Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لا_يعدو_أن_يكون

الحقيقي

الحقيقي:
[في الانكليزية] Real ،effective ،true
[ في الفرنسية] Reel ،effectif ،veritable
يطلق على معان. منها الصفة الثابتة للشيء مع قطع النظر عن غيره موجودة كانت أو معدومة، ويقابله الإضافي بمعنى الأمر النسبي للشيء بالقياس إلى غيره. ومنها الصفة الموجودة ويقابله الاعتباري الذي لا تحقّق له، سواء كان معقولا بالقياس إلى غيره أو مع قطع النظر عن الأغيار. وأما ما ذكره السّكّاكي حيث جعل الحقيقي مقابلا لما هو اعتباري ونسبي فضعيف، لأنّ الحقيقي ليس له معنى يقابل الاعتباري والنسبي بمعنى ما لا يكون اعتباريا ولا نسبيا، كذا في الأطول في بحث التشبيه في تقسيم وجه التشبيه إلى الحقيقي والإضافي. ومنها ما هو قسم من القضية الشرطية المنفصلة. قال المنطقيون الشرطية المنفصلة التي اعتبر فيها التنافي في الصدق والكذب أي في التحقق والانتفاء معا تسمّى حقيقية، كقولنا إمّا أن يكون هذا العدد زوجا وإمّا أن يكون فردا. ومنها قضية يكون الحكم فيها على الأفراد الخارجية المحقّقة والمقدّرة موجبة كانت أو سالبة، كلية كانت أو جزئية. وإنّما سمّيت حقيقية لأنها حقيقة القضية، أي وهي المتبادر عن مفهوم القضيّة عند الإطلاق فكأنّها هي حقيقة القضية.
قال المنطقيون فالحكم في الحقيقية ليس على الأفراد الموجودة في الخارج فقط، بل على كل ما قدّر وجوده من الأفراد الممكنة، سواء كانت موجودة في الخارج أو معدومة فيه، فخرج الأفراد الممتنعة. فمعنى قولنا كل ج ب، كل ما لو وجد كان ج من الأفراد الممكنة، فهو بحيث لو وجد كان ب، هكذا ذكر المتأخّرون. ولما اعتبر في هذا التفسير في عقد الوضع الاتصال وكذا في عقد الحمل فسّره صاحب الكشف ومن تبعه، فقالوا معنى قولنا كلّ ما لو وجد كان ج فهو بحيث لو وجد كان ب أنّ كلّ ما هو ملزوم لج فهو ملزوم لب. وقال الشيخ: معناه كل ما يمكن أن يصدق ج عليه بحسب نفس الأمر بالفعل فهو ب بحسب نفس الأمر. ثم تعميم [الأفراد] الخارجية بالمحقّقة للاحتراز عن [القضية] الخارجية، وهي قضية يكون الحكم فيها على الأفراد الخارجية المحقّقة فقط، فيكون معنى قولنا كل ج ب على هذا التقدير كل ج موجود في الخارج ب في الخارج. وصدقها يستلزم وجود الموضوع في الخارج محققا بخلاف الحقيقية، فإنّها تستلزم وجوده في الخارج محققا أو مقدّرا. فإنّ قولنا كلّ عنقاء طائر ليس الحكم فيها مقصورا على أفراده الموجودة في الخارج محققا بل عليها وعلى أفراده المقدّرة الوجود أيضا. واعتبار إمكان الأفراد للاحتراز عن الذهنية وهي قضية يحكم فيها على الأفراد الموجودة في الذهن فقط.
فمعنى كل ج ب على هذا التقدير كل ج في الذهن فهو ب في الذهن فقد انقسمت القضايا إلى ثلاثة أقسام.
والمشهور تقسيمها إلى الحقيقية والخارجية باعتبار أنّهما أكثر استعمالا في مباحث العلوم لا باعتبار الحصر فيهما. قيل الأولى أن تجعل الحقيقية شاملة للأفراد الذهنية والخارجية المحقّقة والمقدّرة ولا تختصّ بالأفراد الخارجية المحقّقة والمقدّرة لتشتمل القضايا الهندسية والحسابية، فإنّ الحكم فيها شامل للأفراد الذهنية أيضا.
فنقول أحوال الأشياء على ثلاثة أقسام.
قسم يتناول الأفراد الذهنية والخارجية المحقّقة والمقدّرة. وهذا القسم يسمّى بلوازم الماهيات كالزوجية للأربعة والفردية للثلاثة وتساوي الزوايا الثلاث في المثلث للقائمتين. وقسم يختصّ بالموجود في الذهن كالكلّية والجزئية والذاتية والعرضية ونحوها. وقسم يختصّ بالموجود الخارجي كالحركة والسكون، فينبغي أن تعتبر ثلاث قضايا، إحداها ما يكون الحكم فيها على جميع أفراد الموضوع ذهنيا كان أو خارجيا محققا أو مقدرا كالقضايا الهندسية والحسابية، وتسمّى هذه حقيقية. وثانيتها ما يكون الحكم فيها مخصوصا بالأفراد الخارجية مطلقا محققا أو مقدرا كقضايا الحكمة الطبيعية وتسمّى هذه القضية قضية خارجية. وثالثتها أن يكون الحكم فيها مخصوصا بالأفراد الذهنية وتسمّى هذه قضية ذهنية كالقضايا المستعملة في المنطق.
وهاهنا أبحاث تركناها حذرا من الإطناب، فمن أراد الاطّلاع عليها فليرجع إلى شرح الشمسية وحواشيه وشرح المطالع.
وأما القضية التي يحكم فيها مخصوصا بالأفراد الخارجية الموجودة المحقّقة فقط دون المقدّرة فليست معتبرة في العلوم، ولا يبحث عنها فيها، لأنّ البحث عنها يرجع إلى البحث عن الجزئيات، والجزئيات لا يبحث عنها في العلوم لوجهين. الأول أنها غير متناهية بمعنى أنّها لا يمكن ضبطها وإحاطتها، ولا يتصوّر حصرها لأنها توجد واحدة بعد واحدة وكذا تعدم. والثاني أنها متغيّرة متجدّدة لتوالي أسباب التغيّر عليها فلا يمكن ضبط أحوالها، هكذا في حواشي السلم. ومنها مقابل المجازي يقال هذا المعنى حقيقي وذاك مجازي. ومنها ما هو غير ذلك كما يقال: كلّ من المذكر والمؤنّث حقيقي ولفظي، والتعريف إمّا حقيقي أو لفظي، وكلّ من الشهر والسنة حقيقي ووسطي واصطلاحي ونحو ذلك. 

الاعتراض

الاعتراض: الإتيان في أثناء كلام أو بين كلامين متصلين معنى بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب لنكتة سوى رفع الإبهام، ويسمى الحشو أيضًا، نحو {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ} ، فسبحانه معترضة لكونه بتقدير الفعل، وقعت في أثناء الكلام، ونكتته تنزيه الله عما نسب إليه.
الاعتراض:
[في الانكليزية] Prolixity ،incidental and unuseful sentence
[ في الفرنسية] Prolixite ،phrase incidente et inutile
كالاجتناب عند أهل المعاني نوع من إطناب الزيادة. وسمّاه قدامة التفاتا وهو الإتيان بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب في أثناء كلام أو كلامين اتّصلا معنى لنكتة غير دفع الإيهام كذا في الإتقان. وتلك الجملة تسمّى معترضة، فخرج بقوله: لا محل لها من الإعراب التتميم، لأن الفضلة لا بدّ لها من الإعراب؛ هذا عند من فسّر الفضلة في تفسير التتميم بما يقابل العمدة. وأما عند من فسّرها بما يزيد على أصل المراد فيشتمل التعريف عنده للتتميم الذي يكون بجملة لا محل لها من الإعراب. وبقوله في أثناء كلام أو كلامين الإيغال، وليس المراد بالكلام هو المسند إليه والمسند فقط بل مع جميع ما يتعلّق بهما من الفضلات والتوابع. والمراد باتصال الكلامين أن يكون الثاني بيانا للأول أو تأكيدا أو بدلا منه أو معطوفا عليه. والظاهر أنّ الصفة المقطوعة مما يتصل معنى بالجملة السابقة، وكذا جواب سؤال نشأ من الجملة السابقة. وخرج بقوله:
غير دفع الإيهام التكميل، لكنه يشتمل بعض صور التذييل وهو ما كان بجملة لا محلّ لها من الإعراب وقعت في أثناء كلام أو كلامين متّصلين، وينتقض التعريف بمعطوف لا محل له من الإعراب وقع بين المعطوف والمعطوف عليه، نحو قوله تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فإنّ قوله: وَيُؤْمِنُونَ بِهِ، جملة لا محلّ لها من الإعراب وقع بين جملتين متّصلتين معنى، مع أنه لا يسمّى اعتراضا.
وقال قوم قد تكون النكتة في الاعتراض دفع إيهام خلاف المقصود وافترقوا فرقتين، فجوّز فرقة منهم وقوع الاعتراض في آخر جملة متصلة بها بأن لا تليها جملة أصلا فيكون الاعتراض في آخر الكلام، أو تليها جملة غير متصلة بها معنى، وهذا صريح في مواضع من الكشاف. فالاعتراض عند هؤلاء أن يؤتى في أثناء الكلام أو في آخره أو بين كلامين متّصلين أو غير متّصلين بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب لنكتة، لأنهم لم يخالفوا الأولين إلّا في جواز كون النكتة دفع الإيهام وجواز أن لا تليها جملة متّصلة بها، فيبقى اشتراط أن لا يكون لها محل من الاعراب بحاله، فيشمل الاعتراض على هذا جميع صور التذييل وبعض صور التكميل وبعض صور الإيغال وهو أن يكون بجملة لا محل لها من الإعراب؛ هذا إذا اشترط في التذييل أن يكون جملة لا محل لها من الإعراب، وإن لم يشترط فيه ذلك يشمل بعض صور التذييل أيضا، ويباين التتميم عند من فسّر الفضلة بما يقابل العمدة، وإلّا فيشمل بعض صور التتميم أيضا. وجوّز فرقة أخرى منهم كونه غير جملة فالاعتراض عندهم أن يؤتى في أثناء الكلام أو بين كلامين متّصلين معنى بجملة أو غيرها لنكتة، فيشمل على هذا بعض صور التتميم وبعض صور التكميل، وهو ما يكون واقعا في أثناء كلام أو بين كلامين متّصلين معنى، وكذا بعض صور التذييل. فعند هؤلاء لا يشترط أن لا يكون للمعترضة محل من الإعراب هكذا يستفاد من الأطول والمطول وأبي القاسم. وقد يقع اعتراض في اعتراض كقوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ اعترض بين القسم وجوابه بقوله: وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ الآية، وبين القسم وصفته بقوله لَوْ تَعْلَمُونَ تعظيما للقسم وتحقيقا لاجلاله، وإعلاما لهم بأنّ له عظمة لا يعلمونها. قال الطيبي في التبيان ووجه حسن الاعتراض حسن الإفادة مع أنّ مجيئه مجيء ما لا يترقب فيكون كالحسنة تأتيك من حيث لا تحتسب، كذا في الإتقان.
فائدة:
كثيرا ما يشتبه الاعتراض بالحال كما في قوله تعالى قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ فإنّ ما بين قوله: إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وقوله وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ، اعتراض. والفرق أنه قال ابن مالك في شرح التسهيل وتميّز الاعتراضية عن الحالية امتناع قيام المفرد مقامها وجواز اقترانها بالفاء وإن والسين ولن وحرف تنفيس وجواز كونها طلبيّة، والحالية تخالف الاعتراضية في جميع ذلك. ومن جملة الفارقات اللفظية وإن لم يذكره ابن مالك جواز اقتران الاعتراضية بالواو مع تصديرها بالمضارع المثبت، وأنه تمنع في الحالية هذه الفروق اللفظية. وأما الفروق المعنوية فهو ما أشار إليه صاحب الكشاف من أنّ الحالية قيد لعامل الحال ووصف له في المعنى، بخلاف الاعتراضية فإنّ لها تعلّقا بما قبلها، لكن ليس بهذه المثابة، كذا في چلپي المطول. وان شئت الزيادة على هذا فارجع إلى مغنى اللبيب.
وهاهنا إشعار بأنّ الاعتراض والاعتراضية تطلقان على الجملة المعترضة أيضا، كما أنّ الاعتراض يطلق على الإتيان بالجملة المذكورة. وقد ذكر صاحب المغني وقوع الاعتراض في سبعة عشر موضعا، فإن شئت التفصيل فارجع إليه.

الِاسْم

(الِاسْم) مَا يعرف بِهِ الشَّيْء ويستدل بِهِ عَلَيْهِ و (عِنْد النُّحَاة) مَا دلّ على معنى فِي نَفسه غير مقترن بِزَمن كَرجل وَفرس وَالِاسْم الْأَعْظَم الِاسْم الْجَامِع لمعاني صِفَات الله عز وَجل وَاسم الْجَلالَة اسْمه تَعَالَى (ج) أَسمَاء (جج) أسامي وأسام
الِاسْم: عِنْد النُّحَاة كلمة دلّت على معنى فِي نَفسهَا غير مقترن بِأحد الْأَزْمِنَة الثَّلَاثَة بِالْوَضْعِ. وَهُوَ على نَوْعَيْنِ اسْم عين وَهُوَ الدَّال على شَيْء معِين يقوم بِذَاتِهِ كزيد وَعَمْرو. وَاسم معنى وَهُوَ مَا لَا يقوم بِذَاتِهِ سَوَاء كَانَ مَعْنَاهُ وجوديا كَالْعلمِ أَو عدميا كالجهل - وَفِي شرح الْمَقَاصِد الِاسْم هُوَ اللَّفْظ الْمُفْرد الْمَوْضُوع للمعنى فَهُوَ بِهَذَا الْمَعْنى شَامِل لأنواع الْكَلِمَة - وَفِي الْأَنْوَار تَحت قَوْله تَعَالَى {وَعلم آدم الْأَسْمَاء كلهَا} . الِاسْم بِاعْتِبَار الِاشْتِقَاق مَا يكون عَلامَة للشَّيْء إِن كَانَ من الوسم ودليلا يرفعهُ إِلَى الذِّهْن إِن كَانَ من السمو سَوَاء كَانَ لفظا مُطلقًا أَو صفة أَو فعلا واستعماله عرفا فِي اللَّفْظ الْمَوْضُوع لِمَعْنى سَوَاء كَانَ مركبا أَو مُفردا مخبرا عَنهُ أَو خَبرا أَو رابطة وَاصْطِلَاحا فِي الْمُفْرد الدَّال على معنى فِي نَفسه غير مقترن بِأحد الْأَزْمِنَة الثَّلَاثَة انْتهى وَهُوَ يدل على أَن التَّخْصِيص بالمفرد مُطلقًا لَيْسَ فِي شَيْء من الإطلاقات فَافْهَم.

ثمَّ اعْلَم: إِن من خواصه الحكم عَلَيْهِ أَي الْإِسْنَاد إِلَيْهِ. فَإِن قلت لَا نسلم ذَلِك بِسَنَد قَوْلهم (ضرب) فعل مَاض (وَمن) حرف. قُلْنَا إِن الْإِسْنَاد فِيهِ إِلَى لفظ (ضرب) وَلَفظ (من) لَا إِلَى مَعْنَاهُمَا والإسناد إِلَى الْمَعْنى من خَواص الِاسْم. وَأما الْإِسْنَاد إِلَى اللَّفْظ لَيْسَ من خواصه بل يجْرِي فِي الْفِعْل والحرف حَتَّى فِي المهملات أَيْضا كَمَا يُقَال (جق) مهمل (وديز) مقولب زيد. - وتفصيل هَذَا الْمُجْمل أَن الْإِخْبَار عَن الْحَرْف وَالْفِعْل
إِمَّا عَن لَفْظهمَا فَهُوَ جَائِز كالمثالين الْمَذْكُورين. وَإِمَّا عَن مَعْنَاهُمَا فَلَا يَخْلُو إِمَّا أَن يعْتَبر مَعْنَاهُمَا بِلَفْظ وضع بإزائهما أَو بِغَيْر لفظ كَذَلِك وَلَا امْتنَاع فِي الثَّانِي أَيْضا كَقَوْلِنَا معنى الْفِعْل مقرون بِالزَّمَانِ وَمعنى الْحَرْف غير مُسْتَقل بِنَفسِهِ. وَالْأول إِمَّا أَن يكون بلفظهما مَعَ ضميمة وَهُوَ أَيْضا لَيْسَ بممتنع كَقَوْلِنَا معنى من غير معنى فِي وَمعنى ضرب غير معنى كلمة فِي أَو بِمُجَرَّد لَفْظهمَا وَهُوَ غير جَائِز لِأَن الْإِخْبَار عَن الْمَعْنى والإسناد إِلَيْهِ بِمُجَرَّد لَفظه خَاصَّة الِاسْم وَهَذَا هُوَ الْجَواب الصَّوَاب فَلَا تنظر إِلَى مَا هُوَ الْمَشْهُور من أَن كلمة من وَضرب فِي القَوْل الْمَذْكُور اسمان للحرف وَالْفِعْل الْمَاضِي وَكَذَا جق وديز اسمان لجق وديز فَإِنَّهُ لم يقل أحد من أَرْبَاب اللُّغَة باسميتهما مَعَ أَن القَوْل باسميتهما إِن كَانَ مَقْرُونا بِدَعْوَى الْوَضع فَلَا بُد من إِثْبَات الْوَضع وَإِلَّا فاصعب من خرط القتاد. هَذَا حَاصِل مَا حققناه فِي جَامع الغموض منبع الفيوض. وَإِن أردْت تَحْقِيق لفظ الِاسْم فَاعْلَم أَن فِي الِاسْم مذهبين الصَّحِيح أَنه مَأْخُوذ من السمو بِالسِّين الْمُهْملَة المتحركة بالحركات الثَّلَاث وَسُكُون الْمِيم وَإِنَّمَا سميت الْكَلِمَة الْمَذْكُورَة اسْما لعلوها عَن أخويها اسْتِقْلَالا فِي الدّلَالَة على الْمَعْنى واستغناء فِي الِاشْتِقَاق ثمَّ حذفت الْوَاو تَخْفِيفًا على خلاف الْقيَاس ونقلت حَرَكَة السِّين إِلَى الْمِيم ليَصِح الْوَقْف لِأَنَّهُ إِسْقَاط الْحَرَكَة ثمَّ جِيءَ بِالْهَمْزَةِ لِئَلَّا يلْزم الِابْتِدَاء بالساكن. وَقيل الْهمزَة عوض الْوَاو المحذوفة فَصَارَ السمو اسْما. وَالْمذهب الثَّانِي أَن الِاسْم مَأْخُوذ من الوسم بِمَعْنى الْعَلامَة وَإِنَّمَا سميت تِلْكَ الْكَلِمَة بِالِاسْمِ لكَونهَا عَلامَة على مسماها والهمزة مبدلة عَن الْوَاو على غير الْقيَاس لِأَن إِبْدَال الْوَاو الْمَفْتُوحَة فِي أول الْكَلِمَة بِالْهَمْزَةِ نَادِر شَاذ كَأحد واناة. وَلَا يخفى أَن هَذَا الْمَذْهَب بَاطِل لِأَن ماضيه سمى وَجمعه أَسمَاء. وَلَو كَانَ الِاسْم من الوسم الْمِثَال الواوي لَكَانَ الْفِعْل الْمَاضِي مِنْهُ وسم وَجمعه أوسام. وَالْجَوَاب بارتكاب الْقلب المكاني يُنبئ عَن الْقلب الجناني يَعْنِي مَا قَالَ بَعضهم أَن فاءه جعل لامه ملوم. وَقد يُطلق الِاسْم على مَا يُقَابل الصّفة فالاسم الْمُقَابل للْفِعْل والحرف اسْم كزيد وَعَمْرو. وَصفَة كأحمر وأسود. وَقد يُطلق الِاسْم على مَا يُقَابل اللقب والكنية فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ قسم من الْعلم فَإِن الْعلم وَهُوَ مَا وضع لشَيْء بِعَيْنِه غير متناول غَيره بِوَضْع وَاحِد اسْم ولقب وكنية لِأَن الْعلم إِن كَانَ مصدرا بَاب أَو أم أَو ابْن أَو بنت أَو لَا الأول الكنية وَالثَّانِي إِن كَانَ مشعرا بالمدح أَو الذَّم أَو لَا الأول اللقب وَالثَّانِي الِاسْم هَذَا عِنْد النُّحَاة فعلى هَذَا تقَابل الْأَقْسَام بِالذَّاتِ. وَنقل عَن بعض أهل الحَدِيث أَن الْعلم الْمصدر بَاب أَو أم مُضَاف إِلَى اسْم حَيَوَان كَأبي هُرَيْرَة أَو صفة كَأبي الْحسن كنية وَإِلَى غير ذَلِك لقب كَأبي تُرَاب. ثمَّ إِن الكنية عِنْد الْمُحدثين قد يكون بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْأَوْصَاف كَأبي الْغفار وَأبي الْمَعَالِي وَأبي الحكم وَأبي الْخَيْر. وَقد يكون بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْأَوْلَاد كَأبي مُسلم وَأبي شُرَيْح. وَقد يكون بِالنِّسْبَةِ إِلَى أدنى مُلَابسَة كَأبي هُرَيْرَة فَإِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام رَآهُ وَمَعَهُ هرة فكناه بِأبي هُرَيْرَة. وَقد يكون بِالنِّسْبَةِ إِلَى العلمية الصرفة كَأبي بكر وَأبي عمر كَذَا فِي كنز الْأُصُول فِي معرفَة حَدِيث الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالِاسْم
عِنْد الصُّوفِيَّة هُوَ اللَّفْظ الدَّال على الذَّات مَعَ الصّفة الوجودية كالعليم والقدير، أَو العدمي كالقدوس وَالسَّلَام.

التقاء الساكنين

التقاء الساكنين: إِمَّا أَن يكون فِي الْوَقْف أَو فِي الدرج فَإِن كَانَ فِي الْوَقْف فيفتقر مُطلقًا أَي سَوَاء كَانَا صَحِيحَيْنِ أَو لَا أَولهمَا مُدَّة أَو لَا. وَإِن كَانَ فِي الدرج فإمَّا أَن يكون من الصُّور الَّتِي ذكرهَا الشَّيْخ ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله فِي الشافية مِنْهَا أَن يكون أَولهمَا مُدَّة أَي لينًا وَالثَّانِي مدغما ويكونان فِي كلمة وَاحِدَة. وَإِنَّمَا فسرنا الْمَدّ باللين ليدْخل نَحْو خويصة فَإِن اللين أَعم من الْمَدّ وَبَاقِي الصُّور لَا نطول الْكَلَام بذكرها فاطلب مِنْهَا. أَو لَا يكون من تِلْكَ الصُّور فَإِن كَانَ مِنْهَا فمغفور مَعْفُو أَيْضا. وَإِن كَانَ فِي غَيرهَا فَأَما أَن يكون أول السَّاكِن مُدَّة أَو غير مُدَّة فَإِن كَانَ مُدَّة حذفت سَوَاء كَانَ الساكنان فِي كلمة أَو فِي كَلِمَتَيْنِ مستقلتين مثل يَخْشونَ وَيدعونَ وثرمين ويخشى الْقَوْم واغزوا الْجَيْش وارمي الْعرض. وَإِن لم يكن مُدَّة حرك نَحْو اذْهَبْ اذْهَبْ واخشوا الله واخشى الله. وَمَا فِي آخِره ألف إِذا اتَّصل بِهِ نون التَّأْكِيد فَإِن كَانَ من نَحْو هَل تخشى فتنقلب فِيهِ الْألف يَاء فَتَقول هَل تخشين وَإِن كَانَ من نَحْو اضربا فَتبقى الْألف وَيُقَال اضربان وَيقرب مِنْهُ اضربنان. وَنون التَّأْكِيد كلمة غير مُسْتَقلَّة فَافْهَم فَإِن قيل مَا وَجه مغْفرَة التقاء الساكنين فِي الْوَقْف وعفوه قلت الْوَقْف على الْحَرْف سَاد مسد حركته لِأَنَّهُ يُمكن جرسه وتوفر الصَّوْت عَلَيْهِ فَإنَّك إِذا وقفت على عَمْرو مثلا وجدت للراء من التكرر وتوفر الصَّوْت عَلَيْهِ مَا لَيْسَ لَهُ إِذا وصلته بِغَيْرِهِ وَمَتى أدرجتها زَالَ ذَلِك الصَّوْت لِأَن أخذك فِي حرف سوى الْمَذْكُور يشغلك عَن اتِّبَاع الْحَرْف الأول صَوتا فَبَان بِمَا ذكرنَا أَن الْحَرْف الْمَوْقُوف عَلَيْهِ أتم صَوتا وَأقوى جرسا من المدرج فسد ذَلِك مسد الْحَرَكَة فَجَاز اجتماعه مَعَ سَاكن قبله كَمَا فِي عَمْرو. وَلِأَن الْوَقْف مَحل تَخْفيف وَقطع فاغتفر فِيهِ ذَلِك وَإِن كَانَ فِي الدرج فَلَا يغْتَفر إِلَّا فِي صور ذكرهَا أَصْحَاب التصريف فَإِن قيل لم جَازَ التقاء الساكنين إِذا كَانَ أَولهمَا حرف مد وَالثَّانِي مدغما ويكونان فِي كلمة وَاحِدَة وَالْمرَاد بِالْمدِّ هَا هُنَا هُوَ اللين قلت لما فِي حُرُوف الْمَدّ واللين من الْمَدّ الَّذِي يتَوَصَّل بِهِ إِلَى النُّطْق بالساكن بعده مَعَ أَن المدغم مَعَ المدغم فِيهِ بِمَنْزِلَة حرف وَاحِد لِأَن اللِّسَان يرْتَفع عَنْهُمَا دفْعَة والمدغم فِيهِ متحرك فَيصير الثَّانِي من الساكنين كلا سَاكن فَلَا يتَحَقَّق التقاء الساكنين الخالصي السّكُون بِخِلَاف مَا إِذا كَانَا فِي كَلِمَتَيْنِ نَحْو قَالُوا ادارأنا فَإِنَّهُ بِحَذْف السَّاكِن الأول وَأَصله تدارءنا على زون تفاعلنا فأدغمت التَّاء فِي الدَّال وَجِيء بِهَمْزَة الْوَصْل لِئَلَّا يلْزم الِابْتِدَاء بالساكن. ثمَّ اعْلَم أَنه يجوز التقاء ثَلَاث سواكن إِذا اجْتمع هَذَانِ الْأَمْرَانِ أَعنِي الْوَقْف وَكَون الأول حرف مد وَالثَّانِي مدغما كدواب وَمثله يَقع فِي كَلَام الْعَجم كثيرا نَحْو (كوشت نيست) وَأما الْجمع بَين أَربع سواكن فممتنع فِي كل لُغَة وعَلى كل حَال فَافْهَم واحفظ.
التقاء الساكنين: لَا يخفى على أَرْبَاب الْفطْرَة والفكر وَأَصْحَاب الظّرْف والخبرة أَن نعمت خَان عالي قد أنْشد قِطْعَة شعرية هزلية فِي كدخدائي كامكار خَان، أرخ فِيهَا لَهُ وَقَالَ:
(بِكُل حِكْمَة قلت إِن الخطابة أَصبَحت آلَة وسيعة ... )
(عِنْد أهل الْقلب وَقَول التَّارِيخ أصبح فرض عين ... )
(فَقَالَ عِنْدهَا عَجُوز الْعقل أَنَّك ادغمت حرف الْمَدّ ... )
(وَالَّذِي أجَاز ذَلِك فِي هَذَا الْمَكَان هُوَ التقاء الساكنين ... )
يَقُول الْفَاضِل النامي مير غُلَام عَليّ بلكرامي سلمه الله تَعَالَى فِي شرح هَذَا القَوْل أَن سنة كدخائي كامكار خَان وَالَّتِي يبينها المصراع التأريخي النامي هِيَ سنة 1099 وَأَنه فتح قلعة كولكنده حيدر آباد سنة 1098 وَهَذَا يُوضح كَذَلِك أَن زواج كدخدائي كامكار خَان من ابْنة السَّيِّد مظفر وَزِير أَبُو الْحسن وَالِي حيدر آباد حدث بعد سنة من الْفَتْح، وحروف الْمَدّ فِي اصْطِلَاح عُلَمَاء الصّرْف هِيَ الْألف وَالْوَاو وَالْيَاء، وَيَقُول المؤرخون الْعَرَب أَن الْهمزَة التالية للألف لَا تحسب لِأَن لَيْسَ لَهَا صُورَة من صور حُرُوف الهجاء.
وَلَا يخفى أَن بعض النقاد لمادة تَارِيخ الخطابة يعتبرون أَن مَوْضُوع التقاء الساكنين فِي بعض الْمَوَاضِع هُوَ من مسَائِل علم الصّرْف. وَأَن وُرُود اللَّفْظ فِي هَذَا المصراع هُوَ من هَذَا الْبَاب على مَا هُوَ مَشْهُور فِي هَذَا الْموقع. وَالصَّوَاب أَن هَذِه الْمَسْأَلَة يوردونها من جِهَة علمية وَكَذَلِكَ من جِهَة أُخْرَى تتَعَلَّق بِعلم آخر. وَهنا فِي الْبَحْث الْمُطلق لالتقاء الساكنين فِي علم الصّرْف يعتبرونه من أَعْرَاض جَوْهَر الْكَلِمَة والتقاء آخر الْكَلِمَة بِأول كلمة أُخْرَى فَإِنَّهُم يبحثونه فِي علم النَّحْو لذَلِك فَإِنَّهُ من هَذَا المنطلق هُوَ من أَعْرَاض آخر الْكَلِمَة (الْفَوَائِد الضيائية) أما الملا الجامي فَإِنَّهُ يشْرَح التقاء الساكنين فِي كَلَامه عَن نون التَّأْكِيد (التوكيد) .
وعَلى كل فَفِي أَي مَوضِع خَاص لالتقاء الساكنين هُوَ التقاء الختانين، ولدى النَّحْوِيين أَن التقاء الساكنين من كَلِمَتَيْنِ، والإتيان بِلَفْظ هُوَ الْأَفْضَل. وَيجب أَن نعلم أَن التقاء الساكنين عِنْدَمَا تلْحق نون التوكيد يَقع فِي اطار التَّثْنِيَة وواو الْجَمَاعَة (وَاو الْجمع) وَقد اعْتبر جَمِيع النحات أَن هَذِه النُّون هِيَ النُّون الثَّقِيلَة أما (يُونُس النَّحْوِيّ) فقد اعْتقد على خلافهم أَنَّهَا تجوز كَذَلِك فِي النُّون الْخَفِيفَة. إِذن، فِي مَوضِع خَاص وَفِي صُورَة التَّثْنِيَة يُمكن جمع (ألف داماد) الَّتِي هِيَ فَاعل الْفِعْل مَعَ (نون الْعَرُوس) الَّتِي هِيَ تَأْكِيد للْفِعْل. وَإِذا اعْتبرت (نون الْعَرُوس) ثَقيلَة بِاعْتِبَار التَّشْدِيد فَإِن الْمَقْصُود من مَذْهَب جُمْهُور النَّحْوِيين أَن هَذَا جَائِز. وَأما إِذا اعْتبرت النُّون خَفِيفَة بِاعْتِبَار التسكين من أجل تَحْرِير الْقَضِيَّة وعَلى الرغم من وُرُود الْقبُول وَالشّرط فَإِن المُرَاد من مَذْهَب (يُونُس) هُوَ جَوَاز التقاء الساكنين كحالة خَاصَّة. (انْتهى) .

