضَرُّهَا، وأصله حُمَوٌ أو حُمَيٌ، والهاء عوض. وأما حُمَّةُ الحَرِّ، وهي مُعظَمه، فبالتشديد. وحُمَيَّا الكأس: أول سورتها. وحموة الالم: سَورَته. وينشد: ما خِلْتُني زِلْتُ بعدكم ضَمِناً * أشكو إليكم حُمُوَّةَ الألَمِ وحَــمَيْتُ المريضَ الطعامَ حِمْيَةً وحموة. واحتــميت من الطعام احتماء. وأما قول الشاعر: وقالوا يا لاشجع يوم هيج * ووسط الدار ضربا واحتمايا فإنما أخرجه على الاصل، وهى لغة لبعض العرب. وحَــمَيْتُ عن كذا حَمِيَّةً بالتشديد ومَحْمِيَةً، إذا أَنِفْتَ منه وداخَلَك عارٌ وأنفَةٌ أن تفعله. يقال: فلانٌ أحْمى أَنْفاً وأَمْنَعَ ذِماراً من فلان. وحامَيْتُ عنه مُحاماةً وحِماءً. يقال: الضَرُوسُ تُحامي عن ولدها. وحامَيْتُ على ضيفي، إذا احتفلتَ له. قال الشاعر: حامَوْا على أضيافهم فَشَوَوْا لهمْ * من لحم منقية ومن أكباد وحمى النهارُ بالكسر، وحمِيَ التَنُّورُ، حَمْياً فيهما، أي اشتدّ حَرُّهُ. وحكى الكسائي: اشتد حَمْيُ الشمس وحَمْوها بمعنىً. وحَــميتُ عليه بالكسر: غضبتُ. والأمويّ يَهمِزه. ويقال: حِماءٌ لك بالمدّ، في معنى فِداءٌ لك. وأَحْــمَيْتُ الحديدَ في النار فهو محمى، ولا يقال حــميتــه. وتحاماه الناس، أي توقوه واجتنبوه.
[حمى] نه فيه: لا "حمى" إلا لله ولرسوله، قيل: كان الشريف في الجاهلية إذا نزل أرضاً في حيه استعوى كلباً فحمى مدى عواء الكلب لا يشركه فيه غيره وهو يشارك القوم في سائر ما يرعون فيه، فنهى عن ذلك وأضافه إلى الله ورسوله، أي"الأحمى" اسم تفضيل من حمى لمكان ممنوع لا يرعى ولا يقرب.

حم

ى1 حَمَاهُ, (S, Mgh, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. حِمَايَةٌ (S, Mgh, K [but said in the Msb to be a simple subst., though afterwards there mentioned as an inf. n.,]) and حَمْىٌ and مَحْمِيَةٌ, (K,) He prohibited it, or interdicted it; or he protected it, defended it, or guarded it, from, or against, encroachment, invasion, or attack. (S, * Mgh, K, * TA.) You say, حَمَى الكَلَأَ, inf. n. حَمْىٌ and حَمِيَّةٌ and حِمَايَةٌ and حَمْوَةٌ, [the last irreg.,] He prohibited, or interdicted, &c., the herbage, or pasture. (K, * TA.) And حَمَى المَكَانَ مِنَ النَّاسِ, aor. ـِ inf. n. حَمْىٌ and حِمْيَةٌ [and حِمَايَةٌ, though here, in the Msb, said to be a simple subst.], He prohibited, or interdicted, the place; or he protected, defended, or guarded, it; from the people [in general]: (Msb:) and, accord. to IB, ↓ احماهُ signifies the same as حَمَاهُ: (TA:) or المكان ↓ احمى signifies he made the place to be what is termed حِمًى, (S, Msb, K,) not to be approached (Msb, K) nor ventured upon, or attempted: (Msb:) or it signifies, (K,) or signifies also, (Msb,) he found it to be what is termed حِمًى: (Msb, K:) or الحِمَى ↓ احمى signifies he made the حمى to be refrained from by people, and to be acknowledged as a حمى: and حَمَاهُ, he prohibited, or interdicted, it; or he protected it, defended it, or guarded it, from, or against, encroachment, invasion, or attack: (Az:) accord. to Suh, in the R, ↓ احماهُ is of weak authority; but both these verbs are chaste. (TA.) [Hence,] حَمَى ظَهْرَهُ [He prohibited, or interdicted, his back to be used for bearing a rider or any burden], said of a stallion-camel when he is termed حَامٍ, q. v. (Fr, S, K.) You say also, حَمَاهُ مِنَ الشَّىْءِ and حَمَاهُ الشَّىْءَ [He protected, defended, or guarded, him from the thing]. (TA.) And عَنْهُ ↓ حَامَيْتُ, inf. n. مُحَامَاةٌ and حِمَآءٌ, (S, K,) I protected, defended, or guarded, him. (K.) One says, عَنْ وَلَدِهَا ↓ الضَّرُوسُ تُحَامِى [The biting she-camel defends her offspring]. (S.) and فُلَانٌ عِرْضَهُ ↓ احمى [Such a one defended his honour, or reputation]. (TA.) And حَــمَيْتُ القَوْمَ, inf. n. حِمَايَةٌ, I aided [and defended] the people, or party. (Msb.) And حَــمَيْتُ المَرِيضَ (S, Msb, K) الطَّعَامَ, (S,) or مَا يَضُرُّهُ, (K,) inf. n. حِمْيَةٌ (S, Msb) and حِمْوَةٌ, (S, TA,) [the latter irreg.,] I prohibited, or interdicted, the sick man, (K,) or ordered him to abstain, (PS,) from the food, (PS,) or from what would injure him. (K.) A2: حَمِىَ, said of the day, and of an oven, (S,) and حَــمِيَتْ, said of the sun, and of fire, aor. ـَ (K,) inf. n. حَمْىٌ (S, K) and حُمِىٌّ (K) and حُمُوٌّ [originally حُمُوىٌ], (Lh, K,) It was, or became, vehemently hot. (S, K.) And حَمِىَ المِسْمَارُ, inf. n. حَمْىٌ and حُمُوٌّ, The iron nail was, or became, hot. (K.) And حَــمِيَتِ الحَدِيدَةُ The piece of iron was, or became, vehemently hot by means of fire. (Msb.) b2: حَمِىَ الوَطِيسُ [lit. The oven became vehemently hot;] means (assumed tropical:) the war, or fight, became vehement; (S and K in art. وطس;) and is used as a prov., relating to a severe case or event. (As, TA in that art.) b3: حَمِىَ الفَرَسُ, inf. n. حِمًى [and app., accord. to the TA, حَمْىٌ also], The horse was, or became, hot, and sweated. (K.) b4: حَــمِيتُ فِى الغَضَبِ [I was, or became, hot in anger], inf. n. حَمِىٌّ. (Lh, TA.) And غَضَبًا ↓ احتمى [He became hot by reason of anger]. (A in art. لغد.) And حَــمِيتُ عَلَيْهِ, accord. to El-Umawee, [حَمِئْتُ,] with hemz, I was, or became, angry with him. (S, TA.) And حَمِىَ أَنْفُهُ He became vehemently angry, or enraged. (IAth, TA in art. انف.) And حَمِىَ عَنْهُ, (S,) or مِنْهُ, (K,) or both, (TA,) aor. ـَ (K,) inf. n. حَمِيَّةٌ (S, Mgh, * Msb, * K) and مَحْمِيَةٌ, (S, Mgh, * K,) i. q. أَنِفَ [He disdained it; scorned it; &c.]; (S, Mgh, * Msb, * K;) he was ashamed, and he disdained, or scorned, to do it. (S, TA.) And حَمِىَ مِنْ ذٰلِكَ أَنْفًا He was seized, or affected, thereat, or by reason of that, with disdain, scorn, or indignation. (TA, from a trad.) And حَمِىَ also signifies He refused to bear, endure, or tolerate, wrongful treatment. (TA.) A3: See also 4.3 حَاْمَىَ see 1, in two places. b2: حَامَيْتُ عَلَى ضَيْفِى

I exerted myself for my guest [in paying honour to him, and entertaining him]. (S, K.) 4 احمى: see 1, in five places.

A2: Also He made the sun, and fire, to be vehemently hot; said of God: (Lh, K:) and in like manner, a piece of iron; said of a man: (Msb:) [or] he heated an iron nail, (ISk, K,) and a piece of iron, (ISk, S,) &c., in the fire: (ISk:) one should not say ↓ حَمَى in this sense; (ISk, S, Msb, TA;) app., in chaste speech; for otherwise one does say, حَمَى الشَّىْءَ فِى النَّارِ, meaning He put the thing into the thing into the fire [and so heated it]. (TA.) And احمى المِيسَمَ and احمى عَلَيْهِ He kindled fire upon the branding-iron [and so heated it]. (Mgh.) b2: [Hence,] احماهُ عَلَى القِتَالِ [He excited him to ardour for fight]. (S in art. حرض; &c.) 5 تَحَمَّىَ see 8.6 تحاماهُ النَّاسُ Men guarded against, were cautious of, and kept aloof from, or shunned, or avoided, him, or it. (S, K.) 8 احتمى He protected, defended, or guarded, himself, [or he became protected, &c.,] from a thing. (KL.) b2: And He (a sick man, K) refrained, forbore, or abstained, (K, KL,) مِنَ الطَّعَامِ [from food, or the food], (S,) or مِمَّا يَضُرُّهُ [from what would injure him]; (TA;) as also ↓ تحمّى. (K.) احْتِمَايَا occurs at the end of a verse, preserving the original form, [for احْتِمَآءَ,] accord. to a dial. of certain of the Arabs. (S.) A2: احتمى غَضَبًا: see 1.12 احمومى It (a thing, such as the night, and a collection of clouds,) was, or became, black. (Lth, K.) [See also the part. n., مُحْمَوْمٍ, below: and see the second sentence of the first paragraph of art. حم.]

