Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مبغض

مَبْغُوض

مَبْغُوض
الجذر: ب غ ض

مثال: رجل مَبْغُوض
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن أصل الفعل من مزيد الثلاثي، فيصاغ على «مُفْعَل» ويقال: «مُبْغَض».
المعنى: مكروه

الصواب والرتبة: -رجل مُبْغَض [فصيحة] رجل مَبْغُوض [فصيحة]
التعليق: كلمة «مبغوض» فصيحة لوجود الفعل «بَغَضَ» الثلاثي، فهي اسم مفعول من الثلاثي، وأما «مُبْغَضَ» فهي اسم مفعول من «أبغض»، وكلا الفعلين فصيح وموجود في المعاجم. (وانظر: بغض).

وحداح

وحداح:
وحداح: asphodéle ( صفة).
Lis - asphodéle (lis) ( بقطر) وحش.
وحّشَ بلَّهَ (جعل في طباع الوحش): وحَّش (الكالا، هلو، بقطر).
وحّش: شعر بالرغبة في رؤيته ثانية (فوك، الكالا، المقدمة 3:406:3).
لو حّشَ الجفون الكحلَ إن غابوا ... وذيكَ الجفون الكحْل ابلاتوا
(شعر بالوحشة لغياب عينيه الجميلتين عن مرآه، تلك العينين اللتين جعلتاه يشعر بالشفاء) واحشَ: أنظر اسم المصدر فيما يأتي.
أوحش: أغاظ aliéner ( معجم الماوردي)؛ أوحشه ذلك من فلان. ذلك ما أغاظه منه وأشعره بالجفاء (معجم مسلم).
أوحش: انظر الكلمة في (فوك) في مادة desiserare؛ أوحشتنا اشتقنا لرؤيتك (تقال لمنْ لم نعد نراه منذ أمد طويل)؛ ويكون الجواب: الله لا يوحشني منك؛ توحشنا؛
غيابك سيشعرنا بالأسف والجواب: الله لا يوحشني منكم (بقطر)؛ (في ألف ليلة 6:39:1): وقال له لا توحّشني الله وينبغي تصحيح لا يوحّشني الله (75 ب): لا أوحش الله منك.
توحّشَ: أصبح وحشياً (تقال للحيوان الأليف) (معجم الجغرافيا).
توحّش: اختبل (الكالا) (بقطر).
توحّش من و، ول، وفي أنظر المعنى في (فوك) و (الكالا) في مادة desiderare.
توحّش: لفلان أحس بالوحشة لفراقه (رولاند).
توحش: أنظر اسم المصدر فيما يأتي.
استوحش: لم يعد مرتاحاً، شعر ببعض الضيق وبعض القلق. وفي (محيط المحيط على سبيل المثال): إذا أقبل الليل استأنس كل وحشي واستوحش كل أنسي. (ابن بطوطة 60:2): وأهل البصرة لهم إيناس للغريب وقيام بحقه فلا يستوحش فيما بينهم غريب.
استوحش من: خاف من، ارتعب من (كليلة ودمنة 4:179): فاستوحش من الأرض وقال هذه أرض جن أو سحرة.
استوحش من فلان: ابتعد عنه، نفر منه، أبغضه (عبّاد 289:1 عدد 172، حياّن - بسّام 142:1) وهو قد استوحش منهن واعتزلهن وانفرد بنفسه ليله ونهاره (في المخطوطة وردت كلمة معن أو ما يشبهها في موضع منهن).
استوحش لفلان: في (محيط المحيط): (استوحش لفلان أحس بالوحشة لفراقه).
استوحش لفلان: قال لفلان: أنا متأسف لأني لم أرك منذ زمن طويل بقوله أوحشتني (أنظر ما ورد في أوحش) (وفي فخري 3:361): قالت لي سلّم على الشيخ يحيى بن هبيرة واستوحش له.
استوحش: استهجن (معجم الجغرافيا).
وحش: عابس، كاسف الوجه maussade، غير مرض (بقطر) مشوه قبيح، نذل (بقطر، همبرت) ضد جميل (عبّاد 2:244:1):
فلم أرَ قبلها وحشاً جميلاً ... كريه رواية أنس الأنيس رائحة وحشة (بقطر)؛ امرأة قبيحة (حيان - بسّام 50:3): ولم يرض ذلك منهم إن يفعله خادم أو ماهفة أو وحش أعطاهن خوله وغلمانه. هذه الكلمة تستعمل للأغراض القبيحة كافة: المشوهة والرديئة (وعلى سبيل المثال اللسان، الأدوات، البنايات، رأس رجل، مدينة، صحراء، موت، أخلاق، طبائع، خلَّق أحد الناس، أو كتاب رديء، أو حلم مزعج) (معجم الجغرافيا).
وحش: شر (ظرف) (بقطر) وكذلك يقال وحشاً وعلى سبيل المثال عني وحشاً أي غناءً قبيحاً (ألف ليلة 4:305:1).
وحشة: بغض الناس، النفور منهم (بقطر).
وحشة: عزلة، بعُد، كره، عدم إلفة، حقد (أبو الفداء Annr 3:238:2 و8:496، دي ساسي كرست 2:51:2) وحشة: أنظر توحّش.
وحشة: أنظر (فوك) في مادة desiderare؛ وفي (معجم مسلم) وردت رغب إلى desir؛
فما بي من مستطرف العيش وحشة ... وإن كنت لا مال لدي ولا أهل
ليلة الوحشة أو ليلة الوحدة: الليلة الأولى بعد المأتم (لين - طبائع مصر 34:2) وحشي = وحش: (معجم الجغرافيا).
وحشي: بريري، شرس، غير مهذب، غير مؤالف (بقطر).
وحشي: حرّيف، حاد الطعم طعمة وحشية، طعم طيور الغدران (بقطر).
وحشي: أشهب (للحصان) (المعجم اللاتيني).
وحشي: من أنواع التمور (بيرتون 384:1).
وحشية: صفة الإنسان الذي يحيا وحيداً (بقطر).
وَحوش: هذه الصفة تلفظ بفتح الواو وتعني (صحراء) (ابن عقيل 2:88).
وحيش: صحراء، قفر (صفة) (طهمان).
واحش: أنظر الكلمة في (فوك) في مادة desiderare.
توحّش: بربرية، حالة الوحشية (بقطر) (المقدمة 3:342:2).
توحّش: خلق نافر، همجية، على الطبيعة (البربرية 7:4:2) عزّ التوحش (السلوك النبيل النافر) (دي سلان) (4:244): التوحشْ والعزّ (3:86): توحشهم عن الانقياد.
توحش الظلمة: الشعور بالاستياء أو الضيق أو القلق الغامض الذي يحس به الإنسان في الظلام (أبو الوليد 15:611). وفي مخطوطة أخرى وردت وحشة في موضع توحش.
على توحش: أي في حالة الصوم (ابن وافد 13): يشرب على توحش وحمية. وفي (14 و 15 من المصدر نفسه).
موّحش: بربرية، العيش في الغابات، دون قيد ولا قوانين (بقطر).
موحش: بربري (بقطر).
موحش: همجي (بقطر).
مواحشة: نفور، بُعد، بغض، كراهية، عدم إلفة (روجز 14:139).
متوحش: كاره الناس ومبغض لهم (بقطر).
الهمل المتوحشون: الهمج (بقطر).
مستوحش: الذي يعيش منفرداً، الهارب من الناس والمجتمع (بقطر).

