من (ه م س) نسبة إلى مهموس.
من (ه م س) نسبة إلى مهموس.
همس: الهَمْس: الخفيّ من الصوت والوطء والأَكل، وقد هَمَسُوا الكلام
هَمْساً. وفي التنزيل: فلا تَسْمَعُ إِلا هَمْساً؛ في التهذيب: يعني به،
واللَّه أَعلم، خَفْقَ الأَقدام على الأَرض، وقال الفراء: يقال إِنه نَقْل
الأَقْدام إِلى المحشر، ويقال: إَنه الصوت الخفيّ؛ وروي عن ابن عباس أَنه
تَمَثَّل فأَنشد:
وهُنَّ يَمشِين بِنا هَمِيسَا
قال: وهو صوت نَقْل أَخفاف الإِبل، وروي عن ابن الأَعرابي قال: ويقال
اهمِسْ وصَهْ أَي امْشِ خَفِيّاً واسكت. ويقال: هَمْساً وصَهْ وهَسّاً
وصَهْ، قال: وهذا سارق قال لصاحبه: امش خفيّاً واسكت. وفي الحديث: فجعل
بعضُنا يَهْمِس إِلى بعضٍ؛ الهَمْس: الكلام الخفي لا يكاد يفهم؛ ومنه الحديث:
كان إِذا صلى العَصر هَمَسَ. الجوهري: هَمْسُ الأَقدام أَخفى ما يكون من
صوت الوطء. والأَسد الهَمُوس: الخفيّ الوطء؛ قال رؤبة يصف نفسه بالشدة:
لَيْثٌ يدُقّ الأَسَدَ الهَمُوسا،
والأَقْهَبَيْنِ الفِيلَ والجاموسَا
والشيطان يُوَسْوِس فيَهْمِس بوسواسه في صدر ابن آدم. وروي عن النَّبي،
صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه كان يتعوذ باللَّه من هَمْزِ الشيطان
ولَمْزِه وهَمْسه؛ هو ما يُوَسْوِسُه في الصدر. والهمز: كلام من وراء القَفَا
كالاستهزاء، واللمز: مُواجَهَة. قال أَبو الهيثم: إِذا أَسرَّ الكلام
وأَخفاه فذلك الهَمْس من الكلام. قال شمر: الهَمْسُ من الصوت والكلامِ ما لا
غَوْر له في الصدر، وهو ما هُمِس في الفم.
والهَمُوس والهَمِيس، جميعاً: كالهَمْس في جميع هذه الأَشياء، وقيل:
الهَمِيسُ المضْغُ الذي لا يُفْغَر به الفم، وكذلك المشْي الخفيّ الحِسِّ،
وإِذا مضَغ الرجل من الطعام وفُوه منضمٌّ، قيل: هَمَسَ يَهْمِسُ هَمْساً؛
وأَنشد:
يأْكُلن ما في رَحْلِهنَّ هَمْسا
والهَمْس: أَكل العجوز الدَّرْداء. والهَمْسُ والهَمِيسُ: حِسّ الصوت في
الفم مما لا إَشْرابَ له من صوت الصدر ولا جهارَة في المنطق ولكنه كلام
مَهْمُوس في الفم كالسِّرِّ.
وتَهَامَسَ القومُ: تسارُّوا؛ قال:
فَتَهامَسوا سِرّاً وقالوا: عَرِّسُوا
في غَير تَمْئِنَةٍ بغير مُعَرَّسِ
والحروف الــمَهْموســة عشرة أَحرف يجمعها قولك «حَثَّه شَخْصٌ فَسَكَت» وفي
المحكم: يجمعها في اللفظ قولك «سَتَشْحَثُك خَصَفَه» وهي الهاء والحاء
والخاء والكاف والشين والصاد والتاء والسين والثاء والفاء؛ قال سيبويه:
وأَما الــمَهْمُوس فحرف ضَعُف الاعتمادُ من موضعه حتى جرى معه النَّفَس؛ قال
بعض النحويين: وأَنت تعتبر ذلك بأَنه قد يمكنك تكرير الحرف مع جَرْي
الصوت نحو «سسس كككك هههه» ولو تكلفت ذلك في المجهور لما أَمكنك. قال ابن
جني: فأَما حروف الهَمْس فإِن الصوت الذي يخرج معها نَفَس وليس من صوت
الصدر، إِنما يخرج مُنْسلاً وليس كنفخ الزاي والظاء والذالِ والصادِ والراءُ
شبيهة بالضاد.
الأَزهري: وأَخذته أَخذاً هَمْساً أَي شديداً، ويقال: عَصْراً. وهَمَسَه
إِذا عَصره؛ وقال الكميت فجعل الناقة هَمُوساً:
غُرَيْرِيَّة الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِيَّة،
هَمُوساً تُبارِي اليَعْمَلاتِ الهَوامِسا
وفي رجز مسيلمة: والذئبُ الهامِس والليل الدَّامس؛ الهامِس: الشديد.
وأَسد هَمُوس وهَمَّاس: شديد الغَمْز بضرسه؛ قال الهذلي:
يَحْمِي الصَّرِيمَةَ، أُحْدانُ الرجالِ له
صَيْدٌ، ومُجْتَرِئٌ باللَّيْل هَمَّاس
والهَمُوس: من أَسماء الأَسد لأَنه يَهْمِس في الظلمة ثم جُعل ذلك اسماً
يعرف به؛ يقال: أَسد هَمُوس؛ قال أَبو زبيد:
بَصِيرٌ بالدُّجَى هادٍ هَمُوس
قال أَبو الهيثم: سمي الأَسد هَمُوساً لأَنه يَهْمِس هَمْساً أَي يمشي
مشياً بخُفْيَة فلا يُسْمَع صوتُ وطئه. وأَسد هَمُوس: يمشي قليلاً قليلاً.
يقال: هَمَسَ لَيْلَه أَجمع.
خ: قال ابن كَيْسانَ: من الحروف المجْهُورُ والــمهْمُوسُ، والــمهموسُ
عشرة: الهاء والحاء والخاء والكاف والشين والسين والتاء والصاد والثاء
والفاء، ومعنى الــمهموس أَنه حرف لان في مخرجه دون المجهور وجرى معه النفس، فكان
دون المجهور في رفع الصوت. وقال الخليل بن أَحمد: حروف العربية تسعة
وعشرون حرفاً، منها خمسة وعشرون صِحاحٌ لها أَحياز ومَدارِجُ، فالخاءُ
والغين في حيز واحد، والخاء من الحروف الحلقية، وقد ذكر ذلك في بابه أَول
الكتاب.
