Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مدح

هَنأ

(هَنأ) فلَانا بِالْأَمر تهنئة خاطبه راجيا أَن يكون هَذَا الْأَمر مبعث سرُور لَهُ وَقَالَ لَهُ ليهنئك هَذَا الْأَمر
(هَنأ) فلَانا هنئا أعطَاهُ طَعَاما أَو نَحوه وَالْقَوْم عالهم وَالطَّعَام ملحه وَالطَّعَام الرجل سَاغَ ولذ لَهُ وَالرجل غَيره نَصره وسره يُقَال ليهنئك الْوَلَد وبالأمر قَالَ لَهُ ليهنئك هَذَا الْأَمر وَالْإِبِل طلاها بالقطران
هَنأ
: ( {- الهَنِيءُ} والمَهْنَأُ: مَا أَتَاكَ بِلاَ مَشَقَّةٍ) اسمٌ كالمَثْنَي (وَقد {هَنِىءَ) الطعامُ} يَهْنَأُ ( {وهَنُؤَ) } يَهْنُؤُ ( {هَنَاءَةً) : صَارَ} هَنِيئًا، مثل فقِهَ وفَقُهَ.
( {- وهَنَأَنِي) الطعامُ (و) } هَنَأَ (لي الطَّعَامُ {يَهْنَأُ} ويَهْنِىءُ {ويَهنُؤُ} هِنْأً) بِالْكَسْرِ ( {وهَنْأً) بِالْفَتْح، وَلَا نظيرَ لَهُ فِي المهموز، قَالَه الأَخفشُ، وَيُقَال:} - هَنَأَني خُبْزُ فلَان أَي كَانَ {هَنِيئًا.
} وهَنِئْتُ الطَّعَامَ، بِالْكَسْرِ، أَي {تَهَنَّأْتُ بِهِ بغيرِ تَبِعَةٍ وَلَا مَشَقَّةٍ وَقد} هَنَأَنا اللَّهُ الطَّعامَ.
وَكَانَ طَعَاما {اسْتَهْنَأْنَاهُ، أَي اسْتَمْرَأْنَاهُ وَفِي حديثِ سُجودِ السَّهْوِ (} فَهَنَّاهُ ومَنَّاهُ) أَي ذَكَّرَه {- المَهَانِي والأَمانِي، والمُرادُ بِهِ مَا يَعْرِضُ للإِنسانِ فِي صَلاَتِهِ مِن ايحاديثِ النَّفْسِ وتَسْويلِ الشيطانِ.
وَلَك} المَهْنَأُ {والمَهْنَا، والجَمْعُ} المَهانِىءُ، بِالْهَمْز، هَذَا هُوَ الأَصلُ، وَقد يُخَفَّف، وَهُوَ فِي الحدِيثِ أَشْبَهُ، لأَجل مَنَّاه، وَفِي حَدِيث ابنِ مَسعودٍ فِي إِجابة صاحبِ (الرِّبا) (إِذا دَعَا إِنْساناً وأَكلَ طَعَامه (قَالَ) لَك المَهْنَأُ وعَليه الوِزْرُ) أَي يَكونُ أَكلُك لَه {هَنِيئًا لَا تُؤَاخَذُ بِهِ، ووِزْرُه على مَن كَسَبَه. وَفِي حَدِيث النَّخَعِيّ فِي طَعام العُمَّالِ الظَّلَمَةِ (لَك المَهْنَأُ وَعَلَيْهِم الوِزْرُ) .
(} وهَنَأَتْنِيهِ العَافِيَةُ) وَقل {تَهَنَّأْتُه، (وَهُوَ) طَعَامٌ (} - هَنِيءٌ) أَي (سَائغٌ وَمَا كَانَ {هَنِيئاً) أَي سائغاً (وَلَقَد} هَنُؤَ {هَنَاءَةً} وهَنَأَةً! وهَنْأً، كسَحَابَةٍ، وعَجَلَةٍ، وضَرْبٍ) وَفِي بعضُ النّسخ ضُبِط الأَخير بالكَسر، ومثلُه فِي (لِسَان الْعَرَب) قَالَ اللَّيْث: {هَنُؤَ الطعامُ} يَهْنُؤُ {هَنَاءَةً، ولغةٌ أُخرى} هَنَأَ {يَهْنِيءُ بِالْهَمْز.
(و) } التَّهْنِئَةُ: خِلافُ التَّعْزيَة، تَقول: ( {هَنَّأَه بالأَمْرِ) والوَلاَيَةِ} تَهْنِئَةً {وتَهْنِيئًا (} وهَنَأَهُ) هَنْأً إِذا (قَال لَه: {ليَهْنِئْكَ) ، والعربُ تَقول:} لِيَهْنِئْكَ الفَارِسُ. بجزم الْهمزَة، وليَهْنِيكَ الفارِسُ، بياء ساكِنةٍ، وَلَا يجوزُ {لِيَهْنِك كَمَا تَقول الْعَامَّة، أَي لأَن الياءَ بدل من الْهمزَة.
قلت: وَقد ورَد فِي (صَحِيح البُخارِي) فِي حديثِ تَوْبةِ كَعْبِ بن مالكٍ: يَقُولُونَ} ليَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْك، ضَبطه الحافظُ ابنُ حَجَرٍ بكسرِ النُّون، وَزعم ابْن التِّين أَنه بِفَتْحِهَا، وصَوَّبه البَرماوي ونَظَّره الزَّرْكَشِي، فراجع فِي شَرْح الحافظِ العسقَلاني رَحمَه الله تَعَالَى.
( {وهَنَأَه} يَهْنَؤُه) {هَنْأً (و) } هَنَأَهُ ( {يَهْنِئُهُ) ويَهْنُؤُه هَنْأً، أَي (أَطْعَمَه وأَعْطَاهُ) ، لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَّتب، (} كَأَهْنَأَهُ) راجِعٌ لأَعطاه، حَكَاهُ ابنُ الأَعرابيّ.
(و) هَنَأَ (الطَّعَامَ هَنْأً {وَهِنْأً} وهَنَاءَةً كسَحابةٍ، كَذَا هُوَ مضبوطٌ، وَفِي بعض النّسخ مكسورٌ مَقْصُور، أَي (أَصْلَحَهُ) .
(و) قَد هَنَأَ (الإِبِلَ {يَهْنَؤُها) } ويَهْنِئُها {ويَهْنُؤُهَا (مُثَلَّثَةُ النُّونِ) هَنَأً كجَبَلٍ، وهَنْأً كضَرْبٍ (: طَلاَهَا} بِالْهِنَاءِ، ككِتَابٍ، للقَطِرَانِ) أَو ضَرْبٍ مِنه، وأَنشد القالي:
وَإِنْ جَرِيْتَ بَوَاطِنُ حَالِبَيْهِ
فَإِنَّ العُرَّ يَشْفِيهِ الهِنَاءُ
قَالَ الزجَّاجُ: وَلم نجد فِيمَا لامُه هَمْزةٌ فَعَلْتُ أَفْعُلُ إِلاَّ {هَنَأْتُ} أَهْنُؤُ وقَرَأْتُ أَقْرُؤُ، والكسرُ نَقله الصَّاغَانِي (والاسْمُ {الهِنْءُ، بالكَسْرِ) وإِبلٌ} مَهْنُوءَةٌ. وَفِي حَدِيث ابنِ مَسْعُود (لأَنْ أُزَاحِمَ جَمَلاً قد {هُنِىءَ بِقَطِرَانٍ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أُزَاحِمَ امرَأَةً عَطِرَةً) قَالَ الكسائيّ:} هُنِىءَ: طُلِيَ، والهِنَاءُ الاسمُ! والهَنْءُ الْمصدر، وَمن أَمثالِهم (لَيْسَ الهِنَاءُ بالدَّسِّ) الدَّسُّ: أَن يَطْلِيَ الطَّالِي مَسَاعِرَ الْبَعِير، وَهِي المَواضِعُ الَّتِي يُسْرِع إِليها الجَرَبُ من الآباط والأَرفاغِ ونَحْوِها، فَيُقَال دُسَّ البَعِيرُ فَهُوَ مَدْسُوسٌ، وسيأْتي، فإِذا عَمَّ جَسَدخ البعيرِ كُلُّه {بالهِناءِ فَذَلِك التَّدْجِيلُ، يُضرَب مثلا للَّذي لَا يُبالِغ فِي إِحكام الأَمْر، وَلَا يَسْتَوْثِقُ مِنْهُ، ويَرْضَى باليَسير مِنْهُ. وَفِي حَدِيث ابنِ عَبَّاس فِي مَال الْيَتِيم (إِن كُنْتَ تَهْنَأُ جَرْبَاها) أَي تُعَالِجُ جَرَبَ إِبله بالقَطَرانِ.
(و) هَنَأَ (فُلاناً: نَصَرَهُ) ، نَقله الصَّاغَانِي.
(} وَهنِئَتِ المَاشِيَةُ، كفَرِحَ) تَهْنَأُ (هَنَأً) مُحرَّكَةً (وهَنْأً) بِالسُّكُونِ (: أَصَابَتْ حَظًّا مِنَ البَقْلِ ولَمْ تَشْبَعْ) مِنْهُ (وَهِي إِبِلٌ هَنْأَي) كسَكْرَى.
(و) {هَنِىءَ (بِهِ: فَرِحَ، وَ) } هَنِئْتَ (الطَّعَامَ) بِالْكَسْرِ (: {تَهْنَأُ بِهِ) على صِيغَة الْمُضَارع من الثلاّثي، كَذَا هُوَ فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) :} وهَنِئْتُ الطَعامَ بِالْكَسْرِ، أَي {تَهَنَّأْتُ بِهِ. .
(} والهِنَاءُ) كِكتَاب (: عِذْقُ النَّخْلَةِ) عَن أَبي حَنِيفة (لُغَةٌ فِي الإِهَانِ) وَالَّذِي صَرَّح بِهِ ابنُ جِنّي أَنه بالكَسر، كالمقلوب مِنْهُ، وإِليه مالَ أَبو عليَ الْفَارِسِي فِي (التَّذْكِرَة) .
( {وهُنَاءَةُ، كثُمَامَةً: اسْم) أَخي مُعاوِيةَ ابنِ عَمْرو بن مالكٍ أَخي} هُنَاءَة ونِوَاءٍ وفَرَاهِيدَ وجَذِيمَةَ الأَبرشِ.
( {والهَانىءُ: الخَادِمُ) ، وَفِي الحَدِيث أَنه قَالَ لأَبي الْهَيْثَم بن التَّيِّهَانِ (لَا أَرَى لَك} هَانِئاً) قَالَ الخَطَّابِيُّ: الْمَشْهُور فِي الرِّواية مَاهِناً أَي خَادِمًا، فإِن صَحَّ فيكونُ اسمَ فاعلٍ من هَنَأْتُ الرَّجُلَ {أَهْنَؤُه هَنْأً إِذا أَعطَيْتَه.
} وهانِىءٌ اسمُ رَجُلٍ، وهانِيءُ بنُ هانِيءٍ رَوى عَنْ عَلِيَ، (وأُمُّ هَانِيءٍ) فاخَتَةُ أَو هِنْدُ (بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ) عَمِّ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَقِيقَةُ عَلِيَ كَرَّم اللَّهُ وجْهَه، أُمُّهما فاطِمةُ بنتُ أَسَدِ بن هاشِمٍ، أَسلمتْ عامَ الفتْحِ، وَكَانَتتَحْتَ هُبَيْرَةَ بنِ وَهْبٍ، المخزوميِّ، فولَدَتْله عُمْراً، وَبِه كَانَ يُكْنَى، {وهانِئاً ويُوسُفَ وجَدْدَةَ، بَنِي هُبَيْرَة وَعَاشَتْ بعدَ عَلِيَ دَهْراً طَويلا، رَضِي الله عَنْهَا.
وَفِي المثَل (إِنَّمَا سُمِّيتَ هَانِئاً} لِتَهْنِىءَ {ولِتَهْنَأَ) أَي لِتُعْطِيَ، لُغتانِ، نقل ذَلِك عَن الفراءِ، وروى الفتحَ الكسائيُّ، وَقَالَ الأُمَوِيُّ:} لِتَهْنِىءَ، بِالْكَسْرِ ايي لِتُمْرِيءَ.
( {وَهَنَّأَهُ} تَهْنِئَة {ً وتَهْنيئاً) مثل هَنَأَه ثلاثياً، وَقد تقدم، وَهُوَ (ضِدُّ عَزَّاهُ) ، من التَّعْزِيَة خِلاَف} التَّهْنِئَة، وَكَانَ الأَنسبُ ذِكْرَ التهنئَة عِنْد هَنأَه بالأَمرِ، السَّابِق ذكره.
( {والمُهَنَّأُ، كمُعَظَّمٍ) ، قَالَ ابنُ السِّكّيت: يُقَال: هَذَا} مُهَنَّأٌ قد جاءَ، بِالْهَمْز، وَهُوَ (اسْم) رجل.
( {واسْتَهْنَأَ) الرجلَ (: اسْتَنْصَرَ) أَي طلب مِنْهُ النَّصْرَ، نَقله الصَّاغَانِي، (و) استهنأَه أَيضاً (: اسْتَعْطَى) ، أَي طلب مِنْهُ العطاءَ، أَنشد ثعلبٌ:
نُحْسِنُ} الهِنْءَ إِذا اسْتَهْنَأْتَنَا
وَدِفَاعاً عَنْكَ بالأَيْدِي الكِبَارِ
{واسْتَهْنَأَك: سَمَحَ لَك ببعضِ الحُقُوقِ، من تَذكرة أَبي عليَ. وَيُقَال: اسْتَهْنَأَ فُلانٌ بَنِي فلانٍ فَلَمْ} يُهْنِئُوه، أَي سأَلُهم فَلم يُعْطُوه، وَقَالَ عُرْوَةُ بن الوَرْدِ:
{ومُسْتَهْنِىءٍ زَيْدٌ أَبُوهُ فَلَمْ أَجِدْ
لَهُ مَدْفَعاً فَاقْنَيِ حَيَاءَكِ وَاصْبِرِي
} واستهنَأَ الطَّعَامَ: استمْرَأَه.
( {واهْتَنَأَ مَالَه) مثل} هَنَأَه ثلاثيًّا (: أَصْلَحَهُ) ، نَقله الصَّاغَانِي، (و) الِاسْم ( {الهِنْءُ، بِالْكَسْرِ) وَهُوَ (العَطَاءُ) قَالَ ابنُ الأَعرابيّ:} تَهَنَّأَ فلانٌ إِذا كَثُرَ عطَاؤخه، مأْخوذٌ من {الهِنْءِ، وَهُوَ العطاءُ الْكثير،} وهَنَأْتُ القَوْمَ، إِذا عُلْتَهم وكَفَيْتَهم وأَعطيتَهم، وَيُقَال {هَنَأَهُمْ شَهْرَيْن} ِ يَهْنَؤُهُمْ إِذا عَالَهمْ، وَمِنْه المَثَلُ (إِنَّمَا سُمِّيت هَانِئاً لِتَهْنَأَ) أَي لِتَعُولَ وتكْفِي، يُضْرَبُ لِمَنْ عُرِفَ بالإِحسانِ، فيُقال لَهُ: اجْرِ عَلَى عَادَتِك وَلَا تَقْطَعْهَا. {وهَنِئَتِ الإِبلُ من نَبْتٍ، أَي شَبِعَنْ. وأَكَلْنَا من هَذَا الطَّعام حَتَّى} هَنِئْنَا مِنْهُ، أَي شَبِعْنَا.
(و) الهِنْءُ، بِالْكَسْرِ أَيضاً (: الطَّائِفَةُ مِنَ اللَّيْلِ) يُقَال: مَضَى هِنْءٌ من اللَّيْل وَيُقَال أَيضاً: هِنْوٌ، بِالْوَاو، كَمَا سيأْتي للمصنّف فِي آخرِ الْكتاب.
( {- والهَنِيءُ والمَرِيءُ: نَهَرانِ) بالرَّقَّةِ أَجراهما بَعْضُ الْمُلُوك، وَقيل: هما (لِهِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ) المَرْوَانِيِّ، قَالَ جَرِيرٌ يــمدَحُ بعضَ المَرْوَانِيَّةِ:
أُوتِيتَ مِنْ حَدَبِ الفُرَاتِ جَوَارِياً
مِنْهَا الهَنِيءُ وسَائِحٌ فِي قَرْقَرَى
قَرْقَرَى: قَرْيَةٌ بِاليَمامةِ فِيهَا سَيْحٌ لبَعض الْمُلُوك، قَالَ عَزَّ وجَلَّ {فَكُلُوهُ} هَنِيئاً مَّرِيئاً} (النِّسَاء: 4) قَالَ الزجّاج: تَقول: {- هَنَأَني الطَّعَام وَأَمرَنِي، فَإِذا لم يذكر} - هَنَأَني قلتَ: أَمْرَأَنِي. وَفِي الْمثل ( {تَهَنَّأَ فُلانٌ بِكَذَا وتَمَرَّأَ وتَغَبَّطَ وتَسَمَّنَ وتَخَيَّل وتَزَيَّنَ، بِمَعْنى واحدٍ. وَفِي الحَدِيث (خَيْرُ الناسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ، ثمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ يَتَسَمَّنُون) مَعْنَاهُ يَتشَرَّفُونَ ويَتعَظَّمون ويَتَجَمَّلُونَ بِكَثْرَةِ المالِ فيَجمعُونَه وَلَا يُنْفِقونَ بِكَثْرَةِ المالِ فيَجمعُونَه وَلَا يُنْفِقونه. وَقَالَ سِيبويهِ: قَالُوا: هَنِيئاً مَرِيئاً، وَهِي من الصِّفات الَّتِي أُجْرِيَتْ مُجْرَى المصَادِرِ المَدْعُوِّ بهَا فِي نَصْبها على الفِعْلِ غيرِ المُستَعْمَلِ إِظهارُه، لِدَلاَلَته عَلَيْهِ، وانتصابه على فِعْلِ مِن غير لفْظِه، كأَنه ثَبَتَ لَهُ مَا ذُكِرَ لَهُ هَنِيئاً، وَقَالَ الأَزهري: قَالَ المُبرّد فِي قَول أَعشى باهِلَةَ:
أَصَبْتَ فِي حَرَمٍ مِنَّا أَخَاثقَةٍ
هِنْدَ بْنَ أَسْمَاءَ لاَ} يَهْنِىءْ لَكَ الظَّفَرُ
قَالَ: يُقَال: {هَنَأَهُ ذَلِك وهَنَأَ لَه ذَلِك، كَمَا يقغال هَنِيئاً لَهُ، وأَنشد للأَخْطَلِ:
إِلَي إِمَامٍ تُغَادِينَا فَوَاضُلُهُ
أَظْفَرَهُ اللَّهُ} فَلْيَهْنِىءْ لَهُ الظَّفَرُ
(! والهُنَيْئَةُ) بِالْهَمْز، جاءَ ذِكْرها (فِي صَحيح) الإِمام أَبي عبد الله مُحمد بن إِسماعيل (البُخَارِيّ) فِي بَاب مَا يَقُول بعد التَّكْبِير، عَن أَبي هُرَيْرةَ رَضِي اللَّهُ عَنهُ قَالَ: كَانَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلميَسْكُت بَين التَّكْبِيرِ وَبَين القراءَة إِسْكَاتَةً، قَالَ: أَحْسَبُه {هُنَيْئَةً (أَي شَيْءٌ يَسِيرٌ) قَالَ الْحَافِظ ابنُ حَجر فِي (فتح الْبَارِي) :} وهُنَيْئة بالنُّون بِلَفْظ التَّصغير، وَهُوَ عِنْد الأَكثر بتَشْديد الياءِ، وذَكر عِياضٌ والقُرطبيُّ أَن أَكثر رُوَاةِ مُسْلِمٍ قَالُوهُ بِالْهَمْز، وَقد وَقع فِي رِوَايَة الكَشْمَيْهَنِي: هُنَيْهَة. بقلْبِها هَاء، وَهِي رِواية إِسحاق والحُمَيْدِيّ فِي مُسْنَدَيْهما عَن جَرِير (وصَوَابه تَرْكُ الهَمْزَةِ) على مَا اخْتَارَهُ المصنّف تبعا للإِمام مُحيي الدِّين النَّوَويّ، فإِنه قَالَ: الهمزُ خَطَأٌ، وأَصلُه هَنْوَة، فَلَمَّا صُغِّرَتْ صارَت هُنَيْوَةً، فَاجْتمع واوٌ وياءٌ، سبقَتْ إِحداهما بِالسُّكُونِ، فقلبت الْوَاو يَاء، ثمَّ أُدْغِمتْ، والصحيحُ على مَا قَالَه شيخُنا ذِكْرُ الرِّوايتين على الصَّوَاب، وتَوْجِيهُ كُلِّ واحدةٍ بِمَا ذَكرُوهُ، وَقَالَ فِي المعتلّ بعد أَن ذَكر تَخطِئة النَّووي لرِوَايَة الْهَمْز مَا نصُّه: وتَعَقّبوه بأَنَّ ذَلِك لَا يمْنَع إِجازَة الْهمزَة فقد تُقْلَب الياءُ همزَة وَالْعَكْس. قلت: والوَجْهُ الَّذِي صَحَّ بِهِ إِبدالُها هَاء يصحُّ بِهِ إِبدالُها هَمزَةً، وَلَا سِيَّما بعد مَا صَحَّت الروايةُ، وَالله أَعلم.
(ويُذكَرُ) هُنَيْئّة (فِي هـ ن و) المعتل (إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) لأَنه مَوضِع ذِكْرِه، على مَا صَوَّبه، وسيأْتي الْكَلَام عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{الهِنْءُ، من الأَزْدِ، بِالْكَسْرِ مهموزاً: أَبو قَبِيلَةٍ، هَكَذَا ضَبطه ابنُ خَطِيب الدَّهْشَة، وسيأْتي للمصنّف فِي المعتلِّ.

مَقْرَى

مَقْرَى:
بالفتح ثم السكون، وراء، وألف مقصورة تكتب ياء لمجيئها رابعة: قرية بالشام من نواحي
دمشق، هكذا وجدناه مضبوطا بخط أبي الحسن علي ابن عبيد الكوفي المتقن الخط والضبط وكذا نقله ابن عدي في كتابه، والمحدثون وأهل دمشق على ضم الميم، قال البحتري يــمدح خمارويه:
أما كان في يوم الثنيّة منظر ... ومستمع ينبي عن البطشة الكبرى
وعطف أبي الجيش الجواد بكرّة ... مدافعة عن دير مرّان أو مقرى
قال ابن سميفع: في الطبقة الأولى ذو قربات جابر ابن أرذ، بالتحريك وآخره ذال معجمة، المقريّ، وأمّ بكر بن أرذ المقريّة روت عن زوجها عوسجة ابن أبي ثوبان وهي أمّ أم الهجرس بنت عوسجة وأم الهجرس أم صفوان بن عمرو، وقال توفيق بن محمد النحوي:
سقى الحيا أربعا تحيا النفوس بها ... ما بين مقرى إلى باب الفراديس
قال الحافظ الدمشقي: راشد بن سعد المقريّ ويقال الحرّاني الحمصي، حدث عن ثوبان مولى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، ومعاوية بن أبي سفيان وأبي أمامة الباهلي ويعلى بن مرّة وعمرو بن العاص وعبد الله ابن بشر السلمي المازني وأبي الدرداء والمقدام بن معدي كرب وغيرهم، روى عنه ثور بن يزيد الكلاعي وحريز بن عثمان الرحبي ومعاوية بن صالح الحضرمي وشهد مع معاوية صفّين وذهبت عينه يومئذ، قال يحيى بن معين: راشد بن سعد ثقة، وشريح بن عبيد بن عبد بن عريب أبو الصّلت وأبو الصواب المقري الحضرمي الحمصي، حدث عن معاوية وفضالة ابن عبيد وأبي ذرّ الغفاري وأبي زهير ويقال أبي النمير وعقبة بن عامر وعقبة بن عبد السلام وبشير بن عكرمة وأبي أمامة والحارث بن الحارث والمقدام بن معدي كرب وأبي الدرداء والعرباض بن سارية وأبي مالك الأشعري وثوبان مولى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والمقداد بن الأسود الكندي وعبد الرحمن ابن جبير بن نفير وكثير بن مرّة وأبي راشد وأبي رهيم السماعي وشراحيل بن معشر العبسي ويزيد بن حمير وأبي طيبة الكلاعي وأبي بحرية وغيرهم، سئل محمد بن عوف فقيل له: هل سمع شريح بن عبيد من أبي الدرداء؟ فقال: لا، فقيل له: فهل سمع من أحد من أصحاب رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم؟
فقال: ما أظن ذلك لأنه لا يقول في شيء سمعت، وهو ثقة.

لُغَاطُ

لُغَاطُ:
بالضم، وآخره طاء مهملة، فعال من اللغط وهو كثرة الحديث من غير فائدة: موضع، عن العمراني، ثم قال: وسماعي بالعين غير معجمة عن جلة مشايخي، وقال الليث: لغاط، بمعجمة، اسم جبل من منازل بني تميم، وقال أبو محمد الأسود:
لغاط واد لبني ضبّة، وقال الهرار بن حكيم الربعي:
والجوف خير لك من لغاط ... ومن ألات وألي أراط
وسط محدّم من الأوساط ... ومن جواد الشدّ ذي اهتماط
وفي كتاب بني مازن بن عمرو بن تميم قال ابن حبيب:
لغاط ماء لبني مازن بن عمرو بن تميم، وقال عقبة ابن قدامة الحبطي يــمدح بني مازن:
وهم حصدوا بني سعد بن قيس ... على القصبات بالبيض القصار
وردّوهم غداة لغاط عنهم ... بأكباد وأفئدة حرار
وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة اليمامي: لغاط لبني مبذول وبني العنبر من أرض اليمامة، وأنشد لعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:
وعلا لغاط فبات يلغط سيله ... ويثجّ في لبب الكثيب ويصخب

عض

عض
العَضُّ: أَزْمٌ بالأسنان. قال تعالى: عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ
[آل عمران/ 119] ، وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ
[الفرقان/ 27] ، وذلك عبارة عن النّدم لما جرى به عادة الناس أن يفعلوه عند ذلك، والعُضُّ للنّوى ، والذي يَعَضُّ عليه الإبلُ، والعِضَاضُ: مُعَاضَّةُ الدّوابِّ بعضها بعضا، ورجلٌ مُعِضٌّ: مبالغٌ في أمره كأنّه يَعَضُّ عليه، ويقال ذلك في الــمدح تارة، وفي الذّمّ تارة بحسب ما يبالغ فيه، يقال: هو عِضُّ سفرٍ، وعِضٌّ في الخصومة ، وزمنٌ عَضُوضٌ: فيه جدب، والتَّعْضُوضُ: ضربٌ من التّمر يصعُبُ مَضْغُهُ.
عض
العِض: الرجل السييء الخُلق. والمتكبًر. والشديد اللسان. والبخيل. والفَهِم.
وهو عِضُّه: أي قِرْنُه. وهو عِض مال: أي حَسَن القيام عليه، وكذلك عِض قتال وسَفَرٍ.
والعُض: النَّوى والقتُّ والعجينُ تُعْلَفه الإبل.
والعُضاض: عرنين الأنف في قول عياض بن درة:
وألْجَمَه فأسَ الهوان فلاكَهُ
وأغضى على عُضاض أنفٍ مُصلم وبئر عَضوض: بعيدة القعر ضيقة؛ وقد أعَضتْ. وكثيرة الماء أيضاً.
وقوس عضوض: لصق وترُها بكَبدها. والعَضوض من النساء: الضيقة الفرج. وانه لَعِضاضُ عيش: أي صبور على الشدَّة فيه. وعَض بكذا: لَزِق به. وعَلَقٌ عِض: وثيق.
والتعضوض: ضَرب من التمر، وجمعه: تعضوضاء. واليعضيض: من خيار العُشب. وما بقي في الأرض إلا العَضاض: وهو ما غَلُظ من الشجر، وكذلك العُض.
وما في الأمر مَعَض: أي مُسْتَمسك. وما لنا عَضاضٌ وعَضوض ومَعْضوض: أي شيء من المأكول. وهو عَضِيْضي وأنا عَضيضُه: أي نختلف في الأمر ونتشاكس. ضع: الضعْضَعَة: الخضوع والتذلل.
باب العين والضاد (ع ض، ض ع)

عض: العَضُّ بالأسنان والفعل منه عَضَضْتُ أنا وعَضَّ يَعَضُّ. وتقول: كلب عَضُوضٌ وفَرسٌ عَضُوضٌ. وتقولُ: برئت إليك من العِضاض والنَّفار والخِراط والحِران والشِّماس. والعِضُّ: الرجل السِّيء الخُلُق، قال:

ولم أكُ عِضّاً في النَّدامَى مُلَوَّمَا

والجمع أعضاض والعُضُّ: الشَّجر الشَّائِكُ، وبَنُو فُلان مُعِضُّون أي يرْعون العُضَّ. وإبلٌ مُعضَّة: ترعاه. وشارِسة ترْعى الشِّرْس، وهو ما صَغُر من شجر الشَّوْك والعُضُّ: النَّوى المرضُوخ تُعلَفه الإبل، قال الأعشى:

من شراةِ الهِجَان صلَّبَها العُضُّ ... وَرَعْي الحِمى وطولُ الحِيالِ

وطُولُ الحيال ألاَّ تحمِل الناقةُ والتَّعضُوض: ضربٌ من التَّمْر (أسودُ، شديد الحلاوة موطِنُه هَجَرُ وقُراها)

ضع: الضَّعْضَعَة: الخضوع والتذلُّل. وضَعْضَعَهُ الهَمُّ فَتَضَعْضَعَ، قال أبو ذُؤيب:

وتَجلُّدي للشامتينَ أُرِيهُمُو ... أَنِّي لريْبِ الدَّهْرِ لا أَتَضَعْضَعُ

وفي الحديث: ما تَضَعْضَعَ امْرؤٌ لاخر يُريدُ به عرض الدنيا إلاَّ ذهب ثُلُثا دِينِهِ

يعنى خضع وذل)  
الْعين وَالضَّاد

العِضْرِسُ: شجرُ الخِطْمِيّ.

والعَضْرَسُ: نباتٌ. وَقيل: شَجَرٌ نَوْره أحْمَر، تسْوَدُّ مِنْهُ جَحافِلُ الدَّوَابّ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العَضْرَسُ: عُشْبٌ أشْهَبُ إِلَى الخضرةِ يحْتَملُ النَّدَى احْتِمالاً شَدِيدا ونَوْرُهُ قاني الحُمْرَةِ. ولونُ العَضْرَسِ إِلَى السوادِ قَالَ ابْن مقبل يَصِف العَيْرَ:

على إثْرِ شَحّاج لَطيفٍ مَصِيرُهُ ... يَمُجُّ لُعاعَ العَضْرَس الجَوْنِ ساعِلْه

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَضْرَسُ من الذُّكُور: أَشد البَقْل كُلِّه رُطُوبَةً.

والعَضْرَسُ: البَرَدُ.

والعَضْرَسُ والعُضَارِسُ: الماءُ الْبَارِد العذب. وَقَوله:

تضْحكُ عنْ ذِي بَرَد عُضارِسِ

أَرَادَ: عَن ثَغْرٍ عَذْبٍ، وَهُوَ الغُضارِسُ بالغين وَسَيَأْتِي ذِكْرُه.

والعَضْرَس: حمارُ الوَحْشِ.

والعَيْضَمُوزُ: الناقةُ الضخمةُ الَّتِي لَا تحمِلُ لِسِمَنِها. وَقيل هِيَ النَّاقة المُسِنَّةُ. والعَيْضَمُوزُ: العجوزُ الْكَبِيرَة.

والعَضَمَّزُ: الشَّديدُ.

والعَصَمَّزُ: الضَّخْم من كلِّ شَيْء.

والعَضَمَّزُ: البَخيلُ.

والعِضْرِطُ والعُضْرُط: العِجانُ. وَقيل: هُوَ الخَطُّ الَّذِي من الذَّكر إِلَى الدُّبُر.

والعُضَارطيُّ: الفرْجُ الرِّخْوُ، قَالَ جريرٌ:

تُوَاجِهُ بَعْلَها بِعُضَارِطي ... كأنَّ على مَشافرها جُبابا

والعِضْرِطُ: اللئيمُ.

والعُضْرُوطُ: الخادِمُ على طعامِ بَطْنِه.

والعَضارِيطُ: التُّبَّاعُ.

وقومٌ عَضَارِيطُ: صعالِيكُ.

والضِّفْدِعُ والضَّفْدَعُ مَعْرُوف، لُغَتَانِ فصيحتان وَالْأُنْثَى ضفْدعَةٌ والضِّفْدِعُ - بِكَسْر الدَّال فَقَط -: عَظْمٌ يَكُون فِي حافِرِ الفَرَس.

وضَفْدَعَ الرجُلُ: تقَبَّضَ. وَقيل: سَلَحَ، وَقيل: ضَرَطَ قَالَ جرير:

بِئْسَ الفوَارسُ يَا نَوَارُ مُجَاشِعٌ ... خُوراً إِذا أكَلُوا خَزِيراً ضَفْدعُوا

والعِرَبْضُ: الضَّخْمُ، فَأَما أَبُو عُبيدٍ فَقَالَ: العَرِيْض، كَأَنَّهُ من الضخم.

والعِرَبْض والعِربْاضُ: البعيرُ القويُّ العريضُ الكَلْكَل.

والعَضَمَّر: الْبَخِيل الضَّيِّق.

والعُضْمُور: دَلْوُ المَنْجْنُونِ. وَفِي بعض النُّسخ: العُصْمُورُ.

والعَرْمَضُ والعِرْماضُ: الطُّحْلُبُ. قَالَ اللحياني: وَهُوَ الْأَخْضَر مثل الخطمِي يكون على المَاء قَالَ: وَقيل: العَرْمَضُ: الخُضْرَةُ على المَاء والطُّحْلُبُ: الَّذِي يكون كَأَنَّهُ نَسْجُ العنكبوت.

وعَرمَضَ المَاء عَرْمَضَةً وعِرمْاضاً: عَلاهُ العَرْمَضُ، عَن اللحياني: والعَرْمَضُ العِرْمِضُ - الأخيرةُ عَن الهجري - من شجر العضَاهِ.

والعَرْمَضُ أَيْضا: صغارُ السِّدرِ والارَاك عَن أبي حنيفةَ وانشد:

بالرَّاقصَاتِ على الكَلالِ عَشيَّةً ... تَغْشَى مَنابتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ

والضَّلفَعُ والضَّلْفَعَةُ من النِّساءِ: الواسعَةُ الهَنِ.

وضَلْفَعٌ: موضعٌ.

والعَضْبَلُ: الصُّلْبُ، حَكَاهُ ابْن دُرَيْد عَن اللحياني، قَالَ: وَلَيْسَ بثَبْتٍ.
الْعين وَالضَّاد

العَضّ: الشد بالأسنان على الشَّيْء، وَكَذَلِكَ عَضُّ الْحَيَّة، وَلَا يُقَال للعقرب، لِأَن لدغها إِنَّمَا هُوَ بزناباها وشولتها. وَقد عَضِضْتُه وعَضِضْتُ عَلَيْهِ عِضّا، وعِضَاضا، وعَضِيضا، وعَضَّضْتُه: تميمية، وَلم يسمع لَهَا بآت على لغتهم.

والعَضّ بِاللِّسَانِ: أَن يتَنَاوَلهُ بِمَا لَا نبغي، وَالْفِعْل كالفعل، وَكَذَلِكَ الْمصدر. ودابة ذَات عَضِيض وعِضاض. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: العِضَاض: اسْم كالشباب، لَيْسَ على " فَعَلَهُ فَعْلاً ".

وَفرس عَضُوض، وكلب عَضُوض، وناقة عَضُوض، بِغَيْر هَاء.

وَمَا ذاق عَضَاضا: أَي مَا يَعضُ عَلَيْهِ، قَالَ:

كأنَّ تَحْتِي بازِيا رَكَّاضَا ... أخْدَرَ خَمْسا لم يَذُقْ عَضَاضَا أخْدَرَ: أَقَامَ خمْسا فِي خدره.

وعَضّ الرجل بِصَاحِبِهِ عَضّا: لزمَه وَلَزِقَ بِهِ. وعَضّ الثقاف بأنابيب الرمْح عَضًّا، وعَضَّ عَلَيْهَا: لَزِمَهَا، قَالَ النَّابِغَة:

تَدْعُو قُعَيْنا وقدْ عَضّ الحديدُ بهَا ... عضَّ الثِّقافِ على صُمِّ الأنابِيبِ

وَهُوَ مثل مَا تقدم، لِأَن حَقِيقَة هَذَا الْبَاب اللُّزُوم واللزوق.

وأعضَّ الرمْح الثقاف: الزمه اياه. وأعَضّ المحجمة قَفاهُ: الزمها إِيَّاه، عَن اللَّحيانيّ.

وَرجل عِضّ: مصلح لمعيشته وَمَاله، لَازم لَهُ، حسن الْقيام عَلَيْهِ.

وعَضِضْتُ بِمَالي عُضُوضا، وعَضَاضة: لَزِمته.

والعِضّ: الشَّديد من الرِّجَال، وَقيل: الداهية قَالَ الْقطَامِي:

أحاديثُ مِن عادٍ وجُرْهُمَ جَمَّةٌ ... يُثَوِّرُها العِضّانِ: زَيُدٌ ودَغْفَلُ

يُرِيد: زيد بن الْكيس النمري، ودغفلا النسابة. والعِضُّ أَيْضا: السَّيئ الْخلق، قَالَ:

وَلم أكُ عِضّا فِي النَّدَامَى مُلَوَّمًا

وَالْجمع: أعْضَاض.

والعِضّ: العِضَاه. وَأَرْض مُعِضّةٌ: كَثِيرَة العِضَاه. وَقوم مُعِضُّون: ترعى ابلهم العِضّ.

والعُضّ: النَّوَى المرضوخ، تعلفه الْإِبِل، وَهُوَ علف أهل الْأَمْصَار، قَالَ الْأَعْشَى:

مِنْ سَرَاةِ الهِجانِ صَلَّبّها العُضُّ ... ورَعْىُ الْحِمَى وطُولُ الحِيالِ وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العُضّ: الْعَجِين الَّذِي تعلفه الْإِبِل، وَهُوَ أَيْضا الشّجر الغليظ الَّذِي يبْقى فِي الأَرْض.

والعَضَاض كالعُضّ. والعَضَاض أَيْضا: مَا غلظ من النبت وعسا.

وأعَضّ الْقَوْم: أكلت ابلهم العُضّ أَو العَضاض، وَأنْشد:

أقولُ وأهْلِي مُؤْرِكُونَ وأهلُها ... مُعِضُّونَ: إِن سارَتْ فَكيف أسيرُ؟

وَقَالَ مرّة فِي تَفْسِير هَذَا الْبَيْت، عِنْد ذكر بعض أَوْصَاف العِضاه: ابل مُعِضَّة: ترعى العِضاه، فَجَعلهَا، إِذْ كَانَ من الشّجر لَا من العشب، بِمَنْزِلَة المعلوفة فِي أَهلهَا النَّوَى وَشبهه، وَذَلِكَ أَن العُضّ هُوَ علف الرِّيف، من النَّوَى، والقت، وَمَا أشبه ذَلِك، وَلَا يجوز أَن يُقَال من العِضَاه: مُعِضّ، إِلَّا على هَذَا التاويل. والمُعِضّ: الَّذِي تَأْكُل ابله العُضّ. والمؤرك: الَّذِي تَأْكُل ابله الْأَرَاك والحمض. والأراك: من الحمض.

قَالَ المتعقب: غلط أَبُو حنيفَة فِي الَّذِي قَالَه، وأساء تَخْرِيج وَجه كَلَام الشَّاعِر، لِأَنَّهُ قَالَ: إِذا رعى الْقَوْم العِضاهَ، قيل: الْقَوْم مُعِضُّون، فَمَا لذكره العُضَّ وَهُوَ علف الْأَمْصَار مَعَ قَول الرجل العِضَاه، وَأَيْنَ سُهَيْل من الفرقد؟ وَقَوله: " لَا يجوز أَن يُقَال من العضاه مُعِضّ إِلَّا على هَذَا التَّأْوِيل ": شَرط غير مَقْبُول مِنْهُ، لِأَن ثمَّ شَيْئا غَيره قبل. وَنحن نذكرهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

قَالَ أَبُو زيد فِي أول كتاب " الْكلأ وَالشَّجر ": العِضَاهُ: اسْم يَقع على شجر من شجر الشوك، لَهُ أَسمَاء مُخْتَلفَة، تجمعها العِضَاهُ، واحدتها عِضَاهَة؛ وَإِنَّمَا العِضَاهُ الْخَالِص مِنْهُ: مَا عظم مِنْهُ وَاشْتَدَّ شوكه، وَمَا صغر من شجر الشوك فانه يُقَال لَهُ: العِضّ والشِّرْسُ.

قَالَ ابْن السّكيت فِي " الْمنطق " " بعير عاضّ: ذَا كَانَ يَأْكُل العضّ، وَهُوَ فِي معنى عَضِهٍ، والعِضٌ: من العِضاه. يُقَال: بَنو فلَان مُعِضّون ي ترعى ابلهم العِضّ. وعَلى هَذَا التَّفْصِيل قَول من قَالَ: مُعِضُّون، يكون من العِضّ الَّذِي هُوَ نفس العِضاه، وَتَصِح رِوَايَته.

والعَضُوض من الْآبَار: الشاقة على الساقي فِي الْعَمَل. وَقيل: هِيَ الْبَعِيدَة القعر، أنْشد:

أوْرَدَها سَعْدٌ عَلىّ مُخْمِسَا ... بْئرًا عَضُوضاً وشِنانا يُبَّسا والعُضَاض: مَا بَين رَوْثَة الْأنف إِلَى اصله، قَالَ:

أعْدَمتُه عُضَاضَهُ والكَفَّا

والتَّعْضُوض: ضرب من التَّمْر، واحدته: تَعْضُوضَة؛ قَالَ أَبُو حنيفَة: التَّعضُوضَة: تَمْرَة طحلاء كَبِيرَة رطبَة صقرة لذيذة، من جيد التَّمْر وشهيه.

عض

1 عَضِضْتُهُ, and عَضِضْتُ عَلَيْهِ, (S, O, Msb, K,) and بِهِ (S, O, Msb,) third Pers\. عَضَّ, (S,) aor. ـَ (S, Msb, K,) i. e. يَعَضُّ, (ISk, S, O,) imp. عَضّ [i. e. عَضَّ and عَضِّ] and اِعْضَضٌ, (TA,) inf. n. عَضٌّ (Mgh, O, Msb, K) and عَضِيضٌ (O, K) and عُضَاضٌ, (TA, [see also عِضَاضٌ, below,]) [I bit it; or] I seized it, or took hold of it, with my teeth, (A, Mgh, Msb, K,) and pressed it therewith; (TA;) namely, a thing, (A,) or a morsel of food: (S, Msb:) or with my tongue; (A, K;) as, for instance, a serpent does; but not a scorpion; for this latter stings: (TA:) accord. to the Book of Verbs by IKtt, one also says عَضَضْتُ, aor. ـُ (Msb:) and [it has been asserted that] one says, (Msb, K,) though rarely, (Msb,) عَضَضْتُ, aor. ـَ (Msb, K:) it is said in the S [and O] that ISk cites AO as asserting that عَضَضْتُ, with fet-h [to the first ض] is a dial. var. [which obtained] among [the tribes of] Er-Ribáb: but, IB says, this is a mistranscription; for what ISk says, in the book entitled “ ElIsláh,” is, غَصِصْتُ بِاللُّقْمَةِ فَأَنَا أَغَصُّ بِهَا غَصَصًا قَالَ

أَبُو عُبَيْدَةَ وَغَصَصْتُ لُغَةٌ فِى الرِّبَابِ, with [the pointed غ and] the unpointed ص: to which [says SM] I add, that thus it is found in the handwriting of Aboo-Zekereeyà and of Ibn-El-Jawáleekee, in the “ Isláh ” of ISk, and they expressly assert that what is in the S is a mistranscription. (TA.) b2: عَضَّ الفَرَسُ عَلَى لِجَامِهِ [The horse champed his bit]. (Msb.) b3: It is said in the Kur [iii. 115], وَإِذَا خَلَوْا عَضَّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ (assumed tropical:) [and when they are alone, they bite the ends of the fingers by reason of wrath, or rage, against you]: meaning that, by reason of the vehemence of their hatred of the believers, they eat [or rather bite] their hands in wrath, or rage. (O, TA.) Yousay also, عَضَّ عَلَى يَدِهِ غَيْظًا (tropical:) [He bit his hand in wrath, or rage], when a man is inordinate in his enmity. (TA.) In like manner, it is said in the Kur [xxv. 29], وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ (tropical:) [And the day when the wrong-doer shall bite his hands]; meaning, in repentance and regret. (O, TA.) And it is said in a prov., عَضَّ عَلَى شِبْدِعِهِ, i. e. لِسَانِهِ (assumed tropical:) [He bit his tongue]: applied to the clement, or forbearing. (O, TA.) One says also, عَضَّ بِالْخَمْسِ, meaning He bit the fingers. (Ham p. 790.) b4: عَضَّ فِى العِلْمِ بِنَاجِذِهِ (tropical:) He confirmed his knowledge; made it sound. (Mgh.) b5: Mohammad said, عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الخُلَفَآءِ الرَّشِدِينَ مِنْ بَعْدِى عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ, meaning (assumed tropical:) [Keep ye to my course of conduct, and the course of conduct of the orthodox Khaleefehs after me:] cleave ye, or hold ye fast, thereto. (Mgh, * Msb.) and you say, of a man, عَضَّ بِصَاحِبِهِ, (S, O, K,) aor. ـَ (S,) inf. n. عَضِيضٌ (S, O, K) and عَضٌّ, (TA,) (assumed tropical:) He kept, or clave, to his companion; (S, O, K;) he stuck to him: (TA:) and عَضَّهُ has the same, which is said to be the primary, signification; (TA;) or this signifies he seized him with his teeth, because the doing so is a means of cleaving. (IAth, TA.) You say also عضضت بِمَالِى, [so in the TA, without any vowel-signs to the verb,] inf. n. عُضُوضَةٌ and عَضَاضَةٌ, [to agree with which, the pret. by rule should be عَضُضْتُ,] (assumed tropical:) I clave, or held fast, to my property. (TA.) And عَضَّ فُلَانٌ بِالشَّرِّ (tropical:) Such a one kept, or clave, to evil, or mischief, and did not leave it. (A, TA.) b6: عَضَّهُ, (Aboo-'Is-hák, TA in art. همز,) or عَضَّهُ بِلِسَانِهِ, (A, TA, *) inf. n. عَضٌّ, (TA,) (tropical:) He defamed him; spoke evil of him; or backbit him. (Aboo-Is-hák, ubi suprà; A, TA.) b7: عَضَّ الثِّقَافُ بِأَنَابِيبِ الرُّمْحِ, and عَضَّ عَلَيْهَا, inf. n. عَضٌّ, (tropical:) The straighteninginstrument held fast to [or pinched] the internodal portions of the spear. (TA.) b8: عَضَّهُ القَتَبُ, inf. n. عَضٌّ, (tropical:) [The camel's saddle hurt him] as though it bit him. (IB.) b9: عَضَّهُمُ السِّلَاحُ (tropical:) [The weapon, or weapons, wounded them]. (O, TA.) b10: عَضَّهُ الأَمْرُ (tropical:) The thing, or affair, was, or became, severe, or distressing, or afflictive, to him. (A, TA.) And you say also, عَضَّتْهُ الحَرْبُ (A, O) and عَضَّتْ بِهِ (tropical:) War, or the war, was, or became, severe to him. (Ham p. 628. See an ex. voce رَحِيمٌ.) عَضُّ الزَّمَانِ and الحَرْبِ signify (tropical:) The severity, or rigour, of time, or fortune, and of war: or in these two cases, the former word is with ظ: (K:) or, accord. to IKtt and others, عَضّ and عَظّ are two dial. vars. (TA.) and عَضَّ, aor. ـَ inf. n. عَضِيضٌ, signifies also (assumed tropical:) He, or it, was, or became, strong, or hard; syn. اِشْتَدَّ and صَلُبَ: (IKtt, TA:) app. said of a man: (TA:) [or, thus used, it has a more comprehensive meaning; for] it is said in the S that عَضِضْتَ, addressed to a man, signifies (tropical:) thou becamest, or hast become, such as is termed عِضٌّ [q. v.]; and the like is said in the A; and Sgh adds [in the O] that its inf. n. is عَضَاضَةٌ. (TA.) b11: عَضَّتْهُ الأَسْفَارُ (tropical:) Travels rendered him experienced, or expert. (A, TA.) And one says, عَضَّتْهُ الأَمُورُ بِأَضْرَاسِهَا وَأَكَلَتْهُ حَتَّى عَرَّفَتْهُ (assumed tropical:) [The management of affairs rendered him experienced so that they taught him]. (A in art. جرس.) 2 عضّضهُ, inf. n. تَعْضِيضٌ, [He bit him, or it, much, or frequently,] a word of the dial. of Temeem. (TA.) You say, فُلَانٌ يُعَضِّضُ شَفَتَيْهِ Such a one bites (يَعَضُّ) his lips much, or often, by reason of anger. (S.) And, of an ass, عَضَّضَتْهُ الحُمُرُ The asses bit him much, (O, K,) and lacerated him with their teeth. (O.) b2: [and hence,] عضّض He jested with his girl, or young woman. (IAar, O, K.) A2: Also عضّض, (inf. n. as above, IAar,) (assumed tropical:) He drew water from a well such as is termed عَضُوضٌ. (IAar, O, K.) A3: And He fed his camels with [the provender termed] عُضّ. (IAar, O, K.) 3 عَاضَّتِ الدَّوَابُّ, (K, * TA,) inf. n. عِضَاضٌ (S, K) and مُعَاضَّةٌ, (S,) The beasts bit one another. (S, * K, * TA.) And in like manner you say, هُمَا

↓ يَتَعَاضَّانِ They two bite each other. (S.) b2: [Hence the saying,] عَاضَّ القَوْمُ العَيْشَ مُنْذُ العَامِ فَاشْتَدَّ عِضَاضُهُمْ i. e. عَيْشُهُمْ [app. meaning The people, or company of men, have grappled with life during this year, and their life has been strait, or difficult, or hard]. (S.) [See عِضَاضُ عَيْشٍ.]4 أَعْضَضْتُهُ الشَّىْءَ I made him to bite the thing; or to seize it, or take hold of it, with his teeth. (S, * O, K.) b2: It is said in a trad., مَنْ تَعَزَّى

بِعَزَآءِ الجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ بِهَنِ أَبِيهِ وَلَا تَكْنُوا (S, * Mgh, Msb, K) i. e. Whoso asserteth his relationship [of son] in the manner of the people of the Time of Ignorance, meaning by saying, in crying out for aid or succour, يَا لَفُلَانٍ, (Mgh and Msb in art. عزو,) and exclaiming, أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ, (Msb,) say ye to him اِعْضَضْ بِأَيْرِ أَبِيكَ, (Mgh, O, L, Msb,) or اعضض أَيْرَ أَبِيكَ, (K,) [Bite thou the اير of thy father,] and use not a metonymical term for it, by saying هن for اير. (Mgh, O, L, K.) b3: أَعْضَضْتُهُ سَيْفِى (tropical:) [I made my sword to wound him;] I smote him with my sword. (S, O, K.) And أَعَضَّ السَّيْفَ بِسَاقِ البَعِيرِ (tropical:) [He made the sword to wound the thigh, or shank, of the camel]. (A, TA.) And أَعَضَّ المَحَاجِمَ قَفَاهُ (Lh, A, O *) (tropical:) He made the cupping-instruments to cleave to the back of his neck. (Lh.) A2: أَعَضَّتِ البِئْرُ (assumed tropical:) The well became such as is termed عَضُوضٌ. (S, O, K.) A3: أَعَضُّوا Their camels ate [the provender called]

عُضّ: (S, O, K:) and their camels pastured upon [the trees called] عِضّ, (S, O,) or عَضَاض. (L.) b2: And اعضّت الأَرْضُ The land abounded with عِضّ, (S, O,) or عُضّ, (K,) or both. (TA.) 6 تَعَاْضَّ see 3.

