Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مشاغب

شغب

ش غ ب : شَغَبْتُ الْقَوْمَ وَعَلَيْهِمْ وَبِهِمْ شَغْبًا مِنْ بَابِ نَفَعَ هَيَّجْتُ الشَّرَّ بَيْنَهُمْ. 
(شغب)
الْقَوْم وَعَلَيْهِم وَفِيهِمْ وبهم شغبا هيج الشَّرّ بَينهم وَيُقَال شغب فلَان أحدث فتْنَة وجلبة وَعَن الطَّرِيق وَغَيرهَا حاد
ش غ ب: (الشَّغْبُ) بِالتَّسْكِينِ تَهْيِيجُ الشَّرِّ وَلَا يُقَالُ: شَغَبٌ بِالتَّحْرِيكِ. 
شغب
الشَّغْبُ: تَهْيِيْجُ الشَّرِّ. وأتَانٌ ذاتُ شَغْبٍ.
والشُّغْبُوْبُ: اللَّئيمُ من الرِّجال.
وناقَةٌ شَغّابَةٌ: إِذا لم تَعْتَدِلْ في المَشْي.
وشَغِبْتُ عليهم: لُغَةٌ في شَغَبْتُ.

شغب


شَغِبَ(n. ac. شَغَب)
a. see supra
(a)
شَغَّبَa. see I (a)
شَاْغَبَa. Sought to injure, to do mischief to.

شَغْب
شَغَبa. Excitement; clamour, tumult; sedition.

شَغِبa. Mischiefmaker; seditious person, factionist
demagogue.

مِشْغَب
شَغَّاْب
28a. see 5
N. Ag.
شَاْغَبَa. see 5
(ش غ ب)

الشَّغْبُ، والشَّغَب، والتَّشغيب: تَهييج الشَّرّ.

وَقد شَغَبهم، وشَغَب عَلَيْهِم، وَالْكَسْر فِيهِ لُغَة.

وَرجل شَغِب، ومِشْغب، ومُشاغِب، وَذُو مشاغب.

وَأَبُو الشَّغْب: كُنية بعض الشُّعراء.

وشَغْبٌ: مَوضِع بَين الْمَدِينَة وَالشَّام.
باب الغين والشين والباء معهما ش غ ب، غ ب ش، ب غ ش مستعملات

شغب: الشَّغْبُ: تهييج الشر. ويقال للأتانِ: ذاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ إذا وحمت فاستعصت على الفحل.

غبش: الغَبَشُ: شدة الظلمة. والتَّغَبُّشُ: الظلمُ.

بغش: تقول: أصابتهم بَغْشَةٌ من المطر أي: قليل. 
[شغب] الشغب، بالتسكين: تهييج الشر. وهو شَغْبُ الجُنْدِ، ولا يقال شَغَبٌ . تقول: شَغَبْتُ عليهم، وشَغَبْتُ بهم، وشغبتهم، كله بمعنى. ويقال للنحوص إذا وحمت واستصعبت على الجأب: إنها ذات شغب وضغن. قال أبو زبيد يرثى ابن أخته : كان عنى يرد درؤك بعد ال‍ * - له المستصعب المريد وشغبت عليهم بالكسر أَشْغَبُ شَغَباً، لغةٌ ضعيفة فيه. وشغب أيضا بالتحريك: اسم امرأة لا ينصرف في المعرفة. وشاغبه فهو شغاب ومشغب وشغب ومشغب.
(شغب) - في الحديث: "قيل لابن عباس رضي الله عنهما: "ما هذه الفُتْيا التي شَغَبت النّاس؟ "
الشَّغْب. بسكون الغين، تَهْيِيجُ الشَّرِّ.
قال الجَبَّان: والعامة تُخطِىِء في فَتْحهِا.
يقال: شَغَبْت عليهم، وشَغبْت بهم وشَغَبْتَهم. وهذه الكلمة تُروَى على وُجُوه.
وشَغْبٌ، وبَدَا: موضعان كان للزُّهرى بهما مالٌ.
- ربما خَرَج إليه
- في الحديث: "نَهَى عن الــمُشَاغَبَــة" .
كأَنَّه من الشَّغْب.
ش غ ب

شغبت على القوم: هيجت عليهم الشر: وفلان طويل الشغب والشغب. قال:

ولا بقتاتة سبهللة ... عاضهة في كلامها شغب

وقال آخر:

أغص أخا الشغب الألد بريقه ... فينطق بعدي والكلام غضيض

وهو شغاب ومشغب. قال:

وإني على ما نال مني بصرفه ... على الشاغبي التاركي الحق مشغب

ومن المجاز: ناقة شغابة إذا لم تعتدل في المشي وتحيدت. وأتان ذات شغب وضضغن: مستعصية على الفحل. وطلبت منه كذا فتشاغب وامتنع إذا تعاصى.
[شغب] نه: ما هذه الفتيا التي "شغبت" في الناس، الشغب بسكون غين تهييج الشر والفتنة والخصام والعامة تفتحها، يقال: شغبتهم وبهم وفيهم وعليهم. ن: روي: شغفت - بمعجمتين ففاء، وتشغبت - بموحدة بدل فاء، وتفشع - بفاء فشين فعين، والكل بمعنى انتشرت وفشت بين الناس، والأولى بمعنى علقت بالقلوب ووا بها، والثانية رويت بعين مهملة ومعجمة، وروي: ما هذا الفتيا - بمعنى الإفتاء. ط: فيجلس في قبره غير فزع ولا "مشغوب" فزع صفة مشبهة ومشغوب تأكيد، وهو تهييج الفتنة، وما هذا الرجل سؤال عن الوصف ولذا سماه ووصفه، وسؤال هل رأيت الله نشأ من قوله: عند الله، أي كيف من عند الله وهل رأيته في الدنيا، ولذا أجابه بأنه ما ينبغي لأحد أن يراه فيطرح له، أي يكشف له فرجة ويطرح ما يمنعه من النظر إليه، وينظر إليه أي عذاب النار، والحطم الحبس في مواضع متضائقة، يتحطم فيه الخيل أي يدوس بعضها بعضًا، وعلى اليقين حال أي أنبهك حال كونك ثابتًا على يقينك، وكنت صفة لليقين، ويمكن كون على في الموضعين للوجوب أي موضعك حال كونك واجبا على الله وعدًا أو وعيدًا على اليقين أو الشك. نه: ومنه: نهى عن "الــمشاغبــة" أي المخاصمة. وفيه: كان له مال "بشغب" وبدًا، هما موضعان بالشام، وبسكون غين.
شغب: شغب على: تمرّد على فلان (حسب قول رايسك الصائب؛ وأسم المصدر له المعنى نفسه). (ابن الأثير 8، 54، 5، 285).
تشغب: لها المعنى نفسه، وهي اسم مصدر (المقري 1، 97، 21) وينظر اسم المفعول في المصدر نفسه (108، 10) تشغب في: أحدث الاضطراب في .. (حيان 88): فلما اجتازت المقدمة على الحصن خرجت خيله للقطع عليها والتشغيب فيها.
تشغب: اربك (الكالا) (مقدمة ابن خلدون 3، 256): فإذا عرض لك ارتياب في فهمك أو تشغيب بالشبهات في ذهنك ...
تشغيب عن: منع فلاناً عن عمل شيء ما .. (فوك: Impedire) ( أماري دبلوماسية 104، 6): ((حين يقوم Pisan بالدفع فلا يَشغّب عن سفره)) وانظره في 130، 3 أيضاً.
شاغب: من يحاول تشويش أو عرقلة نفس غريمه (بالسفسطات) المقري 2، 15.
أشغبَ: منعَ (فوك).
تشغّب على: ثار. (وهذا ما قاله رايسك وفالتون 4): تشغّب عليه جنده.
تشغّب على: ارتبك (الكالا) Enfrascarse.
شَغْب: نزاع، خصام (المعجم اللاتيني L.. العربي) ( Disceptatio, Disputatio) وكذلك ( Rixa-Lis) شَغْب: حنقِ، سخط. هيجان، ثورة، عصيان. حركة نقمة (بوشر).
شَغَب (بالفتحة) حيرة. اضطراب. جزع. قلق (الكالا في مادة Anxia) ؛ ( وعند فوك في مادة Impedire) .
شَغيب: شَغب (أبو الوليد 14، 758).
شاغِب (انظرها عند (فوك) في مادة Impedire) شواغِب: صعوبات. (المقدمة 3، 249، 16).
مَشَاغِب: دعاوى خداعة، مضللة، غرّارة وسفسطائية وقياس فاسد (المقري 2، 120، 12، المقدمة 3، 3، 9).
القياس الــمشاغبــيّ: (محيط المحيط) المغالطة. السفسطة.
شغب
شغَبَ/ شغَبَ بـ/ شغَبَ على/ شغَبَ في يَشغَب، شَغْبًا وشَغَبًا، فهو شغِب، والمفعول مشغوب (للمتعدِّي)
• شغَب الرَّجُلُ: أحدث فتنةً وجَلَبةً "مكافحة الشَّغب".
• شغَب القومَ/ شغَب بالقوم/ شغَب على القوم/ شغَب في القوم: هيّج الشَّرَّ والفتنة والاضطرابَ بينهم "أثار الشَّغبَ في حرم الجامعة". 

تشاغبَ يتشاغب، تشاغُبًا، فهو مُتشاغِب
• تشاغب الرَّجُلُ: تعاصى، تصنَّع الشَّغَب "طلبت منه حقِّي فتشاغب وامتنع".
• تشاغب الرَّجلان: شاغب كلّ منهما صاحبَه. 

شاغبَ يشاغِب، مُشاغبــةً، فهو مُشاغِب، والمفعول مُشاغَب
• شاغَب فلانًا: أكثر معه الشَّغَب "موجة مُشاغَبــات- زمرة من الــمُشاغِبــين- يحتجُّ على هجوم الــمُشاغِبــين على السِّفارة". 

شَغْب [مفرد]: مصدر شغَبَ/ شغَبَ بـ/ شغَبَ على/ شغَبَ في. 

شَغَب [مفرد]: مصدر شغَبَ/ شغَبَ بـ/ شغَبَ على/ شغَبَ في.
• أعمال شَغَب: (قن) أعمال الفوضى والمخالفات التي يقوم بها أشخاص مشاغبــون يتعرّضون لحقوق الغير والمصلحة العامّة. 

شَغِب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شغَبَ/ شغَبَ بـ/ شغَبَ على/ شغَبَ في: "هذا حيّ/ جمهور/ شَعْبٌ شَغِب". 

شغب: الشَّغْبُ، والشَّغَبُ، والتَّشْغِـيبُ: تَهْيِـيجُ الشَّرِّ؛

وأَنشد الليث:

وإِني، على ما نالَ مِنِّي بصَرْفِهِ، * على الشَّاغِـبِـينَ، التارِكِـي الـحَقِّ، مِشْغَبُ

وقد شَغَبَهم وشَغَبَ عليهم، والكسر فيه لُغَةٌ، وهو شَغْبُ الجُنْدِ،

ولا يقال شَغَبٌ؛ وتقول منه: شَغَبْتُ عليهم، وشَغَبْت بِهِم، وشَغَبْتُهُم أَشْغَبُ شَغْباً: كُلُّه بمعنًى؛ قال لبيد:

ويُعابُ قائِلُهُم، وإِن لم يَشْغَبِ

أَي وإِن لم يَجُرْ عن الطريقِ والقَصْدِ.

شمر: شَغَبَ فلانٌ عن الطريقِ، يَشْغَبُ شَغْباً، وفلانٌ مِشْغَبٌ إِذا

كان عانِداً عن الـحَقِّ؛ قال الفرزدق:

يَرُدُّونَ الـحُلُومَ إِلى جِـبالٍ، * وإِن شاغَبْتَهم وجَدوا شِغابَا

أَي وإِن خالَفْتَهم عن الحكم إِلى الجور، وتركِ القصد إِلى العُنودِ؛

وقال الهذلي:

وعَدَتْ عَوادٍ، دون وَلْيِـكَ، تَشْغَبُ

أَي تَجُورُ بِكَ عن طريقك.

وفي حديث ابن عباس: قيل له ما هذه الفُتْيا التي شَغَبَتْ في الناسِ؟ الشَّغْبُ، بسكون الغين: تَهْيِـيجُ الشَّرِّ والفِتْنَةِ والخِصام،

والعامَّة تَفْتَحُها؛ تقولُ: شَغَبْتُهم، وبهم، وفيهم، وعليهم.

وفي الحديث: نهى عن الـــمُشاغَبَــةِ، أَي الـمُخاصَمَة والـمُفاتَنَة.

ويقال للأَتانِ إِذا وحِمَتْ، فاسْتَصْعَبت على الفَحلِ: إِنها ذات شَغْبٍ وضِغْنٍ؛ قال أَبو زيد(1)

(1 قوله «أبو زيد» هكذا في الأصل وشرح القاموس وبعض

نسخ الصحاح وفي بعضها أبو زبيد.)، يَرْثي ابن أَخيه:

كان عَنِّي يَرُدُّ دَرْؤُكَ، بعدَ * اللّه، شَغْبَ الـمُسْتَصْعِبِ، الـمِرِّيدِ

وأَنشد الباهلي قول العجاج:

كأَنَّ،تَحْتي، ذاتَ شَغْبٍ سَمْحَجا، * قَوْداءَ، لا تَحْمِلُ إِلاَّ مُخْدَجا

قال: الشَّغْبُ الخِلافُ، أَي لا تُواتِـيهِ وتَشْغَبُ عليه؛ يعني

أَتاناً سَمْحَجاً طويلةً على وجهِ الأَرض، قَوْداءَ طويلةَ العُنُقِ؛ وقال عمرو بن قميئة:

فإِن تَشْغَبـي، فالشَّغْبُ، مِنِّي، سَجِـيَّةٌ، * إِذا شيمني ما يؤْت منها سجيحها(2)

(2 قوله «إذا شيمني إلخ» هكذا في الأصل.)

تَشْغَبـي: أَي تُخالِفِـيني وتَفْعَلي ما لا يُقامِـيني أَي ما لا

يُوافِقُني؛ وأَنشد لـهِمْيانَ:

إِنَّ جِرانَ الجَمَلِ الـمُسِنِّ، * يَكْسِرُ شَغْبَ النَّافِرِ، الـمُصِنِّ

يعني بجِران الجَمَلِ: سَوْطاً سُوِّيَ من جِرانِهِ.

والشَّغْبُ: الخِلافُ، قاله الباهلي.

وشَغِبْتُ عليهم، بالكسر، أَشْغَبُ شَغَباً، لغةٌ

فيه ضعيفة، وشاغَبَه، فهو شَغَّابٌ، ومُشَغِّبٌ، ورجل شَغِبٌ، ومِشْغَبٌ، ومُشاغِبٌ، وذو مَشاغِبَ، ورجل شِغَبٌّ؛ قال هِمْيانٌ:

نَدْفَعُ عَنها الـمُترَفَ، الغُضُبَّا، * ذا الخُنْزُوانِ، العَرِكَ، الشِّغَبَّا

وأَبو الشَّغْبِ: كُنْيَة بعضِ الشُّعَراء.

وشَغْبٌ: موضِعٌ بينَ المدينة والشامِ. وفي حديث الزهري: أَنه كان له مالٌ بِشَغْبٍ وبَدا؛ هما مَوْضِعانِ بالشام، وبه(1)

(1 أراد: وبالشَّغْب.)

كان مُقام عليِّ بن عبدِاللّهِ ابنِ عباسٍ وأَولادِهِ، إِلى أَن وَصَلَت

إِليهم الخِلافة، وهو بسكونِ الغين.

وشَغَبُ، بالتحريك: اسمُ امْرَأَةٍ، لا ينصَرفُ في المعرفة.

شغب

1 شَغَبَ عَلَيْهِمْ, (S, A, Msb, K,) and بِهِمْ, (S, Msb, K,) and فِيهِمْ, (TA,) and شَغَبَهُمْ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (A, Msb, K,) inf. n. شَغْبٌ, (S, * A, * K, * TA,) with which شَغَبٌ is syn., (A, K,) a syn. sometimes used, (A,) or this latter is not allowable, (S, K,) as some say, (K,) and is ascribed by IAth to the vulgar, and said by El-Hareeree in the “ Durrat el-Ghowwás ” to be a mistake, but IB says in the commentaries on the “ Durrah ” that it is correct, mentioned by IDrd, and MF says that it is mentioned by IJ, as well as by Z in the A; (TA;) and one says also شَغِبَ عليهم, [and it seems to be implied that one says likewise شَغِبَ بهم, and شَغِبَهُمْ,] aor. as above, (S, K,) inf. n. شَغَبٌ; (S, TA;) but this latter form of the verb, with kesr, is of weak authority; (S, * TA;) [whence it seems that شَغَبٌ is correct as inf. n. of شَغِبَ, but disallowed by some who knew not this form of the verb;] He excited, or stirred up, (S, A, Msb, K, TA,) [against them, or] among them, (Msb,) evil, or mischief, (S, A, Msb, K, TA,) and conflict, faction, sedition, or discord, and contention, or altercation, and opposition: (TA:) and [it is said that] تَشْغِيبٌ is like شَغْبٌ signifying the exciting, or stirring up, evil, &c.; (K, TA;) [but]

↓ شغّب, inf. n. تَشْغِيبٌ, signifies he excited, or stirred up, evil, &c., much, or often. (O.) A trad. mentioned in [the first paragraph of] art. شعب is quoted by IAth thus: مَا هٰذِهِ الفْتْيَا الَّتِى شَغَبَتْ فِى النَّاسِ [What is this judicial decision which has excited evil, &c., among the people?]. (TA.) b2: [See also شَغْبٌ below.] b3: The saying of 'Amr Ibn-Kameeäh, فَإِنْ تَشْغِبِى فَالشَّغْبُ مِنِّى سَجِيَّةٌ means (tropical:) And if thou oppose, or contravene, me, and do that which is not agreeable to me, [know that opposition, &c., is a natural disposition of mine; عَلَىَّ being understood after تشغبى, as appears from what here follows.] (TA. [See also 3, and 6.]) Accord. to El-Báhilee, ذَاتُ شَغْبٍ

[applied to a she-ass] means (tropical:) Having the quality of opposing or contravening [the male]: so in the saying of El-'Ajjáj, كَأَنَّ تَحْتِى ذَاتَ شَغْبٍ سَمْحَجَا قَوْدَآءَ لَا تَحْمِلُ إِلَّا مُخْدَجَا (tropical:) [As though beneath me were a she-ass] such as opposes or contravenes [the male], long-bodied, long-necked, [that would not bear in her womb aught save a fœtus imperfectly formed;] meaning, لَا تُؤَاتِبهِ وَتَشْغَبُ عَلَيْهِ [i. e. that she (the beast that he was riding) would not comply with his desire, and was contravening him]. (TA.) [Accord. to J,] ذَاتُ شَغْبٍ وَضِغْنٍ, [in the TA وصغب, and so in a copy of the A, an evident mistranscription,] applied to a she-ass that has not conceived during a year or two years or some years, means (tropical:) Refractory, or incompliant, to the strong, or bulky, male. (S: there expl. by the words إِذَا وَحِمَتْ وَاسْتَصْعَبَتْ عَلَى الجَأْبِ [which have been misunderstood by Golius, and rendered by him, and by Freytag after him, as applied to a woman, and meaning respuens maris congressum, aut picâ laborans].) b4: And شَغَبَ signifies also (assumed tropical:) He declined, or deviated, from the right way or course: (Sh, TA:) or شَغَبَ عَنِ الطَّرِيقِ, aor. ـَ (K,) inf. n. شَغبٌ, (TA,) (assumed tropical:) He declined, or deviated, from the road or way. (K.) 2 شَغَّبَ see 1, end of the first sentence.3 شاغبهُ, (S, A, K, TA,) inf. n. مُشَاغَبَــةٌ and شِغَابٌ, (TA,) He acted with him in an evil manner; treated him with enmity, or hostility; contended in altercation with him; or did evil to him, obliging him to do the like in return: (A, K, TA:) he opposed, or contravened, him. (TA.) 6 طَلَبْتُ مِنْهُ كَذَا فَتَشَاغَبَ وَامْتَنَعَ (tropical:) I sought, or demanded, of him such a thing, and he manifested incompliance (تَعَاصَى), and refused. (A, TA.) شَغْبٌ inf. n. of شَغَبَ [q. v. passim]. (S, * A, * K, * TA.) b2: Also Clamour, or a confusion of cries or shouts or noises: (Ham p. 505:) or much clamour and confused or indistinct speech, leading, or conducing, to evil, or mischief. (Har p. 311.) One says شَغْبُ الجُنْدِ [The clamour, &c., of the army]. (S, and Ham ubi suprà.) b3: [Hence, app., this word, or the next, is used by some postclassical writers as signifying The plaintive cry of the بُلْبُل. (See De Sacy's Chrest. Ar., sec. ed., iii. 500 — 502.)]

شَغَبٌ inf. n. of شَغِبَ [q. v.]. (S, TA.) شَغِبٌ, (S, O, K, TA, [in the CK, erroneously, شِغْبٌ,]) like كَتِفٌ, (O,) and ↓ شَغَّابٌ, (S, O, K,) the latter in an intensive sense, (TA,) and ↓ شِغَبٌّ, (O, K,) [also in an intensive sense,] and ↓ مِشْغَبٌ, (S, O, K,) [likewise] in an intensive sense, (O,) and ↓ مُشَغِّبٌ, [also in an intensive sense accord. to the explanation of its verb in the O,] (S,) and ↓ مُشَاغِبٌ, and ↓ ذُومَشَاغِبَ, (K,) One who excites, or stirs up, evil, or mischief, (S, * K, TA,) and conflict, faction, sedition, or discord, and contention, or altercation, and opposition. (TA.) شِغَبٌّ: see the next preceding paragraph.

شَغَّابٌ: see شَغِبٌ. b2: نَاقَةٌ شَغَّابَةٌ (tropical:) A she-camel that does not pursue a direct course, but deviates [therefrom]. (A, TA.) مِشْغَبٌ: see شَغِبٌ. b2: فُلَانٌ مِشْغَبٌ (assumed tropical:) Such a one is a person who deviates from what is right, or from the truth. (O, TA.) مُشَغِّبٌ: see شَغِبٌ.

ذُو مَشَاغِبَ: see شَغِبٌ.

مُشَاغِبٌ: see شَغِبٌ.
شغب
: (الشَّغْبُ) بالتَّسْكين (ويُحَرَّك) وَهُوَ لغَةٌ (وقِيل: لَا) . ونَسَبها ابْن الأَثِير للعَامَّة. وَقَالَ الحَرِيريّ فِي دُرَّةِ الغَوَّاصِ. ويَقُولُون فِيهِ شَغَب، بِفَتْح الغَيْن، فيوهَمُون فِيهِ كَمَا وَهِمَ بعضُ المُحْدَثِين فِي قَوْله:
شَغَبْتَ كَيْمَا تُغَطِّي الذَّنْبَ بالشَّغَبِ والصَواب فِيهِ شَغْب بإِسْكَانِ الغَيْن. واعترضَ عَلَيْه ابنُ بَرِّيّ فِي حَوَاشِي الدُّرَّةِ وَقَالَ: إِن قولَهم شَغَبٌ بِفَتْح الْغَيْن، صَحِيح وَارِد، نَقَلَ ابنُ درَيْد. قَالَ شَيخنَا: وَحَكَاهُ ابنُ جِنِّي فِي المُحْتَسِب والزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَسَاس، وَهُوَ (تَهْيِيجُ الشَّر) والفِتْنَةِ والخِصَامِ والشَّغْبُ: الخِلَاف قَالَه الباهِلِيّ (كالتَّشْغِيبِ) .
(و) شَغْبٌ لى مَا فِي الوَفيَات لابْن خِلِّكان. وَفِي المَرَاصِدِ: شَغْبٌ: (ع) بِبِلَاد عُذْرَة، وَقيل: قَرْيَة بهَا مِنْبَرٌ وسُوقٌ، وَقيل: بَين المَدِينة وأَيْلَة. وَقيل: هِيَ قَرْيَة خَلْفَ وَادِي القُرَى.
وَقَالَ ابْن مَنْظُور: شَغْب بَيْن المَدِينَة والشَّام. وَفِي حَدِيث الزُّهْرِيّ (أَنَّه كَانَ لَهُ مَالٌ بِشَغْبٍ وبَدَا) . هما مَوْضِعَان فِي الشَّام، وبِهِ كَانَ مُقَام علِيّ بْنِ عبد الله بن عَبَّاسٍ وأَوْلَادِه إِلَى أَنْ وَصَلَت إِلَيْهِم الخِلَافَة. وَهُوَ بِسُكُونِ الغَيْن، انْتَهَى. وقيلَ: هُمَا وَادِيَان، واسْتَدَلَّ بقَوْل كُثَيِّر:
وأَنْتِ الَّتِي حَبَّبْتِ شَغْباً إِلى بَدَا
إِلَيَّ وَأَوْطَانِي بِلَادٌ سِواهُمَا
إِذا ذَرَفَتْ عَيْنَاي أَعْتَلُّ بالقَذَى
وعَزَّةُ لَوْ يَدْرِي الطَّبِيبُ قَذَاهُمَا
حَلَلتِ بِهَذَا حَلَّةً ثمَّ حَلَّةً
بِهَذَا فَطَابَ الوَادِيَانِ كِلَاهُمَا
(وَبِه قَالَ الزُّهْرِيّ) هَكَذا فِي سَائِر النُّسَخ، وَلم يَتَعَرَّض لَهُ شَيْخُنا، وَلم أَجد مَنْ شَرَحَ هَذَا المَوْضِع، وَهُوَ تَصْحِيف مُنْكَر وَقَعَ من النُّسَّاخ. والصَّوَابُ: وبِه مَالَ أَوْ مَاتَ الزُّهْرِيّ، وَهُوَ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن مُسْلِمِ بْن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ المَدَنِيُّ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعِشْرِينَ ومائَة بِشَغب فِي أَمْوَالِهِ بِهَا. قَالَ ابنُ سَعْد عَن الحسَيْن بْنِ أَبِي السَّرِيّ العَسْقَلَانِيّ: رَأَيْتُ قَبْر الزُّهْرِيّ بأَدَامَي، هِيَ خَلْف شَغْب وَبَدَا، وَهِي أَوَّلُ عَمَل فِلَسْطِين وآخرُ عَمَل الحِجَاز، وَبهَا ضَيْعَةُ الزُّهْرِيّ الَّتي كَانَ فِيهَا، ورأَيت قَبْرَه مُسَنَّما مُجَصَّصاً أَبْيَضَ، قَالَه الهَكَّارِيُّ فِي رِجَال الصّحِيحَيْن.
(و) قد (شَغَبَهم) يَشْغَب شَغْباً، (و) شَغَبَ (بِهِم. و) شَغَبَ فيمَ، وشَغَبَ (عَلَيْهِم) كُله بِمَعْنى (كمَنَع وفَرِحَ) . يُقَال: شَغِبْتُ عَلَيْهم بالكَسْر، أَشْغَبُ شَغَبً، والكسرُ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ أَي (هَيجَ الشَّرَّ عَلَيْهِم) . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاس: (مَا هَذِه الفُتْيَا الَّتي شَغَبَتُ فِي النَّاسِ. قَالَه ابْن الأَثير. قُلْتُ: وَقد تَقَدَّم فِي حَرْفِ العَيْنِ المُهْمَلَة. وَفِي الحَدِيثِ: (نَهَى عَنِ الــمُشَاغَبَــة) أَي المُخَاصَمة والمُفَاتَنَة. (وَهُوَ) شَغْبُ الجُنْد وطَوِيلُ الشَّغبِ. (شَغِبٌ) كفَرِحٍ (ومِشْغَبٌ كمِنْبَرٍ) . أَنشد اللَّيْثُ:
وإِنِّي على مَا نَالَ مِنِّي بِصَرْفِه
عَلى الشَّاغِبِينَ التَّارِكي الحَقِّ مِشْغَبُ
(وشِغَّابٌ) بالتَّشْدِيدِ للْمُبَالَغَة (وشِغَبٌّ كهِجَفَ) . قَالَ هِمْيَان:
نَدْفَعُ عَنْهَا المُتْرَفَ الغُضُبَّا
ذَا الخُنْزُوَانِ العَرِكَ الشِّغَبَّا
مُشَاغِبٌ) كمَسَاجِدَ.
(و) شَغَبَ فُلَانٌ (عَنِ الطَّرِيق كمَنَعَ) يَشْغَبُ شَغْباً: (مَالَ) ، قَالَه شَمِرٌ. قَالَ لَبِيدٌ:
ويُعَباُ قَائِلُهم وإِن لم يَشْغَبِ
أَي وإِن لم يَجُرْ عَن الطَّرِيقِ والقَصْدِ.
وَفُلَان مِشْغَبٌ إِذا كَانَ حائِداً عَن الحَقِّ. وَقَالَ الفَرَزْدَقُ:
يَرُدُّون الحُلُومَ إِلى جِبَالٍ
وإِنْ شَاغَبْتَهم وَجَدُوا شِغَابا
أَي وإِن خالَفْتَهم عَن الحكم إِلَى الجَوْر وَترْكِ القَصْد إِلى العُنُودِ.
(وشَاغَبَه) فَهُوَ شَغَّاب: (شَارَّه) مُشَارَّةً وخَالَفَه.
وَفِي لسَان الْعَرَب: ويُقَالُ للأَتَانِ إِذَا وَحِمَتْ واسْتَصْعَبَتْ على الفَحْل إِنَّهَا ذَاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ، وَهُوَ مجَاز. قَالَ أَبو زُبَيْدٍ يرثى ابْن أُخْته:
كَانَ عَنِّي يَرُدّ دَورْؤُك بَعْدَ الْ
لَهِ شَغْبَ المُستَصْعِبِ المِرِّيدِ
وأَنشد الباهليّ قَول العَجَّاج:
كأَنَّ تَحْتِي ذَاتَ شَغْبٍ سَمُحَجَا
قَوْدَاءَ لَا تَحْمِلُ إِلا مُخْدَجَا
قَالَ: الشَّغْبُ: الخِلَافُ أَي لَا تُوَانِيهِ. تَشَغَّب عَلَيْه، يَعْنِي أَتَاناً سَمْحَجاً طَوِيلَة عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. قَوْدَاء: طَوِيلَة العُنُق.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ:
فإِن تَشْغَبِي فالشَّغْبُ مِنِّي سَجِيَّةٌ
أَي تُخَالِفِينِي وتَفْعَلِي مَا لَا يُوَافِقُني.
وَفِي الأَسَاسِ، ومِنَ المَجَاز: ناقَةٌ شَغَّابَة لم تَعْتَدِل فِي المَشْيِ تَحَيَّدَت. وطلبتُ مِنْهُ كَذَا فَتَشَاغَبَ وامْتَنَع، إِذَا تَعَاصَى.
(وعبْد المَلِك بْنُ عَلِيّ) بن خَلف (بن شَغَبَة الشَّغَبيّ محركة) نِسْبَة إِلَى حدّه، وَهُوَ (مُحَدِّثٌ بَصْرِيٌّ) .
(وشغَبُ مُحَرَّكَةً مَمْنُوعَةً) من الصَّرْف فِي المَعْرِفَة: (امْرأَةٌ) . وأَبو الشَّغُب العَبْسِيّ، واسْمُه عِكْرشَةُ بْنُ أَرْبَدُ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مِسْحَلِ بْنِ شَيْطَانَ بْنِ جَذِيم بْنِ جَذِيمَةَ شَاعِرٌ. قرأْت شعره فِي الحَمَاسَة فِي المَراثِي.
(وش 2 غْب بِالْفَتْح) ذِكْرُ الفَتْح مُسْتَدْرَك، وحَكَى الرّشَاطِيُّ فِيهِ التَّحْرِيكَ، قَالَ: وَلم يُقَيِّده عبد الغنيّ. والصَّواب أَنَّه بتَسْكِين الغَيْن كَمَا قَيَّدَه ابنُ مَاكُولَا: (مَنْهَلٌ بَيْنَ مِصْرَ والشَّأم، مِنْهُ زَكَرِيّا بن عيسَى الشَّغْبِيّ المحدّث) عَن الزُّهْرِيّ، وَعنهُ ابنُ أَخِيه إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى الشَّعبِيّ. وعمرُ بن أَبي بكر المُؤَمّليُّ وَغَيرهمَا، وحَدِيثُه فِي الأَوْسَط للطَّبَرَانِيّ.