زكا

ز ك ا: (زَكَاةُ) الْمَالِ مَعْرُوفَةٌ وَ (زَكَّى) مَالَهُ (تَزْكِيَةً) أَدَّى عَنْهُ زَكَاتَهُ. وَ (زَكَّى) نَفْسَهُ أَيْضًا مَدَحَهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103] قَالُوا: تُطَهِّرُهُمْ بِهَا. وَ (زَكَّاهُ) أَيْضًا أَخَذَ زَكَاتَهُ. وَ (تَزَكَّى) تَصَدَّقَ. وَ (زَكَا) الزَّرْعُ يَزْكُو (زَكَاءً) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ أَيْ نَمَا. وَغُلَامٌ (زَكِيٌّ) أَيْ (زَاكٍ) وَقَدْ (زَكَا) مِنْ بَابِ سَمَا وَزَكَاءً أَيْضًا. 
[زكا] زَكَاةُ المال معروفة. وزَكَّى ماله تَزْكِيَةً، أي أدَّى عنه زَكاتَهُ. وتَزَكَّى، أي تصدّق. وزَكّا: الشَفْعُ: يقال: خَساً أو زَكاً. وزَكا الزرع يَزْكو زَكاءً ممدودٌ، أي نَما. وأَزْكاهُ الله. وهذا الامر لا يز كو بفلان، أي لا يليق به. وغلامٌ زَكِيٌّ، أي زَاكٍ. وقد زَكا يَزْكو زكوا وزكاء، عن الاخفش. الاموى: زكا الرجل يَزْكو زُكُوّاً، إذا تنعَّم وكان في خصب.
(زكا) - في حديث معاوية - رضي الله عنه -: "أَنّه قَدِمَ المدينةَ بمال، فسَألَ عن الحَسَن بنِ عليّ - رضي الله عنهما -، فقيلَ: إنه بمكَّة، فأزْكَى المالَ ومضى، فَلقِى الحسنَ - رضي الله عنه - فقال: قدِمْتُ بمالٍ فلما بلَغني شُخُوصك أَزكَيتُه وها هو ذَا"
كأنّه يريد أوْعَيْتُه ممَّا تَقدَّم.
- قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}  الزكاة: فعَلَة كالصدقة تقع علِىِ المال المُزَكَّى بها، وعلى المعنى، وهو الفِعل بمعنى التَّزكية، كما أَنَّ الذَّكاةَ هي التّذكية في قوله: "ذَكَاة الجَنِين ذَكاةُ أْمِّه" ومن الجهل بهذا أتى مَنْ ظَلَم نفسَه بالطَّعن على قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} ، وقد قال أُميَّةُ بن [أبي] الصَّلْتِ:
المُطعِمونَ الطَّعامَ في سَنَةِ الْـ
أزْمَةِ والفَاعِلُونَ للزَّكَوَاتِ.

زكا: الزَّكاء، ممدود: النَّماء والرَّيْعُ، زَكا يَزْكو زَكاء

وزُكُوّاً. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: المالُ تنقُصه النَّفقة والعِلم يَزْكُو

على الإِنْفاقِ، فاستعار له الزَّكاء وإِن لم يك ذا جِرْمٍ، وقد زَكَّاه

اللهُ وأَزْكاه. والزَّكاء: ما أَخرجه الله من الثمر. وأَرضٌ زَكِيَّةٌ:

طيِّبةٌ سمينة؛ حكاه أَبو حنيفة. زكا، والزَّرع يَزْكو زَكاء، ممدود،

أَي نما. وأَزْكاه الله، وكلُّ شيء يزداد ويَنْمي فهو يَزْكو زكاء وتقول:

هذا الأَمر لا يَزْكو بفلان زَكاء أَي لا يليق به؛ وأَنشد:

والمالُ يَزْكو بك مُسْتَكْبراً،

يَخْتال قد أَشرق للناظرِ

(* قوله «اشرق» كذا في الأصل بالقاف، وفي التهذيب بالفاء).

ابن الأَنْباري في قوله تعالى: وحَناناً من لَدُنَّا وزَكاةً؛ معناه

وفعلنا ذلك رحمةً لأَبويه وتَزْكِيةً له؛ قال الأَزهري: أَقام الاسم مُقامَ

المصدر الحقيقي. والزَّكاةُ: الصلاحُ. ورجل تقيٌّ زَكِيٌّ أَي زاكٍ من

قوم أَتْقياء أَزْكِياء، وقد زَكا زَكاء وزُكُوّاً وزَكِيَ وتَزَكَّى،

وزَكَّاه الله، وزَكَّى نفسَه تَزْكِيةً: مدَحها. وفي حديث زينبَ: كان اسمُها

بَرَّةَ فغَّيره وقال تُزَكِّي نفسَها. وزَكَّى الرجل نفسَه إِذا وصفها

وأَثنى عليها.

والزَّكاةُ: زَكاةُ المال معروفة، وهو تطهيره، والفعل منه زَكَّى

يُزَكِّي تَزْكِيةً إِذا أَدّى عن ماله زَكاته غيره: الزَّكاة ما أَخرجته من

مالك لتهطره به، وقد زَكَّى المالَ. وقوله تعالى: وتُزَكِّيهم بها؛ قالوا:

تُطهِّرُهم. قال أَبو علي: الزَّكاةُ صفوةُ الشيء. وزَكَّاه إِذا أَخذ

زَكاتَه. وتَزَكَّى أَي تصدَّق. وفي التنزيل العزيز: والذين هم للزَّكاةِ

فاعِلُون؛ قال بعضُهم: الذين هم للزكاة مُؤْتُون، وقال آخرون: الذين هم

للعمل الصالح فاعِلُون، وقال تعالى: خيراً منه زَكاةً؛ أَي خيراً منه

عملاً صالحاً، وقال الفراء: زَكاةً صلاحاً، وكذلك قوله عز وجل: وحناناً من

لدُنَّا وزَكاةً؛ قال: صلاحاً. أَبو زيد النحوي في قوله عز وجل: ولولا فضل

الله عليكم ورحمتُه ما زَكا منكم من أَحد أَبداً ولكن الله يُزَكِّي من

يشاء؛ وقرئ ما زَكَّى منكم، فمن قرأَ ما زَكا فمعناه ما صلح منكم، ومن

قرأَ ما زَكَّى فمعناه ما أَصلح، ولكن الله يُزَكِّي من يشاء أَي يُصلح،

وقيل لما يُخْرَج من المال للمساكين من حقوقهم زَكاةٌ لأَنه تطهيرٌ للمال

وتَثْميرٌ وإِصْلاحٌ ونماء، كل ذلك قيل، وقد تكرر ذكر الزكاةِ

والتَّزْكِيةِ في الحديث، قال: وأَصل الزكاة في اللغة الطهارة والنَّماء والبَركةُ

والمَدْح وكله قد استعمل في القرآن والحديث، ووزنها فَعَلةٌ كالصَّدَقة،

فلما تحرَّكت الواو وانفتحُ ما قبلها انقلبت أَلفاً، وهي من الأَسماء

المشتركة بين المُخْرَج والفعل، فيطلق على العين وهي الطائفة من المال

المُزَكَّى بها، وعلى المَعنى وهي التَّزْكِيَة؛ قال: ومن الجهل بهذا البيان

أَتى من ظلم نفسَه بالطعن على قوله تعالى: والذي هم للزَّكاةِ فاعلون؛

ذاهباً إِلى العين، وإِنما المراد المعنى الذي هو التَّزْكِيةُ، فالزَّكاة

طُهرةٌ للأَموال وزَكاةُ

الفِطْرِ طهرةٌ للأَبدان. وفي حديث الباقر أَنه قال: زَكاةُ الأَرض

يُبْسُها، يريد طَهارَتَها من النجاسة كالبول وأَشباهه بأَن يجف ويذهب

أَثرُه.والزَّكا، مقصور: الشَّفْعُ من العدد. الجوهري:

وزَكاً الشَّفْعُ. يقال: خساً أَو زَكاً، والعرب تقول للفرد خَساً

وللزوجين اثنين زَكاً، وقيل لهما زَكاً لأَن اثنين أَزْكى من واحد؛ قال

العجاج:عن قبْضِ من لاقى أَخاسٍ أَمْ زَكا

ابن السكيت: الأَخاسي جمع خَساً، وهو الفرد. اللحياني: زَِكِيَ الرجل

يَزْكى وزَكا يَزْكو زُكوّاً وزَكاءً، وقد زَكَوْتَ وزَكِيتَ أَي صرت

زاكياً. ابن الأَنباري: الزَّكاءُ الزِّيادة من قولك زَكا يَزْكو زكاءً، وهذا

ممدود، وزكاً، مقصورٌ: الزوجان، ويجوز خَساً وزكاً باللإجْراء، ومن لم

يُجْرِهما جعلهما بمنزلة مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ، ومن أَجراهما جعلهما

نكرتين. وقال أَحمد بن عبيد: خَسا وزَكا لا ينوَّنان ولا تدخلهما الأَلف

واللام لأَنهما على مذهب فَعَل وهي وعَفا؛ وأَنشد للكميت:

لادى خَسا أَو زَكا من سِنِيك

إلى أَربعٍ فيقول انتظارا

(* قوله «لادى» وضع له في الأصل علامة وقفة ولم نجده في غيره، والرسم

قابل أن يكون لادّى، من التأدية فاللام مفتوحة، ولأن يكون أدنى من الدنوّ

فاللام مكسورة).

وقال الفراء: يكتب خَسا بالأَلف لأَنه من خَسأَ، مهموز، وزكا يكتب

بالأَلف لأَنه من يزكو، والعرب تقول للزوج زَكاً وللفرد خَساً فتلحقه بباب

فتىً، ومنهم من يقول زَكا وخَسا فيلحقه بباب زُفَرَ. ويقال: هو يُخَسِّي

ويُزَكِّي إذا قبض على شيء في كفه وقال أَزَكا أَم خَسا، وهو مهموز.

الأَصمعي: رجل زُكأَةٌ أَي موسر. اللحياني: إنه لمَلِيءٌ زُكأَةٌ أَي حاضر

النَّقْد عاجِله. ويقال: قد زَكأَه إذا عجَّل نقده. وفي حديث معاوية أَنه قدِم

المدينة بمال فسأل عن الحسن بن علي فقيل إنه بمكة فأَزْكى المالَ ومضى،

فلحِق الحسن فقال: قدِمْتُ بمال فلما بلغني شُخُوصُك أَزْكَيْتُه، وها

هوذا؛ قال: كأَنه يريد أَوْعَيْتُه.

وزَكا الرجلُ يَزْكو زُكوّاً: تَنَعَّم وكان في خِصْب. وزَكِيَ يَزْكى:

عَطِشَ. قال ابن سيده: أَثبته في الواو لعدم ز ك ي ووجود ز ك و؛ قاله

ثعلب؛ وأَنشد:

كصاحِبِ الخَمْرِ يَزْكى كُلَّما نَفِدَتْ

عنه، وإنْ ذاقَ شِرْباً هَشَّ لِلعَلَلِ

(زكا)
الشَّيْء زكوا وزكاء وَزَكَاة نما وَزَاد وَفُلَان صلح وتنعم وَكَانَ فِي خصب فَهُوَ زكي (ج) أزكياء وَيُقَال هَذَا الْأَمر لَا يزكو بفلان لَا يَلِيق بِهِ
زكا
أصل الزَّكَاةِ: النّموّ الحاصل عن بركة الله تعالى، ويعتبر ذلك بالأمور الدّنيويّة والأخرويّة.
يقال: زَكَا الزّرع يَزْكُو: إذا حصل منه نموّ وبركة.
وقوله: أَيُّها أَزْكى طَعاماً
[الكهف/ 19] ، إشارة إلى ما يكون حلالا لا يستوخم عقباه، ومنه الزَّكاةُ: لما يخرج الإنسان من حقّ الله تعالى إلى الفقراء، وتسميته بذلك لما يكون فيها من رجاء البركة، أو لتزكية النّفس، أي: تنميتها بالخيرات والبركات، أو لهما جميعا، فإنّ الخيرين موجودان فيها. وقرن الله تعالى الزَّكَاةَ بالصّلاة في القرآن بقوله: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ [البقرة/ 43] ، وبِزَكَاءِ النّفس وطهارتها يصير الإنسان بحيث يستحقّ في الدّنيا الأوصاف المحمودة، وفي الآخرة الأجر والمثوبة. وهو أن يتحرّى الإنسان ما فيه تطهيره، وذلك ينسب تارة إلى العبد لكونه مكتسبا لذلك، نحو: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها
[الشمس/ 9] ، وتارة ينسب إلى الله تعالى، لكونه فاعلا لذلك في الحقيقة نحو:
بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ
[النساء/ 49] ، وتارة إلى النّبيّ لكونه واسطة في وصول ذلك إليهم، نحو: تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها
[التوبة/ 103] ، يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ [البقرة/ 151] ، وتارة إلى العبادة التي هي آلة في ذلك، نحو: وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً
[مريم/ 13] ، لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا
[مريم/ 19] ، أي:
مُزَكًّى بالخلقة، وذلك على طريق ما ذكرنا من الاجتباء، وهو أن يجعل بعض عباده عالما وطاهر الخلق لا بالتّعلّم والممارسة بل بتوفيق إلهيّ، كما يكون لجلّ الأنبياء والرّسل. ويجوز أن يكون تسميته بالمزكّى لما يكون عليه في الاستقبال لا في الحال، والمعنى: سَيَتَزَكَّى، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ [المؤمنون/ 4] ، أي: يفعلون ما يفعلون من العبادة ليزكّيهم الله، أو لِيُزَكُّوا أنفسهم، والمعنيان واحد. وليس قوله:
«للزّكاة» مفعولا لقوله: «فاعلون» ، بل اللام فيه للعلة والقصد. وتَزْكِيَةُ الإنسان نفسه ضربان:
أحدهما: بالفعل، وهو محمود وإليه قصد بقوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها [الشمس/ 9] ، وقوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى
[الأعلى/ 14] .
والثاني: بالقول، كتزكية العدل غيره، وذلك مذموم أن يفعل الإنسان بنفسه، وقد نهى الله تعالى عنه فقال: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ
[النجم/ 32] ، ونهيه عن ذلك تأديب لقبح مدح الإنسان نفسه عقلا وشرعا، ولهذا قيل لحكيم: ما الذي لا يحسن وإن كان حقّا؟ فقال: مدح الرّجل نفسه.

الاستثناء

الاستثناء: هو التكلم بالباقي بعد الثُنيا باعتبار الحاصل من مجموع الترتيب ونفي وإثبات باعتبار الإفرار، وقد يراد بالاستثناء: كلمة "إن شاء الله".
الاستثناء:
[في الانكليزية] Exclusion ،exception
[ في الفرنسية] Exclusion ،exception
ويسمّى بالثنيا بالضم أيضا على ما يستفاد من الصراح، قال الثّنيا بالضم والثّنوى بالفتح اسم من الاستثناء، هو عند علماء النحو والأصول يطلق على المتّصل والمنقطع. قيل إطلاقه عليهما بالتواطؤ والاشتراك المعنوي.
وقيل بالاشتراك اللفظي. وقيل في المتّصل حقيقة وفي المنقطع مجاز، لأنه يفهم المتصل من غير قرينة وهو دليل المجاز في المنقطع.
وردّ بأنه إنما يفهم المتصل لكثرة استعماله فيه، لا لكونه مجازا في المنقطع، كالحقيقة المستعملة مع المجاز المتعارف. وقيل لأنه مأخوذ من ثنيت عنان الفرس أي صرفته، ولا صرف إلّا في المتصل. وقيل لأنّ الباب يدلّ على تكرير الشيء مرتين أو جعله ثنتين متواليتين أو متنائيتين، ولفظ الاستثناء من قياس الباب.
وذلك أنّ ذكره يثنى مرة في الجملة ومرة في التفصيل لأنك إذا قلت خرج الناس ففي الناس زيد وعمرو، فإن قلت إلّا زيدا فقد ذكرت مرة أخرى ذكرا ظاهرا وليس كذلك إلّا في المتصل، فعلى هذا هو مشتق من التثنية. وردّ بأنه مشتق من التثنية كأنه ثنى الكلام بالاستثناء بالنفي والاستثناء وهو متحقّق في المتصل والمنقطع جميعا. وأيضا على تقدير اشتقاقه من ثنيت عنان الفرس لا يلزم أن لا يكون حقيقة إلّا في المتصل لجواز أن يكون حقيقة في المنقطع أيضا، باعتبار اشتقاقه من أصل آخر كما عرفت.

والقائل بالتواطؤ، قال العلماء، قالوا:
الاستثناء متصل ومنقطع ومورد القسمة يجب أن يكون مشتركا بين الأقسام. وردّ بأنّ هذا إنما يلزم لو كان التقسيم باعتبار معناه الموضوع له، وهو ممنوع، لجواز أن يكون التقسيم باعتبار استعماله فيهما بأي طريق كان، وهذا كما أنهم قسّموا اسم الفاعل إلى ما يكون بمعنى الماضي والحال والاستقبال مع كونه مجازا في الاستعمال بالاتفاق، قالوا وأيضا الأصل عدم الاشتراك والمجاز فتعين التواطؤ. وردّ بأنه لا يثبت اللغة بلوازم الماهية كما أثبتم ماهية التواطؤ للاستثناء، بأن من لوازمها عدم مخالفة الأصل، بل طريق إثباتها النقل، فهذا الكلام يدلّ على أنّ الخلاف في لفظ الاستثناء. وظاهر كلام كثير من المحققين أنّ الخلاف في صيغ الاستثناء لا في لفظه، لظهور أنه فيهما مجاز بحسب اللغة، حقيقة عرفية بحسب النحو، هكذا ذكر المحقق التفتازاني في حاشية العضدي. فمن قال بالتواطؤ عرّفه بما دلّ على مخالفته بإلّا غير الصفة وأخواتها أي إحدى أخواتها نحو سوى وحاشا وخلا وعدا وبيد. وإنما قيد إلّا لغير الصفة لتخرج إلّا التي للصفة، نحو: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فهي صفة لا استثناء. وفي قوله بإلّا وأخواتها احتراز من سائر أنواع التخصيص، أعني الشرط والصفة والغاية وبدل البعض والتخصيص بالمستقل.

حر

(حر)
المَاء والهواء وَغَيرهمَا حرارة سخن فَهُوَ حَار وَيُقَال حر الْقَتْل اشْتَدَّ وَفُلَان حرا طبخ الحريرة وَالشَّيْء حرا سخنه

(حر) الرجل حرَّة وحرارة عَطش فَهُوَ حران وَهِي حرى وكبده يَبِسَتْ من عَطش أَو حزن فَهِيَ حرى (ج) حرار وحرارى وَالْعَبْد حرارا خلص من الرّقّ وَفُلَان حريَّة كَانَ حر الأَصْل
وَمِمَّا ضوعف من فائه ولامه

حِرٌ واصْلُهُ حِرْحٌ، فَحُذِفَ على حد الحَذْف فِي شَفَةٍ والجمعُ احْرَاحٌ لَا يكَسَّرُ على غير ذَلِك قَالَ:

أَنِّي اقُودُ جَمَلاً مَمْرَاحا ... ذَا قُبَّةٍ مُوقَرَةٍ أحْرَاحا

ويروى: مَمْلُوءَةٍ.

وَقَالُوا: حِرَةٌ، قَالَ الهُذَلِي:

جُرَاِهَمةٌ لَهَا حِرَةٌ وثِيلُ

ورجُلٌ حَرِحٌ يُحِبُّ ذَلِك، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ على النّسَب.
حر
الحَرُّ: نَقِيْضُ البَرْدِ. حَرَّ النَّهَارُ يَحِرُّ حَرّاً. وحَرِرْتَ يا يَوْمُ تَحُرُّ، وحَرَرْتَ تَحِر. وأحَرَّ يَوْمُنا فهو مُحِرٌّ. والحَرُوْرُ: حَرُّ الشَّمْسِ. وحَرَّتْ كَبِدُه تَحِرُّ حِرَّةً وحَرَراً. والحَرّانُ والحَرّى: مِثْلُ عطْشَانَ وعَطْشى. وأجِدُ في فَمي حَرُوْرَةً: أي حَرارَةً. والحَرِيْرُ: ثِيَابُ إبْرَيْسِمٍ. والحَرِيْرَةُ: دَقِيْقٌ يُطْبَخُ باللَّبَنِ. والحَرَّةُ: أرْضٌ ذاتُ حَجَارَةٍ سُوْدٍ، والجَميعُ: الحَرّاتُ والأحَرُّوْنَ والحَرُّوْنَ والحِرَارُ. والحُرُّ: وَلَدُ الحَيَّةِ اللَّطِيْفُ في شِعْرِ الطِّرِمّاح. والحُرُّ: نَقِيْضُ العَبْدِ. وفَرْخُ الحَمَام. والحُرَّةُ: ضِدُّ الأمَةِ. والكَرِيْمَةُ.
وهو حُرٌّ بَيِّنُ الحُرِّيَّةِ والحُرُوْرِيَّةِ والحَرورية والحَرَارَةِ والحَرَارِ. والحُرِّيَّةُ من النّاسِ: خِيَارُهم. وحُرُّ كُلِّ شَيْءٍ: أعْتَقُه. وحُرُّ الوَجْهِ: ما بَدَا من الوَجْنَةِ. وحُرُّ الذِفْرى: مَجَالُ القُرْطِ. والحُرَّةُ والحُرُّ: الرِّمْلَةُ الطَّيِّبَةُ. وحُرُّ الدّارِ: وَسَطُها. ولَيْلَةُ حُرَّةٍ: لَيْلَةُ غَلَبَةِ المَرْأَةِ الزَّوْجَ. وتَحْرِيرُ الكِتَابَةِ: إقامَةُ حُرُوْفِها. وأحْرَارُ البُقُوْلِ: ما يُؤْكَلُ غَيْرَ مَطْبُوْخٍ. وحُرِّيَّةُ البَقْلِ: مِثْلُه. وسَحَابَةٌ حُرَّةٌ: تُوْصَفُ بكَثْرَةِ المَطَرِ. والمُحَرِّرُ: النَّذِيْرَةُ في خِدْمَةِ الكَنِيْسَةِ. وحَرّانُ: بَلَدٌ. وحَرُوْرَاءُ: مَوْضِعٌ. وساَقُ حُرٍّ: طائرٌ. والحُرُّ في قَوْلِه:
لَيْسَ هذا مِنْكِ ماوِيَّ بِحُرْ
أي: بِحَسَنٍ. والحُرُّ: وَلَدُ الظَّبْي. وهو من الفَرَسِ: سَوَادٌ في ظاهِرِ أُذُنَيْه. والحَارُّ: شَعرُ المَنْخَرَيْنِ. وحَرْ: زَجْرٌ للحِمار. ومُحَرَّرُ دارِمٍ: ضَرْبٌ من الحَيّاتِ. والحُرّانِ: كَوْكَبَانِ أَبْيَضَانِ بين العَوَائِذِ والفَرْقَدَيْنِ. والمُحِرُّوْنَ: المُعْطِشُونَ الذين عَطِشَتْ إبِلُهم. والحُرّانِ: أَخَوَانِ حُرٌّ وأَبَيٌّ. ورَجُلٌ حَرِحٌ: مُوْلَعٌ بالأحْرَاح. وأصْلُ الحِرِ: حِرْحٌ.
حر
الحرارة ضدّ البرودة، وذلك ضربان:
- حرارة عارضة في الهواء من الأجسام المحميّة، كحرارة الشمس والنار.
- وحرارة عارضة في البدن من الطبيعة، كحرارة المحموم. يقال: حَرَّ يومُنا والريح يَحِرُّ حرّاً وحرارة ، وحُرَّ يومنا فهو محرور، وكذا:
حرّ الرّجل، قال تعالى: لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ: نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا
[التوبة/ 81] ، والحَرور: الريح الحارّة، قال تعالى: وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ [فاطر/ 21] ، واستحرّ القيظ: اشتدّ حرّه، والحَرَر: يبس عارض في الكبد من العطش. والحَرَّة: الواحدة من الحرّ، يقال: حرّة تحت قرّة ، والحَرَّة أيضا: حجارة تسودّ من حرارة تعرض فيها، وعن ذلك استعير: استحرّ القتل: اشتد، وحَرُّ العمل: شدته، وقيل: إنما يتولّى حارَّها من تولّى قارّها ، والحُرُّ: خلاف العبد، يقال
: حرّ بيّن الحُرُورِيَّة والحُرُورَة.
والحريّة ضربان:

- الأول: من لم يجر عليه حكم الشيء، نحو: الْحُرُّ بِالْحُرِّ [البقرة/ 178] .
- والثاني: من لم تتملّكه الصفات الذميمة من الحرص والشّره على المقتنيات الدنيوية، وإلى العبودية التي تضادّ ذلك أشار النبيّ صلّى الله عليه وسلم بقوله:
«تعس عبد الدّرهم، تعس عبد الدّينار» ، وقول الشاعر:
ورقّ ذوي الأطماع رقّ مخلّد
وقيل: عبد الشهوة أذلّ من عبد الرّق، والتحريرُ: جعل الإنسان حرّا، فمن الأول:
فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ [النساء/ 92] ، ومن الثاني: نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً [آل عمران/ 35] ، قيل: هو أنه جعل ولده بحيث لا ينتفع به الانتفاع الدنيوي المذكور في قوله عزّ وجل: بَنِينَ وَحَفَدَةً [النحل/ 72] ، بل جعله مخلصا للعبادة، ولهذا قال الشعبي: معناه مخلصا، وقال مجاهد: خادما للبيعة ، وقال جعفر: معتقا من أمر الدنيا، وكلّ ذلك إشارة إلى معنى واحد، وحَرَّرْتُ القوم: أطلقتهم وأعتقتهم عن أسر الحبس، وحُرُّ الوجه: ما لم تسترقّه الحاجة، وحُرُّ الدّار: وسطها، وأحرار البقل معروف، وقول الشاعر:
جادت عليه كلّ بكر حرّة
وباتت المرأة بليلة حرّة ، كلّ ذلك استعارة، والحَريرُ من الثياب: ما رقّ، قال الله تعالى: وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ [فاطر/ 33] .
باب الحاء مع الراء ح ر، ر ح مستعملان

حر: حَرَّ النهار يَحِرُّ حَرّاً. والحَرُورُ: حَرُّ الشمس. وحَرَّتْ كَبِدُه حَرَّةً، ومصدره: الحَرَرُ، وهو يُبْسُ الكَبِد. والكَبِدُ تَحَرُّ من العَطَش أو الحزن. وو الحريرة: دَقيقٌ يُطبَخُ بلَبَن. والحَرُّةُ: أرض ذاتُ حِجارة سُودٍ نَخِرة كأنَّما أُحرِقَتْ بالنار، وجمعه حِرار وإحَرِّين وحَرّات، قال:

لا خَمْسَ إلا جَندَلُ الإِحَرِّينْ ... والخَمْسُ قد جَشَّمَكَ الأَمَرِّينْ»

والحرّان: العطشان، وامرأةٌ حَرَّى. والحُرَّ: ولد الحيّة اللطيف في شعر الطِرِمّاح:

كانطِواءِ الحُرّ بينَ السِّلام

والحُرُّ: نَقيضُ العَبد، حُرٌّ بين الحُرُوريَّة والحُرّية والحرار . والحرارة: سحابة حُرَّة من كثرة المطر. والمُحَرَّرُ في بني إسرائيل: النذيرة. كانوا يجعلون الولد نذيرةً لخدمة الكنيسة ما عاشَ لا يَسَعُه تركه في دينهم. والحر: فعل حَسَن في قول طَرَفة:

لا يكنْ حبُّكَ داءً قاتلاً ... ليس هذا منك ماويَّ بحُرّ

والحُرِّيَةُ من الناس: خِيارُهم. والحُرُّ من كل شيءٍ اعتَقُه. وحُرَّة الوَجْه: ما بداً من الوَجْنة. والحُرُّ: فَرْخَ الحَمام، قال حُمَيد [بن ثور] :

وما هاجَ هذا الشَّوقَ إلاّ حَمامَةٌ ... دَعَتْ ساقَ حُرٍّ في حَمامٍ تَرَنَّما

وحُرَّة النِفْرَى: موضِع مَجال القُرْط. والحُرُّ والحُرَّة: الرَمْلُ والرَمْلةُ الطَيِّبة، قال: واقَبلَ كالشِّعْرَى وُضُوحاً ونُزْهةً ... يُواعِسُ من حُرِّ الصَّريمة معظما

يصف الثَور. وقول العجاج:

في خشاوى حُرَّةِ التَحريرِ

أي حُرَّة الحِرار ، أي هي حُرّة. وتحرير الكتاب: إقامةُ حُروفه وإصلاحُ السَّقَط. وحَرْوراء : مَوضعٌ، كان أوّل مجتمع الحُرُوريّة بها وتحكيمهم منها. وطائرٌ يُسمَّى ساق حر. والحُرّ في قول طَرَفة وَلَد الظَبْي حيثُ يقول :

بين أكنافِ خُفافٍ فاللِّوَى ... مُخرِفٌ يَحْنُو لرَخْص الظِّلْف حُرّ

وحَرّان: مَوْضع. وسَحابة حُرَّةٌ تَصفِها بكثرة المطر. ويقال للَّيْلة التي تُزَفُّ فيها العَروس إلى زَوْجها فلا يقدِرُ على افتِضاضها ليلةٌ حُرَّةٌ، فإذا افتَضَّها فهي ليلةٌ شَيْباء، قال :

شُمْسٌ مَوانِعُ كلَّ ليلةِ حُرَّةٍ

رح: الرَّحَحُ: انبساط الحافِر وعِرَضُ القَدَم، وكلُّ شيءٍ كذلك فهو أرَحُّ، قال الأعشى:

فلو أنَّ عِزَّ الناسِ في رأسِ صَخرةٍ ... ململمة تعيي الأرح المخدما

يعني الوَعِل يصفه بانبساط أظلافه. ويستَعمل أيضاً في الخُفَّيْن وتَرَحْرَحَتِ الفَرَسُ إذا فَحَّجَتْ قَوائِمَها لَتُبوَل. رَحْرَحان: موضع. 
الْحَاء وَالرَّاء

الحَرّ: ضِدُّ الَبرْدِ وَالْجمع حُرُورٌ وأحارِرُ على غير قِيَاس من وجهْيِن: أَحدهمَا بِنَاؤُه، وَالْآخر إِظْهَار تَضْعِيفه، قَالَ ابْن دُرَيْد لَا اعرف مَا صِحَّته.

والحَرُورث: الرّيحُ الحارَّةُ بِاللَّيْلِ وَقد تكون بِالنَّهَارِ قَالَ العجَّاجُ:

ونَسَجَتْ لَوَامعُ الحَرُورِ

وَقَالَ جرير:

ظَلَلنا بِمُسْتَنّ الحَرُورِ كأنَّنا ... لَدَى فَرَس مُسْتَقْبِلِ الرّيحِ صَائمِ

مُسْتِنُّ الحَرُورِ: مشْتَدّ حرهَا أَي الْموضع الَّذِي اشْتَدَّ فِيهِ، يَقُول: نزلنَا هُنَا لَك فَبَنيْنا خباءً عَالِيا تَرْفَعُهُ الرّيحُ من جَوَانبه فكأنَّهُ فَرَسٌ صَائِم أَي وَاقِف يَذُبُّ عَن نَفسه الذُّبابَ والبَعُوضَ بسَبِيبِ ذَنبه شبه رَفْرَف الْفسْطَاط عِنْد تحركه لهبوب الرّيح بسبيب هَذَا الْفرس.

والحَرُورُ: حَرُّ الشَّمْس. وَقيل: الحَرُورث: استيقاد الحَرّ ولَفْحُهُ، وَهُوَ يكون بِالنَّهَارِ وَاللَّيْل. والسَّمُومُ لَا يكونُ إِلَّا بِالنَّهَارِ، وَفِي التَّنْزِيل (ولَا الحَرُورُ) قَالَ ثعلبٌ: قيل: الظل هُنَا: الجَنَّةُ، والحَرُورُ: النَّار. قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي أَن الظل هُوَ الظل بِعَيْنِه، والحَرُورُ: الحَرُّ بِعَيْنِه. وَقَالَ الزجَّاجُ: مَعْنَاهُ: لَا يَسْتَوِي أَصْحَاب الْحق الَّذين هم فِي ظلّ الْحق وَلَا أَصْحَاب الْبَاطِل الَّذين هم فِي حرور أَي حر دَائِم لَيْلًا وَنَهَارًا.

وجمْعُ الحَرُورِ حَرَائِرُ قَالَ مُضَرّسٌ:

بِلَمَّاعَةٍ قد صَادَفَ الصَّيْفُ ماءها ... وباضَتْ عَلَيْهَا شْمسُهُ وحَرَائرُهُ

وَقد حَرِرْتَ يَا يَوْم تَحَرُّ، وحَرَرْتَ تَحِرُّ وتَحِرُّ الْأَخِيرَة عَن اللحياني، حَراً وحِرّةً وحَرَارَةً أَي اشْتَدَّ حَرُّكَ، وَقد تكون الحَرَارَةُ الاسْمَ وجمعُها حِينَئِذٍ حَرَارَات قَالَ الشَّاعِر:

بدَمْعٍ ذِي حَرَارَات ... على الخَدَّيْن ذِي هَيْدَبْ

وَقد تكون الحَرَاراتُ هُنَا جمع حَرَارَةٍ الَّذِي هُوَ الْمصدر إِلَّا أَن الأول اقْربْ، وَقَالَ اللحياني: حررت يَا رجل تحَرُّ حرَّةً وحَرَاَرَةً أرَاهُ إِنَّمَا يَعْنِي الْحر لَا الْحُرِّيَّة.

وَإِنِّي لأجد حِرًّةً وقِرَّةً أَي حَرّا وقُرّا.

والحرَّةُ والحَرَاَرَةً: العَطَشُ. وَقيل: شدَّتَهُ.

ورَجُلٌ حَرَّانُ: عَطْشانُ من قَوْمٍ حِرَارٍ وحَرَارَى وحُرَاَرَى، الاخيرتان عَن اللحياني. وَامْرَأَة حَرَّى من نسْوَة حِراَرٍ وحَرَارَى.

وحَرَّتْ كَبِدُهُ وصَدْرُهُ حِرَّةً وحَرَارَةً وحَرَارًا قَالَ:

وحَرَّ صَدْرُ الشَّيْخِ حَتَّى صلا

أَي التهبَتِ الحرارةُ فِي صَدْرِهِ حَتَّى سمع لَهَا صليل، واسْتَحَرَّتْ، كِلَاهُمَا: يَبِسَتْ من عَطَشٍ أَو حُزْنِ.

واحرها الله، والعَرَبُ تَقول فِي دُعائها على الْإِنْسَان: مَاله احَرَّ الله صَدَاهُ أَي اعطشه. وَقيل: مَعْنَاهُ: اعطش هامَتَه.

وَرجل محر: عَطِشَتْ إبلُه.

من كَلَامهم: حِرَّةٌ تَحت قُرَّة أَي عَطش فِي يَوْم بَارِد، وَقَالَ اللحياني: هُوَ دُعَاء مَعْنَاهُ. رَمَاه الله بالعطش وَالْبرد. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الحِرَّةُ: حَرارةُ العَطشِ والتهابه قَالَ: وَمن دُعَائِهِمْ: رَمَاه الله بالحِرَّةِ والقِرَّةِ أَي العَطشِ وَالْبرد.

والحَرَاَرَةً حُرْقَةٌ فِي الْفَم من طعم الشَّيْء، وَفِي الْقلب من التوجع. والاعرف الحراوة وَسَيَأْتِي ذكره.

وَامْرَأَة حَرِيرَةٌ: حَزِينةٌ محْرَقَةُ الكَبِدِ، قَالَ:

خَرَجْنَ حَرِيرَاتٍ وابْدَيْن مجْلَداً ... ودارتْ عَلَيْهِنَّ المُقَرَّمَةُ الصُّفْرُ والحَرَّةُ من الارضين: الصُّلْبَةُ الغليظةُ الَّتِي الْبَسَتْها كُلها حِجَارَة سود نَخِرَةٌ كَأَنَّهَا مُطِرَتْ، وَالْجمع حَرَّاتٌ وحِرَارٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: زعم يُونُس انهم يَقُولُونَ: حَرَّةٌ وحَرُّون، يُشَبِّهُوَنها بقَوْلهمْ أَرض وأرَضُون لِأَنَّهَا مُؤْنَثَة مثلهَا، قَالَ: وزَعمَ يُونُس أَيْضا: انهم يَقُولُونَ: حَرَّةُ وإحَرُّون، يَعْنُون الحِرَارَ كَأَنَّهُ جمعُ احَرَّةٍ وَلَكِن لَا يُتَكَلَّمُ بهَا انشد ثعلبٌ:

لَا خَمْسَ إِلَّا جَنْدَلُ الإحَرّينَ ... والخَمْس قد يجشمنك الامرين

وَمعنى لَا خمس: أم مُعَاوِيَة زَاد اصحابه يَوْم صِفِّينَ خَمْسَ مائَة فَلَمَّا الْتَقَوْا بعد ذَلِك قَالَ أصحابُ عَليّ:

لَا خَمْسَ إِلَّا جَنْدَلَ الإحَرّينَ

أَرَادوا لَا خَمْسَ مائَة، حَكَاهُ الهَرَوِيُّ. قَالَ بعضُ النَّحْوِيِّين: إِن قَالَ قَائِل: مَا بالهم قَالُوا فِي جمع حَرَّةٍ وإحَرَّةٍ: حِرُّونَ وإحَرُّون، وَإِنَّمَا يفُعَل فِي الْمَحْذُوف نَحْو ظُبَة وثُبَة، وليسَتْ حَرَّةٌ وَلَا إحَرَّةٌ مِمَّا حُذف شَيْء من اصوله، وَلَا هُوَ بِمَنْزِلَة أَرض فِي انه مؤنث بِغَيْر هَاء؟ فَالْجَوَاب أَن الأَصْل فِي إحْرَّةٍ إحْرَرَةٌ وَهِي إفْعَلَةٌ ثمَّ انهم كَرهُوا اجْتِمَاع حرفين كتحركين من جنس وَاحِد فاسكنوا الأول مِنْهُمَا ونقلوا حركته إِلَى مَا قبله وادغموه فِي الَّذِي بعده، فَلَمَّا دخل الْكَلِمَة هَذَا الاعل والتوين عوضوها مِنْهُ أَن جمعوها بِالْوَاو وَالنُّون، فَقَالُوا: إحرون، وَلما فعلوا ذَلِك فِي إحرة اجروا عَلَيْهَا حرَّة فَقَالُوا: حَرُّونَ وَإِن لم يكن لحَقها تغييرٌ وَلَا حذف لِأَنَّهَا أُخْت إحرة من لَفظهَا وَمَعْنَاهَا، وَإِن شِئْت قلت: إِنَّهُم قد ادغموا عين حرَّة فِي لامها، وَذَلِكَ ضرب من الاعلال لحقها.

وَقَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا هُوَ الاحَرين، قَالَ: جَاءَ بِهِ على احر كَأَنَّهُ أَرَادَ: هَذَا الْموضع الاحر أَي الَّذِي هُوَ احر من غَيره فسيره كالاكْرَمِينَ والارْحَمِينَ.

وبَعيرٌ حَرِّىّ: يَرْعَى فِي الحَرَّة.

وللْعَربِ حِرَارٌ معروفةٌ حَرَّةُ بني سُلَيْمِ وحَرَّةُ لَيْلى، وحرّةُ راجل، وحَرَّةُ واقم بِالْمَدِينَةِ، وحَرَّةُ النَّار لبني عَبْسٍ.

والحُرُّ نقيض العَبْد، وَالْجمع احْرار وحرارٌ، الْأَخِيرَة عَن ابْن جني، وَالْأُنْثَى حُرَّةٌ، وَالْجمع حَرَائِرُ شَاذ.

وحَرَّرَهُ: اعْتَقَهُ. وَقَوله عز وَجل (أَنِّي نَذَرْتُ لكَ مَا فِي بَطْني مُحَرّراً) قَالَ الزجاجُ: مَعْنَاهُ: جَعَلْتُه خَادِمًا يَخْدُمُ فِي مُتَعَبدَاتِكَ وَكَانَ ذَلِك جَائِز لَهُم، وَكَانَ على اولادهم أَن يطيعوهم فِي نذرهم فَكَانَ الرجل ينذر فِي وَلَده أَن يكون خَادِمًا فِي مُتَعَبَّدِهِمْ ولعبادهم، وَلم يكن ذَلِك النّذر فِي النِّسَاء إِنَّمَا كَانَ فِي الذُّكُورَة، فَلَمَّا ولدت مَرْيَم قَالَت: (رَبّ أَنِّي وضَعْتُها أُنثى) وَلَيْسَ الْأُنْثَى مِمَّا يصلح للنذر، فَجعل الله من الْآيَات فِي مَرْيَم لما اراده من أَمر عِيسَى أَن جعَلَها مُتَقَبَّلَةً فِي النذْرِ.

وَإنَّهُ لَبَيِّنٌ الحُرّيَّة والحُرُورَة والحُرثورِيَّةِ والحَرَارَةِ والحَرَارِ قَالَ:

فَمَا رُدَّ تَزْوِيجٌ عَلَيْهِ شَهادَةٌ ... وَلَا رُدَّ من بَعْد الحَرَارِ عتِيقُ

وَقَالَ ثَعْلَب: قَالَ اعرابي: لَيْسَ لَهَا اعراق فِي حَرَارٍ وَلَكِن اعراقها فِي الْإِمَاء.

والحُرّيَّةُ من النَّاس: اخْيارُهُمْ وافاضِلُهم.

والحُرُّ من كل شَيْء: اعْتَقُه.

وفَرَسٌ حُرّلإ: عَتِيقٌ.

وحُرُّ الْفَاكِهَة: خِيَارهَا.

وحُرُّ كُل أَرض: وَسطهَا واطيبها.

والحُرَّةُ والحُرُّ: الطين الطّيب والرمل الطّيب. قَالَ طرفَة:

وَتَبْسِمُ عَن الْمَى كَأَن مُنَوّراً ... تَخَلَّلَ حُرُّ الرَّمْلِ دعْص لَهُ نَدِ

وحُرُّ الدَّار: وَسطهَا وَخَيرهَا.

قَالَ طرفَة أَيْضا:

تُعَيِّرُنِي طَوْفى البِلادَ ورِحْلَتِي ... أَلا رُبَّ دارٍ لي سِوَى حُرّ دَارك

والحُرُّ: الْفِعْل الْحسن، قَالَ طرفَة:

لَا يَكُنْ حُبُّك دَاءً قَاتلا ... لَيْسَ هَذَا مِنْك مَاوىَّ بَحّرْ

والحُرَّةُ: الكريمةُ من النِّسَاء، قَالَ الاعشى: حُرَّةً طَفْلَةُ الانامِلِ تَرْتَبُّ ... سَخاما تَكُفُّه بخلال

وَيُقَال لأوّل لَيْلَة من الشَّهْر. لَيْلَة حُرةٌ ولَيَلَةُ حُرةٍ وَلآخر لَيْلَة: شَيْباءُ.

وباتَتْ بليلة حُرَّةٍ إِذا لم تُقْتَضَّ لَيْلَة زفافها قَالَ النَّابِغَة:

شُمْس مَوَانِعُ كل لَيْلَة حُرَّةٍ ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحشِ المغيارِ

وسحابةٌ حُرَّةٌ: بِكْرُ، يصفها بِكَثْرَة الْمَطَر.

وأحْرَارُ: الْبُقُول مَا أكل غير مطبوخٍ واحدُها حُرٌّ، وَقيل: هُوَ مَا خَشُنَ مِنْهَا، وَهِي ثَلَاثَة: النَّفَلُ والحُرْبثُ والقَفْعاءُ، وَقيل: الحُرُّ: نَبَات من نجيل السباخ.

وحُرُّ الْوَجْه: مَا اقبل عَلَيْك مِنْهُ، قَالَ:

جَلاَ الوجْهُ عَن حُرّ الوُجُوهِ فاسْفَرَتْ ... وكانتْ عَلَيْهَا هَبْوَةٌ لَا تَبَلَّحُ

وَقيل: حُرُّ الوجد: مسايل أَرْبَعَة: مدامع الْعَينَيْنِ من مقدمها ومؤخرها. وَقيل: حَرُّ الْوَجْه: الخدُّ.

والحُرَّتانِ: الاذُنانِ، قَالَ:

قَنْوَاءُ فِي حُرَّتَيْها للبصيرِ بهَا ... عتق مُبِينٌ وَفِي الْخَدين تسهيل

وحُرَّةُ الذِّفْرَى: مَجَالُ القُرْطِ. وَقيل: حُرّةُ الذِّفْرَى صِفَةٌ أَي إِنَّهَا حَسَنَةُ الذِّفُرَى اسيلتها يكون ذَلِك للمراة والناقة.

والحُرُّ: سَواد فِي ظَاهر اذني الْفرس قَالَ:

بَيَّنُ الحُرِّ ذُو مِرَاح سَبُوقُ

والحُرُّ: حَيَّةٌ دقيقة مثل الجان ابيض والجان فِي هَذِه الصّفة، وَقيل هُوَ ولد الْحَيَّة اللطيفة. وَعم بَعضهم بِهِ الْحَيَّة. والحُرُّ طَائِر صَغِير.

والحُرُّ: الصَّقْر. وَقيل: هُوَ طَائِر نَحوه، وَلَيْسَ بِهِ، انمر اصقع قصير الذَّنب عَظِيم الْمَنْكِبَيْنِ وَالرَّأْس. وَقيل: إِنَّه يضْرب إِلَى الخضة، وَهُوَ يصيد.

والحُرُّ: فرخ الْحمام. وَقيل: الذّكر مِنْهَا.

وسَاق حُرٍّ: الذّكر من القمارى قَالَ:

وَمَا هاج هَذَا الشوق إِلَّا حمامة ... دَعتْ ساقَ حُرّ ترْحة وترنما

وبناه صَخْر الغي فَجعل الاسمين اسْما وَاحِدًا فَقَالَ:

تنادى سَاق حُرَّ وظَلْتُ ابكي ... تَلِيداً مَا أُبينُ لَهَا كَلاَما

وَقيل: إِنَّمَا ذكر القماري سَاق حُرٍّ لصوته كَأَنَّهُ يَقُول سَاق حُرْ سَاق حُرْ وَهَذَا هُوَ الَّذِي جرأ صَخْر الغي على بنائِهِ عِنْدِي لِأَن الْأَصْوَات مَبْنِيَّة وَلذَلِك بنوا من الْأَسْمَاء مَا ضارعها.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ظن أَن سَاق حُرَّ وَلَدهَا وَإِنَّمَا هُوَ صَوتهَا، قَالَ ابْن جني: يشْهد عِنْدِي بِصِحَّة قَول الْأَصْمَعِي انه لم يعرب وَلَو اعرب لصرف سَاق حُرَّ فَقَالَ سَاق حُرٍّ إِن كَانَ مُضَافا أَو سَاق حُرًّا إِن كَانَ مركبا فيصرفه لِأَنَّهُ نكرَة فَتَركه إعرابه يدل على انه حكى الصَّوْت بِعَيْنِه وَهُوَ صياحه سَاق حُرَّ سَاق حُرَّ وَأما قَول حميد بن ثَوْر:

وَمَا هاج هَذَا الشوق إِلَّا حمامة ... دعتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةٍ وترنما

فَلَا يدُلُّ إعرابه على انه لَيْسَ بِصَوْت وَلَكِن الصَّوْت قد يُضَاف اوله إِلَى آخِره وَذَلِكَ قَوْلهم خاز باز وَذَلِكَ انه فِي اللَّفْظ أشبه بَاب دَار.

والحُرُّ: ولد الظبي.

والحَرِيرُ: ثِيَاب من ابريسم.

والحَرِيرَةُ: الحساء من الدسم والدقيق، وَقيل: هُوَ الدَّقِيق الَّذِي يطْبخ بِلَبن.

وحَرَّ الأَرْض يحرها حَرٍّا: سواهَا. والمِحَرُّ: شَبَحَةٌ فِيهَا أَسْنَان، وَفِي طرفها نَقْرانِ يكون فيهمَا حبلان وَفِي أَعلَى الشَّبْحَة نَقْرَانِ فيهمَا عود معطوفٌ. وَفِي وَسطهَا عُودٌ يقبض عَلَيْهِ، ثمَّ يوثق بالثورين فتغز الْأَسْنَان فِي الأَرْض حَتَّى تحمل مَا اثير من التُّرَاب إِلَى أَن ياتيا بِهِ الْمَكَان المنخفض.

وتَحْرِيرُ الْكِتَابَة: إِقَامَة حُرُوفِها وَإِصْلَاح السقط.

والمُحَرَّرُ: النَّذِيرَةُ، وَإِنَّمَا كَانَ يفعل ذَلِك بَنو اسرائيل، كَانَ أحدهم رُبمَا ولد لَهُ ولد فَجعله نذيرة فِي خدمَة الْكَنِيسَة مَا عَاشَ لَا يَسعهُ تَركهَا فِي دينه.

والحُرَّانِ: نجمان عَن يَمِين النَّاظر إِلَى الفرقدين إِذا انتصب الفرقدان اعترضا فَإِذا اعْترض الفرقدان انتصبا.

والحُرَّانِ: الحُرُّ واخوه أبي.

وَإِذا كَانَ اخوان أَو احبان فَكَانَ أَحدهمَا اشهر من الآخر سميا جَمِيعًا باسم الْأَشْهر قَالَ:

أَلا من مُبْلِغُ الحُرَّيْنِ عَنَّي ... مُغَلْغِلَةً وخُصَّ بهَا ابيا

وحَرَّانُ: مَوضِع.

وحَرُورَاءُ: مَوضِع تنْسب إِلَيْهِ الحَرُورِيَّةُ لِأَنَّهُ كَانَ أول اجْتِمَاعهم بهَا وتحكيمهم مِنْهَا وَهُوَ من نَادِر معدول النّسَب إِنَّمَا قِيَاسه حَرُورَاوِيٌّ.

وحَرِّى: اسْم.

