لكلك
لَكْلَكَ
a. [ coll. ], Thumped, whacked
punched.
لكلك: خب وخبب (مشية الحصان السريعة) (بوشر).
حلك: الحُلْكة والحَلَكُ: شدة السواد كلون الغراب، وقد حَلَكَ الشيء
يَحْلُكُ حُلُوكةً وحلُوكاً واحْلَوْلكَ مثله: اشْتد سواده. وأَسود حالِكٌ
وحانكٌ ومُحْلَوْلِكٌ وحُلْكُوك بمعنى. وفي حديث خزيمة وذكر السنة: وتركَت
الفَرِيشَ مُسْتَحلِكاً، المستحلك: الشديد السواد كالمحترق من قولهم
أَسود حالِكٌ. والحَلَكُوك، بالتحريك: الشديد السواد. وأَسود مثلُ حَلَكِ
الغرابِ وحَنَكِ الغراب، وشيء حالِكٌ ومْحْلَولِك ومْحْلَنْكِكٌ وحُلْكُوك،
ولم يأْت في الأَلوان فُعْلُول إلاّ هذا؛ قال ابن سيده: قالوا وهو أشد
سواداً من حَلَكِ الغراب، وأنكرها بعضهم وقال: إنما هو من حَنَك الغراب
أَي مِنقاره، وقيل: سواده، وقيل: نون حَنَك بدل من لام حَلَك. قال يعقوب:
قال الفراء قلت لأَعرابي: أَتقول كأَنه حَنَكُ الغرابِ أَو حَلَكه فقال:
لا أقول حلكه أبداً، وقال أبو زيد: الحَلَك اللون والحَنَك المنقار؛ وقوله
أَنشده ثعلب:
مِداد مثل حالِكَةِ الغُراب،
وأَقلام كمُرْهَفَةِ الحِرابِ
يجوز أَن يكون لغة في حَلَك الغراب، ويجوز أَن يعني به ريشته خافِيتَه
أَو قادِمته أَو غير ذلك من ريشه. وفي لسانه حُلْكة كحُكْلَةٍ. والحُلْكةُ
والحُلْكاءُ والحُلَكاءُ والحَلَكاءُ والحُلُكَّى على فُعُلَّى: دويبة
شبيهة بالعَظَاءة. الأَزهري: والحُلَكةُ مثال الهُمزَة ضرب من العظَاء،
ويقال دُويْبة تغوص في الرمل؛ قال ابن بري: شاهده قول الراجز:
يا ذا النِّجادِ الحُلَكَهْ،
والزوجةِ المُشْتَركه،
ليْسَتْ لِمَن لَيْسَتْ لَكَهْ
وكذلك الحَلْقاءُ مثل العنقاء.
لكك: لَكَّ الرجلَ يَلُكُّه لَكّاً. ضربه بجُمْعه في قفاه، وقيل: هو إذا
ضربه ودفعه، وقيل لَكَّه ضربه مثل صَكّه. الأَصمعي: صَكَمْته ولَكَمْتُه
وصَكَكْتُه ودَكَكْنُه ولَكَكْتُه كُلُّه إذا دفعته. واللِّكاكُ:
الزِّحامُ. والْتَكَّ الوِرْدُ التِكاكاً إذا ازْدَحم وضرب بعضه بعضاً؛ قال
رؤبة:
ما وَجَدُوا عند التِكاكِ الدَّوْسِ
ومنه قول الراجز يذكر قَلِيباً:
صَبَّحْنَ من وَشْحى قَلِيباً سُكّاً،
يَطْمُو إذا الوِرْدُ عليه الْتَكَّا
وَشْحى: اسم بئر، والسُّكُّ: الضَّيِّقة. وعسكر لَكِيكٌ: مُتَضامٌّ
متداخل، وقد التَكَّ. وجاءنا سكرانَ مُلْتَكّاً: كقولك مُلْتَخّاً أَي
يابساً من السُّكْر. والتَكَّ الرجل في كلامه: أَخطأَ. والتَكَّ في حُجته.
أَبطأَ. واللُّكُّ واللَّكِيكُ: الصُّلْب المُكْتَنِزُ من اللحم مثل
الدَّخيس واللَّدِيم؛ قال: وهو المَرمِيُّ باللحم، والجمع اللِّكاكُ. وفرس
لَكَِيكُ اللحم والخَلْق: مجتمعه، وعسكر لَكِيك. وقد التَكَّتْ جماعتهم
لِكاكاً أَي ازدحمت ازدحاماً. والتَكَّ القوم: ازدحموا. ورجل لُكِّيٌّ:
مكتنز اللحم. وناقةٌ لُكِّيَّة ولِكاكٌ: شديدة اللحم مَرْمية به رمياً، وجمل
لِكاكٌ كذلك، وجمعها لُكُكٌ ولِكاكٌ
على لفظ الواحد، وإن اختلفَ التأويلان.
واللُّكالِكُ من الإبل: كاللِّكاكِ؛ قال:
أَرْسَلْتُ فيها قَطِماً لُكالِكا،
من الذَّرِيحيَّات، جَعْداً آرِكا
يَقْصُر مَشْياً، ويَطُولُ بارِكا،
كأَنه مُجَلَّلٌ دَرانِكا
ويروى: يقصر يمشي، أَراد يقصر ماشياً فوضع الفعل موضع الإسم، وقال أَبو
علي الفارسي: يقصر إذا مشى لانخفاض بطنه وضِخَمِه وتقاربه من الأَرض،
فإذا برك رأيته طويلاً لارتفاع سنامه فهو باركاً أَطول منه قائماً، يقول:
إنه عظيم البطن فإذا قام قَصُرَ، وإذا برك طالَ، والذَّرِيحِيَّات:
الحُمْرُ، وآرِك يعني يرعى الأَراك. أَبو عبيد: اللُّكالِك العظيم من الجمال؛
حكاه عن الفراء. وجمل لُكَالِكٌ أَي ضخم. ولُكَّتْ به: قُذِفت؛ قال
الأَعلم:عَنَّتْ له شَفْعاءُ لُكْـ
ـكَتْ بالبَضِيع لها الجَنائِب
ولُكَّ لحمه لَكّاً، فهو مَلْكُوك؛ وأَنشد:
واللَّكَكُ: الضَّغْطُ، يقال: لَكَكْتُه لَكّاً. ولَكَّ اللحمَ يَلُكُّه
لَكّاً: فَصَله عن عظامه.
