Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مطار

الْخطْبَة

(الْخطْبَة) من الألوان مَا فِيهِ غبرة أَو صفرَة تخالطها خضرَة أَو حمرَة وَالْكَلَام المنثور يُخَاطب بِهِ مُتَكَلم فصيح جمعا من النَّاس لإقناعهم وَمن الْكتاب صَدره (ج) خطب

(الْخطْبَة) طلب الْمَرْأَة للزواج وَالْمَرْأَة المخطوبة
الْخطْبَة: بِالضَّمِّ كَلَام منثور مؤلف من الْمُقدمَات اليقينية والمقبولة والمظنونة أَو إِحْدَاهَا ترغيبا أَو ترهيبا أَو كِلَاهُمَا مصدرا بِالْحَمْد وَالصَّلَاة مَعَ كَون مخاطبه غير معِين يُقَال سمعنَا خطْبَة الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ. وَتطلق على خطاب الْوَعْظ أَيْضا.
وَاعْلَم أَن خطْبَة الْجُمُعَة تشْتَمل على فرض وَسنة فالفرض شَيْئَانِ: الأول: الْوَقْت وَهُوَ بعد الزَّوَال وَقبل الصَّلَاة حَتَّى لَو خطب فِي الْجُمُعَة قبل الزَّوَال أَو بعد الصَّلَاة لَا يجوز. وَالثَّانِي: ذكر الله تَعَالَى وكفت تَحْمِيدَة أَو تَهْلِيلَة أَو تَسْبِيحَة. هَذَا إِذا كَانَ على قصد الْخطْبَة أما إِذا عطس فَحَمدَ الله تَعَالَى أَو سبح أَو هلل مُتَعَجِّبا من شَيْء لَا يَنُوب عَن الْخطْبَة إِجْمَاعًا. وَأما سنتها فخمسة عشر. أَحدهَا: الطَّهَارَة حَتَّى كرهت للمحدث وَالْجنب. ثَانِيهَا: الْقيام. وَثَالِثهَا: اسْتِقْبَال الْقَوْم بِوَجْهِهِ. وَرَابِعهَا: التَّعَوُّذ فِي نَفسه قبل الْخطْبَة. وخامسها: أَن يسمع الْقَوْم الْخطْبَة وَإِن لم يسمع أجزاه. وسادسها: الْبِدَايَة بِحَمْد الله تَعَالَى. وسابعها: الثَّنَاء عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهله. وثامنها: الشهادتان. وتاسعها: الصَّلَاة على النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام. والعاشر: العظة والتذكير. وَالْحَادِي عشر: قِرَاءَة الْقُرْآن وتاركها مسيء. كَذَا فِي الْبَحْر الرَّائِق وَمِقْدَار مَا يقْرَأ فِيهَا من الْقُرْآن ثَلَاث آيَات قصارا أَو آيَة طَوِيلَة. وَالثَّانِي عشر: إِعَادَة التَّحْمِيد وَالثنَاء على الله تَعَالَى وَالصَّلَاة على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الْخطْبَة الثَّانِيَة. وَالثَّالِث عشر: زِيَادَة الدُّعَاء للْمُسلمين وَالْمُسلمَات. وَالرَّابِع عشر: تَخْفيف الْخطْبَتَيْنِ بِقدر سُورَة من طوال الْمفصل وَيكرهُ التَّطْوِيل. وَالْخَامِس عشر: الْجُلُوس بَين الْخطْبَتَيْنِ كَذَا فِي الْبَحْر الرَّائِق.
الْخطْبَة: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا جَاءَكُم طَالب زواج ترضونه وَلم تزوجوه تكن فتْنَة فِي الأَرْض وَفَسَاد.وَقد كتب قدوة عُلَمَاء الدَّهْر وأوحد فضلاء عصره وَصَاحب الكرامات الظَّاهِرَة وواقف الْأَسْرَار الباهرة وجامع الْمَنْقُول والمعقول. وحاوي الْفُرُوع وَالْأُصُول، وَالَّذِي اخضرت رياض الرياضيات والرياضة بِذَاتِهِ، وَصَارَت أَشجَار الْعُلُوم الغريبة مثمرة بزلال حِيَاض صِفَاته، (السَّيِّد شمس الدّين) مد الله ظلال جَلَاله وأفاض على الْعَالمين أمطار فَضله وكماله، رِسَالَة سَمَّاهَا (العنايات الإلهية) وَقد ضمنهَا نفحة من أَحْوَال خوارق الْعَادَات الَّتِي كَانَت لجده الأمجد قبْلَة أَوْلِيَاء الْعَصْر وكعبة أتقياء الدَّهْر (السَّيِّد عنايت الله الخجندي النقشبندي) وَكَذَلِكَ نفحة من الشَّمَائِل التَّامَّة والكاملة لوالده الْعظم صَاحب الْمقَام الرفيع وَوَاحِد الحضرة الصمدية ومقرب بِسَاط الأحدية (السَّيِّد شاه منيب الله) قدس الله تَعَالَى أسرارهما وَنور مرقدهما. وَيَقَع الْمقَام الْمُقَدّس لقطبي الْولَايَة هذَيْن فِي ولَايَة (برار) فِي سَواد (بالابور) وَهُوَ معد لزيارة الْخَاصَّة والعامة. وَقد أظهر فِي هَذِه الرسَالَة بعض أَحْوَال وَالِده الْمَاجِد قدس سره فَقَالَ: ذَهَبْنَا إِلَى منزل سيد من مَشَايِخ العامرة فَأَرْسَلنَا رَسُولا للخطبة فَقبل هَذَا الشَّخْص، ولى كَانَ من الْعَادَات فِي تِلْكَ الْأَيَّام وكما هُوَ مُتَعَارَف عَلَيْهِ عَن الْخَاصَّة والعامة عِنْد الْخطْبَة الحَدِيث عَن شُرُوط الْأُمُور الشَّرْعِيَّة والاحتراز عَن الْأَشْيَاء المنهية، وَالَّتِي قد تحدث فِي مُقَدّمَة الزواج، فَلَمَّا تمّ التطرق لَهَا، رفض هَذَا السَّيِّد الْأَمر بِسَبَب عسر الْحَال وضيق ذَات الْيَد، فَقلت لَهُ لقد رفضتنا وَنحن مُسلمين ونلتزم جَمِيع الشُّرُوط الشَّرْعِيَّة وأمورها وعَلى فرض أَن جَاءَك يَوْمًا مَا كَافِر يتبع الْبدع وَيفْعل المنهيات وَقد توفر لَدَيْهِ مَا لم يتوفر لدينا فَإنَّك سَوف تلبي طلبه، وَبعد عدَّة أَيَّام جَاءَهُ رجل حَدِيث الْإِسْلَام خاطبا ابْنَته، وَقد عرف هَذَا الرجل نَفسه بِأَنَّهُ من السَّادة الأخيار وَمن أهل النجابة، فَمَا كَانَ فِيهِ إِلَّا أَن زوجه لَهَا، وَلَكِن هَذَا الرجل وَبعد اتمام العقد ودخوله على الْبِنْت عمد إِلَى تطليقها. أما الإبنة الثَّانِيَة لهَذَا الرجل فقد احرقت نَفسهَا وَمَاتَتْ أما الإبنة الثَّالِثَة لَهُ فقد زَوجهَا من رجل تبين فِيمَا بعد أَنه عنين. لقد أرسلنَا إِلَى هَذَا الرجل الشريف المحتد الَّذِي لَا أحد يجاري نسبه وحسبه فِي هَذَا الْعَالم الرَّسُول خاطبا فَلم يجب وَأَرْسَلْنَا لَهُ ثَانِيَة الحَدِيث الشريف فَلم يقبل. وَبعد عدَّة أَيَّام انزلقت بَنَاته إِلَى دَرك الْمعاصِي الْكَبِيرَة وأصبحتا ملذة للعامة والخاصة وتفصيل ذَلِك لَا يُمكن أَن أكتبه (انْتهى) .

ثرى

ثرى: {الثرى}: التراب الندي.
(ثرى) الْمَطَر التُّرَاب ثريا نداه وَالْأَمر فلَانا وَفِيه ألان من قسوته
(ثرى) الرجل وضع يَدَيْهِ على الثرى وَفُلَانًا رشه بِالْمَاءِ وَالله الْقَوْم كثرهم وَالرجل المَال كثره
ث ر ى: الثَّرَى التُّرَابُ النَّدِيُّ وَ (الثَّرَاءُ) بِالْمَدِّ كَثْرَةُ الْمَالِ وَ (الثُّرَيَّا) النَّجْمُ. وَ (الثَّرْوَةُ) كَثْرَةُ الْعَدَدِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ إِنَّهُ لَذُو ثَرْوَةٍ وَذُو ثَرَاءٍ أَيْ إِنَّهُ لَذُو عَدَدٍ وَكَثْرَةِ مَالٍ. وَ (أَثْرَى) الرَّجُلُ كَثُرَتْ أَمْوَالُهُ. 
ثرى: الثَّرى مَقْصُوْرٌ: التُّرَابُ المُبْتَلُّ. ودِعْصٌ مَثْرِيٌّ.
ويَقُوْلُوْنَ عِنْدَ تَتَابُعِ الأمْطَارِ: " الْتَقى الثَّرَيَانِ "؛ وهو مَثَلٌ يُضْرَبُ في سُرْعَةِ اتِّفَاقِ الأخَوَيْنِ في المَوَدَّةِ.
وأرْضٌ مُثْرِيَةٌ: لم يَجِفَّ ثَرَاها.
والثَّرْيَاءُ: لُغَةٌ في الثَّرى. وهي أيضاً من الأرَضِيْنَ: الكَثِيْرَةُ الثَّرى.
وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " وما تَحْتَ الثَّرى " يَعْني الأرْضَ السُّفْلى.
ويَقُوْلُوْنَ: هو ابْنُ ثَرَاها: أي العالِمُ بها.
وثَرَّيْتُ الأقِطَ: صَبَبْت عليه ماءً.
وثَرِيْتُ به أثْرى: أي فَرِحْت به.
وإنِّي لأَرى ثَرى الغَضَبِ في وَجْهِه: أي أَثَرَه.
وبَدَا منه ثَرى الماءِ: إذا عَرِقَ؛ في شِعْرِ طُفَيْلٍ.
وبَلَغْتَ ثَرى فلانٍ: إذا أدْرَكْتَ ما تَطْلُبُ منه.
وثَرى القَوْمِ: أصْلُهم.
وفي المَثَلِ: " إنَّه لَقَرِيْبُ الثَّرى بَعِيْدُ النَّبَطِ ": للَّذي يُعْطي بِلِسَانِه ولا يَفي بقَوْلِه.
ويَقُوْلُوْنَ: شَهْرٌ ثَرى، وشَهْرٌ مَرْعى: أي أوَّلُ ما يَكُوْنُ من المَطَرِ فيَبْتَلُّ التُّرَابُ ثُمَّ يَطْلُعُ النَّبَاتُ.
وثَرَاه يَثْرِيْه فانْثَرى: إذا ماثَه.
وما يَثْرِيْه شَيْءٌ ولا يُثْرِيْه شَيْءٌ ولا يُثْري فيه: أي لا يَنْجَعُ.
وفي الحَدِيْثِ: " يُقْعي ويُثْرِي في الصَّلاَةِ " هو من الثَّرى.
[ث ر ى] الثَّرَى التُّرابُ النَّدِيُّ وقِيلَ هو التُّرابُ الَّذِي إِذا بُلَّ لَمْ يَصِرْ طِينًا لازِبًا وقولُه تعالى {وما تحت الثرى} طه 6 جاءَ في التَّفْسِير أَنَّه أرادَ وما تَحْتَ الأَرْضِ وتَثْنِيَتُه ثَرَيانِ وثَرَوانِ الأَخيرةُ عن اللِّحيانِيِّ والجَمْعُ أَثْراءٌ وثَرًى مَثْرِيٌّ بالَغُوا بلَفْظِ المَفْعُولِ كما بالَغُوا بلفظِ الفاعِلِ وإِنما قُلْنَا هذا لأَنَّه لا فِعْلَ له فيُحْمَلُ مَثْرِيٌّ عليه وثَرِبَت الأَرْضُ ثَرًى فهي ثَرِيَّةٌ نَدِيَتْ ولانَتْ بعد الجُدوبَةِ واليُبْسِ وأَثْرَت كَثُرَ ثَراهَا وقالَ أَبو حَنِيفَةَ أَرْضٌ ثَرِيَّةٌ إِذا اعْتَدَل ثَراها فإِذا أَرَدْتَ أَنَّها اعْتَقَدَتْ ثَرًى قُلْتَ أَثْرَتْ وأَرْضٌ ثَرِيَّةٌ وثَرْياءُ ذاتُ ثَرًى وثَرَّى التُّرْبَةَ بَلَّها وثَرَّى الأَقِطَ والسَّوِيقَ صَبَّ عليهِ ماءً ثُمَّ لَتَّه وكُلُّ ما نَدَّيْتَه فقَدْ ثَرَّيْتَهُ والثَّرَى النَّدَى والْتَقَى الثَّرَيانِ وذلِك أَن يَجئَ المَطَرُ فيَرْسَخَ في الأَرضِ حَتّى يَلْتَقِيَ هو ونَدَى الأَرْضِ وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ لَبِسَ رَجُلٌ فَرْوًا دُونَ قَمِيصٍ فقِيلَ الْتَقَى الثَّرَيانِ يَعْنِي شَعْرَ العانَةِ ووَبَرَ الفَرْوِ وبَدَا ثَرَى الماءِ من الفَرَسِ وذلِكَ حِينَ يَنْدَى بالعَرَقِ قال طُفيْلٌ

(يَذُدْنَ ذِيادَ الخامِساتِ وقَد بَدَا ... ثَرَى الماءِ من أَعْطافِها المُتَحَلِّبِ)

وما بَيْنِي وبَيْنَ فُلانٍ مُثْرٍ أَي لم يَنْقَطِع وأَصْلُ ذلك أَنْ تَقُولَ لم يَيْبَسِ الثَّرَى بَيْنِي وبَيْنَه قالَ جَرِيرٌ

(فَلا تُوبِسُوا بَيْنِي وبَيْنكُمُ الثَّرَى ... فإِن الَّذِي بَيْنِي وبَيْنَكُمُ مُثْرِي)

والعَرَبُ تَقُول شَهْرٌ ثَرَى وشَهْرٌ تَرَى وشَهْرٌ مَرْعَى وشَهْرٌ اسْتَوى فأما قَوْلُهم ثَرَى فهو أَوَّلُ ما يَكُونُ المَطَرُ فيَرسَخُ فِي الأَرْضِ وتَبْتَلُّ التُّرْبَةُ وتَلِينُ فهذا مَعْنَى قَوْلِهِم ثَرَى والمَعْنَى شَهْرٌ ذُو ثَرًى فحَذفُوا المُضافَ وقَوْلُهُم وشَهْرٌ تَرَى فأَرادُوا تَرَى فِيه رُؤُوسَ النِّباتِ فحَذَفُوا أَي أَنَّ النَّبْتَ يَنْقُفُ فيه حَتَّى تَرَى رؤُوُسَه وهُوَ من بابِ كُلُّه لَمْ أَصْنَع وأَمّا قَوْلُهم مَرْعّى فهوَ إِذا طالَ بقَدْرِ ما يُمْكِنُ النَّعَمَ أَنْ تَرعاهُ ثم يَسْتَوِى النَّباتُ ويَكْتَهِلُ في الرّابِع فذلك وَجْهُ قَوْلِهم اسْتَوَى وفُلانٌ قَرِيبُ الثَّرَى أَي الخَيْرِ 

ثر

ى1 ثَرِيَتِ الأَرْضُ, aor. ـَ inf. n. ثَرٌى, The earth, or land, became moist and soft, after drought and dryness: (M, K:) or became watered by rain that penetrated to its moistness. (Msb.) A2: See also the same form of the verb in the first paragraph of art. ثرو, in six places.2 ثرّى, (T, S, M, K,) inf. n. تَثْرِيَةٌ, (S, K,) He moistened (T, S, M, K) a place, (T,) or earth, or the ground, or dust, (M, K,) and سَوِيق [or meal of parched barley or wheat], (S, TA,) and any other thing: (TA:) he sprinkled a place: (S, K:) he poured water upon, and then stirred about, and mixed up, [the preparation of milk termed] أَقِط, (M, K,) and سَوِيق. (M.) A2: He made his hands to cleave to the ground (T, K) between the two prostrations in prayer, not separating them therefrom until he performed the second prostration. (T.) 4 اثرى It (rain) moistened the earth. (S.) b2: أَثْرَتِ الأَرْضُ The land, or earth, had much moisture; became abundant in moisture: (S, M, Msb, K:) or it became compact with moisture. (AHn, M.) [See also مُثْرٍ.]

ثَرًى Moisture; humidity; (S, M, K;) of the earth: (S, Msb:) and moist earth; (S, M, Msb, K;) تُرَاب that is not moist is not called ثَرًى; (Msb;) or such as, when moistened, does not become cohesive mud or clay; (M, K;) as also ↓ ثَرْيَآءُ [an epithet used as a subst.]: (AO, T, * K, TA: [in the CK, erroneously, ثَرَياء:]) and the earth;; (M, K) مَا تَحْتَ الثَّرَي, in the Kur [xx. 5], being explained as meaning what is beneath the earth: (M:) الثَّرَى and * أَثْرَى both signify the earth; and the latter, being thus used as a proper name, is imperfectly decl.: (Ham p. 351:) dual ثَرَيَانِ (S, M, K) and ثَرَوَانِ: (Lh, M, K: [but the sing. of the latter should be written ثَرًا:]) pl. أَثْرَآْ. (M, K.) اِلْتَقَى الثَّرَيَانِ [The two moistures met, or have met,] is said when the rain has sunk into the ground so that it has met the moisture of the earth. (S, M, K.) Accord. to IAar, it was also said by a man, (M,) or by an Arab of the desert, (K,) who, (M, K,) being naked, (K,) clad himself with a fur-garment, (M, K,) without a shirt; (M;) meaning the hair of the pubes and the soft hair of the fur-garment. (M, K.) And the Arabs say, شَهْرٌ ثَرَى وَشَهْرٌ تَرَى وَشَهْرٌ مَرْعَى وَشَهْرٌ اسْتَوَى, meaning A month [of moisture] in which the rain begins, and sinks into the ground, and moistens and softens the earth; for شَهْرٌ ذُو ثَرًى: and a month in which thou seest the heads of the herbage grown forth; for شَهْرٌ تَرَى فِيهِ رُؤُوسَ النَّبَاتِ: and a month in which the herbage is tall enough to be pastured upon by the cattle: (As, S, * M:) and a month in which it is full-grown and erect. (As, M.) One says also, بَدَا ثَرَى المَآءِ مِنَ الفَرَسِ, meaning The sweat of the horse appeared. (S, * M.) And إِنِّى لَأَرَي ثَرَى الغَضَبِ فِى وَجْهِ فُلَانٍ, meaning (assumed tropical:) Verily I see the effect of anger in the face of such a one. (T.) And هُوَابْنُ ثَرَاهَا (assumed tropical:) He is the knowing with respect to it. (T in art. بنى.) b2: [Hence, as being likened to moist earth,] i. q. خَيْرٌ (assumed tropical:) [Good; anything good; &c.]. (M, K. [For خَيْر, Golius appears to have found, in a copy of the K, حَيْز; and this, which he has rendered “Terræ tractus,” he has given as a signification, not of ثَرًى, but of ثَرَآءٌ, which, like ثَرًى, he also explains as meaning “ terra. ” ]) So in the saying, فُلَانٌ قَرِيبُ الثَّرَى [app. meaning (assumed tropical:) Such a one is a person from whom good is easy of attainment: or it may mean, a person from whom good seems to be easy of attainment: in either case likened to land of which the moist earth is near the surface: that the phrase may have the latter meaning appears from what here follows]. (M.) You say, إِنَّ فُلَانًا لَقَرِيبُ الثَّرِى بَعِيدُ النَّبَطِ, meaning (assumed tropical:) Verily such a one is a person who promises but who does not fulfil. (IAar, T.) b3: [Hence also, (assumed tropical:) Fresh and vigorous friendship.] You say, لَمْ يَبْبَسِ الثَّرَى بَيْنِى وَبَيْنَهُ (assumed tropical:) [The fresh and vigorous friendship between me and him has not withered]: whence the phrase, مَا بَيْنِى وَبَيْنَ فُلَانٍ

* مُثْرٍ (assumed tropical:) [That friendship which is between me and such a one is fresh and vigorous]; i. e., it has not ceased, or become severed. (S, * M.) Jereer says, فَلَا تُوبِسُوا بَيْنِى وَبَيْنَكُمُ الثَّرَى

↓ فَإِنَّ الَّذَي بَيْنِى وَبَيْنَكُمُ مُثْرِى

[And wither not the fresh and vigorous friendship between me and you; for that which is between me and you is fresh and vigorous]. (S, M.) ثَرٍ, fem. ثَرِيَةٌ, Moist; humid.] You say أَرْضٌ ثَرِيَةٌ, (M, Msb,) like عَمِيَةٌ, (Msb,) or ↓ ثَرِيَّةٌ, like غَنِيَّةٌ, (K, [but this is anomalous, as part. n. of ثَرِيَت,]) and ↓ ثَرْيَآءُ, (Msb, K,) Earth, or land, that has become moist and soft, after drought and dryness: (M, K:) or watered by rain that has penetrated to its moistness: (Msb:) or the last, land of just, or moderate, moisture: (AHn, M:) or moist land; (T, S, M;) and so the first. (M.) And ↓ مَكَانٌ ثَرْيَانُ A place of which the earth has in it moisture. (TA.) And ↓ يَوْمٌ ثَرِىٌّ A humid day. (TA.) A2: See also art. ثرو.

ثَرِىٌّ, fem. ثَرِيَّةٌ: see ثَرٍ, in two places: A2: and see also art. ثرو.

ثَرْيَآءُ: see ثَرٍ: b2: and see also ثَرًى.

ثَرْيَانُ: see ثَرٍ.

ثُرَيَّا: see art. ثرو.

أَثْرَى: see ثَرًى: A2: and see also art. ثرو.

مُثْرٍ, fem. مُثْرِيَةٌ, part. n. of 4, q. v.] أَرْضٌ مُثْرِيَةٌ [is explained as meaning] Land of which the earth has not become dry. (T, TA.) b2: See also ثَرًى, last two sentences.

A2: And see art. ثرو.