والحُرَّانِ: مَوضِع قَالَ:

فَساقانِ فالحُرَّانِ فالصِّنْعُ فالرَّجا ... فَجَنْبا حمى فالخانِقان فَحَبْحَبُ

وحُرَّياتٌ: موضعٌ: قَالَ مُلَيْحٌ:

فَرَاقَبْتُهُ حَتى تَيامَنَ واحْتَوَتْ ... مطافِيلَ مِنْهُ حُرَّيَاتٌ واغْرُبُ

والحَرِيرُ: فَحل من فحول الْخَيل مَعْرُوف قَالَ رؤبة: عَرَفْتُ من ضَرْبِ الحَرِيِر عتقا ... فِيهِ إِذا السهب بِهن ارمقا

وحر: زجر للحمار قَالَ:

شمطاءُ جاءَتْ مِنْ بِلَاد الْبر ... قد تركَتْ حَيْهِ وقالَتْ حَرّ

حر



حَرَّ, see. Pers\. حَرِرْتَ, aor. ـَ (S, A, Msb, K;) and حَرَّ, sec. Pers\. حَرَرْتَ, aor. ـِ and حَرُّ; inf. n. حَرٌّ and حُرُورٌ (S, Msb, K) and حَرَارَةٌ, (S, K,) or this is a simple subst., (Msb,) and حِرَّةٌ; (TA;) and ↓ احرّ, (S, K,) a dial. var. heard by Ks, (S,) and mentioned by Zj and IKtt; (TA;) It (a day, S, A, Msb, K, and food, Msb) was, or became, hot; (A, Msb, K;) or very hot. (TA.) and حَرَّتِ النَّارُ, sec. Pers\. حَرِرْتِ, aor. ـَ The fire burned up, and became fierce or hot. (Msb.) b2: See also 10. b3: حَرَّ, sec. Pers\. حَرِرْتَ, aor. ـَ inf. n. حَرَّةٌ, He (a man, S) thirsted; was, or became, thirsty. (S, K.) Lh mentions حَرِرْتَ يَا رَجُلُ, aor. ـَ inf. n. حِرَّةٌ [perhaps a mistake for حَرَّةٌ] and حَرَارَةٌ: [app. in the same sense:] ISd says, I think he means [from] الحَرُّ, not الحُرِّيَّةُ. (TA.) And حَرَرٌ [an inf. n. of the same verb] signifies The liver's becoming dry from thirst or grief. (TA.) A2: حَرَّ, sec. Pers\. حَرِرْتَ, aor. ـَ (S, A, * Mgh, Msb, K,) inf. n. حَرَارٌ, (S, Mgh, Msb, K,) He (a slave, S) became free: (S, A, Mgh, Msb, K:) and ↓ تحرّر in the same sense is agreeable with analogy. (Mgh.) b2: And حَرَّ, sec. Pers\. and aor. as above, inf. n. حُرِّيَّةٌ, He (a man) was freeborn, or of free origin. (S.) A3: حَرَّ, [sec. Pers\.

حَرَرْتَ,] aor. ـُ inf. n. حَرٌّ, He heated water (A, * K) &c. (A.) A4: حَرَّ, aor. ـِ He cooked [what is termed] حَرِيرَة: (K:) and حَرَّتْ she made حريرة. (A.) Hence, in a trad., ذُرِّى وَأَنَا أَحِرُّ لَكِ Sprinkle thou the flour, and I will make of it حريرة for thee. (TA.) 2 حرّر, inf. n. تَحْرِيرٌ, He freed, liberated, or emancipated, a slave. (A, Mgh, Msb.) and حرّر رَقَبَةً He freed a neck [i. e. a slave]. (S, K.) b2: Also He set apart a child for the worship of God and the service of the mosque or oratory: (S, TA:) or he devoted him to the service of the church as long as he should live, so that he could not relinquish it while he retained his religion. (TA.) b3: Also, inf. n. as above, (tropical:) He made a writing &c. accurate, or exact; (S, K;) he made a writing beautiful, or elegant, and free from defects, by forming its characters rightly, and rectifying its faults: (A:) he wrote a writing well, or elegantly, and accurately, or exactly; (TK;) he wrote well, or elegantly: (KL:) and he made an account, or a reckoning, accurate, without mistake, and without omission, and without erasure. (TA.) [And simply (tropical:) He wrote a letter &c.]4 احرّ: see 1. b2: Also His (a man's) camels became thirsty. (S, K.) A2: Also He (God) made a man's liver to become dry by reason of thirst or grief. (TA.) And He made a man's bosom thirsty; as in the saying, used by the Arabs in cursing a man, مَا لَهُ أَحَرَّ اللّٰهُ صَدْرَهُ [What aileth him? May God make his bosom thirsty]: or the meaning is هَامَتَهُ [app. here used as signifying the bird called هَامَة, in the form of which the soul was believed to issue from a slain man, and to call incessantly for drink until the slaughter of the slayer]. (TA.) 5 تَحَرَّّ see 1.10 استحرّ (S, K) and ↓ حَرَّ (S, TA) (tropical:) It (slaughter) was, or became, vehement, (S, K,) and great in extent; (TA;) and the same is said of death. (TA.) A2: استحرّها He asked, or desired, of her [that she should make what is termed] حَرِيرَة. (A.) [See 1, last signification.]

حِرٌ: see حِرٌّ, below; and see also art. حرح.

حِرِىٌّ: see art. حرح.

حَرٌّ Heat; contr. of بَرْدٌ; (S, A, Mgh, Msb, K;) as also ↓ حَرَارَةٌ, (S, * Msb, * K,) contr. of بُرُودَةٌ; (S;) and ↓ حُرُورٌ (S, * Msb, * K) and ↓ حِرَّةٌ: (TA:) [see 1, first sentence:] pl. [of the first]

حُرُورٌ and ↓ أَحَارِرُ; (K;) the latter anomalous, both as to its measure and in the non-incorporation of the first ر into the second: it is mentioned on the authority of Az and others; but IDrd doubts its correctness; and the author of the Wá'ee mentions أَحَارُّ as a pl. form, but apparently to avoid contrariety to rule: the pl. of ↓ حَرَارَةٌ as a simple subst., or as an inf. n., but more probably as the former, is حَرَارَاتٌ. (TA.) b2: (assumed tropical:) A burning of the heart, from pain and wrath and distress or affliction or trouble or fatigue. (TA.) [See also حَرَارَةٌ.] b3: (assumed tropical:) Difficulty, or severity, of work. (TA.) A2: See also حَارٌّ: A3: and حَرَّةٌ: A4: and سَاقُ حُرٍّ, voce حُرٌّ.

حُرٌّ Free, ingenuous, or free-born; contr. of عَبْدٌ: (S, A, Mgh, Msb, K:) fem. حُرَّةٌ: (S, Mgh, Msb, K:) pl. masc. أَحْرَارٌ (Msb, K) and حِرَارٌ; (IJ, K;) not حَرَارٌ, as some say; nor is حِرَارٌ an inf. n. as well as a pl., as others say: (MF:) pl. fem. حَرَائِرُ, (Msb, K,) contr. to analogy, and, as Suh says, the only instance of the kind except شَجَرٌ مَرَائِرُ as pl. of شَجَرَةٌ مُرَّةٌ; for the [regular] pl. of فُعْلَةٌ is فْعَلٌ; but حُرَّةٌ has this form of pl. because it is syn. with كَرِيمَةٌ and عَقِيلَةٌ [as will be seen in what follows]; and مُرَّةٌ, because it means خَبِيثَةُ الطَّعْمِ. (Msb.) Omar said to the women who used to go forth to the mosque, لَأَرُدَّنَّكْنَّ حَرَائِرَ [lit. I will assuredly make you to become free women]; meaning I will assuredly make you to keep to the houses: for the curtain is lowered before free women; not before slavewomen. (TA.) [See also حُرِّيَّةٌ.] b2: (tropical:) Generous, noble, or well-born; like as عَبْدٌ is used to signify “ ignoble,” or “ base-born: ” (Mgh:) and so the fem. حُرَّةٌ; (S, Mgh, K;) applied to a woman; (TA;) and to a she-camel: (S:) and so the masc. applied to a horse. (K, TA.) [Hence,] بَاتَتْ بِلَيْلَةِ حُرَّةٍ (tropical:) [She passed a virgin's night] is said of her whose husband has not been able to devirginate her (S, A, K) in the night when she has been first brought to him: (TA:) because the حُرَّة is modest and repugnant: (Har p. 418:) in the contr. case one says, بِلَيْلَةِ شَيْبَآءَ: (S, L:) and one says also بِلَيْلَةٍ حُرَّةٍ; and بِلَيْلَةٍ شَيْبَآءَ. (TA.) [And hence,] لَيْلَةُ حُرَّة and لَيْلَةٌ حُرَّةٌ signify also (assumed tropical:) The first night of the [lunar] month: (K:) its last night is called لَيْلَةُ شَيْبَآءَ and لَيْلَةٌ شَيْبَآءُ. (TA.) You say also وَجْهٌ حُرٌّ (tropical:) [app. meaning An ingenuous countenance]. (A.) b3: (tropical:) Generous, or ingenuous, in conduct: as in the saying of Imra-el-Keys, لَعَمْرُكَ مَا قَلْبِى إِلَى أَهْلِهِ بِحْرْ [By thy life, my heart is not generous in conduct to its, or his, companion]; meaning that it is averse therefrom, and inclines to another. (Az, TA.) [Hence,] سَحَابَةٌ حُرَّةٌ (tropical:) A cloud bountiful with rain; (A;) or abounding with rain. (S, K.) b4: (tropical:) A good deed or action. (K, TA.) Yousay, مَاهٰذَا مِنْكَ بِحُرٍّ (tropical:) This is not good, or well, of thee. (S, A.) b5: (assumed tropical:) Anything good, or excel-lent; as poetry, &c. (TA.) You say كَلَامٌ حُرٌّ (tropical:) [app. meaning good, or excellent, speech or language]. (A.) b6: (tropical:) Good earth, or clay, and sand: (K, TA:) or earth, or clay, in which is no sand: (S, A:) and sand in which is no earth or clay: (S:) or sand that has good herbage: (A:) you say رَمْلَةٌ حُرَّةٌ; (S, A;) and the pl. is حَرَائِرُ: (S:) or sand in which is no mixture of any other thing: (Msb: [accord. to which, this is the primary meaning of the word, whence the meaning of “ free,” i. e. the “ contr. of عَبْدٌ: ” but accord. to the A and TA, it is tropical:]) and أَرْضٌ حُرَّةٌ (tropical:) land in which is no salt earth: (A:) or in which is no sand: as applied to that upon which no tithe is levied, it is post-classical. (Mgh.) b7: (tropical:) The middle, (S, A, K,) and best part, (TA,) of sand, (S, K, TA,) and of a house. (S, A, TA.) b8: (assumed tropical:) The best of anything; (K, TA;) as, for instance, of fruit. (TA.) b9: Also sing. of أَحْرَار in the term أَحْرَارُ البُقُولِ, (TA,) which means (tropical:) Herbs, or leguminous plants, that are eaten without being cooked; (S, A;) as also البُقُولِ ↓ حُرِّيَّةُ: (A:) or such as are slender and succulent; and ذُكُورُ البُقُولِ means “ such as are thick and rough: ” (AHeyth:) or the former are such as are slender and soft; and the latter, “such as are hard and thick: ” (TA in art. عشب:) or the former are such as are slender and sweet; and the latter, “ such as are thick, and inclining to bitterness: ” (TA in art. ذكر:) or the former are such as are rough; and these are three, namely, النَّفَلُ and الحُرْبُثُ and القَفْعَآءُ: or الحُرُّ is applied to a plant of the kind called النَّجِيل, growing in salt grounds. (TA.) b10: حُرُّ الوَجْهِ (tropical:) What appears of the face: (K, TA:) or what appears of the elevated part of the cheek; (S;) [i. e.] the ball, or most prominent place, of the cheek; (W p. 28;) and ↓ الحُرَّةُ signifies [the same, or] the elevated part of the cheek: (TA:) or the former is what fronts one, of the face: or the four tracks of the tears, from each corner of each eye. (TA.) One says, لَطَمَهُ عَلَى حُرِّ وَجْهِهِ (tropical:) [He slapped him on the ball of his cheek]. (S, TA. *) A2: The young one of a gazelle. (S, K.) b2: The young one of a serpent: (S, K:) or of a slender serpent: or it is a slender serpent, like the جَانّ, of a white colour: or a white serpent: or a serpent, absolutely. (TA.) b3: The young one of a pigeon: (S, K:) or the male thereof. (TA.) b4: سَاقُ حُرٍّ [is said to signify] The male of the قَمَارِىّ [or kind of collared turtle-doves of which the female is called قُمْرِيَّة (see قُمْرِىٌّ)]: (S, Msb, K:) Homeyd Ibn-Thowr says, وَمَا هَاجَ هٰذَا الشَّوْقَ إِلَّا حَمَامَةٌ دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ تَرْحَةً وَتَرَنُّمَا [And nothing excited this desire but a pigeon (see حَمَامٌ) that called ساق حرّ, sorrowing and warbling]: or, accord. to IJ, the right reading is دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ فِى حَمَامٍ تَرَنُّمَا [that called ساق حرّ among other pigeons, warbling]: but some say that الساق is the pigeon; and حرّ, its young one: or ساق حرّ is the cry of the قمارىّ, and is an onomatopœia: accord. to Aboo-'Adnán, it is ↓ ساق حَرّ, and means the warbling of the pigeon: and Sakhr El-Gheí makes it a compound, and indecl.; using the phrase, تُنَادِى

سَاقَ حُرَّ [she calls ساق حرّ]: on which IJ observes, As says, ساق حرّ is thought to mean the young one of the bird; but it is her cry: and he (IJ) adds, the fact that the poet [Sakhr] does not make it decl. is an evidence of the correctness of the assertion of As; for, were it decl., he would have said سَاقَ حُرٍّ if it consisted of two nouns whereof the former was prefixed to the other so as to govern it in the gen. case, or ساق حُرًّا if it were a compound; as it is indeterminate: and its being made decl. by Homeyd does not show it to be not significant of a sound; for sometimes an expression significant of a sound consists of two nouns whereof the former is prefixed to the latter so as to govern it in the gen. case, like خَازُ بَازٍ. (M, MF, TA.) حِرٌّ (Msb, K) and ↓ حِرٌ (S, Mgh, Msb, and K, in art. حرح) The vulva, or pudendum, of a woman: (Msb, K:) the former a dial. var. of the latter; (K;) originally حِرْحٌ [q. v.]. (Msb.) حَرَّةٌ A stony tract, of which the stones are black (S, Mgh, Msb, K) and worn and crumbling, (S, K,) as though burned with fire: (S:) or a hard and rugged tract of ground, strewn with black and worn and crumbling stones, as though they were rained down: (TA:) or a level tract abounding with stones, over which it is difficult to walk, and hard: (IAar:) or one [whereof the stones are] black above and white beneath: accord. to AA, of a round form: such as is oblong, not wide, is termed كُرَاع: (TA:) pl. ↓ حَرٌّ, (K,) or rather this is a coll. gen. n., (MF,) and حِرَارٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and حَرَّاتٌ and حَرُّونَ, (S, K,) with و and ن like أَرَضُونَ, (Yoo, S,) to which it is made like because it is fem., as أَرْضٌ is, (Yoo,) and ↓ أَحَرُّونَ, (S, K,) as though the sing. were أَحَرَّةٌ, (Yoo, Sb, S,) though this sing. is not used; (Yoo;) or as though its sing. were أَحَرُّ, accord. to Th, who app. means that this place is hotter than others. (TA.) الحُرَّةُ: see حُرٌّ. b2: حُرَّةُ الذِّفْرَى (tropical:) The part of the protuberance behind the ear where the earring swings about: (S, K: *) or it is an epithet, signifying beautiful and smooth and long in the protuberance behind the ear; applied to a woman and to a she-camel. (TA.) b3: الحُرَّتَانِ is also said to signify The two ears. (TA.) One says, حَفِظَ اللّٰهُ كَرِيمَتَيْكَ وَحُرَّتَيْكَ (A, TA) i. e. (tropical:) [May God preserve thy two eyes and] thy two ears. (TA.) A2: Chamomile, or chamomile-flowers; syn. البَابُونَجُ. (TA.) حِرَّةٌ: see حَرٌّ. b2: Also A heat, or burning, in the throat: when it increases, it is termed حَرْوَةٌ. (TA.) [See also حَرَارَةٌ.] b3: Thirst: (S, A:) or the heat and burning of thirst: (IDrd:) it may be said that it is with kesr [instead of fet-h (see 1)] for the purpose of its being assimilated in form to قِرَّةٌ, with which it occurs. (S, K.) One says, رَمَاهُ اللّٰهُ بِالحِرَّةِ تَحْتَ القِرَّةِ (A, K) May God afflict him by thirst with cold: and بِالحِرَّةِ وَالقِرَّةِ by thirst and cold. (TA.) And أَشَدُّ العَطَشِ حِرَّةٌ عَلَى قِرَّةٍ The most severe of thirst is thirst in a cold day. (S.) And حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّةٍ Thirst in a cold day: (ISd:) a prov., applied to him who makes a show of the contrary of that which he conceals; (TA;) or who makes a show of friendship while he conceals hatred. (Meyd.) حَرَارٌ: see حُرِّيَّةٌ.

حَرُورٌ, of the fem. gender, (Msb,) A hot wind, (Msb,) in the night or in the day; (AA, Fr, Msb;) as also سَمُومٌ: (AA, Msb:) or the former is a hot wind in the night, and sometimes in the day; (AO, S, K;) and the latter, a hot wind in the day, and sometimes in the night: (AO, S:) or the former, a hot wind in the night; like the latter in the day: (S:) or the former, in the day; the latter being in the night; accord. to Ru-beh, as said to AO: (Msb:) pl. حَرَائِرُ. (A.) b2: The heat of the sun: (K:) or heat [absolutely]: (ISd:) constant heat: (K:) the fire of Hell: (Th, K:) pl. as above. (TA.) In the Kur [xxxv. 20], وَلَا الظِّلُّ وَلَا الحَرُورُ means Nor shade nor heat: (ISd:) or nor Paradise nor Hell: (Th:) or nor the people of truth, who are in the shade of truth, nor the people of falsehood, who are in constant heat, night and day. (Zj.) حُرُورٌ: see حَرٌّ.

حَرِيرٌ Heated by wrath &c.; as also ↓ مَحْرُورٌ: (S, K:) fem. of each with ة; the former being with ة because it is syn. with حَزِينَةٌ [afflicted with grief or sorrow]: or حَرِيرَةٌ signifies affected with grief or sorrow, and having the liver burned [thereby]: (TA:) or heated in the bosom: (Az, TA:) and its pl. is حَرِيرَاتٌ. (Az, S, TA.) A2: Silk; syn. إِبْرِيسَمٌ: (Msb:) or dressed silk; syn. ابريسم مَطْبُوخٌ: (Mgh, Msb:) and a garment, or stuff, made thereof: (Mgh:) or stuff wholly composed of silk: or of which the woof is silk: (Mgh, from the Jema et-Tefáreek:) n. un. with ة; (Msb;) meaning one of the garments, or pieces of stuff, called حَرِيرٌ. (S, K.) حَرَارَةٌ: see حَرٌّ, in two places. b2: Also I. q.

حَرْوَةٌ as used in the saying, إِنِّى لَأَجِدُ لِهٰذَا الطَّعَامِ حَرْوَةً فِى فَمِى, (S, TA,) meaning Verily I find that this food has a burning effect, or a pungency, in my mouth. (TA.) It signifies A burning in the mouth, from the taste of a thing: and in the heart, from pain: and hence one says, وَجَدَ حَرَارَةَ السَّيْفِ, and الضَّرْبِ, and المَوْتِ, and الفِرَاقِ, [He felt the burning effect of the sword, and of beating, and of death, and of separation.] (IDrst, TA.) [See also حِرَّةٌ.]

A2: See also حُرِّيَّةٌ.

حُرُورَةٌ: see حُرِّيَّةٌ.

حَرِيرَةٌ n. un. of حَرِيرٌ [q. v.]. (Msb.) A2: Also A kind of soup of flour and grease or gravy: (TA:) or flour cooked with milk, (S, K,) or with grease or gravy: (K:) it is of flour, and خَزِيرَةٌ is of bran: (Sh:) [when a mess of this kind is thickest,] it is عَصِيدَة; then, نَجِيرَة; then, حَرِيرَة; then, حَسْوٌ. (IAar.) [See also نَفِيتَةٌ.]

حَرُورِىٌّ: see the next paragraph.

حَرُورِيَّةٌ and حُرُورِيَّةٌ: see حُرِّيَّةٌ.

A2: الحَرُورِيَّةُ A sect of the heretics, or schismatics; (خَوَارِج [q. v.];) so called in relation to Haroorà (حَرُورَآءُ), a certain town (Az, S, A, Mgh, Msb) of ElKoofeh, (Az, Mgh, Msb,) from which it is distant two miles; (TA;) because they first assembled there (Az, S, Mgh, Msb) and professed the doctrine that government belongs only to God: (Az, S, Mgh:) they dived so deeply into matters of religion that they became heretics; and hence the appellation is applied also to any who do thus: (Mgh, Msb:) they consisted of Nejdeh and his companions, (K,) and those holding their tenets: (TA:) they were also called المُبَيِّضَةُ, because their ensigns in war were white: (T voce المُحَمِّرَةُ:) a man of this sect is called ↓ حَرُورِىٌّ; (S, K;) and a woman, as well as the sect collectively, حَرُورِيَّةٌ: (Mgh, Msb:) which also signifies the quality of belonging to this sect. (S, * K, * TA.) حَرِّىٌّ A camel that pastures in a stony tract such as is termed حَرَّةٌ. (S, K.) حُرِّيَّةٌ The state, or condition, of freedom; contr. of slavery; as also ↓ حُرُورِيَّةٌ (S, A, Msb, K) and ↓ حَرُورِيَّةٌ, (S, Msb, K,) of which two the latter is the chaste form, (Mgh,) or it is more chaste than the former, which is the regular form, (MF,) and ↓ حَرَارٌ, (S, A, Msb, K,) not حِرَارٌ, (TA,) and ↓ حُرُورَةٌ (K, TA [in the CK حَرُورَةٌ]) and ↓ حَرَارَةٌ. (TA.) b2: Free persons, collectively. (Mgh.) [See حُرٌّ.] b3: (tropical:) The eminent, elevated, or noble persons of the Arabs, (K, TA,) and of the foreigners. (TA.) You say, هُوَ مِنْ حُرِّيَّةِ قَوْمِهِ He is of the noble ones of his people: (A:) or of the choicest, best, or most excellent, of his people. (TA.) b4: (assumed tropical:) Sandy, soft earth, (K, TA,) good, and fit to produce plants or herbage. (TA.) b5: حُرِّيَّةُ البُقُولِ: see حُرٌّ.

حَرَّانُ Thirsty: (S, A, K:) or it has an intensive signification, as will be shown by what follows: (TA:) fem. حَرَّى: pl. (masc. and fem., TA) حِرَارٌ (S TA) and حَرَارَى and حُرَارَى. (TA.) One says حَرَّانُ يَرَّانُ جَرَّانُ. (TA.) It is said in a trad., فِى كُلِّ كَبِدِ حَرَّى أَجْرٌ, meaning For the giving of drink to any liver that is dried up by thirst from intense heat, there shall be a recompense: and in another, ↓ فِى كُلِّ كَبِدٍ حَارَّةٍ

أَجْرٌ. (IAth, TA.) b2: [See also a tropical use of this word in a verse cited in art. حسب, conj. 2.]

حَارٌّ Hot: (Msb:) a very hot day, and food. (A.) IAar says, I do not say ↓ يَوْمٌ حَرٌّ. (TA in art. قر.) [This seems to imply that some allow it; and it is common in the present day. See جَرْمٌ.] b2: See an ex. of its fem., حَارَّة, in the next preceding paragraph. b3: (assumed tropical:) Difficult, troublesome, distressing, fatiguing, or severe work. (K, TA.) El-Hasan, when [his father] 'Alee ordered him to flog El-Weleed the son of 'Okbeh for drinking wine, in the days of 'Othmán, said, وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا (assumed tropical:) Set thou over what is evil thereof him who has superintended what is good thereof: (Mgh:) or set thou over what is difficult of the affair him who has superintended what is profitable thereof: (Msb:) meaning that only he should undertake the infliction of the flogging who superintends the profitable affairs of government. (Mgh.) b4: جَآءَ فُلَانٌ حَارًّا مُخُّهُ, and حَارَّ العِظَامِ, (tropical:) Such a one came in a plump, or fat, state; contr. of بَارِدًا مُخُّهُ, and بَارِدَ العِظَامِ. (A and TA in art. برد.) أَحَرُّ [Hotter: and hottest]. b2: أَحَرُّونَ: see حَرَّةٌ. b3: هُوَ أَحَرُّ حُسْنًا مِنْهُ (assumed tropical:) He is more delicate [or more free from defects] in goodliness, or beauty, than he. (K, TA.) أَحَارِرُ: see حَرٌّ, first sentence.

مُحِرٌّ A man whose camels are thirsty. (S.) مُحَرَّرٌ Freed from slavery; emancipated. (TA.) b2: A child devoted by the parent to the service of a church. (TA.) [See also 2.]

مَحْرُورٌ: see حَرِيرٌ.