المغالطة

المغالطة: كسي رادر غلط انداختن - وَفِي الِاصْطِلَاح قِيَاس فَاسد. أما من جِهَة الْمَادَّة. أَو من جِهَة الصُّورَة أَو من جهتهما مَعًا مُفِيد للتصديق الخبري أَو الظني الْغَيْر المطابقين للْوَاقِع. وَالْقِيَاس الْفَاسِد هُوَ الْقيَاس الْمركب من مُقَدمَات شَبيهَة بِالْحَقِّ وَلَا تكون حَقًا وَتسَمى سفسطة. أَو شَبيهَة بالمقدمات الْمَشْهُورَة أَو الْمسلمَة وَتسَمى مشاغبــة - وَالْفساد إِمَّا من جِهَة الصُّورَة فبأن لَا يكون على هَيْئَة منتجة لاختلال شَرط بِحَسب الْكَيْفِيَّة أَو الكمية أَو الْجِهَة. كَمَا إِذا كَانَ صغرى الشكل الأول سالبة أَو مُمكنَة أَو كبراه جزئية - وَإِمَّا من جِهَة الْمَادَّة فبأن يكون الْمَطْلُوب وَبَعض مقدماته شَيْئا وَاحِدًا وَهُوَ المصادرة على الْمَطْلُوب كَقَوْلِنَا كل إِنْسَان بشر وكل بشر ضحاك فَكل إِنْسَان ضحاك.
فَإِن قيل النظري بِتَغَيُّر العنوان يصير بديهيا فَإِن الْعَالم حَادث نَظَرِي والعالم متغير بديهي فَلم لَا يجوز أَن يكون كل بشر ضحاك بعنوان البشرية بديهيا وبعنوان الْإِنْسَان نظريا. قُلْنَا الْإِنْسَان والبشر مُتَرَادِفَانِ فَلَا يتَصَوَّر أَن يكون نِسْبَة أَمر إِلَى أَحدهمَا نظريا وَإِلَى الآخر بديهيا. - وَإِن قلت هَذَا عِنْد الْعلم بالمرادفة مُسلم وَأما عِنْد عَدمه فَمَمْنُوع. قُلْنَا تصور الْمَوْضُوع ضَرُورِيّ فالعلم بالمرادفة لَا يَنْفَكّ. أَو بِأَن يكون بعض الْمُقدمَات كَاذِبَة شَبيهَة بالصادقة. إِمَّا من حَيْثُ الصُّورَة أَو من حَيْثُ الْمَعْنى. وَأما من حَيْثُ الصُّورَة فكقولنا لصورة الْفرس المنقوش على الْجِدَار أَنَّهَا فرس وكل فرس صهال ينْتج أَن تِلْكَ الصُّورَة صهالة. وَأما من حَيْثُ الْمَعْنى فلعدم رِعَايَة وجود الْمَوْضُوع فِي الْمُوجبَة كَقَوْلِنَا كل إِنْسَان وَفرس فَهُوَ إِنْسَان وكل إِنْسَان وَفرس فَهُوَ فرس ينْتج أَن بعض الْإِنْسَان فرس -. والغلط فِيهِ أَن مَوْضُوع المقدمتين لَيْسَ بموجود إِذْ لَيْسَ شَيْء مَوْجُود يصدق عَلَيْهِ أَنه إِنْسَان وَفرس - ولوضع الْقَضِيَّة الطبيعية مقَام الْكُلية كَقَوْلِنَا الْإِنْسَان حَيَوَان. وَالْحَيَوَان جنس. ينْتج أَن الْإِنْسَان جنس.
المغالطة:
[في الانكليزية] Sophism ،sophistic syllogism ،eristic
[ في الفرنسية] Sophisme ،syllogisme sophistique ،eristique
هي عند المنطقيين قياس فاسد إمّا من جهة الصورة أو من جهة المادة أو من جهتهما معا، والآتي بها غالط في نفسه مغالط لغيره، ولولا القصور وهو عدم التمييز بين ما هو هو وبين ما هو غيره لما تمّ للمغالط صناعة، فهي صناعة كاذبة تنفع بالغرض، إذ الغرض من معرفتها الاحتراز عن الخطاء، وربّما يمتحن بها من يراد امتحانه في العلم ليعلم به بعدم ذهاب الغلط عليه كماله، وبذهابه عليه قصوره. وبهذا الاعتبار تسمّى قياسا امتحانيا. وقد تستعمل في تبكيت من يوهم العوام أنّه عالم ليظهر لهم عجزه عن الفرق بين الصواب والخطأ فيصدّون عن الاقتداء به، وبهذا الاعتبار تسمّى قياسا عناديا، كذا في شرح المطالع والصادق الحلواني وحاشية الطيبي. قال شارح إشراق الحكمة: مواد المغالطة المشبّهات لفظا أو معنى، ولهذه الصناعة أجزاء ذاتية صناعية وخارجية، والأول ما يتعلّق بالتبكيت المغالطي.
وعلى هذا فنقول إنّ أسباب الغلط على كثرتها ترجع إلى أمر واحد وهو عدم التمييز بين الشيء وأشباهه. ثم إنها تنقسم إلى ما يتعلّق بالألفاظ وإلى ما يتعلّق بالمعاني. والأول ينقسم إلى ما يتعلّق بالألفاظ لا من حيث تركّبها وإلى ما يتعلّق بها من حيث تركّبها. والأول لا يخلو إمّا أن يتعلّق بالألفاظ أنفسها وهو أن يكون مختلفة الدلالة فيقع الاشتباه بين ما هو المراد وبين غيره، ويدخل فيه الاشتراك والتشابه والمجاز والاستعارة وما يجري مجراها، ويسمّى جميعا بالاشتراك اللفظي، وإمّا أن يتعلّق بأحوال الألفاظ وهي إمّا أحوال ذاتية داخلة في صيغ الألفاظ قبل تحصّلها كالاشتباه في لفظ المختار بسبب التصريف إذا كان بمعنى الفاعل أو المفعول، وإمّا أحوال عارضة لها بعد تحصّلها كالاشتباه بسبب الإعجام والإعراب. والمتعلقة بالتركيب تنقسم إلى ما يتعلّق الاشتباه فيه بنفس التركيب كما يقال كلّ ما يتصوّره العاقل فهو كما يتصوّره فإنّ لفظ هو يعود تارة إلى المعقول وتارة أخرى إلى العاقل، وإلى ما يتعلّق بوجوده وعدمه أي بوجود التركيب وعدمه، وهذا الآخر ينقسم إلى ما لا يكون التركيب فيه موجودا فيظنّ معدوما ويسمّى تفصيل المركّب وإلى عكسه ويسمّى تركيب المفصل. وأمّا المتعلّقة بالمعاني فلا بد أن تتعلّق بالتأليف بين المعاني إذ الأفراد لا يتصوّر فيها غلط لو لم يقع في تأليفها بنحو ما، ولا يخلو من أن تتعلّق بتأليف يقع بين القضايا أو بتأليف يقع في قضية واحدة، والواقعة بين القضايا إمّا قياسي أو غير قياسي، والمتعلّقة بالتأليف القياسي إمّا أن تقع في القياس نفسه لا بقياسه إلى نتيجته، أو تقع فيه بقياسه إلى نتيجته والواقعة في نفس القياس إمّا أن تتعلّق بمادته أو بصورته. أمّا المادية فكما تكون مثلا بحيث إذا رتبت المعاني فيها على وجه يكون صادقا لم تكن قياسا، وإذا رتبت على وجه يكون قياسا لم يكن صادقا كقولنا كلّ إنسان ناطق من حيث هو ناطق ولا شيء من الناطق من حيث هو ناطق بحيوان، إذ مع إثبات قيد من حيث هو ناطق فيهما تكذب الصغرى ومع حذفه عنهما تكذب الكبرى، وإن حذف من الصغرى وأثبت في الكبرى تنقلب صورة القياس لعدم اشتراك الأوسط. وأما الصورية فكما تكون مثلا على ضرب غير منتج وجميع ذلك يسمّى سوء التأليف باعتبار البرهان وسوء التركيب باعتبار غير البرهان. وأمّا الواقعة في القياس بالقياس إلى النتيجة فتنقسم إلى ما لا يكون النتيجة مغايرة لأحد أجزاء القياس فلا يحصل بالقياس علم زائد على ما في المقدّمات، وتسمّى مصادرة على المطلوب وإلى ما تكون مغايرة لكنها لا تكون ما هي المطلوب من ذلك القياس، ويسمّى وضع ما ليس بعلّة علّة، كمن احتجّ على امتناع كون الفلك بيضيا بأنّه لو كان بيضيا وتحرك على قطره الأقصر لزم الخلاء وهو المحال إذ المحال ما لزم من كونه بيضيا، بل منه مع تحرّكه حول الأقصر إذ لو تحرّك على الأطول لما لزم من ذلك وكقولنا الإنسان وحده ضحّاك، وكلّ ضحّاك حيوان.
وأمّا الواقعة في قضايا ليست بقياس فتسمّى جمع المسائل في مسئلة، كما يقال زيد وحده كاتب فإنّه قضيتان لإفادته أنّه ليس غيره كاتبا.
وأما المتعلّقة بالقضية الواحدة فإمّا أن تقع فيما يتعلّق بجزئي القضية جميعا وذلك يكون بوقوع أحدهما مكان الآخر ويسمّى إيهام العكس، ومنه الحكم على الجنس بحكم نوع منه مندرج تحته، نحو هذا لون، واللون سواد، فهذا سواد. ومنه الحكم على المطلق بحكم المقيّد بحال أو وقت، نحو هذه رقبة والرّقبة مؤمنة. وإمّا أن تقع فيما يتعلّق بجزء واحد منها وتنقسم إلى ما يورد فيه بدل الجزء غيره مما يشبهه كعوارضه أو معروضاته مثلا، ويسمّى أخذ ما بالعرض مكان ما بالذات كمن رأى الإنسان أنّه يلزم له التوهّم والتكليف فظنّ أنّ كلّ متوهّم مكلّف، وإلى ما يورد فيه الجزء نفسه ولكن لا على الوجه الذي ينبغي كما يؤخذ معه ما ليس فيه، نحو زيد الكاتب إنسان، أو لا يؤخذ معه ما هو من الشروط أو القيود كمن يأخذ غير الموجود كتبا غير موجود مطلقا، ويسمّى سوء اعتبار الحمل، فقد حصل من الجميع ثلاثة عشر نوعا، ستة منها لفظية يتعلّق ثلاثة منها بالبسائط هي الاشتراك في جوهر اللفظ وفي أحواله الذاتية وفي أحواله العرضية، وثلاثة منها بالتركيب وهي التي في نفس التركيب، وتفصيل المركّب وتركيب المفصّل وسبعة معنوية، أربعة منها باعتبار القضايا المركّبة وهي سوء التأليف والمصادرة على المطلوب ووضع ما ليس بعلّة علّة وجمع المسائل في مسئلة واحدة، وثلاثة باعتبار القضية الواحدة وهي إيهام العكس وأخذ ما بالعرض مكان ما بالذات وسوء اعتبار الحمل، فهذه هي الأجزاء الذاتية الصناعية لصناعة المغالطة. وأمّا الخارجيات فما يقتضي المغالطة بالعرض كالتشنيع على المخاطب وسوق كلامه إلى الكذب بزيادة أو تأويل وإيراد ما يحيره أو يجبنه من إغلاق العبارة أو المبالغة في أنّ المعنى دقيق أو ما يمنعه من الفهم كالخلط بالحشو والهذيان والتكرار وغير ذلك ممّا اشتمل عليه كتاب الشّفاء وغيره من المطولات، انتهى ما في شرح اشراق الحكمة.
فائدة:
مقدمات المغالطة إمّا شبيهة بالمشهورات وتسمّى شغبا أو بالأوّليات وتسمّى سفسطة، هكذا في تكملة الحاشية الجلالية. قال الصادق الحلواني في حاشية الطيبي المفهوم من شرح المطالع أنّ القياس المركّب من المشبّهات بالقضايا الواجبة القبول يسمّى قياسا سوفسطائيا والمركّب من المشبّهات بالمشهورات يسمّى قياسا مشاغبــيا، وإنّ الصناعة الخامسة منحصرة فيهما وإنّ صاحب السوفسطائي في مقابلة الحكيم أي صاحب البرهان وصاحب الــمشاغبــي في مقابلة الجدلي. والمفهوم من شرح الشمسية أنّ الصناعة الخامسة هي السفسطة وهي القياس المركّب من الوهميات والمفهوم من غيرها الصناعة الخامسة هي القياس السفسطي وهو مركّب من الوهميات أو من المشبّهات بالأوليات أو بالمشهورات وقيل المشهور في كتب القوم أنّ الصناعة الخامسة هي المغالطة التي تحتها السفسطي المذكور أعني القياس المفيد للجزم الغير الحق المركّب من الوهميات أو المشبّهات بالأوليات أو بالمشهورات، والشغبي أعني القياس المفيد للتصديق الذي لا يعتبر فيه كونه مقابل عموم الاعتراف، لكن مع فقدان ذلك العموم فهو في مقابلة الجدل. قال أقول الظاهر إنّ المغالطة لا تنحصر فيما ذكر لأنّ المركّب بالمشبّهات بالمسلّمات، والمركّب من المقدّمات اليقينية التي فسدت صورته لم يندرج في شيء من الصناعات ولا بدّ من الاندراج.

الشَّغْبُ

الشَّغْبُ، ويُحَرَّكُ، وقيلَ لا: تَهْيِيجُ الشَّرِّ،
كالتَّشْغيبِ، وع، وبه قال الزهْري.
وشَغَبَهُمْ، وـ بِهِم، وـ عَلَيهِمْ، كَمَنَعَ وَفَرِحَ: هَيَّجَ الشَّرَّ عليهم، وهو شَغِبٌ ومِشْغَبٌ، كَمِنْبَرٍ، وشَغَّابٌ وشِغَبٌّ، كَهِجَفٍّ، ومُشاغِبٌ وذُو مَشاغِبَ،
وـ عن الطَّرِيقِ، كَمَنَعَ: مالَ.
وشاغَبَه: شارَّه. وعبدُ المَلِكِ بنُ علِيِّ بنِ شَغَبَةَ الشَّغَبِيُّ، مُحَرَّكَةً: مُحَدِّثٌ بَصْرِيُّ.
وشَغَبُ، مُحَرَّكَةً مَمْنُوعةً: امرأةٌ.
(وشَغْبٌ، بالفتحِ: مَنْهَلٌ بين مِصْرَ والشَّامِ، منه: زَكَرِيَّا بن عيسى الشَّغْبِيُّ المُحَدِّثُ) .

مغالطة

المغالطة: قياس فاسد إما من جهة الصورة، أو من جهة المادة، أما من جهة الصورة فبألا تكون على هيئة منتجة لاختلال شرط، بحسب الكيفية، أو الكمية، أو الجهة، كما إذا كان كبرى الشكل الأول جزئية، أو صغراه سالبة أو ممكنة، وأما من جهة المادة، فبأن يكون المطلوب وبعض مقدماته شيئًا واحدًا، وهو المصادرة على المطلوب، كقولنا: كل إنسان بشر، وكل بشر ضحاك، فكل إنسان ضحاك، أو بأن يكون بعض المقدمات كاذبة شبيهة بالصادقة، وهو إما من حيث الصورة، أو من حيث المعنى؛ أما من حيث الصورة فكقولنا لصورة الفرس المنقوش على الجدار: إنها فرس، وكل فرس صهال، ينتج أن تلك الصورة صهالة، وأما من حيث المعنى؛ فلعدم رعاية وجود الموضوع في الموجبة، كقولنا: كل إنسان وفرس فهو إنسان، وكل إنسان وفرس، فهو فرس، ينتج أن بعض الإنسان فرس، والغلط فيه أن موضوع المقدمتين ليس بموجود؛ إذ ليس شيء موجود يصدق عليه إنسان وفرس، وكوضع القضية الطبيعية مقام الكلية، كقولنا: الإنسان والحيوان جنس، ينتج أن الإنسان جنس. وقيل المغالطة مركبة من مقدمات شبيهة بالحق، ولا يكون حقًا، ويسمى: سفسطة، أو شبيه بالمقدمات المشهورة، وتسمى: مشاغبــة، وهي أيضًا: قول مؤلف من قضايا شبيهة بالقطعية أو بالظنية أو بالمشهورة.

المغالطة: قول مؤلف من قضايا شبيهة بالقطعية أو بالظنية أو بالمشهورة.

علم المنطق

علم المنطق
ويسمى علم الميزان أيضا وهو: علم يتعرف منه كيفية اكتساب المجهولات التصورية والتصديقية من معلوماتها.
وموضوعه: المعقولات الثانية من حيث الإيصال إلى المجهول أو النفع فيه.
والغرض منه: عصمة الذهن عن الخطأ في الفكر.
ومنفعته: الإصابة في جميع العلوم.
قال في الكشف: الغرض منه ومنفعته ظاهران من الكتب المبسوطة في المنطق كذا قال في مفتاح السعادة انتهى.
والمنطق لكون حاكما على جميع العلوم في الصحة والسقم والقوة والضعف وأجلها نفعا وأعظمها سماه أبو نصر الفارابي: رئيس العلوم.
ولكونه آلة في تحصيل العلوم الكسبية النظرية والعملية لا مقصودا بالذات سماه الشيخ الرئيس ابن سينا بخادم العلوم.
وحكى أبو حيان في تفسيره البحر: إن أهل المنطق بجزيرة الأندلس كانوا يعبرون عن المنطق بالمفعل تحررا عن صولة الفقهاء حتى إن بعض الوزراء أراد أن يشتري لابنه كتابا من المنطق فاشتراه خفية خوفا منهم مع أنه أصل كل علم وتقويم كل ذهن انتهى.
قال الغزالي: من لم يعرف المنطق فلا ثقة له في العلوم أصلا حتى روي عن بعضهم أنه فرض كفاية وعن بعضهم فرض عين بناء على أن معرفة الله تعالى بطريق البرهان واجبة وإنها لا تتم إلا بعلم المنطق فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب قال القائل:
إن رمت إدراك العلوم بسرعة ... فعليك بالنحو القويم ومنطق
هذا الميزان العقول مرجح ... والنحو إصلاح اللسان بمنطق
قال في كشف الظنون: قال الشيخ أبو علي بن سينا: المنطق نعم العون على إدراك العلوم كلها وقد رفض هذا العلم وجحد منفعته من لم يفهمه ولا اطلع عليه عداوة لما جهل وبعض الناس ربما يتوهم أنه يشوش العقائد مع أنه موضوع للاعتبار والتحرير.
وسبب هذا التوهم أن من الأغبياء الأغمار الذين لم تؤدبهم الشريعة من اشتغل بهذا العلم واستضعف حجج بعض العلوم واستخف بها وبأهلها ظنا منه أنها برهانية لطيشه وجهله بحقائق العلوم ومراتبها فالفساد لا من العلم.
قالوا: ويستغنى عنه المؤيد من الله تعالى ومن علمه ضروري ويحتاج إليه من عداهما.
فإن قلت: إذا كان الاحتياج بهذه المرتبة فما بال الأئمة المقتدى بهم كمالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رحمهم الله لم ينقل عنهم الاشتغال به وإنما هو من العلوم الفلسفية وقد شنع العلماء على من عربها وأدخلها في علوم الإسلام ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية الحنبلي رحمه الله أنه كان يقول: ما أظن الله تعالى يغفل عن المأمون العباسي ولا بد أن يعاقبه بما أدخل على هذه الأمة.
فجوابه إن ذلك مركوز في جبلاتهم السليمة وفطرتهم المستقيمة ولم يفتهم إلا العبارات والاصطلاحات كما ذكر في علم النحو.
وأصول المنطق تسعة على المشهور:
الأول: باب الكليات الخمس:.
الثاني: باب التعريفات.
الثالث: باب التصديقات.
الرابع: باب القياس.
الخامس: البرهان.
السادس: الخطابة.
السابع: الجدل.
الثامن: المغالطة.
التاسع: الشعر هذا خلاصة ما في العلمي حاشية شرح هداية الحكمة الميبذية وشرح حكمة العين وغيرها.
والكتب المصنفة في المنطق كثيرة منها: إيساغوجي وبحر الفرائد وتيسير الفكر وجامع الدقاق والشمسية غرة النجاة والقواعد الجلية ولوامع الأفكار والمطالع ومجل النظر ومعيار الأفكار وناظر العين ونخبة الفكر وغير ذلك انتهى ما في الكشف وكشاف اصطلاحات الفنون. ومن كتبه المرقاة للشيخ الفاضل فضل إمام الخير آبادي وهو مختصر مفيد وعليه شرح لحفيده المولوي عبد الحق.
وتهذيب المنطق للتفتازاني والصغرى والكبرى بالفارسية للسيد السند الشريف الجرجاني رحمه الله إلى غير ذلك.
قال بعضهم: والذي أجاب به شيخ الإسلام من كون المنطق مرتكزا في نفوسهم جواب ضعيف لا يخفى ضعفه على من يعقل ويعرف مقاصد الشريعة الغراء انتهى.
أقول: ارجع إلى كتاب رد المنطقيين لابن تيمية رحمه الله واعلم أن جواباته كثيرة وكلها صواب حق لا يسع ذكرها هذا المقام وهذا الجواب أيضا صواب يعرفه من منحه الله طبعا سليما لا اعوجاج فيه وصاحب القلب الصحيح والفكر السليم لا يحتاج إلى علم المنطق بل يصدر عنه العلم المطابق له من غير درية بهذا الفن كما يصدر الكلام الموزون ممن لا يعلم بعلم العروض والقافية ولا يحسن تقطيعات الأشعار ويقول نظما كثيرا وينظم قصائد طويلة ولا يعرف أوزان الشعر ولا بحوره فأي استبعاد في كون المنطق مرتكزا في نفوس بعض العباد الصحيح الفؤاد السلم المراد.
وقد اختلف أهل العلم في أن المنطق من العلم أم لا فتدبر.
قال ابن خلدون في بيان هذا العلم: هو قوانين يعرف بها الصحيح من الفاسد في الحدود والمعرفة للماهيات والحجج المفيدة للتصديقات وذلك أن الأصل في الإدراكات إنما هو المحسوسات بالحواس الخمس وجميع الحيوانات مشتركة في هذا الإدراك من الناطق وغيره
وإنما يتميز الإنسان عنها بإدراك الكليات وهي مجردة من المحسوسات وذلك بأن يحصل في الخيال من الأشخاص المتفقة صورة منطبقة على جميع تلك الأشخاص المحسوسة هي الكلي ثم ينظر الذهن بين تلك الأشخاص المتفقة وأشخاص أخرى توافقها في بعض فيحصل له صورة تنطبق أيضا عليهما باعتبار ما اتفقا فيه ولا يزال يرتقي في التجريد إلى الكل الذي لا يجد كليا آخر معه يوفاقه فيكون لأجل ذلك بسيطا. وهذا مثل ما يجرد من أشخاص الإنسان صورة النوع المنطبقة عليها ثم ينظر بينه وبين الحيوان ويجرد صورة الجنس المنطبقة عليهما ثم بينهما وبين النبات إلى أن ينتهي إلى الجنس العالي وهو الجوهر فلا يجد كليا يوافقه في شيء فيقف العقل هنالك عن التجريد.
ثم إن الإنسان لما خلق الله له الفكر الذي به يدرك العلوم والصنائع وكان العلم إما تصور للماهيات ويعني به إدراك ساذج من غير حكم معه.
وأما تصديقا أي: حكما بثبوت أمر لأمر فصار سعي الفكر في تحصل المطلوبات.
إما بأن تجمع تلك الكليات بعضها إلى بعض على جهة التأليف فتحصل صورة في الذهن كلية منطبقة على أفراد في الخارج فتكون تلك الصورة الذهنية مفيدة لمعرفة ماهية تلك الأشخاص
وإما بأن يحكم بأمر على أمر فيثبت له ويكون ذلك تصديقا وغايته في الحقيقة راجعة إلى التصور لأن فائدة ذلك إذا حصل إنما هي معرفة حقائق الأشياء التي هي مقتضى العلم.
وهذا السعي من الفكر قد يكون بطريق صحيح. وقد يكون بطريق فاسد فاقتضى ذلك تمييز الطريق الذي يسعى به الفكر في تحصيل المطالب العلمية ليتميز فيها الصحيح من الفاسد فكان ذلك قانون المنطق.
وتكلم فيه المتقدمون أول ما تكلموا به جملا جملا ومتفرقا ولم تهذب طرقه ولم تجمع مسائله حتى ظهر في يونان أرسطو فهذب مباحثه ورتب مسائله وفصوله وجعله أول العلوم الحكمية وفاتحتها ولذلك يسمى بالمعلم الأول وكتابه المخصوص بالمنطق يسمى النص وهو يشمل على ثمانية كتب أربعة منها في صورة القياس وأربعة في مادته.
وذلك إن المطالب التصديقية على أنحاء:
فمنها ما يكون المطلوب فيه اليقين بطبعه.
ومنها ما يكون المطلوب فيه الظن وهو على مراتب فينظر في القياس من حيث المطلوب الذي يفيده وما ينبغي أن تكون مقدماته بذلك الاعتبار ومن أي جنس يكون من العلم أو من الظن وقد ينظر في القياس لا باعتبار مطلوب مخصوص بل من جهة إنتاجه خاصة.
ويقال للنظر الأول: إنه من حيث المادة ونعني به المادة المنتجة للمطلوب المخصوص من يقين أو ظن ويقال للنظر الثاني: إنه من حيث الصورة وإنتاج القياس على الإطلاق فكانت لذلك كتب المنطق ثمانية.
الأول: في الأجناس العالية التي ينتهي إليها تجريد المحسوسات وهي التي ليس فوقها جنس ويسمى كتاب المقولات.
والثاني: في القضايا التصديقية وأصنافها ويسمى: كتاب العبارة.
والثالث: في القياس وصورة إنتاجه على الإطلاق ويسمى كتاب القياس وهذا آخر النظر من حيث الصورة.
ثم الرابع: كتاب البرهان وهو النظر في القياس المنتج لليقين وكيف يجب أن تكون مقدماته يقينية ويختص بشروط أخرى لإفادة اليقين مذكورة فيه مثل كونها ذاتية وأولية وغير ذلك وفي هذا الكتاب الكلام في المعرفات والحدود إذ المطلوب فيها إنما هو اليقين لوجوب المطابقة بين الحد والمحدود لا تحتمل غيرها فلذلك اختصت عند المتقدمين بهذا الكتاب.
والخامس: كتاب الجدل وهو القياس المفيد قطع الــمشاغب وإفحام الخصم وما يجب أن يستعمل فيه من المشهورات ويختص أيضا من جهة إفادته لهذا الغرض بشروط أخرى من حيث إفادته لهذا الغرض وهي مذكورة هناك وفي هذا الكتاب يذكر المواضع التي يستنبط منها صاحب القياس قياسه ومنه عكوس القضايا.
والسادس: كتاب السفسطة: وهو القياس الذي يفيد خلاف الحق ويغالط به المناظر صاحبه وهو فاسد وهذا إنما كتب ليعرف به القياس المغالطي فيحذر منه.
والسابع: كتاب الخطابة وهو القياس المفيد ترغيب الجمهور وحملهم على المراد منهم وما يجب أن يستعمل في ذلك من المقالات.
والثامن: كتاب الشعر وهو القياس الذي يفيد التمثيل والتشبيه خاصة للإقبال على الشيء أو النفرة عنه وما يجب أن يستعمل فيه من القضايا التخييلية هذه هي كتب المنطق الثمانية عند المتقدمين.
ثم أن حكماء اليونانيين بعد أن تهذبت الصناعة ورتبت رأوا أنه لا بد من الكلام في الكليات الخمس المفيدة للتصور فاستدركوا فيها مقالة تختص بها مقدمة بين يدي الفن فصارت تسعا وترجمت كلها في الملة الإسلامية وكتبها وتداولها فلاسفة الإسلام بالشرح والتلخيص كما فعله الفارابي وابن سينا ثم ابن رشد من فلاسفة الأندلس ولابن سينا كتاب الشفا استوعب فيه علوم الفلسفة السبعة كلها.
ثم جاء المتأخرون فغيروا اصطلاحات المنطق والحقوا بالنظر في الكليات الخمس ثمرته وهي: الكلام في الحدود والرسوم نقولها من كتاب البرهان وحدقوا كتاب المقولات لأن نظر المنطقي فيه بالعرض لا بالذات وألحقوا في كتاب العبارة الكلام في العكس لأنه من توابع الكلام في القضايا ببعض الوجوه ثم تكلموا في القياس من حيث إنتاجه للمطالب على العموم لا بحسب المادة وحدقوا النظر فيه بحسب المادة وهي الكتب الخمسة: البرهان والجدول والخطابة والشعر والسفسطة وربما يلم بعضهم باليسير منها إلماما وأغفلوها كأن لم تكن وهي المهم المعتمد في الفن.
ثم تكلموا فيما وضعوه من ذلك كلاما مستبحرا نظروا فيه من حيث أنه فن برأسه لا من حيث أنه آلة للعلوم فطال الكلام فيه واتسع.
وأول من فعل ذلك الإمام فخر الدين بن الخطيب ومن بعده فضل الدين الخونجي وعلى كتبه معتمد المشارقة لهذا العهد وله في هذه الصناعة كتاب كشف الأسرار وهو طويل واختصر فيها مختصر الموجز وهو حسن في التعليم ثم مختصر المجمل في قدر أربعة أوراق أخذ بمجمامع الفن وأصوله فتداوله المتعلمون لهذا العهد فينتفعون به وهجرت كتب المتقدمين وطرقهم كأن لم تكن وهي ممتلئة من ثمرة المنطق وفائدته كما قلناه والله الهادي للصواب انتهى كلام ابن خلدون.
قال في مدينة العلوم:
وقد صح بشهادة أهل التواريخ والندماء أن أول من دون المنطق أرسطو وقد بذل ملك زمانه في مقابلة ذلك خمسمائة ألف دينار وأدر عليه في كل سنة مائة وعشرين ألف دينار.
وقيل: أنه تنبه لوضعه وترتيبه من نظم كتاب إقليدس في الهندسة ثم إن أرسطو بعدما دون المنطق صارت كتبه مخزونة في أبنية ولاية موره من بلاد الروم عند ملك من ملوك اليونان ولما رغب الخليفة المأمون في علوم الأوائل أرسل إلى الملك المذكور وطلب الكتب فلم يرسل فغضب المأمون وجمع العساكر وبلغ الخبر إلى الملك فجمع البطاريق وشاورهم في الأمر فقالوا:
إن أردت الكسر في دين المسلمين وتزلزل عقائدهم فلا تمنعهم عن الكتب فاستحسن الملك فأرسلها إلى المأمون فجمع المأمون مترجمي مملكته كحنين بن إسحاق وثابت ابن قرة وغيرهما فترجموها بتراجم مختلفة بحيث لا يوافق ترجمة أحدهم ترجمة الآخر فبقيت التراجم غير محررة إلى أن التمس منصور بن نوح الساماني من أبي نصر الفارابي أن يحررها ويخصها ففعل كما أراد ولهذا لقب بالمعلم الثاني وكانت كتبه في خزانة الكتب المبنية بأصبهان المسماة بصوان الحكمة إلى زمان السلطان مسعود لكن كانت غير مبيضة لأن الفارابي كان غير ملتفت إلى جمع التصانيف ونشرها بل غلب عليه السياحة ثم إن الشيخ أبا علي تقرب عند السلطان مسعود بسبب الطب حتى استوزره واستولى على تلك الخزانة وأخذ ما في تلك الكتبولخص منها كتاب الشفا وغير ذلك من تصانيفه وقد اتفق إن احترقت تلك الكتب فاتهم أبو علي بأنه أحرقها لينقطع انتساب تلك العلوم عن أربابها ويختص بنفسه لكن هذا كلام الحساد الذين ليس لهم هاد.
واعلم أن الأوائل من الملوك كانوا يهتمون بجمع الكتب وخزانتها فحدثت في الإسلام خزائن ثلاث:
إحداها: بمدينة دار السلام ببغداد وكانت فيها من الكتب ما لا يحصى كثرة وقد ذهب الكل في وقعة تاتار ببغداد.
وثانيتها: خزانة الفاطميين بمصر وكانت من أعظم الخزائن وأكثرها جمعا للكتب النفيسة ولما انقضت دولتهم باستيلاء الملك صلاح الدين على مصر فاشترى القاضي الفاضل أكثر كتب هذه الخزانة ووقفها على مدرسته بمصر فبقيت فيها إلى أن استولت عليها الأيدي فلم يبق منها إلا القليل.
وثالثتها: خزانة بني أمية بالأندلس وكانت من أجل خزائن الكتب أيضا ولما انقرضت دولتهم باستيلاء ملوك الطوائف على الأندلس ذهب كلها.
أو من الكتب المبسوطة في المنطق: البحر الخضم ومنطق الشفاء لأبي علي بن سينا كتبه بلا مطالعة كتاب وكان يكتب كل يوم خمسين ورقة من حفظه وله كتاب النجاة والقانون والإشارات.
ومنها كتاب بيان الحق ومطالع الأنوار والمناهج كلها في المنطق والحكمة للأمور كان شافعيا وكتاب كشف الأسرار لمحمد بن عبد الملك الخونجي وهو صاحب الموجز في المنطق ومن الكتب اللطيفة التلويحات والمطارحات لأبي الفتوح يحيى بن حنش الملقب بشهاب الدين السهروردي الحكيم المقتول وقيل اسمه عمر.
ومنها: الملخص وشرح الإشارات للرازي والمعتبر لأبي البركات البغدادي اليهودي أولا في أكثر عمره والمهتد إلى الإسلام في آخر عمره أتى في المعتبر بأقسام الحكمة غير الرياضي وهو أحسن كتاب في هذا الشأن في هذا الزمان استولت عليه آفات لو وضع واحد منها على رضوى لتخلخلت أصولها الرواسخ وتدكدكت رؤوسها الشوامخ وذلك أنه عمى وطرش وبرص وتجذم فنعوذ بالله من نقمة لا تطيقها الأبدان ومن زوال العافية وتقلب الإحسان
ولما أحس بالموت أوصى من يتولاه أن يكتب على قبره: هذا قبر أوحد الزمان أبي البركات ذي العبر صاحب المعتبر فسبحان من لا يغلبه غالب ولا ينجو من قضائه متحيل ولا هارب نسأل الله في حياتنا العافية وفي مماتنا حسن العاقبة رب قد أحسنت فيما مضى فلك أن تحسن فيما بقي ولم يتحقق تاريخ وفاته إلا أنه كان في أوسط المائة السادسة.
ومنها جامع الدقائق للكاتبي وتنزيل الأفكار وحواشي ملخص الرازي له أيضا وإن أردت بلوغ الغاية في المنطق فعليك بتعديل الميزان وهو أحد أقسام تعديل العلوم لصدر الشريعة وقد كشف في هذا الكتاب عن غوامض طالما تحير فيها عقول الأقدمين وأبرز قواعد لم يهتد إليها أحد من الأوحدين ومع هذا فهو لعلوم الشريعة أبو عذرها وابن بجدتها وكتب المنطق أكثر من أن تحصى وأجل من أن تستقصي انتهى حاصله.
علم مواسم السنة
قال الأرنيقي: إن لكل أمة من الأمم ولكل طائفة من الأقوام مواسم وأعياد يعينون لكل منها شغلا مخصوصا فالعلم المذكور يعرف به أعياد كل قوم وإنها من السنة في أي يوم ويعرف شغل أهلها في ذلك ومن جملة ذلك يوم النيروز والمهرجان عند أهل الفارس وكان أهل القبط يأتي ملكهم في يوم النيروز ويرصدون من الليل فيقدمون رجلا حسن الاسم والوجه طيب الرائحة فيقف على الباب حتى يصبح فإذا أصبح دخل على الملك بغير أذن فيقف عنده.
فيقول له الملك: ما اسمك؟ ومن أين أنت أقبلت؟ وأين تريد؟ ولأي شيء وردت وما معك؟
فيقول: أنا المنصور واسمي المبارك ومن قبل الله أقبلت والملك السعيد أردت وبالهنا والسلامة وردت ومعي السنة الجديدة ثم يجلس ويدخل بعده رجل معه طبق من فضة وفيه حنطة وشعير وجلبان وذرة وحمص وسمسم وأرز من كل سبع سنابل وسبع حبات وقطعة سكر ودينار فيضع الطبق بين يدي الملك ثم يدخل عليه الهدايا ويبتدئ من الوزير ثم الناس على قدر مراتبهم ثم يقدم الملك برغيف كبير مصنوع من تلك الحبوب فيأكل منه ويطعم من حضره ثم يقول: هذا يوم جديد من شهر جديد من عام جديد من زمان جديد يحتاج أن يجدد فيه ما أخلقه الزمان وأحق الناس بالفضل والإحسان الرأس لفضله على سائر الأعضاء ثم يخلع على وجوه دولته ويصلهم ويصرف عليهم ما حمل إليه من الهدايا.
وكان من عادة الفرس في عيدهم أن يدهن الملك بدهن البان تبركا ويلبس القصب والوشي ويضع على رأسه تاجا فيه صورة الشمس ويكون أول من يدخل عليها المؤبد بطبق عليه أترجة وقطعة سكر ونبق وسفرجل وتفاح وعناب وعنقود عنب أبيض وسبع باقات آس ثم يدخل الناس مثل الأول على طبقاتهم ومن عادتهم في يوم النيروز أنهم: يجمعون بين سبع أشياء أول أسمائهن سينات يأكلونها هي السكر والسفرجل السمسم والسحاق والسذاب والسقنقور وعادات الناس في الأعياد خارجة عن التعداد انتهى.
قلت: وقد ذكر الشيخ الإمام العلامة المقريزي في كتاب الخطط والآثار كثيرا من أعيادهم وبسط في بيان ذلك ولكن الشرع الشريف قد ورد بإبطال كل عيد للناس على اختلاف فرقهم وقبائلهم وعشائرهم إلا ما وردت به السنة المطهرة من الجمعة والعيدين والحجج وعليه عمل المسلمين إلى الآن.
ولشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رضي الله عنه كتاب سماه اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم في رد أعياد الأقوام ونهي المسلمين عن اعتياد عادات هؤلاء الطعام وفي الحديث من تشبه بقوم فهو منهم والتشبه يشمل كل شبه يكون في الأعياد والأخلاق وهيأت اللبس والآكل والركوب والبناء والكلام وقد تساهل الناس المسلمون اليوم في التحرز عن التشبه إلى الغاية وشابهوا الكفار وأهل الكتاب في مراسمهم ومواسهم إلى النهاية إلا من عصمه الله وقليل ما هم وتأويل هذا الحديث يستدعي بسطا تاما وليس هذا موضع بيان المسائل والأحكام فعليك بالنظر في اقتضاء الصراط المستقيم يتضح لك الحق مما هو باطل في دين الإسلام وبالله التوفيق.