مَثْرِىُّ a pass. part. n. having no verb; used as an intensive epithet in the phrase ثَرًى مَثْرِىٌّ [Very moist earth]. (M.) A2: See also art. ثرو.
ثرى
: (ي ( {الثَّرَى: النَّدَى.
(و) فِي الصِّحاحِ: (التُّرَاب النَّدِيُّ) ؛) وَمِنْه الحدِيثُ: فَإِذا كَلْبٌ يأْكُلُ الثَّرَى مِن العَطَشِ.
زادَ ابنُ سِيدَه: (أَو الَّذِي إِذا بُلَّ لم يَصِرْ طِيناً لازباً} كالثَّرْياءِ، مَمْدودَةً) ؛) عَن أَبي عبيدٍ، وأَنْشَدَ:
لم يبْقِ هَذَا الدهرُ مِنْ! ثَرْيائِه
غيرُ أَثافِيهِ وأَرْمِدائِه وَقد تقدَّمَ هَذَا البيتُ فِي أيي، وأَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ: مِنْ آيائِهِ.
(و) فلانٌ قَرِيبُ الثَّرى: أَي (الخَيْرُ. (و) قَوْلُه، عزَّ وجلَّ: {وَمَا تَحت الثَّرَى} ؛ جاءَ فِي التَّفْسير: أنَّه مَا تحْتَ (الأرضِ، وهُما {ثَرَيانِ} وثَرَوانِ؛) الأخيرَةُ عَن اللَّحْيانيِّ؛ (ج {أَثْراءٌ.
(} وثَرِيَتِ الأَرْضُ، كرَضِيَ، {ثَرىً، فَهِيَ} ثَرِيَّةٌ، كغَنِيَّةٍ، {وثَرْياءُ: نَدِيَتْ ولانَتْ بَعْدَ الجُدوبَةِ واليُبْسِ) ؛) اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على} ثَرْياء.
وقالَ أَبو حنيفَةَ: أَرْضٌ ثَرِيَّةٌ اعْتَدَلَ {ثَراها.
وقالَ غيرُهُ: أَرْضٌ} ثَرْياءُ فِي تُرابِها بَلَلٌ ونَدىً.
( {وأَثْرَتْ: كَثُرَ ثَراها) .
(وقالَ أَبو حنيفَةَ: اعْتَقَدَتْ ثَرىً.
(} وثَرَّى التُّرْبَة {تَثْرِيَةً: بَلَّها؛) وكَذلِكَ السَّوِيق؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (فأُتِي بالسّوِيقِ فأمَرَ بِهِ} فَثُرِّي) ، أَي بُلَّ بالماءِ.
وَفِي حدِيثِ عليَ: (أَنا أَعْلَم بجَعْفر أنَّه إِن عَلِمَ {ثرَّاه مرَّةً واحِدَةً ثمَّ أَطْعَمه) ، أَي بَلَّه.
وَفِي حدِيثِ خُبْز الشَّعِير: (فيطيرُ مِنْهُ مَا طَارَ وَمَا بَقِيَ} ثَرَّيْناه) .
(و) ثَرَّى (الأَقِطَ) تَثْرِيَةً: (صَبَّ عَلَيْهِ مَاء ثمَّ لَتَّهُ؛) وكُلُّ مَا نَدَّيْته فقد {ثَرَّيته.
(و) } ثَرَّى (المَكانَ: رَشَّهُ) ؛) عَن الجَوْهرِيّ.
يقالُ: {ثَرِّ هَذَا المَكانَ ثمَّ قِفْ عَلَيْهِ، أَي بُلَّهُ ورشَّ عَلَيْهِ.
(و) ثَرَّى (فُلانٌ: أَلْزَمَ يَدَيْهِ الثَّرَى) ؛) وَمِنْه حدِيثُ ابنِ عُمَر: (كانَ يُقْعِي فِي الصَّلاةِ} ويُثَرِّي) ، مَعْناهُ كانَ يَضَعُ يَدَيْه بالأَرْضِ بينَ السَّجْدَتَيْن فَلَا يُفارِقَانِ حَتَّى يُعِيدَ السُّجود الثَّاني، وَهَكَذَا يَفْعَل مَنْ أَقْعَى.
قالَ الأزْهرِيُّ: وكانَ ابنُ عُمَر يَفْعَل ذلِكَ حينَ كَبِرَتْ سنُّه فِي تَطوّعِه، والسُّنَّة رَفْع اليَدَيْن عَن الأرْضِ بينَ السَّجْدتينِ.
(ولَبِسَ أَعْرابيٌّ عُرْيانٌ) ؛) ونَصُّ المُحْكَم: وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: لَبِسَ رجُلٌ؛ (فَرْوَةً) دُونَ قميصٍ؛ ونَصّ ابْن الأَعْرابيِّ: فَرْواً؛ (فقالَ) ؛) ونَصّ ابْن الأعْرابيِّ فقيلَ؛ (الْتَقَى {الثَّرَيانِ أَي شَعَرُ العانَةِ وَوَبَرُ الفَرْوَةِ. ويقالُ ذلِكَ أَيْضاً إِذا رَسَخَ المَطَرُ فِي الأرْضِ حَتَّى الْتَقَى) هُوَ (ونَدَاها) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ وابنُ أَبي الحدِيدِ.
(وأَبو} ثُرَيَّةَ، كسُمَيَّةَ أَو كغَنِيَّةٍ: سَبْرَةُ بنُ مَعْبَدٍ) ، ويقالُ: سَبْرَةُ بنُ عَوْسَجَةَ، (الجُهَنِيُّ: صَحابيٌّ) ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، رَوَى عَنهُ ابْنُه الرَّبِيع، تُوفي زَمَنَ مُعَاوِيَةَ؛ وَقد تقدَّمَ ذِكْرُهُ فِي الرَّاءِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ: {ثَرىً} مَثْرِيٌّ: بالَغُوا بلَفْظِ المَفْعولِ كَمَا بالَغُوا بلَفْظِ الفاعِلِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قُلْنا هَذَا لأنَّه لَا فِعْل لَهُ فيُحْمَل {مَثْرِيٌّ عَلَيْهِ.
} وأَثْرَى المَطَر: بَلَّ الثَّرَى.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: إنَّ فُلاناً لقَرِيب الثَّرَى بَعِيد النَّبَط للَّذي يَعِدُ وَلَا وَفاءَ لَهُ.
وأَرْضٌ {مُثْرِيَّةٌ: لم يجِفَّ تُرابُها.
وثَرِيتُ بفلانٍ، كرَضِيتُ، فأَنا ثَرِيٌّ بِهِ، أَي سُرِرْتُ بِهِ وفَرِحْتُ؛ عَن ابنِ السِّكِّيت؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لكثيِّر:
وإِني لأَكْمِي النَّاسَ مَا أَنا مُضْمِر
مَخافَةَ أنْ} يَثْرَى بذلِكَ كاشِحُأَي يَفْرَح بذلِكَ ويَشْمَت.
ويَوْمٌ {ثَرِيّ، كغَنِيَ: نَدٍ.
ومَكانٌ} ثَرْيانُ: فِي تُرابِه بَلَلٌ ونَدىً.
وبَدا! ثَرَى الماءِ مِن الفَرَسِ، وذلِكَ حينَ يَنْدَى بالعَرَقِ؛ قالَ طُفَيْل الغَنَويُّ: يُذَدْنَ ذِيادَ الخامِساتِ وَقد بَدَا
ثَرَى الماءِ من أَعْطافِها المُتَحَلِّبكذا فِي الصِّحاحِ.
{وثِرَى، كإِلَى: مَوْضِعٌ بينَ الرُّوَيثة والصَّفْراء؛ وكانَ أَبو عَمْرو يقولُه بفتْحِ أَوَّلِه.
ويَوْمُ ذِي} ثرى: مِن أيَّامِهم.
ويقالُ: إنِّي لأَرَى ثَرَى الغَضَبِ فِي وَجْهِ فلانٍ، أَي أَثَره؛ وقالَ الشاعِرُ:
وإِنِّي لَتَرَّاكُ الضَّغينةِ قد أَرَى
{ثَرَاها من المَوْلى وَلَا أسْتَثِيرُهاويقالُ: مَا بَيْني وبينَ فلانٍ} مُثْرٍ، أَي لم يَنْقَطِع، وأصْل ذلِكَ أَنْ يقولَ لم يَيْبَس الثَّرَى بَيْني وبَيْنه، كَمَا فِي الحدِيثِ: (بُلُّو أَرْحامَكم وَلَو بالسَّلامِ) ؛ قالَ جرير:
فَلَا تُوبِسُوا بَيْني وبَيْنكم الثَّرَى
فإنَّ الَّذِي بَيْني وبينكمُ! مُثْرِي كَمَا فِي الصِّحاح.
قالَ الأصْمعيُّ: العَرَبُ تقولُ شَهْرٌ ثَرَى وشهْرٌ تَرَى وشهْرٌ مَرْعَى، أَي تُمْطِرُ أَوَّلاً ثمَّ يَطْلُعُ النَّباتُ فتَراهُ ثمَّ يَطولُ فتَرْعاهُ النَّعَم؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وزادَ فِي المُحْكَم: وشهْرٌ اسْتَوَى. قالَ: والمعْنَى شَهْر ذُو ثَرىً، فحذَفُوا المُضافَ. وقَوْلُهم: شَهْرٌ تَرَى، أَرادُوا شَهْراً تَرَى فِيهِ رُؤُوس النَّباتِ فحذَفُوا وَهُوَ مِن بابِ كُلَّه لم أَصْنَع؛ وأَمَّا قوْلُهم: مَرْعَى فَهُوَ إِذا طالَ بقدْرِ مَا يُمْكن النَّعَم أَنْ تَرْعاهُ ثمَّ يَسْتوِي النَّبات ويَكْتَهِل فِي الرّابِع فذلِكَ وَجْه قَوْلهم اسْتَوَى.
ووَجَدْتُ فِي هامِشِ الصِّحاح مَا نَصّه: غَيْر مَصْروفٍ إِذا وَقَفْت فَإِذا وَصَلْت صَرَفْته.
وإبراهيمُ بنُ أَبي النَّجْم بنِ ثَرَى بن عليِّ بنِ ثَرَى المَوْصِلِيُّ مُحدِّثٌ، ذَكَرَهُ سُليم فِي الذّيْل.
وَقد سَمَّوْا {ثَرِيا، بالفتْح.

النّوء

النّوء:
[في الانكليزية] Setting of a star or a planet
[ في الفرنسية] Etoile ou planete qui se couche
بالفتح وسكون الواو وثوب الكوكب من منزل إلى آخر. ويقول بعضهم: خروج الزّهرة بعد الغروب نحو المغرب. والمنجّمون العرب ما قالوا بأنّ النّوء هو السّقوط في غير هذا المحلّ.

ويقولون: فطرنا بطلوع الكوكب. وتقول مطرنا بنوء كذا والجمع أنواء. قيل هو مصدر بمعنى السقوط. وقال الأكثرون إنّه اسم غير مشتق كذا في بعض كتب اللغة. وفي الصراح النّوء سقوط نجم من المنازل في المغرب وقت الفجر وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كلّ ليلة إلى ثلاثة عشر يوما، وهكذا كلّ نجم إلى انقضاء السّنة ما خلا الجبهة فإنّ لها أربعة عشر يوما. والعرب تضيف الأمطار والرياح والحرّ والبرد إلى الساقط منها انتهى.

وفي شرح العشرين بابا: طلوع المنزل الذي يكون في موسم المطر يقال له: النّوء. وقد سبق في لفظ المطالع.

خَطط

خَطط
{الخَطُّ: الطَّريقَةُ المُسْتَطيلَةُ فِي الشَّيْءِ وقِيل: هُوَ الطَّريقُ الخَفيفُ فِي السَّهْلِ. وَقَدْ أَعادَه المُصَنِّفِ ثَلَاث مَرَّاتٍ، وَهُوَ إيّاه، وَهُوَ غَريبٌ، ج:} خُطوطٌ، وَقَدْ جمعه العَجَّاجُ عَلَى {أَخْطاط فَقَالَ: وشِمْنَ فِي الغُبارِ} كالأخْطاطِ و {الخَطُّ: الكَتْبُ بالقَلَمِ، خَطَّ الشَّيْءَ} يَخُطُّه {خَطًّا: كَتَبَه بقَلَمٍ، أَو غَيْرِه، قالَ امرؤُ القَيس:
(لِمَنْ طَلَلٌ أَبْصَرْتُه فَشَجاني ... } كخَطِّ الزَّبورِ فِي عَسيبِ يَمانِ)
وأَمّا قَوْلُ الشَّاعِر:
(فأَصْبَحتْ بَعْدَ {خَطَّ بَهْجَتها ... كأَنَّ قَفْراً رُسومَها قَلَما)
أَراد: فأَصْبَحَتْ بعد بَهْجَتِها قَفْراً، كأَنَّ قَلَماً خَطَّ رُسومَها. وَمن المَجَازِ: الخَطُّ: ضَرْبٌ من الجِماع، وقَد} خَطَّها قُساحاً، والقَسْحُ بقاءُ الإنْعاظِ، نَقَله اللَّيْثُ، كَمَا فِي التَّهْذيب. وَمن المَجَازِ: الخَطُّ: ضِدُّ الحَطِّ، وَهُوَ الأَكْلُ القَليلُ، وبالحاءِ: الكَثير، {كالتَّخْطيطِ، ومِنْهُ حَديثُ ابْن أُنيسٍ: ذَهَب بِي رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم إِلَى مَنْزلهِ، فدَعا بطَعامٍ قَليلٍ، فجَعلْتُ} أُخَطِّطُ حتَّى يَشْبَعَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم أَي: {أَخُطُّ فِي الطَّعامِ، أُريهِ أَنِّي آكُلُ ولَسْتُ بآكِلٍ، ووَصَف أَبُو المَكارِم مَدْعاةً دُعِيَ إِلَيْهَا، قالَ: فحَطَطْنا ثمَّ} خَطَطْنا. والخَطُّ: الطَّريقُ عَن ثَعْلَبٍ، يُقَالُ: الْزَمْ ذَلِك {الخَطَّ وَلَا تَظْلِم عَنهُ شَيْئاً، ويُقَالُ: هُوَ بالضَّمِّ، كَمَا سَيَأْتِي، ويُروى بالوَجْهَيْنِ قَوْلُ أَبي صَخْرٍ الهُذَليِّ:
(صُدودَ القِلاصِ الأُدْمِ فِي لَيْلَةِ الدُّجَى ... عَن الخَطِّ لم يَسْرُبْ لَها الخَطَّ سارِبُ)
وَقَالَ سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ:
(حتَّى تُرِكْنا وَمَا تُثْنَى ظَعائِنُنا ... يأخُذْنَ بَيْنَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ)
وَقَالَ ابْن سِيدَه: الخَطُّ سيفُ البَحْرَيْنِ وعُمانَ أَو كُلُّ سيفٍ: خَطٌّ، وَقَالَ الأّزْهَرِيّ: وَذَلِكَ السِّيفُ كُلُّه يُسَمَّى الخَطّ. وَمن قُرَى الخَطِّ: القَطيفُ، والعُقَيْرُ، وقَطَرُ. وقِيل فِي قَوْلِ امرِئِ القَيْس:
(فإنْ تَمْنَعوا مِنّا المُشَقَّرَ والصَّفا ... فإِنَّا وَجَدْنا الخَطَّ جَمًّا نَخيلُها)
هُوَ خَطُّ عبدِ القَيْسِ بالَبحْرَيْن، وَهُوَ كَثيرُ النَّخيلِ. والخَطُّ، أَيْضاً: ع، باليَمامَةِ، وَهُوَ خَطُّ هَجَرَ، تُنْسَبُ إِلَيْهِ الرِّماحُ الخَطِّيّة لأنَّها تُحْمَلُ من بِلادِ الهِنْدِ، فتُقَوَّمُ بِهِ. كَذَا فِي الصّحاح. وَقَالَ ابْن سِيدَه: وقِيل: الخَطُّ مَرْفَأُ السُّفُنِ بالبَحْرَيْن، قالَ غيرُه: وَقَدْ يُكْسَرُ، وَفِيه نَظَرٌ، فإِنَّه إنَّما يُكْسَرُ)
عِنْد إرادَةِ الاسْمِيَّة، كَمَا يَأْتِي عَن اللَّيْثُ، فتأمَّل. قالَ ابْن سِيدَه: وإلَيْهِ نُسِبَتْ الرِّماحُ يُقَالُ رُمْحٌ} خَطِّيٌّ، ورِماحٌ {خَطِّيَّة} وخِطِّيَّة عَلَى الْقيَاس، وعَلى غيرِ القِياس، لأنَّها تُباعُ بِهِ، لَا أَنَّه مَنْبِتُها، كَمَا قَالُوا: مِسْكُ دارينَ، وَلَيْسَ هُنالك مِسْكٌ، ولكنَّها مَرْفَأُ السُّفُنِ الَّتِي تَحْمِلُ المِسْكَ من الهِنْد.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الخَطُّ أَرْضٌ تُنْسَب إِلَيْهَا الرِّماح الخَطِّيّة، فَإِذا جَعلتَ النِّسْبةَ اسْما لازِماً قُلْتَ: خِطِّيَّةٌ، وَلم تَذْكُرِ الرِّماحَ، وَهُوَ خَطُّ عُمانَ، كَمَا قَالُوا: ثِيابٌ قِبْطِيَّة، فَإِذا جَعَلوها اسْما قَالُوا: قُبْطِيَّةٌ، بتَغْيير النَّسب، وامرأةٌ قِبْطِيَّةٌ لَا غير، لَا يُقَالُ إلاَّ هَكَذا، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: {الخَطِّيُّ: الرِّماحُ، وَهُوَ نِسْبةٌ، قَدْ جَرَى مَجْرى الاسمِ العَلَمِ، ونُسِبتْ إِلَى الخَطّ خَطِّ البَحْرَيْنِ، وإِلَيْه تَرْفأُ السُّفُن إِذا جاءَت من أرضِ الهِنْدِ وَلَيْسَ الخِطِّيّ الَّذي هُوَ الرِّماحُ من نباتِ أَرْضِ العَرَب. وَقَدْ كَثُرَ مَجيئُه فِي أَشْعارِها قالَ الشَّاعِر فِي نبَاتِه:
(وهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّيُّ إلاَّ وَشِيجَةً ... وتُغْرَسُ إلاَّ فِي مَنَابِتِها النَّخْلُ)
وَفِي العُبَاب قالَ عَمْرو بن كُلْثوم:
(بسُمْرٍ من قَنَا الخَطِّيِّ لُدْنٍ ... ذَوابِلَ أَو ببِيضٍ يَخْتلِينَا)
وَقَالَ غيرُه:
(ذَكَرْتُكِ} - والخَطِّيُّ يَخْطِرُ بَيْنَنا ... وَقَدْ نَهِلَتْ مِنَّا المُثَقَّفَةُ السَّمْرُ)
وجَبَلُ الخُطِّ، بالضَّمِّ ويُفْتَحُ: أَحدُ الأَخْشَبَيْن بمكَّةَ، شرَّفَها الله تَعالَى. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الخُطُّ: مَوْضِعُ الحَيِّ. والخُطُّ: الطَّريقُ الشارِعُ ويُفْتحُ، وَهَكَذَا ضُبِطَ بالوجْهَيْن فِي الجَمْهَرَةِ، ويُروَى بالوَجْهَين قَوْلُ أَبي صَخْرٍ الهُذَلِيّ، وَقَدْ تَقَدَّم. والخِطُّ، بالكَسْرِ: الأرْضُ الَّتِي لم تُمْطَرُ وَقَدْ مُطِرَ مَا حولَها، عَن أَبي حَنِيفَةَ. والخِطُّ: الأَرْضُ الَّتِي تُنْزِلُها وَلم يَنْزِلُها نازِلٌ قبْلَكَ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، {كالخِطَّةُ، بزِيادَةِ الْهَاء، وإِنَّما كُسِرت الخاءُ مِنْهَا لأَنَّها أُخْرِجتْ عَلَى مصدَرٍ بُنِيَ عَلَى فِعله.
وجمعُ الخِطَّة:} خِطَطٌ، وَقَدْ {خَطَّها لنَفْسهِ} خَطًّا {واخْتَطَّها وَهُوَ أَن يُعلِمُ عَلَيْهَا علامَةً} بالخَطِّ ليُعْلَمَ أَنَّه قَدْ اخْتارَها ليَبْنِيَها دَارا، ومِنْهُ {خِطَطُ البصرَةِ والكوفَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. قُلْتُ: وَلِهَذَا سَمَّى المَقْرِيزِيُّ كتابَه} الخِطَط. وَحكى ابنُ بَرِّيّ عَن ابنِ دُرَيْدٍ أَنَّه يُقَالُ خِطٌّ: للمكان الَّذي {يَخْتَطُّه لنَفسِه، من غيرِ هاءٍ، يُقَالُ: هَذَا خَطُّ بني فُلانٍ. وكلُّ مَا حَظرْتهُ، أَي مَنَعْتَه فَقَدْ} خَطَطْتَ عَلَيْهِ.
{والخَطيطَةُ: الأَرْضُ الَّتِي لم تُمْطَر بَيْنَ أَرْضَينِ مَمْطورَتَيْنِ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: هِيَ الَّتِي يُمْطَرُ مَا حولَها وَلَا تُمْطَر هِيَ، أَو هِيَ الَّتِي مُطِرَ بعضُها دونَ بعضٍ. والجَمْعُ:} خَطَائِطُ، وأَنْشَدَ أَبُو) عُبَيْدَةَ لهمْيانَ بنِ قُحافَةَ: عَلَى قِلاَصٍ تَخْتَطِي {الخَطَائطَا يَتْبَعْنَ مَوَّارَ المِلاَطِ مَائِطَا وَقَالَ الكُمَيْتُ:
(قِلاَتٌ} بالخَطِيطَةِ جاوَرْتُها ... فنَضَّ سِمالُها العَيْنُ الذَّرُورُ)
{والخُطَّةُ: بالضَّمِّ: شِبْهُ القِصَّةِ، وَفِي الصّحاح: الخُطَّة: الأَمْرُ والقِصَّةُ، وزادَ غيرُه: والحالُ والخَطبُ، وَفِي اللّسَان: يُقَالُ: سُمْتُه} خُطَّةَ خَسْفٍ {وخُطَّةَ سَوْءٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لتأَبَّطَ شَرًّا:
(هُما} خُطَّتَا إِمَّا إِسارٍ ومِنَّةٍ ... وإِمَّا دَمٌ والقَتْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ)
أَرادَ {خُطَّتان، فحذَفَ النُّونَ اسْتِخْفافاً، كَذَا فِي الصِّحَاح، وَفِي حَدِيث الحُدَيْبِيَةِ: لَا يسْأَلوني} خُطَّةً يُعَظِّمون فِيهَا حُرُماتِ الله إلاَّ أَعْطَيْتُهم إِيَّاها. وَفِي حديثِها أَيْضاً: قَدْ عَرَضَ عليكُم خُطَّةَ رُشْدٍ فاقْبَلُوها أَي أَمراً واضِحاً فِي الهُدى والاسْتِقامَة. و! الخُطَّةُ: الجَهْلُ، يُقَالُ: فِي رأْسِهِ خُطَّةٌ، أَي جَهْلٌ، وقِيل: أَمْرٌ مَا. وَقَالَ الفَرَّاءُ: الخُطَّة: لُعْبَةٌ للأَعْرابِ. وَفِي الصّحاح: الخُطَّةُ من الخَطِّ، كالنُّقْطَةُ من النَّقْطِ، أَي اسمُ ذَلِك. والخُطَّةُ: الإِقْدامُ عَلَى الأُمورِ، يُقَالُ: جاءَ وَفِي رأْسِهِ خُطَّةٌ إِذا جاءَ وَفِي نفسِهِ حاجَةٌ وَقَدْ عَزَم عَلَيْهَا، والعامَّةُ تَقول: خُطْبةٌ، كَذَا فِي الصّحاح، زَاد فِي اللّسَان: وكلامُ العربِ الأَوَّلُ، وَفِي العُبَاب: قالَ القُحَيْفُ العُقَيْلِيّ:
(وَفِي الصَّحْصَحِيِّين المُوَلِّينَ غُدْوَةٌ ... كَوَاعِبُ من بَكْرٍ تُسَامُ وتُجْتَلَى)
قالَ:! بخَطِّ ابنِ حَبيبٍ النَّسَّابَةِ فِي شِعْرِ القُحَيْف خُطَّةٌ وَفِي نوادِرِ أَبي زَيْدٍ: خِطْبَةً. قُلْتُ: فإنْ صَحَّ مَا فِي نَوادِرِ أَبي زَيْدٍ فنِسْبَةُ الجَوْهَرِيّ إِيَّاها للعامَّةِ محلُّ نَظَرٍ. قالَ الجَوْهَرِيّ: وَفِي حديثِ قَيْلَةَ نبتِ مَخْرَمَةَ التَّميميَّة: أَيُلامُ ابنُ هَذِه أَنْ يَفْصِلَ الخُطَّةَ ويَنْتَصِرَ مِنْ وراءِ الحَجَزَة أَي أَنَّهُ إِذا نزَلَ بِهِ أَمرٌ مُلْتَبِسٌ مُشْكِل لَا يُهْتَدَى لَهُ، إِنَّهُ لَا يَعْيَا بِهِ، ولكنَّه يَفْصِله حتَّى يُبْرِمَه ويخرُجُ مِنْهُ.
وخُطَّةُ، بِلَا لامٍ: اسمُ عَنْزِ سَوْءٍ، عَن الْأَصْمَعِي، قالَ: ومِنْهُ المَثَلُ: قَبَحَ الله مِعْزَى خَيْرُها خُطَّةُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ الصَّاغَانِيُّ: يُضربُ لقوْمٍ أَشْرارٍ يُنسبُ بعضُهم إِلَى أَدْنى فضِيلَةٍ، وَفِي اللّسَان: قالَ الأَصْمَعِيّ: إِذاوقالَ اللَّيْثُ: وحَلْبَسٌ {الخَطَّاطُ: اسمُ رجلٍ زاجِرٍ مَشْهورٍ، وَهُوَ الَّذي أَتاه الثَّوْرِيُّ وسأَله فخَبَّره بكُلِّ مَا عَرَفَ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: سهَّلَ عليَّ ذَلِك الحديثَ الَّذي يرْويهِ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَن النَّبِيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم: كانَ نبِيٌّ من الأَنْبِياءِ} يَخُطُّ قالَ الصَّاغَانِيُّ: هَكَذا قالَهُ اللَّيْثُ. وأَمَّا الحَدِيث فرَاوِيهِ مُعاوِيَةُ بنُ الحَكَمِ السُّلَمِيُّ. قُلْتُ: وَهَكَذَا فِي النِّهايَةِ، ولعلَّهُ رُوِيَ مِنْ طَريقٍ آخَرَ إِلَى أَبي هُرَيْرَةَ أَيْضاً. وَلم نطَّلِعْ عَلَيْهِ، فتأَمَّلْ. وقالَ البَعِيثُ:
(أَلا إنَّما أَزْرَى بِحارَك عامِداً ... سُوَيْعٌ كخطَّافِ {الخَطيطَةِ أَسْحَمُ)
كَذَا فِي اللّسَان، وَلم يُفَسِّرْه، وعِنْدي أنَّ الخَطيطَةَ هُنا هِيَ الرَّمْلَة الَّتِي} يَخُطُّ عَلَيْهَا الزّاجِرُ، وأَسْحَم: اسمُ خَطٍّ من خُطوطِ الزَّاجِرِ، وَهُوَ عَلامةُ الخَيْبَةِ عِنْدَهم، وَذَلِكَ أَنْ يأتيَ إِلَى أَرْضٍ رِخْوَةٍ، وَله غُلامٌ مَعَه مِيلٌ فيَخُطَّ الأُسْتاذُ خُطوطاً كثيرَةً بالعَجَلَة، لِئَلاَّ يَلْحَقَها العَدَدُ، ثمَّ يَرْجِع فيَمْحو مِنْهَا عَلَى مَهَلٍ خَطَّيْنِ خَطَّيْنِ، فإنْ بَقِيَ من الخُطوطِ {خَطّانِ فهُما علامَةُ النُّجْحِ وقَضاءِ الحاجَةِ، قالَ: وَهُوَ يَمْحو وغُلامهُ يَقُولُ للتّفاؤُل: ابْنَيْ عِيان أَسْرِعا البَيان، قالَ ابنُ عَبّاسٍ: فَإِذا مَحا الخُطوطَ فبَقِيَ مِنْهَا خَطٌّ واحدٌ فَهِيَ علامَةُ الخَيْبَةِ. وَقَدْ رَوَى مِثْلَُ ذَلِك أَبُو زَيْدٍ، وَاللَّيْث.
وخَطَّ برِجْلِه الأرْضَ: مَشَى، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ أَبُو النَّجْمِ: أَقْبَلْتُ مِنْ عندِ زِيادٍ كالخَرِفْ} تَخُطُّ رِجْلايَ! بخَطٍّ مُخْتَلِفْ تُكَتِّبان فِي الطَّريقِ لامَ أَلِفْ والخَطوط، كصَبورٍ، من بَقَرِ الوَحْشِ: الَّتِي تَخُطُّ الأرْضَ بأَظْلافِها، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وكَذلِكَ كُلُّ دابّةٍ، كَمَا فِي اللّسَان. والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كَيْفَ أَهْمَلَه، وَهُوَ مَوْجودٌ فِي العُبَاب أَيْضاً. ويُقَالُ: فُلانٌ يَخُطُّ فِي الأرْضِ، إِذا كانَ يُفَكِّر فِي أَمْرِه ويُدَبِّرهُ، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ ذُو الرُّمَّة:
(عَشِيَّةَ مَالِي حيلَةٌ غيرَ أَنَّني ... بِلَقْطِ الحَصَى {والخَطِّ فِي الدّارِ مولَعُ)

