المتوفى: سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة.
وهو: همزية.
في: القراءة.
أولها: (سألتكم يا مقري الأرض كلها... الخ).
ثم شرحها.
وسماه: (العقد الثمين).
محــل: الــمَحْــلُ: الشدّة. والــمَحْــلُ: الجوع الشديد وإِن لم يكن جَدْب.
والــمَحْــل: نقيض الخِصْب، جمعه مُحــول وأَــمْحــال. الأَزهري: الــمُحــولُ والقُحوطُ
احتباس المطر. وأَرض مَحْــلٌ وقَحْطٌ: لم يصبها المطر في حينه. الجوهري:
الــمَحْــل الجدبُ وهو انقطاع المطر ويُبْسُ الأَرض من الكَلإِ. غيره قال:
وربما جمع الــمَحْــل أَــمْحــالاً؛ وأَنشد:
لا يَبْرَمُون، إِذا ما الأُفْقُ جلَّله
صِرُّ الشتاء من الأَــمْحــال كالأَدَمِ
ابن السكيت: أَــمْحَــلَ البلدُ، هو ماحِل، ولم يقولوا مُــمْحِــل، قال: وربما
جاء في الشعر؛ قال حسان بن ثابت:
إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لَوْنُه
شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالثَّغامِ المُــمْحِــلِ
فَلَقَدْ يَراني المُوعِدي، وكأَنَّني
في قَصْرِ دُومَةَ أَو سواء الهَيْكَلِ
ابن سيدَه: أرض مَحْــلة ومَحْــلٌ ومَحُــول، وفي التهذيب: ومَحُــولة أَيضاً،
بالهاء، لا مَرْعَى بها ولا كَلأَ؛ قال ابن سيده: وأَرى أَبا حنيفة قد
حكى أَرض مُحُــولٌ، بضم الميم، وأَرَضُون مَحْــل ومَحْــلة ومُحُــولٌ وأَرض
مُــمْحِــلة ومُــمْحِــل؛ الأَخيرة على النسب؛ الأَزهري: وأَرض مِــمْحــال؛ قال
الأَخطل:
وبَيْداء مِــمْحــالٍ كأَنّ نَعامَها،
بأَرْحائها القُصْوَى، أَباعِرُ هُمَّلُ
وفي الحديث: أَمَا مَرَرتَ بِوادي أَهلِك مَحْــلاً أَي جَدْباً؛ والــمَحْــل
في الأَصْل: انقطاع المطر. وأَــمْحَــلَت الأَرْضُ والقومُ وأَــمْحَــل
البلدُ، فهو ماحِل على غير قياس، ورجل مَحْــل: لا يُنْتفع به. وأَــمْحَــل المطرُ
أَي احتبس، وأَــمْحَــلْنا نحن، وإِذا احتبس القَطْر حتى يمضِيَ زمانُ
الوَسْمِيِّ كانت الأَرض مَحُــولاً حتى يصيبها المطرُ. ويقال: قد أَــمْحَــلْنا
منذ ثلاث سنين؛ قال ابن سيده: وقد حكي مَحُــلَت الأَرض ومَحَــلَت. وأَــمْحَــل
القومُ: أَجْدبوا، وأَــمْحَــلَ الزمانُ، وزمان ماحِلٌ؛ قال الشاعر:
والقائل القَوْل الذي مِثْلُه
يُمْرِعُ منه الزَّمَنُ الماحِلُ
الجوهري: بلد ماحِلٌ وزمان ماحِلٌ وأَرض مَحْــل وأَرض مُحُــول، كما قالوا
بلد سَبْسَب وبلد سَباسِب وأَرض جَدْبَة وأَرض جُدوب، يريدون بالواحد
الجمع، وقد أَــمْحَــلَت. والــمَحْــل: الغُبار؛ عن كراع. والمُتماحِل من الرجال:
الطويلُ المضطرب الخلْق؛ قال أَبو ذؤيب:
وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَه،
غَدَاتَئِذٍ، ذِي جَرْدَةٍ مُتماحِل
قال الجوهري: هو من صفة أَشْعَث، والبَوْشِيُّ: الكثير البَوْشِ
والعِيال، وأُحاحُه: ما يجده في صَدْره من غَمَر وغَيْظٍ أَي شفَينا ما يجده من
غَمَر العِيال؛ ومنه قول الآخر:
يَطْوِي الحَيازيمَ على أُحاحِ
والجَرْدةُ: بُرْدة خلَق. والمُتماحِلُ: الطويل. وفي حديث علي: إِنّ من
وَرائكم أُموراً مُتماحِلة أَي فِتَناً طويلة المدة تطولُ أَيامها ويعظم
خَطَرُها ويَشتدّ كَلَبُها، وقيل: يطول أَمرها. وسَبْسَب مُتماحل أَي
بعيد ما بين الطرَفين. وفَلاة مُتماحلة: بعيدة الأَطراف؛ وأَنشد ابن بري
لأَبي وجزة:
كأَنّ حريقاً ثاقِباً في إِباءةٍ،
هَدِيرُهُما بالسَّبْسَب المُتماحل
وقال آخر:
بَعِيدٌ من الحادي، إِذا ما تَدَفَّعَتْ
بناتُ الصُّوَى في السَّبْسَب المُتماحِل
وقال مزرّد:
هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ
وناقة مُتماحِلة: طويلة مُضطَربة الخلْق أَيضاً. وبعير مُتماحِل: طويل
بعيد ما بين الطرفين مُسانِدُ الخلْق مُرْتَفِعهُ. والــمَحْــلُ: البُعد.
ومكان مُتَماحِل: مُتباعد؛ أَنشد ثعلب:
من المُسْبَطِرَّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ
لَجُوجٌ، هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ
أَي هَواها أَن تجد مُتَّسعاً بعيد ما بين الطرَفين تغدو به.
وتَماحَلَتْ بهم الدارُ: تباعدت؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
وأُعْرِض، إِنِّي عن هواكنّ مُعْرِض؛
تَماحَل غِيطانٌ بكُنَّ وبِيدُ
دعا عليهنّ حين سلا عنهن بكبر أَو شغل أَو تباعد. ومَحَــلَ لفلان حقه:
تكلَّفه له.