وَحي

(وَحي)
إِلَيْهِ وَله (يحي) وَحيا أَشَارَ وَأَوْمَأَ وَكَلمه بِكَلَام يخفى على غَيره وَكتب إِلَيْهِ وَأمره وَالله إِلَيْهِ أرسل وألهمه وسخره وَالْقَوْم وحى صاحوا وَفُلَان الْكَلَام إِلَى فلَان وَحيا أَلْقَاهُ إِلَيْهِ وَالْكتاب كتبه والذبيحة ذَبحهَا ذبحا وَحيا سَرِيعا
وَحي
: (و ( {الوَحْيُ الإشارَةُ) . يقالُ:} وَحَيْتُ لكَ بخَبرِ كَذَا: أَي أَشَرْتُ وصَوَّتُّ بِهِ رُوَيْداً، نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَقَالَ الرَّاغبُ: الإشارَةُ السَّرِيعَةُ (والكِتابَةُ) ؛ وَمِنْه حديثُ الحارِثِ الأعْور: (قَالَ لَعلْقمَة: القُرْآنُ هَيِّنُ، الوَحْيُ أَشَدُّ مِنْهُ) ، أَرادَ بالقُرْآنِ القِراءَةَ، {وبالوَحْي الكِتابَةَ والخطَّ. يقالُ:} وَحَيْتُ الكِتابَ {وَحْياً فأنَا} واحٍ: وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للعجَّاج:
حَتَّى نَحَاهُمْ جَدُّنا والنَّاحِي
لقَدَرٍ كانَ وحَاه {الوَاحِي (و) } الوَحْيُ: (المَكْتُوبُ) ؛ وَفِي الصِّحاح: الكِتابُ.
(و) {الوَحْيُ: (الرِّسالَةُ.
(و) أَيْضاً: (الإلْهامُ والكَلامُ الخَفِيُّ، وكُلُّ مَا أَلْقَيْتَهُ إِلَى غَيْرِكَ) . يقالُ:} وَحَيْتُ إِلَيْهِ الكَلامَ، وَهُوَ أَنْ تكلِّمَهُ بكَلامٍ تخْفِيهِ؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي للعجَّاج:
{وحَى لَهَا القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ
وشَدَّها بالرَّاسِياتِ الثُّبَّتِوقال الحرالي: هُوَ إلْقاءُ المَعْنى فِي النَّفْسِ فِي خفاءٍ.
(و) } الوَحْيُ: (الصَّوْتُ يكونُ فِي النَّاسِ وغيرِهم) ؛ قالَ أَبو زبيدٍ:
مُرتَجِز الجَوفِ {بوَحْيٍ أَعْجَم (} كالوَحَى) ؛ قالَ الجَوْهري: هُوَ مِثْلُ الوَغَى؛ وأنْشَدَ: مَنَعْناكُم كَراء وجانِبَيْه
كَمَا مَنَعَ العَرِينُ {وَحَى اللُّهام ِوأنْشَدَ ابنُ الأعْرابي:
يَذُودُ بسَحْماوَيْنِ لَمْ يَتَفَلَّلا
وَحَى الذئْبِ عَن طَفْلٍ مَناسِمهُ نُحْلِوأَنْشَدَ القالِي للكُمَيْت:
وبَلْدَة لَا يَنالُ الذئْبُ أفرخها
وَلَا وَحى لولدة الدَّاعين عرعاروقالَ حُمَيْد:
كأَنَّ وَحَى الصّرْدانِ فِي جَوْفِ ضَالَّة
تَلَهْجَم لَحْيَيْه إِذا مَا تَرَنَّما (و) كَذلكَ (} الوَحَاةُ) بالهاءِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهري للراجزِ:
يَحْدُو بهَا كلُّ فَتًى هَيَّا تِتَلْقاهُ بَعْدَ الوَهْنِ ذَا {وحاةِ وهُنَّ نحوَ البيْتِ عامِداتِ قالَ الأَخْفَش: نَصَب عامِدَات على الحالِ.
وقالَ النَّضْر: سَمِعْتُ وَحاةَ الرَّعْدِ، وَهُوَ صوْتُه المَمْدودُ الخفيُّ، قالَ: والرَّعْدُ يَحيى وَحاةً؛ (ج) أَي جَمْعُ} الوَحْيِ بمعْنَى الكِتابِ، كَمَا فِي الصِّحاح، ( {وُحِيٌّ) ، كحَلْي وحُلِيَ، أَنْشَدَ الجَوْهري للبيدٍ:
فَمَدَافِعُ الرَّيَّاتِ عُرِّيَ رَسْمُها
خَلَقاً كَمَا ضَمِنَ} الوُحِيَّ سِلامُها أَرادَ: مَا يُكْتب فِي الحِجارَةِ ويُنْقَش عَلَيْهَا.
( {وأَوْحَى إِلَيْهِ: بَعَثَهُ) ؛ وَمِنْه الوَحْيُ إِلَى الأنْبياءِ، عَلَيْهِم السَّلَام.
قَالَ ابنُ الأعْرابي: يقالُ} أَوْحَى الرجلُ إِذا بَعَثَ برَسُولٍ ثقَةٍ إِلَى عبْدٍ مِن عَبيدِهِ ثِقَة، انتَهَى.
واللغةُ الفاشِيَةُ فِي القُرْآنِ أَوْحى بالألفِ والمَصْدَر والمُجَرَّد، ويَجوزُ فِي غَيْرِ القُرْآنِ {وَحَى إِلَيْهِ} وَحْياً، {والوَحْيُ مَا} يُوحِيه اللهاُ إِلَى أَنْبيائِه.
قَالَ ابنُ الأنْبارِي: سُمِّي {وَحْياً لأنَّ الملكَ أَسَرَّه عَن الخَلْق وخَصَّ بِهِ النَّبيَّ المَبْعوثَ إِلَيْهِ. (و) أَصْلُ} الإيحاءِ أنْ يَسرَّ بعضُهم إِلَى بعضٍ، كَمَا فِي قولهِ تَعَالَى: { {يُوحِي بعضُهم إِلَى بعضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُروراً} ؛ هَذَا أَصْلُ الحَرْف ثمَّ قُصِرَ أَوْحاهُ على مَعْنى (أَلْهَمَهُ) .
وقالَ أَبو إِسْحَق: أَصْلُ} الوَحْي فِي اللغةِ إعْلامٌ فِي خَفاءٍ، ولذلكَ صارَ الإلْهامُ يُسَمَّى {وَحْياً.
قَالَ الأزْهري: وكَذلكَ الإشارَةُ والإيماءُ يُسَمَّى وَحْياً، والكِتابَةُ تُسَمَّى وَحْياً، وقولهُ، عزَّ وجلَّ: {وَمَا كانَ لبَشَرٍ أَن يكلِّمَهُ ااُ إلاَّ وَحْياً أَو مِن وَراء حِجابٍ} مَعْناهُ إلاَّ أنْ} يُوحِي إِلَيْهِ! وَحْياً فيُعْلِمَه بمَا يَعْلمُ البَشَرُ أنَّه أَعْلَمَه، إمَّا إلْهاماً أَو رُؤْيا، وإمَّا أَن يُنْزل عَلَيْهِ كتابا كَمَا أُنْزِل على موسَى، أَو قُرآناً يُتْلى عَلَيْهِ كَمَا أنْزَله على سيِّدِنا مُحَمَّد، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكلُّ هَذَا إعْلامٌ وَإِن اخْتلَفَتْ أَسْبابُها والكَلامُ فِيهَا.
وَقَالَ الرَّاغبُ: أَصْلُ {الوَحْي الإشارَةُ السَّريعَةُ وذلكَ يكونُ بالكَلامِ على سَبيلِ الرَّمْز والتَّعْرِيضِ، ويكونُ بصَوْتٍ مُجرَّدٍ عَن التّرْكيبِ، وبإشارَةِ بعضِ الجَوارِح بالكِتابَةِ وغَيْر ذلكَ، ويقالُ للكَلِمَةِ الإلهيةِ الَّتِي تُلْقى إِلَى أَنْبيائِه وأَوْليائِه} وَحْيٌ، وذلكَ إمَّا برَسُولٍ مُشاهِد تُرى ذَاته ويُسْمع كَلامه كتَبْلِيغ جِبْريل فِي صُورَةٍ مُعَيَّنة، وإمَّا بِسَمَاع كَلام مِن غَيْر مُعاينةٍ كسماعِ موسَى كَلامَه تَعَالَى، وإمَّا بإلْقاء فِي الرَّوْعِ كَحَدِيث: (إنَّ جِبرْيل نَفَثَ فِي رَوْعي، وإمَّا بإلْهامٍ نَحْو { {وأَوْحَيْنا إِلَى أُمِّ موسَى} ، وإمَّا بتَسْخيرٍ نَحْو: {} وأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْل} ، وإمَّا بمَنامٍ كَمَا دلَّ عَلَيْهِ: حديثُ: (انْقَطَع {الوَحْيُ وبَقِيَت المُبَشِّرات رُؤْيا المُؤْمِن) .
(و) } أَوْحَتْ (نَفْسُهُ) : إِذا (وَقَعَ فِيهَا خَوْفٌ.
( {والوَحَى) ، كالفَتَى: (السَّيِّدُ الكبيرُ) مِن الرِّجالِ؛ قَالَ الشاعرُ:
وعَلِمْتُ أَني إِن عَلِقْتُ بحَبْلِه
نشِبَتْ يَدايَ إِلَى} وَحًى لم يَصْقَعِيريدُ: لم يَذْهَب عَن طريقِ المَكارِمِ، مُشْتقُّ مِن الصَّقْع. (و) {الوَحَى: (النَّارُ. و) قَالَ ثَعْلب: سأَلْتُ ابنَ الأعْرابي: مَا الوَحَى؟ قالَ: (المَلِكُ) ، فقلْتُ: ولمَ سُمِّي بذلكَ؟ قالَ: كأنَّه مِثْلُ النارِ يَنْفَعُ ويَضُرُّ.
(و) } الوَحَى: (العَجَلَةُ) ، يقولونَ: الوَحَى الوَحَى العَجلَةُ العَجَلَةُ.
(و) الوَحَى: (الإسْراعُ) .
وَفِي الصِّحاح والتَّهذِيب: السُّرعَةُ؛ قالَ الجَوْهرِي: يُقْصَرُ (ويُمَدُّ) . {والوَحَاء} الوَحَاء يَعْني البِدارَ البِدارَ واقْتَصَرَ الأزْهري على المَدِّ؛ والصَّحِيحُ أنَّهم إِذا جَمَعُوا بَيْنهما مَدّوا وقَصَرُوا، فَإِذا أَفْرَدُوه مَدُّوه وَلم يَقْصُروه؛ قَالَ أَبو النجْم:
يَفِيضُ عَنْهُ الرَّبْوُ من {وَحائِه ورُبَّما أَدْخَلوا الكافَ مَعَ الألفِ واللامِ، فَقَالُوا:} الوَحَاك {الوَحَاك، وتقدَّم أنَّهم يَقُولُونَ: النَّجا النَّجا والنَّجاء النَّجاء والنَّجَاك النَّجَاك والنَّجاءَك النَّجاءَك.
(} ووَحَى) بالشَّيءِ {وَحْياً؛ عَن ابْن القطَّاع.
(} وتَوَحَّى: أَسْرَعَ) . يقالُ: {تَوَحَّ يَا هَذَا، أَي أَسْرِع؛ وَهَذِه عَن الجَوْهري.
وَفِي الحديثِ: (إِذا أَرَدْت أَمْراً فتَدَبَّر عاقِبَتَه فَإِن كانتْ شرًّا فانْتَه وَإِن كَانَت خَيْراً} فتَوَحَّه) أَي أَسْرِع إِلَيْهِ، والهاءُ للسَّكْت.
(وشَيْءٌ {وَحِيٌّ) ، كغَنِيَ: (عَجِلٌ مُسْرِعٌ) .
قَالَ الرَّاغبُ: ولتَضَمَّن الوَحْي السُّرْعَة قيلَ: أَمْرٌ} وَحِيُّ أَي مُسْرِعٌ.
وَقَالَ الجَوْهرِي: مَوْتٌ! وَحِيٌّ: أَي سَرِيعٌ. ( {واسْتَوْحاهُ: حرَّكَهُ ودَعاهُ ليُرْسِلَهُ) ؛ وَمِنْه:} اسْتَوْحَيْتُ الكَلْبَ إِذا دَعَوْته لتُرْسِلَه على الصَّيْدِ؛ وكَذلكَ آسَدَه واسْتَوْشاهُ.
(و) {اسْتَوْحاهُ: (اسْتَفْهَمَهُ) ؛ عَن ابْن الأعْرابي.
(} ووَحَّاهُ {تَوْحِيَةً: عَجَّلَهُ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} أَوْحَى إِلَيْهِ: كلَّمهُ بكَلامٍ يُخْفِيهِ وأَيْضاً: أَشارَ، كأَوْمَأَ ووَمَأَ؛ قيلَ: وَمِنْه {وَحيُ الأنْبياء؛ وأيْضاً: أَمَر، وَبِه فُسِّر قولهُ تَعَالَى: {وإذْ} أَوْحَيْتُ إِلَى الحَوارِيِّينَ} ، أَي أَمَرْت؛ وأَيْضاً؛ كَتَبَ، نقلَهُ الجَوْهرِي.
{ووَحَى القَوْمُ وَحْياً وأَوْحوا: صَاحُوا.
} وأَوْحَى: كلَّمَ عبْدَه بِلا رَسُولٍ.
وأَوْحَى: إِذا صارَ مَلِكاً بَعْد فَقْر.
{وأَوْحَى} ووَحَى {وأَحَى: إِذا ظَلَمَ فِي سُلْطانِه.
وقَرَأَ جُؤَيَّة الأسَدِي: قُل} أُحِيَ إليَّ من وَحَيْتُ، هَمَز الْوَاو.
{والوَحاةُ: صَوْتُ الطائِرِ، هَكَذَا خَصَّه ابنُ الأعْرابي.
} ووَحَّى ذَبيحَتَه {تَوْحِيةً: ذَبَحَها ذَبْحاً سَرِيعاً؛ قَالَ الجَعْدِي:
أَسِيرانِ مَكْبُولانِ عندَ ابنِ جعْفَرٍ
وآخرُ قد} وحَّيْتُمُوه مُشاغِبُ {واسْتَوحاهُ: اسْتَصْرَخَه؛ وأَيْضاً اسْتَعْجَلَه.
} والإيحاءُ: البُكاءُ. يقالُ: هُوَ {يُوحِي أَباهُ، أَي يَبْكِيهِ.
} والنائِحَةُ! تُوحِي الميِّت: تَنُوحُ عَلَيْهِ؛ قَالَ الشاعرُ:
{تُوحِي بحالِ أَبيها وَهُوَ مُتَّكِيءٌ
على سِنانٍ كأَنْفِ النّسْرِ مَفْتُوق ويقالُ:} اسْتَوْحِ لنا بَني فلانٍ مَا خَبَرُهم: أَي اسْتَخْبِرهم؛ هَكَذَا نقلَهُ الأزْهري عَن ابنِ السِّكِّيت بالحاءِ المُهْملَةِ؛ وَكَذَا الزَّمَخْشري وغيرِهِما. وأَوْرَدَه الجَوْهري فِي الَّذِي يَلِيه، وتَبِعَه المصنِّفُ كَمَا سَيَأْتي.
وقالَ ابنُ كَثْوة: مِن أَمْثالِهم: إنَّ مَنْ لَا يَعْرِف {الوَحَى أَحْمَقُ.
يقالُ للَّذي} يُتَواحَى دُونه بالشيءِ.
وَقَالَ أَبو زيْدٍ: مِن أَمْثالِهم: {وَحْيٌ فِي حَجَر، يُضْرَبُ لمَنْ يَكْتُم سِرَّه.
قَالَ الأزْهرِي: وَقد يُضْرَبُ للشيءِ الظاهِر البَيِّن.
يقالُ:} كالوَحْي فِي الحَجرِ إِذا نُقِرَ فِيهِ؛ وَمِنْه قولُ زُهَيْر:
كالوَحْي فِي حَجَرِ المَسِيل المُخْلِدِ {وأَوْحَى العَمَل: أَسْرَع فِيهِ؛ عَن ابْن القطَّاع.

علم الكلام

علم الكلام:
[في الانكليزية] Kalam (islamic rational or dogmatic theology)
[ في الفرنسية]
Le Kalam( theologie dogmatique ou rationnelle musulmane )
ويسمّى بعلم أصول الدين أيضا، هو اسم علم من العلوم الشرعية المدونة وقد سبق في المقدمة.
علم الكلام
قال أبو الخير في الموضوعات: هو علم يقتدر به على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج عليها ودفع الشبه عنها وموضوعه ذات الله سبحانه وتعالى وصفاته عند المتقدمين. وقيل: موضوعه الموجود من حيث هو موجود.
وعند المتأخرين موضوعه المعلوم من حيث ما يتعلق به من إثبات العقائد الدينية متعلقا قريبا أو بعيدا أو أرادوا بالدينية المنسوبة إلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم انتهى ملخصاً.
والكتب المؤلفة فيه كثيرة ذكرها صاحب كشف الظنون.
وللسيد الإمام العلامة محمد بن الوزير كتاب ترجيح أساليب القرآن لأهل الإيمان على أساليب اليونان وبيان ذلك بإجماع الأعيان بأوضح التبيان وكتاب البرهان القاطع في إثبات الصانع وجميع ما جاءت به الشرائع رد في هذين الكتابين على المتكلمين والكلام وأثبت أن جميع مسائل هذا العلم تثبت بالسنة والقرآن ولا يحتاج معهما إلى قوانين المتكلمين وقواعد الكلام وهما نفيسان جدا وما أحسن ما قال الغزالي في الإحياء.
وحاصل ما يشتمل عليه علم الكلام من الأدلة التي ينتفع بها فالقرآن والأخبار مشتملة عليه وما خرج عنهما فهو إما مجادلة مذمومة وهي من البدع وإما مشاغبــة بالتعلق بمناقضات الفرق وتطويل بنقل المقالات التي أكثرها ترهات وهذيانات تزدريها الطباع وتمجها الأسماع وبعضها خوض فيما لا يتعلق بالدين ولم يكن شيئا منها مألوفا في العصر الأول وكان الخوض فيه بالكلية من البدع انتهى.
قال ابن خلدون: علم الكلام هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة وسر هذه العقائد الإيمانية هو التوحيد فلنقدم هنا لطيفة في برهان عقلي يكشف لنا عن التوحيد على أقرب الطرق والمآخذ ثم نرجع إلى تحقيق علمه وفيما ينظر ويشير إلى حدوثه في الملة وما دعا إلى وضعه.
فنقول إن الحوادث في عالم الكائنات سواء كانت من الذوات أو من الأفعال البشرية أو الحيوانية فلا بد لها من أسباب متقدمة عليها بها تقع في مستقر العادة وعنها يتم كونه وكل واحد من هذه الأسباب حادث أيضا فلا بد له من أسباب أخر ولا تزال تلك الأسباب مرتقية حتى تنتهي إلى مسبب الأسباب وموجدها وخالقها سبحانه لا إله إلا هو وتلك الأسباب في ارتقائها تتفسح وتتضاعف طولا وعرضا ويحار العقل في إدراكها وتعديدها فإذا لا يحصرها إلا العلم المحيط سيما الأفعال البشرية والحيوانية فإن من جملة أسبابها في الشاهد المقصود والإرادات إذ لا يتم كون الفعل إلا بإرادته والقصد إليه والقصود والإرادات أمور نفسانية ناشئة في الغالب عن تصورات سابقة يتلو بعضها بعضا وتلك التصورات هي أسباب قصد الفعل وقد تكون أسباب تلك التصورات تصورات أخرى وكل ما يقع في النفس من التصورات مجهول سببه إذ لا يطلع أحد على مبادئ الأمور النفسانية ولا على ترتيبها إنما هي أشياء يلقيها الله في الفكر يتبع بعضها بعضا والإنسان عاجز عن معرفة مباديها وغاياتها وإنما يحيط علما في الغالب بالأسباب التي هي طبيعية ظاهرة يوقع في مداركها على نظام وترتيب لأن لا طبيعة محصورة للنفس وتحت طورها.
وأما التصورات فنطاقها أوسع من النفس لأنها للعقل الذي هو فوق طور النفس فلا تدرك الكثير منها فضلا عن الإحاطة بها وتأمل من ذلك حكمة الشارع في نهيه عن النظر إلى الأسباب والوقوف معها فإنه واد يهيم فيه الفكر ولا يحلو منه بطائل ولا يظفر بحقيقة {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} وربما انقطع في وقوفه عن الارتقاء إلى ما فوقه فزلت قدمه وأصبح من الضالين الهالكين نعوذ بالله من الحرمان والخسران المبين ولا تحسبن أن هذا الوقوف أو الرجوع عنه في قدرتك واختيارك بل هو لون يحصل للنفس وصبغة تستحكم من الخوض في الأسباب على نسبة لا نعلمها إذ لو عملناها لتحرزنا منها فلنتحرز من ذلك بقطع النظر عنها جملة وأيضا فوجه تأثير هذه الأسباب في الكثير من مسبباتها مجهول لأنها إنما يوقف عليها بالعادة لاقتران الشاهد بالاستناد إلى الظاهر. وحقيقة التأثير وكيفية مجهولة {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} فلذلك أمرنا بقطع النظر عنها وإلغائها جملة والتوجه إلى مسبب الأسباب كلها وفاعلها وموجدها لترسخ صفة التوحيد في النفس على ماعلمنا الشارع الذي هو أعرف بمصالح ديننا وطرق سعادتنا لاطلاعه على ما وراء الحس قال صلى الله عليه وآله وسلم:
"من مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة" فإن وقف عند تلك الأسباب فقد انقطع وحقت عليه كلمة الكفر وإن سبح في بحر النظر والبحث عنها وعن أسبابها وتأثيراتها واحدا بعد واحد فأنا الضامن له أن لا يعود إلا بالخيبة فلذلك نهانا الشارع عن النظر في الأسباب وأمرنا بالتوحيد المطلق {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} ولا تثقن بما يزعم لك الفكر من أنه مقتدر على الإحاطة بالكائنات وأسبابها والوقوف على تفصيل الوجود كله وسفه رأيه في ذلك.
واعلم أن الوجود عند كل مدرك في بادئ رأيه منحصر في مداركه لا يعدوها والأمر في نفسه بخلاف ذلك والحق من ورائه ألا ترى الأصم كيف ينحصر الوجود عنده في المحسوسات الأربع والمعقولات ويسقط من الوجود عنده صنف المسموعات وكذلك الأعمى أيضا يسقط عنده صنف المرئيات
ولولا ما يردهم إلى ذلك تقليد الآباء هذه الأصناف لا بمقتضى فطرتهم وطبيعة إدراكهم ولو سئل الحيوان الأعجم ونطق لوجدناه منكرا للمعقولات وساقطة لديه بالكلية فإذا علمت هذا فلعل هناك ضربا من الإدراك غير مدركاتنا لأن إدراكاتنا مخلوقة محدثة وخلق الله أكبر من خلق الناس والحصر مجهول الوجود أوسع نطاقا من ذلك {وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ} فاتهم إدراكك ومدركاتك في الحصر واتبع ما أمرك الشارع به من اعتقادك وعملك فهو أحرص على سعادتك واعلم بما ينفعك لأنه من طور فوق إدراكك ومن نطاق أوسع من نطاق عقلك وليس ذلك بقادح في العقل ومداركه بل العقل ميزان صحيح فأحكامه يقينية لا كذب فيها غير أنك لا تطمع أن تزن به أمور التوحيد والآخرة وحقيقة النبوة وحقائق الصفات الإلهية وكل ما وراء طوره فإن ذلك طمع في محال ومثال ذلك: مثال رجل رأى الميزان الذي يوزن به الذهب فطمع أن يزن به الجبال وهذا لا يدرك على أن الميزان في أحكامه غير صادق لكن العقل قد يقف عنده ولا يتعدى طوره حتى يكون له أن يحيط بالله وبصفاته فإنه ذرة من ذرات الوجود الحاصل منه وتفطن في هذا الغلط من يقدم العقل على السمع في أمثال هذه القضايا وقصور فهمه واضمحلال رأيه فقد تبين لك الحق من ذلك إذا تبين ذلك فلعل الأسباب إذا تجاوزت في الارتقاء نطاق إدراكنا ووجودنا خرجت عن أن تكون مدركة فيضل العقل في بيداء الأوهام ويحار وينقطع فإذا التوحيد هو العجز عن إدراك الأسباب وكيفيات تأثيرها وتفويض ذلك إلى خالقها المحيط بها إذ لا فاعل غيره وكلها ترتقي إليه وترجع إلى قدرته وعلمنا به إنما هو من حيث صدورنا عنه وهذا هو معنى ما نقل عن بعض الصديقين العجز عن الإدراك إدراك.
ثم إن المعتبر في هذا التوحيد ليس هو الإيمان فقط الذي هو تصديق حكمي فإن ذلك من حديث النفس وإنما الكمال فيه حصول صفة منه تتكيف بها النفس كما أن المطلوب من الأعمال والعبادات أيضا حصول ملكة الطاعات والانقياد وتفريغ القلب عن شواغل ما سوى المعبود حتى ينقلب المريد السالك ربانياً.
والفرق بين الحال والعلم في العقائد فرق ما بين القول والاتصاف.
وشرحه أن كثيرا من الناس يعلم أن رحمة اليتيم والمسكين قربة إلى الله تعالى مندوب إليها ويقول بذلك ويعترف به ويذكر مأخذه من الشريعة وهو لو رأى يتيما أو مسكينا من أبناء المستضعفين لفر عنه واستنكف أن يباشره فضلا عن التمسح عليه للرحمة وما بعد ذلك من مقامات العطف والحنو والصدقة
فهذا إنما حصل له من رحمة اليتيم مقام العلم ولم يحصل له مقام الحال والاتصاف ومن الناس من يحصل له مع مقام العلم والاعتراف بأن رحمة المسكين قربة إلى الله تعالى مقام آخر أعلى من الأول وهو الاتصاف بالرحمة وحصول ملكتها فمتى رأى يتيما أو مسكينا بادر إليه ومسح عليه والتمس الثواب في الشفقة عليه لا يكاد يصبر عن ذلك ولو دفع عنه ثم يتصدق عليه بما حضره من ذات يده وكذا علمك بالتوحيد مع اتصافك وليس الاتصاف ضرورة هو أوثق مبني من العلم الحاصل قبل الاتصاف وليس الاتصاف بحاصل عن مجرد العلم حتى يقع العمل ويتكرر مرارا غير منحصرة فترسخ الملكة ويحصل الاتصاف بحاصل عن مجرد العلم حتى يقع العمل ويتكرر مرارا غير منحصرة فترسخ الملكة ويحصل الاتصاف والتحقيق ويجيء العلم الثاني النافع في الآخرة فان العلم الأول المجرد عن الاتصاف قليل الجدوى والنفع وهذا علم أكثر النظار والمطلوب إنما هو العلم الحالي الناشئ عن العادة.
واعلم أن الكمال عند الشارع في كل ما كلف به إنما هو في هذا فما طلب اعتقاده فالكمال في العلم الثاني الحاصل عن الاتصاف وما طلب عمله من العبادات فالكمال فيها في حصول الاتصاف والتحقق بها ثم إن الإقبال على العبادات والمواظبة عليها هو المحصل لهذه الثمرة الشريفة قال صلى الله عليه وسلم في رأس العبادات: "جعلت قرة عيني في الصلاة" فإن الصلاة صارت له صفة وحالا يجد فيها منتهى لذته وقرة عينه وأين هذا من صلاة الناس ومن لهم بها {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} اللهم وفقنا واهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
فقد تبين لك من جميع ما قررنا أن المطلوب في التكاليف كلها حصول ملكة راسخة في النفس يحصل عنها علم اضطراري للنفس هو التوحيد وهو: العقيدة الإيمانية وهو: الذي تحصل به السعادة وإن ذلك سواء في التكاليف القلبية والبدنية ويتفهم منه أن الإيمان الذي هو أصل التكاليف وينبوعها هو بهذه المثابة ذو مراتب: أولها: التصديق القلبي الموافق اللسان.
وأعلاها: حصول كيفية من ذلك الاعتقاد القلبي وما يتبعه من العمل مستولية على القلب فيستتبع الخوارج وتندرج في طاعتها جميع التصرفات حتى تنخرط الأفعال كلها في طاعة ذلك التصديق الإيماني.
وهذا ارفع مراتب الإيمان وهو الإيمان الكامل الذي لا يقارف المؤمن معه صغير ولا كبيرة إذ حصول الملكة ورسوخها مانع من الانحراف عن مناهجه طرفة عين قال صلى الله عليه وسلم:
"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" وفي حديث هرقل لما سأل أبا سفيان بن حرب عن النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله فقال في أصحابه: هل يرتد أحد منهم سخطة لدينه؟ قال: لا قال: وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.
ومعناه: أن ملكة الإيمان إذا استقرت عسر على النفس مخالفتها شأن الملكات إذا استقرت فإنها تحصل بمثابة الجبلة والفطرة وهذه هي المرتبة العالية من الإيمان وهي في المرتبة الثانية من العصمة لأن العصمة واجبة للأنبياء وجوبا سابقا وهذه حاصلة للمؤمنين حصولا تابعا لأعمالهم وتصديقهم وبهذه الملكة ورسوخها يقع التفاوت في الإيمان كالذي يتلى عليك من أقاويل السلف وفي تراجم البخاري رضي الله عنه في باب الإيمان كثير منه مثل: أن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص وأن الصلاة والصيام من الإيمان وإن تطوع1 رمضان من الإيمان والحياء من الإيمان والمراد بهذا كله الإيمان الكامل الذي أشرنا إليه وإلى ملكته وهو فعلي.
وأما التصديق الذي هو أول مراتبه ومن اعتبروا آخر الأسماء وحمله على هذه الملكة التي هي الإيمان الكامل ظهر له التفاوت وليس ذلك بقادح في اتحاد حقيقته الأولى التي هي التصديق إذ التصديق موجود في جميع رتبه لأنه أقل ما يطلق عليه اسم الإيمان وهو المخلص من عهدة الكفر والفيصل بين الكافر والمسلم فلا يجزى أقل منه وهو في نفسه حقيقة واحدة لا تتفاوت وإنما التفاوت في الحال الحاصلة عن الأعمال كما قلناه فافهم.
واعلم أن الشارع وصف لنا هذه الإيمان الذي في المرتبة الأولى الذي هو تصديق وعين أمورا مخصوصة كلفنا التصديق بها بقلوبنا واعتقادها في أنفسنا مع الإقرار بألسنتنا وهي العقائد التي تقررت في الدين قال صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" وهذه هي العقائد الإيماينة المقررة في علم الكلام.
ولنشر إليها بجملة لتتبين لك حقيقة هذا الفن وكيفية حدوثه فنقول.
اعلم أن الشارع لما أمرنا بالإيمان بهذا الخالق الذي رد الأفعال كلها إليه وأفرده به كما قدمناه وعرفنا أن في هذا الإيمان نجاتنا عند الموت إذا حضرنا لم يعرفنا بكنه حقيقة هذا الخالق المعبود إذ ذاك متعذر على إدراكنا ومن فوق طورنا فكلفنا أولا اعتقاد تنزيهه في ذاته عن مشابهة المخلوقين وإلا لما صح أنه خالق لهم لعدم الفارق على هذا التقديم ثم تنزيهه عن صفات النقص وإلا لشابه المخلوقين ثم توحيده بالاتحاد وإلا لم يتم الخلق للتمانع ثم اعتقاد أنه عالم قادر فبذلك تتم الأفعال شاهد قضيته لكمال الاتحاد والخلق.
ومريد وإلا لم يخصص شيء من المخلوقات.
ومقدر لكل كائن وإلا فالإرادة حادثة.
وأنه يعيدنا بعد الموت
ثم اعتقاد بعثة الرسل لنجاة من شقاء هذا المعاد لاختلاف أحواله بالشقاء والسعادة وعدم معرفتنا بذلك وتمام لطفه بنا في الإيتاء بذلك وبيان الطريقين وأن الجنة للنعيم وجهنم للعذاب.
هذه أمهات العقائد الإيمانية معللة بأدلتها العقلية وأدلتها من الكتاب والسنة كثيرة وعن تلك الأدلة أخذها السلف وأرشد إليها العلماء وحققتها الأئمة إلا أنه عرض بعد ذلك خلاف في تفاصيل هذه العقائد أكثر مثارها من الآي المتشابهة فدعا ذلك إلى الخصام والتناظر. والاستدلال بالعقل زيادة إلى النقل فحدث بذلك علم الكلام ولنبين لك تفصيل هذا المجمل وذلك.
أن القرآن ورد فيه وصف المعبود بالتنزيه المطلق الظاهر الدلالة من غير تأويل في آي كثيرة وهي سلوب كلها وصريحة في بابها فوجب الإيمان بها ووقع في كلام الشارع صلوات الله عليه وكلام الصحابة والتابعين تفسيرها على ظاهرها.
ثم وردت في القرآن آي أخر قليلة توهم التشبيه مرة في الذات وأخرى في الصفات.
فأما السلف فغلبوا أدلة التنزيه لكثرتها ووضح دلالتها وعلموا استحالة التشبيه وقضوا بأن الآيات من كلام الله فآمنوا بها ولم يتعرضوا لمعناها ببحث ولا تأويل وهذا معنى قول الكثير منهم اقرؤوها كما جاءت أي: آمنوا بأنها من عند الله ولا تتعرضوا لتأويلها ولا تفسيرها لجواز أن تكون ابتلاء فيجب الوقف والإذعان له.
وشذ لعصرهم مبتدعة اتبعوا ما تشابه من الآيات وتوغلوا في التشبيه.
ففريق أشبهوا في الذات باعتقاد اليد والقدم والوجه عملا بظاهر وردت بذلك فوقعوا في التجسيم الصريح ومخالفة آي التنزيه المطلق التي هي أكثر موارد وأوضح دلالة لأن معقولية الجسم تقتضي النقص والافتقار وتغليب آيات السلوب في التنزيه المطلق الذي هي أكثر موارد وأوضح دلالة أولى من التعلق بظواهر هذه التي لنا عنها غنية وجمع بين الدليلين بتأويلهم ثم يفرون من شناعة ذلك بقولهم جسم لا كالأجسام وليس ذلك بدافع لأنه قول متناقض وجمع بين نفي وإثبات إن كان بالمعقولية واحدا من الجسم وإن خالفوا بينهما ونفوا المعقولية المتعارفة فقد وافقونا في التنزيه ولم يبق إلا جعلهم لفظ الجسم اسما من أسمائه ويتوقف مثله على الأذن.
وفريق منهم ذهبوا إلى التشبيه في الصفات كثبات الجبهة والاستواء والنزول والصوت والحرف وأمثال ذلك وآل قولهم إلى التجسيم فنزعوا مثل الأولين إلى قولهم وصوت لا كالأصوات جهة لا كالجهات، ونزول لا كالنزول يعنون من الأجسام واندفع ذلك بما اندفع به الأول ولم يبق في هذه الظواهر إلا اعتقادات السلف ومذاهبهم والإيمان بها كما هي لئلا يكر النفي على معانيها بنفيها مع أنها صحيحة ثابتة من القرآن ولهذا تنظر ما تراه في عقيدة الرسالة لابن أبي زيد وكتاب المختصر له وفي كتاب الحافظ ابن عبد البر وغيرهم فإنهم يحومون على هذا المعنى ولا تغمض عينك عن القرائن الدالة على ذلك في غصون كلامهم.
ثم لما كثرت العلوم والصنائع وولع الناس بالتدوين والبحث في سائر الأنحاء وألف المتكلمون في التنزيه حدثت بدعة المعتزلة في تعميم هذا التنزيه في آي السلوب.
فقضوا بنفي صفات المعاني من العلم والقدرة والإرادة والحياة زائدة على أحكامها لما يلزم على ذلك من تعدد القديم بزعمهم وهو مردود بأن الصفات ليست عين الذات ولا غيرها.
وقضوا بنفي السمع والبصر لكونهما من عوارض الأجسام وهو مردود لعدم اشتراط البينة في مدلول هذا اللفظ وإنما هو إدراك المسموع أو المبصر.
وقضوا بنفي الكلام لشبه ما في السمع والبصر ولم يعقلوا صفة الكلام التي تقوم بالنفس فقضوا بأن القرآن مخلوق بدعة صرح السلف بخلافها وعظم ضرر هذه البدعة ولقنها بعض الخلفاء عن أئمتهم فحمل الناس عليها وخالفهم أئمة السلف فاستحل لخلافهم أيسار كثير منهم ودماءهم كان ذلك سببا لإنتهاض أهل السنة بالأدلة العقلية على هذه العقائد دفعا في صدور هذه البدع وقام بذلك الشيخ أبو الحسن الأشعري ما المتكلمين فوسط بين الطرق ونفي التشبيه وأثبت الصفات المعنوية وقصر التنزيه على ما قصره عليه السلف وشهدت له الأدلة المخصصة لعمومه فأثبت الصفات الأربع المعنوية والسمع والبصر والكلام القائم بالنفس بطريق النقل والعقل ورد على المبتدعة في ذلك كله وتكلم معهم فيما مهدوه لهذه البدع من القول بالصلاح والأصلح والتحسين والتقبيح وكمل العقائد في البعثة وأحوال الجنة والنار والثواب والعقاب وألحق بذلك الكلام في الإمامة لما ظهر حينئذ من بدعة الإمامية من قولهم: أنها من عقائد الإيمان وأنه يجب على النبي تعيينها والخروج عن العهدة في ذلك لمن هي له وكذلك على الأمة وقصارى أمر الإمامة أنها قضية مصلحية إجماعية لا تلحق بالعقائد فلذلك ألحقوها بمسائل هذا الفن وسموا مجموعة علم الكلام.
أما لما فيه من المناظرة على البدع وهي كلام صرف وليست براجعة إلى عمل.
وأما لأن سبب وضعه والخوض فيه هو تنازعهم في إثبات الكلام النفسي.
وكثر اتباع الشيخ أبي الحسن الأشعري واقتفى طريقته من بعده تلميذه كابن مجاهد وغيره وأخذ عنهم القاضي أبو بكر الباقلاني فتصدر للأمة في طريقتهم وهذبها ووضع المقدمات العقلية التي تتوقف عليها الأدلة والأنظار وذلك مثل إثبات الجوهر الفرد والخلاء وإن العرض لا يقوم بالعرض وأنه لا يبقى زمانين وأمثال ذلك مما تتوقف عليه أدلتهم وجعل هذه القواعد تبعا للعقائد الإيمانية في وجوب اعتقادها لتوقف تلك الأدلة عليها
وإن بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول وجملت هذه الطريقة وجاءت من أحسن الفنون النظرية والعلوم الدينية إلا أن صور الأدلة تعتبر بها الأقيسة ولم تكن حينئذ ظاهرة في الملة، ولو ظهر منها بعض الشيء فلم يأخذ به المتكلمون لملابستها للعلوم الفلسفية المباينة للعقائد الشرعية بالجملة فكانت مهجورة عندهم لذلك.
ثم جاء بعد القاضي أبي بكر الباقلاني إمام الحرمين أبو المعالي فأملى في الطريقة كتاب الشامل وأوسع القول فيه ثم لخصه في كتاب الإرشاد واتخذه الناس إماما لعقائدهم ثم انتشرت من بعد ذلك علوم المنطق في الملة وقرأه الناس وفرقوا بينه وبين العلوم الفلسفية بأنه قانون ومعيار للأدلة فقط يسير به الأدلة منها كما يسير من سواها.
ثم نظروا في تلك القواعد والمقدمات في فن الكلام للأقدمين فخالفوا الكثير منها بالبراهين التي أدلت إلى ذلك وربما أن كثيرا منها مقتبس من كلام الفلاسفة في الطبيعيات والإلهيات فلما سيروها لمعيار المنطق ردهم إلى ذلك فيها ولم يعتقدوا بطلان المدلول من بطلان دليله كما صار إليه القاضي فصارت هذه الطريقة من مصطلحهم مباينة للطريقة الأولى وتسمى طريقة المتأخرين وربما أدخلوا فيها الرد على الفلاسفة فيما خالفوا فيه من العقائد الإيمانية وجعلوهم من خصوم العقائد لتناسب الكثير من مذاهب المبتدعة ومذاهبهم.
وأول من كتب في طريقة الكلام على هذا المنحى الغزالي رحمه الله وتبعه الإمام ابن الخطيب وجماعة قفوا أثرهم واعتمدوا تقليدهم ثم توغل المتأخرون من بعدهم في مخالطة كتب الفلسفة والتبس عليهم شأن الموضوع في العلمين فحسبوه فيها واحدا من اشتباه المسائل فيهما.
واعلم أن المتكلمين لما كانوا يستدلون في أكثر أحوالهم بالكائنات وأحوالها على وجود الباري وصفاته وهو نوع استدلالهم غالبا والجسم الطبيعي ينظر فيه الفيلسوفي في الطبيعيات وهو بعض من هذه الكائنات إلا أن نظره فيها مخالف لنظر المتكلم وهو ينظر في الجسم من حيث يتحرك ويسكن.
والمتكلم ينظر فيه من حيث يدل على الفاعل.
وكذا نظر الفيلسوفي في الإلهيات إنما هو نظر في الوجود المطلق وما يقتضيه لذاته.
ونظر المتكلم في الوجود من حيث أنه يدل على الموجد وبالجملة فموضوع علم الكلام عند أهله إنما هو العقائد الإيمانية بعد فرضها صحيحة من الشرع من حيث يمكن أن يستدل عليها بالأدلة العقلية فترفع البدع وتزول الشكوك والشبه عن تلك العقائد.
وإذا تأملت حال الفن في حدوثه وكيف تدرج كلام الناس فيه صدرا بعد صدر وكلهم يفرض العقائد صحيحة ويستنهض الحجج والأدلة علمت حينئذ ما قررناه لك في موضوع الفن وأنه لا يعدوه.
ولقد اختلطت الطريقتان عند هؤلاء المتأخرين والتبست مسائل الكلام بمسائل الفلسفة بحيث لا يتميز أحد الفنين من الآخر ولا يحصل عليه طالبه من كتبهم كما فعله البيضاوي في الطوالع ومن جاء بعده من علماء العجم في جميع تآليفهم إلا أن هذه الطريقة قد يعني بها بعض طلبة العلم للاطلاع على المذاهب والإغراق في معرفة الحجاج لوفور ذلك فيها.
وأما محاذاة طريقة السلف بعقائد علم الكلام فإنما هو الطريقة القديمة للمتكلمين وأصلها كتاب الإرشاد وما حذا حذوه. ومن أراد إدخال الرد على الفلاسفة في عقائده فعليه بكتب الغزالي والإمام ابن الخطيب فإنها وإن وقع فيها مخالفة للاصطلاح القديم فليس فيها من الاختلاط في المسائل والالتباس في الموضوع ما في طريقة هؤلاء المتأخرين من بعدهما.
وعلى الجملة فينبغي أن يعلم أن هذا العلم الذي هو علم الكلام غير ضروري لهذا العهد على طالب العلم إذ الملحدة والمبتدعة قد انقرضوا والأئمة من أهل السنة كفونا شأنهم فيما كتبوا ودونوا والأدلة العقلية إنما احتاجوا إليها حين دافعوا ونصروا وأما الآن فلم يبق منها إلا كلام تنزه الباري عن كثير إيهاماته وإطلاقه.
ولقد سئل الجنيد رحمه الله عن قوم مر بهم من المتكلمين يفيضون فيه فقال: ما هؤلاء؟ فقيل: قوم ينزهون الله بالأدلة عن صفات الحدوث وسمات النقص فقال: نفي العيب حيث يستحيل العيب عيب.
لكن فائدته في آحاد الناس وطلبة العلم فائدة معتبرة إذ لا يحسن بحامل السنة الجهل بالحجج النظرية على عقائدها والله تعالى ولي المؤمنين.

