Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لوعة

بَابُ البريد

بَابُ البريد:
بفتح الباء الموحدة، وكسر الراء، بلفظ البريد وهو الرسول: اسم لأحد أبواب جامع دمشق، وهو من أنزه المواضع، وقد أكثرت الشعراء من ذكره ووصفه والتشوق إليه، فمن ذلك قول عليّ بن رضوان الساعاتي، شاعر عصري:
ألّمت سليمى، والنسيم عليل، ... فخيّل لي أنّ الشمال شمول
كأنّ الخزامى صفّقت منه قرقفا، ... فللسكر، أعناق المطيّ، تميل
تلاقت جفون، ما تلاقى، قصيرة ... وليل مشوق بالغرام طويل
شديد إلى باب البريد حنينه، ... وليس إلى باب البريد سبيل
ديار: فأما ماؤها فمصفّق ... زلال، وأما ظلّها فظليل
نحلت، وما قولي نحلت تعجبا، ... هل الحبّ إلّا لوعة ونحول؟!

بَغْدَادُ

بَغْدَادُ:
أم الدنيا وسيدة البلاد، قال ابن الأنباري:
أصل بغداد للأعاجم، والعرب تختلف في لفظها إذ لم يكن أصلها من كلامهم ولا اشتقاقها من لغاتهم، قال بعض الأعاجم: تفسيره بستان رجل، فباغ بستان وداد اسم رجل، وبعضهم يقول: بغ اسم للصنم، فذكر أنه أهدي إلى كسرى خصيّ من المشرق فأقطعه إياها، وكان الخصيّ من عباد الأصنام ببلده فقال: بغ داد أي الصنم أعطاني، وقيل: بغ هو البستان وداد أعطى، وكان كسرى قد وهب لهذا الخصي هذا البستان فقال: بغ داد فسميت به، وقال حمزة بن الحسن: بغداد اسم فارسي معرّب عن باغ داذويه، لأن بعض رقعة مدينة المنصور كان باغا لرجل من الفرس اسمه داذويه، وبعضها أثر مدينة دارسة كان بعض ملوك الفرس اختطّها فاعتل فقالوا:
ما الذي يأمر الملك أن تسمى به هذه المدينة؟ فقال:
هلدوه وروز أي خلّوها بسلام، فحكي ذلك للمنصور فقال: سميتها مدينة السلام، وفي بغداد سبع لغات:
بغداد وبغدان، ويأبى أهل البصرة ولا يجيزون بغداذ في آخره الذال المعجمة، وقالوا: لأنه ليس في كلام العرب كلمة فيها دال بعدها ذال، قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق: فقلت لأبي إسحاق إبراهيم بن السري فما تقول في قولهم خرداد؟ فقال: هو فارسي ليس من كلام العرب، قلت أنا: وهذا حجة من قال بغداد فإنه ليس من كلام العرب، وأجاز الكسائي بغداد على الأصل، وحكى أيضا مغداذ ومغداد ومغدان، وحكى الخارزنجي: بغداد بدالين مهملتين، وهي في اللغات كلها تذكّر وتؤنث، وتسمى مدينة السلام أيضا، فأما الزوراء: فمدينة المنصور خاصة، وسميت مدينة السلام لأن دجلة يقال لها وادي السلام، وقال موسى بن عبد الحميد النسائي:
كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي روّاد فأتاه رجل فقال له: من أين أنت؟ فقال له: من بغداد، فقال:
لا تقل بغداد فإن بغ صنم وداد أعطى، ولكن قل مدينة السلام، فإن الله هو السلام والمدن كلها له، وقيل: إن بغداد كانت قبل سوقا يقصدها تجار أهل الصين بتجاراتهم فيربحون الرّبح الواسع، وكان اسم ملك الصين بغ فكانوا إذا انصرفوا إلى بلادهم قالوا:
بغ داد أي إن هذا الربح الذي ربحناه من عطية
الملك، وقيل إنما سميت مدينة السلام لأن السلام هو الله فأرادوا مدينة الله، وأما طولها فذكر بطلميوس في كتاب الملحمة المنسوب إليه أن مدينة بغداد طولها خمس وسبعون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة داخلة في الإقليم الرابع، وقال أبو عون وغيره: إنها في الإقليم الثالث، قال: طالعها السماك الأعزل، بيت حياتها القوس، لها شركة في الكف الخضيب ولها أربعة أجزاء من سرّة الجوزاء تحت عشر درج من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان، قلت أنا: ولا شك أن بغداد أحدثت بعد بطليموس بأكثر من ألف سنة ولكني أظنّ أن مفسري كلامه قاسوا وقالوا، وقال صاحب الزيج: طول بغداد سبعون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلث، وتعديل نهارها ست عشرة درجة وثلثا درجة، وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وخمس دقائق، وغاية ارتفاع الشمس بها ثمانون درجة وثلث، وظلّ الظهر بها درجتان، وظل العصر أربع عشرة درجة، وسمت القبلة ثلاث عشرة درجة ونصف، وجهها عن مكة مائة وسبع عشرة درجة، في الوجود ثلاثمائة درجة، هذا كله نقلته من كتب المنجمين ولا أعرفه ولا هو من صناعتي، وقال أحمد ابن حنبل: بغداد من الصّراة إلى باب التبن، وهو مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد ابن الإمام علي ابن أبي طالب، ثم زيد فيها حتى بلغت كلواذى والمخرّم وقطربّل، قال أهل السير: ولما أهلك الله مهران بأرض الحيرة ومن كان معه من العجم استمكن المسلمون من الغارة على السواد وانتقضت مسالح الفرس وتشتت أمرهم واجترأ المسلمون عليهم وشنوا الغارات ما بين سورا وكسكر والصراة والفلاليج والأستانات، قال أهل الحيرة للمثنى: إن بالقرب منا قرية تقوم فيها سوق عظيمة في كل شهر مرة فيأتيها تجار فارس والأهواز وسائر البلاد، يقال لها بغداد، وكذا كانت إذ ذاك، فأخذ المثنى على البرّ حتى أتى الأنبار، فتحصّن فيها أهلها منه، فأرسل إلى سفروخ مرزبانها ليسير إليه فيكلّمه بما يريد وجعل له الأمان، فعبر المرزبان إليه، فخلا به المثنى وقال له: أريد أن أغير على سوق بغداد وأريد أن تبعث معي أدلّاء فيدلّوني الطريق وتعقد لي الجسر لأعبر عليه الفرات، ففعل المرزبان ذلك، وقد كان قطع الجسر قبل ذلك لئلا تعبر العرب عليه، فعبر المثنى مع أصحابه وبعث معه المرزبان الأدلاء، فسار حتى وافى السوق صحوة، فهرب الناس وتركوا أموالهم فأخذ المسلمون من الذهب والفضة وسائر الأمتعة ما قدروا على حمله ثم رجعوا إلى الأنبار، ووافى معسكره غانما موفورا، وذلك في سنة 13 للهجرة، فهذا خبر بغداد قبل أن يمصّرها المنصور، لم يبلغني غير ذلك.

فصل
في بدء عمارة بغداد، كان أول من مصّرها وجعلها مدينة المنصور بالله أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ثاني الخلفاء، وانتقل إليها من الهاشمية، وهي مدينة كان قد اختطّها أخوه أبو العباس السّفّاح قرب الكوفة وشرع في عمارتها سنة 145 ونزلها سنة 149، وكان سبب عمارتها أن أهل الكوفة كانوا يفسدون جنده فبلغه ذلك من فعلهم، فانتقل عنهم يرتاد موضعا، وقال ابن عيّاش: بعث المنصور روّادا وهو بالهاشمية يرتادون له موضعا يبني فيه مدينة ويكون الموضع واسطا رافقا بالعامة والجند، فنعت له موضع قريب من
بارمّا، وذكر له غذاؤه وطيب هوائه، فخرج إليه بنفسه حتى نظر إليه وبات فيه، فرأى موضعا طيبا فقال لجماعة، منهم سليمان بن مجالد وأبو أيوب المرزباني وعبد الملك بن حميد الكاتب: ما رأيكم في هذا الموضع؟ قالوا: طيب موافق، فقال: صدقتم ولكن لا مرفق فيه للرعية، وقد مررت في طريقي بموضع تجلب إليه الميرة والامتعة في البرّ والبحر وأنا راجع إليه وبائت فيه، فإن اجتمع لي ما أريد من طيب الليل فهو موافق لما أريده لي وللناس، قال: فأتى موضع بغداد وعبر موضع قصر السلام ثم صلى العصر، وذلك في صيف وحرّ شديد، وكان في ذلك الموضع بيعة فبات أطيب مبيت وأقام يومه فلم ير إلا خيرا فقال: هذا موضع صالح للبناء، فإن المادة تأتيه من الفرات ودجلة وجماعة الأنهار، ولا يحمل الجند والرعية إلا مثله، فخطّ البناء وقدّر المدينة ووضع أول لبنة بيده فقال: بسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، ثم قال: ابنوا على بركة الله، وذكر سليمان بن مختار أن المنصور استشار دهقان بغداد، وكانت قرية في المربّعة المعروفة بأبي العباس الفضل بن سليمان الطوسي، وما زالت داره قائمة على بنائها إلى أن خرب كثير مما يجاورها في البناء، فقال: الذي أراه يا أمير المؤمنين أن تنزل في نفس بغداد، فإنك تصير بين أربعة طساسيج: طسّوجان في الجانب الغربي وطسّوجان في الجانب الشرقي، فاللذان في الغربي قطربل وبادوريا، واللذان في الشرقي نهر بوق وكلواذى، فإن تأخرت عمارة طسوج منها كان الآخر عامرا، وأنت يا أمير المؤمنين على الصّراة ودجلة، تجيئك بالميرة من القرب وفي الفرات من الشام والجزيرة ومصر وتلك البلدان، وتحمل إليك طرائف الهند والسند والصين والبصرة وواسط في دجلة، وتجيئك ميرة أرمينية وأذربيجان وما يتصل بها في تامرّا، وتجيئك ميرة الموصل وديار بكر وربيعة وأنت بين أنهار لا يصل إليك عدوك إلا على جسر أو قنطرة، فإذا قطعت الجسر والقنطرة لم يصل إليك عدوك، وأنت قريب من البرّ والبحر والجبل، فأعجب المنصور هذا القول وشرع في البناء، ووجه المنصور في حشر الصّنّاع والفعلة من الشام والموصل والجبل والكوفة وواسط فأحضروا، وأمر باختيار قوم من أهل الفضل والعدالة والفقه والأمانة والمعرفة بالهندسة، فجمعهم وتقدم إليهم أن يشرفوا على البناء، وكان ممن حضر الحجاج بن أرطاة وأبو حنيفة الإمام، وكان أول العمل في سنة 145، وأمر أن يجعل عرض السور من أسفله خمسين ذراعا ومن أعلاه عشرين ذراعا، وأن يجعل في البناء جرز القصب مكان الخشب، فلما بلغ السور مقدار قامة اتّصل به خروج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، فقطع البناء حتى فرغ من أمره وأمر أخيه إبراهيم بن عبد الله بن حسن ابن حسن.
وعن علي بن يقطين قال: كنت في عسكر أبي جعفر المنصور حين سار إلى الصراة يلتمس موضعا لبناء مدينة، قال: فنزل الدير الذي على الصراة في العتيقة فما زال على دابته ذاهبا جائيا منفردا عن الناس يفكر، قال: وكان في الدير راهب عالم فقال لي: لم يذهب الملك ويجيء؟ قلت: إنه يريد أن يبني مدينة، قال: فما اسمه؟ قلت: عبد الله بن محمد، قال: أبو من؟ قلت: أبو جعفر، قال:
هل يلقب بشيء؟ قلت: المنصور، قال: ليس هذا الذي يبنيها، قلت: ولم؟ قال: لأنا قد وجدنا في كتاب عندنا نتوارثه قرنا عن قرن أن الذي يبني
هذا المكان رجل يقال له مقلاص، قال: فركبت من وقتي حتى دخلت على المنصور ودنوت منه، فقال لي: ما وراءك؟ قلت: خير ألقيه إلى أمير المؤمنين وأريحه من هذا العناء، فقال: قل، قلت:
أمير المؤمنين يعلم أن هؤلاء معهم علم، وقد أخبرني راهب هذا الدير بكذا وكذا، فلما ذكرت له مقلاص ضحك واستبشر ونزل عن دابته فسجد وأخذ سوطه وأقبل يذرع به، فقلت في نفسي: لحقه اللجاج، ثم دعا المهندسين من وقته وأمرهم بخط الرماد، فقلت له: أظنّك يا أمير المؤمنين أردت معاندة الراهب وتكذيبه، فقال: لا والله ولكني كنت ملقّبا بمقلاص وما ظننت أن أحدا عرف ذلك غيري، وذاك أننا كنا بناحية السراة في زمان بني أمية على الحال التي تعلم، فكنت أنا ومن كان في مقدار سنّي من عمومتي وإخوتي نتداعى ونتعاشر، فبلغت النوبة إليّ يوما من الأيام وما أملك درهما واحدا فلم أزل أفكر وأعمل الحيلة إلى أن أصبت غزلا لداية كانت لهم، فسرقته ثم وجّهت به فبيع لي واشتري لي بثمنه ما احتجت إليه، وجئت إلى الداية وقلت لها:
افعلي كذا واصنعي كذا، قالت: من أين لك ما أرى؟ قلت: اقترضت دراهم من بعض أهلي، ففعلت ما أمرتها به، فلما فرغنا من الأكل وجلسنا للحديث طلبت الداية الغزل فلم تجده فعلمت أني صاحبه، وكان في تلك الناحية لص يقال له مقلاص مشهور بالسرقة، فجاءت إلى باب البيت الذي كنا فيه فدعتني فلم أخرج إليها لعلمي أنها وقفت على ما صنعت، فلما ألحّت وأنا لا أخرج قالت: اخرج يا مقلاص، الناس يتحذّرون من مقلاصهم وأنا مقلاصي معي في البيت، فمزح معي إخوتي وعمومتي بهذا اللقب ساعة ثم لم أسمع به إلا منك الساعة فعلمت أن أمر هذه المدينة يتم على يدي لصحة ما وقفت عليه، ثم وضع أساس المدينة مدوّرا وجعل قصره في وسطها وجعل لها أربعة أبواب وأحكم سورها وفصيلها، فكان القاصد إليها من الشرق يدخل من باب خراسان والقاصد من الحجاز يدخل من باب الكوفة والقاصد من المغرب يدخل من باب الشام والقاصد من فارس والأهواز وواسط والبصرة واليمامة والبحرين يدخل من باب البصرة.
قالوا: فأنفق المنصور على عمارة بغداد ثمانية عشر ألف ألف دينار، وقال الخطيب في رواية: إنه أنفق على مدينته وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب والأسواق إلى أن فرغ من بنائها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانين ألف درهم، وذاك أن الأستاذ من الصّنّاع كان يعمل في كل يوم بقيراط إلى خمس حبّات والروزجاري بحبتين إلى ثلاث حبات، وكان الكبش بدرهم والحمل بأربعة دوانيق والتمر ستون رطلا بدرهم، قال الفضل بن دكين: كان ينادى على لحم البقر في جبانة كندة تسعون رطلا بدرهم، ولحم الغنم ستون رطلا بدرهم، والعسل عشرة أرطال بدرهم، قال: وكان بين كل باب من أبواب المدينة والباب الآخر ميل، وفي كل ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنان وستون ألف لبنة من اللبن الجعفري، وعن ابن الشّروي قال: هدمنا من السور الذي يلي باب المحوّل قطعة فوجدنا فيها لبنة مكتوبا عليها بمغرة:
وزنها مائة وسبعة عشر رطلا، فوزناها فوجدناها كذلك.
وكان المنصور كما ذكرنا بنى مدينته مدوّرة وجعل داره وجامعها في وسطها، وبنى القبة الخضراء فوق إيوان، وكان علوّها ثمانين ذراعا، وعلى رأس القبة صنم على صورة فارس في يده رمح، وكان السلطان إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومدّ
الرمح نحوها علم أن بعض الخوارج يظهر من تلك الجهة، فلا يطول عليه الوقت حتى ترد عليه الأخبار بأن خارجيّا قد هجم من تلك الناحية، قلت أنا:
هكذا ذكر الخطيب وهو من المستحيل والكذب الفاحش، وإنما يحكى مثل هذا عن سحرة مصر وطلسمات بليناس التي أوهم الأغمار صحتها تطاول الأزمان والتخيل أن المتقدّمين ما كانوا بني آدم، فأما الملة الإسلامية فإنها تجلّ عن مثل هذه الخرافات، فإن من المعلوم أن الحيوان الناطق مكلف الصنائع لهذا التمثال لا يعلم شيئا مما ينسب إلى هذا الجماد ولو كان نبيّا مرسلا، وأيضا لو كان كلما توجهت إلى جهة خرج منها خارجيّ لوجب أن لا يزال خارجيّ يخرج في كل وقت لأنها لا بدّ أن تتوجه إلى وجه من الوجوه، والله أعلم، قال: وسقط رأس هذه القبة سنة 329، وكان يوم مطر عظيم ورعد هائل، وكانت هذه القبة تاج البلد وعلم بغداد ومأثرة من مآثر بني العباس، وكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون سنة، ونقل المنصور أبوابها من واسط، وهي أبواب الحجّاج، وكان الحجاج أخذها من مدينة بإزاء واسط تعرف بزندورد، يزعمون أنها من بناء سليمان بن داود، عليه السلام، وأقام على باب خراسان بابا جيء به من الشام من عمل الفراعنة وعلى باب الكوفة بابا جيء به من الكوفة من عمل خالد القسري وعمل هو بابا لباب الشام، وهو أضعفها، وكان لا يدخل أحد من عمومة المنصور ولا غيرهم من شيء من الأبواب إلّا راجلا إلا داود بن عليّ عمه، فإنه كان متفرّسا وكان يحمل في محفّة، وكذلك محمد المهدي ابنه، وكانت تكنس الرحاب في كل يوم ويحمل التراب إلى خارج، فقال له عمه عبد الصمد: يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب، فلم يأذن له، فقال: يا أمير المؤمنين عدني بعض بغال الرّوايا التي تصل إلى الرّحاب، فقال: يا ربيع بغال الروايا تصل إلى رحابي تتخذ الساعة قنيّ بالساج من باب خراسان حتى تصل إلى قصري، ففعل ومدّ المنصور قناة من نهر دجيل الآخذ من دجلة وقناة من نهر كرخايا الآخذ من الفرات وجرّهما إلى مدينته في عقود وثيقة، من أسفلها محكمة بالصاروج والآجر من أعلاها، فكانت كل قناة منها تدخل المدينة وتنفذ في الشوارع والدروب والأرباض، تجري صيفا وشتاء لا ينقطع ماؤها في شيء من الأوقات، ثم أقطع المنصور أصحابه القطائع فعمّروها وسميت بأسمائهم، وقد ذكرت من ذلك ما بلغني في مواضعه حسب ما قضى به ترتيب الحروف، وقد صنّف في بغداد وسعتها وعظم رفعتها وسعة بقعتها وذكر أبو بكر الخطيب في صدر كتابه من ذلك ما فيه كفاية لطالبه.

فلنذكر الآن ما ورد في مدح بغداد
ومن عجيب ذلك ما ذكره أبو سهل بن نوبخت قال:
أمرني المنصور لما أراد بناء بغداد بأخذ الطالع، ففعلت فإذا الطالع في الشمس وهي في القوس، فخبّرته بما تدلّ النجوم عليه من طول بقائها وكثرة عمارتها وفقر الناس إلى ما فيها ثم قلت: وأخبرك خلّة أخرى أسرك بها يا أمير المؤمنين، قال: وما هي؟ قلت: نجد في أدلة النجوم أنه لا يموت بها خليفة أبدا حتف أنفه، قال: فتبسم وقال الحمد لله على ذلك، هذا من فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ولذلك يقول عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن الخطفى:
أعاينت في طول من الأرض أو عرض، ... كبغداد من دار بها مسكن الخفض
صفا العيش في بغداد واخضرّ عوده، ... وعيش سواها غير خفض ولا غضّ
تطول بها الأعمار، إنّ غذاءها ... مريء، وبعض الأرض أمرأ من بعض
قضى ربّها أن لا يموت خليفة ... بها، إنه ما شاء في خلقه يقضي
تنام بها عين الغريب، ولا ترى ... غريبا بأرض الشام يطمع في الغمض
فإن جزيت بغداد منهم بقرضها، ... فما أسلفت إلّا الجميل من القرض
وإن رميت بالهجر منهم وبالقلى، ... فما أصبحت أهلا لهجر ولا بغض
وكان من أعجب العجب أن المنصور مات وهو حاجّ، والمهدي ابنه خرج إلى نواحي الجبل فمات بما سبذان بموضع يقال له الرّذّ، والهادي ابنه مات بعيساباد قرية أو محلّة بالجانب الشرقي من بغداد، والرشيد مات بطوس، والأمين أخذ في شبارته وقتل بالجانب الشرقي، والمأمون مات بالبذندون من نواحي المصّيصة بالشام، والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر وباقي الخلفاء ماتوا بسامرّا، ثم انتقل الخلفاء إلى التاج من شرقي بغداد كما ذكرناه في التاج، وتعطّلت مدينة المنصور منهم.
وفي مدح بغداد قال بعض الفضلاء: بغداد جنة الأرض ومدينة السلام وقبة الإسلام ومجمع الرافدين وغرّة البلاد وعين العراق ودار الخلافة ومجمع المحاسن والطيبات ومعدن الظرائف واللطائف، وبها أرباب الغايات في كل فنّ، وآحاد الدهر في كل نوع، وكان أبو إسحاق الزّجّاج يقول: بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية، وكان أبو الفرج الببغا يقول: هي مدينة السلام بل مدينة الإسلام، فإنّ الدولة النبوية والخلافة الإسلامية بها عشّشتا وفرّختا وضربتا بعروقهما وبسقتا بفروعهما، وإنّ هواءها أغذى من كل هواء وماءها أعذب من كل ماء، وإنّ نسيمها أرقّ من كل نسيم، وهي من الإقليم الاعتدالي بمنزلة المركز من الدائرة، ولم تزل بغداد موطن الأكاسرة في سالف الأزمان ومنزل الخلفاء في دولة الإسلام، وكان ابن العميد إذا طرأ عليه أحد من منتحلي العلوم والآداب وأراد امتحان عقله سأله عن بغداد، فإن فطن بخواصّها وتنبّه على محاسنها وأثنى عليها جعل ذلك مقدّمة فضله وعنوان عقله، ثم سأله عن الجاحظ، فإن وجد أثرا لمطالعة كتبه والاقتباس من نوره والاغتراف من بحره وبعض القيام بمسائله قضى له بأنه غرّة شادخة في أهل العلم والآداب، وإن وجده ذامّا لبغداد غفلا عما يحب أن يكون موسوما به من الانتساب إلى المعارف التي يختص بها الجاحظ لم ينفعه بعد ذلك شيء من المحاسن، ولما رجع الصاحب عن بغداد سأله ابن العميد عنها، فقال: بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد، فجعلها مثلا في الغاية في الفضل، وقال ابن زريق الكاتب الكوفي:
سافرت أبغي لبغداد وساكنها ... مثلا، قد اخترت شيئا دونه الياس
هيهات بغداد، والدنيا بأجمعها ... عندي، وسكان بغداد هم الناس
وقال آخر:
بغداد يا دار الملوك ومجتنى ... صوف المنى، يا مستقرّ المنابر
ويا جنّة الدنيا ويا مجتنى الغنى، ... ومنبسط الآمال عند المتاجر
وقال أبو يعلى محمد بن الهبّارية: سمعت الشيخ الزاهد أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآباذي يقول: من دخل بغداد وهو ذو عقل صحيح وطبع معتدل مات بها أو بحسرتها، وقال عمارة بن عقيل ابن بلال بن جرير:
ما مثل بغداد في الدنيا ولا الدين، ... على تقلّبها في كلّ ما حين
ما بين قطربّل فالكرخ نرجسة ... تندى، ومنبت خيريّ ونسرين
تحيا النفوس بريّاها، إذا نفحت، ... وخرّشت بين أوراق الرّياحين
سقيا لتلك القصور الشاهقات وما ... تخفي من البقر الإنسيّة العين
تستنّ دجلة فيما بينها، فترى ... دهم السّفين تعالى كالبراذين
مناظر ذات أبواب مفتّحة، ... أنيقة بزخاريف وتزيين
فيها القصور التي تهوي، بأجنحة، ... بالزائرين إلى القوم المزورين
من كلّ حرّاقة تعلو فقارتها، ... قصر من الساج عال ذو أساطين
وقدم عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس إلى بغداد فرأى كثرة الناس بها فقال: ما مررت بطريق من طرق هذه المدينة إلّا ظننت أن الناس قد نودي فيهم، ووجد على بعض الأميال بطريق مكة مكتوبا:
أيا بغداد يا أسفي عليك! ... متى يقضى الرجوع لنا إليك؟
قنعنا سالمين بكلّ خير، ... وينعم عيشنا في جانبيك
ووجد على حائط بجزيرة قبرص مكتوبا:
فهل نحو بغداد مزار، فيلتقي ... مشوق ويحظى بالزيارة زائر
إلى الله أشكو، لا إلى الناس، إنه ... على كشف ما ألقى من الهمّ قادر
وكان القاضي أبو محمد عبد الوهّاب بن علي بن نصر المالكي قد نبا به المقام ببغداد فرحل إلى مصر، فخرج البغداديون يودّعونه وجعلوا يتوجعون لفراقه، فقال: والله لو وجدت عندكم في كل يوم مدّا من الباقلّى ما فارقتكم، ثم قال:
سلام على بغداد من كلّ منزل، ... وحقّ لها منّي السلام المضاعف
فو الله ما فارقتها عن قلى لها، ... وإني بشطّي جانبيها لعارف
ولكنها ضاقت عليّ برحبها، ... ولم تكن الأرزاق فيها تساعف
وكانت كخلّ كنت أهوى دنوّه، ... وأخلاقه تنأى به وتخالف
ولما حج الرشيد وبلغ زرود التفت إلى ناحية العراق وقال:
أقول وقد جزنا زرود عشيّة، ... وكادت مطايانا تجوز بنا نجدا
على أهل بغداد السلام، فإنني ... أزيد بسيري عن ديارهم بعدا
وقال ابن مجاهد المقري: رأيت أبا عمرو بن العلاء في النوم فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: دعني مما فعل الله بي، من أقام ببغداد على السّنّة والجماعة ومات نقل من جنة إلى جنة، وعن يونس بن عبد الأعلى قال: قال لي محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه: أيا يونس دخلت بغداد؟ فقلت: لا، فقال: أيا يونس ما رأيت الدنيا ولا الناس، وقال طاهر بن المظفّر بن طاهر الخازن:
سقى الله صوب الغاديات محلّة ... ببغداد، بين الخلد والكرخ والجسر
هي البلدة الحسناء، خصّت لأهلها ... بأشياء لم يجمعن مذ كنّ في مصر
هواء رقيق في اعتدال وصحّة، ... وماء له طعم ألذّ من الخمر
ودجلتها شطّان قد نظما لنا ... بتاج إلى تاج، وقصر إلى قصر
ثراها كمسك، والمياه كفضّة، ... وحصباؤها مثل اليواقيت والدّر
قال أبو بكر الخطيب: أنشدني أبو محمد الباقي قول الشاعر:
دخلنا كارهين لها، فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
فقال يوشك هذا أن يكون في بغداد، قيل وأنشد لنفسه في المعنى وضمنه البيت:
على بغداد معدن كلّ طيب، ... ومغنى نزهة المتنزّهينا:
سلام كلما جرحت بلحظ ... عيون المشتهين المشتهينا
دخلنا كارهين لها، فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
وما حبّ الديار بنا، ولكن ... أمرّ العيش فرقة من هوينا
قال محمد بن عليّ بن حبيب الماوردي: كتب إليّ أخي من البصرة وأنا ببغداد:
طيب الهواء ببغداد يشوّقني ... قدما إليها، وإن عاقت معاذير
وكيف صبري عنها، بعد ما جمعت ... طيب الهواءين ممدود ومقصور؟
وقلّد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر اليمن، فلما أراد الخروج قال:
أيرحل آلف ويقيم إلف، ... وتحيا لوعة ويموت قصف؟
على بغداد دار اللهو منّي ... سلام ما سجا للعين طرف
وما فارقتها لقلى، ولكن ... تناولني من الحدثان صرف
ألا روح ألا فرج قريب، ... ألا جار من الحدثان كهف
لعلّ زماننا سيعود يوما، ... فيرجع آلف ويسر إلف
فبلغ الوزير هذا الشعر فأعفاه، وقال شاعر يتشوق بغداد:
ولما تجاوزت المدائن سائرا، ... وأيقنت يا بغداد أني على بعد
علمت بأنّ الله بالغ أمره، وأن قضاء الله ينفذ في العبد وقلت، وقلبي فيه ما فيه من جوى، ودمعي جار كالجمان على خدّي: ترى الله يا بغداد يجمع بيننا فألقى الذي خلّفت فيك على العهد؟
وقال محمد بن عليّ بن خلف النيرماني:
فدى لك يا بغداد كل مدينة ... من الأرض، حتى خطّتي ودياريا
فقد طفت في شرق البلاد وغربها، ... وسيّرت خيلي بينها وركابيا
فلم أر فيها مثل بغداد منزلا، ... ولم أر فيها مثل دجلة واديا
ولا مثل أهليها أرقّ شمائلا، ... وأعذب ألفاظا، وأحلى معانيا
وقائلة: لو كان ودّك صادقا ... لبغداد لم ترحل، فقلت جوابيا:
يقيم الرجال الموسرون بأرضهم، ... وترمي النوى بالمقترين المراميا