والمُــمَحَّــل من اللبن: الذي قد أَخذ طعماً من الحموضة، وقيل: هو الذي
حُقِن ثم لم يترك يأْخذ الطعم حتى شرب؛ وأَنشد:
ما ذُقْتُ ثُفْلاً، مُنْذُ عامٍ أَوّلِ،
إِلاَّ من القارِصِ والمُــمَحَّــلِ
قال ابن بري: الرجز لأَبي النجم يصف راعياً جَلْداً، وصوابه: ما ذاقَ
ثُفْلاً؛ وقبله:
صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّلِ،
يحلِف بالله سِوى التَّحَلُّلِ
والثُّفْل: طعام أَهل القُرى من التمر والزبيب ونحوهما. الأَصمعي: إِذا
حُقِن اللبن في السِّقاء وذهبت عنه حَلاوة الحَلَب ولم يتغير طعمُه فهو
سامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من الريح فهو خامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من طعم فهو
المُــمَحَّــل.
ويقال: مع فلان مَــمْحَــلة أَي شَكْوة يُــمَحِّــل فيها اللبن، وهو
المُــمَحَّــل ويديرها . . .
(* هكذا بياض في الأصل) الجوهري: والمُــمَحَّــل، بفتح
الحاء مشددة، اللبن الذي ذهبت منه حلاوة الحَلَب وتغيَّر طعمُه قليلاً.
وتَــمَحَّــل الدراهمَ: انْتَقَدَها.
والــمِحــالُ: الكَيْد ورَوْمُ الأَمرِ بالحِيَل. ومَحَِــل به يَــمْحَــل
(*
قوله «ومحــل به يــمحــل إلخ» عبارة القاموس: ومحــل به مثلثة الحاء محــلاً
ومحــالاً؛ كاده بسعاية إلى السلطان) مَحْــلاً: كاده بسِعاية إِلى السلطان. قال ابن
الأَنباري: سمعت أَحمد بن يحيى يقول: الــمِحــال مأْخوذ من قول العرب مَحَــل
فلان بفلان أَي سَعَى به إِلى السلطان وعَرَّضه لأَمر يُهْلِكه، فهو
ماحِل ومَحُــول، والماحِلُ: الساعي؛ يقال: مَحَــلْت بفلان أَــمْحَــل إِذا سعيت
به إِلى ذي سلطان حتى تُوقِعه في وَرْطة ووَشَيْتَ به. الأَزهري: وأَما
قول الناس تــمَحَّــلْت مالاً بغريمي فإِن بعض الناس ظن أَنه بمعنى احْتَلْتُ
وقدَّر أَنه من الــمحــالة، بفتح الميم، وهي مَفْعلة من الحيلة، ثم وُجِّهت
الميم فيها وِجْهة الميم الأَصلية فقيل تــمَحَّــلْت، كما قالوا مَكان
وأَصله من الكَوْن، ثم قالوا تمكَّنت من فلان ومَكَّنْت فلاناً من كذا وكذا،
قال: وليس التــمَحّــل عندي ما ذهب إِليه في شيء، ولكنه من الــمَحْــل وهو
السعي، كأَنه يسعى في طلبه ويتصرف فيه. والــمَحْــل: السِّعايةُ من ناصح وغير
ناصح. والــمَحْــل: المَكْر والكيد. والــمِحــال: المكر بالحقِّ. وفلان يُماحِلُ
عن الإِسلام أَي يُماكِر ويُدافِع. والــمِحــالُ: الغضب. والــمِحــالُ: التدبير.
والمُماحَلة: المُماكَرة والمُكايَدة؛ ومنه قوله تعالى: شدِيد الــمِحــال؛
وقال عبد المطلب بن هاشم:
لا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُم
ومِحــالُهم، عَدْواً، مِحــالَك
أَي كيدَك وقوّتك؛ وقال الأَعشى:
فَرْع نَبْعٍ يَهْتزُّ في غُصُنِ المَجْـ
ـدِ، غزِير النَّدَى، شديد الــمِحــال
(* قوله «في غصن المجد» هكذا ضبط في الأصل بضمتين).
أَي شديد المكر؛ وقال ذو الرمة:
ولبّسَ بين أَقوامٍ، فكُلٌّ
أَعَدَّ له الشَّغازِبَ والــمِحــالا
وفي حديث الشفاعة: إِن إِبراهيم يقول لسْتُ هُناكُم أَنا الذي كَذَبْتُ
ثلاثَ كَذَباتٍ؛ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: واللهِ ما فيها
كَذْبة إِلا وهو يُماحِلُ بها عن الإِسلام أَي يُدافِع ويُجادِل، من الــمِحــال،
بالكسر، وهو الكيد، وقيل: المكر، وقيل: القوة والشدَّة، وميمه أَصلية.
ورجل مَحِــل أَي ذو كَيْد. وتــمَحَّــلَ أَي احتال، فهو مُتَــمَحِّــلٌ. يقال:
تَــمَحَّــلْ لي خيراً أَي اطلُبْه.
الأَزهري: والــمِحــالُ مُماحَلة الإِنسان، وهي مُناكَرتُه إِياه، يُنْكر
الذي قاله. ومَحَــلَ فلانٌ بصاحبه ومَحِــل به إِذا بَهَتَه وقال: إِنه قال
شيئاً لم يَقُلْه.