رفد

(رفد) مَشى مشيا يشبه الهرولة وَالْقَوْم فلَانا سودوه وملكوه أَمرهم وعظموه
(ر ف د) : (رَفَدَهُ) وَأَرْفَدَهُ أَعَانَهُ بِعَطَاءٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ (وَمِنْهُ) الرِّفَادَةُ (لِإِطْعَامِ الْحَاجِّ وَرِفَادَةُ السَّرْجِ) مِثْلُ حَدْيَتِهِ وَرَوَافِدُ السَّقْفِ خُشُبُهُ.
(رفد) - في الحديث: "أَنَّه قال للحَبَشةِ: يا بَنِى أَرفِدَةَ دُونَكم" .
هذا لَقَب للحَبَشة، ودُونَكم كَلِمَة إغراء، ومن حَقّها أن تُقدَّم على الاسْم، وقد جاء تَقْدِيم الاسم عليها في الشعر كما قال:
* يا أَيُّها المَائِحُ دَلْوِى دُونَكَا *
ر ف د: (الرِّفْدُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ الْعَطَاءُ وَالصِّلَةُ، وَبِفَتْحِهَا الْمَصْدَرُ. وَ (رَفَدَهُ) أَعْطَاهُ وَرَفَدَهُ أَعَانَهُ وَبَابُهُمَا ضَرَبَ وَ (الْإِرْفَادُ) أَيْضًا الْإِعْطَاءُ وَالْإِعَانَةُ وَ (الرِّفَادَةُ) بِالْكَسْرِ
خِرْقَةٌ يُرْفَدُ بِهَا الْجُرْحُ وَغَيْرُهُ. وَبَنُو (أَرْفِدَةَ) الَّذِينَ فِي الْحَدِيثِ جِنْسٌ مِنَ الْحَبَشِ يَرْقُصُونَ. 

رفد


رَفَدَ(n. ac. رَفْد)
a. Aided, succoured; made a present to.

رَفَّدَa. Honoured, made lord or chief.

رَاْفَدَa. see I
أَرْفَدَa. see Ib. [La], Put a cushion on ( a camel ).

تَرَاْفَدَa. Aided, assisted one another.

إِسْتَرْفَدَa. Asked for assistance or for a gift.

رَفْدa. Large drinking-cup or bowl.

رِفْد
(pl.
رُفُوْد
أَرْفَاْد)
a. Gift, present, gratuity; benefit, favour; help
assistance.
b. see 1
رِفْدَة
(pl.
رِفَد)
a. Company, band.

مِرْفَد
(pl.
مَرَاْفِدُ)
a. see 1b. Bustle (woman's).
رَاْفِد
(pl.
رُفَّد)
a. Tributary ( of a river ).
رَاْفِدَة
(pl.
رَوَاْفِدُ)
a. Beam; rafter.

رِفَاْدَة
(pl.
رَفَاْئِدُ)
a. Cushion, pad.
b. Linen-rag, lint.

الرَافِدَانِ [
du. ]
a. The Tigris & the Euphrates.
رفد: رَفْد، في طرائف دي ساسي (2: 461 رقم 53): يقول رَفْد ليست وحدها مصدر رَفَد بل رِفْد ورِفْدَة أيضاً.
رَفَد: أسند، دعم (فوك).
مرفودين على الثاني في الكلام عن البيوت: أي مرفوعين حتى الطبقة الثانية (شيرب ديال ص27).
رَفَد: رفع، أعلى (بوشر بربرية).
رفَد: نصب الراية ورفعها (همبرت ص129).
رفد: أقلع من المرسى (همبرت ص128 جزائرية).
رفد: نزع، أزال، أخرج (بوشر بربرية)، وحمل واحتمل (هلو)، وحمل (همبرت ص195 بربرية).
وفي شيرب ديال (ص93): كيف تجي ترفد الشجر متاعك، أي إذا ما جئت تأخذ ففتش عن أشجارك.
ارتفد على وارتفد ب: استند واعتمد (فوك).
رفْد: لعلها تدل على نفس معنى رِفادة (المعنى الأول في معجم لين)، وفي ألف ليلة (برسل 12: 136): رأيت العباس والدم على رفوده كأكباد الإبل.
رِفادة، وتجمع على رفائد: دعامة (فوك).
رَفّاد: ما يسند ويدعم (فوك).
رافِدة، قطع جميع روافده عنه: قطع كل صلاته وعلاقاته به (معجم بدرون).
رفد
الرِّفْدُ: المعونة والعطيّة، والرَّفْدُ مصدر، والْمِرْفَدُ: ما يجعل فيه الرِّفْدُ من الطعام، ولهذا فسّر بالقدح، وقد رَفَدْتُهُ: أنلته بالرّفد، قال تعالى: بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ
[هود/ 99] ، وأَرْفَدْتُهُ: جعلت له رِفْداً يتناوله شيئا فشيئا، فَرَفَدَهُ وأَرْفَدَهُ نحو: سقاه وأسقاه، ورُفِدَ فلان فهو مُرْفَدٌ، استعير لمن أعطي الرّئاسة، والرَّفُودُ: الناقة التي تملأ المرفد لبنا من كثرة لبنها، فهي فَعول في معنى فاعل. وقيل: الْمَرَافِيدُ من النّوق والشاء:
ما لا ينقطع لبنه صيفا وشتاء، وقول الشاعر:
فأطعمت العراق ورَافِدَيْهِ فزاريّا أحذّ يد القميص
أي: دجلة والفرات، وتَرَافَدُوا: تعاونوا، ومنه: الرِّفَادَةُ، وهي: معاونة للحاجّ كانت من قريش بشيء كانوا يخرجونه لفقراء الحاجّ.
رفد الرفْدُ: المَعُوْنَةُ بالعَطَاءِ وسَقْيِ اللَّبَنِ، ورَفَدْتُه رَفْداً، والواحِدُ منها: المَرْفِدُ والمِرْفَدُ. وقَدَحٌ قَصِيْرُ الجَوَانِبِ. والمِرْفَدُ: عُس ضَخْم. والرَّفُوْدُ من النَوْقِ: التي تَمْلأ الرِّفْدَ. والرفْدُ - أيضاً: اللبَنُ.
ويقولون: هُرِيْقَ رِفْدُ فلانٍ: أي قُتِلَ. وارْتَفَدْتُ مالاً: إذا أصَبْتَ من كَسْب. والروَافِدُ: خَشَبُ السقْفِ.
ونَهْرٌ له رَافِدَانِ: أي نَهرَانِ يُمِدانِه. والرّافِدَانِ: دِجْلَةُ والفُرَاتُ. وقيل: البَصْرَةُ والكُوْفَةُ. والرِّفَادَةُ: شَيْءٌ كانَتْ قُرَيش تُرَافِدُ به في الجاهِلِيةِ أيّامَ المَوْسِمَ.
ومَدَّ فلانٌ بارْفادي: إذا نَصَرَني وأعَانَني. وفلانٌ رَفِدَةُ صِدْقٍ لفُلانٍ ورِفَادَةُ صِدْقٍ: أي عَوْنُ صِدْقٍ.
والأرْفَادُ: الأعْجَازُ، واحِدُها رِفْدٌ. ورَفَدَ بَنُو فلانٍ فلاناً: أي سَوّدُوه عليهم، فهو مُرَفَّدٌ. ورَفَدْتُ الدابَّةَ بالرِّفَادَةِ؛ فهي مَرْفُوْدَةٌ. والرُفَيْدَاتُ: حَيُّ من العَرَب.
ر ف د

رفده وأرفده: أعانه بعطاء أو قول أو غير ذلك. وفلان نعم الرافد، إذا حلّ به الوافد. ورافده وترافدوا. وهو كثير الأرفاد والمرافد. وعظيم الرفد والمرفد. قال:

رفدت ذوي الأحساب منهم مرافدي ... وذا الذحل حتى عاد حراً سنيدها دعيها. واسترفدته فأرفدني، وارتفدت منه: أصبت من رفده، وارتفدت مالاً: اكتسبته. قال الطرماح:

عجباً ما عجبت للجامع الما ... ل يباهي به ويرتفده

ويضيع الذي قد أوجبه الل ... هـ عليه فليس يعتهده

يتعهده. وملأ رفده ومرفده وهو قدح ضخم. وناقة رفود: تملؤه في حلبة.

ومن المجاز: هذا النهر له رافدان: نهران يمدّانه. وقيل لدجلة والفرات: الرافدان لذلك. وفلان يمدّ البرية رافداه: يداه. ورفد الجدار: دعمه. قال:

تفرّعت من هاشم منزلاً ... جسيم العماد أمين الدّعم

روافده أكرم الرافدات ... بخ لك بخ لبحر خضم

من تفرع القوم إذا تزوّج سيدة منهم. وهو رفادة صدق لي ورفيدة صدق: عون. ومدّ فلان بأرفادي: نصرني وأعانني. قال:

إذا خطرت حولي سلامان بالقنا ... ومدّ بأرفادي عديّ الأراقم

وهريق رفد فلان إذا قتل، كما يقال: صفرت وطابه، وكفئت جفنته. ورفّدوا فلاناً ورفلوه: سوّدوه لأنه إذا ساد رفد ورفل.
[رفد] الرِفْدُ بالكسر: العطاء والصِلَةُ. والرَفْد المصدر. تقول: رَفدْتُهُ أَرْفِدُهُ رَفْداً، إذا أعطيته، وكذلك إذا أعَنْتَهُ. والرَفْدُ والرِفْدُ أيضاً: القَدَحُ الضخم. والإرفادُ: الإعطاءُ والإعانةُ. والمُرافدة: المُعاونة. والترافُد: التَعاوُنُ. والاسْتِرْفادُ: الاسْتِعانَةُ. والارْتِفادُ: الكَسْبُ. والتَرْفيدُ: التسويد، يقال: رُفَدَ فلان، أي سُوِّد وعُظِّمَ. والمِرْفَدُ: الرِفْد، وهو القَدَحُ الضَخْمُ الذى يقرى فيه الضيف. والمرفد أيضاً: العُظَّاَمَةُ تَتعظَّم بها المرأةُ الرَسْحاءُ. والمَرافيدُ: الشاء لا ينقطع لبنها صيفا ولا شتاء. والرفود من النوقِ: التي تملأ الرَِفْدَ في حَلْبَةٍ واحِدَةٍ. والرِفادةُ: خِرْقة يُرْفَدُ بها الجُرْحُ وغيره. قال أبو زيد: رَفَدْتُ على البعير أرفد رفداء، إذا عملت له رِفادَةً، وهي مثل جَدْيَةِ السَرْجِ. والرفادة أيضا: شئ كانت تترافد به قريشٌ في الجاهليّة، تُخْرِجُ فيما بينها ملا تشترى به للحُجَّاج طَعاماً وزَبيباً للنَبيذ. وكانت الرِفادَةُ والسِقايَةُ لبني هاشم، والسَدانةُ واللواء لبنى عبد الدار. والرافدان: دجلة والفرات. قال الفرزدق يخاطب يزيد بن عبد الملك ويهجو أبا المثنى عمر ابن هبيرة الفزارى: أوليت العراق ورافديه * فزاريا أحذ يد القميص - يريد أنه خفيف اليد، نسبه إلى الخيانة. والروافد: خشب السَقْف. وأنشد الأحمر: رَوافِدُهُ أَكْرَمُ الرافِداتِ * بَخٍ لك بَخٍ لبحر خضم - قال أبو عمرو: وبنو أرفدة الذين في الحديث : جنس من الحبش يرقصون. ورفيدة: حى من العرب يقال لهم الرفيدات .
[رفد] فيه: أعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه "رافدة" عليه، هو فاعلة من الرفد وهو الإعانة، رفدته إذا أعنته، أي تعينه نفسه على أدائها. ج: غير محدثة نفسه بمنعها. ش: "يرفدون" ذا الحاجة - بفتح ياء، من رفده يرفده - بالكسر أعطاهن وبضمها من أرفده أعانه، وقوله: إذا رأيتم صاحب الحاجة "فارفدوه" يحتملهما، أي أعطوه أو أعينوه. نه: ومنه ح: إني لا أقوم إلا "رفدا" أي إلا أن أعان على القيام، ويروى بفتح راء وهو المصدر. ومنه: ذكر "الرفادة" وهو شيء كانت قريش تترافد به في الجاهلية أو تتعاون فيخرج كل إنسان بقدر طاقته فيجمعون مالًا عظيمًا فيشترون به الطعام والزبيب للنبيذ ويطعمون الطعام ويسقونهم أيام الموسم. ومنه ح: والذين عاقدت أيمانكم من النصر و"الرفادة" الإعانة. ك: "بئس "الرفد المرفود"" أي العون المعان، وروى العون المعين أي ذو إعانة أي يقوم اللعنة لهم مقام العون. ج: بئس "الرفد" أي العطية النار. ط: فإن اللعنة لما تبعتهم أنها رفدتهم على تحصيل ما يستوجبون به العذاب تهكمًا فلما أعينت في الآخرة بلعنة أرى صارت اللعنة مرفودة فاللعنة ملعونة وفي الحقيقة هم الملعونون دنيا وعقبى. نه ومنه: حي حشد "رُفد" جمع حاشد ورافد،. وفي أشراط الساعة: وأن يكون الفيء "رفدا" أي صلة وعطية، يريد أن الخراج والفيء الذي يحصل وهو لجماعة المسلمين يصير صلة وعطايا ويخص به قوم دون قوم فلا يوضع مواضعه. وفيه: نعم المنحة اللقحة تغدو "برفد" وتروح "برفد" الرفد والمرفد قدح تحلب فيه الناقة. ومنه:
ألم نسق الحجيج وننحر المذلاقة "الرفد"
هو بالضم جمع رفود وهي التي تملأ والرفد في حلبة واحدة. وفيه: دونكم يا بني "أرفدة" هو لقب للحبشة، وقيل اسم أبيهم الأقدم، وفاؤه مكسورة، وقد تفتح. ط: منع "رفده" أي عطيته وصلته. ك: إلا "لرفادة" بكسر راء المعاونة، ويتم شرحًا في القول من ق.
رفد لوق صحب بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عبَادَة [بن الصَّامِت -] [رَحمَه الله -] أَلا ترَوْنَ أَنِّي لَا أقوم إِلَّا رِفْدا وَلَا آكل إِلَّا مَا لُوَّقَ لي وَإِن صَاحِبي لأصم أعمى وَمَا أحب أَن أَخْلو بِامْرَأَة. قَوْله: لَا أقوم إِلَّا رِفدْا يَقُول: لَا أقدر على الْقيام إِلَّا أَن أرفد فَأَعَانَ عَلَيْهِ فَكل من أعَان شَيْئا حَتَّى يرْتَفع فقد رَفده وَلِهَذَا سميت رفادة السرج لِأَنَّهَا تدعم السرج من تَحْتَهُ حَتَّى يرْتَفع وَلِهَذَا قيل قد رَفَدت لرجل إِذا أعنته وأحسنت إِلَيْهِ. وَقَوله: لَا آكل إِلَّا مَا لُوَّقَ لي هُوَ مَأْخُوذ من اللُّوقة واللوقة الزُبْدة فِي قَول الْكسَائي وَالْفراء وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: هُوَ الزّبد بالرطب وَفِيه لُغَتَانِ: لُوْقَة وألُوقة وأنشدني لرجل من عذرة: [الطَّوِيل]

وَإِنِّي لمن سالمْتُم لألُوقة ... وَإِنِّي لمن عاديتمُ سُمُّ أسودِ

[وَقَالَ غَيره: (الطَّوِيل)

حَدِيثك أشهى عندنَا من ألُوقةٍ ... تَعَجَّلها ظَمْآنُ شَهْوانُ للطُّعْمِ -]

وَالَّذِي أَرَادَ عبَادَة بقوله لُوِّق لي يَقُول لُيِّن لي من الطَّعَام حَتَّى يصير كالزُبْد فِي لينه يَعْنِي أَنه لَا يقدر على غير ذَلِك من الْكبر. وَقَوله: [و -] إِن صَاحِبي لأصم أعمى يَعْنِي الْفرج إِنَّه لَا يقدر على شَيْء وَلَا يعرفهُ يَقُول: فَأَنا مَعَ هَذَا أكره أَن أَخْلو بِامْرَأَة.

حَدِيث رَافع خديج رَحمَه الله
[ر ف د] رَفَدَهُ يَرْفِدُه رَفْداً: أعْطاهُ. وأَرْفَدَهُ ورَفَدَه: أَعانَه، والاسمُ مِنْهمُا: الرِّفْدُ وتَرافَدُوا: أَعانَ بعَضُهُم بَعْضاً. والمَرْفَدُ، والمِرْفَدُ: المَعُونَةًُ. والرِّفادَةُ: شيءٌ كانَتْ قُرَيْشٌ تُرافِدُ بهِ في الجاهِلِيةَّ، فُيخْرِجُ كلُّ إِنْسانٍ بقَدْرِ طاقَتِه، فيَجْمَعُونَ من ذِلك مالاً عظيماً أَيّامَ المَوْسِمِ، فَيشْتَروُنَ به الجُزُرَ والطَّعامَ والزَّبِيبَ للنَّبِيذِ، فلا يَزالُونَ يُطْعمُونَ النّاس حَتّى يَنْقَضِيَ المَوْسِمُ. والرِّفادَةُ: دِعامَةُ السَّرْجِ والرَّحلِ وغَيْرِهِما. وقد رَفَدَه، وعليه، يَرْفِدُه رَفْداً. وكُلُّ ما أَمْسَكَ شَيئْاً فقد رَفَدَهُ. والرَّوِافِدُ: خُشُبُ السَّقْفِ، قال:
(رَِوافِدُه أَكْرَمُ الرّافِداتِِ ... بَخٍ لَكَ بَخٍّ لَبْخْرٍ خَضَمْ)
وارْتَفد المالَ: اكَتَسَبَه، قال الطِّرِمّاحُ:
(عَجَبّا ما عَجِبتُ مِنْ واهِبِ المَالِ ... يُباهِي بهِ ويَرْتَفِدُهْ)
ويُضِيعُ الّذِي قَدَ أوْجَبَةُ اللهُ عليهِ فلَيْسَ يَعْتَهِدُه ... )
والرِّفْدُ، والرَّفْدُ، والمَرْفَدُ: العُسُّ الضَّخْمُ، وعَمَّ بعضُهم به القَدَحَ أَيَّ قَدْرٍ كانَ. والرَّفُودُ من الإِبِل: الَّتِي تَمْلَؤهُ في حَلْبَةٍ واحِدَةٍ، وقيل: هي الدّائِمَةُ على مِحْلَبِها، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وقالَ مَرَّةً: هي الّتِي تُتابِعُ الحَلَبَ. والرِّفدُ: النَّصِيبُ. ورَفَّدَ القَوْمُ فُلاناً: سَوَّدُوه ومَلَّكُوه أَمْرَهُم. والرِّفدَةُ: العُصْبَةُ من النّاسِ، قالَ الرّاعِي:
(مُسَأَلٌ يَبْتَغِي الأَقْوامُ نائِلَه ... مِن كُلِّ قومٍ قَطِينٍ حَوْلَه رِفَداً)
والتَّرْفِيدُ: العَجِيزَةُ، اسمٌ كالتَّمْتِينِ والتَّنْبِيتُ، عن ابنِ الأَعْرابِيٍّ، وأنشَدَ:
(تَقُولُ خَوْدٌ سَلِسٌ عُقُودُها ... )
(ذاتُ وشاحٍ حسنٌ ترفيدها)
(متى نَوانَا قائِمٌ عَمُودُها ... )
أي: مَتَى نُقِيمُ فلا نَظْعَنُ، وإِذا أَقامُوا قامَتْ عَمَدُ أَخْبِيَتِهمْ، فكأَنْ هذه الخَوْدَ مَلَّت الرِّحْلَةَ لنَعْمِتَها، فَسَأَلَتْ: مَتَى تَكونُ الإقامَةُ والخَفْضُ. والرَّافِدان: دِجْلَةُ والفُراتُ، قالَ الفَرَزَدْقُ يُعاتِبُ [يَزِيدَ بنَ] عبدِ المَلِكِ في تَقْدِيمِ ابنَِ هُبَيْرَةَ على العَراقِ:
(بَعَثْتَ إِلى العِراقِ ورافِدَيْه ... فزَارِيّا أَحَدَّ يَدَِ القَمِيصٍ)
ورُفَيْدَةُ: أبو حَيٍّ من العَرَبِ يُقال لَهُم: الرُّفْيداتُ، كما يُقالُ لآلِ هُبَيْرَةَ: الهُبَيْراتُ. ورافِدٌ، ورُفَيْدٌ، ومُرْفِدٌ: أَسْماءٌ.
رفد
رفَدَ1/ رفَدَ على يَرفِد، رَفْدًا ورِفادةً، فهو رافِد، والمفعول مَرْفود
• رفَد السَّائلَ: أعانه، دعَمه بصلةٍ أو عطاءٍ "رفَد الحائطَ: سندَه ودعَمه- هو نِعْم الرَّافد إذا حلَّ به الوافد".
• رفَد الدَّابَّةَ/ رفَد على الدَّابَّة: جعل لها رِفادة وهي الدِّعامة للسَّرج والرَّحل ونحوهما. 

رفَدَ2 يَرفِد، رَفْدًا، فهو رافِد، والمفعول مَرْفود
• رفَد الموظفَ: رفَته، عزله من وظيفته "رفَد تلميذًا مشاغِبًــا". 

أرفدَ يُرفد، إرفادًا، فهو مُرفِد، والمفعول مُرْفَد
• أرفدَ الرَّجلَ: أعانه، أعطاه "أرفد أخاه ليحقق مشروعه- نحن بحاجة إلى من يرفدنا بالعلم والمال في بداية حياتنا".
• أرفد الدَّابَّةَ: رفَدها؛ جعل لها رفادة، أي دعامة لسرجها أو رحلها. 

ارتفدَ يرتفد، ارتفادًا، فهو مُرتَفِد، والمفعول مُرتَفَد
• ارتفد مالاً ونحوَه: اكتسبه. 

استرفدَ يسترفد، استرفادًا، فهو مسترفِد، والمفعول مسترفَد
• استرفد المحتاجُ الغنيَّ: طلَب معونتَه وعطاءَه. 

