Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: متر

دير مِدْيانَ

دير مِدْيانَ:
على نهر كرخايا قرب بغداد، وكرخايا:
نهر يشق من المحوّل الكبير ويمرّ على العباسية ويشق الكرخ ويصب في دجلة، وكان قديما عامرا وكان الماء فيه جاريا ثم انقطعت جريته بالبثوق التي انفتحت في الفرات، وقد ذكر في بابه، وهو دير حسن نزه يقصده أهل اللهو، وفيه يقول الحسين الخليع:
حثّ المدام فإن الكأس مترعة ... بما يهيج دواعي الشوق أحيانا
إني طربت لرهبان مجاوبة، ... بالقدس بعد هدوّ الليل، رهبانا
فاستنفرت شجنا مني ذكرت به ... كرخ العراق وأحزانا وأشجانا
فقلت، والدمع من عينيّ منحدر، ... والشوق يقدح في الأحشاء نيرانا:
يا دير مديان لا عرّيت من سكن ... ما هجت من سقم يا دير مديانا
هل عند قسك من علم فيخبرني ... أن كيف يسعد وجه الصبر من بانا
سقيا ورعيا لكرخايا وساكنه ... بين الجنينة والروحاء من كانا
وروى غير الشابشتي هذا الشعر في دير مرّان وأنشده كذا، والصواب ما كتب لتقارب هذه الأمكنة المذكورة بعضها من بعض، والله أعلم.

الرُّهاء

الرُّهاء:
بضم أوّله، والمدّ، والقصر: مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام بينهما ستة فراسخ سميت باسم الذي استحدثها، وهو الرهاء بن البلندى بن مالك ابن دعر، وقال الكلبي في كتاب أنساب البلاد بخط حجحج: الرهاء بن سبند بن مالك بن دعر بن حجر ابن جزيلة بن لخم، وقال قوم: إنّها سمّيت بالرّها ابن الروم بن لنطي بن سام بن نوح، عليه السلام، قال بطليموس: مدينة الرها طولها اثنتان وسبعون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة، طالعها سعد الذابح لها شركة في النسر الطائر تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان، بيت ملكها مثلها من الحمل في الإقليم الرابع، وقال يحيى ابن جرير النصراني: الرها اسمها بالرومية أذاسا، بنيت في السنة السادسة من موت الإسكندر، بناها الملك سلوقس كما ذكرنا في أذاسا، والنسبة إليها رهاويّ، وكذلك النسبة إلى رهاء قبيلة من مذحج، وقد نسب إليها جماعة من المتقدمين والمتأخرين، فمن المتقدمين يحيى بن أبي أسد الرهاويّ أخو زيد، يروي عن الزهري وعمرو بن شعيب وغيرهما، كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل لا يجوز الاحتجاج به، روى عنه أهل بلده وغيرهم، ومات سنة 146، ومن المتأخرين الحافظ عبد القادر بن عبد الله بن عبد الرحمن الرهاوي أبو محمد، ولد بالرها ونشأ بالموصل وكان مولى لبعض أهل الموصل وطلب العلم وسمع الكثير، رحل في طلب الحديث من الجزيرة إلى الشام ومصر، وسمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي ودخل العراق وسمع من ابن الخشّاب وخلق كثير من تلك الطبقة ومضى إلى أصبهان ونيسابور ومرو وهراة وسمع من مشايخها وقدم واسطا وسمع بها وعاد إلى الموصل وأقام بها بدار الحديث المظفرية مدة يحدث وسكن بآخره بحرّان، ومات في جمادى الأولى سنة 612، وكان يقول إن مولده سنة 536، وكان ثقة صالحا، وأكثر سفره في طلب الحديث والعلم كان على رجله، وخلف كتبا وقفها بمسجد كان سكنه بحرّان، وقال أبو الفرج الأصبهاني:
حدثني أبو محمد حمزة بن القاسم الشامي قال: اجتزت بكنيسة الرها عند مسيري إلى العراق فدخلتها لأشاهد ما كنت أسمعه عنها، فبينما أنا أطوف إذ رأيت على ركن من أركانها مكتوبا فقرأته فإذا هو بحمرة:
حضر فلان بن فلان وهو يقول: من إقبال ذي الفطنة إذا ركبته المحنة انقطاع الحياة وحضور الوفاة، وأشد العذاب تطاول الأعمار في ظل الإقتار، وأنا القائل:
ولي همّة أدنى منازلها السّها، ... ونفس تعالت بالمكارم والنّهى
وقد كنت ذا آل بمرو سريّة ... فبلّغت الأيّام بي بيعة الرّها
ولو كنت معروفا بها لم أقم بها، ... ولكنّني أصبحت ذا غربة بها
ومن عادة الأيّام إبعاد مصطفى، ... وتفريق مجموع وتبغيض مشتهى
قال: فاستحسنت النظم والنثر وحفظتهما، وقال عبيد الله بن قيس الرّقيّات:
فلو ما كنت أروع أبطحيّا، ... أبيّ الضّيم مطّرح الدّناء
لودّعت الجزيرة قبل يوم ... ينسّي القوم أطهار النّساء
فذلك أم مقامك وسط قيس ... ويغلب بينها سفك الدّماء
وقد ملأت كنانة وسط مصر ... إلى عليا تهامة فالرّهاء
وقد نسب ابن مقبل إليها الخمر فقال:
سقتني بصهباء درياقة ... متى ما تليّن عظامي تلن
رهاويّة مترع دنّها ... ترجّع من عود وعس مرنّ

السَّليلُ

السَّليلُ:
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، قال الليث:
السليل والسّلّان الأودية، وقال العمراني: واد، وأنشد قول زهير:
كأنّ عيني، وقد سال السّليل بهم، ... وعبرة مّا هم، لو أنّهم أمم
غرب على بكرة، أو لؤلؤ قلق ... في السّلك، خان به ربّاته النّظم
وقال غيره: السليل العرصة التي بعقيق المدينة، وقال عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت:
تطاول ليلي من هموم، فبعضها ... قديم ومنها حادث مترشّح
تحنّ إلى عرق الحجون وأهلها ... منازلهم منّا سليل وأبطح
قال الأصمعي: قال رجل من بني عمرو بن قعين حين اقتتلت عبس وأسد في السّليل:
لئن ختلت بنو عبس بريّا ... بغرّته فلم نختل سويدا
قلعنا رأسه بسقيّ سمّ ... كلون الملح مذروبا حديدا
فأوجرناهم منه فراحوا ... وهم يوم السّليل نعوا شهيدا
وليس في هذين الشعرين دليل على أن السّليل موضع بعينه لأنّه يحتمل أنّه أراد الوادي اسم الجنس، ثمّ ذكره للحجون والأبطح بالمدينة فيه نظر لأنهما بمكة، وإنّما ذكرنا ما قالوه إلى أن يتضح، وقول عبيد الله ابن قيس الرّقيّات يدل على أنّه أراد الوادي اسم جنس، فقال:
أذكرتني الديار شوقا قديما ... بين حرضا وبين أعلى يسوما
فالسّليل الذي بمدفع قرن ... قد تعفّت إلّا ثلاثا جثوما
وقد اتضح بقول ابن قيس الرّقيّات أنّه موضع بعينه:
لا تخافي أن تهجري ما بقينا، ... أنت بالودّ والكرامة أحرى
يا ابنة المالكيّ عزّ علينا ... أن تقيمي بعد السّليل ببصرى
كم أجازت من مهمه يترك العي ... س به ظلّعا قياما وحسرى

سِنْجَارُ

سِنْجَارُ:
بكسر أوّله، وسكون ثانيه ثمّ جيم، وآخره راء: مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة، بينها وبين الموصل ثلاثة أيّام، وهي في لحف جبل عال، ويقولون: إن سفينة نوح، عليه السلام، لما مرّت به نطحته فقال نوح: هذا سنّ جبل جار علينا، فسميت سنجار، ولست أحقّق هذا، والله أعلم به، إلّا أن أهل هذه المدينة يعرفون هذا صغيرهم وكبيرهم ويتداولونه، وقال ابن الكلبي: إنّما سميت سنجار وآمد وهيت باسم بانيها، وهم بنو البلندى ابن مالك بن دعر بن بويب بن عنقاء بن مدين بن إبراهيم، عليه السلام، ويقال: سنجار بن دعر نزلها، قالوا: ودعر هو الذي استخرج يوسف من الجبّ وهو أخو آمد الذي بنى آمد وأخو هيت الذي بنى هيت، وذكر أحمد بن محمد الهمذاني قال: ويقال إن سفينة نوح نطحت في جبل سنجار بعد ستة أشهر وثمانية أيّام من ركوبه إيّاها فطابت نفسه وعلم أن الماء قد أخذ ينضب فسأل عن الجبل فأخبر به، فقال: ليكن هذا الجبل مباركا كثير الشجر والماء! ثمّ وقفت السفينة على جبل الجودي بعد مائة واثنين وتسعين يوما فبنى هناك قرية سماها قرية الثمانين لأنّهم كانوا ثمانين نفسا، وقال حمزة الأصبهاني: سنجار تعريب سنكار، ولم يفسره، وهي مدينة طيبة في وسطها نهر جار، وهي عامرة جدّا، وقدّامها واد فيه بساتين ذات أشجار ونخل وترنج ونارنج، وبينها وبين نصيبين ثلاثة أيام أيضا، وقيل: إن السلطان سنجر بن ملك شاه بن ألب أرسلان بن سلجوق ولد بها فسمّي باسمها، عن الزمخشري، قال في الزيج: طول سنجار ثلاثون درجة، وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف وثلث، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب والشعر، قال أبو عبيدة: قدم خالد الزبيدي في ناس معه من زبيد إلى سنجار ومعه ابنا عمّ له يقال لأحدهما صابي وللآخر عويد، فشربوا يوما من شراب سنجار فحنّوا إلى بلادهم فقال خالد:
أيا جبلي سنجار ما كنتما لنا ... مقيظا ولا مشتى ولا متربّعا
ويا جبلي سنجار هلّا بكيتما ... لداعي الهوى منّا شنينين أدمعا
فلو جبلا عوج شكونا إليهما ... جرت عبرات منهما أو تصدّعا
بكى يوم تلّ المحلبيّة صابئ، ... وألهى عويدا بثّه فتقنّعا
فانبرى له رجل من النمر بن قاسط يقال له دثار أحد بني حييّ فقال:
أيا جبلي سنجار هلّا دققتما ... بركنيكما أنف الزّبيديّ أجمعا
لعمرك ما جاءت زبيد لهجرة، ... ولكنّها كانت أرامل جوّعا
تبكّي على أرض الحجاز وقد رأت ... جرائب خمسا في جدال فأربعا
جرائب: جمع جريب، وجدال: قرية قرب سنجار، كأنّه يتعجب من ذلك ويقول كيف تحنّ إلى أرض الحجاز وقد شبعت بهذه الديار؟ فأجابه خالد يقول:
وسنجار تبكي سوقها كلّما رأت ... بها نمريّا ذا كساوين أيفعا
إذا نمريّ طالب الوتر غرّه ... من الوتر أن يلقى طعاما فيشبعا
إذا نمريّ ضاف بيتك فاقره ... مع الكلب زاد الكلب وازجرهما معا
أمن أجل مدّ من شعير قريته ... بكيت وناحت أمّك الحول أجمعا؟
بكى نمريّ أرغم الله أنفه ... بسنجار حتى تنفد العين أدمعا
وقال المؤيد بن زيد التكريتي يخاطب الحسين بن عليّ السنجاري المعروف بابن دبّابة ويلقّب بأمين الدين:
زاد أمين الدّين في وصفه ... سنجار حتى جئن سنجارا
فعاينت عيناي إذ جئتها ... مصيدة قد ملئت فارا
وقد نسب إلى سنجار جماعة وافرة من أهل العلم، منهم من أهل عصرنا: أسعد بن يحيى بن موسى بن منصور الشاعر يعرف بالبهاء السنجاري أحد المجيدين المشهورين، وكان أوّلا فقيها شافعيّا ثمّ غلب عليه قول الشعر فاشتهر به وقدّم عند الملوك وناهز التسعين وكان جريّا ثقة كيّسا لطيفا فيه مزاح وخفة روح، وله أشعار جيدة، منها في غلام اسمه عليّ وقد سئل القول فيه فقال في قطعة وكان مرّ به ومعه سيف:
بي حامل الصارم الهنديّ منتصرا، ... ضع السّلاح قد استغنيت بالكحل
ما يفعل الظّبي بالسّيف الصّقيل وما ... ضرب الصّوارم بالضّروب بالمقل
قد كنت في الحبّ سنّيّا فما برحت ... بي شيعة الحبّ حتى صرت عبد علي
وخرج من الموصل في سنة تسع عشرة وستمائة.

شُبَيْثٌ

شُبَيْثٌ:
تصغير شبث، وهي دويبة كثيرة الأرجل من أحناش الأرض، آخره ثاء مثلثة: وهو جبل بنواحي حلب معدود في نواحي الأحصّ، وهي كورة من كور حلب، وذلك الجبل مستدير وفي رأسه أرض بسيطة فيها ثلاث قرى، يجلب إلى حلب من هذا الجبل حجارة سود يجعلونها رحى لطحنهم ويدخلونها في أبنيتهم تعرف بالشبيثيّة، وهو الذي ذكره النابغة الجعدي في قوله:
فقال تجاوزت الأحصّ وماءه ... وبطن شبيث، وهو ذو مترسّم
قال: ودارة شبيث لبني الأضبط ببطن الجريب، وقال عمرو بن الأهتم المنقري:
وقلت لعون اقبلوا النّصح ترشدوا ... ويحكم فيما بيننا حكمان
وإلّا فإنّا لا هوادة بيننا ... بصلح، إذا ما تلتقي الفئتان
سوى كل مذروب جلا القين حدّه ... وسهم سريع قتله وسنان
فإنّ كليبا كان يظلم رهطه، ... فأدركه مثل الذي تريان
فلمّا سقاه السّمّ رمح ابن عمّه ... تذكّر ظلم الأهل أيّ أوان
وقال لجسّاس: أغثني بشربة، ... وإلّا فنبّئ من لقيت مكاني
فقال: تجاوزت الأحصّ وماءه، وبطن شبيث وهو غير دفان
وقال رجل من بني أسد:
سكنوا شبيثا والأحصّ، وأصبحت ... نزلت منازلهم بنو ذبيان

قصر العَبّاس

قصر العَبّاس:
بن عمرو الغنوي: كان أميرا مشهورا في أيام المقتدر بالله يتولّى أعمال ديار مضر في وزارة ابن الفرات، وأنفذ العباس بن عمرو في أيام المعتضد في سنة 278 إلى البحرين لقتال أبي سعيد الجنّابي فالتقيا فظفر الجنّابيّ وقتل جميع من كان مع العباس وأسر العباس ثم أطلقه ثم ولي عدة ولايات، ومات في سنة 305 وهو يتقلد أمور الحرب بديار مضر، فرتب مكانه وصيف البكتمري فلم يقدر على ضبط العمل فعزل وولي مكانه جنّي الصفواني، وقرأت في كتاب ألفه عميد الدولة أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم الوزير: حدثني أبو الهيجاء بن عمران بن شاهين أمير البطيحة قال: كنت أساير معتمد الدولة أبا المنيع قرواش بن المقلّد ما بين سنجار ونصيبين ثم نزلنا فاستدعاني بعد النزول وقد نزل بقصر هناك مطلّ على بساتين ومياه كثيرة يعرف بقصر العباس بن عمرو الغنوي، فدخلت عليه وهو قائم في القصر يتأمل كتابة على الحائط، فلما وقع بصره عليّ قال: اقرأ ما ههنا، فتأملت فإذا على الحائط مكتوب:
يا قصر عباس بن عم ... رو كيف فارقك ابن عمرك؟
قد كنت تغتال الدّهور ... فكيف غالك ريب دهرك؟
واها لعزك بل لجودك ... بل لمجدك بل لفخرك!
وتحته مكتوب: وكتب علي بن عبد الله بن حمدان بخطه في سنة 331 وهو سيف الدولة، وتحته ثلاثة أبيات:
يا قصر ضعضعك الزّما ... ن وحطّ من علياء فخرك
ومحا محاسن أسطر ... شرفت بهنّ متون جدرك
واها لكاتبها الكري ... م وقدرها الموفي بقدرك!
وتحته: وكتب الغضنفر بن الحسن بن عبد الله بن حمدان بخطه سنة 362، قلت أنا: وهو أبو تغلب
ناصر الدولة ابن أخي سيف الدولة، وتحته مكتوب:
يا قصر ما فعل الألى ... ضربت قبابهم بقعرك؟
أخنى الزمان عليهم ... وطواهم تطويل نشرك
واها لقاصر عمر من ... يحتال فيك وطول عمرك
وتحته مكتوب: وكتب المقلد بن المسيب بن رافع بخطه سنة 388، قلت: هذا والد قرواش بن المقلد أحد أمراء بني عقيل العظماء، وتحت ذلك مكتوب:
يا قصر أين ثوى الكرا ... م الساكنون قديم عصرك؟
عاصرتهم فبددتهم، ... وشأوتهم طرّا بصبرك
ولقد أطال تفجّعي، ... يا ابن المسيّب، رقم سطرك
وعلمت أني لاحق ... بك مدئب في قفي إثرك
وتحته مكتوب: وكتب قرواش بن المقلد سنة 401، قال أبو الهيجاء: فعجبت من ذلك وقلت له متى كتب الأمير هذا؟ قال: الساعة وقد هممت بهدم هذا القصر فإنه مشؤوم إذ دفن الجماعة، فدعوت له بالسلامة وانصرفت ثم ارتحلنا بعد ثلاث ولم يهدم القصر، وبين ما كتب سيف الدولة ومعتمدها سبعون سنة كاملة فعل الزمان بأعيانه ما ترى، قال: وكتب الأمير أبو الهيجاء تحت الجميع:
إنّ الذي قسم المعيشة في الورى ... قد خصّنى بالسير في الآفاق
متردّدا لا أستريح من العنا، ... في كل يوم أبتلى بفراق

شَرَفٌ

شَرَفٌ:
بالتحريك، وهو المكان العالي، قال الأصمعي:
الشرف كبد نجد، وكانت منازل بني آكل المرار من كندة الملوك، قال: وفيها اليوم حمى ضرية، وفي الشرف الرّبذة، وهي الحمى الأيمن، والشّريف إلى جنبها يفصل بينهما التسرير، فما كان مشرقا فهو الشريف وما كان مغربا فهو الشرف، وقال الراعي:
أفي أثر الأظعان عينك تلمح؟ ... نعم لا تهنّا، إن قبلك متيح
ظعائن مئناف، إذا ملّ بلدة ... أقام الجمال باكر متروّح
تسامى الغمام الغرّ ثمّ مقيله ... من الشرف الأعلى حساء وأبطح
قال: وإنّما قال الأعلى لأنّه بأعلى نجد، وقال غيره:
الشرف الحمى الذي حماه عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، وقد ذكر في سرف من باب السين، ومشرف من قرى العرب: ما دنا من الريف، واحدها شرف، وهي مثل خيبر ودومة الجندل وذي المروة، وقال البكري: الشرف ماء لبني كلاب ويقال لباهلة، والشرف: قلعة حصينة باليمن قرب زبيد بين جبال لا يوصل إليها إلّا في مضيق لا يسع إلّا رجلا واحدا مسيرة يوم وبعض الآخر، ودونه حراج وغياض، أوى إليه علي بن المهدي الحميري المستولي على زبيد في سنة 550، وهذا الحصن لبني حيوان من خولان يقال له شرف قلحاح، بكسر القاف. والشرف الأعلى: جبل أيضا قرب زبيد، وقال نصر: الشرف كبد نجد، وقيل: واد عظيم تكتنفه جبال حمى ضرية، وقال الأصمعي: وكان يقال من تصيّف الشرف وتربّع الحزن وتشتّى الصّمّان فقد أصاب المرعى. وشرف البياض: من بلاد خولان من جهة صعدة باليمن. وشرف قلحاح والشرف: جبلان دون زبيد من أرض اليمن. وشرف الأرطى: من منازل تميم. وشرف السّيالة: بين ملل والروحاء، وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أصبح رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يوم الأحد بملل على ليلة من المدينة ثمّ راح فتعشّى بشرف السيالة وصلّى الصّبح بعرق الظبية. والشرف: موضع بمصر، عن الأديبي، ينسب إليه أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن إسماعيل الشرفي الفقيه الشافعي الضرير، روى كتاب المزني عن الصابوني، روى عنه أبو الفتح أحمد بن بابشاذ وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبّال، وتوفي في سنة 408. والشرف: من سواد إشبيلية بالأندلس، ينسب إليه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الحاكم الحضرمي الشرفي، كان فقيها مقدما في الأيّام العامرية أديبا خطيبا ممدحا صاحب شرطة المواريث والصلاة والخطبة بجامع قرطبة، روى عن أبي عمر أحمد بن سعيد بن
حزم وغيره، وكان معتنيا بالعلم مكرما لأهله، له رواية ودراية، ومات في شعبان سنة 396، وقال سعد الخير: الشرف بلد بحذاء مدينة إشبيلية يحتوي على قرى كثيرة عليه أشجار الزيتون، وإذا أراد أهل إشبيلية الافتخار قالوا: الشرف تاجها لكثرة خيره. وشرف البعل، ذكر في البعل: صقع بالشام، وقيل: جبل في طريق الحاج من الشام.

شَمَنْصِيرُ

شَمَنْصِيرُ:
بفتحتين ثم نون ساكنة، وصاد مهملة مكسورة ثم ياء آخر الحروف ساكنة، وراء: اسم جبل في بلاد هذيل، وقرأت بخطّ ابن جنّي في كتاب هذا لفظه قال: شمنصير جبل بساية، وساية:
واد عظيم به أكثر من سبعين عينا وهو وادي أمج، وقال ساعدة بن جؤيّة الهذلي:
أخيل برقا متى جاب له زجل ... إذا تغير عن توماضه جلجا
مستأرضا بين بطن الليث أيمنه ... إلى شمنصير غيثا مرسلا معجا
أخيل برقا أي أرى، ومتى جاب أي متى جانب، وجاب: سحاب متراكب، وقال أبو صخر الهذلي يرثي ولده تليدا:
وذكّرني بكاي على تليد ... حمامة مرّ جاوبت الحماما
ترجّع منطقا عجبا وأوفت ... كنائحة أتت نوحا قياما
تنادي ساق حرّ ظلت أدعو ... تليدا لا تبين به الكلاما
لعلّك هالك إمّا غلام ... تبوّأ من شمنصير مقاما
يخاطب نفسه، وهو أحد فوائت كتاب سيبويه، قال ابن جني: يجوز أن يكون مأخوذا من شمصر لضرورة الوزن إن كان عربيّا، وقال الأزهري:
يقال شمصرت عليه إذا ضيّقت عليه، وقال عرّام:
يتصل بضرعاء، وهي قرية قرب ذرة من آرة شمنصير، وهو جبل ململم لم يعله قط أحد ولا درى ما على ذروته، فأعلاه القرود والمياه حواليه تحول ينابيع، تطيف به قرية رهاط بوادي غران،
ويقال إن أكثر نباته النّبع والشّوحط وينبت عليه النخل والحمّص.

عُرْضٌ

عُرْضٌ:
بضم أوله، وسكون ثانيه، وعرض الجبل:
وسطه وما اعترض منه وكذلك البحر والنهر وعرض الحديث وعرض الناس، وعرض: بليد في برّيّة الشام يدخل في أعمال حلب الآن، وهو بين تدمر والرصافة الهشامية، ينسب إليه عبد الوهّاب بن الضحّاك أبو الحارث العرضي، سكن سلمية، ذكر أنه سمع بدمشق محمد بن شعيب بن شابور والوليد بن مسلّم وسليمان بن عبد الرحمن، وبحمص إسماعيل بن عيّاش والحارث بن عبيدة وعبد القادر بن ناصح العابد، وبالحجاز عبد العزيز بن أبي حازم ومحمد ابن إسماعيل بن أبي فديك، روى عن عبد الوهّاب ابن محمد بن نجدة الحوطي، وهو من أقرانه، وأبي عبد الله بن ماجة في سننه ويعقوب بن سفيان الفسوي والحسين بن سفيان الفسوي وأبي عروبة الحسن بن أبي معشر الحرّاني وغير هؤلاء، وقال أبو عبد الرحمن النّسائي: عبد الوهاب بن الضحاك ليس بثقة متروك الحديث كان بسلمية، وقال جرير: هو منكر الحديث عامّة حديثه الكذب، روى عن الوليد بن مسلم وغيره.

عُوجٌ

عُوجٌ:
بضم أوله، جمع أعوج ضدّ المستقيم، ويجوز أن يكون جمع عوجاء كما يقال صوراء وصور، ويجوز أن يكون جمع عائج كأنه في الأصل عوج، بضم الواو مخفّفة، كما قال الأخطل:
فهنّ بالبذل لا بخل ولا جود
أراد لا بخل ولا جود، وهو اسم لجبلين باليمن يقال لهما جبلا عوج، قال خالد الزّبيدي وكان قد قدم الجزيرة فشرب من شراب سنجار فحنّ إلى وطنه فقال:
أيا جبلي سنجار ما كنتما لنا ... مقيلا ولا مشتى ولا متربّعا
فلو جبلا عوج شكونا إليهما ... جرت عبرات منهما أو تصدّعا

فارِيَانَان

فارِيَانَان:
اسم قرية، قال ابن مندة: محمد بن تميم السغدي من أهل فاريانان، ولم يزد، وأحمد بن عبد الله ابن حكيم الفارياناني المروزي عن النضر بن محمد المروزي والفضل بن موسى متروك الحديث، مات سنة 248.

قُسَاءٌ

قُسَاءٌ:
بالضم، والمد، قرأت بخطّ ابن مختار اللغوي المصري مما نقله من خطّ الوزير المغربي قسا، منوّنا، وقساء، ممدودا: موضع، وقسا: موضع، غير منوّن، هذا نصّ عليه ولم يحتجّ، قال ابن الأعرابي:
أقسى الرجل إذا سكن قساء، وهو جبل، وكل اسم على فعال فهو ينصرف، وأما قساء فهو على قسواء على فعلاء في الأصل فلم ينصرف لذلك، قال ذلك الأزهري، وقال جران العود النميري:
وكان فؤادي قد صحا ثم هاجه ... حمائم ورق بالمدينة هتّف
كأنّ هدير الظالع الرّجل وسطها ... من البغي شرّيب يغرّد مترف
يذكّرنا أيّامنا بسويقة ... وهضب قساء، والتّذكّر يشعف
فبتّ كأنّ الليل فينان سدرة ... عليها سقيط من ندى الليل ينطف
أراقب لوحا من سهيل كأنه ... إذا ما بدا من آخر الليل يطرف

النظر

النظر: طلب المعنى بالقلب من جهة الذكر، كما يطلب إدراك المحسوس بالعين، ذكره الحرالي، قال: وأول موقع العين على الصورة نظر، ومعرفة خبرتها الحسية بصر، ونفوذه إلى حقيقتها رؤية. فالبصر متوسط بين النظر والرؤية كما قال تعالى {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} . وقال غيره: تقليب البصر أو البصيرة لإدراك الشيء ورؤيته، وقد يراد به التأمل والفحص، وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص، واستعمال النظر في البصر أكثر عند العامة، وفي البصيرة أكثر عند الخاصة. ونظر الله إلى عباده إحسانه إليهم وإفاضة نعمه عليهم. والنظير: المثل، واصله المناظر كأنه ينظر كل منهما إلى صاحبه فيناديه. والمناظرة: المباحثة والمباراة في النظر. والنظر: البحث، وهو أعم من القياس لأن كل قياس نظر ولا عكس.

النظر عند أهل الأصول: الفكر المؤدي إلى علم أو ظن.
النظر:
[في الانكليزية] Sight ،vision ،consideration ،meditation ،position ،thought ،reflection
[ في الفرنسية] Vue ،consideration ،meditation position ،pensee ،reflexion
بفتح النون والظاء المعجمة في اللغة نكريستن در چيزي بتأمل، يقال نظرت إلى الشيء كذا في الصراح. وعند المنجّمين كون الشيئين على وضع مخصوص في الفلك، فإن اجتمع الكوكبان غير الشمس والقمر في جزء واحد من أجزاء فلك البروج يسمّى قرانا ومقارنة، وإن كان أحد الكوكبين المجتمعين في جزء واحد شمسا والآخر كوكبا من الخمسة المتحيّرة يسمّى احتراقا، وإن كان أحدهما شمسا والآخر قمرا يسمّى اجتماعا، وإن لم يجتمع الكوكبان في جزء واحد، فإن كان البعد بينهما سدس الفلك بأن تكون مسافة ما بينهما ستين درجة من فلك البروج كأن يكون أحدهما في أول الحمل والآخر في أول الجوزاء يسمّى نظر تسديس، وإن كان البعد بينهما ربع الفلك أي تسعين درجة يسمّى نظر التربيع، وإن كان البعد بينهما ثلث الفلك أي مائة وعشرين درجة يسمّى نظر التثليث، وإن كان البعد بينهما نصف الفلك أي مائة وثمانين درجة يسمّى مقابلة ومقابلة النيّرين أي الشمس والقمر يسمّى استقبالا، ونظرات القمر تسمّى امتزاجات وممازجات قمر ومقارنة الكواكب بعقدة القمر تسمّى مجاسدة، وإن لم يكن البعد بينهما كذلك فلا نظر بينهما.
اعلم أنّ نظر كلّ برج إلى ثالثة هو التسديس الأيمن وإلى الحادي عشر هو التسديس الأيسر، وإلى خامسه التثليث الأيمن وإلى تاسعه التثليث الأيسر، وإلى رابعه التربيع الأيمن وإلى عاشره التربيع الأيسر وقد مرّ ما يتعلّق بهذا في لفظ الاتصال. اعلم بأنّ عبد العلي البرجندي في شرح زيج (الغ بيك) يقول:

الأنظار نحو نظر المقابلة قسمان: أحدهما على التوالي ويقال له: أنظار أولى. وذلك لأنّ حركات الكواكب لهذا الجانب. فلذا يقولون:
أولا هذه الأنظار تقع. والثاني يقال له أنظار ثانية. ويقال للأولى أنظار يسرى، وللثانية أنظار يمنى. وذلك لأنّ أهل أحكام الفلك توهّموا كون الإنسان مستلقيا ورأسه لجهة القطب الشمالي. وقسم من هذه الأنظار حينا يعتبرونها من منطقة البروج، والنظرات التي يسطّرونها في دفاتر التقويم مبنية على هذا الاعتبار وحينا من معدّل النهار. وهذه معتبرة في أحكام المواليد، ويقولون لها أيضا مطارح الأشعّة ومطارح الأنوار وتخصيصهم مطرح الشّعاع بهذه المواضع من حيث أنّ آثار وقوع الشّعاع يظهر في هذه المواضع، ولأنّ صحّتها صارت معلومة بالتجارب الكثيرة وإلّا فإنّ أشعّتها تصل إلى جميع أجزاء الفلك. انتهى كلامه. وإنّ نظرات البيوت والأشكال والنقاط في علم الرمل يأخذونها على هذا النحو، إلّا إذا لاحظوا بيوت الرمل بدلا من أجزاء فلك البروج وبدلا من كواكب الأشكال نقاط الاعتبار.
وأمّا عند غيرهم كالمنطقيين فقيل هو الفكر وقيل غيره وقد سبق. وقال القاضي الباقلاني النّظر هو الفكر الذي يطلب به علم أو غلبة ظنّ، والمراد بالفكر انتقال النفس في المعاني انتقالا بالقصد، فإنّ ما لا يكون انتقالا بالقصد كالحدس وأكثر حديث النفس لا يسمّى فكرا، وذلك الانتقال الفكري قد يكون بطلب العلم أو الظّنّ فيسمّى نظرا، وقد لا يكون كذلك فلا يسمّى به فالفكر جنس له وما بعده فصل له وكلمة، أو لتقسيم المحدود دون الحدّ.
وحاصله أنّ قسما من المحدود حدّه هذا أي الفكر الذي يطلب به علم، وقسما آخر حدّه ذاك أي الفكر الذي يطلب به ظنّ فلا يرد أنّ الترديد للإبهام فينافي التحديد والمراد بغلبة الظّنّ هو أصل الظّنّ، وإنّما زيد لفظ الغلبة تنبيها على أنّ الرجحان مأخوذ في حقيقة فإنّ ماهية الظّنّ هي الاعتقاد الراجح فلا يرد أنّ غلبة الظّنّ غير أصل الظّنّ فيخرج عنه ما يطلب به أصل الظّنّ، والمراد بطلب الظّنّ من حيث هو ظنّ من غير ملاحظة المطابقة للمظنون وعدمها، فإنّ المقصود الأصلي كالعمل في الاجتهاديات قد يترتّب على الظّنّ بالحكم بالنّظر إلى الدليل، فإنّ الحكم الذي غلب على ظنّ المجتهد كونه مستفادا من الدليل بحسب العمل به عليه من غير التفات إلى مطابقته وعدّ مطابقته سيّما عند من يقول بإصابة كلّ مجتهد، ولذا يثاب المجتهد المخطئ فلا يرد أنّ الظّنّ الغير المطابق جهل، فيلزم أن يكون الجهل مطلوبا وهو ممتنع إذ لا يلزم من طلب الأعمّ الذي هو الظّنّ مطلقا طلب الأخصّ الذي هو الظّنّ الغير المطابق، فلا يلزم طلب الجهل. وهذا التعريف يتناول النظر في التصوّر وفي التصديق لأنّ التصوّر مندرج في العلم، وكذا التصديق اليقيني مندرج فيه، فيتناول القطعي باعتبار مادته وصورته كالنّظر القياسي البرهاني والظّنّي من حيث المادة كالنّظر القياسي الخطابي، ومن حيث الصورة كالاستقراء والتمثيل، وكذا يتناول النّظر الصحيح والفاسد.
اعلم أنّ للنظر تعريفات بحسب المذاهب.
فمن يرون أنّه اكتساب المجهول بالمعلومات السّابقة وهم أرباب التعاليم القائلون بالتعليم والتعلّم يقولون إنّ النّظر ترتيب أمور معلومة للتأدّي إلى مجهول، وبعبارة أخرى ترتيب علوم الخ، إذ العلم والمعلوم متحدان والترتيب فعل اختياري لا بدّ له من علّة غائية، فالباعث على ذلك الفعل التأدّي إلى المجهول يقينا أو ظنّا أو احتمالا فهو الفكر، فخرج عنه المقدّمة الواحدة لأنّ الترتيب فيها ليس للتأدّي بل لتحصيل المقدّمة، وكذا خرج أجزاء النظر وترتيب الطرفين والنسبة الحكمية أو بعضها في القضية لتحصيل الوقوع واللاوقوع المجهول، وكذا خرج التنبيهات، وكذا خرج الحدس لأنّه سنوح المبادئ المرتّبة دفعة من غير اختيار، سواء كان بعد طلب أو لا، وأيضا ليس له غاية لعدم الاختيار فيه، ودخل فيه ترتيب المقدّمات المشكوكة المناسبة بوجود غرض التأدّي احتمالا، وكذا التعليم لأنّه فكر بمعونة الغير وكذا الحدّ والرسم الكاملان إلّا أنّ الأول موصل إلى الكنه والثاني إلى الوجه، لكنه يخرج عنه التعريف بالفصل والخاصّة وحدهما، وكون كلّ منهما قليلا ناقصا كما قاله ابن سينا لا يشفي العليل لأنّ الحدّ إنما هو لمطلق النّظر فيجب أن يندرج فيه جميع أفراده التامة والناقصة قلّ استعمالها أو كثر. ولهذا غيّر البعض هذا التعريف فقال هو تحصيل أمر أو ترتيب أمور للتأدّي إلى المجهول، وكذا دخل فيه قياسا المساواة والاستلزام بواسطة عكس النقيض وإن أخرجوهما عن القياس لعدم اللزوم لذاته، وكذا النّظر في الدليل الثاني لأنّ المقصود منه العلم بوجه دلالته وهو مجهول. وإنّما قيل للتأدّي ولم يقل بحيث يؤدّي ليشتمل النّظر الفاسد صورة أو مادة فيشتمل المغالطات المصادفة للبديهيات كالتشكيك المذكور في نفس اللزوم ونحوه لأنّ الغرض منها التصديق للأحكام الكاذبة وإن لم يحصل ذلك، وغيّر البعض هذا التعريف لما مر فقال النّظر ملاحظة العقل ما هو حاصل عنده لتحصيل غيره، والمراد بالعقل النفس لأنّ الملاحظة فعلها وأنّ المجرّدات علمها حضوري لا حصولي، والمتبادر من الملاحظة ما يكون بقصد واختيار فخرج الحدس ثم الملاحظة لأجل تحصيل الغير تقتضي أن يكون ذلك لتحصيل غاية مترتّبة عليه في الجملة فلا يرد النقض بالملاحظة التي عند الحركة الأولى والثانية إذ لا يترتّب عليه التحصيل أصلا، بل إنّما يترتّب على الملاحظة التي هي من ابتداء الحركة الأولى إلى انتهاء الحركة الثانية. نعم يترتّب على الملاحظة بالحركة الأولى في التعريف بالمفرد وهي فرد منه فتدبّر فظهر شمول هذا التعريف أيضا لجميع الأقسام. وأمّا من يرى أنّ النّظر مجرّد التوجّه إلى المطلوب الإدراكي بناء على أنّ المبدأ عام الفيض متى توجهنا إلى المطلوب أفاضه علينا من غير أن يكون لنا في ذلك استعانة بمعلومات، فمنهم من جعله عدميا فقال هو تجريد الذهن عن الغفلات المانعة عن حصول المطلوب، ومنهم من جعله وجوديا فقال هو تحديق العقل نحو المعقولات أي المطالب وتحديق النّظر بالبصر نحو المبصرات. وقد يقال كما أنّ الإدراك بالبصر يتوقّف على أمور ثلاثة: مواجهة البصر وتقليب الحدقة نحوه طلبا لرؤيته وإزالة الغشاوة المانعة من الإبصار، كذلك الإدراك بالبصيرة يتوقّف على أمور ثلاثة: التوجّه نحو المطلوب أي في الجملة بحيث يمتاز المطلوب عمّا عداه كما يمتاز المبصر عن غيره بمواجهة البصر وتحديق العقل نحوه طلبا لإدراكه أي التوجّه التام إليه بحيث يشغله عما سواه كتقليب الحدقة إلى المبصر وتجريد العقل عن الغفلات التي هي بمنزلة الغشاوة. فإن قلت الاستعانة بالمعلومات بديهية فكيف ينكرها؟

