من (ل ح ف) صانع اللحف جمع الــلحاف: غطاء من القطن يتدثر به النائم.
من (ل ح ف) صانع اللحف جمع الــلحاف: غطاء من القطن يتدثر به النائم.
لحف: الــلِّحاف والمِلْحَفُ والمِلْحفة: اللِّباس الذي فوق سائر اللباس
من دِثار البرد ونحوه؛ وكل شيء تغطَّيت به فقد التَحَفْت به. والــلِّحاف:
اسم ما يُلْتَحف به. وروي عن عائشة أَنها قالت: كان النبي، صلى اللّه عليه
وسلم، لا يصلي في شُعُرِنا ولا في لُحُفِنا؛ قال أَبو عبيد: الــلِّحاف
كلُّ ما تغطَّيت به. ولَحَفْت الرَّجل أَلْحَفُه إذا فعلْت به ذلك يعني إذا
غطَّيته؛ وقول طرَفة:
ثم راحُوا عَبِقَ المِسْكُ بهم،
يَلْحَفُون الأَرضَ هُدَّابَ الأُزُرْ
أَي يُغَطُّونها ويُلْبِسونها هدّابَ أُزُرهم إذا جرُّوها في الأَرض.
قال الأَزهري: ويقال لذلك الثوب لِحاف ومِلْحف بمعنى واحد كما يقال إزار
ومِئْزَر وقِرام ومِقْرَم، قال: وقد يقال مِلْحفة ومِقْرمة وسواء كان الثوب
سِمْطاً أَو مَبَطَّناً، ويقال له لِحاف.
ولَحَفَه لِحافــاً: أَلبسه إياه. وأَلحفه إياه: جعله له لحافــاً. وأَلحفه:
اشترى له لِحافــا؛ حكاه اللحياني عن الكسائي، وفي التهذيب: ولحَفْت
لحافــاً وهو جعلكه. وتَلحَّفت لحافــاً إذا اتخذته لنفسك، قال: وكذلك التحفت؛
وأَنشد لطَرَفة:
يلحفون الأَرض هداب الأُزر
أَي يجرّونها على الأَرض، وروي عن الكسائي لَحَفته وأَلْحَفْته بمعنى
واحد، وأَنشد بيت طرفة أَبضاً. وأَلحفَ الرجلُ ولَحَّف إذا جرّ إزاره على
الأَرض خُيَلاءً وبطَراً، وأَنشد بيت طرفة أَيضاً. والمِلْحفة عند العرب
هي المُلاءة السِّمْط، فإذا بُطِّنت ببطانة أَو حُشيت فهي عند العوام
مِلحفة، قال: والعرب لا تعرف ذلك. الجوهري: الملحفة واحدة المَلاحِف.
وتَلَحّفَ بالمِلحفة والــلِّحاف والتحف ولَحَفَ بهما: تغطَّى بهما، لُغيّة، وإنها
لحَسَنة اللِّحْفة من الالتحاف. التهذيب: يقال فلان حسَن اللِّحفة وهي
الحالة التي تتلحف بها. واللَّحْفُ: تغْطِيتُك الشيء بالــلحاف؛ قال
الأَزهري: أَخبرني المنذري عن الحرَّاني عن ابن السكيت أَنه أَنشده
لجرير:كم قد نَزَلْتُ بكم ضَيْفاً فتَلْحَفُني
فَضْلَ الــلِّحاف، ونِعم الفَضْلُ يُلْتَحَفُ
قال: أَراد أَعطيتني فضْل عطائك وجودك. وقد لَحَفه فضلَ لِحافــه إذا
أَناله معروفه وفَضْلَه وزَوَّده.
التهذيب: وأَلحف الرجلُ ضيفه إذا آثَره بفِراشه ولحافــه في الحَلِيت، وهو
الثَّلج الدائم والأَرِيزُ البارد. ولاحَفْت الرجل مُلاحَفة: كانَفْته.
والإلْحاف: شدة الإلْحاح في المسأَلة. وفي التنزيل: لا يسأَلون الناس
إلحافــاً؛ وقد أَلْحَفَ عليه؛ ويقال:
وليس للمُلحِفِ مِثْلُ الرَّدّ
وأَلحف السائلُ: أَلَحَّ؛ قال ابن بري: ومنه قول بشّار بن بُرْد:
الحُرُّ يُلْحى، والعَصا للعَبْدِ،
وليس للملحف مثل الردِّ
وفي حديث ابن عمر: كان يُلْحِفُ شاربه أَي يبالغ في قَصِّه. التهذيب عن
الزجاج: روي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: من سأَل وله
أَربعون درهماً فقد أَلحف، وفي رواية: فقد سأَل الناس إلحافــاً، قال: ومعنى
أَلحف أَي شَمِل بالمسأَلة وهو مُستغْن عنها. قال: والــلِّحاف من هذا
اشتقاقُه لأَنه يشمل الإنسان في التغْطية؛ قال: والمعنى في قوله لا يسأَلون
الناس إلحافــاً أَي ليس منهم سؤال فيكون إلحاف كما قال امرؤ القيس:
على لاحِبٍ لا يُهْتَدى بمَناره
المعنى ليس به مَنار فيُهْتَدى به.
ولُحف في ماله لَحْفةً
(* قوله «لحفة» كذا ضبطت اللام في الأصل بالفتح
وفي القاموس بالضم.) إذا ذهب منه شيء؛ عن اللحياني. قال ابن الفرج: سمعت
الخَصِيبي يقول: هو أَفْلَسُ من ضارِبِ قِحْفِ اسْتِه ومن ضارب لِحْف
استه، قال: وهو شِقُّ الاسْت، وإنما قيل ذلك لأَنه لا يجد شيئاً يلبَسه فتقَع
يده على شُعَب استه. ولحُف القمرُ إذا جاوز النصف فنقَص ضوءُه عما كان
عليه.
ولِحافٌ واللَّحِيف: فرسان لرسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وفي
الحديث: كان اسم فرسه، صلى اللّه عليه وسلم، اللَّحِيف لطول ذنبه، فَعِيل
بمعنى فاعل، كأَنه يَلْحف الأَرض بذنبه أَي يُغَطِّيها به.
حلف: الحِلْفُ والحَلِفُ: القَسَمُ لغتان، حَلَفَ أَي أَقْسَم يَحْلِفُ
حَلْفاً وحِلْفاً وحَلِفاً ومَحْلُوفاً، وهو أَحد ما جاء من المصادر على
مَفْعُولٍ مثل الـمَجْلُودِ والـمَعْقُولِ والـمَعْسُور والـمَيْسُورِ،
والواحدة حَلْفةٌ؛ قال امْرؤُ القيس:
حَلَفْتُ لَها باللّهِ حَلْفةَ فاجِرٍ:
لَنامُوا فما إنْ مِنْ حَدِيثٍ ولا صالي
ويقولون: مَحْلُوفةً باللّه ما قال ذلك، ينصبون على إضمار يَحْلِفُ
باللّه مَحْلُوفةً أَي قَسَماً، والمحلوفةُ هو القَسَمُ. الأَزهري عن
الأَحمر: حَلَفْتُ محلوفاً مصدر. ابن بُزُرج: لا ومَحْلُوفائه لا أَفْعَلُ، يريد
ومَحْلُوفِه فمَدَّها. وحَلَفَ أُحْلُوفة؛ هذه عن اللحياني. ورجل حالِفٌ
وحَلاَّفٌ وحَلاَّفةٌ: كثير الحَلِفِ. وأَحْلَفْتُ الرجُلَ وحَلَّفْتُه
واسْتَحْلفته بمعنًى واحد، ومثله أَرْهَبْتُه واسْتَرْهَبْتُه، وقد
اسْتَحْلَفَه باللّه ما فَعَلَ ذلك وحَلَّفَه وأَحْلَفَه؛ قال النمر بن
تَوْلَبٍ:
قامَتْ إليَّ فأَحْلَفْتُها
بِهَدْيٍ قَلائِدُه تَخْتَنِقْ
وفي الحديث: مَن حَلَفَ على يمين فرأَى غيرها خيراً منها؛ الحَلِفُ:
اليمين وأَصلُها العَقْدُ بالعَزْمِ والنية فخالف بين اللفظين تأْكيداً
لعَقْدِه وإعْلاماً أَنَّ لَغْو اليمينِ لا ينعقد تحته.
وفي حديث حذيفة قال له جُنْدَبٌ: تسْمَعُني أُحالِفُكَ منذ اليوم وقد
سَمِعْته من رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فلا تَنهاني؛ أُحالِفُكَ
أُفاعِلُكَ من الحلف اليمين. والحِلْفُ، بالكسر، العَهْد يكون بين القوم.
وقد حالَفَه أَي عاهَدَه، وتحالفُوا أَي تعاهَدُوا. وفي حديث أَنس: حالَفَ
رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، بين المهاجرين والأَنصار في دارنا
مرَّتين أَي آخَى بينهم، وفي رواية: حالَفَ بين قريش والأَنصار أَي آخَى
بينهم لأَنه لا حِلْف في الإسْلام. وفي حديث آخر: لا حِلْف في الإسلام. قال
ابن الأَثير: أَصل الحِلْف الـمُعاقدةُ والـمُعاهَدَةُ على التَّعاضُدِ
والتساعُدِ والاتِّفاقِ، فما كان منه في الجاهلية على الفِتَنِ والقِتالِ
بين القبائل والغاراتِ فذلك الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه في الإسلام بقوله،
صلى اللّه عليه وسلم: لا حِلْف في الإسلام، وما كان منه في الجاهلية على
نَصْرِ الـمَظْلُومِ وصلةِ الأَرْحامِ كحِلْفِ الـمُطَيِّبِينَ وما جَرى
مَجْراه فذلك الذي قال فيه رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: وأَيُّمَا
حِلْفٍ كان في الجاهلية لم يَزِدْه الإسلامُ إلا شِدَّةً، يريد من
الـمُعاقدة على الخير ونُصْرةِ الحقّ، وبذلك يجتمع الحديثان، وهذا هو الحِلْفُ
الذي يَقْتَضِيه الإسلامُ والـمَمْنُوعُ منه ما خالَفَ حُكْمَ الإسلام،
وقيل: الـمُحالفة كانت قبل الفتح، وقوله لا حِلْفَ في الإسلام قاله زمن
الفتح؛ فكان ناسخاً وكان، عليه السلام، وأَبو بكر من الـمُطَيَّبينَ وكان
عمر من الأَحْلافِ، والأَحْلافُ سِتُّ قَبائِلَ: عبدُ الدَّارِ وجُمَحُ
ومَخْزُومٌ وبنو عَدِيٍّ وكعْبٌ وسَهْمٌ.