عُضٌّ The provender, or fodder, of the people of the cities or towns; such as the dregs of sesamegrain from which the oil has been expressed, and crushed date-stones: (S, O, TA:) or dough with which camels are fed: (AHn, O, K:) and [the trefoil called] قَتّ, (AHn, O, K,) i. e. فِصْفِصَة: (AHn, O:) and barley and wheat, not mixed with any other thing: (AA, O, K:) or date-stones (K, TA) crushed, (TA,) and قَتّ, (K, TA,) with which camels are fed: (TA:) and thick, or course, trees [or shrubs] remaining in the earth: (AA, O, K;) as also ↓ عَضَاضٌ: (AA, O:) or date-stones (K, TA) crushed, (TA,) and dough: (K, TA:) and barley (K, TA) with one of those two things; (TA;) but 'Alee Ibn-Hamzeh disallows its application to date-stones: (IB, TA:) or thick, large firewood, collected: (K, TA:) and dry herbage (K, TA) with which beasts are fed. (TA.) [See an ex. in a verse cited in art. صلب, conj. 2.] b2: See also the next paragraph, last sentence, in two places.

عِضٌّ [is of the measure فِعْلٌ, in the sense of the measure فَاعِلٌ in some cases, and in the sense of the measure مَفْعُولٌ in other cases; but appears to have only tropical significations]. b2: (tropical:) A lock that will scarcely open; or that is not near to opening; expl. by لَا يَكَادُ يَنْفَتِحُ: (S, A, O, K:) or that will not open. (TA.) b3: (tropical:) One who keeps close to his property: (TA:) a man who improves his means of subsistence and his property, attends closely to it, and manages it well: (L:) or a manager of property: (K:) or عِضُّ مَالٍ signifies one who manages property well: (A:) or who manages property rigorously. (S, O.) b4: (tropical:) Niggardly, tenacious, or avaricious: (K, TA:) for a man's keeping close to his property generally courses him to fall into niggardliness: or such a person is likened to a lock that will not open. (TA.) b5: (tropical:) Evil in disposition; (Lth, O, K, TA;) bad, wicked or malignant. (TA.) b6: (tropical:) A strong man; (IAar, T, A, K;) as also ↓ عَضْعَضٌ. (IAar, T, TA.) It is said in the A that العَضِيضُ and العِضُّ signify الشَّدِيدُ: and in one place in the K, that العَضِيضُ signifies العَضُّ الشَّدِيدُ: and by Sgh, in his two books, [the O and TS,] as on the authority of IAar, that العَضْعَضُ signifies العَضُّ الشَّدِيدُ: but the correct reading is that which is given in the T, with which other lexicons agree. (TA.) b7: (tropical:) Having strength, or power, sufficient for a thing. (K.) You say, هُوَ عِضُّ سَفَرٍ (tropical:) He has strength, or power, sufficient for travel: (S, A, O:) he is rendered experienced, or expert, by travels: of the measure فِعْلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ. (A, TA.) And عِضُّ قِتَالٍ (tropical:) Having strength, or power, sufficient for fight. (TA.) b8: (assumed tropical:) An equal in courage, or generally; or an opponent, or adversary; syn. قِرْنٌ: (O, K:) of another; (TA;) as also ↓ عَضِيضٌ. (TA.) [See the latter, below.] b9: (assumed tropical:) Cunning, or intel-ligent, or skilful and knowing, and contentious; in the sense of the measure فَاعِلٌ, because such a person defames, or speaks evil of, or backbites, others: (A, TA:) (tropical:) understanding and knowing obscure, or abstruse, things: (A, TA:) (assumed tropical:) eloquent, and cunning or intelligent or skilful and knowing: (S, O, K:) and [simply] (assumed tropical:) cunning; syn. دَاهٍ; applied to a man: (S, O:) or (assumed tropical:) very cunning; syn. دَاهِيَةٌ: (K:) pl. [of mult.] غُضُوضٌ (O, K) and [of pauc.] أَعْضَاضٌ. (TA.) A2: Also i. q. شِرْسٌ, i. e. (Az, S, O) Such as are small, of thorny trees, (Az, S, O, K,) as the شُبْرُم and حَاج and شِبْرِق and لَصَف and عِتْر and the smaller قَتَاد (Az, S, O) and كَلْبَة and نُغْر [app. a mistranscription]; (Az, TA;) as also ↓ عُضٌّ, (K, TA,) accord. to AHn: (TA:) or the طَلْح and عَوْسَج and سَلَم and سَيَال and سَرْح and عُرْفُط and سَمُر and شَبَهَان and كَنَهْبَل; (K, TA;) as also ↓ عُضٌّ: (CK:) or the عوسج and سيال and عرفط and سمر and كنهبل are of the trees called عِضَاه [q. v.]. (Az, TA.) عَضَّةٌ [A bite]. (A and TA voce صَمَّمَ, q. v.) عَضَاضٌ (Ibn-Buzurj, S, A, O, K) and ↓ عَضُوضٌ (Ibn-Buzurj, S, O, K) and ↓ مَعْضُوضٌ (Ibn-Buzurj) A thing to be bitten (Ibn-Buzurj, S, A, O, K) and eaten. (S, O, K.) You say, مَا أَتَانَا مِنْ عَضَاضٍ, and ↓ عَضُوضٍ, and ↓ مَعْضُوضٍ, He brought not to us anything that we might bite. (Ibn-Buzurj.) And ↓ مَا عِنْدَنَا عَضُوضٌ and عَضَاضٌ, We have not what is to be bitten and eaten. (S, O.) And مَا ذُقْتُ عَضَاضًا I have not tasted a thing to be bitten. (A.) b2: Also عَضَاضٌ, Trees [or shrubs] that have become thick, or coarse. (K:) or plants that have become thick, or coarse, and dry, or tough, and hard. (TA.) See also عُضٌّ.

A2: See also the next paragraph, in two places.

عِضَاضٌ, (ISk, S, Msb, K,) with kesr, (S, Msb,) like كِتَابٌ, (K,) or ↓ عَضَاضٌ, (Sb, A,) like سَحَابٌ, (A,) a subst., like سَيَابٌ, not an inf. n., (Sb,) and ↓ عَضِيضٌ, (ISk, S, Msb,) The act, or fault, of biting, (S, * Msb, * K, * TA,) in a beast, (ISk, A, TA,) or a horse. (Msb, K.) You say (Yaakoob, S, TA) to the purchaser of a beast, when selling it, (TA,) بَرِئْتُ إِلَيْكَ مِنَ العِضَاضِ, and ↓ العَضِيضِ, (Yaakoob, S, O, TA,) i. e. [I am irresponsible to thee for] its biting men; (TA;) or هٰذِهِ الدَّابَّةِ ↓ مِنْ عَضَاضِ [for the biting of this beast]. (A.) And ↓ دَابَّةٌ ذَاتُ عَضِيضٍ and عِضَاضٍ

[A beast having a fault of biting]. (TA.) A2: فُلَانٌ عِضَاضُ عَيْشٍ (assumed tropical:) Such a one endures distress, or affliction, with patience. (S, O, K.) عَضُوضٌ A horse that bites; (S, O, Msb;) [i. e. that has a habit of biting; or that bites much; as the form of the word indicates;] and a camel; as also ↓ عَضَّاضٌ. (TA.) b2: (assumed tropical:) A bow having its string cleaving, or sticking, to its كَبِد [or handle]. (A, O, K. [Omitted in the TA.]) b3: (assumed tropical:) A woman narrow in the فَرْج, (O, * K, TA,) so that the ذَكَر will not penetrate into it; (TA;) as also ↓ تَعْضُوضَةٌ: (K:) the latter is thought by Az to have this signification. (O, TA.) b4: (tropical:) A well that is deep, or having its bottom distant, (S, A, O, L, K,) and narrow, (S, O,) from which one draws by means of the سَانِيَة; (S, O, L;) as though it bit the water-drawer by the distress which it occasions him; (A;) and in like manner a water; (L;) and waters; as also ↓ عَضِيضٌ: (“ Nawádir ” of AA:) or a well distressing to the water-drawer: (TA:) or a well having much water: (O, K:) pl. عُضُضٌ, (as in some copies of the S and K, and in the O and TA,) or عُضَضٌ, (as in other copies of the S and K,) and عِضَاضٌ. (K.) b5: (tropical:) Severe; grievous; distressing; afflictive: applied to time, or fortune; (S, A, O, K;) and to war. (TA.) b6: (tropical:) Unjust, or tyrannical, rule, or dominion; (A, O, K, TA;) as though the subjects thereof were bitten; (O, TA;) an intensive epithet. (TA.) b7: (tropical:) A calamity; a misfortune. (O, L, K, TA.) A2: See also عَضَاضٌ, in three places.

عَضِيضٌ: see عِضَاضٌ, in three places.

A2: (assumed tropical:) An associate; a companion: or an equal in age: syn. قَرِينٌ: (O, K:) of another. (O, TA.) See also عِضٌّ. b2: Applied to waters, i. q. عَضُوضٌ, q. v. (“ Nawádir ” of AA.) b3: In the A and K, written by mistake for عَضْعَضٌ, as mentioned above, voce عِضٌّ. (TA.) عَضَّاضٌ: see عَضُوضٌ, first signification.

عَضْعَضٌ: see عِضٌّ.

عَاضٌّ A camel that feeds upon the trees called عِضّ. (ISk, S, O.) تَعْضُوضٌ A sort of black dates, (S, O, K,) sweet, (K,) very sweet, the place of origin of which is Hejer: (S, O:) n. un. with ة: (S, O, K:) which latter is said by AHn to be a date of a colour like that of the spleen, large, succulent, melliferous, luscious: and [also a tree producing such dates; for] he mentions his having been told that the تَعْضُوضَة bears, in Hejer, a thousand pounds, of the weight of the pound of El-'Irák. (O.) تَعْضُوضَةٌ, n. un. of تَعْضُوضٌ [q. v.]. b2: See also عَضُوضٌ, third signification.

مَعَضٌّ [lit. A place in which to bite. b2: and hence,] i. q. مُسْتَمْسَكٌ (tropical:) [A place in which, or on which, to lay hold: and a thing on which to lay hold]. (S, A, O, Msb.) So in the saying مَا لَنَا فِى الأَرْضِ مَعَضٌّ (tropical:) [There is not for us, in the earth, any place in which, or on which, to lay hold; meaning, in which to settle]. (A, TA.) And in the saying مَا لَنَا فِى هٰذَا الأَمْرِ مَعَضٌّ (tropical:) [There is not for us, in this affair, anything on which to lay hold]. (S, O, Msb, * TA.) مُعِضٌّ One whose camels feed upon [the trees called] عِضّ (S, O) [and upon عُضّ also: see the verb]. b2: And أَرْضٌ مُعِضَّةٌ Land abounding with [the trees called] عِضّ (S) [and with عُضّ].

حِمَارٌ مُعَضَّضٌ An ass bitten much by other asses, (O, K,) and lacerated with their teeth. (O.) مَعْضُوضٌ [pass. part. n. of 1; Bitten: &c.] b2: See also عَضَاضٌ, in two places.

الدين

الدين: وضع إلهي يدعو أصحاب العقول إلى قبول ما هو عند الرسول، كذا عبر ابن الكمال. وعبارة غيره: وضع إلهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى الخير بالذات. وقال الحرالي: دين الله المرضي الذي لا لبس فيه ولا حجاب عليه ولا عوج له هو إطلاعه تعالى عبده على قيوميته الظاهرة بكل باد وفي كل باد، وعلى كل باد وأظهر من كل باد، وعظمته الخفية التي لا يشير إليها اسم ولا يحوزها رسم، وهي مداد كل مداد.
الدين

التحقيق اللغويتستعمل كلمة الدين في كلام العرب بمعان شتى وهي:
(1) القهر والسلطة والحكم والأمر، والإكراه على الطاعة، واستخدام القوة القاهرة (Sovereignty) فوقه، وجعله عبداً، ومطيعاً، فيقولون (دان الناس) أي قهرهم على الطاعة، وتقول (دنتهم فدانوا) أي قهرتهم فأطاعوا. و (دنت القوم) أي أذللتهم واستعبدتهم، و (دان الرجل) إذا عز و (دنت الرجل) حملته على ما يكره. و (دُيّن فلان) إذا حمل على مكروه. و (دنته) أي سسته وملكته. و (ديَّنته القوم) وليته سياستهم، ويقول الحطيئة يخاطب أمه:
لقد دينت أمر بنيك حتى ... ... تركتهم أدق من الطحين
وجاء في الحديث النبوي على صاحبه الصلاة والسلام: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت) أي قهر نفسه وذللها، ومن ذلك يقال (ديان) للغالب القاهر على قطر أو أمة أو قبيلة والحاكم عليها، فيقول الأعشى الحرمازي يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم:
... ... ... ... يا سيد الناس وديان العرب
وبهذا الاعتبار يقال (مدين) للعبد والمملوك و (المدينة) للأمة فـ (ابن المدينة) معناه ابن الأمة كما يقول الأخطل:
... ... ... ... ربت وربا في حجرها ابن مدينة (4)
وجاء في التنزيل:
(فلولا إن كنتم غير مدينين. ترجعونها إن كنتم صادقين) ... (الواقعة: 86-87) (2) الإطاعة والعبدية والخدمة والتسخر لأحد والائتمار بأمر أحد، وقبول الذلة والخضوع تحت غلبته وقهره. فيقولون (دنتهم فدانوا) أي قهرتهم فأطاعوا، و (دنت الرجل) أي خدمته، وجاء في الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أريد من قريش كلمة تدين بها العرب) أي نطيعهم ونخضع لهم. بهذا المعنى يقال للقوم المطيعين (قوم دين) بهذا المعنى نفسه قد وردت كلمة الدين في حديث الخوارج (يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية) (1)
(3) الشرع والقانون والطريقة والمذهب والملة والعادة والتقليد، فيقولون (ما زال ذلك ديني وديدني) أي دأبي وعادتي. ويقال (دان) إذا اعتاد خيراً أو شراً. وفي الحديث (كانت قريش ومن دان بدينهم) أي من كان على طريقتهم وعادتهم، وفيه (أنه عليه السلام كان على دين قومه) أي كان يتبع الحدود والقواعد الرائجة في قومه في شؤون النكاح والطلاق والميراث وغير ذلك من الشؤون المدنية والاجتماعية. (4) الجزاء والمكافأة والقضاء والحساب. فمن أمثال العرب (كما تدين تدان) أي كما تصنع يصنع بك. وقد روى القرآن قول الكفار (أإنا لمدينون) أي هل نحن مجزيون محاسبون؟ وفي حديث ابن عمر رضي عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا السلاطين، فإن كان لا بد فقولوا اللهم دنهم كما يدينون) أي افعل بهم كما يفعلون بنا. ومن هنا تأتي كلمة (الديان) بمعنى القاضي وحاكم المحكمة وسئل أحد الشيوخ عن علي كرم الله وجهه فقال: (إنه كان ديان هذه الأمة بعد نبيها) أي كان أكبر قضاتها بعده.



استعمال كلمة (الدين) في القرآن
فيتبين مما تقدم أن كلمة (الدين) قائم بنيانها على معان أربعة، أو بعبارة أخرى هي تمثل الذهن العربي تصورات أربعة أساسية.
أولها: القهر والغلبة من ذي سلطة عليا.
والثاني: الإطاعة والتعبد والعبدية من قبل خاضع لذي السلطة.
والثالث: الحدود والقوانين والطريقة التي تتبع.
والرابع: المحاسبة والقضاء والجزاء والعقاب.
وكانت العرب تستعمل هذه الكلمة قبل الإسلام بهذا المعنى تارة أخرى حسب لغاتهم المختلفة؛ إلا أنهم لما لم تكن تصوراتهم لتلك الأمور الأربعة واضحة جلية ولا كان لها من السمو والبعد نصيب، كان استعمال كلمة (الدين) مشوباً بشوائب اللبس والغموض، ولذلك لم يتح لها أن تكون مصطلحاً من مصطلحات نظام فكر متين، حتى نزل القرآن فوجد هذه الكلمة ملائمة لأغراضه؛ فاقتناها واستعملها لمعانيه الواضحة المتعينة، واصطنعها مصطلحاً له مخصوصاً. فأنت ترى أن كلمة (الدين) في القرآن تقوم مقام نظام بأكلمه، يتركب من أجزاء أربعة هي:
الحاكمية والسلطة العليا.
الإطاعة والإذعان لتلك الحاكمية والسلطة.
النظام الفكري والعملي المتكون تحت سلطان تلك الحاكمية.
المكافأة التي تكافئها السلطة العليا على اتباع ذلك النظام والإخلاص له أو على التمرد عليه والعصيان له. ويطلق القرآن كلمة (الدين) على معنيها الأول والثاني تارة، وعلى المعنى الثالث أخرى وعلى الرابع ثالثة، وطوراً يستعمل كلمة (الدين) ويريد بها ذلك النظام الكامل بأجزائه الأربعة في آن واحد. ولإيضاح ذلك يجمل بنا النظر فيما يأتي من الآيات الكريمة:

الدين بالمعنيين الأول والثاني:
(الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناءً وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين، هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين) (غافر: 64-65)
(قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين. وأمرت لأن أكون أول المسلمين) .. (قل الله أعبد مخلصاً له ديني. فاعبدوا ما شئتم من دونه) …
(والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى) .. (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين. ألا لله الدين الخالص) (الزمر: 11-12 و 17، و 2-3)
(وله ما في السماوات والأرض وله الدين واصباً أفغير الله تتقون) (النحل: 52)
(أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون) (آل عمران: 82)
(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) (البينة: 5) في جميع هذه الآيات قد وردت كلمة (الدين) بمعنى السلطة العليا، ثم الإذعان لتلك السلطة وقبول إطاعتها وعبديتها. والمراد بإخلاص الدين لله ألا يسلم المرء لأحد من دون الله بالحاكمية والحكم والأمر، ويخلص إطاعته وعبديته لله تعالى إخلاصاً لا يتعبد بعده لغيره الله ولا يطيعه إطاعة مستقلة بذاتها. (1)

الدين بالمعنى الثالث
(قل يا أيها الناس إن كنتم في شكٍ من ديني فلا أعبدُ الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين. وأن أقم وجهك للدين حنيفاً ولا تكونن من المشركين) (يونس: 104-105)
(إن الحُكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم) (يوسف: 40)
(وله من في السماوات والأرض كلٌ له قانتون) .. (ضرب لكم مثلاً من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواءٌ تخافونهم كخيفتكم أنفسكم) … (بل اتّبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم) … (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها (1) لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (الروم: 26 و 28، 29، 30)
(الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) (النور: 2)
(إنّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، منها أربعة حرمٌن ذلك الدين القيم) (التوبة: 36)
(كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) (يوسف: 76)
(وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم (2) ليردوهم وليلبسوا (3) عليهم دينهم) (الأنعام: 137)
(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (الشورى: 21)
(لكم دينكم ولي دين) (الكافرون: 6) المراد بـ (الدين) في جميع هذه الآيات هو القانون والحدود والشرع والطريقة والنظام الفكري والعملي الذي يتقيد به الإنسان فإن كانت السلطة التي يستند إليها المرء لاتباعه قانوناً من القوانين أو نظاماً من النظم سلطة الله تعالى، فالمرء لا شك في دين الله عز وجل، وأما إن كانت تلك السلطة سلطة ملك من الملوك، فالمرء في دين الملك، وإن كانت سلطة المشايخ والقسوس فهو في دينهم. وكذلك إن كانت تلك السلطة سلطة العائلة أو العشيرة أو جماهير الأمة، فالمرء لا جرم في دين هؤلاء. وموجز القول أن من يتخذ المرء سنده أعلى الأسناد وحكمه منتهى الأحكام ثم يتبع طريقاً بعينه بموجب ذلك، فإنه –لا شك- بدينه يدين.

الدين بالمعنى الرابع:
(إنَّ ما توعدون لصادق وإن الدين لواقع) (الذاريات: 5-6)
(أرايت الذي يكذب بالدين. فذلك الذي يدع اليتيم. ولا يحض على طعام المسكين) (الماعون 1-3)
(وما أدراك ما يوم الدين. ثم ما أدراك ما يوم الدين. يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمر يومئذ لله) (الانفطار: 17-19)
قد وردت كلمة (الدين) في هذه الآيات بمعنى المحاسبة والقضاء والمكافأة.

الدين: المصطلح الجامع الشامل إلى هذا المقام قد استعمل القرآن كلمة (الدين) فيما يقرب من معانيها الرائجة في كلام العرب الأول. ولكننا نرى بعد ذلك أنه يستعمل هذه الكلمة مصطلحاً جامعاً شاملاً يريد به نظاماً للحياة يدعن فيه المرء لسلطة عليا لكائن ما، ثم يقبل إطاعته واتباعه ويتقيد في حياته بحدوده وقواعده وقوانينه ويرجو في طاعته العزة والترقي في الدرجات وحسن الجزاء، ويخشى في عصيانه الذلة والخزي وسوء العقاب. ولعله لا يوجد في لغة من لغات العالم مصطلح يبلغ من الشمول والجامعية أن يحيط بكل هذا المفهوم. وقد كادت كلمة (State) تبلغ قريباً من ذلك المفهوم ولكنها تفتقر إلى مزيد من الاتساع لأجل إحاطتها بحدود معاني كلمة (الدين) . وفي الآيات التالية قد استعمل (الدين) بصفة هذا المصطلح الجامع:

(الأول والثاني) ... ... ... (الرابع) ... ... ... (الثالث)
(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون) (التوبة: 29)
(الدين الحق) في هذه الآية كلمة اصطلاحية قد شرح معانيها واضح الاصطلاح نفسه عز وجل، في الجمل الثلاث الأولى، وقد أوضحنا بوضع العلامات على متن الآية أنه قد ذكر الله تعالى فيها جميع معاني كلمة (الدين) الأربعة، ثم عبر عن مجموعها بكلمة (الدين الحق) .
(وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدعُ ربّه إني أخاف أن يبدّل دينكم أو يظهر في الأرض الفساد) (غافر: 26) وبملاحظة جميع ما ورد في القرآن من تفاصيل لقصة موسى عليه السلام وفرعون، لا يبقى من شك أن كلمة (الدين) لم ترد في تلك الآيات بمعنى النحلة والديانة فحسب، أريد بها الدولة ونظام المدينة أيضاً. فكان مما يخشاه فرعون ويعلنه: أنه إن نجح موسى عليه السلام في دعوته، فإن الدولة ستدول وإن نظام الحياة القائم على حاكمية الفراعنة والقوانين والتقاليد الرائجة سيقتلع من أصله. ثم إما أن يقوم مقامه نظام آخر على أسس مختلفة جداً، وإما ألا يقوم بعده أي نظام. بل يعم كل المملكة الفوضى والاختلال.
(إن الدين عند الله الإسلام) (آل عمران: 16)
(ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه) (آل عمران: 85)
(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) (التوبة: 33)
(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) (الأنفال: 39)
(إذا جاء نصر الله والفتح ورأيتَ الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً) (سورة النصر)
المراد بـ (الدين) في جميع هذه الآيات هو نظام الحياة الكامل الشامل لنواحيها من الاعتقادية والفكرية والخلقية والعملية.
فقد قال الله تعالى في الآيتين الأولين إن نظام الحياة الصحيح المرضي عند الله هو النظام المبني على إطاعة الله وعبديته. وأما ما سواه من النظم المبنية على إطاعة السلطة المفروضة من دون الله، فإنه مردود عند، ولم يكن بحكم الطبيعة ليكون مرضياً لديه، ذلك بأن الذي ليس الإنسان إلا مخلوقه ومملوكه، ولا يعيش في ملكوته إلا عيشة الرعية، لم يكن ليرضى بأن يكون للإنسان الحق في أن يحيا حياته على إطاعة غير سلطة الله وعبديتها، أو على اتباع أحد من دون الله.
وقال في الآية الثالثة أنه قد أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك النظام الحق الصحيح للحياة الإنسانية -أي الإسلام- وغاية رسالته أن يظهره على سائر النظم للحياة. وفي الرابعة قد أمر الله المؤمنين بدين الإسلام أن يقاتلوا من في الأرض ولا يكفوا عن ذلك حتى تمحي الفتنة، وبعبارة أخرى حتى يمحي جميع النظم القائمة على أساس البغي على الله، وحتى يخلص لله تعالى نظام الإطاعة والعبدية كله.
وفي الآية الأخيرة الخامسة قد خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم حين الانقلاب الإسلامي بعد الجهد والكفاح المستمر مدة ثلاث وعشرين سنة، وقام الإسلام بالفعل بجميع أجزائه وتفاصيله نظاماً للعقيد والفكر والخلق والتعليم والمدنية والاجتماع والسياسة والاقتصاد، وجعلت وفود العرب تتابع من نواحي القطر وندخل في حظيرة هذا النظام، فإذا ذاك - وقد أدى النبي رسالته التي بعث لأجلها - يقول له الله تعالى: إياك أن تظن أن هذا العمل الجليل الذي قد تم على يديك من كسبك ومن سعيك، فيدركك العجب به، وإنما المنزه عن النقص والعيب والمنفرد بصفة الكمال هو ربك وحده، فسبح بحمده واشكره على توفيقه إياك للقيام بتلك المهمة الخطيرة وأسأله: الله اغفر لي ما عسى أن يكون قد صدر مني من التقصير والتفريط في واجيي خلال الثلاث والعشرين سنة التي قد قمت بخدمتك فيها:
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ملحق بتخريج الأحاديث الواردة في الكتاب (1)
1- حديث عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-
تخريج الحديث: أخرجه أبو داوود (1/97) وابن ماجه (1/307) والبهيقي (3/128) وسنده ضعيف فيه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي عن شيخه عمران بن عبد المعافري، وكلاهما ضعيف، وذلك قال النووي: "أنه حديث ضعيف" وسبقه إلى ذلك البهيقي، لكن القضية الأولى منه صحت عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى وردت بأسانيد صحيحة في سنن أبي داود. وأما الرواية الأخرى "أعبد محرراً" فلم اقف عليها (1) .
3- ورد في باب (التحقيق اللغوي) . "وجاء في الحديث النبوي ... "الكيس من دان فنسه وعمل لما بعد الموت"
تخريج الحديث
أخرجه الترمذي (3/305) وابن ماجه (2/565) والحاكم (1/57) وأحمد (4/124) عن طريق أبي بكر بن أبي مريم الغساني عن حمزة بن حبيب عن شداد بن أوس مرفوعاً. وقال الترمذي "حديث حسن"! وقال الحاكم: "صحيح على شرط البخاري"! وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: لا والله، أو بكر رواه" وقد أصاحب - رحمه الله -.
4- ورد في باب (التحقيق اللغوي) أيضاً بينت من أرجوزة الأعشى الحرمازي يــمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
... ... ... ... يا سيد الناس وديان العرب

العَروضُ

العَروضُ: مكةُ، والمدينةُ، حَرَسَهُما اللهُ تعالى، وما حَوْلَهُما،
وعَرَضَ: أتاها، والناقةُ التي لم تُرَضْ، وميزانُ الشِّعْرِ، لأَنه به يَظْهَرُ المُتَّزِنُ من المُنْكَسِرِ، أو لأَنها ناحيةٌ من العُلومِ، أو لأَنها صَعْبَةٌ، أو لأَنَّ الشِعْرَ يُعْرَضُ عليها، أو لأَنَّه أُلهِمَها الخليلُ بمكةَ، واسمٌ للجُزْءِ الأخيرِ من النِصْفِ الأوَّلِ، سالِماً أو مغَيَّراً، مُؤَنَّثَةٌ
ج: أعارِيضُ، والناحيةُ، والطريقُ في عُرْضِ الجبلِ في مَضيقٍ،
وـ من الكلامِ: فَحْواهُ، والمكانُ الذي يُعارِضُكَ إذا سِرْتَ، والكثيرُ من الشيءِ، والغَيْمُ، والسَّحابُ، والطعامُ، وفرسُ قُرَّةَ الأسَدِيِّ،
وـ من الغَنَم: ما يَعْتَرضُ الشَّوْكَ فَيَرْعاهُ.
وهو رَبوضٌ بِلا عَروضٍ، أي: بلا حاجةٍ عَرَضَتْ له.
وعَرَضَ: أتَى العَروضَ،
وـ له كذَا يَعْرِضُ: ظَهَرَ عليه وبدَا،
كعَرِضَ، كسَمِع،
وـ الشيءَ له: أظْهَرَهُ لهُ،
وـ عليه: أراهُ إياهُ.
وـ العُودَ على الإِناءِ،
وـ السَّيْفَ على فَخِذِه، يَعْرِضُه ويَعْرُضُه فيهما،
وـ الجُنْدَ عَرْضَ عَينٍ: أمَرَّهُم عليه، ونَظَرَ حالَهُم،
وـ له من حَقِّهِ ثَوْباً: أعْطَاهُ إياهُ مكانَ حَقِّه،
وـ له الغُولُ: ظَهَرَتْ،
وـ الناقةُ: أصابَهَا كَسْرٌ،
كعَرِضَ، بالكسر فيهما،
وـ الفرسُ: مَرَّ عارِضاً على جَنْبٍ واحدٍ،
وـ الشيءَ: أصابَ عُرْضَه،
وـ بِسِلْعَتِه: عارَضَ بها،
وـ القومَ على السيفِ: قَتَلَهم،
وـ على السَّوْطِ: ضَرَبَهم،
وـ الشيءُ: بَدَا،
وـ الحَوْضَ والقِرْبَةَ: ملأَهُما،
وـ الشاةُ: ماتتْ بمَرَضٍ،
وـ البعيرُ: أكلَ من أعراضِ الشجرِ، أي: أعاليهِ.
وعَرَضَ عَرْضَه، ويُضَمُّ، أي: نَحا نَحْوَه.
والعارِضُ: الناقةُ المريضةُ، أو الكسيرُ، وصَفْحَةُ الخَدِّ،
كالعارضةِ فيهما، والسَّحابُ المُعْتَرِضُ في الأُفُقِ، والجبلُ، ومنه: عارِضُ اليمامةِ، وما عَرَضَ من الأَعْطِيَةِ، وصَفْحَتا العُنُقِ، وجانِبا الوَجْهِ، (والعارِضةُ) ، والسِنُّ التي في عُرْضِ الفَمِ
ج: عَوارِضُ، وما يَسْتَقْبِلُكَ من الشيءِ، والخَشَبَةُ العُلْيا التي يدورُ فيها البابُ، وواحدةُ عَوارِضِ السَّقْفِ، والناحيةُ،
وـ من الوجْهِ: ما يَبْدُو عندَ الضَّحِكِ، والبيانُ، واللَّسَنُ، والجَلَدُ، والصَّرامَةُ.
وعَرِضَ الشاءُ، كفرِحَ: انْشَقَّ من كَثْرَةِ العُشْبِ. وككرُمَ عِرَضاً، كعِنَبٍ، وعَراضةً، بالفتح: صارَ عَريضاً.
والعَرْضُ: المتَاعُ، ويُحَرَّكُ، عن القَزَّازِ، وكلُّ شيءٍ سِوَى النَّقْدَيْنِ، والجبلُ، أو سَفْحُه، أو ناحيتُه، أو المَوْضعُ يُعْلَى منه الجبلُ، والكثيرُ من الجَرَادِ، وجبلٌ بفاسَ، والسَّعَةُ، وخِلافُ الطُّولِ،
ومنه: {دُعاءٌ عَريضٌ} ، والوادِي، وأن يَذْهَبَ الفرسُ في عَدْوِهِ وقد أمالَ رأسَه وعُنُقَه، وأن يُغْبَنَ الرجلُ في البَيْعِ، عارَضْتُه فَعَرَضْتُه، والجَيشُ، ويُكْسَرُ، والجُنون، وقد عُرِضَ، كعُنِيَ، وأن يَموتَ الإِنسان من غيرِ عِلَّةٍ،
وـ من الليلِ: ساعةٌ منه، والسحابُ، أو ما سَدَّ الأفُقَ. وبالكسر: الجَسَدُ، وكلُّ مَوْضِعٍ يَعْرَقُ منه، ورائحَتُه رائِحةً طَيِّبةً كانت أو خَبيثةً، والنَّفْسُ، وجانِبُ الرجُلِ الذي يَصونُه من نفسِه وحَسَبِه أنْ يُنْتَقَصَ ويُثْلَبَ، أو سَواءٌ كان في نفسِه أو سلَفِه أو مَنْ يَلْزَمُه أمْرُه، أو مَوْضِعُ الــمَدْحِ والذَّمِّ منه، أو ما يَفْتَخِرُ به من حَسَبٍ وشَرَفٍ، وقد يُرادُ به الآباءُ والأَجْدَادُ، والخَليقَةُ المَحْمودَةُ، والجلدُ، والجَيْشُ، ويُفْتَحُ، والوادِي فيه قُرًى ومِياهٌ أو نَخيلٌ، ووادٍ باليَمامةِ، والحَمْضُ، والأَراكُ، وجانِبُ الوادِي والبَلَدِ، وناحِيَتُهُما، والعظيمُ من السَّحابِ، والكثيرُ من الجَرادِ، ومن يَعْتَرِضُ الناسَ بالباطل، وهي: بهاءٍ.
وأعْراضُ الحِجازِ: رساتيقُه، الواحِدُ: عِرْضٌ،
وبالضم: د بالشام، وسَفْحُ الجَبَلِ، والجانِبُ، والناحِيَةُ،
وـ من النَّهْرِ والبَحْرِ: وسَطُهُ،
وـ من الحديثِ: مُعْظَمُه،
كعُراضِهِ،
وـ من الناس: مُعْظَمُهم، ويُفْتَحُ،
وـ من السَّيْفِ: صَفْحُه،
وـ من العُنُقِ: جانِباهُ، وسَيْرٌ مَحمودٌ في الخَيْلِ مَذْمومٌ في الإِبِلِ.
وكُلِ الجُبْنَ عُرْضاً، أي: اعْتَرِضْه واشْتَرِهِ مِمَّنْ وجْدْتَهُ، ولا تَسْألْ عَمَّن عَمِلَه.
وهو من عُرْضِ الناسِ: من العامَّةِ.
ونَظَرَ إليه عن عُرْضٍ وعُرُضٍ: من جانبٍ.
ويَضْرِبونَ الناس عن عُرْضٍ: لا يُبالونَ من ضَرَبوا.
وناقةٌ عُرْضُ أسْفارٍ: قَويَّةٌ عليها،
وعُرْضُ هذا البعيرِ السَّفَرُ والحَجَرُ. وبالتحريك: ما يَعْرِضُ للإِنسانِ من مَرَضٍ ونحوِهِ، وحُطامُ الدنيا، وما كانَ من مالٍ، قَلَّ أو كثُرَ، والغَنيمةُ، والطَّمَعُ، واسْمٌ لما لا دَوام لَه، وأن يُصيبَ الشيءَ على غِرَّةٍ، وما يقومُ بغيرِه في اصْطِلاحِ المُتَكَلِّمِينَ.
وعُلِّقْتُها عَرَضاً: اعْتَرَضَتْ لي فَهَوِيتُها.
وسَهْمُ عَرَضٍ: تُعُمِّدَ به غيرُه.
والعَرْضِيُّ، بالفتح: جِنْسٌ من الثِّيابِ، وبعضُ مَرافِقِ الدَّارِ، عِراقِيَّةٌ. وكزِمِكّى: النَّشاطُ.
وناقةٌ عِرَضْنَةٌ، كسِبَحْلَةٍ: تَمشي مُعارَضَةً.
ويمشي العِرَضْنَةَ والعِرَضْنَى، أي: في مِشْيَتِه بَغْيٌ من نشاطه. ونَظَرَ إليهِ عِرَضْنَةً أي: بمُؤْخِرِ عَيْنِه.
والعِراضُ، بالكسرِ: سِمَةٌ، أو خَطٌّ في فَخِذِ البعيرِ عَرْضاً، وقد عَرَضَ البعيرَ، وحديدَةٌ يُؤَثَّرُ بها أخْفافُ الإِبِلِ لتُعْرَفَ آثارُها، والناحِيةُ، والشِّقُّ، جَمْعُ عُرْضٍ.
والعُرْضِيُّ، بالضم: من لا يَثْبُتُ على السَّرْجِ، والبعيرُ الذي يَعْتَرِضُ في سَيْرِه لِأَنَّهُ لم تَتِمَّ رِياضَتُه.
وناقةٌ عُرْضِيَّةٌ: فيها صُعوبةٌ.
وفِيكَ عُرْضِيَّةٌ: عَجْرَفِيَّةٌ، ونَخْوَةٌ، وصُعوبةٌ.
والعُرْضةُ، بالضمِّ: الهِمَّةُ، وحِيلَةٌ في المُصارَعةِ،
وهو عُرْضَةٌ لذاكَ: مُقْرِنٌ له، قَوِيٌّ عليه.
وعُرْضَةٌ للناسِ: لا يَزالونَ يَقَعونَ فيه.
وجَعَلْتُه عُرْضةً لكذَا: نَصَبْتُه له.
وناقةٌ عُرْضةٌ للحجارَةِ: قَوِيَّةٌ عليها. وفُلانةُ عُرْضةٌ للزَّوْجِ.
{ولا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضةً لأَيْمانِكُم} : مانِعاً مُعْتَرِضاً، أي: بَيْنَكُم وبين ما يُقَرِّبُكُم إلى اللهِ تعالى أنْ تَبَرُّوا وتَتَّقُوا.
أو العُرْضَةُ: الاعتِراضُ في الخيرِ، والشَّرِّ، أي: لا تَعْتَرِضوا باليمينِ في كُلِّ ساعةٍ ألاّ تبرّوا ولا تَتَّقوا.
والاعْتِراضُ: المَنْعُ، والأصلُ فيه أن الطريقَ إذا اعْتَرَضَ فيه بِناءٌ أو غيرُه مَنَعَ السابِلَةَ من سُلوكِهِ، مُطاوِعُ العَرْضِ.
والعُراضُ، كغُرابٍ: العَريضُ.
والعُراضةُ: تأنيثُها، والهَدِيَّةُ، وما يُحْمَلُ إلى الأهْلِ،
وما يُعَرِّضُه المائِرُ، أي: يُطْعِمُه من المِيرَةِ.
وعُوارِضٌ، بالضم: جبلٌ فيه قَبْرُ حاتِمٍ ببلادِ طَيِّئٍ.
وأعْرَضَ: ذَهَبَ عَرْضاً وطُولاً،
وـ عنه: صَدَّ،
وـ الشيءَ: جَعَلَه عَريضاً،
وـ المرأةُ بوُلْدِها: وَلَدَتْهُم عِراضاً،
وـ الشيءُ: ظَهَرَ. وعَرَضْتُه أنا: شاذٌّ، ككَبَبْتُه فأكَبَّ،
وـ لك الخيرُ: أمْكَنَكَ،
وـ الظَّبْيُ: أمْكَنَكَ من عُرْضِه.
وأرضٌ مُعْرَضَةٌ: يَسْتَعْرِضُها المالُ ويَعْتَرِضُها، أَي: فيها نباتٌ يَرْعاهُ المالُ إذا مَرَّ فيها.
وقولُ عُمَرَ في الأُسَيْفِعِ: فادَّانَ مُعْرِضاً، (وتَمامُه في س ف ع) ، أي: مُعْتَرِضاً لكلِّ من يُقْرِضُه، أو مُعْرِضاً عَمَّنْ يقولُ لا تَسْتَدِنْ، أو مُعْرِضاً عن الأَداءِ، أو اسْتَدانَ من أيِّ عُرْضٍ تَأتَّى له غيرَ مُبالٍ.
والتَّعْريضُ: خِلافُ التَّصريحِ، وجَعْلُ الشيءِ عَريضاً، وبَيْعُ المَتَاعِ بالعَرْض، وإطْعام العُراضَةِ، والمُدَاوَمَةُ على أكْلِ العِرْضانِ، وأن يصيرَ ذا عارِضَةٍ وكلامٍ، وأن يُثَبِّجَ الكاتِبُ ولا يُبَيِّنَ، وأن يَجْعَلَ الشيءَ عَرَضاً للشيءِ.
والمُعَرِّضُ، كمُحَدِّثٍ: خاتِنُ الصبيّ. ومُعَرِّضُ بنُ عِلاطٍ، وابنُ مُعَيْقِيبٍ: صحابيَّانِ، أو الصوابُ: مُعَيْقِيبُ بنُ مُعَرِّضٍ. وكمُعَظَّمٍ: نَعَمٌ وَسْمُه العِراضُ،
وـ من اللَّحْمِ: ما لم يُبالَغْ في إنْضاجِه. وكمِنْبَرٍ: ثَوْبٌ تُجْلَى فيه الجاريةُ. وكمِحْرابٍ: سَهْمٌ بلا ريشٍ، دَقيقُ الطَّرَفَينِ، غليظُ الوَسَطِ، يُصيبُ بعَرْضِه دونَ حَدِّه،
وـ من الكلامِ: فَحْواهُ.
واعْتَرَضَ: صارَ وقْتَ العَرْضِ راكباً، وصار كالخَشَبَةِ المُعْتَرِضَة في النَّهرِ،
وـ عن امْرأتِه: أصابَه عارضٌ من الجنِّ أو من مَرَضٍ يَمْنَعُه عن إتْيانِها،
وـ الشيءُ دونَ الشيءِ: حالَ،
وـ الفرسُ في رَسَنِه: لم يَسْتَقِمْ لقائدِه،
وـ زيدٌ البعيرَ: رَكِبهَ وهو صَعْبٌ بَعْدُ،
وـ له بسَهْمٍ: أقْبَلَ به قِبَلَه، فَرماهُ، فَقَتَلَه،
وـ الشَّهْرَ: ابْتَدأهُ من غيرِ أوَّلِه،
وـ فلاناً: وقَعَ فيه،
وـ القائدُ الجُنْدَ: عَرَضَهُم واحداً واحداً.
وفي الحديثِ" لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا اعْتِراضَ" هو أن يَعْتَرِضَ رجلٌ بفَرَسِه في بعضِ الغايةِ، فَيَدْخُلَ مع الخيلِ.
والعريضُ من المَعَزِ: ما أتَى عليه سَنَةٌ، وتَناولَ النَّبْتَ بعُرْضِ شِدْقِه، أو إذا نَبَّ وأرادَ السِّفادَ
ج: عُرْضانٌ، بالكسر والضم.
وفلانٌ عَريضُ البِطانِ، أي: مُثْرٍ.
وتَعَرَّضَ له: تَصَدَّى،
ومنه: "تَعَرَّضوا لنَفَحاتِ رَحْمَةِ اللهِ"، وتَعَوَّجَ،
وـ الجَمَلُ في الجبلِ: أخَذَ في سَيْرِه يميناً وشِمالاً لصُعوبةِ الطريقِ.
وعارَضهُ: جانَبَه، وعَدَلَ عنه، وسارَ حِيالَه،
وـ الكِتابَ: قابَلَهُ، وأخَذَ في عَروضٍ من الطريقِ،
وـ الجَنازَةَ: أتاها مُعْتَرِضاً في بعضِ الطَّريقِ، ولم يَتْبَعْها من مَنْزِله،
وـ فلاناً بِمِثْلِ صَنِيعِهِ: أتَى إليه مِثْلَ ما أتَى،
ومنه المُعارَضةُ، كأَنَّ عَرْضَ فِعْلِه كَعَرْضِ فعْلِه.
وضَرَبَ الفَحْلُ الناقَةَ عِراضاً: عُرِضَ عليها ليَضْرِبهَا إن اشْتَهاها.
وبعيرٌ ذُو عِراضٍ: يعارِضُ الشَّجَرَ ذا الشَّوْكِ بِفِيهِ.
وجاءَت بوَلَدٍ عن عِراضٍ ومُعارَضَةٍ: هي أن يُعارِضَ الرجُلُ المرأةَ، فَيأتِيهَا حَراماً.
واسْتُعْرِضَتِ الناقةُ باللحم: قُذِفَتْ.
واسْتَعْرَضَهم: قَتَلَهُمْ، ولم يَسْألْ عن حالِ أحدٍ.
وعُرَيْضٌ، كزُبَيْرٍ: وادٍ بالمدينة به أموالٌ لِأَهْلِها.
وعِرِّيضٌ، كسِكِّيتٍ: يَتَعَرَّضُ للناسِ بالشَّرِّ.
والمُعارِضُ من الإِبِلِ: العَلوقُ التي تَرْأمُ بأنْفِها، وتَمْنَعُ دَرَّها، وابنُ المُعارَضةِ: السَّفيحُ. والمُذالُ بنُ المُعْتَرِض: شاعِرٌ. وقولُ سَمُرَةَ: من عَرَّضَ، عَرَّضْنا له، ومن مَشَى على الكَلاَّءِ، قَذَفْنَاهُ في النَّهَرِ، أي: من لم يُصَرِّحْ بالقَذْفِ، عَرَّضْنا له بضَرْبٍ خَفيفٍ، ومن صَرَّحَ، حَدَدْناهُ. اسْتعارَ المَشْيَ على مَرْفَأِ السَّفينةِ للتَّصْريحِ، والتَّغْريقَ للحَدِّ.

رِمَعٌ

رِمَعٌ:
بكسر أوّله، وفتح ثانيه، وعين مهملة، مرتجل: موضع باليمن، وقيل: هو جبل باليمن، وقال نصر: رمع قرية أبي موسى ببلاد الأشعريّين من اليمن قرب غسّان وزبيد، وقال ابن الدّمينة:
يتلو وادي زبيد رمع، وهو واد حارّ ضيّق، أوّله من أشراف جمران وغربي ذي خشران إلى وادي الشّجنة ويهريق فيه من يمينه جنوب ألهان وأنس ومن شماليّه شماليّ بلد جمع وسرية حتى يرد سحنان فسلك بين جبلين العركة وجبلان ريمة فظهر فذوال فسقى مزارعها إلى البحر، وفي أسفل رمع موضع الماء الذي كان يسمّى غسّان، قال أبو دهبل الجمحي يــمدح الأزرق ابن عبد الله المخزومي وقد عزل عن اليمن:
ماذا رزئنا، غداة الخلّ من رمع ... عند التفرّق، من خيم ومن كرم
ظلّ لنا واقفا يعطي فأكثر ما ... قلنا وقال لنا في بعده نعم [1] [1] في هذا البيت إقواء.
ثمّ انتحى غير مذموم وأعيننا ... لمّا تولّى، بدمع واكف سجم

دنع

دنع
دَنَعَ دُنُوْعاً ودَنَاعَةً. وهو دَانِعٌ ودَنِعٌ، من قوم دَنَاع: أي فَسْلٌ رَذْلٌ دَنيء.