قلت: لعلّه يقول إنّ إحضار المعلومات طريق من طرق التوجّه فإنّه يفيد قطع الالتفات إلى غير المطلوب، ولذا قد يحصل المطلوب بمجرّد التوجّه بدون معلومات سابقة على ما هو طريقة حكماء الهند وأهل الرياضة، والظاهر هو مذهب أرباب التعاليم. قيل والتحقيق الذي يرفع النزاع من المتقدّمين والمتأخّرين هو أنّ الاتفاق واقع على أنّ النّظر والفكر فعل صادر عن النفس لاستحصال المجهولات من المعلومات، ولا شكّ أنّ كلّ مجهول لا يمكن اكتسابه من أيّ معلوم اتفق، بل لا بدّ له من معلومات مناسبة إياه كالذاتيات في الحدود واللوازم الشاملة في الرسوم والحدود الوسطى في الاقترانيات، وقضية الملازمة في الشرطيات.
ولا شك أيضا في أنّه لا يمكن تحصيله من تلك المعلومات على أي وجه كانت بل لا بدّ هناك من ترتيب معيّن فيما بينها ومن هيئة مخصوصة عارضة لها بسبب ذلك الترتيب، فإذا حصل لنا شعور بأمر تصوّري أو تصديقي وحاولنا تحصيله على وجه أكمل سواء قلنا إنّ ذلك الوجه هو المطلوب أو أنّ المطلوب ذلك الأمر بهذا الوجه فلا بدّ أن يتحرّك الذهن في المعلومات المخزونة عنده منتقلا من معلوم إلى معلوم آخر حتى يجد المعلومات المناسبة لذلك المطلوب وهي المسمّاة بمباديه. ثم أيضا لا بدّ أن يتحرّك في تلك المبادي ليرتّبها ترتيبا خاصا يؤدّي إلى ذلك المطلوب، فهناك حركتان مبدأ الأولى منهما هو المطلوب المشعور بذلك الوجه الناقص ومنتهاها آخر ما يحصل من تلك المبادئ ومبدأ الثانية أول ما يوضع منها للترتيب ومنتهاها المطلوب المشعور به على الوجه الأكمل. فالحركة الأولى تحصل المادة أي ما هو بمنزلة المادة أعني مبادئ المطلوب التي يوجد معها الفكر بالقوة، والحركة الثانية تحصل الصورة أي ما هو بمنزلة الصورة أعني الترتيب الذي يوجد معه الفكر بالفعل وإلّا فالفكر عرض لا مادة ولا صورة. فذهب المحقّقون إلى أنّ الفعل المتوسط بين المعلوم والمجهول للاستحصال هو مجموع هاتين الحركتين اللتين هما من قبيل الحركة في الكيفيات النفسانية إذ به يتوصّل إلى المجهول توصلا اختياريا، للصناعة الميزانية فيه مدخل تام، فهو النظر بخلاف الترتيب المذكور اللازم له بواسطة الجزء الثاني إذ ليس له مدخل تام لأنّه بمنزلة الصورة فقط.
وذهب المتأخّرون إلى أنّ النّظر هو ذلك الترتيب الحاصل من الحركة الثانية لأنّ حصول المجهول من مباديه يدور عليه وجودا وعدما. وأمّا الحركتان فهما خارجتان عن الفكر والنّظر إلّا أنّ الثانية لازمة له لا توجد بدونه قطعا والأولى لا تلزمه بل هي أكثري الوقوع معه، إذ سنوح المبادئ المناسبة دفعة عند التوجه إلى تحصيل المطلوب قليل، فالنزاع بين الفريقين إنّما هو في إطلاق لفظ النظر لا بحسب المعنى، إذ كلا الفريقين لا ينكران أنّ مجموع الحركتين فعل صادر من النفس متوسط بين المعلوم والمجهول في الاستحصال، كما لا ينكران الترتيب اللازم للحركة الثانية كذلك مع الاتفاق بينهما على أنّ النظرين أمران من هذا القبيل، ومختار الأوائل أليق بصناعة الميزان. ثم إنّ هذا الترتيب يستلزم التوجه إلى المطلوب وتجريد الذهن عن الغفلات وتحديق العقل نحو المعقولات فتأمّل حتى يظهر لك أنّ هذه التعريفات كلها تعريفات باللوازم وحقيقة النّظر هي الحركتان وأن لا نزاع بينهم بحيث يظهر له ثمرة في صورة من الصور.
اعلم أنّ الإمام الرازي عرّف النّظر بترتيب تصديقات يتوصّل بها إلى تصديقات أخر بناء على ما اختاره من امتناع الكسب في التصوّرات. قال السّيّد السّند في حواشي العضدي: إن قلت ماذا أراد القاضي بالنّظر المعرّف بما ذكره، أمجموع الحركتين كما هو رأي القدماء أم الحركة الثانية كما ذهب إليه المتأخّرون؟ قلت: الظاهر حمله على المعنى الأول إذ به يحصل المطلوب لا بالحركة الثانية وحدها انتهى. وفيه إشارة إلى جواز حمله على المعنى الثاني.
فائدة:
المشهور أنّ النّظر والفكر يختصان بالمعقولات الصّرفة لا يجريان في غيرها، والظاهر جريانهما في غيرها أيضا كقولك هذا جسم لأنّه شاغل للحيّز، وكلّ شاغل للحيّز جسم، كذا ذكر أبو الفتح في حاشية الجلالية للتهذيب. وبقي هاهنا أبحاث فمن أرادها فليرجع إلى حواشي شرح المطالع في تعريف المنطق.

التقسيم:
ينقسم النظر إلى صحيح يؤدّي إلى المطلوب وفاسد لا يؤدّي إليه، والصحة والفساد صنفان عارضان للنّظر حقيقة لا مجازا عند المتأخّرين. فإنّ الترتيب الذي هو فعل الناظر يتعلّق بشيئين أحدهما بمنزلة المادة في كون الترتيب به بالقوة وهو المعلومات التي يقع فيها الترتيب، والثاني بمنزلة الصورة في حصوله به بالفعل وهو تلك الهيئة الــمترتّبة عليها. فإذا اتصف كلّ منهما بما هو صحته في نفسه اتصف الترتيب بالصحة التي هي صفته وإلّا فلا، بخلاف ما إذا كان عبارة عن الحركتين لأنّ الحركة حاصلة بالفعل من مبدأ المسافة أعني المطلوب المشعور به بوجه إلى منتهاها، أعني الوجه المجهول، وليست بالقوة عند حصول المعلوم وبالفعل عند حصول الهيئة فلا يكون صحة النظر حينئذ بصحة المادة والصورة، بل بترتيب ما لأجله الحركة، أعني حصول المعلومات المناسبة والهيئة المنتجة، وبخلاف ما إذا كان النظر عبارة عن التوجّه المذكور، فإنّ العلوم السابقة لا مدخل لها في التأدية حينئذ فلا يكون صحته بصحة المادة والصورة أيضا.
قيل يرد على التعريفين قولنا زيد حمار وكلّ حمار جسم فإنّه يدخل في الصحيح مع أنه فاسد المادة. أقول: لا نسلّم تأديته إلى المطلوب فإنّ حقيقة القياس على ما صرّح به السّيّد السّند في حواشي العضدي وسط مستلزم للأكبر ثابت للأصغر، وهاهنا لا يثبت الوسط للأصغر فلا اندراج فلا تأدية في نفس الأمر. نعم إنّه يؤدّي بعد تسليم المقدمتين. ومنهم من قسّم النظر إلى جلي وخفي وهذا بعيد لأنّ النظر أمر يطلب به البيان فجلاؤه وخفاؤه إنّما هو بالنظر إلى بيانه وكشفه للمنظور فيه وهو لا يجامعه أصلا لكونه معدا له، فلا يتّصف بصفاته حقيقة بل مجازا، فما وقع في كلامهم من أنّ هذا نظر جلي وهذا نظر خفي فمحمول على التجوّز.
فائدة:
لا اختلاف في إفادة النظر الصحيح الظّنّ بالمطلوب، وأمّا في إفادته العلم به فقد اختلف فيه. فالجمهور على أنّه يفيد العلم وأنكره البعض وهم طوائف. الأولى من أنكر إفادته للعلم مطلقا وهم السّمنية المنسوبة إلى سومنات وهم قوم من عبدة الأوثان قائلون بالتّناسخ وبأنّه لا طريق للعلم سوى الحسّ.
الثانية المهندسون قالوا إنّه يفيد العلم في الهندسيات والحسابيات دون الإلهيات والغاية القصوى فيها الظّنّ والأخذ بالأحرى والأخلق بذاته تعالى وصفاته وأفعاله. الثالثة الملاحدة قالوا إنّه لا يفيد العلم بمعرفة الله تعالى بلا معلّم يرشدنا إلى معرفته تعالى ويدفع الشبهات عنّا.
فائدة:
اختلف في كيفية حصول العلم عقيب النظر الصحيح، فمذهب الشيخ الأشعري أنّه بالعادة بناء على أنّ جميع الممكنات مستندة عنده إلى الله سبحانه ابتداء بلا واسطة وأنّه تعالى قادر مختار فلا يجب عنه صدور شيء ولا يجب عليه أيضا، ولا علاقة توجيه بين الحوادث المتعاقبة إلّا بإجراء العادة بخلق بعضها عقيب بعض كالإحراق عقيب مماسة النار والرّي بعد شرب الماء. ومذهب المعتزلة أنّه بالتوليد وذلك أنّهم أثبتوا لبعض الحوادث مؤثّرا غير الله تعالى، وقالوا الفعل الصادر عنه إمّا بالمباشرة أي بلا واسطة فعل آخر منه، وإمّا بالتوليد أي بتوسطه والنّظر فعل للعبد واقع بمباشرته يتولّد منه فعل آخر هو العلم. ومذهب الحكماء أنّه بسبب الإعداد فإنّ المبدأ الذي يستند إليه الحوادث في عالمنا هذا وهو العقل الفعّال أو الواجب تعالى بتوسط سلسلة العقول موجب عندهم عام الفيض، ويتوقّف حصول الفيض على استعداد خاص يستدعيه ذلك الفيض، والاختلاف في الفيض إنّما هو بحسب اختلاف استعدادات القوابل. فالنّظر يعدّ الذهن إعدادا تاما والنتيجة تفيض عليه من ذلك المبدأ وجوبا أي لزوما عقليا. ومذهب الإمام الرازي أنّه واجب أي لازم عقلا غير متولّد منه. قيل أخذ هذا المذهب من القاضي الباقلاني وإمام الحرمين حيث قالا باستلزام النظر للعلم على سبيل الوجوب من غير توليد. ونقل في شرح المقاصد عن الإمام. الغزالي أنّه مذهب أكثر أصحابنا، والقول بالعادة مذهب البعض.
فائدة:
شرط النّظر في إفادته العلم إمّا مطلقا صحيحا كان أو فاسدا، فبعد الحياة أمران وجود العقل الذي هو مناط التكليف وضدّه وهو ما ينافيه، فمنه ما هو عام يضاد النّظر وغيره وهو كلّ ما هو ضدّ للإدراك من النوم والغفلة ونحوهما، ومنه ما هو خاص يضاد النّظر بخصوصه وهو العلم بالمطلوب من حيث هو مطلوب والجهل المركّب به إذ صاحبهما لا يتمكّن من النّظر فيه، وأمّا العلم بالمطلوب من وجه آخر فلا بد فيه ليتمكّن طلبه ومن يعلم شيئا بدليل ثم ينظر فيه ثانيا ويطلب دليلا آخر فهو ينظر في وجه دلالة الدليل الثاني وهو غير معلوم. وأمّا الشرط للنظر الصحيح بخصوصه فأمران أن يكون النّظر في الدليل لا في الشبهة وأن يكون من جهة دلالته على المدلول.
فائدة:
النّظر في معرفته تعالى واجب إجماعا منّا ومن المعتزلة، واختلف في طريق ثبوت هذا الوجوب. فعندنا هو السمع وعند المعتزلة العقل. اعلم أنّ أوّل ما يجب على المكلّف عند الأكثرين ومنهم الأشعري هو معرفة الله تعالى إذ هو أصل المعارف وقيل هو النظر فيها لأنّ المعرفة واجبة اتفاقا والنظر قبلها وهو مذهب جمهور المعتزلة. وقيل هو أول جزء من أجزاء النظر. وقال القاضي واختاره ابن فورك وامام الحرمين أنّه القصد إلى النظر. وقال أبو هاشم أول الواجبات الشكّ وهذا مردود بلا شبهة.
فائدة:
القائلون بأنّ النظر الصحيح يفيد العلم اختلفوا في الفاسد، فقال الرازي إنّه يفيده مطلقا، والمختار عند الجمهور وهو الصواب أنّه لا يفيده مطلقا، والبعض على أنّ الفساد إن كان من المادة فقط استلزمه وإلّا فلا. وإن شئت توضيح تلك الأبحاث فارجع إلى شرح المواقف وشرح الطوالع.

رعرع

(ر ع ر ع) : (صَبِيٌّ مُتَرَــعْرِعٌ) إذَا كَادَ يُجَاوِزُ عَشْرَ سِنِينَ أَوْ قَدْ جَاوَزَهَا.
[رعرع] نه فيه: لو يمى القصب "الرعراع" لم يسمع صوته، هو الطويل، من ترعرع الصبي إذا نشأ وكبر.
(رعرع)
الشَّيْء حركه وزعزعه وَالله الْغُلَام أَنْبَتَهُ وأنشأه وَالدَّابَّة ركبهَا ليروضها

رعرع


رَعْرَعَ
a. Rippled (water).
b. Made to shoot up, grow.

تَرَعْرَعَa. Shot up, grew up.
b. Was loose, rickety, wabbled about.
رَعْرَاْع رَعْرَع
رُعْرُع
(pl.
رَعَاْرِعُ), Wellmade, goodly, graceful, handsome, tall.
رعرع: برّد، سكّن، وتستعمل مجازاً بمعنى سرّ وأفرح وأزال همّه (بوشر).
رَعْرَعَة: استعادة الصحة، شفاء، متعاف (بوشر).
رعرعة: نضارة، نضرة، بهاء، سناء (بوشر).
رعراع، رعراع أيوب: نبات اسمه العلمي inuba Arabica، وقد سمي هذا النبات بهذا الاسم لأن النبي أيوب (عليه السلام) فيما يقال فرك جسمه ليشفى مما به (لين عادات 2: 282).
تَرَعْرُع: شفاء، تعافٍ، استعادة القوى.
رعرع
رعرعَ يُرعرع، رَعْرَعةً، فهو مُرَعرِع، والمفعول مُرعرَع
• رعرع الغذاءُ الغلامَ: جعله ينمو "رعرعت المياهُ النباتَ- رعرعت الأمطارُ الأرضَ".
• رعرع اللهُ الزَّرْعَ: أنبته ونَشَّأه "رعرعه الله في أسرة كريمة". 
2132 - 
ترعرعَ يترعرع، تَرَعْرُعًا، فهو مُترعرِع
• ترعرع الصَّبيُّ: نشأ وشبَّ ونما "ترعرع النبات- ترعرع في بيت علم وفضل". 

رَعْراع [جمع]: جج رَعارِع: (نت) جنس نباتات عشبيَّة برِّيَّة من فصيلة المركَّبات، أزهارها صفراء اللون. 
رعرع
الرَّعْراعُ: اليافِعُ الحَسَنُ الاعْتِدالِ، وَلَا يكونُ إلاّ مَعَ حُسْنِ شَبابٍ، وَقيل: هُوَ المُراهِقُ المُحْتَلِمُ.
وَقيل: قد تحرَّكَ وكَبِرَ، كالرَّعْرَعِ، كفَدْفَدٍ، ذكرَهما الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ، وانفرَدَ ابنُ جِنِّي بالأَوَّل. قَالَ ابنُ عَبّاد: غُلامٌ رُعْرُعٌ، مثل هُدْهُدٍ. وَقَالَ كُراع: شابٌّ رُعْرُعٌ ورُعْرُعَةٌ. والرَّعْرَعَةُ: حُسْنُ شَباب الغُلامِ وتحَرُّكه. قَالَ المُؤَرِّجُ: الرَّعراعُ: الجَبانُ. الرَّعْراعُ: القَصَبُ الطَّويل فِي مَنبِتِه وَهُوَ رَطْبٌ، نَقله الأَزْهَرِيُّ سَماعاً من العَرَبِ، قيل: وَمِنْه يُقال للغلام إِذا شَبَّ واسْتَوَتْ قامَتُه: رَعراعٌ، ورَعْرَعٌ. وَفِي حَدِيث وَهْبٍ: لَو يَمُرُّ على القصَبِ الرَّعراعِ لم يُسْمَعْ صَوتُه. والرَّعاعُ، كسَحابٍ: الأَحداثُ الطَّغامُ، وَفِي حَدِيث عُمَرَ: إنَّ المَوسِمَ يَجمَعُ رَعاعَ النّاسِ. أَي غَوغاءَهُم وسُقَّاطَهُم وأَخلاطَهم، الواحِدَةُ: رَعاعَة، وَفِي حَدِيث عليٍّ: وَسَائِر النّاسِ هَمَجٌ رَعاعٌ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: قرأْتُ بخَطِّ شَمِرٍ. والرُّعاعُ كالزُّجاجِ، من النّاسِ: وهُمُ الرُّذالُ الضُّعفاءُ، وهم الذينَ إِذا فُزِّعوا طاروا. الرَّعاعَةُ، كسَحابَةٍ: النَّعامَةُ، لأَنَّها أبدا كأَنَّها مَنخُوبَةٌ فَزِعَةٌ، قَالَه أَبو العَمَيْثَلِ. قَالَ أَبو عَمْروٍ: الرَّعاعَةُ والهَجاجَةُ: مَنْ لَا فُؤادَ لهُ وَلَا عقلَ. قَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: الرَّعُّ: السُّكونُ. قَالَ ابنُ دُرَيد: الرَّعْرَعَةُ: اضْطِرابُ المَاء الصَّافي الرَّقيق على وَجه الأَرضِ، قِيلَ: ومنهُ قِيل: غُلامٌ رَعْرَعٌ. يُقَال: رَعْرَعَهُ اللهُ، أَي أَنْبَتَهُ، نَقله الجَوْهَرِيّ والزَّمخشريُّ. رَعْرَعَ الفارِسُ دابَّتَه، إِذا كَانَت رَيِّضاً، هَكَذَا هُوَ فِي العُبابِ والتَّكملة، وَفِي اللِّسَان: إِذا لم تكنْ رَيِّضاً فرَكِبَها لِيَرُوضَها، قَالَ أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ:
(تَرِعاً يُرَعْرِعُه الغُلامُ كَأَنَّه ... صَدَعٌ يُنازِعُ هِزَّةً ومِراحا)
وتَرَعرَعَ الصَّبيُّ: تحرَّكَ ونشأَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، زادَ غيرُه: وكَبِرَ. وغُلامٌ مُتَرَــعْرِعٌ، أَي مُتَحَرِّكٌ. تَرَعْرَعَت السِّنُّ وتَزَعْزَعَت: قلِقَتْ وتَحَرَّكَتْ. وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: شابٌّ رُعْرُعَةٌ، بالضَّمِّ، عَن كُراع: مَراهِقٌ. وجَمْعُ الرَّعْرَعِ، والرَّعْراعِ: الرَّعارِعُ، وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ لِلَبيدٍ رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ، وقيلَ: هُوَ للبَعيثِ:
(تُبَكِّي على إثْرِ الشَّباب الَّذِي مَضَى ... إِلَّا إنَّ أَخْدانَ الشَّباب الرَّعارِعُ)
وتَرَعرَعَ السَّرابُ: تحرَّكَ واضْطَرَبَ، على التَّشْبِيه بالماءِ. والرَّعْراعُ: نَبْتُ، وَيُقَال: هُوَ مَقلوبُ عَرْعارٍ.

المفرد

المفرد:
[في الانكليزية] Singular ،simple ،particular
[ في الفرنسية] Simple ،singulier ،particulier
بتخفيف الراء المفتوحة من الإفراد يطلق على معان. منها مقابل المركّب وعرّفه أهل العربية بأنّه اللفظ بكلمة واحدة، واللفظ ليس بمعنى التلفظ بل بمعنى الملفوظ، أي الذي لفظ. فالمعنى أنّ المفرّد هو الذي لفظ بكلمة أي صار ملفوظا بتلفّظ كلمة واحدة، ومآله أنّه لفظ هو كلمة واحدة، فإن ما يصير ملفوظا بتلفّظ كلمة واحدة لا بدّ أن يكون كلمة واحدة.
والمراد من الكلمة اللغوية ومعنى الواحدة التي ضمّت إلى الكلمة معلوم عرفا، فإنّ ضرب مثلا كلمة واحدة في عرف اللغة بخلاف ضرب زيد فلا حاجة إلى تفسير الكلمة الواحدة لغة بما لم يشتمل على لفظين موضوعين، ولا خفاء في اعتبار قيد الوضع في الحدّ لكونه قسما من اللفظ الموضوع فلا يرد على الحدّ المهملات.
على أنّا لا نسلّم إطلاق الكلمة على المهمل في عرف اللغة فلا يرد ما أورد المحقّق التفتازاني من أنّه إن أريد الكلمة اللغوية على ما يشتمل الكلام والزائد على حرف وإن كان مهملا على ما صرّح به في المنتهى لم يطرد، وإن أريد الكلمة النحوية لزم الدور، غاية ما يقال إنّه تفسير لفظي لمن يعرف مفهوم الكلمة ولا يعرف أنّ لفظ المفرد لأيّ معنى وضع انتهى كلامه.
وعرّف المركّب بأنّه اللفظ بأكثر من كلمة واحدة ومحصّله لفظ هو أكثر من كلمة واحدة، فنحو نضرب وأخواته مفرد إذ يعدّ حرف المضارعة مع ما بعده كلمة واحدة عرفا. فعند النحويين لا يمتنع دلالة جزء الكلمة الواحدة على شيء في الجملة، وعبد الله ونحوه من المركّبات الإضافية وبعلبك ونحوه من المركّبات المزجية، وتأبّط شرا ونحوه من المركّبات الإسنادية مركّبات وإن كانت أعلاما لكونها أكثر من كلمة واحدة عرفا هكذا في العضدي وحاشية السّيّد السّند في المبادئ. وقال المحقّق التفتازاني: وهذا يشكّل بما أطبق عليه النحاة من أنّ العلم اسم وكلّ اسم كلمة وكلّ كلمة مفرد، فيلزم أن يكون عبد الله ونحوه علما مفردا. والجواب أنّ المفرد المأخوذ في حدّ الكلمة غير المفرد بهذا المعنى انتهى. وكأنّه بمعنى ما لا يدلّ جزؤه على جزء معناه. والذي يسنح بخاطري أنّ إطباقهم على أنّ العلم اسم كإطباقهم على أنّ الأصوات أسماء، فإنّهم لما رأوها مشاركة للكلمات في كثرة الدوران على الألسنة في المحاورات نزّلوها منزلة الأسماء المبنية وضبطوها في المبنيات، فاسمية الأعلام المركّبة تكون من هذا القبيل أيضا. وبالجملة فالعلم المفرد اسم حقيقة والمركّب اسم حكما لأنّ معناه معنى الاسم.
اعلم أنّ المفهوم مما سبق حيث اعتبرت الوحدة العرفية أنّ مثل الرجل وقائمة وبصري وسيضرب ونحوها مفردة، لكنه يخالف ما وقع في شروح الكافية والضوء حيث عرّف اللفظ المفرد بما لا يدلّ جزؤه على جزء معناه حال كونه جزءا، وأخرج منه المركّبات مطلقا كلامية أو غيرها، وكذا مثل الرجل وقائمة وبصري وسيضرب وضربت وضربنا ونحوها مما يعد لشدّة الامتزاج كلمة واحدة، وكأنّ للمفرد عندهم معنيين فلا مخالفة، لكن في كون المعنيين من مصطلحات النحاة نظرا، إذ قد صرّح في العضدي أنّ المعنى الثاني للمفرد وهو ما لا يدلّ جزؤه على جزء معناه من مصطلحات المنطقيين. وقال المحقّق التفتازاني في حاشيته إنّه لا يمتنع عند النحاة دلالة جزء الكلمة الواحدة على شيء في الجملة. فنحو يضرب وأخواته مفرد عندهم ويؤيّده ما في الفوائد الضيائية حيث قال: ولا يخفى على الفطن العارف بالغرض من علم النحو أنّه لو كان الأمر بالعكس بأن يجعل نحو عبد الله علما مركّبا، ونحو قائمة وبصري مفردا لكان أنسب انتهى. وقال المولوي عبد الغفور في حاشيته: الغرض من النحو معرفة أحوال اللفظ وتصحيح إعرابه، فإهمال جانب اللفظ والميل إلى جانب المعنى لا يلائم ذلك الغرض، ولا يخفى أنّ ذلك الإهمال لا يجري في كلّ ما يعدّ لشدّة الامتزاج لفظة واحدة وأعرب بإعراب بل فيما أعرب بإعرابين كعبد الله انتهى.
قال المنطقيون المفرد هو اللفظ الموضوع الذي لا يقصد بجزء منه الدلالة على جزء معناه، سواء لم يكن له جزء كهمزة الاستفهام أو كان له جزء ولم يدلّ على معنى كزيد أو كان له جزء دالّ على معنى ولا يكون ذلك المعنى جزء المعنى المقصود كعبد الله علما، فإن العبد معناه العبودية وهو ليس جزء المعنى المقصود وهو الذات المشخّصة وكذا لفظ الله، أو كان له جزء دالّ على جزء المعنى المقصود ولم يكن دلالته مقصودة كالحيوان الناطق علما لإنسان فإنّ معناه حينئذ الماهية الإنسانية مع التشخّص والحيوان فيه مثلا دالّ على جزء الماهية الإنسانية. لكن ليست تلك الدلالة مقصودة حال العلمية، بل المقصود هو الذّات المشخّصة، ويقابله المركّب تقابل العدم والملكة وهو ما يقصد بجزء منه الدلالة على جزء معناه كرامي الحجارة وقائمة وبصري ويضرب ونحوها، وإنّما لم يجعلوا مثل عبد الله علما مركّبا كما جرت عليه كلمة النحاة لأنّ نظرهم في الألفاظ تابع للمعاني فيكون إفرادها وتركيبها تابعين لوحدة المعاني وكثرتها بخلاف النّحاة، فإنّ نظرهم إلى أحوال الألفاظ، وقد جرى على مثله علما أحكام المركّبات حيث أعرب بإعرابين كما إذا قصد بكل واحد من جزئه معنى على حدّة. لا يقال تعريف المركّب غير جامع وتعريف المفرد غير مانع لأنّ مثل الحيوان الناطق بالنظر إلى معناه البسيط التضمّني أو الالتزامي ليس جزؤه مقصود الدلالة على جزء ذلك المعنى فيدخل في حدّ المفرد، ويخرج عن حدّ المركّب لأنّا نقول المراد بالدلالة في تعريف المركّب هي الدلالة في الجملة وبعدم الدلالة في المفرد انتفاؤها من سائر الوجوه، فالمركّب ما يكون جزؤه مقصود الدلالة بأيّ دلالة كانت على جزء ذلك المعنى، وحينئذ يندفع النقض لأنّ مثل الحيوان الناطق وإن لم يدل جزؤه على جزء المعنى البسيط التضمني لكنّه يدلّ على جزء المعنى المطابقي، ويلزمهم أنّ نحو ضارب ومخرج وسكران مما لا ينحصر من الألفاظ المشتقة مركّب لأنّ جوهر الكلمة جزء منه، وما ضمّ إليه من الحروف والحركات جزء وكلّ من الجزءين يدلان على معنى مختصّ به. واعتذر الجمهور عنه بأنّ المراد بالأجزاء ألفاظ أو حروف أو مقاطع مسموعة مترتّبة متقدّم بعضها على بعض، والمادة مع الهيئة ليست كذلك، وأنت خبير بأنّ هذا إرادة ما لا يفهم من اللفظ ولا نعني بفساد الحدّ سوى هذا.