والحَلِيفُ: الـمُحالِفُ. الليث: يقال حالَف فلان فلاناً، فهو حَليفه،
وبينهما حِلْف لأَنهما تَحالَفا بالإيْمانِ أَن يكون أَمرُهما واحداً
بالوَفاء، فلما لزم ذلك عندهم في الأَحْلافِ التي في العشائر والقبائل صار
كلّ شيء لزم شيئاً فلم يُفارِقْه فهو حَلِيفُه حتى يقال: فلان حَلِيفُ
الجُودِ وفلان حَلِيفُ الإكْثارِ وفلان حلِيفُ الإقْلالِ؛ وأَنشد قول
الأَعشى:وشَرِيكَيْنِ في كثِيرٍ من الما
لِ، وكانا مُحالِفَيْ إقْلالِ
وحالَفَ فلان بَثَّه وحُزْنَه أَي لازَمَه. ابن الأَعرابي: الأَحْلافُ
في قريش خمس قبائل: عبدُ الدَّارِ وجُمَح وسَهْم ومَخْزوم وعديّ بن كعب،
سُمُّوا بذلك لـمّا أَرادَتْ بنو عبدِ مناف أَخذ ما في يَدَيْ عبدِ
الدَّار من الحجابة والرِّفادةِ واللِّواءِ والسِّقايةِ، وأَبَتْ بَنُو عبد
الدار، عَقَدَ كلّ قوم على أَمـْرِهِم حِلْفاً مؤكّداً على أَن لا يتخاذلوا،
فأَخرجت عبد مناف جَفْنة مـملوءة طيباً فوضعوها لأَحْلافهم في المسجد
عند الكعبة، وهم أَسَدٌ وزُهْرةُ وتَيْمٌ، ثم غَمَسَ القوم أَيديهم فيها
وتَعاقَدُوا ثم مسحوا الكعبة بأَيديهم توكيداً فسموا المطيَّبين، وتَعاقَدت
بنو عبد الدار وحُلفاؤها حلفاً آخر مؤكداً على أَن لا يتخاذلوا فسمو
الأَحْلافَ؛ وقال الكميت يذكرهم:
نَسَباً في الـمُطَيَّبينَ وفي الأَحْـ
ـلافِ حَلَّ الذُّؤابةَ الجُمْهُورا
قال: وروى ابن عيينة عن ابن جُرَيْجٍ عن أَبي مُلَيْكَةَ قال: كنت عند
ابن عباس فأَتاه ابن صَفْوان فقال: نِعْمَ الإمارةُ إمارةُ الأَحْلافِ
كانت لكم قال: الذي كان قبلها خير منها، كان رسول اللّه، صلى اللّه عليه
وسلم، من المطيَّبين وكان أَبو بكر من المطيبين، وكان عمر من الأَحْلافِ،
يعني إمارة عمر. وسمع ابن عباس نادِبة عمر، رضي اللّه عنه، وهي تقول: يا
سيِّدَ الأَحْلافِ فقال ابن عباس: نعم والـمُحْتَلَفِ عليهم، يعني
الـمُطيبين. قال الأَزهري: وإنما ذكرت ما اقْتَصَّه ابن الأَعرابي لأَن
القُتَيْبي ذكر الـمُطيبين والأَحْلافَ فَخَلَط فيما فسَّرَ ولم يؤدِّ القِصَّة
على وجهها، قال: وأَرجو أَن يكون ما رواه شمر عن ابن الأَعرابي صحيحاً.
وفي حديث ابن عباس: وجدنا وِلايةَ المطيَّبيّ خيراً من وِلاية
الأَحْلافيِّ، يريد أَبا بكر وعمر، يريد أَنَّ أَبا بكر كان من المطيبين وعمر من
الأَحْلاف؛ قال ابن الأَثير: وهذا أَحد ما جاء من النسب لا يُجْمَعُ لأَن
الأَحْلاف صار اسماً لهم كما صار الأَنصار اسماً للأَوْس والخَزْرج،
والأَحْلافُ الذين في شعر زهير هم: أَسَدٌ وغَطَفانُ لأَنهم تحالَفُوا على
التَّناصُرِ؛ قال ابن بري: والذي أَشار إليه من شعر زهير هو قوله:
تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُها،
وُذُِبْيانَ قد زَلَّتْ بأْقْدامها النَّعْلُ
قال: وفي قوله أَيضاً:
أَلا أَبْلِغِ الأَحْلافَ عَنِّي رِسالةً
وذِبْيان: هل أَقْسَمْتُمُ كلَّ مَقْسَمِ؟
قال ابن سيده: والحَلِيفانِ أَسَدٌ وغَطَفانُ صفة لازِمةٌ لهما لُزُومَ
الاسم. ابن سيده: الحِلْفُ العَهْدُ لأَنه لا يُعْقَدُ إلا بالحَلِفِ.
والجمع أَحلاف. وقد حالَفَه مُحالَفَة وحِلافاً، وهو حِلْفُه وحَليفه؛ وقول
أَبي ذؤيب:
فَسَوْفَ تَقُولُ، إنْ هِيَ لم تَجِدْني:
أَخانَ العَهْدَ أَم أَثِيمَ الحَلِيفُ؟
الحَلِيف: الحالِفُ فيما كان بينه وبينها ليَفِيَنَّ، والجمع أَحْلافٌ
وحُلَفاء، وهو من ذلك لأَنهما تحالفا أَن يكون أَمرهما واحداً بالوفاء.
الجوهري: والأَحْلافُ أَيضاً قوم من ثَقِيفٍ لأَنَّ ثقيفاً فرقتان بنو مالك
والأَحْلافُ، ويقال لبني أَسَدٍ وطَيِّءٍ الحَلِيفان، ويقال أَيضاً
لفَزارةَ ولأَسَدٍ حَلِيفانِ لأَن خُزاعةَ لما أَجْلَتْ بني أَسد عن الحَرَم
خرجت فحالفت طيّئاً ثم حالفت بني فزارة.
ابن سيده: كل شيء مُخْتَلَف فيه، فهو مُحْلِفٌ لأَنه داعٍ إلى الحَلِفِ،
ولذلك قيل حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ، وذلك أَنهما نَجْمانِ
يَطْلُعانِ قبل سُهَيْل من مَطْلَعِه فيظنّ الناس بكل واحد منهما أَنه سُهيل،
فيحلف الواحد أَنه سهيل ويحلف الآخر أَنه ليس به. وناقة مُحْلِفةٌ إذا شُكَّ
في سِمَنِها حتى يَدْعُوَ ذلك إلى الحلف. الأَزهري: ناقة مُحْلِفةُ
السَّنام لا يُدْرى أَفي سَنامِها شحم أَم لا؛ قال الكميت:
أَطْلال مُحْلِفةِ الرُّسُو
مِ بأَلْوَتَي بَرٍّ وفاجِرْ
أَي يَحْلِفُ اثْنان: أَحدهما على الدُّرُوسِ والآخر على أَنه ليس
بدارِسٍ فيبر أَحدهما في يمينه ويحنث الآخر، وهو الفاجر. ويقال: كُمَيْتٌ
مُحْلِفٌ إذا كان بين الأَحْوى والأَحَمّ حتى يختلف في كُمْتته، وكُمَيْتٌ
غير مُحلف إذا كان أَحْوَى خالِصَ الحُوَّة أَو أَحَمّ بَيِّنَ الحُمّةِ.
وفي الصحاح: كُمَيْتٌ مُحْلِفةٌ وفرس مُحْلِفٌ ومُحْلِفةٌ، وهو الكُمَيْت
الأَحَمُّ والأَحْوى لأَنهما مُتَدانِيانِ حتى يشكّ فيهما البَصِيرانِ
فيحلف هذا أَنه كُمَيْتٌ أَحْوى، ويحلف هذا أَنه كميت أَحَمُّ؛ قال ابن
كَلْحبة اليَرْبُوعي واسمه هُبَيْرةُ بن عبد مَناف وكَلْحَبةُ أُمه:
تُسائِلُني بَنُو جُشَمِ بن بَكْرٍ:
أَغَرَّاءُ العَرادةُ أَمْ بَهِيمُ؟
كَمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ، ولكِنْ
كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأَديمُ
يعني أَنها خالصة اللون لا يُحْلَفُ عليها أَنها ليست كذلك، والصِّرْفُ:
شيء أَحْمر يُدْبَغُ به الجِلْدُ. وقال ابن الأَعرابي: معنى مُحلفة هنا
أَنها فرس لا تُحْوِجُ صاحبَها إلى أَن يحلف أَنه رأَى مِثْلَها كرَماً،
والصحيح هو الأَول. والـمُحْلِفُ من الغِلمان: المشكوك في احتلامه لأَن
ذلك ربما دعا إلى الحلف. الليث: أَحْلَفَ الغلامُ إذا جاوَز رِهاق
الحُلُم، قال: وقال بعضهم قد أَحْلَفَ. قال أَبو منصور: أَحْلَفَ الغُلام بهذا
المعنى خطأ، إنما يقال أَحْلَفَ الغلامُ إذا راهَقَ الحُلُم فاختلف
الناظرون إليه، فقائل يقول قد احْتَلَمَ وأَدْرَك ويحلف على ذلك، وقائل يقول
غير مُدْرِكٍ ويحلف على قوله. وكل شيء يختلف فيه الناس ولا يقِفُون منه على
أَمر صحيح، فهو مُحْلِفٌ. والعرب تقول للشيء الـمُخْتَلَفِ فيه:
مُحْلِفٌ ومُحْنِثٌ.
