Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مطار

الدَّيْنُ

الدَّيْنُ: ما لَه أجَلٌ،
كالدِّيْنَةِ، بالكسر، وما لا أجَلَ له، فَقَرْضٌ، والمَوْتُ، وكُلُّ ما ليس حاضراً
ج: أدْيُنٌ ودُيونٌ.
ودِنْتُه، بالكسر،
وأدَنْتُه: أَعْطَيْتُهُ إلى أجَلٍ، وأقْرَضْتُه.
ودانَ هو: أخَذَه.
ورجُلٌ دائنٌ ومَدينٌ ومَدْيونٌ ومُدانٌ، وتُشَدَّدُ دالُه: عليه دَيْنٌ، أو كثير.
وأدانَ وادَّانَ واسْتَدَانَ وتَدَيَّنَ: أخَذَ دَيْناً.
ورجلٌ مِدْيَانٌ: يُقْرِضُ كثيراً، ويَسْتَقْرِضُ كثيراً، ضِدٌّ، وكذا امرأةٌ، جَمْعُهما: مَدايِينُ.
ودايَنْتُه: أقْرَضْتُه وأقْرَضَني.
والدِّيْنُ، بالكسر: الجَزاءُ، وقد دِنْتُه، بالكسر، دَيْناً، ويُكْسَرُ، والإِسْلامُ، وقد دِنْتُ به، بالكسر، والعادةُ، والعِبادةُ، والمُوَاظِبُ من الأَــمْطَارِ، أو اللَّيِّنُ منها، والطاعة،
كالدِّيْنَة، بالهاء فيهما، والذُّلُّ، والداءُ، والحِسابُ، والقَهْرُ، والغَلَبَةُ، والاسْتِعْلاءُ، والسلطانُ، والمُلْكُ، والحُكْمُ، والسِّيرَةُ، والتَّدْبيرُ، والتَّوْحيدُ، واسْمٌ لجميعِ ما يُتَعَبَّدُ الله عَزَّ وجلَّ به، والمِلَّةُ، والوَرَعُ، والمَعْصِيَةُ، والإِكْرَاهُ،
وـ من الأَــمْطَارِ: ما يُعاهِدُ مَوْضِعاً، فصارَ ذلك له عادةً، والحالُ، والقضاءُ.
ودِنْتُه أدِينُه: خَدَمْتُهُ، وأحْسَنْتُ إليه، ومَلَكْتُه،
ومنه: المَدينةُ للمِصْرِ، وأقْرَضْتُه واقْتَرَضْتُ منه.
والدَّيَّانُ: القَهَّارُ، والقاضي، والحاكِمُ، والسائسُ، والحاسِبُ، والمُجازي الذي لا يُضَيِّعُ عَمَلاً، بل يَجْزِي بالخَيْرِ والشَّرِّ.
والمَدِينُ: العَبْدُ، وبِهاءٍ: الأَمَةُ، لأَنَّ العَمَلَ أذَلَّهُما، وفي الحديثِ: "كان النبيُّ، صلى الله عليه وسلم،
على دِيْنِ قَوْمِهِ"، أي: على ما بَقِيَ فيهم من إِرْثِ إبراهيمَ وإسماعيلَ، عليهما السلامُ، في حَجِّهِم ومُناكَحَتِهِم وبُيوعِهِم وأسالِيْبِهمْ، وأما التَّوْحيدُ فإنهم كانوا قد بَدَّلُوه، والنبي، صلى الله عليه وسلم، لم يَكن إلا عليه.
ودَانَ يَدِينُ: عَزَّ، وذَلَّ، وأطاعَ، وعَصَى، واعْتَادَ خَيْراً أو شرّاً، وأصابَهُ الداءُ،
وـ فلاناً: حَمَلَهُ على ما يَكْرَهُ، وأذَلَّهُ.
ودَيَّنَه تَدْيِيناً: وَكَلَه إلى دِينِه.
وأنا ابنُ مَدِينَتِها، أي: عالِمٌ بها.
ودَايانُ: حِصْنٌ باليَمَنِ.
وادَّانَ: اشْتَرَى بالدَّيْنِ، أو باعَ بالدَّيْنِ، ضِدٌّ،
وفي الحديثِ: "ادَّانَ مُعْرِضاً"،
ويُرْوَى: دانَ، وكِلاهُما بمَعْنَى اشْتَرَى بالدَّيْنِ مُعْرِضاً عن الأَداءِ، أو مَعْنَاهُ: دايَنَ كُلَّ من عَرَضَ له.

السَّحَمُ

السَّحَمُ، محرَّكةً،
والسُّحْمَةُ، بالضم، وكغُرابٍ: السَّوادُ.
والأَسْحَمُ: الأَسْوَدُ، والقَرْنُ، وصَنَمٌ، والدَّمُ تُغْمَسُ فيه أيْدي المُتَحالِفينَ، والسَّحابُ، وحَلَمَةُ الثَّدْيِ، وزِقُّ الخمرِ.
والسَّحَمُ، محرَّكةً: شَجَرٌ، والحديدُ، وبضَمَّتَيْنِ: مَطارِــقُ الحدَّادِ.
وذو سُحَيْمٍ، كزُبيرٍ: ع، وابنُ تُبَّعٍ.
والسَّحْماءُ: الدُّبُرُ، وشجرٌ. وشَريكُ بنُ السَّحْماءِ: صحابيُّ، وهي أُمُّه، وأبوهُ، عَبْدَةُ بنُ مُغيثٍ.
وأبو سَحْمَةَ: راجِزٌ باهِلِيٌّ.
وسَحْمَةُ بنتُ كعبٍ: في قُضاعَةَ، وبالضم: اسمٌ، وفَرَسُ جَزْءِ بنِ خالِدٍ. وكزُفَرَ: فَرسُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ. وكزُبيرٍ: فَرَسُ المُسَلَّمِ بنِ المُشَخِّرَةِ الضَّبِّيِّ، ولُغَوِيٌّ. وكسحابةٍ: محدِّثٌ. وكثُمامة: ماءٌ ط لكلبٍ ط باليَمامَةِ، ومِخْلافٌ باليَمنِ، ووادٍ بفَلْجٍ، وأما اسمُ الكلبِ، فبالمعجمةِ، ووَهِمَ الجوهريُّ.
وأسْحَمَت السماءُ: صَبَّتْ ماءَها.
والأُسْحُمانُ، بالضم: شجرٌ. وكزِبْرِقانٍ: جَبَلٌ، وبالضم: خَطَأٌ، وكل شيءٍ أسْودُ.

الطَّرْقُ

الطَّرْقُ: الضَّرْبُ، أو بالمِطْرَقَةِ، بالكسر، والصَّكُّ، والماءُ الذي خَوَّضَتْهُ الإِبِلُ وبَوَّلَتْ فيه،
كالمَطْروقِ، وضَرْبُ الكاهِنِ بالحَصَى، وقد اسْتَطْرَقْتُهُ أنا، ونَتْفُ الصُّوفِ أو ضَرْبُهُ بالقَضيبِ،
واسْمُه: المِطْرَقُ والمِطْرَقَةُ،
و=: الفَحْلُ الضارِبُ، سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، والضِرابُ، والإِتْيانُ بالليلِ،
كالطُّروقِ فيهما، وكلُّ صَوْتٍ أو نَغْمَةٍ من العودِ ونحوِهِ:
طَرْقٌ على حِدَة، يقالُ: تَضْرِبُ هذه الجاريَةُ كذا طَرْقاً،
و=: ماءُ الفَحْلِ، وضَعْفُ العَقْلِ، وقد طُرِقَ، كعُنِيَ، وأن يَخْلِطَ الكاهِنُ القُطْنَ بالصوفِ إذا تَكَهَّنَ، والنَّخْلَةُ، طائِيَّةٌ، والمَرَّةُ،
كالطَّرْقَةِ.
وقد اخْتَضَبَتِ المرأةُ طَرْقاً أو طَرْقَيْنِ، وبهاءٍ، أي: مَرَّةً أو مَرَّتَيْنِ، وأتَيْتُه طَرْقَيْنِ وطَرْقَتَيْنِ، ويُضَمَّانِ.
وهذا طَرْقَةُ رجُلٍ، أي: صَنْعَتُه،
و=: الفَخُّ أو شِبْهُهُ، ويُكْسَرُ،
وة بأصْفَهانَ.
والطارِقُ: كوكَبُ الصُّبْحِ.
وناقَةٌ طَروقَةُ الفَحْلِ: بَلَغَتْ أن يَضْرِبَها الفَحْلُ، وكذا المرأةُ.
والمِطْرَقُ، كمِنْبَرٍ: بعيرٌ. وأبو لينَةَ بنُ مِطْرَقٍ: مُحدِّثٌ.
والطَّارِقَةُ: سَريرٌ صَغيرٌ، وعَشيرَةُ الرجُلِ.
والطَّارِقِيَّةُ: قِلادَةٌ.
ورجُلٌ مَطْروقٌ: فيه رَخاوَةٌ،
وـ من الكَلأِ: ما ضَرَبَهُ المَطَرُ بعدَ يُبْسِهِ.
ونَعْجَةٌ مَطْروقَةٌ: وُسِمَتْ على وَسَطِ أُذُنِها، وذلك: الطِراقُ، ككِتابٍ.
والطِرْقُ، بالكسرِ: الشَّحْمُ، والقوّةُ، والسِمَنُ، وبالضم: جَمْعُ طَريقٍ وطِراقٍ.
والطُّرْقَةُ، بالضم: الظُّلْمَةُ، والطَّمَعُ، والأَحْمَقُ، وحجِارَةٌ بعضُها فَوْقَ بعضٍ، والعادَةُ، والطَّريقُ، والطَّريقَةُ إلى الشيءِ، والطَّريقَةُ في الأَشْياءِ الــمُطارِــقَةِ، ويكْسَرُ، والأُسْروعُ في القوسِ، أو الطرائِقُ التي فيها، ج: كصُرَدٍ.
والطَّرَقُ، محرَّكةً: ثِنْيُ القِرْبَةِ، وضَعْفٌ في رُكْبَتَيِ البعيرِ، أو اعْوِجاجٌ في ساقِه، طَرِقَ، كفرِحَ، فهو أطْرَقُ، وهي طَرْقاء، وأن يكونَ رِيشُ الطائِر بعضُها فَوْقَ بعضٍ، ومَناقِعُ المِياهِ، وماءٌ قُرْبَ الوَقَبَى،
وجمعُ طَرَقَةٍ: لِحبالَةِ الصائِد، وآثارُ الإِبِلِ بعضُها في إثْرِ بعضٍ.
وأطْراقُ البَطْنِ: ما رُكِّبَ بعضُه على بعضٍ،
وـ من القِرْبَةِ: أثناؤُها إذا تَثَنَّتْ. وككِتابٍ: الحديدُ الذي يُعَرَّضُ ثم يُدارُ فَيُجْعَلُ بَيْضَةً ونحوَها، وكلُّ خَصيفَةٍ يُخْصَفُ بها النَّعْلُ، ويكونُ حَذْوُها سَواءً، وكلُّ صِيغَةٍ على حَذْوٍ، وجِلْدُ النَّعْلِ، وأن يُقَوَّرَ جِلْدٌ على مِقْدارِ التُّرْسِ فَيُلْزَقَ بالتُّرس.
والطريقُ: م، ويُؤَنَّثُ، ج: أطْرُقٌ وطُرُقٌ وأطْرِقاءُ وأطْرِقَةٌ،
جج: طُرُقاتٌ، وبهاءٍ: النَّخْلَةُ الطويلةُ، ج: طريقٌ، والحالُ، وعَمودُ المِظَلَّةِ، وشَريفُ القومِ وأمْثَلُهُم، للواحدِ والجمعِ، وقد يُجْمَعُ: طَرائِقَ، وكلُّ أُحْدورَةٍ من الأرضِ، والخَطُّ في الشيءِ، ونَسيجَةٌ تُنْسَجُ من صُوفٍ أو شَعْرٍ في عَرْضِ ذِراع، على قَدْرِ البيتِ، فَتُخَيَّطُ في مُلْتَقَى الشِقاقِ، من الكِسْرِ إلى الكِسْرِ.
وثَوبٌ طَرائِقُ: خَلَقٌ. وكسِكِّينَةٍ: الرَّخاوَةُ واللِّينُ، ومنه: تحتَ طِرِّيقَتِكَ عِنْدأْوَةٌ، وذُكِرَ في: ع ن د، والسَّهْلَةُ من الأراضِي،
ومِطْراقُ الشيءِ: تِلْوُه ونَظيرُه.
والــمَطارِــيقُ: القومُ المُشاةُ، والإِبِلُ يَتْبَعُ بعضُها بعضاً إذا قَرُبَتْ من الماءِ. وكسَمِعَ: شَرِبَ الماءَ الكَدِرَ.
وأمُّ طُرَّيْقٍ، كقُبَّيْطٍ: الضَّبُعُ. وكسِكِّيتٍ: الكثيرُ الإِطْراقِ، والكَرَوانُ الذَّكَرُ.
والأُطَيْرِقُ، كأُحَيْمِرٍ وزُبَيْرٍ: نَخْلَةٌ، حِجازِيَّةٌ.
وأطْرَقَ: سَكَتَ ولم يَتَكَلَّمْ، وأرْخَى عَيْنَيْهِ يَنْظُرُ إلى الأرضِ،
وـ فلاناً فَحْلَهُ: أعارَه ليَضْرِبَ في إِبِلِه،
وـ إلى اللَّهْوِ: مالَ،
وـ الليلُ عليه: رَكِبَ بعضُه بعضاً،
وـ الإِبِلُ: تَبعَ بعضُها بعضاً.
وأطْرِقا، كأَمْرِ الاثْنَينِ: د، ومنه:
عَلَى أطْرِقا بالياتِ الخيامِ.
ولا أطْرَقَ اللهُ عليه: لا صَيَّرَ اللهُ له ما يَنْكِحُهُ. وكمُحْسِنٍ: وادٍ، والرَّجُلُ الوَضيعُ، ووالِدُ النَّضْرِ الكوفِيِّ المُحدِّثِ،
والمَجانُّ المُطْرَقَةُ، كمُكْرَمَةٍ: التي يُطْرَقُ بعضُها على بعضٍ كالنَّعْلِ المُطْرَقَة: المَخْصوفَةِ، ويُروى: المُطَرَّقَةُ، كمُعَظَّمَةٍ.
وطَرَّقَت القَطاةُ خاصَّةً تَطْريقاً: حانَ خُروجُ بَيْضِها،
وـ الناقَةُ بوَلدِها، نَشِبَ ولم يَسْهُلْ خُروجُهُ، وكذلك المَرْأةُ،
وـ فلانٌ بحَقِّي: جَحَدَهُ ثُمَّ أقَرَّ به،
وـ الإِبِلَ: حَبَسَها عَنِ الكَلأَِ،
وـ لها: جَعَلَ لها طَريقاً.
واسْتَطْرَقَهُ فَحْلاً: طَلَبهُ منه ليَضْرِبَ في إبِلِهِ،
واطَّرَقَتِ الإِبِلُ، كافْتَعَلَتْ: ذَهَبَ بعضُها في إِثرِ بعضٍ،
كتَطارقَتْ، وتَفَرَّقَتْ على الطُّرُقِ، وتَرَكَتِ الجَوادَّ.
وطارَقَ بين ثَوْبَينِ: طَابَقَ،
وـ بين نَعْلَين: خَصَفَ إِحداهُما على الأُخْرَى، ونَعْلٌ مُطارَــقَةٌ.
والطِّرْياقُ والطِرَّاقُ: التِّرْياقُ.