دنع


دَنِعَ(n. ac. دَنَع)
a. Was famished (child).
b. Was vile, base.

دَنَعa. Offal.

دَنِع
دَاْنِع
دَنِيْعa. Vile, base, contemptible.
[دنع] الدَنَعُ: ما يطرحه الجازِرُ من البعير. والدَنَعُ: الذُلُّ. ورجلٌ دَنِعٌ، أي فَسْلٌ لا خير فيه.
(د ن ع)

رجلٌ دَنِعٌ: لَا لُبَّ لَهُ.

ودَنِعَ دَنَعا ودُنُوعا: اجتمَعَ وذَلّ.

ودَنِعَ دَنَعا: لَؤُمَ.

ودَنَعُ البعيرِ: مَا طَرَحَهُ الجازِرُ.

ودَنَعُ القوْمِ: خِساسُهُم.

ورجُلٌ دَنَعَةٌ: لَا خَير فِيهِ.

دنع: رجل دَنِعٌ: فَسْلٌ لا لُبَّ له ولا خَير فيه. والدَّنَعُ:

الذُّلُّ. دَنِعَ دَنَعاً ودُنوعاً: اجتمَع وذَلَّ. ودَنِعَ دَنَعاً: لَؤُمَ.

الليث: رجل دَنِيعة من قوم دَنائع، وهو الفَسْل الذي لا لُبَّ له ولا

عَقْل؛ وأَنشد شمر لبعضهم:

فله هُنالِك لا عَليه، إِذا

دَنِعَتْ أُنوفُ القَوْمِ للتَّعْسِ

يقول: له الفضل في هذا الزمان لا عليه إِذا دعا على القوم. ودَنِعَت أَي

دَقَّتْ ولَؤُمَت، ورواه ابن الأَعرابي: وإِن رَغِمَت. ابن شميل: دَنِعَ

الصبيّ إِذا جُهد وجاعَ واشتَهى. ابن بزرج: دَنِعَ ورَثِعَ إِذا طَمِعَ.

ودَنَعُ البعير: ما طَرَحَه الجازِرُ. والدَّنِيعُ: الخَسِيسُ، ودَنَعُ

القوم: خِساسُهم من ذلك. ورجل دَنَعة: لا خَير فيه.

وأَنْدَعَ الرجل: تَبِعَ أَخلاقَ اللِّئام والأَنْذال. وأَدْنَعَ إِذا

تَبِعَ طَرِيقة الصالحين.

دنع
رَجُلٌ دَنِعٌ، ككِتِفٍ، وأَمِيرٍ، وسَفِينةٍ: فَسْلٌ لَا لُبَّ لَهُ وَلَا عَقْلَ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ. قالَ: والهَاءُ فِي الأَخِيرَةِ للْمُبَالَغَةِ. واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الأَوَّلِ، وقَالَ: هُوَ الفَسْلُ لَا خَيْرَ فِيهِ. وقالَ ابنِ شُمَيْلٍ: دَنِعَ الصَّبِيُّ، كفَرِحَ: جُهدَ وجَاعَ واشْتَهَى. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: دَنِعَ ودَثِعَ، إِذا طَمِعَ. وقالَ شَمِرٌ: دَنِعَ، إِذا خَضَعَ وذَلَّ، وأَنْشَدَ لِبَعْضِهِم، وَهُوَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَة اليَشْكُرِيّ يَــمْدَحُ أَبا حَسّان قَيْسَ ابنَ شَرَاحِيل:
(لَا يَرْتَجِي لِلْمَالِ يُنْفِقُهُ ... سَعْدُ النُّجُومِ إِلَيْهِ كالنَّحْسِ)

(فلَهُ هُنَالِكَلا عَلَيهِإِذا ... دَنِعَتْ أُنُوفُ القَوْمِ للتَّعْسِ)
قالَ. دَنِعَتْ، أَيْ خَضَعَتْ وذَلَّتْ. وَلَا يَرْتَجِي: لَا يَخافُ. ورَواهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ: وإِنْ رَغِمَتْ.
وقِيلَ: دَنِعَ: إِذا دَقَّ ولَؤُمَ، وبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُم البَيْتَ. كَدَنَعَ، كمَنَعَ، دُنُوعاً ودَنَاعَةً، فَهُوَ دَانِعٌ ودَنِعٌ كفَرِحٍ، عَنِ ابنِ عَبّادٍ. وقالَ شَمِرٌ: الدَّنَعُ، مُحَرَّكَةً: مَا يَطْرَحُه الجَازِرُ مِن البَعِيرِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ مِنْ دَنَعِ الناسِ، إِذا كانَ مِنْ سَفِلَة النّاسِ ورُذالِهمْ، مأْخُوذٌ من دَنَعِ البَعِيرِ، وَهُوَ مَا يَطْرَحُه الجَازِرُ مِنْهُ، كَمَا فِي العُبَابِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: دَنِعَ الشَّيْءُ، كفَرِحَ: دَقَّ.
والدَّنِيعُ، كَأَمِير: الخَسِيسُ، وجَمْعُ الدَّنِيعَةِ: الدَّنائِعُ. وَرَجُلٌ دَنَعَةٌ، مُحَرَّكَةً: لَا خَيْرَ فِيهِ.
وأَنْدَعَ الرَّجُلُ: تَبِعَ أَخْلاقَ اللِّئامِ والأَنْذَالِ. وأَدْنَعَ: إِذا تَبِعَ طَرِيقَةَ الصّالِحِينَ، كَما فِي اللِّسَان وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابِيّ، وسَيَأْتِي أَنْدَعَ فِي مَوْضِعِهِ لِلْمُصَنِّف. 

بين

بين: البَيْنُ في كلام العرب جاء على وجْهَين: يكون البَينُ الفُرْقةَ،

ويكون الوَصْلَ، بانَ يَبِينُ بَيْناً وبَيْنُونةً، وهو من الأَضداد؛

وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر:

لقد فَرَّقَ الواشِينَ بيني وبينَها،

فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها

وقال قيسُ بن ذَريح:

لَعَمْرُك لولا البَيْنُ لا يُقْطَعُ الهَوى،

ولولا الهوى ما حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ

فالبَينُ هنا الوَصْلُ؛ وأَنشد أَبو عمرو في رفع بين قول الشاعر:

كأَنَّ رِماحَنا أَشْطانُ بئْرٍ

بَعيدٍ بينُ جالَيْها جَرُورِ

وأَنشد أَيضاً:

ويُشْرِقُ بَيْنُ اللِّيتِ منها إلى الصُّقْل

قال ابن سيده: ويكون البَينُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً. وفي التنزيل

العزيز: لقد تقَطَّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون؛ قرئَ بينكم

بالرفع والنصب، فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم، والنصبُ على الحذف،

يريدُ ما بينكم، قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصباً، وقرأَ ابن

كَثير وأَبو عَمْروٍ وابنُ

عامر وحمزة بينُكم رفعاً، وقال أَبو عمرو: لقد تقطَّع بينُكم أَي

وَصْلُكم، ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه قال:

معناه تقطَّع الذي كانَ بينَكم؛ وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى: لقد

تقطَّع ما كنتم فيه من الشَّركة بينَكم، ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد

تقطَّع ما بينَكم، واعتمد الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود

لِمَنْ قرأَ بينَكم، وكان أَبو حاتم يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول: من قرأَ

بينَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما بينَكم، قال: ولا يجوز حذفُ

الموصول وبقاء الصلةِ، لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ بمعنى إنّ الذي قام

زيدٌ، قال أَبو منصور: وهذا الذي قاله أَبو حاتم خطأ، لأَن الله جَلّ ثناؤه

خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال: ولقد جئتمونا فُرادَى كما

خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم

شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بينَكم؛ أَراد لقد

تقطع الشِّرْكُ بينكم أَي فيما بينَكم، فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر

الشُّركاء، فافهمه؛ قال ابن سيده: مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين:

أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو

الودُّ بينََكم، والآخرُ ما كان يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بينكم، وإن

كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله، غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ

الظرف، وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم إياه ظرفاً، إلا أَن

استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلةً،

لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في الفاعل،

أَلا ترى إلى قولهم: تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه؛ أَي سماعُك

به خيرٌ من رؤْيتك إياه. وقد بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً؛ وأَنشد

ثعلب:فهاجَ جوىً في القَلْب ضَمَّنه الهَوَى

بَبَيْنُونةٍ، يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ

والمُبايَنة: المُفارَقَة. وتَبايَنَ القومُ: تَهاجَرُوا. وغُرابُ

البَين: هو الأَبْقَع؛ قال عنترة:

ظَعَنَ الذين فِراقَهم أَتَوَقَّعُ،

وجَرَى ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ

حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه

جَلَمانِ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ

وقال أَبو الغَوث: غرابُ البَيْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ،

فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق. وتقول: ضربَه

فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه، فهو مُبِينٌ. وفي حديث الشُّرْب: أَبِنِ

القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ

من الرِّيق، وهو من البَينِ البُعْد والفِراق. وفي الحديث في صفته، صلى

الله عليه وسلم: ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً الذي بَعُدَ عن

قَدِّ الرجال الطِّوال، وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً. وحكى الفارسيُّ

عن أَبي زيد: طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ، وذلك إذا طَلَب إليهما أَن

يُبِيناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ، ولا تكونُ البائنةُ إلا من

الأَبوين أَو أَحدِهما، ولا تكونُ من غيرهما، وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى

بانَ هو بذلك يَبينُ بُيُوناً. وفي حديث الشَّعْبي قال: سمعتُ النُّعْمانَ

بن بَشيرٍ يقول: سمعتُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، وطَلَبَتْ

عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي

إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيُشْهدَه فقال: هل لك معه ولدٌ غيرُه؟

قال: نعم، قال: فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي أَبَنتَ هذا؟

فقال: لا، قال: فإني لا أَشهَدُ على هذا، هذا جَورٌ، أَشهِدْ على هذا غيري،

أعْدِلوا بين أَولادكم في النُِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بينكم في

البرِّ واللُّطف؛ قوله: هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ

واحدٍ مالاً تُبِينُه به أَي تُفْرِدُه، والاسم البائنةُ. وفي حديث

الصديق: قال لعائشة، رضي الله عنهما: إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ.

وحكى الفارسي عن أَبي زيد: بانَ وبانَه؛ وأَنشد:

كأَنَّ عَيْنَيَّ، وقد بانُوني،

غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ

وتبَايَنَ الرجُلانِ: بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه، وكذلك في الشركة

إذا انفصلا. وبانَت المرأَةُ عن الرجل، وهي بائنٌ: انفصلت عنه بطلاق.

وتَطْليقةٌ بائنة، بالهاء لا غير، وهي فاعلة بمعنى مفعولة، أَي تَطْليقةٌ

(*

قوله «وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ» هكذا بالأصل، ولعل فيه

سقطاً). ذاتُ بَيْنونةٍ، ومثله: عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً. وفي حديث ابن

مسعود فيمن طَلق امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ: فقيل له إنها قد بانَتْ

منك، فقال: صدَقُوا؛ بانَتِ المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها

طلاقُه. والطَّلاقُ البائِنُ: هو الذي لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ

المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ، وقد تكرر ذكرها في الحديث. ويقال: بانَتْ

يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً، وبانَ الخلِيطُ يَبينُ بَيْناً

وبَيْنونةً؛ قال الطرماح:

أَآذَنَ الثاوي بِبَيْنُونة

ابن شميل: يقال للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت، وهُنّ قد بِنَّ

إذا تزوَّجْنَ. وبَيَّن فلانٌ بِنْثَه وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى

زوجها، وبانَت هي إذا تزوجت، وكأَنه من البئر البعيدة أَي بَعُدَتْ عن

بيت أَبيها. وفي الحديث: مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ؛

يَبِنَّ، بفتح الياء، أَي يتزوَّجْنَ. وفي الحديث الآخر: حتى بانُوا أَو

ماتوا. وبئرٌ بَيُونٌ: واسعةُ ما بين الجالَيْنِ؛ وقال أَبو مالك: هي

التي لا يُصيبُها رِشاؤُها، وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم، وقيل:

البَيُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ الضَّيِّقَة الأَسْفَل؛ وأَنشد أَبو علي

الفارسي:

إِنَّك لو دَعَوْتَني، ودُوني

زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ،

لقُلْتُ: لَبَّيْه لمنْ يَدْعوني

فجعلها زَوْراءَ، وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ، والمَنْزَعُ: الموضعُ

الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا نُزِع من البئر، فذلك الهواء هو

المَنْزَعُ. وقال بعضهم: بئرٌ بَيُونٌ وهي التي يُبِينُ المُسْتَقي الحبل في

جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها؛ قال جرير يصف خيلاً وصَهِيلَها:

يَشْنِفْنَ للنظرِ البعيد، كأَنما

إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ

أَراد كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ

فيها إرنانها ذوات

(* قوله «ارنانها ذوات إلخ» كذا بالأصل. وفي التكملة:

والبيت للفرزدق يهجو جريراً، والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار

بوائن لسعة أجوافها إلخ. وقول الصاغاني: والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة

وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية الجوهري فإنها أذنابها، وقد عزا

الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه الصاغاني من وجهين).

الأَذنِ والنَّشاطِ منها، أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل

في بئرٍ دَحُول، وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها. قال ابن بري، رحمه الله:

البيت للفرزدق لا لجرير، قال: والذي في شعره يَصْهَلْنَ. والبائنةُ: البئرُ

البعيدةُ القعر الواسعة، والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عن

جرابِها كثيراً. وأَبانَ الدَّلوَ عن طَيِّ البئر: حادَ بها عنه لئلا

يُصيبَها فتنخرق؛ قال:

دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنينُها،

لم تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُبينُها

وتقول: هو بَيْني وبَيْنَه، ولا يُعْطَفُ عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون

إلا من اثنين، وقالوا: بَيْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا؛ قال أَنشده

سيبويه:

فبَيْنا نحن نَرْقُبُه، أَتانا

مُعَلّق وَفْضةٍ، وزِناد راعِ

إنما أَراد بَيْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا، فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ

بعدها أَلفٌ، فإِن قيل: فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن، وقد علمنا أَن

هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما

عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف العطف نحو المالُ بينَ القومِ

والمالُ بين زيدٍ وعمرو، وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ، والجملة لا يُذْهَب لها

بَعْدَ هذا الظرفِ؟ فالجواب: أَن ههنا واسطة محذوفةٌ وتقدير الكلام بينَ

أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بين أَوقات رَقْبَتِنا إياه،

والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ،

وأَوانَ الخليفةُ عبدُ

المَلِك، ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف الذي كان

مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى:

واسأَل القرية؛ أَي أَهلَ القرية، وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا

إذا صلَح في موضعه بَيْنَ ويُنشِد قول أَبي ذؤيب بالكسر:

بَيْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه،

يوماً، أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ

وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على الابتداء والخبر، والذي

يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها

(* قوله: «والذي ينشد إلى وبخفضها؛ هكذا

في الأصل، ولعل في الكلام سقطاً). قال ابن بري: ومثلُه في جواز الرفع

والخفض بعدها قولُ الآخر:

كُنْ كيفَ شِئْتَ، فقَصْرُك الموتُ،

لا مَزْحَلٌ عنه ولا فَوْتُ

بَيْنا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِهِ،

زالَ الغِنَى وتَقَوَّضَ البيتُ

قال ابن بري: وقد تأْتي إذْ في جواب بينا كما قال حُمَيْد الأَرقط:

بَيْنا الفَتى يَخْبِطُ في غَيْساتِه،

إذ انْتَمَى الدَّهْرُ إلى عِفْراتِه

وقال آخر:

بيْنا كذلك، إذْ هاجَتْ هَمَرَّجةٌ

تَسْبي وتَقْتُل، حتى يَسْأَمَ الناسُ

وقال القطامي:

فبَيْنا عُمَيْرٌ طامحُ الطَّرف يَبْتَغي

عُبادةَ، إذْ واجَهْت أَصحَم ذا خَتْر

قال ابن بري: وهذا الذي قلناه يدلُّ على فسادِ قول من يقول إنَّ إذ لا

تكون إلا في جواب بَيْنما بزيادة ما، وهذه بعدَ بَيْنا كما ترى؛ ومما يدل

على فساد هذا القول أَنه قد جاء بَيْنما وليس في جوابها إذ كقول ابن

هَرْمة في باب النَّسيبِ من الحَماسةِ:

بينما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقا

عِ سِراعاً، والعِيسُ تَهْوي هُوِيّا

خطَرَتْ خَطْرةٌ على القلبِ من ذكـ

ـراكِ وهْناً، فما استَطَعتُ مُضِيّاً

ومثله قول الأَعشى:

بَيْنَما المرءُ كالرُّدَيْنيّ ذي الجُبْـ

ـبَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِيفِ،

رَدَّه دَهْرُه المُضَلّلُ، حتى

عادَ من بَعْدِ مَشْيِه التَّدْليفِ

ومثله قول أَبي دواد:

بَيْنما المرءُ آمِنٌ، راعَهُ را

ئعُ حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انْبِعاقَهْ

وفي الحديث: بَيْنا نحن عند رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه

رجلٌ؛ أَصلُ بَيْنا بَيْنَ، فأُشبِعتْ الفتحة فصارت أَلفاً، ويقال بَيْنا

وبَيْنما، وهما ظرفا زمانٍ بمعنى المفاجأَة، ويُضافان إلى جملة من فعلٍ

وفاعلٍ ومبتدإِ وخبر، ويحْتاجان إلى جواب يَتِمُّ به المعنى، قال:

والأَفصَح في جوابهما أَن لا يكون فيه إذا وإذا، وقد جاءا في الجواب كثيراً،

تقول: بَينا زيدٌ جالسٌ دخَل عليه عمرٌو، وإذ دخَل عليه، وإذا دخل عليه؛ ومنه

قول الحُرَقة بنت النُّعمان:

بَيْنا نَسوسُ الناسَ، والأَمرُ أَمْرُنا،

إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ

وأَما قوله تعالى: وجعلنا بينهم مَوْبِقاً؛ فإنّ الزجاج قال: معناه

جعلنا بينَهم من العذاب ما يُوبِقُهم أَي يُهْلِكهم؛ وقال الفراء: معناه

جعلنا بينهم أَي تواصُلهم في الدنيا مَوْبقاً لهم يوم القيامة أَي هُلْكاً،

وتكون بَيْن صفة بمنزلة وسَط وخِلال. الجوهري: وبَيْن بمعنى وسْط، تقول:

جلستُ بينَ القوم، كما تقول: وسْطَ القوم، بالتخفيف، وهو ظرفٌ، وإن جعلته

اسماً أَعرَبْتَه؛ تقول: لقد تقطَّع بينُكم، برفع النون، كما قال أَبو

خِراش الهُذلي يصف عُقاباً:

فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ،

فصادَفَ بينَ عَينَيْه الجَبُوبا

الجبُوب: وجه الأَرض. الأَزهري في أَثناء هذه الترجمة: روي عن أَبي

الهيثم أَنه قال الكواكب البَبانيات

(* وردت في مادة بين «البابانيات» تبعاً

للأصل، والصواب ما هنا). هي التي لا يَنزِلها شمسٌ ولا قمرٌ إنما

يُهْتَدى بها في البرِّ والبحر، وهي شامية، ومَهَبُّ الشَّمالِ منها، أَوَّلها

القُطْب وهو كوكبٌ لا يَزول، والجدْي والفَرْقَدان، وهو بَيْنَ القُطب،

وفيه بَنات نعْشٍ الصغرى، وقال أَبو عمرو: سمعت المبرَّد يقول إذا كان

الاسم الذي يجيء بعد بَيْنا اسماً حقيقيّاً رفَعته بالابتداء، وإن كان اسماً

مصدريّاً خفضْتَه، ويكون بَيْنا في هذا الحال بمعنى بينَ، قال: فسأَلت

أَحمد بن يحيى عنه ولم أُعلِمْه قائله فقال: هذا الدرُّ، إلا أَنَّ من

الفصحاء من يرفع الاسم الذي بعد بَينا وإن كان مصدريّاً فيُلحقه بالاسم

الحقيقي؛ وأَنشد بيتاً للخليل ابن أَحمد:

بَينا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِه،

ذهَبَ الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ

وجائز: وبهْجَتُه، قال: وأَما بَيْنما فالاسمُ الذي بعده مرفوعٌ، وكذلك

المصدر. ابن سيده: وبَيْنا وبينما من حروف الابتداء، وليست الأَلف في

بَيْنا بصلةٍ، وبَينا فعْلى أُشبِعت الفتحةُ فصارت أَلفاً، وبينما بَين

زِيدت عليه ما، والمعنى واحد، وهذا الشيء بَينَ بَينَ أَي بَيْنَ الجيِّد

والرَّديء، وهما اسمان جُعِلا واحداً وبُنيا على الفتح، والهمزة المخفَّفة

تسمّى همزة بَيْنَ بَيْنَ؛ وقالوا: بَين بَين، يريدون التَّوَسُّط كما قال

عَبيد بن الأَبرص:

نَحْمي حَقيقَتَنا، وبعـ

ـض القَوْم يَسْقُطُ بَينَ بَيْنا

وكما يقولون: همزة بَين بَين أَي أَنها همزةٌ بَيْنَ الهمزةِ وبين حرف

اللين، وهو الحرف الذي منه حركتُها إن كانت مفتوحة، فهي بين الهمزة

والأَلف مثل سأَل، وإن كانت مكسورة فهي بين الهمزة والياء مثل سَئِمَ، وإن كانت

مضمومةً فهي بين الهمزة والواو مثل لَؤُم، إلا أَنها ليس لها تمكينُ

الهمزة المحققة، ولا تقَعُ الهمزةُ المخففة أَبداً أَوَّلاً

لقُرْبِها بالضَّعْف من الساكن، إلا أَنها وإن كانت قد قرُبَت من الساكن

ولم يكن لها تَمْكين الهمزةِ المحقَّقة فهي متحرِّكة في الحقيقة،

فالمفتوحة نحو قولك في سأَل سأَلَ، والمكسورةُ نحو قولك في سَئِمَ سَئِمَ،

والمضمومة نحو قولك في لؤُم لؤُم، ومعنى قول سيبويه بَيْنَ بَيْنَ أَنها

ضعيفة ليس لها تمكينُ المحقَّقة ولا خُلوصُ الحرف الذي منه حركتُها، قال

الجوهري: وسميت بَينَ بينَ لضَعْفِها؛ وأَنشد بيت عبيد بن الأَبرص:

وبعض القومِ يسقط بين بينا

أَي يتساقط ضَعيفاً غير معتدٍّ به؛ قال ابن بري: قال السيرافي كأَنه قال

بَينَ هؤلاء وهؤلاء، كأَنه رجلٌ يدخل بينَ فريقين في أَمرٍ من الأُمور

فيسقُطُ ولا يُذْكَر فيه؛ قال الشيخ: ويجوز عندي أَن يريد بينَ الدخول في

الحرب والتأَخر عنها، كما يقال: فلانُ يُقَدِّم رِجْلاً ويُؤَخر أُخرى.

ولَقِيتُه بُعَيدات بَيْنٍ إذا لقِيتَه بعدَ حينٍ ثم أَمسكتَ عنه ثم

أَتيته؛ وقوله:

وما خِفْتُ حتى بَيَّنَ الشربُ والأَذى

بِقانِئِه، إِنِّي من الحيِّ أَبْيَنُ

أَي بائن. والبَيانُ: ما بُيِّنَ به الشيءُ من الدلالة وغيرِها. وبانَ

الشيءُ بَياناً: اتَّضَح، فهو بَيِّنٌ، والجمع أَبْيِناءُ، مثل هَيِّنٍ

وأَهْيِناء، وكذلك أَبانَ الشيءُ فهو مُبينٌ؛ قال الشاعر:

لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِي جلدِها،

لأَبانَ من آثارِهِنَّ حُدورُ

قال ابن بري عند قول الجوهري والجمع أَبْيِناء مثل هيِّن وأَهْيِناء،

قال: صوابه مثل هيِّنٍ وأَهْوِناء لأَنه من الهَوانِ. وأَبَنْتُه أَي

أَوْضَحْتُه. واستَبانَ الشيءُ: ظهَر. واستَبَنْتُه أَنا: عرَفتُه. وتَبَيَّنَ

الشيءُ: ظَهَر، وتَبيَّنْتهُ أَنا، تتعدَّى هذه الثلاثةُ ولا تتعدّى.

وقالوا: بانَ الشيءُ واسْتَبانَ وتَبيَّن وأَبانَ وبَيَّنَ بمعنى واحد؛

ومنه قوله تعالى: آياتٍ مُبَيِّناتٍ، بكسر الياء وتشديدها، بمعنى

مُتبيِّنات، ومن قرأَ مُبَيَّنات بفتح الياء فالمعنى أَن الله بَيَّنَها. وفي

المثل: قد بَيَّنَ الصبحُ لذِي عينَين أَي تَبَيَّن؛ وقال ابن ذَريح:

وللحُبِّ آياتٌ تُبَيَّنُ للفَتى

شُحوباً، وتَعْرى من يَدَيه الأَشاحم

(* قوله «الأشاحم» هكذا في الأصل). قال ابن سيده: هكذا أَنشده ثعلب،

ويروى: تُبَيِّن بالفتى شُحوب. والتَّبْيينُ: الإيضاح. والتَّبْيين أَيضاً:

الوُضوحُ؛ قال النابغة:

إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُبَيِّنُها،

والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة الجلَد

يعني أَتَبيَّنُها. والتِّبْيان: مصدرٌ، وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما

تجيء على التَّفْعال، بفتح التاء، مثال التَّذْكار والتَّكْرار

والتَّوْكاف، ولم يجيءْ بالكسر إلا حرفان وهما التِّبْيان والتِّلقاء. ومنه حديث آدم

وموسى، على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام: أَعطاكَ اللهُ التوراةَ

فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه وإيضاحُه، وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ

أَمثاله بالفتح. وقوله عز وجل: وهو في الخِصام غيرُ مُبين؛ يريد النساء

أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُبينُ، وقيل في التفسير: إن

المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها، وقد قيل: إنه يعني به

الأَصنام، والأَوّل أَجود. وقوله عز وجل: لا تُخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا

يَخْرُجْنَ إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة؛ أَي ظاهرة مُتَبيِّنة. قال

ثعلب: يقول إذا طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته، ولا أَن

يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام عليها، ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه

حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت، وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه

وبَيَّنْتُه؛ وروي بيت ذي الرمة:

تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً،

كما بَيَّنْتَ في الأَدَم العَوارا

أَي تُبَيِّنُها، ورواه عليّ

بن حمزة: تُبيِّن نِسبةُ، بالرفع، على قوله قد بَيَّنَ الصبحُ لذي

عَينين. ويقال: بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً، فهو بائنٌ، وأَبانَ يُبينُ إبانة،

فهو مُبينٌ، بمعناه. ومنه قوله تعالى: حم والكتاب المُبين؛ أَي والكتاب

البَيِّن، وقيل: معنى المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة

وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه الأُمّة؛ وقال الزجاج: بانَ الشيءُ وأَبانَ

بمعنى واحد. ويقال: بانَ الشيءُ وأَبَنتُه، فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه

وبرَكَته، أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام، ومُبينٌ أَن

نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حقٌّ، ومُبين قِصَصَ

الأَنبياء. قال أَبو منصور: ويكون المستبين أَيضاً بمعنى المُبين. قال أَبو

منصور: والاسْتِبانةُ يكون واقعاً. يقال: اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه

حتى تَبيَّن لك. قال الله عز وجل: وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستبين سبيلَ

المجرمين؛ المعنى ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ

استِبانة، وإذا بانَ سبيلُ المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين، وأَكثرُ القراء

قرؤُوا: ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين؛ والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع.

ويقال: تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته وتوسَّمْتُه، وقد تبيَّنَ الأَمرُ

يكون لازِماً وواقِعاً، وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن أَي تَبَيَّن، لازمٌ

ومتعدّ. وقوله عز وجل: وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ

شيءٍ؛ أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر

الدِّين، وهذا من اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ، والعرب تقول: بَيَّنْت

الشيءَ تَبْييناً وتِبْياناً، بكسر التاء، وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون

اسماً، فأَما المصدر فإِنه يجيء على تَفْعال بفتح التاء، مثل التَّكْذاب

والتَّصْداق وما أَشبهه، وفي المصادر حرفان نادران: وهما تِلْقاء الشيء

والتِّبْيان، قال: ولا يقاس عليهما. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أَلا

إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا؛ قال أَبو عبيد:

قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه،

وقرئ قوله عز وجل: إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا، وقرئ: فتثبَّتوا،

والمعنيان متقاربان. وقوله عز وجل: إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا،

وفتَثبَّتُوا؛ قرئ بالوجهين جميعاً. وقال سيبويه في قوله: الكتاب المُبين،

قال: وهو التِّبيان، وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حدة، ولو كان

مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال، فإنما هو من بيَّنْتُ كالغارة من أَغَرْت. وقال

كراع: التِّبيان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء، وهو مذكور في موضعه.

وبينهما بَينٌ أَي بُعْد، لغة في بَوْنٍ، والواو أَعلى، وقد بانَه

بَيْناً. والبَيانُ: الفصاحة واللَّسَن، وكلامٌ بيِّن فَصيح. والبَيان: الإفصاح

مع ذكاء. والبَيِّن من الرجال: الفصيح. ابن شميل: البَيِّن من الرجال

السَّمْح اللسان الفصيح الظريف العالي الكلام القليل الرتَج. وفلانٌ

أَبْيَن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح كلاماً. ورجل بَيِّنٌ: فصيح، والجمع

أَبْيِناء، صحَّت الياء لسكون ما قبلها؛ وأَنشد شمر:

قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ، ويَلْتَئي

على البَيِّنِ السَّفّاكِ، وهو خَطيبُ

قوله يَلتئي أَي يُبْطئ، من اللأْي وهو الإبطاء. وحكى اللحياني في جمعه

أَبْيان وبُيَناء، فأَما أَبْيان فكميِّت وأَموات، قال سيبويه: شَبَّهوا

فَيْعِلاً بفاعل حين قالوا شاهد وأَشهاد، قال: ومثله، يعني ميِّتاً

وأَمواتاً، قيِّل وأَقيال وكَيِّس وأَكياس، وأَما بُيِّناء فنادر، والأَقيَس

في ذلك جمعُه بالواو، وهو قول سيبويه. روى ابنُ عباس عن النبي، صلى الله

عليه وسلم، أَنه قال: إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من الشِّعر لحِكَماً؛

قال: البَيان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ، وهو من الفَهْم وذكاءِ القلْب

مع اللَّسَن، وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ، وقيل: معناه إن الرجُلَ يكونُ

عليه الحقُّ، وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه، فيَقْلِبُ الحقَّ

بِبَيانِه إلى نَفْسِه، لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ

وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ، وقيل: معناه إنه يَبْلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة

أَنه يَــمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه

وحُبِّه، ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ،

فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك، وهو وَجْهُ قوله: إن من البيانِ لسِحْراً. وفي

الحديث عن أَبي أُمامة: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: الحياءُ

والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ، والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ من النِّفاق؛

أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق، أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ

فظاهر، وأَما البيانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق

والتفاصُحَ وإظهارَ التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ،

ولذلك قال في رواية أُخْرى: البَذاءُ وبعضُ البيان، لأَنه ليس كلُّ

البيانِ مذموماً. وقال الزجاج في قوله تعالى: خَلَق الإنْسان علَّمَه

البيانَ؛ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، علَّمَه

البيان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلِّ شيء، وقيل: الإنسانُ هنا آدمُ،

عليه السلام، ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس

جميعاً، ويكون على هذا علَّمَه البيانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ

ببيَانِه وتمييزه من جميع الحيوان. ويقال: بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ

وبَوْنٌ بعيد؛ قال أَبو مالك: البَيْنُ الفصلُ

(* قوله «البين الفصل إلخ»

كذا بالأصل). بين الشيئين، يكون إمّا حَزْناً أَو بقْرْبه رَمْلٌ،

وبينَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ. والبَوْنُ: الفضلُ والمزيّةُ. يقال: بانه

يَبونُه ويَبينُه، والواوُ أَفصحُ، فأَما في البُعْد فيقال: إن بينهما

لَبَيْناً لا غير. وقوله في الحديث: أَولُ ما يُبِينُ على أَحدِكم فَخِذُه

أَي يُعْرب ويَشهد عليه. ونخلةٌ بائنةٌ: فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت

عراجِينُها وطالت؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد لحَبيب القُشَيْري:

من كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها

عنها، وحاضنةٍ لها مِيقارِ

قوله: تَبينُ عذوقَها يعني أَنها تَبين عذوقَها عن نفسها. والبائنُ

والبائنةُ من القِسِيِّ: التي بانتْ من وتَرِها، وهي ضد البانِية، إلا أَنها

عيب، والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية. الجوهري: البائنةُ القوسُ التي بانت

عن وَتَرِها كثيراً، وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق

به فهي البانيةُ، بتقديم النون؛ قال: وكلاهما عيب. والباناةُ: النَّبْلُ

الصِّغارُ؛ حكاه السُّكَّريّ عن أَبي الخطاب. وللناقة حالِبانِ:

أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن، والآخرُ يحلُب من الجانب

الأَيْسر، والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي، والذي يُمْسِك يسمَّى

البائنَ. والبَيْنُ: الفراق. التهذيب: ومن أَمثال العرب: اسْتُ البائنِ

أَعْرَفُ، وقيل: أَعلمُ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به

ممن لم يُمارِسْه، قال: والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها،

والجمع البُيَّنُ، وقيل: البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان

يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ، والآخر مُحْلِب، والمُعينُ هو المُحْلِب،

والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ، والمُسْتَعْلي الذي عن

شِمالها، وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه؛ قال الكميت:

يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ،

من الحالبَيْنِ، بأَن لا غِرارا

قال الجوهري: والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها،

والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل يمينها. والبِينُ، بالكسر: القطعةُ من الأَرض قدر

مَدِّ البصر من الطريق، وقيل: هو ارتفاعٌ في غِلَظٍ، وقيل: هو الفصل بين

الأَرْضَيْن. والبِينُ أَيضاً: الناحيةُ، قال الباهلي: المِيلُ قدرُ ما

يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ، وفَصْلٌ بَيْنَ كلّ أَرْضَيْن يقال له بِينٌ،

قال: وهي التُّخومُ، والجمعُ بُيونٌ؛ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ:

لَمْ تَسْرِ لَيْلى ولم تَطْرُقْ لحاجتِها،

من أَهلِ رَيْمانَ، إلا حاجةً فينا

بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به،

أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا

(* قوله «بسرو» قال الصاغاني، والرواية: من سرو حمير لا غير). ومَن كسَر

التاءَ والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال، قال:

والتذكير أَصْوَبُ. ويقال: سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ، وهو البِينُ.

وبِينٌ: موضعٌ قريب من الحيرة. ومُبِينٌ: موضع أَيضاً، وقيل: اسمُ ماءٍ؛

قال حَنْظلةُ بن مصبح:

يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ،

على مبينٍ جَرَدِ القَصيمِ

التارك المَخاضَ كالأُرومِ،

وفَحْلَها أَسود كالظَّليمِ

جمع بين النون والميم، وهذا هو الإكْفاء؛ قال الجوهري: وهو جائز

للمطْبوع على قُبْحِه، يقول: يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء، فأَخرَجَ الكلامَ

مُخْرَجَ النداء وهو تعجُّب. وبَيْنونةُ: موضع؛ قال:

يا رِيحَ بَيْنونةَ لا تَذْمِينا،

جئْتِ بأَلوانِ المُصَفَّرِينا

(* قوله «بألوان» في ياقوت: بأرواح).وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ

القُصْوَى وبَينونة الدُّنيا، وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْنَ عُمانَ

ويَبْرِين. التهذيب: بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ. وعَدَنُ

أَبْيَنَ وإِبْيَن: موضعٌ، وحكى السيرافي: عَدَن أَبْيَن، وقال: أَبْيَن

موضع، ومثَّل سيبويه بأَبْيَن ولم يُفَسِّرْهُ، وقيل: عَدَن أَبْيَن اسمُ

قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن. الجوهري: أَبْيَنُ اسمُ رجلٍ ينسب

إليه عَدَن، يقال: عَدَنُ أَبْيَنَ. والبانُ: شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في

اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل، وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل، وليس

لخَشَبه صلابةٌ، واحدتُه بانةٌ؛ قال أَبو زياد: من العِضاه البانُ، وله

هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ الخُضْرة، وينبت في الهِضَبِ، وثمرتُه تُشبه قُرونَ

اللُّوبياء إلا أَن خُضْرَتَها شديدةٌ، ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج

دُهْنُ البانِ. التهذيب: البانةُ شجرةٌ لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه

الطيِّب، ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً، وجمعها البانُ، ولاسْتِواءِ نباتِها

ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ

الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل: كأَنها بانةٌ، وكأَنها غُصْنُ بانٍ؛ قال قيس

بن الخَطيم:

حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بها،

كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ

ابن سيده: قَضَينا على أَلف البانِ بالياء، وإن كانت عيناً لغلبةِ (ب ي

ن) على (ب و ن).

بين بين المشهور: هو أن يجعل الهمزة بينها وبين مخرج الحرف الذي منه حركتها، نحو سئل، وغير المشهور هو أن يجعل الهمزة بينها وبين حرف منه حركة ما قبلها نحو سؤل.
بَيْن: موضوع للخلافة بين الشيئين ووسْطهما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا} [الكهف:32] وبَيْنَ يستعمل تارة اسماً وتارة ظرفاً، ويقال هذا الشيء بين يديك: أي قريباً منك كذا في "المفردات".
(بين) - في الحديث: "مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَناتٍ حتى يَبِنَّ أو يَمُتْنَ".
قَولُه: يَبِنّ بِفَتْح اليَاء: أىْ يتزَوَّجْن. يقال: أَبانَ فُلانٌ بِنْتَه وَبيَّنَها، إذا زوَّجهَا، وبانَتْ من البَيْن وهو البعد، كأَنَّه أَبعدَها عن منزله.
- في الحديث: "بَينْا نَحنُ عندَ رسَولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ جَاءَه رَجُل".
قيل: أصل بَيْنَا بَيْن، أُشبِعَت فَتحتُه، فتولَّدت منها أَلِف، وقد يُزادُ فيه ما، فيُقال: بينَما، وكِلاهُما ظرفَا زَمان، بِمَعْنى المُفاجَأة، يُضَافَان إلى جملة من فِعْل وفاعِلِه، أو مُبْتَدإٍ وخَبَرِه، ويَحتاجان إلى جَواب يَتمّ به المَعْنَى.
- في الحَدِيث: "أَولُ ما يُبِين على أحدكم فَخِذُه". : أي يُعرِب ويَشْهَد عليه ويُقال للفَصِيح: البَيِّن، والجَمعُ الأَبيِنَاء، وهو أبيَن من سَحْبان.

بين


بَانَ (ي)(n. ac. بَيْن
بَيَاْن
تَبْيَاْن)
a. Was clear, distinct, evident, manifest.
b.(n. ac. بَيْن
بُيُوْن
بُيُوْنَة
بَيْنُوْنَة )
a. ['An], Was separated from.
بَيَّنَa. Showed, proved, demonstrated; expounded
explained.
b. Separated, distinguished.
c. see I (a)
بَاْيَنَa. Left, abandoned, forsook.

أَبْيَنَa. see I (a)b. Separated, severed, cut off.

تَبَيَّنَa. Was clear, lucid.
b. Rendered clear, explained, elucidated.
c. Scrutinized, investigated.

تَبَاْيَنَa. Became separate.

إِسْتَبْيَنَa. see I (a)b. Rendered clear, &c.
c. Recognized as clear &c.

بَيْنa. Separation.
b. Distinction, difference.

بِيْنa. Region.

بَاْيِنa. Clear, distinct, evident, manifest.
b. Divorced (wife).
بَيَاْنa. Exposition, argument, demonstration.
b. Eloquence; perspicacity.

بَيِّنa. see 21 (a)
بَيِّنَة []
a. Proof; testimony.

بَيْن
a. Between, amongst.

بَيْنَمَا
a. Whist.

بَيْن ذَلِك
a. Meanwhile.

بَيْن يَدَيْه
a. Before him: in his presence.

فِيْمَا بَيْن
a. In between: amongst.