الليث: اللَّكُّ صِبْغ أحمر يصبغ به جلودُ المِعْزَى للخِفاف وغيرها، هو
معروف. واللُّكّ، بالضم: ثُفْلُه يُرَكَّب به النَّصْلُ في النِّصاب،
قال ابن سيده: واللُّكَّة واللُّكُّ، بضمهما، عُصارته التي يصبغ بها؛ قال
الراعي يصف رَقْمَ هَوادج الأَعراب:
بأَحمَر من لُكِّ العِراقِ وأصْفَرا
قال ابن بري: وقيل لا يسمى لُكّاً بالضم إلا إذا طبخ واستخرج صِبْغه.
وجلد مَلْكُوك: مصبوغ باللُّكِّ. واللَّكَّاء: الجلود المصبوغة باللُّكِّ
اسم للجمع كالشَّجْراء. واللُّكُّ واللَّكُّ: ما يُنْحَت من الجلود
المَلْكوكة فتشد به نُصُبُ السكاكين.
واللَّكِيك: اسم موضع؛ قال الراعي:
إذا هَبَطَتْ بطنَ اللَّكِيك تَجاوَبَتْ
به، واطَّبَاهَا رَوْضُه وأَبارِقُه
ورواه ابن جَبَلَةَ اللَّكاك وهو أَيضاً موضع.
حرض: التَّحْرِيض: التَّحْضِيض. قال الجوهري: التَّحْرِيضُ على القتال
الحَثُّ والإِحْماءُ عليه. قال اللّه تعالى: يا أَيها النبيُّ حَرِّض
الكؤمنين على القِتال؛ قال الزجاج: تأْويله حُثَّهم على القتال، قال: وتأْويل
التَّحْرِيض في اللغة أَن تحُثَّ الإِنسان حَثّاً يعلم معه أَنه حارِضٌ
إِنْ تَخَلَّف عنه، قال: والحارِضُ الذي قد قارب الهلاك. قال ابن سيده:
وحَرَّضَه حَضَّه. وقال اللحياني: يقال حارَضَ فلان على العمل وواكَبَ
عليه وواظَبَ وواصَبَ عليه إِذا داوَمَ القتال، فمعنى حَرِّض المؤمنين على
القتال حُثَّهم على أَن يُحارِضُوا أَي يُداوِمُوا على القتال حتى
يُثْخِنُوهم.
ورجل حَرِضٌ وحَرَضٌ: لا يرجى خيره ولا يخاف شرُّه، الواحد والجمع
والمؤنث في حَرَض سواء، وقد جمع على أَحْراض وحُرْضان، وهو أَعْلى، فأَما
حَرِضٌ، بالكسر، فجمعه حَرضُون لأَن جمع السلامة في فَعِل صفةً أَكثرُ، وقد
يجوز أَن يكسَّر على أَفعال لأَن هذا الضرب من الصفة ربما كُسِّر عليه نحو
نَكِدٍ وأَنْكاد. الأَزهري عن الأَصمعي: ورجل حارَضة للذي لا خير فيه.
والحُرْضان: كالحَرِضِ والحَرَض، والحَرِضُ والحَرَضُ الفاسد. حَرَضَ
الرجلُ نفْسَه يَحْرِضُها حَرْضاً: أَفسدها. ورجل حَرِضٌ وحَرَضٌ أَي فاسد
مريض في بنائه، واحدُه وجمعه سواء. وحَرَضه المرضُ وأَحْرَضَه إِذا أَشفى
منه على شرف الموت، وأَحْرَضَ هو نفسَه كذلك.
الأَزهري: المُحْرَضُ الهالك مَرَضاً الذي لا حيٌّ فيُرْجَى ولا ميت
فيُوأَس منه؛ قال امرؤ القيس:
أَرى المرءَ ذا الأَذْوادِ يُصْبِحُ مُحْرَضاً
كإِحْراضِ بكْرٍ في الديارِ مَرِيض
ويروى: مُحْرِضاً. وفي الحديث: ما مِنْ مُؤمِنٍ يَمْرَضُ مَرَضاً حتى
يُحْرِضَه أَي يُدْنِفَه ويُسْقِمَه؛ أَحْرَضَه المرض، فهو حَرِضٌ وحارِضٌ
إِذا أَفسد بدنه وأَشْفى على الهلاك. وحَرَضَ يَحْرِضُ ويَحْرُضُ حَرْضاً
وحُرُوضاً: هلك. ويقال: كَذَبَ كِذْبةً فأَحْرَضَ نفسَه أَي أَهلكها.
وجاءَ بقول حَرَضٍ أَي هالك. وناقة حُرْضان: ساقطة. وجمل حُرْضان: هالك،
وكذلك الناقة بغير هاء. وقال الفراء في قوله تعالى: حتى تكونَ حَرَضاً أَو
تكونَ من الهالكين، يقال: رجل حَرَضٌ وقوم حَرَضٌ وامرأَة حَرَضٌ، يكون
مُوَحّداً على كل حال، الذكر والأُنثى والجمع فيه سواء، قال: ومن العرب من
يقول للذكر حارِضٌ وللأُنثى حارِضة، ويثنَّى ههنا ويجمع لأَنه خرج على
صورة فاعل، وفاعلٌ يجمع. قال: والحارِضُ الفاسد في جسمه وعقله، قال: وأَما
الحَرَضُ فترك جمعه لأَنه مصدر بمنزلة دَنَفٍ وضَنىً، قوم دَنَفٌ وضَنىً
ورجل دَنَفٌ وضَنىً. وقال الزجاج: من قال رجل حَرَضٌ فمعناه ذو حَرَضٍ
ولذلك لا يثنَّى ولا يجمع، وكذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ، وكذلك كل ما نعت
بالمصدر. وقال أَبو زيد في قوله: حتى تكونَ حَرَضاً، أَي مُدْنَفاً، وهو
مُحْرَض؛ وأَنشد:
أَمِنْ ذِكْرِ سَلْمَى غَرْبَةً أَنْ نأَتْ بها،
كأَنَّكَ حَمٌّ للأَطِبّاءِ مُحْرَضُ؟
والحَرَضُ: الذي أَذابه الحزن أَو العشق وهو في معنى مُحْرَض، وقد
حَرِضَ، بالكسر، وأَحْرَضَه الحُبُّ أَي أَفسده؛ وأَنشد للعَرْجِيّ:
إِني امرؤ لَجَّ بي حُبٌّ، فأَحْرَضَني
حتى بَلِيتُ، وحتى شَفَّني السَّقَم
أَي أَذابَني. والحَرَضُ والمُحْرَضُ والإِحْرِيضُ: الساقط الذي لا يقدر
على النهوض، وقيل: هو الساقط الذي لا خير فيه. وقال أَكْثَم بن صَيْفي:
سُوءٌ حمل الناقة يُحْرِضُ الحسَبَ ويُدِيرُ العَدُوَّ ويُقَوِّي
الضرورة؛ قال: يُحْرِضُه أَي يُسْقِطه. ورجل حَرَضٌ: لا خير فيه، وجمعه
أَحْرَاضٌ، والفعل حَرُضَ يَحْرُضُ حُروضاً. وكلُّ شيءٍ ذاوٍ حَرَضٌ. والحَرَضُ:
الرَّدِيء من الناس والكلام، والجمع أَحْراضٌ؛ فأَما قول رؤبة:
يا أَيُّها القائِلُ قوْلاً حَرْضا
فإِنه احتاج فسكنه. والحَرَضُ والأَحْراضُ: السَّفِلة من الناس. وفي
حديث عوف بن مالك: رأَيت مُحَلِّم بن حَثَّامةَ في المنام فقلت: كيف أَنتم؟
فقال: بِخَير وجَدْنا رَبَّنا رحيماً غَفَرَ لنا، فقلت: لكلِّكــم؟ قال:
لكلِّنا غير الأَحْراضِ، قلت: ومَن الأَحْراضُ؟ قال: الذين يُشارُ إِليهم
بالأَصابع أَي اشتهروا بالشَّرّ، وقيل: هم الذين أَسرفوا في الذنوب
فأَهلكوا أَنفسهم، وقيل: أَراد الذين فسُدَت مذاهبهم.
