Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مجذوم

جذم

جذم

(الجِذْمُ، بالكَسْرِ: الأَصْلُ) من كُلِّ شَيْءٍ، ويُقال: جِذْمُ القَوْم: أَهْلُهُم وَعَشِيرَتُهُم، وَمِنْه حَدِيث حاطبٍ: " لَمْ يَكُنْ رَجُلٌ من قُرَيْشٍ إِلاَّ لَهُ جِذْمٌ بِمَكَّةَ ". (و) قد (يُفْتحُ، ج: أَجْذامٌ وَجُذُومٌ) .
(و) الجَذَمُ، (بالتَّحْرِيك: أَرْضٌ ببلادِ) بني (فَهْم) .
(و) الجَذِمُ، (كَكَتِفٍ: السَّريْعُ) .
(وَجَذَمَه يَجْذِمُهُ) جَذْماً، وَهُوَ جَذِيمٌ، (وجَذَّمَهُ) شُدِّدَ للكَثْرَة (فانْجَذَمَ وَتَجَذَّمَ) أَي: (قَطعَه) فانْقَطَعَ وَتَقَطَّعَ.
وَمن الْمجَاز: جَذَبَ فلانٌ حَبْلَ وِصالِه وَجَذَمَهُ: إِذا قَطَعَه، قَالَ البَعِيثُ:
(أَلاَ أَصْبَحَتْ خَنْساءُ جاذِمَةَ الوَصْلِ ... )

والجَذْم: سُرْعَة القَطْع. وَقَالَ النابِغَةُ:
(بانَتْ سُعادُ فَأَمْسَى حَبْلُها انْجَذَمَا)

أَي: انْقَطَعَ، وَهُوَ مجَاز.
(والجِذْمَةُ، بالكَسْرِ: القِطْعَةُ من الشَّيْءِ يُقْطَعُ طَرَفُهُ وَيَبْقَى أَصْلُه) ، وَهُوَ جَذْمُهُ، يُقال: رأيتُ فِي يَدِهِ جِذْمَةَ حَبْلٍ، أَي: قِطْعَة مِنْهُ.
(و) الجِذْمَةُ: (السَّوْطُ) لأنَّه يَنقَطِعُ ممّا يُضْرَبُ بِهِ.
والجِذْمَةُ من السَّوْط: مَا تَقَطَّع طَرَفُه الدَّقِيق وَبَقِيَ أَصْلُه، والجَمْع جِذَم، قَالَ ساعِدَةُ بن جُؤَيَّة:
(يُوشُونَهُنَّ إِذا مَا آنَسُوا فَزَعاً ... تَحْتَ السَّنَوَّرِ بالأَعْقابِ والجِذَم)

(و) الجَذَمَةُ، (بالتَّحرِيكِ: الشَّحْمُ الأَعْلَى فِي النَّخْلِ، وَهُوَ أَجْوَدُه) ، كالجَذَبَة بِالْبَاء.
(وَرَجُلٌ مِجْذامٌ وَمِجْذامَةٌ) ، بكسرهما: (قاطِعٌ للأُمورِ فَيْصَلٌ) . وَقَالَ اللّحْيانيّ: رَجُلٌ مِجْذامَةٌ للحَرْبِ والسَّيْر والهَوَى، أَي: يَقْطَعُ هَواه وَيَدَعهُ. وَفِي الصِّحَاح " رَجُلٌ مِجْذامَةٌ؛ أَي: سَرِيعُ القَطْعِ للمَوَدَّة. وَفِي الأساس: رَجُلٌ مِجْذامٌ وَمِجْذامةٌ للّذي يَوادُّ، فَإِذا أَحَسَّ مَا ساءهُ أَسْرَع الصَّرْمَ. وَأنْشد ابنُ بَرِّيّ:
(وإِنّي لَباقِي الوُدِّ مِجْذامَةُ الهَوَى ... إِذا الإِلْفُ أَبْدَى صَفْحَهُ غير طائلِ)

(والأَجْذَمُ: المَقْطُوعُ اليَدِ، أَو الذَّاهِبُ الأَنامِلِ) . وَفِي الحَدِيث: " مَنْ تَعَلَّمَ القُرآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ، لَقِيَ اللهَ يَومَ القِيامَةِ وَهُوَ أَجْذَم " قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ المَقْطُوع اليَدِ، يُقَال (جَذِمَتْ يَدُه، كَفَرِحَ) جَذَماً: إِذا انْقَطَعَت فَذَهَبَتْ، (و) إِنْ قَطَعْتَها أَنْتَ قُلْتَ: (جَذَمْتُها) أَنَا أَجْذِمُها جَذْماً. قَالَ: وَفِي حَدِيث عَلِيّ: " مَنْ نَكَثَ بَيْعَتَهُ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ أَجْذَمُ لَيست لَهُ يَدٌ " هَذَا تَفْسِيرُه، وَقَالَ المُتَلَمِّسُ:
(وَهَلْ كُنْتُ إِلاّ مثلَ قاطِع كَفِّهِ ... بِكَفِّ لَهُ أُخْرَى فَأَصْبَحَ أَجْذَمَا) (وَأَجْذَمْتُها) إِجْذاماً مثل جَذَمْتُها، يُقَال: مَا الَّذِي أَجْذَمَه حَتَّى جَذِمَ، وَقَالَ القُتَيْبِيُّ: معنى الحَدِيثَ أَنّ المُرادَ بالأَجْذَم الَّذِي ذَهَبَتْ أعْضاؤُهُ كُلُّها، قَالَ: ولَيْسَت يَدُ الناسِي للقُرْآن أَوْلَى بالجَذْمِ من سائِرِ أَعْضائه. قَالَ الأَزْهريّ: وَهُوَ قولٌ قريبٌ من الصَّواب. قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَرَدَّهُ ابنُ الأَنْبارِيِّ وَقَالَ: بل مَعْنَى الحَديث: لَقِيَ اللهَ وَهُوَ أَجْذَمُ الحُجَّةِ، لَا لِسانَ لَهُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَلَا حُجَّةَ لَه فِي يَدِه، وقولُ عَلِيّ: لَيْست لَهُ يَدٌ، أَي: لَا حُجَّة لَهُ. وَقيل: مَعْناه، أَي: لَقِيَه وَهُوَ مُنْقَطِعُ السَّبَبِ. وَقَالَ الخَطّابِيُّ: معنى الحَدِيث: مَا ذَهَب إِلَيْهِ ابنُ الأَعرابِيّ، وَهُوَ أَنَّ مَنْ نَسِيَ القُرآنَ لَقِيَ اللهَ تَعالَى خالِيَ اليَدِ من الخَيْرِ، صِفْرَها من الثَّوابِ، فَكَنَى باليَدِ عَمّا تَحْوِيه وَتَشْتَمِلُ عَلَيْهِ من الخَيْر.
(والجَذْمَةُ) ، بِالْفَتْح (وَيُحَرَّكُ: مَوْضِعُ القَطْعِ مِنْهَا) ، وَله نظائرُ تَقَدّم ذِكْرُها.
(و) الجُذْمَةُ، (بالضَّمِّ: اسْمٌ للنَّقْصِ، من الأَجْذَم) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي اللِّسان: من الإِجذام هَكَذَا قَالَه ابنُ الأعرابيّ، وفسّر بِهِ قولَ لَبِيدٍ:
(صائبُ الجِذْمَةِ من غَيْرِ فَشَلْ ... )

وَجعله الأصمعيُّ: بَقِيَّةَ السَّوْطِ وَأَصْلَه، أَي: فَتكون رِوايَتُه بِكَسْرِ الجِيم كَمَا مَرَّ.
(وَأَجْذَمَ السَّيْرَ: أَسْرَعَ فِيهِ. و) قَالَ اللَّيث: الإِجْذام السُّرْعَةُ فِي السَّيْرِ، وَقَالَ اللّحيانِيّ: يُقال: أَجْذَمَ (الفَرَسُ) وَنَحْوُه مِمّا يَعْدُو: (اشْتَدَّ عَدْوُهُ) ، وَأَجْذَمَ البَعِيرُ فِي سَيْرِه: أَسَرَعَ.
(و) أَجْذَمَ (عَنِ الشَّيْءِ: أَقْلَعَ) عَنهُ، قَالَ الرَّبِيعُ بن زيادٍ:
(وَحَرَّقَ قَيْسٌ عَلَيَّ البِلادِ ... حَتَّى إِذا اضْطَرَمَتْ أَجْذَمَا)

(و) أَجْذَمَ (عَلَيْهِ: عَزَمَ) . (والجُذامُ، كَغُرابٍ: عِلَّةٌ تَحْدُثُ من انْتِشارِ السَّوْداءِ فِي البَدَنِ كُلَّهِ فَيَفْسُدُ مِزاجِ الأَعضاءِ وَهَيْأتُها، وَرُبَّما انْتَهَى إِلَى تَقَطُّع) ، وَفِي نُسْخَة: تَأَكُّلِ (الأَعْضاءِ وسُقُوطِها عَن تَقَرُّحٍ) ، وَإنّما سُمِّيَ بِهِ لِتَجَذُّم الأصابعِ وَتَقَطُّعها، (جُذِمَ) الرجلُ، (كعُنِيَ فَهُوَ مَجْذُومٌ وَمُجَذَّمٌ) ، كَمُعَظَّم، (وَأَجْذَمُ) نَزَلَ بِهِ الجُذامُ، الْأَخِيرَة عَن كُراع، (وَوهِمَ الجَوْهَرِيّ فِي مَنْعِهِ) وَنَصُّه: وَقد جُذِمَ الرجلُ، بِضَم الجِيم، فَهُوَ مَجْذُومٌ، وَلَا يُقَال: أَجْذَمُ، فقولُ شَيخنَا " الجوهريُّ لم يَمْنَعْه إِنّما لم يَذْكُره؛ لأنّه لم يَصحَّ عِنْده، فَلَا يَلْزم من عَدَمِ ذِكْرِه مَنْعُه، على أنّه غَيْرُ فَصيحٍ " مَحَلُّ تَأَمُّل.
(وجُذامُ، كَغُرابٍ) وَسَقَط الضَّبْطُ من نُسْخَة شَيْخِنا فَقَالَ: هُوَ بالضَّمِّ وَلَا عِبْرَة بإِطْلاقه وكأنَّه اعْتمد الشُّهْرَةَ، وَأَنت خَبِيرٌ بأنَّ قولَه كغُرابٍ موجودٌ فِي أَكثر النُّسَخ: (قَبِيلَةٌ) من اليَمَن تَنْزِل (بِجِبالِ حِسْمَى) وَراءِ وَادي القُرَى، وَهُوَ لَقَبُ عَمْرِو بن عَدِيِّ بن الحارِثِ بنِ مُرَّةَ بنِ أُدَدِ بن يَشْجُبَ ابْن عَرِيبِ بنِ زَيْدِ بن كَهْلان، وَهُوَ أَخُو لَحْمٍ وعامِلَة وعُفَيْر، ويُقال: اسمُ جُذامٍ عَوْف، وَقيل: عامِرٌ، والأَوّل أَصَحُّ، وَتَزْعُم نُسَّاب مُضَرَ أَنَّهم (مِنْ مَعَدّ) بن عَدْنان. قَالَ الكُمَيْت يذكر انتِقالَهُم إِلَى اليَمَنِ بِنِسْبَتِهِم:
(نَعاءِ جُذاماً غير موتٍ وَلَا قَتْلِ ... ولكِنْ فِراقاً للدَّعائِمِ والأَصْلِ)

وَقَالَ ابنُ سِيده: جُذام حَيٌّ من اليَمَنِ قيل: هُمْ من وَلَدِ أَسَد بن خُزَيْمَة. وقولُ شيخِنا: مَعَدٌ هَذَا هُوَ أَخُو لَخْمٍ وَهَمٌ، بل مَعَدٌّ هُوَ ابنُ عَدْنانَ، وَقَول أبي ذُؤَيْب:
(كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَيْنَ تُضَارُعٍ ... وشابَةَ برْكٌ من جُذامَ لَبِيجُ) أرادَ بَرْك من إِبِلِ جُذام، وخَصَّهم لأَنَّهم أكثرُ الناسِ إِبِلاً. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنْ قَالُوا: وَلَدُ جُذامٍ كَذَا وَكَذَا صَرَفْتَه لأنّك قَصَدْت قَصْدَ الأَبِ، قَالَ: وإِنْ قُلْتَ: هَذِه جُذامُ فَهِيَ كَسَدُوسَ. قلتُ: وَإِنّما سُمِّيَ جُذامُ جُذاماً لأنّ أَخَاهُ لَخْماً وَكَانَ اسمُهُ مَالِكًا اقْتَتَلَ وإِيّاه فَجَذَم إِصْبَعَ عَمْرٍ وفَسُمَّيَ جُذاماً، ولَخَمَ عَمرٌ ومالِكاً، أَي: لَطَمَه فَسُمِّيَ لَخْماً.
وَمن بَنِي جُذامٍ قَيْسُ بنُ زَيْدٍ الجُذامِيُّ، لَهُ صُحْبَة، وابنُهُ نائلُ بنُ قَيْسٍ، كَانَ سَيِّدَ جُذامٍ بِالشَّام، وَهُوَ الَّذِي رَدَّ على رَوْحِ بن زِنْباعٍ دُخُولَهُ فِي بَنِي أَسَدٍ من مَعَدّ.
(و) بَنُو جَذِيمَةَ، (كَسَفِينَةٍ: قَبِيلةٌ من عَبْدِ القَيْسِ) كَمَا فِي الصِّحَاح، ومَنازِلُهم البَيْضاءُ نَاحيَة الخَطِّ من البَحْرَيْنِ، وَهُوَ جَذِيمةُ بنُ عَوْفِ بن أَنْمارِ بن عَمْرو بن وَدِيعَةَ بنِ لُكَيْزِ بن أَفْصَى بن عَبْدِ القَيْس، (النِّسْبَةُ جَذَمِيٌّ، مُحَرَّكَةً) كَحَنِيفَةَ وَحَنَفِيّ وَرَبِيعَةَ وَرَبَعِيّ. وَصَوَّبَهُ الرُّشاطِيّ. قَالَ الجوهريّ: وكذلِكَ إِلَى جَذِيمَة أَسَدٍ، وَهَذَا قد أَغْفَلَه المُصَنِّف، (وَقد تُضَمُّ جِيمُهُ) وَهُوَ من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ. قَالَ الجوهريُّ: قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَحَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ أَنَّ بَعْضَهم يقولُ، فِي بَنِي جَذِيِمَةَ: جُذَميّ، بِضّم الجِيم، قَالَ أَبُو زيد: إِذا قَالَ سِيبَوَيْهٍ: حَدَثَّنِي الثَّقَةُ، فَإِنَّما يَعْنِينِي.
(وَرَجُلٌ مِجْذامَةٌ: سَرِيعُ القَطْعِ لِلْمَوَدَّةِ) وَهُوَ مجازٌ، وَقد تَقَدَّمَ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ آنِفاً.
(وَجَذِيمَةُ الأَبْرَشُ، وَهُوَ ابنُ مالِكِ ابْن فَهْم) بنِ غَنْمِ بنِ دَوْسِ بن عُدْثان ابْن عَبْدِ الله بن زَهْران بن كَعْبِ بن الحارِث بن كَعْبٍ الأَزدِيّ (مَلِكُ الحِيرَةِ، وَهُوَ صاحبُ الزَّبّاءِ) المَضْرُوبَة بهَا الأَمْثال، وَقد ذُكِرَت فِي الْبَاء. (والجُذْمانُ، بالضَّمّ: الذَّكَرُ أَو أَصْلُه) .
(والجَذْماءُ: امْرَأَةٌ) من بَنِي شَيْبانَ (كانَتْ ضَرَّةً لِلْبَرْشاءِ) وَهِي امرأةٌ أُخْرَى (فَرَمَت الجَذْماءُ البَرْشاءَ، بنارٍ فَأَحْرَقَتْها فَسُمِّيَت البَرْشاءَ، ثُمَّ وَثَبَتْ) عَلَيْهَا (البَرْشاءُ فَقَطَعَتْ يَدَها فَسُمِّيَت الجَذْماءَ) ، كَذَا فِي الْمُحكم.
(والكَرَوَّسُ) ، كَعَمَلَّس، (ابنُ الأَجْذَمِ: شاعِرٌ) طائِيٌّ جَاءَ بقَتْلِ أهلِ الحَرَّةِ، وَهُوَ الكَرَوَّسُ بنُ زَيْدِ بن (الأَجْذَمِ بنِ مَعْقِلِ بن مالِكِ بن ثُمامَةَ.
(والمِجْذامُ: فَرَسٌ لِرَجُلٍ من بَنِي يَرْبُوع) بن مالِكِ بن حَنْظَلَة التَّميميّ.
(وشِعْبُ المُجَذَّمِينَ) جَمْع مُجّذَّمٍ كَمُعَظِّمٍ (بمكَّةَ شَرَّفَها الله تَعالىَ) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الجَذْمُ: انْقِطاعُ المِيرَةِ.
وَحَبْلٌ جِذْمٌ، أَي: مَجْذُومٌ مقطوعٌ.
والجاذِمُ: القاطِعُ.
والجَذِيمُ: المَقْطُوع.
وَرَجُلٌ أَجْذَمُ: تهافَتَتْ أَطْرافُه من الجُذامِ، وَفِي الحَدِيث: " كُلُّ خطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا شَهادَةٌ كاليَدِ الجَذْماءِ ".
وجِذْمُ الأَسْنانِ: مَنابِتُها، قَالَ الحارِثُ بن وَعلَةَ:
(الْآن لَمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتِي ... وَعضِضْتُ مِنْ نابِي على جِذْمِ)

أَي: كَبِرْتُ حَتَّى أَكَلْتُ على جِذْمَ نابِي، وَفِي الحَدِيث: " فَعَلا جِذْمِ حائطٍ فَأَذَّنَ " أَرَادَ بَقِيَّةَ حائطٍ، أَو قِطْعَة من حائِطٍ.
وانْجَذَم عَن الرَّكْبِ: انْقَطَعَ عَنْهُم وسارَ.
ورَجُلٌ مِجْذامُ الرَّكْضِ فِي الحَرْب: سَرِيعُ الرَّكْض فِيهَا. وَرَجُلٌ مُجَذَّمٌ: مُجَرَّبٌ، زِنَةً وَمَعْنَى.
والجُذامَةُ من الزَّرْعِ: مَا بَقِيَ بعد الحَصْدِ.
والجَذَمَة، محرّكة: بَلَحاتٌ يَخْرُجْنَ فِي قِمَعٍ وَاحِد. وذَكَره المُصَنِّف فِي الَّذِي قَبْلَه.
وجُذْمانُ، بالضَّمّ: نَخْلٌ، قَالَ قَيْسُ ابْن الخَطِيم:
(فَلا تَقْرَبُوا جُذْمانَ إِنَّ حَمامَهُ ... وجَنَّتَه تَأْذَى بكم فَتَحَمَّلُوا)