والحَلِيفُ: الحَديدُ من كل شيء، وفيه حَلافةٌ، وإنه لَحَلِيفُ اللسانِ
على المثل بذلك أَي حديدُ اللسان فصيحٌ. وسِنانٌ حَلِيفٌ أَي حَديد. قال
الأَزهري: أَراه جُعِلَ حليفاً لأَنه شُبِّه حِدَّةُ طرَفِه بَحِدَّةِ
أَطْرافِ الحَلْفاء. وفي حديث الحجاج أَنه قال ليزيد بن الـمُهَلَّب: ما
أَمْضى جَنانَه وأَحْلَفَ لِسانَه أَي ما أَمْضاه وأَذْرَبَه من قولهم
سِنانٌ حَلِيفٌ أَي حديد ماض.
والحَلَفُ والحَلْفاء: من نَباتِ الأَغْلاثِ، واحدتها حَلِفةٌ وحَلَفةٌ
وحَلْفاء وحَلْفاة؛ قال سيبويه: حَلْفاء واحدة وحَلْفاء للجميع لما كان
يقع للجميع ولم يكن اسماً كُسِّرَ عليه الواحد، أَرادوا أَن يكون الواحدُ
من بناء فيه علامة التأْنيث كما كان ذلك في الأَكثر الذي ليست فيه علامة
التأْنيث، ويقع مذكراً نحو التمر والبر والشعير وأَشباه ذلك، ولم
يُجاوِزُوا البناء الذي يقع للجميع حيث أَرادوا واحداً فيه علامة التأْنيث لأَنه
فيه علامة التأْنيث، فاكتفَوْا بذلك وبَيَّنُوا الواحدة بأَن وصفوها
بواحدة، ولم يَجِيئُوا بعلامة سِوى العلامة التي في الجمع لتَفْرُقَ بين هذا
وبين الاسم الذي يقع للجميع وليس فيه علامة التأْنيث نحو التمر
والبُسْر.، وأَرض حَلِفةٌ ومُحْلِفةٌ: كثيرة الحَلْفاء. وقال أَبو حنيفة: أَرض
حَلِفةٌ تُنْبِتُ الحلفاء. الليث: الحلفاء نبات حَمْلُه قصَبُ النُّشَّابِ.
قال الأَزهري: الحلفاء نبت أَطْرافُه مُحَدَّدةٌ كأَنها أَطْرافُ سَعَفِ
النخل والخوص، ينبت في مغايِضِ الماء والنُزُوزِ، الواحدة حَلَفةٌ مثل
قَصَبةٍ وقَصْباءَ وطَرَفَةٍ وطَرْفاءَ. وقال سيبويه: الحلفاء واحد وجمع،
وكذلك طرْفاء وبُهْمَى وشُكاعى واحدة وجمع. ابن الأَعرابي: الحَلْفاء
الأَمـَةُ الصَّخَّابة. الجوهري: الحَلْفاء نبت في الماء، وقال الأَصمعي:
حَلِفة، بكسر اللام. وفي حديث بدر: أَنَّ عُتْبةَ بن رَبيعةَ بَرَزَ
لعُبيدةَ فقال: مَن أَنت؟ قال: أَنا الذي في الحَلْفاء؛ أَراد أَنا الأَسد
لأَنَّ مَأْوى الأَسَد الآجامُ ومَنابتُ الحلفاء، وهو نبت معروف، وقيل: هو
قصب لم يُدْرِكْ. والحلفاء: واحد يراد به الجمع كالقصْباء والطرْفاء، وقيل:
واحدته حَلْفاةٌ.
وحُلَيْفٌ وحَلِيفٌ: اسْمان. وذو الحُلَيْفةِ: موضعٌ؛ وقال ابن هَرْمةَ:
لمْ يُنْسَ رَكْبُك يومَ زالَ مَطِيُّهُمْ
مِنْ ذي الحُلَيْفِ، فصَبَّحُوا الـمَسْلُوقا
يجوز أَن يكون ذو الحُلَيْفِ عنده لُغةً في ذي الحُلَيْفةِ، ويجوز أَن
يكون حذف الهاء من ذي الحليفة في الشعر كما حذفها الآخر من العُذَيْبةِ في
قوله وهو كثير عَزَّةَ:
لَعَمْري، لَئِنْ أُمُّ الحكيم تَرَحَّلَتْ
وأَخْلَتْ بَخَيْماتِ العُذَيْبِ ظِلالَها
وإنما اسْمُ الماءِ العُذَيْبةُ، واللّه أَعلم.
بسط: في أَسماء اللّه تعالى: الباسطُ، هو الذي يَبْسُطُ الرزق لعباده
ويوسّعه عليهم بجُوده ورحمته ويبسُط الأَرواح في الأَجساد عند الحياة.
والبَسْطُ: نقيض القَبْضِ، بسَطَه يبسُطه بَسْطاً فانبسَط وبَسَّطَه
فتبَسَّط؛ قال بعض الأَغفال:
إِذا الصَّحيحُ غَلَّ كَفّاً غَلاّ،
بَسَّطَ كَفَّيْهِ مَعاً وبَلاّ
وبسَط الشيءَ: نشره، وبالصاد أَيضاً. وبَسْطُ العُذْرِ: قَبوله. وانبسَط
الشيءُ على الأَرض، والبَسِيطُ من الأَرض: كالبِساطِ من الثياب، والجمع
البُسُطُ. والبِساطُ: ما بُسِط. وأَرض بَساطٌ وبَسِيطةٌ: مُنْبَسطة
مستويَة؛ قال ذو الرمة:
ودَوٍّ ككَفِّ المُشْتَرِي، غيرَ أَنه
بَساطٌ لأَخْفافِ المَراسِيل واسِعُ
وقال آخر:
ولو كان في الأَرضِ البَسيطةِ منهمُ
لِمُخْتَبِطٍ عافٍ، لَما عُرِفَ الفَقْرُ
وقيل: البَسِيطةُ الأَرض اسم لها. أَبو عبيد وغيره: البَساطُ والبَسيطة
الأَرض العَريضة الواسعة. وتبَسَّط في البلاد أَي سار فيها طولاً
وعَرْضاً. ويقال: مكان بَساط وبسِيط؛ قال العُدَيْلُ بن الفَرْخِ:
ودُونَ يَدِ الحَجّاجِ من أَنْ تَنالَني
بَساطٌ لأَيْدِي الناعجات عَرِيضُ
قال وقال غير واحد من العرب: بيننا وبين الماء مِيلٌ بَساطٌ أَي مِيلٌ
مَتَّاحٌ. وقال الفرّاء: أَرض بَساطٌ وبِساط مستوية لا نَبَل فيها. ابن
الأَعرابي: التبسُّطُ التنزُّه. يقال: خرج يتبسَّطُ مأْخوذ من البَساط، وهي
الأَرضُ ذاتُ الرَّياحين. ابن السكيت: فرَشَ لي فلان فِراشاً لا
يَبْسُطُني إِذا ضاقَ عنك، وهذا فِراشٌ يبسُطني إِذا كان سابِغاً، وهذا فراش
يبسُطك إِذا كان واسعاً، وهذا بِساطٌ يبسُطك أَي يَسَعُك. والبِساطُ: ورقُ
السَّمُرِ يُبْسَطُ له ثوب ثم يضرب فيَنْحَتُّ عليه. ورجل بَسِيطٌ:
مُنْبَسِطٌ بلسانه، وقد بسُط بساطةً. الليث: البَسِيطُ الرجل المُنْبَسِط
اللسان، والمرأَة بَسِيطٌ. ورجل بَسِيطُ اليدين: مُنْبَسِطٌ بالمعروف،
وبَسِيطُ الوجهِ: مُتَهَلِّلٌ، وجمعها بُسُطٌ؛ قال الشاعر:
في فِتْيةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ،
عند الفِصالِ، قدِيمُهم لم يَدْثُرِ
ويد بِسْطٌ أَي مُطْلَقةٌ. وروي عن الحكم قال في قراءة عبد اللّه: بل
يداه بِسْطانِ، قال ابن الأَنباري: معنى بِسْطانِ مَبْسُوطَتانِ. وروي عن
عروة أَنه قال: مكتوب في الحِكمة: ليكن وجْهُك بِسْطاً تكن أَحَبّ إِلى
الناسِ ممن يُعْطِيهم العَطاء أَي مُتبسِّطاً منطلقاً. قال: وبِسْطٌ
وبُسْطٌ بمعنى مبسوطَتَين. والانْبِساطُ: ترك الاحْتِشام. ويقال: بسَطْتُ من
فلان فانبسَط، قال: والأَشبه في قوله بل يداه بُسْطان
(* قوله «بل يداه
بسطان» سبق انها بالكسر، وفي القاموس: وقرئ بل يداه بسطان بالكسر والضم.) ،
أَن تكون الباء مفتوحة حملاً على باقي الصفات كالرحْمن والغَضْبان،
فأَما بالضم ففي المصادر كالغُفْرانِ والرُّضْوان، وقال الزمخشري: يدا اللّه
بُسْطانِ، تثنيةُ بُسُطٍ مثل رَوْضة أُنُفٍ ثم يخفف فيقال بُسْطٌ كأُذُنٍ
وأُذْنٍ. وفي قراءة عبد اللّه: بل يداه بُسْطانِ، جُعل بَسْطُ اليدِ
كنايةً عن الجُود وتمثيلاً، ولا يد ثم ولا بَسْطَ تعالى اللّه وتقدس عن ذلك.
وإِنه ليَبْسُطُني ما بسَطَك ويَقْبِضُني ما قبَضَك أَي يَسُرُّني ما
سَرَّك ويسُوءُني ما ساءك. وفي حديث فاطمة، رِضْوانُ اللّه عليها: يبسُطُني
ما يبسُطُها أَي يسُرُّني ما يسُرُّها لأَن الإِنسان إِذا سُرَّ انبسط
وجهُه واستَبْشر. وفي الحديث: لا تَبْسُطْ ذِراعَيْكَ انْبِساطَ الكلب أَي
لا تَفْرُشْهما على الأَرض في الصلاة. والانْبِساطُ: مصدر انبسط لا
بَسَطَ فحمَله عليه.