في ذمّ بغداد
قد ذكره جماعة من أهل الورع والصلاح والزهّاد والعبّاد، ووردت فيها أحاديث خبيثة، وعلّتهم في الكراهية ما عاينوه بها من الفجور والظلم والعسف، وكان الناس وقت كراهيتهم للمقام ببغداد غير ناس زماننا، فأما أهل عصرنا فأجلس خيارهم في الحشّ وأعطهم فلسا فما يبالون بعد تحصيل الحطام أين كان المقام، وقد ذكر الحافظ أبو بكر أحمد بن عليّ من ذلك قدرا كافيا، وكان بعض الصالحين إذا ذكرت عنده بغداد يتمثل:
قل لمن أظهر التنسّك في النا ... س وأمسى يعدّ في الزّهّاد:
الزم الثغر والتواضع فيه، ... ليس بغداد منزل العبّاد
إن بغداد للملوك محلّ، ... ومناخ للقارئ الصياد
ومن شائع الشعر في ذلك:
بغداد أرض لأهل المال طيّبة، ... وللمفاليس دار الضّنك والضيق
أصبحت فيها مضاعا بين أظهرهم، ... كأنني مصحف في بيت زنديق
ويروى للطاهر بن الحسين قال:
زعم الناس أن ليلك يا بغ ... داد ليل يطيب فيه النسيم
ولعمري ما ذاك إلّا لأن خا ... لفها، بالنهار، منك السّموم
وقليل الرّخاء يتّبع الش ... دة، عند الأنام، خطب عظيم
وكتب عبد الله بن المعتز إلى صديق له يمدح سرّ من رأى ويصف خرابها ويذم بغداد: كتبت من بلدة قد أنهض الله سكانها وأقعد حيطانها، فشاهد اليأس فيها ينطق وحبل الرجاء فيها يقصر، فكأن عمرانها يطوى وخرابها ينشر، وقد تمزقت بأهلها الديار، فما يجب فيها حقّ جوار، فحالها تصف للعيون الشكوى، وتشير إلى ذم الدنيا، على أنها وإن جفيت معشوقة السّكنى، وحبيبة المثوى،
كوكبها يقظان، وجوّها عريان، وحصباؤها جوهر، ونسيمها معطّر، وترابها أذفر، ويومها غداة، وليلها سحر، وطعامها هنيء، وشرابها مريء، لا كبلدتكم الوسخة السماء، الومدة الماء والهواء، جوها غبار، وأرضها خبار، وماؤها طين، وترابها سرجين، وحيطانها نزوز، وتشرينها تموز، فكم من شمسها من محترق، وفي ظلّها من عرق، صيقة الديار، وسيئة الجوار، أهلها ذئاب، وكلامهم سباب، وسائلهم محروم، وما لهم مكتوم، ولا يجوز إنفاقه، ولا يحل خناقه، حشوشهم مسايل، وطرقهم مزابل، وحيطانهم أخصاص، وبيوتهم أقفاص، ولكل مكروه أجل، وللبقاع دول، والدهر يسير بالمقيم، ويمزج البؤس بالنعيم، وله من قصيدة:
كيف نومي وقد حللت ببغ ... داد، مقيما في أرضها، لا أريم
ببلاد فيها الركايا، علي ... هن أكاليل من بعوض تحوم
جوها في الشتاء والصيف دخّا ... ن كثيف، وماؤها محموم
ويح دار الملك التي تنفح المس ... ك، إذا ما جرى عليه النسيم
كيف قد أقفرت وحاربها الدّه ... ر، وعين الحياة فيها البوم
نحن كنا سكانها، فانقضى ذا ... لك عنا، وأي شيء يدوم
وقال أيضا:
أطال الهمّ في بغداد ليلي، ... وقد يشقى المسافر أو يفوز
ظللت بها، على رغمي، مقيما ... كعنّين تعانقه عجوز
وقال محمد بن أحمد بن شميعة البغدادي شاعر عصري فيها:
ودّ أهل الزوراء زور، فلا ... تغترر بالوداد من ساكنيها
هي دار السلام حسب، فلا يط ... مع منها، إلّا بما قيل فيها
وكان المعتصم قد سأل أبا العيناء عن بغداد وكان سيّء الرأي فيها، فقال: هي يا أمير المؤمنين كما قال عمارة بن عقيل:
ما أنت يا بغداد إلّا سلح، ... إذا اعتراك مطر أو نفح،
وإن جففت فتراب برح
وكما قال آخر:
هل الله من بغداد، يا صاح، مخرجي، ... فأصبح لا تبدو لعيني قصورها
وميدانها المذري علينا ترابها ... إذا شحجت أبغالها وحميرها
وقال آخر:
أذمّ بغداد والمقام بها، ... من بعد ما خبرة وتجريب
ما عند سكّانها لمختبط ... خير، ولا فرجة لمكروب
يحتاج باغي المقام بينهم ... إلى ثلاث من بعد تثريب:
كنوز قارون أن تكون له، ... وعمر نوح وصبر أيوب
قوم مواعيدهم مزخرفة ... بزخرف القول والأكاذيب
خلّوا سبيل العلى لغيرهم، ... ونافسوا في الفسوق والحوب
وقال بعض الأعراب:
لقد طال في بغداد ليلي، ومن يبت ... ببغداد يصبح ليله غير راقد
بلاد، إذا ولّى النهار، تنافرت ... براغيثها من بين مثنى وواحد
ديازجة شهب البطون، كأنها ... بغال بريد أرسلت في مذاود
وقرأت بخط عبيد الله بن أحمد بن جخجخ قال أبو العالية:
ترحّل فما بغداد دار إقامة، ... ولا عند من يرجى ببغداد طائل
محلّ ملوك سمتهم في أديمهم، ... فكلهم من حلية المجد عاطل
سوى معشر جلّوا، وجلّ قليلهم ... يضاف إلى بذل النّدى، وهو باخل
ولا غروان شلّت يد الجود والندى ... وقلّ سماح من رجال ونائل
إذا غطمط البحر الغطامط ماؤه ... فليس عجيبا أن تفيض الجداول
وقال آخر:
كفى حزنا، والحمد لله أنّني ... ببغداد قد أعيت عليّ مذاهبي
أصاحب قوما لا ألذّ صحابهم، ... وآلف قوما لست فيهم براغب
ولم أثو في بغداد حبّا لأهلها، ... ولا أنّ فيها مستفادا لطالب
سأرحل عنها قاليا لسراتها، ... وأتركها ترك الملول المجانب
فإن ألجأتني الحادثات إليهم ... فأير حمار في حرامّ النوائب
وقال بعضهم يمدح بغداد ويذمّ أهلها:
سقيا لبغداد ورعيا لها، ... ولا سقى صوب الحيا أهلها
يا عجبا من سفل مثلهم، ... كيف أبيحوا جنّة مثلها
وقال آخر:
اخلع ببغداد العذارا، ... ودع التنسّك والوقارا
فلقد بليت بعصبة ... ما إن يرون العار عارا
لا مسلمين ولا يهو ... د ولا مجوس ولا نصارى
وقدم بعض الهجريّين بغداد فاستوبأها وقال:
أرى الريف يدنو كل يوم وليلة، ... وأزداد من نجد وساكنه بعدا
ألا إن بغدادا بلاد بغيضة ... إليّ، وإن أمست معيشتها رغدا
بلاد ترى الأرواح فيها مريضة، ... وتزداد نتنا حين تمطر أو تندى
وقال أعرابيّ مثل ذلك:
ألا يا غراب البين ما لك ثاويا ... ببغداد لا تمضي، وأنت صحيح؟
ألا إنما بغداد دار بليّة، ... هل الله من سجن البلاد مريح؟
وقال أبو يعلى بن الهبّارية أنشدني جدّي أبو الفضل محمد بن محمد لنفسه:
إذا سقى الله أرضا صوب غادية، ... فلا سقى الله غيثا أرض بغداد
أرض بها الحرّ معدوم، كأنّ لها ... قد قيل في مثل: لا حرّ بالوادي
بل كلّ ما شئت من علق وزانية ... ومستحدّ وصفعان وقوّاد
وقال أيضا أبو يعلى بن الهبارية: أنشدني معدان التغلبي لنفسه:
بغداد دار، طيبها آخذ ... نسيمه مني بأنفاسي
تصلح للموسر لا لامرئ ... يبيت في فقر وإفلاس
لو حلّها قارون ربّ الغنى، ... أصبح ذا همّ ووسواس
هي التي توعد، لكنها ... عاجلة للطاعم الكاسي
حور وولدان ومن كلّ ما ... تطلبه فيها، سوى الناس

بَوَّانُ

بَوَّانُ:
بالفتح، وتشديد الواو، وألف، ونون:
في ثلاثة مواضع، أشهرها وأسيرها ذكرا شعب بوّان بأرض فارس بين أرّجان والنّوبندجان، وهو أحد متنزهات الدنيا، قال المسعودي، وذكر اختلاف الناس في فارس فقال: ويقال إنهم من ولد بوّان بن إيران بن الأسود بن سام بن نوح، عليه السلام، وبوّان هذا هو الذي ينسب إليه شعب بوّان من أرض فارس، وهو أحد المواضع المتنزهة المشتهرة بالحسن وكثرة الأشجار وتدفق المياه وكثرة أنواع الأطيار، قال الشاعر:
فشعب بوّان فوادي الراهب، ... فثمّ تلقى أرحل النجائب
وقد روي عن غير واحد من أهل العلم أنه من متنزهات الدنيا، وبعض قال: جنان الدنيا أربعة مواضع: غوطة دمشق وصغد سمرقند وشعب بوّان ونهر الأبلة، وقالوا: وأفضلها غوطة دمشق، وقال أحمد بن محمد الهمداني: من أرّجان إلى النوبندجان ستة وعشرون فرسخا، وبينهما شعب بوّان الموصوف بالحسن والنزاهة وكثرة الشجر وتدفّق المياه، وهو موضع من أحسن ما يعرف، فيه شجر الجوز والزيتون وجميع الفواكه النابتة في الصخر، وعن المبرّد أنه قال: قرأت على شجرة بشعب بوّان:
إذا أشرف المحزون، من رأس تلعة، ... على شعب بوّان استراح من الكرب
وألهاه بطن كالحريرة مسّه، ... ومطّرد يجري من البارد العذب
وطيب ثمار في رياض أريضة، ... على قرب أغصان جناها على قرب
فبالله يا ريح الجنوب تحمّلي، ... إلى أهل بغداد، سلام فتى صبّ
وإذا في أسفل ذلك مكتوب:
ليت شعري عن الذين تركنا ... خلفنا بالعراق هل يذكرونا
أم لعلّ الذي تطاول حتى ... قدم العهد بعدنا، فنسونا؟
وذكر بعض أهل الأدب أنه قرأ على شجرة دلب تظلل عينا جارية بشعب بوّان:
متى تبغني في شعب بوّان تلقني ... لدى العين، مشدود الركاب إلى الدّلب
وأعطي، وإخواني، الفتوّة حقّها ... بما شئت من جدّ وما شئت من لعب
يدير علينا الكأس من لو رأيته ... بعينك ما لمت المحبّ على الحبّ
وذكر لي بعض أهل فارس أن شعب بوّان واد عميق، والأشجار والعيون التي فيه إنما هي من جلهتيه، وأسفل الوادي مضايق تجتمع فيها تلك المياه وتجري، وليس في أرض وطيئة البتّة بحيث تبنى فيه مدينة ولا قرية كبيرة، وقد أجاد المتنبي في وصفه فقال:
مغاني الشعب، طيبا، في المغاني، ... بمنزلة الربيع من الزمان
ولكنّ الفتى العربيّ فيها، ... غريب الوجه، واليد، واللسان
ملاعب جنّة، لو سار فيها ... سليمان لسار بترجمان
طبت فرساننا والخيل حتى ... خشيت، وإن كرمن، من الحران
غدونا تنفض الأغصان فيها، ... على أعرافها، مثل الجمان
فسرت وقد حجبن الحرّ عني، ... وجئن من الضياء بما كفاني
وألقى الشرق منها، في ثيابي، ... دنانيرا تفرّ من البنان
لها ثمر، تشير إليك منه ... بأشربة، وقفن بلا أواني
وأمواه تصلّ بها حصاها ... صليل الحلي، في أيدي الغواني
ولو كانت دمشق ثنى عناني ... لبيق الثّرد صينيّ الجفان
يلنجوجيّ، ما رفعت لضيف ... به النيران، ندّيّ الدّخان
تحلّ به على قلب شجاع، ... وترحل منه عن قلب جبان
منازل، لم يزل منها خيال ... يشيّعني إلى النّوبنذجان
إذا غنّى الحمام الورق فيها، ... أجابته أغانيّ القيان
ومن بالشعب أحوج من حمام، ... إذا غنّى وناح إلى البيان؟
وقد يتقارب الوصفان جدّا، ... وموصوفاهما متباعدان
يقول بشعب بوّان حصاني: ... أعن هذا يسار إلى الطّعان؟
أبوكم آدم سنّ المعاصي، ... وعلمكم مفارقة الجنان
فقلت: إذا رأيت أبا شجاع ... سلوت عن العباد، وذا المكان
وكتب أحمد بن الضحاك الفلكي إلى صديق له يصف شعب بوّان: بسم الله الرحمن الرحيم، كتبت إليك من شعب بوّان وله عندي يد بيضاء مذكورة، ومنّة غرّاء مشهورة، بما أولانيه من منظر أعدى على الأحزان، وأقال من صروف الزمان، وسرّح طرفي في جداول تطرّد بماء معين منسكب أرقّ من دموع العشّاق، مررتها لوعة الفراق، وأبرد من ثغور الأحباب، عند الالتئام والاكتئاب، كأنها حين جرى آذيّها يترقرق، وتدافع تيارها يتدفّق، وارتجّ حبابها يتكسر في خلال زهر ورياض ترنو بحدق تولّد قصب لجين في صفائح عقيان، وسموط درّ بين زبرجد ومرجان، أثر على حكمة صانعه شهيد، وعلم على لطف خالقه دليل إلى ظلّ سجسج أحوى، وخضل ألمى، قد غنّت عليه أغصان فينانة، وقضب غيدانة، تشوّرت لها القدود المهفهفة خجلا، وتقيّلتها الخصور المرهفة تشبّها، يستقيدها النسيم فتنقاد، ويعدل بها فتنعدل، فمن متورد يروق منظره، ومرتجّ يتهدّل مثمره، مشتركة فيه حمرة نضج الثمار، ينفحه نسيم النّوّار، وقد أقمت به يوما وأنا لخيالك مسامر، ولشوقك منادم، وشربت لك تذكارا، وإذا تفضل الله بإتمام السلامة إلى أن أوافي شيراز كتبت إليك من خبري بما تقف عليه إن شاء الله تعالى. وبوّان، أيضا، شعب بوّان: واد بين فارس وكرمان، يوصف أيضا بالنزاهة والطيب ليس بدون الأول، أخبرني به رجل من أهل فارس. وبوّان أيضا: قرية على باب أصبهان، ينسب إليها جماعة، منهم: القاضي أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سليم البوّاني من أهل هذه القرية، كان شيخا صالحا مكثرا، سمع الحافظ أبا بكر مردويه بأصبهان والبرقاني ببغداد وغيرهما، روى عنه الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني وغيره، وولي القضاء ببعض نواحي أصبهان، وتوفي في ذي القعدة سنة 484، وولد في صفر سنة 401.

دَير سُلَيمانَ

دَير سُلَيمانَ:
بالثغر قرب دلوك مطلّ على مرج العين، وهو غاية في النزاهة، قال أبو الفرج: أخبرني جعفر بن قدامة قال: ولي إبراهيم بن المدبر عقيب نكبته وزوالها عنه الثغور الجزريّة وكان أكثر مقامه بمنبج، فخرج في بعض ولايته إلى نواحي دلوك برعبان وخلّف بمنبج جارية كان يتحظاها يقال لها غادر فنزل بدلوك على جبل من جبالها بدير يعرف بدير سليمان من أحسن بلاد الله وأنزهها ودعا بطعام خفيف فأكل وشرب ثم دعا بدواة وقرطاس فكتب:
أيا ساقيينا وسط دير سليمان ... أديرا الكؤوس فانهلاني وعلّاني
وخصّا بصافيها أبا جعفر أخي، ... فذا ثقتي دون الأنام وخلصاني
وميلا بها نحو ابن سلّام الذي ... أودّ وعودا بعد ذاك لنعمان
وعمّا بها النعمان والصحب، إنني ... تنكّرت عيشي بعد صحبي وإخواني
ولا تتركا نفسي تمت بسقامها ... لذكرى حبيب قد سقاني وغنّاني
ترحّلت عنه عن صدود وهجرة، ... فأقبل نحوي وهو باك فأبكاني
وفارقته، والله يجمع شملنا، ... بــلوعة محزون وغلّة حرّان
وليلة عين المرج زار خياله ... فهيّج لي شوقا وجدّد أحزاني
فأشرفت أعلى الدير أنظر طامحا ... بألمح آماق وأنظر إنسان
لعلِّي أرى أبيات منبج رؤية ... تسكّن من وجدي وتكشف أشجاني
فقصّر طرفي واستهلّ بعبرة، ... وفدّيت من لو كان يدري لفدّاني
ومثّله شوقي إليه مقابلي، ... وناجاه عني بالضمير وناجاني

دَير مارْت مَرُوثا

دَير مارْت مَرُوثا:
هذا دير كان في سفح جبل جوشن مطلّ على مدينة حلب مطلّ على العوجان، وقال الخالدي: هو صغير وفيه مسكنان أحدهما للنساء والآخر للرجال ولذلك سمّي بالبيعتين، وقلّ ما مرّ به سيف الدولة إلّا نزل به، وكان يقول:
كانت والدتي محسنة إلى أهله وتوصيني به، وفيه بساتين قليلة وزعفران، وفيه يقول الحسين بن علي التميمي:
يا دير مارت مروثا، ... سقيت غيثا مغيثا
فأنت جنة حسن، ... قد حزت روضا أثيثا
قال عبد الله الفقير إليه: ذهب ذلك الدير ولا أثر له الآن وقد استجد في موضعه الآن مشهد زعم الحلبيون أنهم رأوا الحسين بن علي، رضي الله عنهما، يصلي فيه فجمع له المتشيعون بينهم مالا وعمروه أحسن عمارة وأحكمها، وفيه أيضا يقول بعض الشاميّين:
بدير مارت مروثا ال ... شريف ذي البيعتين
والرّاهب المتحلّي ... والقسّ ذي الطّمرين
إلّا رثيت لصبّ ... مشارف للحسين
قد شفّه منك هجر ... من بعد لوعة بين

رَحا البِطْريق

رَحا البِطْريق:
ببغداد على الصّراة، حدث أبو زكرياء، ولا أعرفه، قال: دخلت على أبي العبّاس الفضل بن الربيع يوما فوجدت يعقوب بن المهدي عن يمينه ومنصور بن المهدي عن يساره ويعقوب بن الربيع عن يمين يعقوب بن المهدي وقاسما أخاه عن يسار منصور بن المهدي، فسلّمت فأومأ بيده إليّ بالانصراف، وكان من عادته إذا أراد أن يتغدّى معه أحد من جلسائه أو أهل بيته أمر غلاما له يكنى أبا حيلة أن يردّه إلى مجلس في داره حتى يحضر غداؤه ويدعو به، قال: فخرجت فردّني أبو حيلة فدخلت فإذا عيسى بن موسى كاتبه قاعد فجلسنا حتى حضر الغداء فأحضرني وأحضر كتّابه وكانوا أربعة: عيسى ابن موسى بن أبيروز وعبد الله بن أبي نعيم الكلبي وداود بن بسطام ومحمد بن المختار، فلمّا أكلنا جاءوا بأطباق الفاكهة فقدّموا إلينا طبقا فيه رطب فأخذ الفضل منه رطبة فناولها ليعقوب بن المهدي وقال له:
إن هذا من بستان أبي الذي وهبه له المنصور، فقال له يعقوب: رحم الله أباك فإنّي ذكرته أمس وقد اجتزت على الصراة برحا البطريق فإذا أحسن موضع فإذا الدور من تحتها والسوق من فوقها وماء غزير حادّ الجرية، فقال له: فمن البطريق الذي نسبت هذه الرحا إليه، أمن موالينا هو أم من أهل دولتنا أم من الغرب؟ فقال له الفضل: أنا أحدّثك حديثه:
لما أفضت الخلافة إلى أبيك المهدي، رضي الله عنه، قدم عليه بطريق كان قد أنفذه ملك الروم مهنّئا له فأوصلناه إليه وقرّبناه منه فقال المهدي للربيع:
قل له يتكلّم، فقال الربيع للترجمان ذلك، فقال البطريق: هو بريّ من دينه وإلّا فهو حنيف مسلم إن كان قدم لدينار أو لدرهم ولا لغرض من أغراض الدنيا ولا كان قدومه إلّا شوقا إلى وجه الخليفة، وذلك أنّا نجد في كتبنا أن الثالث من آل بيت النبي، صلّى الله عليه وسلّم، يملأها عدلا كما ملئت جورا فجئنا اشتياقا إليه، فقال الربيع للترجمان:
تقول له قد سرّني ما قلت ووقع مني بحيث أحببت
ولك الكرامة ما أقمت والحباء إذا شخصت وبلادنا هذه بلاد ريف وطيب فأقم بها ما طابت لك ثمّ بعد ذلك فالإذن إليك، وأمر الربيع بإنزاله وإكرامه، فأقام أشهرا ثمّ خرج يوما يتنزّه ببراثا وما يليها، فلمّا انصرف اجتاز إلى الصراة فلمّا نظر إلى مكان الأرحاء وقف ساعة يتأمّله، فقال له الموكلون به:
قد أبطأت فإن كانت لك حاجة فأعلمنا إيّاها، فقال: شيء فكّرت فيه، فانصرف، فلمّا كان العشي راح إلى الربيع وقال له: أقرضني خمسمائة ألف درهم، قال: وما تصنع بها؟ قال: أبني لأمير المؤمنين مستغلّا يؤدّي في السنة خمسمائة ألف درهم، فقال له الربيع: وحقّ الماضي، رحمه الله، وحياة الباقي، أطال الله بقاءه، لو سألتني أن أهبها لغلامك ما خرجت إلّا ومعه، ولكن هذا أمر لا بدّ من إعلام الخليفة إيّاه وقد علمت أن ذاك كذلك.
ثمّ دخل الربيع على المهدي وأعلمه فقال: ادفع إليه خمسمائة ألف وخمسمائة ألف وجميع ما يريد بغير مؤامرة، قال: فدفع ذلك الربيع إليه فبنى الأرحاء المعروفة بأرحاء البطريق، فأمر المهدي أن تدفع غلّتها إليه، وكانت تحمل إليه إلى سنة 163، فإنّه مات فأمر المهدي أن تضمّ إلى مستغلّه، وقال: كان اسم البطريق طارات بن الليث بن العيزار بن طريف بن القوق بن مروق، ومروق كان الملك في أيّام معاوية، وقال كاتب من أهل البندنيجين يذم مصر بأبيات ذكرت في مصر وبعدها:
يا طول شوقي واتّصال صبابتي، ... ودوام لوعة زفرتي وشهيقي
ذكر العراق فلم تزل أجفانه ... تهمي عليه بمائها المدفوق
ونعيم دهر أغفلت أيّامنا ... بالكرخ في قصف وفي تفنيق
وبنهر عيسى أو بشاطئ دجلة ... أو بالصّراة إلى رحا البطريق
سقيا لتلك مغانيا ومعارفا ... عمرت بغير البخل والتضييق
ما كان أغناه وأبعد داره ... عن أرض مصر ونيلها الممحوق
لا تبعدنّ صريم عزمك بالمنى، ... ما أنت بالتقييد بالمخفوق
فز بالرّجوع إلى العراق وخلّها، ... يمضي فريق بعد جمع فريق

طَالَقَانُ

طَالَقَانُ:
بعد الألف لام مفتوحة وقاف، وآخره نون: بلدتان إحداهما بخراسان بين مرو الروذ وبلخ، بينها وبين مرو الروذ ثلاث مراحل، وقال الإصطخري: أكبر مدينة بطخارستان طالقان، وهي مدينة في مستوى من الأرض وبينها وبين الجبل غلوة سهم، ولها نهر كبير وبساتين، ومقدار الطالقان نحو ثلث بلخ ثم يليها في الكبر وزوالين، خرج منها
جماعة من الفضلاء، منهم: أبو محمد محمود بن خداش الطالقاني، سمع يزيد بن هارون وفضيل بن عياض وغيرهما، روى عنه أبو يعلى الموصلي وإبراهيم الحربي وغيرهما، وتوفي سنة 205 عن تسعين سنة، ومحمد بن محمد بن محمد الطالقاني الصوفي، روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو عبد الله الحميدي، وقال غيث بن عليّ: هو من طالقان مرو الروذ، سافر قطعة كبيرة من البلاد واستوطن صور إلى أن مات بها، حدث عن أبي حماد السلمي، وقد تقدم في سماعه لكتاب الطبقات لعبد الرحمن وسماعه لغير ذلك صحيح، وكان أول دخوله الشام سنة 15، وفيها سمع من أبي نصر الستيني، وتوفي سنة 466 وقد نيف على الثمانين، وقيل في سنة 463، والأخرى بلدة وكورة بين قزوين وأبهر وبها عدة قرى يقع عليها هذا الاسم، وإليها ينسب الصاحب بن عباد، وأبوه عباد بن العباس بن عباد أبو الحسن الطالقاني، سمع عباد أبا خليفة الفضل بن الحباب والبغداديين في طبقته، قال أبو الفضل: ورأيت له في دار كتب ابنه أبي القاسم بن عباد بالريّ كتابا في أحكام القرآن ينصر فيه مذهب الاعتزال استحسنه كل من رآه، روى عنه أبو بكر بن مردويه والأصبهانيون وابنه الصاحب أبو القاسم بن عباد، روى عن البغداديين والرازيين، وولد سنة 326، ومات سنة 385، وقد ذكرت أخباره مستقصاة في أخبار مردويه، ومن طالقان قزوين أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني الطالقاني، سمع الحديث بنيسابور من أبي عبد الله الفراوي وأبي طاهر الشّحّامي وغيرهما، ودرّس بالمدرسة النظامية ببغداد وكان يعقد بها مجالس الوعظ أيضا، وورد الموصل رسولا من دار الخلافة وعاد إلى بغداد فأقام بها ثم توجه إلى قزوين فتوفي بها في ثالث عشر محرم سنة 590، وهذا خبر استحسنته فيه ذكر الطالقان في شعر أوردته ههنا ليستمتع به القارئ، قال أبو الفرج عليّ ابن الحسين: أخبرني عمي حدثني هارون بن مخارق عن أبيه قال: كنت حاضرا في مجلس الرشيد وقد أحضر دنانير برمكية بعد إحضاره إياها في الدفعة الأولى وابتياعه لها فلما دخلت أكرمها ورفع مجلسها وطيب نفسها بعهده ثم قال لها: يا دنانير إنما كان مولاك وأهله عبيدا لي وخدما فاصطفيتهم فما صلحوا وأوقعت بهم لما فسدوا فأعد لي عمن فاتك إلى من تحصّلينه، فقالت: يا أمير المؤمنين إن القوم أدّبوني وخرّجوني وقدموني وأحسنوا إليّ إحسانا منه أنك قد عرفتني بهم وحللت هذا المحل منك ومن إكرامك فما أنتفع بنفسي ولا بما تريده مني ولا يجيء كما تقدر بأني إذا ذكرتهم وغنيت غلب عليّ من البكاء ما لا يبين معه غناء ولا يصح وليس هذا مما أملك دفعه ولا أقدر على إصلاحه ولعلي إذا تطاولت الأيام أسلو ويصلح من أمري ما قد تغير وتزول عني لوعة الحزن عند الغناء ويزول البكاء، فدعا الرشيد بمسرور وسلمها إليه وقال له: اعرض عليها أنواع العقاب حتى تجيب إلى الغناء، ففعل ذلك فلم ينفع فأخبره به، فقال له: ردها إليّ، فردها فقال لها:
إن لي عليك حقوقا ولي عندك صنائع، فبحياتي عليك وبحقي إلّا غنّيت اليوم ولست أعاود مطالبتك بالغناء بعد اليوم! فأخذت العود وغنّت:
تبلى مغازي الناس إلا غزوة ... بالطالقان جديدة الأيام
ولقد غزا الفضل بن يحيى غزوة ... تبقى بقاء الحلّ والإحرام
ولقد حشمت الفاطميّ على التي ... كادت تزيل رواسي الإسلام
وخلعت كفر الطالقان هدية ... للهاشمي إمام كل إمام
ثم رمت بالعود وبكت حتى سقطت مغشية وشرقت عين الرشيد بعبرته فردها وقام من مجلسه فبكى طويلا ثم غسل وجهه وعاد إلى مجلسه وقال لها: ويحك! قلت لك سرّيني أو غميني وسوئيني؟ اعدلي عن هذا وغني غيره، فأخذت العود وغنت:
ألم تر أن الجود من صلب آدم ... تحدّر حتى صار في راحة الفضل
إذا ما أبو العباس جادت سماؤه ... فيا لك من جود ويا لك من فضل!
قال: فغضب الرشيد وقال: قبحك الله! خذوا بيدها وأخرجوها! فأخرجت ولم يعد ذكرها بعد ذلك ولبست الخشن من الثياب ولزمت الحزن إلى أن ماتت، ولم يف للبرامكة من جواريهم غيرها.

الكِرْناسُ

الكِرْناسُ، بالنونِ: لُغَةٌ في الكِرْبَاسِ، بالباء.
الكِرْناسُ - جَمْعُه كَرَانِيْسُ - إرْدَبّاتٌ تُنْصَبُ على البالُوْعَةِ.

لَوَعَ

(لَوَعَ)
- فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «إِنِّي لأَجِدُ لَهُ مِنَ اللَّاعَةِ مَا أجِد لِوَلَدِي» اللَّاعَةُ والــلَّوْعَةُ: مَا يَجِدهُ الْإِنْسَانُ لِوَلَده وحَمِيمه، مِنَ الحُرْقَة وشِدّة الحُبِّ. يُقَالُ: لَاعَهُ يَلُوعُهُ ويَلَاعُهُ لَوْعاً. 

الرَّدْبُ

الرَّدْبُ: الطريقُ الذي لا يَنْفُذُ.
والإرْدَبُّ، كقِرْشَبٍّ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ بِمِصْرَ، أو يَضُمُّ أربعةً وعشرينَ صاعاً (أو سِتُّ وَيْباتٍ) ، والقَناةُ يَجْرِي فيها الماءُ على وجْهِ الأرضِ، وبهاءٍ: البالوعَةُ الواسِعَةُ من الخَزَفِ والآجُرِّ الكثيرِ.
والتَّرَدُّبُ: الرِّئْمانُ، واللَّطافَةُ.

لذع

لذع

1 لَذَعَ اللِّسَانَ [It burned the tongue; was acrid]. (S, Msb, art. حرف; &c.) لَذْعُ البَرْدِ [The hurting, or paining, of cold]. (S, O, K, voce شَفِيفٌ.)
ل ذ ع: (لَذَعَتْهُ) النَّارُ أَحْرَقْتَهُ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (اللَّوْذَعِيُّ) الظَّرِيفُ الْحَدِيدُ الْفُؤَادِ. 
[لذع] لَذَعَتْهُ النار لَذْعاً: أحرقته. ولَذَعَهُ بلسانه، أي أوجعَه بكلام. يقال: " نعوذ بالله من لَواذِعِهِ ". والْتِذاعُ القَرحةِ: احتراقها وجعاً إذا قيَّحتْ. واللَوْذَعِيُّ: الرجل الظريف الحديد الفؤاد .
لذع
لَذَعَه لَذْعاً: أحرَقَه. ولَذعتُه باللسان أيضاً. ولَذَعَ القَيْحُ القرْحَة فانلتَذَعتْ.
ولَذع الطائرُ بالجَنَاح: رَفْرَفَ. واللوذع واللوذَعي: الخَفيفُ الذكِي.
والتلَذعُ: حسنُ السيرِ سُرعةً. والتلَفْتُ. وتَقْليبُ البصر أيضاً. وهومذّاعٌ لَذاعٌ: أي مخْلافُ الوَعْد.
ل ذ ع : لَذَعَتْهُ النَّارُ بِالْعَيْنِ مُهْمَلَةً لَذْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ أَحْرَقَتْهُ وَلَذَعَهُ بِالْقَوْلِ آذَاهُ وَلَذَعَ بِرَأْيِهِ وَذَكَائِهِ أَسْرَعَ إلَى الْفَهْمِ وَالصَّوَابِ كَإِسْرَاعِ النَّارِ إلَى الْإِحْرَاقِ فَهُوَ لَوْذَعِيٌّ. 
[لذع] نه: في ح خير الدواء- أو "لذعة" بنار، وهو الخفيف من إحراق النار، يريد الكي. ك: هي بسكون معجمة فمهملة، وقوله: يوافق، يحتمل تعلقه باللذعة وبالثلثة. نه: وفي قوله تعالى: "أو لم يروا إلى الطير" قال: بسط أجنحتهن و"تلذعهن"، من لذع الطائر جناحيه- إذا رفرف فحركهما بعد تسكينهما.
(لذع)
الطَّائِر لذعا رَفْرَف ثمَّ حرك جناحيه قَلِيلا وَفُلَان بِرَأْيهِ وذكائه أسْرع إِلَى الْفَهم وَالصَّوَاب فَهُوَ لوذعي وَالنَّار الشَّيْء مسته وأحرقته وَيُقَال لذعه الْحر ولذع الْقَيْح القرحة أحرقها وجعا وَالْحب قلبه آلمه وَفُلَانًا بِلِسَانِهِ وَقَوله أوجعهُ وآذاه

لذع


لَذَعَ(n. ac. لَذْع)
a. Burned.
b. [acc. & Bi], Hurt, stung, nettled by.
تَلَذَّعَa. Looked about.

إِلْتَذَعَa. Smarted; Was burnt.

لَذْعَةa. Burn.

لَاْذِعَة
(pl.
لَوَاْذِعُ)
a. Sarcasm, stinging speech, sneer.

لَذَّاْعa. Biting, sarcastic, ironical, sneering; caustic.
لَاذَع
a. see supra
21t
لَذْعَة الشَمْس
a. Sun-stroke.

لَوْذَع لَوْذَعِيّ
a. Keen, quick-witted; witty.
b. Sharp, caustic.
c. Eloquent.

اللَّاذِقِيَّة
a. Lattichea (city).
(لذع) - في تفسير مجاهد لقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ}
قال: بَسْطُ أجنِحَتِهنَّ وَتلَذُّعُهُنَّ وقَبْضُهُنَّ.
يقال: لَذَع الطّائرُ جَناحَيْه؛ إذا رَفْرَفَ فَحرَّك الجَناحَ بعد تَسْكِينِهِ
والتَّلذُّع: حُسنُ السَّير في سُرعَةٍ، والتَّلفُّت وتَقْليبُ البَصَرِ.
وهو يتلذَّع: أي يتلفَّتُ يمينًا وشمالاً.
- في الحديث: "أو لَذْعَةٌ بِنَارٍ تُصيبُ أَلمًا "
يعني الكَىَّ، واللَّذْعُ: إحراقُ النَّارِ. ولَذَع القَيْحُ القَرحَةَ فالْتَذَعَت .
ل ذ ع

لذعته النار والحرّ فالتذع، وتلذعت النار: تضرّمت.