بُيُوْرَدِي — بُيُوْرلُدِي
T.
a. Firman; decree.
(ب ي ن) : (الْبَانُ) ضَرْبٌ مِنْ الشَّجَرِ الْوَاحِدَةُ بَانَةٌ (وَمِنْهُ) دُهْنُ الْبَانِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) لَوْ قَالَ اشْتَرِ لِي بَانًا ثُمَّ اخْلِطْهُ بِمِثْقَالٍ مِنْ مِسْكٍ فَمَعْنَاهُ دُهْنُ بَانٍ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ (وَبَانَ الشَّيْءُ) عَنْ الشَّيْءِ انْقَطَعَ عَنْهُ وَانْفَصَلَ بَيْنُونَةً وَبُيُونًا (وَقَوْلُهُمْ أَنْتِ بَائِنٌ) مُؤَوَّلٌ كَحَائِضٍ وَطَالِقٍ (وَأَمَّا طَلْقَةٌ بَائِنَةٌ وَطَلَاقٌ بَائِنٌ) فَمَجَازٌ وَالْهَاءُ لِلْفَصْلِ (وَيُقَالُ بَانَ الشَّيْءُ) بَيَانًا وَأَبَانَ وَاسْتَبَانَ وَبَيَّنَ وَتَبَيَّنَ إذَا ظَهَرَ وَأَبَنْتُهُ وَاسْتَبَنْتُهُ وَتَبَيَّنْتُهُ عَرَفْتُهُ بَيِّنًا (وَقَوْلُ) الْفُقَهَاءِ كَصَوْتٍ لَا يَسْتَبِينُ مِنْهُ حُرُوفٌ وَخَطٌّ مُسْتَبِينٌ كُلُّهُ صَحِيحٌ (وَالْبَيِّنَةُ) الْحُجَّةُ فَيْعِلَةٌ مِنْ الْبَيْنُونَةِ أَوْ الْبَيَانِ (وَفِي حَدِيثِ) زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بَيِّنَتَكَ نُصِبَ عَلَى إضْمَارِ أَحْضِرْ (وَقَوْلُهُ) فِي إصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ يَعْنِي الْأَحْوَالَ الَّتِي بَيْنَهُمْ وَإِصْلَاحُهَا بِالتَّعَهُّدِ وَالتَّفَقُّدِ وَلَمَّا كَانَتْ مُلَابِسَةً لِلْبَيْنِ وُصِفَتْ بِهِ فَقِيلَ لَهَا ذَوَاتُ الْبَيْنِ كَمَا قِيلَ لِلْأَسْرَارِ ذَاتُ الصُّدُورِ لِذَلِكَ (وَبَيْنَ) مِنْ الظُّرُوفِ اللَّازِمَةِ لِلْإِضَافَةِ وَلَا يُضَافُ إلَّا إلَى اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا وَمَا قَامَ مَقَامَهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68] وَقَدْ يُحْذَفُ الْمُضَافُ إلَيْهِ وَيُعَوَّضُ عَنْهُ مَا أَوْ أَلِفٌ فَيُقَالُ بَيْنَمَا نَحْنُ كَذَا وَبَيْنَا نَحْنُ كَذَا (وَأَبْيَنُ) صَحَّ بِفَتْحِ الْأَلِفِ فِي جَامِعِ الْغُورِيِّ وَنَفْيِ الِارْتِيَابِ وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ حِمْيَرَ أُضِيفَ عَدَنُ إلَيْهِ وَقَدْ قِيلَ بِالْكَسْرِ.
بين من اللَّه والعجلة من الشَّيْطَان فَتَبَيَّنُوا. قَالَ الْكسَائي وَغَيره: التبين مثل التثبت فِي الْأُمُور والتأني فِيهِا وَقد روى عَن عَبْد الله بْن مَسْعُود أَنه كَانَ يقْرَأ {إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيْلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوْا} وَبَعْضهمْ / فَتَثَبَّتُوْا / والمعني قريب بعضه من بعض. وَأما الْبَيَان فَإِنَّهُ من الْفَهم وذكاء الْقلب مَعَ اللِّسَان اللسن وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع: إِن من الْبَيَان سحرًا وَذَلِكَ أَن قيس بْن عَاصِم والزبرقان بْن بدر وَعَمْرو بْن الْأَهْتَم قدمُوا على النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام عمرا عَن الزبْرِقَان فَأثْنى عَلَيْهِ خيرا فَلم يرض الزبْرِقَان بذلك فَقَالَ: وَالله يَا رَسُول اللَّه إِنَّه ليعلم أَنِّي أفضل مِمَّا قَالَ وَلكنه حسدني مَكَاني مِنْك فَأثْنى عَلَيْهِ عَمْرو شرا ثُمَّ قَالَ: وَالله يَا رَسُول اللَّه مَا كذبت عَلَيْهِ فِي الأولى وَلَا فِي الْآخِرَة وَلكنه أرضاني فَقلت بِالرِّضَا وأسخطني فَقلت بالسخط فَقَالَ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: إِن من الْبَيَان سحرًا. قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ من حَدِيث عباد بْن عباد المهلبي عَن مُحَمَّد ابْن الزبير الْحَنْظَلِي قَالَ وحَدثني أَبُو عَبْد اللَّه الْفَزارِيّ عَن مَالك بْن دِينَار قَالَ: مَا رَأَيْت أحدا أَبِين من الْحجَّاج إِن كَانَ ليرقى الْمِنْبَر فيذكر إحسانه إِلَى أهل الْعرَاق وصفحه عَنْهُمْ وإساءتهم إِلَيْهِ حَتَّى أَقُول فِي نَفسِي: وَالله إِنِّي لأحسبه صَادِقا [و -] إِنِّي لأظنهم ظالمين [لَهُ -] فَكَانَ الْمَعْنى وَالله أعلم أَنه يبلغ من بَيَانه أَنه يــمدح الْإِنْسَان فَيصدق فِيهِ حَتَّى يصرف الْقُلُوب إِلَى قَوْله ثُمَّ يذمه فَيصدق فِيهِ حَتَّى يصرف الْقُلُوب إِلَى قَوْله الآخر فَكَأَنَّهُ قد سحر السامعين بذلك فَهَذَا وَجه قَوْله: إِن من الْبَيَان سحرًا.
بين: بانَ يَبِيْنُ بَيْنُوْنَةً وبَيْناً وبُيُوْناً: أي انْقَطَعَ.
والبَيْنُ: الفِرَاقُ. وغُرَابُ البَيْنِ سُمِّيَ بذلك لأنَّه إذا قَصَدَ أهلُ الدار للنُّجْعَةِ وَقَعَ في بُيُوْتِهم يَتَقَمْقَمُ، وقيل: لأنَّه بانَ عن نوحٍ صلى الله عليه وسلم.
والبَيْنُ: الوَصْلُ، من قَوْلِه عِزَّ وجَلَّ: " لقد تَقَطَّعَ بَيْنُكُم ".
وبانَتْ يَدُ النّاقَةِ عن جَنْبِها بَيْنُوْنَةً وبُيُوْناً.
وقَوْلُه: بَيْنَا فلانٌ: مَعْنَاه بَيْنَما.
وقَوْسٌ بائنٌ: للَّتي بانَ وَتَرُها عن كَبِدِها.
والبائِنَةُ: النَّخْلَةُ الطَّوِيْلَةُ العُذُوْقِ.
والبَيُوْنُ من الأَبْآرِ: التي بانَ مَوْقِفُ الشّارِبَةِ عن جِرَابِها لاعْوِجَاجِها. وقيل: هي الواسِعَةُ الرَّأْسِ الضَّيِّقَةُ الأسْفَلِ فتَبِيْنُ أشْطَانُها من بُعْدِها.
وطَلَبَ الرَّجُلُ البائنَةَ إلى أبَوَيْهِ: أي أنْ يُبِيْنَاه بمالٍ يَتَفَرَّدُ به، وأَبَانَه أَبَوَاه إبَانَةً. وعِنْدَهُ من المالِ ما يُبِيْنُه.
وأبَانَ فلانٌ بِنْتَه وبَيَّنَها: أي زَوَّجَها. وبانَتِ الجارِيَةُ: تَزَوَّجَتْ.
ويُقال للطُّبْيَيْنِ اللَّذَيْنِ من الشِّقِّ الأَيْمَنِ: البَائِنَانِ. والبَائنُ: الذي يَحْلُبُ النّاقَةَ من شِقِّها الأيْمَنِ؛ من قَوْلِهم: بانَ فلانٌ يَبِيْنُ: أي يَأْخُذُ على يَمِيْنِه، وقيل: البائنُ: الذي يُمْسِكُ العُلْبَةَ.
وهو خِيَارُ المالِ ومُبِيْنُه: بمَعْنىً واحِدٍ.
والبَيَانُ: مَعْرُوْفٌ، بانَ الشَّيْءُ، وأَبَانَ إبَانَةً، وبَيَّنَ وتَبَيَّنَ واسْتَبَانَ، وفي المَثَلِ: " قد بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ ".
والبَيِّنُ من الرِّجَالِ: الفَصِيْحُ.
والبَيِّنَةُ: البَيَانُ. وقَوْمٌ أبْيِنَاءُ.
وتَبَيَّنْ في أمْرِكَ: أي تَثَبَّتْ.
والبِيْنُ بكَسْرِ الباءِ من الأرْضِ: الذي لا يُدْرَكُ طَرَفَاه. وهي النّاحِيَةُ أيضاً.
ومَبَايِنُ الحَقِّ: مَوَاضِحُه.
والأَبْيَنُ: الغَرِيْبُ.
ورَجُلٌ أَبْيَنُ المَرَافِقِ: أي أَبَدُّ، وقَوْمٌ بِيْنُ المَرَافِقِ، ومن الإِبِلِ كذلك.
وعَدَنُ أَبْيَنَ ويَبْيَنَ.
وبَيَّنَ الشَّجَرُ وعَيَّنَ: أوَّل ما يَنْبُتُ فيَظْهَر من أُصُوْلِ وَرَقِه.
وبَيَّنَ القَرْنُ: نَجَمَ.
[بين] فيه: أن من "الن" لسحراً، البيان إظهار المقصود بأبلغ لفظ، قيل: معناه أن يكون على أحد حق وهو أقوم بحجته فيقلب الحق ببيانه إلى نفسه، فإن السحر قلب الشيء في عين الإنسان، ألا ترى أن البليغ يــمدح إنساناً حتى يصرف قلوب السامعين إلى حبه، ثم يذمه حتى يصرفها إلى بغضه. ومنه: البذاء و"البيان" شعبتان من النفاق، أي خصلتان منشأهما النفاق، أما البذاء وهو الفحش فظاهر، وأما البيان فالمراد منه التعمق في النطق، والتفاصح وإظهار التقدم فيه على الناس،حقيقتها وإن كانت شريعته القضاء بالظاهر. و"بين" الله الخلق من الأمر أي فرق بينهما حيث عطف أحدهما على الآخر، وكيف لا والأمر قديم والخلق حادث.
ب ي ن: (الْبَيْنُ) الْفِرَاقُ وَبَابُهُ بَاعَ وَ (بَيْنُونَةً) أَيْضًا. وَالْبَيْنُ الْوَصْلُ وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. وَقُرِئَ « {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُمْ} [الأنعام: 94] » بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ فَالرَّفْعُ عَلَى الْفِعْلِ أَيْ تَقَطَّعَ وَصْلُكُمْ وَالنَّصْبُ عَلَى الْحَذْفِ يُرِيدُ مَا بَيْنَكُمْ. وَ (الْبَوْنُ) الْفَضْلُ وَالْمَزِيَّةُ وَقَدْ (بَانَهُ) مِنْ بَابِ قَالَ وَبَاعَ، وَبَيْنَهُمَا (بَوْنٌ) بِعِيدٌ وَ (بَيْنٌ) بَعِيدٌ، وَالْوَاوُ أَفْصَحُ، فَأَمَّا بِمَعْنَى الْبُعْدِ فَيُقَالُ: إِنَّ بَيْنَهُمَا (بَيْنًا) لَا غَيْرُ. وَ (الْبَيَانُ) الْفَصَاحَةُ وَاللَّسَنُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا» وَفُلَانٌ (أَبْيَنُ) مِنْ فُلَانٍ أَيْ أَفْصَحُ مِنْهُ وَأَوْضَحُ كَلَامًا. وَ (الْبَيَانُ) أَيْضًا مَا (يَتَبَيَّنُ) بِهِ الشَّيْءُ مِنَ الدَّلَالَةِ وَغَيْرِهَا. وَ (بَانَ) الشَّيْءُ يَبِينُ (بَيَانًا) اتَّضَحَ فَهُوَ (بَيِّنٌ) وَكَذَا (أَبَانَ) الشَّيْءُ فَهُوَ (مُبِينٌ) وَ (أَبَنْتُهُ) أَنَا أَيْ أَوْضَحْتُهُ وَ (اسْتَبَانَ) الشَّيْءُ ظَهَرَ وَ (اسْتَبَنْتُهُ) أَنَا عَرَفْتُهُ وَ (تَبَيَّنَ) الشَّيْءُ ظَهَرَ وَ (تَبَيَّنْتُ) أَنَا، تَتَعَدَّى هَذِهِ الثَّلَاثَةُ وَتَلْزَمُ. وَ (التَّبْيِينُ) الْإِيضَاحُ وَهُوَ أَيْضًا الْوُضُوحُ، وَفِي الْمَثَلِ: قَدْ (بَيَّنَ) الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ أَيْ تَبَيَّنَ. وَ (التِّبْيَانُ) مَصْدَرٌ وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّ الْمَصَادِرَ إِنَّمَا تَجِيءُ عَلَى التَّفْعَالِ بِفَتْحِ التَّاءِ كَالتَّذْكَارِ وَالتَّكْرَارِ وَالتَّوْكَافِ وَلَمْ يَجِئْ بِالْكَسْرِ إِلَّا (التِّبْيَانُ) وَالتِّلْقَاءُ. وَضَرَبَهُ (فَأَبَانَ) رَأَسَهُ مِنْ جَسَدِهِ أَيْ فَصَلَهُ فَهُوَ (مُبِينٌ) . وَ (الْمُبَايَنَةُ) الْمُفَارَقَةُ وَ (تَبَايَنَ) الْقَوْمُ تَهَاجَرُوا. وَتَطْلِيقَةٌ (بَائِنَةٌ) وَهِيَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفَعْوِلَةٍ. وَغُرَابُ (الْبَيْنِ) هُوَ الْأَبْقَعُ، وَقَالَ أَبُو الْغَوْثِ: هُوَ الْأَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَأَمَّا الْأَسْوَدُ فَهُوَ الْحَاتِمُ فَإِنَّهُ يَحْتِمُ بِالْفِرَاقِ. وَ (بَيْنَ) بِمَعْنَى وَسْطَ تَقُولُ جَلَسَ بَيْنَ الْقَوْمِ كَمَا تَقُولُ جَلَسَ وَسْطَ الْقَوْمِ بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ ظَرْفٌ فَإِنْ جَعَلْتَهُ اسْمًا أَعْرَبْتَهُ تَقُولُ: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُمْ، بِرَفْعِ النُّونِ. وَهَذَا الشَّيْءُ (بَيْنَ بَيْنَ) أَيْ بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ. وَ (بَيْنَا) فَعْلَى أُشْبِعَتِ الْفَتْحَةُ فَصَارَتْ أَلِفًا وَ (بَيْنَمَا) زِيدَتْ عَلَيْهِ مَا وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، تَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ نَرْقُبُهُ أَتَانَا، أَيْ أَتَانَا بَيْنَ أَوْقَاتِ رَقْبَتِنَا إِيَّاهُ. وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يَخْفِضُ بَعْدَ بَيْنَا إِذَا صَلَحَ فِي مَوْضِعِهِ بَيْنَ. وَغَيْرُهُ يَرْفَعُ مَا بَعْدَ بَيْنَا وَبَيْنَمَا عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ. 
بين: بان الشيء: ظهر واتضح، ومضارعه: يبان في معجم بوشر والمصدر بينونة. ففي ابن حيان (ص78): كان مع بسالته شاعراً محسنا قديم البيوته (البينونة) بمكانه في المصاف في عهد الأمير محمد.
بَيَّن (بالتشديد) وضد، ودقق، واقنع (هلو) وفي معجم الكالا aprovar وهذا هو معنى prouver بالفرنسية (أي أثبت، برهن، أقام الدليل) (نبريجا، فيكتور) لئن هذا هو معنى الفعل بالعربية. وفي معجم لين: بيّنه he proved it ( أي أثبته وحققه وبرهنه).
بيّن حكمه: أظهر سطوته (بوشر).
بَيّن دعوى: دافع عنها (بوشر).
بيّن صورة: صورها ورسمها (بوشر).
بيّن اللفظ: تلفظه بوضوح (بوشر).
باين. باينه من: غايره وخالفه (بوشر). وميز الحق من الباطل ففي كتاب محمد بن الحارث (ص334): كان القاضي شديد المباينة في الحق قليل المداراة فيه.
وباينه به: أظهر وأعلن ففي ابن حيان (ص69و): باين سعيد بن مستنة بخلعان الأمير عبد الله. وفيه (ص69ق): ثم باين آخر ذلك كله بالانتكاث وجاهز بالخلعان.
أبان. يقال أبان عن نفسه: دافع عن نفسه، ففي رياض النفوس (ص73و) في كلامه عن قاض أوقف عن القضاء: أبان عن نفسه وكشف عن الشبه المرفوعة عليه.
تبيّن: توضح، تكشف، ظهر أثره. وتبين من غيره: تميز منه (بوشر).
وتبين: شَفَّ، بان من خلال جسم شفاف (الكالا).
وتبين: ثبت بالدليل (فوك) وفُسِّر (فوك).
وتبين: رأي، أدرك، ميز (معجم الادريسي البكري ص121) وفي المستعيني مادة سندروس: ويقال إن أهل الهند يفرغونه على موتاهم ليتبينوا منهم (مَنْ هُم) في كل وقتٍ.
تباين من: تضاد، تناقض (بوشر).
بَيْن. بين البصرة إلى مكة أي بين البصرة ومكة (معجم أبي الفداء).
بَيْنُهم بالبين، أو بَينُهُم لبين، أو إلى بين، أو مع بين. ذكر هذا في معجم فوك وهو مرادف لقولهم بعضهم لبعض. وبين البينين: بين الاثنين (بوشر).
بانة: بون، مسافة ما بين الشيئين (بوشر).
بينة (أسبانية): عقاب، قصاص (الكالا وفيه pena) .
بيان: توضيح، تبيِين (بوشر) وكانوا إذا كانت الكلمة غير واضحة في مخطوطة ما أعادوا كتابتها على الهامش وأضافوا إليها: بيان.
وبيان: شرح، عرض، تقرير (بوشر) وحجة وثيقة أعلام، مذكرة، عريضة، استرحام، قائمة جرد، جرد، (بوشر، معجم البلاذري) وبرنامج، منهج، خطة عمل (بوشر). ولوحة أو جدول فيه وصف لبلد، أو علم، أو فن (بوشر).
بيان البيت أو بيان المطرح: عنوان البيت، ويقال بيان فقط (بوشر).
بيان مختصر: قائمة الحساب، كشف الحساب، وفي اصطلاح التجار: مجمل السلع الموجودة (بوشر).
بيان الأسعار: قائمة الأسعار (تعريفة) (بوشر).
بيان كتاب: كراس مطبوع للدعاية (بوشر) علم بيان الدفع: جدول مفصل لمجموع الحساب (بوشر).
بَيَانِيّ: مُبَيَّن، موضع (بوشر).
بَيُونِي، (معرب Bayonne) غليون، ضرب من السفن الشراعية الكبرى القديمة (الكالا galeon) .
بَيّنة: شهادة، حجة، دليل، وفي معجم فوك إنها تجمع على بُيُون جمع تكسير.
وبينة: شاهد (فوك) وفي كتاب محمد ابن الحارث (ص238): زدني بينة أي جئني بشاهد آخر.
تباين: تضاد، تناقض (بوشر).
تبيين: توضيح (بوشر).
مباينة. حرف المباينة: حرف اضراب يبطل ما قبله ويثبت ما بعده. فهو يظهر مخالفة ما بعده لما قبله (بوشر).
متباين. متباينون: تابعون لملوك مستقلين. (دي سلان، تاريخ البربر 1: 442).
وعدد متباين (في إصلاح الحساب): عدد لا يحتويه عدد آخر.
ب ي ن : بَانَ الْأَمْرُ يَبِينُ فَهُوَ بَيِّنٌ وَجَاءَ بَائِنٌ عَلَى الْأَصْلِ وَأَبَانَ إبَانَةً وَبَيَّنَ وَتَبَيَّنَ وَاسْتَبَانَ كُلُّهَا بِمَعْنَى الْوُضُوحِ وَالِانْكِشَافِ وَالِاسْمُ الْبَيَانُ وَجَمِيعُهَا يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا إلَّا الثُّلَاثِيَّ فَلَا يَكُونُ إلَّا لَازِمًا.

وَبَانَ الشَّيْءُ إذَا انْفَصَلَ فَهُوَ بَائِنٌ وَأَبَنْتُهُ بِالْأَلِفِ فَصَلْتُهُ وَبَانَتْ الْمَرْأَةُ بِالطَّلَاقِ فَهِيَ بَائِنٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَأَبَانَهَا زَوْجُهَا بِالْأَلِفِ فَهِيَ مُبَانَةٌ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِ التَّوْسِعَةِ وَتَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ وَالْمَعْنَى مُبَانَةٌ قَالَ الصَّغَانِيّ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ.

وَبَانَ الْحَيُّ بَيْنًا وَبَيْنُونَةً ظَعَنُوا وَبَعُدُوا وَتَبَايَنُوا تَبَايُنًا إذَا كَانُوا جَمِيعًا فَافْتَرَقُوا.

وَالْبِينُ بِالْكَسْرِ مَا انْتَهَى إلَيْهِ بَصَرُكَ مِنْ حَدَبٍ وَغَيْرِهِ.

وَالْبَيْنُ بِالْفَتْحِ مِنْ الْأَضْدَادِ يُطْلَقُ عَلَى الْوَصْلِ وَعَلَى الْفُرْقَةِ وَمِنْهُ ذَاتُ الْبَيْنِ لِلْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَقَوْلُهُمْ لِإِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ أَيْ لِإِصْلَاحِ الْفَسَادِ بَيْنَ الْقَوْمِ وَالْمُرَادُ إسْكَانُ الثَّائِرَةِ وَبَيْنَ ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لَا يَتَبَيَّنُ مَعْنَاه إلَّا بِإِضَافَتِهِ إلَى اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا أَوْ مَا يَقُومُ مَقَامَ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68] وَالْمَشْهُورُ فِي الْعَطْفِ بَعْدَهَا أَنْ يَكُونَ بِالْوَاوِ لِأَنَّهَا لِلْجَمْعِ الْمُطْلَقِ نَحْوُ الْمَالُ بَيْنَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ بِالْفَاءِ مُسْتَدِلًّا بِقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ
بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلُ 
وَأُجِيبَ بِأَنَّ الدَّخُولَ اسْمٌ لِمَوَاضِعَ شَتَّى فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ الْمَالُ بَيْنَ الْقَوْمِ وَبِهَا يَتِمُّ الْمَعْنَى وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْحَارِثِ بْنِ حِلِّزَةَ 
أَوْقَدَتْهَا بَيْنَ الْعَقِيقِ فَشَخْصَيْنِ
قَالَ ابْنُ جِنِّي الْعَقِيقُ مَكَانٌ وَشَخْصَانِ أَكَمَةٍ.

وَيُقَالُ جَلَسْتُ بَيْنُ الْقَوْمِ أَيْ وَسْطَهُمْ وَقَوْلُهُمْ هَذَا بَيْنَ بَيْنَ هُمَا اسْمَانِ جُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا وَبُنِيَا عَلَى الْفَتْحِ كَخَمْسَةَ عَشَرَ وَالتَّقْدِيرُ بَيْنَ كَذَا وَبَيْنَ كَذَا.

وَالْمَتَاعُ بَيْنَ بَيْنَ أَيْ بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ.

وَبَيْنَ الْبَلَدَيْنِ بَيْنٌ أَيْ تَبَاعُدٌ بِالْمَسَافَةِ.

وَأَبْيَنُ وِزَانُ أَحْمَرَ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ حِمْيَرِ بَنِي عَدَنَ فَنُسِبَتْ إلَيْهِ وَقِيلَ عَدَنُ أَبْيَنَ وَكَسْرُ الْهَمْزَةِ لُغَةٌ.

وَأَبَانُ اسْمٌ لِجَبَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبَانُ الْأَسْوَدُ لِبَنِي أَسَدٍ وَالْآخَرُ أَبَانُ الْأَبْيَضُ لِبَنِي فَزَارَةَ وَبَيْنَهُمَا نَحْوُ فَرْسَخٍ وَقِيلَ هُمَا فِي دِيَارِ بَنِي عَبْسٍ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَهُوَ فِي تَقْدِيرِ أَفْعَلَ لَكِنَّهُ أَعَلُّ بِالنَّقْلِ
وَلَمْ يُعْتَدَّ بِالْعَارِضِ فَلَا يَنْصَرِفُ قَالَ الشَّاعِرُ
لَوْ لَمْ يُفَاخِرْ بِأَبَانَ وَاحِدٌ
وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَعْتَدُّ بِالْعَارِضِ فَيَصْرِفُ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِيهِ إلَّا الْعَلَمِيَّةُ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الشَّاعِرِ
دَعَتْ سَلْمَى لِرَوْعَتِهَا أَبَانَا
وَمِنْهُمْ مِنْ يَقُولُ وَزْنُهُ فَعَالٌ فَيَكُونُ مَصْرُوفًا عَلَى قَوْلِهِمْ. 
[بين] البَيْنُ: الفراق. تقول منه: بانَ يَبينُ بَيْناً وبَيْنونَةً. والبَيْنُ: الوصلُ وهو من الأضداد. وقرئ: (لقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمً) بالرفع والنصب، فالرفع على الفعل أي تقطَّعَ وصلكم، والنصب على الحذف، يريد ما بينكم. والبون: الفضل والمزية. يقال بانَهُ يَبونُهُ ويَبينُهُ، وبينهما بَوْنٌ بعيدٌ وبَيْنٌ بعيدٌ، والواو أفصح. فأمَّا في البعد فيقال: إنَّ بينهما لبينا لا غير. والبيان: الفصاحة واللسن. وفي الحديث: " إنَّ من البيان لسحراً ". وفلان أَبْيَنُ من فلانٍ، أي أفصح منه وأوضح كلاماً. وأبين: اسم رجل نسب إليه عدن، يقال عدن أبين. والبيان: ما يتبين به الشئ من الدلالة وغيرها. وبان الشئ بَياناً: اتَّضَحَ فهو بَيِّنٌ، والجمع أبيناء، مثل هين وأهيناء. وكذلك أبان الشئ فهو مُبينٌ. قال: لو دَبَّ ذَرٌّ فوق ضاحي جِلْدِها لأبانَ من آثارِهِنَّ حُدورُ وأَبَنْتُهُ أنا، أي أوضحته. واستبان الشئ: وضح. واستبنته أنا: عرفته. وتبين الشئ: وضح وظهر. وتَبَيَّنْتُهُ أنا، تتعدَّى هذه الثلاثة ولا تتعدَّى. والتَبْيينُ: الإيضاح. والتَبيِينُ أيضاً: الوضوح. وفي المثل: " قد بَيَّنَ الصُبحُ لذي عينين "، أي تبين. قال النابغة:

إلا أوارى لايا ما أبينها * أي ما أتبينها. والتبيان: مصدر: وهو شاذ لان المصادر إنما تجئ على التفعال بفتح التاء. مثل التذ كار والتكرار والتوكاف، ولم يجئ بالكسر إلا حرفان، وهما التبيان والتلقاء. وتقول: ضربَه فأبانَ رأسه من جسده وفصله، فهو مبين. ومبين أيضا: اسم ماء. قال : يا ريها اليوم على مبين على مبين جرد القصيم فجاد بالميم مع النون، وهو جائز للمطبوع، على قبحه. يقول: يارى ناقتي على هذا الماء. فأخرج مخرج النداء وهو تعجب. والمباينة: المفارقة. وتَبايَنَ القومُ: تهاجروا وتباعدوا. والبائنُ: الذي يأتي الحلوبة من قِبَلِ شمالها. والمعلى: الذى يأتيها من قبل يمينها. وتطليقةٌ بائِنَةٌ، وهي فاعلةٌ بمعنى مفعولة. والبائِنَةُ: القوسُ التي بانَتْ عن وترِها كثيراً. وأما التى قربت من وترها حتى كادت تلصق به فهى البانية، يتقديم النون، وكلاهما عيب. والباِئِنَةُ: البئرُ البعيدةُ القعرِ الواسعةُ. والبَيونُ مثله، لأنَّ الأَشْطانَ تَبينُ عن جرابها كثيرا. قال جرير يصف خيلا : يشنفن للنظر البعيد كأنما إرنانها ببوائن الاشطان وغراب البين يقال هو الابقع. قال عنترة: ظمن الذين فراقهم أتوقع وجرى بينهم الغراب الابقع حرق الجناح كأن لحيى رأسه جلمان بالاخبار هش مولع وقال أبو الغوث: غراب البَيْنِ هو الأحمر المنقار والرجلين، فأمَّا الأسود فهو الحاتم، لأنّه عندهم يحتم بالفراق. وبَيْنَ بمعنى وَسَطْ، تقول: جلست بَيْنَ القوم كما تقول: وسط القوم بالتخفيف، وهو ظرف، وإنْ جعلته اسما أعربته. تقول: جلست بَيْنَ القوم كما تقول وسط القوم بالتخفيف. وهو ظرف وإنْ جعلته اسما أعربته. تقول: (لقد تقطع بينكم) برفع النون، كما قال الهذلى  فلاقته ببلقعة براح فصادف بين عينيه الجبوبا وتقول: لقيته بعيدات بين، إذا لقيته بعد حين ثم أمسكت عنه ثم أتيته. وهذا الشئ بَيْنَ بَيْنَ، أي بين الجيِّد والردئ. وهما اسمان جعلا اسما واحدا وبنيا على الفتح. والهمزة المخففة تسمى بين بين، أي همزة بين الهمزة وحرف اللين، وهو الحرف الذى منه حركتها، إن كانت مفتوحة فهى بين الهمزة والالف مثال سأل، وإن كانت مكسورة فهى بين الهمزة والياء مثل سئم، وإن كان مضمومة فهى بين الهمزة والواو مثل لؤم. وهى لا تقع أولا أبدا لقربها بالضعف من الساكن، إلا أنها وإن كانت قد قربت من الساكن ولم يكن لها تمكن الهمزة المخففة فهى متحركة في الحقيقة. وسميت بين بين لضعفها، كما قال عبيد بن الابرص: يحمى حقيقتنا وبعض القوم يسقط بين بينا أي يتساقط ضعيفا غير معتد به. وبينا: فَعْلى أشبعت الفتحة فصارت ألفاً. وبينما زيدت عليها مَا، والمعنى واحد. تقول: بينا نحن نرقبه أتانا ، أي أتانا بين أوقات رقبتنا إياه. والجمل مما تضاف إليها أسماء الزمان، كقولك: أتيتك زمن الحجاج أمير، ثم حذفت المضاف الذى هو أوقات وولى الظرف الذى هو بين الجملة التى أقيمت مقام المضاف إليها، كقوله تعالى: (واسأل القرية) . وكان الاصمعي يخفض بعد بينا ما إذا صلح في موضعه بين، وينشد قول أبى ذؤيب بالكسر: بينا تعنقه الكماة وروغه يوما أتيح له جرئ سلفع وغيره يرفع ما بعد بينا وبينما على الابتداء والخبر. والبين بالكسر: القطعة من الأرض قدر منتهى البصر والجمع بيون. قال ابن مقبل يخاطب الخيال: بسرو حمير أبوال البغال به أنى تسديت وهنا ذلك البينا ومن كسر التاء والكاف ذهب بالتأنيث إلى ابنة البكري صاحبة الخيال، والتذكير أصوب. والبين أيضا: الناحية، عن أبى عمرو.
بين
بَيْن موضوع للخلالة بين الشيئين ووسطهما. قال تعالى: وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً [الكهف/ 32] ، يقال: بَانَ كذا أي: انفصل وظهر ما كان مستترا منه، ولمّا اعتبر فيه معنى الانفصال والظهور استعمل في كلّ واحد منفردا، فقيل للبئر البعيدة القعر: بَيُون، لبعد ما بين الشفير والقعر لانفصال حبلها من يد صاحبها. وبان الصبح:
ظهر، وقوله تعالى: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ [الأنعام/ 194] ، أي: وصلكم. وتحقيقه: أنه ضاع عنكم الأموال والعشيرة والأعمال التي كنتم تعتمدونها، إشارة إلى قوله سبحانه: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ [الشعراء/ 88] ، وعلى ذلك قوله: لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى الآية [الأنعام/ 94] .
و «بَيْن» يستعمل تارة اسما وتارة ظرفا، فمن قرأ: بينكم [الأنعام/ 94] ، جعله اسما، ومن قرأ: بَيْنَكُمْ جعله ظرفا غير متمكن وتركه مفتوحا، فمن الظرف قوله: لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [الحجرات/ 1] ، وقوله: فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً [المجادلة/ 12] ، فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ [ص/ 22] ، وقوله تعالى: فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما [الكهف/ 61] ، فيجوز أن يكون مصدرا، أي:
موضع المفترق. وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ [النساء/ 92] . ولا يستعمل «بين» إلا فيما كان له مسافة، نحو: بين البلدين، أو له عدد ما اثنان فصاعدا نحو: الرجلين، وبين القوم، ولا يضاف إلى ما يقتضي معنى الوحدة إلا إذا كرّر، نحو: وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ [فصلت/ 5] ، فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً [طه/ 58] ، ويقال: هذا الشيء بين يديك، أي: متقدما لك، ويقال: هو بين يديك أي:
قريب منك، وعلى هذا قوله: ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ [الأعراف/ 17] ، ولَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا [مريم/ 64] ، وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا [يس/ 9] ، مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ [المائدة/ 46] ، أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا [ص/ 8] ، أي: من جملتنا، وقوله: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ [سبأ/ 31] ، أي: متقدّما له من الإنجيل ونحوه، وقوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ [الأنفال/ 1] ، أي: راعوا الأحوال التي تجمعكم من القرابة والوصلة والمودة.
ويزاد في بين «ما» أو الألف، فيجعل بمنزلة «حين» ، نحو: بَيْنَمَا زيد يفعل كذا، وبَيْنَا يفعل كذا، قال الشاعر:
بينا يعنّقه الكماة وروغه يوما أتيح له جريء، سلفع.
يقال: بَانَ واسْتَبَانَ وتَبَيَّنَ نحو عجل واستعجل وتعجّل وقد بَيَّنْتُهُ. قال الله سبحانه: وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ [العنكبوت/ 38] ، وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ [إبراهيم/ 45] ، ولِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ [الأنعام/ 55] ، قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ [البقرة/ 256] ، قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ [آل عمران/ 118] ، وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ [الزخرف/ 63] ، وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل/ 44] ، لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ [النحل/ 39] ، فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ [آل عمران/ 97] ، وقال: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ [البقرة/ 185] . ويقال: آية مُبَيَّنَة اعتبارا بمن بيّنها، وآية مُبَيِّنَة اعتبارا بنفسها، وآيات مبيّنات ومبيّنات.
والبَيِّنَة: الدلالة الواضحة عقلية كانت أو محسوسة، وسمي الشاهدان بيّنة لقوله عليه السلام: «البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر» ، وقال سبحانه: أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ [هود/ 17] ، وقال: لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ [الأنفال/ 42] ، جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ [الروم/ 9] .
والبَيَان: الكشف عن الشيء، وهو أعمّ من النطق، لأنّ النطق مختص بالإنسان، ويسمّى ما بيّن به بيانا. قال بعضهم: البيان يكون على ضربين:
أحدهما بالتسخير، وهو الأشياء التي تدلّ على حال من الأحوال من آثار الصنعة.
والثاني بالاختبار، وذلك إما يكون نطقا، أو كتابة، أو إشارة. فممّا هو بيان بالحال قوله: وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
[الزخرف/ 62] ، أي: كونه عدوّا بَيِّن في الحال. تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ [إبراهيم/ 10] .
وما هو بيان بالاختبار فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل/ 43- 44] ، وسمّي الكلام بيانا لكشفه عن المعنى المقصود إظهاره نحو: هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ [آل عمران/ 138] .
وسمي ما يشرح به المجمل والمبهم من الكلام بيانا، نحو قوله: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ [القيامة/ 19] ، ويقال: بَيَّنْتُهُ وأَبَنْتُهُ: إذا جعلت له بيانا تكشفه، نحو: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل/ 44] ، وقال: نَذِيرٌ مُبِينٌ [ص/ 70] ، وإِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ [الصافات/ 106] ، وَلا يَكادُ يُبِينُ [الزخرف/ 52] ، أي: يبيّن، وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ [الزخرف/ 18] .
[ب ي ن] البَيْنُ الفرقة والوصل وهو يكون اسمًا وظرفا متمكنًا وفي التنزيل {لقد تقطع بينكم} الأنعام 94 أي وصلكم ومن قرأ {بينكم} بالنصب احتمل أمرين أحدهما أن يكون الفاعلُ مضمرا أي لقد تقطع الأمر أو العقد أو الود بينكم والآخر ما كان يراه الأخفش من أن يكون بينكم وإن كان منصوب اللفظ مرفوع الموضع بفعله غير أنه أقِرَّت عليه نصبه الظرف وإن كان مرفوع الموضع لا طراد استعمالهم إياه ظرفًا إلا أن استعمال الجملة التي هي صفة للمبتدأ مكانه أسهلُ من استعمالها فاعلة لأنه ليس يلزم أن يكون المبتدأ اسمًا محضًا كلزوم ذلك في الفاعل ألا ترى إلى قولهم تسمع بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أن تراه أي سماعك به خير من رؤيتك إياه وقد بان الحيُّ بَيْنًا وبَيْنُونَةً أنشد ثعلب

(فَهَاجَ جَوًى في القَلْبِ ضُمِّنَهُ الهوى ... بِبَيْنُونَةٍ يَنْأى بِهَا مَنْ يُوادِعُ) وبان الشيء بَيْنَا وبُيُونًا وبَيْنُونَةً انقطع وأَبَنْتُهُ أنا وأبان الرجل ابْنَهُ بمال فبانَ بَيْنًا وَبُيونًا وبَيْنُونَةً وحكى الفارسيُ عن أبي زيدٍ طلب إلى أبويه البايِنة أي أن يُبِيناهُ بمال ولا تكون البايِنَةُ إلا من الأبوين أو أحدهما وحكى عنه بان عنه وبانه وأنشد

(كأنَّ عَيْنَيَّ وقد بانوني ... )

(غَرْبَانِ في جدولٍ مَنْجَنونِ ... )

وتباين الرجلان بان كل واحد منهما عن صاحبه وكذلك في الشركة إذا انفصلا وبَانَتِ المرأة عن الرجلِ وهي باين انفصلت عنه بطلاق وتطليقةٌ باينةٌ بالهاء لا غيرُ وبِئْرٌ بَيُونٌ واسعةٌ ما بين الجالَيْن وأنشد أبو علي الفارسي

(إنكَ لو دَعوْتني ودوني ... )

(زوراءُ ذاتُ منزعٍ بَيُونِ ... )

(لقلتُ لبيكَ إذا تدعوني ... )

وأبان الدلو عن طي البِئْرِ حاد بها عنه لئلا يصيبَها فتنخرقَ قال

(دَلْوُ عراكٍ لجَّ بي مَنِينُها ... )

(لم تر قبلي ماتحًا يُبِينُها ... )

ويقال هو بيني وبينه ولا يعطف عليه إلا بالواو لأنه لا يكون إلا من اثنين وقالوا بَيْنَا نحن كذلك إذ حدث كذا قال أنشده سيبويه

(بَيْنَا نحنُ نرقبهُ أتانا ... مُعَلِّقَ وَفْضَةٍ وزنادِ راعي)

إنما أراد بينَ نحن نرقبه أتانا فأشبع الفتحة فحدثت بعدها الألف فإن قيل فلمَ أضاف الظرفَ الذي هو بَيْنَ وقد علمنا أن هذا الظرفَ لا يضاف من الأسماء إلا إلى ما يدل على أكثر من الواحد أو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائرِ حروف العطف نحوُ المال بَيْنَ القوم والمال بَيْنَ زيدٍ وعمرو وقوله نحن نرقبه جملة والجملة لا مذهب لها بعد هذا الظرف فالجواب أن ها هنا واسطةً محذوفًا وتقدير الكلام بَيْنَ أوقاتِ نحن نرقبه أتانا أي أتانا بين أوقات رِقْبَتَنا إياه والجمل مما يضاف إليها أسماء الزمان نحوَ أتيتُكَ زمنَ الحجّاجُ أمِيرٌ وأوانَ الخليفة عبد الملكِ ثم إنه حذف المضاف الذي هو أوقات وأَوْلَى الظرفَ الذي كان مضافًا إلى المحذوف الجملةَ التي أقيمت مُقام المضافِ إليها كقوله تعالى {واسأل القرية} يوسف 82 أي أهلها وبَيْنَا وبينما من حروف الابتداء وليست الألف في بينا بصلةٍ وقالوا بَيْنَ بَيْنَ يريدون التوسط قال عَبيد

(نَحْمي حَقيقَتنا وبعضُ ... القومِ يَسْقطُ بَيْنَ بَيْنَا)

وكما يقولون همزةُ بَيْنَ بَيْنَ أي أنها بين الهمزة وبين الحرف الذي عنه حركتها إن كانت مفتوحة فهي بين الهمزة والألف وإن كانت مكسورة فهي بين الهمزة والياء وإن كانت مضمومة فهي بين الهمزة والواو إلا أنها ليس لها تَمَكُّنُ الهمزة المحققة وهي مع ما ذكرنا من أمرها في ضُعفها وقلة تمكنها بزنة المحققة ولا تقع الهمزة المخففة أولاً أبدًا لقربها بالضُّعف من الساكن فالمفتوحة نحو قولِكَ في سألَ سالَ والمكسورةُ نحو قولك في سئِمَ سَيِمَ والمضمومةُ نحو قولك في لَؤُمَ لَوُمَ وهو معنى قول سيبويه بين بين أي أنها ضعيفة ليس لها تَمَكُّنُ المحققة ولا خلوص الحرف الذي منه حركتها ولقيتُهُ بُعَيْدَاتٍ بَيْنٍ إذا لقيتَهُ بعد حينٍ ثم أمسكتَ عنه ثم أتيتَهُ وقوله

(وما خِفْتُ حتى بَيَّنَ الشِّربُ والأذى ... بقانِئِةٍ أنّي من الحيِّ أَبْيَنُ)

أي بائِنُ وقالوا بانَ الشيءٌ واستَبانَ وتَبَيّنَ وأبان وبَيَّنَ وفي المثل قد أفصح الصبح لذي عينين أي تبين وقال ابن ذَريحٍ (وللحبِّ آياتٌ تُبَيِّنُ بالفتى ...شحوبا وتَعْرَى من يديه الأشاجِعُ)

هكذا أنشده ثعلَبٌ ويُروى تَبَيَّنَ بالفتى شحوبٌ وقوله تعالى {وهو في الخصام غير مبين} الزخرف 18 يريد النساءَ أي الأنثى لا تكاد تستوي في الحجة ولا تُبينُ وقيل في التفسير إن المرأة لا تكاد تَحتج بحجة إلا عليها وقد قيل إنه يُعْنَى به الأصنام والأول أجود وقوله تعالى {والكتاب المبين} الدخان 2 الزخرف 2 مَعْنَى المُبِينِ الذي أبان طرق الهدى من طُرُق الضلالة وأبان كل ما تحتاجُ إليه الأُمَّةُ وقوله جلَّ وعزَّ {لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة} الطلاق 1 أي ظاهرةٍ مُتَبَيَّنَةٍ قال ثعلبٌ يقول إذا طلقها لم يحل لها أن تخرج من بيته ولا أن يخرجها هو إلا بَحَد يقام عليها ولا تَبِيْنُ عن الموضع الذي طلقت فِيه حتى تنقضي العِدّة ثم تخرج حيث شاءت وبنتُهُ أنا وأَبَنْتُهُ واستنبتُهُ وبينتُهُ كل ذلك تبينتُهُ ورُوي بيت ذي الرمة

(تُبَيِّنُ نِسبةَ المَرْثيِّ لُؤمًا ... كما بَيَّنَتْ في الأَدَمِ العَوَارَا)

أي تتبينها كما تَبَيَّنْتَ ورواه على بن حمزة تُبَيِّنُ نسبةُ بالرفع على قوله قد بَيَّن الصبحُ لذي عينين قال سيبويه وهو التبيانُ وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حِدَةٍ ولو كان مصدرًا لَفَتَحْتَ كالتَّقْتَال فإنما هو من بَيَّنْتُ كالغارة من أَغَرْتُ وقال كُرَاعُ التبيان مصدر ولا نظير له إلا التلقاءُ وقد تقدم وبينَهُمَا بَيْنٌ أي بُعدٌ لغة في بَوْنٍ والواو أعلى وقد بانه بيْنًا والبيان الإفصاح مع ذكاء ورجلٌ بَيِّنٌ فصيح والجمع أَبْنِيَاءُ صحت الياء بسكون ما قبلها وحكى اللحياني في جمْعه أَبْيَانٌ وبُينَاء فأما أبيان فكَميتٍ وأموات قال سيبويه شبهوا فَيْعِلاً بفاعِل حين قالوا شاهد وأشهاد قال ومثلُهُ يعني مَيْتًا وأمواتًا قَيْلٌ وأقوالٌ وكَيْسٌ وأكْيَاسٌ وأما بُينَاءُ فنادِرٌ والأقيس في كل ذلك جمعه بالواو والنون وهو قول سيبويه ونخلة بايِنَةٌ فارقت كَبَايِسَها الكوافيرَ وامتدت عراجينُها وطالت حكاه أبو حنيفة وأنشد لِخُبَيبٍ القشيري

(من كل بائِنَةٍ تُبِينُ عُذُوقَها ... عَنْها وَحَاضِنةٍ لها ميقارِ)

قوله تُبِينُ عُذُوقها يعني أنها تُبِينُ عُذُوقها عن نفسِها والباينُ والباينةُ من القِسيِّ التي بانت من وترِهَا وهو ضِدُّ البانِيَة إِلا أنهُمَا عيبٌ والبَانَاة مقلوبٌ عن الباينة والباناةُ النَّبْلُ الصغارُ حكاه السُّكَرىُّ عن أبى الخطّابِ وللناقة حالبانِ أحدهما يُمسِكُ العُلْبَةَ من الجانب الأيمنِ والآخر يَحْلُبُ من الجانب الأيسر والذي يَحْلُبُ يسمى المُستَعْلِي والذي يُمسِكُ يُسمَّى البايِنَ والبِينُ من الأرضِ قدرُ مدِّ البصر وقيل هو ارتفاع في غِلَظٍ وقيل هو الفصلُ بينَ الأرْضَيْنِ والبِينُ أيضًا الناحية وبَيْنٌ موضعٌ قريب من الحِيرَة ومُبينٌ موضعٌ أيضًا قال

(يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ ... )

(على مُبينٍ جَرَدِ القَصيمِ ... )

جمع بين النون والميم وهذا هو الإكفاءُ وبَيْنَونَةُ موضعٌ قال

(يا ريحَ بينُونةَ لا تَذْمِينَا ... )

(جئتِ بألوانِ المُصَفَّرِينا ... )

وهُمَا بَيْنونَتانِ بَينُونةُ القُصْوَى وبينونة الدنيا وكلتاهما في شِقِّ بَني سعد بَيْنَ عُمَانَ ويَبْرِينَ وَعَدَنُ أبْيَنَ وَيْبَينَ موضع وحَكى السيرافيُّ عَدَنُ إِبْيَنَ وقال إِبْيَنُ موضع ومثَّلَ سيبويه بإبينَ ولم يُفسِّره والبَان شجرٌ يسمُو ويطول في استواءٍ مثلَ نباتِ الأَثلِ وورقهُ أيضًا هدب كهَدَبِ الأَثل وليس لخشبه صلابةٌ واحَدِتُهُ بَانَةٌ قال أبو زيادٍ من العضَاه البانُ وله هدبٌ طِوَالٌ شديد الخضرة ينبُتُ في الهَضْبِ وثمرته تشبه قرونَ اللوبياءِ إلا أن خضرتها شديدةٌ وفيها حَبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُستخرج دهن البَانِ ولاستواء نباتها ونبات أفنانِها وطُولها ونَعْمَتِها شبه الشعراءُ الجارية الناعمةَ ذاتَ الشَّطاطِ بها فقيل كأنها بانةٌ وكأنها غُصْنُ بانٍ قال قيس بن الخَطِيم

(حَوْراءُ جَيْداءُ يُستضاءُ بها ... كأنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ)

وإنما قَضَيْنَا على ألفِ البانِ بالياءِ وإن كانَتْ عينًا لغلبةَ ب ي ن على ب ون النون والميم والياءُ

(النون والميم والياء)
بين
بانَ يَبين، بِنْ، بَيانًا وتِبيانًا، فهو بائن وبَيِّن
• بان الشَّيءُ: ظهر واتّضح "بان الفجر/ كلامُه- بانت الحقيقَةُ- الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ [حديث]- {لَوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} ". 

بانَ عن/ بانَ من يَبين، بِنْ، بَيْنًا وبينونةً، فهو بائن، والمفعول مبين عنه
• بان الشَّخصُ عنه/ بان الشَّخصُ منه: بَعُد وانفصل، انقطع عنه وفارقه "بانتِ المرأةُ عن/ من زوجها: انفصلت عنه بطلاق". 

أبانَ يُبين، أبِنْ، إبانةً، فهو مُبِين، والمفعول مُبان (للمتعدِّي)
• أبان الأمرُ: بان، ظهر واتّضح "أبان الحقُّ- {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ} ".
• أبان الشَّخصُ: أفصح عما يريد، أظهر الكلامَ "أبان المؤلِّف عن فكرته- كلامه غير واضح فهو لا يُبين- {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ} ".
• أبان الشَّيءَ: أوضحه وأظهره "أبان ما في القضيّة من غموض". 

استبانَ يستَبين، اسْتَبِنْ، اسْتِبانَةً، فهو مُستَبِين، والمفعول مُستبان (للمتعدِّي)
• استبان الأمرُ: بان، وضح وظهرت معالمه "استبان الحقُّ- {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} - {وَءَاتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ} ".
• استبان الشَّيءَ:
1 - استوضحه "استبان ما أشكل عليه في البحث".
2 - عرفه، تعرّفه جيدًا "استبان صدقَ قوله". 

استبيَنَ يستبين، استبيانًا، فهو مُسْتَبْيِن، والمفعول مُسْتَبْيَن
• استبيَن الأمرَ: استبانه؛ استوضحه. 

باينَ/ باينَ بـ يباين، مباينةً، فهو مُبايِن، والمفعول مُبايَن
• باين فلانًا: هجرَه وفارَقه.
• باين الشَّيءَ: خالَفه وغايَره "يُباين الإسلامُ كلّ الأفكار الوضيعة".
• باين بالشَّيء: أظهره وأعلنه. 

بيَّنَ يبيِّن، تَبْيينًا وتِبيانًا، فهو مُبيِّن، والمفعول مُبَيَّن (للمتعدِّي)
• بيَّن الشَّجرُ: ظهر ورقُه أو ثمرُه.
• بيَّن الأمرَ: أوضحه وكشَفه وأظهره وعرّفه "بيَّن القائد أهمَّ أسباب الخلل في الجيش- {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} - {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} - {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ ءَايَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ} ". 

تبايَنَ يتباين، تبايُنًا، فهو مُتباين
• تباين الصديقان: افترقا، تهاجرا، تقاطعا، تباعدا "تباينا وسار كلّ منهما في اتجاه مستقل" ° تباين ما بينهما: تفارقا وتهاجرا.
• تباين الأمران: تغايرا واختلفا "اتفقت الكلمتان في اللفظ وتباينتا في المعنى".
• تباينتِ الأسبابُ: اختلفت، تباعدت وتفاوتت. 

تبيَّنَ يتبيَّن، تبيُّنًا، فهو متبيِّن، والمفعول مُتبيَّن (للمتعدِّي)
• تبيَّن الشَّيءُ: مُطاوع بيَّنَ: بان، ظهر واتّضح، ثبت بالدليل وتأكَّد " {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} ".
• تبيَّن الشَّيءَ: تأمّله حتّى اتّضح " {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} " ° تبيَّن وجهَ السَّداد/ تبيَّن وجهَ الصَّواب: عرفه. 

إبانة [مفرد]: مصدر أبانَ. 

استبانة [مفرد]: مصدر استبانَ. 

استبيان [مفرد]:
1 - مصدر استبيَنَ.
2 - استطلاع المعلومات وفقًا لصيغة معيّنة، يستعان به في العلوم الاجتماعيّة والتربويّة ونحوها لدراسة الاتِّجاهات والميول ومعرفة آراء النّاس في أمر ما، أو مجموعة من الأسئلة المطبوعة التي يتمُّ توجيهها إلى الأشخاص للحصول على معلومات حول موضوع ما "أجمعت الاستبيانات على رفض التطبيع مع إسرائيل". 

استبيانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استبيان.
2 - مصدر صناعيّ من استبيان.
• دراسة استبيانيَّة: دراسة استطلاعيّة يستعان بها في العلوم الاجتماعيّة والتربويّة ونحوها لمعرفة اتجاهات النَّاس وميولهم وآرائهم في أمرٍ ما "أسئلة استبيانيّة: استيضاحيّة استفهاميّة". 

بائن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من بانَ وبانَ عن/ بانَ من.
2 - امرأة انفصلت عن زوجها بطلاق.
• طلاق بائن: (فق) لا رجعة فيه إلاّ بعقد جديد "طلَّق الرّجُلُ زوجتَه طلاقًا بائنًا". 

بَيان [مفرد]: ج بيانات (لغير المصدر):
1 - مصدر بانَ.
2 - فصاحة، إبداء المقصود بلفظ حسن ومنطق فصيح معبّر "اشتهر الخطيب بقوّة بيانه- إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا [حديث]- {خَلَقَ الإِنْسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} ".
3 - دليل وحجّة، شرح وتوضيح "من ادَّعى شيئًا فعليه البيان- {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} " ° غنِيّ عن البيان: واضح تمامًا، بدهيّ.
4 - بلاغ يعلن للنَّاس فيه أمور تخصُّهم، تصدره حكومة أو مؤسّسة "بيان وزاريّ/ رئاسة الجمهوريّة" ° بيان الأسعار: قائمة الأسعار، أو نشرة توضح الأسعار تصدر عن الجهات المختصَّة- بيان صُحُفيّ: تصريح يعلن للجمهور عن طريق رجال الصحافة والإعلام- بيان مشترك: إعلان يصدر عن طرفين أو أكثر.
5 - (سق) آلة موسيقية لها أصابع بيضٌ وسودٌ يُنْقر عليها بالأنامل.
• علم البَيان: (بغ) علم يراد به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة من تشبيه ومجاز وكناية.
• بَيان الدَّخل: (قص) تقرير حسابيّ يلخِّص بنود الإيرادات وبنود المصروفات ويبيِّن الفروق بينهما؛ أي الدخل الصافي خلال مدّة معطاة، وهو يوضح الأسباب التي أدّت إلى الربح أو الخسارة ويعرف أيضًا ببيان الأرباح والخسائر.
• بَيان وقائع: (قن) حقائق وأَدِلَّة تُقدَّم لدعم ادّعاء.
• عَطْف البَيان: (نح) التابع المشبَّه بالصفة في إيضاح متبوعه وعدم استقلاله.
• علم بَيان الدَّفع: جدول مفصل لمجموع الحساب ° بيان الشُّحْنة: وثيقة تعطي تفاصيل وتعليمات خاصة بشحنة من البضائع.
• بَيان الميزانيَّة: (قص) تقرير ماليّ مفصَّل يعرض وضع الأصول والخصوم وحقوق الملكيّة في شركة ما حتى تاريخ معيَّن، هو عادة نهاية كلّ شهر، ويغطِّي التقرير الماليّ المعلومات عن تلك الفترة فقط. 

بِيان [مفرد]: (انظر: ب ي ا ن - بِيان). 

بيانات [جمع]: مف بيان
• بيانات/ مجموعة بيانات:
1 - معلومات تفصيليّة حول شخص أو شيءٍ ما يمكن من خلالها الاستدلال عليه.
2 - (حس) رموز عدديّة وغيرها من المعلومات الممثَّلة بشكل ملائم لمعالجتها بالحاسوب.
• قاعِدة بيانات: (حس) مجموعة بيانات منظَّمة بحيث توفِّر سهولة الاستعادة. 

بَيانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى بيان.
• الرَّسم البيانيّ/ الخطُّ البيانيّ: (جب) خطّ يبيّن الارتباط
 بين متغيّرين أو أكثر.
• الصُّورة البيانيَّة: (بغ) التَّعبير عن المعنى المقصود بطريق التَّشبيه أو المجاز أو الكناية أو تجسيد المعاني. 

بيانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بيان.
2 - مصدر صناعيّ من بيان.
• البيانيَّة: (سف) طائفة من غلاة الشِّيعة، أتباع بيان بن سمعان التَّميمي الذي ظهر في أواخر الدولة الأمويَّة، وينسب إليهم أنهم يقولون: إن روح الله تحلّ في بعض الآدميين فيؤلهونهم. 

بَيْن [مفرد]:
1 - مصدر بانَ عن/ بانَ من.
2 - بُعْد وفُرْقَة "أصلح ذات البَيْن- بينهما بَيْنٌ شاسع- من لم يبتْ والبينُ يصدع قلبَه ... لم يَدْرِ كيف تُفتّت الأكبادُ" ° ذات البَيْن: الحال، ما بين القوم من القرابة والنَّسب والمودّة أو العداوة والبغضاء- غراب البَيْن: مَنْ يُتَشاءم به لأنّه نذير الفرقة، مَنْ يُنذر بسوء أو بمصيبة في كل مناسبة. 