والحُرْضة: الذي يَضْرِبُ للأَيْسارِ بالقِداح لا يكون إِلا ساقطاً،
يدعونه بذلك لرذالته؛ قال الطرماح يصف حماراً:
ويَظَلُّ المَلِيءُ يُوفِي على القرْ
نِ عَذُوباً، كالحُرْضة المُسْتَفاضِ
المُسْتَفاضُ: الذي أُمِرَ أَن يُفِيضَ القداح، وهذا البيت أَورده
الأَزهري عقيب روايته عن أَبي الهيثم. الحُرْضةُ: الرجل الذي لا يشتري اللحم
ولا يأْكله بثمن إِلا أَن يجده عند غيره، وأَنشد البيت المذكور وقال: أَي
الوَقْب الطويل لا يأْكل شيئاً. ورجل مَحُروضٌ: مَرْذولٌ، والاسم من ذلك
الحَرَاضة والحُروضة والحُروض. وقد حَرُضَ وحَرِضَ حَرَضاً، فهو حَرِضٌ،
ورجل حارِضٌ: أَحمق، والأُنثى بالهاء. وقوم حُرْضان: لا يعرفون مكان
سيدهم. والحَرَضُ: الذي لا يتخذ سلاحاً ولا يُقاتِل. والإِحْرِيضُ:
العُصْفُرُ عامة، وفي حديث عطاء في ذكر الصدقة: كذا وكذا والإِحْرِيض، قيل: هو
العُصْفُر؛ قال الراجز:
أَرَّقَ عَيْنَيْك، عن الغُمُوضِ،
بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَهُوضِ
مُلْتَهِبٌ كَلَهَبِ الإِحْرِيضِ،
يُزْجِي خَراطِيمَ عَمامٍ بِيضِ
وقيل: هو العُصْفر الذي يجعل في الطبخ، وقيل: حَبُّ العصفر. وثوب
مُحَرَّضٌ: مصبوغ بالعُصْفُر. والحُرُضُ: من نَجِيل السباخ، وقيل: هو من الحمض،
وقيل: هو الأُشْنان تُغْسَل به الأَيدي على أَثر الطعام، وحكاه سيبويه
الحَرْض، بالإِسكان، وفي بعض النسخ الحُرْض، وهو حَلقة القُرْط.
والمِحْرَضةُ: وِعاء الحُرُض وهو النَّوْفَلة. والحُرْضُ: الجِصُّ. والحَرَّاضُ:
الذي يُحْرِق الجِصَّ ويُوقِد عليه النار؛ قال عدي بن زيد:
مِثْل نارِ الحَرَّاضِ يَجْلو ذُرَى المُزْ
نِ لِمَنْ شامَهُ، إِذا يَسْتَطِيرُ
قال ابن الأَعرابي: شبَّه البَرْقَ في سرعة ومِيضه بالنار في الأُشْنان
لسرعتها فيه، وقيل: الحَرَّاضُ الذي يُعالج القِلْيَ. قال أَبو نصر: هو
الذي يُحْرِقُ الأُشْنان. قال الأَزهري: شجر الأُشْنان يقال له الحَرْض
وهو من الحمض ومنه يُسَوَّى القِلْيُ الذي تغسل به الثياب، ويحرق الحمض
رطباً ثم يرَشُّ الماءُ على رماده فينعقد ويصير قِلْياً. والحَرَّاضُ
أَيضاً: الذي يُوقِد على الصَّخْر ليتخذ منه نُورة أَو جِصّاً، والحَرَّاضةُ:
الموضعُ الذي يُحْرَقُ فيه، وقيل: الحَرَّاضةُ مَطْبَخُ الجِصِّ، وقيل:
الحَرَّاضةُ موضعُ إِحْراقِ الأُشْنان يتخذ منه القِلْيُ للصبّاغِين، كل
ذلك اسم كالبَقّالة والزَّرّاعة، ومُحْرِقُه الحَرّاضُ، والحَرّاضُ
والإِحرِيضُ: الذي يُوقِد على الأُشْنان والجِصِّ. قال أَبو حنيفة: الحَرَّاضةُ
سُوقُ الأُشْنان.
وأَحَرَضَ الرجلُ أَي وَلَدَ ولدَ سَوءٍ.
والأَحْراضُ والحُرْضانُ: الضِّعافُ الذين لا يُقاتِلون؛ قال الطرماح:
مَنْ يَرُمْ جَمْعَهم يَجِدْهم مراجِيـ
ـحَ حُماةً للعُزَّلِ الأَحْراضِ
وحَرْضٌ: ماء معروف في البادية. وفي الحديث ذكر الحُرُض، بضمتين، هو
وادٍ عند أُحُد. وفي الحديث ذكر حُرَاض، بضم الحاء وتخفيف الراء: موضع قرب
مكة، قيل: كانت به العُزَّى.