عَمَدَ 

(عَمَدَ) الْعَيْنُ وَالْمِيمُ وَالدَّالُ أَصْلٌ كَبِيرٌ، فُرُوعُهُ كَثِيرَةٌ تَرْجِعُ إِلَى مَعْنًى، وَهُوَ الِاسْتِقَامَةُ فِي الشَّيْءِ، مُنْتَصِبًا أَوْ مُمْتَدًّا، وَكَذَلِكَ فِي الرَّأْيِ وَإِرَادَةِ الشَّيْءِ.

مِنْ ذَلِكَ عَمَدْتُ فُلَانًا وَأَنَا أَعْمِدُهُ عَمْدًا، إِذَا قَصَدْتَ إِلَيْهِ. وَالْعَمْدُ: نَقِيضُ الْخَطَأِ فِي الْقَتْلِ وَغَيْرِهِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ ذَلِكَ عَمْدًا لِاسْتِوَاءِ إِرَادَتِكَ إِيَّاهُ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْعَمْدُ: أَنْ تَعْمِدَ الشَّيْءَ بِعِمَادٍ يُمْسِكُهُ وَيَعْتَمِدُ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: عَمَدْتُ الشَّيْءَ: أَسْنَدْتُهُ. وَالشَّيْءُ الَّذِي يُسْنَدُ إِلَيْهِ عِمَادٌ، وَجَمْعُ الْعِمَادِ عُمُدٌ. وَيُقَالُ عَمُودٌ وَعَمَدٌ. وَالْعَمُودُ مِنْ خَشَبٍ أَوْ حَدِيدٍ، وَالْجَمْعُ أَعْمِدَةٌ; وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي عَمْدِ الْخِبَاءِ. وَيُقَالُ لِأَصْحَابِ الْأَخْبِيَةِ الَّذِينَ لَا يَنْزِلُونَ غَيْرَهَا: هُمْ أَهْلُ عَمُودٍ، وَأَهْلُ عِمَادٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَعَمُودُ السِّنَانِ: مُتَوَسِّطٌ مِنْ شَفْرَتَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ خَطُّ الْعَيْرِ. وَيُقَالُ لِرِجْلَيِ الظَّلِيمِ: عَمُودَانِ. وَعَمُودُ الْأَمْرِ: قِوَامُهُ الَّذِي لَا يَسْتَقِيمُ إِلَّا بِهِ. وَعَمِيدُ الْقَوْمِ: سَيِّدُهُمْ وَمُعْتَمَدُهُمُ الَّذِي يَعْتَمِدُونَهُ إِذَا حَزَبَهُمْ [أَمْرٌ] فَزِعُوا إِلَيْهِ. وَعَمُودُ الْأُذُنِ: مُعْظَمُهَا وَقِوَامُهَا الَّذِي ثَبَتَتْ إِلَيْهِ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلْمَرِيضِ عَمِيدٌ، فَقَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: الْعَمِيدُ: الرَّجُلُ الْمَعْمُودُ، الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الْجُلُوسَ مِنْ مَرَضِهِ حَتَّى يُعْمَدَ مِنْ جَوَانِبِهِ بِالْوَسَائِدِ. قَالُوا: وَمِنْهُ اشْتُقَّ الْقَلْبُ الْعَمِيدُ، وَهُوَ الْمَعْمُودُ الْمَشْعُوفُ الَّذِي هَدَّهُ الْعِشْقُ وَكَسَرَهُ، وَصَارَ كَالشَّيْءِ عُمِدَ بِشَيْءٍ. قَالَ الْأَخْطَلُ:

بَانَتْ سُعَادُ فَنَوْمُ الْعَيْنِ تَسْهِيدُ ... 206 وَالْقَلْبُ مُكْتَئِبٌ حَرَّانُ مَعْمُودُ

وَيُقَالُ: عَمِيدٌ، وَمَعْمُودٌ، وَمُعَمَّدٌ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَمْدُ: أَنْ تُكَابِدَ أَمْرًا بِجِدٍّ وَيَقِينٍ. تَقُولُ: فَعَلْتُ ذَلِكَ عَمْدًا وَعَمْدَ عَيْنٍ، وَتَعَمَّدْتُ لَهُ وَفَعَلْتُهُ مُعْتَمِدًا، أَيْ مُتَعَمِّدًا.

وَمِنَ الْبَابِ: السَّنَامُ الْعَمِدُ [عَمِدَ] يَعْمَدُ عَمْدًا. وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: قَلْبٌ عَمِيدٌ وَمَعْمُودٌ، وَذَلِكَ السَّنَامُ إِذَا كَانَ ضَخْمًا وَارِيًا فَحُمِلَ عَلَيْهِ فَكُسِرَ وَمَاتَ فِيهِ شَحْمُهُ فَلَا يَسْتَوِي أَبَدًا - وَالَوَارِي: السَّمِينُ - كَمَا يَعْمَدُ الْجُرْحُ إِذَا عُصِرَ قَبْلَ أَنْ تَنْضَجَ بَيْضَتُهُ فَيَرِمَ، وَبَعِيرٌ عَمِدٌ، وَنَاقَةٌ عَمِدَةٌ، وَسَنَامُهَا عَمِدٌ. فَأَمَّا قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} [الهمزة: 9] ، أَيْ فِي شِبْهِ أَخْبِيَةٍ مِنْ نَارٍ مَمْدُودَةٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: {فِي عَمَدٍ} [الهمزة: 9] وَقُرِئَتْ " فِي عُمُدٍ " وَهُوَ جَمْعُ عِمَادٍ.

وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: رَجُلٌ مُعْمَدٌ، أَيْ طَوِيلٌ. وَالْعِمَادُ: الطُّولُ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر: 7] ، أَيْ ذَاتِ الطُّولِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «هُوَ رَفِيعُ الْعِمَادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: عَمَدْتُ الشَّيْءَ: أَقَمْتُهُ، فَهُوَ مَعْمُودٌ. وَأَعْمَدْتُهُ بِالْأَلْفِ إِعْمَادًا، أَيْ جَعَلْتُ تَحْتَهُ عَمَدًا. وَمِنَ الْبَابِ: الْعُمُدُّ، الدَّالُّ شَدِيدَةٌ وَالْعَيْنُ وَالْمِيمُ مَضْمُومَتَانِ: الشَّابُّ الْمُمْتَلِئُ شَبَابًا. وَهُوَ الْعُمُدَّانِيُّ، وَالْجَمْعُ الْعُمُدَّانِيُّونَ. وَامْرَأَةٌ عُمُدَّانِيَّةٌ، أَيْ ذَاتُ جِسْمٍ وَعَبَالَةٍ. وَمِنَ الْبَابِ الْعَمُودُ: عِرْقُ الْكَبِدِ الَّذِي يَسْقِيهَا. وَيُقَالُ لِلْوَتِينِ: عَمُودُ السَّحْرِ. قَالَ: وَعَمُودُ الْبَطْنِ: شِبْهُ عِرْقٍ مَمْدُودٍ مِنْ لَدُنِ الرُّهَابَةِ إِلَى دُوَيْنِ السُّرَّةِ فِي وَسَطِهِ يُشَقُّ عَنْ بَطْنِ الشَّاةِ. وَيَقُولُونَ أَيْضًا: إِنَّ عَمُودَا الْبَطْنِ: الظَّهْرُ وَالصُّلْبُ; وَإِنَّمَا قِيلَ عَمُودَا الْبَطْنِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُعْتَمِدٌ عَلَى الْآخَرِ.

وَمِنَ الْبَابِ: ثَرًى عَمِدٌ، وَذَلِكَ إِذَا بَلَّتْهُ الْأَــمْطَارُ. قَالَ:

وَهَلْ أَحْطِبَنَّ الْقَوْمَ وَهِيَ عَرِيَّةٌ ... أُصُولَ أَلَاءٍ فِي ثَرًى عَمِدٍ جَعْدِ

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَمِدَتِ الْأَرْضُ عَمْدًا، أَيْ رَسَخَ فِيهَا الْمَطَرُ إِلَى الثَّرَى حَتَّى إِذَا قَبَضْتَ عَلَيْهِ تَعَقَّدَ فِي كَفِّكَ وَجَعُدَ. وَيَقُولُونَ: الْزَمْ عُمْدَتَكَ، أَيْ قَصْدَكَ.

قَدْ مَضَى هَذَا الْبَابُ عَلَى اسْتِقَامَةٍ فِي أُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ، وَبَقِيَتْ كَلِمَةٌ، أَمَّا نَحْنُ فَلَا نَدْرِي مَا مَعْنَاهَا، وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ مَأْخَذُهَا، وَفِيمَا أَحْسَبُ إِنَّهَا مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي دَرَجَ بِذَهَابِ مَنْ كَانَ يُحْسِنُهُ، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ لَمَّا صُرِعَ قَالَ: " أَعْمَدُ مِنْ سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ "، وَالْحَدِيثُ مَشْهُورٌ. فَأَمَّا مَعْنَاهُ فَقَالُوا: أَرَادَ: هَلْ زَادَ عَلَى سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟ وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ لَا تَدُلُّ عَلَى التَّفْسِيرِ وَلَا تُقَارِبُهُ، فَلَسْتُ أَدْرِي كَيْفَ هِيَ. وَأَنْشَدُوا لِابْنِ مَيَّادَةَ:

وَأَعْمَدُ مِنْ قَوْمٍ كَفَاهُمْ أَخُوهُمُ ... صِدَامَ الْأَعَادِي حِينَ فُلَّتْ نُيُوبُهَا

قَالُوا: مَعْنَاهُ هَلْ زِدْنَا عَلَى أَنْ كَفَيْنَا إِخْوَتَنَا. فَهَذَا مَا قِيلَ فِي ذَلِكَ. وَحُكِيَ عَنِ النَّضْرِ أَنَّ مَعْنَاهَا أَعْجَبُ مِنْ سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَنَا أَعْمَدُ مِنْ كَذَا، أَيْ أَعْجَبَ مِنْهُ. وَهَذَا أَبْعَدُ مِنَ الْأَوَّلِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ.