والبَسِيط: جِنْس من العَرُوضِ سمي به لانْبِساط أَسبابه؛ قال أَبو
إِسحق: انبسطت فيه الأَسباب فصار أَوّله مستفعلن فيه سببان متصلان في
أَوّله.وبسط فلان يده بما يحب ويكره، وبسَط إِليَّ يده بما أُحِبّ وأَكره،
وبسطُها مَدُّها، وفي التنزيل العزيز: لئن بسطْتَ إِليَّ يدك لتقتلني. وأُذن
بَسْطاء: عريضة عَظيمة. وانبسط النهار وغيره: امتدّ وطال. وفي الحديث في
وصف الغَيْثِ: فوقع بَسِيطاً مُتدارِكاً أَي انبسط في الأَرض واتسع،
والمُتدارِك المتتابع.
والبَسْطةُ: الفضيلة. وفي التنزيل العزيز قال: إِنَّ اللّه اصطفاه عليكم
وزاده بَسْطةً في العلم والجسم، وقرئ: بَصْطةً؛ قال الزجاج: أَعلمهم
أَن اللّه اصطفاه عليهم وزاده بسطة في العلم والجسم فأَعْلَمَ أَن العلم
الذي به يجب أَن يقَع الاخْتيارُ لا المالَ، وأَعلم أَن الزيادة في الجسم
مما يَهيبُ
(* قوله «يهيب» من باب ضرب لغة في يهابه كما في المصباح.)
العَدُوُّ. والبَسْطةُ: الزيادة. والبَصْطةُ، بالصاد: لغة في البَسْطة.
والبَسْطةُ: السِّعةُ، وفلان بَسِيطُ الجِسْمِ والباع. وامرأَة بَسْطةٌ:
حسَنةُ الجسمِ سَهْلَتُه، وظَبْية بَسْطةٌ كذلك.
والبِسْطُ والبُسْطُ: الناقةُ المُخَلاَّةُ على أَولادِها المتروكةُ
معها لا تمنع منها، والجمع أَبْساط وبُساطٌ؛ الأَخيرة من الجمع العزيز، وحكى
ابن الأَعرابي في جمعها بُسْطٌ؛ وأَنشد للمَرّار:
مَتابِيعُ بُسْطٌ مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ،
كما رَجَعَت في لَيْلِها أُمُّ حائلِ
وقيل: البُسْطُ هنا المُنْبَسطةُ على أَولادها لا تنقبضُ عنها؛ قال ابن
سيده: وليس هذا بقويّ؛ ورواجعُ: مُرْجِعةٌ على أَولادها وتَرْبَع عليها
وتنزع إِليها كأَنه توهّم طرح الزائد ولو أَتم لقال مَراجِعُ. ومتئمات:
معها حُوارٌ وابن مَخاض كأَنها ولدت اثنين اثنين من كثرة نَسْلها. وروي عن
النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَنه كتب لوفْد كَلْب، وقيل لوفد بني
عُلَيْمٍ، كتاباً فيه: عليهم في الهَمُولةِ الرَّاعِيةِ البِساطِ الظُّؤارِ
في كل خمسين من الإِبل ناقةٌ غيرُ ذاتِ عَوارٍ؛ البساط، يروى بالفتح والضم
والكسر، والهَمُولةُ: الإِبل الراعِيةُ، والحَمُولةُ: التي يُحْمل
عليها. والبِساطُ: جمع بِسْط، وهي الناقة التي تركت وولدَها لا يُمْنَعُ منها
ولا تعطف على غيره، وهي عند العرب بِسْط وبَسُوطٌ، وجمع بِسْط بِساطٌ،
وجمع بَسُوط بُسُطٌ، هكذا سمع من العرب؛ وقال أَبو النجم:
يَدْفَعُ عنها الجُوعَ كلَّ مَدْفَعِ
خَمسون بُسْطاً في خَلايا أَرْبَعِ
البساط، بالفتح والكسر والضم، وقال الأَزهري: هو بالكسر جمع بِسْطٍ،
وبِسْطٌ بمعنى مَبْسوطة كالطِّحن والقِطْفِ أَي بُسِطَتْ على أَولادها،
وبالضم جمع بِسْطٍ كظِئْرٍ وظُؤار، وكذلك قال الجوهري؛ فأَما بالفتح فهو
الأَرض الواسعة، فإِن صحت الرواية فيكون المعنى في الهمولة التي ترعى الأَرض
الواسعة، وحينئذ تكون الطاء منصوبة على المفعول، والظُّؤار: جمع ظئر وهي
التي تُرْضِع. وقد أُبْسِطَت أَي تُركت مع ولدها. قال أَبو منصور:
بَسُوطٌ فَعُول بمعنى مَفْعولٍ كما يقال حَلُوبٌ ورَكُوبٌ للتي تُحْلَبُ
وتُرْكَب، وبِسْطٌ بمعنى مَبْسوطة كالطِّحْن بمعنى المَطْحون، والقِطْفِ بمعنى
المَقْطُوفِ.
وعَقَبة باسِطةٌ: بينها وبين الماء ليلتان، قال ابن السكيت: سِرْنا
عَقبةً جواداً وعقبةً باسِطةً وعقبة حَجُوناً أَي بعيدة طويلة. وقال أَبو
زيد: حفر الرجل قامةً باسِطةً إِذا حفَرَ مَدَى قامتِه ومدَّ يَدِه. وقال
غيره: الباسُوطُ من الأَقْتابِ ضدّ المَفْروق. ويقال أَيضاً: قَتَبٌ
مَبسوطٌ، والجمع مَباسِيطُ كما يُجمع المَفْرُوقُ مفارِيقَ. وماء باسِطٌ: بعيد
من الكلإِ، وهو دون المُطْلِب.
وبُسَيْطةُ: اسم موضع، وكذلك بُسَيِّطةُ؛ قال:
ما أَنْتِ يا بُسَيِّطَ التي التي
أَنْذَرَنِيكِ في المَقِيلِ صُحْبَتي
قال ابن سيده: أَراد يا بُسَيِّطةُ فرخَّم على لغة من قال يا حارِ، ولو
أَراد لغة من قال يا حارُ لقال يا بُسَيِّطُ، لكن الشاعر اختار الترخيم
على لغة من قال يا حارِ، ليعلم أَنه أَراد يا بسيطةُ، ولو قال يا
بُسَيِّطُ لجاز أَن يُظن أَنه بلد يسمى بَسيطاً غير مصغّر، فاحتاج إِليه فحقّره
وأَن يظن أَن اسم هذا المكان بُسَيّط، فأَزال اللبس بالترخيم على لغة من
قال يا حارِ، فالكسر أَشْيَعُ وأَذْيَع. ابن بري: بُسَيْطةُ اسم موضع ربما
سلكه الحُجّاج إِلى بيت اللّه ولا تدخله الأَلف واللام. والبَسِيطةُ
(*
قوله «والبسيطة إلخ» ضبطه ياقوت بفتح الياء وكسر السين.) ، وهو غير هذا
الموضع: بين الكوفة ومكة؛ قال ابن بري: وقول الراجز:
إِنَّكِ يا بسيطةُ التي التي
أَنْذَرَنِيكِ في الطَّريقِ إِخْوتي
قال: يحتمل الموضعين.
لقع: لَقَعَه بالبعْرةِ يَلْقَعُه لَقْعاً: رماه بها، ولا يكون
اللَّقْعُ في غير البعرة مما يرمى به. وفي الحديث: فَلَقَعَه ببعرة أَي رماه بها.
ولَقَعَه بِشَرٍّ ومَقَعَه: رماه به. ولَقَعَه بعينه عانَه، يَلْقَعُه
لَقْعاً: أَصابَه بها. قال أَبو عبيد: لم يسمع اللقْعُ إِلا في إِصابةِ
العين وفي البعرة. وفي حديث ابن مسعود: قال رجل عنده إِن فلاناً لَقَعَ
فرسَك فهو يَدُورُ كأَنَّه في فَلَكٍ أَي رماه بعينه وأَصابَه بها فأَصابَه
دُوارٌ. وفي حديث سالم بن عبد الله: أَنه دخل على هشام بن عبد الملك فقال:
إِنك لذو كِدْنةٍ؛ فلما خرج من عنده أَخذَتْه قَفْقَفَةٌ أَي رِعْدةٌ،
فقال: أَظن الأَحْوَلَ لَقَعَني بعَيْنِه أَي أَصابَني بعينه، يعني هشاماً،
وكان أَحْوَلَ. واللَّقْعُ: العيْبُ، والفِعْل كالفعل والمصدر كالمصدر.