التقسيم:
المفرد عند النحاة إما اسم أو فعل أو حرف وقد سبق تحقيقه في لفظ الاسم. وقال المنطقيون المفرد إمّا اسم أو كلمة أو أداة لأنّه إمّا أن يدلّ على معنى وزمان بصيغته ووزنه وهو الكلمة، أو لا يدلّ، ولا يخلو إمّا أن يدلّ على معنى تام أي يصحّ أن يخبر به وحده عن شيء وهو الاسم وإلّا فهو الأداة، وقد علم بذلك حدّ كلّ واحد منها. وإنّما أطلق المعنى في حدّ الكلمة دون الاسم ليدخل فيه الكلمات الوجودية فإنّها لا تدلّ على معان تامة. وقيد الزمان بالصيغة ليخرج عنه الأسامي الدّالّة على الزمان بجوهرها ومادّتها كلفظ الزمان واليوم وأمس وأسماء الأفعال، وإنّما كان دلالتها على الزمان بالصيغة والوزن لاتحاد المدلولات الزمانية باتحاد الصيغة، وإن اختلفت المادة كضرب وذهب واختلافها باختلافها، وإن اتحدت المادة كضرب ويضرب، ولا يلزم حينئذ كونها مركّبة لأنّ المعنى من المركّب كما عرفت أن يكون هناك أجزاء مرتّبة مسموعة وهي ألفاظ أو حروف، والهيئة مع المادة ليست كذلك، فلا يلزم التركيب. وهاهنا نظر لأنّ الصيغة هي الهيئة الحاصلة باعتبار ترتيب الحروف وحركاتها وسكناتها، فإن أريد بالمادة مجموع الحروف فهي مختلفة باختلاف الصيغة، وإن أريد بها الحروف الأصلية فربما تتّحد والزمان مختلف كما في تكلّم يتكلّم وتغافل يتغافل على أنّه لو صحّ ذلك فإنّما يكون في اللغة العربية، ونظر المنطقي يجب أن لا يختص بلغة دون أخرى، فربما يوجد في لغات أخر ما يدلّ على الزمان باعتبار المادة. وإنّما زيد وحده في حدّ الاسم لإخراج الأداة إذ قد يصحّ أن يخبر بها مع ضميمة كقولنا زيد لا قائم. والكلمة إمّا حقيقية إن دلّت على حدث ونسبة ذلك الحدث إلى موضوع ما وزمان تلك النسبة كضرب وقعد، وإمّا وجودية إن دلّت على الأخيرين فقط يعني أنّها لا تدلّ على معنى قائم بمرفوعها بل على نسبة شيء ليس هو مدلولها إلى موضوع ما، بل ذلك الشيء خارج عن مدلولها، وهذا معنى تقرير الفاعل على صفة وعلى الزمان ككان فإنّه لا يدلّ على الكون مطلقا بل على كون الشيء شيئا لم يذكر بعد، أي لم يذكر ما دام لم يذكر كان، وهذا التقسيم عند الجمهور. وأمّا الشيخ فقد قسّم اللفظ المفرد على أربعة أقسام وهو أنّ اللفظ إمّا أن يدلّ على المعنى دلالة تامة أو لا.
فإن دلّ فلا يخلو إمّا أن يدلّ على زمان فيه معناه من الأزمنة الثلاثة وهو الكلمة أو لا يدلّ عليه وهو الاسم، وإمّا لا يدلّ على المعنى دلالة تامة، فإمّا أن يدلّ على الزمان فهي الكلمة الوجودية أو لا يدلّ فهو الأداة، فالأدوات نسبتها إلى الأسماء كنسبة الكلمات الوجودية إلى الأفعال في عدم كونها تامّات الدلالات. لا يقال من الأسماء ما لا يصحّ أن يخبر به أو عنه أصلا كبعض المضمرات المتصلة مثل غلامي وغلامك. ومنها ما لا يصحّ إلّا مع انضمام كالموصولات فانتقض بها حدّ الاسم والأداة عكسا وطردا على كلا القولين لأنّا نقول: لمّا أطلق الألفاظ فوجد بعضها يصلح لأن يصير جزءا من الأقوال التامة والتقييدية النافعة في هذا الفنّ وبعضها لا، فنظر أهل هذا الفنّ في الألفاظ من جهة المعنى. وأمّا نظر النحاة فمن جهة نفسها فلا يلزمه تطابق الاصطلاحين عند تغاير جهتي النّظرين فاندفع النقوض لأنّ الألفاظ المذكورة إن صحّ الإخبار بها أو عنها فهي أسماء وأفعال وإلّا فأدوات. غاية ما في الباب أنّ الأسماء بعضها باصطلاح النحاة أدوات باصطلاح المنطقيين ولا امتناع في ذلك.
فائدة:
كلّ كلمة عند المنطقيين فعل عند العرب بدون العكس أي ليس كلّ فعل عندهم كلمة عند المنطقيين فإنّ المضارع الغير الغائب فعل عندهم وليس كلمة لكونه مركّبا والكلمة من أقسام المفرد، وإنّما كان مركّبا لأنّ المضارع المخاطب والمتكلّم يدلّ جزء لفظه على جزء معناه، فإنّ الهمزة تدلّ على المتكلّم المفرد والنون على المتكلّم المتعدّد والتاء على المخاطب وكذا الحال في الماضي الغير الغائب هكذا قال الشيخ. وقال أيضا الاسم المعرب مركّب لدلالة الحركة الإعرابية على معنى زائد، وقد بالغ بعض المتأخّرين وقال: لا كلمة في لغة العرب إلّا أنّها مركّبة وزعم أنّ ألفاظ المضارعة مركّبة من اسمين أو اسم وحرف لأنّ ما بعد حرف المضارعة ليس حرفا ولا فعلا وإلّا لكان إمّا ماضيا أو أمرا أو مضارعا، ومن الظاهر أنّه ليس كذلك، فتعيّن أن يكون اسما وحرف المضارعة إمّا حرف أو اسم. وتحقيق ذلك من وظائف أهل العربية.
فائدة:
وجه التسمية بالأداة لأنّها آلة في تركيب الألفاظ، وأمّا بالكلمة فلأنّها من الكلم وهو الجرح لأنّها لمّا دلّت على الزمان وهو متجدّد منصرم فيكلم الخاطر بتغيّر معناها، وأمّا بالاسم فلأنّه أعلى مرتبة من سائر الألفاظ فيكون مشتملا على معنى السّموّ وهو العلوّ، وأمّا بالكلمة الوجودية فلأنّها ليس مفهومها إلّا ثبوت النسبة في زمان، هذا كلّه خلاصة ما في شرح المطالع وشرح الشمسية وحواشيهما. وأيضا ينقسم المفرد إلى مضمر وعلم مسمّى بالجزئي الحقيقي في عرف المنطقيين ومتواطئ ومشكّك ومنقول ومرتجل ومشترك ومجمل وكلّي وجزئي ومرادف ومباين. ومنها ما يقابل الجملة فيتناول المثنى والمجموع والمركّبات التقييدية أيضا. قال في العضدي ويسمّي النحويون غير الجملة مفردا أيضا بالاشتراك بينه وبين غير المركّب، انتهى.
قال المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية: هذان المعنيان للمفرد حقيقيان. ومنها ما يقابل المثنى والمجموع أعني الواحد فالتقابل بينهما تقابل التضاد إذ المفرد وجودي مفسّر باللفظ الدّال على ما يتّصف بالوحدة وليس أمرا عدميا وإلّا لكان تعريف المثنى والمجموع بما ألحق بآخر مفرده إلى آخره دوريا، وما يقال من أنّ التقابل بينهما بالعرض كالتّقابل بين الواحد والكثير فليس بشيء، وكذا ما يقال من أنّ التقابل بينهما هو التضايف لأنّه لا يمكن تعقّل كلّ واحد منهما إلّا بالقياس إلى الآخر، هكذا ذكر المولوي عبد الحكيم وأحمد جند في حاشية شرح الشمسية. والمراد أنّ التقابل لكلّ واحد معتبر في هذا الاطلاق دون التقابل بالمجموع من حيث هو مجموع، ولا يلزم منه أن يكون للمفرد معنيان أحدها ما يقابل المثنى والثاني ما يقابل المجموع، فإنّ المفرد هاهنا بمعنى الواحد كما عرفت، كذا قيل. ومنها ما يقابل المضاف أعني ما ليس بمضاف، فالتقابل بينهما تقابل الإيجاب والسّلب وشموله بهذا المعنى للمركّب التقييدي والخبري والإنشائي لا يستلزم استعماله فيها، إذ لا يجب استعمال اللفظ في جميع أفراد معناه، إنّما اللازم جواز الإطلاق وهو غير مستبعد. كيف وقد قال الشيخ ابن الحاجب: والمضاف إليه كلّ اسم نسب إليه شيء بواسطة حرف الجر لفظا أو تقديرا، فأدخل مررت في قولنا مررت بزيد في المضاف، وجعل التقابل بينهما تقابل العدم والملكة باعتبار قيد عما من شأنه أن يكون مضافا مع مخالفته لظاهر العبارة لا يدفع الشمول المذكور على ما وهم لأنّ الإضافة من شأن المركّبات المذكورة باعتبار جنسه أعني اللفظ الموضوع، كذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية. وقال أيضا هذه المعاني الأربعة مستعملة بين أرباب العلوم والأوّلان منها حقيقيان والأخيران مجازيان انتهى. ومورد القسمة في المعنيين الاوّلين هو اللفظ الموضوع وفي الأخيرين هو الاسم إذ كلّ واحد منهما مع مقابله من خواصّ الاسم كذا ذكر أحمد جند في حاشية شرح الشمسية. أقول فعلى هذا لا يشتمل للمركّب التقييدي والخبري والإنشائي إذ المركّب ليس باسم بل اسمان أو اسم وفعل كما لا يخفى. ثم قال: وقيل المراد بما يقابل المضاف ما لا يكون مضافا ولا شبه مضاف انتهى. وفي بعض حواشي الكافية أنّ المفرد في باب النداء يستعمل في ما يقابل المضاف وشبهه انتهى. وكذا في باب لا التي لنفي الجنس كما يستفاد من الحاشية الهندية وغيرها من شروح الكافية. ومنها ما يقابل الجملة وشبهها والمضاف، ومشابه الجملة هو اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة واسم التفضيل والمصدر وكلّ ما فيه معنى الفعل، وهذا المعنى هو المراد بالمفرد الواقع في قول النحاة التمييز قد يرفع الإبهام عن مفرد وقد يرفعه عن نسبة، هكذا يستفاد من الفوائد الضيائية والحاشية الهندية. وفي غاية التحقيق أنّ المفرد هاهنا بمعنى ما يقابل النسبة الواقعة في الجملة وشبهها أو المضاف انتهى، والمآل واحد. ومنها العلم الغير المشترك بين اثنين فصاعدا بأن يكون مختصا بالواحد اسما كان أو لقبا أو كنية كما صرّح في بعض الحواشي المعلّقة على شرح النخبة. وفي شرح النخبة أيضا إشارة إلى ذلك في فصل الأخير. ومنها عدد مرتبته واحدة كالثلاثة والعشرة والمائة والألف ونحوها ويقابله المركّب وهو عدد مرتبته اثنتان فصاعدا كخمسة عشر فإنّها الآحاد والعشرات وكمائة وخمسة وعشرين فإنّها ثلاث مراتب آحاد وعشرات ومئات كذا في ضابطة قواعد الحساب. وهذا المعنى من مصطلحات المحاسبين. ومنها ما يعبّر عنه باسم واحد ويقابله المركّب بمعنى ما يعبّر عنه باسمين كما في لفظ المركّب. ومنها قسم من الكسر مقابل للكسر المكرّر. ويطلق المفرد أيضا على قسم من الجسم الطبيعي وهو ما لا يتركّب من الأجسام ويقابله المؤلّف، وعلى قسم من الأعضاء مقابل للمركّب ويسمّى بسيطا أيضا، وعلى قسم من الأمراض مقابل للمركّب، وعلى قسم من الحركة، وعلى قسم من المجاز اللغوي، وعلى قسم من التشبيه ونحو ذلك.
فإطلاقه في الأكثر على سبيل التقييد يقال تشبيه مفرد ومجاز مفرد وجسم مفرد، فتطلب معانيه من باب الموصوفات.
المفرد: ما لا يدل جزؤه على جزء معناه.

ذَيَفَ

(ذَيَفَ)
(س) فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:
يُفدّيهم وَوَدُّوا لَوْ سَقَوْهُ ... مِنَ الذِّيفَان مُتْرعةً مَلاَيا
الذِّيفَانُ: السُّم القاتلُ، ويُهمز وَلَا يُهْمزُ، والملاَيا يُريدُ بِهَا المَمْلوءَة، فقلبَ الْهَمْزَةَ يَاءً، وَهُوَ قَلْبٌ شَاذٌّ. 

خَرش

(خَ ر ش)

الخَرْش: الخَدْش فِي الجَسد كُله، خَرشه يَخرِشه خَرْشا، واخترشه، وخرَّشه، وخارشه مُخارشة وخِراشا.

وجَرْو نَخْوَرِش: قد تحرّك وخَدَش: لَيْسَ فِي الْكَلَام " نَفْوعل " غَيره.

واخترش الجروُ: تحرّك وخَدش.

وتخارشت الكلابُ والسنانير: تَخادشت، ومزَّق بَعْضهَا بَعْضًا.

وكلبُ خِراش، أَي هِراش.

والخِراش: سِمةٌ مُستطيلة كاللذعة الْخَفِيفَة تكون فِي جَنب الْبَعِير، وَالْجمع: اخرشة.

وبعير مَخروش. والمِخْرش، والمِخْراش: خَشبة يُخطّ بهَا الإسكافُ.

وخَرَشَ الغُصنَ. وخَرَّشه: ضَربه بالمِحْجن يَجتذبه إِلَيْهِ.

وخَرَشه: عضه.

والخَرَشة: الذُّبَاب، وَبهَا سُمِّي الرجل.

وَمَا بِهِ خَرشة، أَي قَلَبَةٌ.

وَمَا خَرَش شَيْئا، أَي مَا أَخذ.

والخَرْش: الْكسْب، وجَمعه: خُروش، قَالَ رؤبة: قَرْضي وَمَا جَمَّعتُ من خُروشي وخَرَش لأَهله يَخْرش خَرْشا، واخترش: جَمع وكَسب واحتال.

وخَرَش من الشَّيْء: اخذ، وقولُه أنْشد ابْن الأعرابيّ:

أصْدَرها عَن طَثْرةِ الدِّآث صاحبُ ليلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ

الخَرِش: الَّذِي يهيجها ويُحرّكها.

والخَرْش: الرجلُ الَّذِي لَا ينَام.

والخِرْشاء: قِشرة البَيضة العُليا الْيَابِسَة.

وَإِنَّمَا يُقَال لَهَا خِرشاء، بعد مَا تُنْقَف فيُخرج مَا فِيهَا من البَلَل.

وخِرْشاء الصَّدْر: مَا يُرمى بِهِ من لَزِج النّخامة.

وخِرْشاء الْحَيَّة: سَلْخها وجِلدها.

وخِرْشاء اللَّبن: رغوته، وَقيل: جُلَيدة تعلوه. قَالَ مُزَرِّد:

إِذا مَسّ خِرْشاءَ الثُّمالة انفُه ثَنَىِ مشْفَرَيْه للصَّريحِ فأقْنَعا وخِرْشاء الْعَسَل: شَمعه وَمَا فِيهِ من ميّت نَحله.

وكُل شَيْء اجوف فِيهِ انتفاخ وخُروق وتفتق: خِرْشاء.

وطلعت الشَّمْس فِي خِرشاء. أَي فِي غَبَرة.

واستعار أَبُو حنيفَة الخراشي للحشرات كلِّها.

وخَرَشة، وخُراشة، وخِراش، ومُخارش، كلهَا أَسمَاء.
خَرش
. خَرَشَهُ يَخْرِشُهُ: خَدَشَه، قَالَ اللّيْثُ: الخَرْشُ بالأَظْفَارِ فِي الجَسَدِ كُلِّه. وخَرَشَ لِعِيَالِهِ خَرْشاً: كَسَبَ لَهُم، وجَمَعَ واحْتَالَ، وطَلَبَ لَهُم الرِّزْقَ، كاخْتَرَشَ فيهِمَا، أَي فِي مَعْنَى الخَدْشِ والكَسْبِ، يُقَال: اخْتَرَشَه بظُفْرِه إِذا خَدَشَه، واخْتَرَشَ لعِيالِه: كَسَبَ لهُم. وجَمْعُ الخَرْشِ خُرُوشٌ، قَالَ رُؤْبةُ: قَرْضِي وَمَا جَمَّعْتُ من خُرُوشِي. وخَرَشَ البَعِيرَ يَخْرِشُه خَرْشاً: ضَرَبَه، ثُمَّ اجْتَذَبَه بالمِخْرَاشِ إِلَيْه، يُرِيدُ بذلِك تَحْرِيكَه للإِسْرَاعِ، وهُوَ شَبِيهٌ بالخَدْشِ والنَّخْسِ، قالَهُ الأَصْمَعِيّ، وهُوَ أَي المِخْراشُ: المِحْجَنُ، ورُبَّمَا جاءَ بالحَاء، يُقَالُ خَرَشَ البَعِيرَ بالمِحْجَنِ: ضَرَبَه بطَرَفِهِ فِي عَرْضِ رَقْبَتِه، أَو فِي جِلْدِه حَتَّى يُحَتَّ عَنْهُ وَبَرُه. والمِخْراشُ: خَشَبَةٌ يَخِيطُ بهَا الخَرّازُ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ، من الخِيَاطَةِ، قَالَ شَيْخُنا، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: وصَوَّبه بَعْضٌ بإسْنَادِه إِلَى الخَرّازِ، والَّذِي فِي النِّهَايَة والصحاح وغَيْرِهما: يُخَطُّ بهَا، من الخَطِّ، وَهُوَ الكِتَابَةُ أَو النَّقْشُ، زادَ فِي النِّهَايَة: أَو يُنْقَشُ بِهَا الجِلْدُ، كالمِخْرَشِ، كمِنْبَرٍ، ويُسَمَّى المِخَطَّ أَيْضاً، وكَذلِك المِخْرَشَة، بِهَاءٍ.
وبَعِيرٌ مَخْرُوشٌ: وُسِمَ سِمَةَ الخِرَاشِ، ككِتَابِ، وَهِي سِمَةَ بَغْدَادَ، ورَوَى عَن ابنِ مَهْدِيٍّ والعقديّ، وَعَنْهُ ابنُ المُجَذَّر السَّرّاج مَاتَ، سنة، كَذا فِي الكاشِف لِلذَّهَبِيّ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَيُقَال: لِي عِنْدَهُ خُرَاشَةٌ. وخُمَاشَةٌ، بالضّم، أَيْ حَقٌّ) صَغِيرٌ، قَالَ أَبُو تُرابٍ: سَمِعْتُ وَاقِداً يقولُ ذلِكَ. والخُرَاشَةُ، كقُمَامَةٍ: مَا سَقَطَ من الشّيْءِ إِذا خَرَشْتَه بحَدِيدَة ونَحْوِها، على القِيَاسِ كالنُّجَارَةِ والنُّحَاتَةِ. وَأَبُو خُرَاشَةَ: خُفَافُ بنُ عُمَيْر ابنِ الحارِثِ بن عَمْرِو بنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيّ أَحَدُ فُرسانِ قَيْسٍ وشُعَرَائهَا، شَهِد الفَتحَ، رَضِي الله تَعَالَى عَنْه، وَله يَقُولُ العَبّاسُ بنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(أَبا خُرَاشَةَ أَمَّا كُنْتَ ذَا نَفَرٍ ... فإِنَّ قَوْمِيَ لَمْ تَأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ)
أَيْ إِنْ كنتَ ذَا عَدَدٍ قَلِيلِ فإِنّ قَوْمِيَ عَدَدٌ كَثِيرٌ لَمْ تَأْكُلْهُم السَّنةُ المُجْدِبَةُ، ورَوَى هَذَا البَيْتَ سِيبَويْهِ: أَمّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ. والخَرْشُ، مُحَرّكَةً: سَقَطُ مَتَاعِ البَيْتِ، ج خُرُوشٌ. وقالَ اللّيْثُ: خُرُوشُ البَيْتِ: سُعُوفُه من جُوَالِقٍ خَلَقٍ وغيرِه، الوَاحد خَرْشٌ وسَعْفٌ. والخَرَشَةُ، بِهَاءٍ: الذُّبَابَةُ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ، هَكَذَا زَعَمَهُ قَوْمٌ وَلَا أَعْرِفُ صِحَّتَهَا، ورأَيْتُ فِي هامِشِ الصّحاحِ: قَالَ أَبو حاتِمٍ: لَا يُقَال ذُبَابَةٌ بالهَاءِ، وإِنّمَا يُقَال ذُبَابٌ. وأَبو دُجَانَةَ سِمَاكُ بنُ خَرَشَةَ بنِ لَوْذانَ الخَزْرَجِيُّ السّاعِدِيّ: صَحَابِيُّ، وقِيل: هُوَ سِمَاكُ بنُ أَوْسِ بنِ خَرَشَةَ. والخِرْشاءُ بالكَسْرِ: جِلْدُ الحَيَّةِ بقِشْرِهَا، وَهُوَ سَلْخُها، زادَ أَبو زَيْد: وكَذلِكَ كُلُّ شَيْءٍ أَيْضاً فِيهِ انْتِفَاخٌ وتَفَتُّقٌ، ويَقُولُونَ: رَأَيْتُ عَلَيْه قَمِيصاً كخِرْشاءِ الحَيَّةِ رِقَّةً وصَفَاءً. والخِرْشاءُ، أَيْضاً: قِشْرُ البَيْضَةِ العُلْيَا اليابِسَةِ، وإِنَّما يُقَال لهُ ذلِكَ بعدَ مَا يُنْقَفُ فيُخْرَج مَا فِيهِ من البَلَل. وَفِي التَّهْذِيب: الخِرْشَاءُ: جِلْدَةُ البَيْضَةِ الدّاخِلَةُ، وجَمْعُه خِرَاشِيُّ، وَهُوَ الغِرْقِى، ومِثْلُه فِي الأَسَاسِ. وخِرْشَاءُ الثُّمَالَةِ: الجِلْدَةُ الرَّقِيقَةُ تَرْكَبُ اللَّبَنَ، فإِذا أَرادَ الشارِبُ شُرْبَهُ ثَنَى مِشْفَرَه حَتَّى يَخْلُصَ لَهُ اللَّبَنُ، وَفِيه يقولُ مُزَرِّدٌ:
(إِذا مَسَّ خِرْشاَءَ الثُّمَالَةِ أَنْفُهُ ... ثَنَى مِشْفَرَيْهِ للصَّرِيحِ فَأَقْنَعَا)
يعَنْيِ الرَّغْوَةَ فِيهَا انْتِفَاخٌ وتَفَتُّقٌ وخُرُوقٌ. وَمن المَجَاز: الخِرْشاءُ البَلْغَمُ اللَّزِجُ فِي الصَّدْرِ، والنًّخَامَةُ. وَمن المَجَازِ: الخِرْشاءُ: الغَبَرَةُ، يُقَال: طَلَعَت الشّمْسُ فِي خِرْشاءَ، أَي فِي غَبَرةٍ.
ويُقَالُ: أَلْقَى من صَدْرِه خَرَاشِيَّ، كزَرَابِيَّ، أَيْ بُصَاقاً خَاثِراً. وقَال الأَزْهَرِيُّ: أَرادَ النُّخامَةَ.
ورَجُلٌ خَرْشٌ، بالفَتْحِ، وخَرِشٌ، ككَتِفٍ، والَّذِي فِي نَصّ الأُمَوِيّ: رَجُلٌ حَرِشٌ وخَرِشٌ، بِالْحَاء والخَاء، وهُوَ الَّذِي لَا يَنَامُ. ولَمْ يَعْرِفْه شَمِرٌ، وقالَ الأَزْهَرِيّ: أَظُنّهُ مَعَ الجُوعِ، فالأَئمَّةُ كُلُّهم ضَبَطُوه ككَتِفٍ، وَقد اشْتَبَه عَلَى المُصَنِّفِ، رَحِمَهُ اللهُ، فضَبَطَه بالفَتْحِ، وهُوَ تَصْحِيفٌ، قَالَ أَبو حِزامٍ العُكْلِيُّ:
(لُوسُهُ الطَّمْشُ إِن أَرادَ شَمَاجاً ... خَرِشَ الدَّمْسِ سَنْدَرِياً هَمُوسَا)

وكَلْبٌ نَخْوَرِشٌ، كنَفْوَعِلٍ، وهُوَ من أَبْنَيِةٍ أَغْفَلَهَا سِيبَوَيْه، كَمَا قالَهُ أَبو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عِيسَى العَطّارُ: كَثِيرُ الخَرْشِ، أَي الخَدْشِ، ويُقَالُ: جَرْوٌ نَخْوَرِشٌ: قَدْ تَحَرَّكَ وخَرَشَ، وقالَ ابْن سِيدَه: ولَيْس فِي الكَلام نَفْوَعِلٌ غَيره. وسَمَّوْا مُخَارِشاً، ومُخْتَرِشاً، وخِرَاشاً، وخَرَشَةَ. وخَرَّشَ الزَّرْعُ تَخْرِيشاً: خَرَجَ أَوَّلُ طَرَفِهِ مِن السُّنْبُلِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ عَن ابنِ عَبّادٍ. وأَبُو شُرَيْحٍ خُوَيْلِدُ بنُ صَخْرِ ابنِ عَبْدِ العُزَّي بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ المُخْتَرِشِ، الخُزَاعِيُّ الكَعْبِيُّ: صَحَابِيٌّ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، والصَّواب: خُوَيْلِدُ بنُ عَمْرِو بنِ صَخْرِ بنِ عَبْدِ العُزَّي، وهُوَ أَصَحُّ مَا جَاءَ فِي اسْمِه، وقِيلَ: هُوَ عبدُ الرَّحْمنِ بنُ عَمْروٍ، ويُقَالُ: هانِئُ ابنُ عَمْروٍ، وقِيلَ: عَمْرُو بنُ خُوَيْلِد، وَقيل: كَعْبُ بنُ عَمْروٍ، حَمَلَ لِوَاءَ قَوْمِهِ يَوْمَ الفَتْحِ، وكانَ من العُقَلاء، نَزَلَ المَدِيِنَةَ، رَوَى عَنهُ سَعِيدُ بنُ أَبي سَعِيدٍ المُقْبَرِيّ. قُلتُ: والمُخْتَرِش هَذَا هُوَ ابنُ حُلَيْلِ بنِ حُبْشِيَّةَ بنِ سَلُول ابنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ رَبِيعَة بنِ عَمْرِو، وَهُوَ خُزَاعَةُ. وبَنُو السَّفّاحِ سَلَمَةَ بنِ خالِدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُبَيْدِ الله بنِ يَعْمُرَ بنِ المُخْتَرِشِ، لَهُم نَجْدَةٌ وشَرَفٌ وعَدَدٌ. وتَخَارَشَتِ الكِلاَبُ: تَهارَشَتْ ومَزَّقَ بَعْضُهَا بَعْضاً، وكذلِكَ السَّنَانِيرُ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: خَارَشَهُ مُخَارَشَةً وخِرَاشاً، وخَرَّشَهُ تَخْرِيشاً.
والمِخْرَشُ والمِخْرَاشُ: عَصاً مُعْوَجَّةُ الرَأْسِ، كالصَّوْلَجَانِ. وخَرَشَه الذُّبَابُ، وخَرَّشَهُ: عَضَّهُ.
وفُلانٌ يَخْتَرِشُ من فُلانٍ الشّيْءِ، أَي يَأْخُذُه ويُحَصِّلُه، وَهُوَ مَجاز، وكَذَا مَا خَرَشَ شيْئاً، أَيْ مَا أَخَذَه. والمُخَارَشَةُ: الأَخْذُ عَلَى كُرْهٍ. والخَرْشُ، ككَتِفٍ: الَّذِي يُهِيجُ ويُحَرِّكُ. وخِرْشاءُ العَسَلِ: شَمْعُهُ وَمَا فِيه من مَيِّتِ نَحْلِه. وأَلْقَى فُلانٌ خَرَاشِيَّ صَدْرِه أَيْ مَا أَضْمَرَه مِنْ إِحَنٍ وبَثٍّ، وهُوَ مَجَازٌ، أَيْضاً. واسْتَعارَ أَبُو حَنِيفَةَ الخَرَاشِيَّ للحَشَرَاتِ كُلِّها. وخَرْشَانُ، بالفَتْحِ: مَوْضِعٌ، عَن الصّاغَانِيّ. وخِرَاشُ بنُ أُمَيَّةَ الخُزَاعِيُّ: حَلِيفُ بني مَخْزُومٍ، وَهُوَ الَّذِي حَجَمَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ. وخُرَاشَةُ بنُ عَمْروٍ العَبْسِيُّ: شاعِرٌ جَاهِلِيٌّ. وبالكَسْر مُحَمَّدُ بنُ خِرَاشَةَ: شامِيٌّ، عَن عُرْوَةَ السَّعْدِيِّ، وَعنهُ الأَوْزَاعِيُّ. وأَبُو خِرَاشٍ: صَحَابِيّان، أَحدُهما: الرُّعَيْنِيّ، رَوَى عَنهُ أَبو وَهْبٍ الحُبْشانِيّ، وأَبو الخَيْرِ مَرْثَدٌ، وَقد رَوَى هُوَ أَيْضاً عَن الدَّيْلَمِيّ، وَالثَّانِي: الأَسْلَمِيّ، اسمُه حَدْرَدُ بنُ أَبي حَدْرَدٍ، رَوَى عَنهُ عِمْرَانُ ابْن أَبِي أَنَسٍ. وأَبو خَرَاشٍ، كسَحَابٍ: قَريةٌ بالبُحَيْرة من أَعْمَالِ مِصْرَ، وَمِنْهَا من المتأَخِّرِين شَيْخُ مَشايِخِنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمّدُ بنُ عبدِ اللهِ الخَرَاشِيُّ الإِمَام، شارحُ مُخْتَصَرِ الشَّيْخِ خَلِيلٍ، رَحِمَهُما الله تَعالَى، أَخَذَ عَن وَالِدِه وَعَن البُرْهانِ اللّقانِيّ، وأَجازَ الهَيْتَنُوكِيَّ وصاحِبَ المِنَحِ، وهُمَا من شُيُوخِ مَشايخِنَا، وَعبد اللهِ محمّد بن عامِرٍ)
القاهِرِيّ، أَجَازَه سنةَ وَفَاته، وَهِي سنة وَهُوَ من شُيُوخِنَا.

زخَر

(ز خَ ر)

زَخَر البحُر يَزْخَر زَخْرا وزُخوراً، وتَزَخَّر: طَما وتملأ.

وزَخَرَ الْوَادي زَخْراً: مَدَّ.

وزخر الْقَوْم: جاشُوا لنَفير أَو حَرب.

وَكَذَلِكَ زخرت الحربُ نفسُها، قَالَ:

إِذا زَخرتْ حربٌ ليَوْم عظيمةٍ رأيتَ بُحُوراً من نُحورهمُ تَطمو وزَخرت القدرُ تَزْخَر زَخْرا: جَاشَتْ، قَالَ أُمية بن أبي الصَّلْت:

فقُدوره بفنائه للضْيفِ مُترَــعةٌ زواخر

وَعرض زاخر: وافر، قَالَ الْهُذلِيّ:

صَنَاعٌ بإشفاها حَصَان بشَكْرِها جَوادٌ بقُوت البَطْن والعِرضُ زاخرُ

وزَخَرت رجلُه زَخْرا: مَدَّت، عَن كرَاع.

وَكَلَام زَخُورِيٌّ: فِيهِ تكُّبرٌ وتوعُّدٌ، وَقد تَزَخْوَرَ.

وَنبت زَخْوَرٌ، وزَخوَرِيٌّ، وزُخارِيٌّ: تامٌّ رَيّان، قَالَ ابْن مُقبل:

ويَرْتَعِيَانِ ليلَهما قرارا سَقتْه كُلُّ مُدجِنةٍ هَمُوعِ

زُخارِىَّ النَّبات كأنّ فِيهِ جيادَ العَبقريّة والقطوعِ

وزُخَارِىُّ النَّبَات: زَهره.

وَأخذ النباتُ زُخَارِيّه، أَي: حَقّه من النَّضارة والحُسن.

وَأَرْض زاخرة: أخذتْ زُخارِيّها.

خلو

خلو
: (و ( {خَلا المَكانُ) والشَّيءُ (} خُلُوّاً) ، كسُمُوَ، ( {وخَلاءً) ، بالمدِّ، (} وأَخْلَى {واسْتَخْلَى) : إِذا (فَرَغَ) وَلم يَكُن فِيهِ أَحَد وَلَا شَيْء فِيهِ، وَهُوَ} خالٍ.
وخَلا {واسْتَخْلَى: مِن بابِ عَلا قِرْنَه واسْتَعْلاه؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَإِذا رأَوْا آيَة يَسْتَسْخِرُونَ} ؛ كَذَا فِي تذْكرَةِ أَبي عليَ.