ومن المجاز: لذع الحب قلبه. قال أبو دؤاد:

فدمعي من ذكرها مسبلٌ ... وفي الصدر لذعٌ كلذع الغضا

ولذعته بلساني. والقيح يلذع القرحة، والتذعت القرحة من القيح. وأجد لذعةً ولوعةً. وإنك لمذّاع لذّاعٌ: لمن يعد بلسانه خيراً ثم يلذع بالخلف. وكلمته فإذا هو غضبان يتلذّع. ورأيته راكب بعيرٍ يتلذّع تحته. قال:

تلذّع تحته أجذٌ طوتها ... نسوع الرّحل عارفةٌ صبور

ورجل لوذعيّ: ذكيّ حديد النفس. قال يرثي ابن لبنى:

أذلّت هذيل يا ابن لبنى وجدّعت ... أنوفهم باللوذعيّ الحلاحل
(ل ذ ع)

اللَّذْعُ: حرقة كالنار. وَقيل: هُوَ مس النَّار وحدَّتها. لَذَعَه يَلْذَعُه لَذْعا.

ولَذَعَتْه النَّار لَذْعا: لفحته.

ولَذَعَ الْحبّ قلبه: ألمه، قَالَ أَبُو دَاوُد

فَدَمْعِيَ مِنْ ذِكْرِها مُسْبَلٌ ... وَفِي الصَّدْرِ لَذْعٌ كَجَمْرِ الغَضا ولَذَعَهُ بِلِسَانِهِ، على الْمثل.

والتلذُّعُ: التوقد.

تَلَذَّعَ الرجل: توقد وَهُوَ من ذَلِك.

واللَّوْذَعِيُّ: الْحَدِيد الْفُؤَاد وَاللِّسَان البيِّن كَأَنَّهُ يَلْذَعُ من ذكائه.

واللّذَعُ: نَبِيذ يَلْذَعُ.

وبعير مَلْذُوعٌ: كوى كَيَّة خَفِيفَة فِي فَخذه.

والتَذَعَت القرحة: قاحت، وَقد لَذَعَها الْقَيْح.

ولَذَعَ الطَّائِر: رَفْرَف ثمَّ حرك جناحيه قَلِيلا.

وَحكى اللحياني: رَأَيْته غَضْبَان يَتَلَذَّعُ أَي يتلفت ويحرك لِسَانه.
لذع
لذَعَ يَلذَع، لَذْعًا، فهو لاذع، والمفعول مَلْذوع
• لذَعه الحُبُّ: آلمه وأوجعه "لذَع الحُبُّ قلبَه".
• لذَع الشَّخْصَ بلسانه: أصابه بأذًى وأوجعه بكلامٍ مكروهٍ "يعرِّض نفسه لنقد لاذع- كلام لاذع: قاسٍ جدًّا". 

لاذِعة [مفرد]: ج لاَذِعات ولواذِعُ: صيغة المؤنَّث لفاعل لذَعَ.
• لواذِعُ الكلام: ما قَرَصَ وآلم "نعوذ بالله من لواذع الكلم". 

لَذْع [مفرد]:
1 - مصدر لذَعَ.
2 - (طب) حُرْقة المعدة أو حموضتها، ناتجة عن استرجاع السَّوائل الحامضيّة من المعدة. 

لُذوعة [مفرد]: حموضة شديدة. 

لَوْذع [مفرد]:
1 - لَوْذَعيّ؛ خفيف ذكيّ ظريف الذِّهن.
 2 - فصيح اللِّسان. 

لَوْذَعِيّ [مفرد]:
1 - لَوْذَع؛ ظريف ذكيّ، سريع الجواب "فتاةٌ لوذعيَّة".
2 - فصيح اللسان "خطيبٌ لوذعيّ". 

لذع: اللذْعُ: حُرْقةِ النار، وقيل: هو مسّ النارِ وحِدَّتها. لَذَعَه

يَلْذَعُه لَذْعاً ولَذَعَتْه النار لَذْعاً: لفَحَتْه وأَحْرقتْه. وفي

الحديث: خيرُ ما تَداوَيْتُم به كذا وكذا أَو لَذْعةٌ بنار تُصِيبُ أَلماً؛

اللَّذْعُ: الخفيفُ من إِحراق النار، يريد الكَيَّ. ولَذَعَ الحُبُّ

قَلْبَه: آلمه؛ قال أَبو دواد:

فَدَمْعِيَ من ذِكْرِها مُسْبَلٌ،

وفي الصَّدْرِ لَذْعٌ كجَمْر الغَضا

ولَذَعَه بلسانه على المثل أَي أَوْجَعَه بكلام. يقول: نعوذُ بالله من

لَواذِعِه. والتَّلَذُّعُ: التوَقُّدُ. وتَلَذّعَ الرجُل: توقَّدَ، وهو من

ذلك. واللَّوْذَعِيُّ: الحدِيدُ الفُؤادِ واللسانِ الظريفُ كأَنه يَلْذَعُ

من ذَكائِه؛ قال الهذلي:

فما بالُ أَهل الدَّارِ لم يَتَفَرَّقُوا،

وقد خَفَّ عنها اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِلُ؟

وقيل: هو الحديد النفْسِ. واللُّذَعُ: نَبِيذٌ يَلْذَعُ. وبعير

مَلْذُوعٌ: كُوِيَ كَيّةً خفيفةً في فخذه. وقال أَبو علي: اللَّذْعةُ لَذْعةٌ

بالمِيسَم في باطن الذراع، وقال: أَخذته من سمات الإِبل لابن حبيب. ويقال:

لَذَعَ فلان بعيره في فخذه لذعة أَو لَذْعَتَيْنِ بطرَفِ الميسم. وجمعها

اللَّذَعاتُ.

والتَذَعَت القَرْحةُ: قاحَتْ، وقد لَذَعَها القَيْحُ، والقرحة إِذا

قَيَّحَتْ تَلْتَذِعُ، والتِذاعُ القَرْحةِ: احْتِراقُها وجَعاً. ولَذَعَ

الطائِرُ: رَفْرَفَ ثم حرك جناحَيْه قليلاً، والطائر يَلْذَعُ الجناحَ من

ذلك. وفي حديث مجاهد في قوله: أَولم يروا إِلى الطير فوقهم صافَّاتٍ

ويَقْبِضْنَ، قال: بَسْطُ أَجْنِحَتِهِنَّ وتَلَذُّعُهُنَّ. ولَذَعَ الطائرُ

جَناحَيْه إِذا رَفْرفَ فحرَّكهما بعد تسكينهما. وحكى اللحياني: رأَيته

غَضْبانَ يَتلَذَّعُ أَي يَتَلَفَّتُ ويحرّك لسانه.

لذع
لذَعَ الحُبُّ قَلْبَه، كمَنَعَ: آلَمَهُ، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ، وَهُوَ مجازٌ، ومِنْهُ قَوْلُ أبي دُوادٍ:
(فدَمْعِيَ مِنْ ذِكْرِهَا مُسْبَلٌ ... وَفِي الصَّدْرِ لَذْعٌ كجَمْرِ الغَضَى)
ولَذَعَتِ النّارُ الشَّيءَ تَلْذَعُهُ لَذْعاً: لَفَحَتْهُ وأحْرَقَتْهُ، وقَدْ يُرادُ باللَّذْعِ الإحْرَاقُ الخَفِيفُ، وَهُوَ الكَيُّ.
ولَذَعَ بَعِيرَهُ لَذْعَةً، أَو لَذْعَتَيْنِ: وسَمَه فِي فَخِذِه، بطَرَفِ المِيسَمِ، رَكْزَةً، أَو رَكْزَتَيْنِ وقالَ أَبُو عَلِيٍّ: اللَّذْعَةُ: لَذْعَةُ المِيسَمِ فِي باطِنِ الذِّراعِ، وَقَالَ: أخَذْتُه مِن سِمَاتِ الإبِلِ لابنِ حَبِيبَ.
وَمن المَجَازِ رَجُلٌ مَذّاعٌ لَذّاعٌ، كشَدّادٍ، أَي: مِخْلافٌ للوَعْدِ، كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي الأساسِ: يَعِدُ بلِسانِه خَيْراً، ثُمّ يَلْذَعُ بالخُلْفِ.
وَمن المَجَازِ اللَّوْذَعُ، كجَوْهَرٍ، واللَّوْذَعِيُّ، بزِيادَةِ الياءِ: الخَفِيفُ الذَّكِيُّ الظَّرِيفُ الذِّهْنِ، وقِيلَ: هُوَ الحَدِيدُ الفُؤادِ والنَّفْسِ.
واللَّسِنُ الفَصِيحُ، كأنَّه يَلْذَعُ بالنّارِ منْ ذَكَائِهِ وحَرارَتِه، قالَ أَبُو خِراشٍ الهُذَلِيُّ:
(فَمَا بالُ أهْلِ الدّارِ لَمْ يتَفَرَّقُوا ... وقَدْ خَفَّ عَنْهَا اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِلُ) وقالَ آخَرُ:
(وعَرْبَةُ أرْضٌ مَا يُحِلُّ حَرامَها ... مِنَ النّاسِ إلاّ اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِلُ)
يَعْنِي بهِ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُحِلَّتْ مَكَّةُ ساعَةً منَ النَّهَارِ، ثمَّ عادَتْ كَما كانَتْ.
وَمن المَجَازِ الْتَذَعَ القَرْحُ الْتِذاعاً: إِذا احْتَرَقَ وَجَعاً، وذلكَ إِذا تَقَيَّحَ، وقَدْ لَذَّعَها القَيْحُ.
وَمن المَجَازِ تَلَذَّعَ: الْتَفَتَ يَمِيناً وشِمَالاً وحَرَّك لِسانَهُ مِنَ الغَضَبِ، يُقَالُ: رَأَيْتُه غَضْبَانَ يَتَلذَّعُ. حَكاهُ اللِّحْيَانِيِّ وَفِي الأساسِ: كلَّمْتُه فَإِذا هُوَ غَضْبانُ يَتَلَذَّعُ.
وقالَ الشَّيْبَانِيُّ: تَلَذَّعَ: سارَ سيْراتً حَسَناً، زادَ ابنُ عَبّادٍ فِي، وَفِي المُحِيطِ: مَعَ سُرْعَةٍ وَهُوَ مَجازٌ، وَفِي الأسَاسِ: رَأيْتُهُ رَاكِبَ بَعِيرٍ يَتَلذَّعُ تَحْتَه.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: لَذَعَةُ بلِسَانِه: أوْجَعَهُ بكَلامٍ، ومنْهُ: نعُوذُ باللهِ مِنْ لَواذِعِه، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَهُوَ مَجازٌ.
والتَّلَذُّعُ: التَّوَقُّدُ، وَمِنْه: تَلَذَّعَ الرَّجُلُ: تَوَقَّدَ ذِهْنُه، وَهُوَ مَجازٌ.
واللُّذَعُ، كصُرَدٍ: نَبِيذٌ يَلْذَعُ.
وبَعيرٌ مَلْذُوعٌ: كُوِيَ كَيَّةً خَفِيفَةً على فَخذِهِ.)
ولَذَعَ الطّائِرُ: رَفْرَفَ ثُمَّ حَرَّكَ جَناحَيْهِ قَلِْيلاً، كَمَا فِي اللّسانِ والتَّكْمِلَةِ.

كسح

(كسح) : الكَسِحُ: الذي تسْتَعِينُه ولا يُعِينُك، يقالُ: ما أَكْسَحَه، أي ما أَثْقلَهُ!.
(ك س ح) : كَسَحَ) الْبَيْتَ كَنَسَهُ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِتَنْقِيَةِ الْبِئْرِ وَحَفْرِ النَّهْرِ وَقَشْرِ شَيْءٍ مِنْ تُرَابِ جَدَاوِلِ الْكَرْمِ بِالْمِسْحَاةِ.
ك س ح: (الْأَكْسَحُ) الْأَعْرَجُ وَالْمُقْعَدُ أَيْضًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «الصَّدَقَةُ مَالُ الْكُسْحَانِ وَالْعُورَانِ» . 
(كسح) - قال قَتادةُ: في قَولِه تَعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ}
: أي جَعلناهم كُسْحًا؛ أي مُقْعَدِين، إذَا مَشى يَجُرُّ رِجْلَه، كأنّه يَكْسَحُ الأرضَ. وقد كَسِح كَسَحًا فهو أَكْسَحُ.
(كسح)
الْبَيْت كسحا كنسه وَالرِّيح الأَرْض قشرت عَنْهَا التُّرَاب والبئر أَو النَّهر نقاه وَيُقَال أَتَيْنَا بني فلَان فكسحناهم استأصلناهم وكسح فلَان من مَالِي مَا شَاءَ أَخذ

(كسح) كسحا وكساحا وكساحة زمنت يَدَاهُ أَو رِجْلَاهُ (وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الرجلَيْن) فَهُوَ أكسح وَهِي كسحاء (ج) كسح وكسحان وَهُوَ كسحان وكسيح ومكسح
ك س ح : كَسَحْتُ الْبَيْتَ كَسْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ كَنَسْتُهُ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِتَنْقِيَةِ الْبِئْرِ وَالنَّهْرِ وَغَيْرِهِ فَقِيلَ كَسَحْتُهُ إذَا نَقَّيْتَهُ وَكَسَحْتُ الشَّيْءَ قَطَعْتُهُ وَأَذْهَبْتُهُ.

وَالْكُسَاحَةُ بِالضَّمِّ مِثْلُ الْكُنَاسَةِ وَهِيَ مَا يُكْسَحُ وَالْمِكْسَحَةُ بِكَسْرِ الْمِيمِ الْمِكْنَسَةُ. 
[كسح] كَسَحْتُ البيتَ: كنسته. والمِكْسَحَةُ: ما يُكْنَسُ به الثلج وغيره. وكَسَحَتِ الريحُ الأرضَ: قشرتْ عنها التراب. وأغاروا عليهم فاكتسحوهم، أي أخذوا ما لهم كله. والكساحة مثل الكناسة. والا كسح: الاعرج، والمقعد أيضا. قال الاعشى: بين مغلوب نبيل جده * وخذول الرجل من غير كسح وفى الحديث: " الصدقة مال الكسحان والعوران ".
[كسح] نه: في ح الصدقة: إنها شر مال إنما هي مال "الكسحان" والعوران، هي جمع أكسح وهو المقعد، وقيل: الكسح: داء يأخذ في الأوراك فتضعف له الرجل، وكسح كسحًا- إذا ثقلت إحدى رجليه في المشي، فإذا مشى كأنه يكنس الأرض. ومنه ح في "لو نشاء لمسخناهم على مكانتهم" أي جعلناهم "كسحًا" أي مقعدين، جمع أكسح كأحمر وحمر. ج: "فكسحت" شوكها، أي كنستها ونحيت ما فيها مما يؤذي الساكن، والمكسحة: المكنسة. ط: ومنه: "فكسحه" ألقمهما، أي جعل رجليه كاللقمة لهما.
كسح
الكَسْحُ: الكَنْسُ. والكُسَاحَةُ: تُرَابٌ مَجْمُوْعٌ كُسِحَ بالمِكْسَحِ. والمُكَاسَحَةُ: المُشَارَبَةُ الشَّدِيدَةُ. والكَسَحُ: ثِقَلٌ في إحْدى الرِّجْلَيْنِ. ورَجُلٌ كَسْحَانٌ، ورِجالٌ كُسْحَانُ. ورَجُلٌ أكْسَحُ. والكُسَاحُ: الظُّلاَعُ. والكَسِيْحُ: العاجِزُ، والكَسْحُ: العَجْزُ، وفي حَديث عبد الله بن عمرو بن العاص: الصَّدَقَةُ شَرُّ مالٍ، إنَّما هي مالُ الكُسْحَانِ والعُمْيان. والمَكاسِيْحُ بِمَنْزِلَةِ المَكاشِيْحِ ومَعْناه.
ك س ح

كسح البيت بالمكسحة. ورمى بالكساحة، وتقول: فلان نقيّ الساحة، قليل الكساحة. ورجل أكسح: أعرج، وبه كسح. قال الأعشى:

بين مغلوبٍ كريم جدّه ... وخذول الرجل من غير كسح

وفي الحديث: " الصدقة مال الكسحان والعوران ".

ومن المجاز: كسحت الريح الأرض: قشرتها. وأتينا بني فلان فكسحناهم: فاستأصلناهم. وكسحهم الدهر. وأوقعوا بهم فاكتسحوا أموالهم، وكسح فلان من مالي ما شاء.

كسح


كَسَحَ(n. ac. كَسْح)
a. Swept; cleaned out; carried off.
b. [ coll. ], Pruned (
tree ).
كَسِحَ(n. ac. كَسَح)
a. Was weak, infirm, crippled.

إِنْكَسَحَa. Was swept.

إِكْتَسَحَa. Swept off.

كَسْحa. Weakness of the joints; lameness; impotence.

أَكْسَحُ
(pl.
كُسْح
كُسْحَاْن
35)
a. see 25 (a) (b).
c. Cripple; paralytic.

مِكْسَحa. see 20t
مِكْسَحَةa. Broom, besom.

كُسَاْحa. see 1b. A certain disease.

كُسَاْحَةa. see 1b. Sweepings.

كَسِيْحa. Weak, infirm; paralyzed; impotent.
b. Powerless, helpless.

كَسْحَاْنُa. see 25
N. P.
كَسڤحَa. Lame (camel).
b. [ coll. ], Pruned.
N. P.
كَسَّحَa. see 14 (c) & 25
(a), (b).
كُسَيْح
a. see 14 (c)
مَا أَكْسَحَهُ
a. How insufferable he is !
(ك س ح)

كسَحَ الْبَيْت والبئر يَكْسَحه كَسْحا: كنسه. والمِكْسَحَةُ: المكنسة. قَالَ سِيبَوَيْهٍ هَذَا الضَّرْب مِمَّا يعْمل مكسور الأول، كَانَت فِيهِ الْهَاء أَو لم تكن. والكُساحَةُ: الكناسة. وَقَالَ الَّلحيانيّ: كُساحَةُ الْبَيْت، مَا كُسحَ من التُّرَاب فألقي بعضه على بعض.

واكتَسَحَ أَمْوَالهم: أَخذهَا كلهَا. والكُساحُ: الزَّمانة فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ، وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الرجلَيْن. وَقد كَسِحَ كَسْحا، وَهُوَ أكسَحُ وكَسْحانُ وكَسيحٌ وكِسْحٌ. وَقيل: الأكْسَحُ، الْأَعْرَج. قَالَ الْأَعْشَى:

كلُّ وضَّاح كريمٍ جَدُّه ... وخَذُولِ الرّجْلِ منْ غيرِ كَسَحْ

والأكْسَحُ: المقعد، الْفِعْل كالفعل.

والمُكاسَحَةُ: المشاربة الشَّدِيدَة.
كسح: كسح اسم مصدر لكَسْح: كَسَح البيت يكسحه كسحاً كنسه ثم أُستعير لتنقية البئر والنهر وغيره (محيط المحيط ص779) ومنها تنظيف الكنيف والبالوعة (دي ساسي كرست 1 - 2:3).
كسح: (سريانية) وهي اسم مصدر لكسْح وكِساح وكُساحى وتعني نزع وقلّم البراعم، عضدها وشذبها. (بوشر. همبرت 181، ابن العوام1، 14، 1، 196، 19، 220، 3، 224، 8، 236، 239، 1، 12:300، 317، 10، 500، 17 باين سميث 1784 - 5 - 1831).
كسح: مهد الأرض (معجم المارودي).
انكسح منم هنا! انكسحوا من هون (بوشر).
اكتساح: تستعمل الكلمة عند الحديث عن تيارات المياه الشديدة الكاسحة التي تجرف الجسور عند الفيضان وتقتلع ما في طريقها (الثعالبي في اللطائف 93، 3).
اكتساح: هدم (معجم الجغرافيا).
اكتساح: اجتياز، تملّك، اقتطاع، استيلاء. استحواذ. (البربرية 1/ 20/2 و 68/ 8 وعباد 2/ 161/1) حيث يجب أن نقرأ (واكتُسِحت السائمةُ) (إذ أن الملاحظة رقم 29 كانت وسيلة التدوين) ويقول الخطيب ص171 الجهاد في شعبان من عام 717 اقتضى الحزم ورأى الاجتهاد للإسلام إطلاق الغارات على بلد الكَفَرَة من جميع جهات المسلمين فعظم مأثر وشهر الذكر واكتسحت الماشية وألحم السيف.
كسْح: شكل الجسم مثل قدّ: قوام (ألف ليلة، برسل، 8، 307، 2 وفليشر 1839 ص435).
كُساح: المرض المعروف (بوشر) (ألف ليلة وليلة رقم 1/ 328).
كُسَّاح: (سريانية) مشذب الزرع (بوشر، ابن العوام 1، 232، 17). حيث وردت عبارة لم ترد في الطبعة الأولى (1، 509) مع إنها موجودة في مخطوطة Leyde فالذي ينبغي للكسّاح قبل الكسح أن ينظر في .. الخ وضرب باين سميث 1785 مثلاً آخر في مادة: مفلس.
مِكسَحة: تطلق كلمة مكاسح على سنابل الاسل (ابن البيطار جزء 1 ص26) وله (للأذخر) (ثمرة كأنها مكاسح للقصب إلا إنها أدق وأصغر) (وفي الجزء 2، 132) وله مكاسح مثل مكاسح القصب الصغير. مُكَسّح: كسيح: مقعد، مفلوج (بوشر، برسل، ألف ليلة 6/ 321/10).
لا تعرج عند المكسّحين: أي لا تظلع أمام العرجان ويقصد العرب بهذا المثل أن لا تمكر بمَنْ هم أشد مكراً منك (بوشر).

كسح

1 كَسَحَ, (aor.

كَسِحَ, K, inf. n. كَسْحٌ, Msb,) He swept a house, or chamber. (S, Msb, K,) [You say] كَسَحَتِ الرِّيحُ الأَرْضَ The wind swept off the dust from the surface of the ground. (S, K.) b2: [Hence,] كَسَحَ (tropical:) He cleaned out a well, and a canal or channel of running water, &c. (Msb.) b3: [And hence also,] (tropical:) He cut a thing off; destroyed it; did away with it, carried it off: (Msb:) [he swept it away.] b4: كَسَحْنَا بَنِى فُلَانٍ (tropical:) We extirpated the sons of such a one. (A.) b5: كَسِحَ, aor. ـَ inf. n. كَسَحٌ, He had a heaviness in one of his legs, and dragged it when he walked: (T:) he was crippled in the legs, and in the arms: (L, K:) mostly used in relation to the legs. (L.) [See also كُسَاحٌ.]8 أَغَارُوا عَلَيْهِمْ فَاكْتَسَحُوهُمْ (tropical:) They made a hostile attack, or incursion, upon them, and took all their property. (S, K. *) b2: إِكْتَسَحْنَا مَالَ بَنِى فُلَانٍ (tropical:) We took [or swept off] all the property of the sous of such a one, leaving them nothing. (L.) b3: [In like manner you say]

كَسَحَ مِنَ المَالِ مَا شَآءَ [(tropical:) He swept off what he pleased of the property]; as also كَثَحَ. (K, voce كَثَحَ.) كَسْحٌ Impotence, (K,) arising from a disease which attacks the hips, and weakens the leg. (TA.) كَسْحَانُ: see أَكْسَحُ كُسَاحٌ (L) and ↓ كُسَاحَةٌ (K) The state of being crippled (زَمَانَة) in the legs, and in the arms: (L, K:) mostly used in relation to the legs. (L.) [See 1.] b2: كُسَاحٌ A certain disease of camels, (L, K,) which renders them very lame, so that they cannot walk: (Aboo-Sa'eed, L.) كَسِيحٌ: see أَكْسَحُ. b2: Also, Impotent (K) in walking, as though he swept the ground. (TA.) كُسَيْحٌ: see أَكْسَحُ.

كُسَاحَةٌ Sweepings; (S, K;) dust that is swept from a house and thrown in a heap. (Lh.) A2: See also كُسَاحٌ.

أَكْسَحُ and ↓ كَسْحَانُ and ↓ كَسِيحٌ (L, K) and ↓ كُسَيْحٌ (K) and ↓ مُكَسَّحٌ (L) Having a heaviness in one of his legs, and dragging it when he walks: (L:) crippled in the legs, and in the arms: (L, K:) also the first (as explained by some, L,) lame, by nature, or by reason of a chronic ailment: and affected by a disease which deprives one of the power of walking: (S, L, K:) pl. كُسْحٌ (L) and كُسْحَانٌ. (L, K.) الصَّدَقَةُ مَالُ الكُسْحَانِ وَالعُورَانِ (S, L) Alms are the property of the crippled and the one-eyed. (L, from a trad.) مِكْسَحَةٌ A broom, or besom, or instrument with which one sweeps (S, K) snow, &c.; (S;) as also مِكْسَحٌ. (L.) مُكَسَّحٌ: see أكْسَحٌ.

مَكْسُوحٌ A camel severely lame, (L, K,) so that he cannot walk. (Aboo-Sa'eed, L.)

كسح: الكَسْحُ: الكَنْسُ؛ كَسَحَ البيتَ والبئر يَكْسَحُه كَسْحاً:

كَنَسه.

والمِكْسَحة: المِكْنَسةُ؛ قال سيبويه: هذا الضرب مما يُعْتَمل مكسور

الأَوّل، كانت الهاء فيه أَو لم تكن. الجوهري: المِكْسَحة ما يُكْنَس به

الثَّلْجُ وغيره.

والكُساحة مثل الكُناسة؛ قال ابن سيده: والكُساحة الكُناسة، وقال

اللحياني: كُساحةُ البيت ما كُسِحَ من التراب فأُلْقِيَ بعضُه على بعض.

والكُساحة: تراب مجموع كُسِحَ بالمِكْسَحِ.

واكْتَسَح أَموالَهم: أَخذها كلها؛ يقال: أَغاروا عليهم فاكْتَسَحُوهم

أَي أَخذوا مالهم كله، ويقال: أَتينا بني فلان فاكْتَسَحْنا مالهم أَي لم

نُبْق لهم شيئاً؛ قال المُفَضَّل: كَسَحَ وكَثَح بمعنى واحد.

والكُساحُ: الزَّمانةُ في اليدين والرجلين وأَكثر ما يستعمل في الرجلين.

الأَزهري: الكَسَحُ ثِقَل في إِحدى الرجلين إِذا مَشَى جَرَّها جَرّاً.

وكَسِحَ كَسَحاً، وهو أَكْسَحُ وكَسْحانُ وكَسِيحٌ ومكَسَّحٌ؛ وقيل:

الأَكْسَحُ الأَعوجُ والمُقْعَدُ أَيضاً؛ قال الأَعشى:

كُل وَضَّاحٍ كَريمٍ جَدُّه،

وخَذولِ الرِّجْلِ، من غيرِ كَسَحْ

وهذا البيت أَورده الجوهري وغيره وابن بري: بين مغلوب نبيل جدّه، وقال:

هو يصف قوماً نَشاوى ما بين مغلوب قد غلبه السكر، وخَذُولِ الرجل من غير

كَسَح. قال ابن بري: ويروى تليل خدّه، بالخاء المعجمة والدال المهملة.

والكَسَحُ: داء يأْخذ في الأَوراك فتَضْعُفُ له الرجل. وقد كَسِحَ

الرجلُ كَسَحاً إِذا ثقلت إِحدى رجليه في المشي، فإِذا مشى كأَنه يَكْسَحُ

الأَرضَ أَي يَكْنُسُها، وفي حديث قتادة في تفسير قوله: ولو نشاء لمسخناهم

على مكانتهم أَي جعلناهم كُسْحاً يعني مُقْعَدين، جمع أَكْسَحَ كأَحْمر

وحُمْرٍ. والأَكسح: المُقْعَدُ، والفعل كالفعل. وفي حديث ابن عمر: سئل عن

مال الصدقة فقال: إِنها شَرُّ مال، إِنما هي مال الكُسْحانِ والعُورانِ؛

وهي جمع الأَكْسَحِ، وهو المُقْعَد، ومعنى الحديث أَنه كره الصدقة إِلاّ

لأَهل الزَّمانَة؛ وأَنشد الليث للأَعشى:

ولقد أَمْنَحُ مَنْ عادَيْتُه

كلَّ ما يَقْطَعُ من داءِ الكَسَحْ

قال: ويروى بالشين. وقال أَبو سعيد: الكُساح من أَدواء الإِبل. جمل

مَكْسُوح: لا يمشي من شدّة الضَّلَع. قال: وعُود مُكَسَّح ومُكَشَّح أَي

مَقْشُور مُسَوًّى؛ قال: ومنه قول الطِّرِمَّاح:

جُمالِيَّة تَغْتالُ فَضْلَ جَديلِها،

شَناحٍ كَصَقْبِ الطائِفِيِّ المُكَسَّحِ

ويروى المكشح بالشين؛ أَراد بالشَّناحِي عُنُقَها لطوله. والمُكاسَحة:

المُشارَّة الشديدة. وكَسَحَتِ الريح الأَرضَ: قشرت عنها التراب.

كسح
: (كسَحَ) غلبَيْتَ والبئرَ، (كمَنَع) يَكسَحُ كَسْحاً (: كَنَسَ. و) كسَحَت (الرِّيحُ الأَرْضَ: قرَتْ عَنْهَا التُّرَابَ) .
(و) من الْمجَاز: أَغارُوا عَلَيْهِم (فاكتسَحُوهُم) ، أَي (أَخَذُوا مالَهُمْ كلَّه) . وَيُقَال: أَتينا بني فُلانٍ فاكتَسحْنا مالَهم، أَي لم نُبْقِ لَهُم شَيْئا.
وَفِي (الأَساس) : وكَسَحَ فُلاَلانٌ من مالِي مَا شاءَ.
وَفِي (اللِّسَان) : قَالَ المفضَّل: كَسَحَ وكَثَحَ بِمَعْنى وَاحِد.
(والمِكْسَحَة: المِكْنسة) . قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هاذا الضَّرْب ممّا يُعتَمَل مكسورَ الأَوّلِ، كَانَت الهاءُ فِيهِ أَو لم تَكن. وَفِي (الصّحاح) : المِكْسَحَة مَا يُكْنَس بِهِ الثَّلْجُ وغيرُه.
(و) قَالَ ابْن سَيّده: (الكُسَاحَة: الكُنَاسَة) ، بضمِّهما. وَقَالَ اللِّحْيَانيّ كُسَاحَةُ البيتِ: مَا كُسِحَ من التُّراب فأُلْقِيَ بعضُه على بعضٍ. والكُسَاحة: تُرابٌ مجموعٌ كُسِحَ بالمِكسَح.
(و) الكُسَاحَةُ والكُسَاحُ: (الزَّمَانَة فِي اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْن) ، وأَكثَرُ مَا يُسْتَعْمَل فِي الرِّجْلَيْن. وَقَالَ الأَزهريّ: الكَسَحُ: ثقَلٌ فِي إِحدَى الرِّجلين إِذا مَشَى جَرَّها جَرًّا. (كَسحَ كفَرِحَ) كَسَحاً، (وَهُوَ أَكسَح وكَسْحَان وكَسيحٌ) كأَميرٍ (وكَسَيْح) ، كزُبَيْر. (و) قَالَ أَبو سَعيد: (الكُسَاح) ، بالضّمّ: (داءٌ للإِبلِ) ، جَمَلٌ مَكسوحٌ لَا يَمشِي من شِدّة الظَّلْعِ. (و) قَالَ أَيضاً: العُودُ (المكسَّح) ، كمُعظَّم، أَي (المُقَشَّر) المُسَوَّى. وَمِنْه قَول الطِّرمّاح:
جُمَاليّةٍ تغتالُ فضَلَ جَدِيلِهَا
شَنَاحٍ كصَقْب الطّائفيِّ المُكسَّحِ
وإِعجام السِّين لغةٌ فِيهِ.
(والكَسِيح) ، كأَمِير: (الْعَاجِز) إِذا مَشى، كأَنّه يَكحسَح الأَرْضَ أَي يَكنُسُهَا.
(و) قيل: (الأَكحسَحُ: الأَعرَجُ، والمُقْعَدُ) أَيضاً. (ج، كُسْحَانٌ) بالضمّ كأَحْمَرَ وحُمْرَانٍ. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَر سُئل عَن مَال الصَّدَقة فَقَالَ: (إِنَّهَا شَرُّ مالٍ، إِنَّمَا هِيَ مالُ الكُسْحَانِ والعُورانِ (، ومعنٍ ى الحديثِ أَنّه كَرِهَ الصدقةَ إِلاَّ لأَهل الزَّمَانةِ.
وَفِي حَدِيث قَتَادَةَ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {وَلَوْ نَشَآء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} (يس: 67) أَي جعلناهم كُسْحاً يعنِي مُقعَدِين، جمع أَكْسَح كأَحْمَرَ وحُمْرٍ.
(والمُكَاسَحَة: المُشَارَبَة) ، هاكذا فِي النُسخ غَالِبا، وَفِي بعض الأُمهات: المُشَارَّة (الشَّديدَةُ) ، فليُرَاجَع.
(و) الكَسِحُ، (كالكَتِف: مَنْ تَستَعِينُه وَلَا يُعِينُك) لعَجْزه.
(و) يُقَال: فلانٌ (مَا أَكسَحَه) ، أَي (مَا أَثْقَله. و) يُقَال (جَملٌ مَكْسُوحٌ) إِذا كَانَ (بِهِ ظَلْع شَدِيدٌ) ، وَقد تقدّم أَنه تَتمّةٌ من قَول أَبي سعيد اللُّغويّ.
(والكَسْحُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (العَجْز) من دَاءٍ يأْخُذ فِي الأَوراكِ فتَضعف لَهُ الرِّجْلُ.
(ومُكَسَّحَة، كمعَظمة، بِالسِّين والشين، ويُفتحان ويُكسران: ع) باليَمَامَةِ، قَالَ الحَفْصيّ: هُوَ نَخْلٌ فِي جَزْع الوادِي قَريباً من أُشَيّ. قَالَ زِياد بن مُنقِدٍ العَدَويّ:
يَا لَيْت شِعْرِيَ عَن جَنْبَيْ مُكَشَّحةٍ
وحيثُ يُبْنَى من الحِنَّاءَة الأُطُمُ
عَن الاشاءَة هَل زَالتْ مَخارِمُها
وَهل تغيَّرَ من آرامِها إِرَمُ كَذَا فِي (مُعْجم ياقوت) .
كسح
كسَحَ/ كسَحَ من يَكسَح، كَسْحًا، فهو كاسِح، والمفعول مَكْسوح (للمتعدِّي)
• كسَح الشَّيءَ: كنَسه، أزاله، أذهبه، قطَعه "كسَح البيتَ- كسَحتِ الرِّيحُ الورقَ- كسحتِ الرِّيحُ الأرضَ: قشرت عنها التُّرابَ- كسح الحلاقُ أرضَ دكانه".
• كسَح العدوَّ: طردَه وشتَّته واستأصله ° يحقق انتصارًا كاسحًا.
• كسَح البئرَ أو النهرَ: نقّاه.
• كسَح من مال أبيه: أخذ منه ما شاء. 