الطَّرْفُ

الطَّرْفُ: العَيْنُ، لا يُجْمَعُ، لأَنه في الأصْلِ مَصْدَرٌ، أو اسمٌ جامعٌ للبَصَرِ، لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ، وقيلَ: أطْرافٌ،
وـ: كَوْكبانِ يَقْدُمانِ الجَبْهَةَ، سُمِّيا بذلك لأَنَّهُما عَيْنا الأَسَدِ، يَنْزِلُهما القَمَرُ،
وـ: اللَّطْمُ باليَدِ، والرَّجُلُ الكَريمُ، ومُنْتَهَى كُلِّ شيءٍ. وبَنُو طَرْفٍ قَوْمٌ باليَمَنِ، وبالكسرِ: الكَريمُ الطَّرَفَيْنِ مِنَّا، ج: أطْرافٌ، ومن غَيْرنا
ج: طُروفٌ، والكَريمُ من الخَيْلِ، أو الكَريمُ الأَطْرافِ من الآباءِ والأُمَّهاتِ، أو نَعْتٌ للذُّكورِ خاصَّةً، ج: طُروفٌ وأطْرافٌ، أو المُسْتَطْرِفُ الذي ليس من نِتاجِ صاحِبِه، وهي بهاءٍ،
و=: ما كان في أكْمامِهِ من النَّباتِ، والحَديثُ من المالِ، ويُضَمُّ،
كالطَّارِفِ والطَّريفِ والمُطْرِف، والرَّجُلُ لا يَثْبُتُ على صُحْبَةِ أحَدٍ لِمَلَلِهِ، والجَمَلُ يَنْتَقِلُ من مَرْعىً إلى مَرْعىً.
ورَجُلٌ طِرْفٌ في نَسَبِهِ: حَديثُ الشَّرَفِ، كأنَّهُ مُخَفَّفٌ من طَرِفٍ، ككَتِفٍ، والرَّغيبُ العَيْنِ الذي لا يَرَى شيئاً إِلاَّ أحبَّ أنْ يكونَ له.
وامرأةٌ طِرْفُ الحَديثِ: حَسَنَتُهُ، يَسْتَطْرِفُهُ مَنْ سَمِعَهُ، وبالضمِّ: جَمْعُ طِرافٍ وطَريفٍ.
والطَّرْفَةُ، بالفتح: نَجْمٌ، ونُقْطَةٌ حَمْراءُ من الدَّمِ تَحْدُثُ في العَيْنِ من ضَرْبَةٍ وغيرِها، وسِمَةٌ لا أطْرافَ لَها، إِنَّما هي خَطُّ.
والطَّرْفاءُ: شَجَرٌ، وهي أرْبَعَةُ أصْناف، منها الأَثْلُ، الواحدَةُ: طَرْفاءَةٌ وطَرَفَةٌ، مُحرَّكةً، وبها لُقِّبَ طَرَفَةُ بنُ العَبدِ، واسْمُهُ: عَمْرٌو، أو لُقِّبَ بِقَوْلِه:
لا تُعْجِلا بالبُكاءِ اليَوْمَ مُطَّرِفا ... ولا أميرَيْكُما بالدارِ إِذْ وقَفَا
وفي الشُّعَراءِ: طَرَفةُ الخُزَيمِيُّ من بَني خُزَيمةَ بنِ رَواحَةَ، وطَرَفَةُ العامِرِيُّ من بني عامِرِ بنِ رَبيعَةَ، وطَرَفَةُ ابنُ ألاءَةَ بنِ نَضْلَةَ الفَلَتانِ بنِ المنْذِرِ، وطَرَفَةُ بنُ عَرْفَجَة الصَّحابِيُّ، أُصيبَ أنْفُهُ يَوْمَ الكُلابِ، فاتَّخَذَها من وَرِقٍ، فأنْتَنَ، فَرُخِّصَ له في الذَّهَبِ.
ومَسْجِدُ طَرَفَةَ، بِقُرْطُبَةَ: م. وتَميمُ بنُ طَرَفَةَ: مُحَدِّثٌ.
وامرَأةٌ مَطْروفَةٌ بالرِجالِ: طَمَحَتْ عَيْنُها إِلَيْهِمْ، أو لا تَنْظُرُ إِلاَّ إِلَيْهِمْ.
ومَطْروفٌ: عَلَمٌ.
وجاءَ بطارِفَةِ عَيْنٍ: بمالٍ كَثيرٍ.
والطَّوارِفُ: العُيونُ،
وـ من السِباعِ: التي تَسْتَلِبُ الصَّيْدَ،
وـ من الخِباءِ: ما رَفَعْتَ من جَوانِبِهِ لِلنّظَرِ إلى خارجٍ.
وطَرَفَهُ عنه يَطرِفُهُ: صَرَفَهُ، ورَدَّهُ،
وـ بَصَرَهُ: أطْبَقَ أحَدَ جَفْنَيْهِ على الآخَرِ.
أو طَرَفَ بِعَيْنِهِ: حَرَّكَ جَفْنَيْها، المَرَّةُ منه: طَرْفَةٌ،
وـ عَيْنَهُ: أصابها بشيءٍ فَدَمَعَتْ، وقد طُرِفَتْ، كعُنِيَ، فهي مَطْروفَةٌ، والاسْمُ: الطُّرْفَةُ، بالضمِّ.
وما بَقِيَتْ منهم عَيْنٌ تَطْرِفُ، أي: ماتوا وقُتِلوا.
والطُّرْفَةُ، بالضمِّ: الاسْم من
الطَّريف والمُطْرِفِ والطارِفِ: للمالِ المُسْتَحْدَثِ.
والطَّرِيفُ: ضِدُّ القُعْدُدِ، وقد طَرُفَ، ككَرُمَ فيهما، والغَريبُ من الثَّمَرِ وغيرِه. وطَريفٌ، كأميرٍ، ابنُ مُجالِدٍ: تابِعِيٌّ، وُثِّقَ، أو صَحابِيٌّ، وابنُ تميمٍ العَنْبَرِي: شاعِرٌ، وابنُ شِهابٍ: ضَعيفٌ.
والطَّريفَةُ من النَّصِيِّ: إذا ابْيَضَّ، أو إذا اعْتَمَّ وتَمَّ.
وأرْضٌ مَطْروفَةٌ: كثيرَتُها. وكجُهَيْنَةَ: ماءَةٌ بأسْفَلِ أرْمامِ، وابنُ حاجِزٍ: صَحابيٌّ.
وكزُبَيْرٍ: ع بالبَحْرَيْنِ، واسْمٌ،
وكحِذْيَمٍ: ع باليَمَنِ.
والطَّرائِفُ: بِلادٌ قَريبةٌ من أعْلامِ صُبْحٍ، وهي جِبالٌ مُتَناوِحَةٌ.
والطَّرَفُ، مُحركةً: الناحِيَةُ، وطائِفَةٌ مِنَ الشيءِ، والرجلُ الكَريمُ.
والأَطْرافُ: الجَمْعُ،
وـ من البَدَنِ: اليَدانِ والرِجْلانِ والرأسُ،
وـ من الأرض: أشْرافُها وعُلَماؤُها،
وـ مِنكَ: أبَواكَ، وإِخْوَتُكَ وأعْمامُكَ، وكُلُّ قَريبٍ مَحْرَمٍ.
و"لا يَدْرِي أيُّ طَرَفَيْهِ أطْوَلُ" أي: ذَكَرِهِ ولِسانِهِ، أو نَسَبِ أبيهِ وأُمِّهِ.
ولا يَمْلِكُ طَرَفَيْهِ، أي: فَمَهُ واسْتَهُ إذا شَرِبَ الدَّواءَ أو سَكِرَ.
وأطْرافُ العَذارَى: ضَرْبٌ من العِنَبِ.
وذو الطَّرَفَيْنِ: من الحَيَّاتِ، لها إِبْرَتانِ إِحْداهُما في أنْفِها والأُخْرَى في ذَنَبِها، تَضْرِبُ بهما فلا تُطْني.
والطَّرَفاتُ، مُحرَّكةً: بَنو عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ، قُتِلوا بصِفِّينَ، وهُم: طَريفٌ وطَرَفَةُ ومُطَرِّفٌ.
وطَرِفَتِ الناقةُ، كفَرِحَ: رَعَتْ أطْرافَ المَرْعَى، ولم تَخْتَلِطْ بالنُّوقِ،
كتَطَرَّفَتْ، والطَّرِفُ، ككَتِفٍ: ضِدُّ القُعْدُدِ، ومَنْ لا يَثْبُتُ على امرأةٍ ولا صاحبٍ،
وع على ستَّةٍ وثلاثينَ ميلاً من المَدينةِ.
وناقةٌ طَرِفَةٌ، كفَرِحَةٍ: لا تَثْبُتُ على مَرْعىً واحِدٍ، وتَحاتَّ مُقَدَّمُ فيها هَرَماً، وفي الحديثِ: "كان إذا اشْتَكَى أحَدٌ من أهلِ بَيْتِه،
لم تَزَلِ البُرْمَةُ على النارِ حتى يأتِيَ على أحَدِ طَرَفَيْه"، أي: البُرْءِ أو المَوْتِ، لأنهما غايَتا أمْر العَليلِ. وككِتابٍ: بَيْتٌ من أدَمٍ، وما يُؤْخَذُ من أطْرافِ الزَّرْعِ، ط والسِبابُ ط.
وتَوارَثوا المَجْدَ طِرافاً، أي: عن شَرَفٍ.
والمِطْرافُ: الناقةُ التي لا تَرْعَى مَرْعىً حتى تَسْتَطْرِفَ غيرَهُ.
والمُطْرَفُ، كمُكْرَمٍ: رِداءٌ من خَزٍّ مُرَبَّعٌ، ذو أعْلامٍ، ج: مَطارفُ. وكشَدّادٍ: عَلَمٌ.
وأطْرَفَ البَلَدُ: كثُرَتْ طَريفَتُه،
وـ الرجُلُ: طابَقَ بين جَفْنَيْهِ،
وـ فلاناً: أعْطاهُ ما لم يُعْطِ أحَدٌ قَبْلَكَ،
والاسمُ: الطُّرْفَةُ، بالضم. ومُطْرَفٌ، كمُكْرَمٍ: لَقَبُ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ عُثْمانَ لحُسْنِهِ.
وفَعَلْتُهُ في مُطَرَّفِ الأَيَّامِ، كمُعَظَّمٍ،
وفي مُسْتَطْرَفِها: في مُسْتَأنَفِها. وكمُعَظَّمٍ من الخَيْلِ: الأَبْيَضُ الرأسِ والذَّنَبِ، أو أسْوَدُهُما وسائِرُهُ مُخالِفٌ ذلك، وبهاءٍ: الشاةُ اسْوَدَّ طَرَفُ ذَنَبِها، وسائِرُها أبْيَضُ.
وطَرَّفَ تَطْريفاً: قاتَلَ حَوْلَ العَسْكَرِ، لأنه يَحْمِلُ على طَرَفٍ منهم،
وبه سُمِّيَ الرجُلُ: مُطَرِّفاً،
وـ البَعيرُ: ذَهَبَتْ سِنُّهُ،
وـ على الإِبِلِ: رَدَّ على أطرافها،
وـ الخَيْلَ: رَدَّ أوائِلَها،
وـ المرأةُ بَنانَها: خَضَبَتْ.
ومُطَرِّفُ بنُ عبدِ الله ابنِ مُطَرِّفٍ: شيخُ البخارِيِّ، وابنُ عبدِ اللهِ بنِ الشخِّيرِ: تابعيٌّ. وابنُ طَريفٍ، وابنُ مَعْقِلٍ، وابنُ مازِنٍ: محدِّثونَ.
واطَّرَفْتُ الشيءَ، كافْتَعَلْتُ: اشْتَرَيْتُه حَديثاً.
واخْتَضَبَتِ المرأةُ تَطاريفَ، أي: أطْرافَ أصابعها،
واسْتَطْرَفَه: عَدَّه طَريفاً،
وـ الشيءَ: اسْتَحْدَثَه.