(} أَخُطُّ وأَمْحو {الخَطَّ ثمَّ أُعيدُه ... بكَفِّيَ والغِرْبانُ فِي الدَّارِ وُقَّعُ)
} والمِخْطاطُ: عودٌ تُسَوَّى عَلَيْهِ الخُطوطُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كَيْفَ أَهْمَلَه وَهُوَ مَوْجودٌ فِي العُبَاب أَيْضاً. وكِتابٌ مَخْطوطٌ: مكتوبٌ فِيهِ. وعَلى ظَهْر الحِمار خُطَّتانِ، بالضَّمِّ، أَي جُدَّتانِ، كَمَا فِي الأَسَاسِ، وهُما طَريقَتان مُسْتَطيلَتان تُخالِفانِ لَوْنَ سائِر الجَسَد. وخَطّ الله نَوْءها، من الخَطيطَة، وَهِي الأرْضُ الغَيْرُ المَمْطورَةِ، هَكَذا رُوِيَ فِي حَديثِ ابْن عَبّاسٍ، قالَهُ) أَبُو عُبَيْدٍ: ويُرْوَى خَطَّأَ أَي جَعَلَه مُخْطِئاً لَهَا لَا يُصيبُها مَطَرُه، ويُرْوَى {خَطَّى، وأَصْلُه} خَطَّط، كتَقَضَّى الْبَازِي والأُولَى أَضْعَفُ الرِّواياتِ. ويُقَالُ: الْزَمْ! خَطيطَةَ الذُّلِّ مَخافَةَ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ، نَقَلَه ابْن الأَعْرَابِيّ من قَوْلِ بعضِ العَرَبِ لابنِه. وَهُوَ مَجازٌ، استعارها للذُلِّ، لأنَّ الخَطيطَةَ من الأرَضينَ ذَليلَةٌ بِمَا بَخَسَته الأمْطارُ من حَقِّها، كَذَا فِي المُحْكَمِ. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: الأَخَطُّ: الدَّقيقُ المَحاسِنِ. ويُقَالُ: {خَطَطْتُ بالسَّيْفِ وَجْهَه، ووَسَطَه، وَهُوَ مَجازٌ. وكَذلِكَ} خَطَّهُ بالسَّيْفِ نِصْفَيْن. {والخَطيطُ، كأَميرٍ: قَريبٌ من الغَطيطِ، وَهُوَ صَوْتُ النّائم، والغَيْنُ والخاءُ يتقارَبان، يُقَالُ: خَطَّ فِي نَوْمِه، أَي غَطَّ فِيهِ. ويَوْمُ مُخَطَّطِ، كمُحَدِّثٍ: من أَيّامِهِم، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ:
(إلاَّ أَكُنْ لاقَيْتُ يومَ مُخَطِّطٍ ... فقَدْ خَبَّرَ الرُّكْبانُ مَا أَتَوَدَّدُ)
} والخُطَّة، بالضَّمِّ: الحُجَّة، كَمَا فِي العُبَاب، وَفِي النّوادِرِ: يُقَالُ: أَقِمْ عَلَى هَذَا الأمْرِ {بخُطَّةٍ، وبحُجَّةٍ، مَعْناهُما واحدٌ. وقولُهم: خُطَّةٌ نائِيَةٌ، أَي مَقْصِدٌ بَعيدٌ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِيه أَيْضاً: قَوْلُهُم: خُذْ خُطَّةً، أَي خُذْ خُطَّةَ الانْتِصاف، وَمَعْنَاهُ: انْتَصِفْ. وفُلانٌ يَبْني خُطَطَ المَكارِم، وَهُوَ مَجازٌ. وغُلامٌ} مُخْتَطٌّ، كمُخَطِّط، وَهُوَ مَجازٌ. وجاراهُ فَمَا خَطَّ غُبارَهُ، أَي مَا شَقَّ، كَمَا فِي الأَسَاسِ، واللِّسان، وَهُوَ مَجازٌ. قالَ الفَرَّاءُ: وَمن لُعَبِهم: تَيْسُ عَماءٍ! خُطْخوط، قالَ الصَّاغَانِيُّ: وَلم يُفَسِّرْها.

قلمن

قلمن
:) القَلَمُونُ، محرّكةٍ: مَطارِــقُ كثيرَةُ الأَلْوانِ؛ عَن السِّيرافي.
وقلمون: مَوضِع بِالشَّام.
وأَيْضاً: موْضِعٌ.
وَقد مَرَّ أَيْضاً للمصنِّف، رحِمَه اللهُ تَعَالَى، فِي قَلَم، وإنَّما ذَكَرْته هُنَا لأنَّ الكَلِمَةَ رُومِيَّةٌ وحُرُوفَها أَصْلِيَّة. وَكَذَا أَبو قَلَمُون الَّذِي تقدَّمَ للمصنِّفِ.

وَدَن

(وَدَن) الشَّيْء بله ونقعه وقصره
(وَدَن)
الشَّيْء (يدنه ودنا وودانا بله ونقعه والعروس وَالْفرس أحسن الْقيام عَلَيْهِمَا وَمِنْه الميدان (فِي لُغَة) لِأَن الْخَيل تودن فِيهِ وَالْجَلد ودنا دَفنه تَحت الثرى ليلين وَالشَّيْء بالعصا دقه أَو لينه كَمَا يلين الْأَدِيم وَيُقَال ودنه بالعصا ضربه وَالشَّيْء قصره ونقصه وصغره فَهُوَ مودون وودين
وَدَن
: ( {وَدَنَهُ، كوَعَدَهُ،} وَدْناً {ووِداناً، بالكسْرِ: بَلَّهُ ونَقَعَهُ) .
(وجاءَ قوْمٌ إِلَى بنْتِ الخُسِّ بحَجرٍ فَقَالُوا: أَحْذِي لنا مِن هَذَا نَعْلاً، فَقَالَت: دِنُوهُ؛ قالَ ابنُ بَرِّي: أَي رَطِّبُوه.
وَفِي حدِيثِ مُصْعَبِ بنِ عُمَيْر: (وَعَلِيهِ قِطْعَة نَمِرَةٍ قد وَصَلَها بإِهابٍ قد} وَدَنَهُ) ، أَي بَلَّه بماءٍ ليخْضعَ ويَلِينَ.
(فَهُوَ {وَدِينٌ} ومَوْدُونٌ) :) أَي مَبْلولٌ مَنْقوعٌ؛ قالَ الطرمَّاحُ: عَقائِل رَمْلَةٍ نازَعْنَ منهادُفُوفَ أَقاحِ مَعْهودٍ {وَدين ِقالَ الأَزْهرِيُّ: أَرادَ دُفوفَ رَمْلٍ أَو كَثِيب، أَقاحٍ مَعْهودٍ، أَي مَمْطُور؛ وقوْلُه:} وَدِين أَي {مَوْدُونٍ مَبْلول.
وقالَ فِي ترْجَمةِ دين: قالَ اللَّيْثُ: الدِّينُ مِنَ الأَــمْطارِ مَا تعاهَدَ مَوْضِعاً لَا يزالُ يَرُبُّ فِيهِ ويصيبُه؛ وأَنْشَدَ: مَعْهودٍ ودِينِ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَهَذَا خَطَأٌ، والواوُ فِي وَدِين فَاء الفِعْل، وَهِي أَصْليَّة وليسَتْ بواوِ العَطْفِ، قالَ: وَلَا يُعْرَفُ الدِّيْن فِي بابِ الأَــمْطارِ؛ قالَ: وَهَذَا تصْحِيفٌ مِن اللّيْثِ أَو ممَّنْ زادَ فِي كتابِهِ، وَقد ذَكَرْناهُ فِي مَوْضِعِهِ؛ (} كوَدَّنَهُ) {تَوْدِيناً (} واتَّدَنَهُ) ، على افْتَعَلَهُ كذلِكَ، ( {فاتَّدَنَ هُوَ) إِذا (انْتَقَعَ) وابْتَلَّ، (لازِمٌ مُتَعدَ) ؛) قالَ الكُمَيْت:
وراجٍ لينَ تَغْلِبَ عَن شِظافٍ} كمُتَّدِنِ الصَّقا حَتَّى يَلِينا (و) {وَدَنَ (العَرُوسَ} وَدْناً {ووِداناً) ، بالكسْرِ: (أَحْسَنَ القِيامَ عَلَيْهَا) ؛) وكذلِكَ الفَرَس.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: أَخَذُوا فِي} وِدَانِ العَرُوسِ إِذا عَلَّلُوها بالسَّوِيقِ والتَّرَفُّهِ للسِّمَنِ؛ وأَنْشَدَ:
بئس {الوِدانُ للفَتَى العَرُوسِضَرْبُكَ بالمِنْقارِ والفُؤُوسِ (و) } وَدَنَ (الشَّيءَ وَدْناً: قَصَدَهُ) ، هَكَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ قَصَرَهُ؛ ( {كوَدَّنَهُ) } تَوْدِيناً، (! وأَوْدَنَهُ) ، ذَكَرَ الأُولى والثانِيَة أَبو عُبَيْدٍ. (و) {ودَنَهُ (بالعَصَا: ضَرَبَهُ) ؛) وقيلَ: لَيَّنَهُ كَمَا} يُودَنُ الأدِيمُ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: دَقَّهُ بِهِ.
قالَ الزَّمَخْشريُّ: وَمِنْه المِيدانُ لأنَّ الخَيْلَ {تُودَنُ فِيهِ، أَي تُضْرَبُ.
وذَكَرَه المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى فِي ميد.
(} والأوْدَنُ: النَّاعِمُ.
(و) {أَوْدَنُ: (ة بينَ مَرْعَش والفُراتِ.
(و) } أَوْدَنَةُ، (بهاءٍ: ة ببُخارى) ؛) ظاهِرُ سِياقِه أنَّها بالفتْحِ، وضَبَطَه ابنُ السّمعانيّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى بالضمِّ؛ (مِنْهَا) :) أَبو سُلَيْمان (داوُدُ بنُ محمدِ) بنِ موسَى بنِ هَارُون الفَقِيهُ الحَنَفيُّ (المُحدِّثُ {الأَوْدَنِيُّ) ، رَوَى عَن أَبي عبيدِ الرَّحمنِ بنِ أَبي لَيْثٍ وصالِحِ بنِ محمدِ جزْرَةَ، وصنَّفَ عِدَّةَ تَصَانِيف؛ وابْناهُ أَبو مُسْلمٍ عبْدُ الصَّمدِ الفَقِيهُ، وأَبو سَهْلٍ عبْدُ الحميدِ الحافِظُ، حَدَّثا عَن جدِّهما.
وَمِنْهَا أَيْضاً: أَبو مَنْصورٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ نَصْر الأَوْدَنِيُّ عَن مُوسَى بنِ قُرَيْش. وأَبو بكْرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ محمدِ بنِ نصيرِ بنِ وَرْقاء} الأَوْدَنيُّ فَقِيهُ الشافِعِيَّة، يَرْوِي عَن الهَيْثَمِ بنِ كُلَيْبٍ وعبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَف النقيّ، وعبدِ الحَلِيم والمُسْتَغْفريّ، وَهُوَ مِن أَصْحابِ الوُجُوهِ، ماتَ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، سَنَة 385.
(! وتَودَّنَ الجِلْدُ: لانَ) عنْدَ الدِّباغِ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ. ( {والمَوْدُونُ: القَصيرُ العُنُقِ والأَلْواحِ واليَدَيْنِ) ؛) كَمَا فِي التهذيبِ. وقالَ بعضُهم: القصيرُ ألْواحِ اليَدَيْنِ، (النَّاقِصُ الخَلْقِ الضَّيِّقُ المَنْكِبَيْنِ) ؛) وَمِنْه حدِيثُ ذِي الثُّدَيَّةِ: (أَنَّه كانَ} مَوْدُونَ اليَدِ) ، أَي ناقِصها مَعَ قِصَرٍ.
( {والمَوْدُونَةُ للمُؤَنَّثِ) ؛) قالَ حَسَّانُ يَذمُّ رجُلاً:
وأُمُّكَ سَوْداءُ} مَوْدُونَةٌ كأَنَّ أَنامِلَها الحُنْظُبُ (و) {المَوْدُونَةُ: (دُخَّلَةُ) مِن الدَّخاخِيلِ (قَصيرةُ العُنُقِ صَغيرَةُ الجُثَّةِ) ، وقيلَ: دَقِيقَتُها (} ووَدِنَتِ) المرْأَةُ، (كَعَلِمَتْ: ولَدَتْ ولَداً) قصيرَ العُنُقِ واليَدَيْنِ ضَيِّقَ المَنْكِبَيْنِ، ورُبَّما كانَ مَعَ ذلِكَ (ضاوِياً؛ {كأَوْدَنَتْ، فَهُوَ} مَوْدونٌ {ومُودَنٌ) ، على اللَّفِّ والنّشْرِ المُرَتَّبِ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
وَقد طُلِقَتْ لَيْلَة كُلَّهافجاءَتْ بِهِ} مُودَناً خَنْفَقِيقا وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{وَدَنَ الجِلْدَ} وَدْناً: دَفَنَه فِي الثَّرَى ليَلِينَ، فَهُوَ {مَوْدُونٌ.
} والوِدَانُ، بالكسْرِ: مَواضِعُ النَّدَى والماءِ الَّتِي تصلحُ للغُروسِ.
{والمَوْدُونَةُ: المُرَطَّبةِ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
وَلَقَد عَجِبتُ لكاعِبٍ} مَوْدُونةٍ أَطْرافُها بالحَلْيِ والحِنَّاءِ {والتَّوَدُّنُ: كثْرَةُ التَّدْهِين والتَّنْعِيم.
} ووَدَنَ الشيءَ وَدْناً: نَقَّصَهُ وصَغَّرَه؛ {كأَوْدنَه، فَهُوَ} مَوْدُونٌ {ومُودَنٌ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
لما رأَتْه} مُودَناً عِظْيَّراً قَالَت أُرِيدُ العُتْعُتَ الدِّفَرَّاو {المُودَنُ} كالمَوْدُونِ: القصيرُ الناقِصُ الخَلْقِ؛ وَبِه رُوِيَ حدِيثُ ذِي الثُّدَيَّة أَيْضاً.
قالَ الكِسائيُّ: {المُودَنُ اليَدِ: القَصيرُها.
} والمَوْدُونُ: المَدْقُوقُ. وَقد وَدَنَه {وَدْناً: إِذا دَقَّهُ.
وفَرَسٌ} مَوْدُونٌ: أَحْسَنَ القِيام عَلَيْهِ.
{ومَوْدُونٌ: فَرَسُ مِسْمَع بنِ شِهابٍ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
ونَحْنُ غَدَاةَ بَطْنِ الجِزْعِ فِئْنَا} بمَوْدُونٍ وفارِسِه جِهارَا

النظر

النظر: طلب المعنى بالقلب من جهة الذكر، كما يطلب إدراك المحسوس بالعين، ذكره الحرالي، قال: وأول موقع العين على الصورة نظر، ومعرفة خبرتها الحسية بصر، ونفوذه إلى حقيقتها رؤية. فالبصر متوسط بين النظر والرؤية كما قال تعالى {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} . وقال غيره: تقليب البصر أو البصيرة لإدراك الشيء ورؤيته، وقد يراد به التأمل والفحص، وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص، واستعمال النظر في البصر أكثر عند العامة، وفي البصيرة أكثر عند الخاصة. ونظر الله إلى عباده إحسانه إليهم وإفاضة نعمه عليهم. والنظير: المثل، واصله المناظر كأنه ينظر كل منهما إلى صاحبه فيناديه. والمناظرة: المباحثة والمباراة في النظر. والنظر: البحث، وهو أعم من القياس لأن كل قياس نظر ولا عكس.

النظر عند أهل الأصول: الفكر المؤدي إلى علم أو ظن.
النظر:
[في الانكليزية] Sight ،vision ،consideration ،meditation ،position ،thought ،reflection
[ في الفرنسية] Vue ،consideration ،meditation position ،pensee ،reflexion
بفتح النون والظاء المعجمة في اللغة نكريستن در چيزي بتأمل، يقال نظرت إلى الشيء كذا في الصراح. وعند المنجّمين كون الشيئين على وضع مخصوص في الفلك، فإن اجتمع الكوكبان غير الشمس والقمر في جزء واحد من أجزاء فلك البروج يسمّى قرانا ومقارنة، وإن كان أحد الكوكبين المجتمعين في جزء واحد شمسا والآخر كوكبا من الخمسة المتحيّرة يسمّى احتراقا، وإن كان أحدهما شمسا والآخر قمرا يسمّى اجتماعا، وإن لم يجتمع الكوكبان في جزء واحد، فإن كان البعد بينهما سدس الفلك بأن تكون مسافة ما بينهما ستين درجة من فلك البروج كأن يكون أحدهما في أول الحمل والآخر في أول الجوزاء يسمّى نظر تسديس، وإن كان البعد بينهما ربع الفلك أي تسعين درجة يسمّى نظر التربيع، وإن كان البعد بينهما ثلث الفلك أي مائة وعشرين درجة يسمّى نظر التثليث، وإن كان البعد بينهما نصف الفلك أي مائة وثمانين درجة يسمّى مقابلة ومقابلة النيّرين أي الشمس والقمر يسمّى استقبالا، ونظرات القمر تسمّى امتزاجات وممازجات قمر ومقارنة الكواكب بعقدة القمر تسمّى مجاسدة، وإن لم يكن البعد بينهما كذلك فلا نظر بينهما.
اعلم أنّ نظر كلّ برج إلى ثالثة هو التسديس الأيمن وإلى الحادي عشر هو التسديس الأيسر، وإلى خامسه التثليث الأيمن وإلى تاسعه التثليث الأيسر، وإلى رابعه التربيع الأيمن وإلى عاشره التربيع الأيسر وقد مرّ ما يتعلّق بهذا في لفظ الاتصال. اعلم بأنّ عبد العلي البرجندي في شرح زيج (الغ بيك) يقول:

الأنظار نحو نظر المقابلة قسمان: أحدهما على التوالي ويقال له: أنظار أولى. وذلك لأنّ حركات الكواكب لهذا الجانب. فلذا يقولون:
أولا هذه الأنظار تقع. والثاني يقال له أنظار ثانية. ويقال للأولى أنظار يسرى، وللثانية أنظار يمنى. وذلك لأنّ أهل أحكام الفلك توهّموا كون الإنسان مستلقيا ورأسه لجهة القطب الشمالي. وقسم من هذه الأنظار حينا يعتبرونها من منطقة البروج، والنظرات التي يسطّرونها في دفاتر التقويم مبنية على هذا الاعتبار وحينا من معدّل النهار. وهذه معتبرة في أحكام المواليد، ويقولون لها أيضا مطارح الأشعّة ومطارح الأنوار وتخصيصهم مطرح الشّعاع بهذه المواضع من حيث أنّ آثار وقوع الشّعاع يظهر في هذه المواضع، ولأنّ صحّتها صارت معلومة بالتجارب الكثيرة وإلّا فإنّ أشعّتها تصل إلى جميع أجزاء الفلك. انتهى كلامه. وإنّ نظرات البيوت والأشكال والنقاط في علم الرمل يأخذونها على هذا النحو، إلّا إذا لاحظوا بيوت الرمل بدلا من أجزاء فلك البروج وبدلا من كواكب الأشكال نقاط الاعتبار.
وأمّا عند غيرهم كالمنطقيين فقيل هو الفكر وقيل غيره وقد سبق. وقال القاضي الباقلاني النّظر هو الفكر الذي يطلب به علم أو غلبة ظنّ، والمراد بالفكر انتقال النفس في المعاني انتقالا بالقصد، فإنّ ما لا يكون انتقالا بالقصد كالحدس وأكثر حديث النفس لا يسمّى فكرا، وذلك الانتقال الفكري قد يكون بطلب العلم أو الظّنّ فيسمّى نظرا، وقد لا يكون كذلك فلا يسمّى به فالفكر جنس له وما بعده فصل له وكلمة، أو لتقسيم المحدود دون الحدّ.
وحاصله أنّ قسما من المحدود حدّه هذا أي الفكر الذي يطلب به علم، وقسما آخر حدّه ذاك أي الفكر الذي يطلب به ظنّ فلا يرد أنّ الترديد للإبهام فينافي التحديد والمراد بغلبة الظّنّ هو أصل الظّنّ، وإنّما زيد لفظ الغلبة تنبيها على أنّ الرجحان مأخوذ في حقيقة فإنّ ماهية الظّنّ هي الاعتقاد الراجح فلا يرد أنّ غلبة الظّنّ غير أصل الظّنّ فيخرج عنه ما يطلب به أصل الظّنّ، والمراد بطلب الظّنّ من حيث هو ظنّ من غير ملاحظة المطابقة للمظنون وعدمها، فإنّ المقصود الأصلي كالعمل في الاجتهاديات قد يترتّب على الظّنّ بالحكم بالنّظر إلى الدليل، فإنّ الحكم الذي غلب على ظنّ المجتهد كونه مستفادا من الدليل بحسب العمل به عليه من غير التفات إلى مطابقته وعدّ مطابقته سيّما عند من يقول بإصابة كلّ مجتهد، ولذا يثاب المجتهد المخطئ فلا يرد أنّ الظّنّ الغير المطابق جهل، فيلزم أن يكون الجهل مطلوبا وهو ممتنع إذ لا يلزم من طلب الأعمّ الذي هو الظّنّ مطلقا طلب الأخصّ الذي هو الظّنّ الغير المطابق، فلا يلزم طلب الجهل. وهذا التعريف يتناول النظر في التصوّر وفي التصديق لأنّ التصوّر مندرج في العلم، وكذا التصديق اليقيني مندرج فيه، فيتناول القطعي باعتبار مادته وصورته كالنّظر القياسي البرهاني والظّنّي من حيث المادة كالنّظر القياسي الخطابي، ومن حيث الصورة كالاستقراء والتمثيل، وكذا يتناول النّظر الصحيح والفاسد.
اعلم أنّ للنظر تعريفات بحسب المذاهب.
فمن يرون أنّه اكتساب المجهول بالمعلومات السّابقة وهم أرباب التعاليم القائلون بالتعليم والتعلّم يقولون إنّ النّظر ترتيب أمور معلومة للتأدّي إلى مجهول، وبعبارة أخرى ترتيب علوم الخ، إذ العلم والمعلوم متحدان والترتيب فعل اختياري لا بدّ له من علّة غائية، فالباعث على ذلك الفعل التأدّي إلى المجهول يقينا أو ظنّا أو احتمالا فهو الفكر، فخرج عنه المقدّمة الواحدة لأنّ الترتيب فيها ليس للتأدّي بل لتحصيل المقدّمة، وكذا خرج أجزاء النظر وترتيب الطرفين والنسبة الحكمية أو بعضها في القضية لتحصيل الوقوع واللاوقوع المجهول، وكذا خرج التنبيهات، وكذا خرج الحدس لأنّه سنوح المبادئ المرتّبة دفعة من غير اختيار، سواء كان بعد طلب أو لا، وأيضا ليس له غاية لعدم الاختيار فيه، ودخل فيه ترتيب المقدّمات المشكوكة المناسبة بوجود غرض التأدّي احتمالا، وكذا التعليم لأنّه فكر بمعونة الغير وكذا الحدّ والرسم الكاملان إلّا أنّ الأول موصل إلى الكنه والثاني إلى الوجه، لكنه يخرج عنه التعريف بالفصل والخاصّة وحدهما، وكون كلّ منهما قليلا ناقصا كما قاله ابن سينا لا يشفي العليل لأنّ الحدّ إنما هو لمطلق النّظر فيجب أن يندرج فيه جميع أفراده التامة والناقصة قلّ استعمالها أو كثر. ولهذا غيّر البعض هذا التعريف فقال هو تحصيل أمر أو ترتيب أمور للتأدّي إلى المجهول، وكذا دخل فيه قياسا المساواة والاستلزام بواسطة عكس النقيض وإن أخرجوهما عن القياس لعدم اللزوم لذاته، وكذا النّظر في الدليل الثاني لأنّ المقصود منه العلم بوجه دلالته وهو مجهول. وإنّما قيل للتأدّي ولم يقل بحيث يؤدّي ليشتمل النّظر الفاسد صورة أو مادة فيشتمل المغالطات المصادفة للبديهيات كالتشكيك المذكور في نفس اللزوم ونحوه لأنّ الغرض منها التصديق للأحكام الكاذبة وإن لم يحصل ذلك، وغيّر البعض هذا التعريف لما مر فقال النّظر ملاحظة العقل ما هو حاصل عنده لتحصيل غيره، والمراد بالعقل النفس لأنّ الملاحظة فعلها وأنّ المجرّدات علمها حضوري لا حصولي، والمتبادر من الملاحظة ما يكون بقصد واختيار فخرج الحدس ثم الملاحظة لأجل تحصيل الغير تقتضي أن يكون ذلك لتحصيل غاية مترتّبة عليه في الجملة فلا يرد النقض بالملاحظة التي عند الحركة الأولى والثانية إذ لا يترتّب عليه التحصيل أصلا، بل إنّما يترتّب على الملاحظة التي هي من ابتداء الحركة الأولى إلى انتهاء الحركة الثانية. نعم يترتّب على الملاحظة بالحركة الأولى في التعريف بالمفرد وهي فرد منه فتدبّر فظهر شمول هذا التعريف أيضا لجميع الأقسام. وأمّا من يرى أنّ النّظر مجرّد التوجّه إلى المطلوب الإدراكي بناء على أنّ المبدأ عام الفيض متى توجهنا إلى المطلوب أفاضه علينا من غير أن يكون لنا في ذلك استعانة بمعلومات، فمنهم من جعله عدميا فقال هو تجريد الذهن عن الغفلات المانعة عن حصول المطلوب، ومنهم من جعله وجوديا فقال هو تحديق العقل نحو المعقولات أي المطالب وتحديق النّظر بالبصر نحو المبصرات. وقد يقال كما أنّ الإدراك بالبصر يتوقّف على أمور ثلاثة: مواجهة البصر وتقليب الحدقة نحوه طلبا لرؤيته وإزالة الغشاوة المانعة من الإبصار، كذلك الإدراك بالبصيرة يتوقّف على أمور ثلاثة: التوجّه نحو المطلوب أي في الجملة بحيث يمتاز المطلوب عمّا عداه كما يمتاز المبصر عن غيره بمواجهة البصر وتحديق العقل نحوه طلبا لإدراكه أي التوجّه التام إليه بحيث يشغله عما سواه كتقليب الحدقة إلى المبصر وتجريد العقل عن الغفلات التي هي بمنزلة الغشاوة. فإن قلت الاستعانة بالمعلومات بديهية فكيف ينكرها؟

قلت: لعلّه يقول إنّ إحضار المعلومات طريق من طرق التوجّه فإنّه يفيد قطع الالتفات إلى غير المطلوب، ولذا قد يحصل المطلوب بمجرّد التوجّه بدون معلومات سابقة على ما هو طريقة حكماء الهند وأهل الرياضة، والظاهر هو مذهب أرباب التعاليم. قيل والتحقيق الذي يرفع النزاع من المتقدّمين والمتأخّرين هو أنّ الاتفاق واقع على أنّ النّظر والفكر فعل صادر عن النفس لاستحصال المجهولات من المعلومات، ولا شكّ أنّ كلّ مجهول لا يمكن اكتسابه من أيّ معلوم اتفق، بل لا بدّ له من معلومات مناسبة إياه كالذاتيات في الحدود واللوازم الشاملة في الرسوم والحدود الوسطى في الاقترانيات، وقضية الملازمة في الشرطيات.
ولا شك أيضا في أنّه لا يمكن تحصيله من تلك المعلومات على أي وجه كانت بل لا بدّ هناك من ترتيب معيّن فيما بينها ومن هيئة مخصوصة عارضة لها بسبب ذلك الترتيب، فإذا حصل لنا شعور بأمر تصوّري أو تصديقي وحاولنا تحصيله على وجه أكمل سواء قلنا إنّ ذلك الوجه هو المطلوب أو أنّ المطلوب ذلك الأمر بهذا الوجه فلا بدّ أن يتحرّك الذهن في المعلومات المخزونة عنده منتقلا من معلوم إلى معلوم آخر حتى يجد المعلومات المناسبة لذلك المطلوب وهي المسمّاة بمباديه. ثم أيضا لا بدّ أن يتحرّك في تلك المبادي ليرتّبها ترتيبا خاصا يؤدّي إلى ذلك المطلوب، فهناك حركتان مبدأ الأولى منهما هو المطلوب المشعور بذلك الوجه الناقص ومنتهاها آخر ما يحصل من تلك المبادئ ومبدأ الثانية أول ما يوضع منها للترتيب ومنتهاها المطلوب المشعور به على الوجه الأكمل. فالحركة الأولى تحصل المادة أي ما هو بمنزلة المادة أعني مبادئ المطلوب التي يوجد معها الفكر بالقوة، والحركة الثانية تحصل الصورة أي ما هو بمنزلة الصورة أعني الترتيب الذي يوجد معه الفكر بالفعل وإلّا فالفكر عرض لا مادة ولا صورة. فذهب المحقّقون إلى أنّ الفعل المتوسط بين المعلوم والمجهول للاستحصال هو مجموع هاتين الحركتين اللتين هما من قبيل الحركة في الكيفيات النفسانية إذ به يتوصّل إلى المجهول توصلا اختياريا، للصناعة الميزانية فيه مدخل تام، فهو النظر بخلاف الترتيب المذكور اللازم له بواسطة الجزء الثاني إذ ليس له مدخل تام لأنّه بمنزلة الصورة فقط.
وذهب المتأخّرون إلى أنّ النّظر هو ذلك الترتيب الحاصل من الحركة الثانية لأنّ حصول المجهول من مباديه يدور عليه وجودا وعدما. وأمّا الحركتان فهما خارجتان عن الفكر والنّظر إلّا أنّ الثانية لازمة له لا توجد بدونه قطعا والأولى لا تلزمه بل هي أكثري الوقوع معه، إذ سنوح المبادئ المناسبة دفعة عند التوجه إلى تحصيل المطلوب قليل، فالنزاع بين الفريقين إنّما هو في إطلاق لفظ النظر لا بحسب المعنى، إذ كلا الفريقين لا ينكران أنّ مجموع الحركتين فعل صادر من النفس متوسط بين المعلوم والمجهول في الاستحصال، كما لا ينكران الترتيب اللازم للحركة الثانية كذلك مع الاتفاق بينهما على أنّ النظرين أمران من هذا القبيل، ومختار الأوائل أليق بصناعة الميزان. ثم إنّ هذا الترتيب يستلزم التوجه إلى المطلوب وتجريد الذهن عن الغفلات وتحديق العقل نحو المعقولات فتأمّل حتى يظهر لك أنّ هذه التعريفات كلها تعريفات باللوازم وحقيقة النّظر هي الحركتان وأن لا نزاع بينهم بحيث يظهر له ثمرة في صورة من الصور.
اعلم أنّ الإمام الرازي عرّف النّظر بترتيب تصديقات يتوصّل بها إلى تصديقات أخر بناء على ما اختاره من امتناع الكسب في التصوّرات. قال السّيّد السّند في حواشي العضدي: إن قلت ماذا أراد القاضي بالنّظر المعرّف بما ذكره، أمجموع الحركتين كما هو رأي القدماء أم الحركة الثانية كما ذهب إليه المتأخّرون؟ قلت: الظاهر حمله على المعنى الأول إذ به يحصل المطلوب لا بالحركة الثانية وحدها انتهى. وفيه إشارة إلى جواز حمله على المعنى الثاني.
فائدة:
المشهور أنّ النّظر والفكر يختصان بالمعقولات الصّرفة لا يجريان في غيرها، والظاهر جريانهما في غيرها أيضا كقولك هذا جسم لأنّه شاغل للحيّز، وكلّ شاغل للحيّز جسم، كذا ذكر أبو الفتح في حاشية الجلالية للتهذيب. وبقي هاهنا أبحاث فمن أرادها فليرجع إلى حواشي شرح المطالع في تعريف المنطق.

التقسيم:
ينقسم النظر إلى صحيح يؤدّي إلى المطلوب وفاسد لا يؤدّي إليه، والصحة والفساد صنفان عارضان للنّظر حقيقة لا مجازا عند المتأخّرين. فإنّ الترتيب الذي هو فعل الناظر يتعلّق بشيئين أحدهما بمنزلة المادة في كون الترتيب به بالقوة وهو المعلومات التي يقع فيها الترتيب، والثاني بمنزلة الصورة في حصوله به بالفعل وهو تلك الهيئة المترتّبة عليها. فإذا اتصف كلّ منهما بما هو صحته في نفسه اتصف الترتيب بالصحة التي هي صفته وإلّا فلا، بخلاف ما إذا كان عبارة عن الحركتين لأنّ الحركة حاصلة بالفعل من مبدأ المسافة أعني المطلوب المشعور به بوجه إلى منتهاها، أعني الوجه المجهول، وليست بالقوة عند حصول المعلوم وبالفعل عند حصول الهيئة فلا يكون صحة النظر حينئذ بصحة المادة والصورة، بل بترتيب ما لأجله الحركة، أعني حصول المعلومات المناسبة والهيئة المنتجة، وبخلاف ما إذا كان النظر عبارة عن التوجّه المذكور، فإنّ العلوم السابقة لا مدخل لها في التأدية حينئذ فلا يكون صحته بصحة المادة والصورة أيضا.
قيل يرد على التعريفين قولنا زيد حمار وكلّ حمار جسم فإنّه يدخل في الصحيح مع أنه فاسد المادة. أقول: لا نسلّم تأديته إلى المطلوب فإنّ حقيقة القياس على ما صرّح به السّيّد السّند في حواشي العضدي وسط مستلزم للأكبر ثابت للأصغر، وهاهنا لا يثبت الوسط للأصغر فلا اندراج فلا تأدية في نفس الأمر. نعم إنّه يؤدّي بعد تسليم المقدمتين. ومنهم من قسّم النظر إلى جلي وخفي وهذا بعيد لأنّ النظر أمر يطلب به البيان فجلاؤه وخفاؤه إنّما هو بالنظر إلى بيانه وكشفه للمنظور فيه وهو لا يجامعه أصلا لكونه معدا له، فلا يتّصف بصفاته حقيقة بل مجازا، فما وقع في كلامهم من أنّ هذا نظر جلي وهذا نظر خفي فمحمول على التجوّز.
فائدة:
لا اختلاف في إفادة النظر الصحيح الظّنّ بالمطلوب، وأمّا في إفادته العلم به فقد اختلف فيه. فالجمهور على أنّه يفيد العلم وأنكره البعض وهم طوائف. الأولى من أنكر إفادته للعلم مطلقا وهم السّمنية المنسوبة إلى سومنات وهم قوم من عبدة الأوثان قائلون بالتّناسخ وبأنّه لا طريق للعلم سوى الحسّ.
الثانية المهندسون قالوا إنّه يفيد العلم في الهندسيات والحسابيات دون الإلهيات والغاية القصوى فيها الظّنّ والأخذ بالأحرى والأخلق بذاته تعالى وصفاته وأفعاله. الثالثة الملاحدة قالوا إنّه لا يفيد العلم بمعرفة الله تعالى بلا معلّم يرشدنا إلى معرفته تعالى ويدفع الشبهات عنّا.
فائدة:
اختلف في كيفية حصول العلم عقيب النظر الصحيح، فمذهب الشيخ الأشعري أنّه بالعادة بناء على أنّ جميع الممكنات مستندة عنده إلى الله سبحانه ابتداء بلا واسطة وأنّه تعالى قادر مختار فلا يجب عنه صدور شيء ولا يجب عليه أيضا، ولا علاقة توجيه بين الحوادث المتعاقبة إلّا بإجراء العادة بخلق بعضها عقيب بعض كالإحراق عقيب مماسة النار والرّي بعد شرب الماء. ومذهب المعتزلة أنّه بالتوليد وذلك أنّهم أثبتوا لبعض الحوادث مؤثّرا غير الله تعالى، وقالوا الفعل الصادر عنه إمّا بالمباشرة أي بلا واسطة فعل آخر منه، وإمّا بالتوليد أي بتوسطه والنّظر فعل للعبد واقع بمباشرته يتولّد منه فعل آخر هو العلم. ومذهب الحكماء أنّه بسبب الإعداد فإنّ المبدأ الذي يستند إليه الحوادث في عالمنا هذا وهو العقل الفعّال أو الواجب تعالى بتوسط سلسلة العقول موجب عندهم عام الفيض، ويتوقّف حصول الفيض على استعداد خاص يستدعيه ذلك الفيض، والاختلاف في الفيض إنّما هو بحسب اختلاف استعدادات القوابل. فالنّظر يعدّ الذهن إعدادا تاما والنتيجة تفيض عليه من ذلك المبدأ وجوبا أي لزوما عقليا. ومذهب الإمام الرازي أنّه واجب أي لازم عقلا غير متولّد منه. قيل أخذ هذا المذهب من القاضي الباقلاني وإمام الحرمين حيث قالا باستلزام النظر للعلم على سبيل الوجوب من غير توليد. ونقل في شرح المقاصد عن الإمام. الغزالي أنّه مذهب أكثر أصحابنا، والقول بالعادة مذهب البعض.
فائدة:
شرط النّظر في إفادته العلم إمّا مطلقا صحيحا كان أو فاسدا، فبعد الحياة أمران وجود العقل الذي هو مناط التكليف وضدّه وهو ما ينافيه، فمنه ما هو عام يضاد النّظر وغيره وهو كلّ ما هو ضدّ للإدراك من النوم والغفلة ونحوهما، ومنه ما هو خاص يضاد النّظر بخصوصه وهو العلم بالمطلوب من حيث هو مطلوب والجهل المركّب به إذ صاحبهما لا يتمكّن من النّظر فيه، وأمّا العلم بالمطلوب من وجه آخر فلا بد فيه ليتمكّن طلبه ومن يعلم شيئا بدليل ثم ينظر فيه ثانيا ويطلب دليلا آخر فهو ينظر في وجه دلالة الدليل الثاني وهو غير معلوم. وأمّا الشرط للنظر الصحيح بخصوصه فأمران أن يكون النّظر في الدليل لا في الشبهة وأن يكون من جهة دلالته على المدلول.
فائدة:
النّظر في معرفته تعالى واجب إجماعا منّا ومن المعتزلة، واختلف في طريق ثبوت هذا الوجوب. فعندنا هو السمع وعند المعتزلة العقل. اعلم أنّ أوّل ما يجب على المكلّف عند الأكثرين ومنهم الأشعري هو معرفة الله تعالى إذ هو أصل المعارف وقيل هو النظر فيها لأنّ المعرفة واجبة اتفاقا والنظر قبلها وهو مذهب جمهور المعتزلة. وقيل هو أول جزء من أجزاء النظر. وقال القاضي واختاره ابن فورك وامام الحرمين أنّه القصد إلى النظر. وقال أبو هاشم أول الواجبات الشكّ وهذا مردود بلا شبهة.
فائدة:
القائلون بأنّ النظر الصحيح يفيد العلم اختلفوا في الفاسد، فقال الرازي إنّه يفيده مطلقا، والمختار عند الجمهور وهو الصواب أنّه لا يفيده مطلقا، والبعض على أنّ الفساد إن كان من المادة فقط استلزمه وإلّا فلا. وإن شئت توضيح تلك الأبحاث فارجع إلى شرح المواقف وشرح الطوالع.

النوء

(النوء) يُقَال فلَان نوؤه متخاذل ضَعِيف النهض والنجم إِذا مَال للغروب والمطر الشَّديد وَالعطَاء (ج) أنواء ونوآن
النوء: سقوطُ نجم بالغد في المَغرب وطلوع نجم هو رقيبة بحياله له من ساعته في المشرق كل ليلة إلى ثلاثة عشر يوماً كذا كل نجم منها إلى انقضاء ما خلا الجبهة فإن لها أربعةَ عشر يوماً. ومن معتقدات الجاهلية أنهم قالوا: لابدّ من أن يكون عند السقوط مطرٌ فيقولون: مُطرنا بنَوء كذا وأضافوا إليها الأمطار والرياح والحرِّ والبرد فنفاها الشرع.

حشَّ

حشَّ:
حشش وتحشَّش: ذكرتا في معجم فوك في مادة ( Festuca) .
حَشَّة: حصده وهو ما يقطعه الحاصد في يومه (بوشر). حَشِيش: ( Axix el Hame , Herba Centerii hoc hedera) بدرة (باجني مخطوطات).
حُشَاشَة: أَفَلْت (أو نجا) بحشاشته، أو بحشاشة نفسه، يقال ذلك عن الرجل الذي يسرع في الهرب لينجو من مطاردة أعدائه (عباد 3: 85، معجم البلاذري، البكري ص121).
ويقول الأب عن ابنه انه حُشاشة كبدي أي إنه أغلى شيء وأثمنه عنده (ألف ليلة 1: 12، 14، 15) ومعناه اللفظي بقية كبدي وأحشائي.
لطيف الحشاشة (هلو ص49) ويظهر أن معناها: أديب، انيس، مهذب. ولا أدري كيف أن هذه الكلمة تدل على هذا المعنى. وأميل إلى القول أن الحشاشة هنا هي تصحيف الهشاشة صحفها الناقل أو الناشر. حَشِيشة، لما كانت حشيشة تعني فيما تعنية تبنة وقشة ( Festuca في معجم فوك) فقد استعملت بمعنى القشة (التباعة) يمس بها الأطفال حين يتعلمون القراءة، الحرف الذي يريدون تهجيه (ألكالا).
والحشيشة عند المصريين: القنب (ابن البيطار 2: 328، مخطوطة أب). على الحشيشة: أنيس، بشوش، طلق الوجه (بوشر) وهذا مثل ما يقال ثمل. وذلك لأنهم يستعملون الحشيشة ليثملوا ويسكروا.
والحشيشة عند المصريين: ببيحاء، الصفراء، واسمها العلمي: ( Reseda tuteola L.) وفي ابن البيطار (1: 167، 2: 314): والحشيشة عندهم اسم لليرون.
والحشيشة عند البربر: التربة والترباء (براكس ص20، ريشاردسن صحارى 1: 210).
والحشيشة أو العشبة المغربية نبات يجلب من بلاد المغرب يتداوى به من الحب الفرنجي غلباً (محيط المحيط).
حشيشة الأسد: نبات اسمه العلمي: ( Ororbanch caryophyllacea) ( ابن البيطار 1: 309).
حشيشة البرص: النبات الذي يسميه البربر أأطِريلال (انظر الكلمة). ونبات آخر أيضاً سماه ديسقوريدوس طيلافيون. (ابن البيطار 1: 309) وقد أساء سونثيمر ترجمته.
حشيشة البراغيث: انظرها في مادة برغوث.
الحشيشة المباركة: تسمى بالفرنسية ( Benoit) ( بوشر).
حشيشة البزاز: حشيشة الحلمة (بوشر).
الحشيشة الثومية: الثوم البري (بوشر، ابن البيطار 1: 233، 2: 102).
حشيشة الجرح: نبات تداوي بها الجراح ويقال لها حشيشة الذهب لزغب في أقفية ورقها يشبه الذهب (محيط المحيط).
حشيشة الحجل: بوقية (بوشر).
حشيشة الحليب: غلوكس (بوشر).
حشيشة الحمرة: حشيشة حمراء، بلادونا، ست الحسن، اطرب. أو قطف أبيض (بوشر). الحشيشة الخراسانية: أفسنتين خراسانس (ابن البيطار 2: 581).
حشيشة الخطاطيف: بقلة الخطاطيف، عروق صفر، عروق الصباغين (بوشر). حشيشة الدب: حشيشة الجروح (بوشر).
حشيشة الداحس: نبات اسمه العلمي: ( Polycarpon tetraphyllum) ( ابن البيطار 1: 309).
حشيشة الدُخَّان: التبغ. (بوشر). حشيشة الدهن: ربيلة، سمينة (بوشر).
حشيشة الدود: حشيشة الشفاء (بوشر).
الحشيشة الدودية: أقولو فندريون، أو لسان الأيل (المستعيني انظر: اسقولو فندريون، ابن البيطار 1: 309). حشيشة الدينار: جنجل (بوشر).
حشيشة الذهب: شتراق ودورادلا (بوشر) ونبات في لبنان يسميه النباتيون باراس. وهو يضيء في الليل كما يضيء القنديل (روجر ص418 - 419) وهو يذكر عنه تفصيلات كثيرة. وانظر حشيشة الجرح.
حشيشة الرية: اخيليا، أخيل، ونوع من نبات اليعقوبية (بوشر). حشيشة الزجاج: حبيقة، حبقالة (بوشر، المستعيني، ابن البيطار 1: 308).
حشيشة السعال: فيخيون، دوست الحمار (بوشر، ابن البيطار 1: 309، 2: 23).
حشيشة السلحفاة: اسم يطلق في الشام على نبات أإلسن (ابن البيطار 1: 1).
حشيشة السلطان: اسم يطلق بالديار المصرية على الخردل العريض الورق (ابن البيطار 1: 357).
حشيشة الأسنان: قنابري (بوشر).
حشيشة السواح: أنَغرا (بوشر). حشيشة الشفوقة: قبيعة (334) (بوشر).
حشيشة الشوكي: الحشيشة الخنازيرية (335) (بوشر).
حشيشة الصليب: صُلَيبَة (336) (بوشر) حشيشة الطحال: حشيشة الذهب وكذلك: أفيبقطس (ابن البيطار 1: 309) (337).
حشيشة الطوغ: أمسوخ، ذنب الفرس (بوشر).
حشيشة عبد المسيح: حشيشة سنت خريستوف، اقطي ذو السنبلة خمان (بوشر).
حشيشة العقرب: يطلق في مصر على نبات اسمه العلمي: ( Heliotropium europeum)
(ابن البيطار 2: 118) زكما يطلق على نبات اسمه العلمي: ( Pallenis spinosa)
(براكس، مجلة الشرق والجزائر 8: 343).
حشيشة العلق: أناغاليس (المستعيني انظر: أناغاليس، ابن العوام، 2: 594). وسميت بذلك لن العلق يموت منها.
حشيشة المعالق: الملعقية (بوشر).
حشيشة الفزع: هذا فيما أرى صواب قراءة الكلمة لدى باجني الذي يذكر ( Hacist Chrysanthemum Mycon Planta timoris, el fegiarha) حشيشة الأفعى: نبات اسمه العلمي ( Galium aparine) ( ابن البيطار 1: 309).
حشيشة القبال: كوكوبال. (بوشر) حشيشة القُرعان: باطاطيس (بوشر).
حشيشة القزاز: حشيشة الزجاج. (بوشر) حشيشة القط: قطرم (بوشر).
الحشيشة القنطرية: قنطريون (بوشر).
حشيشة الكافور: ريحان الكافور (بوشر).
حشيشة الكلب: فراسيون (بوشر). حشيشة اللجاة: تطلق في الشام على أإلُسَن (ابن البيطار 1: 1).
حشيشة الملاك: انجليك (نبات) (بوشر).
حشيشة اللبن: حشيشة الزئبق أو حريق، حلبوب، فيلون (بوشر).
حشيشة المية: حشيشة المِجَن، حشيشة مائة مرض (بوشر).
حَشِيشِيّ وحَشَّاشي: حشاش وهو الذي يدخن الحشيشة ليسكر.
وحشيشي وحشاشي: إسماعيلي وذلك لأن المنتسبين إلى طائفة الإسماعيلية كان من عادتهم تدخين الحشيشة ليسكروا بها (معجم الأسبانية ص 207 مونج ص123). حَشَّائِشيّ: شارب الحشيشة أو التروري (شيرب، دوماس حياة العرب ص103).
حَشَّاش بمعنى شارب الحشيشة وآكلها وهي موجودة في طرائف دي ساسي (1: 282) ومن هذا قيل حَشَّاشون وأطلق على الصخابين والمعربدين من الرجال (لين عادات 2: 40).
وحشاش: بائع الحشيشة (مونج ص125).
وحشاش: حاشَّ، حصَّاد (بوشر) ومن هذا أطلق على المنتج والرائد وقد نقل فريتاج ما نقل عن حياة صلاح الدين من شلتنز ولكن كان عليه ان يضعها في مادة حشَّاش المفرد وليس في حشَّاشة الجمع.
وحَشَّاش: من يعمل في المجازر وينقل الدم وأحشاء الحيوانات التي ذبحت إلى الدمان (ألف ليلة 2: 158).
وحَشَّاش: صانع البلاليع (فوك) وربما أطلقت على النزَّاح أيضا.
وحشَّاش: قطعة من الحديد على شكل المنجل حدد طرفاها ولها يد (مقبض) في وسطها تقوم مقام آلات الحراثة في كردفان. ومَرَّ أو معزقة أو مجرفة علة شكل هلال صغير في قسمه المقعر ثقب تدخل فيها يد الآلة من خشب. والكلمة الأسبانية ( Aciche) التي اشتقت منها تعني بلطة أو قدوم المبلط أو الاسكافي المتنقل (معجم الأسبانية ص37).
حَشِّاشِيّ: مِحصد، منجل (بوشر، همبرت ص179، دومب ص96).
مَحْشَشْ: محل تعاطي الحشيشة. (دسكرياك ص233).
مَحْشَشَة: نفس المعنى السابق (لين عادات 2: 40) ومحل شرب التتن (بوشر).