ثَعْلَب

(ثَعْلَب)
الْمَكَان ثَعْلَبَة كثرت ثعالبه وَالرجل جبن وراغ كالثعلب
ثَعْلَب
: (الثَّعْلبُ) مِنَ السِّبَاعِ (م، وهِيَ الأُنْثَى أَو) الأُنْثَى ثَعْلَبَةٌ و (الذَّكَرُ ثَعْلَبٌ وَثُعْلُبَانٌ بِالضَّمَّ، واسْتشْهَادُ الجَوْهَرِيِّ) فِي أَنَّ الثُّعْلْبَانَ بالضَّمِّ هُوَ ذَكَرُ الثَّعْلَبِ (بِقَوْلِهِ أَي الرَّاجِزِ وَهُوَ غَاوِي بنُ ظَالمٍ السُّلَمِيُّ وقِيلَ: أَبُو ذَرَ الغِفَارِيُّ وَقيل: العَبَّاسُ بنُ مرْدَاس السُّلَمِيّ:
(أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلُبَانُ بَرَأْسِه)
لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ
كَذَا قَالَه الكِسَائيُّ إِمَامُ هَذَا الشِّأْنِ واسْتَشْهَدَ بِهِ وتَبِعَهُ الجَوْهَرِيّ، وكَفَى بهما عُمْدَة، (غَلَطٌ صَرِيحٌ) ، خَبَرُ المُبْتَدَإِ، قَالَ شَيْخُنَا: وهَذَا مِنْهُ تَحَامُلٌ بَالِغٌ، كَيْفَ يُخْطِّىءُ هاذَيْنِ الإِمَامَيْنِ، ثِمَّ إِنَّ قَوْلَهُ (وهُوَ) أَي الجَوْهَرِيّ (مَسْبُوقٌ) ، أَيْ سَبَقَهُ الكِسَائِيُّ فِي الغَلَطِ، كالتَّأْيِيد لِتَغُليطِهِ، وَهُوَ عَجِيبٌ، أَمَّا أَوَّلاً فَإِنَّه نَاقِلٌ، وَهُوَ لَا يُنْسَبُ إِلَيْهِ الغَلَطُ، وثَانِياً فَالكِسَائِيُّ ممَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِيمَا قَالَه، فكَيْفَ يَجُعَلُهُ مَسْبُوقاً فِي الغَلَطِ، كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ عِنْد التَّأَمُّلِ، ثمَّ قَالَ: (والصَّوَابُ فِي البَيْت فَتْحُ الثَّاءِ) المثَلَّثَةِ مِن الثُّعْلُبانِ (لأَنَّهُ) على مَا زَعَمَهُ (مُثَنَّى) ثَعْلَبٍ، ومِن قِصَّتِه. (كَانَ غَاوِي بنُ عَبْدِ العُزَّى) وَقِيلَ: غاوِي بنُ ظَالِم، وقيلَ: وَقَعَ ذَلِك للْعَبَّاس بن مرْدَاس، وَقيل لأَبِي ذَرَ الغِفَارِيِّ، وَقد تَقَدَّمَ، (سَادناً) أَيْ خَادماً (لصَنَمٍ) هُوَ سُواعُ، قَالَه أَبُو نُعَيمٍ، وكانتْ (لبَني سُلَيْمِ) بنِ مَنْصُور، بالضَّمِّ القَبيلَة المَعْرُوفَةُ، وَهَذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ القِصَّةَ وقَعَتْ لاِءَحَدِ السُّلَمِيَّيْنِ، (فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَه إِذْ أَقْبَلَ ثَعْلَبَانِ، يشْتَدَّانِ) أَيْ يَعْدُوَانِ (حَتَّى تَسَنَّمَاهُ) : عَلَيَاهُ، (فَبَالاَ عَلَيْهِ، فَقَالَ) حِينَئذ (البَيْتَ) المَذْكُورَ آنِفاً، اسْتَدَلَّ المُؤَلِّفُ بِهَذِهِ القِصَّة على تَخْطِئَةِ الكِسَائِيِّ والجَوْهَرِيِّ، والحَدِيثُ ذَكَرَهُ البَغَوِيُّ فِي مُعْجَمِهِ، وابنُ شَاهِينَ وغَيْرُهُمَا، وَهُوَ مَشْرُوحٌ فِي دلائِلِ النُّبُوَّة لاِءَبِي نُعَيم الأَصْبَهَانِيِّ ونَقَلَهُ الدَّمِيرِيُّ فِي حَيَاة الحَيَوَان، وَقَالَ الحَافِظُ ابْن ناصِرٍ: أَخْطَأَ الهَرَوِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ وصَحَّفَ فِي رِوَايَتِهِ، وَإِنَّمَا الحَدِيث: فجَاءَ ثُعْلُبَانٌ، بالضَّمِّ، وَهُوَ ذَكَرُ الثَّعَالبِ اسْمٌ لَهُ مُفْرَدٌ لاَ مُثَنًّى، وأَهْلُ اللُّغَة يَسْتَشْهِدُونَ بالبَيْتِ للْفَرْق بَيْنَ الذَّكَرِ والأُنْثَى، كَمَا قَالُوا: الأُفْعُوَانُ: ذَكَرُ الأَفَاعِي، والعُقْرُبَانُ: ذَكَرُ العَقَارِبِ، وحَكَى الزَّمَخْشَرِيُّ عَن الجَاحِظِ أَنَّ الرِّوَايَةَ فِي البَيْتِ إِنَّمَا هِيَ بالضَّمِّ على أَنَّه ذَكَرُ الثَّعَالبِ، وصَوَّبَهُ الحافِظُ شَرَفُ الدَّينِ الدِّمْيَاطيُّ وغَيْرُه مِنَ الحُفَاظِ، وَرَدُّوا خِلاَفَ ذلكَ، قالهُ شَيْخُنَا، وَبِه تعلَمُ أَنَّ قَوْلَ المُصَنِّفِ: الصَّوَابُ، غَيْرُ صَوَاب. (ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ سُلَيمْ، لَا وَاللَّهِ) هذَا الصَّنَمُ (لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ، وَلَا يُعْطِي ولاَ يَمْنَعُ. فَكَسرَهُ ولَحِقَ بالنَّبِبِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَامَ الفَتْح، (فَقَالَ) النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: غَاوِي بنُ عَبْدِ العُزَّى، فَقَالَ: بَلْ أَنْتَ رَاشِدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ) وعَقَدَ لَهُ على قَومِهِ. كذَا فِي التَّكْملَةِ. وَفِي طَبَقَات ابْنِ سَعْد: وَقَالَ ابْن أَبِي حَاتِمٍ: سَمَّاهُ رَاشدَ بنَ عَبْد الله.
(وَهِي) أَي الأُنْثَى (ثَعْلَبَةٌ) ، لَا يَخْفَى أَنَّ هَذَا القَدْرَ مَفْهُومٌ منْ قَوْلِهِ أَو الذَّكَرُ إِلخ، فذِكْرُه هُنَا كالاسْتدْرَاكِ مَعَ مُخَالَفَته لقَاعدَتِهِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: الثَّعْلَبُ الذَّكَرُ، والأُنْثَى ثُعَالَةُ (ج ثَعَالبُ وثَعَالٍ) عَن اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يُعْجِبُنِي قَوْلُهُ، وأَمَّا سِيبَوَيْهِ فَإِنَّهُ لَمْ يِجزْ ثَعَالٍ إِلاَّ فِي الشِّعْرِ كَقَوْله رَجُلٍ منْ يَشْكُرَ: لهَا أَشَاريرُ مِنْ لَحْم تُتَمِّرُهُ
مِنَ الثِعَالِي ووَخْزٌ مِنْ أَرَانِيهَا
وَوَجَّهَ ذَلِك فَقَالَ: إِنَّ الشَّاعرَ لَمَّا اضْطُرَّ إِلَى اليَاءِ أَبْدَلَهَا مَكَانَ البَاءِ، كَمَا يُبْدِلُهَا مَكَانَ الهَمْزَةِ.
(وَأَرْضٌ مَثْعَلَةٌ) كَمَرْحَلَة (ومُثَعْلِبَةٌ) بِكَسرِ: اللاَّمِ ذَاتُ ثَعَالِبَ أَيْ (كَثيرَتُهَا) . فِي (لِسَان الْعَرَب) : وأَمَّا قَوْلُهُمْ: أَرْضٌ مَثْعَلَةٌ فَهُوَ مِن ثُعَالَةَ، ويَجُوزُ أَن يَكُونَ منْ ثَعْلَب، كَمَا قالُوا مَعْقَرةُ: لأَرْضٍ كَثِيرَةِ العَقَارِب.
(و) الثَّعْلَبُ (: مَخْرَجُ المَاءِ إِلَى الحَوْضِ) هاكَذَا فِي النُّسَخِ، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) : مِنَ الحَوْضِ. (و) الثَّعْلَبُ (: الجُحْرُ) الَّذِي (يَخْرُجُ مِنْهُ مَاءُ المَطَرِ) ، والثَّعْلَبُ: مَخْرَجُ المَاءِ (مِنَ الجَرينِ) أَيْ جَرِينِ التَّمْرِ، وقِيلَ: إِنَّهُ إِذَا نُشرَ التَّمْرُ فِي الجَرِينِ فَخَشُوا عَلَيْهِ المَطَرَ عَمِلُوا لَهُ حَجَراً يَسيلُ مِنْه مَاءُ المَطَر، وَفِي الحَدِيثِ أَنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلماسْتَسْقَى يَوْماً ودَعَا، فقَامَ أَبُو لْبَابَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ التَّمْرَ فِي المَرَابِدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللاهُمَّ اسْقِنَا حَتَّى يَقُومَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَاناً يَسُدُّ ثعْلَبَ مِرْبَدِهِ بإِزَارِهِ، أَوْ رِدَائهِ، فَمُطِرْنَا حَتَّى قَامَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَاناً يَسُدُّ ثَعْلَبَ مرْبَدِهِ بِإِزَارِهِ) . والمِرْبَدُ: مَوْضِعٌ يُجَفَّفُ فِيهِ التَّمْرُ، وثَعْلَبُه: ثُقْبُهُ الَّذِي يَسِيلُ مِنْهُ مَاءُ المَطَرِ.
(و) الثَّعْلَبُ (: طَرَفُ الرُّمْحِ الدَّاخِلُ فِي جُبَّةِ السِّنَانِ) مِنْهُ.
(و) الثَّعْلَبُ (: أَصْلُ الفَسِيل إِذَا قُطِعَ مِنْ أُمِّه، أَو) هُوَ (أَصْلُ الرَّاكُوبِ فِي الجِذْعَ) مِن النَّخْلِ، قَالَهُما أَبُو عَمْرٍ و.
(و) الثَّعْلَبَةُ (بهاءٍ: العُصْعُصُ) ، بالضَّمِّ، (و) الثَعْلَبَةُ (: الاسْتُ، و) بِلاَ لاَم (اسْمُ خَلْقٍ) لاَ يُحْصَوْنَ عَدًّا من العُلَمَاءِ والمُحَدِّثينَ، قَال السُّهَيْليُّ فِي الرّوْض: ثَعْلَبَةُ فِي العَرَب فِي الرِّجَالِ، وقَلَّمَا سَمَّوْا بِثَعْلَب، وإِنْ كَانَ هُوَ القِيَاسَ، كَمَا سَمَّوْا بِنَمِرٍ وذِئُب وسَبُعٍ، لَكِن الثَّعْلَب مُشْتَرَكٌ إِذْ يُقَالُ: ثَعْلَبُ الرُّمْحُ وثَعْلَبُ الحَوْضِ، فَكَأَنَّهُمْ عَدَلُوا عَنْهُ لهَذَا الاشْتِرَاكِ، نَقَلَه شيْخُنَا (و) بَنُو ثَعْلَبَةَ (قَبَائِلُ) شَتَّى، خَبَرُ مُبْتَدَإٍ أَوْ مَعْطُوفٌ عَلَى خَلق، ويُقَالُ لَهُم: الثَّعَالِبُ، فَثَعْلَبَةُ فِي أَسَدٍ، وثعْلَبَةُ فِي تَمِيمٍ، وثَعْلَبَةُ فِي رَبِيعَةَ، وثَعْلَبَةُ فِي قَيْسٍ، (و) منْهَا (الثَّعْلَبَتَان:) قَبِيلَتَانِ مِن طَيِّىءٍ وهما ثَعْلَبَةُ (بنُ جَدْعَاءَ) بنِ ذُهْلِ بنِ رُومَانَ بنِ جُنْدَبِ بنِ خَارِجَةَ بنِ سَعْدِ بنِ فُطْرَة بنِ طِيِّىءٍ (و) ثَعْلَبةُ (بنُ رُومَانَ) بن جُنْدَبٍ المذْكُورِ، وَهَكَذَا فِي المُزْهِر فِيمَا ثِنِّىَ مِنْ أَسْمَاءِ القَبَائِلِ، وقَرَأْتُ فِي أَنْسَابِ أَبي عُبَيْدٍ: الثَّعَالِبُ فِي طَيِّىءٍ، يُقَال لَهُم: مَصَابِيحُ الظَّلاَمِ، كالرَّبَائِعِ فِي تَمِيم، قَالَ عَمْرُو بنُ مِلْقَطٍ الطَّائِيُّ:
يَا أَوْسُ لَوْ نَالَتْكَ أَرْمَاحُنَا
كُنْتَ كَمَنْ تَهْوِى بِهِ الهَاوِيَهْ
يَأْبَى لِي الثَّعْلَبَتَانِ الَّذي
قَالَ خُبَاجُ الأَمَةِ الرَّاعِيَهْ
وأُمُّ جُنْدَبٍ: جَدِيلَةُ بْنتُ سُبَيْع بْنِ عَمْرِو بنِ حِمْيَر، وإِلَيْهَا يُنْسَبُونَ، وَفِي الرَّوْضِ الأُنُفِ: وأَمَّا القَبَائِلُ ففيهم: ثَعْلَبَةُ بَطْنٌ مِن رَيْثِ بنِ غَطَفَانَ، وفِيهِم بغَيْرِ هَاءٍ: ثَعْلبُ بنُ عَمْرو، مِن بَنِي شَيْبَانَ حَلِيفٌ فِي عَبْد قِيْسٍ، شَاعرٌ، قَالَ شَيْخنا، والنحْوِيُّ صاحبُ الفَصِيحِ هُوَ أبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بن يَحْيَى ثَعْلَب (وثَعْلَبَةُ: اثْنَانِ وعِشْرُونَ صَحَابِيًّا) قد أَوْصَلَهُمُ الحَافِظُ بنُ خَجَرٍ فِي الإِصَابَةِ، وتِلْمِيذُهُ الحَافِظُ تَقِيُّ الدِّينِ بنُ فَهْد فِي المُعْجَم إِلى مَا يُنيفُ على الأَرْبَعِينَ مِنْهُم، (و) ثعْلَبَةُ (بنِ عِبَاد) كَكِتَاب العَنْبَرِيُّ البَصْرِيُّ ثِقَة، مِن الرَّابِعَةِ، (و) ثَعْلَبَةُ (بنُ سُهَيْل الطُّهَوِيُّ أَبُو مَالِكٍ الكُوفِيُّ، سَكَنَ الرَّيَّ، صَدُوقٌ، مِنَ السَّابِعَةِ (و) ثَعْلَبَة (بنُ مُسْلمٍ) الخَثْعَميُّ الشَّامِيُّ مَسْتُورٌ، من الخَامسَة (و) ثَعْلَبَةُ (بنُ يَزِيدَ) ، كَذَا فِي نسختنا، وَفِي بَعْضهَا بُرَيد الحَمّانِيّ، كُوفِيّ صَدُوقٌ شِيعِيٌّ مِنَ الثَّالِثَة (مُحَدِّثِونَ، و) أَما (أَبو ثَعْلَبَةَ الخُشَنيُّ) مَنْسُوبٌ إِلى جَدِّهِ خُشَيْنِ بنِ لأْيٍ، مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، فَاخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ واسْمِ أَبِيهِ اخْتِلاَفاً كثيرا، فقيلَ: هُوَ (جُرْثُومُ بنُ يَاسِر) وَفِي نُسْخَة نَاشِر، (أَو) هُوَ (نَاشِبٌ أَو لابِسٌ أَو نَاشِمٌ أَو) أَنَّ (اسْمَهُ جُرْهُمٌ) بالضَّمِّ، (صَحَابِيٌّ) ، رَوَى عَنهُ أَبُو إِدْريسَ الخَوْلاَنِيُّ. وأَبُو ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ والأَشجَعِيُّ والثَّقَفِيُّ أَيْضاً صَحَابِيُّونَ كَذَا فِي (المعجم) ، ثمَّ إِنَّ قَوْلَهُ: وأَمَّا أَبُو ثَعْلَبَةَ إِلَى قَوْلهِ: صَحَابِيٌّ، ثَابِتٌ فِي نُسْخَتِنَا، قَالَ شَيْخُنَا: وكذَا فِي النُّسْخَةِ الطَّبلاوِيَّةِ، والنُّسَخ المَغْرِبِيَّةِ، وكَذَا فِي غَالِبِ الأُصُولِ المَشْرِقِيَّةِ، وَقد سَقَطَ فِي بعض من الأُصُولِ.
(وَدَاءُ الثَّعْلَبِ:) عِلَّةٌ (م) يَتَنَاثَرُ مِنْهَا الشَّعْرُ: (وعِنَبُهُ) أَيِ الثَّعْلَبِ (نَبْتٌ قَابِضٌ مُبَرِّدٌ، وابْتِلاَعُ سَبْعِ) وَفِي نُسْخَةِ: تِسْعِ (حَبَّاتٍ مِنْهُ شِفَاءٌ للْيَرَقَانِ) ، مُحَرَّكَةً: دَاءٌ مَعْرُوفٌ، (وقَاطعٌ للْحَبَلِ) كَحَبِّ الخِرْوَعِ فِي سَنَتهِ، وقِيلَ مُطْلَقاً، (مُجَرَّبٌ) أَسَارَ إِلَيْهِ الحَكِيمُ دَاوُودَ فِي تَذْكِرَتِهِ، وَسَبَقَه ابنُ الكُتْبِيّ، فِي مَا لاَ يَسَعُ الطَّبِيبَ جَهْلُه، قَالَ شَيْخُنَا: والتَّعَرُّضُ لِمِثْلِ هؤلاءِ عُدَّ مِنَ الفُضُولِ، كَمعا نَبَّه عَلَيْهِ العَامِليُّ فِي كَشْكُوله. (وحَوْضُهُ) بالحَاءِ المُهْمَلَةِ وَفِي أُخْرَى بالمُعْجَمَةِ أَمَّا بالمُهْمَلَةِ (: ع خَلْفَ عُمَانَ) كَذَا فِي المراصد وغيرِه، وأَمَّا بالمُعْجَمَة فمَوْضِعٌ آخَرُ وَرَاءَ هَجَرَ.
(وذُو ثُعْلُبَانَ بالضَّمَّ) ، وسَقَطَ مِنْ نُسْخَةِ شَيْخِنَا فاعْتَرَضَ عَلَى المُؤَلِّفِ أَنَّ إِطْلاَقَهُ يَقْضِي أَنَّهُ بالفَتْحِ، وضَبَطَهُ أَهْلُ الأَنْسَابِ بالضِّمَّ، والشُّهْرَةُ هُنَا غَيْرُ كَافِيَةٍ، لأَنَّ مِثْلَهُ غَرِيبٌ (: مِنَ الأَذْوَاءِ) ، وهُمْ فَوْقٍ الأَقْيَالِ مِنْ مُلُوكِ اليَمَنِ قَالَ الصَّاغَانِيُّ: واسْمُهُ دَوْسٌ.
(وثُعَلِبَاتٌ) كَذَا هُوَ فِي (لِسَان الْعَرَب) وغَيْرِه (أَوْ ثُعَالبَاتٌ، بضَمِّهمَا: ع) وبِهِمَا رُوِيَ قَوْلُ عَبِيدِ بنِ الأَبْرصِ:
فرَاكِسٌ فَثُعْلِبَاتٌ
فذَاتُ فِرْقَيْنِ فَالقَليبُ (وقَرْنُ الثَّعَالِبِ) هُوَ (قَرْنُ المَنَازِلِ) وَهُوَ (مِيقَاتُ) أَهْلِ (نَجْدٍ) ومَنْ مَرَّ عَلَى طَرِيقهِم بالقُرْب من مَكَّةَ، وقَرْنُ الثَّعَالِبِ فِي طَرَف وأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى عَرَفَاتٍ، وسيأْتي فِي (قرن) مَا فِيهِ مَزِيدٌ، وَيُقَال: إِنَّ (قَرْنَ المَنَازِلِ) جَبَلٌ قُرْبَ مَكَّةَ يُحْرِمُ مِنْهُ حَاجُّ اليَمَنِ.
(ودَيْرُ الثَّعَالِبِ: ع بِبَغْدَادَ) .
(والثَّعْلَبِيَّةُ أَنْ يَعْدَوَ الفَرَسُ كَالكَلْبِ) .
(و) الثَّعْلَبِيّة: (: ع بِطَرِيقِ مَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى) عَلَى جَادَّتِهَا مِن الكُوفَةِ مِنْ مَنَازِلِ أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ثَعْلَبَ الرَّجُلُ مِنْ آخَرَ، إِذَا جَبُنَ ورَاغَ، وقِيلَ: إِنَّ صَوَابَهُ تَثَعْلَبَ، أَيْ تشَبَّهَ بالثَّعْلَبِ فِي رَوَاغَانِهِ قَالَ رُؤْبةُ:
فَإِنْ رَآنِي شَاعِرٌ تَثَعْلَبَا
وإِنْ حَدَاهُ الحَيْنُ أَوْ تَذَأَبَا
نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ.
وأَيْت ثعالب: مَوْضِعٌ بالمَغْرِبِ، وإِلَيْهِ نُسِبَ الإِمَامُ أَبُو مَهْدِيّ عِيسَى بنُ مَحَمَّدِ بنِ عَامِرٍ الثَعَالِبِيُّ الجَعْفَرِيُّ، ممَّنْ أَجَازَهُ البَابِلِيُّ وغَيْرُهُ، وقَدْ حَدَّثَ عَنهُ شُيُوخُ مَشَايِخِنَا، تُوَفِّيَ بِمَكَّةَ سنة 1080.

دفق

(دفق) المَاء وَنَحْوه دفقه يُقَال دفقت كَفاهُ الندى صبتاه
(د ف ق) : (دَفَقَ) الْمَاءَ دَفْقًا صَبَّهُ صَبًّا فِيهِ دَفْعٌ وَشِدَّةٌ وَمَاءٌ دَافِقٌ ذُو دَفْقٍ عَلَى طَرِيقَةِ النَّسَبِ وَعَنْ اللَّيْثِ أَنَّهُ لَازِمٌ وَقَدْ أُنْكِرَ عَلَيْهِ.
دفق
قال تعالى: ماءٍ دافِقٍ
[الطارق/ 6] : سائل بسرعة. ومنه استعير: جاءوا دُفْقَةً، وبعير أَدْفَقُ: سريع، ومَشَى الدِّفِقَّى، أي: يتصبّب في عدوه كتصبّب الماء المتدفّق، ومشوا دفقا.
دفق: دَفَق، دفق بالماء (المقري 2: 636). ودفق: تقيأ (محيط المحيط).
ودفق عليه الضحك: طاب له فبالغ فيه (محيط المحيط).
تدافق: بمعنى تدفَّق تقريباً (فليشر معجم ص65 رقم1).
اندفق: انصب ويقال اندفق به. كرتاس ص34).
دَفُوق: تصب المطر (تمام رايت).
[دفق] نه في ح الاستسقاءق" العزائل، هو المطر الواسع الكثير، والعزائل مقلوب العزالي، وهو مخارج الماء من المزاد. ج: لا يجب الغسل إلا من "الدفق" هو كناية عن الإنزال. غ: ماء "دافق" ذو دفق وهو المنى. نه وفيه: أبغض كنائني على التي تمشي "الدفقي" هي بالكسر والتشديد والقصر الإسراع في المشي.
د ف ق: (دَفَقَ) الْمَاءَ صَبَّهُ وَبَابُهُ نَصَرَ، فَهُوَ مَاءٌ (دَافِقٌ) أَيْ مَدْفُوقٌ كَسِرٍّ كَاتِمٍ أَيْ مَكْتُومٍ. وَ (الِانْدِفَاقُ) الِانْصِبَابُ. وَ (التَّدَفُّقُ) التَّصَبُّبُ. وَجَاءَ الْقَوْمُ (دُفْقَةً) وَاحِدَةً بِالضَّمِّ أَيْ جَاءُوا بِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ. 

دفق


دَفَقَ(n. ac.
دَفْق)
a. Poured forth, out.
b.(n. ac. دَفْق
دُفُوْق), Poured or was poured forth, out; overflowed.

دَفَّقَأَدْفَقَa. Poured forth all at once, emptied.

تَدَفَّقَإِنْدَفَقَa. Poured or was poured forth, out; overflowed.

دَفْقa. Effusion, outpouring.

دُفْقَة
(pl.
دُفَق)
a. That which is poured out all at once.
b. see 1
أَدْفَقُa. Bowed, bent.
b. Swift, rapid.

دَاْفِقa. Poured out; pouring forth.

دُفَاْقa. Farspreading (torrent).
دَفُوْقa. Swift, rapid.
(دفق)
المَاء وَنَحْوه دفقا صبه فَهُوَ مدفوق ودافق أَي مدفوق على الْمجَاز أَو ذُو دفق على النّسَب وَيُقَال دفق الله روحه أَمَاتَهُ والكوز صب مَا فِيهِ بِمرَّة

(دفق) دفقا انحنى صلبه وَالْبَعِير مَال مرفقه عَن جَانِبه والفم انصبت أَسْنَانه إِلَى قُدَّام والهلال ظهر أَعْوَج وَالنّهر أَو الْوَادي امْتَلَأَ حَتَّى يفِيض المَاء من جوانبه فَهُوَ أدفق وَهِي دفقاء (ج) دفق 
د ف ق

دفق الماء يدفقه، وماء مدفوق، واندفق الماء وتدفق. واندفق الكوز. ويقال في الطّيرة عند انصباب الكوز ونحوه: دافق خيرٍ. واندفق دمعه. قال:

صبا فؤادك من طيف ألم به ... حتى ترقرق ماء العين فاندفقا

ومن المجاز: ماء دافق: بمعنى ذو دفق، كعيشة راضية. وجاء القوم دفقة واحدة: جاؤا بمرّة. ودفق الله روحه. وناقة دفاق: مندفقة في سيرها. وفلان يمشي الدفقي وهي أقصى العنق. وتدفق حلمه: ذهب. قال الأعشى:

فما أنا عما تصنعون بغافل ... ولا بسفيه حلمه يتدفق
دفق
دَفَقَ الماءُ دَفْقاً ودُفُوْقاً: إذا انْصَبَّ بمَرَّةٍ واحدةٍ. ودَفَقْتُ الكُوْزَ.
والماءُ الدّافِقُ: النًّطْفَةُ. وجاءَ القَوْمُ دُفْقَةً: أي دَفْعَةً واحِدَةً.
وناقَةٌ دِفَاق ودَفُوْقٌ: وهي المُتَدَفِّقَةُ في سَيْرِها المُسْرِعَةُ.
وجَمَلٌ دِفَاقٌ وأدْفَقُ وناقَةٌ دَفْقَاءُ والمَصْدَرُ الدَّفَقُ: وهو شِدَّةُ بَيْنُونَةِ المِرْفَقِ عن الجَنْبَيْنِ.
وانْدَفَقَ الدَّمْعُ.
والدِّفِقّى: ضَرْبٌ من المَشْي في سُرْعَةٍ. والدِّفَقُّ: السَّرِيعُ من الإِبل، والدِّفَقَّةُ الأنثى. وفَمٌ أدْفَقُ: إذا كانتْ أسْنانُه مُنْتَصِبَةً إلى قُدّامٍ.
والأدْفَقُ: الأعْوَجُ. والدَّيْفَقُ: الناقَةُ السَّرِيعَة.
[دفق] دَفَقْتُ الماء أَدْفِقُهُ دَفْقاً، أي صببته، فهو ماءٌ دافِقٌ، أي مَدْفوقٌ، كما قالوا: سرٌّ كاتمٌ، أي مكتومٌ، لأنَّه من قولك دُفِقَ الماءُ على ما لم يسمَّ فاعله ولا يقال: دَفَقَ الماءُ . ويقال: دَفَقَ الله روحه، إذا دُعيَ عليه بالموت. ودَفَّقَتْ كفّاهُ النَدى، أي صَبَّتاهُ، شُدِّدَ للكثرة. والانْدِفاقُ: الانصِبابُ، والتَدَفُّقُ: التصبُّبُ. وسيلُ دُفاقٌ بالضم: يملأ الوادي. وناقةٌ دِفاقٌ بالكسر، أي متدفقة في السير. والدفق، مثال الهجف: السريع من الإبل. ويقال أيضاً: مشى فلانٌ الدِفِقَّى، إذا أسرَعَ. وسيرٌ أَدْفَقُ، أي سريعٌ. قال الراجز:

بين الدِفِقَّى والنَجاءِ الأَدْفَقِ * وقال أبو عبيدة: هو أقصى العَنَقِ. وبعيرٌ أَدْفَقُ: بيِّن الدَفَقِ، إذا كانت أسنانه منتصبةً إلى خارجٍ. ويقال: جاء القوم دُفْقَةً واحدة بالضم، إذا جاءوا بمرّةٍ واحدةٍ.
د ف ق : دَفَقَ الْمَاءُ دَفْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ انْصَبَّ بِشِدَّةٍ وَدَفَقْتُهُ أَنَا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى فَهُوَ دَافِقٌ مَدْفُوقٌ وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ اسْتِعْمَالَهُ لَازِمًا قَالَ وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى {مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} [الطارق: 6] فَهُوَ عَلَى أُسْلُوبٍ لِأَهْلِ الْحِجَازِ وَهُوَ أَنَّهُمْ يُحَوِّلُونَ الْمَفْعُولَ فَاعِلًا إذَا كَانَ فِي مَحَلِّ نَعْتٍ وَالْمَعْنَى مِنْ مَاءٍ مَدْفُوقٍ وَقَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ مَا يُوَافِقُهُ سِرٌّ كَاتِمٌ أَيْ مَكْتُومٌ وَعَارِفٌ أَيْ مَعْرُوف وَدَافِقٌ أَيْ مَدْفُوقٌ وَعَاصِمٌ أَيْ مَعْصُومٌ وَقَالَ الزَّجَّاجُ الْمَعْنَى مِنْ مَاءِ ذِي دَفْقٍ وَالدَّفْقَةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ وَبِالضَّمِّ اسْمُ الْمَدْفُوقِ وَجَمْعُ الْمَفْتُوحِ وَالْمَضْمُومِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي دُفْعَةٍ وَجَاءَ الْقَوْمُ دُفْقَةً وَاحِدَةً بِالضَّمِّ أَيْ مُجْتَمَعِينَ وَدَفَقَتْ الدَّابَّةُ أَيْ أَسْرَعَتْ فِي مَشْيِهَا وَدَفَقْتُهَا أَنَا أَسْرَعْتُ بِهَا يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا أَيْضًا. 
(د ف ق)

دفق المَاء والدمع يدفق دفقاً ودفوقا، واندفق، وتدفق، واستدفق: انصب.