ورجُلٌ تِلِقَّاعٌ وتِلِقَّاعةٌ: عُيَبةٌ. وتِلِقَّاعةٌ أَيضاً: كثيرُ
الكلامِ لا نظير له إِلا تِكِلاَّمةٌ؛ وامرأَة تِلِقَّاعةٌ كذلك. ورجل
لُقَّاعةٌ: كَتِلِقَّاعةٍ، وقيل: اللُّقَّاعةُ، بالضم والتشديد، الذي يُصِيبُ
مواقِعَ الكلام، وقيل: الحاضِرُ الجوابِ، وفيه لُقَّاعاتٌ. يقال: رجل
لُقَّاعٌ ولُقَّاعةٌ للكثير الكلام. واللُّقَّاعةُ: المُلَقَّبُ للناس؛
وأَنشد لأَبي جُهَيْمةَ الذهْلي:
لقدْ لاعَ مِمّا كانَ بَيْني وبيْنَه،
وحَدَّثَ عن لُقَّاعةٍ، وهْو كاذِبُ
قال ابن بري: ولَقَعَه أَي عابَه، بالباءِ. واللُّقَّاعةُ: الدّاهِيةُ
المُتَفَصِّحُ، وقيل: هو الظَّرِيفُ اللَّبِقُ. واللُّقَعةُ: الذي
يَتَلَقَّعُ بالكلامِ ولا شيء عنده وراءَ الكلامِ. وامرأَة مِلْقَعةٌ: فَحّاشةٌ؛
وأَنشد:
وإِن تَكلَّمْتِ فكُوني مِلْقَعه
واللَّقَّاعُ واللُّقاعُ: الذبابُ الأَخضر الذي يَلْسَعُ الناسَ؛ قال
شُبَيْلُ بن عَزْرَةَ:
كأَنَّ تَجاوُبَ اللَّقَّاعِ فيها
وعَنْتَرَةٍ وأَهْمِجةٍ رِعالُ
واحدته لَقّاعةٌ ولُقاعةٌ. الأَزهري: اللَّقَّاعُ الذُّبابُ، ولَقْعُه
أَخْذُه الشيءَ بمَتْكِ أَنفِه؛ وأَنشد:
إِذا غَرَّدَ اللَّقَّاعُ فيها لِعَنْتَرٍ
بمُغْدَوْدِنٍ مُستَأْسِدِ النَّبْتِ ذي خَبْرِ
قال: والعَنْتَرُ ذُبابٌ أَخْضَرُ، والخَبْرُ: السِّدْرُ. قال ابن شميل:
إِذا أَخذ الذباب شيئاً بمَتْكِ أَنفِه من عسَل وغيره قيل: لَقَعَه
يَلْقَعُه. ويقال: مرَّ فلان يَلْقَعُ إِذا أَسْرَعَ؛ قال الراجز:
صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعُ،
وَسْطَ الرِّكابِ يَلْقَعُ
والتُقِعَ لَوْنُه والتُمِعَ أَي ذهب وتغيَّر؛ عن اللحياني، مثل
امتُقِعَ، قال الأَزهري: التُقِعَ لَوْنُه واسْتُقِعَ والتُمِعَ ونُطِعَ
وانْتُطِعَ واسْتُنْطِعَ لونُه بمعنى واحد.
وحكى الأَزهري عن الليث: اللِّقاعُ الكساءُ الغليظُ، وقال: هذا تصحيف،
والذي أَراه اللِّفاعُ، بالفاء، وهو كساءٌ يُتَلَفَّعُ به أَي يشتمل به؛
ومنه قول الهذلي يصف ريش النصل:
حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ
نجف: النَّجْفة: أَرض مُستديرة مشْرِفة، والجمع نَجَفٌ ونِجافٌ.
والجوهري: النجَفُ والنجَفَةُ، بالتحريك، مكان لا يعلوه الماء مُستطيل مُنقاد.
ابن سيده: النجَفُ والنِّجافُ شيء
(* قوله «النجف والنجاف شيء إلخ» كذا
بالأصل، وعبارة ياقوت: والنجفة تكون في بطن الوادي شبه جدار ليس بعريض له
طول إلى آخر ما هنا.) يكون في بطن الوادي شبيه بنِجاف الغَبيط جدّاً، وليس
بجدّ عريض، له طول مُنقاد من بين مُعْوَجّ ومستقيم لا يعلوهُ الماء وقد
يكون في بطن الأَرض، وقيل: النِّجاف شِعاب الحَرّة التي يُسكب فيها. يقال:
أَصابنا مطر أَسال النِّجاف. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: أَن حسان
بن ثابت، رضي اللّه عنه، دخل عليها فأَكرمته ونجَّفَتْه أَي رَفَعَت
منه.والنَّجَفَةُ: شبه التلِّ؛ ومنه حديث عمرو بن العاص، رضي اللّه عنه:
أَنه جلس على مِنْجافِ السفينة؛ قيل: هو سُكَّانُها الذي تُعَدَّلُ به، سمي
به لارتفاعه. قال ابن الأَثير: قال الخطابي لم اسمع فيه شيئاً أَعتمده.
ونَجَفةُ الكَثِيب: إبْطه وهو آخره الذي تُصَفِّقه الرياح فتَنْجُفه فيصير
كأَنه جَرْف مَنْجوف؛ وقال أَبو حنيفة: يكون في أَسافلها سُهولة تنقاد
في الأَرض لها أَودية تَنْصبّ إلى لين من الأَرض؛ وقال الليث: النجَفةُ
تكون في بطن الوادي شبه جِدار ليس بعريض. ويقال لإبْط الكثيب: نَجَفَة
الكثيب. ابن الأَعرابي: النجَفةُ المُسَنَّاةُ، والنجَف التلّ. قال الأَزهري:
والنجفة التي بظهر الكوفة، وهي كالمُسَنَّاة تمنع ماء السيل أَن يعلو
منازل الكوفة ومقابرها.
ابن الأَعرابي: النِّجاف هو الدَّرَوَنْدُ والنَّجْرانُ. وقال ابن شميل:
النِّجاف الذي يقال له الدوارة، وهو الذي يستقبل الباب من أَعلى
الأُسْكُفَّةِ، والنِّجافُ العَتبة وهي أُسْكُفَّة الباب. وفي الحديث: فيقول أَي
رب قَدِّمني إلى باب الجنة فأَكون تحت نِجافِ الجنة؛ قيل: هو أُسْكفّة
الباب، وقال الأَزهري: هو دَرَوَنْدُه يعني أَعلاه. ابن الأعرابي:
والنِّجافُ أَيضاً شِمالُ الشاة الذي يُعَلَّق على ضرعها. وقد أَنْجَفَ الرجل
إذا شدَّ على شاته النِّجاف. والنجَفُ: قشور الصِّلِّيان. الفراء: نِجافُ
الإنسان مَدْرَعَته. وقال الليث: نِجافُ التيس جِلد يشدُّ بين بطنه
والقضيب فلا يقدر على السِّفاد، يقال: تيس منجوف. الجوهري: نجاف التيس أَن
يُرْبَط قَضِيبه إلى رجله أَو إلى ظهره، وذلك إذا أَكثر الضِّراب يُمنع بذلك
منه. وقال أَبو الغوث: يُعْصب قضيبه فلا يقدر على السِّفاد. والنِّجافُ:
الباب والغار ونحوهما. وغار مَنْجوفٌ أَي موسَّع. والمَنْجوف: المَحْفُور
من القُبور عَرْضاً غير مَضْرُوح؛ قال أَبو زبيد يَرْثي عثمان بن عفان،
رضي اللّه عنه:
يا لَهْفَ نَفْسيَ، إن كان الذي زعَمُوا
حَقّاً وماذا يَرُدُّ اليومَ تَلْهِيفِي؟
إن كان مأْوَى وُفُودِ الناسِ راحَ به
رَهْطٌ إلى جَدَثٍ، كالغارِ، مَنْجُوفِ
وقيل: هو المحفُور أَيَّ حفْر كان. وقبر مَنجوف وغار منجوف: موسَّع.
وإناء منجوف: واسع الأَسفل. وقدَح منجُوف: واسع الجوف؛ ورواه أَبو عبيد
منجوب، بالباء؛ قال ابن سيده: وهو خطأٌ إنما المنجوب المدبوغ بالنَّجَب.
ونجَف السهمَ يَنْجُفُه نَجْفاً: عَرَّضَه؛ وكلُّ ما عُرِّضَ فقد
نُجِفَ.والنَّجِيف: النصل العريض. والنَّجِيف من السهام: العريض النصل. وسهْم
نَجِيف: عريض؛ قال أَبو حنيفة: هو العريض الواسع الجُرْح، والجمع نُجُفٌ؛
قال أَبو كبير الهذلي:
نُجُفٌ بَذَلْتُ لها خَوافي ناهِضٍ،
حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاع الأَطْحَلِ
اللِّفاع: الــلِّحاف؛ قال ابن بري: وصواب إنشاده نُجُفٍ لأَن قبله:
بمَعابِلٍ صُلْعِ الظُّباتِ، كأَنها
جَمْرٌ بمَسْهَكةٍ يُشَبُّ لِمُصْطَلي
قال: ورواه الأَصمعي ومَعابلاً، بالنصب، وكذلك نجفاً؛ وقوله كاللِّفاع
الأَطحل أَي كأَنّ لون هذا النِّسر لون لِحاف أَسود. ونجَف القِدْحَ
يَنْجُفُه نَجْفاً: بَراه.
وانْتجفَ الشيءَ: استخرجه. وانْتِجاف الشيء: استخراجه. يقال: انتجَفت
إذا استخرجت أَقصى ما في الضَّرْع من اللبن. وانْتجفَتِ الريحُ السحابَ إذا
استفْرغَتْه؛ قال ابن بري: شاهده قول الشاعر يصف سحاباً:
مَرَتْه الصَّبا ورَفَته الجَنُو
بُ، وانْتَجَفَتْه الشَّمالُ انْتِجافا
ابن سيده: النِّجافُ كساء يُشَدُّ على بطن العَتُود لئلا ينزو، وعَتودٌ
مَنْجُوف. قال ابن سيده: ولا أَعرف له فعلاً. والنَّجْفُ: الحلَب الجيّد
حتى يُنْفِضَ الضْرعَ؛ قال الراجز يصف ناقة غزيرة:
تَصُفُّ أَو تُرْمي على الصَّفُوف،
إذا أَتاها الحالِبُ النَّجُوف
والمِنْجَفُ: الزَّبيل؛ عن اللحياني، قال: ولا يقال مِنْجَفة.
والنَّجَفةُ: موضع بين البصْرة والبحرين.
لحح: اللَّحَحُ في العين: صُلاقٌ يصيبها والتصاق؛ وقيل: هو التزاقُها من
وجع أَو رَمَص؛ وقيل: هو لزُوق أَجفانها لكثرة الدموع؛ وقد لَحِحَتْ
عينُه تَلْحَحُ لَحَحاً، بإِظهار التضعيف، وهو أَحد الأَحرف التي أُخرجت على
الأَصل من هذا الضرب منبهة على أَصلها ودليلاً على أَوّلية حالها
والإِدغام لغة؛ الأَزهري عن ابن السكيت قال: كل ما كان على فَعِلَتْ ساكنة
التاء من ذوات التضعيف، فهو مدغم، نحو صَمَّتِ المرأَةُ وأَشباهها إِلا
أَحرفاً جاءت نوادر في إِظهار التضعيف، وهي: لَحِحَتْ عينُه إِذا التصقت،
ومَشِشَت الدابة وصَكِكَت، وضَبِبَ البلدُ إِذا كثر ضَبابه، وأَلِلَ
السِّقاءُ إِذا تغيرت ريحه، وقَطِطَ شَعره.