السورة

السورة: هي الطائفة من القرآن المسمَّاة باسم خاص توقيفاً وأقله ثلاث آيات.
السورة
- 1 - قسم القرآن الكريم سورا، سمّيت كل منها باسم خاص، أخذ من بعض ما عالجته السورة من المعانى، أو مما تحدث عنه من إنسان وحيوان أو غيرهما، أو من بعض كلماتها.
والسورة القرآنية قد تكون ذات موضوع واحد تتحدث عنه، ولا تتجاوزه إلى سواه، مثل كثير من قصار السور، كسورة النبأ والنازعات والانشقاق، وكلها تتحدث عن اليوم الآخر، والهمزة والفيل وقريش، وهى تتحدث عن عقاب من يعيب الناس، وما حدث لأصحاب الفيل، وما أنعم الله به على قريش من نعمة الألفة.
وقد تتناول السورة أغراضا شتى، مثل معظم سور القرآن، وهنا نقف لنتبين أىّ الخطتين أقوم وأهدى: أن يرتب القرآن موضوعاته ويجعل كل سورة تتناول موضوعا واحدا معينا، فتكون سورة للأحكام وأخرى للتاريخ وثالثة للقصص ورابعة للابتهال، حتى إذا فرغت منه تناولت سورة أخرى غرضا آخر وهكذا، أو أن تتناثر أحكامه وقصصه ووعده ووعيده على النحو الذى انتهجه، والذى يبدو بادئ ذى بدء أن السلك الذى يربط بين آياته ضعيف الربط أو واهى التماسك؟
وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعرف الهدف الذى إليه يرمى القرآن الكريم؛ لنرى أقوم الخطتين لتحقيق هذا الهدف والوصول به إلى جانب التوفيق والنجاح.
أما هدف القرآن الكريم فغرس عقيدة التوحيد في النفس، وانتزاع ما يخالف هذه العقيدة من الضمير، والدعوة إلى العمل الصالح المكوّن للإنسان المهذب الكامل، بسن القوانين المهذّبة للفرد، الناهضة بالجماعة.
وإذا كان ذلك هو هدف القرآن، فإن المنهج القرآنى هو الذى يحقق هذا الهدف فى أكمل صوره، وأقوى مظاهره، ذلك أنه لكى يحمل على اتّباع ما يدعو إليه يمزج دعوته بالحث على اتباعها، ويضرب المثل بمن اتبع فنجح، أو ضل فخاب، ويتبع الحديث عن المؤمنين بذكر بعض الأحكام التى يجب أن يتبعها هؤلاء المؤمنون، ويعقب ذلك بالترغيب والترهيب، ثم يولى ذلك بوصف اليوم الآخر وما فيه من جنة أو نار، وهو في كل ذلك يتكئ على الغريزة الإنسانية التى تجعل المرء خاضعا بالترغيب حينا، والترهيب حينا آخر، والقرآن حين يستمد شواهده من حوادث التاريخ لا يستدعيه ذلك أن ينهج منهج المؤرخين، فيتتبع الحادث من مبدئه إلى منتهاه، وينعم النظر في الأسباب والنتائج، ويقف عند كل خطوة من خطواته، ولكنه يقف من هذا الحادث عند الفكرة التى تؤيد غرض الآية، والجزء الذى يؤيد الهدف الذى ورد في الآيات، وقل مثل ذلك في القصة عند ما يوردها، فإنها تساق للهدف الذى تحدّثنا عنه، وهو من أجل ذلك ينظر إليها من زاوية بعينها، ولا يرمى غالبا إلى قص القصّة برمتها، وسوف نشبع الحديث في ذلك فيما يلى:
يتنقل القرآن إذا بين الأغراض المختلفة، لا اعتباطا وبلا هدف، ولكن لصلات وثيقة تربط بين هذه الأغراض، بحيث تتضافر جميعها في الوصول إلى الغاية القصوى وتحقيقها.
ولنبدأ في تفصيل ما أجملناه مبينين الصلات الوثيقة التى تربط آية بآية، ثم موضحين وجوه الترابط القوى بين الأغراض المختلفة في السورة الواحدة.
فقد تقع الآية الثانية صفة لكلمة في الآية الأولى كما في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (البقرة 26، 27). وقد تكون الآية الثانية توكيدا لفكرة الآية الأولى، كما تجد ذلك في قوله سبحانه: قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (البقرة 94 - 96). وقد تكون الآية الثانية ردّا على ما في الآية الأولى كما في قوله تعالى: وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (البقرة 80، 81). وقد تحمل الآية الثانية فكرة مضادة لفكرة سابقتها، كما في قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ  وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (البقرة 24، 25). ولا ريب أن الجمع بين حكم المتضادين في الذهن يزيده جلاء ووضوحا.
وتأمل الصلة القوية بين هاتين الآيتين، وهى صلة الربط بين الحكم وحكمته فى قوله سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ وَلَكُمْ فِي
الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(البقرة 178، 179). ويصف الكتاب ثمّ يحبّب في اتباعه مبغّضــا إلى النفوس صورة منكريه، فيقول: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (البقرة 2 - 7). ويعقب توحيد الله بدلائل هذا التوحيد في قوله: وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة 163، 164).
ويطول بى القول إذا أنا مضيت في الاستشهاد على بيان الصلات التى تربط آية بآية، ولكنى أشير هنا إلى أن إدراك هذه الصلة يتطلب في بعض الأحيان تريثا وتدبرا يسلمك إلى معرفة هذه الصلة وتبيّنها، ولكنك تصل- ولا ريب- إلى وثاقة هذا الارتباط ومتانته، وخذ لذلك مثلا قوله تعالى: أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ (الأنفال 4، 5). فقد لا يظهر موضع الكاف ولا مكان الصلة بين الآية الثانية وما قبلها من الآيات، ولكن التأمل يهدى إلى أن القرآن يربط بين أمرين: أولهما ما بدا من بعض المسلمين من عدم الرضا بما فعله الرسول في قسمة الغنائم، وثانيهما ما كان قد ظهر من بعض المؤمنين من كراهية أن يخرج الرسول من منزله إلى الغزو، وقد تمّ في هذا الغزو النصر والغنيمة، فكأنه يقول إن الخير فيما فعله الرسول في قسمة الغنائم، كما كان الخير فيما قام به الرسول من خروجه إلى الغزو، وبذلك تبدو الصلة قوية واضحة بين الخبرين. ومن ذلك قوله تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 114، 115). فقد تبدو الصلة منفصمة بين هذه الآيات، ولكنك إذا تأملت الآية الأولى وجدت فيها حديثا عن الذين لا يعلمون ولا يتلون الكتاب، وهؤلاء لا يعترفون بشيء مما أنزل الله، فهم يسعون في تقويض أسس الأديان جميعا، لا فرق عندهم بين دين ودين، وهم لذلك يعملون على أن يحولوا بين المسلمين وعبادة الله، ويسعون في تخريب بيوت عبادته، ومن هنا صحّ هذا الاستفهام الذى يدل على أنه لا أظلم من هؤلاء الذين لا يعلمون، وارتباط الآية الثالثة بما قبلها لدلالتها على أن عبادة الله ليست في حاجة إلى مسجد يقام، بل لله المشرق والمغرب، فحيثما كنتم ففي استطاعتكم عبادة الله؛ لأن ثمة وجه الله.
«قال بعض المتأخرين: الأمر الكلى المفيد لعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن هو أنك تنظر الغرض الذى سيقت له السورة، وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب، وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ما يستتبعه من استشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التى تقتضى البلاغة شفاء الغليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها، فهذا هو الأمر الكلّى المهيمن على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن، فإذا عقلته تبين لك وجه النظم مفصلا بين كل آية وآية في كل سورة» .
ولكل سورة في القرآن هدف ترمى إليه، فتجد سورة الأنعام مثلا تتجه إلى إثبات توحيد الله ونبوّة رسوله، وإبطال مذاهب المبطلين وما ابتدعوه من تحليل حرام أو تحريم حلال؛ وتجد سورة الأعراف تتجه إلى الإنذار والاتّعاظ بقصص الأولين وأخبارهم، وتجد سورة التوبة تحدد علاقة المسلمين بأعدائهم من مشركين وأهل كتاب ومنافقين، وتجد سورة الحجر ترمى إلى إثبات تنزيل القرآن وترهيب المكذبين به، بقصّ أخبار المكذبين قبلهم، وهكذا تجد هدفا عامّا تدور حوله السورة، وتتبعه معان أخرى تؤكده ويستتبعها، ويخلص الإنسان في السورة من معنى إلى آخر خلوصا طبيعيّا لا عسر فيه ولا اقتسار. ولنحلل سورة من القرآن، نتبين فيها منهجه، وندرك مدى تأثير هذا المنهج فى النفس الإنسانية.
ففي سورة المزمل، والهدف منها تهيئة الرسول للدعوة، وإعداده لما سيلقاه في سبيلها من متاعب ومشاق، بدئت السورة بنداء الرسول، وتكليفه بما يعده لحمل أعباء الرسالة، فقال تعالى: يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (المزمل 1 - 9). ألا تراه يعدّه بهذه الرّياضة النفسية الشاقة لتحمل أعباء الرسالة المضنية فليمض الليل أو جزءا منه في التهجد وقراءة القرآن، استعدادا لما سيلقى عليه من تكاليف شاقة ثقيلة، وإنما أمر الرسول بالتهجّد في الليل؛ لأن السهر فيه أشق على النفس، ولكنها تخلص فيه لله، وتفرغ من مشاغل النهار وصوارفه، وأمر بذكر الله، والإخلاص له تمام الإخلاص، فهو رب المشرق والمغرب، لا إله إلا هو.
بعد هذا الإعداد بالرياضة أراد أن يوطنه على تحمل الأذى في سبيل هذه الدعوة والصبر عليه، وينذر هؤلاء المكذبين بما سيجدونه يوم القيامة من عذاب شديد، وهنا يجد المجال فسيحا لوصف هذا اليوم وصفا يبعث الرهبة في النفس، والخوف في القلب، عساها تكف عن العناد، وتنصاع إلى الصواب والحق، ولا ينسى أن يضرب المثل من
التاريخ لمن كذّب وعصى، كى يكون عظة وذكرى، فقال:
وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَجَحِيماً وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (المزمل 10 - 18).
فأنت ترى الانتقال طبيعيّا من توطين الرسول على الأذى، ثم بعث الطمأنينة إلى نفسه بأن الله سيتكفل عنه بتأديب المكذبين، بما أعده الله لهم من عذاب أليم يوم القيامة، وتأمل ما يبعثه في النفس تصور هذا اليوم الذى ترتجف فيه الأرض، وتنهار الجبال فيه منهالة، وينتقل إلى الحديث عن عاقبة من كذب بالرسل من أسلافهم، ثم يتجه إليهم، موجّها لهم الخطاب يسألهم متعجبا، عما أعدوه من وقاية لأنفسهم يصونونها بها من هول يوم يشيب الطفل فيه من شدته، وحسبك أن ترفع الطرف إلى أعلى، فترى السماء التى أحكم بناؤها، قد فقدت توازنها وتصدّع بناؤها.
ويختم هذا الإنذار بجملة تدفع النفس إلى التفكير العميق، وتفتح أمامها باب الأمل والنجاة لمن أراد أن يظفر وينجو، إذ قال: إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا (المزمل 19). ألا تحس في هذه الجملة معنى إلقاء المغبة على عاتق هؤلاء المنذرين، وأنهم المسئولون عما سوف يحيق بهم من ألم وشقاء، أو ليس في ذلك ما يحفزهم إلى التفكير الهادئ المتزن، عساهم يتخذون إلى ربهم سبيلا؟
وينتقل القرآن من إنذاره لهؤلاء المكذبين إلى خطابه للمطيعين، وهم الرسول وطائفة ممن معه، فيشكر لهم طاعتهم، ولا يرهقهم من أمرهم عسرا، ويطلب إليهم القيام ببعض الفروض، ويحببها إليهم، فهم عند ما يؤتون الزكاة يقرضون الله، ومن أوفى بأداء الحقوق منه سبحانه، ويختم خطابه لهم بوصفه بالغفران والرحمة، فيقول: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المزمل 20).
فأنت ترى في هذه الآية الكريمة مدى الرفق في خطاب المطيعين، وما أعد لهم من رحمة وغفران، فى مقابل ما لدى الله من أنكال وجحيم لهؤلاء المكذبين.
أنت بذلك التحليل ترى مدى الترابط بين الأغراض المختلفة، واتساق كل غرض مع صاحبه، وحسن التخلص وطبيعة الانتقال من غرض إلى آخر وتستطيع أن تمضى في تحليل سور القرآن على هذا النسق، وسوف ترى الربط بين الأغراض، قويا وثيقا.
فإذا رأيت في بعض السور بعض آيات يشكل عليك معرفة وجه اتساقها في غرض السورة فتريث قليلا تروجه المجيء بها قويا، ولعل من أبعد الآيات تعلقا بسورتها في الظاهر قوله تعالى في سورة القيامة: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (القيامة 16 - 19)، فإن السورة كلها حديث عن يوم القيامة وأحواله. وأفضل ما رأيته في توجيه هذه الآيات ما حكاه الفخر الرازى من «أنها نزلت في الإنسان المذكور قبل في قوله: يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (القيامة 13). قال: «يعرض عليه كتابه، فإذا أخذ في القراءة تلجلج خوفا، فأسرع في القراءة، فيقال له: لا تحرك به لسانك، لتعجل به، إن علينا أن نجمع عملك، وأن نقرأ عليك، فإذا قرأناه عليك فاتبع قرآنه بالإقرار بأنك فعلت، ثم إن علينا بيان أمر الإنسان، وما يتعلق بعقوبته» وإذا كنت أوافقه في أصل الفكرة فإنى أخالفه في تفصيلاتها، فالمعنى، على ما أدرى، ينبّأ الإنسان يومئذ بما قدّم وأخّر، وذلك كما أخبر القرآن، فى كتاب مسطور، وفي تلك الآيات يصف القرآن موقف المرء من هذا الكتاب فهو يتلوه في عجل كى يعرف نتيجته، فيقال له: لا تحرك بالقراءة لسانك لتتعجل النتيجة، إن علينا أن نجمع ما فيه من أعمال في قلبك، وأن نجعلك تقرؤه في تدبر وإمعان، فإذا قرأته فاتجه الاتجاه الذى يهديك إليه، وإن علينا بيان هذا الاتجاه وإرشادك إليه إما إلى الجنة، وإما إلى السعير. وبذلك يتضح أن لا خروج فى الآيات على نظم السورة وهدفها.
ذلك هو ما أراه في ترتيب آيات القرآن الكريم وشدة ما بينها من ارتباط، وكان بعض العلماء يشعر بشدة صلة آى القرآن بعضها ببعض، حتى يكون كالكلمة الواحدة، ومن هؤلاء ابن العربى . وممن عنى بدراسة التناسب بين الآيات أبو بكر النيسابورى «وكان غزير العلم في الشريعة والأدب، وكان يقول على الكرسى إذا قرئ عليه: لم جعلت هذه الآية إلى جانب هذه، وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟ وممن أكثر منه فخر الدين، قال في تفسيره: أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط» .
لا أوافق إذا عز الدين بن عبد السلام عند ما قال: «المناسبة علم حسن، ولكن يشترط في حسن ارتباط الكلام أن يقع في أمر متحد مرتبط أوله بآخره فإن وقع على أسباب مختلفة لم يقع فيه ارتباط، ومن ربط ذلك فهو متكلف بما لا يقدر عليه إلا بربط ركيك يصان عن مثله حسن الحديث، فضلا عن أحسنه، فإن القرآن نزل في نيّف وعشرين سنة في أحكام مختلفة، وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض» . ولا أوافق أبا العلاء بن غانم في قوله: «إن القرآن إنما ورد على الاقتضاب الذى هو طريقة العرب من الانتقال إلى غير ملائم وأن ليس في القرآن شىء من حسن التخلص» .
لا أوافقهما وحجتى في ذلك أمران: أما أولهما فما نراه من حسن التناسب وقوة الارتباط حقا بين الآى بعضها وبعض، محققة بذلك هدف القرآن كما تحدثنا، ولعل عز الدين ومن لف لفه كان يرى التناسب يتم إذا جمعت آيات الأحكام مثلاكلها في سورة واحدة أو عدة سور، وجمعت القصص كلها كذلك في سورة واحدة أو عدة سور، وجمعت حوادث التاريخ كلها في سورة واحدة أو عدة سور، وهكذا، وقد سبق أن بيّنا أن هذا النهج لا يحقق الهدف الذى يرمى إليه القرآن من الإرشاد والهداية، فليس القرآن كتاب قصص أو تاريخ، ولكنه كتاب دين، يرمى إلى التأثير فى النفس، فهو يلقى العظة، مبيّنا ما في اتباعها من خير، وضاربا المثل من التاريخ على صدق ما ادعى، ومستشهدا بقصص الأولين وآثارهم، ومقنّنا من الأحكام ما فيه خير الإنسانية وكمالها، وكل ذلك في تسلسل واطراد وحسن اتساق، ترتبط المعانى بعضها ببعض، ويؤدى بعضها إلى بعض.
أولا نرى في هذا النهج القرآنى وسيلة لتكرير العظات والإنذار والتبشير في صور متعددة مرات عدة، وللتكرير كما قلنا أثره في تثبيت المعنى في النفس، وبلوغ العظة الهدف الذى ترمى إليه، ولن يكون للتكرير جماله إذا عمد القرآن إلى كل غرض على حدة فوضع آية بعضها إلى جانب بعض.
وأما ثانيهما فتاريخى يعود إلى ترتيب الرسول للقرآن بأمر ربه، فقد كانت تنزل عليه الآيات فيأمر كتبة الوحى أن يضعوها في موضعها بين ما نزل من القرآن، فى هذه السورة أو تلك، ويضع بعض ما نزل في مكة بين آيات السور المدنية، فلولا أن رابطا يجمع بين هذه الآيات بعضها وبعض، ما كان ثمة سبب يدفع إلى هذا الوضع ولا يقتضيه بل لرتبت الآى كما نزلت وما كان هناك داع إلى ترتيب ولا تبويب، أما والقرآن قد نزل للناس كافة، وللأجيال جميعها فقد اختار الله لكتابه خير ترتيب يحقق الهدف الذى له نزل الكتاب الحكيم.
- 2 - وتبدأ سور القرآن مثيرة في النفس الإجلال، وباعثة فيها الشوق، والرغبة في تتبع القراءة، والاستزادة منها، فهى حينا ثناء عليه تعالى بتعداد ما له من صفات العظمة والجلال كما في قوله تعالى: سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (الحديد 1 - 3). وحينا تعظيم من شأن الكتاب وتقدير له، تقديرا يبعث على الإصغاء إليه وتدبّر آياته كما في قوله سبحانه: تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيراً وَنَذِيراً ... (فصلت 2 - 4) أولا ترى الشوق يملأ نفسك وأنت تصغى إلى مثل تلك الفاتحة: تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (يوسف 1). وكأنما هى تنبيه للسامع كى يستجمع كل ما يملك من قوة، ليستمع إلى ما سيلقى إليه، وكذلك يثور الشوق لدى سماع كل فاتحة فيها ثناء على الكتاب وتعظيم لأمره، شوق يدعو إلى معرفة ما يحويه هذا الكتاب، الذى يصفه حينا بأنه يخرج من الظلمات إلى النور، فى قوله: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (إبراهيم 1).
وبأنه لا ريب فيه في قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (البقرة 2).
وكثر في القرآن البدء بالقسم، وهو بطبيعته يدفع إلى التطلع لمعرفة المقسم عليه، لأنه لا يلجأ إلى القسم إلا في الأمور المهمة التى تحتاج إلى تأكيد وإثبات، وقد يطول القسم فيطول الشوق، وتأمّل جمال البدء بالقسم في قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (الليل 1 - 4).
وكما يثير القسم الشوق والتطلع، كذلك يثيرهما في النفس الاستفهام والشرط، ففي الاستفهام تتجمع النفس لمعرفة الجواب، وفي الشرط تتطلع لمعرفة الجزاء، وقد افتتحت عدة سور من القرآن بهما كما في قوله تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (العنكبوت 2). وقوله: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (الانفطار 1 - 5).
وقد تبدأ السورة بنداء الرسول أو المؤمنين، للأمر بشيء ذى بال، أو النهى عن أمر شديد النكر، أو تبدأ بخبر يثير الشوق، أو تدخل السورة مباشرة في الحديث عن الغرض الذى نزلت لأجله، كما في قوله تعالى: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (التوبة 1). وكأن في ضخامة الغرض وقوته ما يشغل عن التمهيد له، بل كأن في التمهيد إضاعة لوقت يحرص القرآن على ألا يضيع.
وقد يكون مفتتح السورة موحيا بفكرتها، ومتصلا بها شديد الاتصال، ومتناسبا معها شديد التناسب، فمن ذلك سورة آل عمران التى افتتحت بقوله:
اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (آل عمران 2). وقد عالجت السورة أمر عيسى ونزهت الله عن الولد، أو لا ترى البدء مناسبا لهذا التنزيه؟ ومن ذلك سورة النساء، فقد تحدثت عن كثير من أحكامهن في الزواج والميراث، فكان من أجمل براعات الاستهلال قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (النساء 1)، ألا ترى في خلق المرأة من زوجها ما يوحى بالرفق والحنان الذى يجب أن تعامل به المرأة فلا يبخس حقها زوجة أو أما أو بنتا، وفي الحديث عن تقوى الأرحام هنا إشارة كذلك إلى أن السورة ستعالج بعض أمورهم أيضا ورثة يتامى.
وقل مثل ذلك في أول الأنعام التى ترمى إلى إثبات توحيد الله إذ قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (الأنعام 1)، فليس غير السموات والأرض شىء يبقى خلقه لغير الله.
- 3 - ولخاتمة السورة أثرها الباقى في النفس، لأنه آخر ما يبقى في الذهن، وربما حفظ دون باقى الكلام، ومن أجل هذا كانت خواتم سور القرآن مع تنوعها تحمل أسمى المعانى وأنبلها، فهى حينا دعاء وابتهال يحمل النفس الإنسانية إلى عالم روحى سام، يعترف فيه الإنسان بعجزه أمام قدرة الله، ويطلب من هذه القوة القاهرة أن تعينه وأن تنصره، أو لا يشعر المرء حين يلتجئ إلى هذه القوة بأنه ألقى ثقله، وتخفف من عبئه، كما تجد ذلك في ختام سورة البقرة إذ يقول سبحانه: رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (البقرة 286). أو لا يؤذن هذا الدعاء بعد سورة اشتملت على كثير من الجدل والنقاش، وجملة كبيرة من الأحكام بأن السعادة الحقة إنما هى في هذا الالتجاء إلى الله، واستمداد القوة من قدرته، وبذا كان هذا الدعاء مؤذنا بالانتهاء، باعثا برد الراحة في الفؤاد، بعد معركة طال فيها بيان الحق، ومناقشة الباطل وهدمه.
وحينا حديث عن الله بإجلاله وتقديسه، أو بتعداد صفاته الباعثة على حبه وإجلاله معا، فتراه في ختام سورة المائدة يقول: لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المائدة 120). وفي ختام سورة الإسراء يقول: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (الإسراء 111). إلى غير ذلك من سور كثيرة، وكأن في هذا الختام خلاصة الدعوة التى تهدف السورة إليها، فكان ذكره مؤذنا بانتهائها، كما تذكر خلاصة الكتاب في نهايته.
وفي أحيان كثيرة تختم السورة بما يشعر بأن القرآن قد أدى رسالته، فعلى السامع أن يتدبر الأمر، ليرى أى الطريقين يختار، والختم بذلك يبعث في نفس القارئ التفكير أيؤثر الهدى أم يختار الضلال، فتراه مثلا في نهاية سورة التوبة يقول: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (التوبة 128 - 129)، أو تختم بإنذار أو وعد أو أمر بركن من أركان الحياة الرفيعة الصالحة، فيختم آل عمران بقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (آل عمران 200).
وقل أن تختم السورة بحكم تشريعى جديد، كما في سورة النساء. وفي كل ختام تشعر النفس بأن المعانى التى تناولتها السورة قد استوفت تمامها، ووجدت النفس عند الخاتمة سكونها وطمأنينتها، حتى إن السورة التى ختمت باستفهام لم يشعر المرء عنده بنقص يحتاج إلى إتمام، بل كان جوابه مغروسا فى القلب، مستقرا في الضمير، فتم بالاستفهام معنى السورة، وأثار في النفس ما أثار من إقرار لا تستطيع تحولا عنه ولا إخفاء له. 

قَرَظَ

(قَرَظَ)
(س) فِيهِ «لَا تُقَرِّظُوني كَمَا قَرَّظت النَّصَارَى عِيسَى» التَّقْريظ: مَدْح الحَيّ ووَصْفُه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وَلَا هُوَ أهلٌ لِمَا قُرِّظ بِهِ» أَيْ مُدِح.
وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ «يَهْلِك فِيَّ رجُلان: مُحِبٌ مُفْرِطٌ يُقَرِّظني بِمَا لَيْسَ فِيَّ، ومُبِغض يَحْمِله شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتِني» .
(س) وَفِيهِ «أَنَّ عُمَر دَخَل عَلَيْهِ وَإِنَّ عِنْدَ رِجْليه قَرَظاً مَصْبوراً» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أُتيَ بهَدِية فِي أدِيم مَقْرُوظ» أَيْ مَدْبوغ بالقَرَظ وَهُوَ وَرقَ السَّلَم. وَبِهِ سمِّي سَعْد القَرَظ المؤذِّن.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

شَنَأَ

(شَنَأَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «عَلَيْكُمْ بِالْمَشْنِيئَةِ النَّافَعة التَّلْبِينِة» تَعني الحَساءَ، وَهِيَ مَفْعُولة، مِنْ شَنِئْتُ: أَيْ أبْغَضْت. وَهَذَا البِناءُ شاذٌّ، فَإِنَّ أصلَه مَشْنُوءٌ بِالْوَاوِ، وَلَا يُقَالُ فِي مَقْروء ومَوطُوء: مَقْرِىٌّ ومَوْطِىٌّ، ووجهُهُ أَنَّهُ لَمَّا خَفَّف الهمزةَ صَارَتْ ياءَ فَقَالَ مَشْنِىٌّ كَمرْضِىّ، فَلَمَّا أَعَادَ الْهَمْزَةَ اسْتَصْحَبَ الْحَالَ الْمُخَفَّفَةَ. وَقَوْلُهَا التَّلْبِينَةُ: هِيَ تَفْسِيرٌ لِلْمَشْنِيئَةِ، وجَعَلتها بَغِيضَةً لكراهِتها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَد «لَا تَشْنَؤُهُ مِنْ طُولِ» كَذَا جَاءَ فِي روايةٍ، أَيْ لَا يُبْغَض لفَرْط طُوله. ويُرْوى «لَا يُتَشَنَّى مِنْ طُول» أبْدل مِنَ الْهَمْزَةِ يَاءً. يُقَالُ شَنِئْتُهُ أَشْنَؤُهُ شَنْئاً وشَنَآناً.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «ومُبْغِضٌ يَحْمله شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَني» (س) وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ «يُوشك أَنْ يُرْفَع عَنْكُمُ الطاعونُ ويَفيضَ عَلَيْكُمْ شَنَآنُ الشِّتَاءِ، قِيلَ: وَمَا شَنَآنُ الشِّتَاءِ؟ قَالَ: بَرْدُه» اسْتَعَارَ الشَّنَآنَ للبَرْد لِأَنَّهُ يَفِيضُ فِي الشِّتَاءِ. وَقِيلَ أرادَ بالبَرْد سُهولةَ الْأَمْرِ والرَّاحَةَ؛ لِأَنَّ العَرَب تَكْنى بِالْبَرْدِ عَنِ الرَّاحَةِ، وَالْمَعْنَى: يُرْفع عَنْكُمُ الطاعونُ والشّدَّةُ، ويَكثُر فِيكُمُ التَّباغُضُ، أَوِ الدعةُ والراحةُ.

شنو

شنو



مَشْنُوٌّ and مَشْنِىٌّ: see مَشْنُوْءٌ, in art. شنأ.

مَشْنِيَّةٌ: see مَشْنِيْئَةٌ, in art. شنأ.
الشين والنون والواو ش نوشَنُوَّةُ لُغَةٌ في شَنُوءَةٍ والنَّسَبُ إِليه شَنَوِيٌّ ولهذا قضَيْنا نحن أنّ قلْبَ الهَمزَةِ واواً في شَنُوّة من قَوْلِهم أَزْدُ شَنُوَّة بَدَلٌ لا قياسٌ لأنّه لو كان تَخْفِيفاً قياسِياً لَمْ تَثْبُتْ في النَّسبِ واواً فإن جَعَلْتَ تَخْفيفَ شَنُوَّة قياسياً قُلْتَ في النَّسَبِ إِليه شَنَئِيٌّ على مثالِ شَنَعِيٍّ لأنّك كأنَّك إنّما نَسَبْتَ إلى شَنُوءة فتَفَطَّنْ إن يُسِّرَ لك ذَلِكَ ولولا اعتقادُنا أنّه بَدَلٌ لما أَفْرَدْنا له باباً وَلَوَسِعَهُ بابُ الشينِ والنّونِ والهمزةِ وحكَى اللّحيانيُّ رَجُلٌ مَشْنِيٌّ وَمَشْنُوٌّ أي مُبْغَضٌ لُغَةٌ في مَشْنُوءٍ وأَنْشَدَ

(أَلاَ يا غُرابَ الْبَيْنِ مِمَّ تَصِيحُ ... فَصَوْتُكَ مَشْنُوٌّ إِليَّ قَبِيحُ)

فَمَشْنِيٌّ يدلُّ على أنه لم يُرِدْ في مَشْنُوٍّ الهمْزَ بل قد أَلْحَقَهُ بمرْضُوٍّ ومَدْعُوٍّ ومَدْعِيٍّ
شنو
: (و} شُنُوَّةٌ) ، بضمِّ النُّونِ وتَشْديدِ الواوِ:
أَهْملَهُ الجوهريُّ هُنَا، ولكنْ صرَّح بِهِ فِي الهَمْزةِ أَنَّها (لُغَةٌ فِي شَنُوءة) .
وَلَا يَخْفى أَنَّ مثْلَ هَذَا لَا يُكتَبُ بالحُمْرة، وكأنَّ المصنِّفَ تَبِعَ ابنَ سِيدَه فِي تَفْريقِهما فِي موْضِعَيْن.
(وَهُوَ {شَنَوِيٌّ) ؛ قالَ ابنُ سِيدَه: وَلذَا قَضَيْنا نَحن أَنَّ قَلْب الهَمْزةِ واواً فِي} شَنُوَّة من قوْلِهم: أَزْد شَنُوَّة بدَلٌ لَا قياسٌ، لأَنَّه لَو كانَ قِيَاسا لم تثبُتْ فِي النَّسَبِ واواً، فَإِن جعلْتَ تَخْفيفَها قياسِيّاً قلْتَ شَنَئِيٌّ كشَنَعِيَ، لأنَّكَ كأَنَّك إنَّما نَسَبْتَ إِلَى شَنُوءَةَ، فتَفَطَّنْ.
قالَ: (و) حَكَى اللّحْيانيُّ: (رجُلٌ {مَشْنُوٌّ ومَشْنِيٌّ) ، أَي (مَشْنوءٌ) ، لُغَةٌ فِيهِ، أَي مُبْغضٌ؛ وأَنْشَدَ:
أَلا يَا غُرابَ البَيْنِ ممَّ تَصيحُ؟
فصَوْتُكَ} مَشْنُوٌّ إليَّ قَبيحُ فمَشْنِيُّ يدلُّ على أَنَّه لم يُرِدْ فِي مَشْنُوَ الهَمْز بل قد أَلْحَقه بمَرْضُوَ ومَرْضِيَ ومَدْعُوَ ومَدْعِيَ.
قلْتُ: وَفِي الحديثِ: (عَلَيْكم {بالمشْنِيةِ النافِعَةِ) . وَهِي الحساءُ، وَهِي كمرْضِيةٍ بمعْنَى البَغِيضَةِ وَهُوَ شاذٌّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} شَنِيت بالأَمْر، كرَضِيَ: اعْتَرَفْت بِهِ، كَمَا فِي المِصْباح.