ح: قال الخليل: الحاء حرف مخرجه من الحلق، ولولا بُحَّةٌ فيه لأَشبه
العين، وقال: وبعد الحاء الهاء ولم يأْتَلفا في كلمة واحدة أَصلية الحروف،
وقبح ذلك على أَلسنة العرب لقرب مخرجيهما، لأَن الحاء في الحلق بلزق
العين، وكذلك الحاء والهاء، ولكنهما يجتمعان في كلمتين، لكل واحد معنى على
حدة؛ كقول لبيد:
يَتمادَى في الذي قلتُ له،
ولقد يَسْمَعُ قَوْلي: حَيَّ هَلْ
وكقول الأخر: هيهاه وحَيهَله، وإِنما جمعها من كلمتين: حيّ كلمة على حدة
ومعناه هلمَّ، وهل حَثِّيثَّى، فجعلهما كلمة واحدة؛ وكذلك ما جاء في
الحديث: إِذا ذكر الصالحون، فحيَّهَلاً بعُمَرَ يعني إِذا ذكروا، فَأْتِ
بذكر عمر.
قال: وقال بعض الناس: الحَيْهَلَةُ شجرة، قال: وسأَلنا أَبا خيرة وأَبا
الدقيش وعدَّةً من الأَعراب عن ذلك، فلم نجد له أَصلاَ ثابتاً نطق به
الشعراء، أَو رواية منسوبة معروفة، فعلمنا أَنها كلمة مولدة وضعت
للمُعاياةِ. قال ابن شميل: حَيَّهَلا بقلة تُشْبِه الشُّكاعَى، يقال: هذه
حَيَّهَلا، كما ترى، لا تنون في حيَّ ولا في هلا، الياء من حي شديدة والأَلف من
هلا منقوصة مثل خمسة عشر.
وقال الليث: قلت للخليل: ما مثل هذا من الكلام أَن يجمع بين كلمتين
فتصير منهما كلمة؟ قال: قول العرب عبد شمس وعبد قيس، عبد كلمة وشمس كلمة؛
فيقولون: تَعَبْشَمَ الرجل وتَعَبْقَسَ، ورجل عَبْشَمِيٌّ وعَبْقَسِيٌّ.
وروي عن الفراء أَنه قال: لم نسمع بأَسماءِ بنيت من أَفعال إِلاَّ هذه
الأَحرف: البسملة والسبحلة والهيللة والحوقلة؛ أَراد أَنه يقال: بسمل إِذا
قال: بسم الله، وحوقل إِذا قال: لا حول ولا قوَّة إِلا بالله، وحمدل إِذا
قال: الحمد لله، وجَعْفَلَ جَعْفَلَةً من جُعِلْتُ فداءك، والحَيْعَلَةُ من
حيّ على الصلاة. قال أَبو العباس: هذه الثلاثة أَحرف أَعني حَمْدَلَ
وجَعْفَلَ وحَيْعَلَ عن غير الفراء؛ وقال ابن الأَنباري: فلان يُبَرْقِل
علينا، ودَعْنا من التَّبَرْقُلِ، وهو أَن يقول ولا يفعل، ويَعِدَ ولا
يُنْجِز، أُخذ من البَرْقِ والقَوْل.
ك: قال الليث: أُهملت القاف والكاف ووجوههما مع سائر الحروف.
ك: الكاف من الحروف الــمَهْموســة وهي ضد المَجْهورة، قال الأَزهري: ومعنى
المَجْهور أَنه لَزِمَ موضعه إِلى انقضاء حروفه وحَبَس النَّفَس أَن
يَجْريَ معه فصار مجهوراً لأَنه لم يخالطه شيء غيره، وهي تسعة عشر حرفاً: ا ب
ج د ذ ر ز ض ط ظ ع غ ق ل م ن وي والهمزة؛ قال: والــمهموس حرف لانَ في
مَخْرجه دون المَجْهور وجَرَى معه النفَسُ فكان دون المجهور في رفع الصوت،
وعدة حروفه عشرة: ت ث ح خ س ش ص و ك هـ؛ قال: ومخرج الجيم والقاف والكاف
بين عَكَدَةِ اللسان وبين اللَّهاةِ في أَقصى الفم.
ش: الشين من الحروف الــمَهْموســة، والــمهْموس حرف لانَ في مَخْرَجه دون
المَجْهور وجرى مع النَّفَس، فكان دون المجهور في رفع الصوت، وهو من الحروف
الشَّجْريَّة أَيضاً.
ف: الفاء من الحروف الـــمَهْمُوســةِ ومن الحروف الشَّفَوِية.
ص: الصاد المهملة حرف من الحروف العشرة الــمهموســة، والزايُ والسينُ
والصادُ في حَيّز واحد، وهذه الثلاثة أَحْرُف هي الأَسَلِيَّة لأَن مبناها من
أَسَلَة اللسان، وهي مُسْتدَقّ طرف اللسان، ولا تَأْتَلِف الصاد مع السين
ولا مع الزاي في شيء من كلام العرب.
س: الصاد والسين والزاي أَسَلِيَّةٌ لأَن مبدأَها من أَسَلَةِ اللسان،
وهي مُسْتَدَقُّ طرف اللسان، وهذه الثلاثة في حيز واحد، والسين من الحروف
الــمهموســة، ومخرج السين بين مخرجي الصاد والزاي؛ قال الأَزهري: لا تأْتلف
الصاد مع السين ولا مع الزاي في شيء من كلام العرب.
سدس: سِتَّةٌ وسِتٌّ: أَصلها سِدْسَة وسِدسٌ، قلبوا السين الأَخيرة تاء
لتقرب من الدال التي قبلها، وهي مع ذلك حرف مهموس كما أَن السين مهموســة
فصار التقدير سِدْتٌ، فلما اجتمعت الدال والتاء وتقاربتا في المخرج
أَبلدوا الدال تاء لتوافقها في الهمس، ثم أُدغمت التاء في التاء فصارت سِتَّ
كما ترَى، فالتغيير الأَول للتقريب من غير إِدغام، والثاني للإِدغام.
وسِتُّونَ: من العَشَرات مشتق منه، حكاه سيبويه. وُلِدَ له سِتُّون
(* قوله «ولد له ستون إلخ» كذا بالأصل.) عاماً أَي وُلِدَ له الأَولاد.