ندي: النَّدَى: البَلَلُ. والنَّدَى: ما يَسْقُط بالليل، والجمع
أَنْداءِ وأَندِيةٌ ، على غير قياس؛ فأَما قول مُرَّة بن مَحْكانَ:
في لَيْلةٍ من جُمادى ذاتِ أَنْدِيةٍ
لا يُبْصِرُ الكلبُ ، من ظَلْمائِها ، الطُّنُبا
قال الجوهري: هو شاذٌ لأَنه جَمْعُ ما كان ممدوداً مثل كِساء وأَكْسية
؛ قال ابن سيده: وذهب قوم إلى أنه تكسير نادر ، وقيل: جَمَعَ نَدًى على
أَنداء، وأَنداءً على نِداء ، ونِداء على أَنْدِية كرِداء وأَرْدِية،
وقيل: لا يريد به أَفْعِلةً نحو أَحْمِرةٍ وأَقْفِزَةٍ كما ذهب إليه
الكافَّة ، ولكن يجوز أَن يريد أَفْعُلة، بضم العين تأْنيث أَفْعُل، وجَمَعَ
فَعَلا على أَفْعُلٍ كما قالوا أَجْبُلٌ وأَزْمُنٌ وأَرْسُنٌ، وأَما محمد
بن يزيد فذهب إلى أَنه جمع نَدِيٍّ ، وذلك أَنهم يجتمعون في مجالِسهم
لِقرَى الأَضْياف.
وقد نَدِيَتْ لَيْلتُنا نَدًى ، فهي نَدِيَّةٌ ، وكذلك الأَرض ،
وأَنداها المطر ؛ قال:
أَنْداهُ يومٌ ماطِرٌ فَطَلاَّ
(* قوله «فطلا» كذا ضبط في الأصل بفتح الطاء، وضبط في بعض نسخ المحكم
بضمها.) والمصدر النُّدُوَّةُ. قال سيبويه: هو من باب الفُتوَّة، فدل بهذا
على أَن هذا كله عنده ياء، كما أَن واو الفتوّة ياء. وقال ابن جني :
أَما قولهم في فلان تَكرُّمٌ ونَدًى، فالإِمالة فيه تدل على أَن لام
النُّدُوَّة ياء، وقولهم النَّداوة، الواو فيه بدل من ياء، وأَصله نَدايةٌ لما
ذكرناه من الإمالة في النَّدَى ، ولكن الواو قلبت ياء لضرب من التوسع .
وفي حديث عذاب القَبْر: وجَريدَتَي النَّخْل لَنْ يَزال يُخفِّفُ عنهما ما
كان فيهما نُدُوٌّ، يريد نَداوةً ؛ قال ابن الأَثير: كذا جاء في مسند
أَحمد بن حنبل ، وهو غريب ، إنما يقال نَدِيَ الشيءُ فهو نَدٍ، وأَرضٌ
نَدِيةٌ وفيها نَداوةٌ. والنَّدَى على وجوه: نَدَى الماءِ، ونَدى الخَيرِ،
ونَدى الشَّرِّ ، ونَدَى الصَّوْتِ، ونَدَى الحُضْر، ونَدَى الدُّخْنةِ ،
فأَمَّا نَدَى الماء فمنه المطر ؛ يقال: أَصابه نَدًى من طَلٍّ ، ويومٌ
نَدِيٌّ وليلة نَدِيَّةٌ. والنَّدَى: ما أَصابَك من البَلَلِ . ونَدَى
الخَيْر: هو المعرُوف . ويقال: أَنْدَى فلان علينا نَدًى كثيراً ، وإنَّ
يده لَنَدِيَّةٌ بالمعروف ؛ وقال أَبو سعيد في قول القطامي :
لَوْلا كَتائبُ مِنْ عَمْروٍ يَصُولُ بها،
أُرْدِيتُ يا خَيْرَ مَنْ يَنْدُو له النَّادِي
قال: معناه مَن يحوُل له شخصٌ أَو يَتَعَرَّض له شَبَحٌ. تَقول :
رَمَيْتُ ببصري فما نَدَى لي شيء أَي ما تحرَّك لي شيء. ويقال : ما نَدِيَني
من فلان شيء أَكْرَهُه أَي ما بلَّني ولا أَصابني ، وما نَدِيَتْ كفِّي
له بشَّرٍ وما نَدِيتُ بشيء تَكْرَهُه؛ قال النابغة :
ما إن نَدِيتُ بِشيء أَنْتَ تَكْرَهُه،
إذاً فَلا رَفَعَتْ صَوْتي إليَّ يَدِي
(* رواية الديوان ، وهي المعوّلُ عليها :
ما قُلتُ من سيّءٍ ممَّا أُتِيتَ به، * إذاً فلا رفعت سوطي إليَّ يدي)
وفي الحديث: مَن لَقِيَ الله ولم يَتَنَدَّ من الدمِ الحَرامِ بشيء دخل
الجنة أَي لم يُصِبْ منه شيئاً ولم يَنَلْه منه شيء، فكأَنه نالَتْه
نَداوةُ الدمِ وبَلَلُه. وقال القتيبي: النَّدَى المَطر والبَلَل، وقيل
للنَّبْت نَدًى لأَنه عن نَدَى المطرِ نبَتَ، ثم قيل للشَّحْم نَدًى لأَنه
عن ندَى النبت يكون؛ واحتج بقول عَمرو بن أَحمر:
كثَوْر العَداب الفَرْدِ يَضْرِبهُ النَّدَى،
تَعَلَّى النَّدَى في مَتْنهِ وتَحَدَّرا
أَراد بالنَّدى الأَوّل الغَيْث والمطر ، وبالنَّدَى الثاني الشَّحْمَ ؛
وشاهِدُ النَّدى اسم النبات قول الشاعر:
يَلُسُّ النَّدَى ، حتى كأَنَّ سَراتَه.
غَطاها دِهانٌ ، أَو دَيابِيجُ تاجِرِ
ونَدى الحُضْر: بقاؤه؛ قال الجعدي أَو غيره:
كَيْفَ تَرَى الكامِلَ يُفْضِي فَرَقاً
إلى نَدَى العَقْبِ ، وشدًّا سَحْقا
ونَدى الأَرض: نَداوتها وبَلَلُها . وأَرض نَدِيَةٌ، على فَعِلة بكسر
العين ، ولا تقل نَدِيَّةٌ ، وشجر نَدْيانُ. والنَّدَى: الكَلأ ؛ قال بشر:
وتِسْعةُ آلافٍ بحُرِّ بِلادِه
تَسَفُّ النَّدَى مَلْبُونة ، وتُضَمَّرُ
ويقال: النَّدَى نَدَى النهار، والسَّدَى نَدَى الليل؛ يُضربان مثلاً
للجود ويُسمى بهما . ونَدِيَ الشيء إذا ابْتلَّ فهو نَدٍ، مثال تَعِبَ فهو
تِعِبٌ. وأَنْدَيْته أَنا ونَدَّيْته أَيضاً تَنْدِيةً. وما نَدِيَني
منه شيء أَي نالَني ، وما نَدِيت منه شيئاً أَي ما أَصَبْت ولا علِمت ،
وقيل: ما أَتَيْت ولا قارَبْت. ولا يَنداك مني شيء تكرهه أَي ما يَصِيبك ؛
عن ابن كيسان. والنَّدَى: السَّخاء والكرم. وتندَّى عليهم ونَدِيَ :
تَسَخَّى ، وأَنْدى نَدًى كثيراً كذلك . وأَنْدَى عليه: أَفضل . وأَنْدَى
الرَّجلُ: كثر نداه أَي عَطاؤه، وأَنْدَى إذا تَسَخَّى ، وأَنْدَى الرجلُ
إذا كثر نَداه على إخوانه، وكذلك انْتَدى وتَنَدَّى . وفلان يَتَنَدَّى
على أَصحابه: كما تقول هو يَتَسخَّى على أَصحابه، ولا تقل يُنَدِّي على
أَصحابِه. وفلان نَدِي الكَفَّ إذا كان سَخِيًّا. ونَدَوتُ من الجُود.