نشو

نشو: نشى: في محيط المحيط ( ... نشى الثوب عالجه بالنشا) (فوك، الكالا، بوش).
تنشى: عولج بالنشا (فوك).
نشوة والجمع نشوات: (ديوان امرئ القيس 31: 8 فسرت بالخمر والسكرن وفيه، وفي القلائد مخطوطة 2: 51) ك عامر اندية النشوة= منغمس في الخمرة.
نشاوية: في محيط المحيط ( .. ومنه النشاوية لطعام يعمل منه (أي من النشا)).
ن ش و
رجل نشوان بيّن النشوة، وامرأة نشوى، وقوم نشاوى، وقد انتشوا، ووجدت منه نشوة المسك بالكسر ونشا المسك. قال:


وينشى نشا المسك في فأرة ... وريح الخزامى على الأجرع

ونشيت منه ريحاً طيّبة واستنشيت. قال:

ونشيت ريح الموت من تلقائهم ... ةوخشيت وقع مهندٍ قرضاب

ومن المجاز: من أين نشيت هذا الخبر؟ وهو نشيان للأخبار ونشوان، وإنه لذو نشوة للأخبار بالكسر.
نشو: النَّشْوُ: أحْدَاثُ النّاسِ. والنَّشْوَةُ: السُّكْرُ، انْتَشى فهو نَشْوَانُ، ونَشِيَ يَنْشى، وامْرَأَةٌ نَشْوى، وجَمْعُه نَشَاوى. والنَّشَا: نَسِيْمُ الرِّيْحِ الطَّيِّبَةِ، ونَشِيَتِ الرِّيْحُ، واسْتَنْشَيْتُ نَشَا رِيْحٍ طَيِّبَةٍ. ورَجُلٌ نَشْوَانُ للخَبَرِ ونَشْيَانُ: أي يَتَنَسَّمُه. والَّشِيْءُ بالشَّيْءِ: المُعَاوِدُ له، نَشِيَ بالشَّيْءِ: أي عاوَدَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرى. ونَشِيَ المالُ: أخَذَه داءٌ من نَشْوَةِ العِضَاهِ وهو أوَّلُ ما يَخْرُجُ. وكُلُّ صَغيرٍ: نَشْوَةٌ؛ لِسَنَتِها، وكذلك أُتْرُجَّةٌ نَشْوَةٌ.

نشو


نَشَا
نَشِيَ(n. ac. نَُِشْوَة
[نَشْوَة
نِشْوَة])
a. Smelt.
b. Had knowledge of; learnt.
c. [Bi], Resumed.
d.(n. ac. نَشْو
نَشْوَة
نِشْوَة
نُشْوَة), Was intoxicated.
نَشَّوَa. see I (d)b. [ coll. ], Starched, stiffened.

أَنْشَوَa. see I (a)
تَنَشَّوَتَنَاْشَوَإِنْتَشَوَإِسْتَنْشَوَa. see I (a) (d).
نَشْوَة []
a. Giddiness; inebriety.
b. Odour, smell.

نَشْوَى []
a. fem. of
نَشْوَاْنُ
نَشًاa. Smell.
b. P.
Starch.
نَشَاة []
a. see 1t (a)b. Odoriferous tree.

نَشَآء []
a. see 4 (b)
نَشَاوِيَّة []
a. A certain dish.

نَشِيَّة [] (pl.
نَشَايَا)
a. see 1t (b)
نَشْوَان [] (pl.
نَشَاوَى [] )
a. Giddy; tipsy; inebriate.

نَشْيَان بِلْأَخْبَار
a. Inquisitive.
ن ش و : النَّشْوَةُ السُّكْرُ وَرَجُلٌ نَشْوَانُ مِثْلُ سَكْرَانَ.

وَنَشَأَ الشَّيْءُ نَشْئًا مَهْمُوزُ مِنْ بَابِ نَفَعَ حَدَثَ وَتَجَدَّدَ وَأَنْشَأْتُهُ أَحْدَثْتُهُ وَالِاسْمُ النَّشْأَةُ وَالنَّشَاءَةُ وِزَانُ التَّمْرَةِ وَالضَّلَالَةِ.

وَنَشَأْتُ فِي بَنِي فُلَانٍ نَشْئًا رُبِّيتُ فِيهِمْ وَالِاسْمُ النَّشْءُ مِثْلُ قُفْلٍ وَالنَّشَا وِزَانُ الْحَصَا الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ وَالنَّشَا مَا يُعْمَلُ مِنْ الْحِنْطَةِ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَأَصْلُهُ نَشَاسْتَج فَحُذِفَ بَعْضُ الْكَلِمَةِ فَبَقِيَ مَقْصُورًا ذَكَرَهُ فِي الْبَارِعِ.
وَفِي الصِّحَاحِ وَغَيْرِهِمَا وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ مَمْدُودًا وَالْقَصْرُ مُوَلَّدٌ وَقَالَ فِي ذَيْلِ الْفَصِيحِ لِثَعْلَبٍ وَالنَّشَاءُ مَمْدُودٌ وَلَا ذِكْرَ لِلْمَدِّ فِي مَشَاهِيرِ الْكُتُبِ. 
ن شوالنَّشَا مقصورٌ نَسِيمُ الرِّيحِ الطَّيِّبَةِ والنَّشَا مقصورٌ شَيْءٌ يُعْمَلُ به الْفَالُوذَجُ فَارِسيٌّ يُقالُ له النَّشاسْتَجُ سُمِّيَ بذلك لِخُمُومِ رَائِحتِهِ ونَشِيَ الرَّجُلُ من الشَّراب نَشْواً وَنَشْوَةً ونِشْوةً ونُشْوَةً الكَسْرُ عن اللّحيانيّ وتَنَشَّى وانْتَشَى كلُّه سَكِرَ أنشد ابنُ الأعرابيِّ

(إني نَشِيتُ فما أسْطِيعُ من قَلَبٍ ... حتى أُشَقِّقَ أثْوابي وأَبْرَادِي)

ورجُلٌ نشْوانٌ ونَشْيانٌ على الْمُعَاقَبَةِ والأُنْثَى نَشْوَى وجَمْعُهَا نَشَاوَى كَسَكَارَى قال زهيرٌ

(وقد أَغْدُوا على ثُبَةٍ كِرَامٍ ... نَشَاوَى واجِدِينَ لما نَشَاءُ) والنَّشْوَةُ الخبرُ أَوَّلُ ما يَرِدُ ورجُلٌ نَشْيَانٌ بَيِّنُ النِّشْوَةِ يَتَخَبَّرُ الأَخْبارَ أَوَّلَ وُرُودِهَا وهذا على الشُّذُوذِ إنّما حُكْمُه نَشْوانُ ولكنّه من باب جَبَوْتُ المالَ جِبَايَةً ونَشَوْتُ في بَنِي فلانٍ رُبّيتُ نَادِرٌ وهو محوّلٌ من نَشَأْتُ وبِعَكْسِهِ هو يَسْتَنْشِئُ الرّيحَ حَوَلُوها إلى الْهَمْزَةِ وحكى قُطْربٌ نَشَا يَنْشُو لُغَةٌ في نَشَأَ يَنْشَأْ وليس عنده على التَّحْويلِ والتَّنشاة الشجرةُ اليابسةُ إمّا أن يكون على التَّحويلِ وإما أن يكون على ما حكاه قُطْرُبٌ قال الهُذَلِيُّ

(تَدَلًّى عليه من بَشَامٍ وأَيْكةٍ ... نَشَاةُ فُرُوعٍ من مُرْثَعِنِّ الذَّوَائِبِ)

والجمعُ نَشاً والنَّشْوُ اسمٌ للجَمْعِ أنشدَ

(كأنّ على أكْتافِهِم نَشْوَ غَرْقَدٍ ... وقد جاوَزوا تَيَّانَ كَالنَّبَطِ الغُلْفِ)
باب الشين والنون و (وا يء) معهما ن ش و، ن وش، ش ي ن، ش نء، شء ن، ن شء، نء ش، ء ش ن مستعملات

نشو: النّشوة: السُّكرُ، وانتشى فلان فهو نشوان، وقد يقال: نشي ينشى، في معنى: انتشى، فهو نشوانُ وامرأة نشوى مثل: عطشى. والجميع نشاوى. والنَّشا، مقصور: نسيم الريح الطيبة، قال :

وتنشى نشا المسك في فأرة ... وريحُ الخُزامى على الأجوع

واستنشيت نشوةً، أي: نسمتها، واستروحتها.

نوش: النَّوش: التناول، ناشتِ الظّبيةُ الأراك تنوشه، وتنتاشه، أي: تناولته. ونشتُ الرَّجل نوشاً: أنلته خيراً أو شراً. وقوله: انتشتني من دَجَرِ الظلام أي: أخرجتني، ودجرَ الرجلُ، إذا أخطأ.

شين: الشِّين: حرفٌ ... والشَّينُ: نقيضُ الزَّين، وقد شانهُ يشينه شينا. شنأ: أزد شنوءة، فعولة، ممدودة: أصحُّ الأزدِ فرعاً وأصلاً، قال:

فما أنتم بالأزد أزدِ شنوءة ... ولا من بني كعب بن عمرو بن عامر

وشنيء يشنأ شنأةً وشناناً، أي: أبغض. ورجلٌ شناءةٌ وشنائيةٌ، بوزن فعاله وفعاليةٍ: أي: مُبغضٌ، سيءُ الخُلقِ .

شأن: الشَّأن: الخطبُ، والجميع: الشؤون. والشُّؤون: نمانمُ في الجُمجمة بين القبائل، أي: خطوط بين القبائل الأربع.

نشأ: النَّشأُ: أحداث الناس الصِّغار.. يقال للواحد: هو نشأ سوءٍ، وهؤلاء نشأ سوءٍ، قال :

ولولا أن يقال: صبا نُصيبٌ ... لقلت: بنفسي النشأ الصغار

والناشىء: الشاب، يقال: فتى ناشىء، ولم أسمع هذا النعت في الجارية، والفعل: نشأ ينشأ نشأً ونشأةً ونَشاءةً. والناشئة: أول اللَّيل ...وأنشأت حديثاً: ابتدأت.. وأنشأ الله السحاب فنشأ ينشأ، أي: ارتفع. ونشيئةُ الحوض، بوزن فعيلة: أعضاده، إذا كان الحوض على وجه الأرض رفعت له نصائبُ الحجارة.