والجُذامِيُّ: تَمْرٌ أَحْمَرُ اللَّوْن ذكره المصَنِّف فِي الَّذِي قَبْلَه.
ويُقال: مَا سَمِعْتُ لَهُ جُذْمَةً، بالضَّمِّ، أَي: كَلِمَة. قَالَ ابنُ سِيدَه: ولَيْسَ بالثَّبَتِ.
وبَنُو جَذِيمَةَ: قَبائلُ من العَرَب، مِنْهُم:
فِي عَبْس: جَذِيَمَةُ بنُ رَواحَةَ بن قُطَيْعَةَ بنِ عَبْسٍ، وَفِيهِمْ أَيْضا: جَذِيمَةُ ابْن عبيد.
وَفِي أَسَدٍ: جَذِيمةُ بنُ مالِكِ بن نَصْرِ بنِ مُعاوِيَةَ بن الحارِث بنِ ثَعْلَبَةَ ابْن دُودَان بنِ أَسَد، وَقد أَشَارَ إِلَيْه الجوهريّ، وَفِيهِمْ يَقُولُ النابِغَةُ:
(وَبَنُو جَذيِمَةَ حَيُّ صِدْقٍ سادَةٌ ... غَلَبُوا على خَبْتٍ إلَى تِعْشارِ)

وَفِي النَّخعِ: جَذيمَةُ بنُ سَعْدٍ، مِنْهُم: الأَشْتَرُ مالِكُ بن الحارِث بن عَبْدِ يَغُوثَ بن جَذيِمةُ. وَفِي طَيِّءٍ: جُذَيْمَةُ بن عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ.
وَأَيْضًا جَذِيمَة بنُ وُدّ بنِ هَنْءِ بن عَتُود.
ونَوّى جَذُومٌ: قَطُوعٌ بَيْن الأًحِبَّةِ.
ورَأَيْتُ عِنْدَه جِذْمَةً من الناسِ: أَي: فِئَةً.
ونَعْلٌ جَذْماءُ: مُنْقَطِعَةُ القَبالِ.
وجُذْمانُ، كَعُثْمانَ: موضعٌ بِالْمَدِينَةِ، كَانَت بِهِ الآطامُ، سُمِّيَ بِهِ؛ لأنّ تُبَّعاً كَانَ قَطَعَ نَخْلَه من أَنْصافِها لَمَّا غَزَا يَثْرِبَ.
وجُذامُ بن الصَّدِفِ ويُعْرَفُ بالأُجْذُومِ: بَطْنٌ من حَضرمَوْت.
وَقد استطرد المُصَنّف ذكره فِي " صرم ".
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
(جذم) أَصَابَهُ الجذام فَهُوَ مجذوم
(ج ذ م) : (فِي حَدِيثِ) الْأَذَانِ (جِذْمُ) الْحَائِطِ أَصْلُهُ وَالْــمَجْذُومُ الَّذِي بِهِ جُذَامٌ وَهُوَ تَشَقُّقُ الْجِلْدِ وَتَقَطُّعُ اللَّحْمِ وَتَسَاقُطُهُ وَالْفِعْلُ مِنْهُ جُذِمَ.
ج ذ م: جَذِمَ الرَّجُلُ صَارَ أَجْذَمَ وَهُوَ الْمَقْطُوعُ الْيَدِ وَبَابُهُ طَرِبَ وَفِي الْحَدِيثِ «مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ أَجْذَمُ» وَالْجَمْعُ جَذْمَى مِثْلُ حَمْقَى وَالْجُذَامُ دَاءٌ وَقَدْ جُذِمَ الرَّجُلُ بِضَمِّ الْجِيمِ فَهُوَ مَجْذُومٌ وَلَا يُقَالُ أَجْذَمُ. 

جذم


جَذَمَ(n. ac.
جَذْم)
a. Cut off; maimed, mutilated.
b. [pass.], Had elephantiasis.
جَذِمَ(n. ac. جَذَم)
a. Was maimed, mutilated; was amputated, cut off.

أَجْذَمَa. Was quick, fleet.
b. ['An], Abstained, desisted from.
c. ['Ala], Decided, resolved upon.
تَجَذَّمَa. Had elephantiasis.
b. see VII
إِنْجَذَمَa. Was cut off.

جَذْمa. Mutilation; amputation.

جِذْم
(pl.
جُذُوْم
أَجْذَاْم)
a. Stock, origin.
b. Foundation, bottom.

جِذْمَة
(pl.
جِذَم)
a. Fragment; stump.
b. Whip.

جُذَاْمa. Elephantiasis.

جُذْمُوْر
a. Root; stump.
جذم: جذّم (بالتضعيف) يقال: جَذَّمه: أصابه بالجُذام ففي رياض النفوس (ص75 و): وذلك أن امرأة سقت زوجها شيئا فَجذَّمَتهُ. وسياق القصة لا يترك أي شك في هذا المعنى.
تَجذَّم: أصيب بالجذام (البكري 138) وفي رياض النفوس (ص 75و): فإذا تجذم ذهب حسنه.
جذْم: عشيرة قبيلة (تاريخ البربر 1: 86).
جَذَم: جذام (فوك) جذمة: قوبة، قوباء (بوشر) جَذَام: نار سنت انطوان، ضرب من الأمراض (ألكالا)، وفيه: huego de san Anton جُذَام: قوبة، قوباء (بوشر).
جُذَامي: قوبائي (بوشر).
أجْذم: مجذوم، مصاب بالجذام (فوك).
مُجْذَام، وتجمع على مجذامون ومَجَاذِم: مجذوم، مصاب بالجذام (فوك، الكالا).
ج ذ م : الْجِذْمُ بِالْكَسْرِ أَصْلُ الشَّيْءِ وَالْجَذْمُ بِالْفَتْحِ الْقَطْعُ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَمِنْهُ يُقَالُ جُذِمَ الْإِنْسَانُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ إذَا أَصَابَهُ الْجُذَامُ لِأَنَّهُ يَقْطَعُ اللَّحْمَ وَيُسْقِطُهُ وَهُوَ مَجْذُومٌ قَالُوا وَلَا يُقَالُ فِيهِ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى أَجْذَمُ وِزَانُ أَحْمَرَ وَجُذَامُ وِزَانُ غُرَابٍ قَبِيلَةٌ مِنْ الْيَمَنِ وَقِيلَ مِنْ مَعَدٍ وَجَذِمَتْ الْيَدُ جَذَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ قُطِعَتْ وَجَذِمَ الرَّجُلُ جَذَمًا قُطِعَتْ يَدُهُ فَالرَّجُلُ أَجْذَمُ وَالْمَرْأَةُ جَذْمَاءُ وَيُعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ جَذَمْتُهَا جَذْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا قَطَعْتُهَا فَهِيَ جَذِيمٌ. 
باب الجيم والذال والميم معهما ج ذ م يستعمل فقط

جذم: الجَذمُ: سرعة القطعِ. والجَذَمُ: مصدر الأجذَمِ اليَدِ، وهو الذي ذهبت أصابعُ كفَّيه. ويقال: ما الذي جَذَّم يَدَيهِ؟ وما الذي أجذمه حتى جذم؟  والجَذومُ: المنتصب القائم. وأجذَمَتِ المَحَجَّةُ: ارتفعت. والجاذم: الذي يلي القطع، ويقال: هو المُجَذِّمُ. والــمَجذومُ: الذي ينزل به الجَذَمُ، والاسم الجُذامُ. والإجذامُ: الإقلاع عن الشيء. وجُذامُ اسم حيٍّ من اليَمَن، يقال: هم من بني أسد، من خُزَيَمةَ. والجِذمةُ: القِطعةُ تبقى من الشيء يُقطع طرفه ويبقى جِذمُه. وجِذمُ القومِ: أصلُهم. والجذمة والجُذمةُ: القطعةُ.
جذم: الجَذْمُ: سُرْعَةُ القَطْعِ. والجَذَمُ: مَصْدَرُ الأجْذَمِ اليَدِ؛ وهو الذي ذَهَبَتْ أصَابِعُ كَفَّيْهِ. وما الذي جَذَمَه وأجْذَمَه حَتّى جَذِمَ. والجاذِمُ: الذي يَلي ذلك. والإِجْذَامُ: السُّرْعَةُ في المَشْي. والإِقْلاعُ عن الشَّيْءِ. والجَذِمُ: السَّرِيعُ. وجِذْمُ القَوْمِ: أصْلُهم. والجِذْمَةُ: القِطْعَةُ من الشَّيْءِ تَبْقَى منه. والجَمَاعَةُ من الناس كالصَّرْمَةِ. والصَّلاَيَةُ يُسْحَقُ عليها، وجَمْعُها جِذَمٌ. والسَّوْطُ بَعْدَ ما يَذْهَبُ طَرَفُه. وجُذَامُ: حَيٌّ من اليَمَنِ من بَني أسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ. وأجْذَمَ على كذا: عَزَمَ عليه. وقَوْلُ الشاعِر:.... وأجْذَمُوا على العارِ.... أي كَفُّوا. والجَذَمَةُ: الشَّحْمُ الأعْلى في النَّخْل؛ وهي أجْوَدُه. والجُذْمَانُ: الذَّكَرُ، وقيل: أصْلُه.
جذم سمل عسب قشا شخص أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام: من تعلّم الْقُرْآن ثمَّ نيسبه لَقِي اللَّه تَعَالَى وَهُوَ أَجْذم. قَوْله: أَجْذم هُوَ الْمَقْطُوع الْيَد يُقَال مِنْهُ: [قد -] جَذِمَت يدُه تَجذَم جَذَما إِذا انْقَطَعت وَذَهَبت وَإِن قطعتها أَنْت قلت: جذمتُها جَذْما فَأَنا أجذمها. وَمن ذَلِك حَدِيث عَليّ [بن أبي طَالب -] رَحمَه الله: من نكث بيعَته لَقِي اللَّه يَوْم الْقِيَامَة أَجْذم لَيست لَهُ يَد فَهَذَا تَفْسِير الأجذم وَقَالَ المتلمس: [الطَّوِيل]

وَهل كنت إِلَّا مِثلَ قَاطع كَفه ... بكفٍّ لَهُ أُخْرَى فَأصْبح أجذما 
ج ذ م

جذم الحبل فانجذم وهو سرعة القطع. ورأيت في يده جذمة حبل: قطعة منه. وشالت الجذم وهي بقايا السياط بعد ذهاب أطرافها. قال ساعدة بن جؤية:

يوشونهن إذا ما حثهم فزع ... تحت السنور بالأعقاب والجذم

وعض من نابه على جذم. ومن نسي القرآن لقي الله وهو أجذم أي مقطوع اليد. قال المتلمس:

وما كنت إلاّ مثل قاطع كفّه ... بكفّ له أخرى فأصبح أجذما

وقال عويف القوافي:

ولم أر قتلى لم تدع لي بعدها ... يدين فما أرجو من العيش أجذما

وقيل مجذوم، وقوم جذم ومجاذيم. ويقال: ما الذي جذم يده فانجذمت، وما الذي أجذمها فجذمت، وهي جذماء. وأجذم في سيره: أسرع.

ومن المجاز: انجذم الحبل بينهما إذا تصارما. ونوًى جذوم: قطوع بين الأحبة. وأجذم عن الأمر: أقلع. ورجل مجذام ومجذامة للذي يواد، فإذا أحس ما ساءه أسرع الصرم. ورأيت عنده جذمة من الناس: فئة. ونعل جذماء: منقطعة القبال، وقد جدمت.
[جذم] الجذم، بالكسر: أصل الشئ، وقد يفتح. وقال . * وعضضت من نابى على جذم * والجذمة: القطعة من الحبل وغيرِه. ويسمَّى السوطُ جِذْمَةً. وقال  يوشونهن إذا ما آنسوا فزعا تحت السنور بالاعقاب والجذم وجذمت الشئ جذما: قطعته، فهو جَذيْمٌ. وجَذِمَ الرجل بالكسر جَذَماً: صار أَجْذَمَ، وهو المقطوع اليد، وفى الحديث: " من تعلم القرآن ثم نسيه لقى الله وهو أجذم ". قال المتلمس:

بكف له أخرى فأصبح أجذما * والجمع جذمى، مثل حمقى ونوكى. والانجِذامُ: الانقطاعُ. قال النابغة:

وأمْسَى حبلها انجذما * (*) والجذام: داء وقد جُذِمَ الرَجُلُ بضم الجيم فهو مجذوم، ولا يقال أجذم. وجذام: قبيلة من اليمن ننزل بجبال حسمى، تزعمم نساب مضر أنهم من معد. قال الكميت، يذكر انتقالهم إلى اليمن بنسبهم: نعاء جذاما غير موت ولا قتل ولكن فراقا للدعائم والاصل والجذامة من الزرع: ما بَقيَ بعد الحصد. وجذيمة: قبيلة من عبد القيس، ينسب إليهم جذمى بالتحريك. وكذلك إلى جذيمة أسد. قال سيبويه: وحدثني من أثق به أن بعضهم يقول في بنى جذيمة جذمى بضم الجيم. قال أبو زيد: إذا قال سيبويه حدثنى من أثق به فإنما يعنينى. ورجل مجذامة، أي سريع القطع للمودّة. وأجْذَمُ البعير في سيره، أي أسرعَ. والإِجْذامَ: الإقلاعُ عن الشئ. قال الربيع ابن زياد: وحَرَّقَ قيسٌ عَلَيَّ البِلا دحتى إذا اضطرمت أجذما وجذيمة الابرش: ملك الحيرة صاحب الزباء، وهو جذيمة بن مالك بن فهم بن دوس، من الازد. 
جذم
جذَمَ يَجذِم، جَذْمًا، فهو جاذِم، والمفعول مَجْذوم وجذيم
• جذَم الشَّجرةَ: قطعها بسرعة فانقطعت. 

جذِمَ يَجذَم، جَذَمًا، فهو أجذمُ
• جذِمت يدُه: انقطعت أو ذهبت أصابعها. 

جُذِمَ يُجذَم، جَذْمًا، والمفعول مَجْذوم
• جُذِم الشَّخصُ: أصابه الجُذام، أو نزل به الجُذام. 

انجذمَ ينجذم، انجذامًا، فهو مُنجذِم
• انجذم الشَّيءُ: مُطاوع جذَمَ: انقطع "أصاب المنشارُ يدَه فانجذمت إصبُعه". 

أجذمُ [مفرد]: ج جُذْم، مؤ جَذماءُ، ج مؤ جذماوات وجُذْم: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جذِمَ: "رجل أجذم" ° أجذمُ الحُجَّة: لا حُجَّة له ولا لسان يتكلّم به. 

جُذام [مفرد]: (طب) مرض تتأكّل بسببه الأعضاءُ وتتساقط. 

جُذامة [مفرد]: ما بقي من الزرع بعد الحصد "جذامات الزَّرع من نصيب الأغنام". 

جَذْم [مفرد]: مصدر جُذِمَ وجذَمَ. 

جَذَم [مفرد]: مصدر جذِمَ. 

جِذْم [مفرد]: ج أجذام وجُذُوم: أصل "جِذْم الشجرة".
• جِذم الرَّجُل: أهله وعشيرته. 

جَذيم [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من جذَمَ: مجذوم، مقطوع. 
[جذم] ط فيه: كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد "الجذماء" أي المقطوعة التي لا فائدة فيها لصاحبها. ج: أو التي بهام، ومنه: من اقتطع مال امرئ بيمين لقى الله وهو "مجذوم" أي مقطوع الأطراف، أو من الجذام فإنه ينتهي إلى قطع الأعضاء. ط ومنه: من تعلم القرآن ثم نسيه لقى الله وهو "أجذم" أي مقطوع"جذيمة" اسم ملك بالعراق. نه ومنه: لا تديموا النظر إلى الــمجذومــين لأنه إذا أدامه حقره وتأذى به الــمجذوم. وفيه: فعلاً "جذم" حائط فأذن، الجذم الأصل، أراد بقية حائط أو قطعة منه. ومنه ح حاطب: لم يكن رجل من قريش إلا له "جذم" بمكة أي أهل وعشيرة. وفيه أتى بتمر فقال: اللهم بارك في "الجذامى" قيل: هو تمر أحمر اللون.
(جذم) - في الحَدِيثِ: "لا تُدِيمُوا النَّظَر إلى الــمَجْذُومِــين".
- وفي حَديثٍ آخر "أَنَّ وفْدَ ثَقِيف كان فيهم مَجْذُومٌ، فأَرسلَ إليه، ارجِع فقد بايَعْناك" .
قِيلَ: الجُذام: دَاءٌ يَعْتَرِض في الرَّأس يتشَوَّه منه الوَجهُ، وأَصلُ الجَذْم: القَطْع. وقيلَ: سُمِّي جُذاماً لتقَطُّع الأَصابع منه، وقد جُذِم فهو مَجْذوم، وفي المُبالَغة: مُجَذَّم. والأَجْذَم: المَقْطُوع اليَدِ، ويَدٌ جَذماءُ ومَجْذُومَــة: بَيِّنه الجَذْم، وأَجذَمه الله تَعالَى فجُذِم.
فأَمَّا مَعنَى الحَدِيثِ، فإنَّ الرَّجل إذا أَدامَ النَّظَرَ إلى مِثلِه استَنْكره وحَقَره، ورَأَى لِنَفسِه فَضلاً عليه، أو إذا أَدامَ النَّظرَ إليه اكْتأَب المنَظورُ إليه، ويَقِلّ شُكره، بأَن ابْتَلَاه الله وعَافَى غَيرَه.
فَفِي الوَجْه الأَوَّل: كُرِه لِئَلَّا يدخُل على النَّاظِر عُجبٌ وزَهْوٌ.
وفي الثَّانِي: لئَلَّا يَحْزَن المَنظْورُ إليه بِرُؤية مَنْ فَضَل عليه، كما كُرِه أن يَسمَع المُبتَلَى الحَمدَ على العافِيَةِ مِمَّا ابتَلاه اللهُ به.
وله وَجهٌ ثَالِث؛ وهو أنَّه إنما كَرِهَه لِما يُخافُ على النَّاظِر أن يَصِل إليه من دَائِه كما يَتَّصلُ المَعِينُ الذي رَثَا له.
وقد زَعَم الأصمَعِيُّ عن أعرابِيٍّ كان شَدِيدَ العَيْن قال: إذا رَأيتُ شيئاً يُعجِبُني انْفَصَل من عَينِي حَرارةٌ شدِيدة، فَكأَنَّ تِلكَ الحَرارةَ تَتَّصِل بالمَعِين وتُؤَثِّر فيه. وإنّما قال للثَّقَفِي: ارجِع لِئَلَّا يَنْظُر إليه فيحصُل أَحدُ هذه المَعانِي الثَّلاثَة، أو لِئَلَّا يَحدُث بأَحَدهم هَذَا الدَّاءُ فَيُظَنَّ أَنَّه أَعداه.
- وفي حديثٍ آخر: "أَنَّه أَخَذَ بيَد مَجْذُومٍ فوَضَعها مع يَدِه في القَصْعَة. فَقال: كُلْ ثِقةً باللهِ وتَوَكَّلًا عليه".
وإنّما فَعَل ذلك ليُعلِم النَّاسَ أن شَيئاً من ذَلِك لا يَكُون إلَّا بتَقْدِير اللهِ عز وجَلّ، وأَمَر بالأَوَّل لِئَلَّا يَأْثَم فيه النَّاسُ، لأَنَّ يَقِيِنَهم يَقصُر عن يَقِينِه.
- في الحَدِيث: "كُلُّ خُطبَةٍ لَيْست فيها شَهادَةٌ فهي كاليَدِ الجَذْماء".
: أي المَقْطُوعَة، والجَذْم: سُرعَةُ القَطْعِ.
- في حَدِيثِ حَاطِب: "لم يَكُن رَجُلٌ من قُريْشٍ إلَّا وَلَهُ جِذْم" .
الجِذْمُ: الأَصلُ، والجَمْع أَجذَامٌ، يرُيِد به الأَهلَ والعَشِيرة.
- في الحديثِ: "أَنَّه أُتِي بتَمرٍ من تَمْر اليَمَامَةِ، فقال: ما هَذَا؟ فَقِيل: الجُذَامِيّ، قال: اللَّهُمَّ بَارِك في الجُذَامِيّ".
قِيلَ: الجُذَامِيُّ: نَوعٌ من تَمْرِ اليَمامة أَحمرُ اللَّون. - في حَدِيثِ زَيدِ بنِ ثَابِت: "أنَّه كَتَب إلى مُعاوِيَة: إنّ أَهلَ المَدِينة طَالَ عليهم الجَذْمُ والجَدْب".
: أي انْقِطاع المِيرة عنهم.
الْجِيم والذال وَالْمِيم

الجَذْم: القَطْع.