ويقال سَنَّ للناس النَّدَى فنَدَوْا. والنَّدَى: الجُود. ورجل نَدٍ أَي
جَوادٌ. وفلانٌ أَنْدَى من فلان إذا كان أَكثر خيراً منه. ورجلٌ نَدِي
الكفِّ إذا كان سخيًّا ؛ وقال:
يابِسُ الجنْبَيْنِ مِنْ غَيْرِ بُوسٍ،
ونَدِي الكَفَّيْنِ شَهْمٌ مُدِلُّ
وحكى كراع: نَدِيُّ اليد ، وأَباه غيره . وفي الحديث: بَكْرُ بن وائلٍ
نَدٍ أَي سَخِيٌّ . والنَّدى: الثَّرى . والمُنْدِية: الكلمة يَعْرَق
منها الجَبين. وفلان لا يُنْدِي الوَتَرَ، بإسكان النون، ولا يُنَّدّي
الوتر أي لا يُحسِنُ شيئاً عَجْزاً عن العمل وعِيًّا عن كل شيء ، وقيل: إذا
كان ضعيف البدن . والنَّدى: ضَرْب من الدُّخَن . وعُود مُنَدًّى
ونَدِيٌّ: فُتِقَ بالنَّدى أَو ماء الورد ؛ أَنشد يعقوب:
إلى مَلِكٍ له كَرَمٌ وخِيرٌ ،
يُصَبَّحُ باليلَنْجُوجِ النَّديِّ
ونَدَتِ الإبلُ إلى أَعْراقٍ كَريمةٍ: نَزَعَت. الليث: يقال إنَّ هذه
الناقة تَنْدُو إلى نُوقٍ كِرامٍ أَي تَنْزِع إليها في النسب ؛ وأَنشد :
تَنْدُو نَواديها إلى صَلاخِدا
ونَوادِي الإبلِ: شَوارِدها . ونَوادي النّوى: ما تَطايرَ منها تحت
المِرْضَخة.
والنَّداءُ والنُّداء: الصوت مثل الدُّعاء والرُّغاء ، وقد ناداه ونادى
به وناداه مُناداة ونِداء أَي صاح به.
وأَنْدى الرجلُ إذا حسُن صوته. وقوله عز وجل: يا قومِ إني أَخافُ عليكم
يومَ التَّنادِ ؛ قال الزجاج: معنى يومِ التَّنادي يوم يُنادي أَصحابَ
الجنةِ أَصحابُ النار أَن أَفِيضُوا علينا من الماء أَو مِما رزَقَكُمُ
اللهُ، قال: وقيل يومَ التَّنادِّ ، بتشديد الدال، من قولهم نَدَّ
البعيرُ إذا هَرَب على وجهه يَفِرّ بعضكم من بعض ، كما قال تعالى: يومَ يَفِرُّ
المرءُ من أَخيه وأُمِّه وأَبيه . والنَّدى: بُعد الصوت . ورجل نَدِيُّ
الصوتِ: بَعِيدُه. والإنْداء: بُعْدُ مَدى الصوت. ونَدى الصوتِ :
بُعْدُ مَذْهَبه . والنِّداءِ ، ممدود: الدُّعاءِ بأَرفع الصوت، وقد نادَيْته
نِداء ، وفلان أَنْدى صوتاً من فلان أَي أَبْعَدُ مَذْهباً وأَرفع صوتاً
وأَنشد الأَصمعي لِمِدْثارِ بن شَيْبان النَّمَري :
تقولُ خَلِيلَتي لمّا اشْتَكَيْنا :
سَيُدْرِكنا بَنْو القَرْمِ الهِجانِ
فقُلْتُ: ادْعِي وأَدْعُ، فإِنَّ أَنْدى
لِصَوْتٍ أَنْ يُنادِيَ داعِيانِ
وقول ابن مقبل :
أَلا ناديا ربعي كبسها للوى
بحاجةِ مَحْزُونٍ ، وإنْ لم يُنادِيا
(* قوله «ألا ناديا» كذا في الأصل .)
معناه: وإن لم يُجيبا . وتنَادَوْا أَي نادى بعضُهم بعضاً . وفي حديث
الدعاء: ثنتان لا تُردّان عند النّداء وعند البَأْس أَي عند الأَذان
للصلاة وعند القتال. وفي حديث يأْجوجَ ومأْجوج: فبينما هم كذلك إذ نُودُوا
نادِيةً أَتى أَمْرُ اللهِ ؛ يريد بالنَّادِيةِ دَعْوةً واحدةً ونِداء
واحداً ، فقَلب نِداءَة إلى نادِيةٍ وجعل اسم الفاعل موضع المصدر ؛ وفي حديث
ابن عوف:
وأَوْدَى سَمْعَه إلاَّ نِدايا
(* قوله «سمعه» كذا ضبط في الأصل بالنصب ويؤيده ما في بعض نسخ النهاية
من تفسير أودى بأهلك ، وسيأْتي في مادة ودي للمؤلف ضبطه بالرفع ويؤيده ما
في بعض نسخها من تفسير أودى بهلك.)