رش

رش: الرَّشُّ: رَشُّكَ البَيْتَ بالماء. ورَشَّتْنا السَّمَاءُ وأرَشَّتْنا. وأرَشَّتِ الطَّعْنَةُ تُرِشُّ. ورَشَاشُها: دَمُها. والمِرَشَّةُ: ما يَرُشُّ به الحائكُ البَتَّ في كِرْبَاسِه. وشِوَاءٌ رَشَاشٌ: يَتَرَشَّشُ عليه ماؤه ويَقْطُرُ، ورَشْرَاشٌ: سَمِيْنٌ، ومُرْشٌّ: كَثِيرُ الإِهَالَةِ. وعَيْنٌ مُرِشَّةٌ: تُوْمِضُ كثيراً. والرَّشْرَشَةُ: الرَّخَاوَةُ، عَظْمٌ رَشْرِشٌ. وخُبْزَةٌ رَشْرَشَةٌ ورَشْرَاشَةٌ: أي يابِسَةٌ، والإِنْسَانُ يُرِشْرِشُ لغَيْرِه: إذا خافَه فأطافَ به. وهي الرَّفْرَفَةُ أيضاً. وأرْشَشْتُ الفَصِيْلَ والسَّخْلَةَ: إذا حَكَكْتَ ذَنَبَه لِيَرْتَضِعَ. وأرَشَّ فَرَسَه أرْشاشاً: أي عَرَّقَه تَعْرِيقاً بالرَّكْضِ. ورَجُلٌ رَشُوْشٌ: كَثِيرُ شَعرِ الأُذُنِ.
رش: رَشَّ: ومصدره رُشَاش في معجم فوك.
رَشَّ على: ذَرَّ على، حثا على. يقال: رش بدقيق، ورش دقيقاً على: ذرّ دقيقاً على، ورش لبة خبز على: ذر فتات الخبز على اللحم، وغشاه به (بوشر).
وفي محيط المحيط: رش الملح ونحوه على الطعام، ورش الكحل في العين (=ذَرَّه). رَشّ: رمى قذيفة خفيفة (كاترمير الجريدة الآسيوية 1850، 1: 252 - 253).
تراشَّ: نضح كل واحد الآخر بالماء (الملابس ص271).
ارتش: ذكرت في معجم فوك في مادة aspergere.
رُشّ: خُرْدُق، رصاص صغير للصيد (دومب ص81، بوشر وفيه رش رصاص، كاترمير الجريدة الآسيوية 1859، 1: 253).
رَشَّة: دمعة، مقدار قليل، نقطة (من السوائل) زخة مطر. ويقال: رشة مطر مع برد: وابل، همرة، زخة مطر يصحبها برد (بوشر).
رَشَاش: مطر خفيف (أبو الوليد ص783).
رُشَاش: موسم الأمطار (عوادة ص285).
رشاشة: نقطة ماء، ومطر (دي يونج).
رشاشة: مِرَشَّة، مِسْقاة (بوشر).
رشاشي: ذراع رشاشي أو مكي يساوي ثلاثة أشبار (معجم الإدريسي).
رَشَاش: ذكرت في معجم فوك مادة aspergere.
مِرَشّ: رشّاشة، مسقاة (هلو، همبرت ص188 جزائرية)، وتجمع على مِرشّات (فوك). وفي ألف ليلة (برسل 1: 25): مرش ماء ورد، ممسك.
مِرَشّة: إناء من زجاج للرش (معجم الإسبانية ص158).
مِرَشّة: قمقم من الفضة طويل العنق ضيقه له سداد مثقب عدة ثقوب (بوشر).

رش

1 رَشَّ, (A, Msb,) aor. ـُ (MS,) inf. n. رَشٌّ (S, A, Msb, K) and تَرْشَاشٌ, (A, K,) He sprinkled, or scattered in drops, (A, K, TK,) water, (S, A, Msb, K,) and blood, (S, A, K,) and tears, (S, K,) &c. (A.) b2: رَشَّ المَكَانَ, (S, TA,) or المَوْضِعَ, (Msb,) and البَيْتَ, (A,) inf. n. رَشٌّ, (S, TA,) He sprinkled, or wetted by sprinkling, (TA,) the place, (S, Msb, TA,) and the house, or chamber, or tent, (A,) بِمَاء ٍ with water. (Msb, TA.) And رَشَّ الحَائِكُ النَّسِيجَ بِالْمِرَشَّةِ [The weaver sprinkled the web with the مرشّة]. (A, TA.) b3: [Hence,] رَشَّتِ السَّمَآءُ, and ↓ أَرَشَّت, (S, A, Msb, K,) The shy rained: (A, Msb:) or let fall a little rain, such as is termed رَشٌّ. (S. [After the former of these verbs, الأَرْضَ, or the like, seems to be understood.]) [And hence,] الطَّعْنَةُ ↓ أَرَشَّتِ [The spear-wound, or the like, sprinkled forth blood: a signification implied, but not expressed, in the S and A: or] became wide, so that its blood became scattered about: (K:) or passed through, and made the blood to flow, or to appear and flow, or to flow copiously, or with force. (Msb.) b4: [Hence also,] رَشَّهُ بِثَآء ٍ حَسَن ٍ (assumed tropical:) He eulogized him. (TA voce خَمَّ.) b5: And رَشَّهُ He washed him, or it. (MF, from the Expositions of the “ Muwatta. ”) 2 رَشَّّ [رشّش القَلَمُ الحِبْرَ The pen spirtled the ink.]4 أَرْشَ3َ see 1, in two places.

A2: ارشّ الفَرَسَ, (A, K,) inf. n. إِرْشَاشٌ, (A,) He made the horse to sweat by urging him with his feet. (A, K.) 5 ترشّش عَلَيْهِ المَآءُ, (S,) and عليه ↓ تَرَشْرَشَ, (A,) [The water became sprinkled, or scattered in drops, upon him or it.] And ترشّشت نُقْطَةٌ مِنَ القَلَمِ [A drop of ink became spirtled from the pen]. (S and K in art. مج) R. Q. 2 تَرَشْرَشَ: see 5. b2: Also It (roasted meat) dripped with gravy; or was succulent, and dripping with juice; or was fat. (TA.) b3: and It flowed. (TA.) رَشٌّ, (S, K,) or رَشٌّ مِنْ مَطَر ٍ, (A, TA,) A little [sprinkling] rain: (S, K:) [and so ↓ رَشَّةٌ in the present day:] or the first [or lightest and weakest] of rain: (IAar: [see رَكٌّ:] pl. رِشَاشٌ. (S, K.) b2: Also the former, (assumed tropical:) A painful beating. (Sgh, K.) رَشَّةٌ: see the next preceding paragraph.

رَشَاشٌ What is sprinkled, (S, A, * K,) or scattered, (Msb,) of water, (A, Msb,) and the like, (Msb,) or of blood, (S, A, K,) and of tears, (S, K,) and the like, (K,) and of rain; (TA in art. طش;) what is scattered, or flies about, of blood. (Msb.) b2: [Hence the saying,] لَمْ يَدْخُلْ فِى الشَّرِّ وَأَصَابَهُ مِنْ رَشَاشِهِ (tropical:) [He did not enter into evil, or mischief, and yet somewhat thereof, or of its effects, befell him]. (A, TA.) And أَلَحَّ بِنَا العُطَاشُ وَمَا نَالَنَا مِنْكَ إِلَّا الرَّشَاشُ [app. meaning Insatiable thirst, or desire, to hear from thee, or the like, remained in us, and there did not reach us from thee aught save a mere sprinkling; or perhaps, what was scattered abroad, of rumours, or the like]. (A, TA. *) [See also an ex. voce رَذَاذٌ.]

رَشِيشٌ: see مَرْشُوشٌ.

رَشْرَاشٌ Roasted meat (Aboo-Sa'eed, A, K) dripping with its gravy; (Aboo-Sa'eed, A, TA;) or succulent, and dripping with its juice; (TA;) or fat: (K:) and ↓ مُرِشٌّ signifies the same. (TA.) مُرِشٌّ: see what next precedes.

مِرَشَّةٌ A thing with which one sprinkles: (Ibn-'Abbád:) a thing with which the weaver sprinkles the web: (A, TA:) [in the present day, applied to a long-necked bottle, with a stopper pierced with a hole or holes, for sprinkling scented water.]

مَرْشُوشٌ [Sprinkled, or scattered in drops; as also ↓ رَشِيشٌ, occurring in this sense in a verse in the TA in art. خفت]. b2: مَحَلٌّ مَرْشُوشٌ [A place of alighting sprinkled, or wetted by sprinkling]. (A.) b3: أَرْضٌ مَرْشُوشَةٌ Land upon which [rain such as is called] الرَّشّ has fallen. (TA.)

زايِرْجَة

زايِرْجَة:
زايِرْجَة، وتجمع على زَيارِج (المقدمة 3: 184، 191) واسمها زايرجة العالَم: أي صورة العالم، وهي على صورة جدول ينسبون اختراعها إلى صوفي مغربي كان في آخر المائة السادسة للهجرة اسمه أبو العباس السبتي، وهي على صورة دائرة عظيمة في داخلها دوائر متوازية للأفلاك والعناصر وللمكونات وللروحيات إلى غير ذلك من أصناف الكائنات والعلوم. وتستخدم للكشف عن المستقبل، انظر المقدمة (1: 213)، ومحيط المحيط (ص903)، وابن ليون (ص338)، ومارمول (1: 63)، ولين عادات (1: 396). وبربروجر (ص78): (علم الزايرجة)، وزايرجة تحريف الكلمة الفارسية زَايْجَة. وانظر في معجم لين زائِجَة في مادة زيج. زايرجِيّ: من يستخدم الزايرجة ويعمل بها (مارمول 1: 63) وليس الساحر الذي يعزم أو يقرأ العزائم للحصول على الزوابع والأعاصير والأمطار والبرد والسقيط التي تفسد الفواكه كما يقول لبلان (2: 177).

صمَّ

صمَّ: صَمَّم ثابر، دأب، مضى في رأيه ثابت العزام، ولا يقال: صمَّم على بل صمَّم في أيضاً (عبد الواحد ص177، كرتاس ص69، 85).
صمَّم إلى: كان ثابت العزم للوصول إلى (عباد 1: 121 رقم 271).
صَمَّمَ ان: اعتقد جازماً ان (تاريخ البربر 1 - 359).
صَمَّم: جعله أَصمُ (ألكالا) وهذا المعنى يوافق العبارة التي كرها دي ساسي (الطرائف 3: 163) افضل من المعنى الذي ذكره وليس هناك ما يؤيده. فصاحب الكتاب يريد أن يقول: وقد عملنا ما في وسعنا ليكلا يصغي التجار إلى الأخبار المقلقة.
تصَّمم: صار أصم (فوك، ألكالا).
صِمام: تجمع على أَصِمّة (الكامل ص450) صُمُومة بضم الصاد وفتحها: صَمَم (فوك، ألكالا).
أصَمُّ: مُصْمت، فرس كله أسود أو كميت لا شعر أبيض فيه (بوشر).
أصمُّ: صفة شهر كانون، والمولدون يسمون كانون الأصّمْ لسكون الناس فيه من كثرة الأمطار وشدة البرد (محيط المحيط).
أَصَمّ: عند المحاسبين مقدار لا يعبر عنه إلا باسم الجزء كجزء من أحد عشر أو باسم الجذر كجذر خمسة (محيط المحيط).
صَمَّاء: نبات اسمه العلمي: Panicum repens ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 347).

مَسَار

مَسَار
الجذر: س ي ر

مثال: غيَّر مَسَار الطائرة
الرأي: مرفوضة
السبب: لصوغ اسم المكان على «مَفْعَل».

الصواب والرتبة: -غَيَّر مَسِير الطائرة [فصيحة]-غَيَّر مَسَار الطائرة [صحيحة]
التعليق: القياس في اسم المكان أن يكون على وزن «مَفْعِل» إذا كان مضارعه مكسور العين، ويمكن تصحيح المثال المرفوض إما على قاعدة جواز الانتقال من الفتح في الماضي إلى الضم أو الكسر في المضارع، وإما على عدم اطراد الكسر في اسم المكان من المكسور العين، ووجود أمثلة كثيرة بالفتح؛ ولذا اتخذ مجمع اللغة المصري قرارًا بقياسية صوغ اسم المكان من الثلاثي الأجوف اليائي على وزن «مَفْعَل»، فيقال: المسار والــمطار.