جَذَمه يَجْذِمه جَذْما، وجَذَّمه فانجذم، وتَجَذّم.

والجِذْمة: الْقطعَة من الشَّيْء يقطع طرفه وَيبقى أَصله.

والجِذْمة: السَّوْط لِأَنَّهُ يتقطع مِمَّا يُضْرَب بِهِ، قَالَ سَاعِدَة:

يُوشُونَهنَّ إِذا مَا آنَسُوا فَزعا ... تَحْتَ السَّنَوَّر بالأعْقَاب والجِذَمِ

وَرجل مجذام، ومجذامة: قَاطع للأمور فيصل.

قَالَ اللحياني: رجل مجذامة للحرب وَالسير والهوى: أَي يقطع هَوَاهُ ويدعه.

والأجْذَم: الْمَقْطُوع الْيَد.

وَقيل: هُوَ الَّذِي ذهبت أنامله.

جَذِمت يَده جَذَما، وجَذَمها، وأجذمها.

والجَذْمة، والجَذَمة: مَوضِع الْقطع مِنْهَا.

والجِذْمة: الْقطعَة من الْحَبل.

وحبل جِذْم: مجذوم مَقْطُوع، قَالَ:

هلاَّ تسَلِّى حَاجَة عرَضت ... عَلَقَ القَرِينةِ حَبْلُها جِذْمُ

والجُذَام من الدَّاء: مَعْرُوف؛ لتجذُّم الْأَصَابِع وتقطعها.

وَرجل أجْذَم، ومُجَذَّم: نزل بِهِ الجذام، الأولى عَن كرَاع.

وجِذْمُ كُلِّ شَيْء: أَصله.

وَالْجمع: أجذام، وجُذُوم.

وأجذم السّير: أسْرع فِيهِ.

وَرجل مجذام الركض فِي الْحَرْب: سريع الركض فِيهَا.

وَقَالَ اللحياني: أَجْذم الْفرس وَغَيره مِمَّا يعدو: اشْتَدَّ عدوه. والإجذام: الإقلاع عَن الشَّيْء.

وَرجل مجذَّم: مجرَّب، عَن كرَاع.

والجَذَمة: بَلَحات يخْرجن فِي قمع وَاحِد فمجموعها يُقَال لَهُ جَذَمة.

وجُذام: حَيّ من الْيمن، قيل: هم من ولد أَسد ابْن خُزَيْمَة، وَقَول أبي ذُؤَيْب:

كَأَن ثقال المُزْن بَين تُضارِع ... وشَابَةَ بَرْكٌ من جُذَام لَبِيجُ

أَرَادَ: بَرْك من إبل جُذَام. وخصهم لأَنهم اكثر النَّاس إبِلا، كَقَوْل النَّابِغَة الجعديّ:

فَأَصْبَحت الثِّيرانُ غرَقْىَ وأصبحت ... نساءُ تَمِيم يلتقِطْن الصياصيا

ذهب إِلَى أَن تميما حاكة فنساؤهم يلتقطن قُرُونَ الْبَقر الْميتَة فِي السَّيْل.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِن قَالُوا: ولد جُذَامٌ كَذَا وَكَذَا صرفته؛ لِأَنَّك قصدت قصد الْأَب، قَالَ: وَإِذا قلت: هَذِه جُذام فَهِيَ كسَدوس.

وجَذِيمة: قَبيلَة، وَالنّسب إِلَيْهَا: جُذَمِىّ. وَهُوَ من نَادِر معدول النّسَب.

وجَذِيمة: مَلِك من مُلُوك الْعَرَب.

جذم

1 جَذَمَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K, TA) and جَذُمَ also, (accord. to some copies of the K,) inf. n. جَذْمٌ, (S, Msb, K,) He cut it off; (S, Msb, K;) and so ↓ جذّمهُ: (K:) or جذّم signifies he cut off many things; or cut off much, or frequently: and جَذْمٌ signifies also the cutting off quickly. (TA.) [It is like خَذَمَهُ.] Yousay, جَذَمَ يَدَهِ, (Msb, K,) aor. ـِ inf. n. as above, (Msb,) He cut off, or amputated, his arm, or hand; (Msb, K;) as also ↓ اجِذمِها, (K,) inf. n. إِجْذَامٌ. (TA.) b2: [Hence,] جَذَمَ فُلَانٌ حَبْلَ وِصَالِهِ (tropical:) Such a one severed the bond of his union; as also جَذَبَهُ. (TA.) A2: جَذِمَ, (S, Msb,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. جَذَمٌ , He (a man) had his arm, or hand, cut off, or amputated; was maimed of it. (S, Msb.) You say, حَتَّى ↓ مَا الَّذِى أجْذَمَهُ جّذِمَ [What is it that has maimed him of his arm, or hand, so that he has become maimed of it?] (TA.) b2: And جَذِمِتِ اليَدُ, aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. جَذَمٌ, (Msb,) The arm, or hand, was cut off, or amputated. (Msb, K.) A3: جُذِمَ He (a man, S, Msb) was, or became, affected, or smitten, with the disease termed جُذَام. (S, Mgh, Msb, K.) 2 جَذَّمَ see 1.4 أَجْذَمَ see 1, in two places.

A2: إِجْذَامٌ also signifies The being quick in pace, or going. (Lth, TA.) You say, اجذم فِى سَيْرِهِ, (S,) or اجذم السَّيْرَ, (K,) He (a camel, S) hastened, or was quick, in his pace, or going. (S, K.) And اجذم said of a horse, (Lh, K,) and the like, of such as run, (Lh, TA,) He ran vehemently. (Lh, K.) b2: اجذم عَنِ الشَّىْءِ He abstained, or desisted, from the thing. (S, * K.) b3: اجذم He decided, determined, or resolved, upon it. (K.) 5 تَجَذَّمَ see 7.7 انجذم It was, or became, cut off; (S, K;) as also ↓ تجذّم: (K:) [or the latter is said of a number of things; or implies muchness, or frequency:] the two verbs are syn. [respectively] with اِنْقَطَعَ and تَقَطَّعَ. (TA.) b2: [Hence] you say, انجذم عَنِ الرَّكْبِ (assumed tropical:) He was, or became, cut off from the company of riders upon camels. (TA.) And En-Nábighah says, صَدَّتْ سُلَيْمَى وَأَمْسَى حَبْلُهَا انْجَذَمَا [Suleymà has turned away, and the bond of her union with me has become severed]. (S.) جَذْمٌ: see the next paragraph.

A2: Also A cessation of the supply of corn or other provision. (TA.) A3: A rope cut off, or severed. (TA.) b2: A man whose extremities have fallen off in pieces, piece after piece, in consequence of the disease termed جُذَام. (TA; but in this last sense, the word is there written without any syll. signs.) جِذْمٌ The root, source, origin, or original, or the fundamental or essential or principal part, syn. أَصْل, (S, Msb, K,) of a thing, (S, Msb, TA,) whatever that thing be; (TA;) as also ↓ جَذْمٌ: (S, K:) pl. [of pauc.] أَجْذَامٌ and [of mult.]

جُذُومٌ. (K.) b2: The family of a people; their kinsfolk: whence the saying, in a trad., لَمْ يَكْنْ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا لَهُ جِذْمٌ بِمَكَّةَ [There was not a man of Kureysh but he had kinsfolk in Mekkeh]. (TA.) [And app. The main stock from which tribes are derived: for,] accord. to some, it ranks before شَعْبٌ. (TA voce بَطْنٌ.) b3: The places [or place] of growth of the teeth. (TA.) A poet says, (S,) namely, El-Hárith Ibn-Waaleh, (TA,) اَلْآنَ لَمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتِى

وَعَضِضْتُ مِنْ نَابِى عَلَى جِذْمِ (S, TA,) [Now, when the hair in the middle of my bosom, extending downwards to my navel, has become white, and I have bitten upon the place of growth of my canine tooth]: i. e., I have become old, and eaten upon the جذم of my ناب. (TA.) b4: The lower, or lowest, part, or the foundation, of a wall: (Mgh from a trad.:) or the remains thereof: or a portion thereof. (TA.) b5: See also جِذْمَةٌ.

جَذِمٌ Quick; swift. (K.) جَذْمَةٌ The place of the arm, or hand, where it is cut off, or amputated; as also ↓ جَذَمَةٌ. (K.) جُذْمَةٌ The defect, or deficiency, of him who has had his arm, or hand, amputated, or who has lost the end-joints of his fingers: so accord. to the copies of the K: but in the L, the defect, or deficiency [resulting] from the amputation of the arm or hand (مِنَ الإِجْذَامِ.) (TA.) A2: مَا سَمِعْتُ لَهُ جُذْمَةً, with damm, meaning [I heard him not utter] a word, is not of established authority. (ISd, TA.) جِذْمَةٌ A piece cut off (S, K) of a rope &c., (S,) or of a thing of which the extremity has been cut off, the lower, or principal, part remaining; (K;) as also ↓ جِذْمٌ. (TA.) b2: A whip: (S, K:) because it becomes cut by that which is beaten with it. (TA.) b3: The part of a whip of which the slender extremity has become much cut [by use], the lower, or principal, part remaining; pl. جِذَمٌ: (L, TA:) or the remaining part of a whip; its lower, or principal, portion. (As, TA.) b4: A thick piece of wood, having fire at the end of it or not; [i. e. a brand, or fire-brand;] like جِذْوَةٌ. (AO, S and TA in art. جذو.) b5: (assumed tropical:) A company of men [as though cut off from others]. (TA.) جَذَمَةٌ: see جَذْمَهٌ. b2: Also The uppermost pith of the palm-tree; which is the best; (K;) like جَذَبَةٌ. (TA.) b3: And Dates that come forth upon one base. (TA.) جُذَامٌ [Elephantiasis; a species of leprosy; the leprosy that pervaded Europe in the latter part of the Middle Ages;] a certain disease, (S, K,) arising from the spreading of the black bile throughout the whole person, so that it corrupts the temperament of the members, and the external condition thereof; and sometimes ending in the dissundering, or corrosion, (so accord. to different copies of the K, TA,) of the members, and their falling off, in consequence of ulceration; (K, TA;) so called because it dissunders the flesh, and causes it to fall off; (Msb;) or because the fingers, or toes, become cut off: (TA:) it is a cracking of the skin, and a dissundering, and gradual falling off, of the flesh. (Mgh.) نَوًىجَذُومٌ A tract towards which one journeys separating lovers or objects of love. (TA.) جَذِومٌ Cut off; amputated. (S, Msb, TA.) [See also أَجْذَمُ.]

جُذَامَةٌ What remains, of seed-produce, after the reaping. (S.) b2: [See also جُرَامَةٌ, in two places.]

جَامٌ [an epithet] of the measure فَعَّالٌ from الجَذْمُ meaning القَطْعُ: so in the phrase جَذَّامُ حَبْلِ الهَوَى [Wont to sever the bond of love], in a verse of Ows Ibn-Thaalabeh. (Ham p. 334.) أَجْذَمُ Having his arm, or hand, cut off, or amputated: (S, Msb, K:) or having lost the endjoints of his fingers: (K:) fem. جَذْمَآءُ: (Msb:) pl. جَذْمَى. (S.) It is said in a trad., مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ لَقِىBَ اللّٰهَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَهُوَ أَجْذَمُ, (A 'Obeyd, S, *) i. e., [He who learns the Kur-án and then forgets it shall meet God on the day of resurrection] having his arm, or hand, cut off: (A 'Obeyd, TA:) or having lost all his limbs, or members: (KT, TA:) or (assumed tropical:) having his plea cut off; having no tongue with which to speak, nor any plea in his hand: (IAth, TA:) or (assumed tropical:) having his means of access cut off: (TA:) or (assumed tropical:) with his hand devoid of good and of recompense. (IAar, El-Khattábee, TA.) And in another trad., كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا شَهَادَةٌ كَالْيَدِ الجَذْمَآءِ [Every oration from the pulpit in which there is not an acknowledgment of the unity of God and of the mission of Mohammad is like the arm of which the hand is amputated]. (TA.) b2: الكّفُّ الجَذْمَآءُ [The amputated hand;] (assumed tropical:) a name of the star a of Cetus; (so in the Egyptian Almanacs;) [i. e.] the star that is in the head of Cetus: so called because it is less extended [from the Pleiades] than that called الكَفَّ الخَضِيبُ. (Kzw. [See الكَفُّ الخَضِيبُ in art.خضب.]) b3: نَعْلٌ جَذْمَآءُ (assumed tropical:) A sandal of which the [thong called] قِبَال [which is between two of the toes] is cut, or cut off, or severed. (TA.) A2: See also مَجْذُومٌ.

مُجَذَّمٌ: see مَجْذُومٌ.

A2: Also A man tried, or proved, and strengthened by experience in affairs. (TA.) رَجُلٌ مِجْذَامٌ and ↓ مِجْذَامَةٌ, [the latter of a very rare measure, (see مِعْزَابَةٌ,)] (assumed tropical:) A man who decides affairs. (K.) (tropical:) A man who, loving and being loved, when he is sensible of evil treatment quickly cuts the tie of affection: (A, TA:) or the latter, (tropical:) a man who quickly cuts the tie of love, or affection. (S, K, TA.) رَجُلٌ مِجْذَامُ الرَّكْضِ فِى الحَرْبِ (assumed tropical:) A man quick in running, or fleeing, in war. (TA.) And ↓ رَجُلٌ مِجْذَامَةٌ لِلْحَرْبِ, and لِلسَّيْرِ, and لِلْهَوَى, (assumed tropical:) A man who desists from, and relinquishes, war, and journeying, and love, or natural desire. (Lh, TA.) مَجْذُومٌ A man (S, Msb) affected, or smitten, with the disease termed جُذَام; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ مُجَذَّمٌ (K) and ↓ أَجْذَمُ, (Kr, K,) which J erroneously disallows: (K:) J says, one does not say أجْذَمُ: (TA:) [and Fei,] they say that أَجْذَمُ, of the measure of أَحْمَرُ, is not said in this sense. (Msb.) مِجْذَامَةٌ: see مِجْذَامٌ, in two places.

جذم: الجَذْم: القَطْع. جَذَمه يَجْذِمه جَذْماً: قطَعه، فهو جذِيم.

وجَذَّمه فانْجَذم وتَجَذَّم. وجَذَب فلانٌ حَبْلَ وصاله وجَذَمه إذا قطَعه؛

قال البعيث:

ألا أَصْبَحَت خَنْساءُ جاذِمةَ الوَصْلِ

والجَذْمُ: سرعة القَطْع؛ وفي حديث زيد بن ثابت: أنه كتب إلى معاوية أن

أَهل المدينة طال عليهم الجَذْم والجَذْبُ أي انْقِطاعُ المِيرة عنهم.

والجِذْمة: القِطْعة من الشيء يُقْطع طَرَفُه ويبقى جَِذْمُه، وهو

أَصله. والجِذْمة: السَّوْط لأنه يتقطع ممَّا يُضْرَب به. والجِذْمة من

السَّوْط: ما يُقْطع طرفُه الدَّقِيق ويبقى أَصله؛ قال ساعدة بن

جُؤَيَّة:يُوشُونَهُنَّ، إذا ما آنَسوا فَزَعاً

تحت السَّنَوَّر، بالأعْقابِ والجِذَم

ورجلٌ مِجْذامٌ ومِجذامةٌ: قاطع للأُمور فَيْصل. قال اللحياني: رجل

مِجْذامة للحرب والسَّير والهَوَى أي يقطع هَواه ويَدَعُه. الجوهري: رجل

مِجْذامة أي سريع القطع للمَوَدَّة؛ وأَنشد ابن بري:

وإني لبَاقِي الوُدِّ مِجْذامةُ الهَوَى،

إذا الإلف أَبْدَى صَفْحه غير طائل

والأجْذَمُ: المقطوع اليَد، وقيل: هو الذي ذهبت أنامِلُه، جَذِمَتْ

يَدُه جَذَماً وجَذَمها وأَجْذَمها، والجَذْمةُ والجَذَمةُ: موضع الجَذْم

منها. والجِذْمة: القِطعة من الحبل وغيره. وحبل جِذْمٌ مَجْذومٌ: مقطوع؛

قال:هَلاَّ تُسَلِّي حاجةٌ عَرَضَتْ

عَلَقَ القَرينةِ، حَبْلُها جِذْمُ

والجَذَم: مصدر الأَجْذَم اليَدِ، وهو الذي ذهبت أَصابعِ كفيه. ويقال:

ما الذي جَذَّمَ يدَيه وما الذي أَجْذمه حتى جَذِم.

والجُذام من الدَّاء: معروف لتَجَذُّم الأَصابع وتقطُّعها. ورجل

أَجْذَمَ ومُجَذَّم: نَزَل به الجُذام؛ الأَوّل عن كراع؛ غيره: وقد جُذِم الرجل،

بضم الجيم، فهو مَجْذوم. قال الجوهري: ولا يقال أَجْذَمَ. والجاذِمُ:

الذي وَلِيَ جَذْمَه. والمُجذَّم: الذي ينزل به ذلك، والاسم الجُذام. وفي

حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: من تَعَلَّم القرآن ثم نَسِيه لَقِيَ

اللهَ يومَ القيامة وهو أَجْذَم. قال أَبو عبيد: الأَجْذَم المَقْطوع اليد.

يقال: جَذِمَت يدُه تَجْذَمُ جَذَماً إذا انقطعت فَذَهَبت، فإن قَطَعْتها

أَنت قلت: جَذَمْتُها أَجْذِمُها جَذْماً؛ قال. وفي حديث عليّ مَنْ

نَكَثَ بَيْعَتَه لَقِي الله وهو أَجْذم ليست له يد، فهذا تفسيره؛ وقال

المُتَلَمِّسُ.