كسِحَ يَكسَح، كَسَحًا وكُسَاحًا وكُساحةً، فهو أكْسَحُ وكَسِيح وكَسْحانُ/ كَسْحانٌ
• كسِح الشّخصُ:
1 - تَعطَّلت القوى المُحَرِّكة أو الحاسَّة في يديه ورجليه فأُقْعِد.
2 - ثَقُلَتْ إحْدَى رجْلَيه في المشي فإذا مَشَى جَرَّها جَرًّا. 

اكتسحَ يكتسح، اكتساحًا، فهو مُكْتَسِح، والمفعول مُكْتَسَح
• اكتسحتِ الرِّياحُ أوراقَ الأشجارِ: كسَحَتْه؛ ذهبت بها وأزالتها "اكتسحت أمواجُ البحر حطامَ السّفينة- اكتسحت الفيضانات قُرًى بأكملها".
• اكتسح العدوُّ الأراضِيَ: سلَبها، أغار عليها وأخذها عَنْوة ° أغاروا عليهم فاكتسحوهم: أخذوا ما لهم كلَّه، وهزموهم- اكتسح أصواتَ النَّاخبين/ اكتسح أصواتَ الانتخابات: فاز بها وحصل عليها- اكتسح خصمَه في المباراة/ اكتسح خصمَه في المنافسة: فاز عليه فيها.
• اكتسحتِ البضائعُ الأجنبيَّة السُّوقَ المَحلِّيَّة: غزتها وتدفّقت عليها. 

كسَّحَ يكسِّح، تَكْسيحًا، فهو مُكَسِّح، والمفعول مُكَسَّح
• كسَّحه الشلَلُ: أقعده "عُرِض الشَيْخُ المكسَّح على فريقٍ من الأطبّاء". 

أكسحُ [مفرد]: ج كُسْح وكُسْحان، مؤ كَسْحاءُ، ج مؤ كسحاوات وكُسْح وكُسْحان: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كسِحَ. 

كاسِحَة [مفرد]: ج كاسحات وكواسحُ: صيغة المؤنَّث لفاعل كسَحَ/ كسَحَ من.
• كاسِحَةُ الألغام: (سك) كانسة الألغام، سفينة مجهَّزة للبحث عن الألغام المائيَّة وإزالتها بواسطة مقصّات تقطع الخيوطَ المعدنيَّة التي تشدّ الألغامَ بعضها إلى بعض، وبواسطة معدّات خاصّة لتفجير هذه الألغام، وهذه السفينة مجرَّدة من المغناطيس.
• كاسِحَة الجليدِ أو الثَّلج: أداة كالمحراث، أو عربة مجهَّزة لإزالة الجليد من الطُّرُق "عملت كاسحة الجليد على إزالة الثلج من الطريق". 

كُساح [مفرد]:
1 - مصدر كسِحَ.
2 - (طب) مرض عجزيّ يُصيب العظامَ في الأطفال سببه نقص في الكالسيوم والفوسفور وفيتامين (د) ناتج من سُوء التغذية، وتعرّض غير كافٍ للشمس، ويتميَّز بنموّ عظميٍّ ناقص.
3 - (حن) داءٌ
 للإبل تعرج منه. 

كُساحَة [مفرد]: مصدر كسِحَ. 

كَسْح [مفرد]: مصدر كسَحَ/ كسَحَ من. 

كَسَح [مفرد]: مصدر كسِحَ. 

كَسْحانُ/ كَسْحانٌ [مفرد]: مؤ كسحى/ كَسْحانة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كسِحَ. 

كَسَّاحة [مفرد]: اسم آلة من كسَحَ/ كسَحَ من: عربة مجهَّزة لتنظيف الطُّرقات "كسّاحات الشَّوارع". 

كَسيح [مفرد]: ج كُسْحان: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كسِحَ. 

مِكْسَح [مفرد]: اسم آلة من كسَحَ/ كسَحَ من: ما يُكنس به. 

مِكْسَحة [مفرد]: ج مِكْسحات ومَكاسِحُ: اسم آلة من كسَحَ/ كسَحَ من: مكنسة ومِقشّة. 

كرس

(ك ر س) : (الْكِرْيَاسُ) وَالْمُسْتَرَاحُ الْمُعَلَّقُ مِنْ السَّطْحِ.
(كرس) : الكَرَوَّسُ من الجِمَال: العَظِيمُ الفَراسِنِ، الغَلِيظُ القَوائم، الشَّدِيدُها.
(كرس) : الكِرْسُ: ما يُبْنَى لِطلْيانِ المِعْزَى مثلً بَيْتِ الحَمام، ويُقال: اكْرِسْها، أي أَدْخِلْها في الكِرْسِ لتَدْفأَ.
(كرس)
الرجل كرسا ازْدحم الْعلم فِي صَدره فَهُوَ كرس

(كرس) الشَّيْء ضم بعضه إِلَى بعض وَالْبناء أسسه

كرس

7 اِنْكَرَسَ فِى الشَّىْءِ He entered into the thing and concealed himself. (IKtt, in TA, art. نمس.) كُرْسِىُّ الخَاتَمِ (T, K, art. بظر) The bezel of the ring. (TK.) كِرْسَنَّةٌ

, thus written: (TA:) [Bitter vetch:] see خَانِقٌ.

كِرْسِنِىٌّ [or كَرْسَنِىٌّ] A sort of حِمَّص. (The Minháj, in TA, art. حمص.)
ك ر س: (الْكُرْسِيُّ) بِالضَّمِّ وَاحِدُ (الْكَرَاسِيِّ) وَرُبَّمَا قَالُوا: (كِرْسِيٌّ) بِالْكَسْرِ. وَ (الْكُرَّاسَةُ) وَاحِدَةُ (الْكُرَّاسِ) وَ (الْكَرَارِيسِ) وَ (الْكَرَارِسِ) . 
كرس وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام الَّذِي يرويهِ أَبُو أَيُّوب قَالَ: مَا أَدْرِي مَا أصنع بِهَذِهِ الكراييس وَقد نهى رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام أَن تسْتَقْبل الْقبْلَة ببول أَو غَائِط. فالكراييس وَاحِدهَا كِرياس وَهُوَ الكنيف الَّذِي يكون مشرفا على سطح بقناة إِلَى الأَرْض فَإِذا كَانَ أَسْفَل فَلَيْسَ بكرياس.
(كرس) - في حديث الصِّرَاطِ في رِواية: "مَكْرُوسٌ في النَّارِ" بَدَل "مُكَرْدَسٌ"، فيجوز أن يكون من كِرْسِ البِناء والحَوْضِ والدِّمْنَةِ؛ حيث تَقِف الدَّوَابُّ فيتَكرَّسُ: أي يَتَلبَّد . والكُرّاسَةُ سُمَّيت به؛ لِتَكَرُّسِها بالوَرقِ الكثِير، وقيل: هو من قولهم: وَسْمٌ مُكَرَّسٌ: أي مَخطُوطٌ.
وقيل: لأنّها تُجعَل بَعضُها فوق بَعْضٍ.
وقيل: لَأنّها تُؤَلَّف. والتكرِيسُ: ضَمُّكَ الشىَّءَ إلى الشىَّء.
وقيل: لأنَّها تُجعَل كِرْسًا، وكلُّ نظْمٍ كِرسٌ 
[كرس] نه: فيه: ومنهم "مكروس"- بدل: مكردس- بمعناه، والتكريس: ضم الشيء بعضه إلى بعض، ويجوز كونه من كِرُس: الدمنة حيث تقف الدواب. وفيه: ما أدري ما أصنع بهذه "الكرابيس" وقد نهى صلى الله عليه وسلم أن تُستقبل القبلة بغائط، يعني الكُنُف، جمع كرياس وهو الذي يكون مشرفًا على سطح بقناة إلى الأرض، فإذا كان أسفل فليس بكرياس، سمي به لما يعلق به من الأقذار، ويتكرس ككرس الدَمْن. زر: هو بالياء التحتية، وقيل: هو بالنون. مد: "وسع "كرسيه" السماوات" أي علمه، ومنه الكراسة لتضمنها العلم، والكراسي: العلماء؛ أو ملكه أو عرشه أو هو سرير دون العرش أو قدرته.
ك ر س : الْكِرْيَاسُ فِعْيَالُ بِكَسْرِ الْكَافِ الْكَنِيفُ فِي أَعْلَى السَّطْحِ.

وَالْكُرْسِيُّ بِضَمِّ الْكَافِ أَشْهَرُ مِنْ كَسْرِهَا وَالْجَمْعُ مُثَقَّلٌ وَقَدْ يُخَفَّفُ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ مَا يُشَدَّدُ وَكُلُّ مَا كَانَ وَاحِدُهُ مُشَدَّدًا شَدَّدْت جَمْعَهُ وَإِنْ شِئْتَ خَفَّفْتَ وَكَرَّسَ فُلَانٌ الْحَطَبَ وَغَيْرَهُ إذَا جَمَعَهُ وَمِنْهُ الْكُرَّاسَةُ بِالتَّثْقِيلِ.

وَالْكُرْسُفُ الْقُطْنُ وَالْكُرْسُفَةُ أَخَصُّ مِنْهُ مِثَالُ بُنْدُقٍ وَبُنْدُقَةٍ.

وَالْكُرْسُوعُ طَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الْخِنْصَرَ وَهُوَ النَّاتِئُ عِنْدَ الرُّسْغِ. 
[كرس] الكِرْسُ بالكسر: الأبْوالُ والأبْعارُ يتلبَّد بعضها على بعض. يقال: أكرست الدار. قال العجاج: يا صاح هل تعرف زسما مكرسا * قال نعم أعرفه وأبلسا * والكرس أيضا: أبياتٌ من الناس مجتمعةٌ، والجمع أكراس وأكاريسُ. والكِرْسُ أيضاً: الأصل. قال العجاج يمدح الوليد بن عبد الملك: أنتَ أبا العبَّاسِ أوْلَى نفس * بمعدن الملك القديم الكرس * والانكراس: الانكباب. وقد انكرس في الشئ، إذا دخل فيه منكبًّا. والكُرْسِيُّ: واحد الكراسِيِّ، وربَّما قالوا كِرْسِيٌّ بكسر الكاف. والكروس بتشديد الواو: العظيم الرأس، واسم رجل. والكراسة : واحدة الكراس والكَراريسِ . قال الكميت: حتَّى كأنَّ عِراصَ الدارِ أرْدِيَةٌ * من التجاويزِ أو كُرَّاسُ أسْفارِ * جمع سِفْرٍ. والكِرْياسُ: الكَنيفُ في أعلى السطح.
كرس
الكُرْسِيُّ في تعارف العامّة: اسم لما يقعد عليه. قال تعالى: وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ
[ص/ 34] وهو في الأصل منسوب إلى الْكِرْسِ، أي: المتلبّد أي: المجتمع.
ومنه: الْكُرَّاسَةُ لِلْمُتَكَرِّسِ من الأوراق، وكَرَسْتُ البناءَ فَتَكَرَّسَ، قال العجاج:
يا صاح هل تعرف رسما مكرسا قال: نعم أعرفه، وأبلسا
والكِرْسُ: أصل الشيء، يقال: هو قديم الْكِرْسِ. وكلّ مجتمع من الشيء كِرْسٌ، والْكَرُّوسُ: المتركّب بعض أجزاء رأسه إلى بعضه لكبره، وقوله عزّ وجل: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ
[البقرة/ 255] فقد روي عن ابن عباس أنّ الكُرْسِيَّ العلم ، وقيل:
كُرْسِيُّهُ ملكه، وقال بعضهم: هو اسم الفلك المحيط بالأفلاك، قال: ويشهد لذلك ما روي «ما السّموات السّبع في الكرسيّ إلّا كحلقة ملقاة بأرض فلاة» . 
ك ر س

في هذه الكراسة عشر ورقات، وهذا الكتاب عدّة كراريس، وقرأت كرّاسةً من كتاب سيبويه، وتقول: التاجر مجده في كيسه، والعالم مجده في كراريسه. ورأيت أكاريس من بني فلان: أصاريم. قال ابن هرمة:

أكاريس من طيّءٍ طنّبت ... برومان أو ماء فرتاجها

ووقفت على كرسٍ من أكراس الدار وهو ما تكرّس من دمنتها أي تلبّد. وأكرست الدار، ومنه قولك: لداره كرياس: كنيف معلق.

ومن المجاز: هو طيّب الكرس أي الأصل وهو في كرسس غنًى. قال:

في معدن الملك القديم الكرس

وقيل: الكرسيّ منسوب إلى كرس الملك، كقولهم: دهريّ، وفسر قوله تعالى: " وسع كرسيّه السّموات ": بالملك والعلم لأنه مكان الملك والعالم، ويقال للعلماء: الكراسيّ عن قطرب وأنشد:

تحفّ بها بيض الوجوه وعصبة ... كراسيّ بالأحداث حين تنوب

وتقول: خير هذا الحيوان الأناسيّ، وخير الأناسيّ الكراسيّ:
الكِرْسُ: كِرْسُ الحَوْض والبِنَاء حَيْثُ تَقِفُ الدَّواب ويَتَلَبد ويَشْتَد. كذلك كِرْسُ الدِّمْنَةِ. وحَوْضٌ مُكَرَّسٌ، ورَسْمٌ مِثْلُه.
والكُراسَةُ: مُشْتقةٌ من ذلك. وإنه لَفي كِرْس غِنىً: أي إِرْثهِ وأصْلِه. وكَرِيْمُ الكِرْس. والكِرْسُ: الجَماعَةُ من الناس. والأكَارِسُ: الأصارِيْمُ، يُقال: كِرْسٌ وأكْرَاسٌ وأكَارِيْسُ. والكِرْسُ: مَكان يُحْفَرُ للبَهْم قَدْرُ قِعْدَةِ رَجُلٍ. ومن أكْرَاس القَلائدِ والوُشُح ونحوِها إذا ضَمَمْتَ بعضَها إلى بعض. وهو الذَّهَبُ أيضاً. ورَجُل كَرَوسٌ: شَدِيدُ الرَّأس كامِلُ الجِسْم. ومُكَرسٌ: للتَارِّ القَصِيرِ الكَثِيرِ اللَّحْم. والكِرْيَاسُ - والجَمْعُ الكَرَايِيْسُ -: الكَنِيْفُ الذي يَكونُ على السَّطْح. وهو من الأُسُوْدِ: الضخْمُ الرأس. والكُرْسيُّ: مَعروفٌ. وهو العِلْمُ أيضاً، من قَوْله تعالى: " وَسِعَ كُرسِيُه السَّمواتِ والأرْضَ ". والكَرَاسيُّ: العُلَمَاءُ. ويُقال: كِرْسيٌّ أيضاً. والمُكَ ركسُ: الذي وَلدتْهُ أمَتَانِ أو ثلاثَ. والكَرْكَسَةُ: التَّرْدِيْدُ. والمُكَرْكَسُ: المُقَيَّدُ، يُقال: كَرْكَسَه. والتَكَرْكُسُ: التَّلَوُّثُ فيما فيه الإِنسانُ. وتَكَرْكَسَ الشَّيْءُ: تَدَحْرَجَ، وكَرْكَسَه غيرُه.

كرس


كَرَسَ(n. ac. كَرْس)
a. [ coll. ], Cleaned out (
stable ).
كَرَّسَ
a. [ coll. ], Founded, laid the
foundations of.
b. [ coll. ], Consecrated
dedicated.
أَكْرَسَa. Stabled; penned up (animal).
b. Was dungy.

تَكَرَّسَa. Was put together; became compact, strong.
b. Gathered (fire-wood).
c. [ coll. ], Was consecrated
dedicated.
تَكَاْرَسَa. see V (a)
إِنْكَرَسَ
a. ['Ala], Leant, bent over.
b. [Fī], Entered stooping.
كِرْس
(pl.
أَكَاْرِسُ
أَكْرَاْس أَكَاْرِيْسُ)
a. Dung, excrement.
b. Enclosure; pen; stable.
c. Adjacent houses.
d. Foundation.
e. Origin.
f. Necklace, string of beads.

كِرْسِيّa. see 3yi
كُرْسِيّ
(pl.
كَرَاْسِيّ
22yi
&
a. كَرَاسٍ ), Seat; chair; armchair;
stool, foot-stool.
b. Throne.
c. Knowledge, learning.
d. Power, dominion.
e. Support.

كَرَّاْس
كَرَّاْسَة
28t
a. [ coll. ]
see 29t
كُرَّاْسَة
(pl.
كُرَّاْس
كَرَاْرِيْسُ)
a. Quire; part, number; parcel, packet (
of books ); pamphlet.
كُرَّاْسِيَّة
a. [ coll. ], Copy-book. —
كَرُّوْسَة
31t
كُرُّوْسَة
[ coll. ], Carriage, coach;
calash.
N. P.
كَرَّسَa. see N. P.
أَكْرَسَ
N. Ac.
كَرَّسَ
a. [ coll. ], Consecration
dedication.
N. P.
أَكْرَسَa. Formed of beads (necklace).
N. Ag.
تَكَرَّسَa. see N. P.
أَكْرَسَ
كَرَوَّس
a. Big in the head.

كِرْيَاس (pl.
كَرَايِيْس)
a. Watercloset.

ذَات كُرْسِيّ
a. Cassopeia (constellation).
كُرْسِيّ أُسْقُف
a. Episcopal see; bishop's palace.

كَرَسْتَة
T.
a. Material, materials.
كرس
تكرَّسَ/ تكرَّسَ لـ يتكرَّس، تكرُّسًا، فهو مُتكرِّس، والمفعول مُتكرَّس له
• تكرَّس التُّرابُ: تراكم وصار بعضُه فوق بعض.
• تكرَّس للعمل: خصّص نفسَه له، ووقَفَها عليه. 

كرَّسَ يكرِّس، تكرِيسًا، فهو مُكرِّس، والمفعول مُكرَّس
• كرَّس البضائعَ: ضمَّ بعضَها إلى بعض.
• كرَّس الوقتَ للدّرس: خصّصه، ووقَفه عليه "كرّس حياتَه لخدمة العلم". 

كُرَّاسة [مفرد]: ج كُرّاسات وكراريسُ وكُرّاس:
1 - دفتر؛ مجموعة من الأوراق يُلصَق بعضُها إلى بعض، وتُهيَّأ للكتابة فيها.
2 - كُتيِّب "كرّاسة من الشِّعر- كرّاسة العمل: كُتيِّب يحتوي على مسائل يمكن للطالب حلّها مباشرة على الصفحات". 

كُرْسِيّ [مفرد]: ج كراسٍ وكراسيُّ:
1 - مقعد من خشب ونحوه لجالس واحد، له ظهر بدون ساعدين "كُرسِيّ مُريح/ هزّاز- كرسيّ دوّار: تتحرّك قاعدتُه على محور- مسند الكُرسيّ: ظهره- الكرسيّ البابويّ الرسوليّ: مركز إقامة البابا".
2 - أعلى مركز علميّ في الجامعة يشغله أستاذ "كرسيّ الأدب".
• كرسيّ المُلْك: عَرْشه "بقي على كرسيّ الملك عشرين عامًا" ° كرسيّ المملكة: عاصمتها.
• آية الكرسيّ: الآية رقم 255 من سورة البقرة " {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ}: قيل هو: عرشه أو عظمته وسلطانه أو علمه أو قدرته أو ملكه". 
(ك ر س)

تكرس الشَّيْء، وتكارس: تراكم وتلازب.

وتكرس أس الْبناء: صلب وَاشْتَدَّ.

والكرس: الصاروج.

والكرس: ابوال الْإِبِل وَالْغنم وابعارها يتلبد بَعْضهَا على بعض.

ورسم مكرس، بتَخْفِيف الرَّاء، ومكرس: فِيهِ كرس، قَالَ العجاج: يَا صَاح هَل تعرف رسما مكرسا

قَالَ نعم اعرفه وأبلسا

وأنحلبت عَيناهُ من فرط الأسى

واكرس الْمَكَان: صَار فِيهِ كرس، قَالَ أَبُو مُحَمَّد الحذلمي:

فِي عطن أكرس من أصرامها

والكرس: الطين المتلبد.

والجع: أكراس.

والكرس: القلائد المضموم بَعْضهَا إِلَى بعض. وَكَذَلِكَ: هِيَ من الوشح.

وَالْجمع: أكراس.

ونظم مكرس، ومتكرس: بعضه فَوق بعض.

وكل مَا جعل بعضه فَوق بعض: فقد كرس، وتكرس هُوَ.

والكراسة: من الْكتب، سميت بذلك لتكرسها.

والكرس: الْجَمَاعَة من النَّاس.

وَقيل: الْجَمَاعَة من أَي شَيْء كَانَ.

وَالْجمع: أكراس.

وأكاريس: جمع الْجمع، فَأَما قَول ربيعَة بن الجحدر:

أَلا إِن خير النَّاس رسلًا ونجدةً ... بعجلان قد خفت لَدَيْهِ الأكارس

فَإِنَّهُ أَرَادَ: الأكاريس، فَحذف للضَّرُورَة، وَمثله كثير.

وكرس كل شَيْء: أَصله.

وانكرس فِي الشَّيْء: دخل. والانكراس: الانكباب.

والكرسي: مَعْرُوف.

وَفِي بعض التفاسير: الْكُرْسِيّ: الْعلم.

والكروس: الضخم من كل شَيْء.

وَقيل: هُوَ الْعَظِيم الرَّأْس والكاهل مَعَ صلابة. وَقيل: هُوَ الْعَظِيم الرَّأْس فَقَط.

والكروس الهُجَيْمِي: من شعرائهم.

والكرياس: الكنيف.

وَقيل: هُوَ الكنيف الَّذِي يكون مشرفا على سطح بقناة إِلَى الأَرْض.
كرس: كَرَّس (بالتشديد): أسّس البناء. (فوك).
كَرَّس (مشتقة من كيورسا اليونانية) وهي عند النصارى بمعنى خصص لخدمة الله والعبادة، نَذَر لله، (بوشر، محيط المحيط، باين سميث 1684، رايت، فهرست المخطوطات السريانية 237:1).
نكرَّس: تأسس. (فوك).
تكرَّس: تخصص لخدمة الله والعبادة. نُذَر لله (محيط المحيط).
تكرَّس: جمع الحطب .. (محيط المحيط).
كِرْس: ذكرت في ديوان الهذليين (ص282، البيت الخامس).
كِرْس: قطع السرقين والخثي يستعمل وقوداً. (وصف مصر 13): ( Kers) .
كُرْس (بالإسبانية corzo) والجمع أكْراس: يحمور، تيس جبلي، يامور (المعجم اللاتيني- العربي، فوك، ألكالا).
كرسي: كرسي الوعظ. منبر. (ألكالا).
كرسي: الكرسي المخصص لوضع العمامة، خلال الليل ويسمى أحياناً كرسي العمامة (ملابس 343:1). كرسي الولادة: كرسي ذو شكل خاص مصنوع لتجلس عليه الحامل ساعة الولادة (لين: عادات 362:2).
كرسي: نوع من أنواع الكراسي مخصص لحمل الصيني (أنظر في مادة صيني. بيرتون: 280:2).
كرسي الكأس: صحن (؟) يوضع عليه الكأس: إنه كاترمير الذي ترجم هذا الاصطلاح على هذه الصورة حين وجده في كتاب الطقوس الحبرية للأقباط (الجريدة الآسيوية 252:1 لسنة 1850).
كرسي: ركيزة المنجنيق (معجم الطرائف).
كرسي: منصّة الإسطرلاب (ألف، استرون، 168:1، دورن).
كرسي: هو القمطر الذي تُصان فيه نسخة القرآن الثمينة (معجم الادريسي) ويضيف المقري (404:1) إنه قطعة أثاث أخرى تُستخدم لنقل ذلك القمطر.
كرسي: رف قائم على نهاية حادة مغروزة في الأرض من أسفله (الجريدة الآسيوية 251:1 لسنة 1850).
كرسي: جاء في رحلة ابن جبير ص62 (وباب الكعبة يفتح كل يوم اثنين ويوم جمعة .. وفتحه أول بزوغ الشمس، يقبل سدنة البيت الشيبيون فيبادر منهم مَنْ ينقل كرسياً كبيراً شبه المنبر الواسع له تسعة أدراج مستطيلة قد وضعت له قوائم من الخشب متطامنة مع الأرض لها أربع بكرات كبار مصفحة بالحديد لمباشرتها الأرض يجري الكرسي عليها إلى البيت الكريم فيقع درجة الأعلى متصلاً بالعتبة المباركة من الباب) (أنظر ابن جبير 12:91، وابن بطوطة 309:1 وبركهارت: الأمثال العربية 269:1).
في هذه الأيام للكرسي، نفسه، ست بكرات وشكله مختلف (أنظر علي باي الجزء الثاني من الرحلات ص80 والصورة ل: 8 رقم 4).
كرسي: شيء يشبه المنضدة المنخفضة، يوضع على حفرة من الأرض، مربعة أو دائرية يحتوي على قدر يسخن بالنار ويغطى ببعض الأغطية ويُحاط بالسجاد والوسائد يستخدمه أهل الدار للتدفئة حيث يسحبون الأطراف الطويلة للأغطية ويضعونها على أفخاذهم (فراسير 188:2).
كرسي الملك: الهرش (محيط المحيط).
كرسي المملكة: مقرّ مكان الإقامة، عاصمة الإمبراطورية (معجم أبي الفداء). ويرى بوشر أن كرسي وحدها تدل على هذا المعنى.
كرسي: مدينة مهمة (ابن خلكان 4:1، 8:1 إحدى كراسي خراسان).
كرسي: مركز إقامة الأسقف (الادريسي روما، مقدمة ابن خلدون 420:1، 421:12، 14:13 ومحيط المحيط).
كرسي: تطلقها المغربيات على القطع الفضية أو الذهبية الموجودة في عقودهن بسبب هيئة هذه الحلي (المعجم الإسباني ص93).
كرسي: مجمع أوتار قوس آلة الطنبور (وصف مصر الجزء الثامن 251).
كرسي الخد: (ألف ليلة 44:1) وسط الخد.
شاب مليح بخدّ أحمر وشامة على كرسي خده كقرص عنبر.
كَرَسون: (أصل الكلمة إيطالي crescione أو فرنسي cresson) حرف. بقلة مائية تنبت في الجداول والمناقع ورقها يؤكل (بوشر).
كرساية: طين، غرين، طمي (مهرن 34).
كَرَاسة: سندروس، زرنيخ أحمر (هوست 274، 306 الذي كتبها بالصاد ولعلها الكراشت التي وجدتها في (إحصائية أموال اليهود المغاربة فهي أيضاً كراسة. وقد ورد فيها، للدائن الذي يستلم مبلغاً معيناً، من قيمة كراسة ولوز حار. (وفي المخطوطة الأولى مارّ) كريسّي: نعت أنوع من أصغر أنواع الحمص: (ومنه صنف يسمى الكريسّي وهذا الصنف الوصف، أيضاً، في المخطوطة (ن) ويحمل أيضاً اسم الكريسّي (المستعيني في مادة الحمّص) كرّاس: الجزء من الكتاب يحتوي، في الغالب، على ثماني ورقات. (محيط المحيط).
كراسة: دفتر (فوك، ألكالا).
كرّاسة: مجموعة صغيرة دون الكتاب (محيط المحيط).
كرّوسة: كلمة فرنسية وجمعها كروسات، وهي أداة ذات دواليب تُرَكب وتجرّ الأثقال (محيط المحيط، لير شندي carro، تاريخ تونس 113): ورماه وهو يساير كروسته فقتله.
كرس
الكِرْس - بالكسر -: أبيات من الناس مُجْتَمِعة، والجمع: أكراس وأكارس وأكاريس. وقال ابن دريد: الأكارِس: الجماعات من الناس، لا واحِدَ لها مِن لَفْظِها، هكذا يقول الأصمعيّ. وقال أبو عمرو: واحِدُها كِرْسٌ؛ ثمَّ أكراسٌ؛ ثمَّ أكاريس.
قال: والكِرْس: ما يُبْنى لِطِلْيانِ المِعْزى؛ مثل بَيْت الحمام، ويقال أكْرِسْها: أي أدْخِلْها في الكِرْس لِتَدْفَأ.
ويقال للكِلْسِ الصّاروجِ المَعروف: كِرْسٌ، وليس بالجَيِّد.
قال: والكِرْس: البَعْرُ والبَوْلُ المُتَلَبِّد بعضه على بعض، والجمع أكْراس.
وقول رؤبة:
يا صاحِ هاجَتْكَ الدِّيَارُ الأكْراسْ ... على هَوىً في النَّفْسِ منه وَسْواسْ
كانَّه أراد الدَّيار الدّاثِرَة القديمة التي بها آثار الكِرْسِ.
والكِرْسُ - أيضاً -: الأصْلُ، قال العجّاج يمدح الوليد بن عبد الملك بن مروان:
قد عَلِمَ القُدُّوسُ مَوْلى القُدْسِ ... أنَّ أبا العَبّاسِ أوْلى نَفْسِ
بِمَعْدِنِ المُلْكِ القديمِ الكِرْسِ ... فُروعِهِ وأصْلِهِ المُرَسِّي
وقال الليث: الكِرْس: من أكراس القلائد والوشوح ونحوها، يقال: قِلادَة ذات كِرْسَيْن وذاةت أكْراسٍ ثلاثة: إذا ضَمَمْتَ بَعْضَها إلى بعضٍ. قال:
أرقْتُ لِطَيْفٍ زارَني في المَجَاسِدِ ... وأكراسِ دُرٍّ فُصَّلَت بالفَرَائدِ
وكِرْسٌ - أيضاً -: نخلٌ لِبَني عَدِيّ.
والكَرَوَّس - مثال عَذَوَّر -: العظيم الرأس.
وأبو الكَرَوَّس محمد بن عمرو بن تمّام الكَلْبي: من أصحاب الحديث.
والكَرَوَّس: الأسد العظيم الرأس، عن هِشَام، وأنشد لأبي النَّجْم يُخاطِبُ العجّاج:
إيّاكَ أنْ تَطْرِفَ أو تَعَسْعَسا ... أخْشى عليكَ الأسَدَ الكَرَوَّسا
وقال أبو عمرو: الكَرَوَّس من الجِمال: العظيم الفَرَاسِنِ الغليظ القوائم الشَّدِيْدُها.
وكَرْسي - مثال فَرْسي -: موضِع بين جَبَلَيْ سِنْجَار.
والكُرْسِيُّ: واحِد الكراسي، وربّما قالوا: كِرْسِيّ - بكسر الكاف -.
وقيل في قوله تعالى:) وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والأرْضَ (أي وَسِعَ عِلْمُه، من قولِهم: كَرِسَ الرَّجُل - بالكسر -: إذا ازْدَحَمَ عِلْمُه على قَلْبِه؛ عن ابن الأعرابيّ. وقرأ طاوُس: وَسِعَ كِرْسِيُّه - بالكسر -، وهي لغة في جميع هذا الوزن نَحْوِ: سُخْرِيٍّ ودُرِّيٍّ.
والكَرَاسِيّ: العُلَماء.
وكُرْسِيّ: قرية من أعمال طَبَرِيَّة، يُقال إنَّ عيسى - صلوات الله عليه - جَمَعَ الحَوارِيِّينَ بها وأنْفَذَهُم منها إلى النواحي، وفيها موضِعُ كُرْسِيٍّ زَعَموا أنَّه - صلوات الله عليه - جَلَسَ عليه.
والكُرّاسة: واحِدَة الكُرّاس والكَرارِيْس، قال الكُمَيْت:
حتى كأنَّ عِراصَ الدّارِ أرْدِيَةٌ ... من التَّجاوِيْزِ أو كُرّاسُ أسْفارِ
والكِرْياس: الكَنِيْفُ في أعلى السَّطح بقناةٍ في الأرض، وهو فعْيال، من الكِرْسِ: وهو المُتَطابِقُ من الأبوال والأبعار. ومنه حديث أبي أيُّوب الأنصاري - رضي الله عنه -: ما أدري ما أصْنَعُ بهذه الكَرايِيْسِ؛ وقد نهى رسولُ الله؟ صلى الله عليه وسلّم - أنْ تُسْتَقْبَلَ القِبْلَةُ بِبَوْلٍ أو غائطٍ. وهو في كتاب الليث: الكِرْياس؟ بالياء - في الثُّلاثيّ، والكِرْناس - بالنون - ذَكَرَه في الرُّباعيّ، فإنَّه قال: الكِرْناس والجمع الكَرانيس: إردَبّات تَنْصَب على رأس الكضنِيْف أو البالوعة.
وأكْرَسَتِ الدّارُ: صارت ذاةَ كِرْسٍ، قال العجّاج:
يا صاحٍ هل تَعْرِفُ رَسْماً مُكْرِساً ... قال: نَعَمْ أعْرِفُهُ وأبْلَسا
والقِلادَة المُكْرَسَة والمُكَرَّسَة - بتشديد الراء المفتوحة -: أنْ يُنْظَمَ اللؤلؤ والخَرَز في خَيْط ثمَّ يُضَمّا بفُصُولٍ بِخَرزٍ كِبَارٍ.
وكَرَّسْتُ البِناءَ تَكْرِيْساً: أي أسَّسْتُه.
وقال ابن عبّاد: رجُلٌ مُكَرَّس: للتّارِّ القَصِيرِ الكَثيرِ اللَّحْمِ.
والانْكِراس: الانْكِباب، وقد انْكَرَسَ في الشَّيْء: إذا دَخَلَ فيه مُنْكَبّاً، قال ذو الرُّمَّة يصف الثور:
يَغْشى الكِناسَ بِرَوْقَيْهِ ويَهْدِمُهُ ... من هائلِ الرَّمْلِ مُنْقاضٌ ومُنْكَثِبُ
إذا أرادَ انْكِرَاساً فيه عَنَّ له ... دُوْنَ الأرُوْمَةِ من أطْنابِها طُنُبُ
والتركيب يدل على تَلَبُّد شَّيْءٍ فوقَ شَيْءٍ وتَجَمُّعُه.