والسُّدْسُ والسُّدُسُ: جزءٌ من ستة، والجمع أَسْداسٌ. وسَدَسَ القومَ
يَسْدُسُهم، بالضم، سَدْساً: أَخذ سُدُسَ أَموالهم. وسَدَسَهُم يَسدِسُهم،
بالكسر: صار لهم سادساً. وأَسْدَسُوا: صاروا ستة. وبعضهم يقول
للسُّدُسِ: سَدِيس، كما يقال للعُشْرِ عَشِيرٌ.
والمُسَدَّسُ من العَروض: الذي يُبْنى على ستة أَجزاء.
والسِّدْسُ، بالكسر: من الوِرْدِ بعد الخِمْس، وقيل: هو بعد ستة أَيام
وخمس ليال، والجمع أَسداس. الجوهري: والسِّدْسُ من الوِرْدِ في أَظماء
الإِبل أَن تنقطع خَمْسَةً وتَرِدَ السادسَ. وقد أَسْدَسَ الرجلُ أَي ورَدتْ
إِبله سِدْساً.
وشاة سَدِيس أَي أَتت عليها السنة السادسة. والسَّدِيس: السِّنُّ التي
بعد الرَّباعِيَة. والسَّدِيسُ: والسَدَسُ من الإِبل والغنم: المُلْقِي
سَدِيسَه، وكذلك الأُنثى، وجمع السَدِيس سُدُسٌ مثل رغيف ورُغُف، قال
سيبويه: كَسَّروه تكسير الأَسماء لأَنه مناسب للاسم لأَن الهاء تدخل في مؤنثه.
قال غيره: وجمع السَّدَسِ سُدْسٌ مثل أَسَد وأُسْدٍ؛ قال منصور ابن
مِسْجاح يذكر دية أُخذت من الإِبل متخَيَّرة كما يَتخيرها المُصَدِّقُ:
فطافَ كما طافَ المُصَدِّقُ وَسْطَها
يُخَيَّرُ منها في البوازِل والسُّدْسِ
وقد أَسْدَسَ البعيرُ إِذا أَلقى السِّنَّ بعد الرَّباعِيَةِ، وذلك في
السنة الثامنة. وفي حديث العَلاء بن الحَضْرَمِي عن النبي، صلى اللَّه
عليه وسلم: إِن الإِسلام بَدأَ جَذَعاً ثم ثَنِيّاً ثم رَباعِياً ثم
سَدِيساً ثم بازلاً؛ قال عمر: فما بعد البُزُول إِلا النقصان. السديس من الإِبل:
ما دخل في السنة الثامنة وذلك إِذا أَلقى السن التي بعد الرَّباعِيَة.
والسَّدَسُ، بالتحريك: السن قبل البازل، يستوي فيه المذكر والمؤنث لأَن
الإِناث في الأَسنان كلها بالهاء، إِلا السَّدَس والسَّدِيس والبازِلَ.
ويقال: لا آتيك سَدِيسَ عُجَيْسٍ، لغة في سجِيس. وإِزارٌ سَدِيس
وسُداسِيُّ.والسدُوسُ: الطَّيْلَسانُ، وفي الصحاح: سُدُوسٌ، بغير تعريف، وقيل: هو
الأَخْضَرُ منها؛ قال الأَفْوَه الأَوْدِي:
والليلُ كالدَّأْماءِ مُسْتَشْعِرُ،
من دونهِ، لوناً كَلَوْنِ السُّدُوس
الجوهري: وكان الأَصمعي يقول السَّدُوسُ، بالفتح، الطَّيْلَسانُ. شمر:
يقال لكل ثوب أَخضر: سَدُوسٌ وسُدُوسٌ.
وسُدُوسٌ، بالضم: اسم رجل؛ قال ابن بَرِّي: الذي حكان الجوهري عن
الأَصمعي هو المشهور من قوله؛ وقال ابن حمزة: هذا من أَغلاط الأَصمعي المشهورة،
وزعم أَن الأَمر بالعكس مما قال وهو أَن سَدُوس، بالفتح، اسم الرجل،
وبالضم، اسم الطيلسان، وذكر أَن سدوس، بالفتح، يقع في موضعين: أَحدها سدوس
الذي في تميم وربيعة وغيرهما، والثاني في سعد ابن نَبْهانَ لا غير. وقال
أَبو جعفر محمد بن حبيب: وفي تميم سَدُوسُ بن دارم بن مالك بن حنظلة، وفي
ربيعة سَدُوسُ بن ثعلبةً بن عُكابَةَ بن صَعْبٍ؛ فكل سَدُوسٍ في العرب،
فهو مفتوح السين إِلا سُدُوسَ بنَ أَصْمَعَ بن أَبي عبيد بن ربيعة بن
نَضْر ابن سعد بن نَبْهان في طيء فإِنه بضمها. قال أَبو أُسامة: السَّدُوسُ،
بالفتح، الطيلسان الأَخضر. والسُّدُوسُ، بالضم، النِّيلَجُ. وقال ابن
الكلبي: سَدُوس الذي في شيبان، بالفتح، وشاهده قول الأَخطل:
وإِن تَبْخَلْ سَدُوسُ بِدِرْهَمَيْها،
فإِن الريحَ طَيِّبَةٌ قَبُولُ
وأَما سُدُوسُ، بالضم، فهو في طيء لا غير. والسُّدُوس: النِّيلَنْجُ،
ويقال: النِّيلَج وهو النِّيل؛ قال امرؤ القيس:
مَنابته مثلُ السُّدوسِ، ولونُه
كَلَوْنِ السَّيالِ، وهو عذبٌ يَفِيض
(* قوله «كلون السيال» أَنشده في ف ي ص: كشوك السيال.)
قال شمر: سمعته عن ابن الأَعرابي بضم السين، وروي عن أَبي عمرو بفتح
السين، وروى بيت امرئ القيس:
إِذا ما كنتَ مُفْتَخِراً، ففاخِرْ
ببيْتٍ مثلِ بيتِ بني سَدُوسِ
بفتح السين، أَراد خالد بن سدوس النبهاني. ابن سيده: وسَدُوسُ وسُدُوس
قبيلتان، سَدُوسُ في بني ذُهْل ابن شيبان، بالفتح، وسُدُوس، بالضم، في
طيء؛ قال سيبويه: يكون للقبيلة والحي، فإِن قلت وَلَدُ سَدوسٍ كذا أَو من
بني سَدُوس، فهو للأَب خاصة؛ وأَنشد ثعلب:
بني سَدوسٍ زَتَّتوا بَناتِكُمْ،
إِنَّ فتاة الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ
والرواية: بني تميم زَهْنِعوا فتاتكم، وهو أَوفق لقوله فتاة الحي.