وهل كنتُ إلاَّ مِثْلَ قاطِعِ كَفِّه

بِكَفٍّ له أُخْرى، فأَصْبَحَ أَجْذَما؟

وقال القتيبي: الأَجْذَم في هذا الحديث الذي ذهبت أَعضاؤه كلها، قال:

وليست يَدُ الناسِي للقرآن أَولى بالجَذْم من سائر أَعضائه. ويقال: رجل

أَجْذَمُ ومَجْذوم ومُجَذَّم إذا تَهافَتَتْ أَطْرافُه من داء الجُذام. قال

الأَزهري: وقول القتيبي قريب من الصواب. قال ابن الأَثير: وقال ابن

الأَنباري ردّاً على ابن قتيبة: لو كان العقاب لا يقَعُ إلاَّ بالجارحة التي

باشرت المعصية لَما عُوقب الزاني بالجَلْد والرَّجْم في الدنيا، وفي

الآخرة بالنار؛ وقال ابن الأَنباري: معنى الحديث أَنه لَقِيَ اللهَ وهو

أَجْذَمُ الحُجَّةِ، لا لِسانَ له يتكلم به، ولا حجة في يده. وقول عليّ: ليست

له يد أَي لا حُجَّة له، وقيل: معناه لَقِيَه وهو منقطع السَّبَب، يدلُّ

عليه قوله: القرآنُ سَبَبٌ بيدِ الله وسَبَبٌ بأَيديكم، فَمن نَسِيه فقد

قَطع سَبَبَه؛ وقال الخطابي: معنى الحديث ما ذهب إليه ابن الأَعرابي، وهو

أن من نَسِيَ القرآن لقي الله تعالى خاليَ اليد من الخير، صِفْرَها من

الثواب، فكنى باليد عما تحويه وتشتمل عليه من الخير، قال ابن الأثير: وفي

تخصيص حديث عليّ بذكْر اليَدِ معنى ليس في حديث نسيان القرآن، لأن

البَيْعَة تُباشِرُها اليد من بين سائر الأعضاء، وهو أن يَضَع المُبايِعُ يده في

يد الإمام عند عقد البَيْعة وأَخذِها عليه؛ ومنه الحديث: كل خُطْبة ليس

فيها شَهادة كاليد الجَذْماء أي المقطوعة. وفي الحديث أنه قال لــمَجْذُوم

في وَفْدِ ثَقيفٍ: ارْجِعْ فيد بايَعْناك؛ الــمَجْذومُ: الذي أَصابه

الجُذام، كأَنه من جُذِمَ فهو مَجْذوم، وإنما ردَّة النبي، صلى الله عليه

وسلم، لئلا ينظر أصحابُه إليه فَيزْدَرُوه ويَرَوْا لأَنفسهم فضْلاً عليه،

فيَدْخُلهم العُجْبُ والزَّهْو، أو لئلا يَحْزَن الــمَجْذومُ برؤية النبي،

صلى الله عليه وسلم، وأَصحابه وما فَضَلوا عليه فيَقِلّ شكره على بَلاء

الله، وقيل: لأَن الجُذام من الأَمراض المُعْدِية، وكان العرب تتطيَّرُ منه

وتَتَجَنَّبُه، فردَّه لذلك، أَو لئلا يَعْرِض لأَحدهم جُذام فيظنَّ أَن

ذلك قد أَعْداه، ويَعْضُد ذلك حديثه الآخر: أَنه أَخذ بيد مَجْذوم

فَوضعها مع يده في القَصْعة وقال: كُلْ ثِقَةً بالله وتَوكُّلاً عليه، وإنما

فَعل ذلك ليُعْلِم الناسَ أَن شيئاً من ذلك لا يكون إلاَّ بتقدير الله عز

وجل، ورَدَّ الأَوَّلَ لئلا يَأْثَم فيه الناسُ، فإنَّ يَقِينهم يَقْصُر

عن يَقِينه. وفي الحديث: لا تُدِيمُوا النظَر إلى الــمَجْذومــين، لأنه إذا

أَدام النظر إليه حَقَرَه، ورأَى لنفسه عليه فضلاً، وتأَذَّى به

المَنْظور إليه. وفي حديث ابن عباس: أَربعٌ لا يَجُزْنَ في البَيْع ولا النكاح:

المَجْنونةُ والــمَجْذومــةُ والبَرْصاءُ والعفْلاء، والجمع من ذلك جَذْمى

مثل حَمْقى ونَوْكَى. وجَذِمَ الرجلُ، بالكسر، جَذَماً: صار أَجْذَمَ، وهو

المقطوع اليَدِ.

والجِذْمُ، بالكسر: أَصل الشيء، وقد يفتح. وجِذْمُ كل شيء: أَصلُه،

والجمع أَجْذامٌ وجُذُومٌ. وجِذْمُ الشجرة: أَصلُها، وكذلك من كل شيء.

وجِذْمُ القوم: أَصلُهم. وفي حديث حاطِب: لم يكن رجُل من قُرَيْش إلاَّ له

جِذْمٌ بمكَّة؛ يريد الأَهْلَ والعَشِيرةَ. وجِذْمُ الأَسْنان: مَنابِتُها؛

وقال الحَرِث بن وَعْلة الذُّهْليُّ:

أَلآنَ لمَّا ابيَضَّ مَسْرُبَتي،

وعَضِضْتُ منْ نابي على جِذْمِ

أي كَبِرت حتى أَكلْت على جِذْم نابي. وفي حديث عبد الله بن زيد في

الأَذان: أَنه رأَى في المنام كأَنَّ رجُلاً نزلَ من السماء فعَلا جِذْمَ

حائط فأَذَّن؛ الجِذْمُ: الأَصلُ، أَراد بقيَّة حائط أو قِطْعة من حائط.

والجَذْمُ والخَذْمُ: القَطْعُ. والانْجِذامُ: الانْقِطاعُ؛ قال

النابغة:بانَتْ سُعادُ فأَمسى حَبْلُها انْجَذما،

واحْتَلَّتِ الشِّرْعَ فالأَجْراعَ مِنْ إضَما

(* في ديوان النابغة: وأَمسى بدل فأَمسى، والشَّرع بدل الشّرع،

والأَجزاع بدل الاجراع).

وفي حديث قتادة في قوله تعالى: والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكم، قال:

انْجَذَمَ أَبو سفيان بالعير أي انقطَع بها

(* قوله «أي انقطع بها إلخ» عبارة

النهاية: أي انقطع عن الجادة نحو البحر). من الرَّكْب. وسارَ وأَجْذمَ

السيرَ: أَسرع فيه؛ قال لبيد:

صائب الجِذْمةِ من غير فَشَلْ

ابن الأَعرابي: الجِذْمة في بيته الإسْراعُ، جعله اسماً من الإِجْذام،

وجعله الأصمعي بقيَّة السَّوْط وأَصلَه. الليث وغيره: الإجْذامُ السرعةُ

في السّير. وأَجذم البعيرُ في سيره أي أَسرع. ورجل مِجْذامُ الرَّكْض في

الحرْب: سريعُ الرَّكْض فيها. وقال اللحياني: أَجْذَمَ الفرسُ وغيره مما

يَعْدُو اشْتَدَّ عَدْوُه. والإجْذام: الإقْلاع عن الشيء

(* قوله

«والإجذام الاقلاع عن الشيء» ويطلق على العزم على الشيء أيضاً كما في القاموس

والتكملة، فهو من الأضداد)؛ قال الربيع بن زياد:

وحَرَّقَ قَيْسٌ عَليَّ البِلا

دََ، حَتَّى إذا اضْطَرَمَتْ أَجْذَما

ورجل مُجَذَّمٌ: مُجَرّب؛ عن كراع.

والجَذَمةُ: بَلَحاتٌ يَخْرُجْنَ في قَمِع واحد، فمجموعها يقال له

جَذَمةٌ. والجُذامةُ من الزرع: ما بقي بعد الحَصْد.

وجُذْمان: نخلٌ؛ قال قيس بن الخَطِيم:

فلا تَقْرَبُوا جُذْمانَ، إنَّ حَمامَهُ

وجَنَّتَه تَأْذى بكم فَتَحَمَّلُوا

وقوله في الحديث: أَنه أُتِيَ بتمر من تَمر اليَمامة فقال: ما هذا؟

فقيل: الجُذامِيُّ، فقال: اللهم بارِكْ في الجُذامِيّ؛ قال ابن الأَثير: قيل

هو تمر أَحمرُ اللَّوْن، وقد ذكر ابن سيده في ترجمة جدم، بالدال اليابسة،

شيئاً من هذا.

والجَذْماء: امرأَة من بني شَيْبان كانت ضَرَّة للبَرْشاء، وهي امرأَة

أُخرى، فَرَمَت الجَذْماءُ البَرْشاءَ بنار فأَحرقتها فسُمِّيَت

البَرْشاءَ، ثم وثَبَتْ عليها البَرْشاءُ فقطعتْ يدَها فسُمِّيت الجَذْماءَ. وبنو

جَذيمَة: حيّ من عَبْد القَيْس، ومنازلهم البَيْضاءُ بناحية الخَطِّ من

البَحْرين. وجُذامُ: قبيلة من اليَمن تنزل بجبال حِسْمَى، وتَزْعُم

نُسَّابُ مُضَرَ أَنهم من مَعَدٍّ؛ قال الكميت يذكر انتقالهم إلى اليَمن

بنسَبهم:

نَعَاءِ جُذاماً غير موتٍ ولا قَتْلِ،

ولكن فِراقاً للدَّعائم والأَصْلِ

ابن سيده: جُذامٌ حيّ من اليَمنِ، قيل: هم من ولد أَسَد بن خُزَيمة؛

وقول أَبي ذؤيب:

كأَن ثِقالَ المُزْن بين تُضارُعٍ

وشابَةَ بَرْكٌ، من جُذامَ، لَبِيجُ

أَراد بَرْك من إبل جُذام؛ وخَصَّهم لأنهم أكثر الناس إبلاً كقول

النابغة الجعْديِّ:

فأَصْبَحَتِ الثِّيرانُ غَرْقى، وأَصْبحتْ

نِساءُ تميم يَلْتَقِطْنَ الصَّياصِيا

ذهب إلى أَن تَمِيماً حاكةٌ، فنِساؤهم يَلْتَقِطْن قُرونَ البَقر

المَيْتَة في السَّيْل. قال سيبويه: إن قالوا وَلَدَ جُذامٌ كذا وكذا صَرَفته

لأَنك قصدْت قَصْدَ الأَب، قال: وإن قلت هذه جُذامُ فهي كسَدُوسَ.

وجَذِيمةُ: قبيلةٌ؛ والنسب إليها جُذَمِيٌّ، وهو من نادر مَعْدول النسَب.

وجَذِيمةُ: مَلِك من ملوك العرب؛ قال الجوهري: جَذِيمةُ الأَبْرَشُ ملِك

الحِيرة صاحبُ الزَّبَّاء، وهو جَذيمة ابنُ مالك بنِ فَهْم بن دَوْسٍ من

الأَزْدِ. الجوهري: جَذيمة قبيلة من عبد القيس ينسَب إليهم جَذَمِيٌّ،

بالتحريك، وكذلك إلى جَذيمةِ أَسَدٍ. قال سيبويه: وحدّثني بعضُ من أَثِق به يقول

في بني جذَيمة جُذَميّ، بضم الجيم؛ قال أَبو زيد: إذا قال سيبويه حدّثني

من أَثق به فإنما يَعْنِيني. ويقال: ما سَمِعت له جُذْمة أي كلمة؛ قال

ابن سيده: وليست بالثَّبَت اهـ.

جَذَمَ

(جَذَمَ)
- فِيهِ «مَنْ تَعَلَّم الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَه لَقِي اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ أَجْذَمُ» أَيْ مَقطوع اليَدِ، مِنَ الجَذْمِ: القَطْع.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «مَنْ نَكَث بَيْعتَه لَقي اللهَ وَهُوَ أَجْذَمُ لَيْسَت لَهُ يَدٌ» قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الأَجْذَمُ هَاهُنَا الَّذِي ذهَبَتْ أَعْضَاؤُهُ كلُّها، وليْسَت اليَدُ أوْلَى بالعُقُوبة مِنْ بَاقِي الْأَعْضَاءِ.
يُقال: رجُل أَجْذَمُ ومَجْذُومٌ إِذَا تَهافَتَتْ أطْرافُه مِنَ الجُذَام، وَهُوَ الدَّاء المَعْروف. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ:
لَا يُقال للــمَجْذُوم أَجْذَم. وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ رَدًّا عَلَى ابْنِ قُتَيْبَة: لَوْ كَانَ العِقَاب لَا يَقَع إلاَّ بالجَارِحَة الَّتي باشَرَت المعْصِية لَمَا عُوقب الزَّانِي بالجَلْد والرَّجْم فِي الدُّنيا، وبالنَّار فِي الْآخِرَةِ. وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ:
معنَى الْحَدِيثِ أَنَّهُ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ أَجْذَمُ الحُجَّةِ، لاَ لِسَان لَهُ يَتَكَلَّم، وَلَا حُجَّة فِي يَدِه. وقَولُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ليْسَت لَهُ يَدٌ: أَيْ لَا حُجَّة لَهُ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ لَقِيَه مُنْقَطِعَ السَّبَبِ، يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ:
الْقُرْآنُ سَبَبٌ بِيَدِ اللَّهِ وَسَبَبٌ بِأَيْدِيكُمْ، فَمَنْ نَسِيَهُ فَقَدْ قَطع سَبَبَه. وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَى الْحَدِيثِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، وَهُوَ أَنَّ مَنْ نَسِي الْقُرْآنَ لَقِي اللَّهَ خَالِيَ اليدِ مِنَ الخَيْر صِفْرَها مِنَ الثَّواب، فكنَى باليَدِ عمَّا تحْوِيه وتَشْتَمل عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ. قُلْتُ: وَفِي تَخْصِيص عَلِيٍّ بذِكْر اليَدِ مَعْنًى لَيْسَ فِي حَدِيثِ نسْيان الْقُرْآنِ، لِأَنَّ البَيْعة تُباشرُها اليَدُ مِنْ بَيْن الْأَعْضَاءِ، وهُو أَنْ يَضَع الْمُبَايِعُ يدَه فِي يَدِ الْإِمَامِ عنْد عَقْد البَيْعة وأخْذِها عَلَيْهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كُلُّ خُطْبَة ليْسَت فِيهَا شَهَادَةٌ فَهِيَ كاليَدِ الجَذْمَاء» أَيِ المقْطُوعة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ قَالَ: «انْجَذَمَ أَبُو سُفيان بالْعِير» أَيِ انْقَطع بِهَا مِنَ الرَّكْب وسَار.
(س) وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ «أَنَّهُ كتَب إِلَى مُعَاوِيَةَ: إِنَّ أهْل الْمَدِينَةِ طَالَ عَلَيْهِمُ الجَذْمُ والجَذْبُ» أَيِ انْقِطاع المِيرَة عَنْهم.
وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لــمَجْذُوم فِي وَفْدِ ثَقِيف: ارْجِعْ فَقد بَايَعْتُكَ» الــمَجْذُومُ: الَّذِي أَصَابَهُ الجُذَام، وَهُوَ الدَّاء الْمَعْرُوفُ، كَأَنَّهُ مِنْ جُذِمَ فَهُوَ مَجْذُومٌ. وإنَّما رَدّه النبي صلى الله عليه وسلم لِئلاّ يَنْظُر أصحابُه إِلَيْهِ فيَزْدَرُونه ويَروْن لأنْفُسِهم عَلَيْهِ فَضْلا فيَدْخُلهم العُجْب والزَّهْو، أوْ لِئلاَّ يَحْزَن الــمَجْذُوم برُؤية النبي صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَمَا فَضَلُوا بِهِ عَلَيْهِ، فيَقلُّ شُكْره عَلَى بلاَء اللَّهِ تَعَالَى. وَقِيلَ لِأَنَّ الجُذَام مِنَ الْأَمْرَاضِ المُعْدِيه، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَتَطَيَّرُ مِنْهُ وتَتَجَنَّبُه، فردَّه لِذَلِكَ، أَوْ لِئَلَّا يَعْرِض لأحَدِهم جُذَام فيَظُنَّ أَنَّ ذَلِكَ قَدْ أعْدَاه. ويَعْضُد ذَلِكَ:
الْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَنَّهُ أخَذ بيدِ مَجْذُوم فوَضَعها مَعَ يَدِهِ فِي القَصْعة، وَقَالَ: كُلْ ثِقَةً بِاللَّهِ وتَوَكُّلا عَلَيْهِ» وَإِنَّمَا فَعل ذَلِكَ لِيُعْلِم النَّاسَ أَنَّ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا بتَقْدير اللَّهِ تَعَالَى، وَرَدّ الأوَّل لِئَلَّا يأَثم فِيهِ الناسُ، فإنَّ يَقينَهم يقصُر عَنْ يَقينه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تُديموا النَّظر إلَى الــمَجْذُومِــين» لِأَنَّهُ إِذَا أدَام النَّظَر إِلَيْهِ حَقَره، وَرأى لنَفْسه فَضْلا وَتأذَّى بِهِ المَنْظُور إِلَيْهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أرْبَع لَا يَجُزْنُ فِي البَيْع وَلَا النِّكاح: المجْنُونة، والــمَجْذُومَــة، والبَرْصَاء، والعَفْلاَء.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْأَذَانِ «فَعَلَا جِذْمِ حَائط فأذَّنَ» الجِذْمُ: الأصْل، أَراد بَقِيَّة حَائِطٍ أَوْ قِطْعَة مِنْ حَائِطٍ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ حاطِب «لَمْ يَكُن رجُل مِنْ قُريش إلاَّ وَلَه جِذْمٌ بِمَكَّةَ» يُريد الْأَهْلَ وَالْعَشِيرَةَ. (هـ س) وَفِيهِ «أَنَّهُ أتِيَ بتَمْر مِنْ تَمْرِ الْيَمَامَةِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: الجُذَامِيُّ، فَقال اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي الجُذَامِيُّ» قِيل هُو تَمْر أحْمَر اللَّون.

حبن

حبن

1 حَبِنَ, aor. ـَ (S, K;) and حُبِنَ; inf. n. (of the former, TA) حَبَنٌ and (of the latter, TA) حَبْنٌ; (K;) He (a man) had the dropsy; as also ↓ احتبن: (KL:) he had a disease in the belly, whereby it became large and swollen. (K.) b2: [Hence,] حَبِنَ عَلَيْهِ, aor. ـَ (K,) inf. n. حَبَنٌ, (TA,) (tropical:) He became filled with anger against him. (K. TA.) 4 احبنهُ [It caused him, or his belly, to become large and swollen]: said of a disease [app. dropsy] that has befallen one; or of much eating. (TA.) 8 إِحْتَبَنَ see 1.

حَبْنٌ The tree called دِفْلَى [q. v.]; as also ↓ حَبِينٌ. (K.) حِبْنٌ and ↓ حِبْنَةٌ i. q. دُمَّلٌ [all which are applied in the present day to A boil]: (K:) and [small swellings or pustules, of the kind termed]

خُرَاج, (K,) like دُمَّل: (S K:) or a thing that comes upon the body, or person, generating pus, or thick purulent matter, and swelling: pl. [of the former] حُبُونٌ. (K.) A2: Also, the former, An ape, or a monkey; syn. قِرْدٌ. (Kr, K.) حَبَنٌ The dropsy; (S;) a disease in the belly, whereby it becomes large and swollen. (K.) b2: The yellow water [of the blood; i. e. the serum: a superabundant effusion of which, in the body, constitutes dropsy]. (TA.) حِبْنَةٌ: see حِبْنٌ.

حَبِينٌ: see أَحْبَنُ: A2: and see also حَبْنٌ.