كرس: تَكَرَّسَ الشيءُ وتَكارَس: تَراكَمَ وتَلازَبَ. وتَكَرَّس أُسُّ

البِناء: صَلُبَ واشتدَّ. والكِرْسُ: الصَّارُوجُ. والكِرْس، بالكسر:

أَبوال الإِبل والغَنَم وأَبعارُها يتلبَّد بعضها على بعض في الدار،

والدِّمْنُ ما سَوَّدُوا من آثار البَعَر وغيره. ويقال: أَكْرَسَتِ الدار.

والكِرْس: كِرْس البِناء، وكِرْس الحَوض: حيث تَقِف النَّعَم فيتلبَّد، وكذلك

كِرْس الدِّمْنة إِذا تَلَبَّدَت فَلزِقَت بالأَرض. ورسم مُكْرَس، بتخفيف

الراء، ومُكْرِس: كَرِسٌ؛ قال العجاج:

يا صاحِ، هل تعرِف رَسْماً مُكْرَسَا؟

قال: نعم أَعْرِفه، وأَبْلَسَا،

وانْحَلَبَتْ عَيْناه من فَرْط الأَسَى

قال: والمَكْرس الذي قد بَعَرَت فيه الإِبل وبوّلتْ فركِب بعضه بعضاً؛

ومنه سُمِّيت الكُرَّاسة. وأَكْرَس المكان: صار فيه كِرْس؛ قال أَبو محمد

الحذلمي:

في عَطَنٍ أَكْرَسَ من أَصْرَامِها

أَبو عمرو: الأَكارِيسُ الأَصْرام من الناس، واحدها كِرْس، وأَكْراس ثم

أَكارِيس. والكِرْس: الطِّين المتلبِّد، والجمع أَكْراس. أَبو بكر:

لُمْعَة كَرْساء للقطعة من الأَرض فيها شجر تَدانَتْ أُصُولها والتفَّت

فُرُوعها. والكِرْس: القلائد

(* قوله «والكرس القلائد» عبارة القاموس والكرس

واحد أَكراس القلائد والوشح ونحوها.) المضموم بعضها إِلى بعض، وكذلك هي من

الوُشُح ونحوها، والجمع أَكراس. ويقال: قلادة ذاتُ كِرْسَين وذات أَكْراس

ثلاثة إِذا ضَمَمْتَ بعضها إِلى بعض؛ وأَنشد:

أَرِقْتُ لِطَيْف زارني في المَجَاسِدِ،

وأَكْراس دُرٍّ فُصِّلَتْ بالفَرائدِ

وقِلادة ذات كِرْسَيْن أَي ذات نَظْمين. ونظم مُكَرَّس ومُتَكَرِّس:

بعضه فوق بعض. وكلُّ ما جُعِل بعضه فوق بعض. وكلُّ ما جُعِل بعضه فوق بعض،

فقد كُرِّس وتَكَرَّس هُوَ.

ابن الأَعرابي: كَرِس الرجل إِذا ازدحَمَ عِلْمه على قلبه؛ والكُرَّاسة

من الكتب سُمِّيت بذلك لتَكَرُّسِها. الجوهري: الكُرَّاسة واحدة

الكُرَّاس

(* قوله «الكراسة واحدة الكراس» إن أراد أنثاه فظاهر، وإن أَراد أَنها

واحدة والكراس جمع أَو اسم جنس جمعي فليس كذلك، وقد حققته في شرح الاقتراح

وغيره اهـ من هامش القاموس.) والكرارِيس؛ قال الكميت:

حتى كأَن عِراصَ الدّار أَرْدِيةٌ

من التَّجاويز، أَو كُرَّاسُ أَسفار

جمع سِفْر. وفي حديث الصِّراط: ومنهم مَكْروسٌ في النار، بَدَل

مُكَرْدَس وهو بمعناه. والتَكرِيس: ضَمُّ الشيء بعضه إِلى بعض، ويجوز أَن يكون من

كِرْس الدِّمْنة حيث تَقِف الدوابُّ. والكِرْس: الجماعة من الناس، وقيل:

الجماعة من أَيِّ شيء كان، والجمع أَكْراس، وأَكارِيسُ جمع الجمع؛ فأَما

قول ربيعة بن الجحدر:

أَلا إِن خَيْرَ الناس رِسْلاً ونَجْدَةً،

بِعَجْلان، قد خَفَّت لَدَيْهِ الأَكارِسُ

فإِنه أَراد الأَكارِيس فحذف للضرورة، ومثله كثير. وكِرس كل شيء: أَصله.

يقال: إِنه لكريم الكِرْس وكَريم القِنْس وهما الأَصل؛ وقال العجاج يمدح

الوليد بن عبد الملك:

أَنْتَ أَبا العَبَّاس، أَولى نَفْسِ

بِمعْدِنِ الملْك القدِيم الكِرْسِ

الكِرْس: الأَصل.

والكُرْسِيّ: معروف واحد والكَرَاسِي، وربما قالوا كِرْسِيّ؛ بكسر

الكاف. وفي التنزيل العزيز: وسِعَ كُرْسِيُّه السمواتِ والأَرض؛ في بعض

التَّفاسير: الكُرْسِيّ العِلم وفيه عدَّة أَقوال. قال ابن عباس: كُرْسِيُّه

عِلْمُه، وروي عن عطاء أَنه قال: ما السموات والأَرض في الكُرْسِيّ إِلا

كحَلْقة في أَرض فَلاة؛ قال الزجاج: وهذا القول بَيِّنٌ لأَن الذي نعرِفه

من الكُرْسي في اللغة الشيء الذي يُعْتَمَد عليه ويُجْلَس عليه فهذا يدل

على أَن الكرسيّ عظيم دونه السموات والأَرض، والكُرْسِيّ في اللغة

والكُرَّاسة إِنما هو الشيء الذي قد ثَبَت ولزِم بعضُه بعضاً. قال: وقال قوم

كُرْسيّه قُدْرَتُه التي بها يمسك السموات والأَرض. قالوا: وهذا كقولك اجعل

لهذا الحائط كُرْسِيّاً أَي اجعل له ما يَعْمِدُه ويُمْسِكه، قال: وهذا

قريب من قول ابن عباس لأَن علمه الذي وسع السموات والأَرض لا يخرج من هذا،

واللَّه أَعلم بحقيقة الكرسيّ إِلا أَن جملته أَمرٌ عظيم من أَمر اللَّه

عز وجل؛ وروى أَبو عمرو عن ثعلب أَنه قال: الكرسيّ ما تعرفه العرب من

كَرَاسِيِّ المُلوك، ويقال كِرْسي أَيضاً؛ قال أَبو منصور: والصحيح عن ابن

عباس في الكرسيّ ما رواه عَمَّار الذهبي عن مسلم البَطِين عن سعيد بن

جبير عن ابن عباس أَنه قال: الكرسيّ موضع القَدَمين، وأَما العرش فإِنه لا

يُقدر قدره، قال: وهذه رواية اتفق أَهل العلم على صحتها، قال: ومن روى عنه

في الكرسيّ أَنه العِلم فقد أَبْطل. والانْكِراس: الانْكِباب. وقد

انْكَرَس في الشيء إِذا دخل فيه مُنْكَبّاً.

والكَرَوَّس، بتشديد الواو: الضخم من كل شيء، وقيل: هو العَظِيم الرأْس

والكاهِلِ مع صَلابة، وقيل: هو العظيم الرأْس فقط، وهو اسم رجل. التهذيب:

والكَرَوَّس الرجل الشديد الرأْس والكاهل في جِسْم؛ قال العجاج:

فِينا وجَدْت الرجل الكَرَوّسا

ابن شميل: الكَرَوَّس الشديد، رجلٌ كَرَوَّس. والكَرَوَّس: الهُجَيْمِي

من شُعَرائهم.

والكِرْياس: الكَنِيف، وقيل: هو الكنِيف الذي يكون مُشْرفاً على سَطْح

بِقَناةٍ إِلى الأَرض؛ ومنه حديث أَبي أَيوب أَنه قال: ما أَدْرِي ما

أَصْنَع بهذه الكَرَاييِس، وقد نَهَى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، أَن

تُسْتَقْبَل القِبلة بغائطٍ أَو بَوْل يعني الكُنُف. قال أَبو عبيد:

الكَرَايِيسُ واحدُها كِرْياس، وهو الكَنِيف الذي يكون مُشْرِفاً على سَطْحٍ

بِقَناةٍ إِلى الأَرض، فإِذا كان أَسفل فليس بكِرْياس. قال الأَزهري:

سُمِّي كِرْياساً لما يَعْلَق به من الأَقذار فَيَرْكب بعضه بعضاً ويتكرَّس

مثل كِرْس الدِّمْنِ والوَأْلَةِ، وهو فِعْيال من الكَرْس مثل جِرْيال؛

قال الزمخشري: وفي كتاب العين الكِرْناس، بالون.

كرس
الكِرْسُ، بالكَسْر: أَبيْاتٌ من النّاس مُجْتَمِعَةٌ، وقيلَ: هُوَ الجَمَاعَةُ، أَيَّ شيْءٍ كَانَ، ج، أَكْرَاسٌ وجج، جَمْع الجَمْع: أَكَارِسُ وأَكَارِيسُ، قَالَ أَبو عَمْروٍ: الأَكَارِيسُ: الأَصْرَامُ من النّاس، وَاحدُها كَرْسٌ وأَكْرَاسٌ، ثمّ أَكاريسُ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَكارِسُ: جُمُوعٌ كثيرةٌ لَا وَاحدَ لهَا من لَفْظهَا، وَفِي الأَسَاس: رَأَيْتُ أَكَارِسَ من بَني فُلان. قلتُ: الذّي فِي نَصِّ أَبي عَمْروٍ أَنّ جَمْعَ الجَمْع أَكارِيسُ، وأَمّا أَكارِسُ فإِنَّما حُذِفَتْ ياؤُه للضَّرورة، كَمَا فِي قَول رَبيعَة بن جَحْدَر:
(أَلاَ إِنَّ خَيْرَ النّاس رِسْلاً ونَجْدَةً ... بعَجْلاَن قَدْ خَفَّتْ لَدَيْه الأَكَارِسُ)
فإِنَّه أَرادَ الأَكَارِيسَ فحَذَف للضَّرورَة، ومِثلُه كثيرٌ. والكِرْسُ: مَا يبْنَى لِطُلْيَان الْمِعْزَى، مثْلَ بَيْتِ الحَمَامِ، من الطَّين المُتَلَبِّد، والجَمْع: أَكْراسٌ. وأَكْرَسَها: أَدْخَلَها فِيهِ لتَدْفَأَ. والكِرْسُ لُغَةٌ فِي الكِلْس وَهُوَ الصَّارُوجُ، وليسَ بالجَيِّد، والصَّوَابُ بالّلام، وهُوَ فِي اللِّسَان بالراءِ. وكِرْسٌ: نَخْلٌ لبَني عَدِيٍّ، نقلَه الصّاغَانيُّ. والكِرْسُ: البَعرُ والبَوْلُ من الإِبلِ والغَنَمِ المُتَلَبِّدُ بَعْضُه على بَعْضٍ فِي الدّار والدِّمَن. وقالَ اللَّيْثُ: الكِرْسُ: وَاحِدُ أَكْرَاسِ القَلائد والوُشُح ونَحْوهَا، يُقَالُ: قِلاَدَةٌ ذاتُ كِرْسَيْن وذاتُ أَكْرَاسٍ ثَلاَثَةٍ، إِذا ضَمَمْتَ بَعْضَها إِلى بَعْضٍ، وأَنشد:
(أَرِقْتُ لطَيْفٍ زَارَني فِي المَجَاسِدِ ... وأَكْرَاسِ دُرٍّ فُصِّلَتْ بالفَرَائدِ)
والكَرَوَّسُ، كعَمَلَّسٍ، وَقد تُضَمّ الواوُ: الضَّخْمُ من كُلِّ شْيءٍ، وقيلَ: هُوَ العَظيمُ الرَّأْسِ من النّاسِ وقيلَ: هُوَ العَظيمُ الرَّأْسِ والكاهِلِ مَعَ صَلابَةٍ. والكَرَوَّسُ: الأَسْوَدُ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ، وصَوَابُه: الأَسَدُ العَظيمُ الرَّأْسِ، عَن هِشَامٍ، كَمَا فِي العُبَاب. والكَرَوَّسُ: الجَمَلُ العَظِيمُ الفَرَاسِنِ الغَلِيظُ القَوَائمِ الشَّدِيدُها، عَن أَبِي عَمْروٍ، وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الرَّأْسِ والكَاهِلِ فِي جِسْمٍ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الكَرَوَّسُ: الشَّدِيدُ. وَكَرْسَى، كسَكْرَى: ع بَيْنَ جَبَلَيْ سِنْجَارَ، مِن كَرَسَتِ الأَرْضُ، إِذا تَدَانَتْ أُصُولُ شَجَرِهَا. والكُرْسِيُّ، بالضَّمِّ وتَشْدِيدِ الياءِ، ورُبَّمَا قالُوا:) كِرْسِيُّ، بالكَسْر، وَهِي لُغَةٌ فِي جَمْعِ هَذَا الوَزْنِ، نَحْو سُخْرِيّ ودُرِّيّ. وقالَ بَعْضُهُم: إِنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلى كِرْسِ المُلْكِ، أَي أَصْلِه، كَقَوْلِهِم: دُهْرِيّ: السَّريِرُ، هكذَا رَواهُ أَبُو عُمَرَ عَن ثَعْلَبٍ، بالوَجْهَيْنِ. وقالَ ابنُ عَبَاسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فِي تَفْسِيرِ قَوْله عزّ وجَلّ: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَواتِ والأَرْضَ قَالَ: الكُرْسِيُّ: العِلْمُ، وَهُوَ مَجَازٌ، وقيلَ المُرَادُ بِه المُلْكُ، نقلَه الزَّمَخْشَرِي.
وَقَالَ قومٌ: كُرْسِيُّه: قُدْرَتُه الّتي بِهَا يُمْسِكُ السَّمَواتِ والأَرْضَ، قالُوا وَهَذَا كقَوْلِك: إجْعَلْ لهذَا الحائطِ كُرْسِيّاً. أَي إجْعَلْ لَهُ مَا يَعْمِدُه ويُمْسْكُه. وَهَذَا قَرِيبٌ من قَوْلِ ابنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُمَا، لأَنّ عِلْمَه الّذي وَسِعَ السَّمواتِ والأَرْضَ لَا يَخْرُجُ عَنْ هَذَا. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والصَّحِيحُ عَن ابنِ عَبّاس مَا رَوَاه عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ، عَن مُسْلِمٍ البَطِينِ، عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَن ابنِ عبّاسٍ، رَضِي الله عَنْهُمَا، أَنَّهُ قالَ: الكُرْسيُّ: مَوْضِعُ القَدَمَيْنِ، وأَمّا العَرْشُ فإنَّه لَا يُقْدَرُ قَدْرُه. قالَ: وَهَذِه روايةٌ إتَّفَقَ أَهْلُ العِلْمِ على صِحَّتِهَا، قالَ: ومَن رَوَى عَنهُ فِي الكُرْسِيّ أَنَّه العِلْمُ، فقد أَبْطَلَ. ج كَرَاسِيُّ. وكُرْسِيُّ، بالضّمِّ: ة بطَبَرِيَّةَ، يُقالَ: إِنّه جَمَع عِيسَى عَلَيْه الصلاةُ والسّلامُ الحَوَارِيِّينَ فِيهَا، وأَنَفَذَهُمْ مِنْهَا إِلَى النَّوَاحِي، وفيهَا مَوْضِعُ كُرْسِيٍّ زَعَمُوا أَنَّهُ صَلَوَاتُ اللهِ عليهِ جَلَسَ عَلَيْهِ. وَفِي الصّحاحِ: الكُرَّاسَةُ، بالضَّمِّ، وَاحِدَةُ الكُرَّاسِ والكَرَارِيسِ قَالَ الكُمِيْتُ:
(حَتَّى كأَنَّ عِرَاصَ الدَّار أَرْدِيَةٌ ... مِنَ التَّجَاوِيزِ أَو كُرَّاسُ أَسْفَارِ)
قَالَ شَيْخُنَا: إِنْ أَرادَ بقَوْله: وَاحِدَةُ الكُرَّاسِ: أُنْثَاه، فظاهرٌ، وإِنْ أَرادَ: أَنَّها وَاحدَةٌ، والكُرّاسُ جَمْعٌ أَو اسمُ جِنْسٍ جَمْعيٍّ، فليسَ كذلكَ. إنتهى ولكنّ عَطْفَ الكَرَاريس عَلَيْهِ لَا يُسَاعدُ مَا حَقَّقه شيخُنَا، فتأَمَّلْ وَهُوَ عِبَارَةُ الصّحاح. والكُرَّاسَة: الجُزْءُ من الصَّحيفَة، يُقَال: قَرَأْتُ كُرَّاسَةً من كتاب سيبَوَيْه، وَهَذَا الكِتَابُ عِدَّةُ كَرَاريسَ، وتَقُولُ: التّاجرُ مَجْدُه فِي كِيسِه، والعالِمُ مَجْدُه فِي كَرَارِيسه. وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ كَرِسَ الرَّجُلُ، إِذا إزْدَحَم عِلْمُه على قَلْبه، والكُرَّاسَةُ من الكُتُب سُمِّيَتْ بذلك لتَكَرُّسِهَا. والكِرْيَاسُ: الكَنِيفُ المُشْرِفُ المُعَلَّقُ فِي أَعْلَى السَّطْحِ بقَنَاةٍ من الأَرْض، وَفِي بَعْض الأُصُول: إِلى الأَرْضِ وَمِنْه حَديثُ أَبي أَيُّوبَ رضىَ اللهُ عَنهُ، أَنّه قالَ: مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ بِهَذِهِ الكَرَايِيس، وَقد نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنْ تُسْتَقْبَلَ القِبْلَةُ بغائطٍ أَوْ بَوْلٍ يَعْني الكُنُفَ، وفَسَّره أَبو عُبَيْدٍ بِمَا تَقَدَّم، وزادَ: فإِذا كانَ أَسْفَلَ فَلَيْسَ بكِرْيَاسٍ، فِعْيَالٌ من الكِرْس للبَوْل والبَعَرِ المُتَلَبِّدِ، قَالَ الأَزْهَريُّ: وسُمِّيَ كِرْيَاساً لمَا يَعْلَقُ بِهِ منَ الأَقْذَار، فَيَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضاً ويَتَكَرَّسُ مثْلَ كِرْسِ الدِّمْن. وَبِهَذَا ظَهَرَ أَنَّ مَا نَقَلَه شيخُنَا عَن شَرْح المُوَطأ أَنَّ مَرَاحِيضَ)
الغُرَف هِيَ الكَرَابيس، واحدُهَا: كِرْباسٌ، بالموحَّدة، غَلَطٌ ظاهرٌ، وَنَقَلَ عَن الشَّيْخ سالِمٍ فِي شَرح المُخْتَصَر: أَنَّ الكِرْيَاسَ، بالتَّحْتيَّة: الكَنِيفُ، وإِنْ كَانَ عَلَى سَطْحٍ، وأَمَّا بالمُوَحَّدَة فثِيَابٌ، قالَ: قلت: الصَّوابُ أَنَّه وَرَد بهما، والظّاهرُ أَنَّه ليسَ بعَرَبِيّ وإِن كَثُرَ نَاقِلُوه، وتَرَكَه المصنِّفُ تَقْصِيراً. إنتَهَى. وَهَذَا غَرِيبٌ، كيفَ يُصَوِّبُ وُرُودَه بالمُوَحَّدة، وَهُوَ تَصحيفٌ مِنْهُ، وكونهُ ليسَ بعَرَبَيّ أَيضاً غيرُ ظاهِرٍ، فقد تقدَّم عَن الأَزْهَرِيِّ أَنَّه فِعْيَالٌ مِن الكِرْسِ. وقالَ الزَّمَخْشَريُّ: يُقَال: وَقَفْتُ على كِرْسٍ من أَكراسِ الدَّارِ، وَهُوَ مَا تَكَرَّسَ مِن دِمْنَتِهَا: أَي تَلَبَّد، وأَكْرَسَت الدَّارُ، وَمِنْه قَولُكَ: لِدَارِه كِرْيَاسٌ مُعَلَّقٌ، فَهَذَا يؤيَّدُ كَوْنَ اللَّفْظ عَرَبيّاً، فتَأَمَّلْ. وأَكْرَسَت الدّابَّةُ: صارَتْ ذَاتَ كِرْسٍ. وَهُوَ مَا تَلَبَّدَ من البَعرِ والبَوْلِ فِي أَذْنَابِهَا: والقِلاَدَةُ المُكْرَسَةُ والمُكَرَّسَةُ كمُكْرَمَةٍ ومُعَظَّمَةٍ: أَنْ يُنْظَمَ اللُّؤْلُؤُ والخَرَزُ فِي خَيْطٍ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، والصَّوابُ: فِي خَيْطَيْن، كَمَا هُوَ فِي نَصِّ التَّكْملَة، ثمَّ يُضَمَّا، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، والصَّوَابُ: ثمّ يُضَمّان، بفُصُولٍ بخَرَزٍ كِبَارٍ، نقَلَه الصّاغَانيُّ. والمُكَرَّسُ، كمُعَظَّمٍ: التّارُّ القَصيرُ الكَثيرُ اللَّحْمِ، عَن ابْن عَبّادٍ.
والتَّكْرِيسُ: تَأْسِيسُ البِنَاءِ، وَقد كَرَّسَه. وإنْكَرَسَ عَلَيْهِ: إنْكَبَّ. وإنْكَرَسَ فِي الشَّيْءِ، إِذا دَخَلَ فِيهِ واسْتَتَر مُنْكَبّاً، قالَ ذُو الرُّمَّة، يصفُ الثَّوْرَ:
(إذَا أَرَادَ إنْكرَاساً فِيهِ عَنَّ لَهُ ... دُونَ الأَرُومَة منْ أَطْنَابِهَا طُنُبُ)
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: تَكَرَّسَ الشَّيْءُ، وتَكَارَسَ: تَرَاكَمَ وتَلازَبَ. وتَكَرَّسَ أُسُّ البِنَاءِ: صَلُبَ وإشْتَدَّ. والكِرْسُ، كِرْسُ البِنَاءِ وكِرْسُ الحَوْض حَيْثُ تَقِفُ النَّعَمُ فيَتَلَبَّدُ، وكذلكَ كِرْسُ الدِّمْنَة إِذا تَلَبَّدَتْ فلَزِقَتْ فِي الأَرْض. ويُقَالُ: أَكْرَسَت الدّارُ. ورَسْمٌ مُكْرَسٌ، كمُكْرَمٍ، ومُكْرِسٌ: كَرِسٌ، بعَرَتْ فِيهِ الإِبلُ وبَوَّلَتْ، فرَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضاً، قيل: وَمِنْه سُمَّيَت الكُرَّاسَةُ، قَالَ العَجّاجُ: يَا صَاح هَلْ تَعْرفُ رَسْماً مُكُرَسَاً قالَ نَعَمْ أَعْرِفُه وأَبْلَسَاً وإنْحَلَبَتْ عَيْنَاهُ منْ فَرْطِ الأَسَى وأَكْرَسَ المَكَانُ: صَار، فِيهِ كِرْسٌ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَذْلَميُّ: فِي عَطَنٍ أَكْرَسَ مِن أَصْرَامِهَا والكِرْسُ، الطِّينُ المُتَلَبِّدُ، والجَمْع: أَكْرَاسٌ. والكَرْسَاءُ: قِطْعَةٌ من الأَرْض، فِيهَا شَجَرٌ تَدَانَتْ أُصُولُهَا وإلتَفَّتْ فُرُوعُها، قَالَه أَبو بَكْر. ونَظْمٌ مُكَرَّسٌ ومُتَكَرِّسٌ: بَعْضُه فَوْقَ بَعْضٍ، وكلُّ مَا) جُعِلَ بَعْضُه فَوْقَ بَعْضٍ فقد كُرِّسَ وتَكَرَّسَ هُو. وكَرِسَ الرَّجُلُ: إزْدَحمَ عِلْمُه على قَلْبه، عَن ابْن الأَعْرَابيّ. والمُكّرْوَسُ: المُكَرْدَسُ. والتَّكْريسُ: ضَمُّ الشيءِ بَعْضِه إِلى بَعْضٍ. وكِرْسُ كُلِّ شَيْءٍ: أَصْلُه، يُقَال: إِنه لَكَريمُ الكِرْس وكَريمُ القِنْس، وهما الأَصْلُ، وَهُوَ مَجازٌ، وَيُقَال، إِنَّهُ لَفي كِرْسِ غِنيً، أَي أَصْلِه، وَقَالَ العَجَّاجُ: بمَعْدِنِ المُلْكِ القَديمِ الكِرْسِ أَي الأَصْل. والكَرَوَّس الهُجَيْميّ: من شُعَرائهم. وأَبُو الكَرَوَّس: مُحَمَّدُ بنُ عَمْرو بن تَمّامٍ الكَلْبيُّ الوَاسطيُّ، مُحَدِّثٌ، رَوَى عَنْه مَكْحُولٌ، وآخَرُون. ويُقَال للعُلَمَاءِ: الكَرَاسِيُّ، نقَله الزَّمَخْشَريّ عَن قُطْرُبٍ، تَقول: خَيْرُ هَذَا الحَيَوَان الأَنَاسيّ، وخَيْرُ الأَناسيّ الكَرَاسيّ. والكَرَوَّسُ بنُ زَيْدٍ الطائيُّ، من بَني ثُمَامَةَ بن مَالك بن جَدْعاءَ أَخي ثَعْلَبَةَ بن جَدْعَاءَ، وَهُوَ الَّذِي جاءَ بقَتْل أَهل الحَرَّة إِلى أَهْل الكُوفَة، فَقَالَ عبدُ الله بن الزَّبيرِ الأَسَديّ:
(لَعَمْرِي لَقَدْ جَاءَ الكَرَوَّسُ كاظِماً ... عَلَى خَبَرٍ للصَّالحينَ وَجِيعِ)
والشَّمْسُ مُحَمَّدُ بن مُحَمّد بن عَبْدِ الغَنِيِّ البَزّارُ، عُرِف بابْنِ كَرْسُون، بالفَتْح، سَمع الشِّفَاءَ على النَّشَادِريّ، والفَخْرِ القَايَاتِيِّ.

كرس

2 كرّسهُ, (TA,) inf. n. تَكْرِيسٌ, (K, TA,) He put it, or placed it, namely, anything, one part upon another. (TA.) b2: He put it together, one part to another. (TA.) b3: He founded it, namely, a building. (K, TA.) 4 اكرست الدَّارُ The house had in it compacted dung and urine of camels or of sheep or goats: S, A, * TA:) and in like manner you say of a place: (TA:) and اكرست الدّابَّةُ The beast of carriage had upon it, (K, TA,) i. e., upon its tail, (TA,) compacted dung and urine. (K, TA.) See كِرْسٌ.5 تكرّس It (anything) became put, or placed, one part upon another. (TA.) b2: It became compacted and cohering; (A, * TA;) as also ↓ تكارس. (TA.) b3: It (the foundation of a building) became hard and strong. (TA.) A2: He collected together fire-wood, &c. (Msb.) 6 تَكَاْرَسَ see 5.

كِرْسٌ Compacted, or caked, or a cake of, dung and urine of camels and of sheep or goats, (S, * A, * K, * TA,) in a house, and upon the traces of men's abode: (TA:) and also, compacted clay or mud: (TA:) pl. أَكْرَاسٌ. (A, TA.) [Hence,] كِرْسُ الحَوْضِ The place in which the camels stand at the watering-trough or tank, and which in consequence becomes compacted [by the mixture of their dung and urine with the soil]. (TA.) b2: كِرْسُ بِنَآءٍ [The foundation, or lowest part of a building: see 2]. (TA.) A2: One of the أَكْرَاس [meaning series or strings of beads] of [the necklaces and similar ornaments called] قَلَائِد and وُشُح and the like: you say, قِلَادَةٌ ذَاتُ كِرْسَيْنِ [a necklace of two such series], and ذَاتُ أَكْرَاسٍ ثَلَاثَةٍ [of three such series], when you join one part to another [in several places, by larger beads: see قِلَادَةٌ مُكْرَسَةٌ, below]. (Lth, K. *) كَرِسٌ: see مُكْرِسٌ.