شن الأشنةُ من العطر: شيء أبيض كأنه مقشور من عرق والأشنانُ: معروف [الذي يُغسل به الأيدي]
نشو
: (ي) : هَكَذَا فِي سائِرِ النسخِ، والصَّحيحُ أنَّه واوِيٌّ لأنَّ أَصْلَ {نشيت واوٌ قلِبَتْ يَاء للكَسْرة، فتأَمَّل.
(} نَشَى رِيحاً طَيِّبَةً) ، مِن حَدِّ رَمَى؛ كَمَا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي الصِّحاح مِن حَدِّ عَلِمَ؛ (أَو عامٌّ) ، أَي سَوَاء كانتْ رِيحاً طَيِّبةً أَو مُنْتِنَةً، ( {نُشْوَةً، مُثَلَّثةً) ؛ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الكَسْر؛ وزادَ ابنُ سِيَدَه الفَتْح؛ (شَمَّها) .
وَفِي المُحْكم:} النَّشَا، مَقْصورٌ: نَسِيمُ الرِّيحِ الطّيِّبَةِ، وَقد {نَشِيَ مِنْهُ ريحًا طيِّبَةً} نِشْوةً {ونَشْوَةً، أَي شَمَّها، عَن اللّحْياني؛ قالَ أَبو خِراشٍ الهُذَلي:
} ونَشِيتُ رِيحَ المَوْتِ مِن تِلْقائِهِم
وخَشِيتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ.
وَهَكَذَا أنْشَدَه الجَوْهرِي أيْضاً للهُذَلي وهوَ أَبو خِراشٍ.
وَقَالَ ابنُ برِّي: قَالَ أَبو عُبيدَةَ فِي الْمجَاز فِي آخِرِ سُورَةِ ن والقلم: إنَّ البَيْتَ لقَيْسِ بنِ جَعْدَةَ الخُزاعي.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد تكونُ {النَّشْوَة فِي غيرِ الرِّيحِ الطيِّبَةِ.
(كاسْتَنْشَى) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ لذِي الرُّمّة:
وأَدْرَكَ المُتَنَقَّى مِنْ ثَمِيلَتِه
ومِن ثَمائِلِها} واسْتُنْشِيَ الغَرَبُ والغَرَبُ: الماءُ الَّذِي يَقْطرُ مِن الدلاَّئِين للبِئْرِ والحَوْضِ ويَتَغيَّر رِيحُه سَرِيعاً.
( {وانْتَشَى} وتَنَشَّى) . ونقلَ شيْخُنا عَن شَرْحِ نوادِرِ القالِي لأبي عبيدٍ البَكْري: أنَّ اسْتَنْشَى مِن {النَّشْوةِ، وَهِي الرَّائحةُ، ولاحَظَ لَهَا فِي الهَمْزةِ وَلم يُسْمَع اسْتَنْشَأَ إلاَّ مَهْموزاً كالفرقِىء للبَيْض لم يُسْمَع إلاَّ مَهْموزاً، وَهُوَ مِن الغرقِ ونَقِيضُهما الخابِيَة لَا تُهْمَزُ، وَهِي مِن خَبَأَ، انتَهَى.
قُلْت: وأَصْلُ هَذَا الكَلامِ نقلَهُ يَعْقوب فإنَّه قالَ: الذِّئْبُ يَسْتَنْشىءُ الرِّيحَ، بالهَمْز، وإنَّما هُوَ مِن نَشِيت، غَيْر مَهْموزٍ، كَمَا فِي الصِّحاح، وتقدَّمَ ذلكَ فِي الهَمْزةِ؛ وَقد ذَكَرَه ابنُ سِيدَه فِي خطْبَةِ المُحْكم أَيْضاً؛ وبعَكْسِه} نَشَوْت فِي بَني فلانٍ أَي رُبِّيتُ، وَهُوَ نادِرٌ، محوَّل مِن نَشَأْت.
(و) {نَشِيَ (الخَبَرَ عَلِمَهُ) زِنَةً ومَعْنًى.
وَفِي الصِّحاح: ويقالُ أَيْضاً:} نَشِيتُ الخَبَرَ إِذا تَخبَّرْتَ ونَظَرْتَ مِن أيْنَ جاءَ. يقالُ: مِن أَيْن نَشِيتَ هَذَا الخَبَرَ أَي مِن أَيْن عَلِمْتَه؟ وَقَالَ ابْن القطَّاع: نَشِيت الخَبَرَ {نَشْياً} ونَشيةً تَخَبَّرْته.
(و) {نَشِيَ مِن الشَّرابِ، كعَلِمَ، (} نَشْواً) ، بِالْفَتْح، (ِ {ونُّشْوَةً، مَثَلَّثَةً) ؛ الكَسْرُ عَن الّلحْياني؛ (سَكِرَ) ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي:
إِنِّي} نَشِيتُ فَمَا أَسْطِيعُ مِن فَلَتٍ
حَتَّى أُشَقِّقَ أَثْوابي وأَبْرادِي ( {كانْتَشَى} وتَنَشَّى) ؛ قَالَ، سِنانِ بنُ الفحلِ الطَّائِي:
وَقَالُوا: قد جُنِنْتَ فَقلت: كَلاَّ
ورَبي مَا جُنَنْتُ وَلَا انْتَشَيْتُويُرْوَى: مَا بَكَيْتُ وَلَا! انْتَشَيْتُ: وأَنْشَدَ الجَوْهرِي وقالَ: يريدُ وَلَا بَكَيْتُ مِن سكْرٍ.
ويقالُ: {الانْتِشاءُ أَوَّل السُّكْر ومُقدِّماته.
(و) } نَشِيَ (بالشَّىءٍ) {نَشاً: (عاوَدَهُ مَرَّةً بعْدَ أُخْرَى) ؛ وأنْشَدَ أَبو عَمْرو لشوال بن نعيم:
وأَنْت} نَشٍ بالفاضِحاتِ الغَوائِل أَي مُعاوِدٌ لَهَا.
(و) {نَشِيَ (المالُ) } نَشاً: (أَخَذَه داءٌ مِن {نَشْوَةِ العِضاهِ) ، وَهِي أَوَّل مَا يَخْرجُ.
(} وأَنْشاهُ: وَجَدَ {نَشْوَتُه) ، نقلَهُ ابْن القطَّاعِ عَن اللّحْياني.
(} والنَّشِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الَّرائِحَةُ، {كالنَّشْوَةِ) ، هَكَذَا فِي النسخِ، وَهُوَ غيْرُ محرَّرٍ مِن وَجْهَيْن: الأوَّل: الصَّوابُ فِي} النِّشْيَة كسْر النونِ وتَخْفيفِ الياءِ وَهُوَ المَنْقولُ عَن ابنِ الأعْرابي وفَسَّره بالرَّائِحَةِ؛ وثَانِياً: قولهُ {كالنَّشْوة مُسْتدركٌ لَا حاجَةَ إِلَى ذِكْرهِ، وسِياقُ المُحْكم فِي ذلكَ أَتَم فقالَ: وَهُوَ طَيِّبُ} النَّشْوَةِ {والنِّشْوَةِ} والنِّشْيَةِ الأخيرَةُ عَن ابنِ الْأَعرَابِي، فتأَمَّل ذلكَ؛ وَلم يَذْكَر أَحَدٌ {النَّشِيَّة كغَنِيَّةٍ، وإنَّما هُوَ تَصْحيفٌ وَقَعَ فِيهِ المصنِّفُ.
(ورجُلٌ} نَشَوانُ {ونَشْيانُ) ؛ على المُعاقَبَةِ، (بَيِّنُ} النَّشْوَةِ، بِالْفَتْح) ؛ إِنَّمَا ذكر الفَتْح وَلَو أنَّ الإطْلاقَ يَكْفِيه مُراعاةً لِمَا يأْتي بعْدَه مِن قوْلهِ بالكَسْر يقالُ اسْتَبَانَتْ {نَشْوَته.
قالَ الجَوْهرِي: وزَعَمَ يُونُس أنَّه سَمِعَ فِيهِ نِشْوة، بالكَسْر.
(و) رجُلٌ (} نَشْيانُ بالأَخْبارِ) ؛ وَفِي الصِّحاح: للأَخْبارِ وَهُوَ الصَّوابُ، قالَ: وإنَّما قَالُوا بالياءِ للفَرْقِ بَيْنه وبَيْنَ النَّشْوانِ مِن الشَّرابِ، وأَصْلُ الياءِ فِي نَشِيت وَاو قُلِبَت يَاء للكَسْرةِ انتَهَى. وقالَ غَيْرُه هَذَا على الشّذوذِ وإنَّما حكْمُه {نَشْوان، ولكنَّه مِن بابِ جَبَوْت الماءَ جبايَةً؛ وَقَالَ شمِرٌ: رجُلٌ نَشْيانُ للخَبَرِ ونَشْوانُ مِن السّكْرِ، وأَصْلُهما الْوَاو ففَرَّقُوا بَيْنهما؛ وقالَ الكِسائي: رجُلٌ نَشْيانُ للخَبَرِ} ونَشْوانُ، وَهُوَ الكَلامُ المُعْتَمَدُ؛ (بَيِّنُ {النِّشْوةِ، بالكَسْر) ، هَكَذَا فَصَّلَه شمِرٌ وفَرَّق بَيْنه وبَيْنَ} نَشْوةِ الخَمْرِ؛.
(أَي: (يَتَخَبَّرُ الأَخْبارَ أَوَّلَ وُرُودِها.
( {والنَّشا) ، مَقْصورٌ (وَقد يُمَدُّ) ، ظاهِرُه الإطْلاق والصَّحيحُ أنَّه يُمَدُّ عنْدَ النِّسْبَةِ إِلَيْهِ؛ شيءٌ يُعْمَلُ بِهِ الفَالَوذ، يقالُ لَهُ (} النَّشاسْتَج) ، فارِسِيٌّ (مُعَرَّبٌ) ؛ قَالَ الجَوْهرِي: (حُذِفَ شَطْرُه) تَخْفيفاً، كَمَا قَالُوا للمَنازِلِ مَنَا كَوْنه مُعَرَّباً هُوَ الَّذِي يَقْتَضِيه سِياقُ الأئِمّة فِي كُتُبِهم، وَبِه صَرَّحَ الجَوْهرِي وابنُ سِيدَه فِي المُحْكم وَفِي المُخَصَّص أَيْضاً، وابنُ الجَوالِيقي فِي المُعَرَّب، إلاَّ أَنَّه قالَ: مُعَرَّبُ نشاسته، وَفِي المُخَصَّص سُمِّي بذلكَ لخموم رائِحَتهِ.
وقالَ أَبُو زيْدٍ:! النَّشَا حِدَّةُ الرَّائِحَةِ طَيِّبَةً كانتْ أَو خَبِيثَةً، فَمن الطّيبِ قولُ الشاعرِ:
بآيةِ مَا أنَّ النّقا طَيِّبُ النَّشا
إِذا مَا اعْتَراهُ آخِرَ اللّيْل طارِقُهُ وَمن النَّتْن النَّشا، سُمِّي بذلكَ لنَتْنِهِ فِي حالِ عَمَلِه.
قالَ ابنُ برِّي: فَهَذَا يدلُّ على أَنَّ النَّشا عَرَبيٌّ وليسَ كَمَا ذَكَرَه الجَوْهرِي، قالَ: ويدلُّكَ على أَنَّ النَّشا ليسَ هُوَ النَّشاسْتَجِ، كَمَا زَعَم أَبو عبيدٍ فِي بابِ ضُروبِ الألْوانِ مِن كتابِ الغَرِيبِ المصنَّف الأُرْجُوان: الحُمْرَةُ، ويقالُ الأُرْجُوان النَّشاسْتَج، وكَذلكَ ذَكَرَه الجَوْهرِي فِي فصْلِ رجا فقالَ: والأُرْجُوان صبْغٌ أَحْمر شَدِيدُ الحُمْرةِ؛ قالَ أَبُو عبيدٍ: وَهُوَ الَّذِي يقالُ لَهُ النَّشاسْتَج، والبَهْرَمان دُونَه، قالَ ابنُ برِّي: فثَبَتَ بِهَذَا أنَّ النَّشاسْتَج غَيْرُ النَّشا.
(ومحمدُ بنُ حبيبٍ {النَّشائيُّ: محدِّثٌ) ؛ هَكَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ محمدُ بنُ حَرْب قالَ الحافظُ فِي التّبْصير: هُوَ مِن المَشايخِ النبل نُسِبَ إِلَى عملِ النَّشا.
(} ونَشْوَى) ، كسَكْرَى؛ كَذَا فِي النسخِ وضَبَطَه ياقوتُ كحمزى؛ (د. بأَذْرَبِيجان) ، أَو مِن أرّ أَن بلصقِ إرْمِينِيَة، مِنْهُ الإمامُ أَبو الفَضْلَ خداداءُ بنُ عاصِمِ بنِ بكران! النَّشوِيُّ خازاندار الكُتُب بجنزة، رَوَى عَن أَبي نَصْر عبدِ الواحدِ بنِ عسْرَة القَزْويني، وَعنهُ ابْن مَاكُولَا.
(وَلَا تَقُلْ نَخْجَوانُ) ، بالخَاءِ والجيمِ، (وَلَا نَخْشَوانُ) ، بقلْبِ الجيمِ شيناً، (وَلَا نَقْشَوانُ) ، بقلْبِ الخاءِ قافاً، فإنَّها مِن إطْلاقاتِ العامَّة، وصَحَّح بعضٌ نَخْجَوان وجَعَلَ النِّسَبَ إِلَيْهِ نَشَويٌّ على غيرِ القِياسِ.
(وأُتْرُجَّةٌ {نَشْوَةٌ) : إِذا كانتْ (لسَنَتِها.
(} والنَّشاةُ: الشَّجَرَةُ اليابِسَةُ، ج {نَشاً) ، كعَصاةٍ وعَصاً؛ ذَكَرَه الْمُطَرز.
قَالَ ابنُ سِيدَه: إمَّا أَنْ يكونَ على التَّحْويل، وإمَّا أنْ يكونَ على مَا حَكَاه قُطْرب مِن أَنَّ} نَشا {يَنْشَوُ لُغَة فِي يَنْشَأَ؛ قالَ الهُذَلي:
تَدَلَّى عَلَيْه من بَشام وأَيْكةٍ
} نَشاة فُرُوعِ مُرْثَعِنِّ الذَّوائِبِوممَّا يُسْتدركَ عَلَيْهِ:
{النّشا، مَقْصورٌ، ومَصْدَر} نَشَا رِيحاً، كعَلِمَ، إِذا شَمَّها؛ {كالنَّشاة، يقالُ للرَّائِحةِ} نَشْوةٌ {ونَشاةٌ} ونَشاً؛ نقلَهُ ابنُ برِّي عَن عليِّ بنِ حَمْزةَ، والجَمْعُ {أَنْشاءٌ.
} وأَنْشاكَ الصَّيْد: شَمَّ رِيحَكَ.
{وأَنْشَاكَ الشَّرابُ: أَسْكَركَ؛ وَمِنْه قَهْوةُ الانْشاءِ.
وامْرأَةٌ} نَشْوَى، والجَمْعُ {نَشَاوَى، كسَكَارَى، قَالَ زُهَيْر:
وَقد أَغْدُو على ثُبةٍ كِرامٍ
} نَشَاوَى واجِدينَ لمَا نَشَاء {ُوالاسْتِنْشاءُ فِي الوضوءِ: هُوَ الاسْتِنْشاقُ.
وَقَالَ الأصْمعي: يقالُ} اسْتَنْش هَذَا الخَبَرَ واسْتَوِشِ، أَي تَعرَّفْه.
! والمُسْتَنْشِيةُ: الكاهِنَةُ لأنَّها تَبْحثُ الأخْبارَ؛ ويُرْوَى بالهَمْزِ، وَقد ذُكِرَ فِي محلِّه.
{ونَشَوْتُ فِي بَني فلانٍ} نَشْوَةً {ونَشْواً: كَبِرْتُ؛ عَن ابْن القطَّاع.
قَالَ قُطْرب: هِيَ لُغَةٌ وليسَ على التَّحْويلِ.
} والنَّشْوُ: اسْمٌ لجَمْعِ نَشاة للشَّجَرَةِ اليابسَةِ: وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
كأَنَّ على أَكْتافِهِم {نَشْوَ غَرْقَدٍ
وَقد جاوَزُوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْف} ِوالنَّاشِي: شاعِرٌ مَعْروفٌ.
{والنِّشْوَةُ، بالكسْر: الخَبَرُ أَوَّلُ مَا يَرِدُ} ونشْوَةٌ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن الشرقيةِ.
{وَنَشا: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ الغَربيةِ وَقد وَرَدْتُها، وَمِنْهَا الشيخُ كمالُ الدِّينْ} النّشائيُّ مُصنِّفُ جامِعِ المُخْتَصَرات، وأَبُوه مِن كبارِ الفُضَلاءِ وغيرُهُما.
{وأَنْشَى الرَّجُل: تَناسَلَ مَاله، والاسْمُ} النّشاءُ؛ عَن ابْن القطَّاع.
{والمناشى: قُرًى بمِصْرَ.
} ومنتشا: بلَدٌ بالرُّومِ.
{والمُنْشِيَّةُ: مدينةٌ عَظِيمةٌ تجاه أخْمِيم، وَقد دَخَلْتها.

فرك

فرك
إحدى الصيغ الروسية للإسم باربارا المأخوذ عن اللاتينية بمعنى غريبة وأجنبية. يستخدم للإناث.
ف ر ك : فَرَكْتُهُ عَنْ الثَّوْبِ فَرْكًا مِنْ بَابِ قَتَلَ مِثْلُ حَتَتُّهُ وَهُوَ أَنْ تَحُكَّهُ بِيَدِكَ حَتَّى يَتَفَتَّتَ وَيَتَقَشَّرَ. 
(ف ر ك) : (فَرَكَ) الْمَنِيَّ عَنْ الثَّوْبِ فَرْكًا دَلَكَهُ وَهُوَ أَنْ يَغْمِزَهُ بِيَدِهِ وَيَحُكَّهُ وَيَعْرُكَهُ حَتَّى يَتَفَتَّتَ وَيَتَقَشَّرَ مِنْ بَابِ طَلَبَ (فَرْتَنَى) فِي ق ر.
ف ر ك: (فَرَكَ) الثَّوْبَ وَالسُّنْبُلَ بِيَدِهِ مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (أَفْرَكَ) السُّنْبُلُ صَارَ (فَرِيكًا) وَهُوَ حِينَ يَصْلُحُ أَنْ يُفْرَكَ فَيُؤْكَلَ. 
(فرك) - في الحديث: "نَهَى عن بَيْع الحَبِّ حتى يُفرِك."
وفي رواية: "حتى يَشتَدَّ" ومعناهما واحد. وأَفركَ الزرعُ: بَلغَ أن يُفرَكَ باليَدِ، وفَركْتُه فهو مَفْرُوك، وفَرِيك، ومن رَوَاه - بفَتْح الرَّاء - فمعناه: حتى يَخرُجَ من قِشْرِه.
(فرك)
الشَّيْء فركا حكه يُقَال فرك الحمص وفرك الْجَوْز حكهما ليزيل مَا عَلَيْهِمَا من القشر وَيُقَال فرك الثَّوْب وَنَحْوه حكه حَتَّى يتفتت مَا علق بِهِ فَهُوَ فارك وَالثَّوْب وَنَحْوه مفروك وفريك

(فرك) فركا كره وَأبْغض وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي بغضة الزَّوْجَيْنِ فَهُوَ وَهِي فارك
ف ر ك

فلانة فاركٌ من الفوارك وهي خلاف العروب. وقد فركت زوجها فركاً، نقيض: عشقته عشقاً. وكان امرؤ القيس مفرّكاً. وفاركت صاحبي ففارقته. وهم يعيشون بالفريك وهو الحب المفروك. وقد أفرك زرعهم إذا حان له أن يفرك وهو أن يشتدّ شيأ في سنبله. ولوز فرك: منفرك قشره. وانفركت الوابلة عن صدفة الكتف وهي طرف الكتف كالحقّ يقع فيه رأس العضد الأعلى وهو الوابلة إذا زالت عنه وانخلعت. وتقول: ما انفككت من ودّك، ولا انفركت عن عهدك.

فرك


فَرَكَ(n. ac. فَرْك)
a. Rubbed; pressed; picked out (corn).

فَرِكَ(n. ac. فَرْك
فِرْك
فُرُوْك)
a. Hated, detested.
b.(n. ac. فَرَك), Was loose at the base (ear).

فَرَّكَa. see Ib. Caused to hate.

فَاْرَكَa. Left, forsook, abandoned.

أَفْرَكَa. Became friable; grewripe (corn).

تَفَرَّكَa. Slipped, stumbled; made a mistake.
b. Affected languor.

إِنْفَرَكَa. Was rubbed, pressed; was picked out ( corn).
b. Became lax.

إِسْتَفْرَكَa. Filled out, swelled, became hard (grain).

فِرْكa. Hatred, aversion.

فَرِكa. Friable, ripe.

مِفْرَك
(pl.
مَفَاْرِكُ)
a. [ coll. ], Screw-driver.

فَاْرِك
(pl.
فَوَاْرِكُ)
a. Hating her husband (woman).
فِرَاْكa. Menstruation.

فَرِيْكa. Rubbed, pressed; picked (corn).
b. Friable, dry.
c. Wheat cooked with butter.

فَرُوْكa. see 21
N. P.
فَرڤكَa. see 25 (a)
N. P.
فَرَّكَa. Abandoned, forsaken, hated.
فرك
الفَرْكُ: دَلْكُكَ شَيْئاً حتّى يَنْقَلِعَ قِشْرُه. وبُرٌّ فَرِيكٌ: يُفْرَكُ فَيُنَقّى.
وأفْرَكَ الزَّرْعُ: سَمِنَ وفُرِكَ.
وإذا زالَتِ الوابِلَةُ من العَضُدِ عن صَدَفَةِ الكَتِفِ فاسْتَرْخى المَنْكِبُ قيل: انْفَرَكَ مَنْكِبُه.
والفِرْكُ: بُغْضُ المَرْأةِ زَوْجَها، فَرِكَتْه وفَرَّكَتْه، فهي فارِكٌ. ورَجُل مُفَرَّكٌ تُبْغِضُه النِّسَاءُ. وقد يُسْتَعْمَلُ في الذَّكَرِ فَيُقال: فَرِكَها فِرْكاً. وجَمْعُها فَوَارِكُ.
وفارَكَ فلانٌ صاحِبَه وتارَكَه: بمعنىً.
والفَرْكَاءُ: العَمُودُ من حَدِيدٍ في رأسه عُقْدَةٌ.
والفَرْكاءُ - أيضاً - من الآذانِ: التي فيها رَخَاوَة، أُذُنٌ فَرِكَةٌ، والاسْمُ الفَرَكُ.
والفَرِيْكَتَانِ: عَظْمانِ في أصْل عُكْدَةِ اللِّسانِ، وجَمْعُها أفْرِكَة.
[فرك] فيه: نهى عن بيع الحب حتى "يفرك" أي يشتد وينتهي، أفرك الزرع- إذا بلغ أن يفرك باليد، وفركته فهو مفروك وفريك، ومن رواه بفتح راء فمعناه: حتى يخرج من قشره. وفيه: "لا يفرُك" مؤمن مؤمنة، لا يبغضها، فركت المرأة زوجها فركًا- بالكسر وفركًا فهي فروك، كأنه حث على حسن العشرة. ومنه ح ابن مسعود- لمن قال: تزوجت امرأة شابة وأخاف أن "تفركني"-: إن الحب من الله و"الفرك" من الشيطان. ن: لا يفرك مؤمن، بفتح ياء وراء وسكون فاء؛ القاضي: هو خبر لا نهي، أي لا يقع منه بغض تام لها، بل إن كره منها خلقًا رضي آخر منها، وضعف بأن الرواية سكون الكاف، ولأنه لو كان خبرًا لم يقع خلافه، وقد يبغض الرجل زوجته بغضًا شديدًا، فهو نهى أن يبغضها كل البغض لأنه إن وجد فيها خلقًا يكرهه وجد آخر يرضيه. ط: "أفرك" المني، أي أدلكه حتى يظهر الأثر من الثوب.
[فرك] فَرَكْتُ الثوبَ والسُنبُل بيدي أفْرُكُهُ فَرْكاً. وقملةٌ مَفْروكَةٌ. وأفْرَكَ السنبلُ، أي صار فَريكاً، وهو حين يصلح أن بفرك فيؤكل. تقول للنبت أول ما يطلع: نجم، ثم فرخ وقصب، ثم أعصف، ثم سبل، ثم سنبل، ثم أحب وألب، ثم أسقى، ثم أفرك، ثم أحصد. والفرك، بالكسر: البغض، ومنه قول رؤبة:

ولم يضعها بين فرك وعشق * تقول منه: فركت المرأة زوجها بالكسر تفركه، أي أبغضته، فهي فَروكٌ وفارِكٌ. وكذلك فركها زوجها. ولم يسمع هذا الحرف في غير الزوجين. ويقال: رجل مُفَرَّكٌ بالتشديد، للذي تبغضه النساء. وكان امرؤ القيس مفركا. والانْفِراكُ: استرخاء المنكِب. والفَرَكُ بالتحريك: استرخاءٌ في أصل الأذن، يقال أذن فركاء وفركة أيضا، عن يعقوب.
(ف ر ك)

الفَرْك: دَلْك الشَّيْء.

فَرَكه يَفْرُكه فَرْكا، فانفرك.

واستفرك الحَبَّ فِي السُنْبُلة: سَمِن واشتدَّ.

وأفرك الحَبُّ: حَان لَهُ أَن يُفْرَك.

والفَرِيك: طَعَام يُفْرَك ثمَّ يُلَتُّ بسَمْن أَو غَيره.