حُمَةٌ The venom, or poison, (Lth, Lh, S, K,) and hurt, (S,) of a scorpion, (Lth, S,) and of anything that stings or bites: (Lth:) originally حُمَوٌ or حُمًى: (S:) and IAar mentions حُمَّةٌ [q. v. in art. حم]. (TA.) b2: And The sting of the hornet, (Lth, K,) and of the scorpion, (Lth, IAth,) and the like, (Lth,) and of the serpent; (K;) because the venom comes forth from it: (IAth:) so applied by the vulgar: (Lth:) pl. حُمَاتٌ and حُمًى. (K.) b3: Vehemence of cold. (K, * TA.) حَمْىُ الشَّمْسِ: see حَمْوٌ, in art. حمو.

حَمَى وَاللّٰهِ [or حَمَا واللّٰه] i. q. أَمَاواللّٰه q. v. (Sgh, K.) A2: الحَمَى [or الحَمَا] for الحَمَام: see حَمَامٌ, in art. حم.

حِمًى A thing prohibited, or interdicted; (S, K;) as also ↓ حِمَآءٌ and ↓ حِمْيَةٌ; (K;) and not to be approached: (S:) [and, as an epithet in which the quality of a subst. is predominant,] a place of herbage, or pasture, (Lth, Mgh, Msb, * TA, and Ham p. 539,) and of water, (Ham ibid.,) prohibited to the people, [i. e. to the public,] (Lth, Mgh, and Ham ubi suprà,) so that they may not pasture their beasts in it, (Lth, Mgh,) nor approach it, (Mgh, Msb,) nor venture upon it: (Msb:) it was a custom of the noble among the Arabs, in the Time of Ignorance, when he alighted in a district [that pleased him], among his kinsfolk, to incite a dog to bark, and to prohibit for his own special friends or dependents the space throughout which the bark of the dog was heard, so that none else should pasture his beasts there; while he shared with the people in the other places of pasture, around it: but the Prophet forbade this: (Esh-Sháfi'ee, TA:) he said, “There shall be no حمى except for God and for his Apostle; ” (Esh-Sháfi'ee, S, Mgh, TA;) meaning, except for the horses employed in war against the unbelievers and for the camels taken for the poor-rate: (Esh-Sháfi'ee, Mgh, TA:) afterwards, the term was applied in a general sense: (Esh-Sháfi'ee, TA:) the pl. is أَحْمَآءٌ (S and K in art. حجر) and أَحْمِيَةٌ: (Ham p. 496:) and the dual is حِمَيَانِ and حِمَوَانِ; (ISk, S, Msb, TA;) the latter irreg., (TA,) heard by Ks, but be preferred the former. (S.) You say, هٰذَا شَىْءٌ حِمًى This is a thing prohibited, or interdicted; not to be approached. (S.) And كَلَأٌ حِمًى

Herbage, or pasture, that is prohibited, or interdicted. (K.) A2: See also حِمَآءٌ.

حِمْيَةٌ: see the next preceding paragraph.

A2: Also an inf. n. of حَمَى المَكَانَ [q. v.]: (Msb:) and of حَــمَيْتُ المَرِيضَ [q. v.]. (S, Msb.) A3: Also The practising abstinence; (PS in art. ازم;) [especially the abstaining from things injurious in a case of sickness;] the abstaining, or desisting, from eating. (TA in that art.) حِمَآءٌ: see حِمًى.

A2: حِمَآءٌ لَكَ or حِمَآءً لَكَ i. q. فِدَآءٌ لَكَ [May such a person, or thing, be a ransom for thee!] or فِدَآءً لَكَ [meaning فُدِيتَ, i. e. mayest thou be ransomed!] or فَدَاكَ, i. e. may such a one ransom thee!]. (S, accord. to different copies.) [And in like manner,] the Arabs said, ↓ لَكَ الفِدَى وَالحِمَى [Ransom, or ransoming, be for thee!] pronouncing the former noun with the short alif when thus coupling it with الحِمَى. (El-Kálee, TA in art. فدى.) حَمِىٌّ A sick man prohibited, or interdicted, from what would injure him, (IAar, K,) of food and drink. (IAar.) b2: Protected, defended, or guarded (S, * Mgh, K, TA) from evil, &c. (TA.) 'Ásim Ibn-Thábit El Ansáree was called حَمِىُّ الدَّبْرِ [The protected by hornets, or by the swarm of bees], (S, Mgh,) because his corpse was protected from his enemies by large hornets, (S in art. دبر,) or by a swarm of bees. (Mgh.) A2: One who will not bear, endure, or tolerate, wrongful treatment. (K.) And حَمِىُّ الأَنْفِ A man who refuses to submit to wrongful treatment. (TA. [See also أَنْفٌ.]) حَمِيَّةٌ an inf. n. of حَمِىَ: (S, K: [see حَمِىَ عَنْهُ:]) Disdain, scorn, or indignation; and anger; syn. أَنَفَةٌ, (Mgh, Msb, TA,) and غَيْرَةٌ; (TA;) because a means of protection: (Mgh:) care of what is sacred, or inviolable, or of what one is bound to respect, or honour, and to defend, and of religion, to avoid suspicion. (KT.) حُمَيَّا The vehemence of anger; and the commencement [or outburst] thereof: (K:) spirit, and anger; as in the saying, إِنَّهُ لَشَدِيدُ الحُمَيَّا [Verily he is vehement in spirit, and in anger]. (TA.) b2: The assault of wine upon the head; or its rush into the head: (K:) or the beginning of its assault upon, or rush into, the head: (S:) and its force, or vehemence: or its intoxicating operation: or its overpowering influence upon the head; (K;) or upon the drinker: (Lth, TA:) or the creeping [of the fumes] of wine [through the drinker]. (A 'Obeyd, TA.) One says, سَارَتْ فِيهِ حُمَيَّا الكَأْسِ, meaning [The fumes of] the cup of wine mounted into his head. (TA.) And حُمُوَّةٌ [originally حُمُويَةٌ] signifies The assault, or attack, of pain. (S, TA.) b3: The prime, and sprightliness, of youth; (K:) and the flush, or impetuosity, (سَوْرَة,) thereof. (TA.) You say, فَعَلَ ذٰلِكَ فِى حُمَيَّا شَبَابِهِ He did that in the flush, or impetuosity, (سورة,) and sprightliness, of his youth. (TA.) A2: الحُمَيَّا ↓ هُوَ حَامِى He is the protector, defender, or guarder [from encroachment], of that which he possesses, and of which he has the superintendence, or management. (S, K.) حَامٍ [act. part. n. of حَمَى. And hence,] A stallion-camel that has prohibited, or interdicted, his back [to be used for bearing a rider or any burden]; (ظَهْرَهُ ↓ حَمَى; Fr, S, K;) that is not ridden, (Fr, S, Mgh,) nor shorn of any of his fur; (Fr, S;) that is left at liberty, not made any use of, (K,) nor debarred from pasturage (Fr, S, Mgh, K) nor from water: (K:) he is one that has long continued with a people: (S:) or whose offspring's offspring has conceived: (Fr, S Mgh:) or that has covered a certain number of times, or ten times: (K:) it is mentioned in the Kur [v. 102]. (S, Mgh. [See also بَحِيرَةٌ]) b2: الحَامِى is also an appellation applied to The lion; and so ↓ المَحْمِىُّ; (K;) in the Tekmileh, الحامى and ↓ المُحْمى [app. المُحْمِى, as in a copy of the K]. (TA.) b3: You say also, فُلَانٌ حَامِى الحَقِيقَةِ [Such a one is the protector, or defender, of that which, or those whom, it is necessary for him, or incumbent on him, to protect, or defend]; like حَامِى الذِّمَارِ [q. v. in art. ذمر]; and حَامِى الحُمَيَّا [explained in the next preceding paragraph]: pl. حُمَاةٌ and [coll. gen. n.] ↓ حَامِيَةٌ: (S:) this last word signifies a company, or party, protecting, or defending, their companions, (K,) or themselves: (TA:) and also a man who is a protector, or defender, of his companions (K) in war: (TA:) or a strenuous protector and defender of a party; for the ة is to give intensiveness to the signification: (Mgh:) and you say, هُوَ عَلَى حَامِيَةِ القَوْمِ, meaning He is the last of those who protect, or defend, the party in their going away (K) and in their state of defeat. (TA.) A2: [Hot: or vehemently hot.] You say حَدِيدَةٌ حَامِيَةٌ A piece of iron vehemently hot by means of fire. (Msb.) And قِدْرُ القَوْمِ حَامِيَةٌ تَفُورُ The people's cooking-pot is hot, boiling: meaning (assumed tropical:) the people are mighty, strong, or invincible, and vehemently impetuous in valour. (TA.) حَامِيةٌ: see حَامٍ. b2: Also A great, or wide, or great and wide, mass of stone, (حِمَارَةٌ K accord. to the TA,) or the stones, (حِجَارَة, so in some copies of the K,) with which a well is cased: (K:) pl. حَوَامٍ: (TA:) or the latter signifies the stones &c. with which a well is cased, to protect its sides from becoming dirty and disordered: (Ham p. 62:) or great and heavy stones: and also large masses of rock which are placed in the last parts of the casing [of a well] if it falls out through age: they dig out hollows, and build them therein, so that they suffer not the earth to come near to the casing, but repel it: (ISh:) and all the stones [of the casing] of a well, matching one another, none of them larger than another. (AA.) b3: The circuit of the solid hoof: (Ham p. 62:) or [the dual] حَامِيَتَــانِ signifies the part on the right and left of the toe of the solid hoof: (AO, S:) or [the pl.] حَوَامٍ signifies the right and left edges of the solid hoofs; (As, TA;) between them are [the] نُسُور [or frogs], like hard date-stones: (Aboo-Dáwood, TA:) or the right and left sides of the solid hoof. (K.) b4: [The pl. also signifies The sides of a mountain. (Freytag, from the Deewán of Jereer.)] b5: Also, the sing., i. q. أُثْفِيَّةٌ [i. e. Any one of the three stones on which the cookingpot is placed]: (AA, K:) pl. as above. (TA.) b6: مَضَيْتُ عَلَى حَامِيَتِــى means I went my own way. (Sgh, K.) هُوَ أَحْمَى أَنْفًا مِنْ فُلَانٍ (S, TA) He is more resistive than such a one. (TA.) المُحْمِى: see حَامٍ.