وماحَلَه مُماحَلةً ومِحــالاً: قاواه حتى يتبين أَيَّهما أَشدّ. والــمَحْــل
في اللغة: الشدة، وقوله تعالى: وهو شديد الــمِحــالِ؛ قيل: معناه شديد
القدرة والعذاب، وقيل: شديد القوّة والعذاب؛ قال ثعلب: أَصل أَن يسعى بالرجل
ثم ينتقل إِلى الهَلَكة. وفي الحديث عن ابن مسعود: إِن هذا القرآن شافِعٌ
مُشَفَّع وماحِلٌ مُصدَّق؛ قال أَبو عبيد: جعله يَــمْحَــل بصاحبه إِذا لم
يتَّبع ما فيه أَو إِذا هو ضيَّعه؛ قال ابن الأَثير: أَي خَصْم مُجادل
مُصدَّق، وقيل: ساعٍ مُصدَّق، من قولهم مَحَــل بفلان إِذا سعى به إِلى
السلطان، يعني أَن من اتَّبعه وعَمِل بما فيه فإِنه شافع له مقبول الشفاعة
ومُصدَّق عليه فيما يَرْفع من مَساوِيه إِذا تَرك العملَ به. وفي حديث
الدعاء: لا يُنْقَض عهدُهم عن شِيَةِ ماحِلٍ أَي عن وَشْي واشٍ وسِعاية ساعٍ،
ويروى: سنَّة ماحل، بالنون والسين المهملة. وقال ابن الأَعرابي: مَحَــل به
كادَه، ولم يُعَيِّن أَعِنْد السلطان كاده أَم عند غيره؛ وأَنشد:
مَصادُ بنَ كعب، والخطوبُ كثيرة،
أَلم تَرَ أَن الله يَــمْحَــل بالأَلْف؟
وفي الدعاء: ولا تجْعَلْه ماحِلاً مُصدَّقاً. والــمِحــالُ من الله:
العِقابُ؛ وبه فسر بعضهم قوله تعالى: وهو شديد الــمِحــال؛ وهو من الناس
العَداوةُ. وماحَله مُماحَلة ومِحــالاً: عاداه؛ وروى الأَزهري عن سفيان الثوري في
قوله تعالى: وهو شديدُ الــمِحــال؛ قال: شديد الانتِقام، وروي عن قتادة: شديد
الحِيلة، وروي عن ابن جُريج: أَي شديد الحَوْل، قال: وقال أَبو عبيد
أَراه أَراد الــمَحــال، بفتح الميم، كأَنه قرأَه كذلك ولذلك فسره الحَوْلَ،
قال: والــمِحــال الكيد والمكر؛ قال عدي:
مَحَــلُوا مَحْــلَهم بصَرْعَتِنا العا
م، فقد أَوْقَعُوا الرَّحى بالثُّفال
قال: مكَروا وسَعَوْا. والــمِحــال، بكسر الميم: المُماكَرة؛ وقال القتيبي:
شديد الــمِحــال أَي شديد الكيد والمكر، قال: وأَصلُ الــمِحــال الحِيلةُ؛
وأَنشد قول ذي الرمة:
أَعدَّ له الشغازِبَ والــمِحــالا
قال ابن عرفة: الــمِحــالُ الجِدالُ؛ ماحَلَ أَي جادَلَ؛ قال أَبو منصور:
قول التقتيبي في قوله عز وجل وهو شديد الــمِحــال أَي الحيلةِ غَلطٌ فاحش،
وكأَنه توهم أَن ميم الــمِحــال ميم مِفْعَل وأَنها زائدة، وليس كما توهَّمه
لأَن مِفْعَلاً إِذا كان من بنات الثلاثة فإِنه يجيء بإِظهار الواو
والياء، مثل المِزْوَد والــمِحْــوَل والــمِحْــوَر والمِعْيَر والمِزْيَل والمِجْوَل
وما شاكلها، قال: وإِذا رأَيت الحرف على مثال فِعال أَوّله ميم مكسورة
فهي أَصلية مثل ميم مِهاد ومِلاك ومِراس ومِحــال وما أَشبهها؛ وقال الفراء
في كتاب المصادر: الــمِحــال المماحلة. يقال في فَعَلْت: مَحَــلْت أَــمْحَــل
مَحْــلاً، قال: وأَما الــمَحــالة فهي مَفْعَلة من الحِيلة، قال أَبو منصور:
وهذا كله صحيح كما قاله؛ قال الأَزهري: وقرأَ الأَعرج: وهو شديد الــمَحــال،
بفتح الميم، قال: وتفسيره عن ابن عباس يدل على الفتح لأَنه قال: المعنى
وهو شديد الحَوْل، وقال اللحياني عن الكسائي: قال مَحِّــلْني يا فلان أَي
قَوِّني؛ قال أَبو منصور: وقوله شديد الــمَحــال أَي شديد القوّة.
والــمَحــالة: الفَقارة. ابن سيده: والــمَحــالة الفِقْرة من فَقار البعير،
وجمعه مَحــال، وجمع الــمَحــال مُحُــل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
كأَنّ حيث تَلْتَقِي منه الــمُحُــلْ،
من قُطُرَيْهِ وَعِلانِ وَوَعِلْ
يعني قُرونَ وَعِلَين ووَعِلٍ، شبَّه ضلوعه في اشتباكها بقُرون
الأَوْعال؛ الأَزهري: وأَما قول جندل الطَّهَويّ:
عُوجٌ تَسانَدْنَ إِلى مُــمْحَــلِ
فإِنه أَراد موضع مَحــال الظهر، جعل الميم لما لزمت الــمَحــالة، وهي
الفَقارة من فَقار الظهر، كالأَصلية. والــمَحِــلُ: الذي قد طُرِد حتى أَعيا؛ قال
العجاج:
نَمْشِي كَمَشْيِ الــمَحِــلِ المَبْهور
وفي النوادر: رأَيت فلاناً مُتماحِلاً وماحِلاً وناحِلاً إِذا تغير
بدَنه. والــمَحــالُ: ضرْب من الحَلي يصاغ مُفَقَّراً أَي مُحْــزَّزاً على تفقير
وسط الجراد؛ قال:
مَحــال كأَجْوازِ الجَرادِ، ولؤلؤ
من القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّب
والــمَحــالةُ: التي يستقي عليها الطيَّانون، سميت بفَقارة البعير، فَعالة
أَو هي مَفْعَلة لتَحوُّلها في دَوَرانها. والــمحــالة والــمحــال أَيضاً:
البكَرة العظيمة التي تستقي بها الإِبل؛ قال حميد الأَرقط:
يَرِدْن، والليلُ مُرِمٌّ طائرُه،
مُرْخىً رِواقاه هُجودٌ سامِرُه،
وِرْدَ الــمَحــال قَلِقَتْ مَحــاوِرُهْ
والــمَحــالةُ: البكَرة، هي مَفْعَلة لا فَعالة بدليل جمعها على مَحــاوِل،
وإِنما سميت مَحــالة لأَنها تدور فتنقل من حالة إِلى حالة، وكذلك الــمَحــالة
لفِقْرة الظهر، هي أَيضاً مَفْعَلة لا فَعالة، منقولة من الــمَحــالة التي
هي البكَرة، قال ابن بري: فحق هذا أَن يذكر في حول. غيره: الــمَحــالة
البكَرة العظيمة التي تكون للسَّانية. وفي الحديث: حَرَّمْت شجر المدينة إِلاَّ
مَسَدَ مَحــالة؛ هي البكَرة العظيمة التي يُسْتَقى عليها، وكثيراً ما
تستعملها السَّفَّارة على البِئار العميقة. وقولهم: لا مَحــالةَ بوضع موضع لا
بُدَّ ولا حيلة، مَفْعلة أَيضاً من الحَوْل والقوَّة؛ وفي حديث قس:
أَيْقَنْتُ أَني، لا مَحــا
لةَ، حيث صار القومُ، صائِرْ
أَي لا حيلة، ويجوز أَن يكون من الحَوْل القوة أَو الحركة، وهي مَفْعَلة
منهما، وأَكثر ما تستعمل لا مَحــالة بمعنى اليقين والحقيقةِ أَو بمعنى لا
بدّ، والميم زائدة.