} وخَلا لكَ الشيءُ وأَخْلَى: فَرَغَ؛ قالَ معْنُ بنُ أَوْس المُزَنيُّ:
أَعاذِلَ هَل يأْتي القَبائِلَ حَظُّها
مِنَ المَوْتِ أَمْ {أَخْلى لنا الموتُ وحْدَنا؟ ووَجَدْتُ الدارَ} مُخْلِيَةً: أَي {خالِيَة؛ وَقد} خَلَتْ {وأَخْلَت.
ووَجَدْتُ فلانَةَ} مُخْلِيَة: أَي {خالِيَة.
(ومَكانٌ} خَلاءٌ: مَا فِيهِ أَحَدٌ) وَلَا شَيْء فِيهِ.
( {وأَخْلاهُ: جَعَلَهُ) } خالِياً، (أَو وَجَدَهُ خالِياً) .
يقالُ: {أَخْلَيْتُ، أَي} خَلَوْت؛ {وأَخْلَيْت غَيْرِي يَتَعدَّى وَلَا يتعدَّى؛ قالَ عُتَيُّ بنُ مالِكٍ العُقَيْليُّ:
أَتيتُ مَعَ الحُدَّاثِ لَيْلَى فَلَمْ أُبنْ
} فأَخْلَيْتُ فاسْتَعْجَمْتُ عندَ {خَلائِي قالَ ابنُ برِّي: قالَ الزجَّاجيُّ فِي أَمالِيه:} أَخْلَيْتُ وجدْتُها {خالِيَةً مِثْل أَجْبَنْته وَجَدْتُه جَبَاناً، فعلى هَذَا القَوْل يكونُ مَفْعول أَخْلَيْتُ مَحذُوفاً أَي} أَخْلَيْتُها.
وَفِي حدِيثِ أُمِّ حبيبَةَ: (قَالَت لَهُ لستُ لكَ {بمُخْلِيَةٍ) ، أَي لم أَجِدْكَ خالِياً مِنَ الزَّوْجاتِ غَيْرِي؛ وليسَ مِن قوْلِهم امْرأَةٌ} مُخْلِيَة إِذا خَلَتْ مِن الزَّوْج.
( {وخَلا) الرَّجُلُ: (وَقَعَ فِي مَوْضِعٍ خالٍ لَا يُزاحَمُ فِيهِ،} كأَخْلَى) .
وَمِنْه المَثَلُ: الذِّئْبُ! مُخْلِياً أَشَدُّ. (و) خَلا (على بَعْضِ الطَّعامِ) : إِذا (اقْتَصَرَ) عَلَيْهِ.
( {واسْتَخْلَى المَلِكَ} فأخْلاهُ و) {أَخْلَى (بِهِ) ؛ وَهَذِه عَن اللّحْيانيّ؛ (} واسْتَخْلَى بِهِ، {وخَلا بِهِ، وَإِلَيْهِ، وَمَعَهُ) ؛ عَن أَبي إسْحاقَ؛ (} خَلْواً) ، بالفتْحِ، ( {وخَلاءً) ، بالمدِّ، (} وخَلْوَةً) ، بالفتْحِ وَهَذِه عَن اللَّحْيانيّ؛ (سَأَلَهُ أَن يَجْتَمِعَ بِهِ فِي {خَلْوَةٍ فَفَعَلَ،} وأَخْلاهُ مَعَه.
(وقيلَ: {الخُلُوُّ} والخَلاءُ المَصْدَرُ؛ {والخَلْوَةُ: الاسْمُ.
(وقوْلُه تَعَالَى: {وَإِذا} خَلَوْا إِلَى شَياطِينِهِم} ؛ يقالُ إِلَى بمعْنَى مَعْ كَمَا قالَ تَعَالَى: {مَنْ أَنْصارِي إِلَى ا} .
(وقالَ بعضُهم: أَخْلَيْتُ بفلانٍ أَي خَلَوْتُ بِهِ.
( {أَخْلَيْتُ بفلانٍ أَي} خَلَوْتُ بِهِ.
(ويقولُ الرَّجُلُ للرجلِ: أخْلُ معي حَتَّى أُكَلِّمَكَ، أَي كُنْ معي {خالِياً.
(وَفِي حدِيثِ الرُّؤْيا: (أَلَيْسَ كُلُّكُم يَرَى القَمَر} مُخْلِياً بِهِ) ؟ .
(ووجَدَهُما {خِلْوَيْنِ، بالكسْرِ) : أَي (} خالِيَيْنِ.
(و) الخَلِيُّ، (كغَنِيَ: الفارِغُ) . يقالُ: أَنْتَ {خَلِيٌّ من هَذَا الأَمْرِ، أَي خالٍ فارِغٌ، وَهُوَ خِلافُ الشَّجيِّ؛ وَمِنْه المَثَلُ: وَيْلٌ للشجيِّ مِن} الخَلِيِّ؛ أَي من الفارِغِ الَّذِي لَا هَمَّ لَهُ؛ (ج {خَلِيُّونَ) فِي السَّلامَةِ، (} وأَخْلياءُ) فِي التّكْسيرِ.
(و) {الخَليُّ: (من لَا زَوْجَةَ لَهُ) فَهُوَ فارِغُ البالِ لَا هَمَّ لَهُ.
ووَجَدْتُ فِي بعضِ المجاميعِ مَا نصَّه: وجد 118 حجر فِي جِدَارِ الكعْبَةِ فَإِذا فِيهِ ثلاثَةُ أَسطر بقلم المسندِ الأوّل: أَنَا ربُّ مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَنْ لَا زَوْجَة لَهُ لَا مَعِيشَة لَهُ.
الثَّاني: أَنا ربُّ مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَن لَا وَلَدَ لَهُ لَا ذِكْرَ لَهُ.
الثَّالث: أَنا ربّ مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَنْ لَا زَوْجَة لَهُ وَلَا وَلَدَ لَهُ لَا هَمَّ لَهُ.
(} والخِلْوُ، بالكسْرِ: الخَلِيُّ أيْضاً؛ وَهِي {خِلْوَةٌ} وخِلْوٌ، ج {أَخْلاءٌ) .
قالَ اللّحْيانيُّ: الوَجْهُ فِي خِلْوٍ أَنْ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ، وَقد ثَنَّى بعضُهم وجَمَعَ وأَنَّثَ، قالَ: وليسَ بالوَجْه.
وَفِي حدِيثِ أَنَس: (أَنْتَ} خِلْوٌ مِن مُصِيبَتي) ، أَي فارِغُ البالِ مِنْهَا. وَفِي التَّهْذِيب يُقَال: هُوَ خِلْوٌ مِن هَذَا الأمْر، أَي {خالٍ، وَقيل: أَي خارِجٌ، وهُما} خِلْوٌ وهُم خِلْوٌ.
وقالَ بعضُهم: هُما {خِلْوان من هَذَا الأمْرِ وهُم خِلاءٌ، وليسَ بالوَجْه.
(} والخَالي العَزَبُ) الَّذِي لَا زَوْجَةَ لَهُ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن الأصْمعيّ؛ وأَنْشَدَ لامْرىءِ القَيْس:
أَلَمْ تَرني أُصْبي على المَرْءِ عِرْسَهُ
وأَمْنَعُ عِرْسِي أَن يُزَنَّ بهَا {الخالِي؟ (و) أَيْضاً: (العَزَبَةُ) ، أَي أُنْثاهُ بغيرِ هاءٍ؛ (ج} أَخْلاءٌ.
( {وخَلَّى الأَمْرَ} وتَخَلَّى مِنْهُ، وَعنهُ، {وخَالاَهُ) } خلاءً: (تَرَكَهُ) .
وَفِي حدِيثِ ابنِ عُمَر فِي قَوْله تَعَالَى: {ليَقْضِ عَلْينا رَبُّك} ، قالَ: {فخَلَّى عَنْهُم أَرْبَعِين عَاما، ثمَّ {قَالَ: اخْسَؤُوا فِيهَا} ، أَي تَرَكَهُم وأَعْرَضَ عَنْهُم؛ وقالَ الذبياني:
قالَتْ بَنُو عامِرٍ:} خالُوا بني أَسدٍ
يَا بُؤْسَ للحَرْبِ ضَرَّاراً لأَقْوامِأَي تارِكُوهُم.
( {والخَلِيَّةُ} والخَلِيُّ) ، كغِنِيَّةٍ وغَنِيَ: (مَا يُعَسِّلُ فِيهِ النَّحْلُ) من غَيره مَا يُعالَجُ لَهَا من العَسَّالاتِ.
(أَو مِثلُ الرَّاقُودِ من طينٍ) يُعْمَل لَهَا ذَلِك.
وقالَ اللَّيْثُ: إِذا سُوِّيَت! الخَلِيَّة من طينٍ فَهِيَ كُوَّارَةٌ.
(أَو خَشَبَةٍ تُنْقَر ليُعَسِّلَ فِيهَا) ، وجَمْعُ {الخَلِيَّة} الخَلايَا، وشاهِدُ الخَلِيّ قَوْل الشَّاعِرِ:
إِذا مَا تَأَرَّتْ {بالخَلِيِّ ابتَنَتْ بِهِ
شَرِيجَيْن ممَّا تَأْتَرِي وتُتِيعُشَرِيجَيْن أَي ضَرْبَيْن من العَسَل..
(أَو) الخَلِيَّةُ: (أَسْفَلُ شجرةٍ تُسَمَّى الخَزَمَةَ كأَنَّهُ راقُودٌ) ؛ وقيلَ: هُوَ مِثْلُ الرَّاقودِ يُعْمَل لَهَا من طينٍ.
(} والخَلِيَّةُ مِن الإِبِلِ: {المُخَلاَّةُ للحَلْبِ، أَو الَّتِي عَطَفَتْ على وَلَدٍ) ؛ وَفِي المُحْكَم: على واحِدٍ؛ (أَو) الَّتِي (} خَلَتْ مِن ولَدِها) ؛ ونَصّ المُحْكَم: عَن ولَدِها؛ ورَئمَتْ وَلَدَ غَيْرِها، وَإِن لم تَرْأَمْهُ فَهِيَ {خَلِيَّة أَيْضاً.
وقيلَ: هِيَ الَّتِي} خَلَتْ عَن ولَدِها بمَوْتٍ أَو نَحْرٍ (فتُسْتَدَرُّ بغيرِهِ) ؛ ونَصّ المُحْكَم: بولَدِ غيرِها؛ (وَلَا تُرْضِعُهُ بَلْ تَعْطِفُ على حُوارٍ تُسْتَدَرُّ بِهِ من غيرِ إرْضاعٍ) ، فسُمِّيَت {خَلِيَة لأنَّها لَا تُرْضِعُ ولَدَها وَلَا غيرَهُ) .
(أَو) هِيَ (الَّتِي تُنْتَجُ وَهِي غَزيرَةٌ فيُجَرُّ ولَدُها من تَحْتِها فيُجْعَلُ تَحْتَ أُخْرَى،} وتُخَلَّى هِيَ للحَلْبِ) ، وذلكَ لكَرَمِها؛ هَذَا قوْلُ اللَّحْيانيّ.
قالَ الأزهرِيُّ: وسَمِعْتُهم يقولونَ: بَنُو فلانٍ قد {خَلَوْا وهم} يَخْلُون؛ وَهِي الناقَةُ تُنْتَجُ فيُنْحَرُ ولَدُها ساعَةَ يُولَد قبلَ أَن تَشَمَّه ويُدْنى مِنْهَا ولدُ ناقَةٍ كانتْ ولَدَتْ قَبْلَها فتَعْطِفُ عَلَيْهِ، ثمَّ يُنْظَر إِلَى أَغْزَر الناقتين فتُجْعَلُ! خَلِيَّةً، وَلَا يكونُ للحُوارِ مِنْهَا إِلَّا قَدْرُ مَا يُدِرُّها وتُتْرَكُ الأُخْرَى للحُوارِ يَرْضعُها متَى مَا شاءَ وتُسَمَّى بَشُوطاً، والجَمْعُ بُشْطٌ، الغَزيرَةُ الَّتِي {يَتَخَلَّى بلَبَنِها أَهْلُها هِيَ} الخَلِيَّة.
وَفِي الصِّحاحِ: {الخلِيَّةُ الناقَةُ تَعْطِفُ مَعَ أُخْرى على ولدٍ واحِدٍ فيَدُرَّان عَلَيْهِ،} ويَتَخَلَّى أَهْلُ البيتِ بواحِدَةٍ يَحْلبُونَها؛ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ، وَهُوَ خالِدُ بنُ جَعْفر يَصِفُ فَرَساً:
أَمرْتُ الراعِيَيْن ليُكْرِماها
لَهَا لَبَنُ الخَلِيَّةِ والصَّعُودِانتَهَى.
(أَو) {الخَلِيَّةُ: (ناقَةٌ أَو ناقَتانِ أَو ثلاثٌ يَعْطِفْنَ على) ولَدٍ (واحِدٍ فَيَدْرُرْنَ عَلَيْهِ فَيَرْضَعُ الوَلَدُ من واحِدَةٍ ويَتَخَلَّى أَهْلُ البيتِ) لأَنْفُسِهم (بِمَا بَقِيَ) واحِدَةً أَو ثِنْتَيْن يَحْلبُونَها؛ (أَي يَتَفَرَّغُ) هُوَ تَفْسير} ليَتَخَلَّى وَهُوَ تَفَعّل مِن {الْخُلُو، يقالُ} تَخَلَّى للعبادَةِ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: هِيَ الناقَةُ تُنْتَجُ فينْخَرُ وَلدُها عَمْداً ليَدُومَ لهُم لَبَنُها فتُسْتَدَرُّ بحُوارِ غيرِها، فَإِذا دَرَّتْ نُحِّيَ الحُوارُ واختليت، ورُبَّما جَمَعُوا من الخَلايا ثَلَاثًا وأَرْبعاً، على حُوارٍ واحِدٍ وَهُوَ التَّلَسُّن.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: ورُبَّما عَطَفُوا ثَلَاثًا وأَرْبعاً على فَصِيلٍ ويأَيَتِهِنَّ شاؤُوا {تَخَلَّوُا.
(و) } الخَلِيَّةُ أَيْضاً: النَّاقَةُ (المُطْلَقَةُ من عِقالٍ) .
وَفِي الصِّحاحِ: الناقَةُ تُطْلَقُ من عِقالِها! ويُخَلَّى عَنْهَا؛ ورُفِعَ إِلَى عُمَر، رضِيَ اللَّهُ عَنهُ، رجُلٌ وَقد قالتْ لَهُ امرأَتُه أَنَّه شَبِّهْني، فقالَ: كأَنَّكِ ظَبْيةٌ كأنَّكِ حَمامَةٌ؛ فقالتْ: لَا أَرْضى حَتَّى تقولَ: خَلِيَّة طالِقٌ، فقالَ ذَلِك، فقالَ عُمَرُ: خُذْ بيدِها فإنَّها امْرأَتُك لمَّا لم تكُنْ نيَّتُه الطَّلاقَ، وإنَّما غالَطَتْه بلَفْظٍ يُشْبِه لَفْظُ الطَّلاقِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: أَرادَ {بالخَلِيَّة هُنَا الناقَة} تُخَلَّى من عِقالِها، وطَلَقَت من العِقالِ تَطْلُقُ طَلْقاً فَهِيَ طالِقٌ، وقيلَ: أَرادَ بالخَلِيَّةِ الغَزيرَةَ تَعْطِفُ على ولدِ غيرِها، والطَّالِقُ: الَّتِي لَا خِطامَ لَهَا، وأَرادَتْ هِيَ مُخادَعَته بِهَذَا القَوْل ليَلْفِظ بِهِ فيقَعَ عَلَيْهَا الطَّلاقُ؛ فقالَ لَهُ عُمَر: خُذْ بيدِها فإنَّها امْرأَتُك، وَلم يُوقِع عَلَيْهَا الطَّلاقَ لأنَّه لم يَنْوِه، وكانَ ذلكَ خِداعاً مِنْهَا.
(و) الخَلِيَّةُ: (السَّفِينَةُ العَظيمَةُ، أَو) هِيَ (الَّتِي تَسيرُ من غيرِ أَن يُسَيِّرَها مَلاَّحٌ، أَو) هِيَ (الَّتِي يَتْبَعُها زَوْرَقٌ صغيرٌ) .
وصَحَّحَ الأزهرِيُّ الأوَّل؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ؛ وقالَ الأعْشى:
يَكُبُّ الخَلِيَّةَ ذاتَ القِلاع
وقَدْ كادَ جُؤْجُؤُها يَنْحَطِم ْوالجَمْعُ {الخَلايا؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ لطرفَةَ:
كأنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّة غُدْوَةً
} خَلايا سَفِين بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ (و) فِي الصِّحاحِ: ويقالُ للمرْأَةِ أَنْتِ! خَلِيَّةٌ، (كنايَةٌ عَن الطَّلاقِ) .
قالَ اللَّحْيانيُّ: الخَلِيَّةُ كلمةٌ تُطَلَّقُ بهَا المرْأَةُ، يقالُ لَهَا أَنْتِ بَرِيَّة أَنْتَ خَلِيَّة، تَطْلَقُ بهَا المَرْأَةَ إِذا نَوى بهَا.
وَفِي حدِيثِ ابنِ عُمَر: كَانَ الرَّجُلُ فِي الجاهِلِيَّة يقولُ لزَوْجَتِه: أَنْتِ {خَلِيَّة فكانتْ تَطْلُق مِنْهُ، وَهِي فِي الإسْلامِ مِن الكِناياتِ، فَإِذا نَوى بهَا الطَّلاق وَقَعَ.
(و) مِن المجازِ: (} خَلا مَكانُهُ) : أَي (ماتَ) ؛ هَكَذَا فِي النسخِ، ونَصّ ابنِ الأعرابيّ: خَلا فلانٌ إِذا ماتَ.
وأَمَّا إِذا ذُكِرَ المَكانُ فَهُوَ خَلَّى، بالتَّشْدِيدِ، {تَخْلِيَةً، وَهُوَ أَيْضاً صَحِيحٌ نَقَلَه ابنُ سِيدَه والزَّمَخْشريُّ وغَيرُهُما. فَفِي سِياقِ المصنِّفِ نَظَرٌ يتأَمَّل لَهُ والأَولى حذف مَكانه.
(و) } خَلا الشَّيءُ {خُلُوّاً: (مَضَى) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وإنْ من أُمَّةٍ إلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} ؛ أَي مَضَى وأُرْسِل.
والقُرونُ} الخالِيَةُ: هُم المواضِي وَفِي حدِيثِ جابرٍ: (تَزَوَّجْت امْرأَةً قَدْ خَلا مِنْهَا) ، أَي كَبِرَتْ ومَضَى مُعْظَم عُمْرِها؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (فلمَّا خَلا مني ونَثَرْتُ لَهُ ذَا بَطْنِي، تُرِيدُ أنَّها كَبِرَتْ وأَوْلَدَتْ لَهُ.
(و) خَلاَ (عَن الأَمْرِ وَمِنْه) : إِذا (تَبَرّأَ) .
ونَصُّ ابنِ الأعْرابيِّ: خَلا إِذا تَبَرَّأَ من ذنْبٍ قُرِفَ بِهِ.
(و) خَلا (عَن الشَّيءِ: أَرْسَلَهُ) ؛ وَهَذِه أَيْضاً رُوِيَتْ بالتَّشْديدِ، فَفِي سِياقِه نَظَرٌ.
(و) مِن المجازِ: خَلا (بِهِ) إِذا (سَخِرَ مِنْهُ) ؛ عَن اللَّحْيانيّ، ونَقَلَهُ الزَّمَخْشرِيُّ أَيْضاً.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهُوَ حَرْفٌ غَريبٌ لَا أَعْرِفه لغير اللّحْيانيّ وأَظُنّه حَفِظَه.
( {وخَلاَ: من حُروفِ الاسْتِثْناءِ) .
قالَ الجَوهرِي: كَلمَةٌ يُسْتَثْنى بهَا ويُنْصَبُ مَا بَعْدها ويُجَرُّ؛ تقولُ: جاؤُوني} خَلا زيْداً، تَنْصبُ بهَا إِذا جَعَلْتها فعْلاً وتَضْمر فِيهَا الفاعِلَ كأنَّك قلْتَ خَلا مَنْ جَاءَنِي مِنْ زيْدٍ، وَإِذا قلْتَ خَلا زيْد، فجَرَرْتَ بهَا فَهِيَ عنْدَ بعضِ النَّحويِّين حَرْف جَرَ بمنْزِلَةِ حاشَا، وعنْدَ بعضِهم مَصْدَر مُضافٌ.
قالَ ابنُ برِّي، عنْدَ قوْلِه كأنَّك قلْتَ خَلا مَنْ جاءَني مِن زيْدٍ: صَوابُه خَلا بعضُهم زيدا، انتَهَى.
وتقولُ: مَا أَرَدْت مَساءَتَك خَلا أَني وَعَظْتك، مَعْناه إلاَّ أَني وَعَظْتك؛ قالَ الشاعِرُ:
خَلا اللَّهَ لَا أَرْجُو سِوَاكَ وإِنَّما
أَعُدُّ عِيالي شُعْبة مِنْ عِيالِكا (و) فِي المَثَلِ: (أَنا مِنْهُ فالِجُ) وَفِي الصِّحاحِ: كفالِجِ (بن {خَلاوَةَ، بالفتْحِ) أَي} خَلَاءٌ (بَرِيءٌ) ؛ وَقد ذُكِرَ فِي الجيمِ.
( {والخَلاوَةُ) ؛ الَّذِي فِي الصِّحاحِ وغيرِه مِن الأُصولِ} وخَلاوَةُ بَلا لامٍ؛ (بَطْنٌ من تُجِيبَ) ، وَهُوَ خَلاوَةُ بنُ مُعاوِيَةَ بنِ جَعْفِرِ بنِ أُسامَةَ بنِ سعْدِ بنِ تجيب.
وقالَ ابنُ الجواني النسَّابَةُ فِي المقدِّمَةِ الفاضِلِيَّة: وأعْقَبَ شَبِيبُ بنُ السّكون بنِ أَشْرس بنِ كنْدَةِ مِن أَشْرَس وشكامة، فأَعْقَبَ أَشْرَسُ مِن عدِيّ وسَعْد وهُم تُجِيب، وَلَهُم خطَّةٌ بمِصْرَ مَعْروفَةٌ، عُرِفوا بتُجِيب هِيَ أُمُّ عدِيَ وسَعْد، وَهِي تُجيبُ بنْتُ ثَوْبان بنِ سلم بنِ رها بنِ مُنَبّه بنِ حريبِ بنِ عله بنِ جله بنِ مذْحج.
وَالَّذِي فِي الصِّحاحِ: أنَّ بَني خَلاوَةَ بطْنٌ مِن أَشْجَع، وَهُوَ خَلاوَةُ بنُ سُبَيْع بنِ بكْرِ بنِ أَشْجَع.
قُلْتُ: هَذَا الَّذِي ذَكَرَه الجَوهرِيُّ هُوَ بَطْنٌ آخَرُ غَيْر الَّذِي ذَكَرَه المصنِّف، وكلّ مِنْهُمَا يُعْرَفُ {بخَلاوَةَ،
فأمَّا خَلاوَةُ كنْدَةَ فإنَّ (مِنْهُم: مالِكُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ سَيْفٍ} الخَلاوِيّ) ؛ وَابْنه أَبو عَمْرو سَعْد بن مالِكِ النخَّاس؛ قالَ ابنُ يونُسَ: كَتَبْتُ عَنهُ حِكايَةً مِن حفْظِه، وتُوفي فِي شَهْر رَمَضَان سَنَة 307؛ وأَخُوه خَلاوَة بن عبدِ اللَّهِ بنِ سَيْفٍ، كَتَبَ مَعَ يونُس بن عبْدِ الأعْلى، وجد سَمَاعه من ابْن وهبٍ فِي كتابِ جدِّه. ومِن هَذَا البَطْن أَيْضاً الشمسُ محمدُ بنُ يوسُفَ بنِ عبدِ اللَّهِ الدِّمَشْقيّ الشاعِرُ، رَوَى عَن الشمسِ الصَّائِغ والشَّهاب مَحْمود، وكانتْ ولادَتُه بدِمَشْق سَنَة 693.
وأَمَّا الَّذِي هُوَ مِن أَشْجَع فَمنهمْ نعيمُ بنُ مَسْعود بنِ عامِرِ بنِ أنيف بنِ ثَعْلبَةَ بنِ قنفلِ بنِ خَلاوَةَ الأَشجَعيُّ لَهُ صحْبَةٌ وَغَيره.
( {والخَلاَءُ: المُتَوَضَّأُ) ، سُمِّي بذلكَ} لخلوِّه، وَهُوَ بالمدِّ؛ ومثْلُه فِي الصِّحاحِ.
قالَ شيْخُنا: وَفِيه نَظَرٌ فإنَّ {الخَلاءَ فِي الأصلِ مَصْدرٌ ثمَّ اسْتُعْمِل فِي المَكانِ} الخالِي المُتَّخَذ لقَضاءِ الحاجَةِ لَا للوضوءِ فَقَط كَمَا يُوهِمهُ قَوْله المُتَوَضّأ، أَي مَحلّ الوضُوءِ.
وقالَ الْحطاب فِي شرْحِ المُخْتَصَر: يقالُ لموْضِعِ قَضاءِ الحاجَةِ {الخَلاءُ، بالمدِّ، وأَصْلُه المَكانُ} الخالِي، ثمَّ نُقِل إِلَى مَوْضِع قَضاءِ الحاجَةِ.
قالَ شيْخُنا: قَوْله أَصْلُه المَكانُ {الخالِي، كأنَّه أَرادَ الأَصل الثَّانِي وإلاَّ فأَصْله الأوّل هُوَ مَصْدَر} خَلا المَكانُ خلاءً إِذا فَرَغَ وَلم يَكُن فِيهِ أَحدٌ.
ثمَّ نَقَل الحطابُ عَن الحكيمِ التّرمذيّ أَنَّه سُمِّي بذلِكَ باسْمِ شَيْطانٍ يقالُ لَهُ {خَلاءٌ وأَوْرَدَ فِيهِ حَدِيثا، وقيلَ: لأنَّه} يَتَخلَّى فِيهِ أَي يتبرَّزُ، والجَمْعُ {أَخْلِيَة.
قالَ شيْخُنا: وَهَذَا الَّذِي ذَكَره الحكيمُ يحتاجُ إِلَى ثَبْت، وَلَعَلَّ العَرَبَ الَّذِي وَضَعُوه لَا يَعْرفونَ ذلكَ لأنَّه قدِيمُ الوَضْعِ، فتأَمَّل.
(و) } الخَلاءُ: (المكانُ) الَّذِي (لَا شيءَ بِهِ) ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
(و) فِي المَثَلِ: ( {خَلاؤُكَ أَقْنَى لحَيائِكَ) .
قالَ الجَوهرِيُّ: (أَي مَنْزِلُكَ إِذا خَلَوْتَ فِيهِ أَلْزَمُ لحيائِكَ.
(و) فِي الصِّحاحِ: وأَمَّا مَا} خَلا فَلَا يكونُ بَعْدها إلاَّ النَّصْب، تقولُ: جاؤُوني مَا خَلا زيْداً، لأنَّ خَلا لَا يكونُ بَعْدَ مَا إلاَّ صِلَّة لَهَا، وَهِي مَعهَا مَصْدَرٌ، كأنَّك قلْتَ: (جاؤُوني {خُلُوَّ زَيْدٍ، أَي} خُلُوَّهُمْ مِنْهُ، أَي {خالِينَ مِنْهُ) .
قالَ ابنُ برِّي: مَا المَصْدرِيَّة لَا تُوصَلُ بحَرْفِ الجَرِّ، فدلَّ على أنَّ خَلا فِعْلٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ:} أَخْلِ أَمْرَكَ وبأَمْرِكَ: أَي تَفَرَّدْ بِهِ وتَفَرَّغ لَهُ.
{وأَخْلَيْتُ عَن الطَّعامِ:} خَلَوْتُ عَنهُ.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: تمِيمٌ تقولُ! خَلا فُلانٌ على اللَّبَنِ واللحْمِ، إِذا لم يأْكُلْ مَعَه شَيْئا وَلَا خَلَطَ بِهِ؛ وكِنانَةُ وقَيْسُ تقولُ: {أَخْلَى فلانٌ على اللّبَنِ واللحْمِ؛ قالَ الرَّاعي:
رَعَتْه أَشْهراً} وخَلا عَلَيْها
فطارَ النَّيُّ فِيهَا واسْتَغاراوخَلا عَلَيْهِ: اعْتَمَدَ.
{وأَخْلَى: إِذا انْفَرَدَ.
} واسْتَخْلَى البُكاء: انْفَرَد بِهِ.
{وخَلا بِهِ: خادَعَهُ؛ وَهُوَ مَجازٌ.
} وخَلَّى بَيْنها {تَخْلِيةً} وأَخْلاه مَعَه.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ: أَنتَ خَلاءٌ مِن هَذَا الأَمْرِ، أَي بَراءٌ؛ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ.
{وتَخَلَّى: بَرَزَ لقَضاءِ حاجَتِه.
وتَخَلَّى} خَلِيَّة: اتَّخَذَ لنَفْسِه.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: امْرأَةٌ {خَلِيَّةٌ ونِساءٌ} خَلِيَّاتٌ لَا أَزْواج لهُنَّ وَلَا أَوْلادَ.
وَقَالُوا: امرأَةٌ {خِلْوةٌ وهُما} خِلْوَتانِ وهُنَّ {خِلْواتٌ، أَي عَزَبات.
وقالَ ثَعْلَب: إنَّه لحُلْوُ} الخَلا إِذا كانَ حَسَنَ الكَلامِ؛ وأَنْشَدَ لكثيِّرٍ:
ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوةِ مِنْهُمُ
بحُلْوِ الخَلا حَرْشَ الضّبابِ الخَوادع ِ {وخَلَّى سَبِيلَه فَهُوَ مُخَلَّى عَنهُ، ورأَيْته} مُخَلِّياً؛ قالَ الشاعِرُ:
مَا لي أَراكَ مُخَلِّياً
أَيْنَ السَّلاسِلُ والقُيُود؟ أَغَلا الحدِيدُ بأَرْضِكُمُ
أَمْ ليسَ يَضْبَطُكَ الحدِيد؟ ! وخَلَّى فلانٌ مَكانَه: إِذا ماتَ؛ قالَ الشاعِرُ:
فإنْ يَكُ عبدُ اللَّهِ خَلَّى مَكانَه والمصَنِّفُ ذَكَرَهُ بالتَّخْفيفِ كَمَا تقدَّمَ التَّنْبيه عَلَيْهِ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: خَلا فلانٌ إِذا ماتَ.
{وخَلا إِذا أَكَلَ الطَّيِّبَ.
وخَلا إِذا تَعَبَّد.
ويقالُ: لَا} أَخْلى اللَّهُ مَكانَك، تَدْعو لَهُ بالبَقاءِ. {والمُسْتَخْلِي: المتعبد
وقالَ أَبو حنيفَةَ:} الخَلْوتَانِ شَفْرَتا النَّصْل، واحِدَتُهما {خَلْوَةٌ.
وقوْلُهم: افْعَلْ ذلكَ} وخَلاكَ ذَمٌّ، أَي أَعْذَرْتَ وسَقَطَ عنْكَ الذَّمُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْد: ناقَةٌ {مخلاءٌ: أُخْلِيَتْ عَن ولَدِها؛ قالَ أَعْرابيٌّ:
مِنْ كلِّ مِخْلاءٍ} ومُخْلاة صَفيّ {والخِلاءُ، ككِتابٍ: الفرقَةُ.
} واسْتخلت الدَّار: خَلَتْ.
{وأَخْلاء: موضِعٌ عامِرٌ على الفُرَات.
خ ل و : خَلَا الْمَنْزِلُ مِنْ أَهْلِهِ يَخْلُو خُلُوًّا وَخَلَاءً فَهُوَ خَالٍ وَأَخْلَى بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فَهُوَ مُخْلٍ وَأَخْلَيْتُهُ جَعَلْتُهُ خَالِيًا وَوَجَدْتُهُ كَذَلِكَ وَخَلَا الرَّجُلُ بِنَفْسِهِ وَأَخْلَى بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَخَلَا بِزَيْدٍ خَلْوَةً انْفَرَدَ بِهِ وَكَذَلِكَ خَلَا بِزَوْجَتِهِ خَلْوَةً وَلَا تُسَمَّى خَلْوَةً إلَّا بِالِاسْتِمْتَاعِ بِالْمُفَاخَذَةِ وَحِينَئِذٍ تُؤَثِّرُ فِي أُمُورِ الزَّوْجِيَّةِ فَإِنْ حَصَلَ مَعَهَا وَطْءٌ فَهُوَ الدُّخُولُ وَخَلَا مِنْ الْعَيْبِ خُلُوًّا بَرِئَ مِنْهُ فَهُوَ خَلِيٌّ وَهَذَا يُؤَنَّثُ وَيُثَنَّى وَيُجْمَعُ وَيُقَالُ خَلَاءٌ مِثْلُ: سَلَامِ وَخِلْوٌ مِثْلُ: حِمْلٍ.

وَخَلَتْ الْمَرْأَةُ مِنْ مَانِعِ النِّكَاحِ خَلْوًا فَهِيَ خَلِيَّةٌ وَنِسَاءٌ خَلِيَّاتٌ وَنَاقَةٌ خَلِيَّةٌ مُطْلَقَةٌ مِنْ عِقَالِهَا فَهِيَ تَرْعَى حَيْثُ شَاءَتْ وَمِنْهُ يُقَالُ فِي كِنَايَاتِ الطَّلَاقِ هِيَ خَلِيَّةٌ وَخَلِيَّةُ النَّحْل مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ خَلَايَا وَتَكُونُ مِنْ طِينٍ أَوْ خَشَبِ وَقَالَ اللَّيْثُ هِيَ مِنْ الطِّينِ كِوَارَةٌ بِالْكَسْرِ وَخَلِيٌّ بِغَيْرِ هَاءٍ.

وَالْخَلَا بِالْقَصْرِ الرَّطْبُ مِنْ النَّبَاتِ الْوَاحِدَةُ خَلَاةٌ مِثْلُ: حَصًى وَحَصَاةٍ قَالَ فِي الْكِفَايَةِ الْخَلَا الرَّطْبُ وَهُوَ مَا كَانَ غَضًّا مِنْ الْكَلَإِ وَأَمَّا الْحَشِيشُ فَهُوَ الْيَابِسُ وَاخْتَلَيْتُ الْخَلَا اخْتِلَاءً قَطَعْتُهُ وَخَلَيْتُهُ خَلْيًا مِنْ بَابِ رَمَى مِثْلُهُ وَالْفَاعِلُ مُخْتَلٍ وَخَالٍ وَفِي الْحَدِيث «لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا» أَيْ لَا يُجَزُّ وَالْخَلَاءُ بِالْمَدِّ مِثْلُ: الْفَضَاءِ وَالْخَلَاءُ أَيْضًا الْمُتَوَضَّأُ. 
خ ل و

خلا المكان خلاءً، وخلا من أهله، وعن أهله، وخلوت بفلان وإليه ومعه خلوة، وخلا بنفسه: انفرد. واستخليت الملك فأخلاني أي خلا معي، وأخلي لي مجلسه. وخلا لك الجوّ. ومكان خلاء، وبات في البلد الخلاء، والأرض الفضاء، وهو خلوٌ من هذا الأمر، وهي خلوة، وهم أخلاء، وهو خليٌّ من الهم، وهي خليّة منه، وهم خليّون، وهن خليات. وخلوت على اللبن وعلى اللحم إذا أكلته وحده ليس معه غيره من تمر أو خبز. وخليته وخلّيت عنه: أرسلته. وخليت فلاناً وصاحبه. وخلّيت بينهما. وخاليته مخالاة: وادعته. وتخلّى من الدنيا وخالاها مخالاة، وما أحسن مخالاتك الدنيا! وخلا شبابك: مضى. وهو من القرون الخالية. وتقول: كان ذلك في القرون الأوالى، والأمم الخوالى؛ وافعل ذلك وخلاك ذمّ. وما أردت مساءتك خلا أني وعظتك. والعسل في الخلية وفي الخلايا. وعلفته الخلى وهو الحشيش. واختليته: اجتززته. وخليت دابتي: حششت له وملأت له المخلاة، وعلقوا على دوابهم المخالي. والمخلاء في المخلاة وهو ما يقطع به الخلى: وأخليت الدابة: علفته الخَلَى.


ومن المجاز: خَلّى فلان مكانه: مات. ولا أخلى الله مكانك: دعاء بالبقاء. وخلّى سبيله: تركه. وخلا به: سخر منه وخدعه لأن الساحر والخادع يخلوان به يريانه النصح والخصوصية. وأخلى الفرس اللجام: ألقمه إياه إلقام الخلى. قال ابن مقبل:

تمّطيت أخليه اللجام وبذّني ... وشخصي يسامى شخصه وهو طائله

وفلان حلو الخلى إذا كان حسن الكلام. قال كثير:

ومحترش ضب العداوة منهم ... بحلو الخلى حرش الضباب الخوادع

وأخلى القدر: أوقد تحتها بالبعر كأنه جعله خلًى لها. قال الراعي:

إذا أخليت عود الهشيمة أرزمت ... حناجرها حتى نبيت نذودها

وما كنت خلاةً لموعد. قال الأعشى:

وحوليَ بكر وأشياعها ... فلست خلاة لمن أوعدن

وهذا سيف يختلي الأيدي والأرجل. قال:

كأن اختلاء المشرفيّ رءوسهم ... هويّ جنوب في يبيس محرق
الْخَاء وَاللَّام وَالْوَاو

خَلا المكانُ خُلُوّاً، وخَلاءً، وأخلى، إِذا لم يكن فِيهِ أحد.

واستخلى، كخلا، من بَاب: عَلا قِرْنهَ واستعلاه، وَمن قَوْله تَعَالَى: (وإِذا رَأَوْا آيَة يَسْتسخرون) ، من تذكرة أبي عَليّ.

وَمَكَان خَلاءٌ: لَا أحد بِهِ.

واخلى المكانَ: جعله خَالِيا.

وأخلاه: وجد كَذَلِك، قَالَ:

أتيتُ مَعَ الحُدَاث لَيْلى فَلم أبن فأخليت فاسْتعجمتُ عِنْد خَلائي

وخلا الرجلُ، وأخلىَ: وَقع فِي مَوضِع خالٍ لَا يُزاحم فِيهِ، وَفِي الْمثل: " الذِّئب مُخْلِياً أشدُّ ".

وخلا لَك الشَّيْء، وأخلى لَك: فَرغَ، قَالَ مَعنُ بن أَوْس المُزني: أعاذلَ هَل يَأتي القبائلَ حَظُّها من الموتِ أم أخلى لنا الموتُ وَحَدَنا

وخلا على بعض الطَّعام: اقْتصر.

وَقَالَ اللحياني: تَميم تَقول: خلافانٌ على الَّلبن وعَلى اللَّحْم، إِذا لم يَأْكُل مَعَه شَيئاً وَلَا خلطه بِهِ.

قَالَ: وكنانةُ وَقيس يَقُولُونَ: أخلى فلَان على اللَّبن وَاللَّحم.

والخلاء: المُتوضأ، لخُلّوة.

واستخلى الملِكَ فأخلاه، وخَلا بِهِ.

وخلا الرجلُ بِصَاحِبِهِ، وَإِلَيْهِ، وَمَعَهُ، عَن أبي إِسْحَاق، خَلاءً وخَلْوةً، الْأَخِيرَة عَن اللِّحياني.

وَقيل: الْخَلَاء والخُلُوّ، الْمصدر، والخَلوة، الِاسْم.

وأخْلى بِهِ، كخلا، هَذِه عَن اللحياني.

وحُكى عَن بعض الْعَرَب: تركته مُخلِياً لفُلَان، أَي: خَالِيا بِهِ.

واسْتخلى بِهِ، كخلا. عَنهُ أَيْضا.

وخلَّى بَينهمَا، واخلاه مَعَه.

وَكُنَّا خِلْوَيْن، أَي: خاليين.

وَأَنت خلِيّ من هَذَا الامر، أَي: خالٍ فارغ، وَفِي الْمثل: وَيْل للشَّجِيّ من الخَلِيّ.

وَالْجمع: خليّون، وأخلياء.

والخِلْو، كالخِليّ.

وَالْأُنْثَى: خِلْوة: وخِلْوٌ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

وقائلةٍ خَوْلانُ فانْكح فتاتَهم وأكْرُومة الحيَّين خِلْوٌ كَمَا هِياَ

وَالْجمع: أخلاء.

قَالَ اللحياني: الْوَجْه من " خِلْو " لَا يثنَّى وَلَا يُجمع وَلَا يُؤنث، وَقد ثنَّى بَعضهم وَجمع وأنث، قَالَ: وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ. وَحكى اللِّحياني، أَيْضا: أَنْت خَلاَءٌ من هَذَا الامر، كخلي، فَمن قَالَ " خليّ "، ثنى وَجمع وأنث، وَمن قَالَ " خَلاء " لم يثن وَلَا جمع وَلَا أنث.

والخالي: العَزَب.

وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء.

وَالْجمع: أخلاء.

وخلَّى الامر، وتَخلَّى مِنْهُ وَعنهُ، وخالاه: تَركه.

وخالَى فُلاناً: تَركه، قَالَ النابغةُ الذبياني:

قَالَت بَنو عامرٍ خالُوا بني أسدٍ يَا بُؤسَ لْلجَهلِ ضَرَّاراً لأقوام

أَي: تَاِركُوهم، وَهُوَ من ذَلِك.

والخَلِيّة، والخَلِيّ: مَا يُعسِّل فِيهِ النَّحُل من غير مَا يُعالَج لَهَا من العَسَّالات.

وَقيل: الخلية: مَا كَانَ مصرّعا، وَقد تقدّم.

وَقيل: الخَلية. والخلى: خَشَبَة تُنْقَر فيُعسِّل فِيهَا النَّحْل، قَالَ:

إِذا مَا تأرت بالخَلِي ابْتَنَتْ بِهِ شَرِيَجْين مِمَّا تأتَرِى وتَتُيعُ

شريجين، أَي: ضَربين من الْعَسَل.

والخَلية: اسفل شَجَرَة. يُقَال لَهَا: الخَزْمة، كَأَنَّهُ راقُود.

وَقيل: هُوَ مثل الراقود يُعمل لَهَا من طين، وَفِي الحَدِيث، فِي خَلايا النَّحْل: إِن فِيهَا العُشر.

والخلية، من الْإِبِل: الَّتِي خُلِّيت للحَلب.