العلم

العلم:
[في الانكليزية] Knowledge ،science ،understanding
[ في الفرنسية] Savoir ،science ،connaissance
بالكسر وسكون اللام في عرف العلماء يطلق على معان منها الإدراك مطلقا تصوّرا كان أو تصديقا، يقينيا أو غير يقيني، وإليه ذهب الحكماء. ومنها التصديق مطلقا يقينيا كان أو غيره. قال السيّد السّند في حواشي العضدي:
لفظ العلم يطلق على المقسم وهو مطلق الإدراك وعلى قسم منه وهو التصديق إمّا بالاشتراك بأن يوضع بإزائه أيضا، وإمّا بغلبة استعماله فيه لكونه مقصودا في الأكثر، وإنّما يقصد التصوّر لأجله. ومنها التصديق اليقيني. في الخيالي العلم عند المتكلّمين لا معنى له سوى اليقين.
وفي الأطول في باب التشبيه العلم بمعنى اليقين في اللغة لأنه من باب أفعال القلوب انتهى.
ومنها ما يتناول اليقين والتصوّر مطلقا. في شرح التجريد العلم يطلق تارة ويراد به الصورة الحاصلة في الذهن ويطلق تارة ويراد به اليقين فقط، ويطلق تارة ويراد به ما يتناول اليقين والتصوّر مطلقا انتهى. وقيل هذا هو مذهب المتكلّمين كما ستعرفه. ومنها التعقّل كما عرفت. ومنها التوهّم والتعقّل والتخيّل. في تهذيب الكلام أنواع الإدراك إحساس وتخيّل وتوهّم وتعقّل. والعلم قد يقال لمطلق الإدراك وللثلاثة الأخيرة وللأخير وللتصديق الجازم المطابق الثابت. ومنها إدراك الكلّي مفهوما كان أو حكما. ومنها إدراك المركّب تصوّرا كان أو تصديقا، وسيذكر في لفظ المعرفة. ومنها إدراك المسائل عن دليل. ومنها نفس المسائل المدلّلة.
ومنها الملكة الحاصلة من إدراك تلك المسائل.
والبعض لم يشترط كون المسائل مدلّلة وقال العلم يطلق على إدراك المسائل وعلى نفسها وعلى الملكة الحاصلة منها. والعلوم المدوّنة تطلق أيضا على هذه المعاني الثلاثة الأخيرة وقد سبق توضيحها في أوائل المقدّمة. ومنها ملكة يقتدر بها على استعمال موضوعات ما نحو غرض من الأغراض صادرا عن البصيرة بحسب ما يمكن فيها، ويقال لها الصناعة أيضا كذا في المطول في بحث التشبيه. ورده السيّد السّند بأنّ الملكة المذكورة المسمّاة بالصناعة فإنّما هي في العلوم العملية أي المتعلّقة بكيفية العمل كالطب والمنطق، وتخصيص العلم بإزائها غير محقّق.
كيف وقد يذكر العلم في مقابلة الصناعة. نعم إطلاقه على ملكة الإدراك بحيث يتناول العلوم النظرية والعملية غير بعيد مناسب للعرف انتهى.
اعلم أنّ في العلم مذاهب ثلاثة الأول أنّه ضروري يتصوّر ماهيته بالكنه فلا يحدّ، واختاره الرازي. والثاني أنّه نظري لكن يعسر تحديده وبه قال إمام الحرمين والغزالي، وقالا فطريق معرفته القسمة والمثال. أمّا القسمة فهي أن تميّزه عما يلتبس به من الاعتقادات فنقول مثلا الاعتقاد إمّا جازم أو غيره، والجازم إمّا مطابق أو غير مطابق، والمطابق إمّا ثابت أو غير ثابت. فقد خرج عن القسمة اعتقاد جازم مطابق ثابت وهو العلم بمعنى اليقين، فقد تميّز عن الظّنّ بالجزم وعن الجهل المركّب بالمطابقة وعن تقليد المصيب بالثابت الذي لا يزول بتشكيك المشكّك. قيل القسمة إنّما تميّز العلم التصديقي عن الاعتقادات فلا تكون مفيدة لمعرفة مطلق العلم. أقول لا اشتباه للعلم بسائر الكيفيات النفسانية ولا العلم التصوّري إنّما الاشتباه للعلم التصديقي والقسمة المذكورة تميّزه عنهما فحصل معرفة العلم المطلق. وأمّا المثال فكأن يقال العلم هو المشابه لإدراك الباصرة، أو يقال هو كاعتقادنا أنّ الواحد نصف الاثنين.
والثالث أنّه نظري لا يعسر تحديده وذكر له تعريفات. الأول للحكماء أنّه حصول صورة الشيء في العقل. وبعبارة أخرى أنّه تمثّل ماهية المدرك في نفس المدرك، وهذا مبني على الوجود الذهني. وهذا التعريف شامل للظّنّ والجهل المركّب والتقليد والشكّ والوهم.
وتسميتها علما يخالف استعمال اللّغة والعرف والشرع، إذ لا يطلق على الجاهل جهلا مركّبا ولا على الظّان والشاك والواهم أنّه عالم في شيء من تلك الاستعمالات. وأمّا التقليد فقد يطلق عليه العلم مجازا ولا مشاحة في الاصطلاح. والمبحوث عنه في المنطق هو العلم بهذا المعنى لأنّ المنطق لما كان جميع قوانين الاكتساب فلا بدّ لهم من تعميم العلم.
ثم العلم إن كان من مقولة الكيف فالمراد بحصول الصورة الصورة الحاصلة. وفائدة جعله نفس الحصول التنبيه على لزوم الإضافة، فإنّ الصورة إنّما تسمّى علما إذا حصلت في العقل، وإن كان من مقولة الانفعال فالتعريف على ظاهره لأنّ المراد بحصول الصورة في العقل اتصافه بها وقبوله إياها.
اعلم أنّ العلم يكون على وجهين أحدهما يسمّى حصوليا وهو بحصول صورة الشيء عند المدرك ويسمّى بالعلم الانطباعي أيضا لأنّ حصول هذا العلم بالشيء إنّما يتحقّق بعد انتقاش صورة ذلك الشيء في الذهن لا بمجرّد حضور ذلك الشيء عند العالم، والآخر يسمّى حضوريا وهو بحضور الأشياء أنفسها عند العالم كعلمنا بذواتنا والأمور القائمة بها. ومن هذا القبيل علمه تعالى بذاته وبسائر المعلومات.
ومنهم من أنكر العلم الحضوري وقال إنّ العلم بأنفسنا وصفاتنا النفسانية أيضا حصولي، وكذلك علم الواجب تعالى. وقيل علمه تعالى بحصول الصورة في المجرّدات فإن جعل التعريف للمعنى الأعم الشامل للحضوري والحصول بأنواعه الأربعة من الإحساس وغيره وبما يكون نفس المدرك وغيره، فالمراد بالعقل الذات المجرّدة ومطلق المدرك وبالصورة ما يعمّ الخارجية والذهنية أي ما يتميّز به الشيء مطلقا، وبالحصول الثبوت والحضور سواء كان بنفسه أو بمثاله، وبالمغايرة المستفادة من الظرفية أعمّ من الذاتية والاعتبارية، وبفي معنى عند كما اختاره المحقّق الدواني. ولا يخفى ما فيه من التكلّفات البعيدة عن الفهم. وإن جعل التعريف للحصولي كان التعريف على ظاهره. والمراد بالعقل قوة للنفس تدرك الغائبات بنفسها والمحسوسات بالوسائط، وبصورة الشيء ما يكون آلة لامتيازه سواء كان نفس ماهية الشيء أو شبحا له، والظرفية على الحقيقة. اعلم أنّ القائلين بأنّ العلم هو الصورة فرقتان. فرقة تدّعي وتزعم أنّ الصور العقلية مثل وأشباح للأمور المعلومة بها مخالفة لها بالماهية، وعلى قول هؤلاء لا يكون للأشياء وجود ذهني بحسب الحقيقة بل بحسب المجاز، كأن يقال مثلا النار موجودة في الذهن ويراد أنّه يوجد فيه شبح له نسبة مخصوصة إلى ماهية النار، بسببها كان ذلك الشبح علما بالنار لا بغيرها من الماهيات، ويكون العلم حينئذ من مقولة الكيف ويصير العلم والمعلوم متغايرين ذاتا واعتبارا. وفرقة تدّعي أنّ تلك الصورة مساوية في الماهية للأمور المعلومة بها، بل الصور هي ماهيات المعلومات من حيث إنّها حاصلة في النفس، فيكون العلم والمعلوم متّحدين بالذات مختلفين بالاعتبار. وعلى قول هؤلاء يكون للأشياء وجودان خارجي وذهني بحسب الحقيقة. والتعريف الثاني للعلم مبني على هذا المذهب. وعلى هذا قال الشيخ؛ الإدراك الحقيقة المتمثّلة عند المدرك. والثاني لبعض المتكلمين من المعتزلة أنّه اعتقاد الشيء على ما هو به، والمراد بالشيء الموضوع أو النسبة الحكمية أي اعتقاد الشيء على وجه ذلك الشيء متلبّس به في حدّ ذاته من الثبوت والانتفاء. وفيه أنّه غير مانع لدخول التقليد المطابق فزيد لدفعه عن ضرورة أو دليل أي حال كون ذلك الاعتقاد المطابق كائنا عن ضرورة أو دليل واعتقاد المقلّد، وإن كان ناشئا عن دليل لأنّ قول المجتهد حجة للمقلّد إلّا أنّ مطابقته ليست ناشئة عن دليل، ولذا يقلده فيما يصيب ويخطئ، لكنه بقي الظّنّ الصادق الحاصل عن ضرورة أو دليل ظنّي داخلا فيه، إلّا أن يخصّ الاعتقاد بالجازم اصطلاحا. ويرد أيضا عليهم خروج العلم بالمستحيل فإنّه ليس شيئا اتفاقا، ومن أنكر تعلّق العلم بالمستحيل فهو مكابر للبديهي ومناقض لكلامه، لأنّ هذا الإنكار حكم على المستحيل بأنّه لا يعلم فيستدعي العلم بامتناع الحكم على ما ليس بمعلوم، إلّا أن يقال المستحيل شيء لغة ولو مجازا، وفيه أنّه يلزم حينئذ استعمال المجاز في التعريف بلا قرينة. وأيضا يرد عليهم خروج العلم التصوّري لعدم اندراجه في الاعتقاد فإنّه عبارة عن الحكم الذهني. والثالث للقاضي أبي بكر الباقلاني أنّه معرفة المعلوم على ما هو به فيخرج عنه علم الله تعالى إذ لا يسمّى علمه معرفة إجماعا لا لغة ولا اصطلاحا مع كونه معترفا بأنّ لله تعالى علما حيث أثبت له تعالى علما وعالمية وتعلّقا إمّا لأحدهما أو لكليهما كما سيجيء، فيكون العلم المطلق مشتركا معنويا عنده بين علم الواجب وعلم الممكن، فلا بدّ من دخوله في تعريف مطلق العلم بخلاف المعتزلة فإنّهم لا يعترفون العلم الزائد ويقولون إنّه عين ذاته تعالى. فلفظ العلم عندهم مشترك لفظي، فالتعريف المذكور يكون لمطلق العلم الحادث إذ لا مطلق سواه، ولذا لم يورد النقض عليهم بعلمه تعالى وأيضا ففيه دور إذ المعلوم مشتق من العلم ومعناه ما من شأنه أن يعلم أي أن يتعلّق به العلم، فلا يعرف إلّا بعد معرفته.
وأيضا فقيد على ما هو به قيد زائد إذ المعرفة لا تكون إلّا كذلك لأنّ إدراك الشيء لا على ما هو به جهالة لا معرفة، إذ لا يقال في اللغة والعرف والشرع للجاهل جهلا مركّبا أنّه عارف.
كيف ويلزم حينئذ أن يكون أجهل الناس أعرفهم. والرابع للشيخ أبي الحسن الأشعري فقال تارة بالقياس إلى متعلّق العلم هو إدراك المعلوم على ما هو به وفيه دور، وتارة بالقياس إلى محلّ العلم هو الذي يوجب كون من قام به عالما وبعبارة أخرى هو الذي يوجب لمن قام بهبها إخراجا لإدراك الحواس الباطنة فإنّه إدراك المعاني الجزئية ويسمّى ذلك الإدراك تخيّلا وتوهّما. فالعلم عنده بمعنى التعقّل، وبقوله لا يحتمل النقيض أي لا يحتمل ذلك الشيء المتعلّق نقيض ذلك التمييز بوجه من الوجوه خرج الظّنّ والشكّ والوهم لأنّها توجب لمحلّها تمييزا يحتمل النقيض في الحال، وكذا الجهل المركّب والتقليد فإنّهما يوجبان تمييزا يحتمل النقيض في المآل. أمّا في الجهل فلأنّ الواقع يخالفه فيجوز أن يطلع عليه، وأمّا في التقليد فلعدم استناده إلى موجب من حسّ أو بديهة أو عادة أو برهان، فيجوز أن يزول بتقليد آخر.
قيل فيه أنّ إخراج الشكّ والوهم من التعريف مما لا يعرف وجهه لأنّ كلاهما تصوّران على ما بيّن في موضعه، والتصوّر داخل في التعريف بناء على أن لا نقيض للتصوّر أصلا وسيجيء تحقيقه في لفظ النقيض فلا وجه لإخراجه، بل لا وجه لصحته أصلا. قلت الشكّ والوهم من حيث إنّه تصوّر للنسبة من حيث هي هي لا نقيض له، وهما بهذا الاعتبار داخلان في العلم. وأمّا باعتبار أنّه يلاحظ في كلّ منهما النسبة مع كلّ واحد من النفي والإثبات على سبيل تجويز المساوي والمرجوح. ولذا يحصل التردّد والاضطراب فله نقيض، فإنّ النسبة من حيث يتعلّق بها الإثبات تناقضها من حيث يتعلّق بها النفي، وهما بهذين الاعتبارين خارجان عن العلم صرّح بهذين الاعتبارين السيّد السّند في حاشية العضدي. ثم إن كان المعرّف شاملا لعلم الواجب وغيره يجب أن يراد بالإيجاب أعمّ سواء كان بطريق السببية كما في علم الواجب أو بطريق العادة كما في علم الخلق، وإن كان المعرّف علم الخلق يجب تخصيصه بالإيجاب العادي على ما هو المذهب من استناد جميع الممكنات إلى الله تعالى ابتداء، فالمعنى أنّ العلم صفة قائمة بالنفس يخلق الله تعالى عقيب تعلّقها بالشيء أن يكون النفس. مميزا له تمييزا لا يحتمل النقيض. فعلى هذا الضمير في لا يحتمل راجع إلى المتعلّق الدال عليه لفظ التمييز فإنّ التمييز لا يكون إلّا بشيء. فعدم الاحتمال صفة لمتعلّقه وإنّما لم يكن راجعا إلى نفس التمييز لأنّه إن كان المراد به المعنى المصدري أعني كون النفس مميزا فلا نقيض له أصلا لا في التصوّر ولا في التصديق، وإن كان ما به التمييز أعني الصورة في التصوّر والنفي والإثبات في التصديق فلا معنى لاحتماله نقيض نفسه إذ الواقع لا يكون إلّا أحدهما مع مخالفته لما اشتهر من أنّ اعتقاد الشيء كذا، مع العلم بأنّه لا يكون إلّا كذا علم ومع الاحتمال بأنّه لا يكون كذا ظنّ، فإنّه صريح في أنّ المتعلّق أعني الشيء محتمل، ثم المتعلّق للصورة الماهية وللنفي والإثبات الطرفان. ثم المراد بالنقيض إمّا نقيض المتعلّق كما قيل وحينئذ المراد بالتمييز إمّا المعنى المصدري، فالمعنى صفة توجب لمحلّها أن يكشف لمتعلقها بحيث لا يحتمل المتعلّق نقيضه، وحينئذ يكون الصفة نفس الصورة والنفي والإثبات لا ما يوجبها أو ما به التمييز، وحينئذ تكون الصفة ما يوجبها. ولا يخفى ما فيه لأنّ الشيء لا يكون محتملا لنقيضه أصلا من الصورة والنفي والإثبات كما مرّ، إذ الواقع لا يكون إلّا أحدهما فلا وجه لذكره أصلا، إلّا أن يقال المتعلّق وإن لم يكن محتملا لنقيضه في نفس الأمر لكن يحتمله عند المدرك بأن يحصل كلّ منهما بذلك الآخر، وهذا غير ظاهر. وإمّا نقيض التمييز كما هو التحقيق كما قيل أيضا وحينئذ إمّا أن يراد بالتمييز المعنى المصدري وهو حاصل التحرير الذي سبق وهذا أيضا بالنظر إلى الظاهر لأنّ التمييز بالمعنى المصدري ليس له نقيض يحتمله المتعلّق أصلا، وإمّا ما به التمييز وهذا هو التحقيق الحقيقي.
فخلاصة التعريف أنّ العلم أمر قائم بالنفس يوجب لها أمرا به تميّز الشيء عما عداه بحيث لا يحتمل ذلك الشيء نقيض ذلك الأمر. فإذا تعلّق علمنا مثلا بماهية الإنسان حصل عند النفس صورة مطابقة لها لا نقيض لها أصلا، بها تميّزها عما عداه. وإذا تعلّق علمنا بأنّ العالم حادث حصل عندها إثبات أحد الطرفين للآخر بحيث تميّزها عما عداهما، لكن قد يكون مطابقا جازما فلا يحتمل النقيض، أعني النفي وقد لا يكون فيحتمله. فالعلم ليس نفس الصورة والنفي والإثبات عند المتكلّمين بل ما يوجبها فإنّهم يقولون إنّه صفة حقيقية ذات إضافة يخلقها الله تعالى بعد استعمال العقل أو الحواس أو الخبر الصادق تستتبع انكشاف الأشياء إذا تعلّقت بها، كما أنّ القدرة والسمع والبصر كذلك. وما هو المشهور من أنّ العلم هو الصورة الحاصلة فهو مذهب الفلاسفة القائلين بانطباع الأشياء في النفس وهم ينفونه، والتقسيم إلى التصوّر والتصديق ليس بالذات عندهم، بل العلم باعتبار إيجابه النفي والإثبات تصديق، وباعتبار عدم إيجابه لهما تصوّر؛ وعلى هذا قيل بأنّه إن خلا عن الحكم فتصوّر وإلّا فتصديق. والمراد بالصورة عندهم الشّبح والمثال الشبيه بالمتخيّل في المرآة، وليس هذا من الوجود الذهني، فإنّ من قال به يقول إنّه أمر مشارك للوجود الخارجي في تمام الماهية فلا يرد أنّ القول بالصورة فرع الوجود الذهني، والمتكلمون ينكرونه. والمراد بالنفي والإثبات المعنى المصدري وهو إثبات أحد الطرفين للآخر وعدم إثبات أحدهما له، ولذا جعلوا متعلّقهما الطرفين لا إدراك أنّ النسبة واقعة أو ليست بواقعة كما هو مصطلح الفلاسفة، فلا يرد أنّ النفي والإثبات ليسا نقيضين لارتفاعهما عن الشّكّ وإرادة الصورة عن التمييز ليس على خلاف الظاهر، بل مبني على المساهلة والاعتماد على فهم السامع للقطع بأنّ المحتمل للنقيض هو التمييز بمعنى الصورة والنفي والإثبات دون المصدري فتأمّل، فإنّ هذا المقام من مطارح الأذكياء. وقيل المراد نقيض الصفة وقوله لا يحتمل صفة للصفة لا للتمييز، وضمير لا يحتمل راجع إلى المتعلّق، فالمعنى صفة توجب تمييزا لا يحتمل متعلّقها نقيض تلك الصفة، فالتصوّر حينئذ نفس الصورة لا ما يوجبها وكذا التصديق نفس الإثبات والنفي والتمييز بالمعنى المصدري. ولا يخفى أنّه خلاف الظاهر، والظاهر أن يكون لا يحتمل صفة للتمييز ومخالف لتعريف العلم عند القائلين بأنّه من باب الإضافة. وقالوا إنّه نفس التعلّق وعرّفوه بأنّه تمييز معنى عند النفس لا يحتمل النقيض، فإنّه لا يمكن أن يراد فيه نقيض الصفة، والتمييز في هذا التعريف بمعنى الانكشاف، وإلّا لم يكن العلم نفس التعلّق؛ فالانكشاف التصوّري لا نقيض له وكذا متعلّقه، والانكشاف التصديقي أعني النفي والإثبات كلّ واحد منهما نقيض الآخر ومتعلّقه قد يحتمل النقيض وقد لا يحتمله. وقد أورد على الحدّ المختار العلوم العادية فإنّها تحتمل النقيض، والجواب أنّ احتمال العاديات للنقيض بمعنى أنّه لو فرض نقيضها لم يلزم منه محال لذاته غير احتمال متعلّق التمييز الواقع فيه، أي في العلم العادي للنقيض، لأنّ الاحتمال الأول راجع إلى الإمكان الذاتي الثابت للممكنات في حدّ ذاتها، حتى الحسّيات التي لا تحتمل النقيض اتفاقا.
والاحتمال الثاني هو أن يكون متعلّق التمييز محتملا لأن يحكم فيه المميز بنقيضه في الحال أو في المآل ومنشأه ضعف ذلك التمييز إمّا لعدم الجزم أو لعدم المطابقة أو لعدم استناده إلى موجب، وهذا الاحتمال الثاني هو المراد.
والتعريف الأحسن الذي لا تعقيد فيه هو أنّه يتجلّى بها المذكور لمن قامت هي به، فالمذكور يتناول الموجود والمعدوم والممكن والمستحيل بلا خلاف، ويتناول المفرد والمركّب والكلّي والجزئي، والتجلّي هو الانكشاف التام فالمعنى أنّه صفة ينكشف بها لمن قامت به ما من شأنه أن يذكر انكشافا تاما لا اشتباه فيه. واختيار كلمة من لإخراج التجلّي الحاصل للحيوانات العجم فقد خرج النور فإنّه يتجلّى به لغير من قامت به، وكذا الظّنّ والجهل المركّب والشّكّ والوهم واعتقاد المقلّد المصيب أيضا لأنّه في الحقيقة عقدة على القلب، فليس فيه انكشاف تام. هذا كلّه خلاصة ما في شرح المواقف وما حقّقه المولوي عبد الحكيم في حاشيته وحاشية الخيالي.
فائدة:
قال المتكلّمون لا بدّ في العلم من إضافة ونسبة مخصوصة بين العالم والمعلوم بها يكون العالم عالما بذلك المعلوم والمعلوم معلوما لذلك العالم، وهذه الإضافة هي المسمّاة عندهم بالتعلّق. فجمهور المتكلّمين على أنّ العلم هو هذا التعلّق إذ لم يثبت غيره بدليل فيتعدّد العلم بتعدّد المعلومات كتعدّد الإضافة بتعدّد المضاف إليه. وقال قوم من الأشاعرة هو صفة حقيقية ذات تعلّق، وعند هؤلاء فثمة أمر أنّ العلم وهو تلك الصفة والعالمية أي ذلك التعلّق، فعلى هذا لا يتعدّد العلم بتعدّد المعلومات إذ لا يلزم من تعلّق الصفة بأمور كثيرة تكثر الصفة، إذ يجوز أن يكون لشيء واحد تعلّقات بأمور متعدّدة.
وأثبت القاضي الباقلاني العلم الذي هو صفة موجودة والعالمية التي هي من قبيل الأحوال عنده وأثبت معها تعلّقا، فإمّا للعلم فقط أو للعالمية فقط، فههنا ثلاثة أمور: العلم والعالمية والتعلّق الثابت لأحدهما، وإمّا لهما معا، فههنا أربعة أمور: العلم والعالمية وتعلّقاهما. وقال الحكماء العلم هو الموجود الذهني إذ يعقل ما هو عدم صرف بحسب الخارج كالممتنعات والتعلّق إنّما يتصوّر بين شيئين متمايزين ولا تمايز إلّا بأن يكون لكلّ منهما ثبوت في الجملة، ولا ثبوت للمعدوم في الخارج فلا حقيقة له إلّا الأمر الموجود في الذهن، وذلك الأمر هو العلم. وأمّا التعلّق فلازم له والمعلوم أيضا فإنّه باعتبار قيامه بالقوة العاقلة علم، وباعتباره في نفسه من حيث هو هو معلوم، فالعلم والمعلوم متّحدان بالذات مختلفان بالاعتبار؛ وإذا كان العلم بالمعدومات كذلك وجب أن يكون سائر المعلومات أيضا كذلك، إذ لا اختلاف بين أفراد حقيقة واحدة نوعية، كذا في شرح المواقف.
قال مرزا زاهد هذا في العلم الحصولي وأما في الحضوري فالعلم والمعلوم متّحدان ذاتا واعتبارا، ومن ظنّ أنّ التغاير بينهما في الحضوري أيضا اعتبارا كتغاير المعالج والمعالج فقد اشتبه عليه التغاير الذي هو مصداق تحقّقهما بالتغاير الذي هو بعد تحقّقهما، فإنّه لو كان بينهما تغاير سابق لكان العلم الحضوري صورة منتزعة من المعلوم وكان علما حصوليا. وفي أبي الفتح حاشية الحاشية الجلالية أمّا القائلون بالوجود الذهني من الحكماء وغيرهم فاختلفوا اختلافا ناشئا من أنّ العلم ليس حاصلا قبل حصول الصورة في الذهن بداهة واتفاقا، وحاصل عنده بداهة واتفاقا، والحاصلة معه ثلاثة أمور: الصورة الحاصلة وقبول الذهن من المبدأ الفيّاض وإضافة مخصوصة بين العالم والمعلوم.
فذهب بعضهم إلى أنّ العلم هو الصورة الحاصلة فيكون من مقولة الكيف، وبعضهم إلى أنّه الثاني فيكون من مقولة الانفعال، وبعضهم إلى أنّه الثالث فيكون من مقولة الإضافة. والأصح المذهب الأول لأنّ الصورة توصف بالمطابقة كالعلم، والإضافة والانفعال لا يوصفان بها، لكن القول بأنّ الصورة العقلية من مقولة الكيف إنّما يصحّ إذا كانت مغايرة لذي الصورة بالذات قائمة بالعقل كما هو مذهب القائلين بالشّبح والمثال الحاكمين بأنّ الحاصل في العقل أشباح الأشياء لا أنفسها. وأمّا إذا كانت متّحدة معه بالذات مغايرة له بالاعتبار على ما يدلّ عليه أدلة الوجود الذهني وهو المختار عند المحقّقين القائلين بأنّ الحاصل في الذهن أنفس الأشياء لا أشباحها فلا يصحّ ذلك. فالحقّ أنّ العلم من الأمور الاعتبارية والموجودات الذهنية، وإن كان متحدا بالذات مع الموجود الخارجي إذا كان المعلوم من الموجودات الخارجية سواء كان جوهرا أو عرضا كيفا أو انفعالا أو إضافة أو غيرها. انتهى في شرح المواقف.
قال الإمام الرازي قد اضطرب كلام ابن سينا في حقيقة العلم فحيث بيّن أنّ كون الباري عقلا وعاقلا ومعقولا يقتضي كثرة في ذاته، فسّر العلم بتجرّد العالم والمعلوم من المادة. وردّ بأنّه يلزم منه أنّ يكون كلّ شخص إنساني عالما بجميع المجرّدات، فإنّ النفس الإنسانية مجرّدة عندهم. وحيث قرّر اندراج العلم في مقوله الكيف بالذات وفي مقولة الإضافة بالعرض جعله عبارة عن صفة ذات إضافة. وحيث ذكر أنّ تعقّل الشيء لذاته ولغير ذاته ليس إلّا حضور صورته عنده جعله عبارة عن الصورة المرتسمة في الجوهر العاقل المطابقة لماهية المعقول.
وحيث زعم أنّ العقل البسيط الذي لواجب الوجود ليس عقليته لأجل صور كثيرة بل لأجل فيضانها حتى يكون العقل البسيط كالمبدإ الخلّاق للصور المفصّلة في النفس جعله عبارة عن مجرّد إضافة.

التقسيم:
للعلم تقسيمات. الأول إلى الحضوري والحصولي كما عرفت. الثاني إلى أنّ العلم الحادث إمّا تصوّر أو تصديق، والعلم القديم لا يكون تصوّرا ولا تصديقا، وقد سبق في لفظ التّصوّر. الثالث إلى أنّ الأشياء المدركة أي المعلومة تنقسم إلى ما لا يكون خارجا عن ذات المدرك أي العالم وإلى ما يكون. أما في الأول فالحقيقة الحاصلة عند المدرك هي نفس حقيقتها، وأمّا في الثاني فهي تكون غير الحقيقة الموجودة في الخارج بل هي إمّا صورة منتزعة من الخارج إن كان الإدراك مستفادا من خارج كما في العلم الانفعالي أو صورة حصلت عند المدرك ابتداء، سواء كانت الخارجية مستفادة منها كما في العلم الفعلي، أو لم تكن. وعلى التقديرين فإدراك الحقيقة الخارجية بحصول تلك الصورة الذهنية عند المدرك والاحتياج إلى الانتزاع إنّما هو في المدرك المادي لا غير، كذا في شرح الإشارات. وفي شرح الطوالع الشيء المدرك إمّا نفس المدرك أو غيره، وغيره إمّا غير خارج عنه أو خارج عنه، والخارج عنه إمّا مادي أو غير مادي، فهذه أربعة أقسام.
الأول ما هو نفس المدرك. والثاني ما هو غيره لكنه غير خارج عنه. والثالث ما هو خارج عنه لكنه ماديّ. والرابع ما هو خارج عنه لكنه غير مادي. والأوّلان منها إدراكهما بحصول نفس الحقيقة عند المدرك فيكون إدراكهما حضوريا والأول بدون حلول والثاني بالحلول، والآخران لا يكون إدراكهما بحصول نفس الحقيقة الخارجية بل بحصول مثال الحقيقة، سواء كان الإدراك مستفادا من الخارجية أو الخارجية مستفادة من الإدراك، والثالث إدراكه بحصول صورة منتزعة عن المادة مجرّدة عنها، والرابع لم يفتقر إلى الانتزاع، الرابع إلى واجب أي ممتنع الانفكاك عن العالم كعلمه بذاته وممكن كسائر العلوم. الخامس إلى فعلي ويسمّى كلّيا قبل الكثرة وهو ما يكون سببا لوجود المعلوم في الخارج كما نتصوّر السرير مثلا ثم نوجده، وانفعالي ويسمّى كلّيا بعد الكثرة وهو ما يكون مسبّبا عن وجود العالم بأن يكون مستفادا من الوجود الخارجي كما يوجد أمرا في الخارج كالسماء والأرض ثم نتصوّره، فالفعلي ثابت قبل الكثرة والانفعالي بعدها، فالعلم الفعلي كلّي يتفرّع عليه الكثرة وهي الأفراد الخارجية والعلم الانفعالي كلّي يتفرّع على الكثرة. وقد يقال إنّ لنا كلّيا مع الكثرة لكنه من قبيل العلم ومبني على وجود الطبائع الكلّية في ضمن الجزئيات الخارجية.