ولَحَّتْ عينُه كَلَخَّتْ: كثرت دموعها وغَلُظَتْ أَجفانها. وهو ابن
عَمٍّ لَحٍّ، في النكرة بالكسر لأَنه نعت للعم؛ وابن عمي لَحّاً في المعرفة
أَي لازقُ النسب من ذلك، ونصب لَحًّا على الحال، لأَن ما قبله معرفة،
والواحد والاثنان والجمع والمؤَنث في هذا سواء بمنزلة الواحد. وقال
اللحياني: هما ابنا عَمٍّ لَحٍّ ولَحًّا، وهما ابنا خالة، ولا يقال: هما ابنا خال
لَحًّا، ولا ابنا عمة لَحًّا، لأَنهما مفترقان إِذ هما رجل وامرأَة،
وإِذا لم يكن ابن العم لَحًّا وكان رجلاً من العشيرة قلت: هو ابن عَمِّ
الكلالةِ، وابنُ عَمٍّ كلالةً. والإِلْحاحُ: مثل الإِــلْحافِ.
أَبو سعيد: لَحَّت القرابةُ بين فلان وبين فلان إِذا صارت لَحّاً،
كَلَّتْ تَكِلُّ كلالةً إِذا تباعدت. ومكانٌ لَحِحٌ لاحٌّ: ضَيِّقٌ، وروي
بالخاء المعجمة. ووادٍ لاحٌّ: ضيق أَشِبٌ يَلْزَقُ بعضُ شجره ببعض. وفي حديث
ابن عباس في قصة إِسماعيل، عليه السلام، وأُمِّه هاجَرَ: وإِسكان
إِبراهيم إِياهما مكة والوادي يومئذ لاحٌّ أَي ضَيِّقٌ ملتف بالشجر والحجر أَي
كثير الشجر؛ قال الشماخ:
بخَوْصاوَيْنِ في لِحَحٍ كَنِين
أَي في موضع ضيق يعني مَقَرَّ عيني ناقته، ورواه شمر: والوادي يومئذ
لاخٌّ، بالخاء، وسيأْتي ذكره في موضعه.
وأَلَحَّ عليه بالمسأَلة وأَلَحَّ في الشيء: كثر سؤالُه إِياه كاللاصق
به.وقيل: أَلَحَّ على الشيء أَقبل عليه لا يَفْتُرُ عنه، وهو الإِلحاحُ،
وكله من اللُّزوق. ورجل مِلْحاحٌ: مُدِيمٌ للطلب. وأَلَحَّ الرجل على
غريمه في التقاضي إِذا وَظَبَ.
والمِلحاحُ من الرحال: الذي يَلْزَق بظهر البعير فَيَعَضُّه ويَعْقِره،
وكذلك هو من الأَقْتاب والسروج. وقد أَلَحَّ القَتَبُ على ظهر البعير
إِذا عقره؛ قال البَعِيثُ المُجاشِعِيُّ:
أَلَدُّ إِذا لاقيتُ قوماً بخُطَّةٍ،
أَلَحَّ على أَكْتافِهم قَتَبٌ عُقَرْ
ورَحى مِلْحاحٌ على ما يَطْحَنُه. وأَلَحَّ السحابُ بالمطر: دام؛ قال
امرؤ القيس:
دِيارٌ لسَلْمى عافِياتٌ بذي خالِ،
أَلَحَّ عليها كلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ
وسحابٌ مِلْحاحٌ: دائم. وأَلح السحابُ بالمكان: أَقام به مثل أَلَثَّ،
وأَنشد بيت البعيث المجاشعي؛ قال ابن بري: وصف نفسه بالحِذْق في المخاصمة
وأَنه إِذا عَلِقَ بخَصْمٍ لم ينفصل منه حتى يؤثر كما يؤثر القتب في ظهر
الدابة.
وأَلَحَّت المَطِيُّ: كَلَّتْ فأَبطأَت. وكلُّ بطيء: مِلْحاحٌ. وجابة
مُلِحٌّ إِذا بَرَك ثَبَتَ ولم ينبعث. وأَلَحَّت الناقة وأَلَحَّ الجمل
إِذا لزما مكانهما فلم يَبْرَحا كما يَحْرُنُ الفرسُ؛ وأَنشد:
كما أَلَّحتْ على رُكْبانِها الخُورُ
الأَصمعي: حَرَنَ الجابةُ وأَلَحَّ الجملُ وخَلأَتِ الناقةُ.
والمُلِحُّ: الذي يقوم من الإِعياء فلا يبرح. وأَجاز غيرُ الأَصمعي:
وأَلحَّت الناقةُ إِذا خَلأَتْ؛ وأَنشد الفراء لامرأَة دعت على زوجها بعد
كبره:
تقولُ: وَرْياً، كُلَّما تَنَحْنَحا،
شَيْخاً، إِذا قَلَبْتَه تَلَحْلَحا
ولَحْلَح القومُ وتَلَحْلَحَ القوم: ثبتوا مكانهم فلم يبرحوا؛ قال ابن
مقبل:
بحَيٍّ إِذا قيل: اظْعَنُوا قد أُتِيتُمْ،
أَقامُوا على أَثقالهم، وتَلَحْلَحوا
يريد أَنهم شُجْعان لا يزولون عن موضعهم الذين هم فيه إِذا قيل لهم:
أُتيتم، ثقةً منهم بأَنفسهم.
وتَلَحْلَحَ عن المكان: كتزحزح، ويقول الأَعرابي إِذا سئل: ما فعل
القوم؟ يقول تَلَحْلَحُوا أَي ثَبَتُوا؛ ويقال: تَحَلْحَلُوا أَي تفرّقوا؛
قال: وقولها في الأُرجوزة تَلَحْلَحا، أَرادت تَحلْحَلا فقلبت، أَرادت أَن
أَعضاءه قد تفرّقت من الكبر. وفي الحديث: أَن ناقة رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، تَلَحْلَحَتْ عند بيت أَبي أَيوبَ ووضعت جِرانَها أَي أَقامت
وثبتت وأَصله من قولك أَلَحَّ يُلِحُّ.
وأَلَحَّت الناقة إِذا بَرَكَت فلم تَبْرح مكانها. وفي حديث الحديبية:
فركب ناقته فزَجَرها المسلمون فأَلَحَّت أَي لزمت مكانها، من أَلَحَّ على
الشيء إِذا لزمه وأَصَرَّ عليه. وأَما التَّحَلْحُلُ: فالتحرك والذهابُ.
وخُبْزةٌ لَحَّةُ ولَحْلَحةٌ ولَحْلَحٌ: يابسة؛ قال:
حتى اتَّقَتْنا بقُرَيْصٍ لَحْلَحِ،
ومَذْقَةٍ كقُرْبِ كَبْشٍ أَمْلَحِ
لفع: الالْتِفاعُ والتلَفُّعُ: الالتحاف بالثوب، وهو أَن يشتمل به حتى
يُجَلِّلَ جسده؛ قال الأَزهريّ: وهو اشتمال الصَّمَّاء عند العرب،
والتَفَع مثله؛ قال أَوس بن حجر:
وهَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِيلُ، وإِذْ
باتَ كَمِيعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا
ولَفَّعَ رأْسه تَلْفِيعاً أَي غَطَّاه. وتَلَفَّعَ الرجلُ بالثوب
والشجرُ بالورق إِذا اشتملَ به وتَغَطَّى به؛ وقوله:
مَنَعَ الفِرارَ، فجئتُ نحوَكَ هارِباً،
جَيشٌ يَجُرُّ ومِقْنَبٌ يَتَلَفَّعُ
يعني يَتَلَفَّعُ بالقَتامِ. وتَلَفَّعَتِ المرأَةُ بِمِرْطِها أَي
التَحَفَت به. وفي الحديث: كُنَّ نساءُ المؤْمنين
(* في النهاية: كنَّ نساء من
المؤمنات. ومتلفّفات بدل متجللات واللِفّاع بدل والمرط.) يَشْهَدْنَ مع
النبي، صلى الله عليه وسلم، الصبحَ ثم يَرْجِعْنَ مُتَلَفِّعاتٍ
بمُروطِهِن ما يُعْرَفْنَ من الغَلَسِ أَي مُتَجَلِّلاتٍ بأَكسِيَتِهنَّ،
والمِرْطُ كِساءٌ أَو مِطْرَفٌ يُشْتَمَلُ به كالملْحفةِ واللِّفاعُ
والمِلْفَعةُ: ما تُلُفِّعَ به من رِداءٍ أَو لِحاف أَو قِناعٍ، وقال الأَزهري:
يُجَلَّلُ به الجسدُ كله، كِساءً كان أَو غيرَه؛ ومنه حديث علي وفاطمة، رضوان
الله عليهما: وقد دخلنا في لِفاعِنا أَي لِحافِــنا؛ ومنه حديث أُبَيٍّ:
كانت تُرَجِّلُني ولم يكن عليها إِلاَّ لِفاعٌ، يعني امرأَته؛ ومنه قول أَبي
كبير يصِفُ رِيشَ النَّصْل:
نُجُفٌ بَذَلْتُ لها خَوافي نَاهِضٍ،
حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ
أَراد كالثوب الأَسْود؛ وقال جرير:
لم تَتلَفَّعْ، بفَضْلِ مِئْزَرِها،
دَعْدٌ، ولم تُغْذَ دَعْدُ بالعُلَبِ
وإِنه لحَسَنُ اللِّفْعةِ من التلَفُّعِ. ولَفَّعَ المرأَة: ضمها إِليه
مشتملاً عليها، مشتق من اللِّقاعِ؛ وأَما قول الحطيئة:
ونحنُ تَلَفَّعْنا على عَسْكَرَيْهِمُ
جِهاراً، وما طِبِّي ببَغْيٍ ولا فَخْرٍ
أَي اشتملنا عليهم؛ وأَما قول الراجز:
وعُلْبةٍ من قادِمِ اللِّفاعِ
فاللِّفاعُ: اسم ناقة بعينها، وقيل: هو الخِلْفُ المُقَدَّم. وابن
اللَّفَّاعة: ابن المُعانِقةِ للفُحولِ. ولَفَعَ الشيْبُ رأْسَه يَلْفَعُه
لَفْعاً ولَفَّعَه فَتلفَّعَ: شَمِلَه. وقيل: المُتَلَفِّعُ الأَشْيَبُ. وفي
الحديث: لَفَعَتْكَ النارُ أَي شَمِلَتْكَ من نواحِيكَ وأَصابَكَ
لَهِيبُها. قال ابن الأَثير: ويجوز أَن تكون العين بدلاً من حاء لَفَحَتْه
النارُ؛ وقول كعب:
وقد تَلفَّعَ بالقُورِ العَساقِيلُ
هو من المقلوب، المعنى أَراد تَلَفَّعَ القُورُ بالعَساقِيل فقلب
واستعار. ولَفَّع المَزادةَ: قبلها فجعل أَطِبَّتَها في وسطها، فهي مُلَفَّعةٌ،
وذلك تَلْفِيعُها.