أمُّ حُبَيْنٍ A certain small beast or reptile, (S, K,) well known; (K;) the عِظَايَة: (Mgh:) or a species of the [kind of lizards termed] عِظَآء; of stinking odour: (Msb:) so called because of the largeness of its belly; from أَحْبَنُ [q. v.]: also called ↓ حُبَيْنَةُ; (S, Msb, K;) and sometimes the article ال is prefixed to it, (S, Msb, K,) so that it is called أُمُّ الحُبَيْنِ, (S, Msb,) by poetic license: (TA:) it is of the form of the حِرْبَآء [or chameleon], broad in the breast, and large in the belly: (TA:) or, accord. to some, (TA,) it is the female of the حِرْبَآء: (S and Msb and K in art. حرب, and TA in the present art.:) accord. to Az, it is a small reptile resembling the [kind of lizard called] ضَبّ: (Msb:) or, as some say, a certain reptile of the size of a man's hand: or, accord. to Ibn-Ziyád, a dust-coloured reptile, with four legs, and of the size of a frog that is not large; and when the children hunt it, they say to it, انَّ الأَمِيرَ نَاظِرٌ إِلَيْكِ أُمَّ الحُبَيْنِ اُنْشُرِى بُرْدَيْكِ [Umm-el-Hobeyn, spread forth thy two wings: verily the commander is looking at thee]: they hunt it until fatigue overcomes it, when it stops, standing upright upon its two kind legs, and spreads forth two wings that it has, of the same dust-colour; and when they hunt it further, it spreads forth wings that were beneath those two wings, than which nothing more beautiful in colour has been seen, yellow and red and green and white, in streaks, one above another, very many; and when it has done this, they leave it: no offspring of it is found; nor any genital organ: (TA:) the appellation أُمُّ حُبَيْنٍ is determinate, like اِبْنُ عِرْسٍ and اِبْنُ آوَى; (S, Msb;) and [so is ↓ حُبَيْنَةُ,] like أُسَامَةُ; (S;) but determinate as a generic appellation: (S, Msb:) the suppression of the article does not render it indeterminate; which is contr. to rule: (S, K:) the pl. is أُمُّ حُبَيْنَاتٍ, [which is strange,] and أُمَّاتُ حُبَيْنٍ. (Msb.) b2: The Arabs say, in one of their imprecations, صَبَّ اللّٰهُ عَلَيْكَ أُمَّ حُبَيْنٍ مَاخِضًا meaning (assumed tropical:) [May God pour upon thee] the night. (Ibn-Buzurj, TA in art. مخص.) حُبَيْنَةُ: see the next preceding paragraph, in two places.

أَحْبَنُ Having the dropsy; (S, Mgh, Msb;) as also ↓ مَحْبُونٌ (KL) [and ↓ حَبِينٌ; so in the Lex. of Golius; and so in the present day]: having a disease in the belly, whereby it becomes large and swollen: (K:) fem. حَبْنَآءُ, (S, K,) applied to a woman: (S:) pl. حُبْنٌ. (TA.) b2: Hence, (TA,) the fem., (tropical:) Big-bellied; (K, TA;) applied to a woman. (TA.) And (assumed tropical:) A foot (قَدَمٌ) having much flesh in the بَخَصَةٌ [app. here meaning the pulpy portion of the sole]; (K;) as though it were swollen. (TA.) And (assumed tropical:) A pigeon (حَمَامٌ) that does not lay eggs: pl. حُبْنٌ. (K.) مَحْبُونٌ: see the next preceding paragraph.

مُحْبَئِنٌّ (assumed tropical:) Angry. (K.)
حبن: حَبْن: شجرة الدفلى في لغة أهل عمان. (ابن ابيطار 1: 281) في مخطوطة اب.

حبن


حَبِنَ(n. ac. حَبَن)
a. ['Ala], Was enraged, incensed against.
حِبْن
(pl.
حُبُوْن), Boil, tumour.
b. Ape, monkey.
(ح ب ن) : (الْأَحْبَنُ) الَّذِي بِهِ اسْتِسْقَاءٌ (وَمِنْهُ) كُنِّيَتْ الْعَظَايَةُ بِأُمِّ حُبَيْنٍ لِعِظَمِ بَطْنِهَا.
حبن
حَبَن [مفرد]: (طب) استسقاء، داء في البطن يَعظُم منه ويَرِم. 
(حبن)
حبناعظم بَطْنه خلقَة أَو من دَاء والقدم وَنَحْوهَا كثر لَحمهَا وَعَلِيهِ امْتَلَأَ غَضبا فَهُوَ أحبن وَهِي حبناء (ج) حبن
ح ب ن

رجل أحبن: منتفخ البطن خلقة أو من داء، وبه حبن، وقد أحبنه كثرة أكله أو داء اعتراه وخرجت به حبون وهي دماميل مقيحة، الواحد حبن. ولتهنيء أم حبين العافية، وهي دويبة يقال لها حبينة، " وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لبلال أم حبين " لخروج بطنه.
حبن
الحِبْنُ: ما يَعْتَري الإنسان فَيَقْيحُ ويَرِمُ، والجَميعُ: الحُبُوْنُ. والحَبَنُ: أن يَكْثَر السِّقْيُ في شَحْمِ البَطْنِ فَيَعْظُم البَطْنُ لذلك. واحْبَأَنَّتِ القَرْحَةُ في مُحْبَئَّنةٌ: إذا تَعَقَّدَتْ. وحَبِنَ فلانٌ: امْتَلأَ غَضباً، واشْتِقاقُه من الحَنْباءِ: العَظِيَمةِ الضَّخْمَةِ البَطْنِ. والدَّلْوُ الحَبْنَاءُ كذلك.
وأُمُّ حُبَيْنِ: على خِلْقَةِ الحِرْباءِ، ويقال لها: حُبَيْنَةٌ. والحِبّانِيَّةٌ: ضَرْبٌ من التَّمْرِ عَذبةُ الرُّطْبَةِ.
[حبن] الأَحْبَنُ: الذي به السِقْيُ. وقد حَبِنَ الرجل بالكسر يَحْبَنُ، وبه حَبَنٌ، والمرأة حَبْناءَ. والحِبْنُ والحِبْنَةُ بالكسر كالدمّل. وأُمٌ حُبَيْنٍ: دويبة، وهى معرفة مثل ابن عرس وأسامة وابن آوى وسام أبرص وابن قترة، إلا أنه تعريف جنس. وربما أدخل عليها الالف واللام، ثم لا تكون بحذف الالف واللام منها نكرة، وهو شاذ. قال الشاعر : يقول المجتلون عروس تيم شوى أم الحبين ورأس فيل ويقال لها حبينة أيضا. وأما ابن مخاض وابن لبون فنكرتان يتعرفان بالالف واللام تعريف جنس.
[حبن] غ فيه: أم "حبين" دويبة، والحبن عظم البطن، والأحبن من به السقى. نه: رأى بلالاً قد خرج بطنه فقال: أم حبين، شبهه بها ممازحة، ومنه ح: تجشأ رجل فقال له رجل دعوت على هذا الطعام أحداً؟ قال: لا، قال: فجعله الله "حبنا" وقداداً، القداد وجع البطن. ومنه ح: أهل النار يرجعون زباً "حبنا" هو جمع أحبن. وفيه: ولا تصلوا صلاة "أم حبين" هي دويبة كالحرباء عظيمة البطن إذا مشت تطاطئ رأسها كثيراً وترفعه لعظم بطنها فهي تقع على رأسها وتقوم، فنهى أن يتشبه بها في السجود كحديث نقرة الغراب. وفيه: أنه رخص في دم "الحبون" وهي الدماميل، جمع حبن وحبنة بالكسر، أي أن دمها معفو عنه إذا كان في الثوب حالة الصلاة.
ح ب ن : أُمُّ حُبَيْنٍ بِلَفْظِ التَّصْغِيرِ ضَرْبٌ مِنْ الْعَظَاءِ مُنْتِنَةُ الرِّيحِ وَيُقَالُ لَهَا حُبَيْنَةُ أَيْضًا مَعَ الْهَاءِ قِيلَ سُمِّيَتْ أُمَّ حُبَيْنٍ لِعِظَمِ بَطْنِهَا أَخْذًا مِنْ الْأَحْبَنِ وَهُوَ الَّذِي بِهِ اسْتِسْقَاءٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ أُمُّ حُبَيْنٍ مِنْ حَشَرَاتِ الْأَرْضِ تُشْبِهُ الضَّبَّ وَجَمْعُهَا أُمُّ حُبَيْنَاتٍ وَأُمَّاتُ حُبَيْنٍ وَلَمْ تَرِدْ إلَّا مُصَغَّرَةً وَهِيَ مَعْرِفَةٌ مِثْلُ: ابْنِ عِرْسٍ وَابْنِ آوَى إلَّا أَنَّهُ تَعْرِيفُ جِنْسٍ وَرُبَّمَا أَدْخَلُوا عَلَيْهَا الْأَلِفَ وَاللَّامَ فَقَالُوا أُمُّ الْحُبَيْنِ. 
(ح ب ن)

الحَبَنُ: دَاء يَأْخُذ فِي الْبَطن فيعظم مِنْهُ ويرم. وَقد حَبُنِ حَبْنا وحَبِن حبَنا. وَرجل أحْبَنُ.

والحَبْناءُ من النِّسَاء: الضخمة الْبَطن، تَشْبِيها بذلك.

وحَبِنَ عَلَيْهِ، امْتَلَأَ جَوْفه غَضبا.

والحِبْنُ، مَا يعتري فِي الْجَسَد فيقيح ويرم. وَجمعه حُبونٌ.

والحِبْنُ: الدمل.

وقدمٌ حَبْناءُ: كَثِيرَة لحم البخصة حَتَّى كَأَنَّهَا ورمة. والحِبنُ: القرد، عَن كرَاع.

وحمامة حَبْناءُ: لَا تبيض.

وَابْن حَبْناءَ، شَاعِر مَعْرُوف، سمي بذلك.

وَأم حُبَيْنٍ: دُوَيْبَّة على خلقَة الحرباء، عريضة الصَّدْر عَظِيمَة الْبَطن. وَقيل: هِيَ أُنْثَى الحرباء. وَقَالَ أَبُو ليلى: أم حبين دُوَيْبَّة على قدر الخنفساء يلْعَب بهَا الصّبيان وَيَقُولُونَ لَهَا:

أم حُبَينٍ انشُرِي بُردَيْكِ

إنَّ الأميرَ والجٌ عليكِ

ومُوجِعٌ بِسَوْطه جَنْبَيكِ

فتنشر جناحيها. قَالَ رجل من الْجِنّ، فِيمَا رَوَاهُ ثَعْلَب:

وأُمّ حُبَينٍ قد رحَلْتِ لحاجةٍ ... برَحْلٍ علاِفّي وأعْقَبْتِ مِزْوَدا

وهما أُمَّا حُبَينٍ، وهنَّ أمهاتُ حُبَيْنٍ، بإفراد الْمُضَاف إِلَيْهِ، وَقد أَنْعَمت تَعْلِيل ذَلِك فِي " الْكتاب الْمُخَصّص " وَقَوله:

يقولُ المُجْتَلونَ عَروسَ تَيْمٍ ... شوَى أمُّ الحُبَينِ ورأسُ فِيلِ

إِنَّمَا أَرَادَ أمَّ حُبَينٍ، وَهِي معرفَة، فَزَاد اللَّام فِيهَا ضَرُورَة لإِقَامَة الْوَزْن، وَأَرَادَ، سَوَاء، فقصر ضَرُورَة أَيْضا. وَيُقَال لَهَا أَيْضا: حُبَيْنَةُ.

والحَبَنُ: الدفلى. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحَبنُ شَجَرَة الدفلى، اخبرني بذلك بعض أَعْرَاب عمان.

والحُبَيْنُ وحَبَونَنٌ وحِبَوْنَنٌ: أَسمَاء.

وحَبَوْنَنٌ: اسْم وَاد، عَن السيرافي.
باب الحاء والنون والباء معهما ح ب ن، ح ن ب، ن ح ب، ن ب ح مستعملات

حبن: الحِبْنُ: ما يَعْتَري الجسد فيَقيحُ ويَرِمُ، وجمعه: حُبُون. والحَبَنُ: أن يكثر السِّقْيُ في شَحْم البطن فيَعْظُمَ البطنُ جداً. وأُمّ حُبَيْنٍ: دُوَيْبَّةٌ على خِلْقة الحِرْباء عَريضةُ البطنِ جداً، [قال:

أمَّ حُبَيْنٍ آبْسُطي بُرْدَيكَ ... إنَّ الأميرَ داخلٌ عليك

وضاربٌ بالسَّيفِ مَنكبَيْكِ

والحَبَنُ: عِظَمُ البطن، ولذلك قيل لمن سُقِيَ بطنهُ قد حَبِنَ. وأمُّ حُبَيْنٍ: هي الأُنثى من الحَرابيّ] .

حنب: الحَنَبُ: اعوجاجٌ في السَّاقَيْن، والتَّحنيب في الخَيْل مما يُوصَف صاحبُه بالشِّدّة، وليس ذلك من اعوجاج شديد. ورجلٌ مُحَنَّبٌ أي: شيخٌ مُنْحَنٍ، قال:

قَذْفَ المُحَنَّبِ بالعاهاتِ والسَّقَم

نحب: النَّحْبُ: النَّذْرُ، وقوله- جلَّ وعزَّ-: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ

أي قُتِلوا في سبيل الله فأدرَكوا ما تمنَّوا فذلك قَضاء نَحْبهم، كأن المعنى: ظَفِروا بحاجتهم. والانتحاب: صَوْتُ البُكاء، والنَّحيبُ: البُكاء. وناحبْتُه: حاكَمْتُه أو قاضَيْتُه إلى رجل. والنَّحْبُ: السير السريع.

نبح: النَّبْح: صَوْتُ الكلب، والتَّيِس عند السِّفاد يَنْبَحُ. والحَيَّة تَنْبَحُ في بعض أصواتها، قال:

يأخُذُ فيه الحَيَّة النَّبُوحا

والظَّبْيُ يَنْبَحُ في بعض الأصوات، قال:

.......... شنج الأنساء ... نَبّاحٍ من الشُّعْبِ

يُريدُ: جماعة الأَشعَب، وهو ذو القرنين المتباعدين. والنُّبُوح: جماعة النابح من الكلاب، قال طفيل:

وأَشْعَثَ يزهاه النبوح مدفع ... عن الزاد، ممن حرف الدهر مُحْثَلِ

والنَّبّاح: مناقِفُ صِغارٌ بيضٌ تُحْمَل من مَكَّةَ، تُجْعَلُ في القَلائد والوُشُح، الواحدة، نَبّاحه، وقول الأخطل:

إن العرارة والنبوح لدارم ... والمستَخِفُّ أخوهُمُ الأثقالا
(حبن) - في حديث عُروةَ: "أنَّ وَفْد أَهلِ النَّار يرجِعُون زُبًّا حُبْنًا"
الحُبْن جمع الأَحْبَن: وهو العَظِيم البَطْن، والحَبَن: عِظَم البَطْن وقد حَبِنَ: أي وَجِع بَطنُه مع وَرَم فيه. وقيل: هو أن يَكثُر السِّقْى في حَجْمِ البَطْن، فيعَظُم لذلك.
- وفي حَدِيثِ عُقْبَةَ: "أَتِمُّوا صَلاتَكم، ولا تُصَلُّوا صَلَاة أُمِّ حُبَيْن".
أُمُّ حُبَيْن: دُوَيْبَّة كالحِرباء ضَخْمَة البَطْن عَرِيضَتُه.
قال أبو زيد: الحِرْباءُ ذَكَرُها، وأُمُّ حُبَيْن: الأُنثَى تُطَأْطِيءُ رأسَها كَثِيراً، وتُسرِع رَفْعَه كأَنَّها من عِظَم بَطْنِها لا تُقِلُّه فهي تَسقُط على رأسِها وتَقُوم، وكَأنّه مِثْل الحَدِيثِ الآخَر في نُقرَةِ الغُراب.
- في حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أَنَّه رَخَّص في دَمِ الحُبُون".
وهي الدَّمَامِيلُ، وَاحِدُها حِبْن، وإنّما أَرخَص فيه أن يكون في الثَّوب أو البَدَن حالةَ الصَّلاة. لأَنَّه يَشُقُّ الاحترازُ منه فأُلحِق بالمَعْفُوِّ عنه.
(حبو) في الحديث: "لو يَعْلَمون ما فِي العِشاءِ والفَجْر، لأَتوْهُما ولو حَبْوًا على الرُّكَبِ".
الحَبْو: أن يَمشِي على يَدَيْه. يقال: حَبَا البَعِير يَحبُو: إذا مَشَى مَعْقولا. واشْتِقاقه: من حَبَت السَّفِينَة، إذا جَرَت، ومن الحَابِي؛ وهو السَّهم الذي يَزحَفُ إلى الهَدَف بَعْد ما يَقَع على الأرض.
ويقال: حَبَا الصَّبِيُّ: إذا زَحَفَ على إسْتِه، وحَبَا البَعِيرُ: إذا بَرَك، ثم زَحَفَ من الِإعياءِ، وأَصلُه الدُّنُوُّ.
- في الحَدِيثِ قال للعَبَّاس، رضي الله عنه، في صَلاة التسْبِيح: "ألَا أَحْبُوكَ" ؟
يقال: حَباه كَذَا وبِكَذَا. يَحْبُوه حَبْواً وحُبْوَةً: أَعطاه، والحِباءُ: العَطِيَّة الخَاصَّة.
- في الحَدِيث: "نَهَى عن الاحْتِباء في ثَوبٍ وَاحدٍ".
الاحْتِباء: جِلسةُ الأَعراب، وكذلك الحِبْوة والحِبْيَة، وهو ضَمُّ السَّاقَيْن إلى البَطْن بثَوْب يَلُفُّونه عليهما، يَعنِي إذا لم يَكُن عليه إلَّا ثَوبٌ واحِدٌ، رُبَّما تَحرَّك، أو زَالَ الثَّوبُ فتَبدُو عَورتُه.
- ومنه الحَدِيثُ: "الاحْتِباء حِيطانُ العَرَب".
: أي لَيْسَ في البَوادِي حِيطَان، فإذا أَرادُوا أن يَسْتَنِدُوا احْتَبَوْا، لأن الثوبَ يمنَعُهم من السُّقُوط . - في حدِيث عَمْرو: "نَبَطِيٌّ في حَبْوَته".
من ذلك، ويُروَى بالجِيم.
- وفي حَدِيثِ مُعاذِ بنِ أَنَس عن أَبِيه: "نُهِي عن الحَبْوة يَومَ الجُمُعَةِ والإمامُ يَخْطُب".
إنَّما نَهَى عَنْها في ذَلِك الوَقْتِ، لأنه يَجلِب النَّومَ، ويُعرِّض طَهارتَه للانْتِقاضِ.
وفيه دَلِيل على أَنَّ الاسْتِناد يَومَ الجُمُعَة في ذَلِك الوَقْتِ مَكْروهٌ، لأنه مِثلُ الاحْتِباء إذا كَثُر، وأَمر بالاستِيفَاز في القُعُود لاسْتِماع الخُطْبة والذِّكر. قِيلَ: الاحْتِباء في ثَوْبٍ وَاحدٍ، هو أن يَقعُد على أَلْيَتَيه وقد نصب ساقَيْه وهو غَيرُ مُتَّزِرٍ، ثم يحْتَبِي بثَوبٍ يَجَمَعُ بين طَرفَيه ويَشُدُّهُما على رُكبَتَيه، فإذا فَعَل ذَلِك بَقِيت فُرجَةٌ بينَه وَبيْنَ الهَواء تنكَشِف منها عَورتُه.