ترافدَ يترافد، ترافُدًا، فهو مُترافِد
• ترافد الأصدقاءُ: تعاونوا وتبادلوا العطاء "يقوى الشَّعب الذي يترافد أبناؤه ويتكاتفون". 

رافدَ يرافد، مُرافدةً، فهو مُرافِد، والمفعول مُرافَد
• رافده: أرفدَه، أعانَهُ. 

رافِد [مفرد]: ج رافدون ورُفّاد ورُفَّد ورَوَافدُ (لغير العاقل)، مؤ رافِدة، ج مؤ رافِدَات ورَوَافِدُ:
1 - اسم فاعل من رفَدَ1/ رفَدَ على ورفَدَ2.
2 - (جغ) ما يَمُدُّ النهرَ بالماء من قناة أو نُهَيْر "هذا النَّهرُ له رافدان".
• الرَّافِدان: نهرا دجلة والفرات. 

رافِدة [مفرد]: ج رافِدَات ورَوَافِدُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل رفَدَ1/ رفَدَ على ورفَدَ2.
2 - قضيب أو أكثر يُكوّن الهيكلَ الذي يستعمل في الإنشاءات البنائية أو الآلات.
• الحقنة الرَّافدة: (طب) جرعة إضافية من عامل يُعطي مناعة، وهي تعطى في وقت محدَّد بعد الجرعة الأوّليّة لدعم المناعة المحدثة بفعل الحقنة السَّابقة. 

رِفادة [مفرد]: ج رِفادات (لغير المصدر) ورفائدُ (لغير المصدر):
1 - مصدر رفَدَ1/ رفَدَ على.
2 - دِعامةٌ للسَّرْج والرَّحل ونحوهما "وضَع الرِّفادة على ظَهْر الجَمَل".
3 - خِرْقةٌ يضمَّد بها الجرحُ وغيره.
4 - ما كانت قريشٌ تخرجه في الجاهليَّة لفقراء الحُجَّاج في موسم الحج "كانت الرِّفادة والسِّقاية لبني هاشم".
5 - قطعة رقيقة مثل الفتيل من الخشب أو الحجارة أو المعدن تستعمل لسد الفراغات أو لتسوية الأشياء أو
 لتعديل شيء حتى يناسب مكانه.
6 - هيكل يقوم بربط العارضة الرئيسة والقائم الخلفيّ للسفينة. 

رَفْد [مفرد]: مصدر رفَدَ1/ رفَدَ على ورفَدَ2. 

رِفْد [مفرد]: ج أرفاد ورُفُود: عطاءٌ ونصيبٌ وصلة " {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ}: العون المُعان أو العطاء المُعْطَى". 

رفد: الرِّفْد، بالكسر: العطاء والصلة. والرَّفْد، بالفتح: المصدر.

رَفَدَه يَرْفِدُه رَفْداً: أَعطاه، ورَفَدَه وأَرْفَده: أَعانه، والاسم

منهما الرِّفْد. وترافدوا: أَعان بعضهم بعضاً. والمَرْفَدُ والمُرْفَدُ:

المعونة؛ وفي الحواشي لابن برّي قال دُكين:

خير امرئٍ قد جاء مِن مَعَدِّهْ

مِن قَبْلِهِ، أَو رافِدٍ من بعدِهْ

الرافد: هو الذي يلي المَلِك ويقوم مقامه إِذا غاب.

والرِّفادة: شيء كانت قُرَيش تترافد به في الجاهلية، فيُخْرج كل إِنسان

مالاً بقدر طاقته فيجمعون من ذلك مالاً عظيماً أَيام الموسم، فيشترون به

للحاج الجُزر والطعام والزبيب للنبيذ، فلا يزالون يُطْعِمون الناس حتى

تنقضي أَيام موسم الحج؛ وكانت الرِّفادَة والسِّقاية لبني هاشم، والسِّدانة

واللِّواء لبني عبد الدار، وكان أَوّلَ من قام بالرِّفادة هاشمُ بن عبد

مناف وسمي هاشماً لهَشْمِه الثريد.

وفي الحديث: من اقتراب الساعة أَن يكون الفيءُ رِفْداً أَي صلة وعطية؛

يريد أَن الخراج والفَيء الذي يحْصُل، وهو لجماعة المسلمين أَهلِ الفَيء،

يصير صلات وعطايا، ويُخَص به قوم دون قوم على قدر الهوى لا بالاستحقاق

ولا يوضع مواضعه. والرِّفْدُ: الصلة؛ يقال: رَفَدْتُه رَفْداً، والاسم

الرِّفْد. والإِرْفاد: الإِعطاء والإِعانة. والمرافَدة: المُعاونة.

والتَّرافد: التعاون. والاستِرفاد: الاستعانة. والارتفاد: الكسب.

والتَّرفيدُ: التَّسويدُ. يقال: رُفِّدَ فلان أَي سُوِّدَ وعظم. ورَفَّد

القومُ فلاناً: سَوَّدوه ومَلَّكوه أَمرهم.

والرِّفادة: دِعامة السرج والرحل وغيرهما، وقد رَفَده وعليه يَرْفِده

رَفْداً. وكلُّ ما أَمسك شيئاً: فقد رَفده. أَبو زيد: رَفَدتُ على البعير

أَرْفِدُ رَِفْداً إِذا جعلت له رِفادة؛ قال الأَزهري: هي مثل رفادة

السرج. والرَّوافِدُ خشب السقف؛ وأَنشد الأَحمر:

رَوافِدُه أَكرَمُ الرافِداتِ،

بَخٍ لكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَم

وارتَفَد المالَ: اكتسبه؛ قال الطرماح:

عَجَباً ما عَجِبْتُ من واهِبِ الما

لِ، يُباهي به ويَرْتَفِدُه

ويُضِيعُ الذي قد آوْجَبَه اللَّـ

ـهُ عليه، فليس يَعْتَمِدُه

(* قوله «فليس يعتمده» الذي في الأساس: يعتهده أي يتعهده، وكل صحيح).

والرَّفْد والرِّفْد والمِرْفَد والمَرْفِدُ: العُسُّ الضخم؛ وقيل:

القدح العظيم الضخم. والعُسُّ: القَدَح الضخم يروي الثلاثة والأَربعة

والعِدَّة، وهو أَكبر من الغُمَر، والرَّفْدُ أَكبر منه، وعمَّ بعضهم به القدَح

أَي قَدْرٍ كان.

والرَّفودُ من الإِبل: التي تملَو ه في حلبة واحدة؛ وقيل: هي الدائمة

على مِحْلَبها؛ عن ابن الأَعرابي. وقال مرة: هي التي تُتابِعُ الحَلَب.

وناقة رَفُود: تَمْلأُ مِرْفَدها؛ وفي حديث حفر زمزم:

أَلم نَسْقِ الحَجِيجَ، ونَنْـ

ـحَرِ المِذْلاقَةَ الرُّفُدَا

الرُّفُدُ، بالضم: جمع رَفُود وهي التي تملأُ الرَّفْد في حلبة واحدة.

الصحاح: والمِرْفَدُ الرَّفْد وهو القدح الضخم الذي يقرى فيه الضيف. وجاء

في الحديث: نعم المِنْحة اللِّقْحَةُ تَرُوحُ بِرِفْدٍ وتَغْدُو

بِرِفْدٍ قال ابن المبارك: الرِّفْد القَدح تُحتلَب الناقة في قدح، قال: وليس من

المعونة؛ وقال شمر: قال المُؤَرِّجُ هو الرِّفد للإِناء الذي يحتلب فيه؛

وقال الأَصمعي: الرَّفد، بالفتح؛ وقال شمر: رَفْد ورِفْد القدح؛ قال:

والكسر أَعرب. ابن الأَعرابي: الرَّفْد أَكبر من العُسِّ. ويقال: ناقة

رَفُود تَدُوم على إِنائها في شتائها لأَنها تُجالِحُ الشجر. وقال الكسائي:

الرَّفْد والمِرْفَد الذي تُحْلَبُ فيه. وقال الليث: الرَّفد المعونة

بالعطاء وسقْي اللبن والقَوْل وكلِّ شيءٍ. وفي حديث الزكاة: أَعْطَى زكاةَ

ماله طَيِّبَةً بها نفسُه رافِدَةً عليه؛ الرَّافدة، فاعلة؛ من الرِّفْد

وهو الإِعانة. يقال: رَفَدْته أَي أَعَنْتُه؛ معناه إِن تُعِينَه نَفْسُه

على أَدائها؛ ومنه حديث عُبادة: أَلا ترون أَن لا أَقُوم إِلاَّ رِفْداً

أَي إِلا أَن أُعان على القيام؛ ويروى رَفْداً، بفتح الراء، وهو المصدر.

وفي حديث ابن عباس: والذين عاقدت أَيمانُكم من النصرة والرِّفادة أَي

الإِعانة. وفي حديث وَفْد مَذْحِج: حَيّ حُشَّد رُفَّد، جمع حاشد ورافد.

والرَّفْد: النصيب. وقال أَبو عبيدة في قوله تعالى: بِئْسَ الرِّفْدُ

المرفود؛ قال: مجازُه مجازُ العون المجاز، يقال: رَفَدْتُه عند الأَمير أَي

أَعنته، قال: وهو مكسور الأَول فإِذا فتحتَ أَوَّله فهو الرَّفد. وقال

الزجاج: كل شيء جعلته عوناً لشيء أَو استمددت به شيئاً فقد رَفَدْته.

يقال: عَمَدْت الحائط وأَسْنَدْته ورَفَدْته بمعنى واحد. وقال الليث: رفدت

فلاناً مَرْفَداً: قال: ومن هذا أُخذت رِفادَة السرج من تحته حتى يرتفع.

والرِّفْدَة: العُصبة من الناس؛ قال الراعي:

مُسَأْل يَبْتَغِي الأَقْوامُ نائلَه،

من كل قَوْم قَطين، حَوْلَه، رِفَدُ

والمِرْفَد: العُظَّامةُ تَتَعَظَّم بها المرأَة الرَّسْحاء.

والرِّفادة: خرقة يُرْفَدُ بها الجُرْح وغيره.

والتَّرْفِيدُ: العجيزة: اسم كالتَّمْتِين والتَّنْبيت؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

تقول خَوْدٌ سَلِسٌ عُقُودُها،

ذاتُ وِشاحٍ حَسَنٌ تَرْفِيدُها:

مَتى تَرانا قائِمٌ عَمُودُها؟

أَي نقيم فلا نظعن، وإِذا قاموا قامت عمد أَخبيتهم، فكأَنّ هذه الخَوْد

ملت الرحلة لنعمتها فسأَلت: متى تكون الإِقامة والخفض؟ والترفيد: نحو من

الهَمْلَجة؛ وقال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي:

وإِن غُضَّ من غَرْبِها رَفَّدَتْ

وشيجاً، وأَلْوَتْ بِجَلْسٍ طُوالْ

أَراد بالجَلس أَصل ذنبها.

والمرافيد: الشاءُ لا ينقطع لبنها صيفاً ولا شتاء.

والرَّافدَان: دجلة والفرات؛ قال الفرزدق يعاتب يزيد بن عبد الملك في

تقديم أَبي المثنى عمر بن هبيرة الفزاري على العراق ويهجوه:

بَعَثْتَ إِلى العراقِ ورافِدَيْه

فَزَاريّاً، أَحَذَّ يَدِ القَمِيص

أَراد أَنه خفيف، نسبه إِلى الخيانة.

وبنو أَرْفِدَة الذي في الحديث: جنس من الحبش يرقصون. وفي الحديث أَنه

قال للحبشة: دونكم يا بني أَرْفِدَة؛ قال ابن الأَثير. هو لقب لهم؛ وقيل:

هو اسم أَبيهم الأَقدم يعرفون به، وفاؤه مكسورة وقد تفتح.

ورُفَيدة: أَبو حيّ من العرب يقال لهم الرفيدات، كما يقال لآل هُبَيْرة

الهُبَيْرات.

رفد

1 رَفَدَهُ, aor. ـِ inf. n. رَفْدٌ, He gave him, or gave him a gift: (T, S, M, A, * Msb, K:) or it signifies, (Msb,) or signifies also, (S, M, A,) he aided, helped, or assisted, him: (T, S, M, A, Msb:) and ↓ ارفدهُ, (M, A, Msb,) inf. n. إِرْفَادٌ, (S, K,) signifies the same (S, M, A, Msb, K) in the latter sense, (S, M, A, K,) and in the former sense also: (S, K:) or both signify he aided, helped, or assisted, him, by a gift or by a saying or by some other thing: (Mgh:) [it is said in the Ham p. 128, that the latter verb has been transmitted, but is not the choice one; but in p. 276, that both are chaste:] and you say also ↓ رافدهُ; (A;) [meaning he aided him; or he aided with him; or he aided him, being aided by him; for] مُرَافَدَةٌ is syn. with مُعَاوَنَةٌ. (S, L.) One says, لَا أَقُومُ إِلَّا رَفْدًا I will not stand unless I be helped to do so. (TA.) b2: [Hence,] He propped it up; namely, a wall: (Zj, T, A:) and رَفَدْتُهُ بِهِ I propped it up, or supported it, namely, a thing, with it, meaning any other thing used for such a purpose. (Zj, T.) b3: And [hence,] رَفَدَهُ, (M, L,) or رَفَدَ عَلَيْهِ, aor. ـِ inf. n. رَفْدٌ, (Az, T, S, M,) He made for him, (Az, S, M, *) or put upon him, (T, M, *) namely, a camel, (Az, S,) an appertenance of the saddle, called a رِفَادَة: (Az, T, S, M:) [and ↓ ارفدهُ, or ارفد عَلَيْهِ, signifies the same; for] إِرْفَادٌ is syn. with رَفْدٌ as meaning the putting to a beast, or furnishing him with, a رِفَادَة. (K.) [Hence,] يُرْفَدُ بِخِرْقَةٍ [meaning It is furnished with a piece of rag, as a compress,] is said of a wound (S, K) &c. (S.) b4: And رَفَدَهُ signifies also It held it fast; namely, any one thing, another thing. (M.) 2 رَفَّدُوا فُلَانًا, (M, A,) inf. n. تَرْفِيدٌ, (S, K,) (tropical:) They made such a one a lord, or chief; (S, M, A, K;) made him great, or magnified him, or honoured him; (K; *) and set him over their affairs; (M;) [lit. made him to give gifts;] as also رَفَّلُوهُ: because a man when he becomes a lord, or chief, gives gifts, and drags his skirt upon the ground (إِذَا سَادَ رَفَدَ وَرَفَلَ). (A.) And رُفِّدَ فُلَانٌ (tropical:) Such a one was made a lord, or chief; and was made great, or magnified, or honoured. (S, TA.) A2: رفّد, (T, L,) inf. n. as above, (T, L, K,) also signifies He went a pace like that called همْلَجَةٌ, (T, L,) or like that called هَرْوَلَةٌ. (K.) [See 2 in art. رقد.]3 رَاْفَدَ see 1.4 أَرْفَدَ see 1, in two places.6 ترافدوا They aided, helped, or assisted, one another [by gifts or otherwise]. (S, * M, A, Msb, K. *) 8 ارتفد He gained, acquired, or earned, (T, S, M, A, K,) property. (T, M, A.) And ارتفدتُ مِنْهُ I obtained a gift, or aid, from him. (A.) 10 استرفدهُ He sought, desired, demanded, or asked, aid, help, or assistance, from him [by a gift or otherwise]. (S, * A, Msb, K. *) رَفْدٌ: see the next paragraph.

رِفْدٌ A gift; (S, A, Msb, * K;) [and so, app., ↓ مِرْفَدٌ or ↓ مَرْفَدٌ;] a gratuity: (T, S, A, K:) pl. أَرْفَادٌ (Ham p. 128) [and مَرَافِدُ is pl. of مِرْفَدٌ or مَرْفَدٌ]. You say, هُوَ كَثِيرُ الأَرْفَادِ and ↓ المَرَافِدِ [He is a person of many gifts]. (A.) It is said in a trad., مِنِ اقْتِرَابَ السَّاعَةِ أَنْ يَكُونَ الفَىْءُ رِفْدًا [One of the signs] of the approach of the hour of resurrection shall be, that the tribute shall be a gratuity bestowed according to men's natural desires, and not according to right, or desert. (T, L.) b2: Aid, help, or assistance; (T, M, L, Msb;) as also مِرْفدٌ and مَرْفدٌ [app. ↓ مِرْفَدٌ and ↓ مَرْفَدٌ]; (M;) by a gift, and by giving milk to drink, and by a saying, and by anything. (T.) b3: A lot, share, or portion. (M, L.) b4: Also, (IAar, Ibn-El-Mubárak, T, S, M, A, L, K,) and ↓ رَفْدٌ, (El-Muärrij, T, S, M, L, K,) and ↓ مِرْفَدٌ, (S, M, L, K,) and ↓ مَرْفَدٌ, (M, L,) A large [drinking-cup, or bowl, of the kind called] قَدَح, (T, S, A, L, K,) in which a guest is given to drink: (S, L:) this is the meaning most known; and this meaning is assigned by Zj to the third of the words above, i. e. مِرْفَدٌ: (T:) or a large عُسّ, (M, L,) larger than the common عُسّ, which latter is a large قَدَح that holds enough to satisfy the thirst of three men, or four, or more; larger than the غَمَر: (L:) or a قَدَح, (Ibn-El-Mubárak, T, M, L,) of whatever size it be; accord. to some: (M, L:) in a قَدَح a she-camel is milked: (T:) or a vessel in which one milks. (El-Muärrij, T.) One says, هُرِيقَ رِفْدُهُ [His drinking-cup, or bowl, was emptied], meaning (tropical:) he was slain; a phrase similar to صَفِرَتْ وِطَابُهُ, and كُفِئَتْ جَفْنَتُهُ: (A:) or he died. (K.) And مَدَّ فُلَانٌ بِأَرْفَادِى [app. Such a one drew water with my bowls], meaning (tropical:) such a one aided me, or assisted me. (A, TA. [In my copy of the former, بِاءِرْفَادِى; which I think a mistranscription: in the latter, بِارْفَادِى]) رِفْدَةٌ A company such as is termed عُصْبَة, of men, (M, L,) [aiding one another: pl. رِفَدٌ: see De Sacy's Chrest. Ar., sec. ed., ii. 461.]

رَفُودٌ A she-camel that fills the [vessel called]

رِفْد or رَفْد at one milking: (S, A, K:) or that is constantly over her milking-vessel: or that yields an uninterrupted supply of milk: (IAar, L:) or that aids her owners by the abundance of her milk: (TA in art. ركد:) pl. رُفُدٌ. (L.) رِفَادَةٌ [A kind of pad, or stuffed thing, beneath a saddle;] a thing like the جَدْيَة of a horse's saddle, (S, Mgh, K,) for a beast: (K:) a support for the saddle of a horse or camel &c.: (M, L:) it is put beneath a horse's saddle in order that it may become raised thereby. (Lth, T.) b2: A piece of rag with which a wound, (S, K,) &c., (S,) is furnished as a compress (يُرْفَدُ بِهَا). (S, K.) b3: A contribution which the tribe of Kureysh made among themselves in the Time of Ignorance, for the purpose of purchasing for the pilgrims wheat, and raisins (S, M, K) for [the beverage called]

نَبِيذ: (S, M:) each gave according to his ability, and thus they collected a great sum, in the days of the assembling of the pilgrims; and they continued to feed the people until the end of those days: (M:) the رِفَادَة and سِقَايَة [i. e. the supplying these provisions and this beverage] pertained to the Benoo-Háshim; and the سِدَانَة [or service of the Kaabeh], and the لِوَآء [or banner], to the Benoo-'Abd-ed-Dár: (S:) the term رِفَادَةٌ used in relation to the feeding of the pilgrims is from رَفَدَهُ signifying “ he aided him by a gift ” &c.: (Mgh:) the first who performed this custom was Háshim Ibn-'Abd-Menáf. (T.) b4: One says also, هُوَ رِفَادَةُ صِدْقٍ لِى and صِدْقٍ ↓ رَفِيدَةُ, meaning (tropical:) [He is an excellent] aider, or helper, or assistant, to me. (A.) رَفِيدَةٌ: see what next precedes.

رَافِدٌ [act. part. n. of رَفَدَ; Giving, or giving a gift: and aiding, &c.]: pl. [رَافِدُونَ and] رُفَّدٌ. (TA.) You say, فُلَانٌ نِعْمَ الرَّافِدُ إِذَا حَلَّ بِهِ الوَافِدُ [Such a one is an excellent, or a most excellent, giver, or aider, when the comer alights at his abode]. (A, TA.) And أَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ رَافِدَةً عَلَيْهِ He gave the portion of his property that was due as the poor-rate, his soul being well pleased, or content, therewith, aiding him to do so. (L.) b2: One who is next in station to a king, [who aids him,] and who, when the latter is absent, occupies his place. (IB.) b3: (tropical:) A river that flows into, and augments, another river: you say نَهْرٌ لَهُ رَافِدَانِ (tropical:) A river that has two rivers flowing into it, and augmenting it. (A.) Hence, (A,) الرَّافِدَانِ is an appellation applied to (tropical:) The Tigris and Euphrates. (S, M, A, K.) b4: [Hence,] one says also, فُلَانٌ يَمْدُّ البَرِيَّةَ رَافِدَاهُ (tropical:) Such a one's two hands or arms [afford aid, or succour, to mankind]. (A.) رَافِدَةٌ a word of the measure فَاعِلَةٌ [app. as meaning A thing that aids, helps, or assists,] from الرَّفْدُ signifying “ the act of aiding, helping, or assisting. ” (TA.) رَوَافِدُ [is its pl., and] signifies The rafters, or beams, or timbers, (خَشَب, S, Mgh, K, or خُشُب, M,) of a roof, (IAar, S, M, Mgh, K,) over which are laid [planks, or only] the bundles of reeds, or canes, called حَرَادِىّ; (IAar, L in art. حرد;) as also رَافِدَاتٌ. (S, M.) A poet says, (describing a house, S in art. بخ,) رَوَافِدُهُ أَكْرَمُ الرَّافِدَاتِ [Its rafters are the most excellent of rafters]. (S, M.) بَنُو أَرْفَدَةَ, (S, K,) or أَرْفِدَة, which latter is the more common and more approved, (TA,) mentioned in a trad., (S,) A class of the Abyssinians, (S, K,) who danced: (S:) or a surname of them: or they were so called from the name of their chief ancestor, (TA.) تَرْفِيدٌ, a subst., like تَمْتِينٌ, and تَنْبِيتٌ, The posteriors of a woman. (IAar, M.) مَرْفَدٌ, and its pl. مَرَافِدُ: see رِفْدٌ, in four places.

مِرْفَدٌ, and its pl. مَرَافِدُ: see رِفْدٌ, in four places. b2: Also A piece of stuff, or a thing like a pillow, with which a woman small in the posteriors makes those parts to appear large. (S, K. *) مَرَافِيدُ [a pl. of which the sing. (probably مِرْفَادٌ, like مِغْزَارٌ and مِدْرَارٌ &c.,) is not mentioned,] Ewes, or she-goats, whose milk does not cease (S, K) in summer nor in winter. (S.)
رفد
: (الرِّفْدُ، بِالْكَسْرِ: العَطَاءُ والصِّلَةُ) وَمِنْه الحَدِيث: (من اقْتراب السَّاعَةِ أَن يكونَ الفَيءُ رِفْداً) أَي صِلَةً وعَطيَّةً، يُريدُ أَن الخَرَاجَ والفَيْءَ الَّذِي يَحْصُل وَهُوَ لجمَاعَة المسلمينَ أَهْل الفَيْءِ يصير صِلَاتٍ وعَطَايا، ويُخَصُّ بِهِ قَوْمٌ دُونَ قَوْم على قَدْر الهَوَى، لَا بِالِاسْتِحْقَاقِ، وَلَا يُوضَعُ مَوَاضعَه.
(و) الرَّفْد، (بِالْفَتْح) ، العُسُّ، وَهُوَ (القَدَحُ الضَّخْمُ) يُرْوِي الثّلاثةَ والأَربعةَ، والعِدَّةَ وَهُوَ أَكبَرُ من الغُمَر، والرَّفْد أَكبرُ مِنْهُ، وعَمّ بعضُهم بِهِ القَدَحَ أَيَّ قَدْرٍ كَانَ (ويُكسر) . (و) الرَّفْد بِالْفَتْح (مَصدرُ رَفَدَه يَرْفِدُهُ) رَفْداً، من حَدّ ضَرَب: (أَعْطَاهُ. والإِرْفَادُ: الإِعَانَةُ والإِعْطاءُ) ، وَقد رَفَده وأَرْفَدَه: أَعانَهُ، وَالِاسْم مِنْهُمَا الرِّفْد.
(و) الإِرفاد: (أَن تَجْعَلَ للدَّابَة رِفَادَةً) ، قَالَه الزّجّاج، (كالرَّفْد) ، بِالْفَتْح، قَالَه أَبو زيد، رَفَدْتُ على الْبَعِير أَرْفِد عَلَيْهِ رِفْداً، إِذا جَعَلْت لَهُ رِفادَةٌ، (وَهِي) دِعَامَة السَّرْجِ والرَّحْل، وَغَيرهمَا.
وَقَالَ الأَزهَريّ: هِيَ (مثْل جَدْيَة، السَّرْج) وَقَالَ الليْث: رَفَدْت فلَانا مَرْفَداً، وَمن هَذَا، أَخذتْ رِفادَة السَّرْج مِن تَحْتَهُ حَتَّى يَرتفع.
(و) الرِّفَادة (أَيضاً: خِرْقةٌ يُرْفَدُ بهَا الجُرْحُ) وغيرُه.
(و) الرِّفادَة: (شيْءٌ) كَانَت (تَترَافدُ بِهِ قُرَيشٌ فِي الجَاهليّة) (فتُخْرج فِيمَا بينهَا) كُلُّ إِنسان (مَالا) بقَدر طاقَته و (تَشترِي بِهِ للحَاجِّ طَعاماً وزَبيباً للنَّبيذ، فَلَا يَزالون يُطْعِمون لنَّاسَ حَتَّى تَنقضِيَ أَيّامُ مَوْسِم الحَجِّ. وَكَانَت الرِّفادةُ والسِّقايةُ لبني هاشمٍ، والسِّدانةُ واللِّوَاءُ لبنِي عبد الدَّار، وَكَانَ أَوّل قَائِم بالرِّفادة هَاشم بن عبد مَناف، وسُمِّيَ هاشماً لهَشْمه الثَّريدَ.
(و) من الْمجَاز: نَهرٌ لَهُ رَافدانِ نَهْرَانِ يَمُدّانه و (الرّافدانِ: دِجْلة والفُراتُ) ، لذالك، قَالَ الفرزدق يُعاتب يَزيدَ بن عبد المَلك فِي تَقْدِيم أَبي المُثَنَّى عُمَرَ بن هُبَيْرَة الفزاريّ على الْعرَاق، ويَهْجُوه:
بَعَثْتَ إِلى العِرَاقِ ورافدَيْه
فَزَارِيًّا أَحذَّ يَدِ القَمِيصِ
أَراد أَنه خَفيفٌ، نَسبَه إِلى الخِيانة.
(والارْتفادُ: الكَسْبُ) وارتفدَ المالَ: اكتسَبَه، قَالَ الطِّرِمَّاح:
عَجَباً مَا عَجِبتُ مِن واهِبِ الما
لِ يُبَاهِي بِهِ ويَرْتفِدُهْ
ويُضِيُع الّذِي قَدَ أوجَبَهُ اللهُ
عَليْهِ فليسَ يَعْتمِدُهْ وَفِي الأَساس: ارتَفدْت مِنْهُ: أَصَبْت من رِفْده.
(والاسْتِرْفاد: الاسْتعَانة) يُقَال اسْتَرْفدْته فأَرفدَنِي.
(والتَّرَافُدُ: التَّعاوُن) والمُرَافَدة: المُعَاوَنة. (سقط:
(و) من الْمجَاز: رَفَّدُوا فلَانا ورَفَّلُوه، (التَّرْفيد) والتَّرْفيل (: التَّسْويدُ والتَّعْظيم) ورُفِّد فلانٌ: سُوِّدَ وعُظِّم، ورَفَّدُوه: مَلَّكُوه أمرَهم.
(و) التَّرفِيد: (شبْهُ الهَرْوَلَة) ، وَفِي بعض الأُمَّهات: شِبْهُ الهَمْلَجِة، وَقَالَ أُمَيَّة بن عائِذٍ الهُذَلِيّ:
وإنْ غُضَّ من غَرْبهَا رَفَّدَتْ
وَشِيجاً وأَلْوَتْ بجَلْسٍ طُوَالِ
أَراد بالجَلْسِ أَصْلَ ذَنَبها
(و) المِرْفَدُ، (كَمِنْبَرٍ: العُظَّامَةُ) تتَعظَّم بهَا المَرأَةُ الرّسحاءُ.
(و) مَلأَ رِفْدَه ومِرْفَدَه، تقدّم ذِكْرُ الِرَّفْد هُوَ والمِرْفَد: (القَدَحُ الضَّخْمُ) الَّذِي يُقْرَى فِيهِ الضَّيفُ، وَلَو قَالَ عِنْد ذكر الِرَّفْد: كمِرْفَدٍ، كمِنْبَرٍ، لسَلِمَ من التّكْرَار.
(والمَرافيدُ: الشَّاءُ لَا يَنْقَطِعُ لَبَنُها) صيفاً وَلَا شِتاءً.
(والرَّفُود) كصَبورٍ: (ناقةٌ تَمْلأُ الَّرِفدَ) ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح، أَي القَدَحَ (بحَلْبةٍ واحدةٍ) ، وَقيل: هِيَ الدائمةُ على مِحْلَبِها، عَن ابْن الأَعرابِيّ. وَقَالَ مَرَّةً: هِيَ الّتي تُتَابِع الحَلَبَ، والجمْع رُفُدٌ، وَفِي حديثِ حَفْرِ زَمْزَمَ:
أَلَمْ نَسْقِ الحَجِيجَ ونَنْ
حَرِ المِذْلاَقَةَ الرُّفُدَا
(و) فِي الحَدِيث: " أَنه قَالَ للْحَبَشَة: دُونَكُمْ يَا بني أَرْفدَةَ ") بَنُو أَرْفَدَةَ كأَزْفَلَةَ) مُقْتَضَاهُ أَن يكون بِفَتْح الفاءِ وَهُوَ مَرْجُوح، وَالْكَسْر هُوَ الأَكثر كَمَا فِي " النِّهَايَة "، و " شرح الكِرْماني " على البخاريّ: (جِنْسٌ من الحَبَشَةِ) كَمَا فِي " توشيح الْجلَال "، أَو لَقَبٌ لَهُم، أَو اسمُ أَبِيهم الأَكبرِ، يُعْرَفُون بِهِ. (والرَّفْدَة) ، بِفَتْح فَسُكُون: (مَاءَةٌ السَّوارقِيَّة) فِي سَبَخَةٍ.
(ورُفَيْدَةُ) مُصغَّراً: أَبو (حَيٍّ) من الْعَرَب، (وَيُقَال لَهُم الرُّفَيْدَاتُ) ، كَمَا يُقَال لآل هُبَيْرَةَ: الهُبَيْرَات.
(وسَمَّوْا، رافِداً، و) رُفَيْداً ومُرفِداً (كَزُبَيْر ومُظْهِرٍ) .
(و) من المَجَاز: (هُرِيقَ رِفْدُهُ) ، إِذا (ماتَ) أَو قُتِل، كَمَا يُقَال: صَفِرَتْ وِطَابُه، وكُفِئتْ جَفْنَتُه.
(والرَّوافِدُ: خَشَبُ السَّقْفِ) ، وأَنشد الأَحمر:
رَوَافِدُهُ أَكرَمُ الرَّافِداتِ
بَخٍ لكَ بَخَ لِبَحْرٍ خِضَمْ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الرَّافِدُ هُوَ الذِي يَلِي المَلِكَ ويَقُوم مَقَامَه إِذا غَابَ، أَورَدَه ابنُ بَرّيّ فِي حَواشِيه، وأَنشد قَول دُكَيْن:
خيرُ مرىءٍ جاءَ من مَعَدِّهِ
مِنْ قَبْلِهِ أَو رافداً مِن بَعْدِهِ
والرَّافِدةُ: فاعِلة من الرَّفْد، وَهُوَ الإِعانة، يُقَال: رَفَدْته: أَعَنْتُه. وَلَا أَقومُ إِلّا رِفْداً، أَي إِلَّا أَن أُعانَ على القِيَام. وَفِي حَدِيث وَفْد مَذْحِجٍ: (حَيٌّ حُشَّدٌ رُفَّدٌ) ، جمع حاشِدٍ وَرافِدٍ، والرَّفْد: النَّصِيب. وَقَالَ الزَّجَّاج: كلُّ شيْءٍ جعلتَه عَوْناً لشيْءٍ أَو استَمْدَدْتَ بِهِ شَيْئا فقد رَفَدْتَه، يُقَال عَمَدْتُ الحائِطَ وأَسْنَدْته، ورَفَدْتُه، بِمَعْنى واحدٍ، وَهُوَ مَجَاز.
وفُلانٌ نِعْمَ الرافِدُ، إِذا حَلَّ بِهِ الوافِدُ.
والرَّافِدة: العُصْبَة من النّاس.
والتَّرْفيد: العَجِيزة، اسمٌ كالتَّمْتِينِ، والتَّنْبِيتِ، عَن ابْن الأَعرابيّ، وأَنشد:
تَقُولُ خَوْدٌ سَلِسٌ عُقُودُها
ذَاتُ وِشَاحٍ حَسَنٌ تَرْفِيدُهَا
متَى تَرَانَا قائمٌ عَمُودُهَا
أَي نُقيم فَلَا نَظْعَن، وإِذا قامُوا قَامَت عُمُدُ أَخبِيَتِهِم، فكأَنَّ هاذه الخَوْدَ مَلَّت الرِّحْلَةَ لِنَعْمَتِهَا، فسأَلْت مَتى تكون الإِقامَةُ والخَفْضُ.
وفُلانٌ يَمُدُّ البَرِيَّةَ رافِداه: يَدَاهُ وَهُوَ مجَاز.
وَهُوَ رِفَادَةُ صِدْقٍ لي، ورَفِيدَةُ صِدْقٍ: عَوْنٌ.
ومَدَّ فُلانٌ بأَرْفادي: نَصَرَنِي وأَعانَنِي. وكل ذالك مجَاز.