قال الحكماء: علم الله تعالى بمصنوعاته فعلي لأنّه السّبب لوجود الممكنات في الخارج؛ لكن كون علمه تعالى سببا لوجودها لا يتوقّف على الآلات، بخلاف علمنا بأفعالنا، ولذلك يتخلّف صدور معلومنا عن علمنا. وقالوا إنّ علمه تعالى بأحوال الممكنات على أبلغ النّظام وأحسن الوجوه بالقياس إلى الكلّ من حيث هو كلّ، هو الذي استند عليه وجودها على هذا الوجه دون سائر الوجوه الممكنة، وهذا العلم يسمّى عندهم بالعناية الأزلية. وأمّا علمه تعالى بذاته فليس فعليا ولا انفعاليا أيضا، بل هو عين ذاته بالذات وإن كان مغايرا له بالاعتبار.
السادس إلى ما يعلم بالفعل وهو ظاهر وما يعلم بالقوة كما إذا في يد زيد اثنان فسألنا أزوج هو أو فرد؟ قلنا نعلم أنّ كلّ اثنين زوج، وهذا اثنان، فنعلم أنّه زوج علما بالقوة القريبة من الفعل وإن لم نكن نعلم أنّه بعينه زوج، وكذلك جميع الجزئيات المندرجة تحت الكلّيات فإنّها معلومة بالقوة قبل أن يتنبّه للاندراج. فالنتيجة حاصلة في كبرى القياس، هكذا قال بعض المتكلّمين. السابع إلى تفصيلي وإجمالي، والتفصيلي كمن ينظر إلى أجزاء المعلوم ومراتبه بحسب أجزائه بأن يلاحظها واحدا بعد واحد، والإجمالي كمن يعلم مسئلة فيسأل عنها فإنّه يحضر الجواب الذي هو تلك المسألة بأسرها في ذهنه دفعة واحدة وهو أي ذلك الشخص المسئول متصوّر للجواب لأنّه عالم بأنه قادر عليه، ثم يأخذ في تقرير الجواب، فيلاحظ تفصيله، ففي ذهنه أمر بسيط هو مبدأ التفاصيل؛ والتفرقة بين الحالة الحاصلة دفعة عقيب السؤال وبين حالة الجهل الثابتة قبل السؤال وملاحظة التفصيل ضرورية وجدانية، إذ في حالة الجهل المسماة عقلا بالفعل ليس إدراك الجواب حاصلا بالفعل بل النفس في تلك الحالة تقوى على استحضاره بلا تجشّم كسب جديد، فهناك قوة محضة. وفي الحالة الحاصلة عقيب السؤال قد حصل بالفعل شعور وعلم ما بالجواب لم يكن حاصلا قبله. وفي الحالة التفصيلية صارت الأجزاء ملحوظة قصدا ولم يكن حاصلا في شيء من الحالتين السابقتين، وشبه ذلك بمن يرى نعما كثيرة تارة دفعة فإنّه يرى في هذه الحالة جميع أجزائه ضرورة، وتارة بأن يحدّق البصر نحو واحد واحد فيفصّل أجزاؤه. فالرؤية الأولى إجمالية والثانية تفصيلية. وأنكر الإمام الرازي العلم الإجمالي.
فائدة:
العلم الإجمالي على تقدير جواز ثبوته في نفسه هل يثبت لله تعالى أولا؟ جوّزه القاضي والمعتزلة، ومنعه كثير من أصحابنا وأبو الهاشم. والحقّ أنّه إن اشترط في الإجمالي الجهل بالتفصيل امتنع عليه تعالى، وإلّا فلا.
الثامن إلى التعقّل والتوهّم والتخيّل والإحساس وقد سبق في لفظ الإحساس. التاسع إلى الضروري والنظري، وعلم الله تعالى عند المتكلّمين لا يوصف بضرورة ولا كسب، فهو واسطة بينهما وأما عند المنطقيين فداخل في الضروري وقد سبق. فائدة:
الفرق بين العلم بالوجه وبين العلم بالشيء من وجه أنّ معنى الأول حصول الوجه عند العقل ومعنى الثاني أنّ الشيء حاصل عند العقل لكن لا حصولا تاما، فإنّ التصوّر قابل للقوة والضعف كما إذا تراءى لك شبح من بعيد فتصوّرته تصورا ما، ثم يزداد انكشافا عندك بحسب تقاربك إليه إلى أن يحصل في عقلك كمال حقيقته. ولو كان العلم بالوجه هو العلم بالشيء من ذلك الوجه على ما ظنّه من لا تحقيق له لزم أن يكون جميع الأشياء معلومة لنا مع عدم توجّه عقولنا إليها، وذلك ظاهر الاستحالة، كذا في شرح المطالع في بحث الموضوع. وقال المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف في المقصد الرابع من مقاصد العلم في الموقف الأول: اعلم أنّهم اختلفوا في علم الشيء بوجه وعلم وجه الشيء. فقال من لا تحقيق له إنّه لا تغاير بينهما أصلا. وقال المتأخّرون بالتغاير بالذات إذ في الأول الحاصل في الذهن نفس الوجه وهو آلة لملاحظة الشيء، والشيء معلوم بالذات، وفي الثاني الحاصل في الذهن صورة الوجه وهو المعلوم بالذات من غير التفات إلى الشيء ذي الوجه. وقال المتقدّمون بالتغاير بالاعتبار إذ لا شكّ في أنّه لا يمكن أن يشاهد بالضاحك أمر سواه، إلا أنّه إذا اعتبر صدقه على أمر واتحاده معه كما في موضوع القضية المحصورة كان علم الشيء بالوجه، وإذا اعتبر مع قطع النظر عن ذلك كان علم الوجه كما في موضوع القضية الطبيعية.
فائدة:
أثبت أبو هاشم علما لا معلوم له كالعلم بالمستحيل فإنّه ليس بشيء والمعلوم شيء وهذا أمر اصطلاحي محض لا فائدة فيه.
فائدة:
محلّ العلم الحادث سواء كان متعلّقا بالكلّيات أو بالجزئيات عند أهل الحقّ غير متعيّن عقلا، بل يجوز عندهم عقلا أن يخلق الله تعالى في أيّ جوهر أراد من جواهر البدن؛ لكنّ السّمع دلّ على أنّه القلب. قال تعالى: فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها. وقال: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها. هذا وقد اختلف المتكلّمون في بقاء العلم، فالأشاعرة قضوا باستحالة بقائه كسائر الأعراض عندهم. وأما المعتزلة فقد أجمعوا على بقاء العلوم الضرورية والمكتسبة التي لا يتعلّق بها التكليف. واختلفوا في العلوم المكتسبة المكلّف بها، فقال الجبائي إنّها ليست باقية وإلّا لزم أن لا يكون المكلّف بها حال بقائها مطيعا ولا عاصيا ولا مثابا ولا معاقبا مع تحقق التكليف وهو باطل بناء على أنّ لزوم الثواب أو العقاب على ما كلّف به. وخالفه أبو هاشم في ذلك وأوجب بقاء العلوم مطلقا. وقال الحكماء محلّ العلم الحادث النفس الناطقة أو المشاعر العشر الظاهرة والباطنة وقد سبق في لفظ الحسّ.
فائدة:
علم الله سبحانه بذاته نفس ذاته، فالعالم والمعلوم واحد وهو الوجود الخاص، كذا في شرح الطوالع، أي واحد بالذات، أمّا بالاعتبار فلا بدّ من التغاير. ثم قال: وعلم غير الله تعالى بذاته وبما ليس بخارج عن ذاته هو حصول نفس المعلوم، ففي العلم بذاته العالم والمعلوم واحد، والعلم وجود العالم والمعلوم والوجود زائد، فالعلم غير العالم والمعلوم، والعلم بما ليس بخارج عن العالم من أحواله غير العالم والمعلوم والمعلوم أيضا غير العالم، فيتحقّق في الأول أمر واحد وفي الثاني اثنان وفي الثالث ثلاثة؛ والعلم بالشيء الذي هو خارج عن العالم عبارة عن حصول صورة مساوية للمعلوم فيتحقّق أمور أربعة: عالم ومعلوم وعلم وصورة. فالعلم حصول صورة المعلوم في العالم، ففي العلم بالأشياء الخارجة عن العالم صورة وحصول تلك الصورة وإضافة الصورة إلى الشيء المعلوم وإضافة الحصول إلى الصورة. وفي العلم بالأشياء الغير الخارجة عن العالم حصول نفس ذلك الشيء الحاصل وإضافة الحصول إلى نفس ذلك الشيء. ولا شكّ أنّ الإضافة في جميع الصور عرض. وأمّا نفس حقيقة الشيء في العلم بالأشياء الغير الخارجة عن العالم يكون جوهرا إن كان المعلوم ذات العالم لأنّه حينئذ تكون تلك الحقيقة موجودة لا في موضوع ضرورة كون ذات الموضوع العالم كذلك، وإن كان المعلوم حال العالم يكون عرضا. وأمّا الصورة في العلم بالأشياء الخارجة عن العالم فإن كانت صورة لعرض بأن يكون المعلوم عرضا فهو عرض بلا شكّ، وإن كانت صورة لجوهر بأن يكون المعلوم جوهرا فعرض أيضا انتهى. وهذا مبني على القول بالشّبح، وأمّا على القول بحصول ماهيات الأشياء في الذهن فجوهر.
فائدة:

قال الصوفية: علم الله سبحانه صفة نفسية أزلية. فعلمه سبحانه بنفسه وعلمه بخلقه علم واحد غير منقسم ولا متعدّد، لكنه يعلم نفسه بما هو له ويعلم خلقه بما هم عليه، ولا يجوز أن يقال إنّ معلوماته أعطته العلم من أنفسها كما قال الامام محي الدين العربي لئلّا يلزم كونه استفاد شيئا من غيره، فلنعذره. ولا نقول كان ذلك مبلغ علمه ولكنّا وجدناه سبحانه بعد هذا يعلمها بعلم أصلي منه غير مستفاد مما هي عليه فيما اقتضته بحسب ذواتها، غير أنّها اقتضت في نفسها ما علمه سبحانه عليها فحكم له ثانيا بما اقتضته وهو ما علمها عليه. ولمّا رأى الإمام المذكور أنّ الحقّ حكم للمعلومات بما اقتضته من نفسها ظنّ أنّ علم الحقّ مستفاد من اقتضاء المعلومات، فقال إنّ المعلومات أعطت الحق العلم من نفسها وفاته أنّها إنّما اقتضت ما علمها عليه بالعلم الكلّي الأصلي النفسي قبل خلقها وإيجادها، فإنّها ما تعيّنت في العلم الإلهي إلّا بما علمها لا بما اقتضته ذواتها، ثم اقتضت ذواتها بعد ذلك من نفسها أمورا هي عين ما علمها عليه أوّلا، فحكم لها ثانيا بما اقتضته، وما حكم إلّا بما علمها عليه فتأمّل، فيسمّى الحقّ عليما بنسبة العلم إليه مطلقا وعالما بنسبة معلومية الأشياء إليه، وعلّاما بنسبة العلم ومعلومية الأشياء إليه معا. فالعليم اسم صفة نفسية لعدم النظر فيه إلى شيء مما سواه، إذ العلم ما يستحقّه النفس في كمالها لذاتها. وأمّا العالم فاسم صفة فعلية وذلك علمه للأشياء سواء كان علمه لنفسه أو لغيره فإنّها فعلية، يقال عالم بنفسه أي علم نفسه وعالم بغيره أي علم غيره، فلا بدّ أن تكون صفة فعلية. وأمّا العلّام فبالنظر إلى النسبة العلمية اسم صفة نفسية كالعليم وبالنظر إلى نسبة معلومية الأشياء إليه اسم صفة فعلية، ولذا غلب وصف الخلق باسم العالم دون العليم والعلّام، فيقال فلان عالم ولا يقال عليم ولا علّام مطلقا، إلّا أن يقال عليم بأمر كذا، ولا يقال علّام بأمر كذا، بل إن وصف بشخص فلا بدّ من التقييد، فيقال فلان علّام في فنّ كذا، وهذا على سبيل التوسّع والتجوّز. وليس قولهم فلان علّامة من هذا القبيل لأنّه ليس من أسماء الله تعالى، فلا يجوز أن يقال إنّ الله علّامة فافهم، كذا في الانسان الكامل. والعالم في اصطلاح المتصوفة: هو الذي وصل إلى علم اليقين بذات وصفات وأسماء الله، وليس بطريق الكشف والشّهود.
كذا في كشف اللغات.
العلم: بالتحريك، ما وضع "لشيء" وهو العلم القصدي، أو غلب والعلم الاتفاقي الذي يصير علما لا بوضع واضع بل بكثرة الاستعمال مع الإضافة، أو اللازم لشيء بعينه خارجا أو ذهنا ولم يتناول الشبيه.
العلم:
[في الانكليزية] Proper name
[ في الفرنسية] Nom propre
بفتح العين واللام عند النحاة قسم من المعرفة، وهو ما وضع لشيء بعينه غير متناول غيره بوضع واحد. فقولهم لشيء بعينه أي متلبس بعينه أي لشيء معيّن شخصا كان وهو العلم الشخصي كزيد، أو جنسا وهو العلم الجنسي، وعلم الجنس والعلم الذهني كأسامة. واحترز بهذا عن النّكرة والأعلام الغالبة التي تعيّنت لفرد معيّن لغلبة الاستعمال فيه داخلة في التعريف لأنّ غلبة استعمال المستعملين بحيث اختصّ العلم الغالب لفرد معيّن بمنزلة الوضع من واضع المعيّن، فكأنّ هؤلاء المستعملين وضعوه للمعيّن. وقولهم غير متناول غيره أي حال كون ذلك الاسم الموضوع لشيء معيّن غير متناول غير ذلك الشيء باستعماله فيه، واحترز به عن المعارف كلّها. والقيد الأخير لئلّا يخرج الأعلام المشتركة كذا في الفوائد الضيائية.
اعلم أنّ هذا التعريف مبني على مذهب المتأخرين الذاهبين إلى أنّ ما سوى العلم معارف وضعية أيضا لا استعمالية كما هو مذهب الجمهور، إذ لو لم يكن كذلك فقولهم غير متناول غيره مما لا يحتاج إليه لخروج ما سوى العلم من المعارف بقيد الوضع لأنّها ليست موضوعة لشيء معيّن بل لمفهوم كلّي، إلّا أنه شرط حين الوضع أن لا يستعمل إلّا في معيّن كما سيأتي في لفظ المعرفة. واعترض عليه بأنّ العلم الشخصي ليس موضوعا لشيء معيّن لأنّ الموضوع للشخص من وقت حدوثه إلى فنائه لفظ واحد، والتشخّص الذي لوحظ حين الوضع يتبدل كثيرا، فلا محالة يكون اللفظ موضوعا للشخص، لكلّ تشخّص تشخّص ملحوظ بأمر كلّي، فالعلم كالمضمر. وأجيب بأنّ وجود الماهية لا ينفكّ عن تشخّص باق ببقاء الوجود يعرف بعوارض بعده وتلك العوارض تتبدّل ويأخذ العقل العوارض المتبدلة أمارات يعرف بها ذلك التشخّص. فاللفظ موضوع للشخص بذلك التشخّص لا للمتشخّص بالعوارض، ولو كان التشخّص بالعوارض لكان للجزئي أشخاص متّحدة في الوجود، وما اشتهر من أنّ التشخّص بالعوارض مسامحة مؤوّلة بأنّه أمر يعرف بعوارض. وأمّا أنّ ذلك التشخّص هل هو متحقّق مبرهن أو مجرّد توهّم فموكول إلى علم الكلام والحكمة ولا حاجة لنا إليه في وضع اللفظ للمشخّص لأنّ أيّا ما كان يكفي فيه. بقي أنّ العلم لو كان موضوعا للشخص بعينه لم يصح تسمية الآباء أبناءهم المتولّدة في غيبتهم بأعلام، وتأويله بأنّه تسمية صورة أو أمر بالتسمية حقيقة أو وعد بها بعيد، وأنّ الوضع في اسم الله مشكل حينئذ لعدم ملاحظته بعينه وشخصه حين الوضع وبعد لم يعلم بالوضع له بشخصه للمخاطبين به، وإنّما يفهم منه معيّن مشخّص في الخارج بعنوان ينحصر فيه، ولذا قيل إنّه اسم للمفهوم الكلّي المنحصر فيه تعالى من الواجب لذاته أو المستحقّ بالعبودية لذاته، إلّا أن يراد بالشيء بشخصه كونه متعيّنا بحيث لا يحتمل التعدّد بحسب الخارج ولا يطلب له منع العقل عن تجويز الشركة فيه. وقال بعض البلغاء: العلم ما وضع لشيء بشخصه وهذا إنّما يصح إن لم يكن علم الجنس علما عند أصحاب فنّ البلاغة لأنّه دعت إليه ضرورات نحوية، وهم في سعة عنه، ولا يكون غير العلم موضوعا لشيء بشخصه بناء على أنّ ما سوى العلم معارف استعمالية كما هو مذهب الجمهور. هكذا يستفاد من الأطول في باب المسند إليه في بيان فائدة جعله علما. قيل الأعلام الجنسية أعلام حقيقة كالأعلام الشخصية، إذ في كلّ منهما إشارة بجوهر اللفظ إلى حضور المسمّى في الذهن بخلاف المنكّر إذ ليس فيه إشارة إلى المعلوم من حيث هو معلوم. وقيل علم الجنس من الأعلام التقديرية واللفظية لأنّ الأحكام اللفظية من وقوعه مبتدأ وذا حال ووصفا للمعرفة وموصوفا بها ونحو ذلك هي التي اضطرتهم إلى الحكم بكونه علما حتى تكلّفوا فيه ما تكلّفوا، هكذا يستفاد مما ذكر في المطول وحاشيته للسّيد السّند. والفرق بين علم الجنس واسم الجنس قد مرّ في لفظ اسم الجنس. وفي بعض حواشي الألفية اسم الجنس موضوع للفرد لا على التعيين كالأسد، وعلم الجنس موضوع للحقيقة فقط. وعلم النوع موضوع للفرد المعيّن لا على التعيين كغدوة وعلم الشخص للفرد المعيّن على الخصوص. فاسم الجنس نكرة لفظا ومعنى، وعلم الجنس معرفة لفظا لا معنى، وعلم الشخص معرفة لفظا ومعنى، وعلم النوع كذلك. فالحاصل أنّ الفرد المعيّن يتعدّد في العلم النوعي ويتّحد في العلم الشخصي انتهى.
التقسيم
العلم إمّا قصدي وهو ما كان بالوضع شخصيا كان أو جنسيا، أو اتفاقي وهو الذي يصير علما لا بوضع واضع معيّن بل إنّما يصير علما لأجل الغلبة وكثرة استعماله في فرد من افراد جنسه بحيث لا يذهب الوهم عند إطلاقه إلى غيره مما يتناوله اللفظ، كذا في العباب.
والعلم الموضوع أي القصدي إمّا منقول أو مرتجل، فإنّ ما صار علما بغلبة الاستعمال لا يكون منقولا ولا مرتجلا كما في شرح التسهيل وفي اللّب العلم الخارجي أي الشخصي منقول أو مرتجل فخرج من هذا العلم الذهني، أي الجنسي. والمنقول وهو ما كان له معنى قبل العلمية ثم نقل عن ذلك المعنى وجعل علما لشيء إمّا منقول عن مفرد سواء كان اسم عين كثور وأسد، أو اسم معنى كفصل وإياس، أو صفة كحاتم، أو فعلا ماضيا كشمّر وكعسب، أو فعلا مضارعا كتغلب ويشكر، أو أمرا بقطع همزة الوصل لتحقّق النقل كاصمت بكسر الهمزة والميم، أو صوتا كببّة وهو لقب عبد الله بن حارث، أو عن مركّب سواء كان جملة نحو تأبّط شرا أو غير جملة سواء كان بين أجزائه نسبة كالمضاف والمضاف إليه كعبد مناف أو لم يكن كبعلبك وسيبويه، هكذا في اللّب والمفصّل. وقيل الأعلام كلّها منقولة ولا يضرّ جهل أصلها وهو ظاهر مذهب سيبويه كذا في شرح التسهيل. والمرتجل هو ما وضع حين وضع علما ابتداء إمّا قياسي وهو ما لم يعرف له أصل مادة بل هيئة بأن يكون موافقا لزنة أصل في أسماء الأجناس والأفعال ولا يكون مخالفا لأصل فيها من الإظهار والإدغام والإعلال والإبدال ونحو ذلك مما ثبت في أصول الأوزان نحو عطفان، وإمّا شاذ وهو ما لم يعرف له أصل هيئة بأن يكون مخالفا لأوزان الأصول بتصحيح وما يعلّل مثله نحو مكوزة والقياس مكازة كمفازة، أو بالعكس كحياة علما لرجل والقياس حية، بانفكاك ما يدغم كمحبب اسم رجل والقياس محبّ، أو بالعكس وبانفتاح ما يكسر كوهب بفتح الهاء اسم رجل والقياس الكسر، أو نحو ذلك. ويمكن في المرتجل الشاذ القول بالنقل وأنّ التغيير شاذ حدث بعد النقل كذا في الإرشاد وشرح اللب. ثم في شرح اللب إنّما لم يقسم المصنف المرتجل إلى المفرد والمركّب كما قسّم المنقول إليهما لعدم مجيئه في ذلك انتهى. والعلم الذهني أي الجنسي إمّا اسم عين كأمامة وإمّا اسم معنى وهو على نوعين: حدث أي مصدر كسبحان علم التسبيح أو وقت كغدوة علم لجنس غدوة اليوم الذي أنت فيه، وكذا سحر فإنّه علم لجنس سحر الليلة التي أنت فيه، والدليل على علميتها منع الصّرف. وإمّا لفظ يوزن به كقولهم قائمة على وزن فاعلة وإمّا كناية كفلان وفلانة فإنّهما كنايتان عن زيد ومثله وعن فاطمة ومثلها فيجريان مجرى المكني عنه أي يكونان كالعلم كذا في شرح اللب. والعلم الاتفاقي على قسمين مضاف نحو ابن عمر فإنّه غلب بالإضافة على عبد الله بن عمر من بين إخوته، ومعرّف باللام نحو النّجم فإنّه غلب على الثّريا بالاستعمال والصّعق فإنّه غلب بالاستعمال على خويلد بن نفيل، ومنه ما لم يرد بجنسه الاستعمال كالدّبران والعيّوق والسّماك والثّريا لأنّها غلبت على الكواكب المخصوصة من بين ما يوصف بهذه الأوصاف، وإن كانت في الأصل أسماء أجناس. وإنما قيل منه لأنّها ليست في الظاهر صفات غالبة كالصعق وإنما هي أسماء موضوعة باللام في الأصل أعلام لمسمّياتها ولا تجري صفات وما لم يعرف بالاشتقاق من هذا النوع فملحق بما عرف كالمشتري والمريخ، كذا في العباب. فالأعلام الاتفاقية لا تكون إلّا مركّبة لحصرها في القسمين. ولذا قال صاحب العباب لما كان اسم الجنس إنّما يطلق على بعض أفراده المعيّن إذا كان معرّفا باللام أو بالإضافة كان العلم الاتفاقي قسمين: معرّفا باللام أو مضافا.