أراد إلا نِداء، فأَبدل الهمزة ياء تخفيفاً ، وهي لغة بعض العرب . وفي
حديث الأَذان: فإِنه أَندى صوتاً أَي أَرْفَعُ وأَعلى ، وقيل: أَحْسَنُ
وأَعْذَب، وقيل: أَبعد . ونادى بسرِّه: أَظهَره؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد :
غَرَّاء بَلْهاء لا يَشْقى الضَّجِيعُ بها ،
ولا تُنادي بما تُوشِي وتَسْتَمِعُ
قال: وبه يفسر قول الشاعر :
إذا ما مَشَتْ ، نادى بما في ثِيابها
ذَكِيُّ الشَّذا ، والمَنْدَليُّ المُطَيَّرُ
أَي أَظهره ودل عليه. ونادى لك الطريقُ وناداكَ: ظهر ، وهذا الطريقُ
يُناديك ؛ وأَما قوله:
كالكَرْمِ إذ نادى من الكافُورِ
فإنما أَراد: صاح. يقال: صاحَ النَّبْتُ إذا بَلَغ والْتَفَّ، فاستقبح
الطَّيَّ في مستفعلن، فوضَع نادى موضع صاحَ لِيكْمُل به الجزء، وقال
بعضهم: نادى النبتُ وصاحَ سواء معروف من كلام العرب. وفي التهذيب: قال :
نادى ظَهَر ، ونادَيْتُه أَعْلَمْتَه، ونادى الشيء رآه وعلمه ؛ عن ابن
الأَعرابي.
والنَّداتان من الفَرَس: الغرُّ الذي يَلي باطنَ الفائل، الواحدة
نَداةٌ.
والنَّدى: الغاية مثل المَدى ، زعم يعقوب أَن نونه بدل من الميم. قال
ابن سيده: وليس بقويّ.
والنَّادِياتُ من النخل: البعيدةُ الماء.
ونَدا القومُ نَدْواً وانْتَدَوْا وتَنادَوا: اجْتَمعوا؛ قال
المُرَقِّشُ:
لا يُبْعِدِ اللهُ التَّلَبُّبَ والْـ
ـغاراتِ ، إذْ قال الخَمِيسُ نَعَمْ
والعَدَوَ بَيْنَ المَجْلِسَيْنِ إذا
آدَ العَشِيُّ ، وتَنادَى العَمُّ
والنَّدْوةُ: الجَماعة. ونادى الرجلَ: جالَسَه في النَّادى ، وهو من
ذلك ؛ قال:
أُنادي به آلَ الوَلِيدِ وجعْفَرا
والنَّدى: المُجالسة. ونادَيْتُه: جالَسْته. وتنادَوْا أَي تَجالَسُوا
في النَّادي. والنَّدِيُّ: المجلس ما داموا مجتمعين فيه ، فإذا تفرقوا
عنه فليس بنَدِيٍّ ، وقيل: النَّدِيُّ مجلس القوم نهاراً ؛ عن كراع.
والنَّادي: كالنَّديّ. التهذيب: النَّادي المَجْلِس يَنْدُو إليه مَن
حَوالَيْه، ولا يَسمى نادياً حتى يكون فيه أَهلُه، وإذا تفرَّقوا لم يكن
نادِياً ، وهو النَّدِيُّ، والجمع الأَنْدِيةُ . وفي حديث أُمّ زرع: قريبُ
البيتِ من النَّادي ؛ النادي: مُجْتَمعُ القومِ وأَهلُ المجلس، فيقع على
المجلس وأَهلِه، تقول: إنَّ بيته وسَطَ الحِلَّة أَو قريباً منه لِيَغْشاه
الأَضيافُ والطُّرَّاقُ. وفي حديث الدُّعاء: فإن جارَ النَّادي
يَتَحَوَّل أَي جار المجلس، ويروى بالباء الموحدة من البَدْوِ. وفي الحديث :
واجعلني في النَّدِيِّ الأَعْلى ؛ النَّدِيُّ، بالتشديد: النَّادي أَي اجعلني
مع المَلإ الأَعلى من الملائكة ، وفي رواية: واجعلني في النِّداء
الأَعلى؛ أَراد نداءِ أَهل الجنةِ أَهلَ النار أَنْ قد وجَدْنا ما وعَدنا
ربُّنا حقًّا. وفي حديث سَرِيَّة بني سُلَيْم: ما كانوا ليَقْتُلُوا عامِراً
وبَني سُلَيْمٍ وهم النَّدِيُّ أَي القومُ المُجْتَمِعُون. وفي حديث أَبي
سعيد: كنا أَنْداءِ فخرج علينا رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ؛
الأَنْداء: جمع النادي وهم القوم المجتمعون ، وقيل: أَراد أَنَّا كنا أَهل
أَنْداء ، فحذف المضاف . وفي الحديث: لو أَن رجلاً نَدَى الناسَ إلى
مَرْماتَيْن أَو عَرْقٍ أَجابوه أَي دَعاهم إلى النَّادِي . يقال: نَدَوْتُ
القومَ أَنْدوهم إذا جَمَعْتَهم في النَّادِي، وبه سُمِّيت دارُ
النَّدْوة بمكة التي بَناها قُصَيٌّ، سُمِّيت بذلك لاجتماعهم فيها. الجوهري:
النَّدِيُّ، على فَعِيل، مجلس القوم ومُتَحَدَّثُهم، وكذلك النَّدْوةُ
والنَّادِي والمُنْتَدَى والمُتَنَدَّى . وفي التنزيل العزيز: وتأْتُونَ في
نادِيكُمُ المُنْكَرَ؛ قيل: كانوا يَحْذفون الناس في مَجالِسِهم فأَعْلَم
اللهُ أَن هذا من المنكر ، وأَنه لا ينبغي أَن يَتَعاشَرَ الناسُ عليه
ولا يَجْتَمِعُوا على الهُزُؤ والتَّلَهِّي، وأَن لاَ يَجْتَمعوا إلا
فيما قَرَّب من الله وباعَدَ من سَخَطه؛ وأَنشدوا شعراً زعموا أَنه سُمع
على عَهْد سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم:
وأَهْدَى لَنا أَكْبُشاً
تَبَخْبَخُ في المِرْبَدِ
وروحك في النادي
ويَعْلَمُ ما في غَدِ
(*قوله « وروحك» كذا في الأصل .)
فقال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم: لا يعلم الغَيبَ إلاَّ اللهُ .
ونَدَوْتُ أَي حَضَرْتُ النَّدِيَّ، وانْتَدَيتُ مثله. ونَدَوْتُ القوم:
جمعتهم في النَّدِيِّ. وما يَنْدُوهم النَّادِي أَي ما يَسَعُهم ؛ قال بشر
بن أبي خازم :
وما يَنْدُوهمُ النَّادي ، ولكنْ
بكلِّ مَحَلَّةٍِ مِنْهم فِئامُ
أَي ما يَسَعُهم المجلس من كثرتهم، والاسم النَّدْوةُ، وقيل :
النَّدْوةُ الجماعة، ودارُ النَّدْوةِ منه أَي دارُ الجماعةِ، وسُميت من النَّادي،
وكانوا إذا حَزَبهم أَمْرٌ نَدَوْا إليها فاجتمعوا للتَّشاورِ، قال
وأُناديكَ أُشاوِرُك وأُجالِسُك ، من النَّادي. وفلان يُنادي فلاناً أَي
يُفاخِرُه؛ ومنه سميت دارُ النَّدْوة، وقيل للمفاخَرةُ مُناداة، كما قيل
مُنافَرة؛ قال الأَعشى :
فَتىً لو يُنادِي الشمسَ أَلْقَتْ قِناعَها،
أَو القَمَرَ السَّارِي لأَلْقَى القَلائِدا
(* قوله «القلائدا» كذا في الأصل، والذي عَشِيرتَه في التكملة :
المقالدا.)