الجوهري: سَدُوس، بالفتح، أَبو قبيلة؛ وقول يزيد بن حَذَّاقٍ العَبْدي:
وداوَيْتُها حتى شَنَتْ حَبَشِيَّةً،
كأَنَّ عليها سُنْدُساً وسُدُوسا
السُّدُوس: هو الطَّيْلَسانُ الأَخْضَرُ اهـ. وقد ذكرنا في ترجمة شتت من
هذه الترجمة أَشياء.
ث :الثاء من الحروف اللِّثَوِيَّة، وهي من الحروف الــمهموســة،
وهي والظاء والذال في حيز واحد.
بيي: حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ، قيل: حَيَّاكَ مَلَّكَكَ، وقيل:
أَبقاكَ، ويقال: اعْتَمدك بالمُلْك، وقيل: أَصْلَحك، وقيل: قَرَّبَكَ؛ الأَخيرة
حكاها الأَصمعي عن الأَحمر. وقال أَبو مالك أَيضاً: بَيَّاكَ قَرَّبَك؛
وأَنشد:
بَيَّا لهم، إذ نزلوا، الطَّعامَا
الكِبْدَ والمَلْحاءَ والسَّنامَا
وقال الأَصمعي: معنى حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ أَي أَضحكك. وفي الحديث
عن آدم، عليه السلام: أَنه اسْتَحْرَمَ بعد قَتْلِ ابنه مائةَ سنة فلم
يضحك حتى جاءه جبريل، عليه السلام، فقال: حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ فقال:
وما بَيَّاكَ؟ قيل: أَضْحكَك؛ رواه بإسناد له عن سعيد بن جبير، وقيل:
عجَّلَ لكَ ما تُحِبُّ، قال أَبو عبيدة: بعض الناس يقول إنه إتباع، قال: وهو
عندي على ما جاء تفسيره في الحديث أَنه ليس بإتباع، وذلك أَن الإتباع لا
يكاد يكون بالواو، وهذا بالواو، وكذلك قول العباس في زمزم: إني لا
أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ وهي لشاربٍ حِلُّ وبِلٌّ. وقال الأَحمر: بَيَّاكَ اللهُ
معناه بَوَّأَك منزلاً، إلاَّ أَنها لما جاءت مع حَيَّاكَ تركت همزتها
وحُوِّلَتْ واوها ياء أَي أَسكنك منزلاً في الجنة وهَيَّأَكَ له. قال سلمة
بن عاصم: حَكَيْتُ للفراء قولَ خَلَفٍ فقال: ما أَحسنَ ما قال وقيل:
يقال بَيَّاكَ لازدواج الكلام. وقال ابن الأَعرابي: بَيَّاكَ قَصَدَكَ
واعتَمَدَك بالمُلْكِ والتحية، من تَبَيَّيْتُ الشيءَ: تَعَمَّدْتُه؛
وأَنشد:لَمَّا تَبَيَّيْنا أَخا تَمِيمِ،
أَعْطى عَطاءَ اللَّحِزِ اللَّئيمِ
قال: وهذه الأَبيات تحتمل الوجهين معاً؛ وقال أَبو محمد الفَقْعَسِيّ:
باتَتْ تَبَيَّا حَوْضَها عُكُوفا
مِثْلَ الصُّفُوفِ لاقَتِ الصُّفُوفَا،
وأَنْتِ لا تُغْنِينَ عَنِّي فُوفا
أَي تعتمد حَوْضَها؛ وقال آخر:
وعَسْعَسٌ، نِعْمَ الفَتى، تَبَيَّاهْ
مِنَّا يَزيدٌ وأَبو مُحَيَّاهْ
قال ابن الأَثير: أَبو مُحَيَّاةٍ كنية رجل، واسمه يحيى بن يعلى. وقيل:
بَيَّك جاءَ بكَ.
وهو هَيُّ بنُ بَيٍّ وهَيّانُ بنُ بَيَّانَ أَي لا يعرف أَصله ولا فصله،
وفي الصحاح: إذا لم يعرف هو ولا أَبوه؛ قال ابن بري: ومنه قول الشاعر
يصف حرباً مهلكة:
فأَقْعَصَتْهُم وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ،
وأَعْطَتِ النَّهْبَ هَيَّانَ بنَ بَيَّانِ
الجوهري: ويقال ما أَدري أَيّ هَيِّ بنِ بَيٍّ هُوَ أَي أَيُّ الناس هو.
ابن الأَعرابي: البَيُّ الخسيس من الرجال، وكذلك ابن بَيّان وابن
هَيّان، كله الخسيس من الناس ونحو ذلك. قال الليث: هَيُّ بنُ بَيٍّ وهَيّان بن
بَيّانَ. ويقال: إنَّ هَيَّ بنَ بَيٍّ من ولد آدم ذهب في الأَرض لمَّا
تفرق سائر ولد آدم فلم يُحَسَّ منه عَين ولا أَثر وفقد. ويقال: بَيَّنْتُ
الشيء وبَيَّيْتُه إذا أَوضحته. والتَّبْييُ: التبيين من قرب.
كوف: كوَّف الأَدِيم: قَطَعه؛ عن اللحياني، ككَيَّفه، وكَوَّف الشيءَ:
نحّاه، وكوَّفه: جمعه. والتكَوُّف: التجمع.
والكُوفة: الرملة المجتمعة، وقيل: الكوفة الرملة ما كانت، وقيل: الكوفة
الرملة الحمراء وبها سميت الكوفة. الأزهري: الليث كُوفانُ اسم أَرض وبها
سميت الكوفة. ابن سيده: الكوفة بلد سميت بذلك لأَن سعداً لما أَراد أَن
يبني الكوفة ارتادها لهم وقال: تكوَّفوا في هذا المكان أَي اجتمعوا فيه،
وقال المفضل: إنما قال كوِّفُوا هذا الرمل أي نَحُّوه وانزلوا، ومنه سميت
الكُوفة. وكُوفان: اسم الكوفة؛ عن اللحياني، قال: وبها كانت تدعى قبل،
قال الكسائي: كانت الكوفة تُدْعى كُوفانَ.