وثَوْب مفروك بالزّعْفَران وَغَيره: صُبِغ بِهِ صَبغا شَدِيدا.

والفَرَك: استرخاءُ أصل الأذُنِ.

يُقَال: أذُن فَرْكاء. وَقيل: الفركاء: الَّتِي فِيهَا رَخاوة، وَهِي أشدّ أصلا من الخَذْواء.

وَقد فِركت، فيهمَا.

وانفرك المَنْكِبُ: زَالَت وابِلَتُه من العَضُد عَن صَدَفة الْكَتف، فَإِن كَانَ ذَلِك فِي وابلة الفَخِذ والورِك قيل: حُرِق.

وتفرَّك المُخَنَّثُ فِي كَلَامه ومِشْيته: تكسر.

والفِرْك: البِغْضَة عامَّةً.

وَقيل: الفِرْك: بِغْضة الرجل لامْرَأَته أَو بِغَضة امْرَأَته لَهُ، وَهُوَ أشهر.

وَقد فَرِكَتْه فِرْكا، وفَرْكا، وفُرُوكا.

وحَكى اللِحيانيّ: فَرَكَتْه تفرُكه فُروكا، وَلَيْسَ بِمَعْرُوف.

وَامْرَأَة فارِك، وفَرُوك، قَالَ القطاميّ:

لَهَا رَوضةٌ فِي الْقلب لم يَرع مثلهَا ... فَرُوك وَلَا المستعبِرات الصلائف

وَرجل مُفَرَّك: لَا يَحْظَى عِنْد النّساء.

وَامْرَأَة مُفَرَّكة: لَا تحْظَى عِنْد الرِّجَال. انشد ابْن الأعرابيّ:

مفرَّكة أَزْرَى بهَا عِنْد زَوجهَا ... وَلَو لَوَّطَتْه هَيَّبانٌ مخالِفُ

أَي مُخَالف عَن الجُودَة. يَقُول لَو لَطّخته بالطّيب مَا كَانَت إلاّ مفرَّكة لسوء مَخْبَرَتها. كَأَنَّهُ يَقُول: أزرى بهَا عِنْد زَوجهَا مَنْظرٌ هَيَّبانٌ يَهاب ويُفْزَع من دنا مِنْهُ: أَي إِن منظر هَذِه الْمَرْأَة شَيْء يُتَحامَى فَهُوَ يُفْزِع ويروى: " عِنْد أَهلهَا " وَقيل: إِنَّمَا الهيَّبان: الْمُخَالف هُنَا ابْنه مِنْهَا: أَي إِذا نظر إِلَى وَلَده مِنْهَا ابغضها وَلَو لَطخته بالطيب.

وفرك الرجلُ صاحبَه: تارَكَه.

والفِرِكَّان: البِغضة، عَن السيرافي.

وفُرُكَّان: أَرض، زَعَمُوا.
فرك
فرَكَ يفرُك، فَرْكًا، فهو فارِك، والمفعول مَفْروك وفَريك
• فرَك الشيءَ:
1 - دلكه وحكَّه لإزالة قِشره أو ما عَلِق به، نظَّفه، صقله، غسَله بالفرك بشدَّة "فرَك الجَوْز/ الفول السوداني/ الثوب المتَّسخ/ سنابل القمح".
2 - أمرّ أصابعه أو يديه عليه بحركة متتابعة "فَرَك عينيه مستيقظًا- فَرَك يديه قلقًا" ° فرَك أُذُني فلان: عاقبه. 

فرِكَ يَفرَك، فَرَكًا، فهو فارِك، والمفعول مَفْرُوك
• فرِك فلانٌ فلانًا: كَرِهه وأبغضه، وأكثر ما يستعمل في بِغْضَة الزوجين "رجل/ امرأة فارِك- لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ [حديث] ". 

أفركَ يُفرِك، إفراكًا، فهو مُفرِك
• أفرك الزَّرعُ/ أفرك السُّنبلُ: صار فَرِيكًا وهو أول ما يصلح أن يُفرَك ليُؤكل. 

انفركَ ينفرك، انفراكًا، فهو مُنفرِك
• انفرك الشَّيءُ: مُطاوع فرَكَ: تفتّت وتساقط مما هو عليه أو عالق به "انفرك الجوز/ سنابلُ القمح". 

فرَّكَ يفرِّك، تفريكًا، فهو مُفرِّك، والمفعول مُفرَّك
• فرَّك الثوبَ: بالغ في حكِّه لإزالة ما عَلق به "فرَّكت الأمُّ ثيابَ طفلها". 

فُراكة [مفرد]: ما بقي بعد الحَكّ والقشر "فُراكة العجين". 

فَرْك [مفرد]: مصدر فرَكَ. 

فَرَك [مفرد]: مصدر فرِكَ. 

فَريك [مفرد]:
1 - صفة ثابتة للمفعول من فرَكَ: مفروك من الحب.
2 - قمح يُشوى أول نضجه قبل أن يجف ثم يُيبّس ويُجرش ويُطبخ "يحبُّ أكل الفريك". 

مَفْروكة [مفرد]:
1 - طعام لأهل الريف بمصر يتَّخذ من فطير الذُّرة ونحوها يُفْرَك ويُغطّى بالحليب والزُّبد "يحب أهل الريف بمصر أكل المفروكة".
2 - حلوى تُتَّخذ من السَّميد والسَّمن والسُّكَّر والفُسْتُق واللَّوز المُحَمَّص. 
فرك: فرك: مصدره فريك في معجم فريتاج. (دي ساسي طرائف 1: 92).
فرك: حك، عرك، دلك. (بوشر، همبرت ص169).
فرك راحتيه= ابتهج (بوشر).
فرك: تستعمل بمعنى الملامسة والمداعبة الشهوانية. (المقري 2: 560، ألف ليلة 1: 62).
فرك: فت، فتت بالأصابع. (بوشر).
فرك: أدار وبرم اللولب (البرغي). ألف ليلة 2: 319، 320، 475، 3: 104، 449).
وفي المطبوع منها: فرك بالتشديد.
فرك: قوض الخيام، رحل فجأة، هرب خيفة، فر، أسرع في الانسحاب، تخلص من: أفلت هرب، ولى، ارتحل، أنصرف بسرعة، سلك طريقا. (بوشر).
فرك، والمصدر فروك وفروكة: وثب، قفز. نط. (فوك).
فرك (مأخوذة من الأسبانية horca فركة): شنق لصا. (ألكالا) وفيه: مفروك أي مشنوق.
تفرك: تفتت. ففي ابن البيطار (2: 122) في كلامه عن الصبر السقوطري: هو سريع التفرك.
انفرك: انفلق، انشق، تصدع. (معجم الإدريسي) وأنظرها في مادة فرك.
انفرك: تفتت. ففي ابن البيطار 1: 74) وهو لين جدا ينفرك بالأصابع. وفي (2: 133) وإذا فركته، انفرك سريعا.
فرك. لوز فرك: لوز يتقشر وينفتح بسهولة. (معجم الإدريسي، محيط المحيط).
وفيه فرك، وفي المستعيني مادة لوز حلو: أبو حنيفة: اللوز عربي ويقال للرقيق (للرخو) القشر منه الذي ينفرك باليد لوز فرك. وقال هكذا سمعه (سمعته) من لعض عرب الشام.
فرك: أنظر ما تقدم.
فركة (بالأسبانية horca) : مشنقة. (فوك، الكالا) فريك. اللوز الفريك: نوع من اللوز سريع الانفلاق والتفتح، أي أن أقل ضغط عليه من الأصابع يجعله ينفلق إلى فلقتين. (البكري ص41، القزويني 2: 372).
فريك، واحدته فريكة: لوز غض طري (الكتلا). ولوز أخضر فج مع قشره الأول. (ليرشندي).
فريك: ثمار الأرض، (المعجم اللاتيني- العربي).
فريك: حنطة، قمح، حبوب. (فوك).
فريك: سنبلة قمح لم تنضج (ترجمة التقويم مايس ص57).
فريك: حنطة لم تنضج (شيرب).
فريك: حنطة لا تزال طرية تشوى قليلا بالفرن. (بوشر).
فريك: هو كما كتبه إلي السيد بونو قمح مايس، باكورة الحنطة. وهي التي يعمل منها أجود أنواع الكسكسي. وانظر في هذا المعنى: (المقدمة 3: 423).
فريكية: طعام يعمل من الفريك (محيط المحيط).
فريكية: نوع من الهريسة تعمل من فريك السنبل بدل الحنطة. (ابن جزلة).
مفروك. (القملة المفروكة): مثل عند العامة لكمال الانقياد والضعف. (محيط المحيط).
مفروكة: خبيصة، مخلوط خبز وفتيت لحم، خليط من طعام يتخذ من العجين. (بوشر).
مفروكة: يقول فانسليب (ص334): (المفروكة تعمل من الفطير الذي يقطع قطعا صغيرة وهو لا يزال حارا ساعة إخراجه من تحت الجمر ثم يصب عليه زيت الزيتون ويعجن باليدين في جفنة من خشب واسعة كما يعجن العجين).
ويقول ثيفينو (1: 330 البدو): (المفروكة من طعام الولائم عند البدو. فهم ينقعون الطحين ويذوبونه في الماء في قصعة من الخشب يحملونها معهم ويعجنونه عجينا جيدا، ثم يجعلون منه قرصا رقيقة مستديرة قطرها نحو قدم ونصف وينشرونها على الرمل: وبعد ذلك يضعونها على رمل أوقدت عليه نار ويغطونها برماد حار ثم بالجمر، فإذا أنضج جانب منها قلبت على جانبيها الآخر. فإذا تم نضجها قطعت قطعا صغيرة وصب عليها ماء وعجنت به بالسمن وبالعسل أيضا أحيانا ويجعل منها عجينة كبيرة، يأكلون منها).
مفروكة اللبن: خبز يثرد باللبن. (ميهرن ص36).

فرك: الفَرْك: دَلْكُ الشيء حتى ينقلع قِشْرُه عن لبِّه كالجَوْز،

فَرَكه يَفْرُكه فَرْكاً فانْفَرَك. والفَرِكُ: المُتَفَرِّك قشره.

واسْتَفْرَك الحبُّ في السُّنْبُلة: سَمِنَ واشتدّ. وبُرٌّ فرِيكٌ: وهو الذي فُرِكَ

ونُقِّي. وأَفْرَك الحبُّ: حان له أَن يُفْرك. والفَرِيك: طعام يُفْرك

ثم يُلَتّ بسمن أَو غيره، وفَرَكْتُ الثوب والسنبل بيدي فَرْكاً.

وأَفْرَكَ السنبلُ أَي صار فَرِيكاً، وهو حين يَصْلُح أَن يُفْرَك فيؤكل، ويقال

للنبت أَوَّلَ ما يَطْلُع: نجَمَ ثم فَرَّخَ وقَصَّبَ ثم أَعْصَفَ ثم

أَسْبَلَ ثم سَنْبَل ثم أَحَبَّ وأَلَبَّ ثم أسْفى ثم أَفْرَكَ ثم أَحْصَدَ.

وفي الحديث: نهى عن بيع الحَب حتى يُفْرِكَ أَي يَشْتَدَّ وينتهي. يقال:

أَفْرَكَ الزرعُ إذا بلغ أَن يُفْرَك باليد، وفَرَكْته وهو مفروك

وفَرِيك، ومن رواه بفتح الراء فمعناه حتى يخرج من قشره. وثوب مَفْرُوك بالزعفران

وغيره: صبغ به صبغاً شديداً. والفَرَكُ، بالتحريك: استرخاء أَصل الأُذن.

يقال: أُذن فَرْكاء وفَرِكَةٌ، وقيل: الفَرْكاء التي فيها رَخاوة وهي

أَشدّ أَصلاً من الخَذْواء، وقد فَرِكَتْ فيهما فَرَكاً. والإنْفِراكُ:

استرخاء المَنْكِب. وانْفَرَك المَنْكِبُ: زالت وابِلَتُه من العَضدُ عن

صَدَفة الكتف، فإن كان ذلك في وابلة الفخذ والورك قيل حُرق. الليث: إذا زالت

الوابلة من العضد عن صدفة الكتف فاسترخى المنكب قيل: قد انْفرك منكبه

وانْفَركت وابلتُه، وإن كان ذلك في وابلة الفخذ والورك لا يقال انْفرك،

ولكن يقال حُرِقَ فهو مَحْرُوق. النضر: بعير مَفْرُوك وهو الأَفَكُّ الذي

ينخرم منكبه، وتَنْفَكُّ العصبةُ التي في جوف الأخْرَم. وتَفَرَّك المخنثُ

في كلامه ومِشْيَته: تَكَسَّرَ. والفِرْكُ، بالكسر: البغْضَةُ عامّة،

وقيل: الفِرْك بغْضَةُ الرجل لامرأَته أَو بغْضة امرأة له، وهو أَشهر؛ وقد

فَرِكَتْه تَفْرَكُه فِرْكاً وفَرْكاً وفُروكاً: أَبغضته. وحكى اللحياني:

فَرَكَتْه تَفْرُكه فُروكاً وليس بمعروف، ويقال للرجل أَيضاً: فَرِكَها

فَرْكاً وفِرْكاً أَي أَبغضها؛ قال رؤبة:

فَعفَّ عن اسْرارِها بعد الغَسَقْ،

ولم يُضِعْها بين فِرْكٍ وعَشَقْ

وامرأة فاركٌ وفَرُوكٌ؛ قال القطامِيّ:

لها رَوْضَةٌ في القَلْبِ لم يَرْعَ مِثْلَها

فَرُوكٌ، ولا المُسْتَعْبِرات الصَّلائِفُ

وجمعها فَوارِكُ. ورجل مُفَرَّك: لا يَحْظى عند النساء، وفي التهذيب:

تُبْغِضهُ النساء، وكان امرؤ القيس مُفَرَّكاً. وامرأَة مُفَرَّكة: لا تحظى

عند الرجال؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

مُفَرَّكَة أَزْرى بها عند زَوْجِها،

ولو لَوَّطَتْه هَيَّبانٌ مُخالِفُ

أَي مخالف عن الجَوْدة، يقول: لو لَطَّخته بالطيب ما كانت إلا مُفَرَّكة

لسُوءِ مَخْبُرَتِها، كأَنه يقول: أَزرى بها عند زوجها مَنْظَرٌ

هَيَّبانٌ يَهابُ ويَفْزَع من دنا منه أَي أَن مَنْظَر هذه المرأة شيءٌ يُتحامى

فهو يُفْزِع، ويروى عند أَهلها، وقيل: إنما الهَيَّبانُ المخالفُ هنا

ابنُه منها إذا نظر إلى ولده منها أَبغضها ولو لطخته بالطيب. وفي حديث ابن

مسعود: أَن رجلاً أَتاه فقاله له: إني تزوَّجت امرأة شابة أَخاف أَن

تَفْرُكَني فقال عبد الله: إن الحُب من الله والفَرْك من الشيطان، فإذا دخلت

عليك فصلّ ركعتين ثم ادْعُ بكذا وكذا؛ قال أَبو عبيد: الفَرْك والفِرْك

أَن تُبْغضَ المرأَة زوجها، قال: وهذا حرف مخصوص به المرأَة والزوجُ، قال:

ولم أَسمع هذا الحرف في غير الزوجين. وفي الحديث: لا يَفْرُك مؤمنٌ

مؤمنةً أَي لا يُبْغِضها كأَنه حث على حسن العشرة والصحبة؛ وقال ذو الرمة يصف

إبلاً:

إذا الليلُ عن نَشْزٍ تَجَلَّى، رَمَيْنَهُ

بأَمْثالِ أَبْصارِ النِّساء الفَوارِكِ

يصف إبلاً شبهها بالنساء الفوارك، لأَنهن يَطْمَحْن إلى الرجال ولسن

بقاصرات الطرف على الأزواج، يقول: فهذه الإبل تُصْبِح وقد سَرَتْ ليلها كله

فكلما أَشرف لهن نَشَزٌ رمينه بأَبصارهن من النَّشاط والقوَّة على السير.

ابن الأَعرابي: أَولادُ الفِرْك فيهم نجابة لأنهم أَشبه بآبائهم، وذلك

إذا واقع امرأَته وهي فاركٌ لم يشبهها ولده منها، وإذا أَبغض الزوج

المرأَة قيل: أَصْلَفَها، وصَلِفَتْ عنده. قال أَبو عبيدة: خرج أَعرابي وكانت

امرأَته تَفْرُكُه وكان يُصْلِفُها، فأَتْبَعَتْه نواةً وقالت: شَطَّتْ

نواك، ثم أَتبعته رَوْثَةً وقالت: رَثَيْتُك وراثَ خَبَرُك، ثم أَتبعتَه

حَصاةً وقالت: حاصَ رِزْقُك وحُصَّ أَثَرُك؛ وأَنشد:

وقد أُخْبِرْتُ أَنكِ تَفْرُكيني،

وأُصْلِفُكِ الغَداةَ فلا أُبالي

وفارَك الرجلُ صاحِبَهُ مفاركة وتارَكة مُتاركَةً بمعنى واحد. الفراء:

المُفَرَّكُ المتروك الــمُبْغَضُ. يقال: فارَك فلانٌ فلاناً تاركه. وفَرَك

بلدَه ووطَنَه؛ قال أَبو الرُّبَيْسِ التغلبي:

مُراجِع نَجْدٍ بعد فِرْكٍوبِغْضَةٍ

مُطَلِّق بُصْرى أَصْمَع القَلْبِ جافِله

والفِرِكَّانُ: البِغْضَةُ؛ عن السيرافي. وفُرُكَّان: أَرض، زعموا. ابن

بري: وفِرِكَّان اسم أَرض، وكذلك فِرِكٌ؛ قال:

هل تَعْرِفُ الدارَ بأَدْنى ذي فِرِكْ

فرك

1 فَرْكٌ, as expl. by Lth, signifies (O, TA) primarily (TA) One's rubbing, or rubbing and pressing, a thing [with the hand] so that its integument becomes stripped off (O, TA) from its kernel; as, for instance, a [shelled] walnut. (TA.) One says, فَرَكَ السُّنْبُلَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. فَرْكٌ, (S, Msb,) He rubbed, or rubbed and pressed, the ears of corn (K, TA) with his hand [so that the kernels became divested of their husks]. (S, O, Msb, TA.) And فَرَكَ الثَّوْبَ (S, O, Msb, K) He rubbed, or rubbed and pressed, the garment (K, TA) with his hand [to remove a soil]. (S, O, Msb, TA.) And فَرَكَ المَنِىَّ مِنَ الثَّوْبِ (Mgh, O, Msb,) aor. and inf. n. as above, (Mgh,) He rubbed, (Msb,) or rubbed and pressed, (Mgh,) with his hand, the [dry soil of] sperma, so that it crumbled, and came off from the garment; (Mgh, Msb;) like حَتَّهُ: and in like manner الطِّينَ [i. e. the dry mud]. (Msb.) [And فَرَكَ القَمْلَةَ He rubbed, or rubbed and pressed, the louse, between his finger and thumb, or otherwise, to kill it. (See the pass. part. n., below.)]