أَي لو فاخَر الشمس لَذَلَّتْ له، وقٍِناعُ الشمسِ حُسْنُها. وقوله
تعالى: فَلْيَدْعُ نادِيَه؛ يريد عَشِرَته، وإنما هم أَهلُ النَّادِي،
والنَّادي مكانه ومجلسه فسماه به، كما يقال تَقَوَّضَ المجلس . الأَصمعي: إذا
أَورَدَ الرجُلُ الإِبلَ الماء حتى تشرب قليلاً ثم يَجيء بها حتى
تَرْعَى ساعةً ثم يَرُدّها إلى الماءِ ، فذلك التَّنْدِيةُ. وفي حديث طلحة:
خرجتُ بفَرَسٍ لي أُنَدِّيه
(* قوله«أنديه» تبع في ذلك ابن الاثير ، ورواية
الازهري: لأندّيه.) ؛ التَّنْدِيةُ: أَن يُورِدَ الرجُلُ فرسَه الماء
حتى يَشْرَبَ، ثم يَرُدَّه إلى المَرْعَى ساعة، ثم يُعيده إلى الماء، وقد
نَدا الفرسُ يَنْدُو إذا فَعَل ذلك؛ وأَنشد شمر:
أَكلْنَ حَمْضاً ونَصِيًّا يابِسا ،
ثمَّ نَدَوْنَ فأَكلْنَ وارِسا
أَي حَمْضاً مُثْمِراً. قال أَبو منصور: وردَّ القتيبي هذا على أَبي
عُبيد روايتَه حديثَ طَلحَة لأُنَدِّيَه، وزعم أَنه تَصْحيف ، وصوابه
لأُبَدِّيَه، بالباء أَي لأُخْرِجه إلى البَدْوِ، وزعم أَن التَّنْدِيةَ تكون
للإبل دون الخيل ، وأَن الإبل تُنَدَّى لطُول ظَمَئِها، فأَما الخيل
فإَنها تُسْقَى في القَيْظ شَربتين كلّ يوم؛ قال أَبو منصور: وقد غَلِط
القتيبي فيما قال، والصواب الأوّل ، والتَّندِيةُ تكون للخيل والإبل، قال :
سمعت العرب تقول ذلك، وقد قاله الأصمعي وأَبو عمرو ، وهما إمامان ثقتان.
وفي هذا الحديث: أَنَّ سَلمَة بن الأَكْوَع قال كنت أَخْدُمُ طلحة وأَنه
سأَلني أَن أَمْضِيَ بفرسه إلى الرِّعْي وأَسْقِيَه على ما ذكره ثم
أُنَدِّيه، قال: وللتَّنْدِيةِ معنى آخر، وهو تَضْمِيرُ الخيلِ وإجْراؤها حتى
تَعْرَقَ ويَذْهَبَ رَهَلُها، ويقال للعَرَق الذي يسِيل منها النَّدَى،
ومنه قولُ طُفيل :
نَدَى الماء مِنْ أَعْطافِها المُتَحَلِّب
قال الأزهري: سمعت عَريفاً من عُرفاء القَرامِطة يقول لأصحابه وقد
نُدِبُوا في سَرِيَّةٍ اسْتُنْهِضَتْ أَلا ونَدُّوا خيلَكم؛ المعنى
ضَمِّرُوها وشُدُّوا عليها السُّرُوج وأَجْرُوها حتى تَعرَق. واخْتصَم حَيّانِ مِن
العرب في موضع فقال أَحدهما: مَرْكَزُ رِماحِنا ومَخْرَجُ نِسائنا
ومَسْرَحُ بَهْمِنا ومُنَدَّى خَيْلنا أَي موضع تَنْدِيتها ، والاسم
النَّدْوة . ونَدَت الإبلُ إذا رَعَتْ فيما بين النَّهَلِ والعَلَل تَنْدُو
نَدْواً ، فهي نادِيةٌ ، وتَنَدَّت مثله، وأَنْدَيْتها أنا ونَدَّيْتُها
تَنْدِيةً. والنُّدْوةُ، بالضم: موضع شرب الإبل ؛ وأَنشد لهِمْيان:
وقَرَّبُوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ،
قرِيبةٍ نُدْوتُه مِنْ مَحمَضِه،
بَعِيدةٍ سُرَّتُه مِنْ مَغْرِضِهْ
يقول: موْضِع شربه قريب لا يُتعب في طلَب الماء. ورواه أَبو عبيد :
نَدوَتُه من مُحْمَضِهْ، بفتح نون النَّدوة وضم ميم المُحمض. ابن سيده :
ونَدَتِ الإبلُ نَدْواً خرجت من الحَمْض إلى الخُلَّةِ ونَدَّيْتُها ، وقيل: التَّنْدِية أَن تُوردها فتَشْرب قليلاً ثم تَجيء بها تَرْعَى ثم
تَردّها إلى الماء ، والمَوضعُ مُنَدًّى ؛ قال علقمة بن عَبْدَة:
تُرادَى على دِمْنِ الحِياضِ ، فإنْ تَعَفْ ،
فإنَّ المُنَدَّى رِحْلةٌ فَرُكُوب
(* قوله «فركوب » هذه رواية ابن سيده ، ورواية الجوهري بالواو مع ضم
الراء أَيضاً. )
ويروى: وَرَكُوب ؛ قال ابن بري: في تُرادَى ضمير ناقة تقدَّم ذكرها في
بيت قبله، وهو:
إليكََ، أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَعْمَلْتُ ناقتي،
لِكَلْكَــلِها والقُصْرَيَيْنِ وجيبُ
وقد تقدّم أَن رِحلة ورَكُوب هضبتان ، وقد تكون التَّنْدِية في الخيل .
التهذيب: النَّدْوَةُ السَّخاءُ ، والنّدْوةُ المُشاورة، والنَّدْوةُ
الأَكْلة بين السَّقَْيَتَينِ، والنَّدَى الأَكلة بين الشَّرْبتين.