وقوله في حديث الشعبي: إِنْ حَوَّلْناها عنك بِــمِحْــوَلٍ؛ الــمحــول،
بالكسر: آلةُ التحويلِ، ويروى بالفتح، وهو موضع التحويل، والميم زائدة.
محــض: الــمَحْــضُ: اللبنُ الخالِصُ بلا رَغْوة. ولَبنٌ محْــضٌ: خالِصٌ لم
يُخالِطْه ماء، حُلْواً كان أَو حامضاً، ولا يسمى اللبنُ مَحْــضاً إِلا إِذا
كان كذلك. ورجل ماحِضٌ أَي ذُو مَحْــضٍ كقولك تامِرٌ ولابِنٌ. ومَحَــضَ
الرجلَ وأَــمْحَــضَه. سَقاه لبناً مَحْــضاً لا ماء فيه. وامْتَحَضَ هو: شَرِبَ
الــمَحْــضَ، وقد امْتَحَضَه شارِبُه؛ ومنه قول الشاعر:
امْتَحِضا وسَقِّياني ضَيْحَا،
فقد كَفَيْتُ صاحِبَيَّ المَيْحا
ورجل مَحِــضٌ وماحِضٌ: يشتهي الــمحْــضَ، كلاهما على النسب. وفي حديث عمر:
لما طُعِنَ شَرِبَ لبناً فخرج مَحْــضاً أَي خالِصاً على جِهته لم يختلط
بشيء. وفي الحديث: بارِكْ لهم في مَحْــضِها ومَخْضِها أَي الخالِص
والمَمْخُوض. وفي حديث الزكاة: فاعْمِدْ إِلى شاةٍ مُمْتلِئةٍ شحْماً ومَحْــضاً أَي
سَمِينةٍ كثيرة اللبن، وقد تكرر في الحديث بمعنى اللبن مطلقاً. والــمَحْــضُ
من كل شيء: الخالِصُ. الأَزهري: كلُّ شيء خَلَصَ حتى لا يشُوبه شيء
يُخالِطُه، فهو مَحــضٌ. وفي حديث الوَسْوَسَةِ: ذلك مَحْــضُ الإِيمانِ أَي
خالِصُه وصَرِيحُه، وقد قدمنا شرح هذا الحديث وأَتينا بمعناه في ترجمة صرح.
ورجل مَــمْحُــوضُ الضَّرِيبةِ أَي مُخَلَّصٌ. قال الأَزهري: كلام العرب رجل
مــمْحُــوصُ الضَّرِيبة، بالصاد، إِذا كان مُنَقَّحاً مُهَذَّباً. وعربي
مَحْــضٌ: خالِصُ النسب. ورجل مَــمْحــوضُ الحسَب: مَحْــضٌ خالِصٌ. ورجل محــضُ
الحسب: خالِصُه، والجمع مِحــاضٌ؛ قال:
تَجِدْ قوْماً ذَوِي حسَبٍ وحالٍ
كِراماً، حيْثُما حُسِبُوا، مِحــاضا
والأُنثى بالهاء؛ وفضة مَحْــضةٌ ومَحْــضٌ ومــمحــوضةٌ كذلك؛ قال سيبويه:
فإِذا قلت هذه الفضةُ مَحْــضاً قلته بالنصب اعتماداً على المصدر. ابن سيده:
وقالوا هذا عربي مَحْــضٌ ومَحْــضاً، الرفع على الصفة، والنصب على المصدر،
والصِّفة أَكثر لأَنه من اسم ما قبله. الأَزهري: وقال غير واحد هو عربي
مَحْــض وامرأَة عربية مَحْــضَةٌ ومَحْــضٌ وبَحْتٌ وبَحْتَةٌ وقَلْبٌ وقَلْبةٌ،
الذكر والأُنثى والجمع سواء، وإِن شئت ثَنَّيْتَ وجمَعْتَ. وقد مَحُــضَ،
بالضم، مُحُــوضةً أَي صار مَحْــضاً في حسَبه.
وأَــمْحَــضَه الودَّ وأَــمْحَــضَه له: أَخْلَصَه. وأَــمْحَــضَه الحديث
والنصِيحةَ إِــمْحــاضاً: صدَقَه، وهو من الإِخْلاص؛ قال الشاعر:
قل للغَواني: أَما فِيكُنَّ فاتِكَةٌ،
تَعْلُو اللَّئِيمَ بِضَرْبٍ فيه إِــمْحــاضُ؟
وكل شيء أَــمْحَــضْتَه
(* قوله «وكل شيء أمحــضته إلخ» عبارة الجوهري: وكل
شيء أخلصته فقد أمحــضته.) ، فقد أَخْلَصْتَه. وأَــمْحَــضْتُ له النُّصْحَ
إِذا أَخلصتَه. وقيل: مَحَــضْتُك نُصْحِي، بغير أَلف، ومَحَــضْتُكَ مودَّتي.
الجوهري: ومَحــضْتُه الودَّ وأَــمْحَــضْتُه؛ قال اين بري في قوله محــضته الود
وأَــمحــضته: لم يعرف الأَصمعي أَــمْحَــضْتُه الود، قال: وعَرفه أَبو زيد.
والأُــمْحُــوضةُ: النَّصيحة الخالصة.