الرَّبْعُ

الرَّبْعُ: الدارُ بعَيْنِها حيثُ كانت، ج: رِباعٌ ورُبوعٌ وأربُعٌ وأرباعٌ، والمَحَلَّةُ، والمَنْزِلُ، والنَّعْشُ، وجماعَةُ الناسِ، والموضِعُ يَرْتَبعونَ فيه في الرَّبيعِ،
كالمَرْبَعِ، كمَقْعدٍ، والرجلُ بينَ الطُّولِ والقِصَرِ،
كالمَرْبوعِ، والرَّبْعَةِ، ويُحَرَّكُ،
والمِرْباعِ والمُرْتَبعِ، مَبْنِيّاً للفاعِلِ وللمَفْعولِ، وهي رَبْعَةٌ أيضاً، جَمْعُهما: رَبْعاتٌ، ومحركةً، شاذٌّ، لأنَّ فَعْلَةً، صِفَةً، لا تُحَرَّكُ عَيْنُها في الجَمعِ، وإنما تُحَرَّكُ إذا كانت اسْماً ولم تكنِ العَيْنُ واواً أو ياءً.
وَرَبَعَ، كمَنع: وَقَفَ وانْتَظَرَ، وَتَحَبَّسَ، ومنه قولُهم: ارْبَعْ عَلَيْكَ، أو على نفسِكَ، أو على ظَلْعِكَ،
وـ: رَفَعَ الحَجَرَ باليَد امْتِحَاناً للقُوَّةِ،
وـ الحَبْلَ: فَتَلَهُ من أرْبَعِ طاقاتٍ،
وـ الإِبِلُ: وَرَدَتِ الرِّبْعَ، بأن حُبِسَتْ عن الماءِ ثلاثَةَ أيامٍ، أو أربعةً أو ثلاثَ ليالٍ، وَوَرَدَتْ في الرابعِ،
وهي إبِلٌ رَوابعُ،
وـ فلانٌ: أَخْصَبَ،
وـ عليه الحمَّى: جاءَتْه رِبْعاً، بالكسر،
وقد رُبعَ، كَعُنِي،
وأُرْبعَ، بالضم، فهو مَرْبُوعٌ ومُرْبَعٌ: وهي أن تأخُذَ يوماً، وَتَدَعَ يومَيْنِ، ثم تَجِيءَ في اليومِ الرابعِ،
وـ الحِمْلَ: أدْخَلَ المِرْبَعَةَ تَحْتَه، وأخَذَ بطَرَفِها وآخَرُ بِطَرَفِها الآخَرِ، ثم رَفَعاهُ على الدَّابَّةِ، فإن لم تكن مِرْبَعَةٌ، أَخَذَ أحدهُما بِيَدِ صاحِبِهِ، وهي: المُرابَعَةُ،
وـ القومَ: أخَذَ رُبُعَ أموالِهِم،
وـ الثلاثةَ: جَعَلَهم بنفسِه أربعةً، يَرْبُعُ ويَرْبعُ ويَرْبَعُ فيهما،
وـ الجَيْشَ: أخَذَ منهم رُبُعَ الغَنيمةِ، كان يُفْعَلُ ذلك في الجاهِلِيَّةِ فَرَدَّهُ الإِسلامُ خُمُساً،
وـ عليه: عَطَفَ،
وـ عنه: كَفَّ وأقْصَرَ،
وـ الإِبِلُ: سَرَحَتْ في المَرْعَى، وأكَلَتْ كيفَ شاءَتْ وشَرِبَتْ، وكذلك الرجلُ بالمَكان،
وـ في الماءِ: تَحَكَّمَ كيفَ شاءَ،
وـ القومَ: تَمَّمَهُم بنفسِه أرْبَعينَ أو أرْبَعَةً وأربَعينَ،
وـ بالمَكانِ: اطْمَأنَّ وأقامَ.
ورُبِعوا، بالضم: مُطروا بالرَّبيع.
والمِرْبَعُ والمِرْبَعَةُ، بكسرهما: العَصا التي يأخُذُ رَجُلانِ بِطَرَفَيها لِيَحْمِلاَ الحِمْلَ على الدابَّةِ.
وكمقعدٍ: ع. وكمِنْبَرٍ: والِدُ عبدِ اللهِ، وعبدِ الرحمنِ، وزَيدٍ، ومُرارَةَ الصَّحابيينَ، وكان أعْمَى مُنافقاً، وَعْوَعَةَ بنِ سعيدٍ راوِيَةِ جَريرٍ.
وأرضٌ مَرْبَعَةٌ، كمَجْمَعَةٍ: ذاتُ يَرابيعَ.
وذو المَرْبَعِيِّ: من الأقْيالِ.
والمِرْباعُ، بالكسر: المَكانُ يَنْبُتُ نَبْتُه في أوَّلِ الرَّبيعِ.
ورُبُعُ الغَنيمَةِ: الذي كان يأخُذُه الرَّئيسُ في الجاهِلِيَّةِ، والناقةُ المُعْتادَةُ بأَن تُنْتَجَ في الربيعِ، أو التي تَلِدُ في أوَّلِ النِّتاجِ.
والأربعةُ: في عَدَدِ المُذَكَّرِ،
والأَرْبعُ: في المُؤَنَّثِ،
والأربعونَ: بعدَ الثلاثينَ.
والأرْبِعاءُ: من الأيامِ، مُثَلَّثَةَ الباءِ مَمْدودةً، وهما أرْبِعاآنِ، ج: أرْبعاآتٌ.
وقَعَدَ الأرْبُعاءَ والأرْبُعاوَى، بضم الهمزةِ والباءِ منهما، أي: مُتَرَبِّعاً.
والأُرْبُعاءُ أيضاً: عَمودٌ من عُمُدِ البِناءِ.
وبيتٌ أُرْبُعاواءُ، بالضم والمَدِّ: على عَمودَينِ وثَلاثةٍ وأربعةٍ وواحدَةٍ.
والربيعُ: رَبيعانِ، رَبيعُ الشُّهورِ، ورَبيعُ الأزْمِنَةِ، فَرَبيعُ الشُّهورِ: شَهْرانِ بعدَ صَفَرَ، ولا يقالُ إلاَّ: شَهْرُ رَبيعٍ الأَوَّلُ وشهرُ رَبيعٍ الآخِرُ،
وأما رَبيعُ الأزْمِنَةِ، فَرَبيعانِ: الربيعُ الأوَّلُ الذي يأتي فيه النَّوْرُ والكَمْأَةُ، والربيعُ الثاني الذي تُدْرِكُ فيه الثِّمارُ، أو هو الربيعُ الأوَّلُ، أو السنةُ سِتَّةُ أزْمِنَةٍ: شَهْرانِ منها الربيعُ الأولُ، وشَهْرانِ صَيْفٌ، وشَهْرانِ قَيْظٌ، وشَهْرانِ الربيعُ الثاني، وشهرانِ خَريفٌ، وشهرانِ شِتاءٌ.
ورَبيعٌ رابعٌ: مُخْصِبٌ، والنِّسْبَةُ: رِبْعِيٌّ، بالكسر، ورِبْعِيٌّ (ابنُ أبي رِبْعِيٍّ، وابنُ رافِعٍ، وابنُ عَمْرٍو، ورِبْعِيٌّ الزُّرَقِيُّ: صحابيُّونَ) ، وابنُ حِراشٍ: تابعيٌّ.
ورِبْعِيَّةُ القومِ: مِيرَتُهُم أولَ الشِّتاءِ.
وجَمْعُ الربيعِ: أرْبعاءُ وأرْبِعَةٌ ورِباعٌ، أو جَمْعُ رَبيع الكَلأِ: أرْبِعَةٌ، ورَبيعِ الجَداوِلِ: أرْبِعاءُ.
ويومُ الربيعِ: من أيامِ الأَوسِ والخَزْرَجِ.
وأبو الربيعِ: الهُدْهُدُ.
والربيعُ، كأَميرٍ: سَبْعَةٌ صحابيُّونَ، وجماعةٌ محدِّثونَ، وابنُ سُليمانَ المُرادِيُّ، وابنُ سُليمانَ الجِيزِيُّ صاحِبا الشافِعِيِّ.
والربيعُ: عَلَمٌ، والمَطَرُ في الربيعِ، والحَظُّ من الماءِ للأرضِ، يقالُ: لِفلانٍ من هذا الماءِ رَبيعٌ، والنَّهْرُ الصغيرُ، وبهاءٍ: حَجَرٌ تُمْتَحَنُ بإِشالَتِهِ القُوَى، وبَيْضَةُ الحديدِ، والرَّوْضَةُ، والمَزادَةُ، والعَتيدَةُ،
وة بالصَّعيد لبني رَبيعةَ.
ورَبيعةُ الفَرَسِ: هو ابنُ نِزارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنانَ، أبو قبيلةٍ،
وذُكِرَ في: ح م ر، والنسبةُ رَبَعِيٌّ، محركةً. وفي عُقَيْلٍ رَبيعتانِ: رَبيعةُ بنُ عُقَيْلٍ أبو الخُلَعاءِ، ورَبيعةُ بنُ عامِرِ بنِ عُقَيْلٍ أبو الأبْرَصِ، وقُحافةَ، وعَرْعَرَةَ، وقُرَّةَ. وفي تَميمٍ رَبيعتانِ: الكُبْرَى، وهي رَبيعةُ بنُ مالِكٍ، وتُدْعَى: رَبيعةَ الجُوعِ، والصُّغْرَى، وهي رَبيعةُ بنُ حَنْظَلَةَ بنِ مالِكٍ.
ورَبيعةُ: أبو حَيٍّ من هَوازِنَ، وهو رَبيعةُ بنُ عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، وهم بنُو مَجْدَ، ومَجْدُ أُمُّهم، (وثلاثونَ صحابيّاً) .
والرَّبايعُ: أعْلامٌ مُتَقاوِدةٌ قربَ سَميراءَ.
والرُّبْعُ، بالضم وبضمتين، وكأَميرٍ: جُزْءٌ من أربعةٍ. وجَمْعُ الربيعِ: رُبُعٌ، بضمتين. وكصُرَدٍ: الفَصيلُ يُنْتَجُ في الربيعِ وهو أوَّلُ النِّتاجِ، ج: رِباعٌ وأرْباعٌ، وهي: بهاءٍ، ج: رُبَعاتٌ ورِباعٌ، فإِذا نُتِجَ في آخِر النِّتاجِ، فَهُبَعٌ، وهي هُبَعَةٌ.
ورِبْعٌ، بالكسر: رجلٌ من هُذَيْلٍ.
والرَّباعةُ، وتكسر: شَأنُكَ، وحالُكَ التي أنتَ مُقيمٌ عليها، ولا تكونُ في غيرِ حُسْنِ الحالِ، أو طَريقَتُكَ، أو اسْتِقامَتُكَ، أو قَبيلَتُكَ، أو فَخِذُكَ،
أو يقالُ: هُمْ على رَباعَتِهِم، ويكسرُ، ورَباعِهِم ورَبَعاتِهِم، محركةً، ورَبِعاتِهِم، ككتِفٍ، ورِبَعَتِهِم، كعِنَبَةٍ، أي: حالَةٍ حَسَنَةٍ، أو أمرُهُم الذي كانوا عليه.
ورَبَعاتُهُم، محركةً وتكسرُ الباءُ: مَنازِلُهم.
والرِّباعَةُ، بالكسر: نحوٌ من الحِمالَةِ.
والرَّبْعَةُ: جُونَةُ العَطَّارِ، وصُندوقٌ أجْزاءِ المُصْحَفِ، وهذه مُوَلَّدَةٌ كأنها مأخوذَةٌ من الأولَى، وحَيٌّ من الأسْدِ، منهم: أوْسُ بنُ عبدِ اللهِ الرَّبْعِيُّ التابِعِيُّ، وبالتحريك: أشَدُّ الجَرْيِ، أو أشَدُّ عَدْوِ الإِبِلِ، أو ضَرْبٌ من عَدْوِهِ وليسَ بالشديد، وحَيٌّ من الأزْدِ، والمَسافةُ بينَ أثَافي القِدْرِ التي يَجْتَمِعُ فيها الجَمْرُ.
والرَّوْبَعُ، كجوهرٍ: الضعيفُ الدَّنيءُ، وبهاءٍ: القصيرُ، وَتَصَحَّفَ على الجوهريِّ فَجَعَلَها بالزاي، وسيأتي إن شاءَ الله تعالى،
وـ: قِصَرُ العُرْقوبِ، أو داءٌ يأخُذُ الفِصالَ.
واليَرْبوعُ: دابَّةٌ م، ولَحْمَةُ المَتْنِ، أو هي بالضم، أو يَرَابيعُ المَتْنِ: لَحماتهُ، لا واحِدَ لها.
ويَرْبوعُ بنُ حَنْظَلَةَ بنِ مالِكٍ: أبو حيٍّ من تَميمٍ، منهم: مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ الصحابِيُّ، وابنُ غَيْظٍ: أبو بَطْنٍ من مُرَّةَ، منهم: الحارثُ بنُ ظالِمٍ المُرِّيُّ. وكشدَّادٍ: الكثيرُ شِراءِ الرِّباعِ والمَنازِلِ، وسَمَّوا رُبَيْعاً، كزبيرٍ وسَحْبانَ.
وكتصْغيرِ رَبيعٍ: الرُّبَيِّعُ بنتُ مُعَوِّذٍ، وبنتُ حارِثَةَ، وبنتُ الطُّفَيْلِ، وبنتُ النَّضْرِ عَمَّةُ أنَسٍ، وأمُّ الرُّبَيِّعِ التي قال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا أمَّ الرُّبَيِّعِ كتابُ اللهِ القِصاصُ": صَحابِيَّاتٌ، وعبدُ العزيزِ بنُ رُبَيِّعٍ أبو العَوَّامِ الباهِلِيُّ، وابْنُه رُبَيِّعٌ: محدّثانِ، وبهاءٍ: رُبَيِّعَةُ بنُ حِصنٍ، وابنُ عبدٍ: شاعِرانِ، وعبدُ اللهِ بنُ رُبَيِّعَةَ: مُخْتَلَفٌ في صُحْبَتِه. وكزبيرٍ: ابنُ قُزَيْعٍ الغَطَفَانِيُّ، وابنُ الحارثِ بنِ عَمْرِو بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَناةَ، وابنُ عَمْرٍو التَّيْمِيُّ، والشَّيْخُ القائلُ:
ألاَ أبْلِغْ بَنِيَّ بَنِي رُبَيْعٍ ... فأشْرارُ البَنينَ لكم فِداءُ
الأبياتَ الخمسةَ المشهورةَ.
ورُباعُ، بالضم: مَعْدولٌ من أربعةٍ أربعةٍ.
و {مَثْنَى وثُلاثِ ورُباعَ} ، أي: أربعاً أربعاً، فَعَدَلَه، فلذلك تُرِكَ صَرْفُه، وقَرَأ الأَعْمَشُ
{ورُبَعَ} ، كزُفَرَ، على إرادَةِ: رُباعَ.
والرَّباعِيَةُ، كثَمانِيَةٍ: السِّنُّ التي بينَ الثَّنِيَّةِ والنابِ، ج: رَباعِياتُ،
ويقالُ للذي يُلْقيها: رَباعٍ، كثَمانٍ، فإِذا نَصَبْتَ أتْمَمْتَ، وقلتَ: رَكِبْتُ بِرْذَوْناً رَباعِياً، وجَمَلٌ وفرسٌ رَباعٌ ورَباعٍ، ولا نَظير لَها سِوَى ثَمانٌٍ ويَمانٌٍ وشَناحٌٍ وجَوَارٌٍ، ج: رُبْعٌ، بالضم وبضمتين، ورِباعٌ ورِبْعانٌ، بكسرهما، ورُبَعٌ، كصردٍ، وأرباعٌ ورَباعِياتٌ، والأنْثَى رَباعِيَةٌ. وتقولُ للغنمِ في السنةِ الرابعةِ، وللبَقَرِ وذاتِ الحافِر في الخامسةِ،
ولِذاتِ الخُفِّ في السابِعَةِ: أرْبَعَتْ.
وأرْبَعَ القومُ: صاروا في الرَّبيعِ، أو أربعةً، أو أقامُوا في المَرْبَعِ عن الارْتِيادِ والنُّجْعَةِ.
والمُرْبِعُ، كمُحْسِنٍ: الناقةُ تُنْتَجُ في الربيعِ، أو التي ولَدُها مَعَها، وشِراعُ السفينةِ المَلأْى.
والمَرابيعُ: الأمْطارُ أولَ الربيعِ.
وأرْبَعَتِ الناقةُ: اسْتَغْلَقَتْ رَحِمُها فلم تَقْبَلِ الماءَ،
وـ ماءُ الرَّكِيَّةِ: كَثُرَ،
وـ الوِرْدُ: أسْرَعَ الكَرَّ،
وـ الإِبِلَ: تَرَكَها تَرِدُ الماءَ مَتَى شاءَتْ،
وـ فلانٌ: أكثَرَ من النِّكاحِ،
وـ السائلُ: سأل ثم ذَهَبَ ثم عادَ،
وـ المريضَ: تَرَكَ عِيادَتَهُ يَوْمَينِ وأتاهُ في اليومِ الثالثِ.
والتَّرْبيعُ: جَعْلُ الشيءِ مُرَبَّعاً. ومُرَبَّعٌ، كمعظمٍ: لَقَبُ محمدِ بنِ إبراهيمَ الأنْماطِيِّ حافِظِ بَغْدَادَ، ومحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عَتَّابٍ المحدِّثُ يُعْرَفُ بابنِ مُرَبَّعٍ أيضاً.
واسْتَأجَرَهُ أو عامَلَهُ مُرَابَعَةً ورِباعاً: من الربيعِ، كمُشاهَرَة من الشهرِ.
وارْتَبَعَ بمكانِ كذا: أقامَ به في الربيع،
وـ البعيرُ: أكَلَ الربيعَ،
كَتَرَبَّعَ، وسَمِنَ.
وتَرَبَّعَ في جُلوسِه: خِلافُ جَثا وأقْعَى،
وـ الناقةُ سَناماً طويلاً: حَمَلَتْهُ.
والمُرْتَبَعُ، بالفتح: المَنْزِلُ يُنْزَلُ فيه أيامَ الربيعِ.
واسْتَرْبَعَ الرملُ: تَراكَمَ،
وـ الغُبارُ: ارْتَفَعَ،
وـ البعيرُ للسَّيرِ: قَوِيَ عليه.
ورجلٌ مُسْتَرْبِعٌ بعَمَلِهِ: مُسْتَقِلٌّ به، قَوِيٌّ عليه، صَبورٌ.