وكوَّفَ القومُ: أَتوا الكوفة؛ قال:
إذا ما رأَتْ يوماً من الناس راكباً
يُبَصِّر من جِيرانها، ويُكوِّفُ
وكوَّفْت تكويفاً أَي صرت إلى الكوفة؛ عن يعقوب. وتكوَّفَ الرجلُ أَي
تشبّه بأَهل الكوفة أَو انتسب إليهم. وتكوَّفَ الرملُ والقومُ أَي
استداروا.والكُوفانُ والكُوَّفان: الشرُّ الشديد. وتَرك القومَ في كَوفان أَي في
أَمر مستدير. وإنَّ بني فلان من بني فلان لفي كُوفان وكَوَّفان أَي في
أَمر شديد، ويقال في عَناء ومَشَقَّة ودَوَران؛ وأَنشد ابن بري:
فما أَضْحى وما أَمْسَيْتُ إلا
وإني منكُم في كَوَّفانِ
وإنه لفي كُوفان من ذلك أَي حِرْز ومَنَعة. الكسائي: والناس في كُوفان
من أَمرهم وفي كُوَّفان وكَوْفان أَي في اختلاط. والكُوفانُ: الدَّغَل بين
القصَب والخشب.
والكاف: حرف يذكر ويؤنث، قال: وكذلك سائر حروف الهجاء؛ قال الراعي:
أَشاقَتْكَ أَطْلالٌ تَعَفَّتْ رُسُومُها،
كما بيّنت كاف تلُوح ومِيمها؟
والكاف أَلفها واو؛ قال ابن سيده: وهي من الحروف حرف مهموس يكون أَصلاً
وبدلاً وزائداً ويكون اسماً، فإذا كانت اسماً ابتدئ بها فقيل كزيد
جاءني، يريد مثل زيد جاءني، وكبكر غلامٌ لزيد، يريد مثل بكر غلام لزيد، فإن
أَدخلت إنَّ على هذا قلت إنَّ كبكر غلامٌ لمحمد فرفعت الغلام لأَنه خبر
إنَّ، والكاف في موضع نصب لأَنها اسم إن، وتقول إذا جعلت الكاف خبراً مقدماً
إنَّ كبكر أَخاك تريد إن أَخاك كبكر كما تقول إن من الكرام زيداً، وإذا
كانت حرفاً لم تقع إلا متوسطة فتقول مررت بالذي كزيد، فالكاف هنا حرف لا
محالة، واعلم أَن هذه الكاف التي هي حرف جر كما كانت غير زائدة فيما
قدمنا ذكرها، فقد تكون زائدة مؤكدة بمنزلة الباء في خبر ليس وفي خبر ما ومِن
وغيرها من الحروف الجارّة، وذلك نحو قوله عز وجل: ليس كمثله شيء؛ تقديره
واللّه أَعلم: ليس مثلَه شيء، ولا بد من اعتقاد زيادة الكاف ليصح المعنى
لأَنك إن لم تعتقد ذلك أَثبتَّ له عزّ اسمه مثلاً، وزعمت أَنه ليس كالذي
هو مثله شيء، فيفسد هذا من وجهين: أَحدهما ما فيه من إثبات المثل لمن لا
مثل له عز وعلا علوّاً كبيراً، والآخر أَن الشيء إذا أَثبَتَّ له مثلاً
فهو مِثل مثله لأَن الشيء إذا ماثله شيء فهو أَيضاً مُماثل لما ماثله، ولو
كان ذلك كذلك على فساد اعتقاد اعتقاد معتقده لما جاز أَن يقال ليس كمثله
شيء، لأَنه تعالى مِثلُ مِثله وهو شيء لأَنه تبارك اسمه قد سمى نفسه
شيئاً بقوله: قل أَيُّ شيء أَكبر شَهادة قل اللّه شَهيد بيني وبينكم؛ وذلك
أَن أَيّاً إذا كانت استفهاماً لا يجوز أَن يكون جوابها إلا من جنس ما
أُضيفت إليه، أَلا ترى أَنك لو قال لك قائل أيُّ الطعام أَحب إليك لم يجز
أَن تقول له الركوب ولا المشي ولا غيره مما ليس من جنس الطعام؟ فهذا كله
يؤكد عندك أَن الكاف في كمثله لا بدَّ أَن تكون زائدة؛ ومثله قول رؤبة:
لَواحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ
والمَقَقُ: الطُّول، ولا يقال في هذا الشيء كالطول إنما يقال في هذا
الشيء طول، فكأَنه قال فيها مَقَق أَي طول، وقد تكون الكاف زائدة في نحو ذلك
وذاك وتِيك وتلك وأُولئك، ومن العرب من يقول لَيْسَكَ زيداً أَي ليس
زيداً والكاف لتوكيد الخطاب، ومن كلام العرب إذا قيل لأَحدهم كيف أَصبحت أَن
يقول كخيرٍ، والمعنى على خير، قال الأَخفش: فالكاف في معنى على؛ قال ابن
جني: وقد يجوز أَن تكون في معنى الباء أَي بخير، قال الأَخفش ونحو منه
قولهم: كن كما أَنت. الجوهري الكاف حرف جر وهي للتشبيه؛ قال: وقد تقع موقع
اسم فيدخل عليها حرف الجر كما قال امرؤ القيس يصف فرساً:
ورُحْنا بِكابنِ الماء يُجْنَبُ وسْطَنا،
تَصَوَّبُ فيه العَيْنُ طَوراً وتَرْتَقي
قال:؛ وقد تكون ضميراً للمُخاطب المجرور والمنصوب كقولك غلامك وضَربك،
وتكون للخطاب ولا موضع لها من الإعراب كقولك ذلك وتلك وأُولئك ورُوَيْدَك،
لأَنها ليست باسم ههنا وإنما هي للخطاب فقط تفتح للمذكر وتكسر للمؤنث.
وكوَّفَ الكاف: عَمِلها. وكوَّفْت كافاً حسناً أَي كتبت كافاً. ويقال:
ليست عليه تُوفة ولا كوفة، وهو مثل المَزْرِيةِ. وقد تافَ وكافَ.
والكُوَيْفةُ: موضع يقال له كُويفة عمرو، وهو عمرو بن قيس من الأزْد كان
أَبْرويز لما انهزم من بَهرام جُور نزل به فقراه وحمله، فلما رجع إلى
ملكه أَقطعه ذلك الموضع.