وكل مراق: دافق ومندفق.

وَقد دفقه يدفقه دفقا. ودفقه.

وَيُقَال فِي الطَّيرَة عِنْد انصباب الْإِنَاء: دافق خير.

وَفِي الدُّعَاء على الْإِنْسَان بِالْمَوْتِ: دفق الله روحه: أَي افاظه. وتدفق النَّهر والوادي: إِذا امْتَلَأَ حَتَّى يفِيض المَاء من جوانبه.

وسيل دفاق، يمْلَأ جنبتي الْوَادي.

وفم ادفق: إِذا انصبت أَسْنَانه إِلَى قُدَّام.

ودفق الْبَعِير دفقا، وَهُوَ ادفق: مَال مرفقه عَن جَانِبه.

وتدفقت الأتن: أسرعت.

وسير أدفق: سريع.

وجمل دفاق، ودفق: سريع يتدفق فِي مَشْيه. وَالْأُنْثَى: دفوق، ودفاق، ودفقة، ودفقى.

وَهُوَ يمشي الدفقى: إِذا باعد خطوه. وَقيل: إِذا أسْرع، وَقَوله انشده ثَعْلَب:

على دفقى الْمَشْي عيسجور

فسره بِأَن الدفقي هُنَا: الْمَشْي السَّرِيع، وَلَيْسَ كَذَلِك، لِأَن الدفقي إِنَّمَا هِيَ هُنَا صفة للناقة، بِدَلِيل قَوْله: عيسجور، وَهِي الشَّدِيدَة.

وَجَاءُوا دفقة وَاحِدَة: أَي دفْعَة.

ودفاق: مَوضِع. قَالَ سَاعِدَة:

وَمَا ضرب بَيْضَاء يسْقِي دبوبها ... دفاق فعروان الكراث فضيمها

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ وادٍ.
دفق
دفَقَ يَدفُق ويَدفِق، دَفْقًا ودُفوقًا، فهو دافِق، والمفعول مَدْفُوق (للمتعدِّي)
• دفَق الماءُ ونحوُه: انْدفَعَ وانصَبَّ بشدّة "دفَق الدَّمعُ/ المطرُ/ الدَّمُ".
• دفَق فلانٌ الماءَ: صَبَّه مرَّةً واحدة "دفَق إناءً/ الكوزَ/ سائلاً" ° دفق اللهُ روحَ فلانٍ: أماتَه. 

دفُقَ يَدفُق، دَفْقًا، فهو دافِق
• دفُقَ الماءُ: دفَق، انصبَّ. 

دَفِقَ يدفَق، دفَقًا، فهو دافِق
• دَفِق النَّهرُ: امتلأ حتى فاض الماءُ من جوانبه. 

اندفقَ يندفق، اندفاقًا، فهو مُنْدَفِق
• اندفقَ الماءُ ونحوُه: مُطاوع دفَقَ: انصبَّ وسال في شدّة "اندفَق السّيلُ: اندفع متدفِّقًا- دَمٌ مُنْدفِق".
• اندفق ما في الإناء: انصبّ "اندفق ماءُ الجرَّة".
• اندفق النَّهرُ: امتلأ حتى فاض الماءُ من جوانبه. 

تدفَّقَ يتدفَّق، تدفُّقًا، فهو مُتدَفِّق
• تدفَّقَ السَّائِلُ ونحوُه: تصبَّب وسال في قوّة "تدفّق الماءُ من العين- تدفّق الدّمُ إلى الشرايين- تدفّق الهواءُ في المدخنة".
• تدفَّقَ الشَّخصُ وغيرُه: اندفع وأَسْرَع "تدفّق السّياحُ على الشَّاطئ" ° تدفّقت التَّبَرُّعات/ تدفّقت رءوسُ الأموال: وصلت بكثرة- تدفّقت العواطِفُ: فاضَتْ. 

دافِق [مفرد]: ج دافقون ودوافِقُ (لغير العاقل):
1 - اسم
 فاعل من دَفِقَ ودفَقَ ودفُقَ.
2 - ذُو دَفْقٍ، يندفِعُ بقوّة، ذو انصباب واندفاع " {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} ". 

دَفْق [مفرد]: مصدر دفَقَ ودفُقَ.
• الدَّفْق المضطرب: (فز) حركة السَّائل ذي السُّرعات الثَّابتة والضّغوط الدَّائمة التَّغيُّر بشكل عشوائيّ. 

دَفَق [مفرد]: مصدر دَفِقَ. 

دَفْقة [مفرد]: ج دَفَقات ودَفْقات: اسم مرَّة من دفَقَ. 

دُفوق [مفرد]: مصدر دفَقَ. 

دفق: دفَق الماءُ والدَّمْعُ يَدْفِق ويدْفُق دَفْقاً ودُفُوقاً

وانْدفَق وتدَفَّق واستَدْفَقَ: انْصبَّ، وقيل: انصبَّ بمرَّة فهو دافق أي مدفوق

كما قالوا سِرٌّ كاتِمٌ أَي مكتُوم، لأنه من قولك دُفِق الماء، على ما

لم يسم فاعله؛ ومنهم مَن قال: لا يقال دفَق الماءُ. وكلُّ مُراقٍ دافِقٌ

ومُنْدَفِق، وقد دقَقَه يدْفِقُه ويَدْفُقُه دَفْقاً ودَفَّقَه.

والانْدِفاقُ: الانْصِباب. والتدفُّق: التصبب. التهذيب: قال الله تعالى: خُلِق من

ماءٍ دافِق؛ قال الفراء: معنى دافق مدفوق، قال: وأَهل الحجاز أَفْعلُ

لهذا من غيرهم أن يفعلوا المفعول فاعلاً إذا كان في مذهب نعت، كقول العرب:

هذا سرٌّ كاتمٌ وهمٌّ ناصبٌ وليل نائم، قال: وأَعان على ذلك أَنها وافقت

رؤُوس الآيات التي هي معهن، وقال الزجاج: من ماءٍ دافق، معناه من ماءٍ ذي

دَفْق، قال: وهو مذهب سيبويه، وكذلك سرٌّ كاتم ذو كِتْمان. واندفق الكوز

إذا دُفِق ماؤُه. ويقال في الطِّيرَة عند انصباب الإناء: دافق خير وقد

أَدْفَقْت الكوزَ إذا بَدَّدْت ما فيه بمرَّة. قال الأزهري: الدَّفْق في

كلام العرب صَبُّ الماء، وهو متعد. يقال: دَفَقْتُ الكوز فاندفق وهو

مَدفُوق، قال: ولم أَسمع دفَقْت الماءَ فدَفَق لغير الليث، قال: وأَحسبه ذهب

إلى قوله تعالى: خُلق من ماءٍ دافق، وهذا جائز في النعوت، ومعنى دافق ذي

دَفْق كما قال الخليل وسيبويه.

ابن الأَعرابي: رجل أَدفَقُ إذا انحنى صُلْبُه من كِبَر أو غمّ؛ وأنشد

المفضَّل:

وابن مِلاطٍ مُتَجافٍ أَدفَق

وفي الدعاء على الإنسان بالموت: دَفَق اللهُ روحَه أَي أَفاظه. ودفقَّتْ

كَفَّاه النَّدَى أي صبَّتا، شدد للكثرة. ودفَق النهرُ والوادي إذا

امتلأَ حتى يَفيض الماءُ من جوانبه. وسَيْلٌ دُفاق، بالضم: يملأُ جَنَبَتَيِ

الوادِي. وفي حديث الاسْتِسقْاء: دُفاق العَزائلِ؛ الدُّفاقُ: المطر

الواسع الكثير، والعَزائل: مقلوب العَزالي، وهي مَخارج الماء من المَزاد.

وفَمٌ أَدْفقُ إذا انْصبَّت أَسنانه إلى قُدَّام. ودَفِقَ البعيرُ دَفَقاً

وهو أَدْفَقُ: مالَ مِرْفَقه عن جانبه. وبعير أَدفَق بيِّن الدفَقِ إذا

كانت أَسنانه مُنتصِبةً إلى خارج. ورجل أَدْفقُ: في نِبْتة أَسنانِه

(*

قوله «في نبتة أسنانه إلخ» كذا في الأصل ولعله في نبتة أسنانه اأنصباب إلى

قدام كما يؤخذ من قوله وفم أدفق أو نحو ذلك . . . وتدفَّقتِ الأُتُن:

أَسرعَت. وسير أَدفقُ: سريع؛ قال الراجز:

بَيْن الدِّفِقَّى والنَّجاءِ الأَدْفَقِ

وقال أَبو عبيدة: هو أَقصى العَنَق. يقال: سار القومُ سيْراً أَدفقَ أي

سريعاً. وجمل دفَقٌّ، مثل هِجَفٍّ: سريع يَتدفَّق في مَشيه، والأُنثى

دَفُوق ودِفاق ودِفَقَّةٌ ودِفِقَّى ودِفَقَّى. وهو يمشي الدِّفِقَّى إذا

أَسرعَ وباعَدَ خَطْوَه، وهي مِشْية يتدفَّق فيها ويُسْرِع؛ وأَنشد:

تَمْشِي العُجَيْلى من مَخافِة شَدْقَمٍ،

يَمْشِي الدِّفِقَّى والخَنِيف ويَضْبِرُ

وقوله أنشده ثعلب:

على دِفِقَّى المَشْيِ عَيْسَجورِ

فسره بأَن الدِّفِقَّى هنا المشي السريع، وليس كذلك لأن الدِّفقَّى إنما

هي هنا صفة للناقة بدليل قوله عَيْسجور، وهي الشديدة. وفي حديث

الزِّبْرِقانِ: أَبْغضُ كَنائني إليَّ التي تَمْشي الدِّفِقَّى؛ هي بالكسر

والتشديد والقصر: الإسراع في المشي. وناقة دِفاقٌ، بالكسر: وهي المُتدفِّقة في

سيرها مُسْرِعةً. وقد يقال جمل دِفاقٌ وناقة دفْقاءُ وجمل أَدْفقُ، وهو

شدَّةُ بَيْنونةِ المِرْفَق عن الجنبين؛ وأَنشد:

بعَنْتَرِيسٍ ترى في زَوْرِها دَسَعاً،

وفي المَرافِقِ مِن حَيْزُومِها دَفَقا

ويقال: فلان يَتدفَّق في الباطل تدفُّقاً إذا كان يُسارع إليه؛ قال

الأعشى:

فما أَنا عمّا تَصْنَعُون بغافِلٍ،

ولا بسَفِيهٍ حِلْمُه يَتدفَّقُ

وجاؤوا دُفْقة واحدة، بالضم، أي دُفْعةً واحدة ودُفاقٌ: موضع؛ قال

ساعدةُ:

وما ضَرَبٌ بَيْضاء يَسْقِي دَبُوبَها

دُفاقٌ فعُرْوانُ الكَراثِ فَضِيمُها

وقال أبو حنيفة: هو وادٍ. ويقال: هلال أَدفقُ إذا رأيته مَرْقوناً

أَعْقَفَ ولا تراه مستلقياً قد ارتفع طرَفاه؛ وقال أبو مالك: هلال أَدفق خير

من هلال حاقِن؛ قال: الأَدفق الأعوج، والحاقن الذي يرتفع طرَفاه ويَستلقي

ظهرهُ. وفي النوادرِ: هلالٌ أَدفقُ أي مُستوٍ أَبيض ليس يمُتَنَكِّب على

أحد طرفيه، قال أبو زيد: العرب تستحب أن يَهِلَّ الهلالُ أَدفقَ، ويكرهون

أَن يكون مستلقياً قد ارتفع طرفاه. ابن بري: ودَوفَقُ قبيلة؛ قال

الشاعر:لو كُنْت من دَوْفَقَ أَو بنِيها،

قَبِيلة قد عَطِبَتْ أَيْدِيها،

مُعَوِّدِينَ الحَفْزَ حافِرِيها

دفق

1 دَفَقَهُ, aor. ـُ (S, Msb, K, &c.) and دَفِقَ, (JM, K,) inf. n. دَفْقٌ, (S, Mgh, Msb,) and by poetic license دَفَقٌ, (TA,) He poured it forth, or out: (S, K:) or he poured it forth, or out, with vehemence: (Mgh, Msb:) namely, water [&c.]. (S, Mgh, Msb.) And دُفِقَ المَآءُ The water poured out, or forth: one should not say دَفَقَ المَآءُ: (S:) or this last, aor. ـُ inf. n. دَفْقٌ, signifies the water poured forth, or out, with vehemence: but As disallowed its being used in an intrans. sense: (Msb:) [the forms of the verb commonly used intransitively are 7 and 5:] accord. to Lth, alone, (K,) i. e. in the 'Eyn, (TA,) دَفَقَ المآءُ, (K, TA,) and الدَّمْعُ, aor. ـُ (TA,) inf. n. دَفْقٌ and دُفُوقٌ, signify the water, (K, TA,) and the tears, (TA,) poured forth, or out, at once: (K. TA:) but Az disallows this. (TA.) b2: [Hence,] دَفَقَ اللّٰهُ رُوحَهُ (assumed tropical:) [God poured forth his spirit; i. e.] God caused him to die: (K:) or it means may he die. (S.) As says, I alighted at the abode of an Arab woman of the desert, and she said to a daughter of hers, Bring to him the drinking-bowl (العُسّ): and she brought me a drinking-bowl in which was milk, and spilled it; whereupon she said to her دَفَقَتْ مُهْجَتُكِ [May thy blood, or heart's blood, be poured forth: or, as appears from a statement above, the right reading is probably دُفِقَتْ]. (TA. [See also مُهْجَةٌ.]) b3: One says also, of a river, or rivulet, and of a valley, دَفَقَ, [app. for دَفَقَ المَآءَ,] meaning, It became full so that the water poured forth, or overflowed, or so that it poured forth the water, from its sides. (TA.) b4: And دَفَقَ الكُوزَ He poured forth, (JK,) or scattered, (K,) the contents of the mug at once; (JK, K;) as also ↓ ادفقهُ. (K.) b5: The verb is also used transitively and intransitively in relation to a beast: you say, دَفَقْتُ الدَّابَّةَ (assumed tropical:) I made the beast to hasten, or go quickly: b6: and دَفَقَتِ الدَّابَّةُ (assumed tropical:) The beast hastened, or went quickly: (Msb:) and [in like manner] one says of a quick camel, فِى مِشْيِهِ ↓ يَتَدَفَّقُ (assumed tropical:) [He hastens, speeds, or presses forward, in his pace, or going]: and الأُتُنُ ↓ تَدَفَّقَتِ The wild she-asses hastened, or went quickly. (TA.) A2: دَفِقَ, [aor. ـَ (TA,) inf. n. دَفَقٌ, (JK, S, TA,) He (a camel) had his teeth standing outwards: (S, TA:) or had his elbows far apart from his sides. (JK. [See also رَفِقَ.]) 2 دَفَّقَ [دفّقهُ He poured it forth, or out, copiously, or abundantly; namely, water &c. See an ex. of the inf. n. used as a pass. part. n. voce دَحِيقٌ.]

b2: [Hence,] دَفَّقَتْ كَفَّاهُ النَّدَى, (S, K,) inf. n. تَدْفِيقٌ, (K,) His two hands poured forth largess (S, K) [copiously, or abundantly, for] it is with teshdeed to denote muchness. (S.) 4 أَدْفَقَ see 1, in the latter half of the paragraph.5 تدفّق i. q. تَصَبَّبَ (S, K) [meaning (as the former is explained in the KL) It poured forth or out, or became poured forth or out, copiously, or abundantly; for it is quasi-pass. of دَفَّقَهُ; though تَصَبَّبَ is said to be quasi-pass. of صَبَّهُ like اِنْصَبَّ, and though it is said in the TA that تدفّق is quasi-pass. of دَفَقَهُ like اندفق]. b2: See also 1, latter part, in two places. b3: [Hence,] هُوَ يَتَدَفَّقُ فِى البَاطِلِ (tropical:) He hastens to do that which is false, vain, or unprofitable. (TA.) b4: And تدفّق حِلْمُهُ (tropical:) His forbearance, or clemency, departed. (TA.) 7 اندفق i. q. انصبّ [It poured forth or out, or became poured forth or out: see also دَفَقَ, which, if allowable, is less usual]. (S, K.) 10 استدفق الكُوزُ The mug had its contents poured forth or out (اِنْصَبَّ) at once. (TA.) دَفْقَةٌ A single act of pouring forth or out [in any manner, or at once, (see 1,) or] with vehemence: pl. دَفَقَاتٌ. (Msb.) دُفْقَةٌ A quantity poured forth or out (Msb) at once, like دُفْعَةٌ, (S and K in art. دفع, q. v.,) [or] with vehemence; (Msb;) of rain, [i. e. a shower, fall, or storm, as meaning the quantity that falls without intermission,] (S and Msb and K in art. دفع,) and [a gush] of blood, (Msb in that art.,) &c.: (S and Msb in that art.:) pl. دُفَقٌ and دُفَقَاتٌ and دُفُقَاتٌ and دُفْقَاتٌ. (Msb.) b2: [Hence,] جَآءَ القَوْمُ دُفْقَةً وَاحِدَةً (tropical:) The party came at once, (S, K, * TA, *) or together. (Msb.) دِفَقٌّ (assumed tropical:) Quick, swift, or fleet; applied to a hecamel; (JK, S, K;) as also ↓ أَدْفَقُ: (JK:) and so, applied to a she-camel, دِفَقَّةٌ (JK) and ↓ دِفَاقٌ, (JK, S, K,) which is likewise applied to a hecamel, (JK, TA,) and ↓ دُفَاقٌ (K) and ↓ دَفُوقٌ and ↓ دَفْقَآءُ (JK, TA) and ↓ دَيْفَقٌ (JK, K) and ↓ دِفِقَّى. (TA.) (assumed tropical:) A camel going in the manner termed دِفِقَّى; as also ↓ دِفَاقٌ. (K.) (assumed tropical:) And, applied to a horse, Fleet, or swift; as also ↓ دِفقٌّ: and so, applied to a mare, دِفَقَّةٌ and ↓ دَفوُقٌ and ↓ دِفَاقٌ and ↓ دِفَقَّى and ↓ دِفِقَّى. (K.) دِفِقٌّ: see what next precedes.

دِفَقَّى: see دِفَقٌّ: and see also what next follows, in two places.

دِفِقَّى and ↓ دِفَقَّى (tropical:) A she-camel quick, swift, or fleet, and of generous race: or that has never brought forth. (K, TA.) See also, for the former, دِفَقٌّ, in two places. b2: مَشَى الدِّفِقَّى, (K,) and ↓ الدِّفَقَّى, (TA, and so in copies of the S,) the latter on the authority of IAmb, (TA,) said of a man, (S,) (assumed tropical:) He walked, or went quickly, or swiftly: (S, K:) or he went with slow steps (تَمَشَّى), inclining at one time to one side and at another time to another side: or he went with wide steps, (K, TA,) and quickly. (TA.) and يَعْدُو الدِّفِقَّى (assumed tropical:) [He runs quickly: &c.]. (TA.) دُفَاقٌ, applied to a torrent, (S, O, L, K,) That fills the valley: (S, O:) or that fills the two sides of the valley: (L:) or swift. (K.) b2: See also دِفَقٌّ.

دِفَاقٌ: see دِفَقٌّ, in three places.

دَفُوقٌ: see دِفَقٌّ, in two places.

دَفَّاقٌ [Pouring forth, or out, copiously, or abundantly: or] extensive, and copious, or abundant, rain: applied also [in the former sense] to the mouth of a leathern water-bag: and to a river, or rivulet; and so ↓ مُدْفِقٌ. (TA.) دَافِقٌ [act. part. n. of دَفَقَهُ; Pouring forth or out, &c.]. دَافِقُ خَيْرٍ [May it be pouring forth good] is said in prognostication on the occasion of the pouring forth of the contents of such a thing as a mug. (Lth, TA.) b2: مَآءٌ دَافِقٌ means مَدْفُوقٌ [i. e. Water poured forth or out, &c.]; (IKoot, S, Msb, K;) because دَفَقَ is trans. [only] accord. to the generality (K, TA) of the leading lexicologists; (TA;) like سِرٌّ كَاتِمْ meaning مَكْتُومٌ, (IKoot, S, Msb,) and عَارِفٌ meaning مَعْرُوفٌ, and عَاصِمٌ meaning مَعْصُومٌ, (IKoot, Msb,) after a manner obtaining among the people of El-Hijáz, who change the مَفْعُولٌ into فَاعِل when it is used as an epithet: (Fr, Msb, TA:) or it means ذُو دَفْقٍ

[having a pouring forth or out, &c.]; (Mgh, Msb, TA;) accord. to Kh and Sb (TA) and Zj; (Msb, TA;) and in like manner they say that سِرٌّ كَاتِمٌ means ذُو كِتْمَانٍ: or, accord. to Lth, [i. e.] in the 'Eyn, it means water pouring forth, or out, at once: (TA:) it occurs in the Kur lxxxvi. 6; where دَافِق is said by Kh and Sb to signify مُنْدَفِق [i. e. pouring forth or out]: (Az, TA:) and it [there] means the sperma genitale. (JK.) دَيْفَقٌ: see دِفَقٌّ.

أَدْفَقُ, and its fem. دَفْقَآءُ: see دِفَقٌّ. b2: The former is also applied to a pace, or rate of going, as meaning Quick, or swift: (S, K:) or, accord. to AO, it means أَقْصَى العَنَقِ [the utmost of the pace called العَنَق]. (S, TA. [In my copies of the S, erroneously, العُنُقِ: in the TA without any vowel signs, app. because needless to any but the tyro in Arabic.]) A2: Also, i. e. the former, A man bowed, or bent, (IAar, K,) in his back, (IAar,) by age or grief. (IAar, K.) b2: and i. q. أَعْوَجُ [here meaning Oblique]: (Aboo-Málik, K:) applied to a هِلَال [or new moon]: (Aboo-Málik:) Aboo-Málik says that the هلال thus termed is better, or more auspicious, than that termed حَاقِنٌ, which means “ having its two extremities elevated, and its back decumbent: ” and Az says the like: (TA:) [or] ادفق applied to a هلال signifies erect (مُسْتَوٍ [which must here mean nearly, not exactly, erect,] and white, not turning sideways upon one of its two extremities: (K:) [and this also is esteemed more auspicious than that termed حاقن, q. v.:] so in the “ Nawádir. ” (TA.) b3: Also, applied to a camel, (S, K,) and to a mouth, (JK, TA,) Having the teeth standing out, or forwards: (JK, S, K:) or, applied to a camel, having the elbows far apart from the sides. (K. [See also أَرْفَقُ.]) مُدْفِقٌ: see دَفَّاقٌ.
دفق
دَفَقَه يَدْفُقُهُ بالضمِّ، كَذا قالَه الفارَابيُّ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجَوْهَرِي ويَدْفِقهُ بالكسرِ، كَمَا فِي النًّسَخ المُعتَمَدةِ المُصَحَّحَةِ من الجَمْهَرةِ بخَطَ الأرْزَنِيِّ وَأبي سَهْلٍ الهَرَوِي: صَبَّهُ، وَهُوَ ماءٌ دافِقٌ، أَي: مَدْفُوقٌ كَمَا قالُوا: سِرٌّ كاتِمٌ، أَي: مَكْتُومٌ لأَنه من قَوْلِكَ: دُفِقَ الماءُ، على مالَم يُسَمَّ فاعِلُه، كَمَا فِي الصِّحاحِ، قالَ: وَلَا يُقال: دَفَقَ الماءُ لأنَّ دَفَقَ مُتَعَد عندَ الجُمْهُورِ من أَئمَّةِ اللّغةِ، قَالَ الخَليلُ وسيبويهِ والزَّجاج: ماءٌ دافِق، أيَ ذُو دَفْقٍ، وسِرٌّ كاتِمٌ، أَي: ذُو كِتْمانِ.
وَيُقَال: دَفَقَ اللهُ رُوحَه أَي: أَماتَهُ، وَفِي الصِّحاح: إِدْا دعِىَ عَلَيْهِ بالمَوْتِ، وقالَ الأصْمَعِي: نَزلتُ بأعْرابِيَّةٍ، فقالَت لابْنَةٍ لَهَا: قَرِّبِي إِلَيْهِ العُسَّ، فجاءَتني بعُسِّ فية لَبَنٌ، فأراقَتْهُ، فقالَتْ لَهَا: دُفِقَتْ مُهْجَتُكِ.
ودَفَقَ الكُوزَ: بَدَّدَ مَا فِيه بمَرَّةِ، كأدْفَقَه يَتَعدَّى بنَفْسِه، وبالحَرْفِ.
وَفِي العَين: دَفَقَ الماءُ والدَّمْعُ يَدْفُق دَفْقاً ودُفُوقاً: إِذا انْصَبّ بمَرَّةٍ فَهُوَ دافِق وهذِه عَن اللَّيْثِ وَحْدَه أَي: لزُومُ الدَّفْقِ، وَقد أنْكَره الأزْهرِي، وبَحَثَ فيهِ، وصَوَّبَ تَعْدِيَتَهُ قالَ: وأَحسبُه ذَهَبَ إِلَى قَوْلِه تَعالَى: خُلقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ. وَهَذَا جائِزٌ فِي النعُوتِ، ومَعْنَى دافِق: ذِي دَفْقٍ، كَمَا قالَ الخَلِيلُ سِيبَويهِ، وقالَ الفَرّاءُ: أَهلُ الحِجازِ أَفْعَلُ لهَذَا من غَيْرِهم، أَي: أَن يَجْعَلُوا المَفْعُولَ فاعِلاً إِذا كانَ فِي مَذْهَبِ نعْت.
وناقَةٌ دُفاقٌ، ككِتاب وغرابٍ وصَيْقَل أَي: سَرِيعَةٌ مُتَدَفِّقَةٌ فِي سَيْرِها، قالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ:
(جَنُوحٌ دُفاقٌ عَنْدَلٌ ثمَّ أَفرَعَتْ ... لَهَا كَتِفاها فِي مُعالىً مُصَعَّدِ)