الخَضَاضُ

الخَضَاضُ، كسَحابٍ: اليَسيرُ من الحُلِيِّ، والأحْمَقُ،
كالخَضاضَةِ، والمِدادُ، ويكسرُ، ومِخْنَقَةُ السنَّوْرِ أو الغَزالِ، وغُلُّ الأَسيرِ.
والخَضَضُ، محركةً: ألوانُ الطَّعامِ، والخَرَزُ البِيضُ الصِّغَارُ يَلْبَسُهَا الصِّغَارُ.
وخَضَّضَها: زَيَّنَها به.
والخَضِيضُ: المكانُ المُتَتَرِّبُ تَبُلُّهُ الأمْطَارُ.
والخَضْخاضُ: نِفْطٌ أسْوَدُ رَقِيقٌ، تُهْنَأُ به الإِبِلُ الجُرْبُ.
والخُضاخِضُ، بالضم: الكثيرُ الماء والشَّجَرِ من الأمْكِنَةِ، والسَّمينُ البَطينُ من الرجالِ والجِمالِ،
كالخُضاخِضَة.
والخُضْخضُ، كهُدْهُدٍ وعُلَبِطٍ: ريحٌ بينَ الصَّبَا والدَّبُورِ، أو ريحٌ تَهُبُّ من المَشْرِقِ.
والخَضْخَضَةُ: تحريكُ الماء والسَّويقِ ونحوه، والاسْتِمْناء باليد.
وتَخَضْخَضَ: تَحَرَّكَ.
وخاضَضْتُه: بايَعْتُه مُعَاوَضَةً.

بَلَنْسِيَةُ

بَلَنْسِيَةُ، بفتح الباء واللامِ وكسر السينِ وفتح الياء المُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّة مُخَفَّفَةً: د شَرْقِيَّ الأنْدَلُسِ، مَحْفُوفٌ بالأنْهَارِ والجِنَانِ، لا تَرَى إلاَّ مياهاً تَدْفَعُ، ولا تَسْمَعُ إلاَّ أطْيَاراً تَسْجَعُ.
(وبِلِنْيَاسُ، كسِرِطْراطٍ: د حَسَنَةٌ بسواحِلِ حِمْصَ) .
بَلَنْسِيَةُ:
السين مهملة مكسورة، وياء خفيفة: كورة ومدينة مشهورة بالأندلس متصلة بحوزة كورة تدمير، وهي شرقي تدمير وشرقي قرطبة، وهي برّيّة بحرية ذات أشجار وأنهار، وتعرف بمدينة التراب، وتتصل بها مدن تعد في جملتها، والغالب على شجرها القراسيا، ولا يخلو منه سهل ولا جبل، وينبت بكورها الزعفران، وبينها وبين تدمير أربعة أيام ومنها إلى طرطوشة أيضا أربعة أيام، وكان الروم قد ملكوها سنة 487، واستردها الملثمون الذين كانوا ملوكا بالغرب قبل عبد المؤمن سنة 95، وأهلها خير أهل الأندلس يسمّون عرب الأندلس، بينها وبين البحر فرسخ، وقال الأديب أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني الأندلسي:
إن كان واديك نيلا لا يجاز به، فما لنا قد حرمنا النيل والنيلا؟
إن كان ذنبي خروجي من بلنسية، ... فما كفرت ولا بدّلت تبديلا
دع المقادير تجري في أعنّتها، ... ليقضي الله أمرا كان مفعولا
وقال أبو عبد الله محمد الرّصافي:
خليليّ ما للبلد قد عبقت نشرا، ... وما لرؤوس الركب قد رجحت سكرا؟
هل المسك مفتوقا بمدرجة الصّبا، ... أم القوم أجروا من بلنسية ذكرا؟
بلادي التي راشت قويدمتي بها ... فريخا، وآوتني قرارتها وكرا
أعيذكم! أنّى ننيب لبيتكم، ... وكل يد منا على كبد حرّى؟
نؤمّل لقياكم، وكيف مطارنا ... بأجنحة لا نستطيع لها نشرا؟
فلو آب ريعان الصبا ولقاؤكم، ... إذا قضت الأيام حاجتنا الكبرى
فإن لم يكن إلّا النّوى ومشيبنا، ... فمن أيّ شيء بعد نستعتب الدهرا؟
وأنشدني بعض أهل بلنسية لأبي الحسن بن حريق المرسي:
بلنسية نهاية كل حسن، ... حديث صحّ في شرق وغرب
فإن قالوا: محلّ غلاء سعر، ... ومسقط دمنتي طعن وضرب
فقل: هي جنّة حفّت رباها ... بمكروهين من جوع وحرب
وأنشد لابن حريق:
بلنسية بيني عن القلب سلوة، ... فإنك زهر، لا أحنّ لزهرك
وكيف يحبّ المرء دارا تقسّمت ... على ضاربي جوع وفتنة مشرك؟
وأنشدني لأبي العباس أحمد بن الزقاق يذكر أن البساتين محفوفة بها:
كأنّ بلنسية كاعب، ... وملبسها السّندس الأخضر
إذا جئتها سترت وجهها ... بأكمامها، فهي لا تظهر
وأنشدني لابن الزقاق:
بلنسية جنة عاليه، ... ظلال القطوف بها دانية
عيون الرحيق مع السلسبي ... ل، وعين الحياة بها جاريه
وأنشدني غيره لخلف بن فرج اللّبيري يعرف بابن السمسير:
بلنسية بلدة جنّة، ... وفيها عيوب متى تختبر
فخارجها زهر كلّه، ... وداخلها برك من قذر
وذلك لأن كنفهم ظاهرة على وجه الأرض لا يحفرون له تحت التراب، وهو عندهم عزيز لأجل البساتين، وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم بكل فن، منهم: سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد أبو الحسن الأنصاري البلنسي، فقيه صالح ومحدث مكثر، سافر الكثير وركب البحر حتى وصل إلى الصين وانتسب لذلك صينيّا، وعاد إلى بغداد وأقام بها وسمع فيها أبا الخطاب بن البطر وطرّاد بن محمد الزينبي وغيرهما، ومات ببغداد في محرم سنة 541.

عَبَّ 

(عَبَّ) الْعَيْنُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى كَثْرَةٍ وَمُعَظَّمٍ فِي مَاءٍ وَغَيْرِهِ. مِنْ ذَلِكَ الْعَبُّ، وَهُوَ شُرْبُ الْمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَصٍّ. يُقَالُ عَبَّ فِي الْإِنَاءِ يَعُبُّ عَبًّا، إِذَا شَرِبَ شُرْبًا عَنِيفًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «اشْرَبُوا الْمَاءَ مَصًّا وَلَا تَعُبُّوهُ عَبًّا ; فَإِنَّ الْكُبَادَ مِنَ الْعَبِّ» ". قَالَ:

إِذَا يَعُبُّ فِي الطَّوِيِّ هَرْهَرَا

وَيُقَالُ عَبَّ الْغَرْبُ يَعُبُّ عَبًّا، إِذَا صَوَّتَ عِنْدَ غَرْفِ الْمَاءِ. وَالْعُبَابُ فِي السَّيْرِ: السُّرْعَةُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعُبَابُ: مُعْظَمُ السَّيْلِ. وَمِنَ الْبَابِ الْيَعْبُوبُ: الْفَرَسُ الْجَوَادُ الْكَثِيرُ الْجَرْيِ، وَقِيلَ: الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: هُوَ الْبَعِيدُ الْقَدْرِ فِي الْجَرْيِ، وَأَنْشَدَ:

بِأَجَشِّ الصَّوْتِ يَعْبُوبٍ إِذَا ... طُرِقَ الْحَيُّ مِنَ الْغَزْوِ صَهَلْ

وَالْيَعْبُوبُ: النَّهَرُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ الشَّدِيدُ الْجِرْيَةِ. قَالَ:

تَخْطُو عَلَى بَرْدِيَّتَيْنِ غَذَّاهُمَا ... غَدِقٌ بِسَاحَةِ حَائِرٍ يَعْبُوبِ

وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْعَبْعَبَ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يُعَبْعِبُ فِي كَلَامِهِ وَيَتَكَلَّمُ فِي حَلْقِهِ. وَيُقَالُ ثَوْبٌ عَبْعَبٌ وَعَبْعَابٌ، أَيْ وَاسِعٌ. قَالَ: وَالْعَبْعَابُ مِنَ الرِّجَالِ: الطَّوِيلُ. وَالْعَبْعَبُ: كِسَاءٌ مِنْ أَكْسِيَةِ الصُّوفِ نَاعِمٌ دَقِيقٌ. وَأَنْشَدَ: بُدِّلْتِ بَعْدَ الْعُرْيِ وَالتَّذَعْلُبِ ... وَلُبْسِكِ الْعَبْعَبَ بَعْدَ الْعَبْعَبِ

مَطَارِــفَ الْخَزِّ فَجُرِّي وَاسْحَبِي

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ الْعُبَبُ: شَجَرَةٌ تُشْبِهُ الْحَرْمَلَ إِلَّا أَنَّهَا أَطْوَلُ فِي السَّمَاءِ، تُخَرِجُ خِيطَانًا، وَلَهَا سِنَفَةٌ مِثْلُ سِنَفَةِ الْحَرْمَلِ، وَوَرَقُهَا كَثِيفٌ. قَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ:

كَأَنَّ بَرْدِيَّةً جَاشَتْ بِهَا خُلُجٌ ... خُضْرُ الشَّرَائِعِ فِي حَافَاتِّهَا الْعُبَبُ

وَمِمَّا يُقَارِبُ الْبَابَ الْأَوَّلَ وَلَا يَبْعُدُ عَنْ قِيَاسِهِ، مَا حَكَاهُ الْخَلِيلُ أَنَّ الْعَبْعَبَ: نَعْمَةُ الشَّبَابِ. وَالْعَبْعَبُ مِنَ الشُّبَّانِ: التَّامُّ.

عَقَلَ 

(عَقَلَ) الْعَيْنُ وَالْقَافُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ مُنْقَاسٌ مُطَّرِدٌ، يَدُلُّ عُظْمُهُ عَلَى حُبْسَةٍ فِي الشَّيْءِ أَوْ مَا يُقَارِبُ الْحُبْسَةَ. مِنْ ذَلِكَ الْعَقْلِ، وَهُوَ الْحَابِسُ عَنْ ذَمِيمِ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ.

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَقْلُ: نَقِيضُ الْجَهْلِ. يُقَالُ عَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلًا، إِذَا عَرَفَ مَا كَانَ يَجْهَلُهُ قَبْلُ، أَوِ انْزَجَرَ عَمَّا كَانَ يَفْعَلُهُ. وَجَمْعُهُ عُقُولٌ. وَرَجُلٌ عَاقِلٌ وَقَوْمٌ عُقَلَاءُ. وَعَاقِلُونَ. وَرَجُلٌ عَقُولٌ، إِذَا كَانَ حَسَنَ الْفَهْمِ وَافِرَ الْعَقْلِ. وَمَا لَهُ مَعْقُولٌ، أَيْ عَقَلٌ ; خَرَجَ مَخْرَجَ الْمَجْلُودِ لِلْجَلَّادَةِ، وَالْمَيْسُورِ لِلْيُسْرِ. قَالَ: فَقَدْ أَفَادَتْ لَهُمْ عَقْلًا وَمَوْعِظَةً ... لِمَنْ يَكُونُ لَهُ إِرْبٌ وَمَعْقُولُ

وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: " رُبَّ أَبْلَهٍ عَقُولٌ ". وَيَقُولُونَ: " عَلِمَ قَتِيلًا وَعَدِمَ مَعْقُولًا ". وَيَقُولُونَ: فُلَانٌ عَقُولٌ لِلْحَدِيثِ، لَا يُفْلِتُ الْحَدِيثَ سَمْعُهُ، وَمِنَ الْبَابِ الْمَعْقِلُ وَالْعَقْلُ، وَهُوَ الْحِصْنُ، وَجَمْعُهُ عُقُولٌ. قَالَ أُحَيْحَةُ:

وَقَدْ أَعْدَدْتُ لِلْحِدْثَانِ صَعْبًا ... لَوْ أَنَّ الْمَرْءَ تَنْفَعُهُ الْعُقُولُ

يُرِيدُ الْحُصُونَ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعَقْلُ، وَهِيَ الدِّيَةُ. يُقَالُ: عَقَلْتُ الْقَتِيلَ أَعْقِلُهُ عَقْلًا، إِذَا أَدَّيْتُ دِيَتَهُ. قَالَ:

إِنِّي وَقَتْلِي سُلَيْكًا ثُمَّ أَعْقِلَهُ ... كَالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عَافَتِ الْبَقَرُ

الْأَصْمَعِيُّ: عَقَلْتُ الْقَتِيلَ: أَعْطَيْتُ دِيَتَهُ. وَعَقَلْتَ عَنْ فُلَانٍ، إِذَا غَرِمْتَ جِنَايَتَهُ. قَالَ: وَكَلَّمْتُ أَبَا يُوسُفَ الْقَاضِيَ فِي ذَلِكَ بِحَضْرَةِ الرَّشِيدِ، فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ عَقَلْتُهُ وَعَقَلْتُ عَنْهُ، حَتَّى فَهَّمْتُهُ.