المَحْمِىُّ: see حَامٍ.

مُحْمَوْمٍ Black; applied to such a thing as the night, and a collection of clouds: or, applied to the latter, heaped up, and black. (Lth.)

حما

(حما) الْمَرْأَة أَبُو زَوجهَا وَمن كَانَ من قبله من الرِّجَال وحما الرجل أَبُو امْرَأَته وَمن كَانَ من قبله من الرِّجَال (ج) أحماء

حما: حَمْوُ المرأَة وحَمُوها وحَماها: أَبو زَوْجها وأَخُو زوجها،

وكذلك من كان من قِبَلِه. يقال هذا حَمُوها ورأَيت حَمَاها ومررت بحَمِيها،

وهذا حَمٌ في الانفراد. وكلُّ من وَلِيَ الزوجَ من ذي قَرابته فهم أَحْماء

المرأَة، وأُمُّ زَوجها حَماتُها، وكلُّ شيء من قِبَلِ الزوج أَبوه أَو

أَخوه أَو عمه فهم الأَحْماءُ، والأُنثى حماةٌ، لا لغة فيها غير هذه؛

قال:إنّ الحَماةَ أُولِعَتْ بالكَنَّهْ،

وأَبَتِ الكَنَّةُ إلاَّ ضِنَّهْ

وحَمْوُ الرجل: أَبو امرأَته أو أَخوها أَو عمها، وقيل: الأَحْماءُ من

قِبَل المرأَة خاصةً والأَخْتانُ من قِبَل الرجل، والصِّهْرُ يَجْمَعُ ذلك

كلَّه. الجوهري: حَماةُ المرأَة أُمّ زوجها، لا لغة فيها غير هذه. وفي

الحَمْو أَربع لغات: حَماً مثل قَفاً، وحَمُو مثل أَبُو، وحَمٌ مثل أَبٍ؛

قال ابن بري: شاهد حَماً قول الشاعر:

وَبجارَة شَوْهاءَ تَرْقُبُني،

وحَماً يخِرُّ كَمَنْبِذِ الحِلْسِ

وحَمْءٌ ساكنةَ الميم مهموزة؛ وأَنشد:

قُلْتُ لِبَوَّابٍ لَدَيْهِ دَارُها:

تِئْذَنْ، فإني حَمْؤُها وجَارُها

ويُروْى: حَمُها، بترك الهمز. وكلّ شيء من قِبَل المرأَة فهم الأَخْتان.

الأَزهري: يقال هذا حَمُوها ومررت بحَمِيها ورأَيت حَمَاها، وهذا حَمٌ

في الانفراد. ويقال: رأَيت حَماها وهذا حَماها ومررت بِحَماها، وهذا حَماً

في الانفراد، وزاد الفراء حَمْءٌ، ساكنة الميم مهموزة، وحَمُها بترك

الهمز؛ وأَنشد:

هِيَ ما كَنَّتي، وتَزْ

عُمُ أَني لهَا حَمُ

الجوهري: وأَصل حَمٍ حَمَوٌ، بالتحريك، لأَن جمعه أَحْماء مثل آباء.

قال: وقد ذكرنا في الأَخ أَن حَمُو من الأَسماء التي لا تكون مُوَحَّدة إلا

مضافة، وقد جاء في الشعر مفرداً؛ وأَنشد:

وتزعم أَني لها حَمُو

قال ابن بري: هو لفَقيد ثَقِيف

(* قوله: فقيد ثقيف؛ هكذا في الأصل).

قال: والواو في حَمُو للإطلاق؛ وقبل البيت:

أَيُّها الجِيرةُ اسْلَمُوا،

وقِفُوا كَيْ تُكَلَّمُوا

خَرَجَتْ مُزْنَةٌ من الـ

بَحْر ريَّا تَجَمْجَمُ

هِيَ ما كَنَّتي، وتَزْ

عُمُ أَني لَها حَمُ

وقال رجل كانت له امرأَة فطلقها وتزوّجها أَخوه:

ولقد أَصْبَحَتْ أَسْماءُ حَجْراً مُحَرَّما،

وأَصْبَحْتُ من أَدنى حُمُوّتِها حَمَا

أَي أَصبحت أَخا زوجها بعدما كنت زوجها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه،

أَنه قال: ما بالُ رجال لا يزالُ أَحدُهم كاسِراً وِسادَه عند امرأَة

مُغْزِيةٍ يَتحدَّث إليها؟ عليكم بالجَنْبةِ. وفي حديث آخر: لا يَدْخُلَنَّ

رجلٌ على امرأَة، وفي رواية: لا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بمُغِيبة وإن قيل

حَمُوها أَلا حَمُوها الموتُ؛ قال أَبو عبيد: قوله أَلا حَمُوها الموت، يقول

فَلْيَمُتْ ولا يفعل ذلك، فإذا كان هذا رأْيَه في أَبي الزَّوْج وهو

مَحْرَم فكيف بالغريب؟ الأَزهري: قد تدبرت هذا التفسير فلم أَرَهُ مُشاكلاً

للفظ الحديث. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال في قوله الحَمُ الموتُ:

هذه كلمة تقولها العرب كما تقول الأَسَدُ الموت أَي لقاؤه مثل الموت، وكما

تقول السلطانُ نارٌ، فمعنى قوله الحَمُ الموتُ أَن خلوة الحَمِ معها

أَشد من خلوة غيره من الغرباء، لأَنه ربما حسَّن لها أَشياء وحملها على

أُمور تثقل على الزوج من التماس ما ليس في وسعه أَو سوء عشرة أَو غير ذلك،

ولأَن الزوج لا يؤثر أَن يطلع الحَمُ على باطن حاله بدخول بيته؛ الأَزهري:

كأَنه ذهب إلى أَن الفساد الذي يجري بين المرأَة وأَحمائها أَشد من فساد

يكون بينها وبين الغريب ولذلك جعله كالموت. وحكي عن الأَصمعي أَنه قال:

الأَحماءُ من قِبَل الزوج، والأَخْتانُ من قِبَل المرأَة، قال: وهكذا قال

ابن الأَعرابي وزاد فقال: الحَماةُ أُمُّ الزوج، والخَتَنة أُمُّ

المرأَة، قال: وعلى هذا الترتيب العباسُ وعليٌّ وحمزةُ وجعفر أَحماءُ عائشةَ،

رضي الله عنهم أَجمعين. ابن بري: واختلف في الأَحْماءِ والأَصْهار فقيل

أَصْهار فلان قوم زوجته وأَحْماءُ فلانة قوم زوجها. وعن الأَصمعي:

الأَحْماءُ من قِبَل المرأَة والصِّهْر يَجْمَعهما؛ وقول الشاعر:

سُبِّي الحَماةَ وابْهَتي عَلَيْها،

ثم اضْرِبي بالوَدِّ مِرْفَقَيْها

مما يدل على أَن الحماة من قِبَل الرجل، وعند الخليل أَن خَتَنَ القوم

صِهْرُهم والمتزوِّج فيهم أَصهار الخَتَنِ

(* قوله: أصهار الختن: هكذا في

الأصل)، ويقال لأَهل بيتِ الخَتَنِ الأَخْتَانُ، ولأَهل بيت المرأَة

أَصهارٌ، ومن العرب من يجعلهم كلَّهم أَصْهاراً.