قــمح: القَــمْحُ: البُرُّ حين يجري الدقيقُ في السُّنْبُل؛ وقيل: من
لَدُنِ الإِنضاج إِلى الاكتناز؛ وقد أَقــمَح السُّنْبُل. الأَزهري: إِذا جرى
الدقيق في السُّنْبُل تقول قد جرى القَــمْحُ في السنبل، وقد أَقْــمَح
البُرُّ. قال الأَزهري: وقد أَنْضَجَ ونَضِج. والقَــمْحُ: لغة شامية، وأَهل
الحجاز قد تكلموا بها. وفي الحديث: فَرَضَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم،
زكاةَ الفطر صاعاً من بُرّ أَو صاعاً من قَــمْحٍ؛ البُرُّ والقَــمْحُ: هما
الحنطة، وأَو للشك من الراوي لا للتخيير، وقد تكرَّر ذكر القــمح في الحديث.
والقَمِيحةُ: الجوارِشُ. والقــمْحُ مصدر قَــمِحْــتُ السويقَ.
وقَــمِحَ الشيءَ والسويقَ واقْتَــمَحــه: سَفَّه.
واقْتَــمَحــه أَيضاً: أَحذه في راحته فَلَطَعه. والاقتماحُ: أَخذ الشيء في
راحتك ثم تَقْتَــمِحــه في فيك، والاسم القُــمْحــة كاللُّقْمة. والقُــمْحــةُ:
ما ملأَ فمك من الماء. والقَمِيحة: السَّفوفُ من السويق وغيره. والقُــمْحــةُ
والقُــمُّحــانُ والقُــمَّحــانُ: الذَّرِيرة؛ وقيل: الزعفران؛ وقيل:
الوَرْسُ؛ وقيل: زَبَدُ الخمر؛ وقيل: طِيبٌ؛ قال النابغة:
إِذا قُضَّتْ خواتِمُه، عَلاهُ
يَبِيسُ القُــمَّحــانِ من المُدامِ
يقول: إِذا فتح رأْس الحُبّ من حِبابِ الخمر العتيقة رأَيت عليها بياضاً
يَتَغَشَّاها مثلَ الذريرة؛ قال أَبو حنيفة: لا أَعلم أَحداً من الشعراء
ذكر القُــمَّحــانَ غير النابغة؛ قال: وكان النابغة يأْتي المدينة
ويُنْشِدُ بها الناسَ ويَسْمَعُ منهم، وكانت بالمدينة جماعة الشعراء؛ قال: وهذه
رواية البصريين، ورواه غيرهم «علاه يبيس القُــمُّحــان».
وتَقَــمَّحَ الشرابَ: كرهه لإِكثار منه أَو عيافة له أَو قلة ثُفْلٍ في
جوفه أَو لمرض. والقامِحُ: الكاره للماء لأَيَّةِ علة كانت. الجوهري:
وقَــمَحَ البعيرُ، بالفتح، قُمُوحاً وقامَحَ إِذا رفع رأْسه عند الحوض وامتنع
من الشرب، فهو بعير قامِحٌ.
يقال: شرِبَ فَتَقَــمَّح وانْقَــمَح بمعنى إِذا رقع رأْسه وترك الشرب
رِيًّا.
وقد قامَحَــتْ إِبلك إِذا وردت ولم تشرب ورفعت رؤوسها من جاء يكون بها
أَو برد، وهي إِبل مُقامِحــةٌ؛ أَبو زيد: تَقَــمَّحَ فلان من الماء إِذا شرب
الماء وهو متكاره؛ وناقة مُقامِحٌ، بغير هاء، من إِبل قِماحٍ، على طَرْحِ
الزائد؛ قال بشر بن أَبي خازم يذكر سفينة وركبانها:
ونحن على جَوانِبِها قُعُودٌ،
نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبِلِ القِماحِ
والاسم القُماح والقامِحُ. والمُقامِحُ أَيضاً من الإِبل: الذي اشتدّ
عطشه حتى فَتَرَ لذلك فُتُوراً شديداً. وذكر الأَزهري في ترجمة حمم الإِبل:
إِذا أَكلت النَّوَى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ؛ فأَما القُماحُ فإِنه
يأْخذها السُّلاحُ ويُذْهب طِرْقها ورِسْلها ونَسْلها؛ وأَما الحُمامُ
فسيأْتي في بابه. وشَهْرا قِماحٍ وقُماحٍ: شهرا الكانون لأَنهما يكره فيهما
شرب الماء إِلا على ثُفْلٍ؛ قال مالك بن خالد الهُذَليّ:
فَتًى، ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا،
وحُبَّ الزادُ في شَهْرَيْ قِماحِ
ويروى: قُماح، وهما لغتان، وقيل: سمِّيا بذلك لأَن الإِبل فيهما
تُقامِحُ عن الماء فلا تشربه؛ الأَزهري: هما أَشَدُّ الشتاء بَرْداً سميا
شَهْرَيْ قُِماحِ لكراهة كل ذي كَبِدٍ شُرْبَ الماء فيهما، ولأَن الإِبل لا
تشرب فيهما إِلا تعذيراً؛ قال شمر: يقال لشهري قُِماح: شَيْبانُ ومِلْحان؛
قال الجوهري: سميا شهري قُِماحٍ لأَن الإِبل إِذا وردَتْ آذاها بَرْدُ
الماء فقامَحَــتْ.
وبعيرٌ مُقْــمِحٌ: لا يكاد يرفع بصره. والمُقْــمَحُ: الذليل. وفي التنزيل:
فهي إِلى الأَذقان فهم مُقْــمَحــون؛ أَي خاشعون أَذلاء لا يرفعون
أَبصارهم. والمُقْــمَحُ: الرافع رأْسه لا يكاد يضعه فكأَنه ضِدُّ.
والإِقْماحُ: رفع الرأْس وغض البصر: يقال: أَقْــمَحَــه الغُلّ إِذا ترك
رأْسه مرفوعاً من ضيقه.
قال الأَزهري: قال الليث: القامِحُ والمُقامِحُ من الإِبل الذي اشتدّ
عطشه حتى فَتَرَ. وبعير مُقْــمَحٌ، وقد قَــمَح يَقْــمَحُ من شدّة العطش
قُموحاً، وأَقْــمَحَــه العطشُ، فهو مُقْــمَحٌ. قال الله تعالى: فهي إِلى الأَذقان
فهم مُقْــمَحــون خاشعون لا يرفعون أَبصارهم؛ قال الأَزهري: كل ما قاله
الليث في تفسير القامح والمُقامِح وفي تفسير قوله عز وجل «فهم مقــمحــون» فهو
خطأٌ وأَهل العربية والتفسير على غيره. فأَما المُقامِح فإِنه روي عن
الأَصمعي أَنه قال: بعير مُقامِحٌ وكذلك الناقة، بغير هاء، إِذا رفع رأْسه عن
الحوض ولم يشرب، قال: وجمعه قِماحٌ، وأَنشد بيت بشر يذكر السفينة
ورُكبانَها؛ وقال أَبو عبيد: قَــمَحَ البعير يَقْــمَحُ قُموحاً، وقَمَه يَقْمَه
قُموهاً إِذا رفع رأْسه ولم يشرب الماء؛ وروي عن الأَصمعي أَنه قال:
التَّقَــمُّح كراهةُ الشرب.