A2: فَرِكَتْ زَوْجَهَا, and فَرِكَهَا زَوْجُهَا, aor. ـَ (S, O, K;) and فَرَكَتْهُ, and فَرَكَهَا, aor. ـُ but this form of the verb is extr.; (K;) inf. n. فِرْكٌ (S, O, K) and فَرْكٌ and فُرُوكٌ; (K;) She hated her husband, and her husband hated her; (S, O;) or she hated her husband vehemently, and her husband hated her vehemently: (K:) the verb has not been heard otherwise than as relating to the husband and wife: (S, O:) Lh has mentioned فَرَكَتْهُ, aor. ـْ but it is not well known: (TA:) all of the nouns mentioned above as inf. ns. signify [hatred, or] vehement hatred, in a general sense, as also ↓ فُرُكَّانٌ, (K, TA,) which is [app. a simple subst.] mentioned on the authority of Seer, and also mentioned as with two kesrehs and the teshdeed [i. e. ↓ فِرِكَّانٌ]: (TA:) or all relate peculiarly to the hatred of the husband and wife; (K, TA;) i. e., to the man's hating his wife; or to her hating him, which is the better known: it is said in a trad. of Ibn-Mes'ood, إِنَّ الحُبَّ مِنَ اللّٰهِ وَالفِرْكَ مِنَ الشَّيْطَانِ [Verily love of the husband is from God, and hatred of the husband is from the Devil]: A'Obeyd says that الفِرْكُ signifies the woman's hating her husband; that it relates peculiarly to the wife and the husband, and that it had not been heard by him as used in relation to any but them two: and IAar says that the sons of a man by a wife who hates him, which sons are termed أَوْلَادُ الفِرْكِ, possess generosity, because the sons thus called are most like to their fathers, and do not resemble her: and when the husband hates the wife, one says صلفها [i. e. صَلَفَهَا or صَلِفَهَا] and صلفت عنده [i. e. صَلِفَتْ عِنْدَهُ]. (TA.) A3: فَرِكَتِ الأُذُنِ, aor. ـَ (K,) inf. n. فَرَكٌ, (S, O, K,) The ear had a flaccidity in its أَصْل [or base, meaning the part surrounding the entrance of the meatus auditorius]. (S, * O, * K.) 2 تَفْرِيكٌ [inf. n. of فرّك] The causing to be hated, or much hated. (O.) 3 فاركهُ, (Az, O, K, TA,) inf. n. مُفَارَكَةٌ, (TA,) i. q. تَارَكَهُ [i. e. He left, forsook, or abandoned, him; or he did so being left &c. by him]; (Az, O, K, TA;) namely, his companion; (Az, O;) said by IF to be formed by substitution [of ف for ت]: (O, TA:) expl. in the A as meaning فَارَقَهُ [which is syn. with تاركه]. (TA.) 4 افرك السُّنْبُلُ The ears of corn became ↓ فَرِيك, i. e. in the state in which they were fit to be rubbed, or rubbed and pressed, with the hand [so as to divest the kernels of their husks], and then to be eaten: (S, O:) and افرك الزَّرْعُ, (TA,) and الحَبُّ, (K,) The seed-produce, and the grain, attained to the state in which it was fit to be rubbed, or rubbed and pressed, (K, TA,) with the hand: or the grain became hard, or firm, and attained to its utmost state of growth; before which it is forbidden to sell it. (TA.) 5 تفرّك He (an effeminate man, O) affected languor, or languidness, (تَكَسَّرَ) in his speech, (O, K,) and in his walk: (K:) so says IDrd. (O.) 7 انفرك السُّنْبُلُ The ears of corn were rubbed, or rubbed and pressed, (K, TA,) with the hand [so that the kernels became divested of their husks]. (TA.) And انفرك الثَّوْبُ The garment became rubbed, or rubbed and pressed, (K, TA,) with the hand [to remove a soil]. (TA.) [See 1.] b2: And انفرك المَنْكِبُ The shoulder-joint became lax, or slack: (S, * TA:) or انفرك مَنْكِبُهُ, (Lth, O, K, *) as also انفركت وَابِلَتُهُ, (Lth, O,) signifies the وَابِلَة [or head] of his humerus became dislocated (Lth, O, K) from the صَدَفَة [or socket] of the scapula, so that the shoulder-joint became lax, or slack: but when the like thereof happens in the وابلة of the femur, one does not say انفرك, but حُرِقَ, and the epithet مَحْرُوقٌ is applied to it [i. e. to the hip-joint]. (Lth, O.) b3: And انفرك عَنْ عَهْدِهِ He became released from his compact, engagement, or promise; syn. اِنْفَكَّ. (TA.) 10 استفرك الحَبُّ فِى السُّنْبُلَةِ The grain became full (سَمِنَ [q. v.]), and hard, or firm, [as though demanding to be rubbed with the hand so as to be divested of the husks, and eaten,] in the ear of corn. (K, * TA.) فَرْكٌ: see what next follows.

فَرِكٌ, (O, K,) like كَتِفٌ, (K,) or correctly, as written in the L and A. ↓ فَرْكٌ, (TA, [but this I think doubtful,]) [A fruit or the like] of which the integument becomes rubbed off [with the hand]: (O, K: [I read المُنْفَرِكُ قِشْرُهُ, as in the CK, for المُتَفَرِّكُ قِشْرُهُ in other copies of the K and in the O:]) thus applied to an almond, and likewise to a peach. (TA.) b2: See also what next follows.

أُذُنٌ فَرْقَآءُ An ear having a flaccidity in its أَصْل [or base]; as also ↓ فَرِكَةٌ. (S, O, K. [See 1, last sentence.]) فُرُكَّانٌ and فِرِكَّانٌ: see 1, latter half.

فِرَاكٌ a term for حَيْضٌ [or Menstruation]: mentioned by MF. (TA.) فَرُوكٌ: see فَارِكٌ, first sentence.

فَرِيكٌ, applied to grain (حَبّ), i. q. ↓ مَفْرُوكٌ [i. e. Rubbed, or rubbed and pressed, with the hand, so that the integument becomes stripped off from the kernel]: (K:) or wheat (بُرّ) that is rubbed, &c., and picked, or cleared. (O.) See also 4. b2: and Wheat rubbed, &c., and moistened with clarified butter &c.; (K, TA;) also termed ↓ مَفْرُوكَةٌ. (TA.) A2: The فَرِيكَانِ, or, as in some copies of the K, ↓ فَرِيكَتَانِ, (TA,) Two bones [app. the two greater cornua of the os hyoides] in, or at, (فِى,) the root of the tongue. (K, TA.) فَرِيكَتَانِ: see what next precedes.

فَارِكٌ A woman hating, or who hates, her husband; [app. accord. to the K, vehemently;] as also ↓ فَرُوكٌ [but app. in an intensive sense]: (S, O, K:) pl. of the former فَوَارِكٌ. (O, * TA.) Dhur-Rummeh says, (O, TA,) describing camels, (TA,) إِذَا اللَّيْلُ عَنْ نَشْزٍ تَجَلَّى رَمَيْنَهُ بِأَمْثَالِ أَبْصَارِ النِّسَآءِ الفَوَارِكِ [When the night clears away from an elevated piece of ground, they cast at it the like of the eyes of the women that hate their husbands]: (O, TA:) he likens them to the women that hate their husbands because these raise their eyes towards men, not confining the look to the husbands: he says, these camels enter upon the time of dawn, having journeyed all their night; and whenever an elevated piece of ground becomes within their view, they cast their eyes at it by reason of sprightliness and strength for the journeying. (TA.) مُفَرَّكٌ [Caused to be hated, or to be much hated: see its verb. And] A man hated by women: (S, O, K:) such was Imra-el-Keys: (S, O:) [and accord. to Freytag, ↓ مَفْرُوكٌ occurs in this sense in the Deewán of Jereer.] And مُفَرَّكَةٌ A woman hated by men. (IAar, K.) b2: Also Left, forsaken, or abandoned, and hated. (Fr, TA.) مَفْرُوكٌ: see فَرِيكٌ. One says also قَمْلَةٌ مَفْرُوكَةٌ [A louse rubbed, or rubbed and pressed, between the finger and thumb, or otherwise, to be killed]. (S, O.) b2: Applied to a camel, (En-Nadr, O, K,) it means Such as is termed أَفَكُّ [q. v.]; (En-Nadr, O;) whose shoulder is slit [so I render اِنْخَرَمَ, but I incline to think that it here means is splayed, or dislocated, as though rent without being separated (see تَخَرَّمَ)], and the عَصَبَة [which I suppose to signify in this case either tendon or ligament] that is in the interior of the أَخْرَمَ [q. v., app. here meaning the glenoid cavity of the scapula] detached. (En-Nadr, O, K. [See also انفرك مَنْكِبُهُ.]) b3: And A garment, or piece of cloth, (TA,) strongly dyed (K, TA) with saffron &c. (TA.) A2: See also مُفَرَّكٌ.

مَفْرُوكَةٌ, as a subst.: see فَرِيكٌ.
فرك
فَرَكَ الثَّوْبَ والسُّنْبُلَ بيَدِه فَركًا: دَلَكَه وأَصْلُ الفَركِ: دَلْكُ الشّيءِ حتّى يَتَقَلَّعَ قِشْرُه عَن لُبِّه كالجَوْزِ، قالَه اللّيثُ فانْفَرَكَ. والفِركُ، بالكَسرِ، ويُفْتَحُ: البِغْضَةُ عامَّة، قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ حِمارًا وأُتُنَه: فعَفَّ عَن أَسْرارِها بَعْدَ العَسَقْ وَلم يضِعْها بَيْنَ فَركٍ وعَشَقْ كالفُرُوكِ بالضَّمِّ والفُرُكّانُ بضَمَّتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الكافِ وَهَذِه عَن السِّيرافي، ويُروَى بكَسرتَيْنِ مَعَ التَّشْدِيد أَو خاصٌّ ببِغْضَةِ الزَّوْجَيْنِ أَي بُغْضِ الرَّجُلِ امْرَأَتَه، أَو بُغْضِها إِيّاه وَهُوَ أَشْهَرُ، وَقد فَرِكَها وفَرِكَتْه، كسَمِعَ فِيهِما، وكنَصَرَ وَهَذِه عَن اللِّحْيانِيِّ شاذٌّ، فِركًا بالكسرِ وفَركًا بالفَتْح وفُرُوكًا بالضمِّ. وَفِي اللِّسانِ: وحَكَى اللِّحْيانيُ فَرَكَتْهُ تَفْرُكُه فرُوكًا، وَلَيْسَ بمَعْرُوفٍ. فَهِيَ فارِكٌ وفَرُوكٌ قَالَ القُطامِيُّ:
(لَهَا رَوْضَةٌ فِي القَلْبِ لم يَرعَ مِثْلَها ... فَرُوكٌ وَلَا المُستَعْبِراتُ الصَّلائِفُ)
وَفِي حَدِيثِ ابنِ مسعُودٍ: إِنَّ الحُبَّ مِنَ اللَّهِ والفَركَ من الشَّيطانِ قَالَ أَبُو عُبَيد: الفَركُ: أَنْ تُبغِضَ المرأَة زَوْجَها، وَهُوَ حَرفٌ مخْصُوصٌ بِهِ المَرأَة والزَّوْجُ، وَلم أَسْمَعْه فِي غيرِهِما، وَقَالَ ابنُ الأَعرابِي: أَوْلادُ الفِركِ فيهم نَجابَةٌ لأَنَّهم أَشْبَهُ بآبائِهم، وَذَلِكَ إِذا واقَعَ امْرَأَتَه وَهِي فارِكٌ لم يُشْبِهْها وَلَدُه مِنْهَا، وِإذا أَبْغَضَ الزَّوْجُ المَرأَةَ قِيلَ: أَصْلَفَها، وصَلِفَتْ عِنْدَه، والجَمْعُ الفَوارِكُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ إِبِلاً:
(إِذا اللَّيلُ عَن نَشز تَجَلّى رَمَينَه ... بأَمثالِ أَبْصارِ النِّساءِ الفَوارِكِ)
شَبَّهَها بالنِّساءِ الفَوارِكِ، لأَنَّهُنّ يَطْمَحْنَ إِلى الرِّجالِ، ولَسنَ بقاصِرات الطَّرفِ عَلَى الأَزْواج، يَقُول: فَهَذِهِ الإبِلُ تُصْبِحُ وَقد سَرَتْ لَيلَها كُلَّه، فكُلًّما أَشْرَف لَهُنّ نَشْزٌ رَمَينَه بأَبْصارِهِنَّ من النَّشاطِ والقُوَّةِ على السّيرِ. ورَجُلٌ مُفَرَّكٌ، كمُعَظَّم: تُبغِضُه النِّساءُ وكانَ امْرُؤُ القَيْسِ مُفَرَّكاً. وامرأَةٌ مُفَرَّكَة كمُعَظَّمَة: يبغِضُها الرِّجالُ، أَنْشَد ابنُ الأَعْرابي:
(مُفَرَّكَةٌ أَزْرَى بِها عِنْدَ زَوْجِها ... ولَو لَوَّطَتْهُ هَيَّبانٌ مُخالِفُ)
يَقُول: لَو لَطَّخَتْه بالطِّيبِ مَا كانَتْ إِلاّ مُفَرَّكَةً، لسُوءِ مَخْبُرَتِها. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: فارَكَهُ مُفارَكَة: تارَكَه. وَقَالَ ابنُ فارِسٍ: هَذَا من بابِ الإِبْدالِ، الأَساسُ فارَكَه فارَقَه. والفَرَكُ، مُحَرَّكَةً: استرخاءُ أَصْلِ الأُذُنِ وَقد فَرِكَتْ كفَرِحَ، فَهِيَ فَركاءُ، وفَرِكَةٌ أَيضًا كفَرِحة، عَن يَعْقُوبَ. وقِيلَ: الفَركاء: الَّتِي فِيها رَخاوَةٌ، وَهِي أَشَدُّ أَصْلاً من الخَذْاوءِ.
وانْفَرَكَ المَنْكِبُ: اسْتَرخَى، وقِيل: زالَتْ وابِلَتُه من العَضُدِ عَن صَدَفَةِ الكَتِفِ فاسترخَى، وِإن كانَ ذَلِك فِي وابِلَةِ الفَخِذِ والوَرِكِ. لَا يُقالُ: انْفَرَكَ، وَلَكِن يُقال: حُرِقَ، فَهُوَ مَحْرُوقٌ. وتَفَرَّكَ المُخَنَّثُ: تَكَسَّرَ فِي كلامِهِ ومَشْيِه، عَن ابنِ دُرَيدِ. وأَفْرَكَ الحَبّ: حانَ لَهُ أَنْ يُفْرَكَ ويُقال: أَفْرَكَ السُّنْبُلُ، أَي: صارَ فَرِيكًا، وَهُوَ حِينَ يَصْلُح أَنْ يُفْرَكَ)
فيُؤْكَل، وتَقُول للنَّبتِ أَوّلَ مَا يَطْلُعُ نَجَمَ، ثمَّ فَرَّخَ وقَصَّبَ، ثمَّ أَعْصَفَ، ثمَّ أَسْبَلَ، ثمَّ سَنْبَلَ، ثمَّ أَحب، ثُمّ أَلَبَّ، ثمَّ أَسْفى، ثمَّ أَفْرَكَ، ثمَّ أَحْصَدَ، وَفِي الحَدِيث: نَهي عَن بَيعِ الحَبِّ حَتّى يُفْرِكَ أَي يَشْتَدَّ ويَنْتَهي، يُقال: أَفْرَكَ الزَّرْعُ: إِذا بَلَغ أَنْ يُفْرَكَ باليَدِ، وَمن رَواه بفَتْحِ الرّاءِ فمَعْناه حَتّى يَخْرُجَ من قِشْرِه. واسْتَفْرَكَ الحَبُّ فِي السُّنْبُلَة: إِذا سَمِنَ واشْتَدَّ. والفَرِيكُ، كأَمِيرٍ: المَفْرُوكُ من الحَبِّ وَقد فَرَكَه فرَكاً. والفَرِيكُ أَيضًا: طَعامٌ يُفْرَكُ ويُلَتُّ بسَمْنٍ وغَيرِه وَهِي المَفْرُوكَةُ. والمَفْرُوكُ من الإِبِلِ: مَا انْخَرَمَ مَنْكِبُه وانْفَكَّتْ العَصَبَةُ الَّتِي فِي جَوْفِ الأَخْرَمِ قالَه النَّضْرُ، وَهُوَ الأفَكُّ أَيْضًا. والمَفْرُوكُ من الثِّيابِ: المَصْبُوغُ بالزَّعْفَرانِ وغَيرِه صَبغًا شَدِيداً. والفَرِيكانِ وَفِي بَعْضِ النّسَخِ: الفَرِيكَتانِ: عَظْمانِ فِي أَصْلِ اللِّسانِ. وفِرِكّان، كسِنِمّار أَي: بكَسر الفاءِ والرّاءِ وتَشْدِيدِ الكافِ وجُلبّانٍ أَي: بضَمِّهما مَعَ التَّشْدِيدِ وَقيل: أَرْضٌ، زَعَمُوا أَو مَوْضِعانِ كَمَا فِي العُبابِ. والفِركُ، بالكسرِ: قُربَ كَلْواذاَ قَالَ أَبُو نُوَاس:
(أَحِينَ وَدَّعَنا يَحْيَى لرِحْلَتِه ... وخَلَّفَ الفِركَ واسْتَعْلَى لكَلْوَاذَا)
وفِرَكٌ كِعنَب: ويُقالُ هُوَ بِكَسرَتَيْنِ، قَالَ: هَلْ تَعْرِفُ الدّارَ بأَدْنَى ذِي فِرَكْ وفَرَك كجَبَلٍ: بأَصْبَهانَ مِنْهَا أَبو نَجْمٍ بَدْرُ بنُ خَلَفِ بنِ يُوسُفَ الحاجي الأَصْبَهانيُ الفَرَكِيُّ، سَمِعَ أَبا نَصْر إِبراهِيمَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَليّ الْكسَائي، مَاتَ سنة. والفَرِكُ ككَتِفٍ: المُتَفَرِّكُ قِشْرُ الصّوابُ فِي ضَبطِه بالفَتْح، كَمَا هُوَ فِي اللِّسانِ والأساس، يُقالُ: لَوْزٌ فَرِكٌ: يَتَفَرَّكُ قِشْرُه، وكذلِكَ خَوْخٌ فَرِكٌ. وسَمَّوا أَفْرَكَ كأَحْمَدَ.
وَمِمَّا يستَدْرَكُ عَلَيْهِ: المُفَرَّكُ، كمُعَظَّمٍ: المَتْرُوكُ الــمُبغَضُ، عَن الفَرّاءِ. وانْفَرَكَ عَن عَهْدِه، أَي: انفكَّ. والفِركُ، بالكسرِ: قَريَةٌ ببَغْداد، وَمِنْهَا مَحْفُوظُ بن إِبْراهِيمَ الفِركِيُ البَغْدادِيُّ، رَوَى عَنهُ أَبو عِيسَى مُوسَى بنُ عِيسَى الخُتُّلِيُ، هَكَذَا ضَبَطه الحافِظُ.
وفُرك، بالضّمِّ: رُسْتاقٌ بفارِسَ، وَمِنْهَا: الشّمْسُ أَبو عَبدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدّارَكاني الفُركِي الشافِعِيُ، حدَّثَ بالإِجازَةِ العامَّةِ عَن الحجّارِ والمِزِّيِّ، لَقِيَه الطاوسِي والجرهي فأَخَذا عَنْه ماتَ سنة ببَلَدِه، ضَبَطَه الحافِظُ السَّخاوِيّ فِي تاريخِه. والفِراكُ، ككِتابٍ: من أَسماءِ الحَيضِ، نَقله شيخُنا.
والأسْتاذُ أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ ابنِ فَورَك كفَوْفَلٍ النَّحْوِيّ الواعِظُ الأصْبَهاني، توفّي سنة. ومُنَيةُ فُوريك: قريَةٌ بِمصْر.
فرك وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] فِي الَّذِي أَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي تزوجت امْرَأَة شَابة وَإِنِّي أَخَاف أَن تَفْرُكني فَقَالَ عبد الله: إِن الْحبّ من الله والفَرك (الفِرك) من الشَّيْطَان فَإِذا دخلتْ عَلَيْك فصل رَكْعَتَيْنِ ثمَّ ادْع بِكَذَا وَكَذَا. الفَرْك (الفَرِكْ) أَن تُبغض الْمَرْأَة زَوجهَا وَهَذَا حرف مَخْصُوص بِهِ الْمَرْأَة وَالزَّوْج لم أسمعهُ فِي غير ذَلِك يُقَال [مِنْهُ -] قد فَرِكَتْه تَفْرَكه فِرْكا [وفَركا -] وَهِي امْرَأَة فَروك وفارك وَجَمعهَا: فوارِك. وَقَالَ ذُو الرمة يصف الْإِبِل: [الطَّوِيل]