وَقيل: هِيَ الَّتِي عطفت على ولد.

وَقيل: هِيَ الَّتِي خَلَت عَن وَلَدهَا بِمَوْت أَو نحر فُتستدَرّ بِغَيْر وَلَدهَا وَلَا تُرضعه، إِنَّمَا تعطف على حُوار تُستدَرّ بِهِ من غير أَن تُرضعه، فسُمِّيت: خَليّة، لِأَنَّهَا لَا تُرضع وَلَدهَا وَلَا غَيره.

وَقَالَ اللحياني: الخلية: الَّتِي تُنْتِجُ هِيَ غزيرة، فيجُر وَلَدهَا من تحتهَا فيُجعل تَحت أُخْرَى وتُخلَّى هِيَ للحلب، وَذَلِكَ لكرمها. وَقيل: الخلية: نَاقَة أَو ناقتان أَو ثَلَاث يُعْطفن على ولد وَاحِد فَيدْرُرْن عَلَيْهِ فيرضع الولدُ من وَاحِدَة، ويتخلى أهلُ الْبَيْت لأنفسِهم وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ يحلبونها.

وتخلَّى خَليةً: اتخذها لنَفسِهِ.

والخليّة، من الْإِبِل: المُطْلقة من عِقال، ورُفع إِلَى عمر. رَضِي الله عَنهُ، رجلٌ، وَقد قَالَت لَهُ امْرَأَته: شبِّهني، فَقَالَ: كَأَنَّك ظَبْية، كَأَنَّك حمامة، فَقَالَت: لَا ارضى حَتَّى تَقول: خَلِيّة طَالِق، فَقَالَ ذَلِك، فَقَالَ عمر، رَحمَه الله: خُذ بِيَدِهَا فَإِنَّهَا امراتك، لمّا لم نَكُنْ نيتهُ الطلاقَ، وَإِنَّمَا غالطته بلَفظ يُشبه لفظ الطَّلَاق.

وَقَالَ اللحياني: الخلية: كلمةٌ تُطلَّق بهَا الْمَرْأَة، يُقَال لَهَا: أَنْت بَريّة وخليْة، فَيُقَال: قد خلت الْمَرْأَة من زَوجهَا.

والخليّة: السَّفِينَة الَّتِي تسير من غير أَن يُسيِّرها ملاح، وَقيل: هِيَ الَّتِي يَتبعها زورق صَغِير.

وَقيل: الخلية: الْعَظِيمَة من السفن، قَالَ طرفَة:

كَأَن خُدوج المالكيّة غُدوةً خلايا سَفِين بالنَّواصف من دَدِ

وخلا الشَّيْء خُلُوّاً: مَضى.

وتخَلى عَن الامر، وَمن الْأَمر: تَبرأ.

وخلى عَن الشَّيْء: أرْسلهُ.

وخلَى مَكَانَهُ: مَاتَ.

وَلَا اخلى الله مَكَانك: تَدْعُو لَهُ بِالْبَقَاءِ.

وخلا، من حُرُوف الِاسْتِثْنَاء، تُجّر مَا بعْدهَا وتنصبه، فَإِذا قلت: مَا خلا زيدا، فالنصب لَا غير.

وَأَنا من هَذَا الْأَمر كفالج بن خَلاَوة، أَي: خلاء.

وخَلاَوةُ: اسمُ رجل، مُشتق من ذَلِك.

وَبَنُو خَلاَوة: بطن من أَشْجَع، قَالَ أَبُو الرُّبَيس التغلبي:

خَلاوِيةٌ إِن قُلتَ جودي وَجدتَها نوارَ الصَّبَا قَطَّاعةً للعلائقِ وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الخَلْوتان: شَفرتا النَّصل، واحدتهما: خَلْوة.

وخلا بِهِ: سَخر مِنْهُ.
خلو: خلا: يستعمل هذا الفعل متعدياً إلى مفعوله إذا كان بمعنى قابله، وانفرد به ففي الأغاني فيما نقله عنه دي ساسي في الطرائف (2: 419): فإن أنت خلوته وأعجبته فأنت مصيب منه خيراً. وهذا النص موجود في الأغاني (9: 176) طبعة بولاق ولذا فان كتابة خلوته صحيحة.
وفي أساس البلاغة مجد كذلك: واستخليت الملك فلا خلاني أي (لا) خلا معي.
خلا من الشيء: أعوزه. ويقال مثلاً: خلا من نعم الحياة ورغد العيش (المقري 1: 138).
وخلا من العلم الضروري (تاريخ البربر 1: 588).
وخلا من: تجرد عن، تبرأ من. (تاريخ البربر 1: 52).
وخلا من: احتزر من، تحزر من، كان في مأمن من. ففي المقري (2: 406): كلامه هذا لا يخلو من النقد - أي كلامه هذا ليس في مأمن من النقد.
خلا وجهه: تفرغ من كل عمل (معجم اللطائف، البكر ص120) وخلا وجهه من: تخلص من، نجا من (عباد 1: 283، رقم133) وخلا وجهه له: تفرغ له. ففي كليلة ودمنة (ص197): وسرت المرأة سروراً عظيماً حين علمت أن زوجها سيسافر .. ويخلو وجهها لخليلها، أي تكون حرة وتتفرغ لاستقبال خليلها.
وفي عباد (1: 324): وخلا وجه قرطبة بعد ذلك للمعتمد وعاد إليه ملكها.
خلّى (بالتشديد): ترك، غادر، نسي (بوشر).
وخلّى: خلَّف، أورث، ترك ماله لأبنائه (بوشر).
وخلّى: تخلى من، تخلص من، باع. ففي ألف ليلة (1: 17) وخلّيت ما عندي من المال وكل ما كان عندي من البضائع. أي بعت ما عندي من الأملاك وكل ما عندي من البضائع.
خلّى عند: أودع عند، استودع (بوشر).
خلّى خلف: ترك خلف بمعنى نقل خلف. ففي ألف ليلة (1: 97): أخلى حجارة مدينتك خلف جبل قاف.
وخلّى خلف: تركه خلف الطريدة الهاربة (مرجريت ص180).
وخلّى: ترك، يقال مثلاً: خلّيني أفوت أي اتركني أمر، وخلى الفرصة تفوته أي ترك الفرصة تفوته. وما أخلي يوماً يفوت إلا وأكتب لك. أي لا أترك يوماً يمر دون أن أكتب لك (بوشر).
خلّوة يكتب: اتركوه يكتب (ألف ليلة 1: 94).
وخلّى بمعنى سمح له. وأذن له (معجم اللطائف).
خليني: اتركني، دعني (بوشر).
خَلّينا: دعنا من هذا، كفى (بوشر).
خلّينا من هذا الكلام: كفانا هذا الكلام، دعنا من هذا الكلام (بوشر).
ويقال: خليني من. أي لا تحدثني عن هذا ففي طرائف دي ساسي (1: 80):
وَدَع المُعَطِّلَ للسرور وخَلّني ... من حسن ظن الناس بالمتنمّس
وهو بيت لم يحسن الناشر تفسيره، ومعناه: دع النساك الذين تركوا السرور وابتعدوا عنه ولا تحدثني عن حسن ظن الناس بمن تظاهر بما ليس له من فضيلة.
وخلاّه: تركه يفعل أو يقول ولم يمنعه (بوشر) وفي المقري (1: 120): كان ضيفه يحب الشراب و (خلاّه وما أحب أي تركه يفعل ما أحب) تركه يشرب. وفي معجم بوشر: خلّى يعمل.
وخلاّه يعمل: تركه يرتكب الفاحشة (ألف ليلة برسل 3: 272).
وخلَّى فلاناً وخلّى لفلان: تخلى له عن الشيء وتركه له (بوشر، معجم اللطائف).
وخلَّى: استبقى، ادخر (بوشر).
وخلَّى: حمله على فعل شئ، جعله يفعل. يقال مثلاً: أخلّيه يعطيك أي حملته على أن يعطيك (بوشر).
وفي ألف ليلة (1: 109): خليت أبي يكافئك أي حملت أبي على أن يكافئك.
خلّى بمعنى أخذ، ففي ألف ليلة (برسل 9: 219) في قصة أسلوبها رديء جداً: قالت له أنا ماخذ هذا المصاغ على مشورة، الذي يعجبها يخلوه ونأتي له بثمنه وخَلِّ هذا الولد عندك. وفي طبعة ماكن (3: 430): وقالت له أنا آخذ هذا المصاغ على المشاورة فالذي يعجبهم يأخذونه وآتي لك بثمنه وخذ هذا الولد عندك.
خَلِّي بينهما. وخلّى ما بينهما أيضاً: سمح لهما بالتفاوض، سمح لهما بالتحدث والتذاكر (عباد 1: 67).
خلَّى بينه وبين الشيء: سمح له به (معجم البلاذري، عبد الواحد ص14).
خَلاّه وشأنه أو خلّى وشأنه: تركه يفعل ما يشاء. ففي تاريخ البربر (1: 441): وشاور وزراءه في تخليتهم وشانهم من النزول بالساحل أو صدهم عنه. أي شاور وزراءه فيما إذا كان من الأفضل أن يترك الأعداء ينزلون بالساحل أو يمنعهم من ذلك (دي سلان) وبعده: وخلّوا وشأنهم من النزول.
خَلِّك: ابقَ، ففي ألف ليلة (برسل 9: 316): خَلِّيكم عندي أي ابقوا عندي. وفي طبعة ماكن: أقيما عندي. وفيها (برسل 9: 388): خَلِّيك واقفاً أي ابق حيث أنت. وفي طبعة ماكن: قف أنت هنا.
وفيها (3: 210) طبعة ماكن: خَلِّيك بعيداً عني. وقد ترجمها لين بما معناه: ابتعد عني.
خَلِّ بَالَك: انتبه، تيقظ (ألف ليلة 2: 108) وفي ترجمة لين ما معناه: كن منتبهاً.
ويقال أيضاً خليِّ باله ل: تنّبه، انتبه، تيقّظ، أعطى البال ل (انظره في مادة بال).
خلَّى في الحيرة: تركه متردداً متحيراً (بوشر).
خَلَّى مَنْزلاً للناس: اتخذ نُزُلا (فندقاً) للناس. ففي ألف ليله (ماكن 2: 635): كتب شاعر إلى سيدة: أنت التي كان لها ألف صديق وخليل -
أراك خلّيت للنا ... س منزلاً في الطريق
خلَّى عن: أقلع عن، تخلص من عادته (بوشر).
وخلَّى عن: عدل عن (بوشر).
وخلَّى عنه الشيء: كفّ عن، أقصر (بوشر).
وفي ألف ليلة (1: 38) خَلَّ عنك هذا الكلام: كفّ عن هذا الكلام.
خلَّى عن جنب: ادخر، خزن (بوشر).
خلاَّه يعاند: حرّضه وحمله على العناد (بوشر).
الله يخليك: من فضل، أرجوك، رحماك، دخلك، أترجاك (بوشر).
أخلى: بمعنى انفرد به في خلوة وتجد مثالاً له في معجم فريتاج ومعجم لين (كليلة ودمنة ص249).
ويقال أيضاً: أخلاه نفسه أي تفرد به وتفرغ له للحديث سراً (أخبار ص72، 128).
أَخْلَتْهُما: تركتهما وحدهما (معجم اللطائف).
وأخلى المكان: جعله خالياً، أفرغ. ففي القلائد (مخطوطة 1 ص101): فوقع الاتفاق على إخلاء حصن جملة (الخطيب ص182 ق، الحلل ص20 ق).
وأخلى: نظف، نزع عنه الأوساخ. يقال مثلاً أخلى البئر (الكالا).
وأخلى: أخرب، خرَّب، اجتاح، دمّر، جعله خلاء لا شئ فيه (فوك، الكالا).
وأخلى: جعله يتقهقر، يرجع إلى خلف. ففي حيان (ص76 ر) في كلامه عن فارسين كانا يتقاتلان: فأخليا من كان بازائهما.
وأخلى: أخرج (الكالا).
وأخلى فلاناً من: حرمه من، منعه من. (المقري 2: 290).
أخلى من اللوازم، عرّاه وجرّده (المقري 2: 290).
.أخلى من اللوازم، عراه وجرده من كل ما هو ضروري (بوشر).
أخلى: رمى سهماً، رشق سهماً، أطلق قوساً (الكالا).
تخلّى عن: حُرِم من، سُلِب من (ابن جبير ص345).
وتخلّى عن: استغنى عن. امتنع عن. ففي المقري (1: 601): وهذا الرجل التقي كان متخلياً عَماَّ في أيدي الناس (وهذا صواب قراءة الكلمة وفقاً لطبعة بولاق) ومعناه: إنه لم يكن يقبل الهدايا أو الصدقات.
وتخلّى عن المكان: تركه وفارقه، ففي حيان - بسام (3: 4ق): الجلاء عن مثواهم والتخلي عن قواهم.
وتخلى عن فلان: خذله، وتركه لمصيره، ففي كوسج لطائف (ص90) قد أعطيته زمامي، ولا أبقى أتخلّى عنه ولو أن روحي تطير قدّامي.
وتخلّى لفلان وعن فلان: سلم، تنازل له عن، واعتزل. استعفى من. تنحى له عن منصبه (بوشر، عباد1 ك 283 رقم 138). وفي حيان (ص104 ق): تخلّى عن حصنه له، أي تنازل له عن حصنه. ويقال أيضاً: تخلى من، ففي أخبار (ص72): يتخلى لي من هذا الأمر.
وتخلّى من وعن: ذكرت في معجم فوك في مادة dimitere.
وقولهم: تخليت عن نفسي (ألف ليلة 3: 89) يعني: لم أعد أفكر في خلاص نفسي.
وتخلّى: خرج مراراً إلى الخلاء لقضاء حاجته. استطلق بطنه (باين سميث 1442).
تخاليا: تهامسا (هلو).
انخلى واختلى: ذكرت في معجم فوك في مادة racuare ومادة depopular.
اختلى: انفرد، انزوى، اعتزل (بوشر).
اختلى بها: كان معها في خلوة (قصة عنتر (4: 1).
واختلى: انظر انخلى.
خلا. خلا عن: باستثناء (بوشر).
خِلْو. يقال: خلة من: خالٍ من، عاطل من، محروم من، مجرد من. يقال هو خلو من العلم وخلو من الفضائل. (المقدمة 3: 222 حيث أراد دي سلان تغيير الكلمة وهو مخطئ في ذلك، 464، تاريخ البربر 1: 433، 2: 93، وعليك أن تقرأ الكلمة خلة بدل خلق، 366).
وفي (1: 508) منه: وأبقى خطة الحجابة خلواً ممن يقوم بها والمعنى إنه لم يعين أحداً في وظيفة الحاجب.
وخِلو: نوع من عقود إيجار العقار الدائم لا يمكن بواسطته سلبه من المستأجر ولا من ورثته إذا ما دفع أجر الإيجار وليس عليه إلا أن يدفع مبلغ الإيجار المعين في العقد في أوقاته المعينة. (زيشر 8: 347 - 349).
خِلْو نِسَاء: مغرم بالنساء (الكامل ص352). خُلُوّ: خلاء، خواء، فضاء (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 224).
خُلُوّ: طلل، رسم دارس، ففي المقدمة (2: 380): وأمّا الفقه عندهم فرسم خُلّوٍ واثر بعد عين.
خلوُّ البال: لا مبالاة، عدم اكتراث (بوشر).
خَلاَة على خَلاَة: على مهل، على هينة (بوشر).
خَلْوَة أتى الأسدَ على خلوة منه. أي أتى الأسد حين كان وحده (كليلة ودمنة ص105).
وخَلْوَة: حجرة صغيرة، حجيرة، مخدع، منصورة (بوشر، الملابس ص160 رقم 1، لين عادات 1: 372، 2: 53، دوماس عادات ص306، ابن بطوطة 4: 28، 38، المقدمة 1: 420، تاريخ البربر 2: 138، ألف ليلة 1: 87، 90، برسل 12: 292).
وخَلْوة: حَجَلة، غرفة العرس (الملابس ص160، 161).
وخَلْوة: جوسق في بستان (الملابس 161) = (المقري 1: 472).
وخَلْوة عند الدروز: صومعة، فأتقياء العقال من الدروز يبنون الخلوات في أعالي الجبال ويقيمون فيها منفردين (زيشر 6: 395، محيط المحيط).
وخَلْوة: معبد الدروز (بركهات سوريا ص202) وهو يذكر في (ص304) الجمع خلاوي.
خَلْوة: قضاء الحاجة الطبيعية. ففي المقري (1: 597). وقد خرج إلى موضع بخارج المدينة برسم خلوة. وخَلْوة: جماع، تسافد (الملابس ص161، ابن بطوطة 4: 156).
ليلة الخلوة: ليلة دخول بعل العروس عليها (محيط المحيط).
وخَلْوة: لواط (المقري 2: 427) وفي الجوبري (ص15 ق): الخلوة مع المردان. وفي حيان - بسام (1: 154و): ظنين الخلوة. ويقال أيضاً: عُهر الخلوة (المقري 1: 799) وفي مخطوطة ابن بسام في نفس الموضع: عهد الخلوة. ونفس هذه الغلطة موجودة لدى حيان - بسام (1: 174ق) ففيه: كانت عنده خمسمائة امرأة في حريمه (واتهم على ذلك بعهد (بعهر) الخلوة للذي شهر به من قلة الجماع).
ويسمى اللوطي عاهِر الخلوة. ففي حيان - بسام (1: 114و): أسير الشهوة عامر (عاهر) الخلوة.
وخَلْوَة: فرصة، وقت موافق. ففي (المعجم اللاتيني العربي): ( opportumitas خَلْوَة وامكان).
وخَلْوَة: همّ، بلبلة البال، قلق (هلو).
خَلَويّ: بري. نسبة إلى خلاء (بوشر).
خَلَوِي: نوع من الصقور (مرجريت ص176) وفيه (الكرلوي El-Krelow) .
الحمام الخلوي: الحمام البري (دومب ص62).
خلوية عند الدروز = خَلْوة (انظر خلوة) ريشتر ص132.
خَلاء: برية، قضاء (بوشر).
باب الخلاء: باب البرية (جرابرج ص40).
وخَلاء: صحراء خالية من السكان. (دسكرياك ص18).
وخَلاء: أطلال البيوت والقرى والمدن ورسومها الخالية الدارسة (الكالا).
وخَلاء: همّ، بلبلة البال، قلق (هلو).
بيت الخلاء: بيت الأدب، أدبخانة (بوشر).
خلائي. البيوت الخلائية: بيوت الأدب أو الراحة، مستراح، مرحاض، كنيف، متوضأ، مطهرة (ابن جبير ص275).
خَلاَوٍيّ: برّي، فضائي، فلاحي، بدوي.
وخلاوي: غابي، مختص بالغابات (بوشر).
خَلاَواتِيّ: بري، فضائي، فلاحي، بدوي، قروي (بوشر).
خَلاَيَة. خلاية نحل: خلية نحل، شورة، مشوارة، عَسالة، عميرة، قفير، كُوارة (بوشر).
خَلّية: بيت النحل الذي تعسل فيه، وقد جمعت على خلّيات في بيت ذكر في ألف ليلة (3: 226) غير أن طبعة برسل منها (9: 379) نجد الجمع المعروف خلايا. خال. فرس خال: ذو عيب في عنقه. (ابن العوام 2: 497).
تَخْلِية: من مصطلح أحكام القضاء وهو موضع اليد على الشيء (برجرن ص45).
وتَخْلِيَة: حذف، إسقاط، إخلال بالواجب (بوشر).
على التخلية: مرادف رُوسِيَّة، رأس، أرض داخلة في البحر. ومواز له، في خط مستقيم (معجم الادريسي).
خلو
خلا/ خلا عن/ خلا من يَخلُو، اخْلُ، خُلُوًّا وخلاءً، فهو خالٍ وخلِيّ وخِلْو، والمفعول مَخْلُوٌّ عنه
• خلا الوقتُ وغيره: مضى، ذهب وتقدَّم "عاد من السفر منذ أيام خَلَت- أنهى تأليف كتابه لخمس خَلَوْنَ من الشهر- {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}: في الدنيا" ° القرون الخالية: الماضية.
• خلا المكانُ/ خلا المكانُ عن أَهْله/ خلا المكانُ من أهله: صار فارغًا، فرغ ممّا به "خلا الشارع من المارّة- لا يخلو كلامه من فائدة- {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ

لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} "? لا يخلو الأمر من كذا: لابد أن يشتمل عليه- لا يخلو من فائدة: يشتمل على بعض الفائدة- وظائف خالية: شاغرة.
• خلا الرَّجلُ/ خلا الرَّجلُ من الهمِّ: عاش سعيدًا "خلا بالُه: كان ناعم البال مُطْمئنًّا- ويلٌ للشَّجيّ من الخَليّ".
• خلا الشَّيءُ أو الشَّخصُ من العيب: بَرِئ منه. 

خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ يَخلُو، اخْلُ، خَلْوَةً وخَلاءً وخُلُوًّا، فهو خالٍ، والمفعول مَخْلُوّ إليه
• خلا الزَّوجُ إلى زوجته/ خلا الزَّوجُ بزوجته: انفرد بها في خَلْوة "خلا بنفسه/ مع نفسه- {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ} " ° اخْلُ بأمرِك: تفرّد به وتفرَّغ له.
• خلا إلى العبادة/ خلا للعبادة: تفرّغ لها، انقطع لها "خلا إلى المذاكرة/ لدرس القضيّة- خلا المدير له ساعة"? خلا المحلِّفون للمداولة: انفردوا للتشاور- خلا له الجوّ: انفسح له المجال، انفرد بالشيء- خلت هيئة المحكمة للتَّداول: اختلى أعضاؤها للتشاور.
• خلا بفلان: خدَعه وسخِر منه. 

أخلى يُخلي، أخْلِ، إخلاءً، فهو مُخلٍ، والمفعول مُخلًى
• أخلى المكانَ والإناءَ وغيرهما: جعله خاليًا فارغًا "تمَّ إخلاء المبنى من السُّكّان- أخلى العقار: تركه وأعاده إلى مالكه" ° لا أخلى الله مكانك: دعاء بالبقاء وطول العمر.
• أخلى سبيلَه: أطلق سراحه بعد حبس "أخلت النيابة سبيله بضمان".
• أخلى طَرَفه: أعطاه مخالصة "أقاله المدير وأخلى طرفه".
• أخلى لفلان مجلسَه: تركه له. 

اختلى بـ يختلي، اختَلِ، اختلاءً، فهو مختلٍ، والمفعول مختلًى به
• اختلى بضيفه/ اختلى بنفسه: انفرد في خَلْوة، انزوى، اعتزل "حُبِّب إليه الاختلاء- اختلى بزوجته". 

استخلى/ استخلى بـ يستخلى، استَخْلِ، استخلاءً، فهو مُسْتَخْلٍ، والمفعول مُسْتَخْلًى
• استخلى فلانٌ فلانًا: سأله أن يجتمع به في خَلْوة.
• استخلى فلانًا مَجْلِسَه: سأله أن يُخلِيه له.
• استخلى بفلان: استقلّ به وانفرد. 

تخلَّى عن/ تخلَّى لـ/ تخلَّى من يتخلّى، تَخَلَّ، تَخَلّيًا، فهو مُتخلٍّ، والمفعول مُتخلًّى عنه
• تخلَّى عن الشَّيء/ تخلَّى من الشَّيء: زهد فيه وتركه، هجره وابتعد عنه "تخلَّى عن الدنيا/ منصبه/ قراره/ موقفه- لا تتخلَّ عن صديقك في وقت الشدة: لا تَخْذُلْه أو تتركْه لمصيره".
• تخلَّى عن الحقّ: (قن) تنازل عنه "تَخَلَّى عن حقِّه في ملكيّة الدار لأخيه- تخلَّى عن نصيبه في التركة".
• تخلَّى لكذا: تفرّغ له، وانقطع له "تخلّى لكتابة أبحاثه- تخلّى للعبادة في رمضان". 

خلَّى يخلِّي، خَلِّ، تخليةً، فهو مُخلٍّ، والمفعول مُخلًّى (للمتعدِّي)
• خلَّى بينهما: تركهما مجتمعَيْن "خلِّ بيني وبين صديقي".
• خلَّى الشَّيءَ: أرسله وأطلقه " {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} " ° خَلِّ بالَك: تعبير دارج يعني: كن يقظًا، حذرًا- خلَّى سبيلَه: أطلق سراحَه، وغالبًا ما يكون بعد احتجاز.
• خلَّى الأمرَ أو المكانَ: تركه "خلِّ عنك الهمومَ- خَلَّى مَنْصِبَه"? الله يخلِّيك: تعبير دارج، يعني: أدام الله بقاءَك، حفظك- خلَّى فلانٌ مكانَه: مات. 

إخلاء [مفرد]:
1 - مصدر أخلى ° إخلاء السَّبيل: إعادة الحرية إلى الموقوف احتياطيًّا بقرار قضائيّ- إخلاء المدينة: تهجير سكَّانها.
2 - أن يتخلى واضعُ اليد عن العقار.
• إخلاء سبيل مشروط: إطلاق سراح سجين لمّا تنته مُدَّته بعد، على أن يكون مشروطًا بسلوك قانوني متعارف عليه ويخضع عادة للمراقبة من ضابط الشرطة أو في أحد مراكزها لفترة من الوقت. 

اختلاء [مفرد]: مصدر اختلى بـ. 

استخلاء [مفرد]: مصدر استخلى/ استخلى بـ. 

تخلية [مفرد]: مصدر خلَّى. 

خالٍ [مفرد]: ج أَخْلاء:
1 - اسم فاعل من خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من ° خالي البال: لا يَشْغله شاغل، مطمئن القلب- خالي الوِفاض: لا يَمْلك شيئًا- خالي شُغل: لا يعمل.
2 - عزبٌ لا زوجة له، وكذلك الأنثى. 

خلا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: خ ل ا - خلا). 

خَلاء [مفرد]:
1 - مصدر خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من.
2 - فضاء واسع لاشيء فيه "نام في الخلاء".
3 - موضع قضاء الحاجة والوضوء خارج البيوت "قضى حاجته في الخلاء" ° بَيْتُ الخلاء: دورة المياه، مرحاض- خلاؤك أقضى لحيائك: منزلك أستر لعيوبك. 

خِلْو [مفرد]: ج أَخْلاء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خلا/ خلا عن/ خلا من: خالٍ فارغ البال من الهموم (للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع). 

خَلْوة [مفرد]: ج خَلَوات (لغير المصدر) وخَلْوات (لغير المصدر):
1 - مصدر خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ.
2 - اسم مرَّة من خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من.
3 - مكان الانفراد بالنفس أو بغيرها "يقضي معظم النهار في إحدى خلوات الريف".
4 - حجرة صغيرة "خَلْوَة مُلحقة بالمسجد".
• الخَلْوة الشَّرعيَّة: (فق) انفراد الرَّجل بامرأته على وجه لا يمنع من الوطء من جهة العقل أو الدِّين.
• الخَلْوة: (فق) انفراد الرَّجل بالمرأة في مكان لا يطّلع عليهما فيه أحد. 

خُلُوّ [مفرد]: مصدر خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من ° خُلُوّ صحيفته من السَّوابق: لم يصدر ضده حُكم- فترة خُلُوّ العرش: فترة ممتدَّة بين نهاية حُكْم وتسلُّم الحاكم الجديد سُلطانه.
• خُلُوّ رِجْل: مبلغ يدفع للحصول على سكن "دفع المستأجر خُلُوًّا كبيرًا".
• خُلُوّ طَرَف: شهادة تثبت أداء الشَّخص لالتزاماته. 

خَلَويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى خَلاء: "منزل خَلوِيّ- نزهة خلويّة".
2 - اسم منسوب إلى خَلِيَّة: "نسيج خلوِي: مكوَّن من خلايا".
• علم الوراثة الخلويّ: (حي) فرع من علم الأحياء، يعني بالوراثة والمكونات الخلويَّة المرتبطة بالوراثة.
• التَّصنيف الخلويّ: (حي) تصنيف الكائنات الحيَّة العضويَّة بناء على البنية والوظيفة الخلويَّة.
• الغشاء الخلويّ: (حي) غشاء شبه مُنفِذ يغلِّف سيتوبلازم خليّة ما.
• الكيمياء الخَلَوِيَّة: (كم) فرع من الكيمياء الحيويّة يدرس التَّركيب الكيميائيّ للخلايا ونشاطها. 

خَلِيّ [مفرد]: ج خَلِيُّون وأخلياءُ، مؤ خليّة، ج مؤ خَليّات وخلايا:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خلا/ خلا عن/ خلا من: خِلْو، فارغ البال من الهم، عكسه شَجِيّ.
2 - عزَب، من لا زوجة له "عاش خَلِيًّا حتى بلغ الخمسين". 

خَلِيَّة [مفرد]: ج خَليّات وخلايا:
1 - مؤنَّث خَلِيّ.
2 - بيت النحل الذي تُعَسِّل فيه "أخرج العسل من الخليّة" ° يعملون كخليَّة نحل: في نشاط.
3 - وحدة صغيرة من وحدات حزب أو حركة "خلايا الضباط الأحرار- خلايا المقاومة" ° خليّة نشاط: مكان يعج بالحركة والعمل.
4 - (حي) وحدة بناء الأحياء من نبات أو حيوان، صغيرة الحجم لا ترى بالعين المجردة، وتتألّف المادة الحيّة للخليّة وهي البروتوبلازم، من النواة والسيتوبلازم وغشاء بلازميّ يحيط بها، ويحيط بالخليّة النباتيّة كذلك جدار خلوي يتكوّن معظمه من السليلوز "يتألف جسم الإنسان من مجموعة خلايا".
• الخَلِيَّة الجسديَّة: (حي) الخليَّة في النبات أو الحيوان عدا الخليَّة التناسُليَّة.
• الخَلِيَّة اللِّيمفاويَّة: (شر، طب) واحدة الأنواع الثَّلاثة من الخلايا البيض التي تتكون بالانقسام الخَلَويّ في العقد الليمفاويَّة.

• الخليَّة القطبيَّة: (حي) خليَّة تتكون من البويضة قبل النُّضج تحتوي على نواة واحدة متكوِّنة من الانقسام المنصِّف الأوَّل أو الثَّاني.
• الخَلِيَّة البنَّاءة: (حي) نوع من أنواع بروتوبلازما الخليَّة الصِّبغيَّة، توجد في خلايا النَّبات وبعض الأعضاء الأخرى، ولها وظائف مختلفة كتكوين الطعام وتخزينه.
• الخَلِيَّة النَّجميَّة: (حي) خليَّة على شكل نجمة، وخاصة الخليَّة العصبيَّة.
• الخَلِيَّة الجرثوميَّة: (حي) الخلية التي تنتج الجراثيم بعد انقسامات متتالية.
• الخَلِيَّة الدَّمويَّة/ الخَلِيَّة الحمراء: (حي) المادَّة الحمراء في جسيمات الدَّم الحُمْر.
• الخَلِيَّة الذَّكريَّة: (حي) خلية تناسليَّة تمثل المشيج الذَّكري.
• علم الخليَّة: (حي) فرع من فروع علم الأحياء، يبحث في شكل الخليّة الحيَّة، وبنيانها، ووظيفتها، وكيميائها ودورة حياتها.
• خلِيَّة كُرَوِيَّة: (حي) خليَّة بكتيريَّة عديمة الجدار، أو ضعيفته مما يعطيها شكلاً كُرَويًّا.
• خليَّة مَنَويَّة: (حي) خليَّة ثنائيَّة الصبغيَّات، تمرُّ بالانقسام المنصِّف؛ لتكوّن أربع نُطَيْفات.
• خليَّة وقود: (كم) جهاز لإنتاج الكهرباء مباشرة بتفاعل كيميائيّ.
• خلايا عصبيَّة: (شر) الخلايا التي تكوّن النسيج العصبيّ وتتألّف كل منها من جسم مركزيّ بما فيه من نواة وسيتوبلازم، وتخرج منه ليفة دقيقة تسمّى المحور وفُُريع أو أكثر.
• خلايا الدّمُ البيضاء: (طب) نوع من الخلايا موجود في الجسم يقوم بحماية الجسم.
• خليَّة شمسيَّة: (فز) أداة شبه مُوصِّلة تحوِّل الطاقة الشمسيَّة إلى طاقة كهربائيَّة.
• خليَّة كهربيَّة: (فز) جهاز يشتمل على قطبين في حمض، يحول الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربيَّة.
• خلايا الطِّباعة: عيون مربَّعة توضع فيها الحروف بعضها في جانب بعض في ألواح من الخشب يسميها العامّة صناديق. 

خَوَالٍ [جمع]: مف خالية
• الأمم الخَوالي: البائدة.
• القرون الخَوالي: الماضية. 

مِخْلاة [مفرد]: ج مَخالٍ:
1 - مِخْلًى، كيس يعلَّق على رقبة الدَّابّة يُوضع فيه عَلَفُها (انظر: خ ل ي - مِخْلاة) "رفع المخلاة من رقبة الفَرَس".
2 - كيسٌ يحوِي لوازم ومُهمَّات الجنديّ. 

مِخْلَى [مفرد]: ج مَخالٍ:
1 - مِخْلاة، كيس يُعَلَّق على رقبة الدابّة يوضع فيه علفها.
2 - مِخْلاةٌ، كيس يحوي لوازم ومهمّات الجندي. 