قال: وأَما قوله تعالى: فهم مُقْــمَحــون؛ فإِن سلمة روى عن الفراء أَنه
قال: المُقْــمَحُ الغاضّ بصره بعد رفع رأْسه؛ وقال الزجاج: المُقْــمَحُ
الرافع رأْسه الغاضُّ بَصَرَه. وفي حديث علي، كرم الله وجهه، قال له النبي،
صلى الله عليه وسلم: سَتَقْدَمُ على الله تعالى أَنت وشِيعَتُك راضين
مَرْضِيِّين، ويَقْدَمُ عليك عَدُوُّك غِضاباً مُقْــمَحــين؛ ثم جمع يده إِلى
عنقه يريهم كيف الإِقْماحُ؛ الإِقماح: رفع الرأْس وغض البصر. يقال: أَقْــمَحــه
الغُلّ إِذا تركه مرفوعاً من ضيقه. وقيل: للكانونَيْنِ شهرا قُِماح لأَن
الإِبل إِذا وردت الماء فيهما ترفع رؤُوسها لشدة برده؛ قال: وقوله «فهي
إِلى الأَذقان» هي كناية عن الأَيدي لا عن الأَعناق، لأَن الغُلَّ يجعل
اليدَ تلي الذَّقَنَ والعُنُقَ، وهو مقارب للذقن. قال الأَزهري: وأَراد عز
وجل، أَن أَيديهم لما غُلَّتْ عند أَعناقهم رَفَعَت الأَغلالُ أَذقانَهم
ورؤُوسَهم صُعُداً كالإِبل الرافعة رؤوسها. قال الليث: يقال في مَثَلٍ:
الظَّمَأُ القامِح خير من الرِّيِّ الفاضح؛ قال الأزهري: وهذا خلاف ما
سمعناه من العرب، والمسموع منهم: الظمأُ الفادح خير من الرِّيِّ الفاضح؛
ومعناه العطشُ الشاق خير من رِيٍّ يفْضَحُ صاحبه، وقال أَبو عبيد في قول
أُمِّ زرع: وعنده أَقول فلا أُقَبَّحُ وأَرب فأَتَقَــمَّحُ أَي أَرْوَى حتى
أَدَعَ الشربَ؛ أَرادت أَنها تشرب حتى تَرْوَى وتَرْفَعَ رأْسَها؛ ويروى
بالنون. قال الأَزهري: وأَصل التَّقَــمُّح في الماء، فاستعارته للبن.
أَرادت أَنها تَرْوَى من اللبن حتى ترفع رأْسها عن شربه كما يفعل البعير إِذا
كره شرب الماء. وقال ابن شميل: إِن فلاناً لَقَمُوحٌ للنبيذ أَي شَرُوب
له وإِنه لَقَحُوفٌ للنبيذ. وقد قَــمِحَ الشرابَ والنبيذ والماء واللبن
واقْتَــمَحــه؛ وهو شربه إِياه؛ وقَــمِحَ السويقَ قَــمحــاً، وأَما الخبز والتمر
فلا يقال فيهما قَــمِحَ إِنما يقال القَــمْحُ فيما يُسَفُّ. وفي الحديث:
أَنه كان إِذا اشتكى تَقَــمَّحَ كفّاً من حَبَّة السوداء. يقال: قَــمِحْــتُ
السويقَ، بكسر الميم
(* قوله «بكسر الميم» وبابه سمع كما في القاموس.)، إِذا
استففته. والقِــمْحَــى والقِــمْحــاة: الفَيْشة
(* زاد في القاموس القــمحــانة،
بالكسر: ما بين القــمحــدوه إِلى نقرة القفا. وقــمحــه تقميحاً: دفعه بالقليل
عن كثير يجب له اهـ. زاد في الأَساس كما يفعل الامير الظالم بمن يغزو معه
يرضخه أَدنى شيء ويستأثر عليه بالغنيمة.).
ســمح: السَّماحُ والسَّماحةُ: الجُودُ.
سَــمُحَ سَماحَةً
(* قوله «ســمح سماحة» نقل شارح القاموس عن شيخه ما نصه:
المعروف في هذا الفعل أنه كمنع، وعليه اقتصر ابن القطاع وابن القوطية
وجماعة. وســمح ككرم معناه: صار من أهل السماحة، كما في الصحاح وغيره، فاقتصار
المجد على الضم قصور، وقد ذكرهما معاً الجوهري والفيومي وابن الأثير
وأرباب الأفعال وأئمة الصرف وغيرهم.) وسُمُوحة وسَماحاً: جاد؛ ورجلٌ سَــمْحٌ
وامرأشة سَــمْحــة من رجال ونساء سِماح وسُــمَحــاء فيهما، حكى الأَخيرة
الفارسي عن أَحمد بن يحيى. ورجل سَمِيحٌ ومِسْــمَح ومِسْماحٌ: سَــمْح؛ ورجال
مَسامِيحُ ونساء مَسامِيحُ؛ قال جرير:
غَلَبَ المَسامِيحَ الوَلِيدُ سَماحةً،
وكَفى قُريشَ المُعضِلاتِ، وَسادَها
وقال آخر:
في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ،
عندَ الفِضالِ نَدِيمُهم لم يَدْثُرِ
وفي الحديث: يقول الله عز وجل: أَسْــمِحُــوا لعبدي كإِسماحه إِلى عبادي؛
الإِسماح: لغة في السَّماحِ؛يقال: سَــمَحَ وأَسْــمَحَ إِذا جاد وأَعطى عن
كَرَمٍ وسَخاءٍ؛ وقيل: إِنما يقال في السَّخاء سَــمَح، وأَما أَسْــمَح فإِنما
يقال في المتابعة والانقياد؛ ويقال: أَسْــمَحَــتْ نَفْسُه إِذا انقادت،
والصحيح الأَول؛ وسَــمَح لي فلان أَي أَعطاني؛ وسَــمَح لي بذلك يَسْــمَحُ
سَماحة. وأَسْــمَح وسامَحَ: وافَقَني على المطلوب؛ أَنشد ثعلب:
لو كنتَ تُعْطِي حين تُسْأَلُ، سامَحَــتْ
لك النَّفسُ، واحْلَولاكَ كلُّ خَليلِ
والمُسامَحــة: المُساهَلة. وتَسامحــوا: تَساهَلوا.