والتَفَعتِ الأَرضُ: اسْتوتْ خُضْرَتُها ونباتُها.
وتلَفَّعَ المالُ: نفَعَه الرَّعْيُ. قال الليث: إِذا اخضرَّت الأَرضُ
وانتفع المالُ بما يُصِيبُ من الرَّعْيِ قيل: قد تَلَفَّعَتِ الإِبل
والغنم. وحكى الأَزهري في ترجمة لَقَعَ قال: واللِّقاعُ الكِساءُ الغليظ، قال:
وهذا تصحيف والذي أَراه اللِّفاعُ، بالفاء، وهو كساءٌ يُتَلَفَّعُ به
أَي يشتمل به؛ وأَنشد بيت أَبي كبير يصف ريش النصل.
كسا: الكِسْوةُ والكُسْوةُ: اللباس، واحدة الكُسا؛ قال الليث: ولها
معانٍ مختلفة. يقال: كَسَوْت فلاناً أَكْسُوه كِسْوةً إِذا أَلبسته ثوباً أَو
ثياباً فاكْتَسى. واكتَسى فلان إِذا لبَس الكِسُوْة؛ قال رؤبة يصف الثور
والكلاب:
قد كَسا فيهن صِبْغاً مُرْدِعاً
يعني كساهنَّ دَماً طرّياً؛ وقال يصف العير وأُتُنه:
يَكْسُوه رَهْباها إِذا تَرَهَّبا،
على اضْطِرامِ اللُّوحِ، بَوْلاً زَغْرَبا
يكسوه رَهْباها أَي يَبُلْن عليه. ويقال: اكتَسَتِ الأَرض بالنبات إِذا
تغطَّت به. والكُسا: جمع الكُسوة. وكَسِيَ فلان يَكْسى إِذا اكْتَسَى،
وقيل: كَسِيَ إِذا لبس الكُسوة؛ قال:
يَكْسى ولا يَغْرَثُ مملوكُها،
إِذا تَهَرَّت عَبْدَها الهارِيهْ
أَنشده يعقوب. واكْتَسى: كَكَسِيَ، وكَساه إِياها كَسْواً. قال ابن جني:
أَما كَسِيَ زيد ثوباً وكَسَوْته ثوباً فإِنه وإِن لم ينقل بالهمزة
فإِنه نقل بالمثال، أًلا تراه نقل من فَعِلَ إِلى فَعَلَ، وإِنما جاز نقله
بفَعَل لما كان فَعَلَ وأَفْعَلَ كثيراً ما يعتقبان على المعنى الواحد نحو
جَدَّ في الأَمر وأَجَدَّ، وصدَدْته عن كذا وأَصدَدْته، وقصر عن الشيء
وأَقْصَر، وسَحَته الله وأَسْحَته ونحو ذلك، فلما كانت فَعَلَ وأَفْعَلَ
على ما ذكرناه من الاعتقاب والتَّعاوُض ونُقِل بأَفْعل، نقل أَيضاً فَعِلَ
يَفعَل نحو كَسِيَ وكَسَوْتُه وشَتِرَت عينُه وشَتَرْتها وعارَتْ
وعُرْتها. ورجل كاسٍ: ذو كُسوة، حمله سيبويه عل النسب وجعله كَطاعِم، وهو خلاف
لما أَنشدناه من قوله:
يَكْسى ولا يَغْرَثُ قال ابن سيده: وقد ذكرنا في غير موضع أَن الشيء
إِنما يحمل على النسب إِذا عُدِمَ الفِعل. ويقال: فلان أَكْسى من بَصَلةٍ
إِذا لبس الثياب الكثيرة، قال: وهذا من النوادر أَن يقال للمُكْتَسِي كاسٍ
بمعناه. ويقال: فلان أَكسى من فلان أَي أَكثر إِعطاء للكُسوة، من
كَسَوْتُه أَكْسُوه. وفلان أَكسى من فلان أَي أَكثر اكْتِساء منه؛ وقال في قول
الحطيئة:
دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لبُغْيَتها،
واقْعُدْ فإِنَّك أَنتَ الطاعِمُ الكاسِي
أَي المُكْتَسي. وقال الفراء: يعني المَكْسُوَّ، كقولك ماء دافِقٌ
وعيشةٌ راضِيةٌ، لأَنه يقال كَسِيَ العُرْيانُ ولا يقال كَسا. وفي الحديث:
ونِساءٍ كاسِياتٍ عارِياتٍ أَي أَنهنَّ كاسياتٌ من نِعَم الله عارِياتٌ من
الشكر، وقيل: هو أَن يَكْشِفْنَ بعضَ جسدهن ويَسْدُلْن الخُمُر من ورائهن
فهنَّ كاسِياتٌ كعارِيات، وقيل: أَراد أَنهن يَلْبَسْن ثِياباً رقاقاً
يَصِفْنَ ما تحتها من أَجْسامِهن فهن كاسِياتٌ في الظاهر عارِياتٌ في
المعنى. قال ابن بري: يقال كَسِيَ يَكْسَى ضدّ عَرِيَ يَعْرَى؛ قال سعيد بن
مسحوج الشيباني:
لقَدْ زادَ الحَياةَ إِليَّ حُبّاً
بَناتي، أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ
مَخافةَ أَن يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْدي،
وأَن يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ
وأَن يَعْرَيْنَ، إِنْ كَسِيَ الجَواري،
فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَمٍ عجافِ
واكْتَسى النَّصِيُّ بالوَرق: لبسه؛ عن أَبي حنيفة. واكْتَسَتِ الأَرضُ:
تمَّ نباتُها والتفَّ حتى كأَنها لبَسته.
والكِساء: معروف، واحد الأَكْسِية اسم موضوع، يقال: كِساءٌ وكِساءَان
وكِساوانِ، النسبة إِليها كِسائيٌّ وكِساوِيٌّ، وأَصله كِساوٌ لأَنه من
كَسَوْتُ إِلا أَن الواو لما جاءت بعد الأَلف همزت. وتَكَسَّيْتُ بالكِساء:
لبسته؛ وقول عمرو بن الأَهتم:
فبَاتَ له دونَ الصَّبا، وهي قُرَّةٌ،
لِحافٌ، ومَصْقولُ الكِساء رَقِيقُ
أَراد اللبنَ تعلوه الدُّوايةُ؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده وبات له،
يعني للضيف؛ وقبله:
فباتَ لَنا منها، وللضَّيْف مَوْهناً،
شِواءٌ سَمِينٌ زاهِقٌ وغَبُوقُ
ابن الأَعرابي: كاساهُ إِذا فاخَره، وساكاه إِذا ضَيَّقَ عليه في
المُطالبة، وسَكا إِذا صغر جسمه. التهذيب: أَبو بكر الكَساء، بفتح الكاف ممدود،
المجد والشرف والرِّفْعة؛ حكاه أَبو موسى هرون بن الحرث، قال الأَزهري:
وهو غريب.
والأَكْساء: النَّواحي؛ واحدها كُسْء، وهو مذكور في الهمزة أَيضاً، وهو
يائي. والكُسْيُ: مؤخَّر العجز، وقيل: مؤخر كل شيء، والجمع أَكساء؛ قال
الشماخ:
كأَنّ على أَكْسائِها، من لُغامِها،
وخِيفةَ خِطْمِيٍّ بماء مُبَحْزَجِ
وحكى ثعلب: رَكِبَ كَساه
(* قوله« ركب كساه» هذا هو الصواب، وما في
القاموس: أكساءه، غلطه فيه شارحه وقد ضبط في الأصل بالفتح ولعله بالضم.)
إِذا سقط على قَفاه، وهو يائي لأَن ياءه لام، قال ابن سيده: ولو حمل على
الواو لكان وجهاً فإِن الواو في كَسا أَكثر من الياء، والذي حكاه ابن
الأَعرابي رَكِبَ كُسْأَه مهموز، وقد تقدم ذكره في موضعه.