خلو

1 خَلَا, (S, Msb, K,) aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. خُلُوٌّ, (S, Msb, K,) or خَلَآءٌ, (Msb,) or both, (K,) said of a place, (K,) of a place of alighting or abode, (Msb,) and of a thing, (S, TA,) It was, or became, empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied; (K, TA;) had none, and nothing, in it; (TA;) as also ↓ اخلى, (Msb, K,) and ↓ استخلى, (K.) [خَلَا المَكَانُ مِنَ النَّاسُ وَ المَآءِ وَالكَلَأ means The place was, or became, devoid, or destitute, of human beings and water and herbage or pasturage; without human beings &c.] Of a place of alighting or abode, you say, خَلَا مِنْ أَهْلِهِ and ↓ اخلى [It was, or became, devoid, or destitute, of its occupants]. (Msb.) And of a vessel, خَلَا مِمَّا فِيهِ It was, or became, empty of what was in it. (Mgh.) And خَلَوْتُ عَنِ الطَّعَامِ (S) I became empty, in the belly, of food; (PS;) and عَنْهُ ↓ أَخْلَيْتُ signifies the same. (S.) And خَلَا مِن العَيْبِ, (Msb,) or عَنِ الأَمْرِ, and مِنْهُ, (Kudot;,) inf. n. خُلُوٌّ, He was, or became, free (Msb, K) from fault, (Msb,) or from the thing, or affair: (K:) and, accord. to IAar, خلا alone signifies he was, or became, free from a fault, or the like, of which he was accused, or suspected. (TA.) And خَلَتْ عَنْ مَانِعِ النِّكَاحِ, inf. n. خُلُوٌّ, is said of a woman [as meaning She was, or became, free from any obstacle to marriage]. (Msb.) Accord. to the K, خَلَا مَكَانُهُ [lit. His place became vacant] means (tropical:) he died: but accord. to IAar, خَلَا alone has this signification [from the same verb signifying مَضَى. explained below]: and if you add مكانه, you say خَلَّى, with teshdeed; which see below. (TA.) You say also, خَلَا لَكَ الشَّىْءُ and ↓ اخلى, both signifying the same, (AA, S, TA,) i. q. فَرَغَ [i. e. The thing was, or became, vacant, or unoccupied, for thee: (see an ex. of the former verb in a saying of Tarafeh cited voce جَوٌّ:) and hence, the thing was, or became, exclusively for thee]. (TA.) AA cites as an ex. the saying of Maan Ibn-Ows, أَعَاذِلُ هَلْ يَأْتِى القَبَائِلَ حَظُّهَا لَنا المَوْتُ وَحْدَنَا ↓ مِنَ المَوْتِ أَمْ أَخْلَى

[O censurer, does their share of death come to the tribes in common, or is death exclusively for us alone?]. (S, TA.) See also the paragraph, below, commencing with خَلَا as a word denoting exception. b2: [Hence,] خَلَا and ↓ اخلى, (S, K,) said of a man, (TA,) or the same two verbs followed by بِنَفْسِهِ, said of a man, (Msb,) both signify the same; (S;) He was, or became, [without any companion, i. e.] alone, by himself; (Msb;) or he became (وَقَعَ [q. v.]) in a vacant place, in which he was not pressed against, or straitened. (K.) And خَلَا بِهِ, (S, Msb, K,) and إِلَيْهِ, (S, K,) and مَعَهُ, (K,) inf. n. خَلْوَةٌ (S, Msb, K) and خَلَآءٌ (S, K) and خَلْوٌ, (K, TA,) or خُلُوٌّ, (CK,) or the first of these, i. e. خَلْوَةٌ, is a simple subst., and the second and third are the inf. ns.; (TA;) and به ↓ اخلى, (Lh, K,) and ↓ اخلاهُ, (S, K,) and بِهِ ↓ استخلى; (K; [the last omitted in the CK;]) He was, or became, alone with him; (Msb;) he was, or became, in company with him, or he met him, or had a meeting or an interview with him, in a vacant place, or a place unoccupied [by others, i. e., in a private place]. (S, K.) In the saying in the Kur [ii. 13], وَإِذَا خَلَوْا إِلَى

شَيَاطِينِهِمْ, it is said that إِلَى is used in the sense of مَعَ, [so that the meaning is And when they are alone with their devils,] as in that other saying in the Kur [iii. 45 and lxi. 14], مَنْ أَنْصَارِى إِلَى اللّٰهُ. (S.) A man says to another man, اُخْلُ مَعِى حَتَّى

أُكَلِّمَكَ, i. e. Be [or come] thou alone with me [that I may speak to thee in private]. (TA.) And one says, خَلَا بِزَوْجَتِهِ, inf. n. خَلْوَةٌ, [but see what is said of this noun above,] He was, or became, alone with his wife: but [properly speaking, according to the law,] the term خَلْوَةٌ [or خَلْوَةٌ صَحِيحَةٌ, in this case,] is not used unless it be with the enjoyment of المُفَاخَذَة, [see 3 in art. فخذ,] and then it has an effect upon the circumstances of the marriage [by its rendering obligatory the payment of the dowry, though consummation has not taken place]: if with consummation, the act is termed دُخُولٌ. (Msb.) You say also, ↓ أَخْلِ

أَمْرَكَ and بِأَمْرِكَ Be thou alone in thine affair, with none to take part with thee in it; confine thyself to it exclusively of other things. (TA. [See also 5.]) And إِلَيْكَ ↓ أَخْلِ Keep thou to thine affair, and be alone in it, with none to take part with thee therein. (JK.) And البُكَآءُ ↓ استخلى

[app. for بِالبُكَآءِ] He was, or became, alone in weeping, with none to participate with him in it. (TA.) [And خَلَا لِلْأَمْرِ: see 5.] And خَلَاعَلَى

بَعْضِ الطَّعَامِ He restricted himself to a portion of the food. (K.) Temeem say, خَلَا فُلَانٌ عَلَى

اللَّبَنِ وَ اللَّحْمِ (JK, * TA) i. e. Such a one fed upon milk and flesh-meat alone; (JK;) or such a one ate not, nor mixed, anything with milk and flesh-meat: and Kináneh and Keys say ↓ أَخْلَى. (Lh, JK, * TA.) [And it seems to be indicated in the T that خَلَوْا signifies They selected a she-camel for a خَلِيَّة, q. v.: or i. q. تَخَلَّوْا بِخَلَيِّةٍ: see 5.] b3: خَلَا also ssignifies He devoted himself to religious services or exercises [app. in solitude, or seclusion, or in a خَلْوَة; or because one generally does so in solitude; or because the doing so involves abstraction from other affairs]. (TA. [See also 5; and see مُسْتَخْلٍ.]) b4: And خَلَا بِهِ [sometimes] signifies (tropical:) He mocked at, scoffed at, laughed at, derided, or ridiculed, him: (Lh, S, Z, K, TA:) said by Az to be strange, and not known by him or any other authority than that of Lh: (TA:) from the saying, خَلَا فُلَانٌ بِعِرْضِ فُلَانٍ يَعْبَثُ بِهِ [Such a one occupied himself alone with the honour, or reputation, of such a one, making sport with it]. (Ksh in ii. 13.) and i. q. خَادَعَهُ (tropical:) [He deceived, deluded, beguiled, circumvented, or outwitted, him; &c.: or he strove to do so]: (TA:) as also ↓ خالاهُ, (JK, and K in art. خلى,) inf. n. مُخَالَاةٌ. (JK.) b5: and خَلَا عَلَيْهِ He relied upon him; [as though he betook himself to him alone;] مَتَرَــادِفٌ">syn. اِعْتَمَدَ. (TA.) b6: And خَلَا, (JK, K,) inf. n. خُلُوٌّ, (TA,) or خَلَآءٌ, (JK,) said of a man (JK) and of a thing, (JK, TA,) He, or it, went, went away, or passed away. (JK, K.) Hence, (TA,) وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍإِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ, in the Kur [xxxv. 22], means [And there is not any people but a warner] hath gone, and hath been sent, among them. (S, TA.) [Hence also خَلَا explained above as meaning He died.] And خَلَا مِنْهَا [an elliptical phrase] She became old; the greater part of her life passed. (TA from a trad.) And خَلَاكَ ذَمٌّ [for خَلَا عَنْكَ ذَمٌّ] Blame passed away from thee; or may blame pass away from thee. (Ksh and Bd in ii. 13.) You say, اِفْعَلْ كَذَا وَ خَلَاكَ ذَمٌّ Do thou such a thing, and thou wilt have an excuse; [i. e.] blame will fall from thee. (S. [See art. ذم.]) and خَلَاهُ الحُزْنُ Grief passed away from him, and quitted him. (Har p. 590, from the Tekmileh.) b7: خَلَا عَنِ الشَّىْءِ: see 2.

A2: خَلَا [or خَلَى, probably belonging to art. خلى, though mentioned in the present art.,] He ate what was good, sweet, or pleasant. (TA.) 2 خَلَّى, inf. n. تَخْلِيَةٌ, [He left a place, &c., empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied.] Hence, خلّى مَكَانَهُ [He left his place vacant;] meaning (tropical:) he died: (TA, and so in Ham p. 478:) a meaning assigned in the K to ↓ خَلَا مَكَانُهُ, and by IAar to خَلَا alone, without tesh-deed; but when مكانه is added, it is with teshdeed. (TA.) And (assumed tropical:) He went his way. (Ham p. 379.) And خلّى سَبِيلَهُ [He left his way free, or open, to him]. (S, TA.) And خلّى بَيْنَهُمَا [He left the way, or space, free between them two; meaning he left them two free, each to do to the other as he pleased]. (TA.) [And خلّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ كَذَا He left him free access to such a thing.] and خلّى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ نَفْسِهِ He left him, or it, alone; مَتَرَــادِفٌ">syn. أَهْمَلَهُ. (S and O and K in art. همل.) [and خلّاهُ وَفُلَانًا He left him to do as he pleased with such a one.] And خلّى الأَمْرَ He left, left alone, or let alone, the thing, or affair; as also ↓ تخلّى

مِنْهُ and عَنْهُ; and ↓ خالاهُ, (K, TA,) inf. n. خِلَآءٌ. (TA.) For تَخْلِيَةٌ signifies The leaving, and making a thing to be alone. (Har p. 123.) [خلّاهُ and خلّى عَنْهُ both signify He left, or left alone, it, or him.] It is said in a trad., خلّى عَنْهُمْ أَرْبَعِينَ عَامًا He (God) left them, or left them alone, and turned from them, forty years. (TA.) [And خلّاهُ لِكَذَا He made him, or left him, vacant, unoccupied, unemployed, or at leisure, for such a thing.] b2: تَخْلِيَةٌ also signifies The act of loosing; contr. of شَدٌّ. (IAar, K in art. ابض.) [Hence,] خلّى عَنِ الشَّىْءِ, (JK, S, * TA,) in the K ↓ خَلَا, without teshdeed, but this requires consideration, (TA,) He dismissed, loosed, let loose, or let go, the thing. (JK, K, TA.) b3: [and hence خلّاهُ meaning He left it, permitted it, or allowed it: see the pass. part. n., below.]

A2: خُلِّيَتْ, said of a she-camel such as is termed خَلِيَّة; and hence, of a cooking-pot: see 1 in art. خلى.3 خالاهُ He left, forsook, relinquished, abandoned, deserted, or quitted, him, being left, &c., by him; namely, another man; مَتَرَــادِفٌ">syn. تَارَكَهُ; (S;) inf. n. مُخَالَاةٌ, syn. with مُوَادَعَةٌ, (JK,) [and خِلَآءٌ also: and he was, or became, distant, remote, far off, aloof, or apart, from him; for]

خِلَآءٌ is syn. with مُبَاعَدَةٌ and مُجَانَبَةٌ (TA in art. خلأ) and فُرْقَةٌ. (TA in the present art.) and خالى الأَمْرَ, inf. n. خِلَآءٌ: see 2. b2: [Also He went, or came, out, or forth, to him, in the field; for] مُخَالَاةٌ is also syn. with مُبَارَزَةٌ. (Sh, TA.) b3: Also, (Lth, JK, K,) inf. n. مُخَالَاةٌ, (Lth, JK,) He wrestled with him, each endeavouring to throw down the other; contended with him in wrestling: (Lth, JK, K: mentioned in the K in art. خلى:) because, when one does so, he is alone with the other, so that neither of them seeks aid from any other. (Az, TA.) And in like manner the word مُخَالَاةٌ is used [app. as meaning The act of contending with another, by oneself,] in relation to any affair, or case. (Lth, JK, TA. [See its act. part. n., below.]) b4: See also 1, in the latter part of the paragraph.4 أَخْلَوَ see 1, in eleven places.

A2: اخلى المَكَانَ, (S, K,) or المَنْزِلَ, (Msb,) He made the place, (K,) or the place of alighting or abode, (Msb,) empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied: (Msb, K:) or it signifies, (S, K,) or signifies also, (Msb,) he found it empty, &c. (S, Msb, K.) One says in praying for another that he may have a long life, لَا أَخْلَى اللّٰهُ مَكَانَكَ [May God not make thy place vacant]. (TA.) b2: اخلاهُ مَعَهُ [He made him, or found him, to be alone with him]. (K.) 5 تخلّى He went forth into the field, or open country, to satisfy a want of nature. (TA.) And تخلّى فِى الخَلَآءِ He went forth into the vacant tract, or into the privy, to satisfy a want of nature: or he satisfied a want of nature therein. (TA.) b2: Also He was, or became, or made himself, vacant from occupation, or business; [unoccupied; unemployed; or at leisure;] مَتَرَــادِفٌ">syn. تَفَرَّغَ: (S:) or so تخلّى مِنَ الشُّغْلِ. (K in art. فرغ.) You say, تخلّى لِلْعِبَادَةِ He was, or became, or made himself, vacant for, or he confined himself exclusively to, the service of God. (TA.) [See also 1, in the latter part of the paragraph. In like manner, one says also, لِلْأَمْرِ ↓ خَلَا He was, or became, or made himself, vacant for, or he confined himself exclusively to, the affair.] And تَخَلَّوْا بِخَلِيَّةٍ (S, K, TA) They confined themselves exclusively to a she-camel, or to she-camels, such as they termed خلية, (K, TA,) يَحْلُبُونَهَا [milking only her, or them]. (S, TA.) And تخلّى خَلِيَّةً He took for himself a خليّة. (TA.) b3: And تخلّى مِنَ الأَمْرِ and عَنْهُ: see 2. b4: And تَخَلَّتِ الإِبِلُ بِلَا رَاعٍ [The camels were left to themselves without a pastor]. (K in art. سوع.) 10 إِسْتَخْلَوَ see 1, in three places. [And see also مُسْتَخْلٍ.]

A2: استخلاهُ مَجْلِسَهُ He asked him to leave his sitting-place vacant, or unoccupied, for him. (S. [But found by me in only one copy of that work.]) b2: استخلى المَلِكَ He asked the king to have a meeting, or an interview, with him in a vacant place, or a place unoccupied [by others, i. e., in a private place; he asked the king to grant him a private meeting or interview]. (K.) خَلَا as a word denoting exception, (S, Mughnee, K,) when it governs a gen. case, (S, Mughnee,) as when you say, جَاؤُونِى خَلَا زَيْدٍ [They came to me, except Zeyd], is a particle, (S, Mughnee, K,) accord. to some of the grammarians, like حَاشَى; but accord. to some, a prefixed inf. n. (S.) ↓ It. also governs an accus. case, as a verb: (S, Mughnee:) so that you say, جَاؤُونِى خَلَا زَيْدًا [meaning as above]; the agent of خلا being implied, (S, Mughnee, *) like that of حَاشَى [used as a verb]: it is as though you said, خَلَا مَنْ جَآءَنِى مِنْ زَيْدٍ

[i. e. those who came to me were without Zeyd]: (S:) or correctly, accord. to IB, خَلَا بَعْضُهُمْ زَيْدًا [for مِنْ زَيْدٍ, like as you say, خَلَاكَ ذَمٌّ, for خَلَا عَنْكَ ذَمٌّ]. (TA.) When you say مَا خَلَا, it is followed only by an accus., because ما خلا is equivalent to an inf. n.; (S, Mughnee;) so that when you say, جَاؤُونِى مَا خَلَا زَيْدًا [meaning as above], it is as if you said, جَاؤُونِى خُلُوَّ زَيْدٍ [or خُلُوًّا زَيْدًا], i. e. خُلُوَّهُمْ مِنْ زَيْدٍ, (S,) which two phrases mean جَاؤُونِى خَالِينَ مِنْ زَيْدٍ [They came to me, they being without Zeyd]: (S, K:) [for] accord. to Seer, ماخلا occupies the place of a noun in the accus. as a denotative of state: but some say, as an adv. n. of time; so that, accord. to these, مَا خَلَا زَيْدًا means وَقْتَ خُلُوِّهِمْ عَنْ زَيْدٍ [in the time of their being without Zeyd]. (Mughnee.) You say also, مَا أَرَدْتُ مَسَآءَتَكَ خَلَا أَنِّى وَعَظْتُكَ, meaning [I desired not to displease thee,] but I admonished thee (إِلَّا أَنِّى وَعَظْتُكَ). (JK, TA.) خِلْوٌ, and its fem. (with ة), and dual: see خَالٍ, in seven places.

خَلْوَةٌ said by some to be an inf. n.: [see خَلَا بِهِ

&c. in the first paragraph of this art.:] by others said to be a simple subst.; (TA;) meaning Loneliness; solitude; lonesomeness; solitariness; desolateness; مَتَرَــادِفٌ">syn. وَحْشَةٌ. (S and K in art. وحش.) [Hence, app.,] رَجُلٌ سَهْلُ الخَلْوَةِ [A man easy in private conference]. (Msb in art. سلس. [See also a phrase in the latter part of the next paragraph.]) b2: Also An empty, a vacant, a void, or an unoccupied, place. (KL. [See also خَلَآءٌ.]) [In the present day, it is often applied to A closet to which one retires for privacy; and particularly to a cell for religious retirement: and is vulgarly pronounced خِلْوَة.] You say, اِجْتَمَعَ مَعَهُ فِى خَلْوَةٍ (S) or اجتمع بِهِ فى خلوة (K) [He had a meeting, or an interview, with him in a vacant place, or a place unoccupied by others, i. e., in a private place].

A2: Also Each of the two sharp sides or edges of an arrow-head (AHn, JK, TA) or of a spear-head: (AHn, TA:) both together are called the خَلْوَتَانِ: (AHn, JK, TA.) خَلَآءٌ is primarily an inf. n. (MF, TA. [See 1, first sentence.]) b2: [Then it is used as an epithet, syn. with خَالٍ:] see خَالٍ, in five places. b3: Then it is used [as a subst.] in the sense of A vacant place [in a general sense]: (MF, TA:) or a place in which is nothing: (S, K:) [often applied in the present day to any open tract of country or desert:] and then, particularly, such as one takes for the purpose of satisfying a want of nature; (MF, TA;) i. q. مُتَوَضَّأٌ, (S, Msb, K,) but not as meaning only a place for the performance of الوُضُوء, as might be imagined from this explanation: pl. أَخْلِيَةٌ. (MF, TA.) It is said in a prov., (S, Meyd,) خَلَاؤُكَ أَقْنَى لِحَيَائِكَ, (S, Meyd, K,) [in Freytag's Arab. Prov., (i. 436,) بِحَيَآيِكَ,] i. e. [Thy place of retirement is] most preservative (أَلْزَمُ) [of thy sense of shame, or modesty]; meaning it is most fit for thee to be alone in thine abode; (S, * Meyd;) for he who is so needs not to be careful for his shame, or modesty: it is used in blaming the mixing with others. (Meyd.) حُصِرَ عَلَيْهِ خَلَاؤُهُ [His place of retirement for satisfying a want of nature was straitened to him] is used as meaning he suffered suppression of the feces, or constipation of the bowels. (Ibn-Buzurj, TA in art. حصر.) A2: إِنَّهُ لَحْلُو الخَلَآءِ, (TA,) or [as written in a verse in which it occurs in the TA in the present art., and in art. خلى,] الخَلَا, (JK, TA,) [without ء, but whether this be the right reading, or only required by poetic license, seems to be doubtful,] is a phrase mentioned by Th, (TA,) meaning Verily he is good in speech. (JK, TA. [If the former reading be right, the meaning may be similar to that of سَهْلُ الخَلْوَةِ, mentioned above: if the latter only, or rather انّه لحلو الخَلَى, be right, it probably belongs to art. خلىٍ, and is tropical, from the herbage termed خَلى; and this may also be the case if the former reading be right.]) خَلِىٌّ; and its fem. خَلِيَّةٌ: see خَالٍ, in twelve places. b2: The fem. also signifies, applied to a she-camel, (S, Msb,) Loosed from the cord, or rope, with which her fore shank and her arm have been bound together, (S, Msb, K,) and left alone, or free, (S,) so that she pastures where she will. (Msb.) Hence, (Msb,) it is used by way of metonymy as meaning Divorced: (Lh, S, Msb, K:) one says to a woman, أَنْتِ خَلِيَّةٌ Thou art divorced; (Lh, S;) and thus a man used to say in the Time of Ignorance: (TA:) and one says, هِىَ خَلِيَّةٌ She is divorced: (Msb:) and a woman is divorced thereby when divorce is meant. (Lh, TA.) Applied to a woman, it signifies also Free from any obstacle to marriage: pl. خَلِيَّاتٌ. (Msb.) b3: Also A she-camel that is made to affect, with another she-camel, one young one, so that both yield their milk to it, and to which the people of a tent, or house, confine themselves exclusively of the other for the purpose of milking her: (S:) or a she-camel that is chosen as the one more abundant in milk, when one has brought forth and her young one is drawn away (يُجَرُّ) as soon as born, before she smells it, and the young one of another, that has brought forth before her, is brought near to her, and she affects it; the other is left to suckle the young one, and is termed بَسُوطٌ, pl. بسط [app. بُسْطٌ or بُسُطٌ]: (Az, TA:) or a she-camel that is left, or left alone, to be milked: (K:) or that affects a young one [not her own], or is destitute of her young one, (JK, M, K,) whether she incline to another's young one or do not, or that is destitute of her young one by death or slaughter, (M, TA,) and whose milk one causes to flow by means of the young one of another; but only by her affecting a young one, and not suckling it: (M, K: *) or that brings forth, when abundant in milk, and has her young one drawn (يُجَرُّ) from beneath her, and another put beneath her, and is then left, or left alone, to be milked; (Lh, K;) this being done because of her generous quality: (Lh:) or a she-camel, or two she-camels, to which the people of a tent, or house, confine themselves exclusively, for milking, when two or three she-camels are made to affect one young one, and to yield their milk to it; the young one [afterwards] sucking from one of them only: (K, * TA:) or a she-camel that brings forth, and whose young one is drawn away (يُجَرُّ) in order that her milk may continue for their use, she being made to yield her milk by means of the young one of another, which is then withdrawn from her, and she is milked: sometimes, also, they bring together three and four خَلَايَا [pl. of خَلِيَّةٌ] to one young camel: and the doing so is termed تَلَسُّنٌ: (IAar, TA:) in this case they take as a خليّة whichever of them they will. (ISh, TA.) [Applied to a she-camel in any of these senses, it seems to be an epithet in which the quality of a subst. is predominant; i. e., used without its having نَاقَةٌ prefixed to it.]

A2: See also the paragraph next following, in two places.

خَلِيَّةٌ [as fem. of the epithet خَلِىٌّ: see the next preceding paragraph, and the places there referred to in its first sentence.

A2: As a subst. it signifies] A great ship: (T, S, K:) or a ship that goes of itself, without its being made to do so by the sailor: (JK, K:) or one that is followed by a small boat: (K:) the first held by Az to be the right meaning: (TA:) pl. خَلَايَا. (JK, S.) b2: Also, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) and ↓ خَلِىٌّ, (JK, Msb, K,) The habitation (بَيْت) of bees, [whether it be a manufactured hive or a hollow in the trunk of a tree or in a rock,] in which they deposit their honey; (S;) the place in which bees deposit their honey: (Mgh:) or the thing in which bees deposit their honey, (K, TA,) not manufactured for them: (TA:) or a thing like the [kind of jar called] رَاقُود, of clay, (K, TA,) made for bees: (TA:) or a certain thing for bees, well known, of clay or of wood: (Msb:) or, accord. to Lth, if made of clay, it is called كوارة, (Msb, TA,) i. e. [كُوَارَةٌ and كُوَّارَةٌ and كِوَارَةٌ] with kesr: (Msb:) or a piece of wood hollowed out for honey to be deposited therein [by bees]: or the lower part of a tree that is called خَزَمَةٌ, [n. un. of خَزَمٌ, q. v., hollowed out for that purpose,] resembling the [kind of jar called] رَاقُود: (K:) or ↓ خَلِىٌّ signifies the part of the كُوَّارَة which is the place of the honey: (JK:) pl. as above. (Msb, TA.) خَلَاوَةُ: see the next paragraph.

خَالٍ Empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied; (Mgh, TA;) having none, and nothing, in it: (TA:) applied to a place, (Msb, TA,) as also ↓ خَلِىٌّ (TA) and ↓ مُخْلٍ; (Msb;) and to a thing, as also ↓ خَلِىٌّ; (TA;) or a vessel. (Mgh.) You say also ↓ مَكَانٌ خَلَآءٌ, [as well as خَلَآءٌ alone,] meaning A place in which is none (K, TA) and nothing. (TA.) And وَجَدْتُ

↓ الدَّارَ مُخْلِيَةً, meaning خَالِيَةً [i. e. I found the house empty, &c.]. (TA.) b2: Vacant, or free; from a thing or an affair; or devoid, or destitute, of a thing; (TA;) and so ↓ خَلِىٌّ and ↓ خِلْوٌ; which last is the same as masc. and fem., though it has خِلْوَةٌ also for fem., and أَخْلَآءٌ for pl.; (K;) but properly, accord. to Lh, it has no dual form, nor pl., nor fem., though some give it such forms: (TA:) or ↓ خَلِىٌّ, which has a dual, [i. e.

خَلِيَّانِ,] and pl., (S, Msb,) i. e. خَلِيُّونَ and أَخْلِيَآءُ, (K,) signifies free [from a thing]; or clear or quit [of a thing or person]; as also ↓ خَلَآءُ, (S, Msb,) which, being [originally] an inf. n., has no dual nor pl. [nor fem.]; (S;) and ↓ خِلْوٌ. (Msb.) You say, مِنْ هٰذَا ↓ أَنْتَ خَلِىٌّ الأَمْرِ and خَالٍ, i. e. Thou art free from this thing, or affair. (TA.) And مِنَ الهَمِّ ↓ أَنَا خَلِىٌّ, meaning خَالٍ [i. e. I am free from anxiety]. (Mgh.) And مِنْ كَذَا ↓ أَنَا خِلْوٌ, meaning خَالٍ

[i. e. I am free from such a thing]: (S:) and هُمَا خِلْوٌ, and هُمْ خِلْوٌ; and some say, هُمَا خِلْوَانِ, and هُمْ أَخْلَآءٌ, which is not proper. (T, TA.) and مِنْ مُصِيبَتِى ↓ أَنْتَ خِلْوٌ Thou art free in mind from my affliction, or misfortune. (TA from a trad.) And مِنْكَ ↓ أَنَا خَلِىٌّ I am clear, or quit, of thee. (S.) And ↓ أَنَا مِنْكَ خَلَآءٌ signifies the same. (S.) And ↓ نَحْنُ مِنْكَ الخَلَآءُ and البَرَآءُ [q. v.] We are clear, or quit, of you. (Fr, T in art. برأ.) And مِنْ هٰذَا الأَمْرِ ↓ أَنْتَ خَلَآءٌ Thou art clear, or quit, of this affair. (TA.) and ↓ أَنَا مِنْ هٰذَا الأَمْرِ كَفَالِجِ بْنِ خَلَاوَةَ [lit. I am, with respect to this affair, like Fálij Ibn-Kha- láweh], (S,) or فَالِجُ بْنُ خَلَاوَةَ, (so in the JK and K in this art., and in the S and K in art. فلج,) meaning بَرِىْءٌ [i. e. I am clear, or quit, of this affair]: (JK, S, K:) a saying originating from its being asked of Fálij Ibn-Khaláweh, on the day of Er-Rakam, when Uneys killed the captives, “Dost thou,” or “ wilt thou,” “ aid Uneys? ” and his answering, “I am clear,” or “ quit,” “ of him. ” (S and K in art. فلج.) And ↓ خَلِىٌّ [alone] signifies خَالٍ مِنَ الهَمِّ [Free from anxiety]; contr. of شَجِىٌّ. (S.) It is said in a prov., وَيْلٌ

↓ لِلشَّجِىِّ مِنَ الخَلِىِّ, i. e. Woe to him who is occupied by anxiety from him who is free therefrom: (TA:) and in another, مَا يَلْقَى الشَّجِىُّ

↓ مِنَ الخَلِىِّ, i. e. What will he who is occupied by anxiety experience from him who is free therefrom? meaning, accord. to AO, that the latter will not aid the former against his anxieties, but will censure him: it is said in the Tekmileh that الخَلِىّ [in these provs.] is from خَلَاهُ الحُزْنُ meaning “ Grief passed away from him,” and “ quitted him. ” (Har p. 590.) And ↓ أَنْتِ خَلِيَّةٌ means خَالِيَةٌ مِنَ الخَيْرِ [i. e. Thou, O woman, art devoid, or destitute, of good]. (Mgh.) b3: Also A man having no wife; (S, K;) [for خَالٍ مِنَ الزَّوَجَاتِ, a phrase occurring in the TA:] and a woman having no husband; (K;) thus without ة: (TA:) pl. أَخْلَآءٌ: (K:) and ↓ خِلْوَةٌ, also, has the latter meaning; dual خِلْوَتَانِ, and pl. خِلْوَاتٌ: and so has ↓ مُخْلِيَةٌ: and ↓ خَلِيَّةٌ means a woman having no husband nor children; pl. خَلِيَّاتٌ. (TA.) b4: [And Alone; as also ↓ مُخْلٍ, and ↓ خِلْوٌ.] It is said in a prov., أَشَدُّ ↓ الذِّئْبُ مُخْلِيًا The wolf when [alone or] in a vacant place [is most courageous, or violent]; (TA;) or خَالِيًا [which means the same]. (JK. [And another reading is أَسَدٌ. See Freytag's Arab. Prov., i. 500.]) And one says, ↓ وَجَدْتُ فُلَانَةَ مُخْلِيَةً, meaning خَالِيَةً [i. e. I found such a woman alone]. (TA.) And ↓ وَجَدَهُمَا خِلْوَيْنِ i. e. خَالِيَيْنِ [He found them two alone]. (K.) b5: [Also Past, or past away: as well as going, going away, or passing away.] القُرُونُ خَالِيَةُ means[The generations] that have passed. (JK, S, TA.) مُخْلٍ, and its fem. مُخْلِيَةٌ: see خَالٍ, in six places.

A2: لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ, occurring in a trad., means I did not find thee destitute of wives beside me: it is not from اِمْرَأَةٌ مُخْلِيَةٌ signifying

“ a woman having no husband. ” (TA.) مِخْلَآءٌ A she-camel left alone, away from her young one. (IDrd, JK.) مُخَلًّى pass. part. n. of 2. (S, TA.) b2: Left, permitted, or allowed. (M in art. بسل.) مُخَالٍ [act. part. n. of 3, q. v.]. Accord. to IAar, it signifies Contending with another in war. (TA in art. خلأ.) مُسْتَخْلٍ Devoting himself to religious services or exercises [app. in solitude or seclusion, or in a خَلْوَة; or because one generally does so in solitude; or because the doing so involves abstraction from other affairs: see also 1 and 5]. (TA.)
خلو: {خلوا إلى شياطينهم}: انفردوا بهم. {وتخلت}: من الخلوة.
خلو
خَلا الشَّيْءُ يَخْلُوخَلاَءً: أي فَرغ، وهوخالٍ. والخَلاءُ من الأرْضِ: قَرارٌ خالٍ. وخَلا الرَّجُلُ يَخْلو خَلْوَةً. واسْتَخْلَيْتُ فلاناً فأخْلاني: أي خَلا معي وخَلا بي وخَلا لي. وهوخِلْوٌ من الأمر وخَلِيٌّ، وهُمْ أخْلاَء منه، وهُنَّ أخلاءُ كذلك. وأخْلِ إليكَ: أي الْزَمْ شَأْنَكَ. واخْلُ به. ومَثَلٌ: " أخلِ إليك ذِئبٌ أزَلًّ ". وأخْلَيْتُ: أصَبْتُ خَلاءً أي خَلْوًة. وخَلَوْتُ على اللَّبَن وأخْلَيْتُ عليه: إذا أكَلَه وَحْدَه. رضي الله عنها " الذِّئْبُ خالياً أشَدُّ ". وخالَيْتُ فلاناً: صارعْتَه. وكذلك المُخالاة في كلِّ أمْرٍ. وهي المُخادَعَة أيضاً. والمُوَادَعَة. وهو في اللَّحم: أنْ يُخاليَ الرَّجُلُ الطَّعامَ كلَّه راغِبَاَ عنه إلى اللَّحم. وفي المَثَل: " لا يَدْري الشَّقيُّ بمَنْ يُخالي ". وتُسَمَّى الشَّفْرَتانِ من حَدِيدة السَّهم: الخَلْوَتَيْنِ، الواحدة خَلْوَةٌ. وفي المَثَل في بَراءة الساحة: " أنا منه فالجُ بن خَلاَوَةَ " أي أنا منه بَرِيْءٌ خالٍ. وخَلا لكَ الشَّيْءُ وأخْلى: بمعنىً. وامْرَأة مُخْلِيَةٌ: لا زَوْخ لها.

خلو


خَلَا(n. ac. خَلَآء []
خُلُوّ [] )
a. Was empty, vacant, void, unoccupied.
b. Was, alone, by himself.
c. Passed, passed away.
d. ['An
or
Min], Was free, void of.
e.(n. ac. خَلْو []
خَلْوَة [] خَلَآء [خَلَاْو]) [Bi
or
Ila], Was alone with, withdrew apart with.
f. [Ila], Occupied himself with exclusively, devoted himself
to entirely.
خَلَّوَa. Left empty, unoccupied; abandoned, quitted.
b. Kept alive, preserved ( God).
خَاْلَوَa. Left, abandoned.

أَخْلَوَa. Was lonely, retired; was alone, solitary.
b. [acc.
or
Bi], Was alone with.
c. Made to leave or evacuate ( a place ).
d. ['An], Deprived himself of.
تَخَلَّوَa. Satisfied a want of nature.
b. [Min
or
'An], Separated or freed himself from, abandoned
deserted.
c. [La], Was free to, at leisure for; devoted himself
exclusively to.
d. [Bi], Withdrew apart with.
إِخْتَلَوَa. Isolated himself, led a solitary life.

إِسْتَخْلَوَa. Was empty, unoccupied; was solitary.
b. Asked for a private interview.
c. [Bi], Had a private interview with.
خَلْوَة []
a. Solitude, loneliness, privacy.
b. Empty, unoccupied place.
c. Private place; retreat solitude; cell; closet.
d. Temple ( of the Druses ).
خِلْو (pl.
أَخْلَآء [] )
a. Alone, solitary.
b. see 21 (b)
خَلَاa. Except, save.

خالِي (pl.
خُلُوّ [] )
a. Empty, vacant, void, unoccupied.
b. Devoid, destitute of; free, quit, exempt.
c. Past, elapsed.
d. (pl.
أَخْلَآء
[أَخْلَاْو]), Bachelor, unmarried.
خَلِيّ [] (pl.
أَخِّلَآء [] )
a. see 21 (a) (b), (c).
خَلِيَّة [] (pl.
خَلَايَا)
a. Ship.
b. Hive.

خُلُوّa. Emptiness.

عَلَى خَلْوَةٍ
a. Aside, apart, in secret.

مَا خَلَا
a. see 4A

بَيْت الخَلَآء
a. Water-closet.

نجو

نجو
نجا من يَنجُو، انْجُ، نَجاءً ونَجاةً، فهو ناجٍ، والمفعول مَنْجوّ منه
• نجا الشّخصُ من الشرِّ: سلم وخَلَص من أذاه "نجا من الحادِث القاتل بأعجوبة- {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا} " ° الحاوي لا ينجو من الحيَّات: يضرب في الحثِّ على ترك المخاطرة- نجا بنفسه/ نجا بجلده/ نجا بروحه: خَلَص من خطر كاد يُصيبه. 

نجا يَنجُو، انْجُ، نَجْوًا ونَجْوَى، فهو ناجٍ، والمفعول منْجوّ
• نجا الشّخصَ: أسرَّ إليه الحديثَ وخصّه به "نجا أمَّه بهمومِه- {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ} ". 

أنجى يُنجِي، أنْجِ، إنْجاءً، فهو مُنجٍ، والمفعول مُنجًى
• أنجى فلانًا ممَّا نزل به: خلّصه، وأنقذه "من أطاع العقلَ أنجاه ومن عصاه أرداه- {لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} ". 

استنجى يستنجى، استَنْجِ، استنجاءً، فهو مُستنجٍ
• استنجى الرَّجلُ:
1 - طلب نجاتَه.
2 - تطهَّر بالماء، أو غيره "استنجى من النَّجَس- استنجى المُحِدثُ". 

تناجى يتناجى، تَناجَ، تناجيًا، فهو مُتناجٍ
• تناجى الشَّخصان: أفضى كلّ منهما إلى الآخر بما يخصّه به، ويكتمه غيرَه، تسارّا "تناجى الصديقان/ عاشقان- إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الآخَرِ حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُحْزِنَهُ [حديث]- {إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} " ° المتناجيان: العاشقان: يُناجي كلّ واحد منهما الآخر- الهموم تتناجى في صدره: تساوره، وتغالبه. 