وأيضا العلم ثلاثة أقسام: لقب وكنية واسم لأنّه إمّا مصدّر بأب أو أمّ أو لا، الأوّل الكنية، والثاني إمّا مشعر بالمدح أو الذّم أو لا، الأول اللّقب، والثاني الاسم. فعلى هذا يتقابل الأقسام بالذات. وفي شرح الأوضح ناقلا عن الإمام أنّ من الكنية ما صدّر بابن أو بنت. وقال الفاضل الشريف في شرح المفتاح: الكنية علم صدّر بأب أو أمّ أو ابن أو بنت، واللّقب علم يشعر بمدح أو ذمّ مقصود منه قطعا، وما عداهما من الأعلام يسمّى أسماء. فعلى ما ذكره الاسم المقابل للّقب قد يشعر بالمدح أو الذّمّ ولا يكون المشعر بالمدح أو الذم مطلقا لقبا، بل إذا كان المقصود به عند إطلاقه المدح أو الذّمّ. ولذا قيل الغرض من وضع الألقاب الإشعار بالمدح والذّمّ، وقد يتضمنها الأسماء، وإن لم يقصد بالوضع إلّا تمييز الذات لكون تلك الأسماء منقولات من معان شريفة أو خسيسة كمحمد وعلي وكلب، أو لاشتهار الذات في ضمنها بصفة محمودة أو مذمومة كحاتم ومادر انتهى. والفرق بين اللّقب والكنية بالحيثية، فإشعار بعض الكنى بالمدح أو الذّم كأبي الفضل وأبي الجهل لا يضرّ. وبعض أئمة الحديث يجعل المصدّر بأب أو أم مضافا إلى اسم حيوان أو إلى ما هو صفة الحيوان كنية وإلى غير ذلك لقبا كأبي تراب. ثم إشعار العلم بالمدح أو الذّمّ باعتبار معناه الأصلي فإنّه قد يلاحظ في حال العلمية تبعا، ولذلك ينهى شرعا أن يذكر الشخص بعلمه الدّال في أصله على ذمّ إذا كان يتأذّى به ويتحاشى عادة أن يذكر من يقصد توقيره بمثل هذا. وقد يطلق الاسم على ما يعمّ الأقسام الثلاثة. هذا كله خلاصة ما في الأطول وما ذكر الفاضل الچلپي في حاشية المطوّل والتلويح. وفي بعض الحواشي المعلّقة على شرح النخبة قيل: العلم إن دلّ على مدح أو ذم فلقب صدّر بأب أو أمّ أو ابن أو بنت أو لا، وإن صدّر بأحدها فكنية دلّ عليه أو لا، والاسم أعمّ، كذا قاله التفتازاني انتهى. وإذا اجتمع للرجل اسم غير مضاف ولقب يضاف الاسم إلى اللقب نحو سعيد كرز كما في المفصل.
فائدة:
وقد سمّوا ما يتّخذونه ويألفونه من خيلهم وإبلهم وغنمهم وكلابهم بأعلام، كلّ واحد منها مختصّ بشخص بعينه يعرفونه به كالأعلام في الأناسي نحو اعوج ولاحق وشدقم وعليان ونحوها، وما لا يتّخذ ولا يؤلف فيحتاج إلى التمييز بين أفراده كالطير والوحش وغير ذلك، فإنّ العلم فيه للجنس بأسره ليس بعضه أولى به من بعض. فإذا قلت أبو براقش وابن دابّة وأسامة وثعالة فكأنّك قلت الضرب الذي من شأنه كيت وكيت. ومن هذه الأجناس ما له اسم جنس واسم علم كالأسد وأسامة والثّعلب وثعالة وما لا يعرف له اسم غير العلم نحو ابن مقرض وحمار قبّان، وقد يوضع للجنس اسم وكنية كما قالوا للأسد أسامة وأبو الحارث، ومنها ما له اسم ولا كنية له كقولهم قثم للضبعان، وما له كنية ولا اسم كأبي براقش كذا في المفصّل.
فائدة:
ومن العلم ما لزم فيه اللام كالمسمّى معها نحو الفرزدق وكالغالب بها نحو الصّعق كما مرّ، وكالعلم الذي ثنّي نحو الزيدان أو جمع كالزيدون والفواطم، وكالكناية عن أعلام البهائم كالفلان كناية عن نحو لاحق وشدقم والفلانة كناية عن نحو خطّة وهيلة. ومنه ما جازت اللام فيه كالعلم الذي كان قبل العلمية مصدرا نحو الفضل، أو مشتقا نحو الحارث، أو كان مؤوّلا بواحد من جنسه أي بفرد من أفراد حقيقته الكلّية الموضوع لها العلم بالاشتراك الاتفاقي، وذلك لأنّه لما وضعه الواضع لمسمّى ثم وضعه لمسمّى آخر صارت نسبته إلى الجميع بعد ذلك نسبة واحدة فأشبه رجلا فأجري مجراه. وبهذا الاعتبار قيل: جاز اللام فيه حتى اجترئ لذلك على إضافته أيضا نحو زيدنا. فعلى هذا الطريق لا ينكّر علم الجنس لأنّ من شرطه أن يوجد الاشتراك في التسمية والمسمّى بعلم الجنس واحد لا تعدّد فيه، اللهم إلّا أن يوجد اسم مشترك أطلق على نوعين مختلفين، ثم ورود الاستعمال فيه مرادا به واحد من المسمّيين به. وقيل طريق التنكير أن يشتهر العلم بمعنى من المعاني فيجعل العلم بمنزلة اسم الجنس كما في قولهم لكلّ فرعون موسى أي لكلّ جبار مبطل قهّار محق. فعلى هذا الطريق لا شبهة في إمكان تنكير علم الجنس مثل أن يقال فرست كلّ أسامة أي كلّ بالغ في الشجاعة كذا في العباب، وهو أي تنكير العلم قليل كما في شرح اللب. فائدة:
إذا استعمل اللّفظ للفظ كان علما له ولا اتحاد إذ الدّال محض اللّفظ والمدلول لفظ ذو دلالة أو عديمها، وعلى هذا كان نحو جسق مما لم يوضع لمعنى موضوعا أيضا كزيد، ويجري هذا الوضع في كلّ لفظ موضوع اسما كان أو فعلا أو حرفا أو مركّبا تاما أو غيره، أو غير موضوع ولا يثبت الاشتراك كما في المنقولات. وليس أحدهما بالنسبة إلى الآخر مجازا بخلاف المنقولات لأنّ وضع العلم لا يختصّ بقوم دون قوم فيكون مسمّى العلم بالنسبة إلى كلّ قوم حقيقة كذا في العضدي.
والعلم عند المهندسين عبارة عن مجموع المتمّمين وأحد الشّكلين المتوازيين أضلاعا اللذين يكونان بينهما أي بين المتمّمين. فالعلم مجموع ثلاث مربعات هكذا:
فمجموع المتمّمين وهما مربّع ب أومربع رع مع مربّع ف هـ أو مع مربّع أف علم، هكذا يستفاد من تحرير أقليدس وحواشيه.
وفي تحرير الأقليدس تعريف العلم مذكور بهذه العبارة- العلم هو مجموع المتمّمين وأحد متوازي الأضلاع الذين بينهما. وتعريف المتمّم سيأتي في المتن.
العلم: الاعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع، إذ هو صفة توجب تمييزا لا يحتمل النقيض، أو هو حصول صورة الشيء في العقل والأول أخص.

المطرق

المطرق: الرامي ببصره إلى الطريق.
(المطرق) آلَة من حَدِيد وَنَحْوه يطْرق بهَا الْحَدِيد وَنَحْوه من الْمَعَادِن وَآلَة يدق بهَا الصُّوف والقطن ليندف (ج) مطارق

طَرَقَ

(طَرَقَ)
(هـ س) فِيهِ «نَهي المُسافرَ أَنْ يأتيَ أهْلَه طُرُوقاً» أَيْ ليْلا. وَكُلُّ آتٍ باللَّيل طَارِق. وَقِيلَ أصْلُ الطُّرُوق: مِنَ الطَّرْق وَهُوَ الدَّق. وسُمِّي الآتِي بِاللَّيْلِ طَارِقاً لحَاجته إِلَى دَقّ الْبَابِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إِنَّهَا خَارِقة طَارِقَة» أَيْ طَرَقَتْ بِخَير. وجمعُ الطَّارِقَة: طَوَارِق.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أعوذُ بِكَ مِنْ طَوَارِق اللَّيل إلاَّ طَارِقاً يَطْرُقُ بخَير» .
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الطُّرُوق فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «الطِّيَرَةُ والعِيافةُ والطَّرق مِنَ الجِبْت» الطَّرق: الضَّرب بِالْحَصَا الَّذِي يَفْعله النِّسَاءُ. وَقِيلَ هُوَ الخطُّ فِي الرَّمْل. وَقَدْ مرَّ تَفْسِيرُهُ فِي حَرْفِ الْخَاءِ.
(هـ) وَفِيهِ «فرَأى عَجُوزا تَطْرُقُ شَعَرا» هُو ضَرْب الصُّوف والشَّعَر بالقَضِيب لينْتَفِش. (هـ) وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «فِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَة الفَحْل» أَيْ يَعْلو الفَحلُ مِثْلها فِي سِنِّها. وَهِيَ فَعُولة بِمَعْنَى مَفْعُولة. أَيْ مَرْكُوبة للفَحْل. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ يُصْبِح جُنُبا مِنْ غَير طَرُوقَة» أَيْ زَوجَةٍ. وَكُلُّ امْرأةٍ طَرُوقَة زَوْجها. وكلُّ نَاقَةٍ طَرُوقَة فحلِها.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَمِنْ حقِّها إِطْرَاق فَحْلِها» أَيْ إِعَارَتُهُ للضِّراب. واسْتِطْرَاق الفَحل:
اسْتِعَارتُه لِذَلِكَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ أَطْرَقَ مُسْلما فَعَقَّت لَهُ الفَرَس» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «مَا أُعْطي رجُل قَطُّ أفْضَل مِنَ الطَّرْق، يُطْرِقُ الرجلُ الفَحلَ فيُلْقِحُ مائةٍ، فيَذْهب حَيْرِيَّ دَهْرٍ» : أَيْ يَحْوِي أجْره أَبَدَ الآبِدين. والطَّرْق فِي الأصْل: ماءُ الفَحْل.
وَقِيلَ هُوَ الضِّراب ثُمَّ سُمِّى بِهِ الْمَاءُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «والبَيْضَةُ منسُوبَة إِلَى طَرْقِها» أَيْ إِلَى فَحْلِهَا.
(هـ) وَفِيهِ «كأنَّ وجُوهَهم المجَانُّ المُطْرَقَة» أَيِ التِّراس التَّي أُلْبِسَت العَقَب شَيْئًا فوقَ شَيْءٍ.
وَمِنْهُ طَارَقَ النَّعل، إِذَا صَيَّرها طَاقاً فوقَ طاقٍ، وركَّب بعضَها فوقَ بَعْضٍ. ورَواه بعضُهم بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ للتَّكْثير. وَالْأَوَّلُ أشْهر.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «فَلبِسْتُ خُفَّين مُطَارَــقَيْن» أَيْ مُطْبقين واحِدا فَوق الْآخَرِ. يُقَالُ أَطْرَقَ النَّعلَ وطَارَقَها. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ نَظَرِ الفُجْأة «أَطْرِقْ بصَرَك» الإِطْرَاق: أَنْ يُقْبل ببَصره إِلَى صَدْرِه ويَسْكُت سَاكِتا.
[هـ] وَفِيهِ «فأَطْرَقَ سَاعة» أَيْ سَكت.
وَفِي حَدِيثٍ آخر «فأَطْرَقَ رأسَه» أي أمَاله وأسْكَنه. وَمِنْهُ حَدِيثُ زِيَادٍ «حَتَّى انْتَهكوا الحَرِيم، ثُمَّ أَطْرَقُوا ورَاءكم» : أَيِ اسْتَتَروا بِكُمْ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ النَّخَعي «الوُضوءُ بالطَّرْق أحَبُّ إليَّ مِنَ التيمُّم» الطَّرْق: الماءُ الَّذِي خَاضَته الإبلُ وبالَت فِيهِ وبَعَرت.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبير «وَلَيْسَ للشَّارب إلاَّ الرَّنْقُ والطَّرْق» .
وَفِيهِ «لَا أرَى أَحَدًا بِهِ طِرْق يَتخَلَّف» الطِّرْق بِالْكَسْرِ: القُوّة. وَقِيلَ الشَّحْم. وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعمل فِي النَّفْي.
وَفِي حَدِيثِ سَبْرة «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَد لِابْنِ آدَمَ بأَطْرُقِهِ» هِيَ جَمْعُ طَرِيق عَلَى التَّأْنِيث، لِأَنَّ الطَّرِيق تُذَكر وتُؤَنْث، فجمعُه عَلَى التَّذكير: أَطْرِقَة، كرغِيفٍ وأرْغِفَة، وَعَلَى التَّأْنِيثِ:
أَطْرُق، كيَمين وأيُمن.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ هِنْدٍ:
نَحنُ بَنَات طَارِق نَمْشي علَىَ النَّمَارِقْ.
الطَّارِق: النَّجْم، أَيْ آبَاؤُنا فِي الشَّرَف والعُلُو كالنَّجْم.

مَنَحَهُ

مَنَحَهُ، كمنعهُ وضَرَبَهُ: أعطاهُ، والاسمُ:
المِنْحَةُ، بالكسر.
ومَنَحَه الناقةَ: جَعَلَ له وبَرَها ولَبَنَها وولَدَها، وهي: المِنْحَةُ والمنيحَةُ.
واسْتَمْنَحَهُ: طَلَبَ عَطِيَّتَهُ.
والمَنيحُ، كأَميرٍ: قِدْحٌ بِلا نَصيبٍ، وقِدْحٌ يُسْتَعَارُ تَيَمُّناً بِفَوْزِهِ، أو قِدْحٌ له سَهْمٌ، وفَرَسُ القُوَيمِ أخي بَنِي تَيْمٍ، وفَرَسُ قَيْسِ بنِ مَسْعودٍ الشَّيْبانِيّ، وبِهاءٍ: فَرَسُ دِثارِ بنِ فَقْعَسٍ.
وأمْنَحَتِ النّاقَةُ: دَنا نِتاجُها، وهي مُمْنِحٌ.
والمُمانِحُ: ناقَةٌ يَبْقَى لَبَنُها بعدَ ذَهابِ ألبان الإِبِلِ،
وـ مِنَ الأَــمْطارِ: ما لا يَنْقَطِعُ.
وامْتَنَحَ: أخَذَ العَطاءَ.
وامْتُنِحَ مالاً: رُزِقَهُ.
وتَمَنَّحْتُ المالَ: أَطْعَمْتُهُ غيرِي، ومنه حَديثُ أُمِّ زَرْعٍ: "وآكُلُ فأتَمَنَّحُ".
ومانَحَتِ العينُ: اتَّصَلَتْ دُموعُها. وسَمَّوْا: مانِحاً ومَنَّاحاً ومَنيحاً.

الرُّوحُ

الرُّوحُ: عين لطيف مُودع فِي القالب أجْرى الله الْعَادة لخلق الْحَيَاة مَا دَامَ هُوَ فِي القالب.
الرُّوحُ، بالضم: ما به حَياةُ الأَنْفُسِ، ويُؤَنَّثُ، والقرآنُ، والوَحْيُ، وجبريلُ، وعيسى، عليهما السلامُ، والنَّفْخُ، وأمْرُ النُّبُوَّةِ، وحُكْمُ اللهِ تعالى، وأمْرُهُ، ومَلَكٌ وجْهُهُ كَوَجْهِ الإِنْسانِ وجَسَدُهُ كالملائكَةِ، وبالفتح: الرَّاحَةُ، والرَّحْمَةُ، ونَسيمُ الرِّيحِ، وبالتحريكِ: السَّعَةُ، وسَعَةٌ في الرِّجْلَيْنِ دونَ الفَحَجِ، "وكان عمرُ، رضي الله عنه،
أرْوَحَ"، وجَمْعُ رائحٍ،
وـ من الطَّيْرِ: المُتَفَرِّقَةُ، أو الرَّائِحَةُ إلى أوكارِها.
ومَكانٌ رَوْحانِيُّ: طَيِّبٌ.
والرُّوحانِيُّ، بالضم: ما فيه الرُّوحُ، وكذلك النِّسْبَةُ إلى المَلَكِ والجِنِّ، ج: رُوْحانِيُّونَ.
والرِّيحُ: م، ج: أرْواحٌ وأرْياحٌ ورِياحٌ ورِيَحٌ، كعِنَبٍ،
جج: أراويحُ وأراييحُ، والغَلَبَةُ، والقُوَّةُ، والرَّحْمَةُ، والنُّصْرَةُ، والدَّوْلَةُ، والشيءُ الطَّيِّبُ، والرَّائِحةُ.
ويَوْمٌ راحٌ: شديدُها.
وقد راحَ يَراحُ رِيحاً، بالكسر.
ويومٌ رَيِّحٌ، ككَيِّسٍ: طَيّبُها.
وراحَتِ الرِّيحُ الشيءَ تَراحُهُ: أصابَتُهُ،
وـ الشَّجَرُ: وجَدَ الرِّيحَ.
ورِيحَ الغَديرُ: أصابَتْهُ،
وـ القومُ: دَخَلوا فيها،
كأَراحُوا، أو أصابَتْهُم فَجَاحَتْهُم.
والرَّيْحانُ: نَبْتٌ طَيِّبُ الرَّائحَةِ، أو كُلُّ نَبْتٍ كذلك، أو أطْرافُه، أو ورَقُهُ، والوَلَدُ، والرِّزْقُ. ومحمدُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ، وعبدُ المُحْسنِ بنُ أحمدَ الغَزَّالُ، وعلِيُّ بنُ عُبَيدةَ المُتَكَلِّمُ المُصَنِّفُ، وإسحَاقُ بنُ إبراهيمَ، وزَكَريَّاءُ بنُ علِيٍّ، وعلِيُّ بنُ عبدِ السلامِ الرَّيْحانِيُّونَ: مُحَدِّثونَ.
وسُبْحانَ اللَّهِ ورَيْحانَهُ، أي: اسْتِرْزاقَهُ.
والرَّيْحانَةُ: الحَنْوَةُ، وطاقةُ الرَّيْحانِ.
والرَّاحُ: الخَمْرُ،
كالرَّياحِ، بالفتح، والارْتِياحُ، والأَكُفُّ،
كالرَّاحاتِ، والأَراضي المُسْتَوِيةُ فيها ظُهورٌ واسْتِواءٌ، تُنْبِتُ كثيراً، واحِدَتُهُما: راحةٌ.
وراحةُ الكَلْبِ: نَبْتٌ.
وذو الرَّاحة: سَيْفُ المُختارِ بنِ أبي عُبيدٍ.
والرَّاحةُ: العِرْسُ، والسَّاحةُ، وطَيُّ الثَّوْبِ،
وع باليَمَنِ،
وع قُرْبَ حَرَضَ،
وع ببلادِ خُزَاعَةَ، له يومٌ.
وأراحَ اللَّهُ العبدَ: أدْخَلَهُ في الرَّاحةِ،
وـ فلانٌ على فُلانٍ حَقَّهُ: ردَّدَه عليه،
كأرْوَحَ،
وـ الإِبِلَ: رَدَّها إلى المُراحِ، بالضم، أي: المأْوى،
وـ الماءُ واللّحْمُ: أنْتَنا،
وـ فلانٌ: مات، وتَنَفَّسَ، ورَجَعَتْ إليه نَفْسُهُ بعدَ الإِعْياءِ، وصارَ ذا راحَةٍ، ودَخَلَ في الرِّيحِ،
وـ الشيءَ: وجَدَ رِيحَه،
وـ الصَّيْدُ: وجَدَ رِيحَ الإِنْسِيِّ، كأرْوَحَ.
وتَرَوَّحَ النَّبْتُ: طالَ،
وـ الماءُ: أخَذَ رِيحَ غيرِهِ لِقُرْبِهِ.
وتَرْويحةُ شَهْرِ رمضانَ: سُمِّيَتْ بها لاسْتراحَةٍ بعدَ كُلِّ أرْبَعِ رَكَعَاتٍ.
واسْتَرْوَحَ: وجَدَ الرَّاحةَ،
كاسْتراحَ، وتَشَمَّمَ،
وـ إليه: اسْتَنامَ.
والارْتِياحُ: النَّشاطُ، والرَّحْمَةُ.
وارْتاحَ اللَّهُ له برَحْمَتِه: أنْقَذَه من البَلِيَّةِ.
والمُرْتاحُ: الخامسُ من خَيْلِ الحَلْبَةِ، وفَرَسُ قَيْسِ الجُيوشِ الجَدَلِيِّ.
والمُراوحَةُ بينَ العَمَلَيْنِ: أن يَعْمَلَ هذا مَرَّةً وهذا مَرَّةً،
وـ بين الرِّجْلَيْنِ: أن يقومَ على كُلٍّ مَرَّةً،
وـ بين جَنْبَيه: أن يَنْقَلِبَ من جَنْبٍ إلى جَنْب.
وراحَ للمَعْروفِ يَراحُ راحةً: أخَذَتْه له خِفَّةٌ وأرْيَحِيَّةٌ،
وـ يَدُه لكَذا: خَفَّتْ، ومنه: قولُه صلى الله عليه وسلم: "ومن راحَ في السَّاعةِ الثانِيَة ... " الحديثَ، لم يُرِدْ:
رَواحَ النَّهارِ، بَلِ المرادُ خَفَّ إليها،
وـ الفَرَسُ: صارَ حِصاناً، أي: فَحْلاً،
وـ الشجرُ: تَفَطَّرَ بوَرَقٍ،
وـ الشيءَ يَراحُه ويَرِيحهُ: وجَدَ رِيحَه،
كأَراحَه وأرْوَحَه،
وـ منك مَعْروفاً: نالَه،
كأَراحَه.
والمَرْوَحةُ، كمَرْحَمةٍ: المَفازَةُ، والمَوْضِعُ تَخْتَرِقُه الرِّياحُ. وكَمِكْنَسَةٍ ومِنْبَرٍ: آلَة يُتَرَوَّحُ بها.
والرائحةُ: النَّسيمُ طَيِّباً أو نَتْناً.
والرَّواحُ والرَّواحةُ والرَّاحةُ والمُرايحَةُ والرَّويحَةُ، كسفينةٍ: وجْدانُكَ السُّرورَ الحادِثَ من اليَقينِ.
وراحَ لذلك الأَمْرِ يَراحُ رَواحاً ورُؤُوحاً وراحاً ورِياحَةً: أشْرَفَ له وفَرِحَ.
والرَّواحُ: العَشِيُّ، أو من الزَّوالِ إلى اللَّيْلِ.
ورُحْنا رَواحاً،
وتَرَوَّحْنا: سِرْنا فيه، أو عَمِلْنا.
وخَرَجوا بِرياحٍ من العَشِيِّ،
ورَواحٍ وأرْواحٍ، أي: بأَوَّلٍ.
ورُحْتُ القومَ،
وـ إليهم،
وـ عندَهُم، رَوْحاً ورَواحاً: ذَهَبْتُ إليهم رَواحاً،
كرَوَّحْتُهُم وتَرَوَّحْتُهم.
والرَّوائحُ: أَــمْطَارُ العَشِيِّ، الواحِدةُ: رائِحةٌ. والرَّيِّحَةُ، ككَيِّسةٍ وحيلَةٍ: النَّبْتُ يَظْهَرُ في أصولِ العِضاهِ التي بَقِيَتْ من عامِ أوَّلَ، أو ما نَبَتَ إذا مَسَّه البَرْدُ من غيرِ مَطَرٍ.
وما في وجْهِه رائِحةٌ، أي: دَمٌ.
و"تَرَكْتُه على أنْقى من الرَّاحةِ" أي: بلا شيءٍ.
والرَّوْحاءُ: ع بينَ الحَرَمَيْنِ على ثلاثين أو أربعينَ مِيلاً من المَدينةِ،
وة من رَحَبَةِ الشامِ،
وة من نَهْرِ عيسى. وعبدُ اللَّهِ بنُ رَواحةَ: صَحابِيُّ. وبَنو رَواحَةَ بَطْنٌ. وأبو رُوَيْحَةَ، كجُهَيْنَةَ: أخُو بلالٍ الحَبَشِيِّ. ورَوْحٌ: اسْمٌ.
والرَّوْحانُ: ع بِبِلادِ بني سَعْدٍ، وبالتحريكِ: ع.
وليْلَةٌ رَوْحَةٌ: طَيِّبَةٌ.
ومَحْمِلٌ أرْوَحٌ وأريَحُ: واسِعٌ.
وهُما يَرْتَوِحانِ عَمَلاً: يَتَعا؟؟ بانِه.
ورُوحِينُ، بالضم: ة بِجَبَلِ لُبْنانَ، وبِلِحْفِها قَبْرُ قُسِّ بنِ ساعِدَةَ.
والرِّياحِيَّةُ، بالكسر: ع بواسِطَ.
ورياحٌ، ككتابٍ، ابنُ الحارِثِ: تابِعِيٌّ، وابنُ عُبَيدَةَ الباهِلِيُّ، وابنُ عُبَيدَةَ الكوفيُّ: مُعاصِرانِ لِثابِتٍ البُنانِيِّ، وابنُ يَرْبُوعٍ: أبو القَبيلَةِ، وجَدُّ لعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، رضي الله تعالى عنه، وجَدُّ لبُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْبِ، وجَدٌّ لِجَرْهَدٍ الأَسْلَمِيِّ. ومُسْلِمُ بنُ رِياحٍ: صَحابِيُّ وتابعيُّ. وإسماعيلُ بنُ رِياحٍ، وعُبَيدةُ بنُ رِياحٍ، وعَبِيدُ بنُ رِياحٍ، وعُمَرُ بنُ أبي عُمَرَ رِياحٍ، والخِيارُ وموسى ابْنا رِياحٍ، وأبو رِياحٍ مَنْصورُ بنُ عبدِ الحميدِ: مُحَدِّثونَ. واخْتُلِفَ في رِياحِ بنِ الرَّبيعِ الصَّحابِيِّ، ورياحِ بنِ عَمْرٍو العَبْسِيِّ، وزِيادِ بنِ رِياحٍ التابِعيِّ، وليس في"الصَّحيحَيْنِ" سِواهُ،
وحكى فيه"خ" بِمُوَحَّدَةٍ، وعِمْرانَ بنِ رِياحٍ الكُوفيِّ، وزِيادِ بنِ رِياحٍ البَصْرِيِّ، وأحمدَ بنِ رِياحٍ قاضي البَصْرَةِ، ورِياحِ بنِ عثمانَ شيخِ مالِكٍ، وعبدِ اللَّهِ بنِ رِياحٍ صاحِبِ عِكْرِمةَ، فَهؤلاءِ حُكِيَ فيهم بمُوَحَّدةٍ أيضاً. وسَيَّارُ بنُ سَلامةَ، وابنُ أبي العَوَّامِ، وأبو العاليَةِ الرِّياحِيُّونَ: كأَنه نِسْبَةٌ إلى رِياحٍ بَطْنٍ من تَميمٍ.
ورُوَيْحانُ: ع بفارِسَ.
والمَراحُ، بالفتح: المَوْضِعُ يَرُوحُ منه القومُ أو إليه.
وقَصْعَةٌ رَوْحاءُ: قَريبةُ القَعْرِ.
والأَرْيَحِيُّ: الواسِعُ الخُلُقِ.
وأخَذَتْهُ الأَرْيَحيَّةُ: ارْتاحَ للنَّدى.
وافْعَلْهُ في سَراحٍ ورَواحٍ، أي: بسهُولَةٍ.
والرائِحةُ: مَصْدَرُ راحَتِ الإِبِلُ، على فاعلَةٍ.
وأرْيَحُ، كأحمدَ: ة بالشامِ.
وأرِيحاءُ، كزَلِيخاءَ وكرْبَلاءَ: د بها.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.