وَالْعَاقِلَةُ: الْقَوْمُ تُقَسَّمُ عَلَيْهِمُ الدِّيَةُ فِي أَمْوَالِهِمْ إِذَا كَانَ قَتِيلَ خَطَأٍ. وَهُمْ بَنُو عَمِّ الْقَاتِلِ الْأَدْنَوْنَ وَإِخْوَتُهُ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: صَارَ دَمُ فُلَانٍ مَعْقُلَةً عَلَى قَوْمِهِ، أَيْ صَارُوا يَدُونَهُ. وَيَقُولُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: إِنَّ الْمَرْأَةَ تُعَاقِلُ الرَّجُلَ إِلَى ثُلُثِ دِيَتِهَا. يَعْنُونَ أَنَّ مُوضِحَتَهَا وَمُوَضِحَتَهُ سَوَاءٌ، فَإِذَا بَلَغَ الْعَقْلُ مَا يَزِيدُ عَلَى ثُلُثِ الدِّيَةِ صَارَتْ دِيَةُ الْمَرْأَةِ عَلَى نِصْفِ دِيَةِ الرَّجُلِ.

وَبَنُو فُلَانٍ عَلَى مَعَاقِلِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، يَعْنِي مَرَاتِبَهُمْ فِي الدِّيَاتِ، الْوَاحِدَةُ مَعْقُلَةٌ. قَالُوا أَيْضًا: وَسُمِّيَتِ الدِّيَةُ عَقْلًا لِأَنَّ الْإِبِلَ الَّتِي كَانَتْ تُؤْخَذُ فِي الدِّيَاتِ كَانَتْ تُجْمَعُ فَتُعْقَلُ بِفَنَاءِ الْمَقْتُولِ، فَسُمِّيَتِ الدِّيَةُ عَقْلًا وَإِنْ كَانَتْ دَرَاهِمَ وَدَنَانِيرَ. وَقِيلَ سُمِّيَتْ عَقْلًا لِأَنَّهَا تُمْسِكُ الدَّمَ.

قَالَ الْخَلِيلُ: إِذَا أَخَذَ الْمُصَدِّقُ صَدَقَةَ الْإِبِلِ تَامَّةً لِسَنَةٍ قِيلَ: أَخَذَ عِقَالًا، وَعِقَالَيْنِ لِسَنَتَيْنِ. وَلَمْ يَأْخُذْ نَقْدًا، أَيْ لَمْ يَأْخُذْ ثَمَنًا، وَلَكِنَّهُ أَخَذَ الصَّدَقَةَ عَلَى مَا فِيهَا. وَأَنْشَدَ:

سَعَى عِقَالًا فَلَمْ يَتْرُكْ لَنَا سَبَدًا ... فَكَيْفَ لَوْ قَدْ سَعَى عَمْرٌو عِقَالَيْنِ

وَأَهْلُ اللُّغَةِ يَقُولُونَ: إِنَّ الصَّدَقَةَ كُلَّهَا عِقَالٌ. يُقَالُ: اسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى عِقَالِ بَنِي فُلَانٍ، أَيْ عَلَى صَدَقَاتِهِمْ. قَالُوا: وَسُمِّيَتْ عِقَالًا لِأَنَّهَا تَعْقِلُ عَنْ صَاحِبِهَا الطَّلَبَ بِهَا وَتَعْقِلُ عَنْهُ الْمَأْثَمَ أَيْضًا.

وَتَأَوَّلُوا قَوْلَ أَبِي بَكْرٍ لَمَّا مَنَعَتِ الْعَرَبُ الزَّكَاةَ: " وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا مِمَّا أَدَّوْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ "، فَقَالُوا: أَرَادَ بِهِ صَدَقَةَ عَامٍ، وَقَالُوا أَيْضًا: إِنَّمَا أَرَادَ بِالْعِقَالِ الشَّيْءَ التَّافِهَ الْحَقِيرَ، فَضَرَبَ الْعِقَالَ الَّذِي يُعْقَلُ بِهِ الْبَعِيرُ لِذَلِكَ مَثَلًا. وَقِيلَ إِنَّ الْمُصَدِّقَ كَانَ إِذَا أَعْطَى صَدَقَةَ إِبِلِهِ أَعْطَى مَعَهَا عُقُلَهَا وَأَرْوِيَتَهَا.

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: عَقَلَ الظَّبْيُ يَعْقِلُ عُقُولًا، إِذَا امْتَنَعَ فِي الْجَبَلِ. وَيُقَالُ: عَقَلَ الطَّعَامُ بَطْنَهُ، إِذَا أَمْسَكَهُ. وَالْعَقُولُ مِنَ الدَّوَاءِ: مَا يُمْسِكُ الْبَطْنَ. قَالَ: وَيُقَالُ: اعْتَقَلَ رُمْحَهُ، إِذَا وَضَعَهُ بَيْنَ رِكَابِهِ وَسَاقِهِ. وَاعْتَقَلَ شَاتَهُ، إِذَا وَضَعَ رِجْلَهَا بَيْنَ فَخْذِهِ وَسَاقِهِ فَحَلَبَهَا. وَلِفُلَانٍ عُقْلَةٌ يَعْتَقِلُ بِهَا النَّاسَ، إِذَا صَارَعَهُمْ عَقَلَ أَرْجُلَهُمْ. وَيُقَالُ عَقَلْتُ الْبَعِيرَ أَعْقِلُهُ عَقْلًا، إِذَا شَدَدْتَ يَدَهُ بِعِقَالِهِ، وَهُوَ الرِّبَاطُ. وَفِي أَمْثَالِهِمْ:

الْفَحْلُ يَحْمِي شَوْلَهُ مَعْقُولًا

وَاعْتُقِلَ لِسَانُ فُلَانٍ، إِذَا احْتُبِسَ عَنِ الْكَلَامِ.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: فُلَانَةٌ عَقِيلَةُ قَوْمِهَا، فَهِيَ كَرِيمَتُهُمْ وَخِيَارُهُمْ. وَيُوصَفُ بِذَلِكَ السَّيِّدُ أَيْضًا فَيُقَالُ: هُوَ عَقِيلَةُ قَوْمِهِ. وَعَقِيلَةُ كُلِّ شَيْءٍ: أَكْرَمُهُ. وَالدُّرَّةُ: عَقِيلَةُ الْبَحْرِ. قَالَ ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:

دُرَّةٌ مِنْ عَقَائِلِ الْبَحْرِ بَكْرٌ ... لَمْ يَشِنْهَا مَثَاقِبُ اللَّآلِ وَذُكِرَ قِيَاسُ هَذَا عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، قَالُوا عَنْهُ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ عَقِيلَةً لِأَنَّهَا عَقَلَتْ صَوَاحِبَهَا عَنْ أَنْ يَبْلُغْنَهَا. وَقَالَ الْخَلِيلُ: بَلْ مَعْنَاهُ عُقِلَتْ فِي خِدْرِهَا. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

عَقِيلَةُ أَخْدَانٍ لَهَا لَا دَمِيمَةٌ ... وَلَا ذَاتُ خُلُقٍ أَنْ تَأَمَّلْتَ جَأْنَبِ

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْعَقِيلَةُ، الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى سَوَاءٌ. قَالَ:

بَكْرٌ يُبِذُّ الْبُزْلَ وَالْبِكَارًا ... عَقِيلَةٌ مِنْ نُجُبٍ مَهَارَى

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ: الْعَقَلُ فِي الرِّجْلَيْنِ: اصْطِكَاكُ الرُّكْبَتَيْنِ، يُقَالُ: بَعِيرٌ أَعْقَلُ، وَقَدْ عَقِلَ عَقَلًا. وَأَنْشَدَ:

أَخُو الْحَرْبِ لَبَّاسٌ إِلَيْهَا جِلَالَهَا ... وَلَيْسَ بِوَلَّاجِ الْخَوَالِفِ أَعْقَلَا

وَالْعُقَّالُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الدَّوَابَّ فِي الرِّجْلَيْنِ، وَقَدْ يُخَفَّفُ. وَدَابَّةٌ مَعْقُولَةٌ وَبِهَا عُقَّالٌ، إِذَا مَشَتْ كَأَنَّهَا تَقْلَعُ رِجْلَيْهَا مِنْ صَخْرَةٍ. وَأَكْثَرُ مَا يَكُونُ فِي ذَلِكَ فِي الشَّاءِ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: امْرَأَةٌ عَقْلَاءُ، إِذَا كَانَتْ حَمْشَةَ السَّاقَيْنِ ضَخْمَةَ الْعَضَلَتَيْنِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَاقُولُ مِنَ النَّهْرِ وَالْوَادِي وَمِنَ الْأُمُورِ أَيْضًا: مَا الْتَبَسَ وَاعْوَجَّ.

وَذُكِرَ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، وَلَمْ نَسْمَعْهُ سَمَاعًا، أَنَّ الْعِقَالَ: الْبِئْرُ الْقَرِيبَةُ الْقَعْرِ، سُمِّيَتْ عِقَالًا لِقُرْبِ مَائِهَا، كَأَنَّهَا تُسْتَقَى بِالْعِقَالِ، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا.

وَمِمَّا يَقْرُبُ مِنْ هَذَا الْبَابِ الْعَقَنْقَلُ مِنَ الرَّمْلِ، وَهُوَ مَا ارْتَكَمَ مِنْهُ; وَجَمَعُهُ عَقَاقِيلُ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِارْتِكَامِهِ وَتَجَمُّعِهِ. وَمِنْهُ عَقَنْقَلُ الضَّبِّ: مَصِيرُهُ. وَيَقُولُونَ: " أَطْعِمْ أَخَاكَ مِنْ عَقَنْقَلِ الضَّبِّ "، يُتَمَثَّلُ بِهِ. وَيَقُولُونَ إِنَّهُ طَيِّبٌ. فَأَمَّا الْأَصْمَعِيُّ فَإِنَّهُ قَالَ: إِنَّهُ يُرْمَى بِهِ، وَيُقَالُ: " أَطْعِمْ أَخَاكَ مِنْ عَقَنْقَلِ الضَّبِّ " اسْتِهْزَاءً. قَالُوا: وَإِنَّمَا سُمِّيَ عَقَنْقَلًا لِتَحَوِّيِهِ وَتَلَوِّيِهِ، وَكُلُّ مَا تَحَوَّى وَالْتَوَى فَهُوَ عَقَنْقَلُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِقُضْبَانِ الْكَرْمِ: عَقَاقِيلُ، لِأَنَّهَا مُلْتَوِيَةٌ. قَالَ:

نَجُذُّ رِقَابَ الْقَوْمِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ كَجَذِّ عَقَاقِيلِ الْكُرُومِ خَبِيرُهَا

فَأَمَّا الْأَسْمَاءُ الَّتِي جَاءَتْ مِنْ هَذَا الْبِنَاءِ وَلَعَلَّهَا أَنْ تَكُونَ مُنْقَاسَةً، فَعَاقِلٌ: جَبَلٌ بِعَيْنِهِ. قَالَ:

لِمَنِ الدِّيَارُ بِرَامَتَيْنِ فَعَاقِلٍ ... دَرَسَتْ وَغَيَّرَ آيَهَا الْقَطْرُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: بَنُو عَاقِلٍ رَهْطُ الْحَارِثِ بْنِ حُجْرٍ، سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ نَزَلُوا عَاقِلًا، وَهُمْ مُلُوكٌ.