تنجَّى يتنجَّى، تَنَجَّ، تنجّيًا، فهو مُتنجٍّ
• تنجَّى الشَّخصُ: مُطاوع نجَّى: وجَد النجاةَ والخلاصَ. 

ناجى يناجي، ناجِ، مُناجاةً ونِجاءً، فهو مُناجٍ، والمفعول مُناجًى
• ناجَى فلانًا: سارّه بما في قلبه من أسرار أو مشاعر،
 وخصّه بالحديث "ناجى ربَّه/ نفسَه- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} " ° بات الهمُّ يناجيه: لازمه واستولى عليه. 

نجَّى ينجِّي، نَجِّ، تنْجِيةً، فهو مُنجٍّ، والمفعول مُنجًّى
• نجَّى الشّخصَ: أنجاه؛ خلَّصه، انتزعه من الخطر، أنقذه "نجَّى السبّاحُ الغريقَ- نجَّى اللهُ المريضَ- {وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} - {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} ". 

إنجاء [مفرد]: مصدر أنجى. 

استِنجاء [مفرد]: مصدر استنجى. 

تنجية [مفرد]: مصدر نجَّى. 

مناجاة [مفرد]:
1 - مصدر ناجى.
2 - (فن) سُطور أدبيّة تعبِّر بها الشخصيَّة في عمل أدبيّ عمّا يدور بداخلها من أفكار ومشاعر، بطريقة غير مترابطة أحيانًا ويخاطب فيها الكاتبُ شخصًا غائبًا أو شيئًا مجرّدًا أو جمادًا.
• المناجاة الفرديَّة: (فن) خُطبة تلقيها إحدى شخصيّات المسرحيّة بصوت يسمعه المشاهدون وبدون أن يقاطعها أحد، والغرض منها التَّعبير عن أعمق مشاعر الشَّخصيّة وأفكارها الدَّفينة أو وقوف المشاهدين على حقائق تتَّصل بما يحدث على خشبة المسرح. 

مَنْجاة [مفرد]: ج مَناجٍ:
1 - مأمَن، نجاةٌ "هو بمنجاةٍ من كذا- مَنْجاة من خطَر".
2 - باعث على النجاة "الصدق منجاة". 

مَنْجًى [مفرد]: ج مَناجٍ: اسم مكان من نجا من: مأمَن؛ مكانُ النّجاة "هو في منجًى من الخطَر- سُبْحَانَكَ لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَى مِنْكَ إِلاّ إِلَيْك [حديث]: من الأدعية التي تُقال عند النّوم". 

نَجَاء [مفرد]: مصدر نجا من. 

نِجاء [مفرد]: مصدر ناجى. 

نَجاة [مفرد]: مصدر نجا من ° باب النَّجاة: باب الطوارئ- حبل النَّجاة: حبل يُلقى لإنقاذ شخص- زورق النجاة/ قارب النجاة- سُتْرة النَّجاة: رداء يُنْفَخ يقي من الغرق- طوْق النَّجاة: عجلة من الفلين أو المطّاط أو نحوهما توضع حول الجسم خشية الغرق. 

نَجْو [مفرد]: ج نِجَاء (لغير المصدر):
1 - مصدر نجا.
2 - ما يخرج من البَطْن من ريحٍ وغائط. 

نَجْوَة [مفرد]: ج نَجَوَات ونَجْوَات: مرتفع من الأرض ° هو بنجوةٍ من هذا الأمر: بعيدٌ عنه بريء سالم. 

نَجْوَى [مفرد]: ج نَجاوَى (لغير المصدر):
1 - مصدر نجا.
2 - سِرّ "باح له بنجواه- إذا أردت قضاء الحاج من أحدٍ ... قدِّم لنجواك ما أحببت من سببِ- {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} ". 

نَجِيّ [مفرد]: ج أنْجِيَة:
1 - مناجٍ "فلان نجيّ فلان: يناجيه- {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا}: اعتزلوا متناجين".
2 - سِرّ "باتت في صدره نجيَّة: ما يناجيه من الهموم". 
نجو: {ننجيك}: نلقيك على نجوة. {وإذ هم نجوى}: سرار. {ونجوى}: متناجون.
(ن ج و) : (النَّجْوُ) مَا يَخْرُجُ مِنْ الْبَطْنِ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ قَسَّامُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَيُقَالُ نَجَا وَأَنْجَى إذَا أَحْدَثَ وَأَصْلُهُ مِنْ النَّجْوَةِ لِأَنَّهُ يُسْتَرُ بِهَا وَقْتَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ ثُمَّ قَالُوا اسْتَنْجَى إذَا مَسَحَ مَوْضِعَ النَّجْوِ أَوْ غَسَلَهُ وَقِيلَ هُوَ مِنْ نَجَا الْجِلْدَ إذَا قَشَرَهُ وَبِاسْمِ الْفَاعِلَةِ مِنْهُ سُمِّيَتْ (نَاجِيَةُ) قَبِيلَةٌ مِنْ الْعَرَبِ يُنْسَبُ إلَيْهَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ (النَّاجِي) فِي حَدِيثِ التَّعَوُّذِ مِنْ شَرْحِ الْمُخْتَصَرِ وَكَذَا أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِي فِي حَدِيثِ التَّشَهُّدِ.
ن ج و : نَجَا مِنْ الْهَلَاكِ يَنْجُو نَجَاةً خَلَصَ وَالِاسْمُ النَّجَاءُ بِالْمَدِّ وَقَدْ يُقْصَرُ فَهُوَ نَاجٍ وَالْمَرْأَةُ نَاجِيَةٌ وَبِهَا سُمِّيَتْ قَبِيلَةٌ مِنْ الْعَرَبِ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَال أَنْجَيْتُهُ وَنَجَّيْتُهُ وَنَاجَيْتُهُ سَارَرْتُهُ وَالِاسْمُ النَّجْوَى وَتَنَاجَى الْقَوْمُ نَاجَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا.

وَالنَّجْوُ الْخُرْءُ وَنَجَا الْغَائِطُ نَجْوًا مِنْ بَابِ قَتَلَ خَرَجَ وَيُسْنَدُ الْفِعْلُ إلَى الْإِنْسَانِ أَيْضًا فَيُقَالُ نَجَا الرَّجُلُ إذَا تَغَوَّطَ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ.

وَتَسَتَّرَ النَّاجِي بِنَجْوَةٍ وَهِيَ الْمُرْتَفَعُ مِنْ الْأَرْضِ.

وَاسْتَنْجَيْت غَسَلْتُ مَوْضِعَ النَّجْوِ أَوْ مَسَحْتُهُ بِحَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ وَالْأَوَّلُ مَأْخُوذٌ مِنْ اسْتَنْجَيْت الشَّجَرَ إذَا قَطَعْتَهُ مِنْ أَصْلِهِ لِأَنَّ الْغَسْلَ يُزِيلُ الْأَثَرَ وَالثَّانِي مِنْ اسْتَنْجَيْتُ النَّخْلَةَ إذَا الْتَقَطْتَ رُطَبَهَا لِأَنَّ الْمَسْحَ لَا يَقْطَعُ النَّجَاسَةَ بَلْ يُبْقِي أَثَرَهَا. 

نجو


نَجَا(n. ac. نَجْو [ ]نَجَاة []
نَجَآء []
a. نَجَايَة ), Escaped; was saved
rescued.
b. [Bi]
see II (a)c.(n. ac. نَجَاْو), Hastened; got in front.
d.(n. ac. نَجْو
نَجَو), Skinned.
e.(n. ac. نَجْو), Cut down; cut off.
f.(n. ac. نَجْو
نَجْوَى), Confided a secret to.
g. . Was emptied; came out.
h. Ejected.
i. Cleansed himself.

نَجَّوَ
a. [acc. & Min], Saved, rescued, delivered from.
b. Banked up.

نَاْجَوَa. see I (f)
أَنْجَوَa. see I (d) (e), & II (a).
d. Brought to a high place.
e. Showed, discovered.
f. Cleared away (clouds).
g. Had ripe dates (palm-tree).
h. [acc. & Min], Obtained from.
i. Sweated.
j. Went to stool.
k. see I (g) (h).
تَنَجَّوَa. see I (a)b. Looked for a higher place.

تَنَاْجَوَa. Whispered together.

إِنْتَجَوَa. see VIb. Made a confidant of.
c. see IV (h)
إِسْتَنْجَوَa. Escaped.
b. Hastened.
c. Cleansed, purified himself.
d. [acc. & Min], Obtained, procured, got from.
e. Drew, pulled.
f. Asked to be liberated.
g. see I (e) (f).
نَجْوa. see 4 (a) & 4t
(a).
c. (pl.
نِجَاْو), Secret.
d. Excrement.
e. Rain-cloud.

نَجْوَة []
a. see 1 (c) & 4t
(c).
نَجْوَى [] (pl.
نَجَاوَىa. نَجَاوِي ), Secret; confidence.
b. Confidant.

نَجًاa. Skin.
b. Framework, wood-work ( of a litter ).
c. Branch, bough; wood.
d. see 1 (e) & 4t
(c).
نَجَاة []
a. Deliverance, rescue, escape; immunity.
b. Bliss, blessedness.
c. High ground.
d. (pl.
نَجَو), Branch.
e. Mushroom.
f. Avidity.
g. Envy.
h. see 21
مَنْجًى [] (pl.
مَنَاجٍ [] )
a. Refuge, shelter, asylum.
b. see 4t (c)
مَنْجَاة []
a. see 17 (a)
نَاجٍa. Nimble, agile.

نَاجِيَة [] ( pl.
reg. &
نَوَاجٍ [] )
a. fem. of
نَاْجِو
نَجَآء []
a. see 4tA (a) (b).
c. Rain.

نَجَاوَة []
a. Wide tract of land.

نَجِيّ [] ), (pl.
أَنْجِو)
a. Secret.
b. Confidant.
c. see 21 & 22
(c).
مُنَاجَاة [ N.
Ac.
نَاْجَوَ
(نِجْو)]
a. Intercourse, confidential talk.

أَلنَّجَاك النَّجَاك
أَلنَّجَاءَك النَّجَاءَك
a. Save thyself! Flee! Escape! Away!

نَجَا بِرَأْسِهِ
a. He only escaped with his life.
نجو
أصل النَّجَاء: الانفصالُ من الشيء، ومنه: نَجَا فلان من فلان وأَنْجَيْتُهُ ونَجَّيْتُهُ. قال تعالى:
وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا
[النمل/ 53] وقال:
إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ
[العنكبوت/ 33] ، وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ
[البقرة/ 49] ، فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ
[يونس/ 23] ، فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ
[الأعراف/ 83] ، فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا [الأعراف/ 72] ، وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما
[الصافات/ 115] ، نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ نِعْمَةً [القمر/ 34- 35] ، وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا [فصلت/ 18] ، وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ [هود/ 58] ، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا
[مريم/ 72] ، ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا [يونس/ 103] والنَّجْوَةُ والنَّجَاةُ: المكان المُرتفِع المنفصل بارتفاعه عمّا حوله، وقيل: سمّي لكونه نَاجِياً من السَّيْل، وَنَجَّيْتُهُ: تركته بنَجْوة، وعلى هذا: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ
[يونس/ 92] ونَجَوْتُ قِشْرَ الشجرةِ، وجِلْدَ الشاةِ، ولاشتراكهما في ذلك قال الشاعر:
فقلت انْجُوَا عنها نَجا الجلد إنه سيرضيكما منها سنام وغاربه
ونَاجَيْتُهُ. أي: سارَرْتُه، وأصله أن تخلو به في نَجْوة من الأرض. وقيل: أصله من النّجاة، وهو أن تعاونه على ما فيه خلاصه. أو أن تَنْجُوَ بسرِّك من أن يطلع عليك، وتَنَاجَى القومُ، قال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى
[المجادلة/ 9] ، إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً
[المجادلة/ 12] والنَّجْوَى أصله المصدر، قال:
إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ [المجادلة/ 10] وقال: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى [المجادلة/ 8] ، وقوله: وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا [الأنبياء/ 3] تنبيها أنهم لم يظهروا بوجه، لأنّ النّجوى ربّما تظهر بعد. وقال: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ [المجادلة/ 7] وقد يوصف بالنّجوى، فيقال: هو نَجْوَى، وهم نَجْوَى. قال تعالى: وَإِذْ هُمْ نَجْوى [الإسراء/ 47] والنَّجِيُّ: المُنَاجِي، ويقال للواحد والجمع. قال تعالى: وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا
[مريم/ 52] ، وقال: فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا [يوسف/ 80] وانْتَجَيْتُ فلانا: استخلصته لسرِّي، وأَنْجَى فُلانٌ: أتى نَجْوَةً، وهم في أرض نَجَاةٍ: أي: في أرض يُسْتَنْجَى من شَجَرِها العِصِيُّ والقِسِيُّ. أي: يتّخذ ويستخلص، والنَّجا: عِيدانٌ قد قُشِرَتْ، قال بعضهم: يقال: نجوْتُ فلانا: استنكهته ، واحتجَّ بقول الشاعر:
نَجَوْتُ مجالدا فوجدت منه كريح الكلب مات حديث عهد
فإن يكن حمل نجوت على هذا المعنى من أجل هذا البيت فليس في البيت حجّة له، وإنما أراد أنّي سارَرْتُهُ، فَوَجَدْتُ من بَخَره ريحَ الكلب الميِّت. وكُنِّي عمّا يخرج من الإنسان بِالنَّجْوِ، وقيل: شرب دواءً فما أَنْجَاهُ. أي: ما أقامه، والاسْتِنْجَاءُ: تحرِّي إزالةِ النَّجْوِ، أو طلب نَجْوَةٍ لإلقاء الأَذَى. كقولهم: تَغَوَّطَ: إذا طلب غائطاً من الأرض، أو طلب نجوةً. أي: قِطْعَةَ مَدَرٍ لإزالة الأذى. كقولهم: اسْتَجْمَرَ إذا طلب جِمَاراً. أي: حجرا، والنّجأة بالهمز: الإصابة بالعين. وفي الحديث: «ادْفَعُوا نَجْأَةَ السَّائِلِ بِاللُّقْمَة» .
(ن ج و)

النَّجَاء: الْخَلَاص من الشَّيْء.

نجا نَجْوا، ونَجَاء، ونَجَاة.

ونَجَّى، واستنجى: كنجا، قَالَ الرَّاعِي:

فإلاَّ تنلني من يزيدَ كرامةٌ ... أُنَجِّ وأُصْبح من قُرَى الشَّام خَالِيا وَقَالَ أَبُو زبيد الطَّائِي:

أمِ اللَّيْث فاستنجوا وَأَيْنَ نجاؤكم ... فَهَذَا وربّ الراقصات المُزَعْفَرُ

ونجّاه الله؛ وأنجاه، وَفِي التَّنْزِيل: (وكَذَلِك نُنْجي الْمُؤمنِينَ) وَأما قِرَاءَة من قَرَأَ: (وكَذَلِك نُجِّي الْمُؤمنِينَ) فَلَيْسَ على إِقَامَة الْمصدر مقَام الْفَاعِل وَنصب الْمَفْعُول الصَّرِيح؛ لِأَنَّهُ عندنَا على حذف أحد نوني " نُنَجِّي " كَمَا حذف مَا بعد حرف المضارعة فِي قَوْله تَعَالَى: (تذكرُونَ) أَي تتذكرون. وَيشْهد بذلك أَيْضا سُكُون لَام نجى وَلَو كَانَ مَاضِيا لانفتحت اللَّام إِلَّا فِي الضَّرُورَة. وَعَلِيهِ قَول المثقب:

لِمَنْ ظُعُنٌ تَطَالعُ من ضُبَيْب ... فَمَا خَرَجَتْ من الْوَادي لِحِين

أَي تتطالع فَحذف الثَّانِيَة، على مَا مضى.

ونجوت بِهِ ونجوته، وَقَول الْهُذلِيّ:

نجا عامرٌ والنَّفْسُ مِنْهُ بِشدْقِه ... وَلم ينج إلاّ جَفْنَ سيف ومئزرا

أَرَادَ: إِلَّا بجفن سيف فَحذف وأوصل.

واستنجى مِنْهُ حَاجته: تخلصها، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وانتجى مَتَاعه: تخلصه وسلبه، عَن ثَعْلَب.

والنَّجْوة، والنِجَاة: مَا ارْتَفع من الأَرْض فَلم يعله السَّيْل فظننته نجاءك.

وَالْجمع: نجاء، وَقَوله تَعَالَى: (فاليوم نُنَجِّيك ببدنك) أَي نجعلك فَوق نجوة من الأَرْض أَو نلقيك عَلَيْهَا لتعرف.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المَنْجَى: الْموضع الَّذِي لَا يبلغهُ السَّيْل.

والنَّجَاء: السرعة فِي السّير، وَقد نَجَا نَجَاءً.

وَقَالُوا: النجاءَ النجاءَ، والنجا النجا، فمدوا وَقصرُوا.

وَقَالُوا: النَّجاك فادخلوا الْكَاف للتخصيص بِالْخِطَابِ وَلَا مرضع لَهَا من الْإِعْرَاب لِأَن الْألف وَاللَّام معاقبة للإضافة، فَثَبت إِنَّهَا ككاف ذَلِك، وأرأيتك زيدا أَبُو من هُوَ. وناقة نَاجِية، ونَجَاة: سريعة.

وَقيل: تقطع الأَرْض بسيرها. وَلَا يُوصف بذلك الْبَعِير.

والنَّجْو: السَّحَاب الَّذِي قد هراق مَاء ثمَّ مضى.

وَقيل: هُوَ السَّحَاب أوَّلَ مَا ينْشأ.

وَالْجمع: نِجَاء ونُجُوّ، قَالَ:

أَلَيْسَ من الشَّقَاء وجِيبُ قلبِي ... وإيضاعي الهُمُومَ مَعَ النجُوِّ

وأنجت السحابة: ولت. وَحكي عَن أبي عُبَيْدَة: أَيْن أنجتك السَّمَاء: أَي أَيْن أمطرتك.

وأنْجيناها بمَكَان كَذَا وَكَذَا. أَي أمطرناها.

والنَّجْو: مَا يخرج من الْبَطن من ريح وغائط.

وَقد نجا الْإِنْسَان وَالْكَلب نَجْوا.

والاستنجاء: الِاغْتِسَال بِالْمَاءِ من النَّجْو والتمسح بِالْحِجَارَةِ مِنْهُ.

وَقَالَ كرَاع: هُوَ قطع الْأَذَى بِأَيِّهِمَا كَانَ.

وَنَجَا غصون الشّجر نَجْواً، وأنجاها، واستنجاها: قطعهَا.

وشجرة جَيّدة النَّجَا: أَي الْعود.

والنَّجَا: الْعَصَا، وَكله من الْقطع.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: النَّجا: الغصون، واحدته: نَجَاة.

وَقَالَ: أَنجني غصنا من هَذِه الشَّجَرَة: أَي اقْطَعْ لي مِنْهَا غصنا.

واستنجى الجازر وتر الْمَتْن: قطعه، قَالَ: عبد الرَّحْمَن بن حسان:

فتبازت فتبازختُ لَهَا ... جِلْسة الجازِر يَسْتَنجِي الوترْ

وَنَجَا جلد الْبَعِير والناقة نَجْوا، ونَجَا، وأنجاه: كشطه عَنهُ.

والنَّجْو، والنَّجَا: اسْم المَنْجُوّ، قَالَ:

فَقلت أنجوَا عَنْهَا نَجَا الجِلِد إِنَّه ... سيرضيكما مِنْهَا سَنَام وغاربُهْ وَقَالَ الزجاجي: النَّجَا: مَا سُلخ عَن الشَّاة أَو الْبَعِير.

والنَّجا، أَيْضا: مَا ألْقى عَن الرجل من اللبَاس.

ونَجَاه نَجْوا، ونَجْوى: ساره.

والنَّجْوى، والنَّجِى: السِّرّ.

والنَّجوى، والنَّجِى: المتسارون، وَفِي التَّنْزِيل: (وإِذْ هم نَجْوى) . وَقَوله: (مَا يكون من نجوى ثَلَاثَة) يكون على الصّفة وَالْإِضَافَة.

وناجى الرجل مُنَاجَاة، ونِجَاء: ساره.

وانْتَجَى الْقَوْم، وتناجَوا: تساروا.

والنَّجِىّ: المتناجون؛ وَفِي التَّنْزِيل: (فَلَمَّا استيأسوا مِنْهُ خلصوا نجيا) .

وَالْجمع: أنْجِية، قَالَ:

وَمَا نطقوا بأنجية الْخُصُوم

وانتجاه: إِذا اختصه بمناجاته، وَقَوله، أنْشد ثَعْلَب:

يخْرجن من نجيه للشاطي

فسره فَقَالَ: نجيه هُنَا: صَوته. وَإِنَّمَا يصف حَادِيًا سواقا مصوتا ونَجَاه: نكهه، قَالَ:

نَجَوْتُ مُجَالِدا فوجدتُ مِنْهُ ... كريح الْكَلْب مَاتَ حديثَ عهد

فَقلت لَهُ مَتى استحدثتَ هَذَا ... فَقَالَ اصابني فِي جَوْف مَهْدِي وأنجت النَّخْلَة: كأجْنَتْ، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

واستنجى النَّاس فِي كل وَجه: اصابوا الرطب.

وَقيل: اكلوا الرطب، قَالَ: وَقَالَ أَبُو حنيفَة عَن الْأَصْمَعِي: استنجى الرجل: أصَاب الرطب وَقَالَ غير الْأَصْمَعِي: كل اجتناء استنجاء، يُقَال: نجوتك إِيَّاه، وَأنْشد:

وَلَقَد نجوتك أَكْمُؤاً وعساقلا ... وَلَقَد نهيتُك عَن بَنَات الأوبرِ

وَالرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة: " جنيتك ". وَقد تقدم.

وناجِية: اسْم.