وفي الحديث المشهور: السَّماحُ رَباحٌ أَي المُساهلة في الأَشياء
تُرْبِحُ صاحبَها.
وسَــمَحَ وتَسَــمَّحَ: فَعَلَ شيئاً فَسَهَّل فيه؛ أَنشد ثعلب:
ولكنْ إِذا ما جَلَّ خَطْبٌ فسامَحَــتْ
به النفسُ يوماً، كان للكُرْه أَذْهَبا
ابن الأَعرابي: سَــمَح له بحاجته وأَسْــمَح أَي سَهَّل له. وفي الحديث:
أَن ابن عباس سئل عن رجل شرب لبناً مَحْــضاً أَيَتَوَضَّأُ؟ قال: اسْــمَحْ
يُسْــمَحْ لك؛ قال شمر: قال الأَصمعي معناه سَهِّلْ يُسَهَّلْ لك وعليك؛
وأَنشد:
فلما تنازعْنا الحديثَ وأَسْــمَحــتْ
قال: أَسْــمَحــتْ أَسهلت وانقادت؛ أَبو عبيدة: اسْــمَحْ يُسْــمَحْ لك
بالقَطْع والوصل جميعاً. وفي حديث عطاء: اسْــمَحْ يُسْــمَحْ بك.
وقولهم: الحَنِيفِيَّة السَّــمْحــة؛ ليس فيها ضيق ولا شدة. وما كان
سَــمْحــاً، ولقد سَــمُحَ، بالضم، سَماحة وجاد بما لديه. وأَسْــمَحَــتِ الدابة بعد
استصعاب: لانت وانقادت.
ويقال: سَــمَّحَ اللبعير بعد صُعوبته إِذا ذلَّ، وأَسْــمَحــتْ قَرُونَتُه
لذلك الأَمر إِذا أَطاعت وانقادت.
ويقال: أَسْــمَحَــتْ قَرِينتُه إِذا ذلَّ واستقام، وسَــمَحَــتِ الناقة إِذا
انقادت فأَسرعت، وأَسْــمَحَــتْ قَرُونَتُه وسامحــت كذلك أَي ذلت نفسه
وتابعت. ويقال: فلانٌ سَمِيحٌ لَمِيحٌ وسَــمْحٌ لَــمْحٌ.
والمُسامحــة: المُساهَلة في الطِّعان والضِّراب والعَدْو؛ قال:
وسامَحْــتُ طَعْناً بالوَشِيجِ المُقَوَّم
وتقول العرب: عليك بالحق فإِن فيه لَمَسْــمَحــاً أَي مُتَّسَعاً،. كما
قالوا: إِن فيه لَمَندُوحةً؛ وقال ابن مُقْبل:
وإِن لأَسْتَحْيِي، وفي الحَقِّ مَسْــمَحٌ،
إِذا جاءَ باغِي العُرْفِ، أَن أَتَعَذَّرا
قال ابن الفرج حكايةً عن بعض الأَعراب قال: السِّباحُ والسِّماحُ بيوت
من أَدَمٍ؛ وأَنشد:
إِذا كان المَسارِحُ كالسِّماحِ
وعُودٌ سَــمْح بَيِّنُ السَّماحةِ والسُّموحةِ: لا عُقْدَة فيه. ويقال:
ساجةٌ سَــمْحــة إِذا كان غِلَظُها مُسْتَويَ النَّبْتَةِ وطرفاها لا يفوتان
وَسَطَه، ولا جميعَ ما بين طرفيه من نِبْتته، وإِن اختلف طرفاه وتقاربا،
فهو سَــمْحٌ أَيضاً؛ قال الشافعي
(* قوله «وقال الشافعي إلخ» لعله قال أبو
حنيفة، كذا بهامش الأصل.): وكلُّ ما استوت نِبتته حتى يكون ما بين طرفيه
منه ليس بأَدَقَّ من طرفيه أَو أَحدهما؛ فهو من السَّــمْح.
وتَسْمِيح الرُّــمْحِ: تَثْقِيفُه. وقوس سَــمْحَــةٌ: ضِدُّ كَزَّةٍ؛ قال
صخر الغَيّ:
وسَــمْحــة من قِسِيِّ زارَةَ حَمْـ
ـراءَ هَتُوفٍ، عِدادُها غَرِدُ
ورُــمْحٌ مُسَــمَّح: ثُقِّفَ حتى لانَ. والتَّسْميح: السُّرعة؛ قال:
سَــمَّحَ واجْتابَ بلاداً قِيَّا
وقيل: التَّسْمِيحُ السير السهل. وقيل: سَــمَّحَ هَرَب.
لــمح: لَــمَحَ إِليه يَلْــمَحُ لَــمْحــاً وأَلْــمَحَ: اختلس النظر؛ وقال
بعضهم: لَــمَح نَظر وأَلــمحَــه هو، والأَول أَصح. الأَزهري: أَلــمحــتِ المرأَةُ من
وجهها إِلماحاً إِذا أَمكنت من أَن تُلْــمَحَ، تفعل ذلك الحَسْناءُ تُرِي
محــاسِنها من يَتَصَدَّى لها ثم تُخْفيها؛ قال ذو الرمة:
وأَلْــمَحْــنَ لَــمْحــاً من خُدودٍ أَسِيلةٍ
رِواءٍ، خَلا ما ان تُشَفَّ المَعَاطِسُ
واللَّــمْحَــةُ: النَّظْرَةُ بالعَجَلةِ؛ الفراء في قوله تعالى: كَلَــمْحٍ
بالبصر؛ قال: كخَطْفَة بالبصر. ولَــمَحَ البصَرُ ولَــمَحــه ببصره،
والتَّلْماحُ تَفْعالٌ منه، ولَــمَحَ البرقُ والنجم يَلْــمَحُ لَــمْحــاً ولَــمَحــاناً:
كلمَع. وبَرْقٌ لامِحٌ ولَمُوحٌ ولَمَّاحٌ؛ قال:
في عارِضٍ كَمُضِيءِ الصبحِ لَمَّاحِ
وقيل: لا يكون اللَّــمْحُ إِلا من بعيد.