لوث

لوث: من لاث به: اتباعه أو أشياء (محمد بن لوّث) (بالتشديد): حقّر، أهان (فوك).
لوّث: غسل (باين سميث 1223، 1342).
تلوّث: تحقّر، أهين (فوك).
التاث: التفّ، مثل الوتر حول وتد الآلة الموسيقية (معجم مسلم).
التاث: وهن ففي (ابن عبد الملك 139): وقد كان أصابه حينئذ التياث لزم من اجله داره (مرض الكآبة)؛ وبالمعنى المجازي (مخطوطة ابن خلدون 7:4): كانت طاعتهم ملتاثة، ومن هنا كانت كلمة التيث تفيد معنى الميل إلى العصيان أو الذهن المفتن (ابن الابار 3:123) وفي معجم البلاذري): ملتاث في الحديث عن القطر من الأقطار أو في وصف مدينة مشاغبــة أو تميل إلى الثورة أو العصيان. ورد في المعجم نفسه التاث على فلان: ثار عليه.
لَوث: في محيط المحيط (باطن الخفّ لا يخلو عن لوث أي دنس ونجاسة).
لوث: قيام ظرف يستدعي الشك القوي في ادعاء المدعي (فنسنت دراسات 68 وفي محيط المحيط): شبه الدلالة والبينة الضعيفة الغير كاملة (معجم التنبيه، مخطوطة القيرواني 620، 621 المارودي 368، 16 حيث يجب أن نقرأ ومع الدعوى اللوث ونضرب صفحاً عن العفل ألوث الذي أورده الناشر) (ابن بطوطة 440:3): وسجنته بسبب الدعوى للوث ظهر عليه.
لوثة: خسة، حقارة (فوك vilitas) .
لَوْثي: دنيء، خسيس (فوك).
لَوثية: خسة، حقارة (فوك).
ألوث: فسّرها (الكامل 17: 68) ب: أهوج.
(لوث) فِي الْأَمر لوثا أَبْطَأَ فِيهِ وَفُلَان بطؤ كَلَامه وكل لِسَانه وَضعف واسترخى وحمق ومسه الْجُنُون فَهُوَ ألوث وَهِي لوثاء (ج) لوث
ل و ث: (لَوَّثَ) ثِيَابَهُ بِالطِّينِ (تَلْوِيثًا) لَطَّخَهَا. وَ (لَوَّثَ) الْمَاءَ كَدَّرَهُ. 
(لوث) الشَّيْء بالشَّيْء خلطه بِهِ ومرسه وَيُقَال لوث الشَّيْء فِي التُّرَاب لطخه بِهِ وَالشَّيْء دلكه فِي المَاء بِالْيَدِ حَتَّى انْحَلَّت أجزاؤه وَفُلَانًا عَن كَذَا حَبسه وَالْمَاء كدره
ل و ث : اللَّوْثُ بِالْفَتْحِ الْبَيِّنَةُ الضَّعِيفَةُ غَيْرُ الْكَامِلَةِ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ الضَّعِيفِ الْعَقْلِ أَلْوَثُ وَفِيهِ لَوْثَةٌ بِالْفَتْحِ أَيْ حَمَاقَةٌ.

وَاللُّوثَةُ بِالضَّمِّ الِاسْتِرْخَاءُ وَالْحُبْسَةُ فِي اللِّسَانَ.

وَلَوَّثَ ثَوْبَهُ بِالطِّينِ لَطَّخَهُ وَتَلَوَّثَ الثَّوْبُ بِذَلِكَ. 
(ل و ث) : (لَوَّثَ) الْمَاءَ كَدَّرَهُ (وَلَوَّثَ) ثِيَابَهُ بِالطِّينِ أَيْ لَطَّخَهَا فَتَلَوَّثَتْ وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ بَاطِنُ الْخُفِّ لَا يَخْلُو عَنْ لَوْثٍ أَيْ عَنْ دَنَسٍ وَنَجَاسَةٍ كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ هَذَا وَمِنْهُ " بَيْنَهُمْ لَوْثٌ وَعَدَاوَةٌ " أَيْ شَرٌّ أَوْ طَلَبٌ بِحِقْدٍ وَعَنْ مَالِكٍ فِي الْقَسَامَةِ إذَا كَانَ هُنَاكَ لَوْثَةٌ اُسْتُحْلِفَ الْأَوْلِيَاءُ خَمْسِينَ يَمِينًا وَاقْتُصَّ مِنْ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ (246 / ب) قَالَ: وَاللَّوْثَةُ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ عَلَامَةُ الْقَتْلِ فِي وَاحِدٍ بِعَيْنِهِ أَوْ تَكُونَ هُنَاكَ عَدَاوَةٌ ظَاهِرَةٌ وَكَأَنَّهَا مِنْ الْأَوَّلِ بِزِيَادَةِ الْهَاءِ وَأَمَّا (اللُّوثَةُ) بِالضَّمِّ فَالِاسْتِرْخَاءُ وَالْحُبْسَةُ فِي اللِّسَانِ.
[لوث] نه: فيه فلما انصرف من الصلاة "لاث" به الناس، أي اجتمعوا حوله، لاث يلوث وألاث، والملاث: السيد تلاث به الأمور، أي تقرن به وتعقد. وفيه: كنا معه صلى الله عليه وسلم إذا التاثت راحلة أحدنا طعن بالسروة في ضبعها، أي إذا أبطأت في سيرها نخسها بالسروة وهو نصل صغير، من اللوثة: الاسترخاء والبطء. ومنه: إن رجلا به لوثة فكان يغبن في البيع أي ضعف في رأيه وتلجلج في كلامه. وفيه أن رجلا وقف عليه فلاث لوثا من كلام في دهش أي لم يبينه ولم يشرحه. وقيل: هو من اللوث الطي والجمع من لثت العمامة. ومنه: فحللت من عمامتي لوثة أو لوثتين، أي لفة أو لفتين. وح: الأسقية التي تلاث على أفواهها، أي تشد وتربط. ن: هو بضم تحتية أي يلف الخيط، وروي بضم فوقية أي تلف الأسقية. نه: ومنه: إن امرأة عمدت إلى قرن من قرونها فلاثته بالدهن أي أدارته، وقيل: خلطته. وفيه: ويل للواثين الذين يلوثون مثل البقر، ارفع يا غلام ضع يا غلام. الحربي: أظنه الذين يدار عليهم بألوان الطعام، من اللوث: إدارة العمامة. وفي ح: القسامة ذكر اللوث، وهو أن يشهد شاهد على إقرار المقتول قبل أن يموت أن فلانا قتلني، أو يشهد شاهدان على عداوة بينهما أو تهديد منه أو نحوها، وهو من التلوث التلطخ. غ: وفيه "لوثة"، أي شكيمة.

لوث


لَوِثَ(n. ac. لَوَث)
a. [Fī]
see supra
(f)
لَوَّثَa. Fouled (water).
b. [acc. & Bi], Soiled, bedaubed with.
c. Mixed.
d. see I (d)
& VIII (a).
أَلْوَثَ
(و)
a. Produced green herbage (land).
b. ( ا) [acc. & Bi], Mixed with.
c. [Bi & acc.], Gave to as a deposit.
d. Became luxuriant (plant).
e. see I (b)
تَلَوَّثَ
a. [Bi], Was soiled, soiled himself with.
b. [Bi], Was confused by.
إِنْلَوَثَa. Was confused, intricate.
b. [Bi], Was wound round.
c. Was collected.
d. ['Ala], Perplexed, confused.
e. Became strong; became fat.
f. Restrained himself.
g. Was slow.
h. see I (f)
& IV (d).
لَوْثa. Twist, fold.
b. Strength, vigour.
c. Determination.
d. Wounds.
e. Evil.
f. Rancour.
g. Palm-shoots.
h. see 3t (a) (b).
لَاثa. see 21 (a)
لُوْثَة []
a. see 1 (c) & 3t
(b).
c. Wound.

لُوْثَة []
a. Weakness; languor; slowness.
b. Stupidity.
c. Partial insanity.
d. Excitement.
e. Fatness.
f. Knotted rag.
g. Impediment ( in speech ).
h. see 1 (b)
لَوَثa. see 3t (a)
أَلْوَث [] (pl.
لُوْث)
a. Languid, slow.
b. Weak.
c. Stupid.
d. Strong, vigorous.

مَلَاث []
مِلْوَث [] (pl.
مَلَاْوِثُ مَلَاْوِثَة
مَلَاْوِيْثُ)
a. Centre, central point.
b. Mainstay.
c. Refuge.

لَائِث []
a. Tangled; entwined, twined.
b. [art.], Lion.
لِوَاثa. see 24t (b)
لُوَاثَة []
a. Company, troop.
b. Flour.

لَيِّث []
a. see 21 (a)
لَوِيْثَة []
a. see 24t (a)
لَيِّثَة []
a. femm. of
لَوِيْث
مُلَيَّث
a. [ N P. II I], Slow, dilatory.
[لوث] اللوثَةُ بالضم: الاسترخاء والبطء. واللوثَةُ أيضاً مسُّ جنون. واللوثَةُ أيضاً: الهَيْجُ. ويقال أيضاً: ناقة ذات لوثَةٍ، أي كثيرة اللحم والشحم، ذات هَوَجٍ. واللَوْثُ بالفتح: قال الشاعر : بذات لوث عَفَرْناةٍ إذا عَثَرَتْ * فالتَعْسُ أدنى لها من أن يقال لَعا ولاث العمامة على رأسه يلوثها لوثا، أي عصبَها. ولاثَ الرجلُ يَلوثُ، أي دار. وفلان يَلوثُ بي، أي يلوذ بي. والالتِياث: الاختلاط والالتفاف. يقال: الْتاثَتِ الخُطوبُ. والْتاثَ برأس القلم شَعَرَةٌ. والْتاثَ في عمله: أبطأ. وما لاثَ فلانٌ أن غلب فلاناً، أي ما احتبس. ولوَّثَ ثيابَه بالطين، أي لطخَها. ولَوَّثَ الماءَ، أي كدَّرَهُ. واللَويثَةُ على فَعيلَةٍ: الجماعةُ من قبائل شتَّى. والممن الرجال: البطئ لسمنه. ورجل ألوث، فيه استرخاء بيِّن اللَوَثِ. وديمَةٌ لَوْثاءُ. واللِيثُ بالكسر: نبات ملتفٌّ، صارت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. الكسائي: يقال للقوم الأشراف: إنَّهم لَمَلاوِثُ، أي يُطافُ بهم ويُلاثُ، الواحد مَلاثٌ، والجمع مَلاوِثُ. وقال: هَلاَّ بَكَيْتِ مَلاوِثاً * من آلِ عبدِ مناف ومَلاويثُ أيضاً: وقال : كانوا مَلاويثَ فاحتاجَ الصديقُ لهم * فَقْدَ البلادِ إذا ما تُمْحِلُ المَطَرا وكذلك المَلاوِثَةُ. وقال: مَنَعْنا الرَعْلَ إذ أَسْلَمْتُموهُ * بفِتْيانٍ مَلاوِثَةٍ جلاد
ل و ث

لاث العمامة على رأسه. قال:

عقيليّة أمّا ملاث إزارها ... فدعصٌ وأمّا خصرها فبتيل

ولوّث الأمر: لبّسه. ولوّث التبن بالقت: خلطه، وتلوث بالطّين. وتلوث بفلان رجاء منفعة: لاذ به وتلبّس بصحبته: والتاثت عليه الأمور: التبست. والتاثت بالقلم شعرة. والتاث في عمله: أبطأ. والتاث في كلامه: عيّ بحجته. والتاث بالدم: تلطّخ به. قال أبو دؤاد:

لا تكونّن كملتاث الضحى ... بدم القتل وما كان قتل

جعل الضحى ملتاثاً والالتياث للرجل. وبه لوثة: مسّ جنون. قال:

وإني على ما فيّ من عنجهيّتي ... ولوثة أعرابيّتي لأديب

وناقة ذات لوثٍ: سمن وقوة. وفيه لوثة: استرخاء.

ومن المجاز: هو ملاث من الملاوث: للسيد الذي تلاث به الأمور. قال:

هلا بكيت ملاوثاً ... من آل عبد مناف

وكان يقال لحمزة: ابن الملاوث. ولاث الضّباب بالجبل. قال المرّار الفقعسي:

تضمن ماءها متمرّدات ... من اللائي يلوث بها الضباب

وقال الأعشى:

وإذا يلوث لغامه بسديسه ... ثنيّ وهب هبابه وتزيّدا

أي جاء بسير بعد سير وتكلّف الزيادة فيه.
(لوث) - في حديث: "امرأة مِن بَنِى إسرَائيل فعَمدَت إلى قَرْنٍ مِن قُرونِها فلَاثَتْه بالدُّهْنِ"
: أي أَدَارَتهُ، وقيل: خَلطَتْه. والَّلائِثُ من الشَّجَرِ وَالنّباتِ: مَا اخْتلطَ والْتبَس. وَلَاوَثَه: خَالَطَه في الشِّراءِ وَالبَيْع.
وَاللَّيِّثُ مِنَ النَّبَات: المُختَلِط رَطْبُه بيَابِسِه.
- وفي حديث ابنِ جَزْءٍ: "وَيلٌ لِلَّوَّاثِين الذين يَلُوثُون مِثْلَ البَقَرِ ارْفَعْ يَا غُلَامُ، ضَعْ يَا غُلامَ"
قال الحَرْبىُّ: أَظُنُّه الذين يُدَارُ عليهم بأَلوانِ الطعَام؛ لأنَّ اللَّوْثَ: إدَارَةُ العِمامَة والإِزَار وَنَحوهما مرَّتَين فَصاعِدًا.
- في حديث ابن عُمَر - رَضىَ الله عنهما -: "أَنَّ رَجُلاً كان بِلسَانِهِ لُوْثَةٌ، فقَال: قُلْ لا خِلَابَةَ ".
الُّلوثَةُ: الحُبْسَةُ في اللِّسَان لا يكاد يُخرج الكَلِمةَ إلَّا بَعد جَهدٍ، وهي بضَمّ الّلام؛ وقد يكون الاسترخَاءَ والضَّعْف أَيضاً. وقد لَاثَ لِسَانُه: لاكَه. والألْوَثُ: العَيىُّ الثَّقِيلُ والضَّعِيفُ والقَوِىُّ أيضاً. والْتَاث: أُفْحِمَ، فهو ألْوَثُ، وهي لَوْثَاءُ. - واللَّوْثُ في القَسَامَةِ .
: أن يَشْهَد شاهِدٌ واحدٌ على إقرَار المَقْتُولِ أنّ فلانا قَتلَنِى، أو شاهدَان على عَدَاوةٍ بينهما، أو تَهدِيدٍ منه له، أَو نحو ذلك مِن التَلوُّث، وهو التَّلطُّخ.
يقال: لَاثَه في التُّراب ولَوَّثَه فَتَلَوَّثَ، وهو مِن الإدَارَةِ أيضاً.
لوث: اللَّوْثُ: إدَارَةُ الإِزَارِ مَرَّتَيْنِ. ويُقال: لاثٍ ولائِثٌ على القَلْبِ.
ولاثَ به: بمَعْنى لاذَ به، وكذلك تَلَوَّثَ به، وهو يَلُوْثُ به ويَلُوْذُ. ويُقال للأشْرَافِ: مَلاَوِثُ؛ لذلك، ومَلاَوِثَةُ: مِثْلُه.
وكانَ يُقال لحَمْزَةَ رَحِمَه اللهُ: ابْنُ المَلاَوِثِ؛ والواحدُ مَلاَثٌ. وهو من الرِّجَالِ: الصِّنْدِيْدُ. ويُقال: تَلَوَّثْتُ به أيضاً.
وناقَةٌ ذاتُ لَوْثٍ: أي ضَخْمَةٌ لا يَمْنَعُها ذاكَ من سُرْعَةٍ.
ورَجُلٌ ألْوَثُ: قَوِيٌّ.
والْتَاثَ البَعِيْرُ: سَمِنَ.
والأَلْوَثُ: الضَّعِيْفُ أيضاً، من الأضْدَادِ.
ودِيْمَةٌ لَوْثَاءُ: تُلَوِّثُ النَّبَاتَ بَعْضَه على بَعْضٍ. واللاّئِثُ من الشَّجَرِ والنَّبَاتِ: ما الْتَبَسَ واخْتَلَطَ.
والْتَاثَ فلانٌ في عَمَلِهِ: أي أبْطَأَ فيه، وفي كَلامِه: إذا أُفْحِمَ.
ولاثَ لِسَانَه: أي لاَكَها.
واللُّوْثَةُ: الحُبْسَةُ في اللِّسَانِ. وهو أيضاً: الاسْتِرْخَاءُ والضَّعْفُ.
واللُّوثَةُ: الأحْمَقُ في فَعَالِه.
والأَلْوَثُ: العَيِيُّ. والثَّقِيْلُ أيضاً، فَرَسٌ ألْوَثُ.
وهُمْ لُوَاثَةُ المائةِ ولَوْثُها: أي قَرِيْبٌ من المائةِ أو أكْثَرُ قَلِيلاً.
واللَّوِيْثَةُ: جَمَاعَةٌ من النّاسِ من قَبَائِلَ شَتّى. وفلانٌ في لَوِيْثَةٍ ولُوَاثَةٍ.
وفلانٌ لُوَاثَةٌ: يَتَلَوَّثُ في كُلِّ شَيْءٍ ويَتَلَطَّخُ.
وألَثْتُ به مالي: إذا اسْتَوْدَعْته إيّاه؛ إلاَثَةً. واللاُّثَةُ: المالُ. ولاوَثَه يُلاَوِثُه: أي خالَطَه في الشِّرى والبَيْعِ.
ولاثَني فلانٌ والْتَاثَني ولَوَّثَني عن كذا: أي حَبَسَني، ولُثْتُه: أي حَبَسْته.
ولم يُلِثْ أنْ فَعَلَ كذا: أي لم يَلْبَثْ ولم يُبْطِئْ، وما ألاَثَ بمَعْنَاه إلاَثَةً.
ولاثَ بالخَبَرِ: أي كَتَمَه. ولاثَ كَلاَمَه: لم يُصَرِّحْ به.
واللَّيِّثُ من النَّبَاتِ: بمَنْزِلَةِ الخَلِيْسِ من الشَّعْرِ وهو المُخْتَلِطُ يابِسُه برَطْبِه. والْتَاثَ رَأْسُه. والْتَاثَ الكَلأُ وألْوَثَ إلْوَاثاً. وألْوَثَتِ الأرْضُ: أنْبَتَتِ الرَّطْبَ في اليابِسِ.
واللُّوْثَاتُ: خِرْقَةٌ تُجْمَعُ ويُلْعَبُ بها، وهي اللُّوَثَةُ.
لوث
لاثَ/ لاثَ في يلُوث، لُثْ، لَوْثًا، فهو لائِث، والمفعول مَلوث
• لاث الشَّخْصُ الثَّوبَ: وسَّخه.
• لاث الشَّخْصُ الكلامَ: تمتم خجلاً، لم يُبَيِّنْه استحياءً.
• لاث الشَّخْصُ العمامةَ على رأسه: لفَّها وعصبها.
• لاث في الأمر: أبطأ فيه "لاث الطالبُ في الإجابة عن السؤال الشفهيّ". 

لوِثَ يلوَث، لَوَثًا، فهو ألوثُ
• لوِث الشَّخْصُ:
1 - حمُق.
2 - مسَّه الجنونُ. 

تلوَّثَ يتلوَّث، تلوُّثًا، فهو مُتلوِّث
• تلوَّثَ الثَّوبُ: مُطاوع لوَّثَ: تلطَّخ، توسَّخ "طعام مكشوف معرَّض للتلوُّث".
• تلوَّث الماءُ/ تلوَّث الهواءُ ونحوُه: خالطته موادُّ غريبة ضارّة "تلوَّث الهواءُ بعوادم السَّيّارات".
• تلوَّثتِ الطَّبيعةُ: وُضعت فيها أوساخٌ وقاذورات ونحوها. 

لوَّثَ يلوِّث، تلويثًا، فهو مُلوِّث، والمفعول مُلوَّث
• لوَّث ثيابَه وغيرَها: لطَّخها ووسَّخها "لوَّث سمعتَه- طعامٌ ملوَّث- ماله ملوَّثٌ: مُكتَسَب بطرق غير مشروعة".
• لوَّث الماءَ: كدَّره، أوسخه، أفسده وغيّره.
• لوَّث البيئَةَ: وضع فيها أوساخًا وقاذورات "لوَّثتِ المصانعُ الهواءَ- لوَّث المكانَ بالقاذورات- لوَّث المدينة بدخان معمله". 

ألوثُ [مفرد]: ج لُوث، مؤ لَوْثاءُ، ج مؤ لوثاوات ولُوث: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لوِثَ. 

تلوُّث [مفرد]: ج تلوّثات (لغير المصدر):
1 - مصدر تلوَّثَ.
2 - فساد القيم والمبادئ الأخلاقيَّة "تلوُّث الأفكار".
3 - (جو) فساد الجوّ والبيئة ومياه البحار الناتج عن مجمل الإفرازات الكيميائيّة والذريَّة "تلوّث الأرض من الإشعاع النووي". 

لائث [مفرد]: اسم فاعل من لاثَ/ لاثَ في. 

لَوْث [مفرد]: مصدر لاثَ/ لاثَ في. 

لَوَث [مفرد]: مصدر لوِثَ. 

لَوْثة [مفرد]: ج لَوْثات ولَوَثات: اسم مرَّة من لوِثَ: حماقة، جنون "فيه لَوْثة". 

لُوثة [مفرد]: ج لُوثات: حماقة، مسُّ الجنون "أصابته لُوثَة في عقله". 
[ل وث] اللَّوْثُ البُطْءُ في الأَمْرِ لَوِثَ لَوَثًا والْتاثَ وهو أَلْوَثُ ورَجُلٌ ذُو لُوثَةٍ بَطيءٌ مُتَمكِّثٌ ذُو ضَعْفٍ والأَلْوَثُ الأَحْمَقُ كالأَثْوَلِ قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ

(إذا ما غَزَا لم يُسْقِطِ الخَوْفُ رُمْحَه ... ولم يَشْهَدِ الهَيْجَا بأَلْوَثَ مُعْصَمِ)

واللُّوَثَةُ كالأَلْوَثِ واللُّوثَةُ واللَّوْثَةُ الحُمْقُ والاسْتِرخاءُ والضَّعْفُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وقِيلَ هي بالضَّمِّ الضَّعْفُ وبالفَتْح القُوَّةُ والشِّدَّةُ وناقَةٌ ذاتُ لَوْثَةٍ ولَوْثٍ أي قُوَّة واللَّيْثُ الأَسَدُ زَعَم كُراع أَنّه مُشْتَقٌّ من اللَّوْثِ الَّذِي هو القُوَّة فإِن كان ذلِك فالياءُ مُنْقَلِبَةٌ عن الواو وليسَ هذا بقَوِيٍّ لأَنّ الياءَ ثابِتَةٌ في جَمِيع تَصارِيفِه وقد تَقَدَّم في الياءِ والأَلْوَثُ البَطِيءُ الكَلامِ الكَلِيلُ اللِّسانِ والأُنْثَى لَوْثاءُ والفِعْلُ كالفِعلِ ولاثَ الشَّيْءَ لَوْثًا أَدارَهُ مَرَّتَيْنِ كما تُلاثُ العِمامَةُ والإزارُ ولاثَ يَلُوثُ لَوْثًا لَزِمَ ودارَ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ ... )

(من عَزَبٍ لَيْسَ بذِي مَلاثِ ... )

أي لَيْسَ بذِي دارٍ يَأْوِي إِلَيْها ولا أَهْلٍ ولاثَ الشَّجَرُ والنَّباتُ فهو لائِثٌ ولاثٌ ولاثٍ لَبِسَ بَعْضُه بَعْضًا وتَنَعَّمَ وكذلِك الكَلأُ فأَمّا لائِثٌ فعَلَى وَجْهِه وأَمّا لاثٌ فقَدْ يَكُون فَعِلاً كبَطِرٍ وفَرِقٍ وقَدْ يَكُون فاعِلاً ذَهَبَتْ عينُه وأَمّا لاثِ فمَقْلُوبٌ عن لائِثٍ ووَزْنُه فالِعٌ قالَ

(لاثٍ بهِ الأشاءُ والعُبْرِيُّ ... )

وشَجَرٌ لَيِّثٌ كلاثٍ والْتاثَ وأَلاثَ وأَلْوَث كلاثَ وقد لاثَهُ المَطَرُ ولَوَّثَه وأَلْوَثَ الصِّلِّيانُ يَبِسَ ثم نَبَتَ فيه الرَّطْبُ بعدَ ذلك وقد يَكُونُ في الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ ولا يَكادُ يُقال في الثُّمامِ ولكن يُقالُ فيه بَقَلَ ولا يُقالُ في العَرْفَجِ أَلْوَثُ ولكِن أَدْبَى وامْتَعَسَ زِئْبِرُه ودِيمَةٌ لَوْثاءُ تَلُوثُ النَّباتَ بَعْضَه على بَعْضٍ وكُلُّ ما خَلَطْتَه ومَرَسْتَه فقد لُثْتَه ولَوَّثْتَه كما تَلُوثُ الطِّينَ بالتٍّ بْنِ والجِصَّ بالرَّمْلِ وإن المَجْلِسَ ليَجْمَعُ لَوِيثَةً من النّاسِ أي أَخْلاطًا لَيْسُوا من قَبِيلَةٍ واحِدَةٍ وناقَةٌ ذاتُ لَوْثٍ أي لَحْمٍ وسِمَنٍ قد لِيثَ بِها والمَلاثُ والمِلْوَثُ السَّيِّدُ الشَّرِيفُ لأنَّ الأُمُورَ تُلاثُ بهِ وتُعْصَبُ أَنْشَدَ يَعْقُوب

(هَلاّ بَكَيْتَ مَلاوِثًا ... من آلِ عَيْدِ مَنافِ)

فأَمّا قَوْلُه

(كانُوا مَلاوِيثَ فاحْتاجَ الصَّدِيقُ لهم ... فَقْدَ البِلادِ إِذا ما تُمْحِلُ المَطَرَا)

إنَّما أَلْحَق الياءَ لإتْمامِ الجُزْءِ ولو تركه لغنى عنه واللِّثَةُ مَغْرِزُ الأَسْنانِ من هذا البابِ في قَوْلِ بَعْضِهم لأَنَّ اللَّحْمَ لِيثَ بأُصُولِها ولاثَ الوَبَرَ بالفَلْكَةِ أَدارَه لَها قال امْرُؤُ القيس

(إِذا طَعَنْتُ به مالَتْ عِمامَتُه ... كما يُلاثُ برَأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ) ولاثَ به يَلُوثُ كَلاَذَ وإِنَّه لنِعْمَ المَلاثُ للضِّيفانِ أي المَلاذُ وزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّ ثاءَ لاثَ هاهُنا بَدَلٌ من ذالِ لاذَ واللُّوثُ فِراخُ النَّحْلِ عن أَبِي حَنِيفَةَ

لوث

1 لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He folded a thing: (IAar, IKt:) and twisted it. (IAar.) These are the original meanings. (IAar, IKt.) b2: He turned a thing round twice; as a turban is turned round, and an إِزَار. (TA.) b3: He bound, or wound round, a turban. (K.) Yousay لَاثَ العَمِامَةَ عَلَى رَأْسِهِ, aor. and inf. n. as above, He bound, or wound round, the turban on his head. (S.) b4: لَاثَ الوَبَرَ بِالفَلْكَةِ He wound the camel's hair round the whirl of the spindle. (TA.) b5: الأَسْقِيَةُ الِتَّى تُلَاثُ عَلَى أَفْوَاهِهَا The skins that are bound and tied round their mouths. (TA, from a trad.) b6: لَاثَ, aor. ـُ He (a man) went round about; syn. دَارَ. (S.) b7: لَاثَ بِشَىْءٍ He went round about a thing; syn. طاف به. (TA.) b8: لَاثَ بِهِ النَّاسُ, and ↓ الاث, The people collected around him. (TA, from a trad.) b9: لَاثَتْ قَرُنًا مِنْ قُرُونِهَا بِالدُّهْنِ She surrounded, or, as some say, intermixed [one of her locks of hair with ointment]. (TA, from a trad.) b10: لَاثَ, and ↓ الاث, and ↓ التاث, It (a plant, or tree, or herbage,) became tangled and luxuriant. (TA.) b11: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He rolled about a morsel of food in melted fat or the like. (K.) b12: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He chewed, or mumbled, a thing; syn. لَاكَ; (K;) such as a morsel of food, &c. (TA) b13: لَاثَهُ المَطَرُ, and ↓ لوّثهُ, The rain laid it, or mixed it, (i. e., a plant,) part over part. (TA.) b14: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ; (K;) or لَوِثَ, [aor. ـْ inf. n. لَوَثٌ; (L;) and ↓ التاث, (S, K,) He was slow, or tardy, (S, K,) فِى عَمَلِهِ in his work, (S,) or فِى الأَمْرِ in the affair. (K.) b15: ↓ التاث He (a camel) was slow, or tardy and languid. (TA, from a trad.) b16: لَاثَ عَنْ حَاجَتِى He was slow, tardy, or tedious, in accomplishing my want. (TA.) b17: لَاثَ لَوْثًا مِنَ الكَلَامِ He twisted his speech, and did not make it plain by reason of shame. (IKt, TA, from a trad.) [Similarly, فى كَلَامِهِ ↓ التاث. (A.)] b18: لَاثَ He was slow in speech, and heavy in tongue. (TA.) b19: See 8. b20: لَاثَ الدَّارَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He kept to the house. (K.) b21: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ; and ↓ لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ; He mixed, and steeped, or macerated, in water. (K.) b22: لَاثَ بِهِ, aor. ـُ (inf. n. لَوْثٌ, K,) He took refuge in him; had recourse to him for protection or concealment: (S, K:) i. q. لَاذَ: (S:) accord. to Yaakoob, the ث here is a substitute for the ذ of لاَذَ. (TA.) 2 لوّث التِّبْنَ بِالقَتِّ He mixed the straw with [the kind of trefoil called] قتّ. (A.) b2: لوّث He, or it, rendered water turbid. (S.) b3: لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ, He befouled, defiled, polluted, dirtied, soiled, besmeared, or bedaubed, (S, K,) his clothes with mud. (S.) b4: See 1 and 8.4 أَلْوَثَ see 1.

A2: أَلْوَثَتِ الأَرْضُ The land produced fresh, or green, herbage, (رَطْب, as in some copies of the K, or رُطْب, as in others and in the TA,) among that which was dry. So in the K: but in the L, as follows. الوث الصِّلِّيَانُ The صلّيان dried up, and then produced fresh, or green, shoots: and sometimes the same verb is thus used with reference to the ضَعَة and هَلْتَى and سَحَم: of the ثُمَام, one scarcely ever says الوث, but بَقَلَ; nor does one say of the الوث عَرْفَج, but ادبى, and إِمْتَعَسَ. (TA.) b2: أَلَثْتُ بِهِ مَالِى I asked him to keep my property as a deposit. (K.) From اللَّوْثُ “ the taking refuge. ” (TA.) b3: لَمْ يُلِثْ, in a verse of El-'Ajjáj, He, or it, did not make to delay. (TA.) 5 تلوّث It (a garment) was, or became, befouled, defiled, polluted, dirtied, soiled, besmeared, or bedaubed, with mud. (Msb.) b2: تلوّث بِالْأَمْرِ [app., He was confused, or perplexed, by the affair]. (Lth.) 8 التاث: see 1. b2: It was, or became, collected together. (TA) b3: التاث; (S, K;) and ↓ لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ; (L;) It (an affair, TA,) was, or became, confused, (S, K,) intricate, and difficult. (TA.) You say التاثت عَلَيْهِ الأُموُرُ The affairs became confused, and intricate, to him: (TA:) and التاثت الخُطُوبُ [The affairs became confused]. (S.) b4: Also, both verbs, (the former accord. to the S and K, and the latter accord. to the L,) It became wound about. (S, L, K.) Yousay إِلْتَاثَتْ بِرَأْسِ القَلَمِ شَعْرَةٌ (so in one copy of the S: in another, التاث) [A hair became wound about the head, or tip, of the reed-pen: read, erroneously, by Golius, and Freytag, التاث برأس القلم شَعَرَهُ]. (S.) b5: He became strong, powerful, or vigorous. (K, TA.) b6: He became fat. (K, TA.) b7: He withheld, or restrained; syn. حَبَسَ: (K:) [but it seems rather to signify he withheld, or restrained, himself; syn. إِحْتَبَسَ; like ↓ لَاثَ]. Accord. to the K, لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ, signifies the same; but it is not so: it is the same as التاث only as signifying “ it was, or became confused ”, and “ it became wound about. ” (TA.) حَلَّ مِنْ عِمَامَتِهِ لَوْثًا أَوْ لَوْثَيْنِ He loosed, or undid, a turn, or twist, or two turns, or twists, of his turban. (TA, from a trad.) A2: لَوْثٌ Strength; power; vigour: (S, K, TA:) as also ↓ لُوثَةٌ, [as in one place,] or ↓ لُوْثَةٌ, [as in another]. (TA.) A3: نَاقَةٌ ذَاتُ لَوْثٍ, and ↓ لُوثَةٍ A strong she-camel; a she-camel endowed with strength, or vigour: (TA:) or, the former, (L,) or the latter, (S,) a she-camel having much flesh and fat, (S, L,) with which she is bound round: (L:) or, as some say, stupid, unsteady, and hasty; syn. ذات هَوَجٍ: (S:) or, the former, a bulky she-camel; yet her bulkiness does not prevent her being swift. (Lth.) b2: رَجُلٌ ذُو لَوْثٍ A strong man. (TA.) b3: لَوْثٌ, (IAar,) or ↓ لَوْثَةٌ, (As,) Resolution of mind, (IAar, As,) and strength of mind. (IAar.) b4: لَوْتٌ, Evil, as a subst. (K.) b5: لَوْثٌ Mutual suits, or demands, with malevolences, or rancours: (K:) one says, بَيْنَهُمْ لَوْثٌ Between them are mutual suits, &c. (TK.) A4: لَوْثٌ Offsets of palm-trees. (AHn.) A5: لَوْثٌ Wounds; syn. حِرَاحَاتٌ. (K.) A6: لَوْثٌ Weak, incomplete, evidence; (Az, in Msb;) resembling what is termed دَلَالَةٌ, (Az, K,) not complete, or perfect, evidence; so accord. to Esh-Sháfi'ee: (Az.:) it is one person's giving his testimony to the fact of a slain person's declaring, before his death, that a certain person slew him; or two persons giving their testimony to the fact of there having existed enmity between them two, [i. e., the slain person and the person accused of slaying him,] or, of one's having threatened the other; and the like: it is from تَلَوَّثَ as signifying “ it was befouled, or defiled. ” (TA.) b2: See لَوَتٌ, and لُوثَةٌ.