بَيْنَ [كلمة وظيفيَّة]: ظرف زمانيّ أو مكانيّ مبهم يتَّضح معناه بإضافته، ولا يضاف إلا لما يدلّ على أكثر من واحد، أمَّا إذا أُضيف إلى واحد فيجب أن يُعطف عليه بالواو، ويجب تكراره مع الضَّمير "وقف المدرسُ بين تلاميذه- يقع منزله بين دار عمّه ودار خاله- سأسافر بين الظّهر والعصر- {فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا} - {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} " ° بين حين وآخر/ بين الفَيْنة والفَيْنة: أحيانًا، من وقت إلى آخر- بين سمع النَّاس وبَصَرهم: جِهارًا- بين ظهرانيهم: في وسطهم- بين عَشِيَّةٍ وضُحاها/ بين يوم وليلة: فجأةً، في وقت قصير جدًّا- بين يديه: تحت تصرُّفه، أمامه، لديه- بيني وبينك: أي سرّ قائم بيننا.
• بَيْنَ بَيْنَ: مركّب ظرفيّ مبنيّ على فتح الجزأين في محل نصب حال بمعنى التوسّط بين الشيئين، فإن خرج عن الظرفية أعرب بإضافة الأول إلى الثاني "هذا التمر ليس بالجيِّد ولا الرّديء لكنه بينَ بينَ- همزة بينَ بينَ: بين الهمزة المحققة وحرف اللِّين"? حَلٌّ بين بين: مقبول- عملُك بَيْن البَيْنَيْن/ عملُك بَيْن بَيْن: متوسِّط في صفته. 

بَيْنا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ب ي ن ا - بَيْنا). 

بينما [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ب ي ن م ا - بينما). 

بينونة [مفرد]: مصدر بانَ عن/ بانَ من ° بينونة صغرى: ما يمكن للزَّوجين فيها العودة بعقد ومهر جديدين، طلاق له رجعة- بينونة كبرى: لا تصحّ المراجعة فيها إلاّ بعد أن تتزوّج الزَّوجة زوجًا آخر، طلاق لا رجعة فيه. 

بينيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَيْن: "العلاقات البينيّة".
2 - مصدر صناعيّ من بَيْن.
• التِّجارة البينيَّة: (جر) تجارة تقوم على تبادل الصَّادرات والواردات بين الدُّول "تحرص الدَّولة على دعم التِّجارة البينية مع جميع الدُّول العربيَّة". 

بَيِّن [مفرد]: ج أَبْيِناء وأبْيان وبُيَناء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بانَ ° كلامٌ بيِّن. 

بَيِّنَة [مفرد]:
1 - حجَّة واضحة، برهان، دليل "الَبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ [حديث]- {فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} " ° على بيِّنة منه: عالم به واثق منه.
2 - (فق) شهادة، أو كل ما يثبت الحق ويُفصل به بين الخصوم.
• البيِّنة: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 98 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثماني آيات.
• بيِّنة ظرفيَّة: (قن) دليل متعلّق بالعديد من الملابسات التي قد يستدلّ منها القاضي أو هيئة المُحلِّفين على حقيقة الواقعة التي هي موضع الجدل. 

تَبايُن [مفرد]:
1 - مصدر تبايَنَ.
2 - تضادّ، تناقض ° تباين الصُّورة: حالة يختلف فيها شكل وحجم الصورة في كل عين.
3 - (دب) جمع الأفكار والصُّور الشِّعريّة المختلفة بعضها بجانب بعض ليُبرز كلّ منها دلالةَ الأخريات.
4 - (سف) حال موضوعين متساويين في الذهن أو متعاقبين يتقابلان وفي تقابلهما ما يُبرز كُلاًّ منهما في الشعور.
5 - (قص) الفرق بين سعر الطَّلب وسعر العرض للسلعة. 

تِبيان [مفرد]: مصدر بانَ وبيَّنَ. 

مُباينة [مفرد]: مصدر باينَ/ باينَ بـ.
• حرف المباينة: (نح) حرف إضراب يبطل ما قبله ويثبت
 ما بعده، فهو يظهر مخالفة ما بعده لما قبله. 

مُبين [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أبانَ.
2 - واضح بليغ "يعدّ القرآن أنموذج الكلام المبين- نصر مبين- {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}: كاشف، مُعبِّر عن المقصود" ° العدوّ المبين: الذي يجاهر بالعداوة- الكتاب المُبين: القرآن الكريم.
3 - بيِّن ظاهر " {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ} ".
4 - مُظهر للحقّ من الباطل " {تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْءَانٍ مُبِينٍ} ".
5 - مُضيء " {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} ".
6 - عظيم " {فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} ". 

مُبيِّن [مفرد]: اسم فاعل من بيَّنَ.
• المُبيِّن: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المبيِّن أمرَه في صفات الألوهيَّة والوحدانيَّة. 

مُتبايِنة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل تبايَنَ.
2 - (جب) علاقة رياضية بين كَمِّيَّتين تدلّ على أنّ إحدى الكَمِّيَّتين أكبر أو أصغر من الأخرى، مثل 6 (5 أو 5) 6. 

بين

1 بَانَ, (M, Mgh, Msb, K,) [aor. ـِ inf. n. بَيْنُونَةٌ and بُيُونٌ (M, Mgh, K) and بَيْنٌ, (M, K,) It (a thing) became separated, severed, disunited, or cut off, (M, Mgh, Msb, K,) عَنِ الشَّىْءِ from the thing. (Mgh.) And بَانَتْ, (M, K,) or بَانَتْ بِالطَّلَاقِ, (Msb,) She (a wife) became separated by divorce, (M, Msb, K,) عَنِ الرَّجُلِ from the man. (M, K.) And بَانَتٌ said of a girl, [She became separated from her parents by marriage;] she married: (ISh, T:) as though she became at a distance from the house of her father. (ISh, TA.) And بَانَ, (M,) or بَانَ بِمَالٍ, aor. ـِ (T,) inf. n. بُيُونٌ (T, M) and بَيْنٌ, (M,) He became separated from his father, or mother, or both, by property [which he received from him, or her, or them,] (Az, T, M,) to be his alone: (Az, T:) and ElFárisee states, on the authority of Az, that one] says also, بَانَ عَنْهُ and بَانَهُ [the former app. meaning he became separated thus from him, i. e., from his father; and the latter being syn. with

أَبَانَهُ, q. v.]. (M.) And بَانَ الخَلِيطُ, inf. n. بَيْنٌ and بَيْنُونَةٌ, [The partner, or copartner, or sharer, &c., became separated from the person, or persons, with whom he had been associated.] (T.) and بَانَتْ يَدُ النَّاقَةِ عَنْ جَنْبِهَا, inf. n. بُيُونٌ, [The fore leg of the she-camel became withdrawn, or apart, from her side.] (T.) And بَانَ, (S, M, Msb,) and بَانُوا, (K,) aor. ـِ (S,) inf. n. بَيْنٌ and بَيْنُونَةٌ, (S, M, Msb, K,) He separated himself, or it separated itself; (S; [in one copy of which it is said of a thing;]) and they separated themselves: (K:) or it (a tribe, M, Msb) went, journeyed, went away, or departed; and went, removed, retired, or withdrew itself, to a distance, or far away, or far off. (Msb.) b2: بَانَ, (T, S, M, &c.,) aor. ـِ (T, Msb,) inf. n. بَيَانٌ; (T, S, Mgh, K;) and ↓ ابان, (T, S, M, &c.,) inf. n. إِبَانَةٌ; (T, Msb;) and ↓ بيّن, (T, S, M, &c.,) inf. n. تَبْيِينٌ; (S;) and ↓ تبيّن; and ↓ استبان; (T, S, M, &c.,) all signify the same; (T, M, Msb;) i. e. It (a thing, T, S, M, Mgh, or an affair, or a case, Msb) was, or became, [distinct, as though separate from others; and thus,] apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous: (S, Mgh, Msb, K:) and it was, or became, known. (K.) You say, بَانَ الحَقُّ [The truth became apparent, &c.; or known]; as also ↓ ابان. (T.) and الصُّبْحُ لِذِى عَيْنَيْنِ ↓ قَدْ بَيَّنَ The dawn has become apparent to him who has two eyes: a prov.: (S, M:) applied to a thing that becomes altogether apparent, or manifest. (Har p. 542.) And it is said in the Kur [ii. 257], الرُّشْدُ مِنَ الغَىِّ ↓ قَدْ تَبَيَّنَ [The right belief hath become distinguished from error]. (TA.) and the lawyers, correctly, use the phrase, كَصَوْتٍ لَا مِنْهُ حُرُوفٌ ↓ يَسْتَبِينُ [Like a sound whereof letters are not distinguishable]. (Mgh.) b3: [It seems to be indicated in the TA that بَانَ, aor. ـِ inf. n. بَيْنٌ and بَيْنُونَةٌ, also signifies It was, or became, united, or connected; thus having two contr. meanings; but I have not found the verb used in this sense, though بَيْنٌ signifies both disunion and union.]

A2: بَانَهُ, aor. ـِ inf. n. بَيْنٌ: see بَانَهُ, aor. ـُ inf. n. بَوْنٌ, in art. بون.

A3: See also 2, in two places.2 بيّن, intrans., inf. n. تَبْيِينٌ: see 1, in two places. b2: You say also, بيّن الشَّجَرُ The trees, (K,) or the leaves of the trees, (TA,) appeared, when beginning to grow forth. (K, TA.) and بيّن القَرْنُ (tropical:) The horn came forth. (K, TA.) A2: بيّن بِنْتَهُ: see 4. b2: بيّنهُ, (T, Msb, K,) inf. n. تَبْيِينٌ (T, S) and ↓ تِبْيَانٌ (T, S, * K *) and تَبْيَانٌ; (K;) the second of which three is an anomalous inf. n., (T, S, K,) for by rule it should be of the measure تَفْعَالٌ; (T, S;) but تَبْيَانٌ is not known except accord. to the opinion of those who allow the authority of analogy, which opinion is outweighed by the contrary; (TA;) and تِبْيَانٌ is the only inf. n. of its measure except تِلْقَآءٌ, (T, S,) accord. to the generality of the leading authorities; but some add تِمْثَالٌ, as inf. n. of مَثَّلَ; and El-Hareeree adds to these two, in the Durrah, تِنْضَالٌ, as inf. n. of نَاضَلَهُ; and Esh-Shiháb adds, in the Expos. of the Durrah, تِشْرَابٌ, as inf. n. of شَرِبَ الخَمْرَ; asserting تَشْرَابٌ also to have been heard, agreeably with analogy; [and to these may be added تَبْكَآءٌ and تِمْشَآءٌ, and perhaps some other instances of the same kind;] but some disallow تِفْعَالٌ altogether as the measure of an inf. n., saying that the words transmitted as instances thereof are simple substs. used as inf. ns., like طَعَامٌ in the place of إِطْعَامٌ; (MF, TA;) and Sb says that تِبْيَانٌ is not an inf. n.; for, where it so, it would be تَبْيَانٌ; but it is, from بَيَّنْتُ, like غَارَةٌ from أَغَرْتُ; (M, TA;) [He made it distinct, as though separate from others; and thus,] he made it (namely, a thing, T, S, Mgh, or an affair, or a case, Msb) apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous; (S, Msb, K;) as also ↓ ابانهُ, (S, Mgh, Msb, K,) inf. n. إِبَانَةٌ; (Msb;) and ↓ تبيّنهُ; (S, * Msb, K;) and ↓ استبانهُ: (Mgh, Msb, K:) [بيّنهُ is the most common in this sense: and often signifies he explained it: and he proved it:] and ↓ all these verbs signify also he made it known; he notified it: (K:) or ↓ اِسْتَبَنْتُهُ signifies, (S,) or signifies also, (Mgh,) I knew it, or became acquainted with it, [or distinguished it,] (S, Mgh,) clearly, or plainly; (Mgh;) and so ↓ تَبَيَّنْتُهُ; (S, * Mgh;) [and بَيَّنْتُهُ, as appears from an ex. in what follows, from a verse of En-Nábighah:] ↓ بِنْتُهُ and ↓ أَبَنْتُهُ and ↓ اِسْتَبَنْتُهُ and بَيَّنْتُهُ all signify the same as ↓ تَبَيَّنْتُهُ [app. in all the senses of this verb]: (M:) or, of all these verbs, ↓ بَانَ is only intrans.: (Msb:) and ↓ اِسْتَبَنْتُهُ signifies I looked at it, or into it, (namely, a thing,) considered it, examined it, or studied it, repeatedly, in order that it might become apparent, manifest, evident, clear, or plain, to me: (T, TA:) and ↓ تبيّنهُ he looked at it, or into it, (namely, an affair, or a case,) considered it, examined it, or studied it, repeatedly, or deliberately, in order to know its real state by the external signs thereof. (T.) A poet says, وَمَا خِفْتُ حَتَّى بَيَّنَ الشِّرْبُ وَالأَذَى

↓ بقَانِئَةٍ أَنِّى مِنَ الحَىِّ أَبْيَنُ [And I feared not until the drinking, or the time of drinking, and molestation, made manifest, or plainly showed, by a deep-red (sun), that I was separated from the tribe: see قَانِئٌ]. (M.) and it is said in the Kur [xvi. 91], وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَىْءٍ [And we have sent down to thee the Scripture to make manifest everything]; meaning, we make manifest to thee in the Scripture everything that thou and thy people require [to know] respecting matters of religion. (T.) See also بَيَانٌ, in the latter half of the paragraph. En-Nábighah says, إِلَّا الأَوَارِىَّ مَّا أُبَيِّنُهَا [Except the places of the confinement of the beasts: with difficulty did I distinguish them]; meaning ↓ أَتَبَيَّنُهَا. (S.) You say also, مَا ↓ تَبَيَّنَ يَأْتِيهِ, meaning He sought, or endeavoured, to see, or discover, what would happen to him, of good and evil. (M in art. بصر.) [See also 5, below.]

سَبِيلَ المُجْرِمِينَ ↓ وَلِتَسْتَبِينَ, in the Kur [vi. 55], means And that thou mayest the more consider, or examine, repeatedly, in order that it may become manifest to thee, the way of the sinners, O Mohammad: (T:) or that thou mayest seek, or endeavour, to see plainly, or clearly, &c.; syn. وَلِتَسْتَوْضِحَ سَبِيلَهُمْ: (Bd:) but most read, وَلِيَسْتَبِينَ سيبلُ المجرمين; the verb in this case being intrans. (T.) 3 باينهُ, (K,) inf. n. مُبَايَنَةٌ, (S,) He separated himself from him; or left, forsook, or abandoned, him: (S, TA:) or he forsook, or abandoned, him, being forsaken, or abandoned, by him; or cut him off from friendly or loving communion or intercourse, being so cut off by him; or cut him, or ceased to speak to him, being in like manner cut by him. (K.) [And It became separated from it.]4 ابان, intrans., inf. n. إِبَانَةٌ: see 1, in two places.

A2: ابانهُ, (inf. n. as above, TA,) He separated it, severed it, disunited it, or cut it off. (M, Msb, K, TA.) You say, ضَرَبَهُ فَأَبَانَ رَأْسَهُ (S, K) He smote him and severed his head, مِنْ جَسَدِهِ from his body. (S, TA.) And ابان المَرْأَةَ He (the husband) separated the woman, or wife, by divorce. (Msb.) And ابان بِنْتَهُ, and ↓ بيّنها, (T, K,) inf. n. of the former as above, and of the latter تَبْيِينٌ, (TA,) He married, or gave in marriage, his daughter, (T, K,) and she went to her husband: (T:) from بَيْنٌ signifying "distance:" as though he removed her to a distance from the house, or tent, of her mother. (TA.) And ابان ابْنَهُ بِمَالٍ, (M,) or ابانهُ أَبَوَاهُ, (T,) He separated from himself his son, (M,) or his two parents separated him from themselves, (T,) by [giving him] property, (T, M,) to be his alone: (T:) mentioned on the authority of Az. (T, M.) And ابان الدَّلْوَ عَنْ طِىِّ البِئْرِ He drew away the bucket from the casing of the well, lest the latter should lacerate the former. (M.) b2: See also 2, in three places. b3: [Hence, ابان signifies also He spoke, or wrote, perspicuously, clearly, plainly, or distinctly, as to meaning; or, with eloquence: from بَيَانٌ, q. v.] And ابان عَلَيْهِ He spoke perspicuously, clearly, plainly, or distinctly, and gave his testimony, or evidence, or gave decisive information, against him, or respecting it. (TA.) [The verb thus used is for ابان كَلَامَهُ, and شَهَادَتَهُ.] One says of a drunken man, مَا يُبِينُ كَلَامًا He does not speak plainly, or distinctly; lit., does not make speech plain, or distinct. (Ks, T in art. بت.) b4: [مَا أَبْيَنَهُ How distinct, apparent, manifest, evident, clear, or plain, is it! See an ex. voce بَسُلَ. b5: And How perspicuous, or chaste, or eloquent, is he in speech, or writing! how good is his بَيَان!]5 تبيّن, intrans.: see 1, in two places.

A2: As a trans. verb: see 2, in seven places. b2: [Hence, الأَمْرَ being understood,] He sought, or sought leisurely or repeatedly, to obtain knowledge [of the thing], until he knew [it]; he examined, scrutinized, or investigated: (Bd in xlix. 6:) he sought, or endeavoured, to make the affair, or case, manifest, and to settle it, or establish it, and was not hasty therein: (Idem in iv. 96:) or he acted, or proceeded, deliberately, or leisurely, in the affair, or case; not hastily: (Ks, TA:) or it has a signification like this: in the Kur ch. iv. v. 96 and ch. xlix. v. 6, some read فَتَبَيَّنُوا, and others فَتَثَبَّتُوا; and the meanings are nearly the same: التَّبَيُّنُ was said by Mohammad to be from God, and العَجَلَةٌ [i. e. "haste"] from the devil. (T.) 6 تباينا They two (namely, two men, and two copartners,) became separated, each from the other: (M, TA:) or they forsook, or abandoned, each other; or cut each other off from friendly or loving communion or intercourse; or cut, or ceased to speak to, each other. (K.) And تباينوا They, having been together, became separated: (Msb:) or they forsook, or abandoned, one another; or cut one another off from friendly or loving communion or intercourse; or cut, or ceased to speak to, one another. (S.) b2: [Hence, They two were dissimilar: and they two (namely, words,) were disparate; whether contraries or not: and they two (namely, numbers,) were incommensurable.]10 استبان, intrans.: see 1.

A2: As a trans. verb: see 2, in six places.

بَانٌ a coll. gen. n.: n. un. with ة: see art. بون.

بَيْنٌ has two contr. significations; (T, S, Msb;) one of which is Separation, or disunion [of companions or friends or lovers]. (T, S, M, Msb, K.) Hence, ذَاتُ البَيْنِ as meaning Enmity, and vehement hatred: and the saying لِإِصْلَاحِ ذَاتِ البَيْنِ, i. e. For the reforming, or amending, of the bad, or corrupt, state subsisting between the people, or company of men; meaning for the allaying of the discord, enmity, rancour, or vehement hatred: (Msb:) [but this has also the contr. meaning, as will be seen below: and it is explained as having a vague import; for it is said that] فِى إِصْلَاحِ ذَاتِ البَيْنِ means In the reforming, or amending, of the circumstances subsisting between the persons to whom it relates, by frequent attention thereto. (Mgh.) [Hence also,] غُرَابُ البَيْنِ [The raven of separation or disunion; i. e., whose appearance, or croak, is ominous of separation: said by some to be] the غراب termed أَبْقَعُ [i. e. in which is blackness and whiteness; or having whiteness in the breast]; (S, K;) so described by the poet 'Antarah: (S:) or that which is red in the beak and legs; but the black is called الحَاتِمُ, because it makes [or shows] separation to be absolutely unavoidable, (Abu-1-Ghowth, S, K,) according to the assertion of the Arabs, i. e., by its croak: (Msb in art. حتم:) [or it is any species of the corvus:] Hamzeh says, in his Proverbs, that this name attaches to the غراب because, when the people of an abode go away to seek after herbage, it alights in the place of their tents, searching the sweepings: (Har p. 308:) but accord. to the Kádee of Granada, Aboo-'Abd-Allah Esh-Shereef, this appellation, so often occurring in poetry, properly signifies camels that transport people from one district, or country, to another; and he cites the following verses: غَلِطَ الَّذِينَ رَأَيْتُهُمْ بِجَهَالَةٍ

يَلْحَوْنَ كُلُّهُمُ غُرَابًا يَنْعَقُ مَا الذَّنْبُ إِلَّا لِلْأَبَاعِرِ إِنَّهَا مِمَّا يُشَتِّتُ جَمْعَهُمْ وَيُقَرِّقُ

إِنَّ الغُرَابَ بِيُمْنِهِ تُدْنُو النَّوَى

وَتُشَتِّتُ الشَّمْلَ الجَمِيعَ الأَيْنُقُ [Those have erred whom I have seen, with ignorance, all of them blaming a raven croaking: the fault is not imputable save to the camels; for they are of the things that scatter and disperse their congregation: verily the place that is the object of a journey is brought near by the raven's lucky omen; but the she-camels discompose the united state]: and Ibn-'Abd-Rabbih says, زَعَقَ الغُرَابُ فَقُلْتُ أَكْذَبُ طَائِرٍ

إِن لَّمْ يُصَدِّقْهُ رُغَآءُ بَعِيرِ [The raven cried; and I said, A most lying bird, if the grumbling cry of a camel on the occasion of his being laden do not verify it]. (TA in art. غرب.) b2: Also Distance, (S, M, Msb, K,) by the space, or interval, between two things. (Msb.) You say, بَيْنَ البَلَدَيْنِ بَيْنٌ Between the two countries, or towns, &c., is a distance, of space, or interval: (Msb:) and بَيْنَهُمَا بَيْنٌ Between them two is a distance, with ى when corporeal distance is meant: (Idem in art. بون:) or إِنَّ بَيْنَهُمَا لَبَيْنٌ [Verily between them two is a distance], not otherwise, in the case of [literal] distance. (S.) And you say also, بَيْنَهُمَا بَيْنٌ بَعِيدٌ (T in art. بون, S, M *) and بَوْنٌ بَعِيدٌ (T in art. بون, S, M, * Msb * in art. بون) Between them two [meaning two men] is a [wide] distance; (M;) i. e. between their two degrees of rank or dignity, or between the estimations in which they are commonly held: (Msb in art. بون:) in this case, the latter is the more chaste. (S.) You also say, [using بين to denote An interval of time,] لَقِيتُهُ بُعَيْدَاتِ بَيْنٍ

[I met him after, or a little after, an interval, or intervals,] when you have met him after a while, and then withheld yourself from him, and then come to him. (S, M, K. See also بَعْدُ.]) A2: Also Union [of companions or friends or lovers]; (T, S, M, Msb, K;) the contr. of the first of the significations mentioned above in this paragraph. (T, S, Msb.) [Hence ذَاتُ البَيْنِ as meaning The state of union or concord or friendship or love subsisting between a people or between two parties; this being likewise the contr. of a signification assigned to the same expression above: whence the phrase, إِفْسَادُ ذَاتِ البَيْنِ (occurring in the S and K in art. ابر, and often elsewhere,) The marring, or disturbance, of the state of union or concord &c.: and] hence the saying, سَعَى فُلَانٌ لِإِصْلَاحِ ذَاتِ البَيْنِ مِنْ عَشِيرَتِهِ [Such a one laboured for the improving of the state of union or concord &c. of his kinsfolk; but in this instance, the meaning given in the second sentence of this paragraph seems to be more appropriate]. (Ham p. 569.) b2: ذَاتُ بَيْنِهِمْ may also be used as meaning The vacant space (سَاحَة) that is between their houses, or tents. (Ham p. 195.) A3: بَيْن is also an adverbial noun, [as such written بَيْنَ,] (S, M, Mgh, Msb, K,) capable of being used as a noun absolutely: (M, K:) it relates only to that which has space, as a country; or to that which has some number, either two or more, as two men, and a company of men; and denotes [intervention in] the interval between two things, or the middle, or midst, of two things, (Er-Rághib, TA,) or the middle of a collective number: (S:) [thus it signifies Between, and amidst, and among:] its meaning is [therefore] vague, not apparent unless it is prefixed to two or more [words, or to a word signifying two or more], or to what supplies the place of such a complement: (Msb:) it must necessarily be prefixed, and may not be otherwise than in the manners just explained: (Mgh:) [i. e.] it may not be prefixed to any noun but such as denotes more than one, or to a noun that has another conjoined to it by و, (M,) not by any other conjunction, (M, Msb,) acc0ord. to the usage commonly obtaining. (Msb.) You say بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ [Between the two men]: (Er-Rághib, TA:) and المَالُ بَيْنَ القَوْمِ [The property is between the company of men]: (M, Msb, Er-Rághib: *) and المَالُ بَيْنَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو [The property is between Zeyd and 'Amr]: and هُوَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ [He, or it, is between me and him]: (M:) and جَلَسْتُ بَيْنَ القَوْمِ I sat in the middle of [or amidst or among] the company of men: (S, K:) and بَيْنَكُمَا البَعِيرَ فَخُذَاهُ, with البعير in the accus. case, [See between you two the camel, therefore take him], a saying heard by Ks: (Lin art. عند:) and فَسَدَ مَا بَيْنَهُمْ [The state subsisting among them became bad, or marred, or disturbed]: (S and K in art. ميط:) and بَيْنَ الأَيَّامِ (M and K in art. ندر) and فِيمَا بَيْنَ الأَيَّامِ (S and Msb in that art.) [In, or during, the space of (several) days]: and عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ, in the Kur [ii. 63], is an ex. of its being prefixed to a single word supplying the place of more than one; (Mgh, Msb;) the meaning being, Of middle age, between that which has been mentioned; namely, the فَارِض and the بِكْر. (Bd.) Some allow that two words to the former of which بَيْنَ is prefixed may be connected by فَ, citing as an evidence the phrase used by Imra-el-Keys, بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ [as though meaning Between Ed-Dakhool and Howmal]: but to this it has been replied that الدخول is a name applying to several places; so that the phrase [means amidst Ed-Dakhool &c., and] is similar to the saying, المَالُ بَيْنَ القَوْمِ [mentioned above, or جَلَسْتُ بَيْنَ القَوْمِ, also mentioned above]. (Msb.) [You say also, بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ, and بَيْنَ ظَهْرَيْهِمْ

&c., meaning In the midst of them. (See art. ظهر.) And بَيْنَ يَدَيْهِ, and بَيْنَ يَدَيْهِمْ, meaning Before him, and before them. بَيْن is also often used absolutely as a noun: thus it is in the Kur lxxxvi. 7, يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ Coming forth from between, or amidst, the spine and the breast-bones: and in xxxvi. 8 of the same, وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْديهِمْ سَدًّا And we have placed before them (lit. between their hands) a barrier.] It is said in the Kur [vi. 94], لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُمْ, as some read; or بَيْنَكُمْ, as others: (T, S, M:) the former means Verily your union hath become dissevered: (AA, T, S, M:) the latter, that which was between you; (مَا بَيْنَكُمْ, Ibn-Mes'ood, T, S, or الَّذِى كَانَ بَيْنَكُمْ, IAar, T;) or the state wherein ye were, in respect of partnership among you: (Zj, T:) or the state of circumstances, or the bond, or the love, or affection, [formerly subsisting] among you, or between you; or, accord. to Akh, بَيْنَكُمْ, though in the accus. case as to the letter, is in the nom. case as to the place, by reason of the verb, and the adverbial termination is retained only because the word is commonly used as an adv. n.: (M:) AHát disapproved of the latter reading; but wrongly, because what is suppressed accord. to this reading is implied by what precedes in the same verse. (T.) b2: [It is often used as a partitive, or distributive; as also مَا بَيْنَ: for ex.,] you say, هُمْ بَيْنَ حَاذِفٍ وَقَاذِفٍ, (S and TA in art. قذف,) or هُمْ مَا بَيْنَ حَاذفٍ وقاذفٍ, (TA in art. حذف,) i. e. [They are partly, or in part,] beating with the staff, or stick, and [partly, or in part,] pelting with stones; [or some beating &c., and the others pelting &c.] (S and TA, both in art. قذف, and the latter in art. حذف.) [See also an ex. in a verse cited voce خَيْطَةٌ.] b3: هٰذَا بَيْنَ بَيْنَ means This (namely, a thing, S, or a commodity, Msb) is between good and bad: (S, Msb, K:) or of a middling, or middle, sort: (M:) these two words being two nouns made one, and indecl., with fet-h for their terminations, (S, Msb, K,) like خَمْسَةَ عَشَرَ. (Msb.) الهَمْزَةُ المُخَفَّفَةُ [i. e. the hemzeh uttered lightly] is called هَمْزَةٌ بَيْنَ بَيْنَ, (S, M, K, *) i. e. A hemzeh that is between the hemzeh and the soft letter whence is its vowel; (S, M;) or هَمْزَةُ بَيْنِ بَيْنٍ, the first بين with kesreh but without tenween, and the second with tenween, (Sharh Shudhoor edh-Dhahab,) [i. e. the hemzeh &c.:] if it is with fet-h, it is between the hemzeh and the alif, as in سَاَلَ, (S, M,) for سَأَلَ; (M;) if with kesr, it is between the hemzeh and the yé, as in سَيِمَ, (S, M,) for سَئِمَ; (M;) and if with damm, it is between the hemzeh and the wáw, as in لَوُمَ, (S, M,) for لَؤُمَ: (M:) it is never at the beginning of a word, because of its nearness, by reason of feebleness, to the letter that is quiescent, (S, M,) though, notwithstanding this, it is really movent: (S:) it is thus called because it is weak, (Sb, S, M,) not having the power of the hemzeh uttered with its proper sound, nor the clearness of the letter whence is its vowel. (M.) 'Obeyd Ibn-El-Abras says, تَحْمِى حَقِيقَتَنَا وَبَعْ ضُ القَوْمِ يَسْقُطُ بَيْنَ بَيْنَا i. e. [Thou defendest what we ought to defend, or our banner, or standard, while some of the people, or company of men,] fall, one after another, in a state of weakness, not regarded as of any account: (S:) or it is as though he said, between these and these; like a man who enters between two parties in some affair, and falls, or slips, or commits a mistake, and is not honourably mentioned in relation to it: so says Seer: (IB, TA:) or between entering into fight and holding back from it; as when one says, Such a one puts forward a foot, and puts back another. (TA.) b4: ↓ بَيْنَا and ↓ بَيْنَمَا are of the number of inceptive حُرُوف: (M, K:) this is clear if by حروف is meant "words:" that they have become particles, no one says: they are still adv. ns.: (MF, TA:) the former is بَيْنَ with its [final] fet-hah rendered full in sound; and hence the ا; (Mughnee in the section next after that of وا, and K;) [i. e.,] it is of the measure فَعْلَى [or فَعْلَا] from البَيْن, the [final] fet-hah being rendered full in sound, and so becoming ا; and the latter is بَيْنَ with مَا [restrictive of its government] added to it; and both have the same meaning [of While, or whilst]: (S:) or the ا in the former is the restrictive ا; or, as some say, it is a portion of the restrictive ما [in the latter]: (Mughnee ubi suprà:) and these do not exclude بَيْنَ from the category of nouns, but only cut it off from being prefixed to another noun: (MF, TA:) they are substitutes for that to which بَيْنَ would otherwise be prefixed: (Mgh:) some say that these two words are adv. ns. of time, denoting a thing's happening suddenly, or unexpectedly; and they are prefixed to a proposition consisting of a verb and an agent, or an inchoative and enunciative; so that they require a complement to complete the meaning. (TA.) One says, بَيْنَا نَحْنُ كَذٰلِكَ إِذْ حَدَثَ كَذَا [While we were in such a state as that, lo, or there, or then, such a thing happened, or came to pass]: (M, Mgh, * K: *) and بَيْنَمَا نَحْنُ كَذَا [While we were thus]: (Mgh:) and بَيْنَا نَحْنُ نَرْقُبُهُ أَتَانَا [While we were looking, or waiting, for him, he came to us]; (S, M;) a saying of a poet, cited by Sb; (M;) the phrase being elliptical; (S, M;) meaning بَيْنَ أَوْقَاتِ نَحْنُ نَرْقُبُهُ, (M,) i. e., بَيْنَ

أَوْقَاتِ رِقْبَتِنَا إِيَّاهُ [between the times of our looking, or waiting, for him]. (S, M.) As used to put nouns following بَيْنَا in the gen. case when بَيْنَ might properly supply its place; as in the saying (of Aboo-Dhu-eyb, which he thus recited, with kesr, S), بَيْنَا تَعَنُّقِهِ الكُمَاةَ وَرَوْغِهِ يَوْمًا أُتِيحَ لَهُ جَرِىْءٌ سَلْفَعُ [Amid his embracing the courageous armed men, and his guileful eluding, one day a bold, daring man was appointed for him, to slay him]: (S, K:) in [some copies of] the K, تَعَنُّفِهِ; but in the Deewán [of the Hudhalees], تعنّقه: [in the Mughnee, ubi suprà, تَعَانُقِهِ:] the meaning is بَيْنَ تَعَانُقِهِ; the ا being added to give fulness to the sound of the [final] vowel: (TA:) As used to say that the ا is here redundant: (Skr, TA:) others put the nouns following both بَيْنَا and بَيْنَمَا in the nom. case, as the inchoative and enunciative. (Skr, S, K.) Mbr says that when the noun following بينا is a real subst., it is put in the nom. case as an inchoative; but when it is an inf. n., or a noun of the inf. kind, it is put in the gen., and بينا in this instance has the meaning of بَيْنَ: and Ahmad Ibn-Yahyà says the like, but some persons of chaste speech treat the latter kind of noun like the former: after بينما, however, each kind of noun must be in the nom. case. (AA, T.) [See an ex. in a verse cited towards the end of art. اذ.]

بَيْنَا see بَيْنٌ بَيْنَمَا see بَيْنٌ بِينٌ A separation, or division, (T, M, K,) between two things, (T,) or between two lands; (M, K;) as when there is a rugged place, with sands near it, and between the two is a tract neither rugged nor plain: (T:) an elevation in rugged ground: (M, K:) the extent to which the eye reaches, (T, M, K,) of a road, (T,) or of land: (M:) a piece of land extending as far as the eye reaches: (T, S:) and a region, tract, or quarter: (AA, T, M, K:) pl. بُيُونٌ. (S, TA.) بَيَانٌ is originally the inf. n. of بَانَ as syn. with تَبَيَّنَ, and so signifies The being [distinct or] apparent &c.; (Kull;) or it is a subst. in this sense: (Msb:) or a subst. from بَيَّنَ, [and so signifies the making distinct or apparent &c.,] being like سَلَامٌ and كَلَامٌ from سَلَّمَ and كَلَّمَ. (Kull.) b2: Hence, conventionally, (Kull,) The means by which one makes a thing [distinct,] apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous: (S, Er-Rághib, TA, Kull:) this is of two kinds: one is [a circumstantial indication or evidence; or] a thing indicating, or giving evidence of, a circumstance, or state, that is a result, or an effect, of a quality or an attribute: the other is a verbal indication or evidence, either spoken or written: [see also بَيِّنَةٌ:] it is also applied to language that discovers and shows the meaning that is intended: and an explanation of confused and vague language: (Er-Rághib, TA:) or the eduction of a thing from a state of dubiousness to a state of clearness: or making the meaning apparent to the mind so that it becomes distinct from other meanings and from what might be confounded with it. (TA.) b3: Also Perspicuity, clearness, distinctness, chasteness, or eloquence, of speech or language: (T, S:) or simply perspicuity thereof: (Har p. 2:) or perspicuity of speech with quickness, or sharpness, of intellect: (M, K:) or perspicuous, or chaste, or eloquent, speech, declaring, or telling plainly, what is in the mind: (Ksh, TA:) or the showing of the intent, or meaning, with the most eloquent expression: it is an effect of understanding, and of sharpness, or quickness, of mind, with perspicuity, or chasteness, or eloquence, of speech: (Nh, TA:) or a faculty, or principles, [or a science,] whereby one knows how to express [with perspicuity of diction] one meaning in various forms: (Kull:) [some of the Arabs restrict the science of البيان to what concerns comparisons and tropes and metonymies; which last the Arabian rhetoricians distinguish from tropes: and some make it to include rhetoric altogether:] Esh-Shereeshee says, in his Expos. of the Maká-mát [of El-Hareeree] that the difference between بَيَانٌ and ↓ تِبْيَانٌ is this: that the former denotes perspicuity of meaning; and the latter, the making the meaning to be understood; and the former is to another person, and the latter to oneself; but sometimes the latter is used in the sense of the former: (TA:) or the former is the act of the tongue, and the latter is the act of the mind: (Har p. 2:) or the former concerns the verbal expression, and the latter concerns the meaning. (Kull.) It is said in a trad., إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا (S) or لَسِحْرًا (TA) [Verily there is a kind of eloquence that is enchantment: see this explained in art. سحر]. The saying in the Kur [lv. 2 and 3], خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ means He hath created the Prophet: He hath taught him the Kur-án wherein is the manifestation of everything [needful to be known]: or He hath created Adam, or man as meaning all mankind: He hath [taught him speech, and so] made him to discriminate, and thus to be distinguished from all [other] animals:(Zj, T:) or He hath taught him that whereby he is distinguished from other animals, namely, the declaration of what is in the mind, and the making others to understand what he has perceived, for the reception of inspiration, and the becoming acquainted with the truth, and the learning of the law. (Bd.) b4: It is also applied to Verbosity, and the going deep, or being extravagant, in speech, and affecting to be perspicuous, or chaste, therein, or eloquent, and pretending to excel others therein; or some بيان is thus termed; and is blamed in a trad., as a kind of hypocrisy; as though it were a sort of self-conceit and pride. (TA.) بِئْرٌ بَيُونٌ A well of which the rope does not strike against the sides, because its interior is straight: or that is wide in the upper part, and narrow in the lower: or in which the drawer of water makes the rope to be aloof from its sides, because of its crookedness: (T:) or deep and wide; (S, K;) because the ropes are wide apart from its sides; (S;) as also ↓ بَائِنَةٌ: (S, TA:) or that is wide between the two [opposite] sides: (M:) pl. [regularly of the latter epithet] بَوَائِنُ. (T, S.) بَيِّنٌ [Distinct, as though separate from others; and thus,] apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous; (T, S, Msb, K;) as also ↓ بَائِنٌ (T) and ↓ مُبِينٌ: (T, S:) pl. [of mult.] أَبْيِنَآءُ (S, K) and [of pauc.] بَيِنَةٌ. (K.) Hence, الكِتَابُ

↓ المُبِينٌ [as applied to the Kur, q. v. in xii. 1, &c.,] The clear, plain, or perspicuous, book or writing or scripture: or, as some say, this means the book &c. that makes manifest all that is required [to be known]: (T:) or, of which the goodness and the blessing are made manifest: or, that makes manifest the truth as distinguished from falsity, and what is lawful as distinguished from what is unlawful, and that the prophetic office of Mohammad is true, and so are the narratives relating to the prophets: (Zj, T:) or, that makes manifest the right paths as distinguished from the wrong. (M, TA.) And كَلَامٌ بَيِّنٌ Perspicuous, clear, distinct, chaste, or eloquent, language. (T.) b2: A man, or thing, bearing evidence of a quality &c. that he, or it, possesses. (S and K and other Lexicons passim.) b3: A man (M) perspicuous, or clear, or distinct, in speech or language; or chaste therein; or eloquent; (ISh, T, M, K;) fluent, elegant, and elevated, in speech, and having little hesitation therein: (ISh, T:) pl. أَبْيِنَآءُ (T, M, K) and بُيَنَآءُ and [of pauc.]

أَبْيَانٌ: (Lh, M, K:) the second of these pls. is anomalous: the last is formed by likening فَعِيلٌ to فَاعِلٌ: [for بَيِّنٌ is a contraction of بَيِينٌ:] but the pl. most agreeable with analogy is بَيِّنُونَ: so says Sb. (M.) بَيِّنَةٌ An evidence, an indication, a demonstration, a proof, a voucher, or an argument, (Mgh, TA,) such as is manifest, or. clear, whether intellectual or perceived by sense; (TA;) [originally بَيِينَةٌ,] of the measure فَعِيلَةٌ, from بَيْنُونَةٌ, [see 1, first sentence,] and بَيَانٌ [q. v.]: (Mgh:) and the testimony of a witness: pl. بَيِّنَاتٌ. (TA.) بَائِنٌ In a state of separation or disunion; or separated, severed, disunited, or cut off; (M, * Msb;) as also ↓ أَبْيَنُ, occurring in a verse cited above, voce بَيِّنَ. [Hence,] اِمْرَأَةٌ بَائِنٌ A woman separated from her husband by divorce; (M, Msb, K;) as also ↓ مُبَانَةٌ: the former without ة: (Msb:) like طَالِقٌ and حَائِضٌ: you say [to a wife] أَنْتِ بَائِنٌ [Thou art separated from me by divorce.] (Mgh.) b2: طَلَاقٌ بَائِنٌ is a tropical phrase; and so is طَلْقَةٌ بَائِنَةٌ; (Mgh;) [signifying the same as] تَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ (S, M, Msb, K) (tropical:) A divorce that is [as it were] cut off; i. q. ↓ مُبَانَةٌ [in the second and third of these phrases, and ↓ مُبَانٌ in the first]: (ISk, Msb:) بائنة being here used in the sense of a pass. part. n.: (S, Sgh, Msb:) or it [is a possessive epithet, and thus] means having separation: this kind of divorce is one in the case of which the man cannot take back the woman unless by a new contract; (TA;) nor without her consent. (MF in art. بت.) b3: قَوْسٌ بَائِنَةٌ, (S, M, K,) and بَائِنٌ, (M, K,) A bow that is widely separate from its string: (S, M, K:) contr. of بَانِيَةٌ; (S, M;) this signifying one that is so near to its string as almost to stick to it: (S:) each of these denotes what is a fault. (S, M.) b4: بِئْرٌ بَائِنَةٌ: see بَيُونٌ. b5: نَخْلَةٌ بَائِنَةٌ A palm-tree of which the racemes have come forth from the spathes, and of which the fruit-stalks have grown long. (AHn, M.) b6: البَائِنُ also signifies He who comes to the milch beast [meaning the she-camel, when she is to be milked,] from her left side; (S, K;) and المُعَلِّى, he who comes to her from her right side: (S:) or the former, he who stands on the right of the she-camel when she is milked, and holds the milking-vessel, and raises it to the milker, who stands on her left, and is called المُسْتَعْلِى: (T:) two persons are engaged in milking the she-camel; one of them holds the milking-vessel on the right side, and the other milks on the left side; and the milker is called المُسْتَعْلِى and المُعَلِّى; and the holder, البائن: (M:) pl. بُيَّنٌ. (T.) It is said in a prov., اِسْتُ البَائِنِ أَعْرَفُ, or, as some say, أَعْلَمُ; meaning (assumed tropical:) He who has superintended an affair, and exercised himself diligently in the management thereof, is better acquainted with it than he who has not done this. (T. [See Freytag's Arab. Prov. i. 606.]) b7: طَوِيلٌ بَائِنٌ Excessively tall, far above the stature of tall men. (TA.) A2: See also بَيِّنٌ.

طَلَبَ إِلَى أَبَوَيْهِ البَائِنَةَ He asked, or begged, of his two parents, the separation of himself from them, by [their giving him] property, (Az, T, M,) to be his alone. (T.) أَبْيَنُ: see بَائِنٌ.

A2: فُلَانٌ أَبْيَنُ مِنْ فُلَانٍ Such a one is more perspicuous, clear, distinct, chaste, or eloquent, in speech or language, than such a one. (S, TA.) تِبْيَانٌ an anomalous inf. n. (T, S, K) of 2, q. v.: (T:) or a subst. used as an inf. n.; (MF, TA;) i. e., a subst. from 2. (Sb, M, TA.) See بَيَانٌ.

مُبَانٌ; and its fem., with ة: see بَائِنٌ, in three places.

مُبِينٌ Separating, severing, disuniting, or cutting off; (S, K;) as also مُبْيِنٌ, like مُحْسِنٌ: (K:) but [the right reading in the K may be وَمُبِينٌ كَمُحْسِنٍ, meaning "and مُبِينٌ is like مُحْسِنٌ:" if not,] مُبْيِنٌ is a mistake. (TA.) A2: See also بَيِّنٌ, in two places.

مَبَايِنُ الحَقِّ [in which the former word is app. pl. of مُبِينَةٌ] signifies The things that make the truth to be apparent, manifest, evident, clear, or plain; or the means of making it so; syn. مَوَاضِحُهُ. (TA.)
بين: البين: الوصل، ومنه {لقد تقطع بينكم}. ويقع أيضا على الفرق [الفراق]، فهو من الأضداد.
ب ي ن

بان عنه بيناً وبينونة. وباينه مباينة. ولقيته غداة البين. وبئر بيون: بعيدة القعر. قال:

إنك لو دعوتني ودوني ... زوراء ذات منزع بيون

لقلت لبيه لمن يدعوني

وطول بائن، ونخلة بائنة: طويلة. قال العباس ابن مرداس:

فرط العنان كأن ملجمها ... في رأس بائنة من النخل

ورجل أبين المرفق: أبد، ورجال بين المرافق. وبان مرفق الناقة عن جنبها. قال الطرماح:

بأفتل عن سعدانة الزور بائن

وقوس بائن: بان وترها عن كبدها. وبينهما بين وهي الأرض قدر مد البصر. وعليك بذاك البين فانزله. وبينا نحن كذلك إذ جاء فلان. وبينما نتحدث إذ طلع. وبان لي الشيء وتبين وبين، وأبان واستبان، وبينته وأبنته وتبينته واستبنته. وجاء ببيان ذلك وبينته أي بحجته. ومن بينات الكرم التواضع. ورجل بين: فصيح ذو بيان. وما أبينه، وما رأيت أبين منه، وقوم أبيناء. وتقول لحالبي الناقة: من البائن ومن المستعلي. قال:

يبشر مستعلياً بائن ... من الحاليين بأن لا غراراً

البائن من عن يمينها. وهذه مباين الحق ومواضحه، وظهرت أمارات الخير وتبايينه. وتبين في أمرك: تثبت وتأن.

بقي

بقي


بَقَى(n. ac. بَقْي)
a. see preceding root
&
see infra.

بَقِيَ(n. ac. بَقآء [] )
a. Remained, continued, lasted; survived, lived
long.

بَقَّيَa. Made to remain, last; left over.
b. ['Ala], Spared, pardoned.
أَبْقَيَa. see II
تَبَقَّيَa. Remained, lasted &c.
b. see X (b)
إِسْتَبْقَيَa. Guarded, preserved, kept.
b. Spared, pardoned.
c. [Min], Left of; let off.
بَاْقِيa. Remaining, continuing, lasting, surviving;
survivor.
b. [art.], The Eternal.
c. Rest, remainder.

بَاْقِيَةa. Vetch.

بَقَاْيa. Duration; continuance.

بَقِيَّة [] (pl.
بَقَايَا)
a. Rest, remainder, remnant.