حبن: الحَبَنُ: داءٌ يأْخذ في البطن فيعظُم منه ويَرِمُ، وقد حَبِنَ،

بالكسر، يَحْبَنُ حَبَناً، وحُبِن حَبْناً وبه حَبَنٌ. ورجل أَحْبَنُ،

والأَحْبَنُ: الذي به السِّقْيُ. والحَبَنُ: أَن يكون السِّقْيُ في شَحْم

البطن فيعظم البطن لذلك، وامرأَةٌ حَبْناء. ويقال لمن سَقَى بطنُه: قد

حَبِنَ. وفي الحديث: أَن رجلاً أَحْبَنَ أَصاب امرأَةً فَجُلِدَ بأُثْكُولِ

النخل؛ الأَحْبَنُ: المُسْتَسْقي، من الحَبَن، بالتحريك، وهو عِظَمُ البطن؛

ومنه الحديث: تَجَشّأَ رجلٌ في مجلسٍ، فقال له رجلٌ: دَعَوْتَ على هذا

الطعامِ أَحداً؟ قال: لا، قال: فجعله الله حَبَناً وقُداداً؛ القُدادُ

وجعُ البَطْن. وفي حديث عروة: أَن وَفْدَ أَهل النار يرجعون زُبّاً حُبْناً؛

الحُبْنُ: جمعُ الأَحْبَنِ؛ وفي شعر جَنْدَل الطُّهَويّ: وعُرّ عَدْوَى

من شُغافٍ وجَبَنْ قال: الحَبَنُ الماءُ الأَصْفَرُ. والحَبْناءُ من

النِّساء: الضخمةُ البطنِ تشبيهاً بتلك. وحَبِنَ عليه: امتلأَ جوفُه غضباً.

الأَزهري: وفي نوادر الأَعراب قال: رأَيت فلاناً مُحْبَئِنّاً

ومُقْطَئِرّاً ومُصْمَعِدّاً أَي ممتلِئاً غضباً. والحِبْنُ: ما يَعْتَري في الجسد

فيقِيحُ ويَرِمُ، وجمعُه حُبونٌ. والحِبْنُ: الدُّمَّلُ، وسمِّي الحِبْنُ

دُمَّلاً على جهة التفاؤل، وكذلك سمّي السِّحْر طَبّاً. وفي حديث ابن

عباس: أَنه رخَّصَ في دمِ الحُبونِ، وهي الدَّمامِيل، واحدُها حِبْنٌ

وحِبْنةٌ، بالكسر، أَي أَن دَمَها معفُوٌّ عنه إذا كان في الثوب حالةَ الصلاة.

قال ابن بُزُرْج: يقال في أَدْعية من القوم يَتَداعَوْن بها صَبَّ الله

عليكَ أُمَّ حُبَيْنٍ ماخِضاً، يَعْنونَ الدماميلَ. والحِبْنُ والحِبْنةُ:

كالدُّمَّل. وقَدَمٌ حَبْناءُ: كثيرة لحمِ البَخَصةِ حتى كأَنها

وَرِمةٌ. والحِبْنُ: القِرْدُ؛ عن كراع. وحَمامةٌ حَبْناءُ: لا تَبيضُ. وابن

حَبْناءَ: شاعرٌ معروف، سمّي بذلك. وأُمُّ حُبَيْنٍ: دُوَيْبَّة على خِلْقةِ

الحِرْباء عريضةُ الصدر عظيمةُ البطن، وقيل: هي أُنثى الحِرْباء. وروي

عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه رأَى بلالاً وقد خرج بطنُه فقال:

أُمُّ حُبَيْنٍ، تَشْبيهاً له بها، وهذا من مَزْحِه، صلى الله عليه وسلم،

أَراد ضِخَمَ بطنِه؛ قال أَبو ليْلى: أُمُّ حُبَيْنٍ دُوَيْبَّة على قدر

الخُنْفُساء يلعب بها الصبيان ويقولون لها:

امَّ حُبَيْنٍ، انْشُرِي بُرْدَيْكِ،

إنَّ الأَميرَ والجٌ عليكِ،

ومُوجِع بسَوْطِه جَنْبَيْكِ

فتنْشُر جَناحَيْها؛ قال رجل من الجنّ فيما رواه ثعلب:

وأُمّ حُبَيْنٍ قد رَحَلْتِ لحاجةٍ

برَحْلٍ عِلافِيٍّ، وأَحْقَبْتِ مِزْوَداً.

وهُما أُمَّآ حُبَيْنٍ، وهنّ أُمَّهاتُ حُبَيْنٍ، بإفراد المضاف إليه؛

وقول جرير:

يقولُ المُجْتَلون عَروس تَيْم

سَوىً أُمُّ الحُبَيْنِ ورأْسُ فيل.

إنما أَراد أُمّ حُبَيْن، وهي معرفة، فزاد اللام فيها ضرورة لإقامة

الوزن، وأَراد سواء فقصر ضرورة أَيضاً. ويقال لها أَيضاً حُبَيْنة؛ وأَنْشد

ابن بري:

طَلَعْتُ على الحَرْ بِيّ يَكْوي حُبَيْنةً

بسَبْعةِ أَعْوادٍ من الشُّبُهانِ.

الجوهري: أُمُّ حُبَيْنٍ دُوَيْبةً، وهي مَعْرِفة مثل ابن عِرْس

وأُسامةَ وابن آوى وسامِّ أَبْرَصَ وابن قِتْرة إلا أَنه تعريفُ جنسٍ، وربما

أُدْخِل عليه الأَلفُ واللام، ثم لا تكون بحذف الأَلف واللام منها نكرةً،

وهو شاذٌّ؛ وأَورد بيت جرير أَيضاً:

شَوى أُمِّ الحُبَيْنِ ورأْسُ فِيل.

وقال ابن بري في تفسيره: يقول: شَواها شَوى أُمِّ الحُبَيْنِ ورأْسُها

رأْسُ فِيل، قال: وأُمُّ حُبَيْنٍ وأُمُّ الحُبَيْن مما تَعاقَب عليه

تعريفُ العلمية وتعريفُ اللام، ومثله غُدْوة والغُدْوة، وفَيْنة والفَيْنة،

وهي دابَّة على قدر كف الإنسان؛ وقال ابن السكيت: هي أَعْرَضُ من الغَطاء

وفي رأْسِها عِرَضٌ؛ وقال ابن زياد: هي دابَّة غَبْراء لها قوائمُ أَربعٌ

وهي بقدر الضِّفْدَعة التي ليست بضَخْمة، فإذا طَرَدها الصِّبْيان قالوا

لها:

أُمَّ الحُبَيْنِ، انْشُرِي بُرْدَيكِ،

إن الأَميرَ ناظرٌ إليكِ.

فيطردونها حتى يُدْرِكها الإعْياء، فحينئذ تقف على رِجْلَيْها منتصبةً

وتَنْشُر لها جَناحَيْن أَغْبَرَيْن على مِثْلِ لَوْنها، وإذا زادُوا في

طَرْدِها نشرت أَجنحة كُنَّ تحت ذَيْنِك الجناحين لم يُرَ أَحسَنُ لوناً

منهن، ما بين أَصْفَرَ وأَحْمَرَ وأَخْضَرَ وأَبْيَضَ وهنَّ طرائقُ بعضُهن

فوق بعض كثيرة جدّاً، وهي في الرِّقَّة على قدرِ أَجْنِحة الفَراشِ،

فإذا رآها الصبيان قد فعلت ذلك تركوها، ولا يوجد لها ولد ولا فَرْخ؛ قال ابن

حمزة: الصحيح عندي أَن هذه الصفة صفة أُمّ عُوَيْفٍ؛ قال ابن السكيت:

أُمُّ عُوَيْفٍ دابَّةٌ صغيرةٌ

ضخمةُ الرأْسِ مخضرَّة، لها ذنبٌ ولها أَربعةُ أَجْنِحةٍ، منها جناحان

أَخْضَران، إذا رأَت الإنسان قامت على ذنبها ونشَرت جَناحَيْها؛ قال

الآخر:

يا أُمَّ عَوْفٍ انْشُري بُرْدَيْكِ،

إنَّ الأَميرَ واقفٌ عليكِ،

وضاربٌ بالسَّوْطِ مَنْكِبَيْكِ

ويروى: أُمَّ عُوَيْفٍ، قال: وهذه الأَسماء

(* قوله «وهذه الأسماء إلخ»

هكذا في الأصل ولم نعثر عليها في المحكم ولا التهذيب والصحاح). التي

تُكْتبُ بها هذه المعارف وأُضيفت إليها غير معرِّفة لها؛ قال الطرماح:

كأُمّ حُبَيْنٍ لم ترَ الناسُ غيرَها،

وغابَتْ حُبَيْنٌ حينَ غابَتْ بنُو سَعْد.

ومثله لأَبي العلاء المعرِّي:

يَتَكَنَّى أبا الوَفاءِ رجالٌ

ما وجَدنا الوَفاءَ إلاَّ طَرِيحا

وأَبو جَعْدة ذُؤالةُ، مَن جَعْــ

ـدةُ؟ لا زال حاملاً تَتْرِيحَا

وابنَ عِرْس عَرَفْتُ، وابنَ بَريحٍ،

ثم عِرْساً جَهِلْته وبَريحا.

وأَما ابنُ مَخاضٍ وابنُ لَبُونٍ فنكرتان يتعرَّفان بالأَلف واللام

تعريف جنس. وفي حديث عقبة: أَتِمُّوا صلاتكم ولا تصلُّوا صلاة أُمِّ

حُبَيْنٍ؛ قال ابن الأَثير: هي دُوَيْبة كالحِرْباء عظيمةُ البطنِ، إذا مَشَتْ

تُطَأْطِئ رأْسَها كثيراً وترفعُه لعِظَم بطنها، فهي تقعُ على رأْسها

وتقومُ، فشبَّه بها صلاتَهم في السجود مثل الحديث الآخر: في نَقْرة الغراب.

والحَبْنُ: الدِّفْلى

(* قوله «والحبن الدفلى» في القاموس: والحبن بالفتح

شجر الدفلى، وضبط في التكملة والمحكم بالتحريك). وقال أَبو حنيفة:

الحَبَنُ شجرة الدِّفْلى، أَخْبر بذلك بعضُ أَعراب عُمانَ. والحُبَيْنُ

وحَبَوْنَنٌ وحِبَوْنَنٌ: أَسماء. وحَبَوْنَن: اسمُ واد؛ عن السيرافي، وقيل: هو

اسم موضع بالبحرين، وروى ثعلب: حَبَوْنَى، بأَلف غير منونة؛ وأَنشد:

خَلِيلَيَّ، لا تسْتَعْجِلا وتَبَيَّنا

بِوادِي حَبَوْنَى، هل لهنَّ زَوالُ؟

ولا تَيْأَسا من رحمةِ الله، وادْعُوَا

بوادِي حَبَوْنَى أَن تَهُبَّ شَمالُ.

قال: والأَصل حَبَوْنَنٌ، وهو المعروف، وإنما أَبدل النون أَلفاً لضرورة

الشعر فأَعلَّه؛ قال وَعْلة الجرمي:

ولقد صَبَحتُكُم ببَطْنِ حَبَوْنَنٍ،

وعلَيَّ إن شاء الإلهُ ثَناءُ.

وقال أَبو الأَخْزَر الحُمَّاني:

بالثَّنْيِ من بِئْشةَ أَو حَبَوْنَن

وأَنشد ابن خالويه:

سَقى أَثْلَةٌ بالفِرْقِ فِرْقِ حَبَوْنَنٍ،

من الصَّيفِ، زَمْزامُ العشِيّ صَدُوق.

حبن
: (الحَبَنُ، محرَّكةً: داءٌ فِي البَطْنِ يَعظُمُ مِنْهُ ويَرِمُ: وَقد حُبِنَ) الرَّجُلُ، (كعُنِيَ وفَرِحَ) ؛) اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الثانِيَةِ، (حَبْناً) ، بالفتْحِ (ويُحَرَّكُ) ؛) وَفِيه لَفٌّ ونَشْرٌ مرتَّبٌ؛ (وَهُوَ أَحْبَنُ، وَهِي حَبْناءُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: الأَحْبَنُ الَّذِي بِهِ السَّقْيُ.
وَفِي الحدِيْثِ: (أَنَّ رَجُلاً أَحْبَنَ أَصابَ امْرأَةً فَجُلِدَ بأُثْكُولِ النَّخْلِ) .
الأَحْبَنُ: المُسْتَسْقي، والجَمْعُ حُبْنٌ، بالضمِّ؛ وَمِنْه حدِيْثُ عرْوَةَ: (أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ النارِ يَرْجِعونَ زُبًّا حُبْناً) .
(والحِبْنُ، بالكسْرِ: القِرْدُ) ، عَن كُراعٍ.
(و) أَيْضاً: (خُراجٌ كالدُّمَّلِ.
(و) أَيْضاً: (مَا يَعْتَرِي فِي الجَسَدِ فيَقيحُ ويَرِمُ.
(و) فِي الصِّحاحِ: الحِبْنُ: (الدُّمَّلُ، كالحِبْنَةِ فيهمَا) .
(وقيلَ: سُمِّي الدُّمَّل حِبْناً على التَّفاؤُلِ كَمَا سُمِّي السِّحْر طَبًّا؛ (ج حُبونٌ) ؛) وَمِنْه حدِيْثُ ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّه رَخَّصَ فِي دمِ الحُبونِ؛ أَي أنَّه معفُوٌّ عَنهُ، إِذا كانَ فِي الثَّوْبِ حالَ الصَّلاةِ.
(و) الحَبْنُ، (بالفتحِ: شجرُ الدِّفْلَى، كالحَبِينِ) ، كأَميرٍ.
(و) مِن المجازِ، (حَبِنَ عَلَيْهِ، كفَرِحَ) ، حَبَناً: (امْتَلَأَ) جَوْفُه (غَضَباً.
(والحَبْناءُ) ، مِن النِّساءِ: (الضَّخمةُ البطنِ) ، على التَّشْبيهِ.
(و) الحَبْناءُ: (أُمُّ المغيرةِ ويَزيدَ وصَخْرٍ الشُّعَراءِ وأَبوهُم عَمْرُو بنُ رَبيعَةَ) .
(قُلْت: الَّذِي فِي كتابِ الأَغاني فِي أَخْبارِ المُغيرَةِ: أَنَّه ابنُ حَبْناءَ بنُ عَمْرِو بنِ رَبيعَةَ بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مالِكِ بنِ زيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ، وحَبْناءُ لَقَبٌ غَلَبَ على أَبيهِ واسْمُه جبيرُ بنُ عَمْرٍ و، ولُقِّبَ بذلِكَ لحَبَنٍ كَانَ أَصابَه، وَهُوَ شاعِرٌ إسْلاميٌّ مِن شُعَراءِ الدَّوْلةِ الأُمويَّةِ، وأَبوهُ حَبْناءُ شاعِرٌ أَيْضاً، وأَخُوه صَخْرُ بنُ حَبْناء شاعِرٌ أَيْضاً، وَكَانَ يُهاجِيه وَلَهُمَا قَصائِدُ تَناقَضَا بهَا كَثيراً، وأَمَّا أُمُّهم فَهِيَ لَيْلى لقَوْلِه يعنِّفُ أَخَاهُ صَخْراً:
أَلا مَنْ مُبْلِغٌ صخْرَ بنَ لَيْلى بأَنِّي قد أَتانِي مِن ثناكافي أَبياتٍ.
فأَجابَهُ صَخْر بقوْلِه:
أَتاني عَن مُغِيرَة زَوْرُ قوْلٍ تَعمَّدَه فقُلْت لَهُ كَذاكَايعمُّ بِهِ بَني لَيْلى جَمِيعاً فولِّ هِجاءَهم رَجُلاً سِواكاوقالَ أَبو أسيل البَصْريُّ: كَانَ المُغِيرةُ أَبْرصَ وأَخُوه صَخْرٌ أَعْورَ والآخَرُ مَجْذومــاً، وَكَانَ بأَبيهِ حِبْنٌ فلُقِّبَ حَبْناءُ واسْمُه جبيرُ بنُ عَمْرٍ و؛ وقالَ زيادٌ الأَعْجَمُ يَهْجوهم:
إنَّ حَبْناءَ كَانَ يُدْعى جُبيراً فدَعَوه من حبْنه حَبْناءَوَلَدَ العُورَ مِنْهُ والجَذم والبُرْصَ وَذُو الدَّاء يُنتَج الأَدواءَ فلمَّا بَلَغَ حَبْناء هَذَا قالَ: مَا ذنْبُنا فيمَا ذَكَرَه، هَذَا هُوَ داءٌ ابْتَلانا اللَّهُ، عزَّ وجلَّ، بِهِ، وإِنَّما يعيَّرُ المَرْءُ بِمَا كسِبَهُ، وإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَجْمعَ اللَّهُ هَذِه الأَدْواءَ كلَّها فِيهِ، فبَلَغَ ذَلِك زِياداً فَلم يهْجه بعْدَ ذلِكَ، وَلَا أَجابَهُ بشيءٍ.
وقالَ الأَصْمَعيُّ: لم يَقُل أَحدٌ فِي تَفْضيلِ أَخٍ على أَخِيهِ وهُما لأَبٍ وأُمِّ مثْلَ قَوْلِ المُغِيرَةِ بنِ حَبْناء لأَخِيهِ صَخْر:
أَبُوكَ أَبي وأَنتَ أَخِي ولكِنْتبايَنَتِ الصَّنائعُ والظُّروفُوأمُّكَ حينَ تُنْسَبُ أمُّ صدْقٍ ولكنَّ حلهَا طَبِع سَخِيفُقالَ: وكانَ عبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوانَ إِذا نَظَرَ إِلَى أَخيهِ مُعاوِيَةَ وكانَ ضَعِيفاً يتَمثَّلُ بهذيْن البَيْتينِ؛ فظَهَرَ لكَ بِمَا ذَكَرْنا أنَّ حَبْناءَ أَبُوهُ لَا أُمّهُ، وَقد غَلِطَ المصنِّفُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(و) الحَبْناءُ (من الحَمامِ: الَّتِي لَا تَبِيضُ، ج حُبْنٌ، بالضَّمِّ.
(و) الحَبْناءُ: (القَدَمُ الكثيرَةُ لَحْمِ البَخْصةِ) حَتَّى كأَنَّها وَرِمةٌ.
(وحُبَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ؛ وأُمُّ حُبَيْنٍ، كزُبَيْرٍ) ، نَقَلَهُما الجَوْهرِيُّ: (دُوَيْبَّةٌ م) مَعْروفَةٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: وَهِي مَعْرِفة مِثْل ابنِ عِرْسٍ وأُسامَة وابنِ آوَى وسامِّ أَبْرَصَ وَابْن قِتْرَةَ إلاّ أنَّه تَعْريفُ جنْسٍ، وَهِي على خِلْقةِ الحِرْباءِ عَرِيضةُ الصَّدْرِ عَظِيمَةُ البَطْنِ.
وقيلَ: هِيَ أُنْثى الحِرْباء.
وقيلَ: هِيَ دابَّةٌ على قدْرِ كَفِّ الإِنْسانِ.
وقالَ ابنُ زِيادٍ: هِيَ دابَّةٌ غَبْراءُ لَهَا قَوائِمُ أَرْبَعٌ، وَهِي بقدْرِ الضِّفْدَعَةِ الَّتِي ليْسَتْ بضَخْمةٍ، فَإِذا طَرَدَها الصِّبْيانُ قَالُوا لَهَا:
أُمَّ الحُبَيْنِ انْشُرِي بُرْدَيْكِإنَّ الأَميرَ ناظرٌ إليكِ فيطْرِدُونها حَتَّى يُدْرِكَها الإِعْياءُ، فحينَئِذٍ تَقِفُ على رِجْلِها مُنْتَصِبةً وتَنْشُر جَناحَيْن أَغْبَرَيْن على مثْلِ لَوْنِها، فَإِذا زادُوا فِي طَرْدِها نَشَرَتْ أَجْنِحة كُنَّ تحْتَ ذَيْنِك الجَناحَيْن لم يُرَ أَحْسَنُ لَوْناً منهنَّ، مَا بينَ أَصْفَرَ وأَحْمَرَ وأَخْضَرَ وأَبْيَضَ، وهُنَّ طَرائقُ بعضُهنَّ فَوق بعضٍ كَثِيرة جدًّا، فَإِذا فَعَلَتْ ذلِكَ تَركُوها، وَلَا يُوجدُ لَهَا وَلَد وَلَا فَرْخ.
(ورُبَّما دَخَلَها أَلْ) ، يَعْنِي فِي الجزءِ الثَّانِي فيُقالُ: أُمُّ الحُبَيْنِ؛ قالَ جَريرٌ:
يقولُ المُجْتَلونَ عَرُوس تَيْمسَوًى أُمُّ الحُبَيْنِ ورأْسُ فيلإنَّما أَرادَ أُمَّ حُبَيْنٍ، وَهِي مَعْرِفةٌ، فزَادَ اللامَ ضَرورَةً لأَجْلِ الوَزْنِ، وأَرادَ سَواء فقَصَرَ ضَرُورَةً أَيْضاً؛ (وبحَذْفِها) ، أَي اللَّام مِنْهَا، (لَا تَصِيرُ نَكِرةً) ، وَهُوَ (شاذٌّ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: لأَنَّ أَل ليْسَتْ مَعْرِفةً بل زائِدَة فِي العلْمِ للمح الأَصْلِ، وَمَا كَانَ كَذلِكَ فأَنْتَ فِيهِ بالخيارِ، أَي الإِتْيان بأل أَو بحَذْفِها، كَمَا فِي شُروحِ الخلاصَةِ.
(والمُحْبَئِنُّ، كمُطْمَئٍِ نَ: الغَضْبانُ) ؛) كَذَا فِي نوادِرِ الأَعْرابِ.
(وحَبَوْنَنٌ) ، كسَفَرْجَلٍ: (عَلَمٌ.
(و) أَيْضاً: اسْمُ (وادٍ) ؛) وأَنْشَدَ ابنُ خَالَوَيْه:
سَقَى أثْلَةٌ فِي الفِرْقِ فِرْقِ حَبَوْنَنٍ من الصَّيْفِ زَمْزامُ العشِيِّ صَدُوقوقد تُبْدَلُ النّونُ أَلِفاً لضَرورَةِ الشِّعْرِ فيُقالُ حَبَوْنَا، كقَوْلِ الشاعِرِ:
وَلَا تَيْأَسا من رحمةِ اللَّهِ وادْعُوَابوادِي حَبَوْنَا أَن تَهُبَّ شَمالُ (وحَبُّونَةُ، كسَمَّورةٍ: جَدُّ) الحافِظِ عَلَم الدِّيْن (القَاسِمِ (البِرْزالِيِّ) ، رَوَى بالعمومِ عَن المُؤَيِّد الطّوسِيّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(وعبدُ الواحدِ بنُ الحَسَنِ) ، وَفِي التّبْصِيرِ: الحُسَيْن، (بنِ حُبَيْنٍ: كزُبَيْرٍ: مُحَدِّثٌ) عَن حَمْزَةَ بنِ محمدٍ الكَاتِبِ البَغويّ، كَذَا ضَبَطَه إسْماعيلُ بنُ السَّمَرْقَنْديّ وخُولِفَ، (أَو هُوَ بالنّونِ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الحَبَنُ، بالتَّحريكِ: الماءُ الأَصْفَرُ، كَذَا فُسِّر بِهِ شِعْرُ جَنْدَل الطُّهَويّ:
وعُرّ عَدْوَى من شُغافٍ وحَبَنْ وسَمَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِلالاً، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، أُمّ حُبَيْنٍ، أَرادَ بذلِكَ ضَخامَةَ بَطْنِه، وَهُوَ مِن مَزْحِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكانَ لَا يَمْزَحُ إلاَّ حقًّا.
وأَحْبَنَهُ كثْرَةُ الأَكْلِ أَو داءٌ اعْتَرَاهُ.
وحُبَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: لَقَبُ رَجُلٍ يقالُ لَهُ عَمْرُو بنُ الأَشْلع، أَحَدُ الأَشْرافِ.
وحُبَيْنَةُ بنُ طريفٍ العكْلِيُّ: شاعِرٌ هاجَى لَيْلى الأَخْيَليَّة.
وكسَحابٍ: نَصْرُ اللَّهِ بنُ سلامَةَ بنِ سالِمٍ أَبو الفَتْحِ الهِيتيَّ، كَانَ يُعْرَفُ بابنِ حَبانٍ، كَتَبَ عَنهُ المنْذِريُّ فِي مُعْجَمِهِ، ماتَ سَنَة 637، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
وأَبو المَعالي نَصْرُ اللَّهِ بنِ سلامَةَ الهيتيُّ يُعْرَفُ بابنِ حُبَنٍ: كصُرَدٍ، عَن أَبي الكرمِ السّهْرورديّ، كَانَ ثِقَةً ماتَ سَنَة 598، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، وأَخُوه مَنْصورٌ حدَّثَ بالموصل.
وبَنُو حبنون: قَبيلَةٌ بالمَغْربِ، وَمِنْهُم الشرفُ العلاَّمَةُ الشاعِرُ الأَبوصيريُّ صاحِبُ البرْدَةِ، قدَّسَ اللَّهُ تعالَى سِرَّه الكَرِيم.