كُرْسِىٌّ and (sometimes, S, Msb) كِرْسِىٌّ (S, Msb, K) A throne; syn. سَرِيرٌ: (K:) a chair: (TK:) a seat not larger than is sufficient for one person: (Bd, ii. 256:) [and a stool:] pl. كَرَاسِىٌّ (S, Msb, K) and sometimes كَرَاسٍ, agreeably with a rule mentioned by ISk. (Msb.) It is the place [or seat] of the king, and of the learned man: and hence, as used in the Kur ii. 256, it is explained as signifying (tropical:) Dominion: (A:) and (tropical:) the power of God, whereby He holds the heavens and the earth: (TA:) and (tropical:) knowledge: (A, K:) which last explanation is ascribed to I'Ab: but the truth is, that I'Ab explained it as there signifying the [foot-stool of God; or] place of the feet: but as to the عَرْش [of God], this is immeasurable: (Az, TA:) or it signifies the sphere of the stars. (TA, art. عرش.) [Hence, also, you say,] هُوَ مِنْ أَهْلِ الكُرْسِىِّ (tropical:) He is of the people of science. (TK.) [And hence,] الكَرَاسِىُّ is also used [elliptically] to signify (tropical:) The learned men; accord. to Ktr. (A.) b2: Also, A prop, or support, for a wall. (TA.) b3: [ذَاتُ الكُرْسِىِّ The Constellation Cassiopeia: see خَضِيبٌ.]

كِرْيَاسٌ A privy on the top of the roof of a house, (S, A, * Msb, K,) with a conduit from the ground, (K,) or, as in some lexicons, to the ground: one that is below is not so called: (TA:) or the privy of an upper chamber: (MF:) of the measure فِعْيَالٌ, (Az, Msb, K,) from كِرْسٌ, meaning, “ compacted dung and urine of camels, or of sheep or goats: ” (Az, * A, * K, TA:) so called because of the filth that adheres to it, and becomes compacted: (Az, TA:) incorrectly said by some to be also written كِرْبَاسٌ, with the single-pointed letter [ب]: the pl. is كَرَايِيسُ. (TA.) كُرَّاسٌ: see what next follows.

كُرَّاسَةٌ [A quire, or parcel, of paper, generally consisting of five sheets, forming ten leaves, of a book; also vulgarly called كَرَّاسَةٌ and كَرَّاسٌ;] one of what are termed ↓ كُرَّاسٌ and كَرَارِيسُ; [كُرَّاسٌ being a coll. gen. n. and كَرَارِيسُ a pl.;] (S, A, K;) a portion of a صَحِيفَة [i. e. book or volume]: (A, K:) so called because compacted: (TA:) or from تَكَرَّسَ signifying “ he collected together ” fire-wood, &c. (Msb.) You say, فِى هٰذِهِ الكُرَّاسَةِ عَشْرُ وَرَقَاتٍ [In this quire of a book are ten leaves]. (A.) And هٰذَا الكِتَابُ عِدَّةُ كَرَارِيسَ [This book is composed of a number of quires]. (A.) And قَرَأْتُ كُرَّاسَةً مِنْ كِتَابِ سِيبَوَيْهِ [I read a quire of the Book of Seebaweyh]. (A.) And التَّاجِرُ مَجْدُهُ فِى كِيسِهِ وَالعَالِمُ مَجْدُهُ فِى كَرَارِيسِهِ [The merchant's glory is in his purse, and the learned man's glory is in his quires of books]. (A.) مُكْرَسٌ: see مُكْرِسٌ. b2: قِلَادَةٌ مُكْرَسَةٌ and ↓ مُكَرَّسَةٌ A necklace in which the pearls or other beads are strung upon two strings, and these are joined together by divisions of large beads: so in the TS and K, excepting that in the latter, فِى خَيْطٍ is erroneously put for فِى خَيْطَيْنِ. (TA.) [See كِرْسٌ, last signification.] And [in like manner], ↓ نَظْمٌ مُكَرَّسٌ and مُتَكَرِّسٌ A string of beads one above another. (TA.) رَسْمٌ مُكْرِسٌ (S) (in the L and TA مُكْرَسٌ, but the former, being agreeable with the verb, (see 4,) is probably the right reading,] Traces of men's abode in which is a compacted mixture of dung and urine of camels or of sheep or goats. (S, L, * TA. * [And accord. to the second and third of these authorities, ↓ كَرِسٌ seems to signify the same.]) مُكَرَّسٌ: see مُكْرَسٌ: the former, in two places.

مُتَكَرِّسٌ: see مُكْرَسٌ: the former, in two places.

نزز

[نزز] نه: فيه: البلاد الوبيئة ذات الأنجال و"النز"، هو ما يتحلب من الماء القليل في الأرض، نز الماء ينز نزًا، وأنزت الأرض- إذا أخرجت النز.
(نزز) - وفي حديث الحارثِ بن كَلَدة لعمر: "البلاد الوَبِيئة، ذاَتُ الأَنجال والبَعوض والنَّزِّ"
النَّزُّ: ما يتحَلَّب من الماء القَلِيل في الأرض
(ن ز ز) : (النَّزُّ) مَا تَحَلَّبَ مِنْ الْأَرْضِ مِنْ الْمَاءِ وَقَدْ نَزَّتْ الْأَرْضُ إذَا صَارَتْ ذَاتَ نَزٍّ وَتَحَلَّبَ مِنْهَا النَّزُّ وَمِنْهُ رَجُلٌ أَتَّخَذَ بَالُوعَةً فَنَزَّ مِنْهَا حَائِطُ جَارِهِ.
ن ز ز: (النَّزُّ) بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِهَا مَا يَتَحَلَّبُ مِنَ الْأَرْضِ مِنَ الْمَاءِ. وَقَدْ (أَنَزَّتِ) الْأَرْضُ صَارَتْ ذَاتَ نَزٍّ. 
ن ز ز : نَزَّتْ الْأَرْضُ نَزًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَثُرَ نَزُّهَا تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُ النُّونَ وَيَجْعَلُهُ اسْمًا وَهُوَ النَّدَى السَّائِلُ وَأَنَزَّتْ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ. 
[نزز] النَزُّ والنِزُّ: ما يتحلَّب في الأرض من الماء. وقد أَنَزَّتِ الأرض: صارت ذات نَزٍّ. والنَزُّ: الرجل الخفيف الذكيُّ الفؤاد، حكاه أبو عبيد. وظليمٌ نَزٌّ: لا يستقر في مكان. وناقةٌ نَزَّةٌ: خفيفةٌ. ونَزَّ الظَبْيُ يَنزُّ نَزيزاً، أي عَدا، وكذلك إذا صوت، عن أبى الجراح. حكاه الكسائي.
ن ز ز
في أرضه نز ونزوز. وقد نزّت أرضهم وأنزّت. ورجل نزّ: لا يقرّ في مكان. وظليم وظبي نز: ذو نزوان، وقد نزّ نزيزاً. قال ذو الرمة:

فلاة ينزّ الرئم في حجراتها ... نزيز خطام القوس يحدى به النبل

والصبيّ في المنز: في المهد. والأم تنزنز صبيها: ترقصه.

نزز


نَزَّ(n. ac. نَزِيْز)
a. Abounded in springs (land).
b. Ran, bounded.
c. Vibrated.
d. Cried out.
e. ['An], Separated from.
f. [ coll. ], Dripped.
نَزَّزَ
a. [acc. & 'An], Separated from.
b. Nourished.

نَاْزَزَa. Strove with.

أَنْزَزَa. see I (a)b. Became hard.

نَزّ
(pl.
نُزُوْز)
a. Moisture, water; spring.
b. Nimble.
c. Inconstant, unsteady; mobile.
d. Liberal.
e. Intelligent.
f. Much; many.

نَزَّةa. Moist (ground).
b. see 1 (b) & 23
نِزّa. see 1 (a)
نِزَّةa. Desire.

نَزَز
a. [ coll. ]
see 1 (a)
مِنْزَزa. Cradle.
b. see 1 (c)
نَاْزِزَةa. see 1t (a)
نِزَاْزa. Inclined, prone to (evil).
نُزَاْزَة
a. [ coll. ]
see 1 (a)
نَزِيْزa. Desirous; libidinous.
b. see 1 (c) (f) &
نِزَاْز
[ن ز ز] النِّزُّ والنَّزُّ، والكَسْرُ أجودُ: ما تَحلَّبَ من الأَرضِ، فارسيٌّ مُعربٌ. وأنزَّتِ الأَرْضُ: نَبعَ منها النَّزُّ. وأَنَزَّتْ: صارَتْ ذاتَ نَزٍّ، وفي بعض الأَوْصافِ: وأرْضٌ مَناقِعُ النَّزِّ، حَبُّها لا يُجَزُّ، وقَصَبُها يَهْتَزُّ. وأَرْضٌ نارَّةٌ، ونَزَّةٌ: ذاتُ نَزٍّ، كلتاهُما عن اللِّحْيانيِّ. والنَّزُّ: السَّخِيُّ الذّكِيُّ الخَفِيفُ. وقولُه:

(عَهْدِي بجَنَّاحٍ إِذا ما اهْتَزّا ... )

(وأذْرَتِ الرِّيحُ تُراباً نزَّا ... )

(أنْ سَوْفَ تَمضِيه وما ارْمَأرَّا ... ) أي: تَمضِي عليه. ونَزّا: أي خفيفاً. وظَليمٌ نَزٌّ: سَرِيع، قال:

(أوْ بَشَكَى وَخْدَ الظَّلِيمِ النَّزِّ ... )

وَخْدَ: بَدَلٌ من بَشَكَى، أو مَنْصُوبٌ على المَصْدَرِ. والمِنَزُّ: الكثيرُ الحركةِ والمِنَزُّ: المَهْدُ مهد الصَّبِي. ونَزَّ الظَّبيُ يَنِزُّ نَزِيزاً: عَدَا وصَوَّتَ.
نزز
نزَّ نَزَزْتُ، يَنِزّ، انْزِزْ/ نِزَّ، نزًّا ونزِيزًا، فهو نازّ
• نزَّ المكانُ: نضح ورشح "نزَّ الماءُ من الجدار- نزّ الدَّمُ من المسامّ- نزّ السقفُ بعد هطول المطر- نزّ العَرَقُ من بدنه".
• نزَّ الجُرْحُ: أخرج بعضَ الإفرازات. 

نَزّ [مفرد]: ج أنزاز (لغير المصدر {ونِزاز} لغير المصدر) ونُزوز (لغير المصدر):
1 - مصدر نزَّ ° هو نَزُّ شرٍّ: لا يُقلع عنه.
2 - ما ينضح من الأرض من الماء "بالغرفة السفليّة نزٌّ مستمرٌّ".
3 - (جو) ظاهرة تسرُّب النّفط من سطح الأرض مكونًا منبعًا بتروليًّا أو بقعًا زيتيّة كبيرة. 

نَزَّة/ نِزَّة [مفرد]: شهوةٌ شديدةٌ "قتلته النَّزَّة" ° ناقة نزّة: خفيفة. 

نزيز [مفرد]: مصدر نزَّ ° رَجُلٌ نزيز: ظريف خفيف أو كثير التحرُّك أو شهوانيّ- هو نزيزُ شرٍّ: نَزُّ؛ لا يُقلع عنه. 

نزز: النَّزُّ والنِّزُّ، والكسر أَجود: ما تَحَلَّب من الأَرض من

الماء، فارسي معرّب. وأَنَزَّت الأَرضُ: نبع منها النَّزُّ. وأَنَزَّت: صارت

ذات نَزٍّ وصارت مناقع للنَّزِّ. ونَزَّتِ الأَرضُ: صارت ذات نَزٍّ.

ونَزَّتْ: تَحَلَّبَ منها النَّزُّ. وفي حديث الحرث ابن كِلْدَةَ قال لعمر،

رضي الله عنه: البلاد الوَبِئةُ ذاتُ الأَنْجالِ والبعوض والنَّزِّ؛ وفي بعض

الأَوصاف: أَرض مناقع النَّزِّ حَبُّها لا يُجَزُّ، وقَصَبُها لا

يَهْتَزُّ. وأَرض نازَّة ونَزَّة: ذات نَزٍّ؛ كلتاهما عن اللحياني. والنَّزُّ

والنِّزُّ: السحخيُّ الذَّكيُّ الخفيف؛ وأَنشد:

وصاحِبٍ أَبْدَأَ حُلْواً مُزّا

في حاجةِ القومِ خُفافاً نِزَّا

وأَنشد بيت جرير يهجو البعيث:

لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه وهي ضَيْفَةٌ،

فجاءتْ بِنَزٍّ للضِّيافة أَرْشَما

قال: أَراد بالنَّزِّ ههنا خفة الطيش لا خفة الروح والعقل. قال: وأَراد

بالنُّزالة

(* قوله« واراد بالنزالة» لعل البيت روي بنز للنزالة، فنقل

عبارة من شرح عليها، والا فالذي في البيت للضيافة وكذلك في الصحاح نعم رواه

شارح القاموس من نزالة ) الماء الذي أَنزله المجامع لأُمه. وناقة

نَزَّةٌ: خفيفة؛ وقوله:

عَهْدِي بجنَّاح إِذا ما اهْتَزَّا،

وأَذْرَتِ الريحُ تُراباً نَزَّا،

أَنْ سَوْفَ يُمْطِيه وما ارْمأَزّا

أَي يمضي عليه. ونَزّاً أَي خفيفاً. وظَلِيم نَزٌّ: سريع لا يستقر في

مكان؛ قال:

أَو بَشَكَى وَخْدَ الظَّلِيم النَّزِّ

وَخْد: بدل من بَشَكَى أَو منصوب على المصدر. والمِنَزُّ: الكثير

الحركة. والمِنَزُّ: المَهْدُ مَهْدُ الصبي. ونَزَّ الظبيُ يَنِزُّ نَزِيزاً:

عدا وصَوَّتَ؛ قال ذو الرمة:

فلاةٌ يَنِزُّ الظَّبْيُ في جِحَراتِها،

نَزِيزَ خِطامِ القوْسِ يُحْذَى بها النَّبْلُ

ونَزَّزَه عن كذا أَي نَزَّهه. وقتلته النَّزَّة أَي الشهوة. وفي نوادر

الأَعراب: فلان نَزِيزٌ أَي شهوان، ويقال: نِزُّ شَرٍّ ونِزازُ شَرٍّ

ونَزِيزُ شَرٍّ.

نزز
{النَّزُّ: مَا يَتَحَلَّبُ من الأَرْض من المَاء، ويُكسَر، والكَرُ أَجْوَدُ، فارسيٌّ مُعرَّبٌ.} النَّزُّ: الْكثير.
النَّزُّ: الذَّكِيُّ الْفُؤَاد الظريفُ الخفيفُ الرُّوحِ العاقِل، عَن أبي عُبَيْدة، قَالَ الشَّاعِر: فِي حاجةِ القَومِ خُفَاقاً نَزَّا النَّزُّ أَيْضا: السَّخِيُّ، نَقله الصَّاغانِيّ. النَّزُّ أَيْضا: الطَّيَّاش. وَهُوَ ذَمٌّ، قَالَ البَعيثُ، كَمَا فِي التكملة، والصوابُ: قَالَ جَريرٌ يَهْجُو البَعيث:
(لَقىً حَمَلَتْه أمُّه وَهْيَ ضَيْفَةٌ ... فجاءَتْ {بنَزٍّ منْ نُزَالَةِ أَرْشَما)
أَي من ماءِ عَبْدٍ أَرْشَمَ. النَّزُّ: الرجلُ الكثيرُ التَّحرُّكِ كالمِنَزِّ بِكَسْر الْمِيم.} ونَزَّ الظَّبيُ {يَنِزُّ} نَزيزاً: عَدا وأَسْرَعَ. كَذَلِك إِذا صَوَّتَ، عَن أبي الجَرّاح، حَكَاهُ الكسائيُّ، كَمَا فِي الصِّحَاح، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(فَلاةٌ {يَنِزُّ الظَّبْيُ فِي حَجَرَاتِها ... } نَزيزَ خِطامِ القَوسِ يُحْذي بهَا النَّبْلُ) {نَزَّت الأرضُ. وَفِي الصِّحَاح:} أَنَزَّتْ: تحَلَّبَ مِنْهَا {النَّزُّ، أَو صارتْ ذاتَ} نَزٍّ، أَو صَارَت مَنابِعَ، هَكَذَا فِي سائرِ الْأُصُول بموَحَّدة، ومثلُه فِي التكملة، وَالَّذِي فِي المُحكَم: مَناقِعُ {للنَّزِّ، بِالْقَافِ. نَزَّ عنِّي: انفردَ جانِباً. قَتَلَتْه} النِّزَّة، بالكَسْر، أَي الشَّهْوة. فِي نَوَادِر ابْن الأَعْرابِيّ: {النَّزيز، كأميرٍ: الشَّهْوان. فِي التكملة:} النَّزيز: الظَّريف، {كالنَّزّ. النَّزيز: اضطرابُ الوَتَرِ عِنْد الرَّمْي.} نَزَّ الرجلُ {يَنِزُّ، من حدِّ ضَرَبَ، وَكَذَلِكَ الوتَر.} وأَنَزَّ: تصَلَّبَ وتشَدَّد، نَقله الصَّاغانِيّ. {والمُنازَّة: المُعازَّةُ والمُنافَسة.} والنَّزْنَزَة: تَحْرِيكُ الرَّأْس. {والنُّزانِز، بالضَّمّ: القَريعُ من الفُحول، نقلهما الصَّاغانِيّ.
} ونَزَّزَه عَن كَذَا، أَي نَزَّهَه، كَذَا فِي اللِّسان. {نَزَّزَت الظَّبيَةُ تَنْزِيزاً: رَبَّتْ وَلَدَها طِفلاً. يُقَال: هُوَ} نَزيزُ شَرٍّ، كأميرٍ: {ونِزازُه ككِتابٍ، أَي لَزيزُه ولِزازُه. وَلم يذكر لِزازً فِي مَوْضِعه، وإنّما ذَكَرَ: لِزّه ولَزيزَه، وَقد أَشَرنَا هُنَاكَ.} والمِنَزُّ، بِكَسْر الْمِيم: المَهْد مَهْدُ الصَّبيِّ، سُمِّي بذلك لكَثرَة حَرَكَتِه. وظَليمٌ {نَزٌّ: سريعٌ لَا يَسْتَقِرُّ فِي مكانٍ، قَالَ: أَوْ بَشَكى وَخْدَ الظَّليمِ} النَّزِّ وَخْدَ، بدَلٌ من بَشَكَى، أَو منصوبٌ على الْمصدر. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {أنَزَّت الأَرْض: نَبَعَ مِنْهَا} النَّزُّ. {وأنَزَّت: صارتْ ذاتَ} نَزٍّ. وأرضٌ {نازَّةٌ} ونَزَّةٌ: ذاتُ {نَزٍّ، كلتاهما عَن اللِّحْيانيّ. وناقةٌ} نَزَّةٌ: خفيفةٌ، وبعيرٌ {نَزٌّ: خفيفٌ، قَالَ الشَّاعِر:)
(عَهْدِي بجَنّاح إِذا مَا اهتَزَّا ... وأَذْرَت الرِّيحُ تُراباً} نَزَّا)
أنْ سَوْفَ يُمْطيهِ وَمَا ارْمَأَزَّا أَي يمْضِي عَلَيْهِ، {ونَزَّا، أَي خَفِيفا.} والنَّزَاز، بالكَسْر: المُنازَعةُ والمُنافَسة، والعامَّةُ تَقول: نَزْنَازٌ.
! والنَّزَّة، بالفَتْح: موضعٌ من حَوْفِ رَمْسِيسَ بمِصر، وَقد وَرَدْتُه.

نعل

(نعل) الدَّابَّة نعلها والحذاء أَو الْخُف وضع فِي أَسْفَله جلدا
(نعل)
فلَانا نعلا ألبسهُ النَّعْل وَالدَّابَّة كسا حافرها أَو خفها مَا يَقِيه

(نعل) نعلا لبس نعلا
نعل
النَّعْلُ معروفةٌ. قال تعالى: فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ
[طه/ 12] وبه شُبِّهَ نَعْلُ الفَرَس، ونَعْلُ السَّيْف، وفَرَسٌ مُنْعَلٌ: في أسفَلِ رُسْغِهِ بَيَاضٌ عَلَى شَعَرِهِ، ورجل نَاعِلٌ ومُنْعَلٌ، ويُعَبَّرُ به عن الغَنِيِّ، كما يُعَبَّرُ بِالحَافِي عَنِ الفَقِيرِ.
ن ع ل: (النَّعْلُ) الْحِذَاءُ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَتَصْغِيرُهَا (نُعَيْلَةٌ) تَقُولُ: (نَعَلَ) وَ (انْتَعَلَ) أَيِ احْتَذَى. وَرَجُلٌ (نَاعِلٌ) أَيْ ذُو نَعْلٍ. وَ (أَنْعَلَ) خُفَّهُ وَدَابَّتَهُ. وَلَا يُقَالُ: نَعَلَ. وَ (نَعْلُ) السَّيْفِ مَا يَكُونُ فِي أَسْفَلِ جَفْنِهِ مِنْ حَدِيدٍ أَوْ فِضَّةٍ. 

نعل


نَعَلَ(n. ac. نَعْل)
a. Shod; gave a pair of shoes to.

نَعِلَ(n. ac. نَعَل)
a. Was shod; wore shoes.

نَعَّلَa. Shod.

أَنْعَلَa. see IIb. Put on shoes.

تَنَعَّلَa. Was shod; put on shoes.

إِنْتَعَلَa. see Vb. Trod ( the earth ); travelled on foot.

نَعْل
(pl.
نِعَاْل)
a. Shoe; sandal; horse-shoe.
b. Sole.
c. Iron-tip ( of a scabbard ).
d. Hard ground.
e. Vile man.
f. Woman, wife.
g. A certain fish.

نَعْلَةa. A shoe; a sandal &c.

مَنْعَلa. see 1 (d)
نَاْعِلa. Shod.
b. Hard (hoof).
c. Wild ass.

N. P.
نَعَّلَa. Shod.

N. P.
أَنْعَلَa. see 21 (a) (b).
c. see 1 (d)
نَعْلَانِ [
du. ]
a. Pair of shoes.

مُنْعَلَة
a. see 1 (d)
(ن ع ل) : (رَجُلٌ نَاعِلٌ) ذُو نَعْلٍ وَقَدْ نَعَلَ مِنْ بَابِ مَنَعَ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «مُرْهُمْ فَلْيَنْعَلُوا وَلْيَحْتَفُوا» أَيْ فَلْيَمْشُوا مَرَّةً نَاعِلِينَ وَمَرَّةً حَافِينَ لِيَتَعَوَّدُوا كِلَا الْأَمْرَيْنِ (وَالنَّعْلُ) الْخُفُّ وَنَعَلَهُ جَعَلَ لَهُ نَعْلًا (وَجَوْرَبٌ مُنَعَّلٌ) وَمَنْعَلٌ وَهُوَ الَّذِي وُضِعَ عَلَى أَسْفَلِهِ جِلْدَةٌ كَالنَّعْلِ لِلْقَدَمِ (وَفَرَسٌ مُنَعَّلٌ) أَيْضًا أَبْيَضُ مُؤَخَّرِ الرُّسْغِ مِمَّا يَلِي الْحَافِرَ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) إذَا ابْتَلَّتْ (النِّعَالُ) فَالصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ فَهِيَ الْأَرَاضِي الصِّلَابُ وَفِي تَنَعُّلِهِ فِي (ر ج) .
(نعل) - في شِعرٍ مُدِحِ به عليه الصّلاة والسَّلَامُ:
يَا خير منْ يَمْشى بنَعْلٍ فَرْدِ
أوْهَبَه لِنَهدَةٍ ونَهْدِ
يُرَادُ بالنَّعْلِ الفَرْد: التي لم تُخْصَفْ ولم تُطارَقْ.
والعَربُ تمتدح برِقّة النِّعال، وتَجْعلُها من لباسِ المُلُوك، فعلى هذا الفَرْدُ من صِفَةِ النّعْلِ.
وإنّما ذكَّرَه لأنّه ليس فيه عَلامَةُ التأنيث.
ويجوز أن يُضاف النَّعْلُ إلى الفَرْدِ، كَأنَّهُ قال: يا مَن هو فَرْدٌ من الناس لا نَظيرَ له.
والنَّهد: الفَرَسُ المطَهَّمُ، والأُنثى نَهْدَة، وكُلِّ ضَخمٍ نَهْدٌ.
نعل
النَّعْلُ: سَمَكَةٌ بيضاء ضَخْمة الرأس في طُوْل ذِراعٍ. والذَّليلُ من النّاس، والعَقَبُ الذي تُلْبِسُه ظَهْرَ السِّيَةِ من القَوْس. والحَرَّةُ من الأرْض. والحَدِيْدَةُ التي في أسْفَلِ غِمْد السَّيف.
ونَعَلْتُ الدابَّةَ وأَنْعَلْتُها ونَعَّلْتُها أيضاً، وكذلك خُفُّ البَعير. ونَعِلَ بكذا وانْتَعَلَ. وهو ناعِلٌ ومُنْعَلٌ: أي ذو نَعْلٍ وخُفّ. ويُقال لِحَافِر الوَحْشِيِّ: نَاعِلٌ؛ لِصَلاَبَته.
ووَدِيَّةٌ مُنْعَلَةٌ: إذا قُلِعَتْ من أُمِّها بكَرَبِها. ورَمَاه بالمُنْعِلاتِ: أي بالدَّواهي.
والأنْعَالُ: أنْ يكونَ البياضُ واضِحاً ما دامَ في مُؤخَّر رُسْغ الفَرَس ممّا يَلي الحافِرَ. والنُّعْلَةُ: أنْ يَتَنَاعَلَ القَوْمُ بينهم فإذا نَفَقَتْ دَابَّةُ أَحَدِهم جَمَعُوا ثَمَنها، قال: ولا أحُقُّ هذا.
وانْتَعَلَ: زَرَعَ في النَّعْل أي الأرْض الغَلِيظة.

نعل

1 نَعڤلَ see 4.2 نَعَّلَ see 4.4 أَنْعَلْتُ الخُفَّ and ↓ نَعَّلْتُهُ I affixed a sole to the bottom of the خَفّ [i. e. boot]: and hence, أَنْعَلْتُ الدَّابَّهَ and ↓ نَعَلْتُهَا. (Msb.) See صِرْمٌ.8 اِنْتَعَلَتْ ظِلاَلَهَا

: see ظِلٌّ.

نَعْلٌ [A sandal: a sole:] the thing by which the foot is preserved, or protected, from the ground; (K;) syn. حِذَآءٌ: and also applied to a تَاسُومَة [or shoe]. (Msb.) What is now called تَاسُومَة. (IAth, TA.) It often signifies only a sole: so in the S, K, Msb, &c., in art. خصف &c. b2: The leathern shoe, or sandal, of a camel; which is attached by thongs, or straps, called سَرَائِح (pl. of سَرِيحَةٌ) to the خَدَمَة or plaited thong which surrounds the pastern: see سَرِيحَةٌ and خَدَنَةٌ. b3: نَعْلٌ of a sword The iron, (Kr, S, K,) or silver, (S,) thing [or shoe] at the lower end of the scabbard. (Kr, S, K.) See غَاشِيَةٌ, and 2 in art. فرص. b4: نَعْلٌ meaning A حَرَّة, or hard rugged tract of land, &c.: see رَحْلٌ. b5: نَعْلٌ (tropical:) A wife. See عَتَبَة.

نِعَالِيٌّ One who takes care of the sandals or shoes [at the door of a bath or mosque]. (TA in art. ثوب.) نَاعِلٌ Wearing, or having on the feet, sandals.
ن ع ل : النَّعْلُ الْحِذَاءُ وَهِيَ مُؤَنَّثَةُ وَتُطْلَقُ عَلَى التَّاسُومَةِ وَالْجَمْعُ أَنْعُلٌ وَنِعَالٌ مِثْلُ سَهْمٍ وَأَسْهُمٍ وَسِهَامٍ وَرَجُلٌ نَاعِلٌ مَعَهُ نَعْلٌ فَإِذَا لَبِسَ النَّعْلَ قِيلَ نَعَلَ يَنْعَلُ بِفَتْحَتَيْنِ وَتَنَعَّلَ وَانْتَعَلَ.

وَنَعْلُ السَّيْفِ الْحَدِيدَةُ الَّتِي فِي أَسْفَلِ جَفْنِهِ مُؤَنَّثَةٌ أَيْضًا وَأَنْعَلْتُ الْخُفَّ بِالْأَلِفِ وَنَعَّلْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ جَعَلْتُ لَهُ نَعْلًا وَهِيَ جِلْدَةٌ عَلَى أَسْفَلِهِ تَكُونُ لَهُ كَالنَّعْلِ لِلْقَدَمِ وَنَعْلُ الدَّابَّةِ مِنْ ذَلِكَ وَأَنْعَلْتُهَا بِالْأَلِفِ وَبِغَيْرِهَا فِي لُغَةٍ جَعَلْتُ لَهَا نَعْلًا.

وَالنَّعْلُ الْأَرْضُ الصُّلْبَةُ الْغَلِيظَةُ وَالْجَمْعُ نِعَالٌ مِثْلُ سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَمِنْهُ إذَا ابْتَلَّتْ النِّعَالُ فَالصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ. 
ن ع ل

رجل ناعل وقد نعل ينعل وانتعل وتنّعل، وأنعلت الخف ونعّلته. وأنعلت الدابّة ونعّلتها.