الأَزهري: واللُّمَّاحُ الصُّقُورُ الذكِيَّةُ، قاله ابن الأَعرابي.
الجوهري: لَــمَحَــه وأَلْــمَحَــه والتَــمَحَــه إِذا أَبصره بنظر خفيف، والاسم
اللَّــمْحــة. وفي الحديث: أَنه كان يَلْــمَحُ في الصلاة ولا يلتفت.
ومَلامِحُ الإِنسان: ما بدا من مَحــاسِن وجهه ومَساويه؛ وقيل: هو ما
يُلْــمَحُ منه واحدتها لَــمْحــةٌ على غير قياس ولم يقولوا مَلْــمَحــة؛ قال ابن
سيده: قال ابن جني اسْتَغْنَوْا بِلَــمْحَــة عن واحد مَلامِح؛ الجوهري: تقول
رأَيت لَــمْحــةَ البرق؛ وفي فلان لَــمْحــة من أَبيه، ثم قالوا: فيه مَلامِحُ
من أَبيه أَي مَشابِهُ فجمعوه على غير لفظه، وهو من النوادر.
وقولهم: لأُرِيَنَّك لَــمْحــاً باصِراً أَي أَمراً واضحاً
(* زاد المجد:
الألــمحــي: مَن يلــمح كثيراً.).
طــمح: طَــمَحَــت المرأَة تَطْــمَحُ طِماحاً، وهي طامحٌ: نَشَزَت ببعلها.
والطِّماحُ مثل الجِماحِ. وطَــمَحَــت المرأَة مثل جَــمَحَــتْ، فهي طامح، أَي
تَطْــمَح إِلى الرجال. في حديث قَيْلَةَ: كنت إِذا رأَيت رجلاً ذا قِشْرٍ
طَــمَحَ بصري إِليه أَي امتدَّ وعلا. وفي الحديث: فَخَرَّ إِلى الأَرض
فَطَــمَحَــت عيناه
(* قوله «فطــمحــت عيناه» زاد في النهاية إلى السماء.). الأَزهري
عن أَبي عمرو الشَّيباني: الطامحُ من النساء التي تُبْغِضُ زوجَها وتنظر
إِلى غيره؛ وأَنشد:
بَغَى الوُدَّ من مَطْروفةِ العينِ طامِح
قال: وطَــمَحَــت بعينها إِذا رمت ببصرها إِلى الرجل، وإِذا رفعت بصرها
يقال: طَــمَحَــت. وامرأَة طَمَّاحة: تَكُرُّ بنظرها يميناً وشمالاً إِلى غير
زوجها.
وطَــمَحَ ببصره يَطْــمَحُ طَــمْحــاً: شَخَصَ، وقيل: رمى به إِلى الشيء.
وأَطْــمَحَ فلانٌ بصره: رفعه. ورجل طَمّاح: بعيد الطرف، وقيل: شَرِهٌ.
وطَــمَحَ بَصَرُه إِلى الشيء: ارتفع.
وفرس طامِح الطَّرْفِ طامِحُ البَصر، وطَمُوحه مرتفعه؛ يقال: فرس فيه
طِماحٌ؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي دُوادٍ:
طويلٌ طامِحُ الطَّرْفِ،
إِلى مِقْرَعةِ الطلبِ
وطَــمَحَ الفرسُ يَطْــمَحُ طِماحاً وطُمُوحاً: رفع يديه؛ الأَزهري: يقال
للفرس إِذا رفع يديه قد طَــمَّحَ تَطْميحاً.
وكل مرتفع مُفْرِط في تَكَبُّر: طامحٌ، وذلك لارتفاعه.
والطَّماحُ: الكِبْرُ والفخرُ لارتفاع صاحبه.
وبَحْر طَمُوح الموج: مرتفعه. وبئر طَمُوح الماء: مرتفعةُ الجُمَّة، وهو
ما اجتمع من مائها؛ أَنشد ثعلب في صفة بئر:
عادِيَّة الجُولِ طَمُوح الجَمِّ،
جِيبَتْ بجَوْفِ حَجَرٍ هِرْشَمِّ،
تُبْذَلُ للجارِ ولابن العَمِّ،
إِذا الشَّرِيبُ كان كالأَصَمِّ،
وعَقَدَ اللِّمَّةَ كالأَجَمِّ
وطَــمَّح بَوْلَه: باله في الهواء. وطَــمَّحَ ببوله وبالشيء: رمى به في
الهواء؛ الأَزهري: إِذا رميت بشيء في الهواء قلت طَــمَّحْــتُ به تَطْميحاً.
وطَــمَح به: ذَهَب به؛ قال ابن مقبل:
قُوَيْرِحُ أَعْوامٍ، رَفيعٌ قَذالُه،
يَظَلُّ بِبَزِّ الكَهْلِ والكَهْلِ يَطْــمَحُ
قال: يَطْــمَحُ أَي يجري ويذهب بالكهل وبَزِّه. وطَــمَح الرجلُ في
السَّوْم إِذا استام بسِلْعَته وتباعد عن الحق؛ عن اللحياني. وطَــمَح أَي
أَبْعَدَ في الطلب. وطَــمَحــاتُ الدهر: شدائده؛ قال الأَزهري: وربما خفف؛ قال
الشاعر:
باتت هُمومي في الصَّدْرِ تَخْطاها
طَــمْحــاتُ دَهْرٍ، ما كنتُ أَدراها
سكن الميم ضرورة؛ قال الأَزهري: ما ههنا صلة. وبنو الطَّــمَحِ: بُطَيْنٌ.
والطَّمَّاحُ: من أَسماء العرب. والطَّمّاحُ: اسم رجل من بني أَسد بعثوه
إِلى قَيْصَرَ فَــمَحَــلَ بامرئ القيس حتى سُمَّ؛ قال الكُمَيْتُ:
ونحن طَــمَحْــنا لامرئ القَيْسِ، بَعْدَما
رَجا المُلْكَ بالطَّمّاحِ، نَكْباً على نَكْبِ
وأَبو الطَّــمَحــان القَيْنِيُّ: اسم شاعر.