وَمَعْقِلَةُ: مَكَانٌ بِالْبَادِيَةِ. وَأَنْشَدَ:

وَعَيْنٍ كَأَنَّ الْبَابِلِيَّيْنِ لَبَّسَا ... بِقَلْبِكَ مِنْهَا يَوْمَ مَعْقُلَةٍ سِحْرَا

وَقَالَ أَوْسٌ:

فَبَطْنُ السُّلَيِّ فَالسِّخَالُ تَعَذَّرَتْ ... فَمَعْقُلَةٌ إِلَى مُطَارٍ فَوَاحِفٌ

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: بِالدَّهْنَاءِ خَبْرَاءُ يُقَالُ لَهَا مَعْقُلَةٌ. وَذُو الْعُقَّالِ: فَرَسٌ مَعْرُوفٌ. وَأَنْشَدَ:

فَكَأَنَّمَا مَسَحُوا بِوَجْهِ حِمَارِهِمْ ... بِالرَّقْمَتَيْنِ جَبِينَ ذِي الْعُقَّالِ

بالطو

بالطو
عن التركية بالتو وبالطو عن الفرنسية بمعنى المعطف.
بالطو
بالطو [مفرد]: ج بالطوات وبلاطِيّ: مِعْطف؛ رداء من صوف ونحوه يُلبس فوق الثوب الخارجيّ للتدفئة أو للوقاية من الأمطار

جِلِّقُ

جِلِّقُ:
بكسرتين وتشديد اللام وقاف كذا ضبطه الأزهري والجوهري، وهي لفظة أعجمية، ومن عرّبها قال: هو من جلّق رأسه إذا حلقه: وهو اسم لكورة الغوطة كلها، وقيل بل هي دمشق نفسها، وقيل جلّق موضع بقرية من قرى دمشق، وقيل صورة امرأة يجري الماء من فيها في قرية من قرى دمشق، قاله نصر قال حسان بن ثابت الأنصاري:
لله درّ عصابة نادمتهم ... يوما بجلّق في الزمان الأوّل
وقال حسان بن نمير المعروف بعرقلة الدمشقي يذكرها ويصف كثيرا من نواحيها من قصيدة وازن بها قصيدة أبي نواس فقال:
أجارة بيتينا أبوك غيور
مدح بها صلاح الدين يوسف بن أيوب وقصده بها إلى مصر كما فعل أبو نواس في قصيدة الخصيب حيث قال:
عسى من ديار الظاعنين بشير، ... ومن جور أيام الفراق مجير
لقد عيل صبري بعدهم، وتكاثرت ... همومي ولكنّ المحبّ صبور
وكم بين أكناف الثغور متيّم ... كثيب، غزته أعين وثغور
وكم ليلة بالماطرون قطعتها، ... ويوم إلى الميطور، وهو مطير
سقى الله من سطرا ومقرا منازلا، ... بها للندامى نضرة وسرور
ولا زال ظلّ النّير بين، فإنه ... طويل ويوم المرء فيه قصير
ويا بردى! لا زال ماؤك باردا، ... وماء الحيا من ساحتيك نمير
أبى العيش إلا بين أكناف جلّق، ... وقد لاح فيها أشمس وبدور
وكم بحمى جيرون سرب جآذر ... حبائلهنّ المال، وهو نفور
ولكن سأحويه، إذا سرت قاصدا ... إلى بلد فيه الصلاح أمير
وقال بعض الشعراء وجعلها مثلا في كثرة المياه والخير وغناها عن الأمطار:
الرّزق كالوسميّ ربّتما غدا ... روض القطا، وسقى حدائق جلّق
فإذا سمعت بحوّل متأدّب ... متألّه، فهو الذي لم يرزق
والرزق يخطي باب عاقل قومه، ... ويبيت بوّابا لباب الأحمق
وجلّق أيضا: ناحية بالأندلس بسرقسطة يسقي نهرها عشرين ميلا من باب سرقسطة، وليس بالأندلس أعذب من مائه، وهو يجري نحو المشرق، ويزعمون أن الماء إذا جرى مشرقا كان أعذب وأصحّ من الذي يجري نحو المغرب، وكان بنو أمية لما تملكوا الأندلس بعد انتقالهم من الشام أيام هربهم من بني العباس سموا عدة مواضع بالأندلس بأسماء مدن الشام، فسموا إشبيلية حمص وسموا موضعا آخر الرّصافة وموضعا آخر تدمر، ثم تلاعبت بها ألسنة أهل الأندلس فقالوا تدمير وسموا هذا الموضع جلق وقال الأديب أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني:
دعوت، فأسمعت بالمرهفا ... ت صمّ الأعادي وصمّ الصفا
وشمت سيوفك في جلّق، ... فشامت خراسان منك الحيا
قال ابن بسام الأندلسي بعد إيراده هذا البيت: جلق واد في شرقي الأندلس.

الدَّهنَاءُ

الدَّهنَاءُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، ونون، وألف تمد وتقصر، وبخط الوزير المغربي: الدهناء عند البصريين مقصور وعند الكوفيين يقصر ويمد، والدّهان:
الأمطار اللينة، واحدها دهن، وأرض دهناء مثل الحسن والحسناء، والدهان: الأديم الأحمر، قالوا في قوله تعالى: فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ 55: 37، قالوا: شبهها في اختلاف ألوانها من الفزع الأكبر بالدهن واختلاف ألوانه أو الأديم واختلاف ألوانه، ولعل الدهناء سميت بذلك لاختلاف النبت والأزهار في عراضها، قال الساجي: ومن خط ابن الفرات نقلت: بنى عتبة بن غزوان دار الإمارة بالبصرة في موضع حوض حماد وهو حوض سليمان بن عليّ في رحبة دعلج، وهي رحبة بني هاشم، وكانت الدار تسمى الدهناء، قال أبو منصور: الدهناء من ديار بني تميم معروفة، تقصر وتمدّ، والنسبة إليها دهناويّ، قال ذو الرّمة:
أقول لدهناويّة ...
قال: وهي سبعة أجبل من الرمل في عرضها، بين كل جبلين شقيقة، وطولها من حزن ينسوعة إلى رمل يبرين، وهي من أكثر بلاد الله كلأ مع قلة أعذاء ومياه، وإذا أخصبت الدهناء ربّعت العرب جمعا لسعتها وكثرة شجرها، وهي عذاة مكرمة نزهة، من سكنها لا يعرف الحمّى لطيب تربتها وهوائها، آخر كلامه، وقال غيره: إذا كان المصعد بالينسوعة، وهو منزل بطريق مكة من البصرة، صبحت به أقماع الدهناء من جانبه الأيسر واتصلت أقماعها بعجمتها وتفرعت جبالها من عجمتها، وقد جعلوا رمل الدهناء بمنزلة بعير وجعلوا أقماعها التي شخصت من عجمتها نحو الينسوعة ثفنا كثفن البعير، وهي خمسة أجبل على عدد الثفنات: فالجبل الأعلى منها الأدنى إلى حفر بني سعد واسمه خشاخش لكثرة ما يسمع من خشخشة أموالهم فيه، والجبل الثاني يسمى حماطان، والثالث جبل الرمث، والرابع معبّر، والخامس جبل حزوى، وقال الهيثم بن عديّ:
الوادي الذي في بلاد بني تميم ببادية البصرة في أرض بني سعد يسمونه الدّهناء، يمر في بلاد بني أسد فيسمونه منعج ثم في غطفان فيسمونه الرّمّة، وهو بطن الرمة الذي في طريق فيد إلى المدينة، وهو وادي الحاجر، ثم يمر في بلاد طيّء فيسمونه حائل، ثم يمر في بلاد كلب فيسمونه قراقر، ثم يمر في بلاد تغلب فيسمونه سوى، وإذا انتهى إليهم عطف إلى بلاد كلب فيصير إلى النيل، ولا يمر في بلاد قوم إلا انصبّ إليهم كلها، هذا قول الهيثم، وقد أكثر الشعراء من ذكر الدهناء وعلى الخصوص ذو الرمة فقال أعرابي حبس بحجر اليمامة:
هل الباب مفروج، فأنظر نظرة ... بعين قلت حجرا فطال احتمامها؟
ألا حبذا الدّهنا وطيب ترابها، ... وأرض خلاء يصدح الليل هامها
ونصّ المهارى بالعشيات والضحى ... إلى بقر، وحي العيون كلامها
وقالت العيوف بنت مسعود أخي ذي الرّمّة:
خليليّ قوما فارفعا الطرف وانظرا ... لصاحب شوق منظرا متراخيا
عسى أن نرى، والله ما شاء فاعل، ... بأكثبة الدّهنا من الحيّ باديا
وإن حال عرض الرمل والبعد دونهم، ... فقد يطلب الإنسان ما ليس رائيا
يرى الله أن القلب أضحى ضميره ... لما قابل الروحاء والعرج قاليا

دُنْباوَنْد

دُنْباوَنْد:
بضم أوله، وسكون ثانيه، وبعده باء موحدة، وبعد الألف واو ثم نون ساكنة، وآخره دال، لغة في دباوند: وهو جبل من نواحي الرّيّ، وقد ذكر في دباوند، ودنباوند في الإقليم الرابع، طولها خمس وسبعون درجة ونصف، وعرضها سبع وثلاثون درجة وربع. ودنباوند أيضا:
جبل بكرمان ذكرته في بلد يقال له دمندان، فأما الذي في الريّ فقال ابن الكلبي: إنما سمي دنباوند لأن أفريدون بن اثفيان الأصبهاني لما أخذ الضحّاك بيوراسف قال لأرمائيل وكان نبطيّا من أهل الزاب اتخذه الضحاك على مطابخه فكان يذبح غلاما ويستحيي غلاما ويسم على عنقه ثم يأمره فيأتي المغارة فيما بين قصران وخويّ ويذبح كبشا فيخلطه بلحم الغلام، فلما أراد أفريدون قتله قال:
أيها الملك إن لي عذرا، وأتى به المغارة وأراه صنيعه فاستحسن أفريدون ذلك منه وأراد قتله بحجة فقال: اجعل لي غذاء لا تجعل لي فيه بقلا ولا لحما، فجعل فيه أذناب الضأن وأحضر له وهو بدنباوند لحبس الضحّاك به، فاستحسن أفريدون ذلك منه وقال له: دنباوندى أي وجدت الأذناب فتخلّصت بها مني، ثم قال أفريدون: يا أرمائيل قد أقطعتك صداء الخيل ووهبت لك هؤلاء الذين وسمت، فأنت وسمان، وسمى الأرض التي وجد
فيها القوم دشت پي أي سمة وعقب، فسميت دست پي الكورة المعروفة بين الري وهمذان وقزوين، وقرأت في رسالة ألّفها مسعر بن مهلهل الشاعر ووصف فيها ما عاينه في أسفاره فقال: دنباوند جبل عال مشرف شاهق شامخ لا يفارق أعلاه الثلج شتاء ولا صيفا ولا يقدر أحد من الناس أن يعلو ذروته ولا يقاربها، ويعرف بجبل البيوراسف، يراه الناس من مرج القلعة ومن عقبة همذان، والناظر إليه من الرّيّ يظن أنه مشرف عليه، وأن المسافة بينهما ثلاثة فراسخ أو اثنان، وزعم العامّة أن سليمان بن داود، عليه السلام، حبس فيه ماردا من مردة الشياطين يقال له صخر المارد، وزعم آخرون أن أفريدون الملك حبس فيه البيوراسف، وأن دخانا يخرج من كهف في الجبل يقول العامة إنه نفسه، ولذلك أيضا يرون نارا في ذلك الكهف يقولون إنها عيناه وإن همهمته تسمع من ذلك الكهف، فاعتبرت ذلك وارتصدته وصعدت في ذلك الجبل حتى وصلت إلى نصفه بمشقّة شديدة ومخاطرة بالنفس وما أظن أن أحدا تجاوز الموضع الذي بلغت إليه بل ما وصل إنسان إليه فيما أظن، وتأملت الحال فرأيت عينا كبريتية وحولها كبريت مستحجر، فإذا طلعت عليه الشمس والتهبت ظهرت فيه نار، وإلى جانبه مجرى يمر تحت الجبل تخترقه رياح مختلفة فتحدث بينها أصوات متضادّة على إيقاعات متناسبة فمرّة مثل صهيل الخيل ومرّة مثل نهيق الحمير ومرّة مثل كلام الناس، ويظهر للمصغي إليه مثل الكلام الجمهوريّ دون المفهوم وفوق المجهول يتخيل إلى السامع أنه كلام بدويّ ولغة إنسيّ، وذلك الدخان الذي يزعمون أنه نفسه بخار تلك العين الكبريتية، وهذه حال تحتمل على ظاهر صورة ما تدعيه العامة، ووجدت في بعض شعاب هذا الجبل آثار بناء قديم، وحولها مشاهد تدل على أنها مصايف بعض الأكاسرة، وإذا نظر أهل هذه الناحية إلى النّمل يدّخر الحبّ ويكثر من ذلك علموا أنها سنة قحط وجدب، وإذا دامت عليهم الأمطار وتأذّوا بها وأرادوا قطعها صبّوا لبن المعز على النار فانقطعت، وقد امتحنت هذا من دعواهم دفعات فوجدتهم فيه صادقين، وما رأى أحد رأس هذا الجبل في وقت من الأوقات منحسرا عن الثلج إلّا وقعت الفتنة وهريقت الدماء من الجانب الذي يرى منحسرا، وهذه العلامة أيضا صحيحة بإجماع أهل البلد، وبالقرب من هذا الجبل معدن الكحل الرازي والمرتك والأسرب والزاج، هذا كله قول مسعر، وقد حكي قريبا من هذا علي بن زين كاتب المازيار الطبري، كان حكيما محصّلا وله تصانيف في فنون عدّة، قريبا من حكاية مسعر قال: وجّهنا جماعة من أهل طبرستان إلى جبل دنباوند وهو جبل عظيم شاهق في الهواء يرى من مائة فرسخ وعلى رأسه أبدا مثل السحاب المتراكم لا ينحسر في الصيف ولا في الشتاء ويخرج من أسفله نهر ماؤه أصفر كبريتي زعم جهال العجم أنه بول البيوراسف، فذكر الذين وجهناهم أنهم صعدوا إلى رأسه في خمسة أيام وخمس ليال فوجدوا نفس قلّته نحو مائة جريب مساحة، على أن الناظر ينظر إليها من أسفل الجبل مثل رأس القبة المخروطة، قالوا: ووجدنا عليها رملا تغيب فيه الأقدام، وإنهم لم يروا عليها دابة ولا أثر شيء من الحيوان، وإنّ جميع ما يطير في الجوّ لا يبلغها، وإنّ البرد فيها شديد والريح عظيمة الهبوب والعصوف، وإنهم عدّوا في كوّاتها سبعين كوّة يخرج منها الدخان الكبريتي، وإنه كان معهم رجل من أهل تلك الناحية فعرّفهم أنّ ذلك الدخان تنفس البيوراسف، ورأوا
حول كل نقب من تلك الكوى كبريتا أصفر كأنه الذهب، وحملوا منه شيئا معهم حتى نظرنا إليه، وزعموا أنهم رأوا الجبال حوله مثل التلال وأنهم رأوا البحر مثل النهر الصغير، وبين البحر وبين هذا الجبل نحو عشرين فرسخا.
ودنباوند من فتوح سعيد بن العاصي في أيام عثمان لما ولي الكوفة سار إليها فافتتحها وافتتح الرّويان، وذلك في سنة 29 أو 30 للهجرة، وبلغ عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، أنّ ابن ذي الحبكة النّهدي يعالج تبريحا فأرسل إلى الوليد بن عقبة وهو وال على الكوفة ليسأله عن ذلك فإن أقرّ به فأوجعه ضربا وغرّبه إلى دنباوند، ففعل الوليد ذلك فأقرّ فغرّبه إلى دنباوند، فلما ولي سعيد ردّه وأكرمه فكان من رؤوس أهل الفتن في قتل عثمان، فقال ابن ذي الحبكة:
لعمري! إن أطردتني، ما إلى الذي ... طمعت به من سقطتيّ سبيل
رجوت رجوعي يا ابن أروى، ورجعتي ... إلى الحق دهرا، غال حلمك غول
وإنّ اغترابي في البلاد وجفوتي ... وشتمي في ذات الإله قليل
وإن دعائي، كلّ يوم وليلة، ... عليك بدنباوند كم لطويل
وقال البحتري يمدح المعتزّ بالله:
فما زلت حتى أذعن الشّرق عنوة، ... ودانت على ضغن أعالي المغارب
جيوش ملأن الأرض، حتى تركنها ... وما في أقاصيها مفرّ لهارب
مددن وراء الكوكبيّ عجاجة ... أرته، نهارا، طالعات الكواكب
وزعزعن دنباوند من كل وجهة، ... وكان وقورا مطمئنّ الجوانب