الليث: الحَماةُ لَحْمة مُنْتَبِرَة في باطِنِ الساق. الجوهري: والحماة

عَضَلَةُ الساق. الأَصمعي: وفي ساق الفرس الحَماتانِ، وهما اللَّحْمَتان

اللتان في عُرْض الساق تُرَيانِ كالعَصَبَتَين من ظاهر وباطن، والجمع

حَمَوات. وقال ابن شميل: هما المُضْغَتان المُنتَبِرتان في نصف الساقين من

ظاهر. ابن سيده: الحَماتان من الفرس اللَّحْمتان المجتمعتان في ظاهر

الساقين من أَعاليهما.

وحَمْوُ الشمس: حَرُّها. وحَــمِيَت الشمسُ والنارُ تَحْمَى حَمْياً

وحُمِيّاً وحُمُوّاً، الأَخيرة عن اللحياني: اشتدَّ حَرُّها، وأَحْماها اللهُ،

عنه أَيضاً. الصحاح: اشْتَدَّ حَمْيُ الشمسِ وحَمْوُها بِمعْنىً.

وحَمَى الشيءَ حَمْياً وحِمىً وحِماية ومَحْمِيَة: منعه ودفع عنه. قال

سيبويه: لا يجيء هذا الضرب على مَفْعِلٍ إلا وفيه الهاء، لأَنه إن جاء

على مَفْعِلٍ بغير هاءٍ اعْتَلَّ فعدلوا إلى الأَخفِّ. وقال أَبو حنيفة:

حَــمَيْتُ الأَرض حَمْياً وحِمْيَةً وحِمايَةً وحِمْوَةً، الأَخيرة نادرة

وإنما هي من باب أَشَاوي. والحِمْيَة والحِمَى: ما حُمِيَ من شيءٍ، يُمَدُّ

يقصر، وتثنيته حِمَيانِ على القياس وحِمَوان على غير قياس. وكلأٌ حِمىً:

مَحْمِيٌّ. وحَماه من الشيء وحَماه إيّاه؛ أَنشد سيبويه:

حَمَيْنَ العَراقِيبَ العَصا، فَتَرَكْنَه

به نَفَسٌ عَالٍ، مُخالِطُه بُهْرُ

وحَمَى المَريضَ ما يضرُّه حِمْيَةً: مَنَعَه إيَّاه؛ واحْتَمَى هو من

ذلك وتَحَمَّى: امْتَنَع. والحَمِيُّ:

المَريض الممنوع من الطعام والشراب؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

وجْدي بصَخْرَةَ، لَوْ تَجْزِي المُحِبَّ به،

وَجْدُ الحَمِيِّ بماءٍ المُزْنةِ الصَّادي

واحْتَمَى المريضُ احْتِماءً من الأَطعمة. ويقال: حَــمَيْتُ المريض وأَنا

أَحْمِيه حِمْيَةً وحِمْوَةً من الطعام، واحْتَــمَيت من الطعام

احْتِماءً، وحَــمَيْت القومَ حِماية، وحَمَى فلانٌ أَنْفَه يَحْمِيه حَمِيِّةً

ومَحْمِيَةً.

وفلان ذُو حَمِيَّةٍ مُنْكَرةَ إذا كان ذا غضب وأَنَفَةٍ. وحَمَى أَهلَه

في القِتال حِماية. وقال الليث: حَــمِيتُ من هذا الشيءِ أَحْمَى مِنْه

حَمِيَّةً أَي أَنَفاً وغَيْظاً. وإنه لَرَجُل حَمِيٌّ: لا يَحْتَمِل

الضَّيْم، وحَمِيُّ الأَنْفِ. وفي حديث مَعْقِل بنِ يَسارٍ: فَحَمِيَ من ذلك

أَنَفاً أَي أَخَذَتْه الحَمِيَّة، وهي الأَنَفَة والغَيْرة. وحَــمِيت عن

كذا حَمِيَّةً، بالتشديد، ومَحْمِيَة إذا أَنِفْت منه وداخَلَكَ عارٌ

وأَنَفَةٌ أَن تفْعَله. يقال: فلان أَحْمَى أَنْفاً وأَمْنَعُ ذِماراً من

فلان. وحَماهُ الناسَ يَحْمِيه إياهْم حِمىً وحِمايةً: منعه.

والحامِيَةُ: الرجلُ يَحْمِي أَصحابه في الحرب، وهم أَيضاً الجماعة

يَحْمُون أَنفُسَهم؛ قال لبيد:

ومَعِي حامِيةٌ من جَعْفرٍ،

كلَّ يوْمٍ نَبْتَلي ما في الخِلَلِ

وفلان على حامِية القوم أَي آخِرُ من يَحْمِيهِمْ في انْهِزامِهم.

وأَحْمَى المكانَ: جعله حِمىً لا يُقْرَب. وأَحْماهُ: وجَدَه حِمىً. الأَصمعي:

يقال حَمىَ فلان الأَرضَ يَحْمِيها حمىً لا يُقْرَب. الليث: الحِمَى

موضع فيه كَلأٌ يُحْمَى من الناس أَن يُرْعى.

وقال الشافعي، رضي الله تعالى عنه، في تفسير قوله، صلى الله عليه وسلم:

لا حِمَى إلا لله ولِرَسُولِه، قال: كان الشريف من العرب في الجاهلية إذا

نزل بلداً في عشيرته اسْتَعْوَى كَلْباً فحَمَى لخاصَّته مَدَى عُواءِ

الكَلْبِ لا يَشرَكُه فيه غيرهُ فلم يَرْعَه معه أَحد وكان شريكَ القوم في

سائر المرَاتع حَوْله، وقال: فنهى النبي، صلى الله عليه وسلم، أن

يُحْمَى على الناس حِمىً كما كانوا في الجاهلية يفعلون، قال: وقوله إلا لله

ولرسوله، يقول: إلا ما يُحْمَى لخيل المسلمين ورِكابِهِم التي تُرْصَد

للجهاد ويُحْمَل عليها في سبيل الله، وإبل الزكاة، كما حَمَى عمر النَّقِيع

لِنَعَمِ الصدقة والخيل المُعَدَّة في سبيل الله. وفي حديث أَبيَضَ بنِ

حَمّالٍ لا حِمَى في الأَراكَ، فقال أَبيَضُ: أَراكَةٌ في حِظاري أَي في

أَرضي، وفي رواية: أَنه سأَله عما يُحْمَى من الأَراك فقال ما لم تَنَلْهُ

أَخفافُ الإبلِ؛ معناه أَن الإبل تأْكل مُنْتَهى ما تصل إليه أَفواهها،

لأَنها إنما تصل إليه بمشيها على أَخفافها فيُحْمَى ما فوق ذلك، وقيل:

أَراد أَنه يُحْمَى من الأَراك ما بَعُدَ عن العِمارة ولم تبلغه الإبلُ

السارحة إذا أُرْسِلت في المَرْعَى، ويشبه أَن تكون هذه الأَراكة التي سأَل

عنها يوم أَحْيا الأَرضَ وحَظَر عليها قائمةَ فيها فأَحيا الأَرض فملكها

بالإحياء ولم يملك الأَراكة، فأَما الأَراك إذا نبت في مِلك رجل فإنه يحميه

ويمنع غيره منه؛ وقول الشاعر:

من سَراةِ الهِجانِ، صَلَّبَها العُضْـ

ض ورَعْيُ الحِمَى وطولُ الحِيال

رَعْيُ الحِمَى: يريد حِمَى ضَرِيَّة، وهو مَراعي إبل المُلوك وحِمَى

الرَّبَذَةِ دونَه. وفي حديث الإفْكِ: أَحْمِي سَمْعي وبصَري أَي

أَمنَعُهما من أَن أَنسُب إليهما ما لم يُدْرِكاه ومن العذاب لو كَذَبْت

عليهما.وفي حديث عائشة وذكَرَت عثمان: عَتَبْنا عليه موضع الغَمامة المُحْماةِ؛

تريد الحِمَى الذي حَماه. يقال: أَحْــمَيْت المكان فهو مُحْمىً إذا جعلته

حِمىً، وجعلته عائشة، رضي الله عنها، موضعاً للغمامة لأَنها تسقيه

بالمطر والناس شُركاء فيما سقته السماء من الكَلإِ إذا لم يكن مملوكاً فلذلك

عَتَبُوا عليه. وقال أَبو زيد: حَــمَيْتُ الحِمَى حَمْياً مَنَعْته، قال:

فإذا امتَنع منه الناسُ وعَرَفوا أَنه حِمىً قلت أَحــمَيْتُــه. وعُشْبٌ

حِمىً: مَحْمِيٌّ. قال ابن بري: يقال حَمَى مكانَه وأَحْماه؛ قال

الشاعر:حَمَى أَجَماتِه فتُرِكْنَ قَفْراً،

وأَحْمَى ما سِواه مِنَ الإجامِ

قال: ويقال أَحْمَى فلانٌ عِرْضَه؛ قال المُخَبَّلُ:

أَتَيْتَ امْرَأً أَحْمَى على الناسِ عِرْضَه،

فما زِلْتَ حتى أَنْتَ مُقْعٍ تُناضِلُهْ

فأَقْعِ كما أَقْعى أَبوكَ على اسْتِهِ،

رأَى أَنَّ رَيْماً فوْقَه لا يُعادِلُهْ

الجوهري: هذا شيءٌ حِمىً على فِعَلٍ أَي مَحْظُور لا يُقْرَب، وسمع

الكسائي في تثنية الحِمَى حِمَوانِ، قال: والوجه حِمَيانِ. وقيل لعاصم بن

ثابت الأَنصاري: حَمِيٌّ الدَّبْرِ، على فَعِيلٍ بمعنى مَفعول. وفلان حامي

الحقِيقةِ: مثل حامي الذِّمارِ، والجمع حُماةٌ وحامِية؛ وأَما قول

الشاعر:وقالوا: يالَ أَشْجَعَ يومَ هَيْجٍ،

ووَسْطَ الدارِ ضَرْباً واحْتِمايا

قال الجوهري: أَخرجه على الأَصل وهي لغة لبعض العرب؛ قال ابن بري: أَنشد

الأَصمعي لأَعْصُرَ بنِ سعدِ بن قيسِ عَيْلان:

إذا ما المَرْءُ صَمَّ فلمْ يُكَلَّمْ،

وأَعْيا سَمْعهُ إلا نِدَايا

ولاعَبَ بالعَشِيِّ بَني بَنِيهِ،

كفِعْلِ الهِرِّ يَحْتَرِشُ العَظايا

يُلاعِبُهُمْ، ووَدُّوا لوْ سَقَوْهُ

من الذَّيْفانِ مُتْرَعَةً إنايا

فلا ذاقَ النَّعِيمَ ولا شَراباً،

ولا يُعْطى منَ المَرَضِ الشِّفايا

وقال: قال أَبو الحسن الصِّقِلِّي حُمِلت أَلف النصب على هاء التأْنيث

بمقارنتها لها في المخرج ومشابهتها لها في الخفاء، ووجه ثان وهو أَنه إذا

قال الشفاءَا وقعت الهمزة بين أَلفين، فكرهها كما كرهها في عَظاءَا،

فقلبها ياءً حملاً على الجمع.

وحُمَّةُ الحَرِّ: مُعْظَمُه، بالتشديد.

وحامَيْتُ عنه مُحاماةً وحِماءً. يقال: الضَّرُوسُ تُحامي عن وَلدِها.

وحامَيْتُ على ضَيْفِي إذا احتَفَلْت له؛ قال الشاعر:

حامَوْا على أَضْيافِهِمْ، فشَوَوْا لَهُمْ

مِنْ لَحْمِ مُنْقِيَةٍ ومن أَكْبادِ

وحَــمِيتُ عليه: غَضِبْتُ، والأُموي يهمزه. ويقال: حِماءٌ لك، بالمد، في

معنى فِداءٌ لك. وتحاماه الناس أَي توَقَّوْهُ واجتنبوه. وذهَبٌ حَسَنُ

الحَماءِ، ممدود: خرج من الحَماءِ حسَناً. ابن السكيت: وهذا ذهَبٌ جيِّدٌ

يخرج من الإحْماءِ، ولا يقال على الحَمَى لأَنه من أَحــمَيْتُ. وحَمِيَ من

الشيء حَمِيَّةً ومَحْمِيَةً: أَنِفَ، ونظير المَحْمِيَة المَحْسِبةُ من

حَسِب، والمَحْمِدة من حَمِدَ، والمَوْدِدة من وَدَّ، والمَعْصِيةُ من

عَصَى. واحْتَمى في الحرب: حَــمِيَتْ نَفْسهُ. ورجل حَمِيٌّ: لا يحتمل

الضَّيْمَ، وأَنْفٌ حَمِيٌّ من ذلك. قال اللحياني: يقال حَــمِيتُ في الغضب

حُمِيّاً. وحَمِيَ النهار، بالكسر، وحَمِيَ التنور حُمِيّاً فيهما أَي

اشتدَّ حَرُّه. وفي حديث حُنَيْنٍ: الآن حَميَ الوَطِيسُ؛ التَّنُّورُ وهو

كناية عن شدَّة الأَمر واضْطِرامِ الحَرْبِ؛ ويقال: هذه الكلمة أوَّلُ من

قالها النبي، صلى الله عليه وسلم، لما اشْتَدَّ البأْسُ يومَ حُنَيْنٍ ولم

تُسْمَعُ قَبْله، وهي من أَحسن الاستعارات. وفي الحديث: وقِدْرُ القَوْمِ

حامِيةٌ تَفُور أَي حارَّة تَغْلي، يريد عِزَّةَ جانبِهم وشدَّةَ

شَوْكَتِهم. وحَمِيَ الفرسُ حِمىً: سَخُنَ وعَرِقَ يَحْمَى حَمْياً، وحَمْيُ

الشَّدِّ مثله؛ قال الأَعشى:

كَأَنَّ احْتِدامَ الجَوْفِ من حَمْيِ شَدِّه،

وما بَعْدَه مِنْ شَدّه، غَلْيُ قُمْقُمِ

ويجمع حَمْيُ الشَّدّ أَحْماءً؛ قال طَرَفَة:

فهي تَرْدِي، وإذا ما فَزِعَتْ

طارَ من أَحْمائِها شَدّ الأُزُرْ

وحِميَ المِسْمارُ وغيره في النار حَمْياً وحُمُوّاً: سَخُنَ،

وأَحْــمَيْتُ الحديدة فأَنا أُحْمِيها إحْماءً حتى حَــمِيَتْ تَحْمَى. ابن السكيت:

أَحْــمَيْتُ المسمار إحْماء فأَنا أُحْمِيهِ. وأَحْمَى الحديدةَ وغيرها في

النار: أَسْخَنَها، ولا يقال حَــمَيْتــها.

والحُمَة: السَّمُّ؛ عن اللحياني، وقال بعضهم: هي الإبْرة التي تَضْرِبُ

بها الحَيّةُ والعقرب والزُّنْبور ونحو ذلك أَو تَلْدَغُ بها، وأَصله

حُمَوٌ أَو حُمَيٌ، والهاء عوض، والجمع حُماتٌ وحُمىً. الليث: الحُمَةُ في

أَفواه العامَّة إبْرةُ العَقْرب والزُّنْبور ونحوه، وإنما الحُمَةُ

سَمُّ كل شيء يَلْدَغُ أَو يَلْسَعُ.

ابن الأَعرابي: يقال لسَمّ العقرب الحُمَةُ والحُمَّةُ. وقال الأَزهري:

لم يسمع التشديد في الحُمَّة إلا لابن الأَعرابي، قال: وأَحسبه لم يذكره

إلا وقد حفظه. الجوهري: حُمَةُ العقرب سمها وضرها، وحُمَة البَرْدِ

شِدَّته.

والحُمَيَّا: شِدَّةُ الغضب وأَوَّلُه. ويقال: مضى فلان في حَــمِيَّتــهِ

أَي في حَمْلَته. ويقال: سارَتْ فيه حُمَيَّا الكَأْسِ أَي سَوْرَتُها،

ومعنى سارَت ارتفعت إلى رأْسه. وقال الليث: الحُمَيَّا بُلُوغ الخَمْر من

شاربها. أَبو عبيد: الحُمَيَّا دَبِيبُ الشَّراب. ابن سيده: وحُمَيَّا

الكأْسِ سَوْرَتُها وشدَّتها، وقيل: أَوَّلُ سَوْرتها وشدَّتها، وقيل:

إسْكارُها وحِدَّتُها وأَخذُها بالرأْس. وحُمُوَّة الأَلَمِ: سَوْرَته.

وحُمَيّا كُلّ شيء: شِدَّته وحِدَّته. وفَعَل ذلك في حُمَيَّا شَبابه أَي في

سَوْرته ونَشاطه؛ ويُنْشَد:

ما خِلْتُني زِلْتُ بَعْدَكُمْ ضَمِناً،

أََشْكُو إلَيْكُمْ حُمُوَّةَ الأَلَمِ

وفي الحديث: أَنَّه رَخَّصَ في الرُُّقْيَةِ من الحُمَة، وفي رواية: من

كُلِّ ذي حُمَة. وفي حديث الدجال: وتُنْزَع حُمَةُ كُلِّ دابَّة أَي

سَمُّها؛ قال ابن الأَثير: وتطلق على إبرة العقرب للمجاورة لأَن السم منها

يخرج. ويقال: إنه لَشديد الحُمَيَّا أَي شديد النَّفْسِ والغَضَب. وقال

الأَصمعي: إنه لحامِي الحُمَيَّا أَي يَحْمِي حَوْزَتَه وما وَلِيَه؛

وأَنشد:حَامِي الحُمَيَّا مَرِسُ الضَّرِير

والحَامِيَةُ: الحجارةُ التي تُطْوَى بها البئر. ابن شميل: الحَوامي

عِظامُ الحجارة وثِقالها، والواحدة حامِيَةٌ. والحَوَامِي: صَخْرٌ عِظامٌ

تُجْعَل في مآخِير الطَّيِّ أَن يَنْقَلِعَ قُدُماً، يَحْفِرون له نِقَاراً

فيَغْمزونه فيه فلا يَدَعُ تُراباً ولا يَدْنُو من الطَّيِّ فيدفعه.