بلو وبلى

بلو وبلى: بلَّى الشيء ذكره فوك في مادة triblari فهو لذلك بمعنى أبلى في المعاجم.
أبلى الورق: جعله يظهر بمظهر البلى والقدم (المقدمة 2: 198).
ابتلى. المبتلى بها: المحب لها (البكري ص33).
بلاء. أصحاب البلاء: المجذمون (زيشر 20: 493) ويكثر ذكرها في رياض النفوس (انظر: مُبْتَل).
بلوى: فقر (المقري 1: 633) وفي المقدمة ترد هذه الكلمة كثيراً بمعنى حاجة، ففي (2:) منها مثلاً: وما تعمهم به البلوى في معاشهم ومعاملاتهم (وانظر ص202، 213، 240، 268).
وبلوى: جنس من السمك (ياقوت 1: 880) وعند القزويني بلبق.
بلية: حادثة غزل، ومغامرة غرام (الأغاني ص64).
وأهل البلايا: المبتلون بالأمراض (الادريسي ج3 قسم 5).
بال: خَلِق، أدركه البلى (بوشر).
مُبْتَل: مجذوم (ألف ليلة 3: 454) والصحيح أن يقال مُبْتَلَى وهي اسم المفعول من ابتلى وهكذا يجب أن تقرأ لفظة مبتلى في معجم بوشر. غير أنها من ألف ليلة مبتل والعامة تقول ابتَلَى بدل ابْتُلِيَ (انظر: لين).
والمبتلى: المجدور، المصاب بالجدري (بوشر).

الدّار

الدّار:
[في الانكليزية] House ،home ،land ،country
[ في الفرنسية] Maison ،logis ،terre ،pays
عند الفقهاء اسم للعرصة التي تشتمل على بيوت وصحن غير مسقّف كذا في البرجندي في فصل لا يجوز بيع المشترى قبل قبضه ويجيء في لفظ المنزل، وإن لم يبق هذا البناء فلا يزول عنه اسم الدار، وتحقيقه يطلب من فتح القدير من باب اليمين في الدخول والسكنى، كما قيل:
الدار دار وإن زالت حوائطها والبيت ليس ببيت وهو مجذوم هذا خلاصة ما في حاشية السيد الشريف.
اعلم أنّ الدار اسم للعرصة عند العرب والعجم وهي تشتمل ما هو في معنى الأجناس لأنّها تختلف اختلافا فاحشا باختلاف الأغراض والجيران والمرافق والمحال والبلدان. والبناء وصف فيها. والمراد بالوصف ليس صفة عرضية قائمة بالجوهر كالبياض والسواد، بل يتناولها ويتناول أيضا جوهرا قائما بجوهر آخر يزيد قيامه به حسنا وكمالا، ويورث انتقاصه عنه قبحا ونقصانا، كما يقال الذرع وصف في الثوب.
والدار يقال لما أدير عليه الحائط ويشتمل جميع ما يحتاج إليه من المنافع والمرافق حتى الاسطبل وبيت البواب وبيوت الدواب. والبيت ما يبات فيه وهو ما يدير عليه الجدار من الجوانب الأربع مع السقف. والمنزل بين الدار والبيت أي ما يشتمل الحوائج الضرورية مع ضرب من القصور يعني يكون فيه المطبخ وبيت الخلاء، ولا تكون فيه بيوت الدواب ولا بيت البواب، وأمثال ذلك، هكذا في كليات أبي البقاء.
ودار الإسلام عندهم ما يجري فيه حكم إمام المسلمين من البلاد. ودار الحرب عندهم ما يجري فيه أمر رئيس الكفار من البلاد كما في الكافي. وفي الزاهدي أنها ما غلب فيه المسلمون وكانوا فيه آمنين، ودار الحرب ما خافوا فيه من الكافرين، ولا خلاف في أنه يصير دار الحرب دار الإسلام بإجراء بعض أحكام الإسلام فيها. وأما صيرورتها دار الحرب نعوذ بالله فعنده بشروط، أحدها إجراء أحكام الكفر اشتهارا بأن يحكم الحاكم بحكمهم ولا يرجعون إلى قضاة المسلمين، ولا يحكم بحكم من أحكام الإسلام كما في الحرة. وثانيها الاتصال بدار الحرب بحيث لا تكون بينهما بلدة من بلاد الإسلام يلحقهم المدد منها. وثالثها زوال الأمان الأول أي لم يبق مسلم ولا ذمي آمنا إلّا بأمان الكفار، ولم يبق الأمان الذي كان للمسلم بإسلامه وللذمي بعقد الذمة قبل استيلاء الكفرة، وعندهما لا يشترط إلّا الشرط الأول.
وقال شيخ الإسلام والإمام الإسبيجابي أنّ الدار محكومة بدار الإسلام ببقاء حكم واحد فيها كما في العمادي وفتاوى عالمگير وفتاوى قاضي خان وغيرها، فالاحتياط أن يجعل هذه البلاد دار الإسلام والمسلمين وإن كانت للملاعنين، واليد في الظاهر لهؤلاء الشياطين كذا في جامع الرموز.

الْأكل

الْأكل: إِيصَال مَا يتأنى فِيهِ المضغ إِلَى الْجوف ممضوغا كَانَ أَو غَيره فَلَا يكون اللَّبن والسويق مَأْكُولا فَهُوَ أخص من التَّنَاوُل لشُمُوله المأكولات والمشروبات دون الْأكل كَمَا عرفت. وآداب الْأكل مَشْهُورَة. فِي شرح عين الْعلم أَنه قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَا تَأْكُلُوا مَعَ تِسْعَة نفر من النَّاس الْحجام - والنبال - والدباغ - وَالنعال - والقواس - والغسال - والقصار - وشارب الْخمر - وآكل الرِّبَا - وَفِي التاتارخانية يكره الْأكل مَعَ عشرَة نفر فِي إِنَاء وَاحِد الْقصار والصباغ والحجام والكناس والغسال والدباغ والمبروص والــمجذوم والخمار وتارك الصَّلَاة.

الجِذْمُ

الجِذْمُ، بالكسر: الأَصْلُ، ويُفْتَحُ
ج: أجْذامٌ وجُذومٌ، وبالتحريكِ: أرضٌ بِبلادِ فَهْمٍ. وككتِفٍ: السريعُ.
وجَذَمَهُ يَجْذِمُهُ وجَذَّمَهُ فانْجَذَمَ وتَجَذَّمَ: قَطَعَهُ.
والجِذْمَةُ، بالكسر: القِطْعَةُ من الشيءِ يُقْطَعُ طَرَفُه ويَبْقَى أصْلُه، والسَّوْطُ، وبالتحريكِ: الشَّحْمُ الأَعْلَى في النَّخْلِ، وهو أجْودُه،
ورجُلٌ مِجْذامٌ ومِجْذامةٌ: قاطِعٌ للْأُمورِ فَيْصَلٌ.
والأجْذَمُ: المَقْطوعُ اليَدِ، أو الذاهِبُ الأَنامِلِ،
جَذِمَتْ يَدُه، كفرِحَ،
وجَذَمْتُها وأجْذَمْتُها.
والجَذْمَةُ، ويُحَرَّكُ: مَوْضِعُ القَطْعِ منها، وبالضم: اسمٌ للنَقْصِ من الأَجْذَمِ.
وأجْذَمَ السَّيْرَ: أسْرَعَ فيه،
وـ الفَرَسُ: اشْتَدَّ عَدْوُهُ،
وـ عن الشيءِ: أقْلَعَ،
وـ عليه: عَزَمَ.
والجُذامُ، كغُرابٍ: عِلَّةٌ تَحْدُثُ من انْتِشارِ السَّوْداءِ في البَدَنِ كلِّه، فَيَفْسُدُ مِزاجُ الأَعْضاءِ وهَيْأتُها، ورُبَّما انتهى إلى تَأَكُّلِ الأعْضاءِ وسُقوطِها عن تَقَرُّحٍ.
جُذِم، كعُنِيَ،
فهو مَجْذومٌ ومُجَذَّمٌ وأجْذَمُ، ووَهِمَ الجوهريُّ في مَنْعِه.
وجُذامُ، كغُرابٍ: قبيلةٌ بجِبالِ حِسْمَى من مَعَدٍّ. وكسفينةٍ: قبيلةٌ من عبدِ القَيْسِ،
النِسْبَةُ: جَذَمِيٌّ، محرَّكةً، وقد تُضَمُّ جيمُه.
ورجُلٌ مِجْذامَةٌ: سريعُ القَطْعِ للمَوَدَّةِ.
وجَذِيمَةُ الأَبْرَشُ: وهو ابنُ مالِكِ بنِ فَهمٍ مَلِكُ الحِيرَةِ، وهو صاحبُ الزَّبَّاءِ.
والجُذمانُ، بالضم: الذَّكَرُ، أو أصْلُه.
والجَذْماءُ: امرأةٌ كانتْ ضَرَّةً للبَرْشاءِ،
فَرَمَتِ الجَذْماءُ البَرْشاءَ بنارٍ فأحْرَقَتْها، فَسُمِّيَتِ البَرْشاءَ،
ثم وثَبَتِ البَرْشاءُ فَقَطَعَتْ يدَها، فَسُمِّيَتِ الجَذْماءَ. والكَرَوَّسُ بنُ الأَجْذَمِ: شاعِرٌ.
والمِجذامُ: فَرَسٌ لرجلٍ من بَنيِ يَرْبوعٍ.
وشِعْبُ المُجَذَّمينَ: بمكةَ، شَرَّفَها الله تعالى.

كرث

(ك ر ث) : (أَمْرٌ كَارِثٌ) ثَقِيلٌ وَمِنْهُ فُلَانٌ (لَا يَكْتَرِثُ) لِهَذَا الْأَمْرِ أَيْ لَا يَعْبَأُ بِهِ وَلَا يُبَالِيهِ.
ك ر ث

كرثه الأمر: حرّكه، وأراك لا تكترث لذلك ولا تنوص: لا تتحرك له ولا تعبأ به، وكرثته الكوارث: أقلقته.
ك ر ث: (الْكُرَّاثُ) بَقْلٌ. وَقَالَ: مَا (أَكْتَرِثُ) لَهُ أَيْ مَا أُبَالِي بِهِ. 
ك ر ث : الْكُرَّاثُ بَقْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَالْكُرَّاثَةُ أَخَصُّ مِنْهُ وَهِيَ خَبِيثَةُ الرِّيحِ وَهُوَ لَا يَكْتَرِثُ لِهَذَا الْأَمْرِ أَيْ لَا يَعْبَأُ بِهِ وَلَا يُبَالِيهِ. 
[كرث] نه: في ح قسّ: لم يخلنا سدى من بعد عيسى و"اكترث" به، يقال: ما اكترث به: ما أبالي، وهو مختص بالنفي وجاء هنا في الإثبات شذوذًا. ومنه ح: في سكرة ملهية وغمرة "كارثة"، أي شديدة شاقة، كرثه الغم وأكرثه: اشتد عليه وبلغ منه المشقة. ك: "الكراث" بضم كاف وشدة راء وآخره مثلثة.
[كرث] الكُرَّاثُ: بقلٌ. وكَرَثَهُ الغَمُّ يَكْرُثُهُ بالضم ، إذا اشتدَّ عليه وبلغ منه المَشَقَّةَ. وأكْرَثَهُ مثله. قال الأصمعيّ: لا يقال كَرَثَهُ وإنما يقال أكرثه. على أن رؤبة قد قاله:

وقد تجلى الكرب الكوارث * ويقال: ما أكْتَرِثُ له، أي ما أبالي به.

كرث


كَرَثَ(n. ac.
كَرْث)
a. Oppressed; weighed down (grief).
b. [ coll. ], Decanted (
liquid ).
أَكْرَثَa. see I (a)
إِنْكَرَثَa. Broke, snapped (rope).
إِكْتَرَثَa. Was distressed.
b. [La], Cared for, heeded.
كَاْرِث
كَاْرِثَة
(pl.
كَوَاْرِثُ)
a. Distressing, afflicting.
b. Affliction.
c. Calamity.

كَرَاْثa. see 28b. A certain mountain-tree.

كَرِيْثa. Distressing, distressful, vexatious.
b. Distressed, pained.
c. ['An], Recoiler.
كَرَّاْث
كُرَّاْثa. Leek.

N. P.
كَرڤثَa. see 25 (b)
كَرَاثَآء كَرِيْثَآء
a. Sweet, full-grown (dates).
هُوَ كَرِيْثُ الْأَمْر
a. He shirks the matter, does not trouble about
it.