جهر: الجَهْرَةُ: ما ظَهَرَ. ورآه جَهْرَةً: لم يكن بينهما سِترٌ؛
ورأَيته جَهْرَةً وكلمتُه جَهْرَةً. وفي التنزيل العزيز: أَرِنا الله
جَهْرَةً؛ أَي غيرَ مُسْتَتِر عَنَّا بشيء. وقوله عز وجل: حتى نَرى اللهَ
جَهْرَةً؛ قال ابن عرفة: أَي غير محتَجب عنا، وقيل: أَي عياناً يكشف ما بيننا
وبينه. يقال: جَهَرْتُ الشيء إِذا كشفته. وجَهَرْتُه واجْتَهَرْته أَي
رأَيته بلا حجاب بيني وبينه. وقوله تعالى: بَغْتَةً أَو جَهْرَةً؛ هو أَن
يأْتيهم وهم يَرَوْنَهُ. والجَهْرُ: العلانية. وفي حديث عمر: أَنه كان
مِجْهَراً أَي صاحبَ جَهْرٍ ورَفْع لصوته.
يقال: جَهَرَ بالقول إِذ رفع به صوته، فهو جَهِيرٌ، وأَجْهَرَ، فهو
مُجْهِرٌ إِذا عرف بشدّة الصوت وجَهَرَ الشيءُ: عَلَنَ وبَدا؛ وجَهَرَ بكلامه
ودعائه وصوته وصلاته وقراءته يَجْهَرُ جَهْراً وجِهاراً، وأَجْهَرَ
بقراءته لغة. وأَجْهَرَ وجَهْوَرَ: أَعلن به وأَظهره، ويُعَدَّيانِ بغير حرف،
فيقال: جَهَرَ الكلامَ وأَجْهَرَهُ أَعلنه. وقال بعضهم: جَهَرَ أَعْلى
الصوْتَ. وأَجْهَرَ: أَعْلَنَ. وكلُّ إِعْلانٍ: جَهْرٌ. وجَهَرتُ بالقول
أَجْهَرُ به إِذا أَعْلَنْتَهُ. ورجلٌ جَهيرُ الصوتِ أَي عالي الصوت،
وكذلك رجل جَهْوَرِيُّ الصوت رفيعُه. والجَهْوَرِيُّ: هو الصوت العالي. وفرسٌ
جَهْوَرٌ: وهو الذي بأَجَشِّ الصوتِ ولا أَغَنَّ. وإِجْهارُ الكلام:
إِعْلانُه. وفي الحديث: فإِذا امرأَةٌ جَهِيرَةٌ؛ أَي عالية الصوت، ويجوز
أَن يكون من حُسْنِ المَنْظَرِ. وفي حديث العباس: أَنه نادى بصوتٍ له
جَهْوَرِيٍّ أَي شديدٍ عالٍ، والواو زائدة، وهو منسوب إِلى جَهْوَرَ بصوته.
وصوتٌ جَهِيرٌ وكلامٌ جَهِيرٌ، كلاهما: عالِنٌ عال؛ قال:
ويَقْصُر دونَه الصوتُ الجَهِيرُ
وقد جَهُر الرجل، بالضم، جَهَارَةً وكذلك المُجْهَرُ والجَهْورِيُّ.
والحروفُ المَجْهُورَةُ: ضد الــمهموســة: وهي تسعة عشر حرفاً؛ قال سيبويه:
معنى الجَهْرِ في الحروف أَنها حروف أُشْبِعَ الاعتمادُ في موضعها حتى
منع النَّفَس أَن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد ويجري الصوت، غير أَن الميم
والنون من جملة المجهورة وقد يعتمد لها في الفم والخياشيم فيصير فيها غنة
فهذه صفة المجهورة ويجمعها قولك: «ظِلُّ قَوٍّ رَبَض إِذْ غَزَا جُنْدٌ
مُطيع». وقال أَبو حنيفة: قد بالغوا في تَجْهِير صوت القَوْس؛ قال ابن
سيده: فلا أَدري أَسمعه من العرب أَو رواه عن شيوخه أَم هو إِدْلال منه
وتَزَيُّدٌ، فإِنه ذو زوائد في كثير من كلامه.
وجَاهَرَهُمْ بالأَمر مُجاهَرَةً وجِهاراً: عالَنَهُمْ. ويقال: جاهَرَني
فلانٌ جِهاراً أَي علانية. وفي الحديث: كلُّ أُمّتي مُعافىً إِلاَّ
المُجاهِرينَ؛ قال: هم الذين جاهروا بمعاصيهم وأَظهروها وكشفوا ما ستر الله
عليهم منها فيتحدثون به. يقال: جَهَرَ وأَجْهَرَ وجاهَرَ؛ ومنه الحديث:
وإِن من الإِجهار كذا وكذا، وفي رواية: من الجِهار؛ وهما بمعنى المجاهرة؛
ومنه الحديث: لا غِيبَةَ لفاسِقٍ ولا مُجاهِرٍ.
ولقيه نَهاراً جِهاراً، بكسر الجيم وفتحها وأَبى ابن الأَعرابي فتحها.
واجْتَهَرَ القوم فلاناً: نظروا إِليه جِهاراً.
وجَهَرَ الجَيشَ والقومَ يَجْهَرُهُمْ جَهْراً واجتهرهم: كثروا في عينه؛
قال يصف عسكراً:
كأَنَّما زُهاؤُهُ لِمَنْ جَهَرْ
لَيْلٌ، ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ
وكذلك الرجل تراه عظيماً في عينك. وما في الحيّ أَحد تَجْهَرُه عيني أَي
تأْخذه عيني. وفي حديث عمر، رضي
الله عنه: إِذا رأَيناكم جَهَرْناكم أَي أَعجبنا أَجسامكم. والجُهْرُ:
حُسْنُ المَنْظَرِ. ووجهٌ جَهيرٌ: ظاهرُ الوَضاءة. وفي حديث علي، عليه
السلام: أََنه وصف النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: لم يكن قصيراً ولا
طويلاً وهو إِلى الطول أَقربُ، مَنْ رآه جَهَرَهُ؛ معنى جهره أَي عظم في
عينه. الجوهري: جَهَرْتُ الرجلَ واجْتَهَرْتُه إِذا رأَيته عظيم المَرْآة.