لِيثٌ A certain plant (S, K) that winds about: the و is changed into ى on account of the kesreh before it. (S.) لَوَثٌ, or ↓ لَوْثٌ, (as in different copies of the S) Languor; flaccidity; in a man. (S.) لَوِثٌ: see لَائِثٌ.

لِثَةٌ The gum, accord. to some, belongs to this art., because the flesh of the gums is bound (لِيثَ) round the roots of the teeth. (TA.) لَوْثَةٌ: see لَوْثٌ, and لُوثَةٌ.

لوثَةٌ Languor, and slowness, or tardiness. (S, K.) b2: رَجُلٌ ذُو لُوثَةٍ A man slow, or tardy, and weak. (TA.) b3: لُوثَةٌ Weakness: (IAar, K:) as also ↓ لَوْثٌ. (TA.) b4: Weakness of judgment, and a repetition, or stuttering, (تَلَجْلُجٌ,) in speech. (TA, from a trad.) An impediment in speech. (Msb.) b5: لُونَةٌ (IAar, M, K) and ↓ لَوْثَةٌ (IAar, M) and ↓ لَوْثٌ (Msb) Stupidity; foolishness; paucity of sense. (IAar, M, K, Msb.) b6: لُوثَةٌ A touch, or first affection, of insanity, or diabolical possession. (S, K.) b7: لُوثَةٌ A state of excitement; syn. هَيْجٌ. (S, K.) A2: لُوثَةٌ Abundance of flesh and fat, (S, K,) in a she-camel. (S.) [See لَوْثٌ.]

A3: لُوثَةٌ A piece of rag collected together, with which one plays. (K.) لِوَاثٌ: see لُوَاثَةٌ.

لُوَاثَةٌ and ↓ لَوِيثَةٌ A company, an assembly, or a troop, (K,) of men, and of other animals. (TA.) b2: مِنَ النَّاسِ ↓ لَوِيثَةٌ A company, or an assembly, of people of different tribes; (S, K;) like لَبِيثَةٌ. (K.) A2: لُوَاثَةٌ One who, or a thing which, (الَّذِى: in the TA, الذر:) is befouled, or defiled, (يَتَلَوَّثُ) in anything. (K.) A3: لُوَاثَةٌ and ↓ لِوَاثٌ (the latter [in the CK لُوَاثٌ] is with kesr, and is mentioned in the L, without the former, on the authority of Fr, TA,) Flour [of wheat, &c.] which is sprinkled upon the table, beneath dough; (K,) to prevent the dough's adhering to the table. (TA.) لَوِيثَةٌ: see لُوَاثَةٌ.

لَيِّثٌ: see لَائِثٌ. b2: لِحْيَةٌ لَيِّثَةٌ (tropical:) A tangled beard. (TA.) b3: A beard in which half-white hairs are mixed with white: so in the K; but correctly, in which half-white, or grizzly, hairs are mixed with black. (TA.) وَيْلٌ لِلَّوَّاثِينَ الَّذِينَ يَلُوثُونَ مَعَ البَقَر إِرْفَعْ يَا غُلَامُ ضَعْ يَا غُلَامُ: respecting these words, occurring in a trad., El-Harbee says, I think the meaning to be, those to whom various kinds of food are carried round about; from اللَّوْثُ, “winding round ” a turban on the head. (IAth.) نَبَاتٌ لَائِثٌ, and ↓ لَاثٌ, and ↓ لَيِّثٌ, A tangled plant; (K;) a tangled and luxuriant plant: and in like manner, herbage: لَاثٌ is originally لَوِثٌ, or لَائِثٌ: (TA:) so also a tree.

A2: اللَّائِثُ (and اللَّيْثٌ, TA,) The lion: (K:) from لَوْثٌ

“ strength. ” (TA.) أَلْوَثُ A man slow, or tardy. (M.) b2: دِيمَةٌ لَوْثَاءُ [A lasting, or continuous, and still, rain] that lays, or mixes, the plants, part upon part, (Lth, K, TA,) like as straw is mixed with the kind of trefoil called قَتّ: (Lth, TA:) but this explanation is disapproved by AM. (TA.) b3: سَحَابَةٌ لَوْثَاءُ A slow cloud: such a cloud is the longest in raining. (AM.) b4: أَلْوَثُ Slow and heavy in tongue; (K;) slow in speech, and heavy in tongue: fem. لَوْثَاءُ, [pl. لُوتٌ]. (TA.) b5: A man weak in mind, or understanding: from لَوْثٌ, as signifying “ weak, incomplete, evidence. ” (Msb.) b6: أَلْوَثُ, like أَثْوَلُ, Stupid; foolish; of little sense; as also ↓ مُلْتَاثٌ: (TA:) stupid, foolish, or of little sense, and cowardly: pl. لُوثٌ. (IAar.) b7: Languid; flaccid: (S, K:) applied to a man. (S.) A2: Strong; powerful; vigorous. Thus the word bears two contrary significations. (K.) مَلَاثٌ [A place of refuge; a refuge]. [You say,] إِنَّهُ لَنِعْمَ المَلَاثُ لِلضِّيفَانِ Verily he is an excellent refuge for guests. (TA.) b2: مَلَاثٌ (S, K) and ↓ مِلْوَثٌ (K) (tropical:) One who is a refuge to others; a noble chief; (TA;) a nobleman; (Ks, S, K;) whom others compass, and go round about: (Ks, S:) or so called because the command is [as it were] bound round him; i. e., because affairs are connected with him: (TA:) pl. مَلَاوِثُ and مَلَاوِثَةٌ and مَلَاوِيثُ: (S, K:) the last used by poetic licence. (ISd.) مِلْوَثٌ: see مَلَاثٌ.

مُلَيَّثٌ A man (S) slow, or tardy, by reason of his fatness. (S, K.) [See also art. ليث.]

مَكَانٌ مُلَوَّثٌ and رَأْسٌ مُلَوّثٌ: see مُلَيَّثٌ in art. ليث.]

مُلْتَاثٌ: see أَلْوَثُ.

لوث: التهذيب، ابن الأَعرابي: اللَّوْثُ الطيُّ. واللوثُ: اللَّيُّ.

واللوث: الشرُّ. واللَّوْثُ: الجِراحات. واللوث: المُطالبات بالأَحْقاد.

واللَّوثُ: تَمْريغُ اللقمة في الإِهالَة. قال أَبو منصور: واللوث عند

الشافعي شبه الدلالة، ولا يكون بينة تامة؛ وفي حديث القسامة ذكرُ اللوثِ، وهو

أَن يشهد شاهد واحد على إِقرار المقتول، قبل أَنْ يموت، أَن فلاناً قتلني

أَو يشهد شاهدان على عداوة بينهما، أَو تهديد منه له، أَو نحو ذلك، وهو

من التَّلَوُّث التلطُّخ؛ يقال: لاثه في التراب وَلَوَّثَهُ. ابن سيده:

اللَّوْثُ البُطْءُ في الأَمر. لوِثَ لَوَثاً والتاثَ، وهو أَلوَثُ.

والتاث فلان في عمله أَي أَبطأَ. واللُّوثَةُ، بالضم: الاسترخاءُ والبطءُ. وفي

حديث أَبي ذر: كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إِذا التاثت راحلة

أَحدنا طعن بالسَّروة، وهي نصل صغير، وهو من اللُّوثَةِ الاسترخاءِ

والبطءِ.

ورجل ذو لُوثة: بطيءٌ مُتَمَكِّث ذو ضعف. ورجل فيه لُوثة أَي استرخاءٌ

وحمق، وهو رجل أَلوَثُ. ورجل أَلوث: فيه استرخاءٌ، بيِّن اللوَث؛ وديمة

لَوثاءُ.

والمُلَيَّث من الرجال: البَطيءُ لسمنه. وسحابة لوثاءٌ: بها بُطْءٌ؛

وإِذا كان السحاب بطيئاً، كان أَدوم لمطره؛ قال الشاعر:

من لَفْحِ ساريةٍ لوثاءَ تَهْمِيم

قال الليث: اللوثاءُ التي تَلُوثُ النباتَ بعضه على بعض، كما تلوث التبن

بالقت؛ وكذلك التلوُّث بالأَمر. قال أَبو منصور: السحابة اللوثاءُ

البطيئة، والذي قاله الليث في اللوثاءِ ليس بصحيح.

الجوهري: وما لاث فلان أَن غلب فلاناً أَي ما احتبس.

والأَلْوث: الأَحمق، كالأَثْوَل؛ قال طفيل الغنوي:

إِذا ما غزا لم يُسْقِطِ الخوْفُ رُمحَهُ،

ولم يَشْهدِ الهيجا بأَلْوَثَ مُعْصِم

ابن الأَعرابي: اللُّوثُ جمع الأَلْوث، وهو الأَحمق الجبان؛ وقال ثمامة

بن المخبر السدوسي:

أَلا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كساءَه،

نَفى عنه وُجْدانَ الرِّقينَ العَرائما

(* قوله «العرائما» كذا بالأَصل وشرح القاموس. ولعله القرائما جمع

قرامة، بالضم، العيب.)

يقول: رب أَحمق نفى كثرة ماله أَن يُحَمِّق؛ أَراد أَنه أَحمق قد زيَّنه

ماله، وجعله عند عوام الناس عاقلاً. واللُّوثة: مس جنون. ابن سيده:

واللوثة كالأَلوث؛ واللُّوثة واللَّوْثة: الحمق والاسترخاءُ والضعف، عن ابن

الأَعرابي؛ وقيل: هي، بالضم، الضعف، وبالفتح، القوَّة والشدة. وناقة ذاتُ

لَوْثة ولَوْث أَي قوة؛ وقيل: ناقة ذات لَوْثة أَي كثيرة اللحم والشحم،

ويقال: ناقة ذات هَوَج.

واللَّوْث، بالفتح: القوَّة؛ قال الأَعشى:

بذاتِ لَوْث عَفَرْناة، إِذا عَثَرَت،

فالتعْسُ أَدنى لها من أَن يُقال: لَعا

قال ابن بري: صواب إِنشاده: مِن أَن أَقول لعا، قال وكذا هو في شعره،

ومعنى ذلك أَنها لا تعثر لقوَّتها، فلو عثرت لقلت: تَعِست وقوله: بذات لوث

متعلق بِكلَّفت في بيت قبله، وهو:

كَلَّفْتُ مَجْهُولَها نَفْسي، وشايعني

هَمِّي عليها، إِذا ما آلُها لمَعا

الأَزهري قال: أَنشدني المازني:

فالتاثَ من بعدِ البُزُولِ عامَينْ،

فاشتدَّ ناباهُ، وغَيْرُ النابَينْ

قال: التاثَ افتعل من اللَّوث، وهو القوَّة. واللُّوثة: الهَيْج.

الأَصمعي: اللَّوثة الحُمقة، واللَّوثة العَزْمة بالعقل. وقال ابن الأَعرابي:

اللُّوثة واللَّوثة بمعنة الحمقة، فإِن أَردت عزمة العقل قلت: لَوْث أَي

حَزْم وقوَّة. وفي الحديث: أَن رجلاً كان به لُوثة، فكان يغبن في البيع،

أَي ضعف في رأْيه، وتلجلج في كلامه. الليث: ناقة ذات لَوْث وهي الضَّخْمة،

ولا يمنعها ذلك من السرعة. ورجل ذو لَوْث أَي ذو قوَّة. ورجل فيه لُوثة

إِذا كان فيه استرخاءٌ؛ قال العجاج يصف شاعراً غالبه فغلبه فقال:

وقد رأَى دونيَ من تَجَهُّمِي

(* قوله «رأى دوني من تجهمي إلخ» كذا بالأصل.)

أُمَّ الرُّبَيْقِ. والأُرَيْقِ المُزْنَم،

فلم يُلِثْ شَيطانَهُ تَنُهُّمي

يقول: رأَى تجهمي دونه ما لا يستطيع أَن يصل إِليَّ أَي رأَى دوني

داهية، فلم يُلِثْ أَي لم يُلْبِث تَنَهُّمِي إِياه أَي انتهاري.

والليث: الأَسد؛ زعم كراع أَنه مشتق من اللوث الذي هو القوة؛ قال ابن

سيده: فإِن كان ذلك، فالياءُ منقلبة عن واو، قال: وليس هذا بقويّ لأَن

الياء ثابتة في جميع تصاريفه، وسنذكره في الياء. واللَّيثُ، بالكسر: نبات

ملتف؛ صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها.

والأَلوث: البطِيء الكلام، الكلِيلُ اللسان، والأُنثى لَوْثاء، والفعل

كالفعل.

ولاثَ الشيءَ لَوْثاً: أَداره مرتين كما تُدارُ العِمامة والإِزار. ولاث

العمامة على رأْسه يلُوثها لَوْثاً أَي عصبها؛ وفي الحديث: فحللت من

عمامتي لَوْثاً أَو لَوْثَين أَي لفة أَو لفتين. وفي حديث: الأَنبذةُ

والأَسقية التي تُلاث على أَفواهها أَي تُشَدّ وتربط. وفي الحديث: أَنَّ امرأَة

من بني إِسرائيل عَمَدت إِلى قَرْن من قُرُونها فلاثَتْه بالدهن أَي

أَدارته؛ وقيل: خلطته. وفي الحديث، حديث ابن جَزْء: ويلٌ لِلَّوَّاثين الذين

يَلُوثون مع البَقر ارفعْ يا غلام ضعْ يا غلام قال ابن الأَثير: قال

الحربي: أَظنه الذي يُدارُ عليهم بأَلوان الطعام، من اللَّوْث، وهو

إِدارة العمامة. وجاء رجل إِلى أَبي بكر الصديق، رضي الله عنه، فوقف عليه ولاث

لوثاً من كلام، فسأَله عمر فذكر أَنَّ ضيفاً نزل به فزنَى بابنته؛ ومعنى

لاث أَي لوى كلامه، ولم يبينه ولم يشرحه ولم يصرح به. يقال: لاث بالشيء

يلوث به إِذا أَطاف به. ولاث فلان عن حاجتي أَي أَبطأَ بها؛ قال ابن

قتيبة: أَصل اللوث الطيّ؛ لُثْت العمامة أَلُوثها لَوْثاً. أَراد أَنه تكلم

بكلام مَطْويّ، لم يبينه للاستحياء، حتى خلا به؛ ولاث الرجل يلوثُ أَي

دار. وفلان يَلُوث بي أَي يَلُوذ بي. ولاث يلُوث لَوْثاً: لزِمَ ودار

(* قوله

«لزم ودار» كذا بالأصل والذي في القاموس اللوث لزوم الدار اهـ. فمعنى

لاث لزم الدار.)، عن ابن الأَعرابي: وأَنشد:

تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ

من عَزَبٍ، ليس بِذِي مَلاثِ

أَي ليس بذي دارٍ يَأْوي إِليها ولا أَهل. ولاث الشجر والنبات، فهو

لائثٌ ولاثٌ ولاثٍ: لبس بعضه بعضاً وتَنَعَّمَ؛ وكذلك الكلأُ، فأَما لائث

فعلى وجهه، وأَما لاثٌ فقد يكون فَعِلاً، كبَطِرٍ وفَرِقٍ، وقد يكون فاعلاً

ذهبت عينه. وأَما لاثٍ فمقلوب عن لائث، مِن لاث يلوث، فهو لائثٌ، ووزنه

فالعٌ؛ قال:

لاثٍ به الأَشاءُ والعُبْريُّ

وشجر ليِّثٌ كَلاثٍ؛ والتاثَ وأَلاثَ، كَلاث؛ وقد لاثه المطرُ ولَوَّثه.

واللاَّئث واللاثُ مِن الشجر والنبات: ما قد التبس بعضه على بعض؛ تقول

العرب: نبات لائثٌ ولاثٍ، على القلب؛ وقال عدي:

ويَأْكُلْنَ ما أَغْنى الوَلِيُّ ولم يُلِثْ،

كأَنَّ بِحافات النِّهاء مَزارِعا

أَي لم يجعله لائثاً. ويقال: لم يُلِثْ أَي لم يلث بعضه على بعض، مِن

اللوث، وهو اللَّيّ. وقال الـوري

(* كذا في الأصل بلا نقط ولا شكل ويكمن

أَنه البوري نسبة إلى بور، بضم الباء، بلدة بفارس خرج منها مشاهير، والله

أَعلم.): لم يُلِثْ لم يُبْطئْ. أَبو عبيد: لاثٍ بمعنى لائث، وهو الذي

بعضه فوق بعض.

وأَلْوَثَ الصِلِّيانُ: يبس ثم نبت فيه الرَّطْب بعد ذلك، وقد يكون في

الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ، ولا يكاد يقال في الثُّمَام، ولكن يقال

فيه: بَقَلَ، ولا يقال في العَرْفج: أَلْوَثَ، ولكن أَدْبَى وامْتَعَسَ

زِئْبِرُه.

وديمة لَوْثاءُ: تَلُوثُ النبات بعضه على بعض.

وكل ما خَلَطْتَه ومَرَسْتَهُ: فقد لُثْتَه ولَوَّثْته، كما تلوثُ الطين

بالتبن والجِصِّ بالرمل. ولَوَّث ثِيابه بالطين أَي لطَّخها. ولَوَّث

الماء: كدَّره.

الفراء: اللُّوَاثُ الدقيق الذي يُذَرُّ على الخِوانِ، لِئلا يَلْزَق به

العجين.

وفي النوادر: رأَيت لُواثة ولَوِيثةً من الناس وهُواشة أَي جماعة، وكذلك

من سائر الحيوان. واللَّوِيثَةُ، على فعِيلة: الجماعة من قبائل شتَّى.

والالتياث: الاختِلاط والالتفاف؛ يقال: الْتاثَتِ الخطُوب، والتاثَ

برأْس القلم شعَرة، وإِنَّ المجلس ليجمع لَوِيثَةً من الناس أَي أَخلاطاً

ليسوا من قبيلة واحدة. وناقة ذاتُ لَوْثٍ أَي لحم وسِمَنٍ قد لِيثَ بها.

والملاث والمِلْوَث: السيد الشريف لأَنَّ الأَمر يُلاثُ به ويُعْصَب أَي

تُقْرَنُ به الأُمور وتُعْقَدُ، وجمعه مَلاوِث. الكسائي: يقال للقوم

الأَشراف إِنهم لمَلاوِث أَي يطاف بهم ويُلاث؛ وقال:

هلاَّ بَكَيْت مَلاوِثاً

من آل عبدِ مَناف؟

ومَلاويثُ أَيضا: فأَما قول أَبي ذؤيب الهذلي، أَنشده أَبو يعقوب:

كانوا مَلاوِيثَ، فاحْتاجَ الصديقُ لهم،

فَقْدَ البلادِ، إِذا ما تُمْحِلُ، المطرا

قال ابن سيده: إِنما أَلحق الياء لاتمام الجزء، ولو تركه لَغَنِيَ عنه؛

قال ابن بري: فَقْدَ مفعول من أَجله أَي احتاج الصديق لهم لمَّا هلكوا،

كفقد البلاد المطر إِذا أَمحلت؛ وكذلك المَلاوِثَة؛ وقال:

منَعْنَا الرِّعْلَ، إِذ سَلَّمْتُموه،

بِفِتيانٍ مَلاوِثَةٍ جِلاد

وفي الحديث: فلما انصرف من الصلاة لاث به الناس أَي اجتمعوا حوله؛ يقال:

لاث به يلوث وأَلاث، بمعنى.

واللِّثَةُ: مَغْرِزُ الأَسنان، من هذا الباب في قول بعضهم، لأَن اللحم

لِيثَ بأُصولها.

ولاث الوَبَر بالفَلْكة: أَداره بها؛ قال امرؤ القيس:

إِذا طَعَنْتُ به، مالتْ عِمامتُهُ،

كما يُلاثُ برأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ

ولاث به يلوث: كلاذ. وإِنه لَنِعْمَ المَلاثُ للضَّيفان أَي المَلاذ؛

وزعم يعقوب أَن ثاء لاث ههنا بدل من ذال لاذ؛ يقال: هو يلوذ بي ويلوث.

واللُّوث: فِراخ النَّحْل، عن أَبي حنيفة.

لوث
: ( {اللَّوْثُ: القُوَّةُ) والشِّدّة، قَالَ الأَعْشَي:
بِذَاتِ} لَوْثٍ عَفَرْنَاةٍ إِذا عَثَرَتْ
فالتَّعْسُ أَدْنَى لَهَا من أَنْ يُقَالَ: لَعَا
وناقَةٌ ذَاتُ {لَوْثَةٍ} ولَوْثٍ، أَي قُوَّةٍ. وَفِي اللِّسَان: وناقَةٌ ذتُ لَوْثٍ، أَي لَحْمٍ وسِمَنٍ، قد {لِيثَ بهَا.
وَعَن اللَّيْثِ: ناقَةٌ ذتُ لَوْث: وَهِي الضَّخْمَةُ وَلَا يمنَعُهَا ذالك من السُّرْعة.
وَرجل ذُو لَوْثٍ، أَي وقُوّةٍ.
(و) اللَّوْثُ (: عَصْبُ العِمَامَةِ) .
} ولاثَ الشَّيْءَ {لَوْثاً: أَدارَهُ مرَّتينِ، كَمَا تُدار العِمَامةُ والإِزارُ.
ولاثَ العِمَامَةَ على رَأْسِه} يَلُوثُها لَوْثاً، أَي عَصَبَها، وَفِي الحَدِيث:
(فَحَلَلْتُ من عِمَامَتِي لَوْثاً أَو {لَوْثَيْنِ) أَي لَفَّةً أَو لَفَّتَيْنِ.
وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: أَصلُ اللَّوْثِ الطَّيّ،} لُثْتُ العِمَامَةَ {أَلُوثُها لَوْثاً.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ: اللَّوْثُ: الطَّيُّ، واللَّوْثُ: اللَّيُّ.
(و) اللَّوْثُ (: الشَّرُّ) .
(و) اللَّوْثُ: (اللَّوْذُ) ،} لاثَ بِه {يَلُوثُ، كلاَذَ، وإِنّه لَنِعْمَ} المَلاَثُ للضِّيفانِ، أَي المَلاذُ، وزعمَ يعقوبُ أَنّ ثاءَ لاثَ هَا هُنا بَدَلٌ من ذَالِ لاذَ، يُقَال: هُوَ! يَلُوثُ بِي ويَلُوذُ.
(و) اللَّوْثُ (: الجِرَاحاتُ) .
(و) اللَّوْثَ (المُطَالَبَاتُ بالأَحْقَادِ) .
قَالَ أَبو مَنْصُور: (و) اللَّوْثُ عِنْد الشّافِعيّ: (شِبْه الدَّلاَلَةِ) وَلَا يكونُ بَيِّنَةً تَامّةً، وَفِي حَدِيث القَسَامَة ذُكر اللَّوْثُ، وَهُوَ أَنْ يَشْهَدَ شاهِدٌ واحدٌ على إِقرارِ المَقْتُولِ قبلَ أَن يموتَ أَنَّ فُلاناً قَتَلَنِي، أَو يشهدَ شاهِدانِ على عَدَاوةٍ بَينهمَا، أَو تَهْدِيدٍ مِنْهُ لَهُ، أَو نحوِ ذالك، وَهُوَ من التَّلَوُّثِ: التَّلَطُّخِ، كَمَا سيأْتي.
(و) اللَّوْثُ (تَمْراغُ اللُّقْمَةِ فِي الإِهَالَةِ) ، وَفِي اللِّسَان وغيرهِ: تَمْرِيغُ بدل تَمْراغ، وَهُوَ بِالْفَتْح من المصادِر النّادرة.
(و) اللَّوْثُ (: لُزُومُ الدّارِ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وأَنشد: تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعَاثِ
مِنْ عَزَبٍ ليسَ بِذَي مَلاَثِ
أَي لَيْسَ بِذِي دارٍ يَأْوهي إِليها وَلَا أَهْلٍ.
(و) اللَّوْثُ (: لَوْكُ الشَّيْءِ فِي الفَمِ) كاللُّقْمَةِ وغيرِهَا.
(و) اللَّوْثُ: (البُطْءُ فِي الأَمْرِ) ، وَقد {لَوِثَ} لَوَثاً، {والْتَاثَ، وَهُوَ} أَلْوَثُ، كَذَا فِي الْمُحكم.

وَقَالَ غَيره: {لاثَ فلانٌ عَن حاجَتِي، أَي أَبْطَأَ بهَا.
(} واللُّوثَةُ بالضّمّ: الاسْتِرْخَاءُ والبُطْءُ) وَرجل ذُو {لُوثَة: بَطِىءٌ مُتَمَكِّثٌ ذُو ضَعْفٍ.
(و) اللُّوْثَةُ (: الحُمْقُ) ، ويُفْتَح، وذكَر الوَجْهَينِ ابنُ سِيدَهْ فِي الْمُحكم، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(و) اللُّوثَةُ (: الهَيْجُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، و (مَسُّ الجُنُونِ) ، وَعَن الأَصمعيّ:} اللَّوْثَةُ: الحَمْقَة، {واللَّوْثَة: العَزْمَة بالعَقْلِ.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ:} اللُّوثَةُ {واللَّوْثَةُ بِمَعْنى الحَمْقَة، فإِن أَردت عَزْمةَ العَقْله قُلْتَ:} لَوْثٌ، أَي حَزْمٌ وقُوَّة.
وَعَن اللَّيْث: رجلٌ فِيهِ {لُوثَةٌ إِذا كَانَ فِيهِ اسْتِرْخاءٌ.
(و) اللَّوْثَةُ فِي النَّاقَةِ (كَثْرَةُ اللَّحْمِ والشَّحْمِ) وَيُقَال: نَاقَةٌ ذاتُ} لَوثةٍ، إِذا كانتْ كثِيرَةَ الشَّحْمِ واللَّحْمِ.
(و) اللُّوثَةُ: (الضَّعْفُ) عَن ابنِ الأَعرابيّ، وَيفتح، وَفِي الحَدِيث: (أَنّ رجُلاً كَانَ بِهِ لُوثَةٌ فَكَانَ يُغْبَنُ فِي البَيْعِ) أَي ضَعْفٌ فِي رَأَيِهِ وتَلَجْلُجٌ فِي كَلامِه.
(و) فِي الحَدِيث: (فَلَمّا انْصَرَفَ من الصَّلاةِ {لاثَ بهِ النَّاسُ) ، أَي اجْتَمَعُوا حولَهُ، يقالُ: لاثَ بهِ} يَلُوثُ، {وأَلاثَ بِمَعْنًى.
واللُّوثَةُ: (خِرْقَةٌ تُجْمَعُ ويُلْعَبُ بِها) ، جمعُه لوثاتٌ.
(} والالْتِيَاثُ) : الاجتماعُ و (الاخْتِلاطُ) والالْتِبَاسُ، وصُعُوبةُ الأَمرِ وشِدَّتُه، من قَوْلهم {الْتاثَتْ عليهِ الأُمُورُ، إِذا الْتَبَسَتْ واخْتَلَطَتْ.
(و) } الالْتِياثُ: (الالْتِفافُ) يُقَال: {الْتَاثَت الخُطُوبُ،} والْتَاثَ برأْسِ القلمِ شَعْرَةٌ.
(و) {الالْتِياثُ: (الإِبْطَاءُ) ، افتعالٌ من اللَّوْثِ وَهُوَ البُطْءُ، واْلتَاثَ وَهُوَ أَلْوَثُ.
} والْتَاثَ فلانٌ فِي عمله، أَي أَبْطَأَ، كَذَا فِي الْمُحكم، وَفِي حديثِ أَبي ذَرَ: (كُنَّا معَ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا {الْتاثتْ رَاحِلَةُ أَحِدِنا طَعَنَ بالسَّرْوَةِ) ، وَهِي نَصْلٌ صغيرٌ، أَي أَبْطَأَتْ واسْتَرْخَت.
(و) الالْتِيَاثُ: افتعالٌ من اللَّوْثِ، وَهُوَ (القُوَّةُ) قَالَ الأَزْهَرِيّ: أَنشد المَازِنِيّ:
} فالْتَاثَ من بعدِ البُزُولِ عامَيْنْ
فاشْتَدَّ نابَاهُ وغيرُ النّابَيْنْ
(و) الالْتِيَاثُ: (السِّمَنُ) ، افتعالٌ من اللَّوْثِ وَهُوَ كَثْرَةُ اللّحْمِ والشّحمِ، وَقد تقدّم.
(و) الالْتِيَاثُ: (الحَبْسُ) والمُكْثُ، افتعالٌ من اللَّوْثِ، يُقَال: مَا لاَثَ فُلانٌ أَنْ غَلَب فُلاناً، أَي مَا احْتَبَس، (كالتَّلْوِيثِ) .
ظاهِر عِبَارَته أَنه يُشَارك الالْتِياثَ فِي سائرِ مَعانيه الْمَذْكُورَة، وَلَيْسَ كَذَلِك، وإِنما ساتُعْمِل الوجهانِ فِي معنى الِاخْتِلَاط والالتفافِ فَقَط، صرَّحَ بِهِ ابْن مَنْظُور وغيرُه، كَمَا يَدلّ لذَلِك عبارتُه بعدُ.
( {والتَّلْوِيثُ: التَّلْطِيخُ) ، وَمِنْه اللَّوْثُ فِي القَسَامَةِ، وَقد تقدّم.
(و) } التَّلْوِيثُ: (الخَلْطُ والمَرْسُ، كاللَّوْثِ) ، وكلّ مَا خَلَطْتَه ومَرَسْتَه فقد لُشْتَه ولَوَّثْتَه.
{ولَوَّثَ ثِيابَه بالطِّينِ، أَي لَطَّخَها.
ولَوَّثَ الماءَ: كَدَّرَه.
(و) من المحاز: (} المَلاَثُ) ، يُقَال: هُوَ {مَلاَثٌ من} المَلاَوِثَةِ، أَي المَلاَذُ السَّيِّد (الشّرِيف، {كالمِلْوَثِ، كمِنْبَرٍ) ، لأَنّ الأَمرَ} يُلاثُ بِهِ ويُعْصَب، أَي تُقْرَنُ بِهِ الأُمورُ وتُعْقَد، و (ج {المَلاَوِثُ) . عَن الْكسَائي: يقالُ للقومِ الأَشرافِ إِنّهُم} لَمَلاَوِثُ، أَي يُطاف بهم {ويُلاث، وَقَالَ:
هَلاّ بَكَيْت} مَلاَوِثاً
من آلِ عَبْدِ مَنَافٍ
(و) كذالك ( {المَلاوِثَة) وَقَالَ:
مَنَعْنَا الرَّعْلَ إِذْ سَلَّمْتُمُوه
بفِتْيَانِ} مَلاَوِثَةٍ جِلاَدِ
( {والمَلاَوِيثُ) فِي. قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ، أَنشده يَعقوبُ:
كانُوا مَلاَوِيثَ فاحْتَاج الصَّدِيقُ لَهُمْ
فَقْدَ البِلادِ إِذا مَا تُمْحِلُ المَطَرَا
قَالَ ابْن سِيدَه: إِنّمَا أَلحقَ الياءَ لإِتمام الجُزْءِ، وَلَو تركَه لغَنِيَ عَنهُ، قَالَ ابْن بَرّيّ: (فَقْدَ) : مفعولٌ من أَجله، أَي احْتَاجَ الصّديق لَهُم لمّا هَلَكوا، كفقد البِلادِ المَطَرَ إِذا أَمْحَلَتْ.
(} واللُّوَاثَةُ بالضَّم: الجَمَاعَةُ) من النَّاس، وَكَذَلِكَ من سائرِ الْحَيَوَان ( {كاللَّوِيثَةِ) ، على فَعِيلة، الجَماعة من قَبائلَ شَتَّى، كَذَا فِي النّوادر، وَيُقَال: رأَيْتُ لُوَاثَةً ولَوِيثَةً من النَّاس وهُوَاشَة.
(و) } اللُّوَاثَةُ (: دَقِيقٌ يُذَرُّ على الخِوَانِ تَحْتَ العَجِينِ) لِئلاّ يَلْزَقَ بِهِ، ( {كاللُّوَاثِ) ، بالضّمّ، وَعَلِيهِ اقتصرَ ابنُ مَنْظُور، ونقلَه عَن الفَرّاءِ.
(و) اللُّوَاثَة أَيضاً: (الَّذِي يَتَلَوَّثُ فِي كُلِّ شَيْءٍ) ويَتَلَطَّخُ بِهِ، نَقله الصّاغَانيّ.
(} وأَلْوَثَتِ الأَرْضُ: أَنْبَتَت الرُّطْبَ) بضمَ فَسُكُون (فِي اليابِسِ) .
وَعبارَة اللّسان: {وأَلْوَثَ الصِّلِّيَانُ: يَبِسَ ثمَّ نَبَتَ فِيهِ الرُّطْبُ بعد ذالك، ثمّ قَالَ: وَقد يكون فِي الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ، وَلَا يكَاد يُقالُ فِي الثُّمَامِ: أَلْوَثَ، ولاكن يُقَال فِيهِ: بَقَلَ، وَلَا يُقَال فِي العَرْفَجِ:} أَلْوَثَ، وَلَكِن: أَدْبَى وامْتَعَسَ (زِئْبِرُهُ) . ( {والأَلْوَثُ: المُسْتَرْخِي، والقَوِيُّ ضِدٌّ) ، وَقد تقدّم أَن اللّوثَةَ، بِالضَّمِّ: الضَّعْفُ، وبالفَتْحِ: القُوّة والشّدّة، وَالِاسْم مِن كلَ مِنْهُمَا أَلْوَثُ، فَيكون بهاذا الاعتبارِ أَيضاً من الأَضداد.
(و) الأَلْوَثُ أَيضاً: (البَطِىءُ) الكلامِ (الثَّقِيلُ) ، وَفِي بعض الأُمهات: الكَلِيلُ (اللِّسَانِ) ، والأُنثى} لَوْثَاءُ، والفِعْلُ كالفِعْل.
( {واللِّيثُ بِالْكَسْرِ: نباتٌ) مُلْتَفٌّ، صَارَت الواوُ يَاء لكسرةِ مَا قَبْلَهَا.
(ولِحْيَةٌ} لَيِّثَةٌ، ككَيِّسَةٍ) : مُلْتَفّةٌ، تَشْبِيهاً بالنَّبَات، فَهُوَ مَجاز، (اخْتَلَطَ شَمَطُهُ بِبَيَاضِه) ، هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيْدِينا، وَقد تكلَّم شيخُنَا على ذَلِك فَقَالَ: الأَوْلَى (شَمَطُهَا ببياضِها) ، لأَنّ اللِّحْيَة مؤنَّثَة، ثمَّ الصَّوَاب اختلَطَ شَمَطُهَا بِسَوَادِهَا؛ لأَن الشَّمَطَ هُوَ بياضُ الشَّيْبِ الَّذِي يَعْتَرِي الشَّعرَ، فتأَمَّلْ. انْتهى، وسيأْتي فِي لَيْث.
(ونَبَاتٌ {لائثٌ،} ولاَثٌ، {ولَيِّثٌ) ككَيِّسٍ (: الْتَفَّ بَعْضُه بِبَعْضِ) والْتَبَس، وكذالك الكَلأُ، وَفِي بعض النّسخ: (على بَعْضِ) ، فأَمّا لَا ئِتٌ فعَلَى وَجْهِه، وأَمّا} لاثٌ: فقد يكونُ فَعِلاً، كبَطِرٍ وفَرِقٍ، وَقد يكون فاعِلاً ذَهَبَتْ عَيْنُهُ، (وأَمّا لاثٍ فمقلوبٌ عَن لائث، من لاث يلوث فَهُوَ لائثٌ ووزنهُ فالِع) قَالَ العَجّاج:
لاثٍ بِهِ الأَشَاءُ والعُبْرِيُّ
وشجرٌ لَيِّثٌ، {كلاَثٍ، والْتَاثَ وأَلاثَ،} كلاَثَ.
وَقَالَ ابْن مَنْظُور: {واللاّئِثُ} واللاَّثُ من الشَّجَرِ والنّبَات: مَا قد الْتَبَس بعضُه على بعض، تَقول العَرَبُ: نباتٌ لائِتٌ ولاث، على القلْب، وَقَالَ عديّ بن زيد:
ويَلْهَدْنَ مَا أَغْنَي الوَلِيُّ وَلم! يُلِثْ
كأَنّ بحافاتِ النِّهَاءِ المَزَارِعَا
أَي لم يَجْعَلْهُ لائثاً، وَيُقَال: لم يُلِثْ، أَي لم يُلِثْ بعضُهُ على بعضٍ، من اللَّوْثِ وَهُوَ اللَّيُّ.
وَقَالَ أَبو عبيد: لاثٍ بمعني لائِث، وَهُوَ الَّذِي بعضُه فوقَ بعْضٍ.
( {وأَلَثْتُ بِهِ مالِي: استَوْدَعْتُه إِيّاه) ، إِفعالٌ من اللَّوْثِ بمعني اللَّوْذِ، كأَنَّه جعلَه مَحْرُوساً فِي حِمايَتِه.
(} والمُلَيَّثُ، كمُعَظَّمِ) من الرّجال: (البَطِيءُ لِسِمَنِهِ) .
(و) اللَّيْثُ و (اللاَّئِثُ: الأَسدُ) ، من اللَّوْثِ وَهُوَ القُوَّة، وسيأْتي ذِكْرُ اللَّيْثِ بعد ذالك.
(و) {لاثَهُ المطرُ} ولَوَّثَه.
و (دِيمَةٌ {لَوْثَاءُ) ، وَهِي الَّتِي (تَلُوثُ النَّبَاتَ بعضَه على بَعْضٍ) كَمَا تَلُوثُ التِّبْنَ بالقَتِّ وَكَذَلِكَ التَّلَوُّثُ بالأَمْرِ، كَذَا عَن اللَّيث.
وَقَالَ أَبو مَنْصُور: السَّحَابَة} اللَّوْثَاءُ: البَطِيئة، وإِذا كَانَ السَّحَابُ بَطِيئاً كَانَ أَدْوَمَ لِمَطَرِه، قَالَ الشَّاعر:
من لَفْحِ سارِيَة {لَوْثَاءَ تَهْمِيمُ
وَالَّذِي قالَه اللَّيْث فِي اللَّوْثَاءِ لَيْسَ بصَحِيحٍ، كَذَا فِي اللّسانِ.
(و) إِن المَجلِسَ ليَجْمَعُ (} لَوِيثَةً من النَّاسِ) أَي (لَبِيثَةٌ) ، وَقد تَقَدَّم فِي محلّه، أَي اخْلاطاً من قَبَائِلَ شَتَّي، وإِعادتُه هُنَا مَعَ تقدّم قَوْله {كاللَّوِيثَةِ تَكْرارٌ، كَمَا هُوَ ظَاهر.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} الأَلْوَث: الأَحْمَقُ، كالأَثْوَلِ، قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:
إِذا مَا غَزَا لم يُسقِطِ الخَوْفُ رُمْحَهُ
وَلم يَشْهَدِ الهَيْجَا! بأَلْوَثَ مُعْصِمِ
وَعَن ابْن الأَعْرابيّ: اللُّوثُ جمع الأَلْوَث وَهُوَ الأَحْمَق الجَبانُ، وَقَالَ ثُمامَةُ بنُ مخبر السَّدوسيّ:
أَلاَ رُبَّ مُلتَاثٍ يَجُرُّ كِساءَهُ
نَفَي عَنْهُ وِجْدَانُ الرِّقِينَ العَزايِمَا يَقُول: رُبَّ أَحمقَ نفَى كَثرةُ مالِه أَن يُحَمَّقَ، أَراد أَنّه أَحمقُ قد زَيَّنَه مالُه وجعلَه عِنْد عوامّ النَّاس عاقِلاً.
وَلم {يُلِثْ، فِي قَول العجاج يصف شاعِراً غالَبه فغلَبه:
فلمْ يُلِثْ شَيْطَانَهُ تَنَهُّمِي
أَي لم يُلْبِثْ تَنَهُّمِي إِيّاه، أَي انْتِهاري.
وَفِي حَدِيث الأَنْبِذَةِ والأَسقِيَةِ (الَّتِي} تُلاثُ على أَفواهِهَا) أَي تُشَدُّ وتُرْبَطُ.
وَفِي الحَدِيث: (أَن امرأَةً من بني إِسرائِيلَ عَمَدَتْ إِلى قَرْنٍ من قُورُنِها {فلاثَتْهُ بالدُّهْنِ) أَي أَدارَتْه، وَقيل: خَلَطَتْه، وَفِي حَدِيث ابنِ جَزْءٍ:
(وَيْلٌ} لِلَّوَّاثِينَ الَّذين {يَلُوثُونَ مَعَ البَقَرِ، ارفَعْ يَا غلامُ، ضَعْ يَا غُلام) قَالَ ابْن الأَثير. قَالَ الحَرْبِيّ: أَظُنّه الَّذين يُدَار عَلَيْهِم بأَلوانِ الطّعَام، من اللَّوْث وَهُوَ إِدارةُ العمامةِ.
وجاءَ رجل إِلَى أَبي بكرٍ رَضِي الله عَنهُ (} فَلاَثَ {لَوْثاً من الكَلامِ) أَي لَوَى كلاَمه، وَلم يُبَيّنه، وَلم يَشْرحْه وَلم يُصَرِّح بِهِ، يُقَال: لاَثَ بالشيْءِ} يَلُوثُ بِهِ، إِذا أَطافَ بِهِ، وَقَالَ ابْن قُتيبةَ: أَراد أَنه تَكلَّم بِكَلَام مَطْوِيّ لم يُبَيِّنْه للاستحياءِ، حَتَّى خَلا بِهِ.
ولاثَ الرَّجُلُ يَلُوثُ، أَي دَارَ.
{واللِّثَةُ: مَغْرِزُ الأَسنانِ، من هاذا الْبَاب فِي قَول بَعضهم، لأَنّ اللَّحْمَ لِيثَ بِأُصولِهَا.
ولاثَ الوَبَرَ بالفَلْكَةِ: أَدارَه بهَا، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
إِذا طَعَنْتُ بِهِ مالَتْ عِمَامَتُه
كَمَا يُلاَثُ برَأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ
} واللُّوثُ: فِرَاخُ النَّحْلِ، عَن أَبي حنيفةَ.
وَمن المَجاز: لاَثَ الضَّبَابُ بالجَبَلِ، كَذَا فِي الأَساس.