بَقْوَى بُقْيَا
a. see 25t
ب ق ي: (بَقِيَ) الشَّيْءُ بِالْكَسْرِ (بَقَاءً) وَكَذَا (بَقِيَ) الرَّجُلُ زَمَانًا طَوِيلًا أَيْ عَاشَ وَ (أَبْقَاهُ) اللَّهُ وَ (بَقِيَ) مِنَ الشَّيْءِ (بَقِيَّةٌ) وَ (الْبَاقِيَةُ) تُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 8] أَيْ مِنْ بَقَاءٍ. وَ (أَبْقَى) عَلَى فُلَانٍ إِذَا أَرْعَى عَلَيْهِ وَرَحِمَهُ، يُقَالُ: لَا أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ إِنْ أَبْقَيْتَ عَلَيَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: «بَقَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» بِفَتْحِ الْقَافِ أَيِ انْتَظَرْنَاهُ وَ (بَقَّاهُ تَبْقِيَةً) وَ (أَبْقَاهُ) وَ (تَبَقَّاهُ) كُلُّهُ بِمَعْنًى وَ (اسْتَبْقَى) مِنَ الشَّيْءِ تَرَكَ بَعْضَهُ وَ (اسْتَبْقَاهُ) اسْتَحْيَاهُ وَطَيِّئٌ تَقُولُ: (بَقَا) وَ (بَقَتْ) مَكَانَ بَقِيَ وَبَقِيَتْ وَكَذَا أَخَوَاتُهَا مِنَ الْمُعْتَلِّ. 
ب ق ي : بَقِيَ الشَّيْءُ يَبْقَى مِنْ بَابِ تَعِبَ بَقَاءً وَبَاقِيَةً دَامَ وَثَبَتَ وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ أَبْقَيْتُهُ وَالِاسْمُ الْبَقْوَى بِالْفَتْحِ مَعَ الْوَاوِ وَالْبُقْيَا بِالضَّمِّ مَعَ الْيَاءِ، وَمِثْلُهُ الْفَتْوَى وَالْفُتْيَا، وَالثَّنْوَى وَالثُّنْيَا وَهِيَ الِاسْمُ مِنْ الِاسْتِثْنَاءِ، وَالرَّعْوَى وَالرُّعْيَا مِنْ أَرْعَيْتُ عَلَيْهِ، وطيئ تُبْدِلُ الْكَسْرَةَ فَتْحَةً فَتَنْقَلِبُ الْيَاءُ أَلِفًا فَيَصِيرُ بَقَا وَكَذَلِكَ كُلُّ فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ سَوَاءٌ كَانَتْ الْكَسْرَةُ وَالْيَاءُ أَصْلِيَّتَيْنِ نَحْوَ بَقِيَ وَنَسِيَ وَفَنِيَ أَوْ كَانَ ذَلِكَ عَارِضًا كَمَا لَوْ بُنِيَ الْفِعْلُ لِلْمَفْعُولِ فَيَقُولُونَ فِي هُدِيَ زَيْدٌ وَبُنِيَ الْبَيْتُ هُدَا زَيْدٌ وَبُنَا الْبَيْتُ وَبَقِيَ مِنْ الدَّيْنِ كَذَا فَضَلَ وَتَأَخَّرَ وَتَبَقَّى مِثْلُهُ وَالِاسْمُ الْبَقِيَّةُ وَجَمْعُهَا بَقَايَا وَبَقِيَّاتٍ مِثْلُ: عَطِيَّةٍ وَعَطَايَا وَعَطِيَّاتٍ. 
بقي
البَقَاء: ثبات الشيء على حاله الأولى، وهو يضادّ الفناء، وقد بَقِيَ بَقَاءً، وقيل: بَقَي في الماضي موضع بقي، وفي الحديث: «بقينا رسول الله» أي: انتظرناه وترصّدنا له مدة كثيرة، والباقي ضربان: باق بنفسه لا إلى مدّة وهو الباري تعالى، ولا يصحّ عليه الفناء، وباق بغيره وهو ما عداه ويصح عليه الفناء.
والباقي بالله ضربان:
- باق بشخصه إلى أن يشاء الله أن يفنيه، كبقاء الأجرام السماوية.
- وباق بنوعه وجنسه دون شخصه وجزئه، كالإنسان والحيوان.
وكذا في الآخرة باق بشخصه كأهل الجنة، فإنهم يبقون على التأبيد لا إلى مدّة، كما قال عزّ وجل: خالِدِينَ فِيها [البقرة/ 162] .
والآخر بنوعه وجنسه، كما روي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم: «أنّ ثمار أهل الجنة يقطفها أهلها ويأكلونها ثم تخلف مكانها مثلها» ، ولكون ما في الآخرة دائما، قال الله عز وجل: وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى [القصص/ 60] ، وقوله تعالى: وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ
[الكهف/ 46] ، أي:
ما يبقى ثوابه للإنسان من الأعمال، وقد فسّر بأنها الصلوات الخمس، وقيل: سبحان الله والحمد لله ، والصحيح أنها كلّ عبادة يقصد بها وجه الله تعالى ، وعلى هذا قوله: بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ
[هود/ 86] ، وأضافها إلى الله تعالى، وقوله تعالى: فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ
[الحاقة/ 8] . أي: جماعة باقية، أو:
فعلة لهم باقية. وقيل: معناه: بقية. قال: وقد جاء من المصادر ما هو على فاعل ، وما هو على بناء مفعول ، والأوّل أصح.
ب ق ي

ما بقيت منهم باقية، ولا وقتهم من الله واقية. وما لفلان مبقى أي بقاء. وأين للإنسان المبقى؟ وأين للناس المباقي؟ وعليهم بواقي الخراج. واستبقى الأمير الجاني واستحياه إذا عفا عنه فلم يقتله. واستبقى أخاه إذا عفا عن زلله لتبقى مودته. قال النابغة:

ولست بمستبق أخاً لا تلمسه ... على شعث، أي الرجال المهذب؟

وتبقاه بمعنى استبقاه. وفي مثل: " لا ينفعك من زاد تبق، ولا مما هو واقع توق ". وأبقى عليه بقيا وبقية، وهم مباق على قومهم. قال النابغة:

وأخبرتهم أبقوا على الأصل إذ علوا ... على أنهم قدماً مباقٍ على الأصل

ومالي عليه بقيا وبقية، ومالي عليه رعوى ولا بقوى، قال لبيد:

فما بقيا على تركتماني ... ولكن خفتما صرد النبال وقال:

وما صد عني خالد من بقية ... ولكن أتت دوني الأسود الهواصر

وقال:

كلفني حبي للدراهم ... وقلة البقوى على المغارم

خدمة من لست له بخادم

ويقولون: أنشدك الله والبقيا أي أسألك بالله أن تبقي عليّ. وبقينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انتظرناه. وابن المؤذن: انتظره.

ومن المجاز: ركبوا المبقيات، وجنبوا المنقيات، وهي الخيل التي لا يخرجن ما عندهن من الجري فهن أحرى أن لا يلغبن. قال بشر بن أبي حازم:

لدن غدوة حتى أتى الليل دونهم ... وأدرك جري المبقيات لغوبها

وناقة مبقية: لا تعطي الدركلة. قال النضر: هي التي لا تستفرغ غزراً، تحلب نصف العلبة، ليست بصاحبة إثراع المحلب. فإذا نضبت الإبل وبكأت كانت على حالها ذات بقية. والمنقيات السمان ذوات النقي.
بقي
بقِيَ/ بقِيَ بـ/ بقِيَ في/ بقِيَ من يَبقَى، ابْقَ، بَقاءً، فهو باقٍ، والمفعول مبقيّ به
• بقِي الحقُّ وغيرُه: دام وثبَت على وضْعِه زمنًا طويلاً، استمرَّ وجودُه "بقي على قيد الحياة رغم الأخطار/ طريحَ الفراش- {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} " ° بقِيَ حِبْرًا على وَرَق: لم يُنفّذ أو لم يُؤخذ به- بقِيَ على حاله/ بقِيَ على الدهر: استمرّ ولم يتغيّر.
• بقِي بالمكان/ بقِي في المكان: أقام ومكث فيه "بقي في الخارج".
• بقِي من المالِ شيءٌ: فضَل "بقي له من الثَّروة شيء ضئيل- {اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} ". 

أبقى/ أبقى على/ أبقى من يُبقي، أَبْقِ، إبقاءً، فهو مُبْقٍ، والمفعول مُبْقًى
• أبقى الأمرَ ونحوَه: تركه على حاله "من العوامل التي أبقت الشعوب متخلّفة فسادُ الحكم والجهل- {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى. وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى} " ° كالجراد لا يُبقي ولا يذر: التَّعبير عن اشتداد الأمور.
• أبقى على صداقته: حفظها وأدامها، ثبّتها ورعاها "استسلم الأعداء فأبقى القائدُ على حياتهم- أبقى على ماله"? أبقاك الله: حفظك وأطال عُمْرَك- أبقى على فلان: رحمه وأشفق عليه.
• أبقى من ماله: وفّر، ادّخر بعضَه. 

استبقى/ استبقى من يستَبْقي، استَبْقِ، اسْتِبْقاءً، فهو مُسْتَبْقٍ، والمفعول مُسْتَبْقًى
• استبقى الضَّيفَ: أراد بقاءَه "ستظلُّون مستَبْقَيْن/ مستبقِين حتى تظهر براءتُكم" ° استبقى أخاه: صفح عن زلله، لتبقى مودّته.
• استبقى من المال ونحوِه: أبْقى، ترك بعضَه "استبقى من ماله لإنفاقه عند الحاجة". 

بقَّى يبقِّي، بَقِّ، تَبْقيةً، فهو مُبقٍّ، والمفعول مُبقًّى
• بقَّى الطَّعامَ وغيرَه: تركَه وخَلاّهُ "بقّى رصيدًا من حسابه في المصرف". 

تبقَّى/ تبقَّى من يتبقَّى، تَبَقَّ، تبقّيًا، فهو مُتبقٍّ،

والمفعول مُتبقًّى
• تبقَّى الضَّيفَ وغيرَه: حاول إبقاءه.
• تبقَّى من المال: بقِي، فَضَلَ. 

إبقاء [مفرد]: مصدر أبقى/ أبقى على/ أبقى من. 

استبقاء [مفرد]: مصدر استبقى/ استبقى من. 

باقٍ [مفرد]: ج باقون (للعاقل) وبَواقٍ، مؤ باقية، ج مؤ باقيات وبَواقٍ:
1 - اسم فاعل من بقِيَ/ بقِيَ بـ/ بقِيَ في/ بقِيَ من: عكس فانٍ ° باقٍ على قيد الحياة: لا يزال حيًّا.
2 - ثابت بعد زوال غيره "الأيّام الباقية- {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ} ".
3 - (جب) فاضل أو فضلة بعد عمليّة حسابيّة ما، ما يزيد من العدد بعد الطَّرح "باقي القسمة عددٌ صحيحٌ- سأنتظر نصف السّاعة الباقي/ الباقية" ° باقي حساب: ما يبقى مستحقًّا بعد إقفال حساب.
• الباقي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المستأثر بالبقاء والدّوام، وهو نتيجة كونه واجبَ الوجود لذاته، فهو الأوّل بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء. 

باقيَة [مفرد]: ج باقيات وبَواقٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل بقِيَ/ بقِيَ بـ/ بقِيَ في/ بقِيَ من.
2 - ما بقي من الشّيء أو من أصوله " {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} " ° البَقيَّة الباقية: آخر ما تبقَّى.
3 - عملٌ باقي الأثر " {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا}: الثابتات الدَّائمات" ° الحياة الباقيةُ/ الدَّار الباقيةُ: الحياة الآخرة، ما بعد الموت، دار البقاء. 

بَقاء [مفرد]:
1 - مصدر بقِيَ/ بقِيَ بـ/ بقِيَ في/ بقِيَ من ° بقاء الأصلح: استمرار الأنسب، اختيار طبيعيّ للأجناس- البقاء لله: كلمة عزاء- تنازُع البقاء/ تنازُع على البقاء: صراع بين كائنات النوع الواحد للحصول على القوت والغذاء من أجل البقاء والوجود وتكون فيه الغَلَبة للأفضل- دار البقاء: الآخرة، خلاف دار الفناء وهي الحياة في هذه الدنيا- غريزة البقاء: الرَّغبة الفطريَّة في البقاء على قيد الحياة.
2 - مُتَبقٍّ، ما يبقى بعد زوال شيء أو استمرار حياة ظاهرة أو عضو في هيئة ما بعد اختفاء الأسباب التي أدت إلى وجوده، ومنه مخلّفات العادات والتَّقاليد "عارضوا بقاء قانون الطوارئ بعد انتهاء الحرب". 

بُقْيا [مفرد]: ما فضَل، أو ما ادُّخِر ° نَشَدْتُك اللهَ والبُقْيا: أن تستبقى المودّة والتواصل. 

بَقِيَّة [مفرد]: ج بَقايا:
1 - باقية، مابقي من الشّيء أو من أصوله "بقيّة المال/ الثروة- استمعنا إلى بقيّة الحديث- بقايا إنسان قديم- {بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ}: ما ادخره عنده من طاعات وثواب" ° بقايا الشَّيء: ما يتبقى بعد أخذ أو تحطيم أجزاء أخرى.
2 - ما بقِي من مجموعة ما قليلاً أو كثيرًا "وافقت بقيّة دول عدم الانحياز على البيان الختاميّ- حضر المتفوّق أوّلاً ثم جاء بقيّة الطُّلاّب" ° البَقيَّة الباقية: آخر ما تبقَّى.
3 - (كم) ثفالة المادّة ورواسبها وما يبقى منها بعد التَّجربة.
4 - عقل ونظر في الأمور " {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إلاَّ قَلِيلاً} ".
• البقايا المتحجِّرة: (جو) بقايا بعض الحيوانات والنباتات المحفوظة على شكل قالب في الصَّخر، في نفس صلابة المادَّة الحجريَّة أو المعدنيَّة. 

تبْقِية [مفرد]: مصدر بقَّى. 

بقي: في أَسماء الله الحسنى الباقي: هو الذي لا ينتهي تقدير وجوده في

الإستقبال إلى آخر ينتهي إليه، ويعبر عنه بأَنه أَبديّ الوجود. والبَقاء:

ضدّ الفَناء، بَقِيَ الشيءُ يَبْقَى بَقاءً وبَقَى بَقْياً، الأَخيرةُ لغة

بلحرث بن كعب، وأَبقاه وبَقَّاه وتَبَقَّاه واسْتَبْقاه، والاسم

البَقْيَا والبُقْيَا. قال ابن سيده: وأَرى ثعلباً قد حكى البُقْوَى، بالواو وضم

الباء. والبَقْوَى والبَقْيا: إسمان يوضعان موضع الإبْقاء، إن قيل: لم

قلبت العرب لام فَعْلَى إذا كانت اسماً وكان لامها ياء واواً حتى قالوا

البَقْوَى وما أَشبه ذلك نحو التَّقْوَى والعَوَّى

(* قوله «العوَّى» هكذا

في الأصل والمحكم)؟ فالجواب: أَنهم إنما فعلوا ذلك في فَعْلى لأَنهم قد

قلبوا لام الفُعْلَى، إذا كانت اسماً وكانت لامها واواً، ياء طلباً للخفة،

وذلك نحو الدُّنْيا والعُلْيا والقُصْيا، وهي من دَنَوْتُ وعَلَوْتُ

وقَصَوْت، فلما قلبوا الواو ياء في هذا وفي غيره مما يطول تعداده عوَّضوا

الواو من غلبة الياء عليها في أَكثر المواضع بأَن قلبوها في نحو البَقْوَى

والثَّنْوَى واواً، ليكون ذلك ضرباً من التعويض ومن التكافؤ بينهما. وبقي

الرجلُ زماناً طويلاً أَي عاش وأَبقاه الله. الليث: تقول العرب

(* قوله

«الليث تقول العرب إلخ» هذه عبارة التهذيب وقد سقط منها جملة في كلام

المصنف ونصها: تقول العرب نشدتك الله والبقيا وهي البقية، أبو عبيد عن

الكسائي قال: البقوى والبقيا هي الإبقاء مثل الرعوى إلخ). نَشَدْتُك الله

والبُقْيَا؛ هو الإبقاء مثل الرَّعْوى والرُّعْيا من الإرْعاء على الشيء، وهو

الإبْقاء عليه. والعرب تقول للعدوّ إذا غَلَبَ: البَقِيَّةَ أَي

أَبْقُوا علينا ولا تستأْصلونا؛ ومنه قول الأَعشى:

قالوا البَقِيَّة والخَطِّيُّ يأْخُذُهم

وفي حديث النجاشي والهجرة: وكان أَبْقَى الرجلين فينا أَي أَكثر إبقاء

على قومه، ويروى بالتاء من التُّقى. والباقِيةُ توضع موضع المصدر. ويقال:

ما بَقِيَتْ منهم باقِيةٌ

ولا وَقاهم الله من واقِيَة. وفي التنزيل العزيز: فهل تَرى لهم من

باقية؛ قال الفراء: يريد من بَقاء. ويقال: هل ترى منهم باقياً، كل ذلك في

العربية جائز حسن، وبَقِيَ من الشيء بَقِيَّةٌ. وأَبْقَيْتُ على فلان إذا

أَرْعَيْتَ عليه ورَحِمْتَه. يقال: لا أَبْقَى اللهُ عليك إن أَبْقَيْتَ

عليَّ، والإسم البُقْيَا؛ قال اللَّعِين:

سَأَقْضِي بين كَلْبِ بَني كُلَيْبٍ،

وبَيْنَ القَيْنِ قَيْنِ بَني عِقَالِ

فإنَّ الكلبَ مَطْعَمُه خَبيثٌ،

وإنَّ القَيْنَ يَعْمَلُ في سِفَالِ

فما بُقْيَا عليّ ترَكْتُماني،

ولكنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبالِ

وكذلك البَقْوى، بفتح الباء. ويقال: البُقْيَا والبَقْوَى كالفُتْيا

والفَتْوَى؛ قال أَبو القَمْقام الأَسَدِيُّ:

أُذَكِّرُ بالبَقْوَى على ما أَصابَني،

وبَقْوايَ أَنِّي جاهِدٌ غَير مُؤتَلي

واسْتَبْقَيتُ من الشيء أَي تركت بعضه. واسْتبقاه: اسْتَحْياه، وطيِّءٌ

تقول بَقَى وبَقَتْ مكان بَقِيَ وبَقيَتْ، وكذلك أَخواتها من المعتل؛ قال

البَولاني:

تَسْتَوْقِدُ النَّبْلَ بالحَضِيضِ، وتَصْـ

ـطادُ نُفُوساً بُنَتْ على الكَرَمِ

أَي بُنِيَتْ، يعني إذا أَخطأَ يُورِي النارَ. والبقيَّةُ: كالبَقْوَى.

والبِقيَّة أَيضاً: ما بقي من الشيء. وقوله تعالى: بَقِيَّةُ الله خير

لكم. قال الزجاج: معناه الحالُ التي تبقى لكم من الخير خير لكم، وقيل: طاعة

الله خير لكم. وقال الفراء: يا قوم ما أُبقي لكم من الحلال خير لكم،

قال: ويقال مراقبة الله خير لكم. الليث: والباقي حاصل الخَراج ونحوه، ولغة

طيء بَقَى يَبْقى، وكذلك لغتهم في كل ياء انكسر ما قبلها، يجعلونها أَلفاً

نحو بَقَى ورَضَى وفَنَى؛ وقوله عز وجل: والباقياتُ الصالحاتُ خير عند

ربك ثواباً؛ قيل: الباقيات الصالحات الصلوات الخمس، وقيل هي الأَعمال

الصالحة كلها، وقيل: هي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أَكبر.

قال: والباقيات الصالحات، والله أَعلم، كل عمل صالح يَبْقَى ثوابه.

والمُبْقِياتُ من الخيل: التي يَبْقَى جَريُها بعد انقطاع جَرْي الخيل؛

قال الكَلْحَبةُ اليَرْبوعِيُّ:

فأَدْرَكَ إبْقاءَ العَرادَةِ ظَلْعُها،

وقد جَعَلَتْني من حزِيمةَ إصْبَعا

وفي التهذيب: المُبْقِياتُ من الخيل هي التي تُبْقِي بعضَ جَريها

تَدَّخِره. والمُبْقِياتُ: الأَماكن التي تُبقِى ما فيها من مناقع الماء ولا

تشربه؛ قال ذو الرمة:

فلما رَأَى الرَّائي الثُّرَيَّا بسُدْفةٍ،

ونَشَّتْ نِطافُ المُبْقِياتِ الوقائع

واسْتَبْقى الرجلَ وأَبقى عليه: وجب عليه قتل فعفا عنه. وأَبْقيْتُ ما

بيني وبينهم: لم أُبالغ في إفساده، والإسم البَقِيَّةُ؛ قال:

إنْ تُذْنِبُوا ثم تأْتِيني بَقِيَّتُكم،

فما عليَّ بذَنْبٍ منكُم فَوْتُ

أَي إبقاؤكم: ويقال: اسْتَبْقَيْتُ فلاناً إذا وجب عليه قتل فعفوت عنه.

وإذا أَعطيت شيئاً وحَبَسْتَ بعضَه قلت: استبقيت بعضه. واسْتَبْقَيْتُ

فلاناً: في معنى العفو عن زلله واسْتِبْقاء مودَّته؛ قال النابغة:

ولَسْتَ بمُسْتَبْقِ أَخاً لا تَلُمُّه

على شَعَثٍ، أَيُّ الرجالِ المُهَذَّبُ؟

وفي حديث الدعاء: لا تُبْقِي على من يَضْرَعُ إليها، يعني النار. يقال:

أَبْقَيْت عليه أُبْقِي إبْقاءً إذا رحمته وأَشفقت عليه. وفي الحديث:

تَبَقَّهْ وتوَقَّهْ؛ هو أَمر من البقاء والوِقاء، والهاء فيهما للسكت، أَي

اسْتَبْق النفسَ ولا تُعَرِّضْها للهَلاك وتحرّز من الآفات. وقوله تعالى:

فلولا كان من القرون من قبلكم أُولو بَقِيَّة ينهون عن الفساد؛ معناه

أُولو تمييز، ويجوز أُولوا بقية أُولو طاعة؛ قال ابن سيده: فسر بأَنه

الإبقاء وفسر بأَنه الفَهْم، ومعنى البَقِيَّة إذا قلت فلان بَقِيَّة فمعناه

فيه فَضْل فيما يُــمْدَحُ به، وجمع البَقِيَّة بقايا. وقال القتيبي: أُولو

بَقِيَّة من دِينِ قوم لهم بَقِيَّة إذا كانت بهم مُسْكَة وفيهم خير. قال

أَبو منصور: البَقيَّة اسم من الإبْقاء كأَنه أَراد، والله أَعلم، فلولا

كان من القرون قوم أُولوا إبقاء على أَنفسهم لتمسكهم بالدين المرضي،

ونصب إلا قليلاً لأَن المعنى في قوله فلولا كان فما كان، وانتصاب قليلاً على

الانقاع من الأَول. والبُقْيَا أَيضاً: الإبْقاءُ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

فلولا اتِّقاءُ الله بُقْيايَ فيكما،

لَلُمْتُكما لَوْماً أَحَرَّ من الجَمْرِ

أَراد بُقْيايَ عليكما، فأَبدل في مَكانَ على، وأَبدل بُقْيايَ من اتقاء

الله. وبَقَاهُ بَقْياً: انتظره ورَصَدَه، وقيل: هو نظرك إليه؛ قال

الكُمَيْت وقيل هو لكثير:

فما زلْتُ أَبْقِي الظُّعْنَ، حتى كأَنها

أَواقِي سَدىً تَغْتالهُنَّ الحَوائِكُ

يقول: شبهت الأَظْعَان في تباعدها عن عيني ودخولها في السراب بالغزل

الذي تُسْديه الحائكةُ فيتناقص أَوَّلاً فأَوّلاً. وبَقَيْتُه أَي نظرت

إليها وترقبته. وبَقِيَّةُ الله: انتظارُ ثوابه؛ وبه فسر أَبو عليّ قوله:

بقيةُ الله خير لكم إن كنتم مؤمنين، لأَنه وإنما ينتظر ثوابه من آمن به.

وبَقِيَّةُ: اسم. وفي حديث معاذ: بَقَيْنا رسولَ الله وقد تأَخر لصلاة

العَتَمة، وفي نسخة: بَقَيْنا رسولَ الله في شهر رمضان حتى خَشينا فوتَ

الفَلاح أَي انتظرناه. وبَقَّيْتُه، بالتشديد، وأَبقيَته وتَبَقَّيْتُه كله

بمعنى. وقال الأَحمر في بَقَيْنا: انتظرنا وتبصرنا؛ يقال منه: بَقَيْتُ

الرجلَ أَبْقِيه أَي انتظرته ورَقَبْتُه؛ وأَنشد الأَحمر:

فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتِها،

جُنْحُ النَّواصِي نَحْوَ أَلْوِياتِها،

كالطَّير تَبقي مُتَداوِِماتِها

يعني تنظر إليها. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، وصلاة الليل:

فبَقَيْتُ كيف يصلي النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وفي رواية: كراهة أَن

يَرَى أَني كنت أَبْقِيه أَي أَنْظُره وأَرْصُده. اللحياني: بَقَيْتُه

وبَقَوْتُه نظرت إليه، وفي المحكم: بَقَاه بعينه بَقَاوَةً نظر إليه؛ عن

اللحياني. وبَقَوْتُ الشيءَ: انتظرته، لغة في بَقَيْتُ، والياء أَعلى.

وقالوا: ابْقُهْ بَقْوَتَك مالَك وبَقَاوَتَك مالَك أَي احفظه حفْظَك

مالَك.

سفسر

[سفسر] قال أبو عبيد: السفسير بالفارسية: السمسار. وأنشد للنابغة : وقارفت وهى لم تجرب وباع لها * من الفصافص بالنمى سفسير وقال ابن السكيت السفسير: الفيج والتابع.
[سفسر] نه: في ح أبى طالب يــمدح النبى صلى الله عليه وسلم:
فإني والضوابح كل يوم ... وما تتلوا "السفاسرة" الشهور
السفاسرة أصحاب الأسفار وهى الكتب.

سفسر: السِّفْسِيرُ: الفَيْجُ والتابِعُ ونحوه. ابن سيده: السِّفْسِيرُ

الذي يقوم على الناقة؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ:

وفَارَقَتْ، وَهْي لَمْ تَجْرَبْ وباعَ لَها

مِنَ الفَصَافِصِ بالنمِّيِّ سِفْسِيرُ

وقيل: هو الذي يقوم على الإِبل ويصلح شأْنها، وقيل: هو السمسار؛ قال

الأَزهري: وهو معرّب، وقيل: هو القيم بالأَمر المصلح له، وأَنكر أَن يكون

بَيَّاعَ القَتِّ. وفي التهذيب: قال الأَصمعي في قول النابغة:

وفارقت وهي لم تجرب

(البيت) قال: باع لها اشترى لها. سفسير يعني السمسار. وقال المؤرِّج:

السفسير العَبْقَرِيُّ، وهو الحاذق بِصِناعَتِه من قوم سَفاسِرة

وعَباقِرَة. ويقال للحاذق بأَمر الحَديد: سِفْسِيرٌ؛ قال حميد بن ثور:

بَرَتْهُ سَفَاسِيرُ الحَدِيدِ فَجَرَّدَتْ

وَقِيعَ الأَعالي، كانَ في الصَّوْتِ مُكْرِمَا

قال ابن الأَعرابي: السِّفْسِيرُ القَهْرَمانُ في قول أَوس. والسفسير:

الحُزْمَةُ من حُزَمِ الرَّطْبَة التي تعلفها الإِبل، وأَصل ذلك فارسي.

وفي حديث أَبي طالب يــمدح النبي، صلى الله عليه وسلم:

فَإِنِّي والسَّوابِحَ كُلَّ يَوْمٍ،

وما تَتْلو السَّفاسِرَةُ الشُّهُودُ

السفاسرة: أَصحاب الأَسفار وهي الكتب.

سفسر
: (السِّفْسِيرُ، بالكَسْرِ: السِّمْسَارُ) ، قَالَ الأَزهريّ: مُعَرّب، وَهِي كلمة (فارِسِيّة) ، وَبِه فَسَّر الأَصْمَعِيّ قولَ النابِغَةِ:
وَقَارَفَتْ وهْي لم تَجْرَبْ وباعَ لَهَا
من الفَصَافِص بالنُّمِّيّ سِفْسِيرُ
قَالَ: باعَ لَهَا: اشْتَرَى لَهَا. سِفْسِيرٌ يَعْنِي السِّمْسَارَ، كَذَا فِي التّهْذِيبِ والصّحاح، وَعزا ابنُ سِيده هاذا البَيْتَ إِلى أَوسِ بن حَجَر، وَمثله للصّاغانيّ.
(و) قيل: السِّفْسِيرُ: (الخَادِمُ) فِي قَول أَوْس.
(و) قيل: السِّفْسِيرُ: (التّابِعُ) وَنَحْوه.
(و) قيل: هُوَ (القَيِّمُ بالأَمْرِ المُصْلِحُ لَهُ) ، قَالَه الأَزهريّ، (وَكَذَا) القَيِّمُ (بالنّاقَةِ) ، أَي الّذِي يَقُومُ عَلَيْهَا، ويُصْلِحُ شَأْنَهَا، وَبِه فَسّرَ ابنُ سِيده قولَ أَوْس.
(و) السِّفْسِيرُ: (الرَّجُلُ الظَّرِيفُ) . (و) قَالَ المُؤَرِّجُ: هُوَ (العَبْقَرِيّ) ، وَهُوَ (الحاذِقُ بِصناعَتِه) ، من قوم سَفاسِرَةٍ وعَبَاقِرَةٍ. (و) قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: السِّفْسِيرُ: (القَهْرَمانُ) ، فِي قولِ أَوْسِ السّابق. (و) السِّفْسِيرُ: (العالِمُ بالأَصْواتِ) الحاذِقُ بهَا. (و) يُقال للحاذِقِ (بِأَمْرِ الحَدِيدِ) : سِفْسِيرٌ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
بَرَتْهُ سَفَاسِيرُ الحَدِيدِ فَجَرَّدَتْ
وَقِيعَ الأَعالِي كانَ فِي الصَّوْتِ مُكْرِمَا
(و) قِيلَ: السِّفْسِيرُ: (الفَيْجُ) وَهُوَ مُعَرّب بيك، وَقد تقَدَّم فِي الْجِيم.
(و) قيل: السِّفْسِيرُ: (الحُزْمَةُ مِنْ حُزَمِ الرُّطْبَةِ) الَّتِي (تُعْلَفُهَا الإِبِلُ) ، معَرّبة، (ج سَفَاسِيرُ، وسَفَاسِرَةٌ) .
(والسِّفْسَارُ) ، بِالْكَسْرِ: (الجِهْبِذُ، رُومِيَّة) وَقَالَ الفَرّاءُ: السِّفْسَارُ: السِّفْسِيرُ.
وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
السِّفْسِيرُ، بِالْكَسْرِ: بيّاع القَتِّ، وأَنكَرَه الأَزْهَرِيّ.
والسَّفَاسِرَةُ: أَصحابُ الأَسْفَارِ، وَهِي الكُتُب، وَبِه فُسِّر قولُ أَبي طالِبٍ يــمدحُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فإِنّي والسَّوابِحَ كُلَّ يَوْمٍ
ومَا تَتْلُو السَّفَاسِرَةُ الشُّهُودُ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:.

الهَنِيّ والمَريّ

الهَنِيّ والمَريّ:
معناهما معلوم: نهران بإزاء الرقّة والرافقة حفرهما هشام بن عبد الملك وأحدث فيهما واسط الرّقة ثم إن تلك الضيعة أعني الهني والمري قبضت في أول الدولة العباسية وانتقلت إلى أمّ جعفر وزادت في عمارتها، قال ذلك البلاذري، وقال جرير يــمدح هشاما:
أوتيت من جذب الفرات جواريا، ... منها الهنيّ وسايح في قرقرى
وهما يسقيان عدة بساتين مستمدهما من الفرات ومصبّهما فيه، وفيهما يقول الصنوبري:
بين الهنيّ إلى المر ... يّ إلى بساتين النقار
فالدير ذي التلّ المكلّ ... ل بالشقائق والبهار
وقال الصنوبري أيضا يذكره ويذكر دير زكّى:
من حاكم بين الزمان وبيني ... ما زال حتى راضني بالبين
وأنا وربعيّ اللذين تأبّدا ... لا عجت بينهما على ربعين
ما لي نأيت عن الهنيّ وكنت لا ... أسطيع أنأى عنه طرفة عين؟
يا دير زكّى كنت أحسن مألف ... مرّ الزمان به على الفين
وبنفسي البرج الذي انكشفت لنا ... جنباته عن عسجد ولجين
لو حمّل الثقلان ما حمّلت من ... شوق لأثقل حمله الثقلين

أَنث

أَنث
: ( {آنَثَت المَرْأَةُ} إِيناثاً) إِذا (وَلَدَتْ أُنْثَى) وَفِي بعض: {الإِناثَ، (فَهِيَ} مُؤْنِثٌ. ومُعْتادَتُهَا) أَي إِذا كَانَ لَهَا ذَلِك عَادَةً فَهِيَ ( {مئنَاثٌ) والرَّجُلُ} مِئنَاثٌ أَيضاً؛ لأَنَّهُمَا يَسْتَويانِ فِي مِفْعَال، ويقابِلُه الْمِذْكارُ، وَهِي الَّتِي تَلِد الذُّكُورَ كثيرا.
(و) من الْمجَاز: ( {الأَنِيثُ) من (الحَدِيدِ) : مَا كانَ (غير الذَّكَرِ) وحَدِيدٌ} أَنِيثٌ: غيرُ ذَكَرٍ.
ونَزَعَ {أَنِيثَه، ثمَّ ضَرَبَه تَحت} أُنْثَيَيْهِ.
وَفِي اللِّسَان: الأَنِيثُ من السُّيُوف: الَّذِي من حَديدٍ غيرِ ذَكَرٍ، وَقيل: هُوَ نَحْوٌ من الكَهَامِ. قَالَ صَخْرُ الغَيِّ: فيُعْلِمُهُ بَأَنَّ العَقْلَ عندِي
جُرَازٌ لَا أَفَلُّ وَلَا أَنِيثُ
أَي لَا أُعطِيه إِلاّ السَّيْفَ القَاطِعَ، وَلَا أُعطِيه الدِّيَةَ.
وسيفٌ {أَنِيثٌ: وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بِقاطِعٍ.
(و) من الْمجَاز: (} المُؤَنَّثُ) من الرِّجَالِ (: المُخَنَّثُ) شِبْهُ المَرْأَةِ فِي لِينِهِ، ورِقَّةِ كَلامِه، وتَكَسُّر أَعضَائِه ( {كالمِئْناث) } والمِئْنَاثَةِ، {والأَنِيثِ.
وبعضُهُم يَقُول:} تَأَنَّثَ فِي أَمْرِه وتَخَنَّثَ، وَقَالَ الكُمَيْتُ فِي الرَّجُلِ {الأَنِيث:
وشَذَّبْتُ عَنْهُمْ شَوْكَ كُلِّ قَتَادَةٍ
بِفَارِسَ يَخْشَاهَا الأَنِيثُ المُغَمَّرُ
(} والأُنْثَيَانِ: الخُصْيَتانِ) .
(و) فِي الأَساسِ: وَمن الْمجَاز: ونَزَعَ {أُنْثَيَيْه وضَرَبه تَحْتَ} أُنْثَيَيْهِ، {الأُنْثَيَانِ: (الأُذُنَانِ) ، يَمَانِيَة،} والأُنوثَةُ فيهِما من {تَأْنِيثِ الاسْمِ. وأَنشد الأَزْهَرِيّ لذِي الرُّمّة:
وكُنّا إِذا القَيْسِيُّ نَبَّ عَتُودُه
ضَرَبْنَاهُ فوقَ} الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ
وَفِي أَصْلِ الجَوْهَرِيّ: العَبْسِيّ، وَهُوَ خَطَأٌ. قَالَ: يَعني الأُذُنَيْنِ؛ لأَنَّ الأُذُنَ {أُنْثَى، وأَورده الجَوْهَرِيّ (على مَا أَورده الأَزهري) لذِي الرُّمّة وَلم يَنْسُبْه لأَحَدٍ.
قَالَ ابْن بَرِّيّ: البيتُ للفَرَزْدَق، قَالَ: والمَشْهُور فِي الرّوايةِ:
وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّر خَدَّهُ
كَمَا أَورَدَه ابنُ سِيده.
(و) الأُنْثَيانِ، من أَحياءِ العَرَب (: بَجِيلَةُ وقُضَاعَةُ) ، عَن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابيّ، وأَنشد للكُمَيْت:
فيا عَجَباً} للأُنْثَيَيْنِ تَهَادَتَا
أَذَاتِيَ إِبْرَاقَ البَغَايَا إِلى الشَّرْبِ
(و) من المَجَاز: قَالَ الكِلاَبيّ: (أَرْضٌ! أَنِيثَةٌ ومِئْناثٌ: سَهْلَةٌ مِنْباتٌ) . (سقط: خَلِيقَة بالنبات، لَيست بغليظة، وَفِي الصِّحَاح: تنْبت البقل سهلة.
وبلد أنيث: لين سهل. حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.
وَمَكَان أنيث، إِذا أسْرع نَبَاته وَكثر، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
بميث أنيث فِي رياض دمثة
تحيل سواقيها بِمَاء فضيض
وَمن كَلَامهم: بلد أنيث دميث، طيب الريعة مرت الْعود.
وَزعم ابْن الْأَعرَابِي: أَن الْمَرْأَة إِنَّمَا سميت أُنْثَى من الْبَلَد الأنيث، قَالَ لِأَن الْمَرْأَة أَلين من الرجل، وَسميت أُنْثَى للينها، قَالَ ابْن سَيّده: فَأصل هَذَا الْبَاب - على قَوْله - إِنَّمَا هُوَ الأنيث الَّذِي هُوَ اللين.
(و) من الْمجَاز: ( {أنثت لَهُ) فِي الْأَمر (} تأنيثا، {وتأنثت، لنت) لَهُ، وَلم أتشدد.
(} وَالْإِنَاث) بلاكسر (: جمع {الْأُنْثَى) وَهُوَ خلاف الذّكر من كل شَيْء وَجمع الْجمع} أنث، كحمار وحمر، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز (إِن يدعونَ من دونه إِلَّا {إِنَاثًا) [سُورَة النِّسَاء: 117] وقرىء " إِلَّا} أُنُثاً " جمع {إناث مثل نمار ونمر، وَقَرَأَ ابْن عَبَّاس: إِن يدعونَ من دونه إِلَّا أنثا. قَالَ الْفراء: هُوَ جمع الوثن (} - كالأناثي) كعذارى، جَاءَ ذَلِك فِي الشّعْر (و) من قَرَأَ: إِلَّا إِنَاثًا، أَرَادَ (الْموَات) الَّذِي هُوَ خلاف الْحَيَوَان (كالشجر وَالْحجر) والخشب، عَن اللحياني.
وَعَن الْفراء تَقول الْعَرَب: اللات والعزى، وأشباههما، من الْآلهَة! المؤنثة.
(و) الْإِنَاث (: صغَار النُّجُوم) .
(و) يُقَال: هَذِه (امْرَأَة أُنْثَى) إِذا مدحــت بِأَنَّهَا (كَامِلَة) من النِّسَاء، كَمَا يُقَال: رجل ذكر، إِذا وصف بالكمال، وَهُوَ مجَاز.) (و) من الْمجَاز أَيضاً: (سَيْفٌ) أَنِيثٌ، و ( {مِئْنَاثٌ} ومِئْنَاثَةٌ) بالهاءِ، وَهَذِه عَن اللِّحْيَانيّ، وكذالك مُؤَنَّثٌ، أَ (كَهَامٌ) ، وكذالك {مُؤَنَّثٌ، أَي (كَهَامٌ) ، وذالك إِذا كانَتْ حَدِيدَتُه لَيِّنةً،} تأْنيثُه على إِرادَةِ الشَّفْرَةِ، أَو الحَديدَةِ أَو السِّلاح.
وَقَالَ الأَصْمَعيّ: الذَّكَرُ من السُّيُوف: شَفْرَتُه حديدٌ ذَكَرٌ، وَمَتْنَاهُ أَنِيثٌ. يَقُول الناسُ: إِنَّها من عَمَلِ الجِنّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ ابنُ السِّكّيت: يُقال: هاذا طَائِر {وأُنْثَاهُ، وَلَا يُقَال: أُنْثَاتُه.
وَقد} أَنَّثْتُه {فتَأَنَّثَ.
والأُنْثَى: المَنْجَنِيقُ، وَقد جاءَ فِي قَول العَجّاجِ.
وكُلُّ أُنْثَى حَمَلَتْ أَحْجَارَا
} وأُنْثَيَا الفَرَسِ: رَبَلَتَا فَخِذَيْهَا، قالَ الشّاعر فِي صفة الفَرَسِ:
تَمَطَّقَتْ {أَنَيْثَيَاهَا بِالعَرَقْ
تَمَطُّقَ الشَّيْخِ (العَجُوزِ) بالمَرَقْ
وسَيْفٌ مُؤَنَّثٌ، كالأَنِيثِ. أَنشدَ ثَعْلَب:
وَمَا يَسْتَوِي سَيْفَانِ: سَيْفٌ مُؤَنَّثٌ
وسَيْفٌ إِذا مَا عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّمَا
ورَوِيَ عَن إِبراهيمَ النَّخَعِيّ أَنه قَالَ: كَانُوا يَكرَهون المُؤنَّث من الطيِّبِ، وَلَا يَرَوْن بِذُكُورَتِهِ بَأساً. قَالَ شَمِرٌ: أَرادَ} بالمُؤَنّثِ طِيبَ النِّسَاءِ، مثل: وأَمّا ذُكُورَةُ الطِّيب: فَمَا لَا لَونَ لَهُ. مثل: الغَالِيَةِ والكَافُورِ والمِسْكِ والعُودِ والعَنْبَرِ ونحوِها من الأَدْهَانِ الَّتِي لَا تُؤَثِّر، كَذَا فِي اللِّسَان.

زوي

زوي


زَوَى(n. ac. زَيّ
زُوِيّ )
a. Removed, displaced; put aside.
b. Hid, concealed.
c. Folded, rolled up.
d. Put, placed in a corner.

زَوَّيَa. Withdrew into a corner.
b. Lived in retirement.
c. Invested with a garb.

تَزَوَّيَa. see II (a) (b).
إِنْزَوَيَa. see II (a) (b)
c. Was contracted, shrank.

زَاوِيَة [] (pl.
زَوَايَا)
a. Corner; edge; angle.
b. T.
Square (tool).
c. Monastery; hermitage.
d. Endowed school.

زَِيّ
a. Garb, guise; dress; appearance, aspect.

زَيَّك
a. [ coll. ], How do you do : how
is your aspect?
زوي: وزَوَيْتُ الشَّيْءَ عن موضعه زَيّاً، في حال التَّنْحية وفي حالٍ الانْقِباض، كقوله :

يزيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ عنّي كأنما ... زوى بين عينيه عليَّ المَحاجِمُ

أي: قبض، وزوى فهو: مَزْويّ. وتزوّتِ الجِلْدة في النّار، أي: تَقَبَّضَتْ من مَسِّها. وزاويةُ البيتِ اشتُقّتْ منه، [يقال] : تَزَوَّى فلانٌ في زاويةٍ. والزاوية: موضع بالبصرة. 
ز و ي

أدركه زوّ المنية: قدرها. وكان تواً، فصار زواً: زوجاً. وركبوا في الزو وهو اسم لمجموع سفينتين تقرنان. وزوى وجهه، وفي وجهه مزاو. وأسمعه كلاماً فانزوى له ما بين عينيه، وزوى ما بين عينيه. وانزوت الجلدة في النار وتزوت: تقبضت. وزويت لي الأرض. وتزوى في الزاوية. وتقول: لا تزال في الزاوية، كأنك من أهل الزاوية؛ وهو موضع بالبصرة.

ومن المجاز: زوى المال وغيره: اختاره. وزوى عني حقه. وزوى الرجل الميراث عن ورثته: عدل به عنهم. وقد انزويت عنا أي انقبضت فلا تباسطنا.
ز و ي : زَوَيْتُهُ أَزْوِيهِ جَمَعْتُهُ وَزَوَيْتُ الْمَالَ عَنْ صَاحِبِهِ زَيًّا أَيْضًا وَزَاوِيَةُ الْبَيْتِ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهَا جَمَعَتْ قُطْرًا مِنْهُ.

وَالزِّيُّ بِالْكَسْرِ الْهَيْئَةُ وَأَصْلُهُ زِوْيٌ وَزِيُّ الْمُسْلِمِ مُخَالِفٌ لِزِيِّ الْكَافِرِ وَقَالُوا زَيَّيْتُهُ بِكَذَا إذَا جَعَلْتَهُ لَهُ زِيًّا وَالْقِيَاسُ زَوَّيْتُهُ لِأَنَّهُ مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ لَكِنَّهُمْ حَمَلُوهُ عَلَى لَفْظِ الزِّيِّ تَخْفِيفًا. 
[ز وي] زَوَي الشَّيَْ زَيّا وزُوِياً، فَانَزَوَي: نَحَّاه فَنَنَحَّي. وزَوَاهُ: قَبَضًه، وفي الحَديثِ: ((زُوِيَتْ لي الأَرْضُ)) . وزَوَي مَا بَيْنَ عَيْنَيْه فانْزَوَي: جَمَعَه فَاجْتمَعَ، قَالَ الأَعْشَي:

(يَزِيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ عَنِّي كَأَنَّما ... زَوَي بَيْنَ عَيْنَيْه عَلَىَّ المَحاجِمُ)

(فَلا يَنْبَسطْ من بَيْن عَيْنَيكَ ما انْزَوَى ... ولا تَلْقَني إلاّ وأَنْفَكَ رَاغَمُ ... ) وانْزَوَتِ الجِلْدَةُ في النّارِ: تَقَبَّضَتْ. وزَوَي عنه سِرَّه: طَوَاه. وزَاوِيَةُ البَيْتِ: رُكْنُه، والجَمْعُ: الزَّوايَا. وتَزَوَّي: صَارَ فيها. والزَّاوِيَةُ: مَوْضِعٌ بالبَصْرَةِ. والزّايُ: حَرفًُ هِجاءٍ، قَالَ ابنُ جِنِّي: مَن لَفظَ بها ثُلاثِيّةً فَألِفُها يَنْبَغِي أَن تكونَ مُنقَلِبَةً عن وَاوٍ، ولامُه ياءٌ، فَهْوَ مِنْ لَفْظِ زَوِيْتُ، إلاّ أنَّ عَينَه اعْتَلَّتْ وسَلِمَتْ لامُه، ولَحِقَ ببَابِ غَايٍ، وطايٍ، ورَايٍ، وثَايٍ، وآيٍ في الشُّذُوذِ، لاعْتِلال عَيْنِه وصِجَّةِ لامِه، واعْتِلالُها أَنًّها مَتَى أُغْرِبَتْ فَقِيلَ: هَذه زَايٌ حَسَنَةٌ، وكَتَبْتُ زَاياً صَغِيرةً، أًَو نَحو ذَلك، فإنَّها بَعدَ ذلكَ مُلْحقَةٌ في الإعلالِ بِبابِ رَاى وغَاي؛ لأَنَّه ما دَامَ حَرفَ هِجاءٍ فَألِفُه غَيرُ مُنقَلِبَةٍ، ولهذَا كَانَ عِندِي قَولُهم - في التَّهَجِّي -: زَايٌ أَحْسَنَ من غَايٌ وطَايٍ، لأَنَّه مَا دَامَ حَرفاً فهو غَيرُ مُتَصَرِّفٍ، وألِفُه غَيْر مَقْضِيٍّ عَلَيْها بالانْقِلابِ، وغَايٌ وبَابَه يَتَصرَّفُ بالانْقِلابِ، وإعْلالُ العَينِ وتَصْحيحُ اللامِ جَارٍ علَيه، ومَعْروفٌ فيه، ولَوِ اشْتَقَتْتَ مِنها فَعَّلْتُ لَقُلْتَ: زَوَّيْتُ، هذا مَذْهِبُ أَبي عَلِيٍّ، ومَنْ أَمَالَها قَالَ: زَبَّيْتُ زَاياً، فَإِنْ كَِسَّرْتَه عَلَى أَفْعالِ قُلْتَ: أَزواءٌ وعَلَِى قَوْلِ غَيرِه: أَزْياءٌ. إنْ صَحَّتْ إِمَالَتُها، وإنْ كَسَّرْتَها عَلَى أَفْعْلٍ قُلْتَ: أَزْوٍ، وأَزْيٍ على المَذْهَبَيْنِ.
زوي
زوَى يَزوِي، ازْوِ، زَيًّا وزُوِيًّا، فهو زاوٍ، والمفعول مَزْويّ
• زوَى وجهَه: نحَّاه وصرفه.
• زوَى الشَّيءَ: قبضه، جمعه "زوى السِّرَّ في نفسه- زوى أحزانه في قلبه- زُوِيَتْ لِيَ الأَرْضُ [حديث] ".
• زوَى السِّرَّ عنه: أخفاه عنه وكتمه.
• زوَى ما بين عينيه: قطَّب وعبَس "يزوي ما بين عينيه عندما لا يعجبه الكلام".
• زوَى عنه حقَّه: منعه إياه. 

انزوى/ انزوى إلى يَنزوِي، انْزَوِ، انزواءً، فهو مُنزوٍ، والمفعول مُنْزَوًى إليه
• انزوى فلانٌ:
1 - صار في زاوية "انزوَى في ركن المسجد".
2 - اختلى بنفسه وانعزل عن الآخرين "شابٌّ منزوٍ- انزوى خجلاً".
3 - انكمش، انقبض وتجمَّع "انزوى في جلده- انزوى مابين عينيه".
• انزوى القومُ بعضهم إلى بعض: تقاربوا وتضامّوا. 

انْزواء [مفرد]: مصدر انزوى/ انزوى إلى. 

تزوية [مفرد]: (هس) تشكُّل أو تكوُّن الزوايا. 

زاوِية [مفرد]: ج زاويات وزَوايا:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل زوَى.
2 - ركن البناء "زاوية البيت" ° حَجَر الزَّاوية: الشيء الأساسي في الأمر، الجانب المهمّ في الموضوع.
3 - مسجد غير جامع ليس له منبر.
4 - مأوى للفقراء والمتصوفة "زاوية سيِّدي البدويّ".
5 - آلة ذات ضلعين مستقيمين متصلين يُحدث اتصالهما زاوية قائمة يستعملها النّجارون والبنّاءون.
6 - وجهة، ناحية "تناول المسألة من زاوية جديدة".
7 - (هس) انفراج حاصل من تلاقي مستقيمين يُسمَّيان ضلعي الزَّاوية.
• الزَّاوية الحرجة: الزَّاوية الصُّغرى للسُّقوط التي من الممكن أن ينحرف الشُّعاع الضَّوئيّ عندها بشكل تامّ بين وسطين.
• زاويتان متجاورتان: (هس) زاويتان مشتركتان في رأس واحد وضلع واحد.
• زوايا التَّصوير السِّينمائيّ: (فن) قفزات بالكاميرا تكسب المَشَاهِد الملتقطة تنويعًا ودقّة.
• زاوية رأسيَّة: (هس) إحدى الزاويتين اللتين تتشكلان بتقاطع خطين وتتقابلان عند نقطة التقاطع.
• زاوية مستوية: (هس) زاوية تتشكّل بخطين مستقيمين بنفس المستوى.
• مِضْباط الزَّاوية: أداة تستخدم لتوجيه المنشار اليدويّ في قطع الأخشاب وإيلاج بعضها ببعض عند زاوية قائمة عادة أو قطع الأخشاب بالعرض.
• الزّاوية الحادَّة: (هس) زاوية تقلّ درجتها عن 90 درجة.
• الزّاوية القائمة: (هس) زاوية درجتها تساوي 90 درجة.
• الزّاوية المنفرجة: (هس) زاوية تزيد درجتها عن 90 درجة وتقل عن 180 درجة.
• الزّاوية المستقيمة: (هس) زاوية درجتها180 درجة.
• زاوية منعكسة/ زاوية معكوسة: (هس) زاوية درجتها أكبر من 180 درجة وأقلّ من 360 درجة.
• الزَّاوية المتبادلة: (هس) واحدة من زاويتين غير مُتجاورتين على جوانب متقابلة لخَطّ مُستعرض يَقطع خطين متوازيين. 

زاويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى زاوِية.
• الميل الزَّاويّ: البعد الزَّاويّ لنقطة على نجم أو كوكب شمالاً أو جنوبًا من خط الاستواء السَّماويّ. 

زُوِيّ [مفرد]: مصدر زوَى. 

زَيّ [مفرد]: مصدر زوَى. 

مِزْواة [مفرد]: ج مَزَاوٍ: اسم آلة من زوَى: أداة دقيقة يستعملها المسَّاحون؛ لقياس الزَّوايا والتخطيط والتسوية. 

زوي: الزَّيُّ: مصدر زَوى الشيءَ يَزْويه زَيّاً وزُوِيّاً فانْزَوى،

نَحَّاه فتَنَحَّى. وزَواهُ: قبضه. وزَوَيْت الشيءَ: جمعته وقبضته. وفي

الحديث: إن الله تعالى زَوى لي الأَرضَ فأُريتُ مشارقَها ومغاربَها؛

زُوِيَتْ لي الأرض: جُمِعَت؛ ومنه دُعاءُ السفر: وازْوِ لَنا البعيد أَي

اجْمَعْه واطْوِه. وزَوى ما بين عينيه فانْزَوى: جمَعه فاجتمع وقبضه؛ قال

الأَعشى:

يَزيدُ، يغُضُّ الطَّرْفَ عندي، كأَنما

زَوى بين عينيه عليَّ المَحاجِمُ

(* قوله «عندي» في الصحاح: دوني).

فلا يَنْبَسِطْ من بين عينيك ما انْزَوى،

ولا تَلْقَني إلاَّ وأَنفُك راغِمُ

وانْزَوى القوم بعضُهم إلى بعض إذا تدانوْا وتضامُّوا. والزَّاوية:

واحدة الزَّوايا.

وفي حديث ابن عمر: كان له أَرْضٌ زَوَتْها أَرضٌ

أُخرى أَي قرُبت منها فضيَّقتْها، وقيل: أَحاطت بها. وانْزَوَت الجِلدة

في النار: تَقَبَّضَت واجتمعَت. وفي الحديث: إن المسجدِ ليَنْزَوي من

النُّخامة كما تَنْزَوي الجلدة في النار أَي ينضمُّ ويتقبَّضُ، وقيل: أَراد

أهل المسجد وهم الملائكة؛ ومنه الحديث: أَعطاني رَيحانَتَيْن وزَوى عني

واحدةً. وفي حديث الدعاء: وما زَوَيْتَ عني أَي صرفتَه عني وقبضْتَه. وفي

الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال إن الإيمان بدأَ غريباً

وسيعود كما بدأَ، فطوبى للغرباء إذا فسد الناسُ والذي نَفْسُ أَبي القاسم

بيده لَيُزْوَأَنَّ الإيمانُ بين هذين المَسْجِدَيْن كما تأْرِزُ الحية في

جحرها قال شمر: لم أَسمعْ زَوَأت بالهمز، والصواب ليُزْوَيَنَّ أَي

ليُجْمعنَّ وليُضَمَّنَّ، من زَوَيت الشيء إذا جمعته، وكذلك ليَأْرِزَنَّ أَي

ليَنْضَمَّنَّ. قال أَبو الهيثم: كلُّ شيء تام فهو مربَّع كالبيت

والأَرض والدار والبساط له حدود أَربع، فإذا نقصَت منها ناحيةٌ فهو أَزْوَرُ

مُزَوّىً، قال: وأَما الزَّوْءُ، بالهمز، فإن الأَصمعي يقول زَوْءُ

المَنِيّة ما يحدث من هلاك المنيّة، والزَّوْءُ: الهَلاك. وقال ثعلب: زَوُّ

المِنيَّة أَحْداثُها؛ هكذا عبَّر بالواحد عن الجمع؛ قال:

من ابن مامَةَ كَعْبٍ ثُمَّ عَيَّ به

زَوجُ المِنيَّة، إلا حَرَّة وقَدى

وهذا البيت أورده الأَزهري والجوهري مستشهداً به على قول ابن الأَعرابي

الزوُّ القدر، يقال: قُضِي علينا وقُدِّرَ وحُمَّ وزُيَّ وزِيَّ؛ وصورة

إيراده:

ولا ابنُ مامَةَ كَعْب حين عَيَّ به

قال ابن بري: والصواب ما ذكرناه أَولاً.

من ابنِ مامَةَ كعبٍ ثم عيَ به.

قال: والبيت لِمَامَة الإيادي أَبي كعب، كذا ذكره السيرافي، وقبله:

ما كان من سُوقَةٍ أَسْقَى على ظَمإ

خَمْراً بماءٍ، إذا ناجُودُها بَرَدا

وقوله: وقدى مثل جَمَزَى أَي تتوقَّد؛ وأَنشد ابن بري أَيضاً للأَسود بن

يََعْفُر:

فيا لهف نفسي على مالِكٍ

وهل ينفع اللهفُ زَوَّ القَدَرْ؟

وأَنشد أَيضاً لمُتَمِّم بن نُوَيْرة:

أَفبعدَ من ولدتْ بُسَيْبَة أَشْتَكي

زَوَّ المَنِيَّة، أَو أُرى أَتَوَجَّع؟

(* قوله «بسيبة» هكذا في الأصل).

ويروى: زَوَّ الحوادث، ورواه ابن الأَعرابي بغير همز، وهمزه الأَصمعي.

وزَواهُم الدَّهرُ أَي ذهب بهم؛ قال بشر:

فقد كانت لنا، ولهُنَّ حتى

زَوَتْها الحربُ، أَيامٌ قِصارُ

قال: زَوَتها رَدَّتها. وقد زَوَوْهم أَي رَدُّوهم. وزَوى اللهُ عني

الشرَّ أَي صَرَفه. وزَوَيْت الشيء عن فلان أَي نحَّيته. وفي حديث أَبي

هريرة أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان إذا أَراد سفراً أَمال

براحِلَتِه ومدَّ إصْبَعَه وقال اللهم أَنتَ الصاحبُ في السَّفَرِ والخَلِيفَةُ

في الأَهْلِ، اللهم اصْحَبْنا بنُصْحٍ واقْلِبْنا بذِمَّة، اللهم

زَوِّلَنا الأَرضَ وهَوِّنْ علينا السفَرَ، اللهم إني أَعوذُ بكَ من وَعْثاء

السَّفَر وكَآبةِ المُنْقَلَبِ. ابن الأَعرابي: زَوَى إذا عَدَلَ كقولك

زَوَى عنه كذا أَي عَدَلَه وصَرَفَه عنه، وزَوَى إذا قَبَض، وزَوَى جمَعْ،

ومصدَرُه كلُّه الزَّيُّ. وقال: الزُّوِيُّ العدولُ من شيء إلى شيء،

والزَّيُّ في حالِ التَّنْحيَة وفي حال القَبْض. وروي عن عمر، رضي الله عنه،

أَنه قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: عَجِبْت لما زَوَى اللهُ عنكَ من

الدنيا؛ قال الحربي: معناه لِمَا نُحِّيَ عنكَ وبُوعِدَ منك، وفي حديث أُمّ

مَعْبَدٍ:

فيا لِقُصَيٍّ، ما زَوَى اللهُ عنكُم؟

المعنى: أَيُّ

شيءٍ نَحَّى اللهُ عنكم من الخير والفَضْل، وكذلك قوله، صلى الله عليه

وسلم: أَعطاني ربي اثنتين وزَوَى عنِّي واحدةً أَي نَحَّاها ولم يُجِبْني

إليها. وزَوَى عنه سِرََّهُ: طواه. وزاوِيَة البيت: رُكْنُه، والجمع

الزَّوايا، وتَزَوَّى صار فيها. وتقول: زَوَى فلان المالَ عن وارِثِه زَيّاً.

والزَّوُّ: القَرِينانِ من السُّفُنِ وغيرِها. وجاء زوّاً إذا جاء هو

وصاحِبُه، والعرب تقول لكل مفرَدٍ تَوٌّ ولكل زوجٍ زَوٌّ. وأَزْوَى الرجلُ

إذا جاء ومعه آخَرُ.

وزَوْزَيْته وزَوْزَيْت به إذا طَرَدْته. الليث: الزَّوْزاةُ شِبْهُ

الطَّرْدِ والشَّلِّ، تقول: زَوْزَى به. أَبو عبيد: الزَّوْزاةُ مصدرُ قولك

زَوْزَى الرجلُ يُزَوْزِي زَوْزاةً، وهو أَن ينصِب ظهْرَه ويُسْرع

ويُقارِبَ الخَطْوَ؛ قال ابن بري: ومنه قول رؤبة:

ناجٍ وقد زَوْزَى بنا زِيزاءَه

وقال آخر:

مُزَوْزِياً لَمّا رآها زَوْزَتِ

يعني نعامةً ورَأْلَها، يقول: إذا رآها أَسْرَعَتْ أَسْرَع معها.

وزَوْزَى: نصَبَ ظَهْرَه وقارَب خَطْوَه في سُرْعة. واسْتَوْزَى كزَوْزَى؛ قال

ابن مقبل:

ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِياً،

شَكِيرُ جَحافِلِه قد كَتِنْ

وقول ابن كَثْوة أَنشده ابن جني:

وَلَّى نَعامُ بَني صَفْوانَ زَوْزَأَةً،

لمَّا رأَى أَسداً في الغابِ قد وَثَبا

إنما أَراد زَوْزاةً، فأَبدل الهمزةَ من الأَلف اضطراراً. ورجل زُوازٍ

وزُوازِيَة وزَوَنْزَى: قصيرٌ غَليظٌ؛ وفي التهذيب: غليظ إلى القِصَر ما

هو؛ قال الراجز:

وبَعْلُها زَوَنَّكٌ زَوَنْزَى

وقال آخر:

إذا الزَّوَنْزَى منهُم ذو البُرْدَيْن

رَماهُ سَوَّارُ الكَرَى في العَيْنَين

والزَّوَنْزى: الذي يَرى لنفْسِه ما لا يَراهُ غيرُه له. وقال: رجلٌ

زَوَنْزى ذو أُبَّهَةٍ وكِبْرٍ، وحكى ابن جني: زَوَزَّى، وقال: هو فَعَلَّل

من مُضاعَفِ الواو. أَبو تراب: زَوَّرْتُ الكلامَ وزَوّيْتُه أَي

هَيَّأْتُه في نفسي. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كنْتُ زَوَّيْتُ في نفْسي

كلاماً أَي جَمَعت والرواية زَوَّرْتُ، بالراء، وقد تقدم ذكره في موضعه.

والزاوية: موضع بالبصرة.

والزّايُ: حرف هجاء؛ قال ابن جني: ينبغي أَن تكون منقلبة عن واو ولامُه

ياءٌ، فهو من لفظ زَوَيْت إلا أَن عينه اعتلَّت وسلمت لامه، ولحق بباب

غايٍ وطايٍ ورايٍ وثايٍ وآيٍ في الشذوذ، لاعتلال عينه وصحة لامه،

واعتلالُها أَنها متى أُعربت فقيل هذه زايٌ

حسَنة، وكتَبْت زاياً صغيرةً أَو نحو ذلك فإنها بعد ذلك ملحقة في

الإعلال بباب رايٍ وغاي، لأَنه ما دام حرفَ هجاءٍ فأَلِفه غير مُنْقلبة، قال:

ولهذا كان عندي قولُهم في التَّهجِّي زايٌ أَحْسَن من غايٍ وطايٍ لأَنه ما

دام حرفاً فهو غيرُِ مُتصرّف، وأَلِفُه غيرُ مَقْضِيٍّ عليها بانقلاب،

وغايٌ وبابُه يتَصرف بالانْقلاب، وإعلالُ العينِ وتصحيحُ اللامِ جارٍ عليه

مَعْروفٌ فيه، ولو اشْتَقَقْت منها فعَّلْت لقُلْت زَوَّيْت، قال: وهذا

مذهب أَبي علي، ومن أَمالَها قال زَيَّيْت زاياً، فإن كسَّرْتها على

أَفْعالٍ قلتَ أَزْواءٌ، وعلى قول غيره أَزْياء، إن صَحَّت إمالتُها، وإن

كسَّرتَها على أَفْعُلٍ قلت أَزْوٍ وأَزْيٍ على المذهبين. وقال الليث: الزاي

والزاء لغتان، وأَلفها ترجع في التصريف إلى الياء وتصغيرها زُيَيَّةٌ.

ويقال: زَوَّيْت زاياً في لغة من يقول الزايَ، ومن قال الزّاءَ قال

زَيَّيْت كما يقال يَيَّيْت ياءً، ونظير زَوَّيْت كَوَّفْت كافاً. الجوهري:

الزاي حرفٌ يُمَدُّ ويُقْصَرُ ولا يكتب إلا بياءٍ بعد الأَلف؛ قال ابن بري:

قوله يقصر أَي يقال زَيْ مثل كَيْ، ويُمَدُّ زاي بالأَلف، وتقول: هي

زايٌفزَيِّها. وقال زيد بن ثابت في قوله عز وجل: ثم نُنْشِزُها، قال: هي

زايٌ فزَيِّها أَي اقْرَأْها بالزاي.

والزِّيُّ: اللِّباسُ والهَيْئَة، وأَصله زِوْيٌ، تقول منه: زَيَّيْته،

والقياس زَوَّيْتُه. ويقال: الزِّيُّ الشارَةُ والهَيْئَةُ؛ قال الراجز:

ما أَنا بالبَصْرة بالبَصْرِيِّ،

ولا شبِيه زِيُّهُم بِزِيِّي

وقرئ قوله تعالى: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وزِيّاً؛ بالزاي والراء. قال

الفراء: من قَرأ وزِيّاً فالزِّيُّ الهيئة والمَنْظر، والعرب تقول قد

زَيَّيْتُ الجاريةَ أَي زَيَّنتُها وهَيَّأْتها. وقال الليث: يقال تَزَيّاً

فلان بزِيٍّ حسن، وقد زَيَّيْته تَزِيَّةً. قال ابن بُزُرْج: قالوا من

الزِّيِّ ازْدَيَيْت، افْتَعَلْت، وتَفَعَّلْت تَزَيَّيْت، وفَعِلْت زَيِيت

مثلُ رَضِيت، قال: والعرب لا تقول فيها فَعِلْت إلا شاذَّةً؛ قال حكيم

الدِّيلي:

فلَمّا رآني زَوَى وَجْهَهُ،

وقَرَّبَ من حاجِبٍ حاجِبا

فلا بَرِحَ الزِّيُّ منْ وجْهِه،

ولا زالَ رائِدُه جادِبا

الأُمَويّ: قِدْرٌ زُوَازِيَةٌ

وهي التي تضم الجَزُورَ. الأَصمعي: يقال قِدْرٌ زُوَزِيَةٌ

وزُوَازِيَةٌ مثال عُلَبِطَةٍ وعُلابِطَةٍ للعَظِيمة التي تضُمُّ

الجَزُور. قال ابن بري: الذي ذكره أَبو عبيد والقَزّازُ زُؤَزِئَةٌ،

بهمزَتَين.الجوهري: وزَوٌّ

اسمُ جَبل بالعراق؛ قال ابن بري: ليس بالعراق جبل يسمى زَوّاً، وإنما هو

سَمِعَ في شعر البحتري قَوْلَه يــمدح المُعْتَزَّ بالله حين جَمَعَ

مَرْكَبَيْنِ وشَحَنَهُما بالحَطَبِ وأَوْقَد فيهما نَاراً، ويُسمَّى ذلك

بالعراق زَوّاً في عَِيدِ الفُرْسِ يسمى الصّدق( ) ( قوله «الصدق» هكذا في

الأصل، وفي القاموس في سذق: السذق، محركة، ليلة الوقود، معرّب سذه). فقال:

ولا جَبَلاً كالزَّوِّ.

ابن

الابن: حيوان يتولد من نطفة شخص آخر من نوعه.
[ابن] أبنه بشئ يأبنه ويأبنه: اتهمه به. والابنة بالضم: العقدة في العود. ومنه قول الاعشى: قضيب سراء كثير الابن * ويقال أيضا: بينهم أُبَنٌ، أي عداوات. وفلانٌ يُؤبَنُ بكذا، أي يُذكَر بقبيح. وفي ذكر مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تُؤبَنُ فيه الحُرَمُ "، أي لا يُذْكَرْنَ فيه بسوءٍ. أبو زيد: أَبَّنْتُ الشئ: رقبته. قال أوس يصف الحمار: يقول له الراءونَ هَذاكَ راكبٌ يُؤبَّنُ شخصاً فوق عَليْاَء واقِفٌ وقال الأصمعي: التَأْبينُ: أن تقفوا أثر الشئ.وأببت الرجل تابيناً، إذا بكيتَه وأثنيت عليه بعد الموت. قال رؤبة:

فامدح بلالا غير مامؤبن * يقول: غير هالك، أي غير مبكى. ومنه قول لبيد: وأبنا مُلاعِبَ الرِماحِ ومَدْرَهَ الكتيبةِ الرَّداحِ وإبان الشئ بالكسر والتشديد: وقته وأوانه. يقال: كُلِ الفواكهَ في إبانها، أي في وقتها. وأبانان: جبلان. قال بشر يصف الظعائن: تؤم بها الحداة مياه نخل وفيها عن أبانين ازورار وإنما قيل أبانان وأبان أحدهما والآخر متالع، كما يقال القمران. قال لبيد درس المنا بمتالع فأبان فتقادمت بالحس فالسوبان وتقول: هذان أبانان حسنين، تنصب النعت لانه نكرة وصفت به معرفة، لان الاماكن لا تزول، فصارا كالشئ الواحد وخالفا الحيوان. فإذا قلت هذان زيدان حسنان ترفع النعت ها هنا، لانه نكرة وصفت به نكرة.

ابن

1 أَبَنَهُ, aor. ـُ and اَبِنَ, inf. n. أَبْنٌ, He made him an object of imputation, or suspected him: and he found fault with him, or blamed him: (M:) or he cast a foul, or an evil, imputation upon him. (IAar, T.) You say, أَبَنَهُ بِشَىْءٍ, (S, K,) or بِشَّرٍ (as in one copy of the S,) or بِخَيْرٍوَشَّرٍ, (Lh, M,) aor. as above, (Lh, S, M, K,) and so the inf. n., (Lh, M,) He made him an object of imputation, or suspected him, (Lh, S, M, K,) of a thing, (S, K,) or of evil, (S, accord. to one copy,) or of good, and evil: (Lh, M:) and ↓ أبّنهُ signifies the same. (M.) And بِخَيْرٍ ↓ فُلَانٌ يُؤَبَّنُ, or بِشَّرٍ, Such a one is made an object of imputation, or suspected, of good, or of evil: (AA, * Lh, T [as in the TT; but perhaps يُؤَبَّنُ is a mistranscription for يُؤْبَنُ; for it is immediately added, فَهُوَ مَأْبُونٌ:]) when, however, you say يؤبن [i. e. يُؤْبَنُ or ↓ يُؤَبَّنٌ] alone, it relates to evil only. (AA, T. [But see 2.]) And فُلَانٌ يَؤَبَنُ بِكَذَا, or ↓ يُؤَبَّنُ, Such a one is evil spoken of by the imputation of such a thing. (S, accord. to different copies.) and it is said respecting the assembly of the Prophet, فِيهِ الحُرَمُ, ↓ لَا تُؤَبَّنُ, (T, and so in a copy of the S,) or لا تُؤْبَنُ, (so in some copies of the S,) i. e. Women (T) shall not be mentioned in an evil manner therein: (T, S:) or shall not have evil imputations cast upon them, nor be found fault with, nor shall that which is foul be said of them, nor that which ought not, of things whereof one should be ashamed. (IAar, T.) b2: Also, and ↓ أبّنهُ, (M, K,) inf. n. تَأْبِينٌ, (K,) He found fault with him, or blamed him, to his face; (M, K;) and he upbraided him, or reproached him. (M.) 2 أبّن الشَّىْءَ, (Az, S,) inf. n. تَأْبِينٌ, (K,) He watched, or observed, the thing; or he expected it, or waited for it. (Az, S, K.) b2: أبّن الأَثَرَ, (M,) inf. n. as above, (As, T, S, K,) He followed the traces, or footprints, or footsteps, (As, T, S, M, K,) of a thing; (As, S, K;) as also ↓ تأبّن. (K.) And hence the next signification. (As, T.) A2: أبّن الرَّجُلَ, (S, M,) inf. n. as above, (Sh, T, S, K,) He praised the man, or spoke well of him, (Sh, Th, T, S, M, K,) after his death, (Th, S, M, K,) or in death and in life, (Sh, T,) used in poetry to signify praise of the living; (M;) and wept for him: (S:) he praised him; and enumerated, or recounted, his good qualities or actions: you say, لَمْ يَزَلَ يُقَرِّظُ أَحْيَاكُمْ وَيُؤَبِّنُ مَوْتَاكُمْ [He ceased not to eulogize your living and to praise your dead]: (Z, TA:) for he who praises the dead traces his [good] deeds. (As, T.) b2: See also 1, in six places.5 تَاَبَّنَ see 2.

اِبْنٌ: see art. بني.

أُبْنَةٌ A knot in wood, or in a branch; (S, M, K;) or in a staff, or stick; (T;) and in a bow, (TA,) [i. e.] the place of the shooting forth of a branch in a bow, (M,) which is a fault therein; (TA;) and in a rope, or cord: (M in art. اثل:) pl. أُبَنٌ. (T, S.) b2: Hence, (M,) (tropical:) A fault, defect, or blemish, (T, M, K, TA,) in one's grounds of pretension to respect, (T, TA,) and in speech, or language. (M, TA.) b3: (assumed tropical:) Particularly The enormity that is committed with one who is termed مَأْبُون. (TA.) b4: And (tropical:) Rancour, malevolence, malice, or spite: (K, TA:) and enmity: pl. as above. (TA.) You say, بَيْنَهُمْ أُبَنٌ (tropical:) (S, TA) Between them are enmities. (S.) b5: Also The [part called] غَلْصَمَة [meaning the epiglottis] of a camel. (M, K.) اِبْنَةٌ: see art. بنى

إِبَّانٌ The time of a thing; (T, S, M, K, and Msb in art. اب;) the season of a thing; (Msb in that art.;) the time of the preparing, or making ready, of a thing; (Mgh in that art.;) as, for instance, of fruit, (S, Mgh, Msb,) of the fresh ripe dates, and of the gathering of fruits, and of heat or cold: (T.:) or the first of a thing. (M, K.) You say, أَخَذَ الشَّىْءَ بِإِبَّانِهِ He took the thing in its time: or in, or with, the first thereof. (M.) The ن is radical, so that it is of the measure فِعَّالٌ; or, as some say, augmentative, so that it is of the measure فِعْلَانٌ. (TA.) [See art. اب.]

مُؤَبَّنٌ occurs as meaning Dead, or dying; i. e., [properly,] wept for. (S.) [See 2.]

مُؤَبِّنٌ A praiser of the dead; because he traces his [good] deeds. (As, T.) مَأْبُونٌ Made an object of imputation, or suspected, of evil: thus when used alone: otherwise you add بِخَيْرٍ [of good], and بِشَّرٍ [of evil]. (M, K.) b2: Hence, [A catamite;] one with whom enormous wickedness is committed; (TA;) i. q. مُخَنَّثٌ. (Idem, voce دُعْبُوثٌ.) b3: Also One who is imprisoned; because suspected of a foul fault, or crime. (T.) ابنس, accord. to the Msb; or بنس, accord. to the TA.

آبِنُوسٌ, with medd to the ا and kesr to the ب, (TA,) or with damm to the ب, [i. e. آبُنُوسٌ, and by some written آبَنُوسٌ,] or with the ب quiescent, [i. e. أَبْنُوسٌ,] and without و, [app. أَبْنُسٌ,] (Msb,) [Ebony;] a thing well known, which is brought from India: an arabicized word: (Msb [in which is added the proper Arabic appellation; but the word in my copy of that work is imperfectly written; app. جعفر; which, however, does not seem to be the word intended:]) some say that it is the same as سَاسَم: others, that it is different therefrom: and respecting the measure of the word, authors differ. (TA.)

شأي

ش أي

شَأَيْتُ القَوْمَ شأياً سَبَقْتُهم وشَاءَنِي الشيءُ شأياً حَزَنَني وشَاقَنِي قال عَدِيُّ بن زَيْدٍ

(لم أُغْمّضْ لَهُ وشأيي بِه ما ... ذَاكَ أَنِّي بِصَوْبِهِ مَسْرُورُ)

وشيءٌ مُتَشَاءٍ مختلِفٌ وقوله أنشده ثَعلبٌ

(لَعَمْرِي لَقَدْ أَبْقَتْ وَقِيعَةُ رَاهِطِ ... لِمَرْوَانَ صَدْعاً بَيِّناً مُتَشَائِيا) لم يُفَسِّرْه واشْتَأَى اسْتَمَعَ

شأي: الشَّأْوُ: الطَّلَقُ والشَّوْطُ. والشَّأْوُ: الغَايةُ والأَمَدُ،

وفي الحديث: فَطَلَبْتُه أرْفَعُ فَرَسِي شَأواً وأَسِيرُ شَأْواً؛

الشّأْوُ: الشَّوْطُ والمَدَى؛ ومنه حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: قال

لخالد ابن صفوانَ صاحبِ ابنِ الزُّبَيْر وقد ذكَرَ سُنَّة العُمَرَيْن فقال

تَرَكْتُمَا سُنَّتَهُما شَأْواً بَعيداً، وفي رواية: شأْواً مُغَرَّباً

ومُغَرِّباً، والمُغَرَّبُ والمُغَرِّبُ البَعِيدُ، ويريد بقوله

تَرَكْتُما خالداً وابْنَ الزُّبَيْر. والشَّأْوُ: السَّبْقُ، شَأَوْتُ القَوْمَ

شَأْواً: سَبَقْتُهم. وشَأَيْتُ القَوْمَ شَأْياً: سبَقْتُهم؛ قال امرؤ

القيس:

فَكانَ تَنادِينَا وعَقْدَ عِذَارِه،

وقالَ صِحابي: قَدْ شأَوْنَكَ فاطْلُبِ

قال ابن بري: الواو ههنا بمعنى مَعْ أَي مع عَقْدِ عذاره، فأَغْنَتْ عن

الخَبَر على حدِّ قولهم كُلُّ رجلٍ وضَيْعَتَه؛ وأَنشد أَبو القاسم

الزجاجي:

شَأَتْكَ المَنازِلُ بالأَبْرَقِ

دَوارِسَ كالوَحْيِ في المُهْرَقِ

أَي أَعْجَلَتْك من خَرابها إذ صارَتْ كالخَطِّ في الصحيفة. وشَآني

الشيءُ شَأْواً: أَعْجَبَني، وقيل حزَنَنِي؛ قال الحَرِثُ بن خالد

المخزومي:مَرَّ الحُمُولُ فَمَا شَأَوْنَكَ نَقْرَةً،

ولَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَظْعانِ

وقيل: شآنِي طَرَّبَنِي، وقيل: شاقَنِي؛ قال ساعدة:

حتَّى شَآها كَلِيلٌ، مَوْهِناً، عَمِلٌ؛

باتَتْ طِراباً، وباتَ اللَّيْل لَمْ يَنَمِ

شَآها أَي شاقَها وطَرَّبَها بوزن شَعاها. الأَصمعي: شَآنِي الأَمْرُ

مثلُ شَعاني، وشاءني مثل شاعَنِي إذا حَزَنَك، وقد جاء الحَرِثُ بنُ خالد

في بيته باللغتين جميعاً. وشُؤْتُه أَشُوءُهُ أَي أَعْجَبْتُه. ويقال:

شُؤتُ به أَي أُعْجِبْتُ به. ابن سيده: وشَآني الشيءُ شَأْياً حَزَنَني

وشاقَني؛ قال عَدِيُّ ابن زيد:

لَمْ أُغَمِّضْ له وشَأْيي به مَّا،

ذاكَ أَنِّي بصَوْبِهِ مَسْرورُ

ويقال: عَدا الفَرَسُ شَأْواً أَو شَأْوَيْنِ أَي طَلَقاً أَو

طَلَقَيْن. وشَآهُ شَأْواً إذا سَبَقَه. ويقال: تَشاءَى ما بينهم بوزن تَشاعى أَي

تَباعَدَ؛ قال ذو الرُّمَّة يــمدح بِلالَ بنَ أَبي بُرْدَة:

أَبوكَ تَلافى الدِّينَ والناسَ بَعْدَما

تَشاءَوْا، وبَيْتُ الدِّينِ مُنْقَطِعُ الكِسْرِ

فشَدَّ إصارَ الدِّينِ، أَيّامَ أَذْرُحٍ،

ورَدَّ حروباً قد لَقِحْنَ إلى عُقْرِ

ابن سيده: وشاءَني الشيءُ سبَقَني. وشاءَني: حَزنَني، مقْلوبٌ من شَآني،

قال: والدليل على أَنَّهُ مقلوبٌ

منه أَنه لا مصدَرَ له، لم يقولوا شاءَني شَوْءاً كما قالوا شَآني

شَأْواً، وأَما ابن الأَعرابي فقال: هما لغتان، لأَنه لم يكن نحوِيّاً

فيَضْبِط مثلَ هذا؛ وقال الحَرِثُ بنُ خالد المخزومي فجاء بهما:

مَرَّ الحُمولُ فما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً،

ولَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَظْعانِ

تَحْتَ الخُدورِ، وما لَهُنَّ بَشاشَةٌ،

أُصُلاً، خَوارِجَ مِنْ قَفا نَعْمانِ

يقول: مَرَّت الحُمول وهي الإبل عليها النساءُ فما هَيَّجْنَ شَوْقَك،

وكنتَ قبل ذلك يهيجُ وجْدُك بهِنَّ إذا عايَنْتَ الحُمولَ، والأَظْعانُ:

الهَوادِجُ وفيها النِّساءُ، والأُصُلُ: جَمْعُ أَصيلٍ، ونَعْمانُ:

مَوْضِعٌ معروفٌ، والبشاشة: السُّرورُ والابْتِهاج؛ يريد أَنه لم يَبْتَهِجْ

بهِنَّ إذ مَرَرن عليه لأَنه قد فارق شبابَه وعَزَفَتْ نفْسُه عن اللَّهْوِ

فلم يَبْتَهِجْ لمُرورِهِنَّ به، وقوله: وما شأَوْنَكَ نَقْرَةً أَي لم

يُحرِّكْنَ مِن قَلْبِكَ أَدْنى شيءٍ. وشُؤْتُ بالرَّجُلِ شَوْءاً:

سُرِرْتُ. وشاءَني الشيءُ يشوءُني ويشَيئُني: شاقَني، مَقْلوبٌ من شآني؛ حكاه

يعقوب؛ وأَنشد:

لقد شاءَنا القومُ السِّراعُ فأَوعَبوا

أَراد: شآنا، والدليلُ على أَنه مقلوبٌ

أَنه لا مصدر له. وشاءاهُ على فاعَلَه أَي سابقه. وشاءَه: مثل شآهُ على

القلبِ أَي سَبَقَه. ورجلٌ شيِّئانٌ

بوزنِ شَيِّعان: بعيدُ النظرِ، ويُنْعَتُ به الفرس، وهو يحتمل أَن يكون

مقلوباً من شَأَى الذي هوسبق لأَن نظره يَسْبِقُ نَظَر غيره، ويحتمل أَن

يكون من مادَّةٍ على حِيالِها كشاءني الذي هو سَرَّني؛ قال العجاج:

مُخْتَتِياً لِشَيِّئانٍ مِرْجَمِ

وشيءٌ مُتَشاءٍ: مختلِفٌ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

لَعَمْري لقد أَبْقَتْ وقيعةُ راهِطٍ،

لِمَرْوانَ، صَدْعاً بَيِّناً مُتَشائِيا

قال ابن سيده: لم يُفَسِّره. واشْتَأَى: اسْتَمَع. أَبو عبيد:

اشْتأََيْتُ اسْتَمَعْت؛ وأَنشد للشماخ:

وحُرَّتَيْنِ هِجانٍ ليس بَيْنَهُما،

إذا هُما اشْتأَتا للسمع، تَهْميلُ

(* قوله «تهميل» هكذا في نسخة بيدنا غير معول عليها، وفي شرح القاموس:

تسهيل).

واشْتأَى: اسْتَمَع، وقال المُفَضَّل: سَبَقَ. ابن الأَعرابي: الشَّأَى

الفسادُ مثلُ الثَّأَى، قال: والشَّأَى التَّفْريقُ. يقال: تَشاءَى

القَوْمُ إذا تَفَرَّقوا. التهذيب في هذه الترجمة أَيضاً: ومن أَمثالهم شرٌّ

ما أَشاءَكَ إلى مُخَّةِ عُرْقوبٍ، وشَرٌّ ما أَجاءَكَ أَي أَلجَأَكَ. وقد

أُشِئْتُ إلى فُلانٍ وأُجِئْتُ إليه أَي أُلْجِئْتُ إليه. الليث:

المَشيئة مصدرُ شاءَ يَشاءُ مَشيئَةً:

وشَأْوُ الناقةِ: بَعْرُها، والسين أَعلى. الليث: شَأْوُ الناقةِ

زِمامُها وشَأْوُها بَعْرُها؛ قال الشماخ يصف عَيْراً وأَتانه:

إذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوى لَهُ

مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَيْنِ أَفْلَجُ

وقال الأَصمعي: أَصْلُ الشَّأْوِ زَبيلٌ من تُرابٍ يُخْرَجُ مِنَ

البِئْر، ويقال للزَّبيلِ المِشْآة، فَشَبَّه ما يُلْقيهِ الحِمارُ والأَتانُ

من رَوْثِهِما به؛ وقال الشماخ في الشأْوِ بمعنى الزِّمام:

ما إن يَزالُ لها شَأْوٌ يُقَوِّمُها،

مُجَرّبٌ مثلُ طُوطِ العِرْقِ، مَجْدولُ

ويقال للرجل إذا تَرَكَ الشيءَ ونَأَى عنه: ترَكَه شَأْواً مُغَرَّباً،

وهَيْهاتَ ذلك شَأْوٌ مُغَرَّبٌ؛ قال الكميت:

أَعَهْدَكَ من أُولى الشَّبيبَةِ تَطْلُبُ

على دُبُرٍ، هَيْهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ

وقال المازني في قوله:

يُصْبِحْنَ، بَعْدَ الطَّلَقِ التَّجْريدِ،

شَوائِياً للسَّائِقِ الغِرِّيدِ

التجريد: المتجرد الماضي، والشَّوائي: الشَّوائِقُ، وقول الحرث بن خالد:

فَِما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً

أَي ما شُقْنَكَ ولقد نَراك وأَنتَ تَشْتاق إلَيْهِن فقد كَبِرْتَ

وصِرْتَ لا يَشُقْنَك إذا مَرَرْنَ. والشَّأْوُ: ما أُخْرِجَ من تُرابِ

البِئْرِ بمِثْل المِشْآةِ. وشَأَوْتُ البِئرَ شَأْواً: نَقَّيْتُها

وأَخْرَجْت تُرابَها، واسمُ ذلك التراب الشَّأْوُ أَيضاً. وحكى اللحياني:

شَأَوْتُ البِئْرَ أَخْرَجْت منها شَأْواً أو شَأْوَيْن من تراب. والمِشْآةُ:

الشيءُ الذي تُخْرِجهُ به، وقال غيره: المِشْآةُ الزَّبيلُ يُخرَجُ به

تُراب البئر، وهو على وزن المِشْعاةِ، والجَمْع المَشائي؛ قال:

لولا الإلَهُ ما سَكنَّا خَضَّما،

ولا ظَلِلْنا بالمَشائي قُيَّما

وقُيَّمٌ: جمع قائمٍ مثل صُيَّمٍ، قال: وقياسه قُوَّم وصُوَّم.

وشَأَوْتُ من البئر إذا نزَعْتَ منها التُّراب. اللحياني: إنه لَبَعيدُ الشَّأْوِ

أي الهِمَّة، والمعْرُوفُ السين.

شنر

(ش ن ر) : (الشَّنَارُ) الْعَيْبُ.
[شنر] فيه: كان ذلك "شنارًا" فيه نار، الشنار العيب والعار، وقيل: عيب فيه عار. ج: عار وشنار هما بمعنى.
ش ن ر: (الشَّنَارُ) بِالْفَتْحِ الْعَيْبُ وَالْعَارُ. 
شنر: الشَّنَارُ: العَيْبُ والعار. وشَنَّرَ الرَّجُلُ صاحِبَه: سَمَّعَ به. ورَجُلٌ شِنِّيْرٌ: إذا كانَ كثيرَ الشَّنَارِ والعَيْبِ.
[شنر] الشَنارُ: العيب والعار. قال القُطاميُّ يــمدح الأمراء: ونحن رعِيَّةٌ وهُم رعاة * ولولا رَعْيُهُمْ شَنُعَ الشنار -

شنر


شَنَرَ
شَنَّرَ
a. ['Ala], Defamed; disgraced.
شَنَاْرa. Dishonour, affront, disgrace; vice; turpitude.

شُنَّاْرa. A certain aquatic bird.

شِنِّيْرa. Debased, depraved, vicious.

شَنْزَب
a. Hard, firm.

شِنْشِنَة (pl.
شَنَاْرِ4ُ)
a. Piece of meat.
b. Character; characteristic; custom.
شنر: شَنَّر. والعامة تقول شنّر الرجل أي جمح متصلباً (محيط المحيط).
شَنُورُة: كنيس. معبد اليهود (هلو، مارسيل) وهي تصحيف شنوغة.
شَنَّار = فراسيون (المستعيني في مادة فراسيون (في مخطوطة ن: سنَّار)، ابن البيطار 2: 110) وهو نبات اسمه العلمي Marrubium شنَّار: عامية شَنَار (محيط المحيط) شَنَّار (تحريف الكلمة الأسبانية:) Senal كلمة السر أو المرور (الكالا).
شنر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم إِذا تطيبت الْمَرْأَة ثمَّ خرجت كَانَ ذَلِك شنارا فِيهِ نَار. قَوْله: شَنار هُوَ الْعَيْب والعار وَنَحْوه [وَقَالَ الْقطَامِي يــمدح الْأُمَرَاء: (الوافر)

وَنحن رَعيَّةٌ وهُمُ رُعاة ... وَلَوْلَا رَعْيُهم شنع الشنار 
الشين والراء والنون ش ن ر

الشّنَارُ أقْبَحُ العَيْبِ والعارِ يُقال عارٌ وشَنَارٌ وقَلَّ ما يُفْرِدُونَهُ من عارٍ قال أبو ذؤيبٍ

(فإنّي خَلِيقٌ أَنْ أُوَدِّعَ عَهْدَهَا ... بِخَيْرٍ ولمْ يُرْفَعْ لَدَيْنَا شَنَارُها)

وقد جَمَعُوه فقالوا شنائر قال جريرٌ

(تأتِي أمُوراً شُنُعا شَنائرَا ... )

وشَنَّر عليه عابَهُ ورَجُلٌ شَنِيِّرٌ سيِّئُ الْخُلُق وبنو شِنيِّر بَطْنٌ

شنر

2 شنّر عَلَيْهِ, inf. n. تَشْنِيرٌ, He blamed him; found fault with him; attributed or imputed to him, or accused him of, a vice, or fault: (K:) or the same, (K,) or شنّر بِهِ, (O,) or شنّرهُ, (TA,) he rendered him infamous; exposed his vices, faults, or evil qualities or actions; disgraced him; or put him to shame. (O, K, TA.) شَنْرَةٌ The gait, or manner of walking, of a righteous man. (O, K.) [See also شِمْرَةٌ.]

شَنَارٌ A vice, or fault: (S, O:) or the foulest vice or fault: (K:) and a disgrace, or shame, or thing that occasions one's being reviled: (S, O, K:) or a disgraceful vice or fault: seldom used unless conjointly with عَارٌ: (TA:) accord. to Sh, (O,) a thing, or an affair, notorious for badness or foulness: (O, K:) pl. شَنَائِرُ. (TA.) شُنَارَى one of the names of The cat. (O, K. *) شُنَّارٌ A certain white bird, found in water: of the dial. of Syria. (TA.) شِنِّيرٌ and ↓ شِنِّيرَةٌ, (O, K,) [the latter having an intensive meaning,] applied to a man, (O,) Abounding in evil or mischief, and in vices, or faults; bad in disposition. (O, K.) شِنِّيرَةٌ: see what next precedes.

مَشْنُورَةٌ A liberal, bountiful, or generous, woman: as also مَنْشُورَةٌ. (IAar, T in art. نشر, TA.)
باب الشين والراء والنون معهما ش ن ر، ن ش ر مستعملان

شنر: الشَّنار: العيب والعار. [ورجل شرِّيرٌ شنِّير، إذا كان كثير الشَّرِّ والعيوب وشنَّرتُ بالرَّجل تشنيراً إذا سمَّعت به وفضحته ]

نشر: النَّشر: الرِّيحُ الطَّيبة،

وفي الحديث: خرج معاوية ونشره أمامه

يغني ريح المسك. ونشرت الثَّوب والكتاب نشراً: [بسطته] . والنُّشور: الحياة بعد الموت.. يُنشرهم الله إنشاراً. ونَشَرتٍ الأرضُ تنشرُ نُشوراً، إذا أصابها الربيعُ فأنبتت، فهي ناشرةٌ. والنُّشرةُ: رقيةُ علاجٍ للمجنون، يُنشَّرُ بها عنه تنشيراً، وربما قيل للإنسان المهزول الهالك: كأنه نشرة. والتَّناشيرُ: كتابةُ الغلمانِ في الكُتّاب. والنَّواشرُ: عُروقُ باطنِ الذِّراع.

شنر: الشَّنار: العيب والعارُ؛ قال القَطامي يــمدح الأُمراء:

ونحنُ رَعِيَّةٌ وَهُمُ رُعاةٌ،

ولولا رَعْيُهُمْ شَنُعَ الشَّنارُ

وفي حديث النخعي: كان ذلك شَنْاراً فيه نارٌ؛ الشَّنار: العيب والعار،

وقيل: هو العيب الذي فيه عار، والشَّنار: أَقبح العيب والعار. يقال: عار

وشنار، وقَلَّما يُفْردونه من عار؛ قال أَبو ذؤيب:

فإِنِّي خَلِيقٌ أَن أُودِّع عَهْدَها

بخيرٍ، ولم يُرْفَعْ لدينا شَنارُها

وقد جمعوه فقالوا شَنائر؛ قال جرير:

تأْتي أَموراً شُنُعاً شَنائرا

وشَنَّرَ عليه: عابَهُ، ورجل شِنِّيرٌ: شرِّير كثير الشر والعيوب. ورجل

شِنِّيرٌ: سيء الخلق. وشَنَّرْتُ الرجل تَشْنِيراً إِذا سمَّعت به

وفضحته. التهذيب في ترجمة شتر: وشَتَّرْتُ به تَشْتِيراً إِذا أَسمعته القبيح،

قال: وأَنكر شَمِرٌ هذا الحرف وقال إِنما هو شَنَّرْت، بالنون، وأَنشد:

وباتَتْ تُوَقِّي الرُّوحَ، وهْيَ حَرِيصَةٌ

عليه، ولكن تَتَّقِي أَن تُشَنَّرَا

قال الأَزهري: جعله من الشَّنار وهو العيب، قال: والتاء صحيح عندنا.

والشَّنار: الأَمر المشهور بالقبح والشنعة.

التهذيب في ترجمة نشر: ابن الأَعرابي: امرأَة مَنْشُورة ومَشْنُورة إِذا

كانت سَخيَّة كريمة.

ابن الأَعرابي: الشِّمْرَة مِشْيَة العَيَّار، والشِّنْرَة مِشْية الرجل

الصالح المشمِّر. وبَنُو شِنِّيرٍ: بَطْن.

شنر
: (الشَّنَارُ، بالفَتْحِ) قَالَ شيخُنَا: ذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَكٌ: العَيْبُ.
وَقيل: هُوَ العَيْبُ الَّذِي فِيهِ عارٌ، قَالَ القُطَامِيُّ يَــمْدَحُ الأُمَراءَ:
ونَحْنُ رَعِيَّةٌ وَهُمُ رُعَاةٌ
ولَوْلاَ رَعْيُهُم شَنُعَ الشَّنَارُ وَفِي التّهذيب فِي تَرْجَمَة شتر: وشَتَّرْتُ بِهِ تَشْتِيراً، إِذا أَسْمَعْتَه القَبِيحَ، قَالَ: وأَنكر شَمِرٌ هَذَا الحَرْفَ، وَقَالَ: إِنّمَا هُوَ شَنَّرْتُ، وأَنشد:
وباتَتْ تُوَقِّي الرُّوحَ وهْيَ حَرِيصَةٌ
عَلَيْهِ ولاكنْ تَتَّقِي أَن تُشَنَّرَا
قَالَ الأَزهرِيّ: جعله من الشَّنَارِ، وَهُوَ العَيْب، قَالَ: والتّاءُ صَحِيحٌ عندَنَا.
وَقيل: الشَّنَارُ: (أَقْبَحُ العَيْبِ، والعَارُ) ، يُقَال: عَارٌ وشَنَارٌ، وقَلَّمَا يُفْرِدُونَه من عَارٍ، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فإِنِّي خَلِيقٌ أَنْ أُوَدِّعَ عَهْدَهَا
بخَيحرٍ، وَلم يُرْفَعْ لدَيْنَا شَنَارُهَا
وَقد جَمَعُوهُ، فَقَالُوا: شَنَائِرُ، قَالَ جرير:
تَأْتِي أُمُوراً شُنُعاً شَنَائِرَا
(و) الشَّنَارُ: (الأَمْرُ المَشْهُورُ بالشُّنْعَةِ) والقُبْح.
(و) شَنَّرَ عَلَيْهِ تَشْنِيراً: عابَه.
(أَو) شَنَّرَ الرَّجُلَ تَشْنِيراً، إِذَا (سَمَّعَ بِهِ وفَضَحَه) .
(والشِّنِّيرُ، كسِكِّيتٍ: السَّيِّىءُ الخُلُقِ، و) الشِّرِّيرُ (الكَثِيرُ الشَّرِّ والعُيُوبِ) والقَبَائِحِ، (كالشِّنِّيرَةِ) ، بالهاءِ.
(وبَنُو شِنِّيرٍ) ، كسِكِّيتٍ: (بَطْنٌ مِنْهُم) ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ.
(و) قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: الشِّمْرَةُ: مِشْيَةُ العَيَّارِ، و (الشَّنْرَةُ: مِشْيَةُ الرَّجُلِ الصَّالح) المُشَمِّرِ.
(وشُنَارَى، كحُبَارَى) : من أَسماءِ (السِّنَّوْر) ، أَورده الصّاغانيّ.
(وشَنَرَى، كجَمَزَى: ة بِنَاحِيَة السَّمَنُّودِيَّة. و: ة) أُخرَى (بناحِيَةِ البَهْنَسَا) ، كِلاهُمَا من أَعمالِ مصرَ، حرسها اللَّهُ تعالَى. والشُّنَّارُ، كرُمَّان: طائِرٌ أَبْيَضُ يكون فِي الماءِ، شامِيّة.
وَفِي التَّهْذِيب فِي تَرْجَمَة نشر: عَن ابنِ الأَعْرابِيّ: امرأَةٌ مَنْشُورَةٌ، ومَشْنُورَةٌ، إِذا كانَت سَخِيَّةً كريمَة.