وما أَحْسَنَ جُهْرَ فلان، بالضم، أَي ما يُجْتَهَرُ من هيئته وحسن
مَنْظَره. ويقال: كيف جَهْراؤكُمْ أَي جماعتكم؛ وقول الراجز:
لا تَجْهَرِيني نَظَراً وَرُدِّي،
فقد أَرُدُّ حِينَ لا مَرَدِّ
وقد أَرُدُّ، والجِيادُ تُرْدِي،
نِعْمَ المِجَشُّ ساعةَ التَّنَدِّي
يقول: إِن استعظمتِ منظري فإِني مع ما ترين من منظري شجاع أَردّ الفرسان
الذين لا يردهم إِلاَّ مثلي. ورجل جَهِيرٌ: بَيِّنُ الجُهُورةِ
والجَهَارَة ذو مَنْظر. ابن الأَعرابي: رجل حَسَنُ الجَهارَةِ والجُهْر إِذا كان
ذا منظر؛ قال أَبو النجم:
وأَرَى البياضَ على النِّساءِ جَهارَةً،
والْعِتْقُ أَعْرِفُه على الأَدْماءِ
والأُنثى جَهِيرَةٌ والاسم من كل ذلك الجُهْرُ؛ قال القَطامِي:
شَنِئْتُك إِذْ أَبْصَرْتُ جُهْرَكَ سَيّئاً،
وما غَيَّبَ الأَقْوامُ تابِعَةُ الجُهْر
قال: ما بمعنى الذي: يقول: ما غاب عنك من خُبْرِ الرجل فإِنه تابع
لمنظره، وأََنت تابعة في البيت للمبالغة. وجَهَرتُ الرجل إِذا رأَيت هيئته
وحسن منظره. وجُهْرُ الرجل: هيئته وحسن منظره. وجَهَرَني الشيء
واجْتَهَرَني: راعني جماله. وقال اللحياني: كنتُ إِذا رأَيتُ فلاناً جَهَرْتُه
واجْتَهَرْتُه أَي راعك.
ابن الأَعرابي: أَجْهَرَ الرجلُ جاء ببنين ذوي جَهارَةٍ وهم الحَسَنُو
القُدُود الحَسَنُو المَنْظَرَ. وأَجْهَرَ: جاء بابن أَحْوَلَ. أَبو عمرو:
الأَجْهَرُ الحسنُ المَنظَرِ الحَسنُ الجسمِ التامُّهُ. والأَجْهَرُ:
الأَحولُ المليح الحَوَلَةِ. والأَجْهَرُ: الذي لا يبصر بالنهار، وضده
الأَعشى. وجَهْراءُ القوم: جماعتهم. وقيل لأَعرابي: أَبَنُو جَعْفَرٍ أَشرفُ
أَم بنو أَبي بكر بن كلاب؟ فقال: أَما خَواصَّ رجال فبنو أَبي بكر، وأَما
جَهْرَاءِ الحيِّ فبنو جعفر؛ نصب خواص على حذف الوسيط أَي في خواص رجال
وكذلك جَهْراء، وقيل: نصبهما على التفسير. وجَهَرْتُ فلاناً بما ليس
عنده: وهو أَن يختلف ما ظننت به من الخُلُقِ أَو المال أَو في
مَنْظَرِه.والجَهْراء: الرابية السَّهْلَةُ العريضة. وقال أَبو حنيفة: الجَهْراء
الرابية المِحْلالُ ليست بشديدة الإِشراف وليست برملة ولا قُفٍّ.
والجَهْراء: ما استوى من ظهر الأَرض ليس بها شجر ولا آكام ولا رمال إِنما هي
فضاء، وكذلك العَراءُ. يقال: وَطِئْنا أَعْرِيةً وجَهْراواتٍ؛ قال: وهذا من
كلام ابن شميل.
وفلان جَهِير للمعروفِ أَي خليقٌ له. وهمُ جُهرَاءُ للمعروف أَي
خُلَقَاءُ له، وقيل ذلك لأَن من اجْتَهَره طَمِعَ في معروفه؛ قال
الأَخطل:جُهَراءُ للمعروف حينَ تَراهُمُ،
خُلَقاءُ غَيْرُ تَنابِلٍ أَشْرارِ
وأَمر مُجْهَر أَي واضح بَيِّنٌ. وقد أَجْهَرته أَنا إِجْهاراً أَي
شهَّرْته، فهو مَجْهور به مَشْهور. والمَجْهُورة من الآبار: المعمورة،
عَذْبَةً كانت أَو مِلحة. وجَهَر البئرَ يَجْهَرُها جهراً واجْتَهَرَها: نزحها؛
وأَنشد:
إِذا ورَدْنا آجِناً جَهَرْناهْ،
أَو خالياً من أَهْلِهِ عَمَرْناهْ
أَي من كثرتنا نَزَفْنا البئَار وعَمَرْنا الخرابَ. وحَفَر البئرَ حتى
جَهَر أَي بَلَغ الماءَ، وقيل: جَهَرها أَخرج ما فيها من الحَمْأَةِ
والماء. الجوهري: جَهَرْتُ البئر واجْتَهَرْتُها أَي نَقَّيْتُها وأَخرجتُ ما
فيها من الحمأَة، قال الأَخفش: تقول العرب جَهَرْتُ الرَّكِيَّةَ إِذا
كان ماؤُها قد غُطِّيَ بالطِّين فَنُقِّي ذلك حتى يظهر الماء ويصفو. وفي
حديث عائشة، وَوَصَفَتْ أَباها، رضي الله عنهما، فقالت: اجْتَهَرَ دَفْنَ
الرَّواء؛ الاجْتِهارُ: الاستخراج، تريد أَنه كَسَحَها. يقال: جَهَرْتُ
البئرَ واجْتَهَرْتها إِذا كَسَحْتها إِذا كانت مُنْدَفِنَةً؛ يقال: ركيةٌ
دَفينٌ ورَكايا دُفُنٌ، والرَّواءُ: الماءُ الكثير، وهذا مثل ضربته
عائشة، رضي الله عنها، لإِحكامه الأَمر بعد انتشاره، شبهته برجل أَتى على آبار
مندفنة وقد اندفن ماؤُها، فنزحها وكسحها وأَخرج ما فيها من الدفن حتى
نبع الماء. وفي حديث خيبر: وَجَدَ الناسُ بها بَصَلاً وثُوماً فَجَهَرُوه؛
أَي استخرجوه وأَكلوه. وجَهَرْتُ البئر إِذا كانت مندفنة فأَخرجت ما
فيها. والمَجْهُورُ: الماء الذي كان سُدْماً فاستسقى منه حتى طاب؛ قال أَوسُ
بنُ حَجَرٍ:
قد حَلأَتْ ناقَتِي بَرْدٌ وصِيحَ بها
عن ماءِ بَصْوَةَ يوماً، وهْوَ مَجْهُورُ
وحَفَرُوا بئراً فَأَجْهَرُوا: لم يصيبوا خيراً.