ومن المجاز: عيرٌ ناعل صلب الحوافر. وفي مثل " أطرّى فإنك ناعلة " كأن عليك نعلين لصلابة جلد قدميك. وفرس منعل ومخدّم: فالمنعل الذي في أسفل أرساغه بياض لا يعدوها والمخدّم فويق ذلك. ولسيفه نعل: حديدة في أسفل جفنه. قال:

إلى ملك لا ينصف الساق نعله ... أجل لا وإن كانت طوالاً محامله

وسلكوا نعلاً من الأرض وخفاً. قال ابن الأعرابيّ: النعل من الحرّة: شبه النّعل فيها طول، والخف: أطول منها، والكراع: أطول من الخف، والضلع: أطول من الكراع. وما كنت نعلاً أي ذليلاً أوطأكما توطأ النّعل، وفي مثل " أذل من النعل " ورماه بالمنعلات: بالدّواهي التي تذلّه وتجعله كالنّعل لعدوه. وانتعل الثوب وتنعّله إذا وطئه. قال أبو المنجم:

متنعلات بالضحى تنعّلاً ... عند القيام الرّيط والمرحّلا
[نعل] النَعْلُ: الحِذاءُ، مؤنَّثَةٌ، وتصغيرها نُعَيْلَةٌ. تقول: نَعَلْتُ وانْتَعَلْتُ، إذا احتذيت. ورجل ناعل: ذو نعل. وفي المثل: " أَطِرِّي فاًنَّكِ ناعِلَةٌ ". ويقال: لحمار الوحش: ناعِلٌ، لصلابة حافره. وأنْعَلْتُ خُفِّي ودابَّتي، ولا يقال: نَعَلْتُ. والنَعْلُ: الأرضٌ الغليظةُ، يبرق حصاه لا ينبت شيئا. ونَعْلُ السيف: ما يكون في أسفل جَفْنِهِ من حديدةٍ أو فضَّة. وقال ذو الرمّة. إلى مَلِكٍ لا يَنْصُفُ الساقَ نَعْلُهُ أجلْ لا وإنْ كانت طِوالاً حَمائِلُهْ والنَعْلُ: العَقَبُ الذي يُلبس ظهرسية القوس. (*) والانعال: أن يكون البياضُ في مُؤخَّر الرُسْغِ ممَّا يلي الحافِرَ على الأشْعَرِ، لا يَعْدوه ولا يستدير. يقال: فرسٌ مُنَعَّلُ يدِ كذا ورِجْلِ كذا، فإذا جاوز الأشاعِرَ وبعض الأرساغِ واستدارَ فهو التَخْديم. ووَدِيَّةٌ مُنْعَلَةٌ، إذا قُلِعَتْ من أُمِّها بكربها.
نعل: نعل: دق نعلا للحذاء (الكالا).
نعل: والجمع نعال وانعل (محيط المحيط) وأنعال (الكالا، بوشر) وانعلة (ابن جبير): خف، sandale ( صندل: الملابس 421). إن أحسن أنواع النعال، في وقت الرسول (صلى الله عليه وسلم) كانت ترد من (حضرموت) (سبرنجر 2: 166). مثلها الأنواع التي تصنع في الطائف فقد كانت ذات شهرة مستفيضة (الادريسي، كليم 2 القسم الخامس): وبالطائف تجار مياسر وجل بضائعهم صنع الأديم وأديمها عالي الجودة رفيع القيمة وبالفعل الطائفي يضرب المثل وهذا مشهور (رياض النفوس 21) في حديثه عن القاضي بهلول، في قيروان: كان لباس البهلول قلنسوة حبر وساج طرازي وقميص تستري ونعل طائفي وأخرج نعلا طائفيا جديدا مما أهدي إليه. وقد أخذت الكلمة معنى واسعا ففي (محيط المحيط): (النعل الحذاء وهو ما وقيت به القدم من الأرض وتطلق على التاسومة). وهو النعل عند (بوشر) و (برجرن) وكذلك الحذاء بصفة عامة.
نعل: حذاء semelle ( الكالا- suela de capato، بوشر، هلو) أن (بركهارت نوبيا 208) قد فهم من تعبير نعلك طيب (وهو ما يقابل بالإنكليزية sole your، وبالفرنسية semelle في جملة: votre semelle est-elle bonne) : هل لديك القوة على ان تسير بمقدار ما تريد؟ نعلة: قرحة (رسالة إلى السيد فليشر).
منعل: انظر ركل (3).
[نعل] نه: فيه: إذا ابتلت "النعال" فالصلاة في الرحال، هي جمع فعل وهو ما غلظ من الأرض في صلابة، وخصها لأن أدنى بلل ينديها بخلاف الرخوة فإنها تنشف الماء. وفيه: كان "نعل" سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة، هي الحديدة التي تكون في أسفل القراب. وفيه: إن رجلًا شكا إليه رجلًا من الأنصار فقال:
يا خير من يمشي "بنعل" فرد
النعل مؤنثة وهي التي تلبس في المشي، يسمى الآن تاسومة، ووصفها بالفرد وهو مذكر لأن تأنيثها غير حقيقي، والفرد هي التي لم تخصف ولم تطارق وإنما هي طاق واحد، والعرب تمدح برقة النعال وتجعلها من لباس الملوك، نعلت وانتعلت- إذا لبست النعل، وأنعلت الخيل- بالهمز. ومنه: إن غسان "تنعل" خيلها. ن: تنعل- بضم تاء. ك: أي تستعد لقتالنا، قول عمر: حذرتك هذا، أي التطليق أو الاعتزال على الروايتين، وروى: تنعل النعال- بحذف أحد مفعوليه، أي تنعل الدواب النعال، قوله: أفزعتني، أي المرأة. وروى: أفزعني، أي كلامها، قوله: بعظيم، متعلق بجانب. ن: يصلي في "النعلين"، لا يؤخذ منه لغيره صلى الله عليه وسلم لأن حفظ غيره لا يلحق به، ثم إن فعل لا يفعل في المساجد لئلا يفضي إلى الفساد بل لا يدخل المسجد بالنعل مخــلوعة إلا وهي في كن يحفظه. وفي ح التيمن بالنعل، أي في لبس نعله، وفي بعضها: نعليه، ولبعض: في تنعله. ك: ليكن اليمنى أولهما "ينعل"- بلفظ مذكر الإفعال معروفًا، وروى بمؤنث المجهول، وتنعل خبر كان، ذكر بتأويل العضو، وأول متعلق بتنعل، أو هو مبتدأ وتنعل خبره، والجملة خبر كان. ن: ما علينا "نعال"، فيه أن المشي حافيًا جائر. بي: إن كان ذلك لعدم القدرة فلا دليل، وإن كان مع وجودها فلا ينبغي لأنه مرجوع في العرف المعتبر شرعًا. وح: استكثروا من "النعال" فإن الرجل لا يزال راكبًا ما "انتعل"، يعني أنه يشبه الراكب في خفة المشي وقلة تعبه مما يعرض في طريقه من خشونة وشوكة، وفيه الاستظهار في السفر بنحو النعال. و"لينعلهما"- بضم ياء. ط: أو يمشي في "نعل" واحد، نهى عنه لأنه تشويه ومخالف للوقار وسبب للعثار إذ المتنعلة تصير أرفع من الأخرى، وما روى أنه مشى في نعل واحدة، إن صح فنادر اتفق في داره لسبب. مف: أو ليعلم أن النهي للتنزيه، أو مختص بمسافة تلحق التعب لا في قليل كالمشي إلى مسجد قريب وح: نهى أن "ينتعل" قائمًا، مخصوص بما لحقه مشقة في لبسه قائمًا كالخف والنعال التي يحتاج إلى شد شراكها. ج: نهى عنه لأن لبسهما قاعدًا أسهل عليه وأمكن وربما كان بالقيام سببًا لانقلابه. ن: فيضرب رجلي "بنعلة" السيف، يعني لما حسرت عائشة خمارها ضرب أخوها رجليها بنعلة السيف غيرة عليها، فقالت: هل ترى من أحد حتى استتر منه، وروى: بعلة الراحلة- بموحدة فعين مكسورتين فلام مشددة فهاء، وفي معظمها: نعله- بنون، القاضي: هو كلام مختل والصواب الأول، قلت: ويحتمل أن يكون معنى بعلة بسبب أي يضرب رجلي حين كشفت خماري بنحو سوط عامدًا لها في صورة من يضرب الراحلة غيرة عليها.
نعل
نعَلَ يَنعَل، نَعْلاً، فهو ناعل، والمفعول مَنْعول
• نعَل ولدَه: ألبَسَه نعْلاً "نعَل القومَ: وهبهم أحذية".
• نعَل الدّابَّةَ: ألبس حافِرَها أو خُفَّها ما يقيه. 

أنعلَ يُنعل، إنعالاً، فهو مُنعِل، والمفعول مُنعَل
• أنعلَ ولدَه: نعَله، ألبسه نعلاً.
• أنعلَ الخفَّ: وضع في أسفله جلدًا.
• أنعلَ الفرسَ: نعَلَه، ألبس حافرَه أو خفَّه ما يقيه "أنعل الدَّابة" ° مُنْعِل الخيل: البَيْطار. 

انتعلَ ينتعل، انتِعالاً، فهو مُنتعِل
• انتعل الشَّخصُ: احْتَذَى، لبس الحذاءَ "انتعَل جزمتَه/ خفَّه/ حذاءَه" ° انتعَل الأرضَ: سافر فيها راجِلاً بدون دابّة- انتعَل الرَّمضاءَ: سافر فيها حافيًا- انتعل كلّ شيء ظلَّه: دلالة على انتصاف النّهار حيث ينكمش الظلّ تحت الجسم. 

تنعَّلَ يتنعّل، تنعُّلاً، فهو مُتنعِّل
• تنعَّل الشَّخصُ: انتعل، لبس الحذاء. 

نعَّلَ ينعِّل، تنعيلاً، فهو مُنعِّل، والمفعول مُنعَّل
• نعَّلَ الفرسَ: نعلَه، ألبس حافرَه أو خفَّه ما يقيه.
• نعَّل الحذاءَ أو الخُفَّ: أنعله، وضع في أسفله جلدًا. 

ناعِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من نعَلَ.
2 - ذو نعل، عكسه حافٍ "رجلٌ ناعِل".
3 - حمار الوحش لشِدَّة حافِره. 

نِعالة [مفرد]: حرفة النعّال، صناعة الأحذية "ورث النِّعالة عن أبيه وجدِّه". 

نعَّال [مفرد]: صانِعُ النِّعال وبائِعُها "نعَّال ماهر". 

نَعْل [مفرد]: ج أنعُل (لغير المصدر) ونِعال (لغير المصدر):
1 - مصدر نعَلَ.
2 - حذاء، ما يُلبس في القدم ليقيها (مؤنّث وقد يذكّر) "نعلٌ من جلدٍ طبيعيّ- {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} " ° أذلّ من النَّعل [مثل]: يُضرب في الذَّليل يحاول التَّرفُّع- النَّعل الباطن: الجُزْء الدَّاخلي المثبَّت في عَقِب الحذاء- خَصْرا النَّعْل: مُسْتَدَقُّهما من النَّاحيتين- رقَّت نِعال القوم: أُترفوا- عِضادَتا النَّعْل: الجِّلدتان اللَّتان تقعان على النَّعل- فَرْدتا النَّعْل: المتساويان في الدَّناءة- نَعْل الحذاء: الجزء السُّفلي منه- وَتَدا النَّعْليْن: الناتِئان في أُذُنيهما.
3 - قطعة من جلدٍ أو مطّاط تكون أسفل الحذاء وعادة ما تتضمَّن الكعب.
4 - حديد مقوّس لحماية حافِر الدّابّة "نِعال البغال- نعلُ الفرس".
• النَّعْلان: الحذاء للرِّجْلَيْن. 
(ن ع ل)

النَّعْلُ والنَّعْلَةُ: مَا وقيت بِهِ الْقدَم من الأَرْض: مُؤَنّثَة، فَأَما قَول كثير:

لَهُ نَعَلٌ لَا تَطَّبِي الكَلْبَ رِيحُها ... وإنْ وُضِعَتْ وَسْطَ المجالِس شُمَّتِ

فَإِنَّهُ حرك حرف الْحلق لانفتاح مَا قبله كَمَا قَالَ بَعضهم: يَغَذُو فِي يَغْذُو: وَهُوَ مَحْمُوم، وَهَذَا لَا يعد لُغَة إِنَّمَا هُوَ مُتبع مَا قبله، وَلَو سُئِلَ رجل عَن وزن يغذو ومحموم لم يقل: إِنَّه يَفَعُلُ وَلَا مَفَعُول.

وَالْجمع نِعالٌ.

ونَعِل نَعَلاً وتَنَعَّلَ وانتَعل: لبس النَّعْلَ.

ونَعْلُ الدَّابَّة: مَا وقى بِهِ حافرها وخُفُّها. ونَعَلَ الْقَوْم: وهب لَهُم نِعالاً، عَن اللحياني.

وأنْعَلُوا وهم ناعِلُونَ - نَادِر -: كثرت نِعالُهمْ، عَنهُ أَيْضا، قَالَ: وَكَذَلِكَ كل شَيْء من هَذَا، إِذا أردْت أطْعمتهم أَو وهبت لَهُم قلت فَعَلْتُهُمْ بِغَيْر ألف، وَإِذا أردْت أَن ذَلِك كثر عِنْدهم قلت: أفْعَلُوا.

وأنْعَلَ الدَّابَّة وَالْبَعِير ونَعَّلَهُما.

وَرجل ناعِلٌ ومُنْعِلٌ: ذُو نَعْلٍ.

وحافر ناعِلٌ: صلب، على الْمثل، قَالَ:

يَرْكَبُ قَيْناهُ وَقِيعا ناعِلاَ

الوقيع: الَّذِي قد ضرب بالميقعة أَي المطرقة، يَقُول: قد صلب من توقيع الْحِجَارَة حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْتَعِلٌ.

وَفرس مُنْعَلٌ: شَدِيد الْحَافِر، وَفرس مُنْعَلُ يَد كَذَا أَو رجل كَذَا، أَو الْيَدَيْنِ أَو الرجلَيْن: إِذا كَانَ الْبيَاض فِي مآخير أرساغ رجلَيْهِ أَو يَدَيْهِ وَلم يستدر. وَقيل: إِذا جَاوز الْبيَاض الْخَاتم، وَهُوَ أقل وضح القوائم فَهُوَ إنْعالٌ مَا دَامَ فِي مُؤخر الرسغ مِمَّا يَلِي الْحَافِر.

وانتَعَل الرجل الأَرْض: سافَرَ راجِلاً.

ونَعْلُ السَّيْف: حَدِيدَة فِي أَسْفَل غمده، مُؤَنّثَة أَيْضا، قَالَ:

إِلَى مَلِكٍ لَا تَنْصُفُ السَّاقَ نَعْلُهُ ... أجَلْ لَا وإنْ كانَتْ طِوَالاً مَحَامِلُه

ويروى حمائله. وَصفه بالطول وَهُوَ مدح.

والنَّعْلُ من الأَرْض: الْقطعَة الصلبة الغليظة شبه الأكَمَةِ يَبْرق حصاها وَلَا تنْبت شَيْئا. وَقيل: هِيَ قِطْعَة تسيل من الْحرَّة، مُؤَنّثَة قَالَ:

فِدىً لامْرِئٍ والنَّعْلُ بيني وبينَه ... شَفى غيمَ نَفْسِي من رُءُوسِ الحَوَاثِرِ

وَالْجمع نِعالٌ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف قوما منهزمين: كأنَّهُمْ حَرْشَفٌ مَبْثُوثٌ ... بالجرّ إذْ تَبْرُقُ النِّعالُ

وَفِي الحَدِيث " إِذا ابْتَلَّتِ النِّعالُ فالصّلاةُ فِي الرّحالِ ".

والمَنْعَلُ والمَنْعَلَةُ: الأَرْض الغليظة، اسْم وَصفَة.

والنَّعْلُ: الْعقب الَّذِي يلْبسهُ ظهر السية. وَقيل: هِيَ الْجلْدَة الَّتِي على ظهر السية، وَقيل: هِيَ جلدتها الَّتِي على ظهرهَا كُله.

والنَّعْلُ: الرجل الذَّلِيل يُوطأ كَمَا تُوطأ الأَرْض.

وَبَنُو نُعَيْلَةَ بطن.

نعل: النَّعْل والنَّعْلةُ: ما وَقَيْت به القدَم من الأَرض، مؤنثة. وفي

الحديث: أَن رجلاً شكا إِليه رجلاً من الأَنصار فقال:

يا خيرَ من يَمْشي بنَعْلٍ فرْدِ

قال ابن الأَثير: النَّعْل مؤنثة وهي التي تُلبَس في المَشْي تسمَّى

الآن تاسُومة، ووصفها بالفرد وهو مذكر لأَن تأْنيثها غير حقيقي، والفَرْدُ

هي التي لم تُخْصَف ولم تُطارَق وإِنما هي طاقٌ واحد، والعرب تمدَح برقَّة

النِّعال وتجعلها من لِباس المُلوك؛ فأَما قول كثيِّر:

له نَعَلٌ لا تَطَّبِي الكَلْب رِيحُها،

وإِن وُضِعَتْ وَسْطَ المجَالس شُمَّت

فإِنه حرَّك حرف الحلق لانفتاح ما قبله كما قال بعضهم: يَغَدُو وهو

مَحَمُوم، في يَغْدو وهو مَحْموم، وهذا لا يعدّ لغة إِنما هو مُتْبَع ما

قبله، ولو سئل رجل عن وزن يَغَدُو وهو مَحَموم لم يقل إِنه يَفَعَل ولا

مَفَعُول؛ والجمع نِعال.

ونَعِلَ يَنْعَل نَعَلاً وتَنَعَّل وانْتَعَل: لبِس النَّعْل.

والتَّنْعِيل: تَنْعِيلك حافرَ البِرْذَوْن بطَبَق من حديد تَقِيه الحجارة، وكذلك

تَنْعِيل خفِّ البعير بالجلد لئلا يَحفَى. ونَعْل الدابة: ما وُقِيَ به

حافرُها وخفُّها. قال الجوهري: النَّعْل الحِذاء، مؤنثة وتصغيرها

نُعَيْلة. قال ابن بري: وفي المثل: مَنْ يكن الحَذَّاء أَباه تَجُدْ نَعْلاه أَي

من يكن ذا جِد يَبِنْ ذلك عليه. ونعَلَ القومَ: وهَب لهم نِعالاً؛ عن

اللحياني، وأَنْعَلوا وهُمْ ناعِلون، نادر: كثُرتْ نِعالهم؛ عنه أَيضاً،

قال: وكذلك كل شيء من هذا إِذا أَردت أَطْعَمْتهم أَو وَهَبْت لهم قلت

فَعَلْتهم بغير أَلف، وإِذا أَردت أَن ذلك كثر عندهم قلت أَفْعَلوا.

وأَنْعَل الرجلُ دابَّتَه إِنْعالاً، فهو مُنْعِل. وقال ابن سيده: أَنْعَل

الدابةَ والبعيرَ ونَعَّلَهما. ويقال: أَنعلت الخيل، بالهمزة. وفي الحديث: إِن

غَسَّان تُنْعِل خيلَها. ورجل ناعِل ومُنْعِل: ذو نَعْل

(* قوله «ومنعل

ذو نعل» هكذا ضبط في الأصل، وفي القاموس: ومنعل كمكرم ذو نعل) وأَنشد ابن

بري لابن مَيَّادة:

يُشَنْظِرُ بالقَوْمِ الكِرامِ، ويَعْتَزي

إِلى شَرِّ حافٍ في البِلادِ وناعِلِ

وإِذا قلت مُنْتَعِل فمعناه لابسٌ نَعْلاً، وامرأَة ناعِلة. وفي المثل:

أَطِرِّي فإِنك ناعِلة؛ أَراد أَدِلِّي على المشي فإِنك غليظةُ القدمين

غير محتاجة إِلى النعلين، وأَحال الأَزهري تفسير هذا المثل على موضعه في

حرف الطاء، وسنذكره في موضعه

(* قوله «وسنذكره في موضعه» هكذا في الأصل،

وقد تقدم له شرح هذا المثل في مادة طرر) . وحافر ناعلٌ: صُلْب، على

المثَل؛ قال:

يَرْكَب فَيْناهُ وقِيعاً ناعلا

(* قوله «يركب فيناه» هكذا في الأصل هنا بالفاء وتقدم في مادة وقع قيناه

بالقاف).

الوَقِيعُ: الذي قد ضُرب بالمِيقَعة أَي المِطْرقة، يقول: قد صَلُب من

توقيع الحجارة حتى كأَنه مُنْتَعِل. وفرس مُنْعَل: شديدُ الحافر. ويقال

لحمار الوحش: ناعل، لصلابة حافره. قال الجوهري: وأَنْعَلْت خُفِّي

ودابَّتي، قال: ولا يقال نَعَلْت. وفرسٌ مُنْعَلُ يَدِ كذا أَو رجل كذا أَو

اليدين أَو الرجلين إِذا كان البَياض في مآخِير أَرْساغِ رجليه أَو يديه ولم

يَسْتَدِرْ، وقيل: إِذا جاوز البياضُ الخاتمَ، وهو أَقلُّ وضَحِ القوائم،

فهو إِنْعال ما دام في مؤخَّر الرُّسْغ مما يَلي الحافرَ. قال الأَزهري:

قال أَبو عبيدة من وَضَح الفَرس الإِنْعال، وهو أَن يُحيط البياض بما فوق

الحافر ما دام في موضع الرُّسغ. يقال: فرس مُنْعَل، قال: وقال أَبو خيرة

هو بياض يَمَسُّ حَوافِرَه دون أَشاعِره، قال الجوهري: الإِنْعال أَن

يكون البياض في مؤخَّر الرُّسْغ مما يَلي الحافر على الأَشْعَر لا يَعْدُوه

ولا يَستدير، وإِذا جاوز الأَشاعر وبعضَ الأَرْساغ واستدار فهو

التَّخْدِيم.

وانْتَعَل الرجلُ الأَرض: سافرَ راجلاً؛ وقال الأَزهري: انْتَعَل فلان

الرَّمضاء إِذا سافَر فيها حافياً. وانْتَعَلت المَطيُّ ظِلالها إِذا

عَقَل الظلُّ نصف النهار؛ ومنه قول الراجز:

وانْتَعَلَ الظِّلَّ فكان جَوْرَبا

ويروى: وانْتَعِلِ الظِّلَ. قال الأَزهري: وانْتَعل الرجلُ إِذا ركب

صِلاب الأَرض وحِرارها؛ ومنه قول الشاعر:

في كلّ آنٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتعِلُ

ابن الأَعرابي: النَّعْلُ من الأَرض والخفُّ والكُراعُ والضِّلَعُ كل

هذه لا تكون إِلا من الحَرَّة، فالنَّعْلُ منها شبيةٌ بالنَّعْل فيها

ارتفاعٌ وصلابةٌ، والخُفُّ أَطول من النَّعْل، والكُراعُ أَطول من الخُفِّ،

والضِّلَعُ أَطول من الكُراعِ، وهي مُلْتَوِية كأَنها ضِلَع. قال ابن سيده:

النَّعْل من الأَرض القطعة الصُّلْبة الغليظة شبه الأَكَمة يَبْرق

حَصاها ولا تنبت شيئاً، وقيل: هي قطعة تسيل من الحَرَّة مؤنثة؛ قال:

فِدًى لامْرئٍ، والنَّعْلُ يبني وبينه،

شَفَى غيْمَ نَفْسي من رؤوس الحَواثِرِ

قال الأَزهري: النَّعْل نَعْل الجبل، والغَيْمُ الوَتْرُ والذَّحْلُ،

وأَصله العطش، والحَواثِر من عبد

القيس، والجمع نِعال؛ قال امرؤ القيس يصف قوماً منهزمين:

كأَنهم حَرْشَفٌ مبْثُوث

بالحَرِّ، إِذ تَبْرُقُ النِّعالُ

(* قوله «بالحر» تقدم في مادة حرشف بدله بالجو).

وأَنشد الفراء:

قَوْم، إِذا اخضرَّتْ نِعالُهمُ،

يَتَناهَقُون تَناهُقَ الحُمُرِ

ومنه الحديث: إِذا ابْتَلَّت النِّعالُ فالصلاة في الرحال؛ قال ابن

الأَثير: النِّعالُ جمع نَعْل وهو ما غلُظ من الأَرض في صَلابة وإِنما خصها

بالذكر لأَن أَدنى بَلَلٍ يُنْدِّيها بخلاف الرِّخْوَة فإِنها تَنْشَف

الماءَ؛ قال الأَزهري: يقول إِذا مُطِرت الأَرَضون الصِّلاب فَزَلِقَتْ بمن

يمشي فيها فصلُّوا في مَنازلكم، ولا عليكم أَن لا تشهدوا الصلاة في مساجد

الجماعات.

والمَنْعَل والمَنْعلةُ: الأَرض الغليظة اسمٌ وصفةٌ.

والنَّعْلُ من جَفْن السيف: الحديدةُ التي في أَسفل قِرابه. ونَعْل

السيف: حديدة في أَسفلِ غِمْده، مؤنثة؛ قال ذو الرمة:

إِلى مَلِكٍ لا تَنْصُفُ الساقَ نَعْلُهُ،

أَجَلْ لا، وإِن كانت طِوالاً مَحامِلُهْ

ويروى: حَمائلُهْ، وصفه بالطول وهو مدح. ونَعْل السيف: ما يكون في أَسفل

جَفْنِه من حديدة أَو فضَّة. وفي الحديث: كان نَعْلُ سيفِ رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، من فِضَّة؛ نعْلُ السيف: الحديدة التي تكون في

أَسفل القِراب. وقال أَبو عمرو: النَّعْل حديدة المِكْرب، وبعضهم يسميه

السِّنَّ. والنَّعْلُ: العَقَب الذي يُلْبَسه ظهر السِّيَة من القوس، وقيل: هي

الجلدة التي على ظهر السِّيَةِ، وقيل: هي جلدتها التي على ظهرها كله.

والنَّعْل: الرجل الذليل يُوطَأُ كما تُوطَأُ الأَرض؛ وأَنشد للقُلاخ:

ولم أَكُنْ دارِجةً ونَعْلا

(* قوله «وأنشد للقلاخ إلخ» هكذا في الأصل، والشطر في التهذيب غير منسوب

وعبارة الصاغاني عن ابن دريد قال القلاخ:

شر عبيد حسباً وأصلا * دراجة موطوءة ونعلا

ويروى دارجة).

وبنو نُعَيْلة: بطن. قال الأَزهري: إِذا قُطعت الوَدِيَّة من أُمِّها

بِكَرَبها قيل: ودِيَّة مُنْعَلة؛ قال ابن بري: هذا قول أَبي عبيد وأَنكره

الطوسي، وقال: صوابه بكَرَبة، يريد تقطع بكَرَبةٍ من الأُمّ أَي مع

كَرَبة منها، وذلك أَن الوَدِيَّة تكون في أَصل النَّخْلة مع أُمِّها، وأَصلها

في الأَرض، وتكون في جذع أُمِّها فإِذا قُلِعت مع كَرَبةٍ من أُمِّها

قيل: وَدِيَّة مُنْعَلة. أَبو زيد: يقال رماه بالمُنْعِلات أَي بالدواهي،

وتركت بينهم المُنْعِلات. قال ابن بري: يقال لزوجة الرجل هي نَعْلُه

ونَعْلَتُه؛ وأَنشد للراجز:

شَرُّ قَرِينٍ للكبير نَعْلَتُهْ،

تُولِغُ كلْباً سُؤْرَه أَو تَكْفِتُهْ

والعرب تكني عن المرأَة بالنَّعْل.

نعل

(النَّعْلُ: مَا وَقَيْتَ بِهِ القَدَم مِنَ الأَرْضِ، كالنَّعْلَةِ) كَماَ فِي المُحْكَم، وَفِي الصِّحاح: النّعْلُ الحِذاءُ، (مُؤَنَّثَةٌ) ، تصغِيرُها نُعَيْلَةٌ، وَقالَ شَيْخُنا: التّأْنيثُ يَرْجعُ إِلى النَّعْلِ المُجَرَّد مِنَ التّاءِ، أَمّا النَّعْلَةُ فَهِيَ بِالتّاءِ لاَ يحْتاجُ إِلى تَنْصِيصٍ عَلَى تَأْنيثِها، وَالتّأْنِيثُ فِيهَا مَعْرُوفٌ، وَخالَفَتِْ المُؤَنَّثاتِ المُجَرَّدةَ مِنَ الْهَاء فِي أنَّها إِذا صُغِّرَت لَا تُرَدُّ لَها الهاءُ كأَمْثالِها، بَلْ تُصغَّر مُجَرّدة على
خِلافِ القِياس، 1 هـ.
وَفِي الحَدِيث:
" أنَّ رَجُلاً شَكا إِلَيْهِ رَجُلاً مِنَ الأَنْصارِ فَقَالَ:
(يَا خَيْرَ من يَمْشِي بِنَعْلٍ فَرْدِ ... )
قَالَ ابْن الْأَثِير: النَّعْلُ مُؤَنَّثَة، وَهِي الَّتِي تُلْبَسُ فِي المَشْي، تُسَمَّى الْآن تاسُومَة، وَوصفَها بالفرد وَهُوَ مُذَكَّرٌ؛ لِأَنَّ تَأْنيثَها غيرُ حَقِيقِيّ، والفَرْدُ: هِيَ الَّتِي لم تُخْصَف وَلم تُطارَقْ، وَإِنَّما هِيَ طاقٌ وَاحِد. وَالْعرب تَمْدَحُ بِرِقَّةِ النِّعَال وَتَجْعَلُها مِن لِباسِ المُلُوك، فَأَمَّا قَولُ كُثَيِّر:
(لَهُ نَعَلٌ لاَ تَطَّبِي الكَلْبَ رِيْحُها ... وَإِنْ وُضِعَتْ وَسْطَ المَجالِس شُمَّتِ)
فَإِنَّهُ حَرَّكَ حَرْفَ الحَلْق لانْفِتَاح مَا قَبْلَه، كَمَا قَالَ بعضُهم: يَغَدُو وهْوَ مَحَمُومٌ، فِي: يَغْدُو وهْوَ مَحْمُومٌ، وَهَذَا لَا يُعَدّ لُغة إِنَّما هُوَ مُتْبَعٌ مَا قبلَه. وَلَو سُئِلَ رَجُلٌ عَن وَزْن يَغَدُو وَهْوَ مَحَمُومٌ لم يقل: إِنَّهُ يَفَعَلُ ولاَ مَفَعُول، حَقَّقَهُ " ابنُ جِنِّي " فِي المُحْتَسَب، (ج: نِعَالٌ) ، بِالْكَسْرِ.
(و) أَبو عَبْدِ الله (الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ) أَبي الحَسَن مُحَمَّد بنِ (طَلْحَةَ) بن مُحَمَّد بنِ عُثْمان الكَرْخِي البَغْدادِيّ، ويُعْرَف بِالحَافِظ لِحِفْظِهِ النِّعَالَ، وَهُوَ مُسْنِد بَغْداد، وجَدُّه أَبو الحَسَن مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، رَوَى عَن أَبي بَكْرِ الشّافِعِيِّ وأَبي مُحَمَّد البَرْبَهارِيّ وابْنِ الجِعابيّ، وَعنهُ الخَطِيب، مَات الحُسَيْن سنة 493، وَمَات جّده سنة 413.
(وَإِسْحَاقُ بن مُحَمَّد) بن إِسْحاق عَنْ جَعْفَر الفِرْيابِيّ، وَعنهُ البَرْقانيّ، وَوَلَدهُ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عَليّ بن دَلِيلٍ الوَرّاق، وَمَات قَبْل سَنة سَبْعين وَثَلثمائة.
(و) روى عَنهُ ابنُ أخْتِهِ (أَبو عَلِيِّ ابْن دُومَا) ،
روى عَنهُ ابْن نَبْهان: (النِّعالِيُّون مُحَدِّثُونَ) ، نُسِبُوا إِلى عَمل النِّعَال، إِلاَّ أَبا عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِيّ فَإِلى حِفْظِ النِّعَال.
(ونَعِلَ، كَفَرِحَ) نَعَلاً (وَتَنَعَّلَ وانْتَعَلَ: لَبِسَها) فَهو ناعِلٌ ومُنْتَعِلٌ ومُتَنَعِّلٌ.
(و) من المَجاز: النَّعْلُ: (حَدِيدَةُ فِي أَسْفَلِ غِمْدِ السَّيْفِ) مُؤَنَّثَة. وَفِي الْمُحكم: فِي أِسْفَلِ قِرابِهِ، وَفِي الأَساس: أَسْفَلِ جَفْنِهِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(إِلى مَلِكٍ لاَ تَنْصُفُ السّاقَ نَعْلُهُ ... أَجَلْ لاَ وَإِنْ كانَتْ طِوالاً مَحامِلُهْ)
وَصَفَه بالطُّولِ وَهُوَ مَدْحٌ. وَفِي الحَدِيث:
" كَانَ نَعْلُ سَيْفِ رَسولِ الله [
] من فِضَّةٍ ". وَفِي النِّهاية: نَعْلُ السَّيْفِ مَا يكونُ فِي أَسْفَلِ جَفْنِه من حَدِيدَةٍ أَو فِضَّةٍ، ولِذا قالَ شَيْخُنا: إِنَّ الحَدِيدَةَ لَيْسَت قَيْدًا.
(و) فِي المُحْكَم: النَّعْلُ: (القِطْعَةُ) الصُّلْبَةُ (الغَلِيظَةُ مِنَ الأَرْضِ) شِبْهُ الأَكَمَة (يَبْرُقُ حَصاها وَلَا تُنْبِتُ) شَيْئًا، وَقيل: هِيَ قِطْعَةٌ تَسِيلُ من الحَرَّةِ، مُؤَنَّثَة، قَالَ الشَّاعِر:
(فِدًى لامْرئٍ والنَّعْلُ بَيْنِي وَبَيْنَه ... شَفَى غَيْمَ نَفْسِي مِنْ رُءُوسِ الحَواثِرِ)

قالَ الأَزْهَريّ: النَّعْلُ: نَعْلُ الجَبَلِ، والغَيْمُ: الوَِتْرُ والذَّحْلُ، والحَواثِرُ مِن عَبْدِ القَيْس. والجَمْعُ نِعالٌ، قالَ امْرُؤُ القَيْس يصف قوما مُنْهَزِمِين:
(كَأَنَّهُم حَرْشَفٌ مَبْثُوثُ ... بِاْلجَوِّ إِذْ تَبْرُق النِّعَالُ)
وَمِنْه الحديثُ:
" إِذا ابْتَلَّتِ النِّعالُ فالصَّلاةُ فِي الرِّحال "، قَالَ ابنُ الأَثير: النِّعال: جَمْع نَعْل، وَهُوَ: مَا غَلُظَ من الأَرْضِ فِي صلابَةٍ، وَإِنَّما خَصَّها بالذِّكْر، لِأَنَّ أَدْنَى بَلَلٍ يُنَدِّيها بِخِلَاف الرِّخْوَةِ فَإِنَّها تَنْشَفُ الماءَ.