إِذا الليلُ عَن نشزِ تجلّى رَمينَهُ ... بأمثال أبصار النِّسَاء الفُوارِك

فَشبه الْإِبِل بِالنسَاء الفوارك لِأَنَّهُنَّ يُبغضن أَزوَاجهنَّ فهن ينظرن إِلَى الرِّجَال ويستشرفن لَهُم لِأَنَّهُنَّ لسن بقاصرات على الْأزْوَاج يَقُول: فَهَذِهِ الْإِبِل تُصبح وَقد سَرَت لَيْلهَا كُله وَهن فِي رميهن بأعينهن وَقلة انكسار جفونهن من النشاط وَالْقُوَّة على السّير مثل أُولَئِكَ فَهَذِهِ قصَّة الَّتِي لَا يَحظَى زَوجهَا عِنْدهَا فَإِذا لم تحظَ هِيَ عِنْده وأبْغَضَها قيل: صَلِفَتْ عِنْد زَوجهَا تصلَف صَلَفا فَهَذَا هُوَ الصَلِف عِنْد الْعَرَب وَقد وضعت الْعَامَّة هَذِه الْكَلِمَة فِي غير موضعهَا وَيُقَال مِنْهُ: امْرَأَة صَلِفة من نسْوَة صَلِفات وصَلائف قَالَ الْقطَامِي يذكر امْرَأَة: [الطَّوِيل] لَهَا رَوْضَة فِي الْقلب لم يرعَ مِثلَها ... فروك وَلَا المستعبرات الصلائف

الواحاتُ

الواحاتُ:
واحدها واح، على غير قياس، لا أعرف معناها وما أظنها إلا قبطية: وهي ثلاث كور في غربي مصر ثم غربي الصعيد لأن الصعيد يحوطه جبلان
غربي وشرقي وهما جبلان مكتنفا النيل من حيث يعلم جريانه إلى أن ينتهي الجبل الشرقي إلى المقطّم بمصر وينقطع وليس وراءه غير بادية العرب والبحر القلزمي والآخر إلى البحر، فما وراء الجبل الغربي الواح الأول أوله مقابل الفيوم ممتدّ إلى أسوان، وهي كورة عامرة ذات نخيل وضياع حسنة وفيها تمر جيد أفخر تمور مصر وهي أكبر الواحات، وبعدها جبل آخر ممتدّ كامتداد الذي قبله وراءه كورة أخرى يقال لها واح الثانية وهي دون تلك العمارة، وخلفها جبل ممتد كامتداد الذي قبله وراءه كورة أخرى يقال لها واح الثالثة وهي دون الأوليين في العمارة، ومدينة الواح الثالثة يقال لها سنترية، بالسين المهملة، وفيها نخل كثير ومياه جمّة منها مياه حامضة يشربها أهل تلك النواحي وإذا شربوا غيرها استوبأوها، وبين أقصى واح الثالثة وبلاد النوبة ست مراحل، وبها قبائل من البربر من لواتة وغيرهم، وقد نسب إليهم قوم من أهل العلم، وبعد ذلك بلاد فزان والسودان، والله أعلم بما وراء ذلك، وينسب إلى واح عبد الغني بن بازل بن يحيى الواحيّ المصري أبو محمد، قال شيرويه: قدم علينا همذان في شوال سنة 467، روى عن أبي الصلت الطبري وأبي الحسن علي بن عبد الله القصّاب الواسطي وأبي سعد محمد بن عبد الرحمن النيسابوري وأبي الحسن علي بن محمد الماوردي، وذكر كما أدّى وقال:
سمعت منه بهمذان وبغداد، وكان صدوقا، وقال السلفي: أنشدني أبو الثناء محمود بن أسلان الخالدي أنشدني أبو عبد الله الطباخ الواحي لنفسه وقال:
طل مدة الهجران ما شئت وارفض، ... فما صدّك المضني الحشا صدّ مبغض
وإلا فما للقلب أنّى ذكرتكم ... ينازعني شوقا إليكم ويقتضي
ولولا شهادات الجوارح بالذي ... علمتم لما عرّضت نفسي لمعرض
وأعلم أني إن بعدت فذكركم ... يراني بعين القلب كالقمر المضي
وربّتما كأس أهمّ بشربها ... سروري ولم تسفح حذار محرّض
نعم وجليس دام يجلس مجلسا ... بغير حفاظ لي فقيل له انهض
فيا ذا الرياسات الموفّق حامدا ... دعاء محبّ معرض متعرض
أتحيا على الدنيا سعيدا مملّكا، ... وأحتاج فيها للغنى والتركّض؟
وللغير بحر من عطائك زاخر، ... وما لي منه حسوة المتبرّض
أقل واصطنع واصفح ولن واغتفر وجد ... أمل وتفضّل وأحب وأنعم وعوّض
ولا تحوجنّي للشفيع فما أرى ... به ولو انّ العمر في الهجر ينقضي
فما أحد في الأرض غيرك نافعي، ... وأنت كما أهوى مصحّي وممرضي
وما لك مثلي والحظوظ عجيبة، ... ولكنّ من يكثر على المرء يدحض

شنا

شنا: شَنُوَّةُ: لغة في شَنُوءَة، والنسب إِليه شَنَويٌّ. قال ابن سيده:

ولهذا قضينا نحنُ أَنَّ قَلْبَ الهمزة واواً في شَنُوَّة من قولهم أَزْد

شَنُوَّة بدَلٌ لا قياس، لأَنه لو كان تخفيفاً قِياسِيّاً لم يَثْبُتْ

في النسب واواً، فإِن جعلت تخفيف شَنُوَّة قِياسِيّاً قلت في النسب إِليه

شَنَئِيٌّ على مثال شَنَعِيٍّ، لأَنك كأَنك إِنما نسبتَ إِلى شَنُوءة،

فتفَطَّنْ إِن يُسِّرَ لك ذلك، قال: ولولا اعتقادُنا أَنه بدَل لما

أَفرَدْنا له باباً ولَوسِعَتْه ترجمة شَنَأَ في حرف الهمزة. وحكى اللحياني:

رجلٌ مَشْنِيٌّ ومَشْنُوٌّ أَي مُبْغَض، لغة في مَشْنُوءِ؛ وأَنشد:

أَلا يا غُرابَ البَينِ مِمَّ تَصيحُ؟

فصَوْتُكَ مَشْنُوٌّ إِليَّ قَبيحُ

فمَشْنِيٌّ يدل على أَنه لم يُرِدْ في مَشْنُوٍّ الهمْزَ بل قد أَلحقَه

بمَرْضُوٍّ ومَرْضِيٍّ ومَدْعُوٍّ ومَدْعِيٍّ.

شنف

شنف: شنف: انظر لين (الكامل ص31).
شَنْف وجمعها شُنُف (الكامل ص514).
شَنْف الديك: نبات، والعامة تسميه عرف الديك (محيط المحيط).
شِنف وجمعه اشناف: نوع من الشباك يحمل فيها التبن (ألف ليلة 2: 357) مع تعليقة لين. وفي طبعة برسل (5: 61): شبكة.
شنيفة: اسم حلية للمرأة. ففي كتاب العقود (ص4): والشنيفة واللبة، وهي ليست = شَنْف، لأن المؤلف لم يكن ليستعمل المفرد، والشَنْف بمعنى القرط قد ذكر بعد ذلك.
ش ن ف

في آذانهن الشنوف والقرطة. وشنفت له شنفاً: أبغضته. ورجل شنف.

ومن المجاز: شنف كلامه وقطره: حلاه.
[شنف] في إسلام أبي ذر: "شنفوا" له، أي أبغضوه، شنف له إذا أبغضه. ومنه: ما لي رأي قومك قد "شنفوا" لك. وفيه: كنت أختلف إلى الضحاك وعلى "شنف" ذهب فلا ينهاني، هو من حلى الأذن، وقيل: هو ما يعلق في أعلاها.

شنف


شَنَفَ(n. ac. شَنْف)
a. [Ila], Looked at haughtily, disdainfully.
شَنِفَ(n. ac. شَنَف)
a. [La], Hated, detested.
شَنَّفَa. Adorned with ear-rings.

تَشَنَّفَa. Wore ear-rings.

شَنْف
(pl.
شُنُوْف أَشْنَاْف)
a. Ear-ring, ear-drop.

شَاْنِفa. Disdainful.
ش ن ف: (الشَّنْفُ) الْقُرْطُ الْأَعْلَى وَالْجَمْعُ (شُنُوفٌ) كَفَلْسٍ وَفُلُوسٍ. وَ (شَنَّفَ) الْمَرْأَةَ (فَتَشَنَّفَتْ) هِيَ مِثْلُ: قَرَّطَهَا فَتَقَرَّطَتْ. 
(شنف) : شَنَفَها يَشْسِفُها: مَدَّها بزِمامِها.
وإنَّك لشانِفٌ بأَنفِكَ عَنِّي، أَي رافعٌ مُخْتالٌ: قال:
ويَرُدُّ عَنْكَ مَخِيلَةَ الرَّجُلِ ال ... مَشْنُوفِ مُوضِحَةٌ عن العَظْمِ
(شنف)
إِلَيْهِ شنفا وشنوفا رَمَاه بنظرة فِيهَا استنكار وَكره وَعنهُ أعرض مترفعا

(شنف) لَهُ شنفا فطن والشفة الْعليا انقلبت إِلَى أَعلَى وَيُقَال شنف الرجل فَهُوَ أشنف وَهِي شنفاء وَفُلَانًا وَله أبغضه وتنكره

(شنف) الْمَرْأَة اتخذ لَهَا قرطا وَيُقَال شنف الآذان بِكَلَامِهِ أمتعها بِهِ وشنف كَلَامه زينه
شنف
شنَّفَ يشنِّف، تشنيفًا، فهو مُشنِّف، والمفعول مُشنَّف
• شنَّف الآذانَ بكلامِه: أمتعها به. 

شَنْف/شِنْف [مفرد]: ج أشناف وشُنوف: قُرْط، وقد يخصّص بما يُعلّق في أعلى الأذن، والقُرْط في أسفلها. 
شنف: الشَّنَفُ: شِدَّةُ النَّظَرِ، شَنِفَ إليها وشَفِنَ. وشَنَفَ بأنْفِهِ وخَنَفَ: كأنَّه يُهْزِلُ به. والشانِفُ: المائِلُ. والشَّنَفُ: شِدَّةُ البُغْضِ، شَنِفَ يَنْشَفُ شَنَفاً. والشَّنْفُ مَجْزُوْمٌ: مِعْلاقٌ في قُوْفِ الأُذُنِ. وهو أيضاً: ما جُعِلَ منه في القَلائِدِ. والشُّنُوْفُ: الذَّهَبُ؛ في قَوْلِ أوْسٍ: وُجُوْهٌ كالشُّنُوْفِ تَهَلَّلُ والشَّنْفَاءُ من الشِّفَاهِ: الشَّفَةُ المُنْقَلِبَةُ؛ وهي العُلْيَا، والاسْمُ: الشَّنَفُ.
[شنف] الشَنْفُ القُرْطُ الأعلى، والجمع شنوف، مثل فلس وفلوس. وشنفت المرأة تشنيفا، فتشنفت هي، مثل قَرَّطْتَها فتَقَرَّطَتْ هي. والشَنفُ بالتحريك: البُغضُ والتنكُّرُ. وقد شَنِفْتُ له بالكسر أَشْنَفُ شَنَفاً، أي أبغضته. حكاه ابن السكيت. هو مثل شئفته بالهمز. والشنف: الــمبغض. قال: وشنفت إلى الشئ بالفتح مثل شفنت، وهو نظر في اعتراض. وأنشد لجرير يصف خيلا : يشنفن للنظر البعيد كأنما إرنانها ببوائن الاشطان
الشين والنون والفاء ش ن ف

الشَّنْفُ الذي يُلْبَسُ في أعْلَى الأُذُن والذي في أسْفَلِها القُرْطُ وقيل الشَّنْفُ والْقُرْطُ سَوَاءٌ قال أبو كبير

(وَبَيَاضُ وَجْهِكَ لمْ تَحُلْ أَسْرَارُهُ ... مِثْلُ الوَذِيلةِ أو كَشَنْفِ الأنْضَرِ)

والجمع أشْنَافٌ وشُنُوفٌ والشَّنَفُ شِدَّةُ البِغْضَةِ وشَنِفَهُ شَنَفاً أبْغَضَهُ والشَّنِفُ الــمُبْغِضُ وشَنَفَ له شَنَفاً فَطِنَ قال

(وتَقُولُ قد شَنِفَ العَدُوُّ فَقُلْ لها ... ما لِلْعَدُوِّ بِغَيْرِنَا لا يَشْنَفُ) وأما ابنُ الأعرابيِّ فقال شَنِفَ لَهُ وبِهِ في البَغْضَةِ والفِطْنَةِ والصحيحُ ما تقدَّم من أن شَنِفَ في البَغْضَةِ مُتَعَدِّيَةٌ بغير حَرْفٍ وفي الفِطْنَةِ مُتَعَدِّيةٌ بحَرْفينِ مُتَعَاقِبَيْنِ كما تَتَعَدَّى فَطِن بِهِمَا إذا قُلْتَ فَطِنَ له وفَطِنَ بِهِ وشَنَفَ إليه يَشْنَفُ شَنَفاً وشُنُوفاً نظر بِمُؤَخِّرِ العَيْنِ حكاه يعقوبُ وقال مَرَّةً هُوَ نَظَرٌ فِيهِ اعْتِراضٌ قال ابنُ مُقْبِلٍ

(وَقَرَّبُوا كُلَّ صِهْمِيمٍ مَنَاكِبُهُ ... إذَا تَدَاكَأَ مِنْهُ دَفْعُهُ شَنَفَاً)

والشَّنَفُ انْقِلاَبُ الشَّفَةِ الْعُلْيَا يُقَال شَفَةٌ شَنْفَاءُ
باب الشين والنون والفاء معهما ش ن ف، ش ف ن، ن ش ف، ن ف ش، ف ن ش مستعملات

شنف: الشَّنَفُ: شِدّةُ البُغْض. شَنِفَهُ: أبغضه، وشَنِفَ على فلان، أي: وَجَدَ وغَضِبَ. والشَّنفُ، مجزومٌ ومَتَحرِّكٌ: مِعْلاقٌ في قُوفِ الأُذُن، أي: في أعلى الأُذُن، وكذلك ما جُمع في قِلادةٍ، والجميعُ: الشُّنُوف

شفن: الشَّفون: الغَيُور الذي لا يَفْتُر طَرْفه عن النظر من شدّة الغَيْرة والحذر، قال :

[يُسارقن الكلام إليّ لما ... حَسِسْنَ] حِذارَ مرتَقِبٍ شَفونِ

والشَّفْنُ: شدّة الجِماع.. شَفَنَها: فَعَلها فِعْلاً شديداً.

نشف: النَّشْفُ: دخول الماء في الأرض. والثوب وغيره.. نَشِفَتِ الأرض الماء، ونَشِف الماء في الأرض، سواء. والنَّشْفُ: [حجارة على قدْر الأفْهار ونحوها، سودٌ كأنها محترِقة، تُسمّى نَشْفةً ونَشْفاً] . يُحَكُّ بها وَسَخ الأديم وقدما الإنسان وبدنه في الحمّام. سميت به لتنَشُّفِها الماء، ويقال: بل سُمِّيتْ به لانتشافِها الوَسَخ عن مواضعه. والجميع: النَّشْف.

فشن: فَيْشون: اسمْ نهرٍ.

نفش: النَّفْش: مَدُّكَ الصوف حتى يَنتفش بعضُه عن بعض، وكل شيء تراه مُنتشِراً رِخْوَ الجَوْف فهو مُنتفِشٌ. وأرنبةٌ منْتَفِشةٌ، أي: انبسطت على الوجه. وقد تنفَّش الضَّبعانُ، أو بعض الطيْر، إذا نَفَّش شَعره وريشَه كأنه يخاف أو يُرعدُ. وأمّةٌ منتفِشةُ الشعر. وإبلٌ نوافش: تردّدت بالليل في المراعي بلا راعٍ، وهو كالهوامل بالنهار، [يقال] : هَمَلتْ بالنهار ونَفِشَتْ بالليل. وأنْفَشوا إبلهُم: [أرسلوها بالليل ]

شنف

1 شَنَفْتُ إِلَى الشَّىْءِ, (S,) aor. ـِ (O, Msb,) inf. n. شَنْفٌ, (S, O, K,) I looked in a state of opposition, or resistance, (فِى اعْتِرَاضٍ,) at the thing; like شَفَنْتُ: (S, O: *) or الشَّنْفُ signifies the looking at a thing, (O,) or the looking at a thing like him who is opposing it, or resisting it, (كَالمُعْتَرِضِ عَلَيْهِ, K, TA,) and the raising of the eyes in looking at a thing, (TA,) like him who wonders at it, or like him who dislikes it, or hates it; (O, K, TA;) and so الشَّفْنُ, as Az says. (TA.) [See also 2.]