والعينُ الجَهْراءُ: كالجاحظَة؛ رجل أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ.
والأَجْهَرُ من الرجال: الذي لا يبصر في الشمس، جَهِرَ جَهَراً، وجَهَرَتْهُ
الشمسُ: أَسْدَرَتْ بَصَرَهُ. وكبشٌ أَجْهَرُ ونَعْجَةٌ جَهْراءُ: وهي التي
لا تبصر في الشمس؛ قال أَبو العيال الهذليُّ يصف مَنيحَةً منحه إِياها
بَدْرُ بنُ عَمَّارٍ الهُذَليُّ:
جَهْراءُ لا تأْلو إِذا هي أَظْهَرَتْ
بَصَراً، ولا مِنْ عَيْلَةٍ تُغْنيني
ها نص ابن سيده وأَورده الأَزهري عن الأَصمعي وما عزاه لأَحد وقال: قال
يصف فرساً يعني الجَهْراءَ؛ وقال أَبو منصور: أُرى هذا البيت لبعض
الهُذَلِيين يصف نعجة؛ قال ابن سيده: وعمَّ به بعضهم. وقال اللحياني: كُلُّ
ضعيف البصر في الشمس أَجْهَرُ؛ وقيل: الأَجهر بالنهار والأَعشى بالليل.
والجُهْرَةُ: الحَوَلَةُ، والأَجْهَرُ: الأَحْوَلُ. رجلٌ أَجْهَرُ وامرأَة
جَهْراءُ، والاسم الجُهْرَةُ؛ أَنشد ثعلب للطرماح:
على جُهْرَةٍ في العينِ وهو خَدوجُ
والمُتَجاهر: الذي يريك أَنه أَجْهَرُ؛ وأَنشد ثعلب:
كالنَّاظِر المُْتَجاهر
وفرس أَجْهَرُ: غَشَّتْ غُرَّتُه وَجْهَه. والجَهْوَرُ: الجَريءُ
المُقْدِمُ الماضي.
وجَهَرْنا الأَرض إِذا سلكناها من غير معرفة. وجَهَرْنا بني فلان أَي
صَبَّحْناهُم على غِرَّةٍ. وحكي الفرّاء: جَهَرْتُ السِّقَاءَ إِذا
مَخَضْته.
ولَبَنٌ جَهِيرٌ: لم يُمْذَقْ بماء. والجَهِيرُ: اللبن الذي أُخرج
زُبْدُه، والثَّمِيرُ: الذي لم يخرج زبده، وهو التَّثْمِير.
ورجل مِجْهَرٌ، بكسر الميم، إِذا كان من عادته أَن يَجْهَر بكلامه.
والمُجاهَرَةُ بالعداوة: المُبادَأَةَ بها.
ابن الأَعرابي: الجَهْرُ قِطْعَةٌ من الدهرِ، والجَهْرُ السَّنَةُ
التامَّةُ؛ قال: وحاكم أَعرابي رجلاً إِلى القاضي فقال: بِعْتُ منه غُنْجُداً
مُذْ جَهْرٍ فغاب عني؛ قال ابن الأَعرابي: مُذْ قِطْعَةٍ من الدهر.
والجَوْهَرُ: معروف، الواحدةُ جَوْهَرَةٌ.
والجَوْهَرُ: كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به.
وجَوْهَرُ كُلِّ شيء: ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّتُه؛ قال ابن سيده: وله
تحديد لا يليق بهذا الكتاب، وقيل: الجوهر فارسي معرّب.
وقد سمَّت أَجْهَرَ وجَهِيراً وجَهْرانَ وجَوْهَراً.
هـ: الهاء من الحروف الحلقية وهي: العين والحاء والهاء والخاء
والغين والهمزة، وهي أَيضاًمن الحروف الــمهموســة وهي: الهاء
والحاء والخاء والكاف والشين والسين والتاء والصاد والثاء
والفاء، قال: والــمهموس حرف لانَ في مَخْرجه دون المَجْهور،
وجرى مع النَّفَس فكان دون المجهور في رفع الصوت.
أبه: أَبَهَ له يَأْبَهُ أَبْهاً وأَبِهَ له وبه أَبَهاً: فَطِنَ. وقال
بعضهم: أَبِهَ للشيء أَبَهاً نسِيه ثم تفطَّنَ له. وأَبَّهَ الرجلَ:
فَطَّنه، وأَبِّهه: نبَّهه؛ كلاهما عن كراع، والمعنيان متقاربان. الجوهري: ما
أَبَهْتُ للأَمر آبَهُ أَبْهاً، ويقال أَيضاً: ما أَبِهْتُ له بالكسر
آبَهُ أَبَهاً مثل نَبِهْتُ نَبَهاً. قال ابن بري: وآبَهْتُه أَعلمته؛
وأَنشد لأُمية:
إذْ آبَهَتْهم ولم يَدْرُوا بفاحشةٍ،
وأَرْغَمَتْهم ولم يَدْروا بما هَجَعُوا
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، في التعوُّذ من عذاب القبر: أَشَيءٌ
أَوْهَمْتُه لم آبَهْ له أَو شَيءٌ ذَكَّرْتُه إياه أَي لا أَدري أَهو شيء
ذكَرَه النبي وكنت غَفَلْتُ عنه فلم آبَهْ له، أَو شيءٌ
ذَكَّرْتُه إياه وكان يذكره بعدُ.
والأُبَّهَة: العظمة والكبر. ورجل ذو أُبَّهَةٍ أَي ذو كبر وعظمة.
وتَأَبَّه فلانٌ على فلان تأَبُّهاً إذا تكبر ورفع قدره عنه؛ وأَنشد ابن بري
لرؤبة:
وطامِح من نَخَْوَةِ التَّأَبُّهِ
وفي كلام عليّ، عليه السلام: كمْ منْ ذِي أُبَّهَةٍ قد جعَلتُه حقيراً؛
الأُبَّهةُ، بالضم والتشديد للباء: العظمة والبهاء. وفي حديث معاوية: إذا
لم يَكُنِ المَخْزوميُّ ذا بَأْوٍ وأُبَّهَةٍ لم يشبه قومه؛ يريد أَنَّ
بني مخزوم أَكثرُهم يكونون هكذا. وفي الحديث: رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَر ذي
طِمْرَين لا يُؤبَهُ له أَي يُحْتَفَلُ به لحقارته. ويقال للأَبَحِّ:
أَبَهُّ، وقد بَهَّ يَبَهُّ أَي بَحَّ يَبَحُّ.