خندف: الخَنْدَفَةُ: مِشْيةٌ كالهَرْوَلةِ، ومنه سميت، زعموا، خِندِفُ
امرأَة إلْياسَ بن مُضَرَ بن نِزارٍ واسمها لَيْلى، نُسِبَ ولَدُ إلياسَ
إليها وهي أُمهم. غيره: كانت خِنْدِفُ امرأةُ إلياسَ اسمها ليلى بنتُ
حُلْوانَ غلبت على نَسَبِ أَولادها منه، وذكروا أَن إبل إلياسَ انتشرت ليلاً
فخرج مُدْرِكةُ في بِغائها فردَّها فسمي مُدْرِكةَ، وخَنْدَفت الأُم في
أَثره أَي أَسْرَعَتْ فسميت خِنْدِفَ، واسمها ليلى بنت عِمْرانَ بنِ
إلحافَ بن قُضاعةَ، وقعَد طابِخَةُ يَطْبُخُ القِدْرَ فسمي طابِخَةَ،
وانْقَمَعَ قَمَعَةُ في البيت فسمي قَمَعَةَ، وقالت خندف لزوجها: ما زِلْتُ
أُخَنْدِفُ في أَثركم، فقال لها: فأَنت خندف، فذهب لها اسماً ولولدها نسباً
وسميت بها القبيلة. وظُلِمَ رجلٌ أَيام الزبير
(* قوله «أَيام الزبير إلخ»
في النهاية وفي حديث الزبير وقد سمع رجلاً يقول: يا لخندف إلخ.) بن
العوّام فنادى: يا لخِندِفَ فخرج الزبير ومعه خيف وهو يقول: أُخَنْدِفُ إليكَ
أَيُّها المُخَنْدِفُ، واللّه لئن كنتَ مظلوماً لأَنْصُرَنَّكَ
الخَنْدَفَةُ الهَرْوَلةُ والإسراعُ في المَشْي، يقول: يا مَنْ يَدْعُو خنْدفاً
أَنا أُجيبُك وآتِيكَ. قال أَبو منصور: إن صحَّ هذا من فعل الزبَير فإنه
كان قبل نَهْي النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، عن التَّعَزِّي بعَزاء
الجاهلية.
وخَنْدَف الرجلُ: انتسب إلى خِنْدِف؛ قال رؤبة:
إني إذا ما خَنْدَفَ المُسَمِّي
وخَنْدَفَ الرجلُ: أَسْرَع، وأَما ابن الأَعرابي فقال: هو مشتق من
الخَدْفِ، وهو الاخْتِلاسُ، قال ابن سيده: فإن صح ذلك فالخَنْدَفةُ
ثلاثية.
بصص: بَصّ القومُ بَصِيصاً: صَوَّتَ.
والبَصِيصُ: البَريقُ. وبَصّ الشيءُ يَبِصّ بَصّاً وبَصيصاً: بَرَقَ
وتلأْلأَ ولَمَع؛ قال:
يَبِصُّ منها لِيطُها الدُّلامِصُ،
كدُرّةِ البَحْرِ زَهاها الغائِصُ
وفي حديث كعب: تُمْسَكُ النارُ يوم القيامة حتى تَبِصّ كأَنها مَتْنُ
إِهالةٍ أَي تَبْرق ويَتَلأْلأُ ضَوْءُها. والبَصّاصةُ: العَينُ في بعض
اللغات، صفة غالبة.
وبَصَّص الشجرُ: تَفَتَّحَ للإِيراقِ، يقال: أَبَصَّت الأَرضُ إِبْصاصاً
وأَوْبَصَت إِيباصاً أَوّل ما يظهر نبتُها. ويقال: بَصَّصَت البَراعِيمُ
إَذا تفَتَّحت أَكِمّةُ الرياضِ. وبَصْبَصَ بسَيفِه: لَوَّحَ. وبَصَّ
الشيءُ يَبِصّ بَصّاً وبَصِيصاً: أَضاءَ. وبَصَّصَ الجِرْوُ تَبْصِيصاً:
فتَحَ عَيْنَيه، وبَصْبَصَ لغةٌ. وحكى ابن بري عن أَبي عَليٍّ القالي قال:
الذي يَرْوِيه البصريون يَصَّصَ، بالياء المثناة، لأَن الياء قد تبدل
منها الجيم لقربها في المخرج ولا يمتنع أَن يكون بَصَّصَ من البَصِيصِ وهو
البَريق لأَنه إِذا فَتَح عينيه فَعَل ذلك. والبَصِيصُ: لَمَعانُ حَبِّ
الرُّمّانة. وأَفْلَتَ وله بَصِيصٌ: وهي الرِّعْدةُ والالتواءُ من
الجَهْد.وبَصْبَصَ الكلبُ وتَبَصْبَصَ: حَرَّكَ ذنَبَه. والبَصْبَصةُ: تحريكُ
الكلب ذنَبه طمعاً أَو خوْفاً، والإِبِل تفعل ذلك إِذا حُدي بها؛ قال رؤبة
يصف الوحش:
بَصْبَصْن بالأَذْنابِ مِنْ لَوْحٍ وَبَقْ
والتَّبَصْبُصُ: التملّق؛ وأَنشد ابن بري لأَبي داودٍ:
ولقد ذَعَرْتُ بَناتِ عَمِّ
المُرْشِفاتِ لها بَصابِصْ
وفي حديث دانِيال، عليه السلام، حين أُلْقِيَ في الجُبّ: وأُلْقِي عليه
السباعُ فجَعَلْنَ يَلْحَسْنَه ويُبَصْبِصْنَ إِليه؛ يقال: بَصْبَصَ
الكلبُ بذَنَبِه إِذا حرَّكه وإِنما يَفْعل ذلك من طمع أَو خوف. ابن سيده:
وبَصْبَصَ الكلبُ بذَنَبِه ضرَبَ به، وقيل: حرّكه؛ وقول الشاعر:
ويَدُلّ ضَيْفي، في الظَّلامِ، على القِرى،
إِشْراقُ ناري، وارْتِياحُ كِلابي
حتى إِذا أَبْصَرْنه وعَلِمْنَه،
حَيّيْنَه بِبَصابِصِ الأَذْنابِ
يجوز أَن يكون جمع بَصْبَصةٍ كأَن كلَّ كلبٍ منها له بَصْبَصَةٌ وهو
كذلك؛ قال: ويجوز أَن يكون جمع مُبَصْبِص، وكذلك الإِبلُ إِذا حُدِي بها.
والبَصْبَصةُ: تحريكُ الظِّباء أَذْنابها. الأَصمعي: من أَمثالهم في فِرارِ
الجَبانِ وخُضوعِه: بَصْبَصْنَ إِذ حُدِينَ بالأَذْنابِ؛ قال: ومثله
قولهم: دَرْدَبَ لمَّا عَضّه الثِّقافُ أَي ذَلّ وخَضَع. وقَرَبٌ بَصْباصٌ:
شديدٌ لا اضطرابَ فيه ولا فُتُورَ، وفي التهذيب: إِذا كان السيرُ
مُتْعِباً. وقد بَصْبَصَت الإِبلُ: قَرَبَها إِذا سارت فأَسْرَعَتْ؛ قال
الشاعر:وبَصْبَصْنَ بينَ أَداني الغَضا،
وبَيْنَ غُداتةَ شَأْواً بَطِينا
أَي سِرْنَ سيراً سريعاً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
أَرى كُلَّ ريحٍ سوف تَسْكُنُ مُرّةً،
وكلَّ سماءٍ ذاتَ دَرٍّ ستُقْلِعُ
فإِنَّكَ، والأَضيافَ في بُرْدةٍ معاً،
إِذا ما تَبِصُّ الشمسُ ساعةَ تَنْزِعُ
لِحافــي لحافُ الضَّيْفِ، والبَيتُ بيتُه،
ولم يُلْهِني عنه غَزالٌ مُقَنَّعُ
(* هذا البيت والذي بعده رُويا لعروة بن الورد.)
أُحَدِّثهُ أَن الحديثَ من القِرى،
وتَعْلَمُ نفْسي أَنَّه سوف يَهْجَع
أَي يَشْبَع فيَنامُ. وتنزع أَي تجري إِلى المغرِب. وسيرٌ بَصْباصٌ
كذلك؛ وقول أُمية بن أَبي عائذ الهذلي:
إِدْلاج ليلٍ قامِسٍ بوَطيسةٍ،
ووِصال يوم واصِبٍ بَصْباصِ
أَراد: شديدٍ بِحرِّه ودَوَمانه. وخِمْسٌ بَصْباصٌ: بعيدٌ جادٌّ مُتْعِب
لا فُتورَ في سيره. والبَصْباصُ من الطَّريفة: الذي يبقى على عُودٍ
كأَنه أَذْنابُ اليَرابيع. وماءٌ بَصْباصٌ أَي قليلٌ؛ قال أَبو النجم:
ليس يَسِيل الجَدْوَلُ البَصْباصُ
مره: المَرَهُ: ضدُّ الكَحَلِ. والمُرْهةُ: البياضُ الذي لا يخالطه
غيرُه، وإنما قيل للعين التي ليس فيها كَحَلٌ مَرْهاءُ لهذا المعنى. مَرِهَتْ
عينُه تَمْرَهُ مَرَهاً إذا فسدت لِتَرْكِ الكُحْلِ. وهي عينٌ مَرْهاء:
خَلَتْ من الكُحْل. وامرأَة مَرْهاء: لا تتعهَّدُ عينَيْها بالكُحْل،
والرجلُ أَمْرَهُ. وفي الحديث: أَنه لَعَنَ المَرْهاءَ؛ هي التي لا
تكْتَحِل. والمَرَهُ: مرضٌ
في العين لترك الكُحْلِ، ومنه حديث علي، رضي الله عنه: خُمْصُ البُطونِ
من الصِّيام مُرْهُ العيونِ من البكاءِ، هو جمع الأَمْرَهِ. وسَرابٌ
أَمْرَهُ أَي أَبيض ليس فيه شيء من السواد؛ قال:
عليه رَقراقُ السَّرابِ الأَمْرَهِ
الأَزهري: المَرَهُ والمُرْهةُ بياضٌ تَكْرَهُه عينُ الناظر، وعينٌ
مَرْهاء. والمَرْهاءُ من النِّعاج: التي ليس بها شِيَةٌ، وهي نعجة يَقَقةٌ.
والمَرْهاءُ: القليلةُ الشجر، سهلةً كانت أَو حَزْنةً.
والمُرْهةُ: حفيرةٌ يجتمع فيها ماءُ السماء.
وبنُو مُرْهةَ: بُطَيْنٌ، وكذلك بنو مُرَيْهةَ. ومَرْهانُ: اسم.