A2: شَنِفَ لَهُ, (S, O, K,) and بِهِ also, or, correctly, accord. to ISd, this verb is trans. in the sense here next following without any particle, (TA,) [but two exs. are cited in the O from trads. in which it is trans. by means of ل,] aor. ـَ (S, K,) inf. n. شَنَفٌ, (S, O,) He hated him, (أَبْغَضَهُ,) and met him in a morose manner: (S, O, K: [in the K, the latter meaning is expressed by تَنَكَّرَهُ, for تَنَكَّرَ لَهُ: in the S and O, the former meaning is expressed as above, on the authority of ISk; and it is also said that الشَّنْفُ is syn. with البُغْضُ and التَّنَكُّرُ:] in the former of these two senses it is like شَئِفَهُ, with ء: (S, O:) or الشنف [i. e. الشَّنَفُ] is a subst. signifying vehemence of enmity. (Ham p. 108.) b2: And شَنِفَ لَهُ, (IAar, ISd, O, * K, TA,) and بِهِ, (ISd, TA,) i. q. فَطِنَ [i. e. He knew it; knew, had knowledge, or was cognizant, of it; or knew it instinctively; &c.]. (IAar, ISd, O, K, TA.) A3: And شَنِفَ, (K, TA, [in the former of which it is erroneously implied that the verb is followed by لَهُ,]) His upper lip turned upwards; (K, TA;) inf. n. شَنَفٌ; (TA;) or this is a subst., signifying a turning upwards of the upper lip: so says Az. (O.) 2 شَنَّفَهَا, inf. n. تَشْنِيفٌ, He adorned her (i. e. a woman, S, or a girl, or young woman, O, K) with the [ornament called] شَنْف; (S, O, K;) like as one says, قَرَّطَهَا; (S, TA;) as also ↓ أَشْنَفَهَا. (Zj, O, K.) b2: [Hence,] شَنَّفَ كَلَامَهُ وَقَرَّطَهُ (tropical:) [He adorned and embellished his language]. (TA.) A2: شنّف إِلَيْهِ, inf. n. as above, He looked at him, or it, from the outer corner of the eye. (Yaakoob, TA.) [See also 1.]4 أَشْنَفَ see the next preceding paragraph.5 تشنّفت She adorned herself with the [ornament called] شَنْف; (S, O, K;) like as one says, تقرّطت. (S.) شَنْفٌ (incorrectly pronounced with damm, IDrd, O, K, i. e. شُنْفٌ, O, TA) The upper قُرْط [i. e. ear-ring or ear-drop]: (S, O, K:) or a pendant (مِعْلَاقٌ) in [or suspended from] the قُوف [app. meaning the upper part, or perhaps, the helix, in the CK erroneously written فَوْق,] of the ear; (Lth, O, K;) and likewise such as is attached to necklaces: (Lth, O:) or such as is suspended from the upper part of the ear; what is suspended from the lower part [or lobe] thereof being termed قُرْطٌ; (IDrd, O, K;) or this latter is termed رُعْثَةٌ: (IAar, TA:) or, as some say, i. q. قُرْطٌ: (TA:) pl. [of mult.] شُنُوفٌ (IDrd, S, O, K) and [of pauc.] أَشْنَافٌ. (TA.) شَنِفٌ Hating, (S, O, K,) and meeting in a morose manner. (K.) IB cites, as an ex., وَلَنْ تُدَاوِى عِلَّةَ القَلْبِ الشَّنِفْ [And thou will not cure the hating heart]. (TA.) شَفَةٌ شَنْفَآءُ [A lip, meaning an upper lip] turning upwards: (O:) or شَاةٌ شَنْفَآءُ [A sheep or goat] having the upper lip turning upwards. (TA.) شَانِفٌ Turning away, or averse. (O, K.) One says, مَا لِى أَرَاكَ شَانِفًا عَنِّى What ails me that I see thee turning away, or averse, from me? (O.) b2: And إِنَّهُ لَشَانِفٌ عَنَّا بِأَنْفِهِ (tropical:) Verily he is raising his nose [in aversion] from us. (O, * K.) مَشْنُوفَةٌ (assumed tropical:) A she-camel having a زِمَام [or noserein] attached to her. (AA, O, K.)
شنف
الشَّنْفُ: القرط الأعلى، والجمع شُنُوفٌ - مثال بدرٍوبُدُورٍ -، ومنه حديث محمد بن سليم: كنت أختلف إلى الضَّحّاك وعليَّ شَنْفُ ذهب فلا ينهاني. وقال الليث: الشَّنْفُ معلاق في قُوْفِ الأذن، وكذلك ما جُعل منه في القلائد. وقال ابن دريد: الشَّنْفُ ما عُلِّقَ في أعلى الأذن، والجمع شُنُوْفٌ، فأما قول العامة شُنْفٌ فخطأ. وكل ما علق في أعلى الأذن فهو شَنْفٌ، وما عُلِّق في أسفلها فهو قرط، قال أبو كبير الهذلي:
وبياضُ وجهك لم تحل أسراره ... مثل الوَذيلَةِ أو كشَنْفِ الأنضر
ويروى: " مثل المَذِيَّةِ أو كنَشْفِ "، الوذيلة: سَبيكة أو مرآة فضة، والمَذِيَّةُ: المرآة.
والشَّنْفُ إلى الشيء والشَّفْنُ إليه: النظر في اعتراض. وقيل: الشَّنْفُ النظر إلى الشيء كالمتعجب منه أو كالكاره له، قال الفرزدق يصف خيلا:
يَشْنِفْنَ للنظر البعيدِ كأنما ... إرْنانها ببوائنِ الأشْطَانِ
أي أصواتها وصهيلها، أي كأنها تصهل من آبأرٍ بوائن لسعة أجوافها، ويروى: " يصهلن للشَّبَحِ البعيد "، ورواية ابن الأعرابي: " يَشْتَفْنَ " من الاشْتِيافِ. وقال العجاج:
أزمان غرّاء تروق الشُّنَّفا ... بجيد أدماء تَنُوْشُ العُلَّفا
وقال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل:
وقربوا كل صِهْمِيْمٍ مَنَاكِبه ... إذا تداكأ منه دفعه شَنَفا
وقال أبو زيد: من الشِّفَاهِ الشَّنْفَاءُ: وهي المنقلبة الشَّفَةِ العليا من أعلى، والأسم: الشَّنَفُ - بالتحريك -.
والشَّنَفُ - أيضاً -: البُغْضُ والتنكر، وقد شَنِفْتُ له - بالكسر - أي أبغضته، حكاه ابن السكيت، وهو مثل شَئفْتُه - بالهمز -.
والشَّنِفُ: الــمبغض. وفي الحديث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج فلقيه زيد بن عمرو؛ فحيا أحدهما الآخر؛ فقال: مالي أرى قومك قد شَنِفُوا لك؟ قال: أما والله إن ذلك لغير نائرةٍ كانت مني إليهم. وفي حديث إسلام أبي ذر - رضي الله عنه - أنه قال له أخوه أُنَيّس - رضي الله عنه -: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم؛ والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون، فقلت: اكفني حتى أنظر، قال: نعم وكن من أهل مكة على حَذَرِ لأنهم قد شَنِفُوا له وتجهموا. قال:
ولن ازال وإن جاملت محتسباً ... في غير نائرة ضَبّاً لها شَنِفا
أي مُتَغَضِّباً. ويقال: مالي أراك شانِفاً عني: أي معرضا.
وقال أبو عمرو: ناقة مَشْنُوْفَةٌ: أي مَزْمُومَةٌ.
ويقال: أنك لَشانِفٌ بأنفك عني: أي رافع.
وقال ابن الأعرابي: شَنِفْتُ: أي فطنت، وأنشد:
وتقول قد شَنِفَ العدو فقل لها ... ما للعدو لغيرنا لا يَشْنَفُ
وقال الزَّجاج: أشْنَفْتُ الجارية: أي جعلت لها شَنْفاً. وقال غيره: شَنَّفْتُها تَشْنِيْفاً فَتَشَنَّفَتْ.

شنف: الشَّنْفُ: الذي يلبس في أعلى الأُذن، بفتح الشين، ولا تقل شُنْفٌ،

والذي في أَسفلها القُرْطُ، وقيل الشنْفُ والقرط سواء؛ قال أَبو كبير:

وبَياضُ وجْهِك لم تَحُلْ أَسْرارُه

مِثْل الوَذيلةِ، أَو كَشَنْفِ الأَنْضُر

والجمع أَشْنافٌ وشُنوفٌ. ابن الأَعرابي: الشَّنْفُ، بفتح الشين، في

أَعلى الأُذن والرَّعْثةُ في أَسفل الأُذن. وقال الليث: الشَّنْفُ مِعْلاقٌ

في قُوفِ الأُذن. الجوهري: الشَّنْفُ القُرْط الأَعلى. وشَنَّفْتُ

المرأَة تَشْنِيفاً فَتَشَنَّفَتْ: هي مثل قَرَّطْتُها فَتقَرَّطَتْ هي. وفي

حديث بعضهم: كنت أَختلف إلى الضحّاك وعليَّ شَنْفُ ذَهب؛ الشَّنْفُ: من

حُلِيِّ الأُذن. والشَّنَفُ: شِدّة البِغْضةِ؛ قال الشاعر:

ولَنْ أَزالَ، وإن جامَلْتُ مُحْتَسِباً

في غير نائرةٍ، صَبّاً لها شَنِفا

أَي مُتَغَضِّباً. والشَّنَفُ، بالتحريك: البُغْضُ والتنكُّر، وقد

شَنِفْت له، بالكسر، أَشْنَفُ شَنَفاً أَي أَبغضْتُه؛ حكاه ابن السكيت وهو مثل

شئِفْتُه، بالهمز؛ وقول العجاج:

أَزْمان غَرّاءِ تَرُوقُ الشَّنَفا

أَي تُعْجِبُ من نَظَرَ إليها. أَبو زيد: الشَّفَنُ أَن يرفع الإنسان

طَرْفَه ناطراً إلى الشيء كالمُتَعَجِّب منه أَو كالكارِه له، ومثله

شَنَفٌ. أَبو زيد: من الشِّفاه الشَّنْفاء، وهي الشفة العُليا المُنْقَلِبَةُ

من أَعلى. والاسم الشَّنَفُ، يقال: شَفة شَنْفاء.

وشَنَفْتُ إلى الشيء، بالفتح: مثل شَفَنْت، وهو نظر في اعْتِراضٍ؛

وأَنشد لجرير يصف خيلاً:

يَشْنِفنَ للنظَرِ البَعِيدِ، كأَنـَّما

إرْنانُها بِبَوائِنِ الأَشْطانِ

وقال ابن بري: هو للفرزدق يفضل الأَخطل ويمدح بني تغلب ويهجو جريراً؛

وقبله:

يا ابنَ المَراغَةِ، إنَّ تَغْلِبَ وائلٍ

رَفَعُوا عِناني فَوْقَ كلًّ عِنانِ

والبَوائِنُ: جمع بائنة، وهي البئر البعيدةُ القَعْر كأَنها تَصْهِلُ من

آبارٍ بَوائنَ، وكذا في شعره يَصْهِلْنَ للنظر البعيد؛ قال: وأَنشد أَبو

علي في مثله:

وقَرَّبُوا كلَّ صِهْمِيمٍ مَناكِبُه،

إذا تَداكأَ منه دَفْعُه شَنَفا

وشَنِفَه شَنَفاً: أَبْغَضَه. والشَّنِفُ: الــمُبْغِضُ؛ وأَنشد ابن بري

لشاعر:

لـمَّا رأَتْني أُم عَمْرٍو صَدَفَتْ،

ومَنَعَتْني خَيْرَها وشَنِفَتْ

وأَنشد لآخر:

ولَنْ تُداوَى عِلَّةُ القَلْبِ الشَّنِفْ

وفي إسلام أَبي ذرٍّ: فإنهم قد شَنِفُوا له أَي أَبْغَضوه. وشَنِفَ له

شَنَفاً إذا أَبـْغَضه. وفي حديث زيد بن عمرو بن نُفَيْل: قال لرسول

اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: ما لي أَرى قومَك قد شَنِفوا لك؟ وشَنِفَ له

شَنَفاً: فَطِنَ، وشَنِفْتُ: فَطِنْتُ؛ قال:

وتَقُول: قد شَنِفَ العَدُوُّ، فَقُلْ لها:

ما للعَدُوِّ بغيرِنا لا يَشْنَفُ؟

وأَما ابن الأعرابي فقال: شَنِفَ له وبه في البِغْضَةِ والفِطْنةِ، قال

ابن سيده: والصحيح ما تقدم من أَن شَنِفَ في البِغْضةِ متعدية بغير حرف،

وفي الفطنة متعدية بحرفين متعاقبين كما تتعدَّى فَطِنَ بهما إذا قلت:

فَطِنَ له وفَطِنَ به. وشَنَفَ إليه يَشْنِفُ شَنْفاً وشُنُوفاً: نظر بمؤخر

العين؛ حكاه يعقوب، وقال مرة: هو نظر فيه اعْتراضٌ؛ قال ابن مقبل:

إذا تداكأَ منه دَفْعُه شَنَفا

الكسائي: شَفَنْتُ إلى الشيء وشَنَفْتُ إليه إذا نظرت إليه. ابن

الأَعرابي: شنفت له وعديت

(* قوله «وعديت» كذا بالأصل على هذه الصورة.) له إذا

أَبغضته. ويقال: ما لي أَراك شانِفاً عني وخانِفاً، وقد خَنَفَ عني وجهَه

أَي صرَفه.

شنف
الشَّنْفُ، بالفَتْحِ، وَلَا تَقُلْ: الشُّنْفُ، بِالضَّمِّ، فإِنَّه لَحْنٌ، وَهُوَ: القُرْطُ الأَعْلَى، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَو مِعْلاَقٌ فِي قُوفِ الأَذُنِ، قَالَه اللَّيْثُ، أَو مَا عُلِّقَ فِي أَعْلاَهَا، والرِّعْثَةُ فِي أَسْفَلهَا، قَالَه ابنِ الأعْرَابِيِّ، وأَما عُلِّقَ فِي أَسْفَلِهَا فَقُرْطٌ، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وَقيل: الشَّنْفُ والقُرْطُ وَاحِدٌ: ج: شُنُوفٌ،، كبَدْرٍ وبُدُورٍ، وأَشْنَافٌ كَذَلِك، وَهُوَ مُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: والشَّنْفُ: النَّظَرُ إِلَى الشَّيْءِ كَالْمُعْتَرِضِ عَلَيْهِ، وَهُوَ أَنْ يَرْفَعَ الإنْسَانُ طَرْفَهُ نَاظِراً إِلَى الشَّيْءِ، كَاْلُمْتَعِّجِب مِنْهُ، أَو كَالْكَارِهِ لَهُ، ومِثْلُه الشَّفْنُ، قَالَهُ أَبو زَيْدٍ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ للْفَرَزْدَقِ، يفَضِّلُ الأَخْطَلَ، ويَمْدَحُ بَنشي تَغْلِبَ، ويهْجُو جَرِيراً: يَا ابْنَ الْمَرَاغَةِ إِنَّ تَغْلِبَ وَائلٍ رَفَعُوا عِنَانِي فَوْقَ كُلِّ عِنَانِ شَفْنِفْنَ للنَّظَرِ الْبَعِيدِ كَأَنَّمَاإرْنَانُهَا بِبَوَائِنِ الأَشْطَانِ ويُرْوَي:) يَصْهِلْن للشَّبَحِ البَعِيدِ (ورِوَايَةُ ابنِ الأعْرَابِيِّ:) يَشْتَفْنَ من الاشْتِيَافِ.
وشَنِفَ لَهُ، كَفَرِحَ: أَبْغَضَهُ، وتَنَكَّرَهُ، حَكَاهُ ابْنُ السِّكّيتِ، وَهُوَ مِثْلُ شَئِفْتُه، بالهَمْزِ، وَمِنْه الحديثُ:) مَالِي أَرَى قَوْمَكَ قد شَنِفُوا لكَ فَهُوَ شَنِفٌ، ككَتِفٍ وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ: ولَنْ تُدَاوَى عِلَّةْ القَلْبِ الشَّنِفْ وَقَالَ آخَرُ:
(ولَنْ أَزَالَ وإنْ جَامَلْتُ مُحْتَسِباً ... فِي غَيْرِ نَائِرة ضَباَّ لَهَا شَنِفَا)
أَي: مُتَغَضِّباً.
وَقَالَ ابنِ الأعْرَابِيِّ: شًنِفَ لَهُ، وَبِه فَطِنَ، وَكَذَا فِي البِغْضَةِ، وأَنْشَدَ:
(وتَقُولُ قد شَنِفُ الْعَدُوُّ فَقُلْ لَهَا ... مَا لِلْعَدُوِّ بِغَيْرِنَا لَا يَشْنَفُ)

قَالَ ابنُ سِيدَه: والصَّحيحُ أَنَّ شنِفَ فِي البِغْضَةِ مُعَتَدِّيَةٌ بغيرِ حَرْفٍ، وَفِي الفِطْنَةِ مُعَتَدِّيَةٌ بحَرْفَيْن مُتَعَاقِبَيْن، كَمَا يتعَدَّي فَطِن بهما، وَإِذا قلتَ: فَطِنَ لَهُ، وبهِ.
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: شَنِفَ، شَنَفاً: انْقَلَبَتْ شَفَتُهُ الْعُلْيَا مِن أَعْلَى، فَهِيَ شَفَةٌ شَنْفَاءُ.
والشَّانِفُ: الْمُعْرِضُ، يُقال: مالِي أَرَاكَ شَانِفاً عَنِّى، وخَانِفاً.
وإنَّهُ لَشَانِفٌ عَنَّا بِأَنْفِهِ: أَي رَافِعٌ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَقَالَ أَبُو عرو: نَاقَة مَشْنُوفَة: أَي مَزْمُومَةٌ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
وشُنَيْفُ، كَزُبَيْر: تَابِعِيٌّ. وشُنَيْفُ بنُ يَزِيدَ: مُحَدِّثٌ.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَشْنَفَ الْجَارِيَةَ، وَقَالَ غيرُه: شَنَّفَهَا، تَشْنِيفاً، كِلَاهُمَا بمْعنىً: جَعَلَ لَهَا شَنْفاً، وَكَذَلِكَ: قَرَّطَهَا تَقْرِيطاً، فَتَشَنَّفَتْ هِيَ، كَمَا تَقول: تَقَرَّطَتْ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: شَنَفَ إِليه، يَشْنِفُ، شَنْفاً: نَظَر بمُؤْخِرِ العَيْنِ، حكاهُ يَعْقُوبُ.
وأَبُو شُنَيْفٍ، كَزُبَيْرٍ: قريَةٌ بمصرَ من أَعْمَالِ الجِيزَةِ.
وَمن المَجَازِ: شَنَفَ كلامَه، وقَرَّطَهُ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.