وَبَنُو نَاجِية: قَبيلَة، حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ.
نجو
: (و ( {نَجَا) من كَذَا} يَنْجُو ( {نَجْواً) بِالْفَتْح، (} ونَجاءً) ، مَمْدودٌ، ( {ونَجاةً) ، بالقَصْرِ، (} ونَجايَةً) ، كسَحابَةٍ وَهَذِه عَن الصَّاغاني: (خَلَصَ) مِنْهُ.
وَقيل: {النَّجاةُ الخَلاصُ ممَّا فِيهِ المَخَافَة ونَظِيرُها السَّلامَة: وذَكَرَه الحرالي.
وقالَ غيرُهُ: هُوَ من} النَّجْوةِ وَهِي الارْتِفاعُ مِن الهَلاكِ.
وَقَالَ الرَّاغبُ: أَصْلُ {النَّجاءِ الانْفِصالُ مِن الشيءِ، وَمِنْه نَجا فلانٌ من فلانٍ.
(} كنَجَّى) ، بالتَشْديد؛ وَمِنْه قولُ الرَّاعي: فإلاَّ تَنَلْني مِنْ يَزيدَ كَرامةٌ
{أُنَجّ وأُصْبِحُ من قُرَى الشامِ خالِيا (} واسْتَنْجَى) ؛ وَمِنْه قولُ أَبي زبيدٍ الطائِي:
أَم اللَّيْثُ {فاسْتَنْجُواُ أَيْنَ نَجاؤُكُمْ
فَهَذَا ورَبِّ الرَّاقِصاتِ المُزَعْفَرُ (} وأَنْجاهُ اللهاُ {ونَجَّاهُ) بمعْنًى، وقُرىءَ بهما قولهُ تَعَالَى: {فَاليَوْم} نُنَجِّيكَ ببَدَنِكَ} . قالَ الجَوْهرِي: المَعْنى نُنَجِّيكَ لَا بفِعْل بل نُهْلِكَكَ، فأَضْمَر قَوْله لَا بفِعْل.
قَالَ ابنُ برِّي: قَوْله لَا بفِعْل يُريدُ أنَّه إِذا نَجَى الإِنْسانُ ببَدَنِه على الماءِ بِلا فِعْل فإنَّه هَالِكٌ لأنَّه لم يَفْعَل طَفْوَه على الماءِ، وإنَّما يَطْفُو على الماءِ حَيًّا بفِعْلهِ إِذا كانَ حاذِقاً بالعَوْم، وانتَهَى.
وَقَالَ ثَعْلَب فِي قولهِ تَعَالَى: {إنَّا {مُنَجُّوكَ وأَهْلَكَ} أَي نُخَلِّصُكَ من العَذابِ وأَهْلَكَ.
(} ونَجَا الشَّجَرَةَ) يَنْجُوها ( {نَجْواً) : إِذا (قَطَعَها) مِن أُصُولِهَا، وَكَذَا إِذا قَطَعَ قَضِيباً مِنْهَا؛ (} كأَنْجاها {واسْتَنْجاها) ؛ وَهَذِه عَن أَبي زيْدٍ، نقلَهُ الجوْهرِي.
قَالَ شمِرٌ: وأُرى} الاسْتِنْجاءَ فِي الوُضُوءِ مِن هَذَا لقَطْعِه العَذِرةَ بالماءِ.
وَفِي الصِّحاح عَن الأصْمعي:! نَجَوْتُ غُصُونَ الشَّجَرَةِ أَي قَطَعْتها؛ {وأَنْجَيْت غَيْري.
وَقَالَ أَبُو زيْدٍ:} اسْتَنْجَيْتُ الشَّجَرَ قَطَعْتُه مِن أُصُولِه: {وأَنْجَيْتُ قَضِيباً مِن الشَّجَرِ، أَي قَطَعْتُ. ويقالُ:} أَنجِنِي غُصْناً، أَي اقْطَعْه لي؛ وأنْشَدَ القالِي للشمَّاخ يَذْكر قوساً:
فَمَا زالَ {يَنْجُو كلّ رطبٍ ويابسٍ
وَيَنْقل حَتّى نَالَها وَهُو بَارِزُ (و) نَجا (الجِلْدَ} نَجْواً {ونَجاً) ، مَقْصورٌ: (كشَطَهُ؛} كأَنْجاهُ) ؛ وَهُوَ مجازٌ.
قالَ عليُّ بنُ حَمْزة: يقالُ {نَجَوْتُ جِلْدَ البَعيرِ، وَلَا يقالُ سَلَخْته؛ وكَذلكَ قالَ أَبو زيْدٍ، قالَ: وَلَا يقالُ سَلَخْته إلاَّ فِي عُنُقهِ خاصَّةً دونَ سائِر جَسَدِه.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت فِي آخرِ كتابِه إصْلاح المَنْطق: جَلَّدَ جَزُورَه وَلَا يقالُ سَلَخَه.
(والنَّجْوُ والنَّجا: اسْمُ} المَنْجُوِّ) .
وَفِي الصِّحاح: النَّجا، مَقْصورٌ، من قَوْلِكَ نَجَوْتُ جِلْدَ البَعيرِ عَنهُ {وأَنْجَيْته إِذا سَلَخْته؛ وقالَ عبدُ الرحمنِ بنُ حسَّان يخاطِبُ ضَيْفَيْن طَرَقاه:
فقُلْتُ} انْجُوَا عَنْهَا نَجا الجِلْدِ إنَّه
سَيُرْضِيكُما مِنْهَا سَنامٌ وغارِبُهْقُلْت: أَنْشَدَه الفرَّاء عَن أَبي الجرَّاح؛ ثمَّ قالَ الجَوْهري: قالَ الفرَّاء: أَضافَ النَّجا إِلَى الجِلْدِ لأنَّ العَرَبَ تُضِيفُ الشَّيءَ إِلَى نفْسِه إِذا اخْتَلَفَ اللَّفْظانِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {لحقُّ اليَقِينِ} {ولدارُ الآخِرَةِ} (3، والجِلْدُ نَجاً، مَقْصورٌ أَيْضاً، انتَهَى.
قَالَ ابنُ برِّي: ومثْلُه لزيْدِ بنِ الحَكَم:
تُفاوضُ مَنْ أُطْوِي طَوَى الكَشْحِ دُونه
ومِنْ دُونِ مَنْ صافَيْتُه أنتَ مُنْطَوِيقالَ: يُقَوِّي قولَ الفرَّاء بعَد البَيْتِ قوْلُهم عِرْقُ النِّسا وحَبْلُ الوَرِيدِ وثابِت قُطْنَة وسَعِيد كُرْزٍ.
وَقَالَ: الزجَّاجي: مَا سُلِخَ عَن الشَّاةِ أَو البَعيرِ.
قُلْت: ومثْلُه للقالِي، وقالَ: يَكْتَبُ بالألِفِ (و) مِن الكنايَةِ: (نَجا فلانٌ) يَنْجُو نَجْواً: إِذا (أَحْدَثَ) مِن رِيحٍ أَو غائِطٍ. يقالُ: مَا نَجا فلانٌ مُنْذ أَيّامِ أَي مَا أَتَى الغائِطَ.
(و) نَجا (الحَدَثُ) ؛ وَفِي الصِّحاح: الغائِطُ نَفْسُه؛ (خَرَجَ) ؛ عَن الأصْمعي.
( {واسْتَنْجَى مِنْهُ حاجَتَهُ. تَخَلَّصَها) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ (} كانْتَجَى) . قالَ ثَعْلَب: انْتَجَى مَتاعَهُ تَخَلَّصَه وسَلَبَه.
(والنَّجا) ، هَكَذَا فِي النُّسخ، والصَّوابُ {والنَّجاةُ: (مَا ارْتَفَعَ مِن الأرضِ) فَلم يَعْلُه السَّيْلُ فَظَنَنْته} نَجاءَك، ( {كالنَّجْوَةِ} والمَنْجَى) ؛ الأَخيرَةُ عَن أَبي حنيفَةَ، قالَ: وَهُوَ المَوْضِعُ الَّذِي لَا يَبْلغُه السَّيْل.
وَفِي الصِّحاح: النَّجْوَةُ والنَّجاةُالمَكانُ المُرْتفِعُ الَّذِي تظنُّ أنَّه! نجاؤُك لَا يَعْلُوه السَّيْل.
وَقَالَ الرَّاغبُ: النَّجْوَةُ والنَّجاةُ المَكانُ المُنْفَصِلُ بارْتِفاعِهِ عمَّا حَوْله؛ وقيلَ: سُمِّي بذلكَ لكَوْنهِ {ناجِياً من السَّيْل، انتَهَى.
وَالَّذِي نقلَهُ الجَوْهرِي هُوَ قولُ أَبي زيْدٍ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: يقالُ للوادِي نَجْوةٌ، وللجَبَلِ نَجْوةٌ، فأمَّا نَجْوَةُ الوادِي فسَنداهُ جَمِيعاً مُسْتَقِيماً ومُسْتَلْقِياً، كلُّ سَنَدٍ نَجْوةٌ، وكذلكَ هُوَ مِن الأكَمَةِ، وكلُّ سَنَدِ مُشْرِفٍ لَا يَعْلُوه السَّيْلُ فَهُوَ نَجْوةٌ،} ونَجْوةُ الجَبَلِ مَنْبِتُ البَقْلِ {والنَّجاةُ: هِيَ النَّجْوةُ مِن الأرضِ لَا يَعْلُوها السَّيْل؛ وأنْشَدَ:
وأصُونُ عِرْضِي أنْ يُنالَ} بنَجْوةٍ
إنَّ البَرِيءَ مِن الهَناتِ سَعِيدُوأَنْشَدَ الجَوْهرِي لزُهَيْر بنِ أَبي سُلْمى:
أَلم تَرَيا النُّعْمانَ كَانَ بنَجْوةٍ
مِنَ الشَّرِّ لَو أَنَّ امْرَأً كانَ ناجِيا؟ (و) النَّجا: (العَصا والعُودُ) . يقالُ: شَجَرَةٌ جَيِّدةُ {النّجَا، وحرجةٌ جَيِّدةُ النَّجا، نقلَهُ يَعْقوب.
قَالَ، أَبُو عليَ: النَّجا كلُّ غُصْنٍ أَو عُودٍ أَنْجَيْته من الشَّجَرَةِ كانَ عَصاً أَو لم يكُنْ، ويُكْتَبُ بالألِفِ لأنَّه من الواوِ.
(وناقَةٌ} ناجِيَةٌ {ونَجِيَّةٌ) ، كَذَا فِي النُّسخ والصَّوابُ ناجِيَةٌ} ونَجاةٌ، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكَم والصِّحاح؛ (سَرِيعَةُ) ، وقيلَ: تَقْطَعُ الأرضَ بسَيْرِها.
وَفِي الصِّحاح: الناجِيَةُ والنَّجاةُ الناقَةُ السَّريعَةُ تَنْجُو بمَنْ يَرْكَبُها، انتَهَى.
و (لَا يُوصَفُ بِهِ البَعيرُ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه. (أَو يقالُ) : بَعيرٌ ( {ناجٍ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وأَنْشَدَ:
أَيّ قَلُوصٍ راكِبٍ تَراها
ناجِيةً} وناجِياً أَباهاوجَمْعُ الناجِيَة {نَواجٍ؛ وَمِنْه الحديثُ: (أَتَوْكَ على قُلُصٍ نَواجٍ أَي مُسْرِعاتٍ.
وقَدْ تُطْلَقُ الناجِيَةُ على الشَّاةِ أَيْضاً؛ وَمِنْه الحديثُ: (إنَّما يأْخُذُ الذِّئْبُ القاصِيَةَ والشاذَّةَ الناجِيَةَ) أَي السَّريعَةَ. قالَ ابنُ الْأَثِير: كَذَا رُوِي عَن الحَرْبي بالجِيمِ.
(} وأَنْجَتِ السَّحابَةُ: وَلَّتْ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن ابْن السِّكِّيت، ووَلَّتْ هُوَ بتَشْديدِ اللامِ كَمَا فِي نُسخِ الصِّحاح، والمَعْنى أَدْبَرَتْ بَعْد أَنْ أَمْطَرَتْ؛ أَو بتَخْفيفِها، ومَعْناه أَمْطَرَتْ مِن الولى المَطَر.
وحُكِي عَن أبي عبيدٍ أَيْنَ {أَنْجَتْكَ السَّماء، أَي أَيْنَ أَمْطَرَتْكَ.
} وأَنْجِيناها بمكانِ كَذَا وَكَذَا: أَي أُمْطِرْناها.
(و) {أَنْجَتِ (النَّخْلَةُ) : مثْلُ (أَجْنَتْ) ؛ حكَاهُ أَبو حنيفَةَ؛ أَي حانَ لَقط رُطبها، كأجْنَتْ حانَ جَنَاها، وبَيْنَ أَنْجَتْ وأَجْنَتْ جِناسُ القَلْب.
(و) } أَنْجَى (الرَّجُلُ: عَرِقَ) ؛ عَن ابْن الأعْرابي.
(و) أَنْجَى (الشَّيءَ: كَشَفَه) ؛ وَمِنْه أَنْجَى الجلَّ عَن ظَهْرِ فَرَسِه إِذا كَشَفَهُ. ( {والنَّجْوُ: السَّحابُ) أَوَّل مَا يَنْشَأُ.
وحكَى أَبُو عبيدٍ عَن الأصْمعي: هُوَ السَّحابُ الَّذِي (قد هَرَاقَ ماءَهُ) ثمَّ مَضَى، وأنْشَدَ:
فسائل سُبْرَة الشجعي عَنَّا
غَدَاةَ نَخا لنا} نَجْواً جَنِيْبا أَي مَجْنوباً، أَي أَصابَتْه الجَنُوبُ؛ نقلَهُ القالِي.
(و) النَّجْوُ: (مَا يَخْرُجُ من البَطْنِ مِن رِيحٍ أَو غائِطٍ) .
وَقَالَ بعضُ العَرَبِ: أَقَلُّ الطَّعام نَجْواً اللَّحْم، النّجْوُ هُنَا العَذِرَةُ نَفْسُها. وَفِي حديثِ عَمْرو بنِ العاصِ: (قيل لَهُ فِي مَرضِه كيفَ تَجِدُك؟ قالَ: أَجَدُ {نَجْوِي أَكْثَر مِن رُزْي) أَي مَا يَخْرُجُ منِّي أَكْثَر ممَّا يَدْخُلُ.
(} واسْتَنْجَى: اغْتَسَلَ بالماءِ مِنْهُ، أَو تَمَسَّحَ بالحجرِ) مِنْهُ.
وَقَالَ كُراعٌ: هُوَ قَطْعُ الأذَى بأَيِّهما كانَ.
وَفِي الصِّحاح: {اسْتَنْجَى مَسَحَ مَوْضِعَ النَّجْوِ أَو غَسَله؛ وَهَذِه العِبارَةُ أَخْصَرُ مِن سِياقِ المصنِّفِ، وقَدَّمَ المَسْحَ على الغُسْل لأنَّه هُوَ المَعْروفُ، كانَ فِي بِدْءِ الإسْلامِ، وإنّما التّطَهّرُ بالماءِ زِيادَة على أَصْلِ الحاجَةِ، فَمَا أَدَقّ نَظَر الجَوْهرِي، رَحِمَه الله تَعَالَى.
وَفِي الأساس:} الاسْتِنْجاءُ أَصْلُه الاسْتِتَارُ! بالنّجْوَةِ، وَمِنْه نَجا يَنْجُو إِذا قَضَى حاجَتَه؛ وَهُوَ مجازٌ.
وَقَالَ الرَّاغبُ: اسْتَنْجَى تَحَرَّى إزالَةَ النَّجْوِ أَو طَلَبَ نَجْوَة، أَي قِطْعَةَ مَدرٍ لإِزَالَةِ الأذَى، كقَوْلهم: اسْتَجْمَرَ إِذا طَلَبَ جِماراً أَو حَجَراً. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: الاسْتِنْجاءُ اسْتِخْراجُ النَّجْو من البَطْن، أَو إزَالَتُه عَن بَدَنِه بالغُسْل والمَسْح؛ أَو من نَجَوْت الشَّجَرَةَ {وأَنْجَيْتها إِذا قَطَعْتُها، كأنَّه قَطَع الأذَى عَن نَفْسِه؛ أَو مِن النّجْوَةِ للمُرْتَفِع مِن الأرْضِ، كأنَّه يَطْلُبها ليَجْلِسَ تَحْتها.
(و) اسْتَنْجَى (القَوْمُ) فِي كلِّ وَجْهٍ: (أَصابُوا الرُّطَبَ، أَو أكَلُوهُ) ؛ قيلَ: (وكُلُّ اجْتِناءٍ: اسْتِنْجاءٌ) . يقالُ:} اسْتَنْجَيْتُ النّخْلَةَ إِذا لَقَطْتها. وَفِي الصِّحاح: لقطْتَ رُطَبَها؛ وَمِنْه الحديثُ: (وإنِّي لفِي عَذْقٍ {أسْتَنْجِي مِنْهُ رُطَباً) . أَي أَلْتَقِطُ.
(} ونَجاهُ نَجْواً! ونَجْوَى) : إِذا (سارَّهُ) .
قالَ الرَّاغبُ: أَصْلُه أَنْ يَخْلوَ بِهِ فِي نَجْوَةٍ من الأرضِ؛ وقيلَ: أَصْلُه مِن النَّجاةِ وَهُوَ أنْ يُعاوِنَه على مَا فِيهِ خَلاصُه وَأَن تَنْجُو بسرِّك مِن أنْ يطَّلعَ عَلَيْهِ.
(و) نَجاِ نَجْواً (نَكَهَهُ) ؛ وَفِي الصِّحاح: اسْتَنْكَهَهُ؛ قالَ الحكمُ بنُ عَبْدل:
نَجَوْتُ مُجالِداً فوَجَدْتُ مِنْهُ
كريحِ الكَلْبِ ماتَ حَديثَ عَهْدِفقُلْتُ لَهُ مَتى اسْتَحْدَثْتَ هَذَا؟
فَقَالَ أَصابَني فِي جَوْفِ مَهْدِي وَقد رَدَّه الرَّاغبُ وقالَ: إِن يَكُن حمل النَّجْو على هَذَا المَعْنى مِن أَجْلِ هَذَا البَيْت فليسَ فِي البَيْتِ حجَّةٌ لَهُ، وإنَّما أَرادَ أنِّي سارَرْتُه فوَجَدْتُ مِن بخره رِيح الكَلْب المَيِّتِ، فتأَمَّل.
(و) النَّجْو ( {النَّجْوَى: السِّرُّ) يكونُ بينَ اثْنَيْن؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ (} كالنَّجِيِّ) ، كغَنِيَ؛ عَن ابنِ سِيدَه. (و) النَّجْوَى: (المُسارُّونَ) ؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَإِذ هم نَجْوى} .
قالَ الجَوْهرِي: جَعَلَهم هُم النَّجْوَى، وإنَّما النّجْوَى فِعْلُهم كَمَا تقولُ: نقولُ: قومٌ رضَا وإنَّما الرِّضا فِعْلُهم، انتَهَى، (اسْمٌ ومَصْدَرٌ) ، قالَهُ الفرَّاءُ.
وَقَالَ الرَّاغبُ: أَصْلُه المَصْدَرُ وَقد يُوصَفُ بِهِ، فيُقالُ هُوَ نَجْوَى وهُم نَجْوَى.
( {ونَاجاهُ} مُناجاةً {ونِجاءً) ، ككِتابٍ: (سارَّهُ) ، وأَصْلُه أَن يَخْلو بِهِ فِي نَجْوَةٍ مِن الأرضِ، كَمَا تقدَّمَ قَرِيباً. وَفِي حديثِ الشَّعْبي: (إِذا عَظُمَت الحَلْقَة فَهِيَ بِذاءٌ أَو} نِجاءٌ أَي {مُناجاة، يَعْني يكثُرُ فِيهَا ذَلِك،.
والاسْمُ: لمُناجاةُ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {إِذا} ناجَيْتُم الرَّسُول، فقَدِّموا بينَ يَدَي {نَجْواكُم صَدَقَةً} .
(} وانْتَجاهُ: خَصَّهُ بمُناجاتِه) .
وَقَالَ الرَّاغبُ: اسْتَخْلَصَهُ لسرِّهِ؛ والاسْمُ {النّجْوى؛ نقلَهُ الجَوْهرِي وَمِنْه حديثُ ابْن عُمَر: (قيلَ لَهُ مَا سَمِعْت مِن رَسُولِ اللهاِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّجْوى يريدُ مُناجاةَ اللهاِ تَعَالَى العَبْد يَوْم القِيامَةِ.
(و) } انْتَجَى: (قَعَدَ على نَجْوَةٍ) مِن الأرضِ.
(و) انْتَجَى (القَوْمُ: تَسارُّوا) ؛ والاسْمُ النّجْوَى أَيْضاً؛ وَمِنْه حديثُ عليَ، رضِيَ اللهاُ عَنهُ: (وَقد دَعاهُ رَسُولُ اللهاِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمَ الطائِفِ فانْتَجاهُ فقالَ الناسُ: لقد طَال نَجْواهُ؛ فَقَالَ: مَا انْتَجَيْتُه ولكنَّ اللهاَ انْتَجاهُ، أَي أَمَرَني أَن أُناجِيه) . وَمِنْه أَيْضاً الحديثُ: (لَا يَنْتَجِي اثْنانِ دُون صاحِبِهما) ، وأنْشَدَ ابنُ برِّي:
قَالَت جَوارِي الحَيِّ لمَّا جِينا
وهنَّ يَلْعَبْنَ ويَنْتَجِينا مَا لِمَطَايا القَوْم قد وَجينا؟ ( {كتَناجَوْا) ؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {أيّها الَّذين آمَنُوا إِذا} تَناجَيْتم فَلَا {تَتَناجَوْا بالإثْمِ والعدْوَانِ ومَعْصِيَة الرَّسُولِ} وتَناجَوْا بالبرِّ ولتَّقْوى} . وَفِي الحديثِ: (لَا {يَتَناجَى اثْنانِ دُونَ الثَّالثِ؛) والاسْمُ} النّجْوَى.
(و) {النَّجِيُّ (كغَنِيَ: من تُسارُّه) ، وَهُوَ} المُناجِي المُخاطبُ للإِنْسانِ والمحدِّثُ لَهُ، وَمِنْه موسَى {نَجِيُّ اللهاِ، صلى الله عَلَيْهِ وعَلى نبيِّنا وَسلم، يكونُ للواحِدِ والجَمْع؛ شاهِدُ الواحِدِ قولهُ تَعَالَى: {وقَرَّبْناه} نَجِيًّا} وحينئذٍ؛ (ج {أَنْجِيَّةً) ؛ وشاهِدُ الجَمْع قولهُ تَعَالَى: {فلمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَطُوا} نَجِيًّا} (6؛ أَي اعْتَزلُوا {يَتَناجَوْنَ.
ونقلَ الجَوْهرِي عَن الأخْفَش قالَ: وَقد يكونُ} النّجِيُّ جماعَةً مِثْل الصّدِّيق، واسْتَدَلَّ بالآيَة.
وَقَالَ أَبو إِسْحق: النَّجِيُّ لَفْظ واحِد فِي مَعْنى جَمْع {كالنّجْوَى، ويَجوزُ قوْمٌ} نَجِيٌّ وقومٌ {أَنْجِيةٌ وقوْمٌ} نَجْوى؛ وشاهِدُ {الأَنْجِيَة قولُ الشَّاعِرِ:
وَمَا نَطَقُوا} بأَنْجِيةِ الخُصُومِ وأنْشَدَ الجَوْهرِي لسُحَيْم بنِ وَثِيل اليَرْبُوعي:
إِنِّي إِذا مَا القَوْمُ كَانُوا {أَنْجِيَه واضْطَرَبَ القَوْمُ اضْطَرِابَ الأَرْشِيَهْ هُناكِ أَوْصِيني وَلَا تُوصي بيَهْ قَالَ ابنُ برِّي: ورُوِي عَن ثَعْلب:
واخْتَلَفَ القومُ اخْتِلافَ الأرْشِيَهْ قالَ: وَهُوَ الأشْهَر فِي الرِّوايةِ.
ورَواهُ الزجَّاج: واخْتَلَفَ القَوْل. وقالَ سُحَيْم أيْضاً:
قالتْ نِساؤُهمُ والقومُ} أَنْجيةٌ
يُعْدَى عَلَيْهَا كَمَا يُعْدَى على النَّعَمِ ( {ونُجا، كهُنَا: د بساحلِ بَحْرِ الزَّنْجِ) ؛ وضَبَطَه ياقوتْ بالهاءِ فِي آخرِهِ بَدَل الألِف، وَقَالَ: هِيَ مدينَةٌ بالساحِل بَعْد مركة، ومركة بَعْد مَقَدشوه فِي بَحر الزَّنْج (} والنَّجاءَكَ {النَّجاءَكَ) يُمدَّانِ (ويُقْصَرانِ: أَي أَسْرِعْ أَسْرِعْ) ، أَصْلُه} النَّجاءَ، أَدْخَلُوا الكافَ للتَخْصِيصِ بالخطابِ، وَلَا مَوْضِع لَهَا مِن الإعْرابِ لأنَّ الألفَ واللامَ مُعاقِبَة للإضافَةِ فثَبَتَ أنَّهما ككافِ ذلكَ ورأَيْتُك زيْداً أَبو مَنْ هُوَ (! والنَّجاةُ: الحِرْصُ.
(و) أَيْضاً: (الحَسَدُ) ، وهُما لُغتانِ فِي النُّجأَةِ، بِالضَّمِّ، مَهْموزاً. وَمِنْه الحديثُ:: (رَدّوا نَجأَةَ السائِلِ باللّقْمةِ) ، وتقدَّمَ فِي الهَمْزة، ويقالُ: أَنتَ تنجأ أَمْوالَ الناسِ {وتَنْجوها، أَي تَتَعرَّضُ لتصِيبَها بعَيْنِك حَسَداً وحِرْصاً على المالِ (و) } النَّجاةُ: (الكَمْأَةُ) ؛ نقلَهُ الصَّاغاني ( {وتَنَجَّى: الْتَمَسَ النّجْوَةَ مِن الأرضِ) ، وَهِي المُرْتَفِعُ مِنْهَا؛ قالَهُ الفرَّاء.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قَعَدَ على} نَجْوةٍ مِن الأرضِ.
(و) {تَنَجَّى (لفُلانٍ: تَشَوَّهَ لَهُ ليُصِيبَه بالعَيْنِ) ؛ لُغَةٌ فِي تَنَجَّأَ لَهُ بالهَمْزِ. (} كنَجَا لَهُ) {نَجْواً} ونَجياً، وَهِي أيْضاً لُغَةٌ فِي نَجَأَ لَهُ بالهَمْز.
(وبَيْنَنا {نجَاوَةٌ مِن الأرْضِ) : أَي (سَعَةٌ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن ابنِ الأعْرابي.
(} والنُّجَواءُ للمُتَمَطِّي) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ للتَّمَطِّي، (بالحاءِ المُهْملةِ، وغَلِطَ الجَوْهرِي) حيثُ ذَكَرَه هُنَا؛ قالَ الجَوْهرِي: والنُّجَواءُ التَّمَطِّي مِثْل المُطَواءِ؛ وأَنْشَدَ لشبيب بن البرصاء:
وهَمٌّ تَأْخذُ! والنُّجَواء مِنْهُ
يُعَلُّ بصالِبٍ أَو بالمُلالِقال ابنُ برِّي: صَوابُه بالحاءِ المُهْملةِ، وَهِي الرِّعْدَةُ؛ وَكَذَا ذَكَرَ ابنُ السِّكِّيت عَن أبي عَمْرو بنِ العَلاءِ وابنِ وَلاَّد، وأَبو عَمْرو الشَّيْباني وغيرُهُم.
قُلْت: وَهَكَذَا ضَبَطَه القالِي فِي بابِ المَمْدودِ، وأَنْشَدَ الشِّعْر وَفِيه: تُعَدُّ بصالِبٍ، ورَواهُ يَعْقوبُ والمُهَلبي: تُعَكّ بالكافِ، وضَبَطَه أَبو عبيدٍ بالحاءِ أَيْضاً عَن أبي عَمْروٍ، وضَبَطَه ابنُ فارِسَ بالجيمِ والحاءِ، مَعًا.
( {ويَنْجَى، كيَرْضَى: ع) ؛ وقالَ ياقوتُ: وادٍ فِي قولِ قَيْسِ بنِ العيزارة:
أبَا عامرٍ مَا للخَوَانِق أوْ حَشَا
إِلَى بطَنِ ذِي} يَنْجَى وفيهنّ أَمْرُعُ ( {والمُنَجَّى، للمَفْعولِ: سَيْفُ) عَمْرو بنِ كُلْثومٍ التَّغْلبيّ.
(و) أَيْضاً: (اسْمُ) رجُلٍ. وأَبو المَعالِي أَسعدُ بنُ} المُنَجَّا بن أَبي البَركَاتِ بنِ المَوْصِلي التَّنُوخِيُّ الحَنْبليُّ حَدَّثَ عَنهُ الفَخْرُ ابنُ البخارِي، وأخُوه عُثْمان، وابْنُه أَسدُ ابْن عُثْمان، وابْنُه أَبو الحَسَنِ عليٌّ سَمِعُوا مِن ابنِ طبرزد، وحفيدُه محمدُ بنُ المنجا بنِ أَسْعدِ بنِ المنجا شَرَف الدِّيْن أَبو عبدِ اللهاِ، سَمِعَ مِنْهُ الذَّهبي.
والمُسْندَةُ المُعَمِّرَةُ ستُّ الوُزَراءِ وَزيرَةُ بنْتُ عُمَر بنِ أَسعدِ بنِ المنجا حدَّثَت عَن ابنِ الزّبيدي، وعنها الذَّهبي وابنُ أَبي المَجْدِ وجماعَةٌ.
والمنجا أَيْضاً: جدُّ ابنِ اللَّتي المُحدِّث المَشَهْور.
وأَبو المنجا: رجُلٌ مِنِ اليَهُودِ كانَ يَلِي بعضَ الأعْمالِ للظاهِرِ بيبرس، وَإِلَيْهِ نُسِبَتِ القُناطِرُ بينَ مِصْرَ وقليوب، وَهِي مِن عجائِبِ الأَبْنِيةِ.
( {وناجِيَةُ: ماءَةٌ لبَني أَسَدٍ) لبَني قُرَّة مِنْهُم أَسْفَل مِن الْحَبْس؛ قالَهُ الأصْمعي.
وقالَ العمراني:} ناجِيَةُ مُوَيْهَةٌ لبَني أَسَدٍ، وَهِي طويةٌ لَهُم مِن مدافِع القنانِ، وماتَ رُؤْبةُ بنُ العجَّاج بناجِيَةَ، لَا أَدْرِي بِهَذَا المَوْضِعِ أَو بغيرِهِ.
(و) نَاجِيَةُ: (ع بالبَصْرَةِ) ، وَهِي محلَّةٌ بهَا مُسمَّاة باسْمِ القَبيلَةِ. وقالَ السّكُونيُّ: مَنْزلٌ لأهْلِ البَصْرَةِ على طرِيقِ المدينَةِ بَعْد أُثال.
(و) {نُجَيُّ، (كسُمَيَ: اسْمُ) رجُلٍ، وَهُوَ نُجَيُّ بنُ سلمةَ بن جِشْمالحشمي الحَضْرمِيُّ رَوَى عَن عليَ، وَعنهُ ابْنُه عبدُ اللهاِ، لَهُ ثَمانِيَةُ أَوْلادٍ مِنْهُم: عبدُ اللهاِ قُتِلُوا مَعَ عَليّ بصِفِّين، وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ فِي حضرم اسْتِطْراداً، ومَرَّ ذِكْرُه فِي حشم أَيْضاً.
(} والنَّجْوَةُ: ة بالبَحْرَيْنِ) لعبْدِ القَيْسِ تُعْرَفُ بنَجْوَةِ بَني فيَّاض، عَن ياقوت. (و) نَجْوَةُ، (بِلا لامٍ: اسْمُ) رجُلٍ.
( {والنَّاجِي: لَقَبٌ لأبي المُتَوَكِّلِ عليِّ بن داودَ) ، ويقالُ دُوَاد، عَن عائِشَةَ وابنِ عبَّاس، وَعنهُ ثابِتُ وحُمَيْد وخالِدُ الحذَّاء، ماتَ سَنَة 102؛ (وَلأبي الصِّدِّيقِ بكْرِ بنِ عُمَرَ) ، صَوابُه عَمْرو؛ ويقالُ أَيْضاً بكْرُ بنُ قَيْسٍ عَن عائِشَةَ، وَعنهُ قتادَةُ وعاصِمُ الأحْوَل، ماتَ سَنَة 108؛ (وَلأبي عُبَيْدَةَ الرَّاوِي عَن الحَسَنِ) البَصْرِي؛ (ولرَيْحانَ بنِ سَعيدٍ) الرَّاوِي عَن عبادِ بنِ مَنْصورِ، (المُحدِّثِينَ) ، هَؤُلَاءِ ذَكَرَهُم الحافِظُ الذَّهبي، وهُم مَنْسوبُونَ إِلَى بَني} ناجِيَةَ بنِلُؤَيَ القَبِيلَة الَّتِي بالبَصْرَة، قالَ الحافِظُ ابنُ حَجَر: وَمن كانَ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ مِن المُتقدِّمِين فَهُوَ بالنونِ؛ وَفِي المُتَأَخِّرِين من يخْشَى لبسه: عبد الله بن عبْدِ الرحمنِ بنِ عبْدِ الغَنِيِّ النَّاجِي البَغْدادِي سَمِعَ ابنَ كَارِه، وَكَانَ بَعْد الثَّلاثِينْ والستمائة، انتَهَى.
قُلْت: وقولُ المصنِّفِ إنَّه لَقَبٌ لهَؤُلَاء فِيهِ نَظَرٌ، فَتأَمَّل.
(و) (أَبو الحَسَنِ (عليُّ بنُ) إبراهيمَ بنِ طاهِرِ بنِ ( {نَجَا) الدِّمَشْقِيُّ (الواعِظُ) بمِصْرَ (الحَنْبليُّ يُعْرَفُ بابنِ} نُجَيَّةَ، كسُمَيَّةَ) ، ماتَ سَنَة 599، وتَرْجمتُه واسِعَةُ فِي تاريخِ القُدْس لابنِ الحَنْبلي؛ وابْنُه عبدُ الرَّحِيم سَمِعَ من أَبيهِ وماتَ سَنَة 643.
(وكَغَنِيَّةٍ {نَجِيَّةُ بنُ ثَوابٍ) البَرْمكيُّ (الأصْفهانيُّ المُحدِّثُ) حدَّثَ قَدِيماً بأصْبَهان.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} المَنْجاةُ: {النَّجاةُ: وَمِنْه الحديثُ: (الصِّدْقُ} مَنْجاةٌ) .
{ونَجَوْتُ الشيءَ} نَجْواً: خَلَّصْته وألْقَيْته.
{ونَجَّاهُ} تَنْجِيَةً: تَرَكَه بنَجْوةٍ مِن الأرْضِ؛ وَبِه فُسِّر قولهُ تَعَالَى: {اليَوْم {نُنَجِّيكَ ببَدَنِكَ} ، أَي نَجْعَلَكَ فَوْقَ} نَجْوةٍ مِن الأرضِ فنُظْهِرَك أَو نُلْقِيكَ عَلَيْهَا لتُعْرَفَ، لأنَّه قالَ ببَدَنِك وَلم يَقُلْ برُوحِكَ. وَقَالَ الزجَّاج: أَي نُلْقِيكَ عُرْياناً.
{ونَجَّى أَرْضَه} تَنْجِيَةً: إِذا كبَسَها مَخافَةَ الغَرَقِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: {أَنْجَى إِذا شَلَّح أَي عَرَّى الإِنْسانَ من ثِيابِه؛ وَعَلِيهِ قِراءَةُ مَنْ قَرَأَ:} نُنْجِيكَ بِبَدَنِكَ، بالتَّخْفِيفِ، ويُناسِبُه تَفْسِيرُ الزجَّاج. {ونَجَا} نجاءً، بالمدِّ: أَسْرَعَ، وَهُوَ ناجٍ أَي سَرِيعٌ.
وَقَالُوا {النَّجاءَ النَّجاء، يُمَدَّانِ ويُقْصَرانِ؛ قالَ الشاعرُ:
إِذا أخَذْتَ النَّهْبَ} فالنَّجا {النَّجا وَفِي الحديثِ: (أَنا النَّذِيرُ العُرْيان} فالنَّجاءَ {النَّجاءَ) . أَي انْجُوا بأَنْفُسِكُم. قالَ ابنُ الْأَثِير: هُوَ مَصْدرٌ مَنْصوبٌ بفِعْلٍ مُضْمرٍ أَي} انْجُوا النَّجاء.
وقوائِمُ نَواجٍ: أَي سِرَاعٌ؛ وَبِه فَسَّر الجَوْهرِي قولَ الأعْشى:
تَقْطَعُ الأمْعَزَ المُكَوْكِبَ وَخْداً
{بِنَواجٍ سَرِيعةِ الإيغالِ} واسْتَنْجَى: أَسْرَعَ؛ وَمِنْه الحديثُ: (إِذا سافَرْتُم فِي الجَدْبِ {فاسْتَنْجُوا) ، مَعْناه أَسْرِعُوا السَّيْرَ فِيهِ وانْجُوا.
ويقالُ للقَوْمِ إِذا انْهَزَمُوا: قد} اسْتَنْجَوْا؛ وَمِنْه قولُ لُقْمان ابنِ عَاد: أَوَّلُنا إِذا {أنَجَوْنا وآخِرُنا إِذا} اسْتَنْجَيْنا، أَي هُوَ حامِينا إِذا انْهَزَمْنا يَدْفَعُ عَنَّا.
والنِّجاءُ، ككِتابٍ: جَمْعُ النِّجْوِ للسَّحابِ؛ قَالَ، القالِي: وأَنْشَدَ الأصْمعي:
دَعَتْه سُلَيْمَى إِن سَلْمى حَقِيقةٌ
بكلّ {نجاءٍ صادفِ الوبلِ ممرعِويُجْمَعُ النَّجْوُ بِمْعنَى السَّحابِ أَيْضاً، على} نُجُوٍّ، كعُلُوَ، وَمِنْه قولُ جميلٍ:
أَليسَ مِنَ الشَّقاءِ وَجِيبُ قَلْبي
وإِيضاعِي الهُمُومَ مَعَ! النُّجُوِّ فأَحْزَنُ أَنْ تكونَ على صَدِيقٍ
وأَفْرَحُ أنْ تكونَ على عَدُوِّيقولُ: نحنُ نَنْتَجِعُ الغَيْثَ فَإِذا كانتْ على صدِيقٍ حَزنْت لأنِّي لَا أُصِيبُ ثَمَّ بُثَيْنَةَ، دَعَا لَهَا بالسُّقْيا: ( {ونَجْوُ السَّبُع: جَعْرُه.
وَقَالَ الكِسائي: جلَسْت على الغائِطِ فَمَا} أَنْجَيْتُ، أَي مَا أَحْدَثْت.
وَقَالَ الزجَّاج: مَا {أَنْجَى فلانٌ مُنْذ أَيام: أَي لم يأْتِ الغائِطَ.
وقالَ الأصْمعي: أَنْجَى فلانٌ إِذا جَلَسَ على الغائِطِ يَتَغوَّطُ.
ويقالُ: أَنْجَى الغائِطُ نفْسُه. وَفِي حديثِ بِئْرِ بُضاعَةَ: (تُلْقَى فِيهَا المَحايِضُ وَمَا يُنْجِي الناسَ) ، أَي يُلْقُونَه مِن العَذِرةِ.
يقالُ: أَنْجَى} يُنْجِي إِذا أَلْقَى {نَجْوَه.
وشَرِبَ دَواءً فَمَا} أَنْجاهُ، أَي مَا أَقامَهُ.
{وأَنْجَى النَّخْلَة: لقطَ رُطَبها.
} والمُستَنْجى العَصَا. يقالُ: شجَرَةٌ جَيِّدَةُ {المُسْتَنجى؛ نقلَهُ القالِي.
وَقَالَ أَبو حنيفَةَ:} النَّجا الغُصُونُ، واحِدَتُه {نَجاةٌ.
وفلانٌ فِي أَرضِ نَجاةٍ:} يَسْتَنْجِي من شَجَرِها العِصِيَّ والقِسِيَّ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي والرَّاغبُ.
{والنَّجَا؛ عِيدانُ الهَوْدجِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
ونَجَوْتُ الوَتَرَ} واسْتَنْجَيْتُه: خَلَّصْته.
! واسْتَنْجَى الجازِرُ وَتَرَ المَتْنِ: قَطَعَهُ؛ وأنْشَدَ لعبدِ الرحمنِ بنِ حسَّان: فَتَبازَتْ وتَبَازَيْتُ لَهَا
جِلْسةَ الجازِرِ يَسْتَنْجِي الوَتَرْويُرْوَى: جِلْسةَ الأَعْسَر.
وَقَالَ الجَوْهرِي: اسْتَنْجَى الوَتَرَ: أَي مَدَّ القَوْسَ؛ وَبِه فَسّر البَيْت، قالَ: وأَصْلَهُ الَّذِي يَتَّخذُ أَوْترَ القِسِيِّ لأنَّه يُخْرجُ مَا فِي المَصارِين مِنَ النَّجْوِ.
{والنَّجَا: مَا أُلْقِيَ عَن الرَّجُلِ من اللِّبَاسِ؛ نقلَهُ القالِي.
} ونَجَوْتُ الجِلْدَ: إِذا أَلْقَيْته على البَعيرِ وغيرِهِ؛ نقلَهُ الأزْهرِي.
{ونَجَوْتُ الدَّواءَ: شَرِبْته؛ عَن الفرَّاء.
} وأَنْجاني الدَّواءُ: أَقْعَدَنِي؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
ونَجا فلانٌ يَنْجُو: إِذا أَحْدَثَ ذَنْباً.
{والنَّجِيُّ، كغَنِيَ: صَوْتُ الحادِي السَّوَّاق المُصَوِّت؛ عَن ثَعْلب، وأنْشَدَ:
يَخْرُجْنَ من} نَجِيِّه للشاطِي والنَّجا: آخِرُ مَا على ظَهْرِ البَعيرِ مِنَ الرَّحْلِ؛ قالَهُ الْمُطَرز.
والنَّجا أَيْضاً: مَوْضِعٌ؛ وأنْشَدَ القالِي للجَعْدي:
سَنُورِثُكُم إِن التّرات إِلَيْكُم
حَبِيب فَرَاران النِّجَا فالمغَالِيَا قالَ: ورَوَى عبْدُ الرحمنِ الخَجَا.
{وناجَيَةُ بنُ كَعْبٍ الأسْلَميُّ صَحابيٌّ.
وناجِيَةُ بنُ كَعْبٍ الأسَدِيُّ تابعِيٌّ عَن عليَ.
وبَنُو} نَاجِيَةَ: قَبيلَةٌ، حكَاها سِيبَوَيْهٍ.
قَالَ الجَوْهرِي: بَنُو ناجِيَةَ قومٌ مِنَ العَرَبِ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِم {ناجِيٌّ حُذِفَ مِنْهُ الهاءُ وَالْيَاء.
قُلْتُ: وهم بَنُو ناجِيَةَ بنِ سامَةَ بنِ لُؤَيَ.
قَالَ ياقوتُ: نجيَةُ أُمُّ عبدِ البَيْت بنِ الحارِثِ بنِ سامَةَ بنِ لُؤَيَ خلف عَلَيْهَا بعد أَبيهِ نِكاحَ مَقْت فنسبَ إِلَيْهَا وَلَدهَا وترَكَ اسْمَ أَبيهِ؛ وَهِي ناجِيَةُ بنْتُ جرم بنِ رَبَّان فِي قُضاعَة، اهـ.
وَفِي جعفي: ناجِيَةُ بنُ مالِكِ بنِ حريمِ بنِ جعفي، مِنْهُم: أَبُو الجَنُوبِ عبدُ الرحمنِ بنِ زِيادِ بنِ زُهَيرِ بنِ خَنْساء بنِ كعْبِ بن الحارِثِ بن سعْدِ بنِ ناجِيَةَ} النَّاجِيّ شَهِدَ قَتْلَ الحُسَيْن، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ، وَلعن أَبا الجَنُوب.
وجميلُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ سوادَةَ الأنْصارِي الناجِي مَوْلَى نَاجِيَةَ بنْت غَزْوان أُخْت عتْبَةَ، رَوَى عَنهُ مالِكٌ.
ويقالُ: هُوَ {بمَنْجاةٍ مِن السَّيْل.
واجْتَمَعُوا} أَنْجِيَةً، إِنِّي إِذا مَا الْقَوْم كَانُوا {أَنْجِيِه اضْطَرَبَتْ أَعْناقُهم كالأرشِيَة.
ويقالُ: إنَّه من ذلكَ الأمْر} بنَجْوَةٍ إِذا كانَ بَعِيداً مِنْهُ بَرِيئاً سالِماً.
وباتَ الهَمُّ {يُناجِيه. وباتَ لَهُ} نَجِيًّا.
وباتَتْ فِي صدْرِهِ {نَجِيَّةٌ أَسْهَرَتْه، وَهِي مَا يُنَاجيه مِن الهَمِّ.
وأصابَتْه} النُّجْواءٌ: حديثُ النفْسِ.

نجو

1 نَجَا Alvum dejecit; (Msb, TA;) ventumve per anum emisit: (TA:) he voided his ordure; or broke wind. b2: نَجَا, inf. n. نَجَآءٌ, He was quick, or swift, and outstripped. (S.) See an ex. of the inf. n., voce غولٌ. b3: نَجَا He became safe, or secure; he escaped. (Msb, &c.) 2 نَجَّوَ see 4.4 أَنْجَاهُ and ↓ نَجَّاهُ He saved, him; rescued him; preserved him. (K.) 10 اِسْتَنْجَى He washed, or wiped with a stone or a piece of dry clay, the place [of exit] of his excrement. (Msb.) A2: اِسْتَنْجَوْا: see 8 in art. سعر.

نَجْوٌ and نَجَآءٌ A shower of rain. b2: See شُوْبُوبٌ and 1. b3: نجاء A well of which the water is distant [from the mouth]. (O, TA, voce قَرَبٌ.) نَجْوَةٌ An elevated piece of land. (Msb.) نَجِىٌّ : see نَجْوَى. b2: عُرْيَانُ النَّجِىِّ: see art. عرى.

نَجْوَى Secret discourse between two persons or parties. (TA.) b2: A secret between two persons or parties; as also ↓ نَجِىٌّ. (K, TA.) b3: A person, or persons, discoursing secretly, or telling secrets one with another. (TA.) مَنْجَاةٌ [A cause, or means, of safety: of the measure مَفْعَلَةٌ, originally مَنْجَوَةٌ; similar to مَفْلَحَةٌ, &c.]. (S.) نَجَيْتُ a dial. var. of نَجَوْتُ: see دَوْكَةٌ.
ن ج و
ناجيته، وتناجوا وانتجوا، وبينهم تناج ونجوى، وهم نجوى. و" خلصوا نجياً ": متناجين. قال جرير:


يعلوا النجي إذا النجيّ أصجّهم ... أمر تضيق به الصدور جليل

واجتمعوا أنجيةً. قال:

إني إذا ما القوم كانوا أنجية ... واضطربت أعناقهم كالأرشيه

وتقول: شهدت منهم أندية، فوجدتهم أنجيه وهو نجيّ فلان: مناجيه دون أصحابه. وانتجيت فلاناً: اختصصته بمناجاتي وجعلته نجيّي. ونجوت منه نجاةً، ونجّاني الله تعالى وأنجاني. وهو بمنجاة من السيل. أنشد أبو عمرو لأبي بثينة الباهلي:

فهل تأوي إلى المنجاة أني ... أخاف عليك معتلج السيول وقال الراعي:

بأسحم من نوء الذراعين أتأقت ... مسايله حتى يلغن المناجيا

ونزلوا وراء النجوة. وناقة ناجية، ونوق نواجٍ. ونجا ينجو: أسرع نجاء، والنجاك النجاك.

ومن المجاز والكناية: إنك من ذلك الأمر بنجوة إذا كان بعيداً منه بريئاً سالماً. والهموم تنجي في صدره وتتناجي، وبات الهمّ يناجيه. قال الجعديّ:

إن ترى همّي أمسى شاغلي ... وإذا ما نوجي الهم شغل

وبات له نجياً. وقال بشر:

أجدّك ما تزال نجيّ همّ ... تبيت الليل أنت له ضجيع

وباتت في صدره نجيةٌ قد أسهرته وهي ما يناجيه من الهم. وأصابته النجواء: حديث النفس ونجواها. وأنشد ابن الأعرابيّ لمرّار بن منقذ:

إن الهموم لها إذا لم تقرها ... نجواء تدخل تحت كل شعار

وقال آخر:

وهم تأخذ النجواء منه ... يعك بصالبٍ أو بالملال

واستنجى: أصله الاتتار بالنجوة، ومنه: نجا ينجو إذا قضى حاجته نجواً. وما نجا المريض منذ ليال، وشرب الدواء فما انجاه، وقيل: هو من نجوت الغص واستنجيته إذا قطعته. ونجوت الجلد عن الجزور: كشطته.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.