وَقد يُقال: جَمَل دِفاقٌ، وناقَة دَفْقاءُ وسَيْلٌ دُفاقٌ، كغُرابٍ يَملأ الْوَادي، كَمَا فِي العُبابِ والصِّحاح، وَفِي اللِّسانِ: جَنَبَتَي الوادِي.
ودُفاق كغُرابٍ: ع قالَ ساعِدَةُ بن جؤَيَّةَ:
(وَمَا ضَرَبٌ بَيْضاءُ يسْقَى دَبُوبُها ... دُفاقٌ فعَرْوانُ الكَراثِ فَضِيمُهَا)
أَو هُوَ وادِ وَهُوَ قَوْلُ أبي حَنِيفة.
وسَيْرٌ أَدْفَق أَي: سَرِيعٌ قالَ أَبُو قَحْفْانَ العَنْبَرِي: مَا شَرِبَتْ بعدَ قَلِيبِ القُرْبَقِ بقَّطْرَة غيرَ النَّجاءَ الأَدْفَقِ وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ أَقْصَى العَنَقِ.
والأدْفَقُ: الأعْوَجُ من الأهِلَّةِ، قَالَه أَبُو مالِكٍ.
وقالَ ابنُ الأعرابِي: الأدْفَقُ: الرَّجُلُ المُنْحَنِي صُلبُه كِبراً وغَمًّا وأَنْشَدَ المُفَضلُ: وَابْن مِلاطٍ مُتجافٍِ أدْفَقُ والأدْفَقُ: البَعِيرُ المنُتصبُ الأسْنانِ إِلى خارِجٍ وَقد دَفِقَ دَفَقاً. أَو بَعِير أَدْفَقُ: شَدِيدُ بَيْئونَةٍ المِرْفَقِ عَن الجَنْبَيْنِ قالَ سُلَيْمانُ:
(بعَنتَرِيِسٍ تَسرَى فِي زَوْرِهَا دَسَعاً ... وَفِي المَرافِقِ من حيْزُومِها دَفَقَا)
والأدفَقُ من الأهلَّةِ: المُستَوِي الأَبيَضُ غير المتنكِّبِ عَلَى أَحدِ طَرَفيْهِ كَمَا فِي النّوادرِ وقالَ أَبُو مالِكٍ: هِلالٌ أَدْفَقُ خيرٌ من هِلالٍ حاقِنٍ قَالَ: والأدفقُ الأَعْوَجُ والحاقِنُ: الَّذِي يرتَفعُ طرفاه ويَسْتَلقي ظَهْرهُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: العَرَبُ تَسْتَحب أَن يُهِلَّ الهِلالُ أَدْفَقَ ويَكْرَهون أَن يكونَ مُسْتَلقياً ارْتَفَعَ طرفاه.
والدِّفَقُّ كهِجَفِّ: السَّريع من الإبلِ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ زَاد غيرُه: يتَدَفَّقُ فِي مَشْيه والأُنثى دُفوقٌ ودُفاقٌ ودفقةٌ ودِفَقَّى.
وَقَالَ الجَوْهَريُّ: يقالُ: مَشَى الدِّفقَّى كزمكَّى وتفتحُ الْفَاء أَيضاً عَن بنِ الأنباريّ: إِذا أَسرعَ قَالَ الرّاجزُ: بينَ الدِّفِقَّى والنَّجاءِ الأَدْفّقِِ وَقَالَ آخرُ:) يَعْدُو الخبقَّى والدِّفقَّى مِنْعَبُ وَقَالَ الزِّبرِقانُ بنُ بدرٍ رضيَ الله عَنهُ: أبغَضُ كَنائِنِي إليَّ الطلعةُ الخُبأةُ الَّتِي تَمشِي الدِّفقّى وتَجلسُ الهَبَنَقَعَة أَو مَعْنَاهُ: إِذا تَمَشَّى على هَذَا الجَنْبِ مرةَ وعَلى هَذَا مرّة. أَو إِذا باعَدَ خَطْوَهُ وَهِي مِشيَةٌ يتدفَّقُ فِيهَا.
ويُقال: جملٌ دِفاقٌ ودفقٌ ككتابٍ وخِدَبٌ كَذَلِك أَمّا دفقٌّ مثل خِدَبٍّ فقد ذَكَرَهُ قَرِيباً فَهُوَ تَكْرارٌ.
والدِّفِقَّى كزمِكَّى وتُفْتَحُ الفاءُ: الناقةُ السَّريعةُ الكريمةُ النَّسبِ وَهُوَ مَجازٌ أنْشد ثعلبٌ: عَلَى دِفِقَّى المَشْى عَيْسَجُورِ والعَيْسَجُور: هِيَ الشَّدِيدةُ من النُّوقِ، وَزعم ثَعْلَبٌ أنَّ الدِّفِقى هُنا: المشْيُ السَّرِيعُ، وَقد رُدَّ عَلَيْهِ ذالِكَ أَو هِيَ الَّتِي لم تُنتَجْ قَطُّ فَهُوَ أوفَرُ لقُوتِها.
وفَرَسٌ دفَقٌّ، كخِدَبٍّ، وطِمرٍّ أَي: جَوَاد يَتَّدَفَّقُ فِي مَشْيِه ويُسْرِعُ، وَهِي دَفُوقٌ ودِفاقٌ كصَبُورٍ، وكِتابٍ ودِفِقَّى كزِمِكَّى ودِفَقَّى بِفَتْح الفاءَ.
ويُقال: جاءُوا دفْقَة واحِدَةً، بالضمَ، أَي: جاءُوا بمَرَّة واحِدَةٍ، نقَلَه الجَوْهَرِي، وَهُوَ مَجازٌ.
ودَفَّقَتْ كَفّاهُ النَّدَى تَدْفِيقاً أَي: صَبَّتاهُ قالَ الجَوْهَرِي: شُدِّدَ للكَثْرةِ.
وانْدَفَقَ: انْصَبَّ.
وتَدَفَّقَ: تصَبَّبَ وكِلاهُما مطاوِعُ دَفَقَه دَفْقاً، وَقَالَ رُؤْبَةُ: وَجُودُ مَرْوانَ إِذا تَدَفَّقَا جُودٌ كجُودِ الغَيْثِ إذْ تَبَعَّقَا وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: اسْتَدْفَقَ الكُوزُ: انْصَبَّ بمَرةٍ، ويُقال فِي الطِّيَرَةَ عِنْد انْصِبابِ نحوِ كُوزٍ: دافِقُ خَيْرٍ، نَقَله اللَّيثُ. ودَفق النَّهْرُ والوادِي: إِذا امتَلأ حَتّى يَفِيضَ الماءُ منْ جَوانِبِه.
والدُّفاقُ: المطرُ الواسِعُ الكَثِيرُ، وَمِنْه حَدِيثُ الاسْتِسْقاءَ: دُفاق العَزائِل، والعَزائِلُ: مَخارِجُ الماءِ من المَزادِ، مَقْلُوبُ العَزالِىّ.
وفَمٌ أَدْفَق: انْصَبَّتْ أَسْنانه إِلَى قدّام.
وتَدَفقَتِ الأتُنُ. أَسْرَعَت.
وَهُوَ يَتَدَفَّق فِي الباطِلِ تَدَفُّقاً: إِذا كانَ يُسارِعُ إِليهِ، وَهُوَ مَجازٌ.
وتَدَفَّقَ حِلْمُهُ: ذَهَبَ، وَهُوَ مَجاز، قالَ الأَعْشَى:)
(فَمَا أَنَا عَمّا تَصْنَعُونَ بغافِلٍ ... وَلَا بسَفِيه حِلْمُه يتَدَفَّقُ) ودَوْفَق، كجَوْهَر: قَبِيلَةٌ، نقلَه ابنُ بَرِّيّ، وأَنْشَدَ: لَو كُنْتُ من دَوْفقَ أَو بَنِيها قَبِيلَة قد عَطِبَتْ أّيْدِيها مُعَوِّدِينَ الحَفْرَ حافِرِيها ونَهْرٌ مِدْفَقٌ: دَفّاقٌ، قالَ رُؤْبَةُ: يَغْشَوْنَ غَرّافَ السِّجالِ مِدْفَقَا والدَّفَقُ فِي قَوْلِ رؤبَةَ: قَدْ كَفَّ من حائرِه بعدَ الدَّفَقْ فِي حاجِرٍ كَعْكَعَهُ عَن البَثَقْ إنَّما حَرَّكَه ضَرورَة.

عكر

(عكر) الشَّيْء أعكره
 (عكر) - في حديث الحَارِث بن الصِّمَّة: "وعليه عَكَرٌ من المشركين"
: أي جماعة.
- وفي حديث قَتادةَ: "ثم عَادُوا إلى عِكْرِهم: عِكْرِ السَّوْءِ"
: أي أَصْل مذهَبِهم الرديء. والعِكْر: الدَّيْدَن. ويقال: إلى عِكْرِهم: أي دَنسِهم.
(ع ك ر) : (عَكَرَ) إذَا كَرَّ وَرَجَعَ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ) الْحَدِيث بَلْ أَنْتُمْ الْعَكَّارُونَ أَيْ الْكَرَّارُونَ (وَالْعَكَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ دُرْدِيُّ الزَّيْتِ وَدُرْدِيُّ النَّبِيذِ فِي قَوْلِهِ وَإِنْ صُبَّ الْعَكَرُ فَلَيْسَ بِنَبِيذٍ حَتَّى يَتَغَيَّر.
ع ك ر : الْعَكَرُ بِفَتْحَتَيْنِ مَا خَثُرَ وَرَسَبَ مِنْ الزَّيْتِ وَنَحْوِهِ وَعَكِرَ الشَّيْءُ عَكَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا لَمْ يَرْسُبْ خَاثِرُهُ وَعَكَرَ الشَّيْءُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ عَطَفَ وَرَجَعَ وَعَكَرَ بِهِ بَعِيرُهُ غَلَبَهُ وَعَطَفَ رَاجِعًا وَاعْتَكَرَ الظَّلَامُ اخْتَلَطَ. 
(عكر)
عكرا وعكورا عطف وَرجع يُقَال عكر على الشَّيْء وعكر عَلَيْهِ الزَّمَان بِخَير وَبِه بعيره عطف بِهِ على أَهله رَاجعا وغلبه فَهُوَ عاكر وعكار

(عكر) المَاء وَنَحْوه عكرا كدر فَهُوَ عكر وَهِي عكرة وَيُقَال فلَان يصطاد فِي المَاء العكر يَسْتَفِيد من اضْطِرَاب الْأُمُور (محدثة) والمسرجة رسبت فِيهَا الرواسب
ع ك ر

فرّ من قرنه ثم عكر عليه بالرمح أي كرّ. وفلان فرار عكار. وفي الحديث قلنا يا رسول الله نحن الفرّارون فقال: " بل أنتم العكارون " واعتكر الليل: كثف ظلامه واختلط وكرّ بعضه على بعض، وظلام معتكر. قال:

تطاول الليل علينا واعتكر وتقول: فني السليط وبقي عكره وهو درديّه.

عكر


عَكَرَ(n. ac.
عَكْر
عُكُوْر)
a. ['Ala], Returned, turned back to; turned, wheeled round
upon.
b. [Bi], Returned to the charge with ( the lance).
عَكِرَ(n. ac. عَكَر)
a. Was thick, turbid, muddy (water).

عَكَّرَa. Troubled, mudded, fouled (water).
b. [ coll. ], Troubled, grieved
vexed, disturbed, upset.
أَعْكَرَa. see II (a)b. Was dark, murky (night).
تَعَكَّرَ
a. [ coll. ]
see (عَكِرَ)

تَعَاْكَرَa. Became mixed together.

إِنْعَكَرَa. Returned, turned back.

إِعْتَكَرَa. see I (a)
IV (b) & VI.
d. Poured down (rain).
e. Lasted, endured (youth).
f. Raised the dust.
g. [ coll. ]
see (عَكِرَ)

عَكْرَةa. Renewed attack, fresh charge.

عِكْرa. Origin; original state.

عَكَرa. Dregs, lees, sediment.

عَكِرa. Thick, turbid, muddy, fouled.

مَعْكَرa. see 1t
عَكَّاْرa. Persistent in attacking.

N. P.
عَكَّرَa. see 5
عكر
عَكَرَ عَلَيْه عَكْراً وعُكُوْراً: عَطَفَ. وعَكَر َبه على كذا: وَضَعَه عليه.
واعْتَكَرَ اللَّيْلُ وأعْكَرَ: اشْتد سَواده. واعْتَكَرَ المَطَرُ وغيرُه: كَثُرَ. واعْتَكَرَتِ الرِّيْحُ: جاءتْ بالغُبَار. واعْتَكَر العَسْكَرُ: رَجَعَ بعضُه على بَعْض فلم يُمْكِنْ عَده. والعَكَرُ: دُرْدِي الزَيْت والنَبيذِ. وعَكِرَ، وعًكرْتُه.
والعَكَرُ: فوق الخَمْسِمائة من الإِبل، والقِطْعَةُ: عَكَرَةٌ.
والعَكَرْكَرُ: اللبَنُ الغَليظ. و " عادَتْ لِعِكْرِها لَمِيْسٌ ": مَثَلٌ، أي أصْلِها، وقيل: عادَتِها. وعَكرَةُ اللسان: أصْلُه. وفي كَفي عَكَر من القَبْض على كذا: أي غُضُوْنٌ، وقد عَكِرَتْ. وفي مَثَل: أعَكرَتَيْنِ بِضَفِيْرٍ، أي: أضَرْبَتَيْن بِنِسْع.
ع ك ر: (الْعَكْرَةُ) بِوَزْنِ الضَّرْبَةِ الْكَرَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ الْفَرَّارُونَ فَقَالَ: أَنْتُمُ الْعَكَّارُونَ أَنَا فِئَةُ الْمُسْلِمِينَ» وَ (اعْتَكَرَ) الظَّلَامُ اخْتَلَطَ. وَ (الْعَكَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ دُرْدِيُّ الزَّيْتِ وَغَيْرِهِ. وَقَدْ (عَكِرَتِ) الْمِسْرَجَةُ مِنْ بَابِ طَرِبَ اجْتَمَعَ فِيهَا الدُّرْدِيُّ. وَ (عَكَرُ) الشَّرَابِ وَالْمَاءِ وَالدُّهْنِ آخِرُهُ وَخَاثِرُهُ. وَقَدْ (عَكَرَ) فَهُوَ (عَكِرٌ) . وَ (أَعْكَرَهُ) غَيْرُهُ وَ (عَكَّرَهُ تَعْكِيرًا) جَعَلَ فِيهِ الْعَكَرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَمَا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} [الأنبياء: 1] ، تَنَاهَى أَهْلُ الضَّلَالَةِ قَلِيلًا ثُمَّ عَادُوا إِلَى عِكْرِهِمْ» بِوَزْنِ ذِكْرِهِمْ، أَيْ إِلَى أَصْلِ مَذْهَبِهِمُ الرَّدِيءِ وَأَعْمَالِهِمُ السُّوءِ. 
[عكر] فيه: أنتم "العكارون" لا الفرارون، أي الكرارون إلى الحرب والعطافون نحوها، يقال لمن تولى عن الحرب ثم يكر راجعًا إليها: عكر واعتكر، وعكرت عليه إذا حملت عليه. ط: يريد من فر من الحرب بنية أن يجتمع مع جيش أخرى ويتقوى بهم ثم يرجع إلى الحرب فلا إثم عليه وكذا أنتم فررتم لطلب المدد وأنا مددكم. نه: ومنه: إن رجلًا فجر بامرأة "عكورة"، أي عكر عليها فتسنمها وغلبها على نفسها. وح أبي عبيدة يوم أحد: "فعكر" على إحداهما فنزعها فسقطت ثنيته ثم "عكر" على الأخرى فنزعها فسقطت ثنيته الأخرى، يعني الزردتين نشبتا في وجه النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه: إنه مر برجل له "عكرة" فلم يذبح له شيئًا، هي بالحركة من الإبل ما بين الخمسين إلى السبعين. وح: وعليه "عكر" من المشركين، أي جماعة، من الاعتكار: الازدحام والكثرة. ومنه ح: عند "اعتكار" الضرائر، أي اختلاطها، والضرائر الأمور المختلفة، ويروى باللام. وفيه: ثم عادوا إلى "عكرهم عكر" السوء، أي إلى أصل مذهبهم الرديء. ومنه المثل: عادت "لعكرها" لميس، وقيل: العكر العادة والديدن، وروى: عكرهم- بفتحتين ذهابًا إلى الدنس والدرن، من عكر الزيت.
[عكر] عَكَرَ يَعْكِرُ عَكْراً: عطف. والعَكرَة: الكرَّة. وفي الحديث: قلنا يا رسول الله، نحن الفرَّارون. فقال: أنتم العَكَّارون، إنَّا فئة المسلمين. وعَكَرَ به بعيره، مثل عَجَرَ به، إذا عطف به إلى أهله وغَلَبه. واعتكَرَ الظلام: اختلط، كأنَّه كرَّ بعضه على بعض من بُطْءِ إنجلائه. واعتكر المطر، أي كثر. وتعاكَرَ القومُ: اختلطوا. والعَكَرُ: دُرْدِيُّ الزيت وغيره. وقد عَكِرَتِ المِسْرَجَةُ بالكسر، تَعْكَرُ عَكَراً، إذا اجتمع فيها الدُرْدِيُّ. وعكر الشراب والماء والدهن: آخره وخاثره. وقد عكر. وشراب عكر. وأعْكَرتُهُ أنا وعَكَّرتُهُ تَعْكيراً: جعلت فيه العَكَر. والعَكَرُ أيضاً: جمع عَكَرَةٍ، وهي القطيع الضخم من الابل. قال أبو عبيدة: العكرة ما بين الخمسين إلى المائة. وقال الاصمعي: العكرة الخمسون إلى الستين إلى السبعين. يقال: أعكر الرجل فهو مُعْكِرٌ، إذا كانت عنده عَكَرَةٌ. والعَكَرَةُ أيضاً: العَكَدَةُ، وهي أصل اللسان. والعكر بالكسر: الاصل، مثل العِتْرِ. يقال: رجع فلان إلى عِكْرَهُ، وباع فلان عكره، أي أصل أرضه. وفى الحديث: لما نزل قوله تعالى:

(اقترب للناس حسابهم) * تناهى أهل الظلالة قليلا ثم عادوا إلى عكرهم، أي إلى أصل مذهبهم الردئ وأعمالهم السوء.
عكر: عكر على: كدر، رنق، أزعج. (ألف ليلة 1: 293: 75).
عكر: ضج، أثار ضجة. (هلو).
عكر: لاءم بين الألوان، جانس بينها. (الكالا).
عَكرَّ (بالتشديد): عكر السائل: كدره ورنقه (فوك).
عكر: خلط، مزج، يقال مثلاً: عكر عصير الليمون. (الكالا).
تعكر: تكدر، ترنقّ. (فوك، بوشر).
وفي ألف ليلة (1: 72): ليتنا لمّا دخلنا هذه الدار وكنا نمنا على الكيمان فقد تعكر مقامناً بشيء يقطع القلب- وهو استعمال مجازي.
اعتكر: تكدر، ترنقّ. ومعتكر: عكر، كدر (بوشر).
اعتكر: اسودّ. (أبو الوليد ص626).
عكر: حُمْرة، نوع من مسحوق التجميل الأحمر (جاكسون ص155).
عكر: يظهر أن صاحب محيط المحيط يذكر عكر ومعكور بمعنى مُعِكر لأنه يقول: والمعكر من عنده العكرة والمعكور اسم مفعول والعكر وهذه من كلام العامة.
عَكْرَة: ضجة، ضوضاء. (هبرت ص241).
عَكّري: المعجم اللاتيني- العربي: عكرّي: purjurissus أي قرمزي.
عَكْرِْي: قرمزي. (بوشر بربرية) رولاند، (لا يورث ص92، 93) ولون زهر العصفر والقرطم، وهونبات من المركبات الأنبوبية الزهر يستعمل زهرة قابلاً وملوناً للطعام. (براكس مجلة الشرق والجزائر 9: 215).
عكار: نبات اسمه العلمي: Jasminum noctornum وكذلك: Rubeum Dalechampii ( باجني مخطوطات).
عُكَيْري: نوع من كبار السفن الشراعية الحربية في الهند. (ابن بطوطة 4: 59، 107).
عُكَّار والجمع عكاكير: حثالة، ثمل، ثمالة، كدر، راسب ثجير، دردي. (فوك، ألكالا، بوشر، همبرت ص17). وفي المستعيني: دردى الخمر هو عكار الخمر الراسب بعد غليانه (وضبط الكلمة في مخطوطة ن). وفيه دردى الخل هو عكار الخل وهو الذي يرسب بعد الغليان.
تعكير: اضطراب، فوضى. (همبرت ص241).
مُعَكَّر العين: اضطراب البصر. (فوك).
مَعْكور: انظرها في مادة عَكِر.
عكر
عكِرَ يَعكَر، عَكَرًا، فهو عَكِر
• عكِر الماءُ ونحوُه: كَدُر، وكان غيرَ صافٍ "عَكِر الشّرابُ/ صفوُهُ- جوٌّ عَكِرٌ- عَكِرتِ العلاقاتُ". 

تعكَّرَ يتعكَّر، تعكُّرًا، فهو مُتعكِّر
• تعكَّر الماءُ: مُطاوع عكَّرَ: أصبح غير صافٍ "تعكَّرت العلاقاتُ". 

عكَّرَ يعكِّر، تعكيرًا، فهو معكِّر، والمفعول معكَّر
• عكَّر الماءَ ونحوَه: أزال صفاءَه وجعله غير رائقٍ "عكَّر الهواءُ الماءَ- تعكير الذِّهن- لم يحدث ما يعكِّر الصَّفو- عكَّرت الرِّياحُ الجوَّ- عكَّرت الأحداثُ العلاقات بين الدَّولتين" ° عكَّر الجوّ: أثار بلبلة- عكَّر صَفْوَه/ عكَّر صَفْوَ حياته: نغَّصه، أزعجه، سبّب له المتاعبَ- عكَّر عليه عيشَه: نغّصه عليه. 

عُكارَة [مفرد]: ما ترسَّب من شيء غير صافٍ "ترسَّبت العُكارةُ في قعر الإناء". 

عَكَر [مفرد]:
1 - مصدر عكِرَ.
2 - (كم) حالة السَّائل حيث تعلق به موادّ دقيقة مرئيّة تُشاهد بالعَيْن المجرَّدة غير ذائبة فيه. 

عَكِر [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عكِرَ ° الصَّيد في الماء العَكِر: محاولة استغلال الخلاف، والاستفادة من اضطراب الأمور لتحقيق الأهداف.
2 - (كم) وصف للماء أو غيره من السوائل غير الرائقة. 
الْعين وَالْكَاف وَالرَّاء

عَكَر على الشَّيْء يَعْكِر عَكْراً وعُكورا، واعْتَكَر: كَرَّ وَانْصَرف.

وَرجل عَكَّار فِي الْحَرْب: عطَّاف كرَّار.

واعْتَكَروا فِي الْحَرْب: اختلطوا. واعْتَكَر الْعَسْكَر: رَجَعَ بعضه على بعض، فَلم يقدر على عده. قَالَ رؤبة:

إِذا أَرَادوا أَن يَعُّدوهُ اعْتَكَرْ

واعْتَكَر اللَّيْل: اشْتَدَّ سوَاده والتبس. قَالَ رؤبة:

وأعْسِفُ اللَّيل إِذا اللَّيلُ اعْتَكَرْ واعتَكَر الْمَطَر: اشْتَدَّ. واعْتَكَرَتِ الرّيح: جَاءَت بالغبار. واعْتَكَر الشَّبَاب: دَامَ وَثَبت، عَن الَّلحيانيّ.

وتَعاكَرَ الْقَوْم: تشاجروا فِي الْخُصُومَة.

والعَكَر: دردى كل شَيْء.

وعَكَر المَاء والنبيذ عَكَراً، وعَكَّرَهُ، وأعْكَرَه: جعله عَكِراً.

وعَكَّره وأعْكَرَه: جعل فِيهِ العَكَر.

والعَكَرة، والعَكْرة: الْقطعَة من الْإِبِل. وَقيل العَكَرة: السِّتُّونَ مِنْهَا. وَقيل: العَكَر: مَا فَوق خمس مئة من الْإِبِل.

وَقَول سَاعِدَة بن جؤية:

لمَّا رأى نَعْمانَ حلَّ بكِر فيءٍ ... عَكِرٍ كَمَا لَبَجَ النزولَ الأرْكُبُ

جعل للسحاب عَكَراً كعَكَر الْإِبِل، وَإِنَّمَا عَنى بذلك قطع السَّحَاب وقلعه. والقطعة عَكَرة وعَكْرة.

وَرجل مُعْكِرٌ: عِنْده عَكَرة.

واستعار العجَّاج العَكَر للخيل، فَقَالَ:

ألْفا يَجُرُّون من الْخَيل العَكَرْ

والعَكَرة: أصل اللِّسَان كالعَكَدَة، وَجَمعهَا عَكَرٌ.

والعِكْرُ: الأَصْل.

والعَكَرْكَر: اللَّبن الغليظ.

وعاكِر، وعُكَيْر، ومِعْكَر، وعَكَّار: أَسمَاء.

عكر

1 عَكَرَ, aor. ـِ (S, O, Msb) and عَكُرَ, (Mgh, Msb,) inf. n. عَكْرٌ (S, O) and عُكُورٌ (O) [and مَعْكَرٌ, occurring in the Ham p. 200], He, or it, (a thing, Msb,) turned, or inclined; (S, O, Msb;) turned back; returned: (Mgh, Msb:) and ↓ انعكر [likewise] signifies he, or it, turned or inclined; or became turned or inclined. (O.) b2: عَكَرَ بِهِ بَعِيرُهُ His camel turned with him towards his family, and overcame him; like عَجَرَ بِهِ [q. v.]; (S, O;) overcame him, and turned back. (Msb.) b3: عَكَرَ عَلَى الشَّىْءِ, aor. ـِ inf. n. عَكْرٌ and عُكُورٌ; and ↓ اعتكر; He turned back, or returned, against the thing. (K.) You say فَرَّ مِنْ قِرْنِهِ ثُمَّ عَكَرَ عَلَيْهِ بِالرُّمْحِ [He fled from his adversary, or wheeled about widely from him, then] turned back against him with the spear: (A, TA:) and ↓ اعتكر [likewise] signifies he turned back [against his adversary] after fleeing, or wheeling about widely [from him]. (IDrd, O.) [Hence, عَكَرَ عَلَيْهِ (assumed tropical:) It (a saying) contradicted it, namely, another saying; it was contradictory, or repugnant, to it. See an ex. voce سَبْعٌ.] b4: [And He returned to the thing. See an ex. voce قَرَدٌ.] You say also عَكَرَ الزَّمَانُ عَلَيْهِ بِخَيْرٍ Fortune turned towards him with good. (IKtt.) A2: [And عَكَرَ is also trans. as signifying He made his soul to turn, &c., against another in fight: see Ham p. 200.]

A3: See also 4.