والرّانُ

والرّانُ:
حصن ببلاد الروم في الثغر قرب ملطية، وبالقرب منه حصن كركر، ذكره المتنبي في مدح سيف الدولة حيث قال:
وبتن بحصن الرّان رزحى من ال جى، ... وكلّ عزيز للأمير ذليل
وقال أيضا:
فكأنّ أرجلها بتربة منبج ... يطرحن أيديها بحصن الرّان

غوط

(غوط) الْبِئْر حفرهَا فأبعد قعرها
غوط
غُوْطَةُ: مَوضعٌ بالشّام. والغائطُ والغَوْطُ: المُطئمَن من الأرض، والجميع الغِيْطانُ والأغْوَاط. والتَغَوُّطُ: فِعْلُ الغائطِ. وغاطَ في الأرض يَغُوْطُ وَيغِيْطُ: بمعنى غارَ.
وغاطَتِ الأنْسَاعُ في جَنْبِ البَعِيرِ: دَخَلَتْ فيه. والغَوْطُ: عُمقُ الأرض الأبْعَدُ الذي يُفْضي إلى مُعْظَم الماء. والغَوْطُ: الثَّرِيْدُ، وغَوَطَ الرَّجُلُ: لَقِمَ.
ووَقَعَ في غَوْطِةِ: أي في أمْرٍ شدِيدٍ. والغاطُ: مِثْلُ الغَوْط.
وغاطَ يَغِيْطُ: أي غابَ في الأرْض.
غ و ط: قَوْلُهُمْ أَتَى فُلَانٌ (الْغَائِطَ) أَصْلُ الْغَائِطِ الْمُطَمْئِنُّ مِنَ الْأَرْضِ الْوَاسِعُ. وَكَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ الْحَاجَةَ أَتَى الْغَائِطَ وَقَضَى حَاجَتَهُ فَقِيلَ لِكُلِّ مَنْ قَضَى حَاجَتَهُ قَدْ أَتَى الْغَائِطَ يُكْنَى بِهِ عَنِ الْعَذِرَةِ. وَقَدْ (تَغَوَّطَ) وَبَالَ. وَ (الْغُوطَةُ) بِالضَّمِّ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ كَثِيرُ الْمَاءِ وَالشَّجَرِ وَهِيَ (غُوطَةُ) دِمَشْقَ. 
غوط: {الغائط}: المطمئن من الأرض.
غ و ط

تقول: إذا نمنم في قرطاسه المشق، فكأنا في غوطة دمشق.

ومن المجاز: فلان يضرب الغائط.
غوط: غاط: تغوَّط، تبرّز، سلح، خرِى. (فوك)، الجريدة الآسيوية 1844، 1: 397 رقم 1، المقري 1: 909، باين سميث 1359).
غَوَّط (بالتشديد): غطس، غاص. (بوشر).
غَوَّط: قوّى، سند، دعم. (فوك).
تغوَّط: غطس، وتورَّط. (بوشر).
تغوَّط: تنزَّه، ذهب في نزهة. (بوشر).
تغوَّط: تنزَّه. (باين سميث 1442).
غُوطَة (بالأسبانية gota) مرض النقِرس (مخطوطة الاسكوريال ص888).

غوط


غَاطَ (و)(n. ac. غَوْط)
a. Dug, excavated, hollowed out; deepened.
b. [Fī], Entered, penetrated into, sank into.
غَوَّطَa. see I (a)b. Gobbled.

تَغَوَّطَa. Voided excrement, went to stool.

تَغَاْوَطَ
a. [Fī], Vied in plunging.
إِنْغَوَطَa. Was bent.

غَوْط
(pl.
غُوْط
غِيَاط
a. [ 23I]
غِيْطان [] أَغْوَاط [أَغْوَاْط
38]), Hollow, cavity; pit; trench.
b. see 21
غَوْطَةa. see 1 (a) & 21
غُوْطَةa. Fertile valley.
b. The environs, the suburbs of Damascus.

غَاْوِطa. Level plain; champaign. — (غَوِيْطَة
Deep (well).
غَاط [ ]
a. see 21
(غوط) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ}
: أي من قَضاءِ الحاجَةِ؛ لأنَّ العادة أَنَّها تُقضَي في غَائِط؛ وهو المُطْمَئِن المُنْخَفِض من الأرضِ؛ ليكونَ أَسْترَ له.
- ومنه الحديث: "لا يَذْهَبُ الرَّجُلانِ يَضْرِبانِ الغائِطَ يتحدَّثَان"
- وفي حديث آخر: "في ذِكْرِ جَماعَة بغَائِطٍ يُسَمُّونها البَصْرَة"
: أي بَطْنٍ مُطمَئِن من الأرض. وتَغوَّط الرَّجلُ: أَتَى الغائِطَ للحاجة.
[غوط] غاط في الشئ يغوط ويَغيطُ: دخل فيه. يقال: هذا رملٌ تَغوطُ فيه الأقدام. وقولهم: أتى فلانٌ الغائِطَ، وأصل الغائِطِ المطمئنُّ من الأرض الواسع، والجمع غوطٌ وأغْواطٌ وغْيطانٌ ، صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها. وكان الرجل منهم إذا أراد أن يقضيَ الحاجةَ أتى الغائِطَ فقضى حاجتَه، فقيل لكل من قضى حاجته: قد أتى الغائِطَ، فكنيَ به عن العذرة وقد تغوط وبال. والغوطة: بالضم: موضع بالشام كثير الماء والشجر، وهى غوطة دمشق.
غ و ط : الْغَائِطُ الْمُطْمَئِنُّ الْوَاسِعُ مِنْ الْأَرْضِ وَالْجَمْعُ غِيطَانٌ وَأَغْوَاطٌ وَغَوْطٌ ثُمَّ أُطْلِقَ الْغَائِطُ عَلَى الْخَارِجِ الْمُسْتَقْذَرِ مِنْ الْإِنْسَانِ كَرَاهَةً لِتَسْمِيَتِهِ بِاسْمِهِ الْخَاصِّ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَقْضُونَ حَوَائِجَهُمْ فِي الْمَوَاضِعِ الْمُطْمَئِنَّةِ فَهُوَ مِنْ مَجَازِ الْمُجَاوَرَةِ ثُمَّ تَوَسَّعُوا فِيهِ حَتَّى اشْتَقُّوا مِنْهُ وَقَالُوا تَغَوَّطَ الْإِنْسَانُ.
وَقَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ: غَاطَ فِي الْمَاءِ غَوْطًا دَخَلَ فِيهِ وَمِنْهُ الْغَائِطُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْجَرَادُ أَوَّلُ مَا يَكُونُ سِرْوَةٌ فَإِذَا تَحَرَّكَ فَهُوَ دَبًى قَبْلَ أَنْ يَنْبُتَ جَنَاحَاهُ ثُمَّ يَكُونُ غَوْغَاءَ قَالَ وَبِهِ سُمِّي الْغَوْغَاءُ مِنْ النَّاسِ.
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ: الْغَوْغَاءُ شِبْهُ الْبَعُوضِ إلَّا أَنَّهُ لَا يَعَضُّ وَلَا يُؤْذِي. 
غوط قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالْوَجْه عِنْدِي - مَا قَالَ الْأمَوِي - أَنه الكِراء وَلَو كَانَ الْمَعْنى على الضِراب نَفسه لدخل النَّهْي على كل من أنزى فحلا وَفِي هَذَا انْقِطَاع النَّسْل وَأما 18 - / ب قَول الشَّاعِر فقد يجوز لِأَن الْعَرَب تسمى / الشَّيْء باسم غَيره إِذا كَانَ مَعَه أَو من سَببه كَمَا قَالُوا للمزادة: راوية وَإِنَّمَا الراوية الْبَعِير الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ فسميت المزادة راوية بِهِ لِأَنَّهَا تكون عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ الْغَائِط من الانسان. كَانَ الْكسَائي يَقُول: إِنَّمَا سمي الْغَائِط غائطًا لِأَن أحدهم كَانَ إِذا أَرَادَ قَضَاء الْحَاجة قَالَ: حَتَّى آتِي الْغَائِط فأقضي حَاجَتي وَإِنَّمَا أصل الْغَائِط المطمئن من الأَرْض قَالَ: فَكثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى سموا غَائِط الْإِنْسَان بذلك وَكَذَلِكَ العَذِرة إِنَّمَا هِيَ فنَاء الدَّار فسميت بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ يُلقي بأفنية الدّور.
باب الغين والطاء غ وط، غ ط ي، غ ط و، ط غ و، ط غ ي مستعملات

غوط: الغُوطةُ: موضع بالشام، كثير الماء والشجر. والغُوطةُ: مدينة دمشق. والغَائِطُ: المطمئن من الأرض، وجمعه غِيطانٌ وأَغواطٌ. والتَّغَوُّطُ: كلمة كناية لفعله.

غطي، غطو: والغِطاءُ: ما غَطَّيْتَ به أو تَغَطَّيْتَ به، ويجمع أَغطِيةً. وغَطَا اللَّيلُ يَغْطُو غطوا أي غسا. ويقال: غَطَّى عليهم البلاد ونحوه.

طغو، طغي: الطُّغْيان: الواوُ لغةٌ فيه، وقد طَغَوْتِ وطَغْيتُ، والاسم الطَّغْوَى. وكل شيء يجاوز القدر فقد طَغَى مثلَ ما طَغَى الماءُ على قَوْمِ نُوْحٍ، وكَمَّا طغتِ الصَّيحةُ على ثَمُودَ. والطَّاغِيةُ: الجبار العنيد. والطَّاغُوتُ على أوجه [هي قوله تعالى] : يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ هو اسم الواحد. وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ

اسم تأنيث يعني اللات والعزى. وقوله: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وتاؤه زائدة مشتق من طَغَى. وأَطْغاه اللهُ فهو طاغٍ وهم طَاغُونَ. والطَّغْيَةُ: المكان المشرف من الجبل. ويقال: سمعت طَغْيَهُ أي صوته، هذلية.
[غوط] في قصة نوح عليه السلام: وانسدت ينابيع "الغوط" الأكبر وأبواب السماء، الغوط عمق الأرض الأبعاد، ومنه قيل للمطمئن من الأرض: "غائط"، ولموضع قضاء الحاجة: غائط، لأنها تقضي في المنخفض منها لأنه أستر له، ثم اتسع حتى أطلق على النجو نفسه. ومنه ح: لا يذهب الرجلان يضربان "الغائط" يتحدثان، أي يقضيان الحاجة وهما يتحدثان- ويتم في مقت من م. تو: إذا أتيتم "الغائط"- أي المكان المنخفض- فلا تستقبلوا القبلة "بغائط"، أي بالنجو الخارج. ش: ومنه: كان إذا أراد أن "يتغوط" انشقت الأرض فابتلعت "غائطه" وبوله، لما روي: يا عائشة أو ما علمت أن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء؛ الذهبي: هذا من موضوعات الحسين بن علوان لا ينبغي ذكره ففي الصحيحة من معجزاته كفاية عن كذبه. غ: غاط يغوط: دخل في شيء. نه: ومنه ح: إن رجلًا قال: يا رسول الله! قل لأهل "الغائط" يحسنوا مخالطتي، أراد أهل واد ينزله. ومنه: تنزل أمتي "بغائط" يسمونه البصرة، أي بطن مطمئن من الأرض. ط: أراد به بغداد بشهادة دجلة، وسماها بصرة إما لأنها كانت قرى تابعة للبصرة أو لأن خارج بغداد موضعًا يسمى باب البصرة، ويكون من أمصار المسلمين- بلفظ الاستقبال إشارة إلى أنها مدينة تبنى في الإسلام، وبغداد هي التي بنيت بعد خراب المدائن لا البصرة إذا كانت في آخر الزمان. نه: وفيه: إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة "بالغوطة" إلى جانب مدينة يقال لها دمشق، الغوطة اسم بساتين ومياه حول دمشق وهي غوطتها. ط: الغوطة- بالضم: بلد قريب من دمشق، يعني ينزل جيش المسلمين ويجتمعون هناك.
(غ وط)

الغوط: الثريدة.

والتغويط: اللقم مِنْهَا. وَقيل: التغويط: عظم اللقم.

وغاط يغوط غوطا: حفر. والغوط وَالْغَائِط: مَا اتَّسع من الأَرْض مَعَ طمأنينة، وَجمعه: أغواط، وغياط، وغيطات. قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:

وخرق نحْشر الركْبَان فِيهِ ... بعيد الْجوف أغبر ذِي غياط

وَقَالَ:

وخرق تحدث غيطانه ... حَدِيث العذارى بأسرارها

أَرَادَ: تحدث الْجِنّ فِيهَا: أَي تحدث جن غيطانه، كَقَوْل الآخر:

تسمع للجن بِهِ زيزيزما ... هتاملا من رزها وهينما

قَالَ أَبُو حنيفَة: من بواطن الأَرْض المنبتة: الْغِيطَان، الْوَاحِد مِنْهَا: غَائِط.

وكل مَا انحدر فِي الأَرْض: فقد غاط. قَالَ: وَزَعَمُوا: أَن الْغَائِط رُبمَا كَانَ فرسخا، وَكَانَت بِهِ الرياض.

وَالْغَائِط: اسْم الْعذرَة نَفسهَا، لأَنهم كَانُوا يلقونها بالغيطان. وَقيل: لأَنهم كَانُوا إِذا أَرَادوا ذَلِك اتوا الْغَائِط.

وتغوط الرجل: كِنَايَة عَن الخرءة.

ابْن جني وَمن الشاذ قِرَاءَة من قَرَأَ: (أَو جَاءَ أحد مِنْكُم من الغيط) يجوز أَن يكون اصله: غيطا واصله: غيوط فَخفف. قَالَ أَبُو الْحسن: وَيجوز أَن يكون الْيَاء واوا للمعاقبة.

والغوط: اغمض من الْغَائِط وابعد.

وغاطت انساع النَّاقة تغوط غوطا: لزقت بِبَطْنِهَا فَدخلت فِيهِ. قَالَ قيس بن عَاصِم:

ستحطم سعد والرباب انوفكم ... كَمَا غاط فِي انف الْقَضِيب جريرها

والغوطة: الوهدة. وغوطة: مَوضِع بِالشَّام كثير المَاء وَالشَّجر.

ومدينة دمشق تسمى: غوطة. أرَاهُ لذَلِك
غوط
غاطَ في يَغوط، غُطْ، غَوْطًا، فهو غائط وغويط، والمفعول مغوطٌ فيه
• غاطَتِ الأقدامُ في الرَّمل: غاصت، غطست فيه "غاط في الوادي: دخل فيه وغاب- غاط في الماء: انغمس فيه". 

تغوَّطَ يتغوَّط، تغوُّطًا، فهو مُتغوِّط
• تغوَّطَ الرَّجلُ: تبرَّز، قضى حاجَتَه ° المتغوِّطة: التي يتوهّم زوجُها أنّها حائض، وليست بحائض. 

غوَّطَ يغوِّط، تغويطًا، فهو مغوِّط، والمفعول مغوَّط
• غوَّطَ البئرَ ونحوَها: حفَرها فأبعد قعرَها "غوّط الحفرةَ". 

غائط1 [مفرد]: ج غائطون (للعاقل) وأغواط وغُوط وغِياط:
1 - اسم فاعل من غاطَ في.
2 - بِرَازٌ، ما تطرحه الأمعاء من فضلات "تحليل البول والغائِط في المختبر الطّبّيّ". 

غائط2 [مفرد]: ج أغواط وغِيطان: منخفض واسع من الأرض، موضع قضاء الحاجة " {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ}: أحدثتم حدثًا أصغر" ° ذهَب إلى الغائط: كناية عن التَّبرُّز. 

غَوْط [مفرد]: ج أغواط (لغير المصدر {وغِياط} لغير المصدر) وغِيطان (لغير المصدر):
1 - مصدر غاطَ في.
2 - منخفض واسع من الأرض أشدُّ انخفاضًا وبُعْدًا من الغائط، مطمئنّ من الأرض. 

غُوطة [مفرد]: مجتمع الماء والشّجر ومنه غُوطة دمشق. 

غَويط [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غاطَ في: غائط، عميق، بعيد القعر "إناء غويط". 

غَيْط [مفرد]: ج غِيطان:
1 - حقل، أرض واسعة "يعمل الفلاَّحون في الغيط" ° مِنْ البَيْت إلى الغيط: كناية عن الالتزام في العمل والحياة.
2 - مكان قضاء الحاجة " {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَيْطِ} [ق] ". 
غوط
غاطَ في الشيءِ يَغُوطُ ويِغيطُ غَوطاً وغَيطاً: دخلَ فيه، يقال: هذا رملٌ تغوطُ فيه الأقدامُ وتغيطُ.
والغَوْطُ والغائطُ: المُطمأنُ من الأرض الواسعُ، وقال ابنُ دريدٍ: الغوطُ: أشدُ انخفاضاً من الغائطِ وأبعدُ، وفي قصة نوحٍ - صلواتُ الله عليه -: انسدت ينابيعُ الغَوطِ الأكبر وأبوابُ السماء.

والجمع: غوط وأغواط وغيطان وغياط؛ صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها، قال المتنخل الهذلي:
وخرقٍ تحسرُ الركبانُ فيهِ ... بعيدِ الجوف أغبر ذي غياط
ويروى: " ذي غواط " و " ذي نياط ". وقال رؤبة: إفراغ نجاخينِ في الاغواط وقوله تعالى:) أو جاءَ أحَد منكم من الغائطِ (كان الرجلُ منهم إذا أراد أن يقضيَ الحاجة آتى الغائط فقضى حاجته؛ فقيل لكل من قضى حاجته: آتى الغائط، يكنى به عن العذرة.
وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أن آتاه حصينُ بنُ أوسٍ النهشلي - رضى الله عنه - فقال: يا رسول الله قلاْ لأهل الغائط يحسنوا مخالطتي، فسمت عليه ودعا له، يريد أهل الوادي الذي كان ينزلهِ.
وفي حديثه الآخر: تنزلُ أمتي بغائطٍ يسمونه البصرة يكثر أهلها وتكون مصراً من أمصار المسلمين.
وقال ابن الأعرابي: يقال غط غط: إذا أمرته أن يكون مع الجماعةِ إذا جاءتِ الفتنُ، وهم الغاطُ يقال: ما في الغاطِ مثلهُ: أي في الجماعة.
والغاطُ - أيضاً - الغوط من الأرض.
وقال أبو محمد الأعرابي: الغوطةُ: برث أبيضِ يسير فيه الراكبُ يومين لا يقطعه، به مياه كثيرة وغيطان وجبال: لبني أبي بكر بن كلاب. وقال غيره: الغوطةُ: بلد من بلاد طيئ لبني لآم قريب من جبال صبحُ لبني فزارة.
وقال ابن شميلٍ: الغوطةُ: الوهدة في الأرض المطمئنة.
والغوطةُ: غوطةُ دمشق، وهي إحدى جنان الدنيا الأربع، والثانية أبلة البصرة، والثالثة: شعبُ بوانَ، والرابعة: سغدُ سمرقند.
قال عبد الله بن قيس الرقيات يــمدحُ عبد العزيز بن مروان:
أحللكَ الله والخليفةُ بال ... غوطةَ داراً بها بنو الحكم
الحكمُ: هو ابن أبي العاص بن أمية. وقال عبيدُ الله - أيضاً - يذكرُ الملوكَ: أقفرتْ منهمُ الفراديسُ فالغو ... طة ذاة الرى وذاةُ الظلال
وغاط غوطاً: أي حفرَ، وبئر غويطة: بعيدةُ القعر، قال ذلك أبو عمرو.
والغوطُ: الثريدُ.
وغاطتِ الأنساعُ في دف الناقة: إذا تبينتْ آثارها فيه. وغاطَ الجبلُ في مخزمها: إذا غاب فيه.
وقال الفراءُ: أغوط بئرك: أي أبعدْ قعرها.
وقال ابن عبادٍ: غوط تغوطاً: أي لقم.
وتغوط: أي أبدى.
وانغطاط العودُ: إذا تثنى.
وهما يتغاوطان في الماءِ: أي يتغامسانَ.
والتركيبُ يدل على اطمئنان وغورٍ.

غوط: الغَوْطُ: الثَّريدةُ. والتَّغْوِيطُ: اللَّقْمُ منها، وقيل:

التغويط عِظَمُ اللَّقْمِ. وغاطَ يَغُوط غَوْطاً: حَفَر، وغاطَ الرجلُ في

الطِّين. ويقال: اغْوِطْ بئرك أَي أَبْعِدْ قَعْرَها، وهي بئر غَوِيطة: بعيدة

القعر. والغَوْطُ والغائطُ: المُتَّسِعُ من الأَرض مع طُمَأْنينةٍ،

وجمعه أَغْواطٌ وغُوطٌ وغِياطٌ وغِيطاتٌ، صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها،

قال المتنخل الهذلي:

وخَرْقٍ تُحْشَرُ الرُّكْبانُ فيه،

بَعِيدِ الجَوْفِ، أَغْبَرَ ذِي غِياطِ

وقال:

وخَرْقٍ تَحَدَّثُ غِيطانُه،

حَدِيثَ العَذارى بأَسْرارِها

إِنما أَرادَ تَحَدَّثُ الجِنُّ فيها أَي تَحَدَّثُ جِنُّ غِيطانِه كقول

الآخر:

تَسْمَعُ للجنِّ بهِ زيزِيزَها

هَتامِلاً مِن رِزِّها وهَيْنَما

قال ابن بري: أَغْواطٌ جمع غَوْطٍ بالفتح لغة في الغائط، وغِيطانٌ جمع

له أَيضاً مثل ثَوْرٍ وثِيرانٍ، وجمع غائطٍ أَيضاً مثل جانٍّ وجِنَّانٍ،

وأَما غائطٌ وغوطٌ فهو مثل شارِفٍ وشُرْفٍ؛ وشاهد الغَوط، بفتح الغين، قول

الشاعر:

وما بينَها والأَرضِ غَوْطٌ نَفانِف

ويروى: غَوْلٌ، وهو بمعنى البُعْد. ابن شميل: يقال للأَرضِ الواسعةِ

الدَّعْوةِ: غائطٌ لأَنه غاطَ في الأَرض أَي دخَل فيها، وليس بالشديد

التصَوُّبِ ولبَعْضِها أَسنادٌ، وفي قصة نوح، على سيدنا محمد وعليه الصلاة

والسلام: وانْسَدَّتْ يَنابِيعُ الغَوْطِ الأَكبرِ وأَبوابُ السماء؛

الغَوْطُ: عُمْقُ الأَرضِ الأَبْعدُ، ومنه قيل للمطْمَئنّ من اَلأَرض غائطٌ،

ولموضع قَضاء الحاجة غائط، لأَنَّ العادة أَن يَقْضِيَ في المُنْخَفِض من

الأَرض حيث هو أَستر له ثم اتُّسَعَ فيه حتى صار يطلق على النجْوِ نفْسِه.

قال أَبو حنيفة: من بواطن الأَرض المُنْبِتةِ الغِيطانُ، الواحد منها

غائطٌ، وكلُّ ما انْحَدَرَ في الأَرض فقد غاطَ، قال: وقد زعموا أَنَّ الغائط

ربما كان فَرْسخاً وكانت به الرِّياضُ. ويقال: أَتى فلان الغائطَ،

والغائطُ المطمئن من الأَرض الواسعُ. وفي الحديث: تنزِل أُمّتي بغائطٍ يسمونه

البَصْرةَ أَي بَطْنٍ مُطْمَئِنٍّ من الأَرض. والتغْوِيطُ: كناية عن

الحدَثِ. والغائطُ: اسم العَذِرة نفْسها لأَنهم كانوا يُلْقُونها بالغِيطان،

وقيل: لأَنهم كانوا إِذا أَرادوا ذلك أَتوا الغائط وقضوا الحاجة، فقيل لكل

مَن قضى حاجتَه: قد أَتى الغائط، يُكنَّى به عن العذرة. وفي التنزيل

العزيز: أَو جاء أَحد منكم من الغائط؛ وكان الرجل إِذا أَراد التَّبَرُّزَ

ارْتادَ غائطاً من الأَرض يَغِيبُ فيه عن أَعين الناس، ثم قيل للبِرازِ

نَفْسِه، وهو الحدَثُ: غائط كناية عنه، إِذ كان سبباً له. وتَغَوَّط الرجل:

كناية عن الخِراءة إِذا أَحدث، فهو مُتَغَوِّط. ابن جني: ومن الشاذّ

قراءة من قرأَ: أَو جاء أَحد منكم من الغَيْطِ؛ يجوز أَن يكون أَصله

غَيِّطاً وأَصله غَيْوِطٌ فخفف؛ قال أَبو الحسن: ويجوز أَن يكون الياء واواً

للمُعاقبةِ. ويقال: ضرب فلان الغائطَ إِذا تبَرَّزَ. وفي الحديث: لا يذهَب

الرَّجلانِ يَضْرِبان الغائطَ يتحدَّثانِ أَي يَقْضِيانِ الحاجةَ وهما

يتحدَّثان؛ وقد تكرر ذكر الغائط في الحديث بمعنى الحدَث والمكان. والغَوْطُ

أَغْمَضُ من الغائطِ وأَبعَدُ. وفي الحديث: أَنَّ رجلاً جاءه فقال: يا

رسولَ اللّه، قل لأَهْلِ الغائط يُحْسِنوا مُخالَطتي؛ أَراد أَهل الوادي

الذي يَنْزِلُه.

وغاطَت أَنْساعُ الناقةِ تَغُوطُ غَوْطاً: لَزِقَتْ ببطنها فدخلت فيه؛

قال قيس بن عاصم:

سَتَخْطِمُ سَعْدٌ والرِّبابُ أُنُوفَكم،

كما غاطَ في أَنْفِ القَضِيبِ جَرِيرُها

ويقال: غاطَتِ الأَنْساعُ في دَفِّ الناقةِ إِذا تبينت آثارُها فيه.

وغاطَ في الشيء يَغُوطُ ويَغِيطُ: دخل فيه. يقال: هذا رمل تَغُوطُ فيه

الأَقْدامُ. وغاطَ الرجلُ في الوادي يَغُوطُ إِذا غاب فيه؛ وقال الطِّرِمّاحُ

يذكر ثَوْراً:

غاطَ حتى اسْتَثارَ مِن شِيَمِ الأَر

ضِ سَفاه من دُونِها باده

(* قوله «باده» هو هكذا في الأصل على هذه الصورة.)

وغاطَ فلانٌ في الماء يَغُوطُ إِذا انغمَسَ فيه. وهما يتَغاوَطان في

الماء أَي يتَغامَسانِ ويتَغاطَّانِ. الأَصمعي: غاطَ في الأَرض يَغُوطُ

ويَغِيطُ بمعنى غابَ. ابن الأَعرابي: يقال غُطْ غُطْ إِذا أَمرته أَن يكون مع

الجماعة. يقال: ما في الغاطِ مثله أَي في الجماعة.

والغَوْطةُ: الوَهْدةُ في الأَرض المُطْمَئنَّةُ، وذهب فلان يَضْرِب

الخَلاء. وغُوطةُ: موضع بالشام كثير الماء والشجر وهو غُوطةُ دِمَشْق،

وذكرها الليث معرّفة بالأَلف واللام. والغُوطةُ: مجتمَعُ النباتِ والماء،

ومدينة دِمَشْقَ تسمى غُوطةَ، قال: أُراه لذلك. وفي الحديث: أَنَّ فُسطاطَ

المسلمين يوم المَلْحمةِ بالغُوطةِ إِلى جانب مدينةٍ يقال لها دِمَشْقُ؛

الغُوطة: اسم البساتين والمياه التي حولَ دمشقَ، صانها اللّه تعالى، وهي

غُوطَتُها.

غوط
{الغَوْطُ: الثَّريدَةُ. والغَوْطُ: الحَفْرُ، عَن أَبي عمرٍ و:} غَاطَ {يَغُوطُ} غَوْطاً، أَي حَفَر. {وغاطَ الرَّجُلُ فِي الطِّين. والغَوْطُ: دُخُولُ الشَّيءِ فِي الشَّيْءِ،} كالغَيْطِ، يُقالُ: غاطَ فِي الشَّيْءِ يَغُوطُ {ويَغِيطُ: دَخَلَ فِيهِ. وَهَذَا رملٌ} تَغُوطُ فِيهِ الأَقْدامُ. و {الغَوْطُ: المُطْمَئِنُّ الواسِعُ من الأَرْضِ،} كالغَاطِ {والغائِطِ.
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ:} الغَوْطُ أَشَدُّ انْخِفاضاً من 
{الغَائِطِ وأَبْعَدُ. وَفِي قِصَّةِ نُوحٍ، على سيِّدِنا محمَّدٍ وَعَلِيهِ الصَّلاةُ والسَّلام: وانْسَدَّت يَنابيعُ الغَوْطِ الأَكْبَرِ وأَبْوابُ السَّماءِ وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يُقَال للأرْضِ الواسِعَةِ الدَّعْوَةِ: غائِطٌ، لأَنَّه غاطَ فِي الأَرْضِ، أَي دَخَلَ فِيهَا، وَلَيْسَ بالشَّديدِ التَّصَوُّبِ، ولبَعْضِها أَسْنادٌ. وَفِي الحديثِ: أَنَّ رجلا جاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لأَهْلِ} الغائطِ يُحْسِنوا مُخَالَطَتي أَرادَ أَهْلَ الْوَادي الَّذي يَنْزِلُه، ج: {غُوطٌ، بالضَّمِّ،} وأَغْواطٌ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: {أَغْواطٌ: جمعُ} غَوْطٍ، بالفَتْحِ، لُغَةٌ فِي {الغائطِ،} وغِيطَانٌ جمعٌ لَهُ أَيضاً، مثل ثَوْرٍ وثِيرانٍ، وجمعُ {غائِطٍ أَيْضا، مثلُ جَانٍّ وجِنّانٍ. وأَمَّا غائطٌ} وغُوطٌ، فَهُوَ مثلُ شارِفٍ وشُرْفٍ. وشاهِدُ الغَوْطِ، بفَتْحِ الغَيْنِ، قولُ الشَّاعِر: وَمَا بَيْنَها والأَرْضِ {غَوْطٌ نَفَانِفُ ويُروى غَوْلٌ وَهُوَ بِمَعْنى البُعْدِ،} وغِيَاطٌ، بكسرِهما، صَارَت الواوُ يَاء لانْكِسارِ مَا قبلَها، قَالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ:
(وخَرْقٍ تَحْسِرُ الركْبَانُ فِيهِ ... بَعيدِ الجَوْفِ أَغْبَرَ ذِي {غِيَاطِ)
ويُروى: ذِي} غِوَاطِ، وَذي نِيَاطِ. وقالَ آخرُ:
(وخَرْقٍ تُحَدِّثُ غِيطَانُهُ ... حَديثَ العَذَارَى بأَسْرَارِها)
وَفِي الحَديثِ: تَنْزِلُ أُمَّتِي {بغائطٍ يُسَمُّونَهُ البَصْرَةَ: أَي بَطْنٍ مُطْمَئِنٍّ من الأَرْضِ.} والغائطُ: كِنايةٌ)
عَن العَذِرَةِ نفسِها لأَنَّهم كَانُوا يلفونها {بالغيطان وَقيل لأَنهم كَانُوا إِذا أَرادوا ذلِكَ أَتَوا} الغائطَ وقَضَوا الحاجَةَ، فَقيل لكلِّ مَن قَضَى حاجَتَه: قَدْ أَتَى! الغائِطَ، يُكْنى بِهِ عَن العَذِرَةِ. وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغائطِ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذا أَرادَ التَّبَرُّزَ ارْتادَ {غائِطاً من الأَرْضِ يَغيبُ فيهِ عَن أَعْيُنِ النَّاسِ، ثمَّ قيلَ للبَرَازِ نفسِهِ، وَهُوَ الحَدَثُ غائطٌ، كِنايَة عَنهُ، إِذا كانَ سَبَباً لَهُ. وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ:} الغَوْطَةُ، بالفَتْحِ: الوَهْدَةُ من الأَرْضِ المُطْمَئِنَّة. وقالَ أَبو محمَّدٍ الأَعْرابِيُّ: الغَوْطَةُ: بَرْثٌ أَبْيَضُ لِبَني أَبي بكرٍ بنِ كِلابٍ يَسيرُ فِيهِ الرَّاكِبُ يومَيْنِ لَا يُقْطَعُه، بهِ مِياهٌ كَثيرةٌ {وغِيطانٌ وجِبالٌ. وقالَ غيرُه:} الغَوْطَةُ: د: بأَرْضِ طَيِّئٍ لبَني لأْمٍ مِنْهُم، قَريبٌ من جِبالِ صُبْحٍ لبَني فَزَارَةَ، وهما {غَوْطَتَانِ، والأُخْرى: ماءٌ مِلْحٌ رَديءٌ، لبَني عامرِ بن جُوَيْنٍ الطَّائيِّ.
و} الغُوطَةُ، بالضَّمِّ: مدينَةُ دِمَشْقَ، أَو كُورَتُها، وَهِي إحْدى جِنانِ الدُّنيا الأَرْبَعِ، والثَّانيَةُ: أُبُلَّةُ البصرَةِ، والثَّالثَةُ: شِعْبُ بَوَّان، والرَّابِعَةُ: سُغْدُ سَمَرْقَنْدَ، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ يــمدَحُ عبدَ الْعَزِيز ابنَ مَرْوانَ:
(أَحَلَّكَ اللهُ والخَليفَةُ بالْ ... غُوطَةِ دَاراً بهَا بَنُو الحَكَمِ)
وقالَ أَيْضاً يذْكُر المُلُوك:
(أَقْفَرَتْ منهُم الفَرَادِيسُ فالغُو ... طَةُ ذاتُ القُرَى وذاتُ الظِّلالِ)
وَفِي الحَدِيث: أَنَّ فُسْطاطَ المُسْلِمينَ يومَ المَلْحَمَةِ {بالغُوطَةِ إِلى جانِبِ مَدينةٍ يُقالُ لَهَا: دِمَشْقُ.
} والتَّغْويطُ: اللَّقْمُ، من! الغَوْطِ، وَهُوَ الثَّريدُ. أَو {التَّغْويطُ: تَعْظِيمُه، أَي اللَّقْم. والتَّغْويطُ: إِبْعادُ قَعْرِ البِئْرِ.} وتَغَوَّطَ الرَّجُلُ، إِذا أَبْدى، أَي أَحْدَثَ، كِناية عَن الخِراءةِ، فهُو مُتَغَوِّطٌ. {وانْغاطَ العُودُ: تَثَنَّى، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ.} وتَغَاوَطَا فِي الماءِ: تَغَامَسَا {وتَغَاطَّا، وهما} يَتَغَاوَطَانِ، {ويَتَغَاطَّانِ.} والغَاطُ: الجَماعَةُ، يُقَال: مَا فِي الغَاطِ مثلُه، وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: يُقالُ {غُطْ غُطْ، إِذا أَمَرْتَهُ أَنْ يَكونَ مَعَ} الغَاطِ، أَي مَعَ الجَماعَةِ إِذا جاءَت الفِتَنُ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: بِئْرٌ {غَوِيطةٌ، كسَفِينةٍ: بَعيدَةُ القَعْرِ. وَقَالَ الفرَّاءُ: يُقال:} أَغْوِطْ بِئْرَكَ، أَي أَبْعِدْ قَعْرَها. ويُقالُ لموضِعِ قَضاءِ الحاجَةِ: {غائطٌ، مَجازٌ لأَنَّ العادَة أَنْ يَقْضِي فِي المُنْخَفِضِ من الأَرْض حيثُ هُوَ أَسْتَرُ لَهُ. وكلُّ مَا انْحَدَرَ فِي الأَرْضِ فقد غاطَ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقد زَعَموا أَنَّ} الغَائِطَ ربَّما كانَ فَرْسَخاً، وكانتْ بِهِ الرِّيَاضُ.
قَالَ ابنُ جِنِّي: وَمن الشَّاذِّ قِراءةُ من قَرَأَ: أَو جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ {الغَيْطِ يَجوزُ أَنْ يكونَ أَصْلُه} غَيِّطاً، وأَصْلُه غَيْوِطٌ، فخُفِّف، قَالَ أَبو الحَسَن: ويَجوز أَنْ تكونَ الياءُ واواً للمُعاقَبَةِ. ويُقال:) ضَرَبَ فُلانٌ! الغَائِطَ، إِذا تَبَرَّز، وَفِي الحديثِ: لَا يَذْهَبُ الرَّجُلانِ يَضْرِبانِ الغَائِطَ يَتَحَدَّثانِ، أَي يَقْضِيانِ الحاجَةَ وهُما يَتَحَدَّثانِ. وَقد تكَرَّرَ ذِكْرُ الغَائِطِ فِي الحديثِ بِمَعْنى الحَدَثِ والمَكانِ. {وغَاطَتْ أَنْساعُ النَّاقَةِ} تَغُوطُ {غَوْطاً: لَزِقَتْ ببَطْنِها فدَخَلَتْ فِيهِ، قَالَ قَيْسُ بنُ عاصمٍ:
(سَتَحْطِمُ سَعْدٌ والرِّبَابُ أُنُوفَكُمْ ... كَمَا} غَاطَ فِي أَنْفِ القَضِيبِ جَريرُها)
ويُقال: {غَاطَتِ الأَنْساعُ فِي دَفِّ النَّاقَةِ: إِذا تَبَيَّنَتْ آثارُها فِيهِ.} وغَاطَ الرَّجُلُ فِي الْوَادي {يَغُوطُ، إِذا غابَ فِيهِ. وغَاطَ فلانٌ فِي الماءِ يَغُوطُ، إِذا انْغَمَسَ فِيهِ.} والغَيْطُ، بالفَتْحِ: البُسْتانُ. والنَّجْمُ محمَّدُ بنُ أَحمدَ السَّكَنْدَرِيُّ الغَيْطِيُّ، منْسوبٌ إِلى غَيْط العِدَّةِ بمِصْرَ لأَنَّه كانَ سَكَنَ بهَا، حدَّث عَن شيخِ الإِسْلامِ زَكَرِيَّا بنِ محمَّدٍ الأَنْصارِيّ. ومُعْجَمُ شُيُوخِه يَتَضَمَّنُ سَبْعاً وعِشْرينَ شَيْخاً، وَهُوَ عِنْدِي. قَالَ الشَّعْرانِيُّ فِي الذَّيْلِ: تُوُفِّي يومَ الأَرْبِعاءِ صفر سنة.

غوط

1 غَاطَ, aor. ـُ (S, Msb, TA,) inf. n. غَوْطٌ, (S, Msb, K,) It entered, or sank, (S, Msb, K, TA,) into (فِى) a thing; (S, K, TA;) as, for instance, the foot into sand; (S, TA;) and a man into mud, (TA,) or into water; (Msb;) and into a valley; (TA, in this art. and in art. غيط; in the former expl. by اِنْغَمَسَ;) and غَاطَ, aor. ـِ (S, TA,) inf. n. غَيْطٌ, (K,) signifies the same: (S, K:) both also signify he, or it, became hidden, (As, and K in art. غيط,) in the ground. (As.) You say also, غَاطَتْ أَنْسَاعُ النَّاقَةِ, aor. and inf. n. as above, The plaited thongs of the she-camel clave to her belly, and so entered, or sank, therein. (TA.) And غَاطَتِ الأَنْسَاعُ فِى دَفِّ النَّاقَةِ The plaited thongs caused their impressions to be visible in the side of the she-camel. (TA.) b2: It (a place) sank, or became depressed, in the ground. (ISh.) And It (anything) descended, or sloped downwards, in the ground. (TA.) b3: Also, aor. and inf. n. as above, He dug, excavated, or hollowed out. (TA: and in some copies of the K, الغَوْطُ is expl. by الحَفْرُ; but the reading given in the TA, in that instance, is الحُفْرَةُ.) A2: غُطْ غُطْ means Be thou with the جَمَاعَة [i. e. the mass, or main body], (IAar, O, K,) who are termed the غَاط, (O,) [be thou with them, not with the factious,] when فِتَن [i. e. factions, &c.,] come. (IAar, O, K.) 2 غوّط, inf. n. تَغْوِيطٌ, He gobbled [food]: (Ibn-'Abbád, O, K: *) or gobbled largely, or in large mouthfuls: (K, * TA:) from غَوْطٌ meaning ثَرِيد. (TA.) A2: And تَغْوِيطٌ signifies also The making a well deep. (K. [See also 4.]) 4 أَغْوَطَ He made deep a well. (Fr, O, TA. [See also 2.]) 5 تغوّط (tropical:) He voided excrement, or ordure. (S, Msb, K, TA. [In the CK, اَنْدىٰ is put by mistake for ابدى.]) 6 تَغَاوَطَا فِى المَآءِ They two vied, or contended, each with the other, in plunging, or diving, in the water. (K, * TA.) 7 انغاط It (a branch, or twig, or the like,) bent. (O, K.) غَاطٌ: see غَائِطٌ.

A2: الغَاطُ signifies also الجَمَاعَةُ [meaning The mass, or main body, of the people]. (O, K.) One says, مَا فِى الغَاطِ مِثْلُهُ [There is not in the mass, or main body, of the people, the like of him]. (O, TA.) غَوْطٌ A hollow, cavity, pit, or the like, dug, or excavated, in the ground; syn. حُفْرَةٌ. (So in the K, accord. to the TA, on the authority of AA: but in some copies of the K, الغَوْطُ in this instance is expl. by الحَفْرُ: see 1, last sentence.) See also غَائِطُ.

A2: And i. q. ثَرِيدٌ [Crumbled bread moistened with broth]. (O: in the K ثَرِيدَة.) غَيْطٌ: see غَائِطٌ, latter half.

غَوْطَةٌ A [low, or depressed, place, or hollow, such as is called] وَهْدَة, in the ground. (ISh, K.) [See also غَائِطٌ.]

غُوطَةٌ A place comprising water and herbage: whence غُوطَةُ دِمَشْقَ, (Har pp. 130, et seq.,) i. e. the city, or district, of Damascus, (K,) which is a place abounding with water and trees. (S.) بِئْرٌ غَوِيطَةٌ A deep well. (TA.) غَائِطٌ A wide, depressed piece of ground or land, (ISh, S, O, Msb, K,) but not much depressed, and in some instances having acclivities [bordering it]; (ISh;) sometimes, as they assert, a league (فَرْسَخ) in extent, and having in it meadows; (AHn;) and ↓ غَاطٌ and ↓ غَوْطٌ signify the same; (O, K;) or the last is more depressed than the غائط: (IDrd, O:) and غائط is also applied to a valley: (TA:) the pl. [of pauc.] is أَغْوَاطٌ, (S, Msb, K,) or this is pl. of غَوْطٌ, (IB,) and [of mult.] غِيطَانٌ, (S, Msb, K,) which is pl. of both these sings., (IB,) and غُوطٌ (S, Msb, K) and غِيَاطٌ. (K.) b2: Hence, (tropical:) A place in which one satisfies a want of nature; the custom being to do so in a depressed place, where one is concealed. (S, * Msb, * TA.) In the Kur [iv. 46, or v. 9], accord. to an extraordinary reading, it is written ↓ غَيْط, [a form now commonly used, and signifying a garden, but there meaning a privy place,] the original form of which may be غَيْوِط, and then غَيِّط, [and then غَيْط,] it being contracted; or, accord. to Abu-l- Hasan, the ى may be originally و, these two letters being in this instance interchangeable. (IJ.) You say, أَتَى الغَائِطَ, (S, TA,) and ضَرَبَ الغَائِطَ, (TA,) (tropical:) He satisfied a want of nature; (S, TA;) voided excrement, or ordure. (TA.) b3: And hence, (S, TA,) (tropical:) Human excrement, or ordure: (S, K, TA:) because they used to cast it away in a غائط: or because they used to go thither to satisfy a want of nature. (TA.)

فرزدق

فرزدق
من (ف ر ز د ق) الرغيف وفتات الخبز وقطع العجين وأصله بالفارسية برازدة.
فرزدق: الفَرَزْدَقُ : الرغيف، والفَرَزْدَقَة (الواحدة) ، ويقال هو فتات الخبز.
والفرزدق: الرَّغِيف.

وَقيل: فتات الْخبز.

وَقيل: قطع الْعَجِين.

واحدته: فرزدقة.
وَبِه سمي الرجل: الفرزدق.
ف ر ز د ق: (الْفَرَزْدَقُ) جَمْعُ (فَرَزْدَقَةٍ) وَهِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْعَجِينِ وَبِهِ سُمِّي الْفَرَزْدَقُ وَاسْمُهُ هَمَّامٌ. 
[فرزدق] الفرزدق: جمع فرردقة، وهى القطعة من العجين، وأصله بالفارسية " برازده "، وبه سمى الفرزدق، واسمه همام. فإذا جمعت قلت فرازق، لان الاسم إذا كان على خمسة أحرف كلها أصول حذفت آخر حرف منه في الجمع،

كثير.

قال ابن برى: والخليف: الطريق بين الجبلين. وصواب إنشاده " بذفرى "، لان قبله: توالى الزمام إذا ما ونت ركائبها واحتثثن احتثاثا وكذلك في التصغير. وإنما حذفت الدال من هذا الاسم لانها من مخرج التاء، والتاء من حروف الزيادات، فكانت بالحذف أولى، وإلا فالقياس فرازد. وكذلك التصغر فريزق وفريزد، وإن شئت عوضت في الجمع والتصغير. فإن كان في الاسم الذى على خمس: أحرف حرق واحد زائد كان بالحذف أولى، مثل مدحــرج وجحنفل، قلت دحيرج وجحيفل، والجمع دحارج وجحافل وإن شئت عوضت في الجمع والتصغير.

فرزدق: الفَرَزْدَقُ: الرغيف، وقيل: فُتات الخبز، وقيل: قِطَع العجين.

واحدته فَرَزْدَقَة، وبه سمي الرجل الفَرَزْدَق شبه بالعجين الذي يسوِّي

منه الرغيف، واسمه هَمَّام، وأَصله بالفارسية بَرأزَدْه؛ قال الأُموي:

يقال للعجين الذي يقطع ويعمل بالزيت مشتقّ، قال الفراء: واسم كل قطعة منه

فَرَزْدَقة، وجمعها فَرَزْدَق. ويقال للجَرْذَقِ العظيم الحروف: فَرَزْدَق.

وقال الأَصمعي: الفَرَزْدَقُ الفَتُوت الذي يُفَتّ من الخبز الذي تشربه

النساء، قال: وإذا جمعت فَرازِق لأَن الإسم إذا كان على خمسة أَحرف كلها

أُصول حذفت آخر حرف منه في الجمع، وكذلك في التصغير، وإنما حذفت الدال من

هذا الإسم لأَنها من مخرج التاء والتاءُ من حروف الزيادات فكانت بالحذف

أولى، والقياس فَرَازِد، وكذلك التصغير فُرَيْزِقْ وفُرَيْزِدْ، التصغير

فُرَيْزِقْ وفُرَيْزِدْ، وإن شئت عوضتَ في الجمع والتصغير، فإن كان في

الإسم الذي على خمسة أَحرف حرف واحد زائد كان بالحذف أَولى، مثال مُدَحْــرِج

وجَحَنْفَل قلت دُحَيْرج وجُحَيْفِل، والجمع دَحارج وجَحافل، وإن شئت

عوضت في الجمع والتصغير.

فرزدق
الفَرَزْدَق، كسَفَرْجَلٍ: الرّغيفُ الَّذِي يسْقُطُ فِي التّنّورِ، الواحِدَةُ بهاءٍ نقَلَه اللّيْثُ. وَقَالَ الفَرّاءُ: اسمُ كلِّ قِطعةٍ مِنْهُ فَرَزْدَقَةٌ. قَالَ: وقالَ بعضُهم: هُوَ فُتات الخُبْزِ. والفَرَزْدَق: لقَبُ أبي فِراس هَمّامِ بنِ غالِبِ بنِ صَعْصَعَة بن ناجِيَة بنِ عِقال بنِ مُحَمَّد بن سُفْيان بنِ مُجاشِع بن دارِم بنِ مالِك بن حَنْظَلَة بنِ مالِك بن زَيْد مَناةَ بنِ تَميم، الشاعِر الْمَشْهُور، وقدذكَره المُصنِّفُ أَيْضا فِي ف ر س.
أَو الفَرَزْدَقَةُ: القِطعةُ من العَجين الَّذِي يُسَوّى مِنْهُ الرّغيف، وَبِه سُمّي الرّجُل. وَقَالَ الفَرّاءُ: يُقال للجَرْدَقِ الْعَظِيم الحُروف: فرَزْدَق، فارسيّتُه برَازْدَه، أَو عربيٌّ منْحوتٌ من كَلِمَتَيْنِ من فَرَز، وَمن دَقّ لأنّهدَقيقٌ عُجِن ثمّ أُفْرِزتْ مِنْهُ قِطعَة فَهِيَ من الإفرازِ والدّقيقِ. هَذَا قولُ ابنِ فارِس. ج: فرازِق، لِأَن الاسْم إِذا كَانَ على خمْسة أحرُفٍ كُلُّها أصولٌ حذَفْتَ آخِرَ حرْف مِنْهُ فِي الجَمْع، وكذلِك فِي التّصْغير، وإنّما حُذِفَت الدّالُ من هَذَا الِاسْم لأنّها من مَخْرج التاءِ، والتاءُ من حروفِ الزّيادة، فَكَانَت بالحَذْفِ أولَى، والقِياسُ فرازِدُ، وَكَذَلِكَ التّصْغيرُ فُرَيْزق، وفُرَيْزِد، وَإِن شِئْتَ عوَّضتَ فِي الجَمْعِ وَفِي التّصْغير. فإنْ كَانَ فِي الاسْمِ الَّذِي هُوَ على خمْسةِ أحْرُف حرْفٌ واحدٌ زائِدٌ، كَانَ بالحَذْف أولَى، مثل: مُدَحْــرِج وجَحَنْفل فَقلت: دُحَيْرِجٌ وجُحَيْفِلٌ، والجمعُ دَحارِجُ وجَحافِلُ، وَإِن شِئْتَ عوّضتَ فِي الجَمْعِ والتّصغير، كُلُّ ذَلِك قولُ الأصْمَعيِّ نقَله الصاغانيّ وصاحبُ اللّسان. وَمِمَّا يُستَدرَك عَلَيْهِ: الفَرَزْدقُ: الفَتوت الَّذِي يُفَتُّ من الخبزِ تشْرَبُه النساءُ، نَقله الْأَصْمَعِي. والفرَزْدَق: قَرْيَة بمِصْر بالقرْب ...
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.