وحي

وحي: {أوحى لها}: ألهمها. {وإذ أوحيت}: ألقيت.
(و ح ي) : (الْإِيحَاءُ) وَالْوَحْيُ إعْلَامٌ فِي خَفَاءٍ وَعَنْ الزَّجَّاجِ (الْإِيحَاءُ) يُسَمَّى وَحْيًا يُقَالُ (أَوْحَى إلَيْهِ وَوَحَى) بِمَعْنَى أَوْمَأَ (وَالْوَحَى) بِالْقَصْرِ وَالْمَدِّ السُّرْعَةُ وَمِنْهُ (مَوْتٌ وَحِيٌّ) (وَذَكَاةٌ وَحِيَّةٌ) سَرِيعَةٌ وَالْقَتْلُ بِالسَّيْفِ (أَوْحَى) أَيْ أَسْرَعُ وَقَوْلُهُمْ السُّمُّ يَقْتُلُ إلَّا أَنَّهُ (لَا يُوحِي) صَوَابُهُ لَا يَحِي (مِنْ وَحَى الذَّبِيحَةَ) إذَا ذَبَحَهَا ذَبْحًا وَحِيًّا وَلَا يُقَالُ أَوْحَى.
و ح ي

أوحي إيه وأومي بمعنًى، ووحيت إليه وأوحيت إذا كلّمته بما تخفيه عن غيره، وأوحى الله إلى أنبيائه. " وأوحى ربك إلى النّحل " ووحى وحيا: كتب. قال رؤبة:

لقدرٍ كان وحاه الواحي

ويقال: الوحا الوحا والوحاك الوحاك: في الاستعجال، وتوحّى: أسرع. قال الأعشى:

مثل ريح المسك ذاكٍ ريحها ... صبّها السّاقي إذا قيل توحّ

واستوحيته: استعجلته. واستوح لي بني فلان ما خبرهم: استخبرهم.
و ح ي : الْوَحْيُ الْإِشَارَةُ وَالرِّسَالَةُ وَالْكِتَابَةُ وَكُلُّ مَا
أَلْقَيْتَهُ إلَى غَيْرِكَ لِيَعْلَمَهُ وَحْيٌ كَيْفَ كَانَ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَهُوَ مَصْدَرُ وَحَى إلَيْهِ يَحِي مِنْ بَابِ وَعَدَ وَأَوْحَى إلَيْهِ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَجَمْعُهُ وُحِيٌّ وَالْأَصْلُ فُعُولٌ مِثْلُ فُلُوسٍ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ وَحَيْتُ إلَيْهِ وَوَحَيْتُ لَهُ وَأَوْحَيْتُ إلَيْهِ وَلَهُ ثُمَّ غَلَبَ اسْتِعْمَالُ الْوَحْي فِيمَا يُلْقَى إلَى الْأَنْبِيَاءِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى وَلُغَةُ الْقُرْآنِ الْفَاشِيَةُ أَوْحَى بِالْأَلِفِ.

الْوَحَا السُّرْعَةُ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ وَمَوْتٌ وَحِيٌّ مِثْلُ سَرِيعٍ وَزْنًا وَمَعْنًى فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ وَذَكَاةٌ وَحِيَّةٌ أَيْ سَرِيعَةٌ أَيْضًا وَيُقَالُ وَحَيْتُ الذَّبِيحَةَ أَحِيهَا مِنْ بَابِ وَعَدَ أَيْضًا ذَبَحْتُهَا ذَبْحًا وَحِيًّا وَوَحَّى الدَّوَاءُ الْمَوْتَ تَوْحِيَةً عَجَّلَهُ وَأَوْحَاهُ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَاسْتَوْحَيْتُ فُلَانًا اسْتَصْرَخْتُهُ. 
وحي
وحَى/ وحَى إلى/ وحَى لـ يحِي، حِ/ حِهْ، وَحْيًا، فهو واحٍ، والمفعول مَوْحِيّ

• وحَى إليه كلامًا/ وحَى له كلامًا: كلَّمه سِرًّا أو كلَّمه بكلام يَخْفَى على غيره "وحَى القائدُ إلى مساعِدِه بعض التَّعليمات الخاصَّة".
• وحَى اللهُ في قلبه الإخلاصَ: ألهمه إيَّاه "وحَت الطَّبيعة إلى الشُّعراء بمعانٍ خاصَّة".
• وحَى إليه بالانصراف/ وحَى له بالانصراف: أشار وأومأ، أشار إليه إشارة سريعة "وحَى إليه أن اسكُتْ". 

أوحى/ أوحى إلى/ أوحى لـ يُوحي، أَوْحِ، إيحاءً، فهو مُوحٍ، والمفعول مُوحًى
• أوحى اللهُ إلى مَنْ يصطفيه أمرًا: أرسله، ألقاه إليه وبلَّغه إيّاه "أوحى اللهُ القرآنَ إلى محمَّد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} " ° أوحى اللهُ إليه: بعثه نبيًّا.
• أوحى اللهُ إلى بعض خلقه شيئًا: ألهمه إيَّاه " {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا} ".
• أوحى الشَّخْصُ إلى الشَّخْصِ رأيًا أو كلامًا/ أوحى الشَّخْصُ إلى الشَّخص برأي أو كلام: ألقاه إليه بصورة غير مباشرة "أوحى إليَّ منظره بالبساطة والفقر".
• أوحى إليه/ أوحى له: وحَى، أشار وأومأ، أشار إليه إشارة سريعة " {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} ". 

استوحى يستوحِي، اسْتَوْحِ، استِيحاءً، فهو مُستوحٍ، والمفعول مُستوحًى
• استوحى موضوعَ الماجستير من قراءاته: استلهمه.
• استوحاه رأيَه: استفهمه.
• استوحى منه الشَّجاعةَ: أخذها عنه "استوحى فكرته من كاتب مشهور- استوحى منظر اللوحة من الحديقة العامَّة القريبة منه". 

إيحاء [مفرد]: ج إيحاءات (لغير المصدر):
1 - مصدر أوحى/ أوحى إلى/ أوحى لـ.
2 - تلميح بشيء قريب الحدوث "هناك إيحاء بسقوط الطَّائرة في المحيط".
3 - (نف) تأثير في تفكير الشَّخص وسلوكه بغير استخدام أساليب الإقناع "كان كلامه كلُّه بإيحاء من زوجته- إيحاءات صادقة".
• إيحاء ذاتيّ: (نف) عملية عقلية تنتهي بقبول الفرد للأفكار التي تنجم في ذات نفسه دون نقد أو تحقق، أو إيحاء لنفسه باتخاذ موقف أو سلوك من غير نقد أو تحقّق. 

إيحائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى إيحاء: "لغة إيحائيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من إيحاء: قابلية التأثُّر بإيحاء أو إيعاز معيَّن "يتميّز حِسّه الشعريّ بإيحائيّة فائقة".
• الحركة الإيحائيَّة: تحريك الأشياء بطرق غير مفسَّرة علميًّا مثلاً عن طريق ممارسة قوَّة سحريّة. 

استيحاء [مفرد]: مصدر استوحى. 

واحٍ [مفرد]: ج واحون ووُحاة: اسم فاعل من وحَى/ وحَى إلى/ وحَى لـ. 

وَحْي [مفرد]: ج وُحِيّ (لغير المصدر):
1 - مصدر وحَى/ وحَى إلى/ وحَى لـ ° وَحْيٌ في حَجَر [مثل]: يُضْرب لمن يكتم سرَّه.
2 - كُلُّ ما ألقيته إلى غيرك ليعلمه، ثمَّ غلب فيما يُلقيه اللهُ عزوجل إلى أنبيائه "استمدَّ قصيدته الأخيرة من وَحْي الطَّبيعة- الوَحْي الإلهيّ- {إِنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} " ° الوحي إلى الغير: تكليمه بكلام خفيّ الصوت.
3 - ما يُوحَى به "وَحْي الشُّعراء".
• أمين الوَحْي/ أمين وَحْي السَّماء: جبريل عليه السَّلام. 
وحي: يقال: وَحَي يَحِي وَحْياً، أي: كَتَبَ يكتُبُ كَتْباً. قال العجاج: 

لقَدَرٍ كان وَحاهُ الواحي

وقال:

في سُورة من ربّنا مَوْحِيَّه

وأوحَى الله إليه، أي: بعثه. وأوحى إليه: ألْهَمَهُ. وقوله عزّ وجلّ: وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ

، أي: أَلْهَمَهَا. وأوحى لها معناه: وأوحَى إليها في معنى الأمر. قال الله عزّ وجلّ: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها . قال العجاج: 

وَحَى لها القرار فاستقرّتِ

وحي


وَحَى
a. [ يَحِي] (n. ac.
وَحْي) [Ila & Bi], Suggested, insinuated to; inspired with.
b. [Fī], Revealed to, put into ( the heart of ).
c. [Ila], Sent to.
d. Wrote.
e.(n. ac. وَحْيوَحًى []
, وَحَآء [وَحَاْي]), Hastened, made speed.
وَحَّيَa. Hurried on.

أَوْحَيَ
a. [acc. & Bi], Disclosed, revealed to.
b. see I (a) (c), (e).
تَوَحَّيَa. see I (e)
تَوَاْحَيَa. Made signs, signaled.

إِسْتَوْحَيَa. Called.
b. Urged on.
c. Inquired about.

وَحْيa. Revelation; inspiration; vision.
b. Missive; writing, letter, epistle.
c. see 4 (a)
وَحَي
(pl.
وُحِيّ)
a. Sound, noise; voice.
b. Haste, speed, celerity, quickness.

وَحَيa. see 4 (a)
أَوْحَيُa. Quicker.

وَحِيّa. Quick, speedy.

أَمِيْن الوَحْي
a. The angel Gabriel.
كَاتِب الوَحْي
a. The Caliph Osman.

الوَحَى الوَحَى
a. Be quick! Hurry!

وَخّ
a. Pain.
b. Intention.
و ح ي : (الْوَحْيُ) الْكِتَابُ وَجَمْعُهُ (وُحِيٌّ) مِثْلُ حَلْيٍ وَحُلِّيٍّ. وَهُوَ أَيْضًا الْإِشَارَةُ وَالْكِتَابَةُ وَالرِّسَالَةُ وَالْإِلْهَامُ وَالْكَلَامُ الْخَفِيُّ وَكُلُّ مَا أَلْقَيْتَهُ إِلَى غَيْرِكَ، يُقَالُ: (وَحَى) إِلَيْهِ الْكَلَامَ يَحِيهِ (وَحْيًا) وَ (أَوْحَى) أَيْضًا، وَهُوَ أَنْ يُكَلِّمَهُ بِكَلَامٍ يُخْفِيهِ. وَ (وَحَى) وَ (أَوْحَى) أَيْضًا
أَيْ كَتَبَ. وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى أَنْبِيَائِهِ. وَأَوْحَى أَشَارَ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا} [مريم: 11] ، وَ (الْوَحَا) السُّرْعَةُ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَيُقَالُ: (الْوَحَا الْوَحَا) الْبِدَارَ الْبِدَارَ. (وَالوَحِيٌّ) عَلَى فَعِيلٍ السَّرِيعُ، يُقَالُ: مَوْتٌ وَحِيٌّ. 

وحي: الوَحْيُ: الإِشارة والكتابة والرِّسالة والإِلْهام والكلام

الخَفِيُّ وكلُّ ما أَلقيته إِلى غيرك. يقال: وحَيْتُ إِليه الكلامَ

وأَوْحَيْتُ. ووَحَى وَحْياً وأَوْحَى أَيضاً أَي كتب؛ قال العجاج:

حتى نَحَاهُمْ جَدُّنا والنَّاحِي

لقَدَرٍ كانَ وحَاه الوَاحِي

بِثَرْمَداء جَهْرَةَ الفِضاحِ

(* قوله« الفضاح» هو بالضاد معجمة في الأصل هنا والتكملة في ثرمد ووقع

تبعاً للاصل هناك بالمهملة خطأ.)

والوَحْيُ: المكتوب والكِتاب أَيضاً، وعلى ذلك جمعوا فقالوا وُحِيٌّ مثل

حَلْيٍ وحُلِيٍّ؛ قال لبيد:

فمَدافِعُ الرَّيّانِ عُرِّيَ رَسْمُها

خَلَقاً، كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها

أَراد ما يُكتب في الحجارة ويُنقش عليها. وفي حديث الحرث الأَعْوَر: قال

علقمة قرأْتُ القُرآن في سنتين، فقال الحرثُ: القرآن هَيِّنٌ، الوَحْيُ

أَشدُّ منه؛ أَراد بالقرآن القِراءة وبالوَحْي الكِتابة والخَطَّ. يقال:

وحَيْتُ الكِتاب وَحْياً، فأَنا واحٍ؛ قال أَبو موسى: كذا ذكره عبد

الغافر، قال: وإِنما المفهوم من كلام الحرث عند الأَصحاب شيء تقوله الشيعة

أَنه أُوحِيَ إِلى سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، شيءٌ فخَصَّ به أَهل

البيت. وأَوْحى إِليه: بَعَثه. وأَوْحى إِليه: أَلْهَمَه. وفي التنزيل

العزيز: وأَوْحى ربك إِلى النَّحْل، وفيه: بأَنَّ ربك أَوْحى لها؛ أَي

إِليها، فمعنى هذا أَمرها، ووَحَى في هذا المعنى؛ قال العجاج:

وحَى لها القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ،

وشَدَّها بالرّاسِياتِ الثُّبَّتِ

وقيل: أَراد أَوْحى إِلا أَنَّ من لغة هذا الراجز إِسقاط الهمزة مع

الحرف، ويروى أَوْحى؛ قال ابن بري: ووَحَى في البيت بمعنى كتب. ووَحَى إِليه

وأَوْحَى: كلَّمه بكلام يُخفِيه من غيره. ووَحى إِليه وأَوْحى: أَوْمَأَ.

وفي التنزيل العزيز: فأَوْحى إِليهم أَنْ سَبِّحوا بُكْرَة وعَشِيّاً؛

وقال:

فأَوْحَتْ إِلينا والأَنامِلُ رُسْلُها

وقال الفراء في قوله، فأَوْحى إليهم: أَي أَشار إِليهم، قال: والعرب

تقول أَوْحى ووَحَى وأَوْمى ووَمى بمعنى واحد، ووَحى يحِي ووَمى يَمِي.

الكسائي: وَحَيْتُ إليه بالكلام أَحي به وأَوْحَيْتُه إِليه، وهو أَن تكلمه

بكلام تخفيه من غيره؛ وقول أَبي ذؤيب:

فقال لها، وقدْ أَوْحَتْ إِليه:

أَلا للهِ أُمُّك ما تَعِيفُ

أَوحت إليه أَي كلمته، وليست العَقاة متكلمة، إنما هو على قوله:

قد قالتِ الأَنْساعُ للبَطْن الحَقي

وهو باب واسع، وأَوْحى الله إلى أَنبيائه. ابن الأَعرابي: أَوْحى الرجلُ

إِذا بعَث برسول ثقة إلى عبد من عبيدِه ثِقة، وأَوْحى أَيضاً إِذا

كَلَّم عبدَه بلا رسول، وأَوْحى الإِنسانُ إِذا صارَ ملِكاً بعد فَقْر،

وأَوْحى الإنسانُ ووَحَى وأَحَى إِذا ظَلَمَ في سلطانه، واسْتَوْحَيْتُه إذا

اسْتَفْهَمْته. والوَحْيُ: ما يُوحِيه اللهُ إِلى أَنْبيائه. ابن الأَنباري

في قولهم: أَنا مُؤْمِنٌ بوَحْيِ الله، قال: سمي وَحْياً لأَنَّ الملك

أَسَرَّه على الخلق وخَصَّ به النبيِّ، صلى الله عليه وسلم ، المبعوثَ

إِليهِ؛ قال الله عز وجل: يُوحي بعضُهم إِلى بعض زُخْرُفَ القَوْلِ غُروراً؛

معناه يُسِرُّ بعضُهم إِلى بعض، فهذا أَصل الحرف ثم قُصِرَ الوَحْيُ

للإِلهامِ، ويكون للأَمر، ويكون للإِشارة؛ قال علقمة:

يُوحي إِليها بأَنْقاضٍ ونَقْنَقَةٍ

وقال الزجاج في قوله تعالى: وإِذْ أَوْحَيْتُ إِلى الحَوارِيِّينَ أَنْ

آمِنُوا بي وبرسُولي؛ قال بعضهم: أَلْهَمْتُهم كما قال عز وجل: وأَوْحى

ربك إلى النَّحل، وقال بعضهم: أَوْحَيْتُ إِلى الحَوارِيِّين أَمرتهم؛

ومثله:

وحَى لها القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ

أَي أَمرها ، وقال بعضهم في قوله: وإِذ أَوْحَيْتُ إِلى الحَوارِيِّينَ؛

أَتَيْتُهم في الوَحْي إليك بالبَراهِين والآيات التي استدلوا بها على

الإِيمان فآمنوا بي وبك. قال الأَزهري: وقال الله عز وجل: وأَوْحَيْنا

إِلى أُمِّ موسى أَن أَرْضِعِيه؛ قال: الوَحْيُ ههنا إِلقاءُ اللهِ في

قلبِها ، قال: وما بعد هذا يدل، والله أَعلم، على

أَنه وَحْيٌ من الله على جهة الإِعلامِ للضَّمانِ لها: إِنَّا رادُّوه

إليك وجاعلوه من المرسلين؛ وقيل: إنَّ معنى الوَحْي ههنا الإِلهام، قال:

وجائز أَن يُلْقِيَ الله في قلبها أَنه مردود إليها وأَنه يكون مرسلاً،

ولكن الإعلام أَبين في معنى الوحي ههنا . قال أَبو إسحق: وأَصل الوحي في

اللغة كلها إعلام في خَفاء، ولذلك صار الإِلهام يسمى وَحْياً؛ قال

الأَزهري: وكذلك الإِشارةُ والإِيماءُ يسمى وَحْياً والكتابة تسمى وحياً. وقال

الله عز وجل: وما كان لِبَشر أَن يُكَلِّمَه الله إِلا وَحْياً أَو من

وراء حِجاب؛ معناه إلا أَن يُوحيَ إِليه وَحْياً فيُعْلِمَه بما يَعْلمُ

البَشَرُ أَنه أَعْلَمَه،إِما إلهاماً أَو رؤْيا، وإما أَن يُنزل عليه كتاباً

كما أُنزِل على موسى، أَو قرآناً يُتْلى عليه كما أَنْزَله على سيدنا

محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، وكل هذا إعْلامٌ وإن اختلَفت

أَسبابُ الإعلامِ فيها. وروى الأَزهري عن أَبي زيد في قوله عز وجل: قل أُوحِيَ

إِليَّ، من أَوْحَيْتُ، قال: وناسٌ من العرب يقولون وحَيْتُ إليه

ووَحَيْتُ له وأَوْحَيْتُ إِليه وله، قال: وقرأَ جُؤَيَّة الأَسدي قل أُحِيَ

إليَّ من وحَيْتُ، همز الواو. ووَحَيْتُ لك بخبر كذا أَي أَشَرْتُ وصَوَّتُّ

به رُوَيْداً. قال أَبو الهيثم: يقال وَحَيْتُ إلى فلان أَحي إليه

وَحْياً، وأَوْحَيْتُ إِليه أُوحِي إيحاءً إذا أَشرت إِليه وأَوْمأْتَ، قال:

وأَما اللغة الفاشية في القرآن فبالأَلف، وأَما في غير القرآن العظيم

فوَحَيْتُ إلى فلان مشهورة؛ وأَنشد العجاج:

وحى لها القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ

أَي وحَى اللهُ تعالى للأَرض بأَن تَقِرَّ قراراً ولا تميدَ بأَهلها أَي

أَشار إليها بذلك، قال: ويكون وَحى لها القَرارَ أَي كَتب لها القَرارَ.

يقال: وحَيْتُ الكتابَ أَحِيهِ وَحْياً أَي كتبته فهو مَوحِيٌّ. قال رؤبة:

إِنْجيلُ تَوْراةٌ وَحى مُنَمْنِمُهْ

أَي كتَبه كاتِبُه.

والوَحى: النارُ، ويقال للمَلِكِ وَحًى من هذا. قال ثعلب: قلت لابن

الأَعرابي ما الوَحى؟ فقال: المَلِكُ، فقلت: ولم سمي الملِكُ وَحىً؟ فقال:

الوَحى النار فكأَنه مِثلُ النار يَنْفَع ويَضُرُّ. والوَحى: السِّيدُ من

الرجال؛ قال:

وعَلِمْتُ أَني إِن عَلِقْتُ بحَبْلِه،

نشِبَتْ يَدايَ إِلى وَحًى لم يَصْقَعِ

يريد: لم يذهب عن طريق المكارم، مشتق من الصَّقْع. والوَحْيُ والوَحى

مثل الوَغى: الصوت يكون في الناس وغيرهم؛ قال أَبو زبيد:

مُرْتَجِز الجَوفِ بوَحْيٍ أَعْجَم

وسمعت وَحاهُ ووَغاه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

يَذُودُ بسَحْماوَيْن لم يَتَفَلَّلا

وَحى الذئبِ عن طَفْلٍ مَناسِمهُ مُخْلي

وهذا البيت مذكور في سحم؛ وأَنشد الجوهري على الوَحى الصوت لشاعر:

مَنَعْناكُمْ كَراء وجانِيَيْه،

كما مَنَعَ العَرِينُ وَحى اللُّهامِ

وكذلك الوَحاة بالهاء؛ قال الراجز:

يَحدُو بها كلُّ فَتًى هَيَّاتِ،

تَلْقاهْ بَعْدَ الوَهْنِ ذا وحاةِ،

وهُنَّ نحوَ البيْتِ عامِداتِ

ونصب عامدات على الحال. النضر: سمعت وَحاةَ الرَّعْد وهو صوته الممدود

الخفيّ، قال: والرَّعْدُ يَحي وَحاةً، وخص ابن الأَعرابي مرة بالوحاة صوتَ

الطائر. والوَحى: العَجَلةُ، يقولون: الوَحى الوَحى والوَحاء الوَحاء

يعني البِدارَ البِدارَ، والوَحاء الوَحاء يعني الإِسراع، فيمدُّونهما

ويَقْصُرونهما إِذا جمعوا بينهما، فإِذا أَفردوه مدّوه ولم يَقْصروه؛ قال

أَبو النجم:

يَفِيضُ عَنْهُ الرَّبْوُ من وَحائه

التهذيب: الوَحاء ممدود، السُّرْعة، وفي الصحاح: يمدّ ويقصر، وربما

أَدخلوا الكاف مع الأَلف واللام فقالوا الوَحاك الوَحاك، قال: والعرب تقول

النَّجاء النَّجاء والنَّجى النَّجى والنَّجاك النَّجاك والنَّجاءك

النَّجاءك.

وتَوحَّ يا هذا في شأْنك أَي أَسْرِع. ووحَّاه تَوْحِيةً أَي عَجَّله.

وفي الحديث: إِذا أَرَدْتَ أَمراً فتَدَبَّر عاقِبتَه، فإِن كانت شَرّاً

فانْتَهِ، وإِن كانت خيراً فَتَوَحَّهْ أَي أَسْرِعْ إِليه، والهاء للسكت.

ووَحَّى فلان ذبيحته إِذا ذَبَحها ذَبْحاً سَرِيعاً وَحِيّاً؛ وقال

الجعدي:

أَسِيرانِ مَكْبُولانِ عندَ ابنِ جعْفَرٍ،

وآخرُ قد وحَّيْتُمُوه مُشاغِبُ

والوَحِيُّ، على فعيل: السَّريعُ. يقال: مَوْتٌ وَحِيٌّ. وفي حديث أَبي

بكر: الوَحا الوَحا أَي السُّرْعةَ السُّرعةَ، يمدّ ويقصر. يقال:

تَوَحَّيْتُ تَوَحِّياً إِذا أَسرعت، وهو منصوب على الإِغْراء بفعل مضمر.

واسْتَوْحَيْناهم أَي اسْتَصْرَخْناهم. واسْتَوْحِ لنا بني فلان ما خَبَرُهم

أَي اسْتَخْبِرهم، وقد وَحى. وتَوَحَّى بالشيء: أَسْرَعَ. وشيء وَحِيٌّ:

عَجِلٌ مُسْرِعٌ.

واسْتَوْحى الشيءَ: حرَّكه ودَعاه ليُرْسِله. واسْتَوْحَيْتُ الكلبَ

واسْتَوْشَيْتُه وآسَدْتُه إِذا دعوته لترسله. بعضهم: الإِيحاء البُكاء.

يقال: فلان يُوحي أَباه أَي يَبْكِيه. والنائحةُ تُوحي الميت: تَنُوحُ عليه؛

وقال:

تُوحي بِحالِ أَبيها، وهو مُتَّكِئٌ

على سِنانٍ كأَنْفِ النِّسْرِ مَفْتُوقِ

أَي مَحَدِّد. ابن كثوة: من أَمثالهم: إِن من لا يَعرِف الوَحى

أَحْمَقُ؛ يقال للذي يُتَواحى دُونه بالشيء أَو يقال عند تعيير الذي لا يعرف

الوَحْى. أَبو زيد من أَمثالهم: وَحْيٌ في حجَر؛ يضرب مثلاً لمن يَكْتُم

سِرَّه، يقول: الحجر لا يُخْبِر أَحداً بشيء فأَنا مثله لا أُخبر أَحداً بشيء

أَكْتُمُه؛ قال الأَزهري: وقد يضرب مثلاً للشيء الظاهر البين. يقال: هو

كالوَحْي في الحجر إِذا نُقِرَ فيه؛ ومنه قول زهير:

كالوَحْي في حَجَرِ المَسيل المُخْلِدِ

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.