قَالَ الأَزْهَريّ: يَقولُ إِذا مُطِرَتِ الأَرَضُونَ الصِّلاَبُ فَزَلِقَتْ بِمَنْ يَمْشِي فِيهَا فَصَلُّوا فِي مَنَازِلِكم ولاَ عَلَيْكُم أَنْ لاَ تَشْهَدُوا الصَّلاَةَ فِي مَساجِدِ الجَمَاعات.
وقَالَ ابنُ الأَعْرابيّ: النَّعْلُ مِنَ الأَرْضِ والخُفِّ والكُراعِ والضِّلَعِ كُلُّ هذِهِ لاَ تَكُونُ إِلاَّ مِنَ الحَرَّة، فالنَّعْلُ مِنْها شَبِيهٌ بالنَّعْلِ، فِيهَا ارْتِفاعٌ وَصَلاَبَةٌ، والخُفُّ أَطْوَلُ مِنَ النَّعْلِ، والكُراعُ أَطْوَلُ من الخُفِّ، والضِّلَعُ أَطْوَلُ مِنَ الكُراعِ، وَهِي مُلْتَوِيَةٌ كَأَنَّها ضِلَعٌ. ومثلُه لِلْزَّمَخْشَريّ فِي الأَساس، وَجَعَلَهُ مِنَ المَجاز.
(و) مِنَ المَجاز: النَّعْلُ: (الرَّجُلُ الذَّلِيلُ) الَّذي (يُوطَأُ كَما تُوْطَأُ الأَرْض) ، كَذَا فِي الجَمْهَرة، وَفِي الأَساس: كَمَا تُوطَأُ النَّعْلُ، قَالَ القُلاَخ:
(شَرُّ عَبِيدٍ حَسَبًا وَأَصْلاَ ... ) دَارِجَةً مَوْطُؤَةً ونَعْلاَ ... )

(و) النَّعْل: (العَقَبُ يُلْبَسُ ظَهْرَ سِيَةِ القَوْسِ، أَو الجِلْدُ) الَّذي على ظَهْرِ السِّيَةِ، وَقيل: هِيَ جِلْدَتُها الَّتِي على (ظَهْرها كُلّه) .
(و) النَّعْلُ: (الزَّوْجَةُ) ، قَالَ شيخُنا: وَقع فِيهِ كَلامٌ، هَل هُوَ حقيقةٌ؟ وَهُوَ الَّذي جَزَم بِهِ الأَكْثَرُ، وَقيل: هُوَ مجازٌ، وأطالُوا فِي عَلاقَتِه، وَفِيه كَلَام فِي عِناية القَاضِي، وأَوْرَدَهُ شُرّاح المَقاماتِ فِي الفِقْهِيَّة، انْتَهى.
وَفِي الْمُحكم: العَرَبُ تَكْنِي عَن المَرْأَة بالنَّعْل.
(و) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: النَّعْلُ: (حَدِيْدَةُ المِكْرَبِ) ، وبعضُهُم يُسَمِّيها السِّنَّ.
(و) النَّعْلُ: (سَمَكَةٌ) بيضاءُ (ضَخْمَةُ الرَّأْسِ) فِي طُول ذِراعٍ، نَقله الصاغانيّ.
(و) أَيْضا (حِصْنٌ على جَبَلِ شَطِبٍ) نَقله الصاغانيّ، أَي: فِي اليَمَنِ.
(و) النَّعْلُ (مَا وُقِيَ بِهِ حافِرُ الدابَّةِ) ، وخُفُّها. (ونَعَلَهُمْ، كَمَنَع: وَهَبَ لَهُم النِّعالَ) ، عَن اللّحْيانِيّ.
(و) نَعَلَ (الدّابَّةَ) ، هَذِه أَنْكرها الجَوْهَريُّ وَجَوَّزَها ابنُ عَبّادٍ: (ِ أَلْبَسَها النَّعْلَ كَأَنْعَلَها وَنَعَّلَها) تَنْعِيلاً، فَهِي مُنْعَلَةٌ وَمُنَعَّلَةٌ، وَفي المُحْكَم: أَنْعَل الدّابَّةَ والبعيرَ ونَعَّلَهُما. وَيُقَالُ: أَنْعَلْتُ الخَيْلَ، بالهَمْزَة، وَفي الحَديث: " أَنّ غَسّانَ تُنْعِلُ خَيْلَها ".
(وَأَنْعَلَ) الرَّجُلُ (فَهو ناعِلٌ) ، وَهُوَ نادِرٌ: (كَثُرَت نِعَالُه) ، عَن اللّحْيانيّ. قَالَ: وَكَذَلِكَ كُلّ شيءٍ من هَذَا إِذا أَرَدْتَ أَطْعَمْتَهُم، أَو وَهَبْتَ لَهُم، قُلْتَ: فَعَلْتُهُم بِغَيْر أَلف، وَإِذا أَرَدتَ أَنَّ ذَلِك كَثُرَ عِنْدَهم قلت: أَفْعَلُوا. (وَرَجُلٌ ناعِلٌ ومُنْعَلٌ كَمُكْرَمٍ) أَي: (ذُو نَعْلٍ) وَهِي ناعِلَةٌ، وَأَنْشدَ ابنُ بَرِّي لابْنِ مَيَّادَةَ:
(يُشَنْظِرُ بِالقَوْمِ الكِرامِ وَيَعْتَزِي ... إِلَى شَرِّ حافٍ فِي البِلاَدِ وناعِلٍ)
(وحافِرٌ ناعِلٌ صُلْبٌ) على المَثَل، قَالَ:
(يَرْكَبُ قَيْناهُ وَقِيعًا ناعِلا ... )
يقولُ: قد صَلُبَ مِنْ تَوْقِيعِ الحِجارَة حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْتَعِلٌ. (وَفَرَسٌ مُنْعَلٌ كَمُكْرَمٍ: شَدِيدُ الحافِرِ) . ومِنَ المَجاز: فرسٌ (مُنْعَلُ يَدِ كَذَا) أَو (رِجْلِ كَذا أَو اليَدَيْن أَو الرِّجْلَيْن) : إِذا كانَ (فِي مَآخِيرِ أَرْساغِه) أَي: من رِجْلَيْه أَو يَدَيْه (بَياضٌ وَلَم يَسْتَدِرْ، أَو هُوَ أَنْ يُجاوِزَ البَياضُ الخاتَمَ، وَهُوَ أَقَلُّ وَضَحِ القَوائِمِ، وَهُوَ إِنْعَالٌ مَا دامَ فِي مُؤَخَّرِ الرُّسْغِ مِمّا يَلِي الحافِرَ) . قَالَ الأَزْهَرِيّ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مِنْ وَضَحِ الفَرَسِ الإِنْعالُ وَهُوَ أَن يُحِيطَ البياضُ بِمَا فَوْق الحافِر مَا دامَ فِي مَوْضِع الرُّسْغ، يُقال: فَرَسٌ مُنْعَلٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو خَيْرَةَ: هُوَ بَياضٌ يَمَسُّ حَوافِرَه دون أشاعِرِه. وَقَالَ الجوهريّ: الإِنْعالُ أَنْ يَكُونَ البياضُ فِي مُؤَخَّرِ الرُّسْغ مِمّا يَلِي الحافِرَ على الأَشْعَرِ لاَ يَعْدُوه ولاَ يَسْتَدِير، وَإِذا جاوَزَ الأَشاعِرَ وبعضَ الأَرْساغِ، واسْتَدارَ، فَهُوَ التَّخْدِيمُ، ومثلهُ فِي الأَساس والعُباب.
(وانْتَعَلَ الأَرْضَ: سافَر راجِلًا) ، وَقَالَ الأَزْهَري: انْتَعلَ فُلانٌ الرَّمْضاءَ: إِذا سَافَرَ فِيهَا حافِيًا.
(و) انْتَعَل: (زَرَع فِي) النَّعْل؛ أَي (الأَرْضِ الغَلِيظَةِ) ، عَن ابْن عَبّاد، (أَو) انْتَعَل: إِذا (رَكِبَها) ، قَالَ الأَزْهَريّ: انْتَعَلَ: رَكِبَ صِلابَ الأَرْضِ وحِرارَها، وَمِنْه قولُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِيِّ: (حُلْوٌ ومُرٌّ كَعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُهُ ... فِي كُلِّ إِنْيٍ قَضاهُ اللَّيْلُ يَنْتَعِلُ)
(والمَنْعَلٌ) والمَنْعَلَةُ (كَمَقْعَدٍ وَمَقْعَدَةٍ: الأَرْضُ الغَلِيظَةُ، اسْمٌ وَصِفَةٌ) ، والجَمْعُ: المَناعِلُ. (وبَنُو نُعَيْلَةَ، كَجُهَيْنَة) : بَطنٌ مِنَ العَرَب، قَالَهُ ابنُ دُرَيْد، وقَالَ السُّهَيْلِيّ: وَهُوَ (ابْن مُلَيْل بن ضَمْرَةَ) بن لَيْثِ بن بَكْرِ بن عَبْدِ مَناة أَخِي غِفَار بن مُلَيْلٍ: (بَطْنٌ) مِنْ كِنانَةَ.
(وذاتُ النِّعالِ: فَرَسُ الزّبَيْرِ) بن العَوّام رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ.
(و) مِنَ المَجاز: (الناعِلُ: حِمارُ الوَحْشِ) سُمِّي بِهِ لِصَلابَةِ حافِرِه. (والتَّنْعِيلُ: تَنْعِيلُ حافِرِ البِرْذَوْنِ بِطَبَقٍ مِنْ حَدِيدٍ) تَقِيهِ الحِجَارَة، (وَكَذَا) تَنْعِيلُ (خُفّ البَعِيرِ بِجلْدٍ لِئَلاَّ يَحْفَى) . [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الْمثل:
" مَنْ يَكُنِ الحَذّاءُ أَباهُ تجُدْ نَعْلاهُ "، أَي: مَنْ يَكُنْ ذَا جِدٍّ يَبِنْ ذلكَ عَليهِ، نَقله ابنُ برّي.
وَفِي المَثَل أَيْضًا:
" أطِرِّي فَإِنَّكِ ناعِلَة ". وذُكِر فِي " ط ر ر ". وانْتَعَلَ المَطِيُّ ظِلالَها: إِذا عَقَلَ الظِّلُّ نِصْفَ النّهارِ، وَهُوَ مجَاز، وَمِنْه قَول الراجز:
(وانْتَعَل الظِّلّ فَكَانَ جَوْرَبا ... )
ووَدِيَّةٌ مُنْعَلَةٌ، كَمُكْرَمَةٍ: قُطِعَتْ مِنْ أُمِّها بِكَرَبَةٍ، نَقله ابْن برّي عَن الطُّوسِيِّ.
وَقَالَ أَبُو زَيْد: يُقال: رَماهُ بالمُنْعِلاتِ، أَي: الدَّواهِي، زَاد الزمخشريّ: اللَّاتِي تُذِلُّه وتجعلُه كالنَّعْلِ لِعَدُوِّه، وَهُوَ مجَاز.
وانْتَعَلَ الثَّوْبَ وَتَنَعَّلَه: وَطِئَه، كَمَا فِي الأَساس، وَهُوَ مجَاز. وقولُ سُوَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ الهُذَلِيِّ يصف نِساءً سُبِينَ:
(وَكُنَّ يُراكِلْنَ المُرُوطَ نَواعِمًا ... يُمَشِّينَ وَسْطَ الدّارِ فِي كُلِّ مُنْعَلِ)
أَرَادَ: فِي كُلّ مِرْطٍ طَوِيلٍ تَطَؤُه المرأةُفيَصِير لَهَا نَعْلاً، وَهُو مجازُ. ونَعْلَةُ الرَّجُلِ: زَوْجَتُهُ، عَن ابْن بَرِّي، وَأنْشد:
(شَرُّ قَرِينٍ للكَبِيرِ نَعْلَتُهْ)

(تُوْلِغُ كَلْبًا سُؤْرَهُ أَو تَكْفِتُهْ)

وَقَالَ ابْن عَبّاد: النَّعْلَة أَنْ يَتَناعَلَ القومُ بَيْنَهُم، فَإِذا نَفَقَتْ دابَّةُ أَحَدِهم جَمَعُوا لَهُ ثَمَنَها.
وَفِي المَثَل:
" أَذَلُّ مِنْ نَعْلٍ ".
وَانْتَعَلَ الخُفَّ: مثل أَنْعَلَهُ، وَقولُ الشاعرِ، أَنْشَدَه الفَرَّاءُ:
(قَوْمٌ إِذا اخْضَرَّتْ نِعالُهُمُ ... يَتَناهَقُون تَناهُقَ الحُمُرِ)
هِي نِعالُ الأَرْضِ، وَكَذا قولُ الآخَر:
(قَوْمٌ إِذا نَبَتَ الرَّبِيعُ لَهُم ... نَبَتَتْ عَداوَتُهُم مَع النَّعْلِ)
وَقَالَ ابنُ أبي الحَدِيد فِي شَرْحِ نَهْج البَلاَغَة: إِنَّ المُرادَ بِهذا: إِذا أَخْصَبوا وَنَبَتَ الرَّبيعُ اخْضَرّتْ نِعالُهُم من وَطْئِهِم، وَأَغار بَعْضُهم عَلَى بَعْضٍ.

بلق

(بلق) ظَهره بِالسَّوْطِ قطعه
[بلق] نه فيه: "فبلق" الباب أي فتح كله [يقالي بلقته فانبلق.
(بلق) - في حديث زَيْد بنِ كُثْوةَ: "فبلِقَ البابُ".
: أي فُتِح كُلّه. يقال: بلَقْتُه فانْبَلَق، قال الشاعر:
* فالحصن مُنثَلِمٌ والبَابُ مُنْبَلِق *
(بلق)
السَّيْل الْأَحْجَار بلقا وبلوقا جرفها وَالْبَاب فَتحه كُله

(بلق) الْفرس وَنَحْوه بلقا وبلقة كَانَ فِيهِ سَواد وَبَيَاض فَهُوَ أبلق وَهِي بلقاء (ج) بلق وَالرجل تحير ودهش فَهُوَ بلق

(بلق) الْفرس وَنَحْوه بلقا وبلقة بلق
ب ل ق

أنهر من الأبلق. وأبلق الباب ثم أصفقه أي فتحه ثم رده. والناسك في ملقه، أعظم من الملك في بلقه، أي في فسطاطه. قال امرؤ القيس:

فليأت وسط قبابه بلقي ... وليأت وسط خميسه رجلي
ب ل ق: (الْبَلَقُ) سَوَادٌ وَبَيَاضٌ وَكَذَا (الْبُلْقَةُ) بِالضَّمِّ، يُقَالُ: فَرَسٌ (أَبْلَقُ) وَفُرْسٌ (بَلْقَاءُ) وَقَدِ (ابْلَقَّ ابْلِقَاقًا) وَ (الْبَلْقَاءُ) مِنْطَقَةٌ بِالشَّامِ. وَ (بَلَقَ) الْبَابَ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (أَبْلَقَهُ) فَتَحَهُ كُلَّهُ (فَانْبَلَقَ) . 
[بلق] البَلَقُ: سوادٌ وبياضٌ، وكذلك البُلْقَةُ بالضم. وفرسٌ أَبْلَقُ وفرسٌ بلقاء، وقد ابلق ابلقاقا. وفى المثل: " يجرى بليق ويذم " وهو اسم فرس كان يسبق الخيل وهو مع ذلك يعاب. والابلق: اسم حصن للسموأل بن عادياء بأرض تيماء. وفى المثل: " تمرد مارد وعز الابلق "، وهما حصنان قصدتهما زباء ملكة الجزيرة فلما لم تقدر عليهما قالت ذلك. والبلق: الفسطاط، قال امرؤ القيس: فليأت وسط قبابه بلقى وليأت وسط خميسه رجلى والبلقاء: مدينة بالشأم. وبلقت البابَ وَأَبْلَقْتُهُ، إذا فتحتهَ كلَّه، فانبلق. ومنه قول الشاعر * والحصن مُنْثَلِمٌ والبابُ مُنْبَلِقُ * والبَلاليقُ: المَوامي، الواحدة بلوقة، وهى المفازة.
بلق
البَلَقُ والبُلْقَةُ: مَصْدَرُ الأبْلَقِ، بَلِقَ يَبْلَقُ. وحَبْلٌ أبْلَقُ، ونَعْف كذلك.
والفِسْطَاطُ يُقال له البَلَقُ، وجَمْعُه أبْلاقٌ.
والبَلّوْقَةُ - والجميع البَلالِيْقُ -: مَواضعُ لا يَنْبُت فيها الشَجَرُ.
وبَلَقَ السيْلُ الأشْجارَ: اجْتَحَفَها.
وبَلَقْتُ البابَ فانْبَلَقَ: أي فَتَحْته كلَّه، وأبْلَقْتُ أيضَاً، وبابٌ مَبْلُوق.
والأبْلَقُ: قَصرُ السَّمَوْءل بن عادِيا. وفي المَثَل في العِزِّ: " تَمَرَّدَ مارِدٌ وعَزَّ الأبْلَقُ ".
والبَلِقُ - بوَزْنِ الوَجِل -: الذي بَرِقَتْ عَيْنُه وحارَتْ.
وبَلَقَ بُلُوقاً: أسْرَعَ.
ويُقال في الشَّتْم: حَلَقِيٌّ بَلَقيٌ.
وفي المثل في ذَمِّ المُحْسِنِ " يَجْري بُلَيْقٌ ويُذَمُّ " وهو اسْمُ فَرَس.
والرَّكِيَّةُ المُبَلَّقَةُ: هي التي تَسْهَل فَيُجْعَلُ لها تَوابِيْتُ من ساجٍ فيبلِّقُونَها إياها.
بلق: بلّق (بالتشديد) فعل متعد، وتبلق، ذكرها فوك في مادة variare ومادة ocrea.
أبلق، أبلق الباب: أغلقه (أبو الوليد 97).
بُلُوقَة: اختلاف الألوان وتنوعها (فوك).
بُلُّوق وتجمع على بلاليق: ضرب من الأحذية (فوك) وفي البرتغالية القديمة تسمى: balegoens و baluga ( سيمونيه 282).
بلّيق وتجمع على بلاليق: ضرب من الشعر العامي يغلب عليه الهزل والمجون (الجريدة الآسيوية 1839، 2: 1164 و 1849، 2: 249، ألف ليلة، برسل 1: 161).
أَبْلَق. الأيام المسماة بالبُلْق أربعون يوماً عشرون منها قبل ((الليالي السود، من 22 تشرين الثاني (نوفمبر) حتى 11 كانون الأول (ديسمبر)، وعشرون بعد هذه الليالي من 21 كانون الثاني (يناير) حتى 9 شباط (فبراير) (تقويم ص28، 107).
وأبلق: جنس من الطير (ياقوت 1: 885).
والعين البلقاء: الوقاحة وعدم الانقياد (محيط المحيط).
أبيلق: في الجريدة الآسيوية (1861، 1: 10): ((وعطارون آخرون يستحضرون الصبر من قشور خشب يسمى ((الأبيلق)) وهو مبقع قليلاً بسواد وبياض)).
(ب ل ق)

البلق، والبلقة: ارْتِفَاع التحجيل إِلَى الفخذين.

بلق بلقاً، وبلق، وَهِي قَليلَة، وابلق، فَهُوَ أبلق. وَقَوْلهمْ:

ضرط البلقاء جالت فِي الرسن

يضْرب: للباطل الَّذِي لَا يكون، وللذي يعد الْبَاطِل.

وأبلق: ولد لَهُ ولد بلق، وَفِي الْمثل: " طلب الابلق العقوق ". يضْرب: لمن يطْلب مَا لَا يُمكن.

والبلق: حجر بِالْيمن يضيء مَا وَرَاءه كَمَا يضيء الزّجاج.

والبلق: الْبَاب، فِي بعض اللُّغَات.

وبلقه يبلقه بلقا، وأبلقه: فَتحه فتحا شَدِيدا وأغلقه، ضد.

وانبلق الْبَاب: انْفَتح.

والبلق: الْفسْطَاط، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

فليأت وسط قبابه يلقى ... وليأت وسط قبيله رجْلي

والبلوق، والبلوقة، وَالْفَتْح أَعلَى: رَملَة لَا تنْبت إِلَّا الرخامي، قَالَ ذُو الرمة فِي صفة ثَوْر:

يرود الرخامي لَا يرى مستظامه ... ببلوقة إِلَّا كَبِير المحافر

وَقيل: هِيَ بقْعَة لَيْسَ بهَا شجر، وَلَا تنْبت شَيْئا.

وَقيل: هِيَ قفر من الأَرْض لَا يسكنهَا إِلَّا الْجِنّ.

وَقيل: هِيَ مَا اسْتَوَى من الأَرْض.

والابلق الْفَرد: قصر السموءل بن عادياء الْيَهُودِيّ، قَالَ الْأَعْشَى:

بالابلق الْفَرد من تيماء منزله ... حصن حُصَيْن وجار غير ختار

وَفِي الْمثل: " تمرد مارد وَعز الابلق "، وَقد يُقَال: ابلق، قَالَ الْأَعْشَى:

وحصن بتيماء الْيَهُودِيّ أبلق

أبدل " أبلق " من: " حصن ".

والبلقاء: أَرض بِالشَّام.

والبلق: اسْم أَرض، قَالَ: رعت بمعقب فالبلق نبتاً ... أطار نسيلها عَنْهَا فطَارَا

وبليق: اسْم فرس، وَفِي الْمثل: " يجْرِي بليق ويذم ": يضْرب للرجل يجْتَهد ثمَّ يلام.

بلق

1 بَلِقَ and بَلُقَ: see 9.

A2: بَلَقَ, (S, K, &c.,) aor. ـُ (MSb, TA,) inf. n. بَلْقٌ, (TA,) He opened a door wholly: (JK, S, K:) or opened it vehemently: (K:) and ↓ ابلق signifies the same. (JK, S, K.) b2: And [hence,] He devirginated, or defloured, a girl. (AA, K.) A3: Also He shut, or closed, a door. (IF, K.) Thus it bears two contr. significations. (K.) 4 ابلق He (a stallion) begot offspring such as are termed بُلْق [pl. of أَبْلَقُ, q. v.]. (Zj, K.) A2: See also 1.7 انبلق It (a door) became opened wholly: (JK, S, K:) or became opened with vehemence. (K.) 9 ابلقّ, inf. n. اِبْلِقَاقٌ; (IDrd, S, K;) and ↓ ابلاقّ, (IDrd, K,) inf. n. اِبْلِيقَاقٌ; (IDrd, TA;) and ↓ ابلولق, inf. n. اِبْلِيلَاقٌ; (TA;) and ↓ بَلِقَ, aor. ـَ (JK, K,) inf. n. بَلقٌ; (K, * TA; [accord. to the CK بَلقٌ, but this is a mistake;]) and ↓ بَلُقَ, aor. ـُ (K;) but IDrd asserts only the first and second of these verbs to be known; (TA;) He (a horse) was, or became, ابلق, i. e., black and white: (S, K:) or white in the kind legs as high as the thighs. (K.) 11 إِبْلَاْقَّ see 9.12 إِبْلَوْلَقَ see 9.

بَلَقٌ and ↓ بُلْقَةٌ, (S, K,) the former an inf. n. of بَلِقَ, (K, * TA,) Blackness and whiteness [together, generally in horses]: (S, K:) or the extension of whiteness in the hind legs of a horse as high as the thighs: (ISd, K:) and the latter, any colour with which white is mixed. (Golius on the authority of Meyd.) بُلْقَةٌ: see what next precedes.

بُلَيقٌ a contracted dim. of أَبْلَقُ. (TA.) بَلُّوقٌ: see what next follows.

بَلُّوقَةٌ, (JK, S, &c.,) [said to be] like عَجُوزَةٌ, (K,) [but this is wrong, and is probably a mistranscription, for عَجُّورَة, with teshdeed and the unpointed ر, n. un. of عَجُّور,] and with damm, [↓ بُلُّوقَةٌ,] (IDrd, K,) both mentioned by AA, (TA,) but more commonly with fet-h [to the بِ], (IDrd, TA,) A [desert such as is termed] مَفَازَة: (AA, S, K:) or a tract of sand that gives growth to nothing except the [plant or tree called] رُخَامَى, (As, K, * TA,) of which the [wild] bulls are fond, and the roots of which they dig up and eat: (TA:) or a wide tract of fertile land in which no one shares with thee: (Fr, TA:) or a hard place among sands, as though it were swept, asserted by the Arabs of the desert to be of the dwellingplaces of the Jinn: (Aboo-Kheyreh, TA:) or a desert land, destitute of vegetable produce and of water, or of human beings, inhabited by none but Jinn: (TA:) or a level, soft land: (K:) or a place in which no trees grow: (JK:) or white places in sand, which give growth to nothing: (ISh, TA in art. برص:) or a piece of ground differing in colour or appearance from that which is next to it, that produces nothing whatever: as also ↓ بَلُّوقٌ, like تَنُّورٌ: and, with the art. ال, particularly applied to a place in the district of ElBahreyn, asserted (as IDrd says, TA) to be of the dwelling-places of the Jinn: (K:) pl. بَلَالِيقُ; (JK, S, K;) which is syn. with مَوَامٍ (A 'Obeyd, S) and سَبَارِيتٌ, meaning lands wherein is nothing: (A 'Obeyd, TA:) in poetry, بَلَالِقُ occurs as its pl. (K, TA.) بُلُّوقَةٌ: see what next precedes.

أَبْلَقُ, applied to a horse, fem. بَلْقَآءُ, Black and white: (S, K:) or white in the hind legs as high as the thighs: (ISd, K:) pl. بُلْقٌ: which is applied by Ru-beh to mountains: but the Arabs apply the epithet ابلق to a beast of the equine kind, and أَبْرَقُ to a mountain (TA) and to a sheep or goat: (Lh, TA in art. برق:) the former is also applied to a rope. (JK.) طَلَبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ (which is a prov., TA) means He sought an impossible thing; because ابلق is applied to a male, and عقوق means pregnant: or الابلق العقوق means the dawn; because it breaks, (lit., cleaves,) from عَقَّهُ signifying شَقَّهُ. (K.)

بلق: البلَق: بلَقُ الدابة. والبَلَقُ: سواد وبياض، وكذلك البُلْقة،

بالضم. ابن سيده: البَلَق والبُلْقة مصدر الأَبلق ارتفاعُ التحجيل إلى

الفخذين، والفعل بَلِقَ يَبْلَقُ بلَقاً وبَلَقَ، وهي قليلة، وابْلَقَّ، فهو

أَبْلَقُ. قال ابن دريد: لا يعرف في فعله إِلا ابْلاقَّ وابْلَقَّ. ويقال

للدابة أَبْلَقُ وبَلْقاء، والعرب تقول دابّة أَبلَق؛ وجبل أَبْرَق،

وجعل رؤبة الجبال بُلْقاً فقال:

بادَرْنَ رِيحَ مَطَرٍ وبَرْقا،

وظُلْمَة الليلِ نِعافاً بُلْقا

ويقال: ابْلَقَّ الدابةُ يَبْلَقُّ ابْلِقاقاً وابْلاقَّ ابْلِيقاقاً

وابْلَوْلَق ابْلِيلاقاً، فهو مُبْلَقٌّ ومُبْلاقٌّ وأَبلَقُ، قال: وقلَّما

تراهم يقولون بَلِقَ يَبْلَقُ كما أنهم لا يقولون دَهِمَ يَدْهَم ولا

كَمِتَ يَكْمَت؛ وقولهم:

ضَرَطَ البَلْقاء جالَتْ في الرَّسَنْ

يُضرب للباطل الذي لا يكون، وللذي يَعِد الباطل. وأَبلَق: وُلِد له

وُلْد بُلْق. وفي المثل: طلَب الأَبْلَقَ العَقُوقَ؛ يُضرب لمن يَطلُب ما لا

يمكن، وقد مضى ذلك في ترجمة أَنق. والبَلَقُ: حجر باليمن يُضيء ما وراءه

كما يُضيء الزُّجاج. والبلَق: البابُ في بعض اللغات.

وبلَقه يَبْلُقُه بَلْقاً وأَبلَقه: فتحه كله، وقيل: فتحه فتحاً شديداً

وأَغلقه، ضدّ. وانْبَلَقَ الباب: انْفَتَحَ؛ ومنه قول الشاعر:

فالحِصْنُ مُنْثَلمٌ والبابُ مُنْبَلِق

وفي حديث زيد: فبُلِقَ الباب أَي فُتح كله. يقال: بلَقْتُه فانْبلَق.

والبَلَق: الفُسْطاط؛ قال امرؤ القيس:

فلْيأْتِ وسْطَ قِبابه بَلَقِي،

ولْيأْتِ وسطَ قَبِيلِه رَجْلي

وفي رواية: وليأْت وسط خَمِيسه.

والبَلُّوقُ والبُلُّوقةُ، والفتح أَعْلى: رملة لا تُنْبِت إلا

الرُّخامَى؛ قال ذو الرمة في صفة ثور:

يَرُودُ الرُّخامَى لا يرى مُسْتظامه

ببَلُّوقةٍ، إلاَّ كبير المَحافِرِ

(* قوله «يرود إلخ» كذا بالأصل، وبين السطور بخط ناسخ الأصل فوق مستظامه

مستراده، وفي شرح القاموس بدل الراء زاي).

أَراد أَنه يستثير الرخامى. والبَلُّوقة: ما استوى من الأَرض، وقيل: هي

بقعة ليس بها شجر ولا تنبت شيئاً، وقيل: هي قَفر من الأَرض لا يسكنها

إِلا الجنّ، وقيل: هو ما استوى من الأَرض. الليث: البلُّوقة والجمع

البَلالِيقُ، وهي مواضع لا ينبُت فيها الشجر. أَبو عبيد: السَّبارِيتُ الأَرَضون

التي لا شيء فيها، وكذلك البَلالِيقُ والمَوامِي. وقال أَبو خَيْرةَ:

البلُّوقة مكان صُلب بين الرمال كأَنه مكْنُوس تزعُم الأَعراب أَنه من مساكن

الجن. الفرّاء: البلوقة أَرض واسعة مُخصبة لا يُشاركك فيها أَحد؛ يقال:

تركتهم في بلوقة من الأَرض، وقيل: البلوقة مكان فسيح من الأَرض بَسِيطة

تُنبِت الرُّخامَى لا غيرَها.

والأَبْلَقُ الفَرْد: قصر السَّمَوْأَل بن عادِ ياء اليهودي بأَرض

تَيْماء؛ قال الأَعشى:

بالأَبْلَقِ الفَرْدِ من تَيْماء، مَنْزِلُه

حِصْنٌ حَصينٌ، وجارٌ غيرُ خَتّارِ

(* وفي رواية أخرى: غيرُ غدّار).

وفي المثل: تمرّدَ مارِدٌ وعزَّ الأَبْلَقُ، وقد يقال أبْلَقُ؛ قال

الأَعشى:

وحِصْنٌ بِتَيْماء اليَهودِيِّ أبْلَقُ

أَبدل أَبلق من حصن، وقيل: ماردٌ والأَبلقُ حِصنانِ قصدتهما زَبّاء

ملِكة الجزيرة فلما لم تقدر عليهما قالت ذلك. والبَلالِيقُ: المَوامِي،

الواحد بَلُّوقة وهي المفازة؛ وقال عُمارة في الجمع:

فورَدَتْ من أيمَنِ البَلالِقِ

وقال الأَسود بن يَعْفُر: ثم ارْتَعَيْنَ البَلالِقا. وقال الخليل:

البالُوقة لغة في البالُوعة.

والبَلْقاء: أَرض بالشام، وقيل مدينة؛ وأَنشد ابن بري لحسان:

انظُرْ خَليلي، ببابِ جِلَّقَ، هَلْ

تُؤْنِسُ دونَ البَلْقاء من أحَدِ؟

والبُلْقُ: اسم أَرض؛ قال:

رَعَتْ بمُعَقَّب فالبُلْق نَبْتاً،

أَطارَ نَسِيلَها عنها فطارا

وبُلَيْق: اسم فرس. وفي المثل: يَجْرِي بُلَيْقٌ ويُذَمّ؛ يضرب للرجل

يجتهد ثم يُلام، وقيل: هو اسم فرس كان يَسبِق مع الخيلِ، وهو مع ذلك يعاب.

أبو عمرو: البَلْقُ فتح كُعْبة الجارية؛ قال: وأَنشدني فتى من الحيّ:

رَكَبٌ تَمَّ وتَمَّتْ رَبَّتُهْ،

كان مَخْتوماً ففُضَّتْ كُعْبَتُهُ

والبَلَقُ: الحُمْقُ الذي ليس بمحكم بعد.

بلق
أبْلَقُ [مفرد]: ج بُلْق، مؤ بَلْقاءُ، ج مؤ بَلْقاوات وبُلْق: ما كان فيه سواد وبياض "حِصان/ رخامٌ أبلق". 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.