دَغْنانُ

دَغْنانُ:
بنونين: جبيل بحمى ضرية لبني وقّاص من بني أبي بكر بن كلاب، وهناك هضبات يقال لها دغانين المذكورة قبل، قال سرية الفزاري، وقيل ابن ميّادة:
يا صاحب الرّحل توطّأ واكتفل، ... واحذر بدغنان مجانين الإبل
كلّ مطار طامح الطرف رهل ... ألزمه الراعي صرارا لا يحلّ
أي غرزها حتى سمنت، وقال أبو زياد: ومن ثهلان ركن يسمى دغنان وركن يسمى مخمّرا الذي يقول فيه القائل يذكر عنزا من الأروى رماها:
من الأعنز اللائي رعين مخمّرا ... ودغنان لم يقدر عليهنّ قانص

دِجْلَةُ

دِجْلَةُ:
نهر بغداد، لا تدخله الألف واللام، قال حمزة: دجلة معرّبة على ديلد، ولها اسمان آخران وهما: آرنك روذ وكودك دريا أي البحر الصغير، أخبرنا الشيخ مسمار بن عمر بن محمد أبو بكر المقري البغدادي بالموصل أنبأنا الشيخ الحافظ أبو الفضل محمد ابن ناصر بن محمد بن عليّ السّلامي أنبأنا الشيخ العالم أبو محمد جعفر بن أبي طالب أحمد بن الحسين السّرّاج القارئ أنبأنا القاضي أبو الحسين أحمد بن عليّ بن الحسين التّوّزي في شهر ربيع الآخر سنة 440، قال أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال: دفع إليّ أبو الحسن عليّ بن هارون ورقة ذكر أنها بخط
عليّ بن مهدي الكسروي، ووجدت فيها أول مخرج دجلة من موضع يقال له عين دجلة على مسيرة يومين ونصف من آمد من موضع يعرف بهلورس من كهف مظلم، وأول نهر ينصبّ إلى دجلة يخرج من فوق شمشاط بأرض الروم يقال له نهر الكلاب، ثم أول واد ينصبّ إليه سوى السواقي والرواضع والأنهار التي ليست بعظيمة وادي صلب، وهو واد بين ميّا فارقين وآمد، قيل: إنه يخرج من هلورس، وهلورس الموضع الذي استشهد فيه عليّ الأرمني، ثم ينصبّ إليه وادي ساتيدما وهو خارج من درب الكلاب بعد أن ينصبّ إلى وادي ساتيدما وادي الزور الآخذ من الكلك، وهو موضع ابن بقراط البطريق من ظاهر أرمينية، وينصبّ أيضا من وادي ساتيدما نهر ميّافارقين ثم ينصب إليه وادي السّربط، وهو الآخذ من ظهر أبيات أرزن، وهو يخرج من خوويت وجبالها من أرض أرمينية، ثم توافي دجلة موضعا يعرف بتلّ فافان فينصب إليها وادي الرّزم، وهو الوادي الذي يكثر فيه ماء دجلة، وهذا الوادي مخرجه من أرض أرمينية من الناحية التي يتولّاها موشاليق البطريق وما والى تلك النواحي، وفي وادي الرّزم ينصب الوادي المشتق لبدليس، وهو خارج من ناحية خلاط، ثم تنقاد دجلة كهيئتها حتى توافي الجبال المعروفة بجبال الجزيرة فينصب إليها نهر عظيم يعرف بيرنى يخرج من دون أرمينية في تخومها ثم ينصب إليها نهر عظيم يعرف بنهر باعيناثا ثم توافي أكناف الجزيرة المعروفة بجزيرة ابن عمر فينصب إليها واد مخرجه من ظاهر أرمينية يعرف بالبويار ثم توافي ما بين باسورين والجزيرة فينصب إليها الوادي المعروف بدوشا، ودوشا يخرج من الزوزان فيما بين أرمينية وأذربيجان، ثم ينصب إليها وادي الخابور، وهو أيضا خارج من الموضع المعروف بالزّوزان وهو الموضع الذي يكون فيه البطريق المعروف بجرجيز، ثم تستقيم على حالها إلى بلد والموصل فينصب إليها ببلد من غربيها نهر ربما منع الراجل من خوضه، ثم لا يقع فيها قطرة حتى توافي الزاب الأعظم مستنبطه من جبال أذربيجان يأخذ على زركون وبابغيش فتكون ممازجته إياها فوق الحديثة بفرسخ، ثم تأتي السّنّ فيعترضها الزاب الأسفل مستنبطه من أرض شهرزور، ثم توافي سرّ من رأى، إلى هنا عن الكسروي. وقيل: إن أصل مخرجه من جبل بقرب آمد عند حصن يعرف بحصن ذي القرنين من تحته تخرج عين دجلة، وهي هناك ساقية، ثم كلما امتدّت انضمّ إليها مياه جبال ديار بكر حتى تصير بقرب البحر مدّ البصر، ورأيته بآمد وهو يخاض بالدواب، ثم يمتدّ إلى ميّافارقين ثم إلى حصن كيفا ثم إلى جزيرة ابن عمر، وهو يحيط بها، ثم إلى بلد والموصل ثم إلى تكريت، وقيل: بتكريت ينصب فيه الزابان:
الزاب الأعلى من موضع يقال له تلّ فافان والزاب الصغير عند السنّ، ومنها يعظم، ثم بغداد ثم واسط ثم البصرة ثم عبّادان ثم ينصب في بحر الهند، فإذا انفصل عن واسط انقسم إلى خمسة أنهر عظام تحمل السّفن، منها: نهر سياسي ونهر الغرّاف ونهر دقلة ونهر جعفر ونهر ميسان، ثم تجتمع هذه الأنهار أيضا وما ينضاف إليها من الفرات كلها قرب مطارة، قرية بينها وبين البصرة يوم واحد.
وروي عن ابن عباس، رضي الله عنه، أنه قال:
أوحى الله تعالى إلى دانيال، عليه السلام، وهو دانيال الأكبر، أن احفر لعبادي نهرين واجعل مفيضهما البحر فقد أمرت الأرض أن تطيعك، فأخذ خشبة وجعل يجرها في الأرض والماء يتبعه وكلما مرّ بأرض يتيم أو
أرملة أو شيخ كبير ناشدوه الله فيحيد عنهم، فعواقيل دجلة والفرات من ذلك، قال في هذه الرواية:
ومبتدأ دجلة من أرمينية.
ودجلة العوراء: اسم لدجلة البصرة علم لها، وقد أسقط بعض الشعراء الهاء منه ضرورة، قال بعض الشعراء:
روّاد أعلى دجل يهدج دونها ... قربا يواصله بخمس كامل
وقال أبو العلاء المعرّي:
سقيا لدجلة، والدنيا مفرّقة، ... حتى يعود اجتماع النجم تشتيتا
وبعدها لا أحبّ الشرب من نهر ... كأنما أنا من أصحاب طالوتا
ذمّ الوليد، ولم أذمم بلادكم، ... إذ قال ما أنصفت بغداد حوشيتا
وقال أبو القاسم عليّ بن محمد التنوخي القاضي:
أحسن بدجلة والدّجى متصوّب، ... والبدر في أفق السماء مغرّب
فكأنها فيه بساط أزرق، ... وكأنه فيها طراز مذهب
ولابن التمّار الواسطي يصف ضوء القمر على دجلة:
قم فاعتصم من صروف الدهر والنّوب، ... واجمع بكأسك شمل اللهو والطرب
أما ترى الليل قد ولّت عساكره ... مهزومة، وجيوش الصبح في الطلب
والبدر في الأفق الغربيّ تحسبه ... قد مدّ جسرا، على الشطّين، من ذهب
ودجلة: موضع في ديار العرب بالبادية، قال يزيد ابن الطّثرية:
خلا الفيض ممن حله فالخمائل ... فدجلة ذي الأرطى فقرن الهوامل
وقد كان محتلّا، وفي العيش غرّة، ... لأسماء مفضى ذي سليل وعاقل
فأصبح منها ذاك قفرا وسامحت ... لك النفس، فانظر ما الذي أنت فاعل

الخبيصُ

الخبيصُ:
بلفظ الخبيص المأكول، بفتح أوله، وبكسر ثانيه: مدينة بكرمان وحصن ذات تمور، وماؤها من القنيّ، قال حمزة: خبيص تعريب هبيج، وذكر ابن الفقيه أنه لم يمطر داخلها قط وإنما تكون الأمطار حواليها، قال: وربما أخرج الرجل يده من السور فيصيبها ولا يصيب بقية بدنه، وهذا من العجب الخارج عن العادات، والعهدة في هذه الحكاية عليه، وقال الرّهني: ويكتنف جانبي كرمان عرضان القفص من جانب البحر وخبيص من جانب البرّ،
وخبيص طرف بلاد فهلو، وقد مسخ الله لسانهم وغيّر بلادهم، وبناحيتها خبق وببق.

الحايرُ

الحايرُ:
بعد الألف ياء مكسورة، وراء، وهو في الأصل حوض يصبّ إليه مسيل الماء من الأمطار، سمي بذلك لأن الماء يتحير فيه يرجع من أقصاه إلى أدناه، وقال الأصمعي: يقال للموضع المطمئن الوسط المرتفع الحروف حائر وجمعه حوران، وأكثر الناس يسمون الحائر الحير كما يقولون لعائشة عيشة.
والحائر: قبر الحسين بن عليّ، رضي الله عنه، وقال أبو القاسم عليّ بن حمزة البصري رادّا على ثعلب في الفصيح: قيل الحائر لهذا الذي يسميه العامة حير وجمعه حيران وحوران، قال أبو القاسم: هو الحائر إلا أنه لا جمع له لأنه اسم لموضع قبر الحسين ابن عليّ، رضي الله عنه، فأما الحيران فجمع حائر، وهو مستنقع ماء يتحير فيه فيجيء ويذهب، وأما حوران وحيران فجمع حوار، قال جرير:
بلّغ رسائل عنّا خفى محملها ... على قلائص، لم يحملن حيرانا
قال: أراد الذي تسمّيه العامّة حير الإوزّ فجمعه حيران، وأما حوران وحيران كما قال، إلا أنه يلزمه أن يقول حير الإوزّ فإنهم يقولون الحير بلا إضافة إذا عنوا كربلاء. والحائر أيضا: حائر ملهم باليمامة، وملهم مذكور في موضعه، قال الأعشى:
فركن مهراس إلى مارد، ... فقاع منفوحة فالحائر
وقال داود بن متمّم بن نويرة في يوم لهم بملهم:
ويوم أبي جزء بملهم لم يكن ... ليقطع، حتى يذهب الذّحل ثائره
لدى جدول البئرين، حتى تفجّرت ... عليه نحور القوم واحمرّ حائرة
وقال أبو أحمد العسكري: يوم حاير ملهم، الحاء غير معجمة وتحت الياء نقطتان والراء غير معجمة، وهو اليوم الذي قتل فيه أشيم مأوى الصعاليك من سادات بكر بن وائل وفرسانهم، قتله حاجب بن زرارة، وفي ذلك يقول:
فإن تقتلوا منّا كريما، فإننا ... قتلنا به مأوى الصعاليك أشيما
ويوم حاير ملهم أيضا: على حنيفة ويشكر. والحائر أيضا: حائر الحجاج بالبصرة معروف، يابس لا ماء فيه، عن الأزهري.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.