إِنَّهُ لَكَرِيْثُ الْأَمْر
a. He is in a painful position.
كرث: اكترث: اهتمّ به شغل به. بالى به (معجم بدرون، معجم الطرائف، المقري 590:1، المقدمة 356:3، روتجرز ص175، 178) ويقال اكترث فيه (المقدمة 355:3).
ما اكترث فيه: لم يعبأ به، لم يبال به. (بوشر).
كَرّاث: أنظر عن هذا النبات ابن البيطار (369:2) وقد ذكر في ديوان الهذليي ن (ص 272 البيت الأول).
كُرُوث: لا أدري ما تعنيه هذه الكلمة التي وردت في عبارة الفخري (ص373) وهي: برع في علوم المتصرّفين كالحساب ومعرفة الكُرُوث والمساحات والمُقاسَمات.
كُرّاث وكَرَّاث: واحدته كرَّاثة. (فوك).
كرّاث شامي أو أندلسي: هو كراث البستاني (المستعيني، ابن البيطار 363:2).
كرّاث نبطي: هو كرّاث الجبل وهو البريّ وهو طيطان. (المستعيني، ابن البيطار 313:2).
كرّاث الكرم (ابن البيطار 313:2).
كرّاث المائدة وكرّاث البقل= قرِط (ابن البيطار 293:2).
كرّاث رومي= راسن. (المستعيني في مادة راسن).
كرث: كَرَثَني هذا الأمْرُ: أي بَلَغَ منَي المَشَقَّةَ، تقول: كَرَثْتُه أكْرُثُه كَرْثاً، واكْتَرَثَ هو نَفْسُه. وانْكَرَثَ الحَبْلُ: أي انْقَطَعَ. وإنَّه لَكَرِيْثُ الأمْرِ: إذا كَعَّ ونَكَصَ. والكُراثُ: بَقْلَةٌ مَمْدُوْدَةٌ.
والكِرْثِىءُ: لُغَةٌ في الكِرْفىءِ. وهو من السَّحَابِ: المُتَرَاكِمُ، وقيل: الخَفِيْفُ الجائلُ من السَّحَاب، وكذلك الكَرْثَأةُ.
والكِرْثِئَةُ من الدَّوَابِّ ومن الناس: خِلْط منهم وكَثْرَةٌ.
والكَرْثَأةُ: النَّبْتُ المُجْتَمِعُ المُلْتَفُّ.
وكَرْثَأ شَعرُه: الْتَفَّ. وتَكَرْثَأ الشَيْءُ وكَرْثَأ: عادَتْ له كِرْثِئَةٌ إذا كانَ شَيْءُ فَوْقَ رَأس شَيْءٍ كالزَّبَدِ فوق الماء. وقد كَرْثَأَتْ قِدْرُكَ وكَرْفَأَتْ: وذلك إذا طَبَخْتَ الأقِطَ فآضَ له زَبَدٌ فَوْقَ اللَّبَنَ.
والكَرَاثُ: نَبْتٌ، وقيل: شَجَرٌ كَثِيرُ الشِّوْكِ.
وتَكَرْثَأَ الناسُ: كَثُروا.
وبُسْرٌ كَرِيْثَاءُ وقَرِيْثاءُ وكُرَاثاءُ، ويقال: تَمْرٌ كَرِيْثَاءُ - مَمْدُودٌ -.
كرث
اكترثَ بـ/ اكترثَ لـ يكترث، اكْتِراثًا، فهو مُكترِث، والمفعول مُكترَث به
• اكترث الشَّخصُ بالأمر/ اكترث الشَّخصُ للأمر: اهتمّ به؛ أقام له وزنًا وأخذه بعين الاعتبار (لا يكاد يستعمل إلاّ مع النفي) "لم يكترث لنصائح والده- يتظاهر بعدم الاكتراث". 

كارثة [مفرد]: ج كوارِثُ: مصيبة عظيمة وخراب واسع "الحرب كارثة: نازلة جماعيَّة تحلّ بعدد كثير من الناس" ° الكوارث الطَّبيعيَّة: الناتجة عن الطبيعة كالزلازل والفيضانات والأعاصير- كارثة لا تعادلها كوارث. 

كُرَاث [مفرد]: (نت) شجرة مُعَمَّرة، أوراقها صغيرة، ونورتها عُنقوديّة، وزهرتها خنثى. 

كُرّاث [جمع]: (نت) عُشب مُعَمَّر من الفصيلة الزنبقيّة، ذو بصلة أرضيّة تخرج منها أوراق مفلطحة ليست جوفاء، تُطْبخ أو تُؤْكل طازجة، وله رائحة قويّة، كما أنّه مدِرّ للبول ومن أنواعه الكرّاث المصريّ، والكرّاث الشاميّ، وينطقه العامّة بالتاء.
• كُرَّاث صُخور: (نت) نوع من الكُرّاث المُعَمَّر، أقل مادّة حِرِّيفة وفعّالة من الثوم، ويتكاثر بالفصوص.
• كُرَّاث أندلسيّ: (نت) بقلة مُعَمَّرة برِّيّة وزراعيّة. 
(ك ر ث)

كرثه الْأَمر يكرثه، ويكرثه كرثا، وأكرثه: سَاءَهُ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ وَبلغ مِنْهُ الْمَشَقَّة.

واكترث لَهُ: حزن. وَامْرَأَة كريث: كارث.

وكل مَا اثقلك: فقد كرثك.

والكريثاء: ضرب من الْبُسْر، يُوصف بِهِ ويضاف، عَن أبي الْحسن الْأَخْفَش.

والكراث، والكراث، الْأَخِيرَة عَن كرَاع: ضرب من النَّبَات ممتدٌّ أهدب، إِذا ترك خرج من وَسطه طَاقَة فطارت، قَالَ ذُو الرمة يصف فراخ النعام:

كَأَن أعناقها كراث سائقة ... طارت لفائفها أَو هيشر سلب

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: من العشب الكراث، تطول قصبته الْوُسْطَى حَتَّى تكون أطول من الرجل.

والكراث: ضرب من النَّبَات.

واحدته: كراثة، وَبِه سمي الرجل: كراثة.

قَالَ أَبُو حنيفَة: الكراث: شَجَرَة جبلية لَهَا خطرة ناعمة، إِذا فدغت هريقت لَبَنًا، وَالنَّاس يستمشون بلبنها، قَالَ: وَيُؤْتى بالــمجذوم حَتَّى يتوسط منبت الكراث فيقيم فِيهِ، ويخلط لَهُ بطعامه وَشَرَابه، فَلَا يلبث أَن يبرأ من جذامه، وَتذهب قوته، يَعْنِي: قُوَّة الجذام، قَالَ: وَقَالَ الْأَزْدِيّ: لَا اعرفه ينْبت إِلَّا بِذِي كشاء، قَالَ: ويزعمون أَن جنية قَالَت: من أَرَادَ الشِّفَاء من كل دَاء فَعَلَيهِ بنبات البرقة من ذَات كشاء.

والكراث: مَوضِع.

كرث

1 كَرَثَهُ, aor. ـُ (and كَرِثَ, TA, as from the K, inf. n. كَرْثٌ; TA) and ↓ اكرثهُ; It (grief, S, and an affair, TA) pressed severely upon him; oppressed him; afflicted him; distressed him; vexed him: (S, K, TA:) [as also قَرَثَهُ]. As rejects the first form, although Ru-beh uses the expression. [You say,] كَرَثَنِى الأَمْرُ The thing grieved and oppressed me: (As, in TA [but see above:] or pained me. (AA, Skr. p. 20.) b2: كَرَثَهُ الأَمْرُ The affair moved him. (A) 4 أَكْرَثَ see 1.7 انكرث It (a rope) broke. (K.) 8 اكترث He was oppressed, afflicted, distressed, or vexed. (Lth.) b2: مَا أَكْتَرِثُ لَهُ (in some copies of the S, بِهِ, which is more common, MF) I care not for him, or it: (S, K:) or I am not moved by, and do not care for, mind, heed, or regard, him, or it: (A:) or, as some say, I turn not my face towards him, or it: like

أَلْتَفِتُ. (TA.) The affirmative phrase أَكْتَرِثُ لَهُ is a deviation from ordinary usage. (Nh.) كَرَاثٌ [coll. gen. n.] A certain kind of large trees, (K,) growing on the mountains. (AHn.) [F mentions his having seen them on the mountains of Et-Táïf.]

A2: And see كُرَّاثٌ.

كَرِيثٌ: see كَارِثٌ. b2: إِنَّهُ لَكَرِيثُ الأَمْرِ [Verily he is in oppressive, afflicting, or distressing, circumstances; or timid, and retiring]: said when one is timid, or cowardly, and draws back, or desists [from an affair]. (K.) And فُلَانٌ كَرِيثٌ عَنِ الأَمْرِ Such a one is a recoiler, or shrinker, from the affair. (A in art. ربث.) A2: كَرِيثٌ is also syn. with ↓ مَكْرُوثٌ [Oppressed, afflicted, distressed, or vexed: and app. attended with difficulty: see رَبِيثٌ] (T in art. ربث:) or كَرِيثٌ and ↓ مَكْرُوثٌ both signify pained. (AA, Skr, p. 20.) بُسْرٌ كَريثَآءُ, and كَرَاثَآءُ, [in the copies of the K, both words are written without tenween; if rightly introduced here they would be with tenween,] (like قَرِيثَآءُ and قَرَاثَآءُ, TA,) Good, or sweet, dates, (K.) full-grown, and ripening. (TA.) The leading lexicologists [except the author of the K] agree in mentioning كريثاء [only] in art. كرث; like قريثاء in قرث: and the author of the K mentions both again in chapter ث. Ibn-Esh-Sheybánee says, قريثاء and كريثاء signify a kind of date (تَمْر): and some say, a kind of full-grown, ripening date (بُسْر), of a black colour, the skin of which quickly falls off: accord. to the Fs, a well-known kind of full-grown, green date; and said to be the best, or sweetest, kind of date in the full-grown, green state (TA.) كَرَّاثٌ: see كُرَّاثٌ.

كُرَّاثٌ (S, Msb, K) and ↓ كَرَّاثٌ (Kr, K) and ↓ كَرَاثٌ (Aboo-'Alee El Kálee) [each a coll. gen. n.,] A certain herb, or leguminous plant, (S, Msb, K,) well-known, of foul odour, (Msb, TA,) and of disagreeable juice; (TA;) [the common leek; or allium porrum of Linn; or leeks:] كُرَّاثَةٌ is a more particular term; (Msb;) [i. e. it is the n. un. of كَرَّاثٌ, signifying a single leek.]

أَمْرٌ كَارِثٌ, and ↓ كَرِيثٌ, An affair that presses severely upon one; that oppresses, afflicts, distresses, or vexes. (K.) b2: كَرَثَتْهُ الكَوَارِثُ Affairs pressed heavily upon him; or oppressed him. (A.) الكُرْبُ الكَوَارِثُ [Oppressive sorrows, or anxieties.] (S.) (See Har. p. 245) مَكْرُوثٌ: see كَرِيثٌ.

كرث: كَرَثَه الأَمْرُ يَكْرِثُه ويَكْرُثُه كَرْثاً، وأَكْرَثه: ساءه

واشتدَّ عليه، وبَلَغَ منه المَشَقَّةَ، قال الأَصمعي: ولا يقال كَرَثَه،

وإِنما يقال أَكْرَثَه، على أَنَّ رُؤبة قد قال:

وقد تُجَلَّى الكُرَبُ الكَوارِثُ

وفي حديث عَلِيِّ: في سَكْرة مُلْهِثَة، وغَمْرةٍ كارِثةٍ؛ أَي شديدة

شاقَّة، من كَرَثه الغَمُّ أَي بَلَغَ منه المَشَقَّة.

ويقال: ما أَكْتَرِثُ له أَي ما أُبالي به. وفي حديث قُسٍّ: لم

يُخَلِّنا سُدًى من بعد عيسى، واكْتَرَث. يقال: ما أَكْتَرِثُ به أَي ما أُبالي،

ولا يُستعمل إِلاَّ في النفي، وقد جاء ههنا في الاثبات، وهو شاذ.

واكْتَرَثَ له: حَزِنَ.

وامرأَة كَرِيثٌ كارِثٌ، وكلُّ ما أَثْقَلَكَ، فقد كَرَثَكَ. الليث:

يقال ما أَكْرَثَني هذا الأَمْرُ أَي ما بَلَغَ مني مَشَقَّةً، والفعلُ

المُجاوز: كَرَثْتُه، وقد اكْترَثَ هو اكْتِراثاً، وهذا فعل لازم. الأَصمعي:

كَرَثَني الأَمْرُ وقَرَثَني: إِذا غَمَّه وأَثْقَلَه، والكَرِيثاء:

ضَرْبٌ من البُسْر يوصَفُ به ويُضاف؛ عن أَبي الحسن الأَخْفش. التهذيب: يقال

بُسْرُ قَرِيثاءَ وكَرِيثاءَ لضَرْبٍ من التمر معروف.

والكَرَّاثُ: بقْلة؛ قال ابن سيده: الكُرَّاثُ والكَرَّاثُ، الأَخيرة عن

كراع: ضَرْبٌ من النبات مُمْتَدٌّ، أَهْدَبُ، إِذا تُرِكَ خَرَجَ من

وَسطه طاقةٌ فطارَتْ؛ قال ذو الرمة يصف فِراخَ النَّعام:

كأَنَّ أَعناقَها كُرَّاثُ سائِقةٍ،

طارَتْ لَفائِفُها، أَو هَيْشَرٌ سَلِبُ

وقال أَبو حنيفة: من العُشْب الكَرَاثُ، تَطُول قَصَبَتُه الوُسْطة، حتى

تكونَ أَطولَ من الرجُل. التهذيب: الكَرَّاث بَقْلة. والكَرَاث، بفتح

الكاف وتخفيف الراء: بقلة أُخرى، الواحدة كَرَاثةٌ؛ قال أَبو ذَرَّة

الهُذَليُّ:

إِنَّ حَبيبَ بنَ اليَمانِ قد نَشِبْ

في حَصِدٍ من الكَرَاثِ، والكَنِبْ

قال: الكَرَاث والكَنِبُ شجرتان.

إِن يَنتَسِبْ، يُنسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ،

أَهلِ خَزُوماتٍ، وشَحَّاجٍ صَخِبْ،

وعازِبٍ أَقْلَحَ، فُوهُ كالخَرِبْ

أَراد بالعازب: مالاً عَزَبَ عن أَهله. أَقْلَحَ: اصْفَرَّتْ أَسنانُه

من الهَرَم. ابن سيده: الكَراثُ ضَرْبٌ من النبات، واحدتُه كَراثةٌ، وبه

سمي الرجل كَراثةً. قال أَبو حنيفة: الكَراثُ شجرةٌ جبلية، لها خِطْرة

ناعمةٌ لَيِّنَة، إِذا فُدِغَتْ هُرِيقَتْ لَبَناً، والناسُ يَسْتَمْشُون

بلَبنِها، قال: ويُؤْتَى بالــمَجْذُوم حتى يُتَوَسَّطَ به مَنْبِتُ

الكَرَاثِ، فيقيم فيه، ويُخْلَط له بطعامه وشرابه، فلا يَلْبَثُ أَن يَبْرأَ من

جُذامِه، وتَذْهبَ قوَّتُه، يعني قُوَّةَ الجُذام. قال: وقال الأَزْدِيُّ:

لا أَعرفه ينبت إِلاَّ بذي كَشاءٍ؛ قال: ويزعمون أَنَّ جِنِّيَّةً قالت

من أَراد الشفاء من كل داء فعليه بنباتِ البُرْقة من ذاتِ كَشَاءٍ.

والكُرَّاثُ: موضع.

كرث
: (الكرَّاثُ كَرُمّانِ، وكَتَّانٍ) الأَخيرة عَن كُراع (: بَقْلٌ) معروفٌ خَبِيثُ الرّائِحَةِ كَرِيهُ العَرقِ، وَيُقَال فِيهِ أَيضاً: الكَرَاثُ، بالتَّخفِيف وَالْفَتْح، قَالَه أَبو عليَ القالِي.
(وكَسَحابٍ: شجَرٌ كِبارٌ) جَبَلِيّة، كَذَا عَن أَبي حنيفةَ، وَقد (رَأَيْتُهَا بجِبالِ الطّائِفِ) وَقَالَ: أَبو حنيفةَ: أَخبرني أَعرابِيّ من أَزْدِ السَّرَاة قَالَ: الكَرَاث شَجرةٌ جَبَليَّة لَهَا وَرَقٌ دِقاقٌ طوالٌ: وخِطَرَةٌ ناعِمَةٌ إِذا فُدِغَتْ هُرِيقَتْ لَبَناً، والنّاس يَسْتَمْشُونَ بلَبَنِها، وَقَالَ أَبو ذَرَّةَ الهُذَلِي:
إِنّ حَبِيبَ بْنَ اليَمَانِ قد نَشِبْ
فِي حَصِدٍ من الكَرَاثِ والكَنِبْ
قَالَ السُّكَّريّ: الكَرَاثُ: نَباتٌ أَو شَجَرٌ.
(و) كَرَاثٌ (: جَبَلٌ) ، وَبِه فُسِّر قولُ ساعدةَ بنِ جُؤَيَّةَ:
وَمَا ضَرَبٌ بيضاءُ يَسْقِىَ دَبُوبَها
دُفَاقٌ فعَرْوَانُ الكَرَاثِ فَضِيمُها
(وكَرَثَه) الأَمرُ و (الغَمُّ يَكْرِثُه) بِالْكَسْرِ، (وَيَكْرُثُه) ، بالضّمّ كَرْثاً: ساءَه و (اشْتدَّ عَلَيْهِ) وبلَغَ مِنْهُ المَشَقَّةَ، (كأَكْرَثَه) . قَالَ الأَصمَعِيّ: لَا يُقَال: كَرَثَه، وإِنما يُقَال: أَكْرَثَه، على أَنّ رؤبةَ قد قَالَه:
وقَدْ تُجَلَّى الكُرَبُ الكوارِثُ
كَذَا فِي الصّحاح، وَفِي حَدِيث عليَ (وغَمْرَةٍ كارِثةٍ) أَي شديدةٍ شاقَّة، من كَرَثَة الغَمُّ، أَي بَلَغ (مِنْهُ) المَشَقَّةَ.
(وإِنّه لَكَرِيثُ الأَمْرِ، إِذا كَعَّ ونَكَصَ) ، وأَمرٌ كَرِيثٌ: كارِثٌ.
وكلُّ مَا أَثْقَلَكَ فقد كَرَثَكَ.
وَعَن اللّيث يُقَال: مَا أَكْرَثَنِي هاذا الأَمْرُ، أَي مَا بَلَغَ مِنّي مشَقَّةً.
وَالْفِعْل المُجاوِز كَرَثْتُه.
وَقد اكْتَرَثَ هُوَ اكْتِراثاً، وهاذا فِعْلٌ لازمٌ.
وَقَالَ الأَصمعيّ: يُقَال: كَرَثَنِي الأَمْرُ، وقَرَثَنِي إِذا غَمَّه وأَثقلَه.
(وانْكَرَثَ الحَبْلُ: انْقَطَعَ) .
واكْتَرَثَ لَهُ: حَزِنَ.
(و) يُقَال: (مَا أَكْتَرِثُ لَهُ) ، أَي (مَا أُبالِي بِه) ، هاكذا فِي سائِرِ النّسخ ومثلُه فِي نسخةِ الصّحاح، وجعلَ على قَوْله (بِهِ) إِشارةً إِلى أَنه هاكَذا بخطّ المُصَنّف، وَوجد فِي بعضِ نسخِ الصّحاح (لَهُ) بدل بهِ، وَفِي أُخرى (مَا أُبالِيه) ، وإِذا كانَ ذَلك فإِنّ قَول شيخِنا فِي الصّحاح: مَا أَكْتَرِثُ بِهِ، غيرُ مُتَّجِهٍ، اشتَبَه عَلَيْهِ اللّفظُ باللّفْظِ.
وَفِي النّهاية: الأَصلُ فِيهِ أَلاَّ يُسْتَعْمَلَ إِلاّ فِي النّفْي، وشَذَّ استعمالُه فِي الإِثباتِ كَمَا فِي بعضِ الأَحادِيثِ.
وَقَالَ بعضُ اللُّغَوِيِّين: اكْتَرَثَ، كالْتَفَتَ، وَزْناً ومَعْنًى:
وَفِي العِنَايَة: الاكْتِراثُ: الاعْتِناءُ.
(والكَرِيثَاءُ) ، والكَرَاثَاءُ، والقَرِيثَاءُ، والقَرَاثَاءُ: (بُسْرٌ طَيِّبٌ) ، وَقد تقدَّمَ الخلافُ فِيهِ.
(و) يُقَال: (أَمْرٌ كَرِيثٌ) ، أَي (كَارِثٌ) شَدِيدٌ.
وَفِي الأَسَاس: كَرَثَه الأَمْرُ: حَرَّكَه، وأَرَاكَ لَا تَكْثَرِثُ لَهُ: لَا تَتَحَرّكُ لَهُ لَا تَعْبَأُ بهِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.