وقال أَبو عمرو: الحَوامِي ما يَحْمِيه من الصَّخْر، واحدتها حامِيَة. وقال

ابن شميل: حجارة الرَّكِيَّة كُلُّها حَوَامٍ، وكلها على حِذَاءٍ واحدٍ،

ليس بعضها بأَعظم من بعض، والأَثافِي الحَوامِي أَيضاً، واحدتها حاميةٌ؛

وأَنشد شمر:

كأَنَّ دَلْوَيَّ، تَقَلَّبانِ

بينَ حَوَامِي الطَّيِّ ، أَرْنَبانِ

والحَوامِي: مَيامِنُ الحَافِر ومَياسِرهُ. والحَامِيَتــانِ: ما عن

اليمين والشمال من ذلك. وقال الأَصمعي: في الحَوافر الحَوَامِي، وهي حروفها من

عن يمين وشمال؛ وقال أَبو دُوادٍ:

لَهُ، بَيْنَ حَوامِيهِ،

نُسُورٌ كَنَوَى القَسْبِ

وقال أَبو عبيدة: الحَامِيَتــانِ ما عن يمين السُّنْبُك وشُماله.

والحَامِي: الفَحْلُ من الإبل يَضْرِبُ الضِّرَابَ المعدودَ قيل عشرة أَبْطُن،

فإذا بلغ ذلك قالوا هذا حامٍ أَي حَمَى ظَهْرَه فيُتْرَك فلا ينتفع منه

بشيء ولا يمنع من ماء ولا مَرْعىً. الجوهري: الحامي من الإبل الذي طال مكثه

عندهم. قال الله عز وجل: ما جعل الله من بَحِيرةٍ ولا سائبة ولا

وَصِيلةٍ ولا حامٍ؛ فأَعْلَم أَنه لم يُحَرِّمْ شيئاً من ذلك؛ قال:

فَقَأْتُ لها عَيْنَ الفَحِيلِ عِيافَةً،

وفيهنَّ رَعْلاء المَسامِعِ والْحامي

قال الفراء: إذا لَقِحَ ولَد وَلَدهِ فقد حَمَى ظَهْرَه ولا يُجَزُّ له

وَبَر ولا يُمْنَع من مَرْعىً.

واحْمَوْمَى الشيءُ: اسودَّ كالليل والسحاب؛ قال:

تَأَلَّقَ واحْمَوْمَى وخَيَّم بالرُّبَى

أَحَمُّ الذُّرَى ذو هَيْدَب مُتَراكِب

وقد ذكر هذا في غير هذا المكان. الليث: احْمَوْمَى من الشيء فهو

مُحْمَوْمٍ، يُوصف به الأَسْوَدُ من نحو الليل والسحاب. والمُحْمَوْمِي من

السحاب: المُتَراكم الأَسْوَدُ.

وحَمَاةُ: موضع؛ قال امرؤ القيس:

عَشيَّةَ جَاوَزْنا حَمَاةَ وشَيْزَرا

(* وصدر البيت:

تقطَّعُ أسبابُ اللُّبانة، والهوى).

وقوله أَنشده يعقوب:

ومُرْهَقٍ سَالَ إمْتاعاً بوُصدَته

لم يَسْتَعِنْ، وحَوامِي المَوْتِ تَغْشَاهُ

قال: إنما أَراد حَوائِم من حامَ يَحُومُ فقلب، وأَراد بسَال سَأَلَ،

فإما أَن يكون أَبدل، وإما أَن يريد لغة من قال سَلْتَ تَسَالُ.