أَبو عمرو: المُنْدِياتُ المُخْزِياتُ؛ وأَنشد ابن بري لأَوسْ بن
حَجَر:طُلْس الغِشاء، إذا ما جَنَّ لَيْلُهُمُ
بالمُنْدِياتِ، إلى جاراتِهم ، دُلُف
قال: وقال الراعي :
وإنَّ أَبا ثَوْبانَ يَزْجُرُ قَوْمَهُ
عن المُنْدِياتِ ، وهْوَ أَحْمَقُ فاجِرُ
ويقال: إنه ليَأْتِيني نَوادي كلامك أَي ما يخرج منك وقتاً بعد وقت ؛
قال طرفة:
وبَرْكٍ هُجُودٍ قد أَثارت مَخافَتي
نَوادِيَهُ ، أَمْشِي بعَضْبٍ مُجَرَّدِ
(* رواية الديوان: بواديَها أي أوائلها ، بدل نواديَه ، ولعلها
نواديَها لأن الضمير يعود إلى البرك جماعة الابل وهي جمع بارك.)
قال أَبو عمرو: النّوادي النَّواحي ؛ أَراد أَثارَتْ مخافَتي إبلاً في
ناحية من الإبل مُتَفَرِّقةً ، والهاء في قوله نَوادِيَه راجعة على
البَرْكِ. ونَدا فلان يَنْدُو نُدُوًّا إذا اعْتزلَ وتَنحَّى ، وقال: أَراد
بنَواديَه قَواصِيَه . التهذيب: وفي النوادر يقال ما نَدِيتُ هذا
الأَمْرَ ولا طَنَّفْته أَي ما قَرِبْتُه أَنْداه ويقال: لم يَندَ منهم نادٍ
أَي لم يبق منهم أَحد.
ونَدْوةُ: فرس لأبي قَيْد بن حَرْمَل
(* قوله « قيد بن حرمل » لم نره
بالقاف في غير الأصل.)
لقق: لقَقْتُ عينه أَلُقُّها لَقّاً: وهو الضرب بالكف خاصة. ولَقَّ
عينه: ضربها بيده. واللقَقَةُ: الضاربون عيون الناس براحاتهم. واللَّقّ: كل
أرضٍ ضيقة مستطيلة. ابن الأَعرابي: اللقلقةُ الحُفَرُ
(* قوله «اللقلقة
الحفر إلخ» هكذا في الأصل، وبهامشه يدل اللقلقة: اللققة، وكذا في
القاموس). المضيّقة الرؤوس. واللَّقّ: الأَرض المرتفعة؛ ومنه كتاب عبد الملك إلى
الحجاج: لا تَدَعْ خَقّاً ولا لَقّاً إلاّ زرعته؛ حكاه الهروي في
الغريبين. والخَقّ واللَّق( ) (قوله «والخق واللق إلخ» كذا بالأصل، وعبارة
النهاية هنا: وفي مادة خفق: الخق الجحر، واللق، بالفتح، الصدع والشق. بالفتح:
الصدع في الأرض والشقّ. واللَّقّ: الغامض من الأَرض. وفي الحديث عن يوسف:
أَنه زرع كل خَقٍّ ولَقّ؛ اللَّقّ: الأرض المرتفعة، واللَّقّ: المسك؛
حكاها الفارسي عن أَبي زيد.
ولَقْلَقَ الشيءَ: حركه، وتَلَقْلَقَ: تَقَلْقَلَ، مقلوب منه. ورجل
مُلَقْلَق: حادّ لا يَقِرُّ في مكان. واللَّقلاق واللَّقلَقة: شدة الصوت في
حركة واضطراب. والقَلْقَلة: شدة اضطراب الشيء، وهو يَتَقَلْقَلُ
ويتَلَقْلَقُ؛ وأَنشد:
إِذا مَشَتْ فيه السيِّاطُ المُشَّقُ،
شِبْهَ الأَفاعي، خيفةً تُلَقْلِقُ
قال أَبو عبيد: قَلْقَلْت الشيء ولَقْلَقْته بمعنى واحد، ولَقْلَقْت
الشيء إِذا قَلْقَلْته. واللَّقْلَقة: شدة الصوت. ومنه حديث عمر، رضي الله
عنه: ما لم يكن نَقْع ولا لَقلَقة، يعني بالنَّقْع أَصوات الخدود إِذا
ضُربت، وقد تقدم، وقيل: اللَّقْلقةُ الجلبة كأَنها حكاية الأَصوات إِذا كثرت
فكأَنه أَراد الصياح والجبلة عند الموت، وقيل اللَّقْلقةُ تقطيع الصوت
وهو الوَلْوَلَةُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
إذا هُنَّ ذُكِّرن الحياء من التُّقى،
وثَبْنَ مْرِنَّاتٍ، لهُنَّ لَقَالِقُ
وقيل: اللَّقْلقةُ واللَّقْلاق الصوت والجلبة؛ قال الراجز:
إني، إذا ما زَبَّبَ الأَشْداقُ،
وكَثُرَ اللَّجْلاج واللَّقْلاقُ،
ثَبْتُ الجَنانِ مِرْجمٌ وَدَّاق
وقال شمر: اللَّقْلَقة إعجال الإنسان لسانه حتى لا ينطبق على أَوفاز ولا
يثبت، وكذلك النظر إذا كان سريعاً دائباً. وطرف مُلَقْلَق أَي حديد لا
يَقِرّ بمكانه؛ قال امرؤ القيس:
وجَلاَّها بطَرْفٍ مُلَقْلَق
أي سريع لا يَفْتُر ذكاء. والحية تُلَقْلِقُ إذا أَدامت تحريك لَحْييها
وإخراج لسانها؛ وأنشد:
مثل الأَفاعي خيفةً تُلَقْلِقُ
وفي الحديث: أنه قال لأبي ذر ما لي أراك لَقّاً بَقّاً؟ كيف بك إذا
أخرجوك من المدينة الأزهري: اللَّقّ الكثير الكلام، لَقْلاقٌ بَقْباق. وكان
في أبي ذر شدة على الأمراء وإغلاظ في القول وكان عثمان يُبلغ عنه. يقال:
رجل لَقَّاق بَقّاق، ويروى لَقًى، بالتخفيف، وهو مذكور في بابه.
واللَّقْلَقُ: اللسان. وفي الحديث: مَنْ وُقِيَ شَرَّ لَقْلَقِه وقَبْقَبه
وذَبْذَبه فقد وُقِيَ، وفي رواية: دخل الجنة؛ لَقْلَقُه اللسان، وقَبْقَبه
البطن، وذَبْذَبُه الفرج. وفي لسانه لَقْلَقة أَي حُبْسة.
واللَّقْلَقُ واللَّقْلاق: طائر أَعجمي طويل العنق يأْكل الحيات، والجمع
اللَّقَالِقُ، وصوته اللَّقْلَقَةُ، وكذلك كل صوت في حركة واضطراب.