Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب): http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=21332#885d34
(مَــلَطَ)
(س) فِي حَدِيثِ الشَّجَاج «فِي المِــلْطَــى نِصفُ دِيَةِ المُوضِحَةِ» المِــلْطَــى، بالقَصْرِ، والمِــلْطَــاةُ: القِشْرَةُ الرقيقةُ بَيْنَ عَظْمِ الرأسِ ولَحْمِه، تمنعُ الشَّجَّةَ أَنْ تُوضِحَ، وَهِيَ مِنْ لَطِــيتُ بالشَّيء، أَيْ لَصِقتُ، فَتَكُونُ الميمُ زَائِدَةً.
وَقِيلَ: هِيَ أصليةٌ، والألفُ للإِلْحاق، كالتَّي فِي مِعْزَى. والمِــلْطَــاةُ كالعِزْهَاةِ، وَهُوَ أشْبَهُ.
وَأَهْلُ الْحِجَازِ يُسَمُّونها السِّمْحاقَ. (س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يُقْضَى فِي المِــلْطَــاةِ بدَمِها» أَيْ يُقْضَى فِيهَا حِينَ يُشَجُّ صاحِبُها، بِأَنْ يُؤخَذَ مقدارُها تِلْكَ الساعةَ ثُمَّ يُقْضَى فِيهَا بالقِصَاص، أَوِ الأرْشِ، وَلَا يُنْظَر إِلَى مَا يَحْدُثُ فِيهَا بعدَ ذَلِكَ مِنْ زيادةٍ أَوْ نُقْصان. وَهَذَا مذهبُ بعضِ الْعُلَمَاءِ.
وَقَوْلُهُ «بِدَمِها» فِي موْضِعِ الْحَالِ، وَلَا يَتَعَلَّقُ بِيُقْضَى، وَلَكِنْ بِعَامِلٍ مُضْمَرٍ، كَأَنَّهُ قِيلَ:
يُقْضَى فِيهَا مُلْتَبِسَةً بِدَمِها، حالَ شَجِّهَا وسَيَلانِه.
وَفِي كِتَابِ أَبِي مُوسَى فِي ذكْر الشَّجَاج «المِــلْطَــاةُ، وَهِيَ السِّمْحَاقُ» وَالْأَصْلُ فِيهَا مِنْ مِــلْطَــاطِ الْبَعِيرِ، وَهُوَ حَرْفٌ فِي وَسَط رأسِهِ. والمِــلْطَــاطُ: أَعلى حَرْفِ الجبلِ، وصحْن الدارِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «هَذَا المِــلْطَــاطُ طَرِيقُ بَقِيَّة الْمُؤْمِنِينَ» هُوَ ساحلُ البحرِ.
ذَكَرهُ الهرويُّ فِي اللَّامِ، وَجَعَلَ ميمَه زَائِدَةً وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَذَكَرَهُ أَبُو مُوسَى فِي الْمِيمِ، وَجَعَلَ ميمَه أصْليةً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وأمَرْتُهم بِلُزوم هَذَا المِــلْطَــاطِ حَتَّى يأتِيَهُم أمْرِي» يُريدُ بِهِ شاطِىءَ الفُرَات.
وَفِي صِفَةِ الْجَنَّةِ «ومِلَاطُها مِسْكٌ أذْفَرُ» المِلَاطُ: الطِّــين الَّذِي يُجْعَلُ بَيْنَ سافَيِ البِنَاء، يُمْــلَطُ بِهِ الحائطُ: أَيْ يُخْــلَطُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ الإبِلَ يُمَالِطُــهَا الأجربُ» أَيْ يخالِطُــها.
وَفِيهِ «إِنَّ الأحنفَ كَانَ أَمْــلَطَ» أَيْ لَا شَعْرَ عَلَى بدَنِه، إلاَّ فِي رأسِه.