مَكَّةُ

مَكَّةُ:
بيت الله الحرام، قال بطليموس: طولها من جهة المغرب ثمان وسبعون درجة، وعرضها ثلاث وعشرون درجة، وقيل إحدى وعشرون، تحت نقطة السرطان، طالعها الثريّا، بيت حياتها الثور، وهي في الإقليم الثاني، أما اشتقاقها ففيه أقوال، قال أبو بكر بن الأنباري: ســميت مكة لأنها تمكّ الجبّارين أي تذهب نخوتهم، ويقال إنما ســميت مكة لازدحام الناس بها من قولهم: قد امتكّ الفصيل ضرع أمّه إذا مصه مصّا شديدا، وســميت بكة لازدحام الناس بها، قاله أبو عبيدة وأنشد:
إذا الشريب أخذته أكّه ... فخلّه حتى يبكّ بكّه
ويقال: مكة اسم المدينة وبكة اسم البيت، وقال آخرون: مكة هي بكة والميم بدل من الباء كما قالوا:
ما هذا بضربة لازب ولازم، وقال أبو القاسم: هذا الذي ذكره أبو بكر في مكة وفيها أقوال أخر نذكرها لك، قال الشرقيّ بن القطاميّ: إنما ســميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول لا يتم حجّنا حتى نأتي مكان الكعبة فنمكّ فيه أي نصفر صفير المكّاء حول الكعبة، وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها، والمكّاء، بتشديد الكاف: طائر يأوي الرياض، قال أعرابيّ ورد الحضر فرأى مكّاء يصيح فحنّ إلى بلاده فقال:
ألا أيّها المكّاء ما لك ههنا ... ألاء ولا شيح فأين تبيض
فاصعد إلى أرض المكاكي واجتنب ... قرى الشام لا تصبح وأنت مريض
والمكاء، بتخفيف الكاف والمد: الصفير، فكأنهم كانوا يحكون صوت المكّاء، ولو كان الصفير هو الغرض لم يكن مخفّفا، وقال قوم: ســميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكّوك، والمكوك عربيّ أو معرب قد تكلمت به العرب وجاء في أشعار الفصحاء، قال الأعشى:
والمكاكيّ والصّحاف من الف ... ضّة والضامرات تحت الرحال
قال وأما قولهم: إنما ســميت مكة لازدحام الناس فيها من قولهم: قد امتكّ الفصيل ما في ضرع أمه إذا مصّه مصّا شديدا فغلط في التأويل لا يشبّه مص الفصيل الناقة بازدحام الناس وإنما هما قولان: يقال ســميت مكة لازدحام الناس فيها، ويقال أيضا: ســميت مكة لأنها عبّدت الناس فيها فيأتونها من جميع الأطراف من قولهم: امتكّ الفصيل أخلاف الناقة إذا جذب جميع ما فيها جذبا شديدا فلم يبق فيها شيئا، وهذا قول أهل اللغة، وقال آخرون: ســميت مكة لأنها لا يفجر بها أحد إلا بكّت عنقه فكان يصبح وقد التوت عنقه، وقال الشرقيّ: روي أن بكة اسم القرية ومكة مغزى بذي طوى لا يراه أحد ممن مرّ من أهل الشام والعراق واليمن والبصرة وإنما هي أبيات في أسفل ثنية ذي طوى، وقال آخرون: بكة موضع البيت وما حول البيت مكة، قال: وهذه خمسة أقوال في مكة غير ما ذكره ابن الأنباري، وقال عبيد الله الفقير إليه: ووجدت أنا أنها ســمّيت مكة من مك الثدي أي مصه لقلة مائها لأنهم كانوا يمتكون الماء أي يستخرجونه، وقيل: إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضرع أمه فلا يبقي فيه شيئا، وقيل: ســميت مكة لأنها تمك من ظلم أي تنقصه، وينشد قول بعضهم:
يا مكة الفاجر مكي مكّا، ... ولا تمكّي مذحجا وعكّا
وروي عن مغيرة بن إبراهيم قال: بكة موضع البيت وموضع القرية مكة، وقيل: إنما ســميت بكة لأن الأقدام تبك بعضها بعضا، وعن يحيى بن أبي أنيسة قال: بكة موضع البيت ومكة هو الحرم كله، وقال زيد بن أسلم: بكة الكعبة والمسجد ومكة ذو طوى وهو بطن الوادي الذي ذكره الله تعالى في سورة الفتح، ولها أسماء غير ذلك، وهي: مكة وبكة والنسّاسة وأم رحم وأم القرى ومعاد والحاطمة لأنها تحطم من استخفّ بها، وسمّي البيت العتيق لأنه عتق من الجبابرة، والرأس لأنها مثل رأس الإنسان، والحرم وصلاح والبلد الأمين والعرش والقادس لأنها تقدس من الذنوب أي تطهر، والمقدسة والناسّة والباسّة، بالباء الموحدة، لأنها تبسّ أي تحطم الملحدين وقيل تخرجهم، وكوثى باسم بقعة كانت منزل بني عبد الدار، والمذهب في قول بشر بن أبي خازم:
وما ضمّ جياد المصلّى ومذهب
وسماها الله تعالى أم القرى فقال: لتنذر أم القرى ومن حولها، وسماها الله تعالى البلد الأمين في قوله تعالى: والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين، وقال تعالى: لا أقسم بهذا البلد وأنت حلّ بهذا البلد، وقال تعالى: وليطّوّفوا بالبيت العتيق، وقال تعالى: جَعَلَ الله الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ، 5: 97 وقال تعالى على لسان إبراهيم، عليه السّلام:
رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ، 14: 35 وقال تعالى أيضا على لسان إبراهيم، عليه السلام: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ من ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي
زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ 14: 37 (الآية) ، ولما خرج رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، من مكة وقف على الحزورة قال: إني لأعلم أنك أحبّ البلاد إليّ وأنك أحب أرض الله إلى الله ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت، وقالت عائشة، رضي الله عنها: لولا الهجرة لسكنت مكة فإني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة، وقال ابن أم مكتوم وهو آخذ بزمام ناقة رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وهو يطوف:
يا حبّذا مكة من وادي، ... أرض بها أهلي وعوّادي
أرض بها ترسخ أوتادي، ... أرض بها أمشي بلا هادي
ولما قدم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، المدينة هو وأبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول:
كلّ امرئ مصبّح في أهله، ... والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا انقشعت عنه رفع عقيرته وقال:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بفخّ وعندي إذخر وجليل؟
وهل أردن يوما مياه مجنّة، ... وهل يبدون لي شامة وطفيل؟
اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من مكة! ووقف رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، عام الفتح على جمرة العقبة وقال:
والله إنك لخير أرض الله وإنك لأحب أرض الله إليّ ولو لم أخرج ما خرجت، إنها لم تحلّ لأحد كان قبلي ولا تحلّ لأحد كان بعدي وما أحلّت لي إلا ساعة من نهار ثم هي حرام لا يعضد شجرها ولا يحتش خلالها ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد، فقال رجل:
يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا، فقال، صلّى الله عليه وسلّم: إلا الإذخر، وقال، صلى الله عليه وسلم: من صبر على حرّ مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام وتقربت منه الجنة مائتي عام، ووجد على حجر فيها كتاب فيه: أنا الله رب بكة الحرام وضعتها يوم وضعت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزال أخشابها مبارك لأهلها في الحمإ والماء، ومن فضائله أنه من دخله كان آمنا ومن أحدث في غيره من البلدان حدثا ثم لجأ إليه فهو آمن إذا دخله فإذا خرج منه أقيمت عليه الحدود، ومن أحدث فيه حدثا أخذ بحدثه، وقوله تعالى: وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا، وقوله: لتنذر أم القرى ومن حولها، دليل على فضلها على سائر البلاد، ومن شرفها أنها كانت لقاحا لا تدين لدين الملوك ولم يؤدّ أهلها إتاوة ولا ملكها ملك قط من سائر البلدان، تحج إليها ملوك حمير وكندة وغسان ولخم فيدينون للحمس من قريش ويرون تعظيمهم والاقتداء بآثارهم مفروضا وشرفا عندهم عظيما، وكان أهله آمنين يغزون الناس ولا يغزون ويسبون ولا يسبون ولم تسب قرشيّة قط فتوطأ قهرا ولا يجال عليها السّهام، وقد ذكر عزهم وفضلهم الشعراء فقال بعضهم:
أبوا دين الملوك فهم لقاح ... إذا هيجوا إلى حرب أجابوا
وقال الزّبر قان بن بدر لرجل من بني عوف كان قد هجا أبا جهل وتناول قريشا:
أتدري من هجوت أبا حبيب ... سليل خضارم سكنوا البطاحا
أزاد الركب تذكر أم هشاما ... وبيت الله والبلد اللّقاحا؟
وقال حرب بن أميّة ودعا الحضرميّ إلى نزول مكة وكان الحضرمي قد حالف بني نفاثة وهم حلفاء حرب ابن أميّة وأراد الحضرمي أن ينزل خارجا من الحرم وكان يكنّى أبا مطر فقال حرب:
أبا مطر هلمّ إلى الصلاح ... فيكفيك الندامى من قريش
وتنزل بلدة عزّت قديما، ... وتأمن أن يزورك ربّ جيش
فتأمن وسطهم وتعيش فيهم، ... أبا مطر هديت، بخير عيش
ألا ترى كيف يؤمّنه إذا كان بمكة؟ ومما زاد في فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء متألفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبراهيم، عليه السلام، ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن لا يوقره دين ولا يزينه أدب، وكانوا يختنون أولادهم ويحجون البيت ويقيمون المناسك ويكفنون موتاهم ويغتسلون من الجنابة، وتبرأوا من الهربذة وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت غيرة وبعدا من المجوسية، ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم، وكانوا يتزوجون بالصداق والشهود ويطلّقون ثلاثا ولذلك قال عبد الله بن عباس وقد سأله رجل عن طلاق العرب فقال: كان الرجل يطلق امرأته تطليقة ثم هو أحق بها فإن طلّقها ثنتين فهو أحق بها أيضا فإن طلقها ثلاثا فلا سبيل له إليها، ولذلك قال الأعشى:
أيا جارتي بيني فإنك طالقه، ... كذاك أمور الناس غاد وطارقه
وبيني فقد فارقت غير ذميمة، ... وموموقة منّا كما أنت وامقه
وبيني فإنّ البين خير من العصا ... وأن لا تري لي فوق رأسك بارقه
ومما زاد في شرفهم أنهم كانوا يتزوجون في أي القبائل شاءوا ولا شرط عليهم في ذلك ولا يزوجون أحدا حتى يشرطوا عليه بأن يكون متحمسا على دينهم يرون أن ذلك لا يحلّ لهم ولا يجوز لشرفهم حتى يدين لهم وينتقل إليهم، والتّحمّس: التشدّد في الدين، ورجل أحمس أي شجاع، فحمّسوا خزاعة ودانت لهم إذ كانت في الحرم وحمّسوا كنانة وجديلة قيس وهم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس بن عيلان وثقيفا لأنهم سكنوا الحرم وعامر بن صعصعة وإن لم يكونوا من ساكني الحرم فإن أمّهم قرشية وهي مجد بنت تيم بن مرّة، وكان من سنّة الحمس أن لا يخرجوا أيام الموسم إلى عرفات إنما يقفون بالمزدلفة، وكانوا لا يسلأون ولا يأقطون ولا يرتبطون عنزا ولا بقرة ولا يغزلون صوفا ولا وبرا ولا يدخلون بيتا من الشّعر والمدر وإنما يكتنّون بالقباب الحمر في الأشهر الحرم ثم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحلّ إذا دخلوا الحرم وأن يخلّوا ثياب الحل ويستبدلوها بثياب الحرم إما شرى وإما عارية وإما هبة فإن وجدوا ذلك وإلا طافوا بالبيت عرايا وفرضوا على نساء العرب مثل ذلك إلا أن المرأة كانت تطوف في درع مفرّج المقاديم والمآخير، قالت امرأة وهي تطوف بالبيت:
اليوم يبدو بعضه أو كلّه، ... وما بدا منه فلا أحلّه
أخثم مثل القعب باد ظلّه ... كأنّ حمّى خيبر تملّه
وكلفوا العرب أن تفيض من مزدلفة وقد كانت تفيض من عرفة أيام كان الملك في جرهم وخزاعة وصدرا من أيام قريش، فلولا أنهم أمنع حيّ من العرب لما أقرّتهم العرب على هذا العزّ والإمارة مع نخوة العرب في إبائها كما أجلى قصيّ خزاعة وخزاعة جرهما، فلم تكن عيشتهم عيشة العرب، يهتبدون الهبيد ويأكلون الحشرات وهم الذين هشموا الثريد حتى قال فيهم الشاعر:
عمرو العلى هشم الثريد لقومه، ... ورجال مكة مسنتون عجاف
حتى سمي هاشما، وهذا عبد الله بن جدعان التيمي يطعم الرّغو والعسل والسمن ولبّ البرّ حتى قال فيه أمية بن أبي الصّلت:
له داع بمكة مشمعلّ، ... وآخر فوق دارته ينادي
إلى ردح من الشّيزى ملاء ... لباب البرّ يلبك بالشّهاد
وأول من عمل الحريرة سويد بن هرميّ، ولذلك قال الشاعر لبني مخزوم:
وعلمتم أكل الحرير وأنتم ... أعلى عداة الدهر جدّ صلاب
والحريرة: أن تنصب القدر بلحم يقطّع صغارا على ماء كثير فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق فإن لم يكن لحم فهو عصيدة وقيل غير ذلك، وفضائل قريش كثيرة وليس كتابي بصددها، ولقد بلغ من تعظيم العرب لمكة أنهم كانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويطوفون فإذا أرادوا الانصراف أخذ الرجل منهم حجرا من حجارة الحرم فنحته على صورة أصنام البيت فيحفى به في طريقه ويجعله قبلة ويطوفون حوله ويتمسحون به ويصلّون له تشبيها له بأصنام البيت، وأفضى بهم الأمر بعد طول المدة أنهم كانوا يأخذون الحجر من الحرم فيعبدونه فذلك كان أصل عبادة العرب للحجارة في منازلهم شغفا منهم بأصنام الحرم، وقد ذكرت كثيرا من فضائلها في ترجمة الحرم والكعبة فأغنى عن الإعادة، وأما رؤساء مكة فقد ذكرناهم في كتابنا المبدإ والمآل وأعيد ذكرهم ههنا لأن هذا الموضع مفتقر إلى ذلك، قال أهل الإتقان من أهل السير: إن إبراهيم الخليل لما حمل ابنه إسماعيل، عليهما السلام، إلى مكة، كما ذكرنا في باب الكعبة من هذا الكتاب، جاءت جرهم وقطوراء وهما قبيلتان من اليمن وهما ابنا عمّ وهما جرهم بن عامر بن سبإ بن يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وقطوراء، فرأيا بلدا ذا ماء وشجر فنزلا ونكح إسماعيل في جرهم، فلما توفي ولي البيت بعده نابت بن إسماعيل وهو أكبر ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهمي خال ولد إسماعيل ما شاء الله أن يليه ثم تنافست جرهم وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فخرجت جرهم من قعيقعان وهي أعلى مكة وعليهم مضاض ابن عمرو، وخرجت قطوراء من أجياد وهي أسفل مكة وعليهم السّميدع، فالتقوا بفاضح واقتتلوا قتالا شديدا فقتل السميدع وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحا لأن قطوراء افتضحت فيه، وســميت أجياد أجيادا لما كان معهم من جياد الخيل، وســميت فعيقعان لقعقعة السلاح، ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب وطبخوا القدور فسمي المطابخ، قالوا: ونشر الله ولد إسماعيل فكثروا وربلوا ثم انتشروا في البلاد لا يناوئون قوما إلا ظهروا عليهم بدينهم، ثم إن جرهما
بغوا بمكة فاستحلّوا حراما من الحرمة فظلموا من دخلها وأكلوا مال الكعبة وكانت مكة تسمى النّسّاسة لا تقرّ ظلما ولا بغيا ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته فكان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة بن غسان وخزاعة حلولا حول مكة فآذنوهم بالقتال فاقتتلوا فجعل الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر يقول:
لا همّ إنّ جرهما عبادك، ... الناس طرف وهم تلادك
فغلبتهم خزاعة على مكة ونفتهم عنها، ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ولم يتربّع واسطا فجنوبه ... إلى السرّ من وادي الأراكة حاضر
بلى، نحن كنّا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر
وأبدلنا ربي بها دار غربة ... بها الجوع باد والعدوّ المحاصر
وكنّا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بباب البيت والخير ظاهر
فأخرجنا منها المليك بقدرة، ... كذلك ما بالناس تجري المقادر
فصرنا أحاديثا وكنا بغبطة، ... كذلك عضّتنا السنون الغوابر
وبدّلنا كعب بها دار غربة ... بها الذئب يعوي والعدوّ المكاثر
فسحّت دموع العين تجري لبلدة ... بها حرم أمن وفيها المشاعر
ثم وليت خزاعة البيت ثلاثمائة سنة يتوارثون ذلك كابرا عن كابر حتى كان آخرهم حليل بن حبشيّة بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء الخزاعي وقريش إذ ذاك هم صريح ولد إسماعيل حلول وصرم وبيوتات متفرقة حوالي الحرم إلى أن أدرك قصيّ بن كلاب بن مرّة وتزوّج حبّى بنت حليل بن حبشية وولدت بنيه الأربعة وكثر ولده وعظم شرفه ثم هلك حليل بن حبشيّة وأوصى إلى ابنه المحترش أن يكون خازنا للبيت وأشرك معه غبشان الملكاني وكان إذا غاب أحجب هذا حتى هلك الملكاني، فيقال إن قصيّا سقى المحترش الخمر وخدعه حتى اشترى البيت منه بدنّ خمر وأشهد عليه وأخرجه من البيت وتملّك حجابته وصار ربّ الحكم فيه، فقصيّ أول من أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل وذلك في أيام المنذر ابن النعمان على الحيرة والملك لبهرام جور في الفرس، فجعل قصي مكة أرباعا وبنى بها دار النّدوة فلا تزوّج امرأة إلا في دار الندوة ولا يعقد لواء ولا يعذر غلام ولا تدرّع جارية إلا فيها، وســميت الندوة لأنهم كانوا ينتدون فيها للخير والشر فكانت قريش تؤدّي الرفادة إلى قصي وهو خرج يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فيصنع طعاما وشرابا للحاج أيام الموسم، وكانت قبيلة من جرهم اسمها صوفة بقيت بمكة تلي الإجازة بالناس من عرفة مدة، وفيهم يقول الشاعر:
ولا يريمون في التعريف موقعهم ... حتى يقال أجيزوا آل صوفانا
ثم أخذتها منهم خزاعة وأجازوا مدة ثم غلبهم عليها بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان وصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيّارة أحد بني سعد بن وابش ابن زيد بن عدوان، وله يقول الراجز:
خلّوا السبيل عن أبي سيّاره ... وعن مواليه بني فزاره
حتى يجيز سالما حماره ... مستقبل الكعبة يدعو جاره
وكانت صورة الإجازة أن يتقدمّهم أبو سيّارة على حماره ثم يخطبهم فيقول: اللهمّ أصلح بين نسائنا وعاد بين رعائنا واجعل المال في سمحائنا، وأوفوا بعهدكم وأكرموا جاركم واقروا ضيفكم، ثم يقول: أشرق ثبير كيما نغير، ثم ينفذ ويتبعه الناس، فلما قوي أمر قصيّ أتى أبا سيّارة وقومه فمنعه من الإجازة وقاتلهم عليها فهزمهم فصار إلى قصيّ البيت والرفادة والسقاية والندوة واللواء، فلما كبر قصيّ ورقّ عظمه جعل الأمر في ذلك كله إلى ابنه عبد الدار لأنه أكبر ولده وهلك قصيّ وبقيت قريش على ذلك زمانا، ثم إن عبد مناف رأى في نفسه وولده من النباهة والفضل ما دلّهم على أنهم أحق من عبد الدار بالأمر، فأجمعوا على أخذ ما بأيديهم وهمّوا بالقتال فمشى الأكابر بينهم وتداعوا إلى الصلح على أن يكون لعبد مناف السقاية والرفادة وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار، وتعاقدوا على ذلك حلفا مؤكّدا لا ينقضونه ما بلّ بحر صوفة، فأخرجت بنو عبد مناف ومن تابعهم من قريش وهم بنو الحارث بن فهر وأسد بن عبد العزّى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرّة جفنة مملوءة طيبا وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة توكيدا على أنفسهم فسمّوا المطيبين، وأخرجت بنو عبد الدار ومن تابعهم وهم مخزوم بن يقظة وجمح وسهم وعدي بن كعب جفنة مملوءة دما وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة فسمّوا الأحلاف ولعقة الدم ولم يل الخلافة منهم غير عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، والباقون من المطيّبين فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام وقريش على ذلك حتى فتح النبي، صلّى الله عليه وسلّم، مكة في سنة ثمان للهجرة فأقرّ المفتاح في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى ابن عثمان بن عبد الدار وكان النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أخذ المفاتيح منه عام الفتح فأنزلت: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، فاستدعاه ورد المفاتيح إليه وأقر السقاية في يد العباس فهي في أيديهم إلى الآن، وهذا هو كاف من هذا البحث، وأما صفتها، يعني مكة، فهي مدينة في واد والجبال مشرفة عليها من جميع النواحي محيطة حول الكعبة، وبناؤها من حجارة سود وبيض ملس وعلوها آجرّ كثيرة الأجنحة من خشب الساج وهي طبقات لطيفة مبيّضة، حارّة في الصيف إلا أن ليلها طيّب وقد رفع الله عن أهلها مؤونة الاستدفاء وأراحهم من كلف الاصطلاء، وكل ما نزل عن المسجد الحرام يسمونه المسفلة وما ارتفع عنه يسمونه المعلاة، وعرضها سعة الوادي، والمسجد في ثلثي البلد إلى المسفلة والكعبة في وسط المسجد، وليس بمكة ماء جار ومياهها من السماء، وليست لهم آبار يشربون منها وأطيبها بئر زمزم ولا يمكن الإدمان على شربها، وليس بجميع مكة شجر مثمر إلا شجر البادية فإذا جزت الحرم فهناك عيون وآبار وحوائط كثيرة وأودية ذات خضر ومزارع ونخيل وأما الحرم فليس به شجر مثمر إلا نخيل يسيرة متفرقة، وأما المسافات فمن الكوفة إلى مكة سبع وعشرون مرحلة وكذلك من البصرة إليها ونقصان يومين، ومن دمشق إلى مكة شهر، ومن عدن إلى مكة شهر، وله طريقان أحدهما على ساحل البحر وهو أبعد والآخر يأخذ على طريق صنعاء وصعدة ونجران والطائف حتى ينتهي إلى مكة، ولها طريق آخر على البوادي وتهامة وهو أقرب من الطريقين المذكورين أولا على أنها على أحياء العرب في بواديها ومخالفها لا يسلكها إلا الخواصّ منهم، وأما أهل حضرموت ومهرة فإنهم يقطعون عرض بلادهم حتى يتصلوا بالجادّة التي بين عدن ومكة، والمسافة بينهم إلى الأمصار بهذه الجادة من نحو الشهر إلى الخمسين يوما، وأما طريق عمان إلى مكة فهو مثل طريق دمشق صعب السلوك من البوادي والبراري القفر القليلة السكان وإنما طريقهم في البحر إلى جدّة فإن سلكوا على السواحل من مهرة وحضرموت إلى عدن بعد عليهم وقلّ ما يسلكونه، وكذلك ما بين عمان والبحرين فطريق شاقّ يصعب سلوكه لتمانع العرب فيما بينهم فيه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.