A4: عَكِرَ, aor. ـَ (S, O, Msb, K,) inf. n. عَكَرٌ, (S, Msb,) It (water, S, O, K, and wine, S, O, and beverage of the kind called نَبِيذ, K, and oil, S, O) became dreggy, or feculent, (S, O, K,) thick, (S, O,) or turbid. (Msb.) b2: عَكِرَتِ المِسْرَجَةُ The lamp had dregs collected in it. (S, O.) 2 عَكَّرَ see the next paragraph in two places.4 اعكرهُ; (S, O, Msb, K;) and ↓ عكّرهُ, (S, Msb, K,) inf. n. تَعْكِيرٌ; (S, O, K;) He rendered it (namely, a fluid, O, or water, and beverage of the kind called نَبِيذ, [&c.,] K) dreggy, or feculent, (K,) or turbid: (O, Msb:) or ↓ the latter verb signifies, (S, O,) or signifies also, (K,) and so the former, (S, K,) He put into it (namely water, K, and wine, S, and نَبِيذ, K, and oil, S) dregs, (S, O, K,) or earth, or dust (تربة [but this is perhaps a mistake of a copyist]); as also ↓ عَكَرَهُ, inf. n. عَكْرٌ. (IKtt, TA.) A2: See also 8.6 تَعَاْكَرَ see 8, in three places.7 إِنْعَكَرَ see 1, first sentence.8 اعتكر: see 1, in two places. b2: Also It (darkness) became confused; (S, Msb;) as though one part thereof turned back upon another, from the slowness of its clearing away: (S, O:) it (night) became intense in its blackness, and confused; (K;) as also ↓ اعكر: (O, K;) or it became dense in its darkness, and confused. (A.) b3: اعتكروا They (people) became confused; (S;) as also ↓ تعاكروا: (S, O:) they became confused, or mixed together, in war, or fight; (K;) as also ↓ تعاكروا: (TA:) they became embroiled together in contention; (TA;) as also ↓ تعاكروا. (K.) [Hence,] اِعْتِكَارُ الضَّرَائِرِ [lit., The wrangling of fellow-wives; meaning,] (assumed tropical:) confusion of discordant affairs. (TA.) b4: اعتكر العَسْكَرُ One part of the army returned upon another, so that it could not be numbered. (O, K.) b5: اعتكر المَطَرُ The rain became vehement: (K:) or copious and vehement. (S, TA.) b6: اعتكرت الرِّيَاحُ, (S, O,) or الرِّيحُ, (K,) The winds, (S, O,) or wind, (K,) brought dust, (S, O, K,) and removed the fruit of the trees. (O.) b7: اعتكر الشَّبَابُ Youthfulness continued (O, K) until its term was ended. (O.) عِكْرٌ i. q. أَصْلٌ [Origin; and original state or condition, and natural disposition]; (S, O, K;) as also عِتْرٌ. (S, O.) You say هُوَ كَرِيمُ العِكْرِ He is of generous origin. (TK.) And بَاعَ فُلَانٌ عِكْرَهُ, (S, O, TA,) or أَرْضِهِ ↓ عِكْرَةَ, (TA,) Such a one sold the أَصْل [meaning the fundamental property, i. e. the property itself,] of his land. (S, O, TA.) And رَجَعَ فُلَانٌ إِلَى عِكْرِهِ [Such a one returned to his original state or condition, or natural disposition: see عِتْرٌ]. (S, O.) b2: Also Custom; habit: so in the prov., عَادَتْ لِعِكْرِهَا لَمِيسُ Lemees [a proper name of a woman] returned to her custom, or habit. (O, L.) [See also عِتْرٌ.] and it is said in a trad., that when the words اِقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ [in the Kur xxi. 1] were revealed, those who were in error refrained a little from what was forbidden, and then عَادُوا إِلَى عِكْرِهِمْ, i. e., they returned to their original bad way of acting or of opinion, and to their evil deeds: (S, O, TA:) or, accord. to one relation of the trad., ↓ الى عَكَرِهِمْ, to their filthiness, from عَكَرٌ relating to oil: (O, TA:) but the former is the more proper. (TA.) عَكَرٌ The dregs, feces, lees, or sediment, or what remains at the bottom, (S, Mgh, O, K,) of oil, (S, Mgh, O,) &c., (S, O,) and of the beverage called نَبِيذ, (Mgh,) or of anything; (K;) what is thick, and subsides, of oil and the like; (Msb;) the last and thick part of water and of wine and of oil: (S, O:) earth, or dust; syn. تربة. (IKtt [but see 4].) b2: Rust of a sword (IAar, S, O, K) &c. (IAar, S.) b3: See also عِكْرٌ.

عَكِرٌ Dreggy, or feculent, wine [&c.]. (S, O.) عَكْرَةٌ A return to the fight, or charge, after fleeing or wheeling away. (S, O, TA.) عِكْرَةٌ: see عِكْرٌ.

عَكَّارٌ One who returns to the fight after fleeing or wheeling away. (S, * Mgh, O, * K.) It is said in a trad., أَنْتُمُ العَكَّارُونَ لَا الفَرَّارُونَ (S, Mgh, * O, TA) Ye are they who return to the fight; not they who flee. (Mgh, * TA.) And عَطَّافُونَ signifies the like. (TA.) طَعَامٌ مُعْتَكِرٌ Much food or wheat. (ISh, O.)

عكر: عَكَر على الشيء يَعْكِرُ عَكْراً واعتَكر: كَرَّ وانصرف؛ ورجل

عَكَّارٌ في الحرب عطّاف كرّار، والعَكْرة الكَرّة. وفي الحديث: أَنتم

العَكّارُون لا الفرّارون أَي الكَرّارون إِلى الحَرْب والعطّافون نحوها. قال

ابن الأَعرابي: العَكّار الذي يُوَلِّي في الحروب ثم يَكُرُّ راجعاً.

يقال: عَكَرَ واعْتَكَر بمعنى واحد، وعَكَرْت عليه إِذا حَمَلْت،

وعَكَرَ يَعْكِرُ عَكْراً: عطَفَ. وفي الحديث: أَن رجلاً فَجر بامرأَة

عَكْوَرةً أَي عَكَرَ عليها فتَسَنَّمها وغَلَبَها على نفسها. وفي حديث أَبي

عبيدة يوم أُحُدٍ: فَعَكَرَ على إِحداهما فنزَعَها فسَقَطَتْ ثَنيَّتُه ثم

عكَرَ على الأُخرى فنزعها فسقطت ثنيتُه الأُخرى، يعني الزِّرَدَتَيْن

اللتين نَشِبَتا في وجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وعَكَرَ به بَعِيرُه،

مثل عَجَرَ به، إِذا عطف به على أَهله وغلَبَه. وتعاكَرَ القومُ:

اخْتَلَطُوا. واعْتَكَروا في الحرب: اختلطوا. واعْتَكَرَ العَسْكَرُ: رجع بعضه

على بعض فلم يُقْدَرْ على عَدِّه؛ قال رؤبة:

إِذا أَرادُوا أَن يَعُدّوه اعْتَكَرْ

واعْتَكَرَ الليل: اشتد سواده واختلط والتبس؛ قال رؤبة:

وأَعْسِف الليلَ إِذا اللَّيْلُ اعْتَكَرْ

قال عبد الملك بن عمير: عاد عمرو بن حُرَيْث أَبا العُرْيان الأَسدي

فقال له: كيف تجدك؟ فأَنشده:

تَقارُبُ المَشْي وسُوءٌ في البَصْر،

وكَثْرةُ النِّسْيان فيما يُدَّكَرْ

وقلّةُ النوم، إِذا اللّيلُ اعْتَكَرْ،

وتَرْكِيَ الحَسْناءَ في قُبْل الطُّهَرْ

واعْتَكَر الظلامُ: اختلط كأَنه كرّ بعضُه على بعض من بُطْء انجلائه.

وفي حديث الحرث بن الصِّمّة: وعليه عَكَرٌ من المشركين أَي جماعة، وأَصله

من الاعْتِكار وهو الازدحام والكثرة. وفي حديث عمرو ابن مُرّة: عند

اعْتِكارِ الضرائر أَي اختلاطِها؛ والضرائرُ: الأُمورُ المختلفة، أَي عند

اختلاط الأُمور، ويروى: عند اعتكال الضرائر، وسنذكره في موضعه. واعْتَكَر

المطر: اشتدّ وكَثُر. واعْتَكَرت الريحُ: جاءت بالغبار. واعْتَكر الشَّبابُ:

دام وثبت حتى ينتهي منتهاه، واسْبَكَرَّ الشَّبابُ إِذا مضى عن وجهه

وطالَ. وطعامٌ مُعْتَكِرٌ أَي كثير. وتعاكَرَ القومُ: تَشاجَرُوا في

الخصومة.والعَكَرُ: دُرْدِيُّ كلّ شيء. وعَكَرُ الشرابِ والماء والدهن: آخرُه

وخائرُه، وقد عَكِرَ، وشرابٌ عَكِرٌ. وعَكِرَ الماءُ والنبيذُ عَكَراً إِذا

كَدِرَ. وعَكَّرَه وأَعْكَرَه: جعله عَكِراً. وعَكَّرَه وأَعْكَرَه: جعل

فيه العَكَر. ابن الأَعرابي: العَكَرُ الصَّدَأُ على السيف وغيره؛

وأَنشد للمفضل:

فصِرْت كالسَّيْفِ لا فِرِنْدَ له،

وقد عَلاه الخَبَاطُ والعَكَرُ

الخَباطُ: الغُبار. ونَسَق بالعَكَرِ، على الهاء

(* قوله: «ونسق بالعكر

على الهاء إلخ» هكذا في الأصل، وظاهر أنه معطوف على الخباط)، فكأَنه قال:

وقد علاه يعني السيفَ، وعَكّره الغبارُ. قال: ومن جعل الهاء للخَباط فقد

لَحَنَ لأَن العرب لا تقدم المكنّى على الظاهر، وقد عَكِرت المِسْرَجةُ،

بالكسر، تَعْكَرُ عَكَراً إِذا اجتمع فيها الدُّرْدِيُّ. والعَكَرةُ:

القطعة من الإِبل، وقيل: العَكَرة الستون منها. وقال أَبو عبيد: العَكَرةُ

ما بين الخمسين إِلى المائة. وقال الأَصمعي: العَكَرةُ الخمسون إِلى

الستين إِلى السبعين، وقيل: العَكَرة الكثيرُ من الإِبل، وقيل: العَكَرُ ما

فوق خمسمائة من الإِبل، والعَكرُ جمع عَكَرة، وهي القطيع الضخم من الإِبل.

يقال: أَعْكَرَ الرّجلُ إِذا كانت عنده عَكَرةٌ. وفي الحديث: أَنه مَرَّ

برجل له عَكَرةٌ فلم يذبح له شيئاً؛ العَكَرَةُ، بالتحريك: ما بين

الخمسين إِلى السبعين إِلى المائة؛ وقول ساعدة بن جؤية:

لَمّا رَأَى نَعْمان حلَّ بِكِرْفِئٍ

عَكِرٍ، كما لَبَجَ النُّزولَ الأَرْكُبُ

جعل للسحاب عَكَراً كَعَكَرِ الإِبل، وإِنما عنى بذلك قِطَع السحاب

وقَلَعَه، والقطعةُ عَكَرة وعَكْرة. ورجل مُعْكِرٌ: عنده عَكَرة. والعَكَرةُ:

أَصل اللسان كالعَكَدة، وجمعها عَكَرٌ.

والعِكْر، بالكسر: الأَصل مثل العِتْر، ورجع فلانٌ إِلى عِكْرِه؛ قال

الأَعشى:

لَيَعُودَنْ لِمعَدٍّ عِكْرُها،

دَلَجُ الليلِ وتَأْخاذُ المِنَحْ

ويقال: باع فلان عِكْرة أَرضِه أَي أَصلَها، وفي الصحاح: باع فلان

عِكْرَه أَي أَصلَ أَرضه. وفي الحديث: لما نزل قوله تعالى: اقترب للناس

حسابُهم، تَناهَى أَهلُ الضلالة قليلاً ثم عادوا إِلى عِكْرِهم عِكْرِ السوء

أَي أَصل مذهبهم الرّديء وأَعمالهم السوء. ومنه المثل: عادت لِعِكْرِها

لَمِيس؛ وقيل: العِكْر العادةُ والدَّيْدَنُ؛ وروي عَكَرهم، بفتحتين، ذهاباً

إِلى الدنس والدَّرِن، من عَكَر الزيت، والأَول الوجه.

والعَكَرْكَرُ: اللبن الغليظ؛ وأَنشد:

فَجَعَّهم باللَّبَنِ العَكَرْكَرِ،

غَضّ لَئِيم المُنْتَمى والعُنْصُرِ

وعاكِرٌ وعُكَيرٌ ومِعْكَر وعَكَّار: أَسماء.

(باب العين والكاف والراء معهما) (ع ك ر، ع ر ك، ك ع ر، ك ر ع، ر ك ع مستعملات، و [ر ع ك] مهمل

عكر: عكر على الشيء يَعْكَرِ عُكُوراً وعَكْراً، وهو انصرافه عليه بعد مضيه [عنه] واعتكر اللّيلُ إذا اختلط سوادُه والْتَبَسَ. قال:

تطاوَلَ الليل علينا واعتكر واعتكرت الريح إذا جاءت بالغبار. قال:

وبارحٌ معتكرُ الأشواط

يصف بلدا. أي: من ساره يحتاج إلى أن يعيد شوطاً بعد شوطٍ في السير. واعتكر العسكرُ: أي رجع بعضه على بعض فلا يُقْدَرُ على عده. قال رؤبة:

إذا أرادوا أن يَعُدّوهُ اعتكر

والعَكَرُ: رديء النبيذ والزّيت. يقال: عكّرته تعكيراً. والعَكَرُ: القطيع الضخم من الإبل فوق خمسمائة قال:

فيه الصواهل والرايات والعَكَرُ

قال حماس: رجالٌ معتكرون، أي كثير.

عرك: عَرَكْتُ الأديم عَرْكا: دَلَكْتُهُ. وعِرِكْتُ القوم في الحرب عركا. قال جرير:

قد جربت عركي في كل معترك

واعترك القوم للقتال والخصومة، والموضع: المُعْتَرَكُ، والمعركة. وعريكة البعير: سنامه إذا عَرَكَهُ الحمل. قال سلامة بن جندل:

نهضنّا إلى أكوار عيس تعرّكتْ ... عرائِكَها شدُّ القُوى بالمحازم أي: انكسرت أسنمتها من الحمل. وقال:

خِفاف الخُطى مطلنفئاتُ العرائك

أي: قد هُزِلت فلصِقَتْ أسنمتها بأصلابها. وفلان لبن العريكة: أي: ليس ذا إباءٍ فهو سلس. وأرضَ معروكة عَرَكَتْها السائمة بالرّعي فصارت جَدْبة. وعَرَكْتُ الشاة عَرْكاً: جَسَسْتُها وغبطتها، لأنْظُرَ سِمَنها، الغَبْطُ أحسنُ الجسّ، وأما العَرْك فكثرة الجسّ. وناقةٌ عَروك: لا يُعْرف سِمَنها من هُزالها إلا بجسّ اليد لكثرة وبرها. ولقيته عَرْكَةً بعد عركةٍ: أي مّرةً بعد مرة، وعَركات: مرّات. وامرأةٌ عارِكٌ، أي: طامث. وقد عَرَكَتْ تَعْرُكُ عِراكاً، قال:

لن تغسلوا أبداً عارا أظلّكُمُ ... غسل العوارك حيضاً بعد أطهار

ويُرْوَى: لن ترحضوا، ورَحْضَ العوارك. ورجلٌ عِركٌ، وقومٌ عَرِكُونَ، وهم الأِشدّاء الصُّرَّاع. والعَرْكُ عركُ [مرفق البعير جنبه] قال [الطرماح] :

قليلُ العَرْكِ يهجر مِرْفَقَاها ... خليف رحىً كقرزوم القيون

أي: (كعلاة) القيون. والخليف: ما بين العضُد والكركرة. ويهجر: يتنحّى عن. والرحى: [الكركرة] . والعَرَكْرَكُ: الرَّكَبُ الضخم من اركاب النساء. وأصله من الثلاثيّ ولفظه خماسيّ، إنما هو من العَرْك فأردف بحرفين . وعَرَكْتُ القَومَ في الحرب عَرْكاً. قال [زهير] :

وتعرككم عرك الرّحى بثفالها

كعر: كَعِرَ الصبيُّ كَعَراً فهو كَعِرٌ: إذا امتلأ بطنه من كثرة الأكل. وكَعِرَ البطنُ، وكل شيءٍ يشبه هذا المعنى فهو الكَعِرُ. وأكْعَرَ البعيرُ اكتنز سنامه وكبر، فهو مُكْعِرٌ. قال الضرير: إذا حمل [الحُوارُ] أول الشحم فهو مُكْعِرٌ.

كرع: كَرَعَ في الماء يكرَعُ كَرْعاً وكُروعاً: إذا تناوله بفيه. وكَرَع في الإناء: أمال عُنُقه نحوه فشرب. قال [النابغة] :

وتسقي إذا ما شئت غير مصرد ... بزوراء في أكنافها المسك كارع

قوله: بزوراء، أي: بسقاية يشرب بها. سميت زوراء لا زورار البصر فيها من شدة ما صقلت. ورجلٌ كَرِعٌ: غَلِمٌ، وامرأةٌ كَرِعةٌ: غلمةٌ وكَرِعَتِ المرأةُ إلى الفحل تكرَعُ كَرَعاً. والكُراعُ من الإنسان ما دون الركبة، ومن الدواب ما دون الكعب. تقول: هذه كُراعٌ، وهو الوظيف نفسه. قال:

يا نفس لا تُراعي ... إنْ قطعت كُراعي

إنّ معي ذراعي ... رعاكِ خيرُ راعي

وثلاثةُ أكْرُع. قال سيبويه: الكُراع: الماء الذي يُكْرَعُ فيه. الأكرعُ من الدواب: الدقيق القوائم. وقد كَرِعَ كَرَعاً. وكُراع كل شيء طَرَفُهُ، مثل كُراع الأرض، أي: ناحيتها. والكُراعُ: اسم الخيل، إذا قال الكُراعُ والسِّلاحُ فإنَّه الخيل نفسها. ورجلا الجندب كُراعاه قال أبو زيد:

ونَفَى الجندب الحصى بكراعيه ... وأذكت نيرانَها المعزاءُ

[والكُراعُ أنف سائل من جَبَلٍ أو حرَّةٍ] ويقال [الكُراعُ] من الحرة ما استطال منها. قال الشماخ:

وهَمَّت بورد القنتين فصدَّها ... مضيق الكُراع والقنانُ اللواهز

ركع: كلّ قومةٍ من الصلاة ركعة، وركَعَ ركوعاً. وكلُّ شيءٍ ينكبُّ لوجهه فتمسُ ركبته الأرض أولا تمس [ها] بعد أن يطأطىء رأسَه فهو راكع. قال لبيد:

أُخبّر أَخْبار القرون التي مضت ... أدِبّ كأنّي، كلما قمت، راكع وقال:

ولكنّي أنصّ العيس تدمى ... أظلاها وتركع بالحزون
ع ك ر
. عَكَرَ عَلى الشَّيْءِ يَعْكِر عَكْراً، بِالْفَتْح، وعُكُوراً، بالضَّمّ، واعْتَكَر: كَرَّ وانْصَرَف، والعَكْرَة: الكَرَّةُ. وفَرَّ من قِرْنه ثُمَّ عَكَر عَلَيْهِ بالرُّمْح: كَرّ، كَذَا فِي الأَساس. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: وكلُّ من كَرَّ بَعْدَ فِرارٍ فقد عَكَر واعْتَكَر نقَله الصَّاغَانيّ. والعَكّارُ: الكَرّارُ العَطّافُ، وَفِي الحَدِيث: أَنْتُم العَكّارُون لَا الفَرّارُون أَي الكَرّارُون إِلى الحَرْب والعَطّافون نَحْوها. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: العَكّارُ: الَّذِي يَحْمل فِي الحَرْب تَارَة بعد تارَةٍ. وَقَالَ غَيْره: العَكّار: الَّذِي يُوَلِّى فِي الحُرُوب ثمَّ يَكُرُّ راجِعاً. يُقَال: عَكَرَ واعْتَكَرَ، بِمَعْنى واحِدٍ. وَفِي الحَدِيث: أَنّ رَجُلاً فَجَرَ بامرأَة عَكْوَرَةً، أَي عَكَرَ عَلَيْهَا فتَسنَّمَها وغَلَبَها على نَفْسِهَا. وعَكَرَ بِهِ بَعِيرُه، مثْل عَجَرَ بِهِ بَعِيرُه، إِذا عَطَفَ بِهِ على أَهْله وغَلَبَهُ. وعَكَرَ الزَّمانُ عَلَيْهِ بخَيْر: عَطَفَ، قَالَه ابْن القَطّاع. واعْتَكَرُوا: اخْتَلَطُوا فِي الحَرْبِ، كتَعاكَرُوا، واعْتَكَرَ العسكرُ: رَجَعَ بعضُه على بعض فَلم يُقْدَرْ على عَدِّهِ، قَالَ رؤْبة: إِذا أَرادُوا أَنْ يَعُدُّوهُ اعْتَكَرْ. واعْتَكَر اللَّيْلُ: اشْتَدّ سَوادُه وَفِي الأَساس: كَثُف ظَلامُه واخْتَلَطَ والْتَبَس، وكَرّ بعضُه على بَعْض. قَالَ عبدُ المَلِكِ بن عُمَيرٍ: عادَ عَمْرُو بنُ حُرَيْث أَبا العُرْيانِ الأَسَديّ فَقَالَ لَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ فأَنْشَدَهُ:
(تَقَارُبُ المَشْيِ وسُوءٌ فِي البَصَرْ ... وكَثْرَةُ النِّسْيَانِ فِيمَا يُدَّكَرْ)
وقِلَّةْ النَّوْمِ إِذا اللَّيْلُ اعْتَكَرْ واعْتَكَرَ الظَّلامُ: اخْتَلَطَ كأَنّه كَرَّ بعضُه على بعض من بُطءِ انْجِلائِه، كأَعْكَرَ، إِذا اشْتَدَّ سَوادُه، نَقله الصاغانيّ، واعْتَكَرَ المَطَرُ: اشْتَدَّ وكَثُرَ، واعْتَكَرَت الرِّيحُ: جَاءَتْ بالغُبَارِ. واعْتَكَرَ الشَّبَابُ: دامَ وثَبَتَ حتَّى يَنْتَهِيَ مُنءتَهاه أَوْرَدَه الصاغانيّ. وتَعَاكَرُوا: تَشاجَرُوا فِي الخُصُومَة، كاعْتَكَرُوا. والعَكَرُ، مُحَرَّكَةً: مَا فَوْقَ خَمسِمائَةٍ من الإِبِلِ، نَقله الصاغانيّ، أَوِ السِتُّون مِنْهَا، أَو مَا بَيْنَ الخَمْسِينَ إِلى السَّبْعِينَ، عَن ابنِ القَطّاع، أَو إِلى المائَة، هَذَا قَوْلُ أَبِي عُبَيْد وتُسَكَّنُ الكافُ، عَن ابْن دُرَيْد، وَقَالَ: هُوَ اسمٌ لجَمَاعَةِ الإِبِل. وَقَالَ الأَصمعيّ: العَكَرُ: الخَمْسُونَ إِلى السِّتّينَ إِلَى السَّبْعِينَ. وعَكَرٌ: اسمٌ والعَكَرُ: صَدَأُ السَّيْفِ وغَيْرِه، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ، وأَنشد للمُفَضَّل:
(فصِرْتُ كالسَّيْفِ لَا فِرِنْدَ لَهُ ... وقَدْ عَلاهُ الخَبَاطُ والعَكَرُ)
والعَكَرُ: دُرْدِىُّ كلِّ شئٍ وعَكَرُ، الشَّرَابِ والماءِ والدُّهْنِ: آخِرُه وخاثِره. وَقد عَكِرَ الماءُ والنَّبِيذُ،)
كفَرِحَ، عَكَراً، إِذا كَدِرَ. وعَكَّره تَعْكِيراً وأَعْكَرَهُ: جَعَلَه عَكِراً، أَي كَدِراً، وعَكَّرَهُ وأَعْكَرَهُ: جَعَلَ فِيهِ العَكَرَ، محرَّكةً، وَهِي التُّرْبَة قَالَه ابنُ القَطّاع، وَقَالَ أَيضاً: أَعْكَرْتُ النَّبِيذَ وعَكَرْتُهُ عَكْراً كَذَلِك. وَيُقَال: عَكِرَتِ المِسْرَجَةُ تَعْكَرُ عَكَراً، إِذا اجْتَمَعَ فِيهَا الدُّرْدِىّ. والعَكَرَةُ، مُحَرَّكةً: القِطْعَة من الإِبِلِ، وَقيل: السِّتُّون مِنْهَا، وَقيل: هِيَ القَطِيعُ الضَّخْمُ من الإِبِلِ. . وَقد أَعْكَرَ. وَبِه فُسِّرَ الحديثُ: أَنَّه مَرَّ برَجُل لَهُ عَكَرَةٌ فَلم يَذْبَحْ لَهُ شَيْئاً والعَكَرَةُ: أَصْلُ اللّسَانِ، كالعَكَدَةِ، بِالدَّال، وَقد تَقَدَّم، ج عَكَرٌ. والعِكْرُ، بالكَسْرِ: الأَصْلُ، مِثْلُ العِتْرِ. ورَجَعَ فُلانٌ إِلى عِكْرِه، قَالَ الأَعْشَى:
(لَيَعُودَنْ لِمَعَدٍّ عِكْرُها ... دَلَجُ اللَّيْلِ وتَأْخاذُ المِنَحْ)
وَيُقَال: باعَ فلانٌ عِكْرَةَ أَرْضِه، أَي أَصلَها. وَفِي الصّحاح: باعَ فلانٌ عِكْرَهُ، أَي أَصْلَ أَرْضِه.
وَفِي الحَدِيث لَمّا نزلَ قولُه تعالَى: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ تناهَى أَهلُ الضَّلالَة قَلِيلا ثمَّ عادُوا إِلى عِكْرِهم، أَي أَصْلِ مَذْهَبِهم الرّدِئِ وأَعمالِهم السوءِ، ورُوِىَ: إِلى عَكَرِهم محرّكَةً، ذَهاباً إِلى الدَّنَسِ والدَّرَنِ، من عَكَرِ الزَّيْت والأَوّلُ الوَجْهُ. والعَكَرْكَرُ: اللَّبَنُ الغَلِيظُ، قَالَ بِجَادٌ الخَيْبَرِيّ:
(فَجَّعَهمْ باللَّبَنِ العَكَرْكَرِ ... عِضٌّ لئيمُ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ)
وعَاكِرٌ والعُكَيْرُ، كزُبَيْرٍ، وَفِي اللّسَان والتكملة: عُكَيْرٌ، بِلَا لامٍ، ومِعْكَرٌ، كمِنْبَر: أَسماءٌ، وَمن الثَّانِي عاصِمُ بنُ العُكَيْرِ المُزَنِيُّ حَلِيفُ الأَنْصَار، ذكره الطَّبَريّ وابنُ عُقْبَةَ فِي البَدْرِيّين، ونَظَّره بَعْضُهُم. وتَعْكَرُ كتَمْنَع: حِصْنٌ باليَمَنِ، قَالَ الصاغانيّ: وسَمِعْتُ أَهْلَ اليَمَن يقولُون: التَّعْكَر، بالأَلِفِ واللاَّمِ، والصَّوابُ عِنْدِي إِسقاطُهما. وتَعْكَر ُ عِنْدِي تَفْعَلُ غير مُجْرىً، مِثْلُ تَوْزَرَ، وعَلَى مَا يقولُون فَعْلَل فيَنْصرِفُ، وَهُوَ بَعِيدٌ. وتَعْكَرُ، أَيضاً: جَبَلٌ من جِبال عَدَنَ عَلَى يَسارِ مَنْ يَخْرُج من البابِ إِلَى البَرّ. وأَعْكَرَ السَّنَامُ، سَنامُ البَعِيرِ، وعَنْكَرَ: صارَ فِيهِ شَحْمٌ، قَالَه الصاغانيّ، وسيأْتِي للمصنّف: كَعَرَ السّنَامُ وأَكْعَرَ وكَوْعَرَ بِهَذَا المَعْنَى. وعَكّارٌ، ككَتّانٍ: أَبو بَطْنٍ من هَمْدانَ، وَهُوَ عَكَّارُ بنُ الحارِثِ بن تَزِيدَ بنِ جُشَمَ بن حاشِد. وممّا يُسْتَدْرك عَليه: طَعَامٌ مُعْتَكِرٌ، أَي كَثِيرٌ نَقله الصاغانيّ عَن ابنِ شُمَيْلٍ. والعَكَرُ، مُحَرَّكة: من الأَعْلام. والعَكَرُ: الجَمَاعَةُ من النّاس. واعْتِكَارُ الضَّرَائر: اخْتِلاطُ الأُمورِ المُخْتَلِفة. وسَحَابٌ عَكَرٌ، إِذا أَقْلَعَ فَصَارَ قِطَعاً، تَشْبِيهاً بعَكَر الإِبِل. ورَجُلٌ مُعْكِرٌ: عِنْده عَكَرَةٌ. والعِكْرُ، بالكَسْرِ: العَادَةُ والدِّيْدَُن. وَمِنْه المَثَلُ: عَادَتْ لعِكْرِهَا لَمِيسُ. وَيُقَال: وَقَعُوا فِي عَكَرَةٍ، أَي اخْتلاطِ أَمْر. ومحمّدُ بنُ بِشْرٍ العَكَرِيّ، محرّكة، حَدَّثَ عَن بَحْرِ بنِ نَصْرٍ، وَله جُزْءٌ. وأَبو العَبّاس الأَنْدَرِينيّ العَكَّرِيّ بالتَّشْدِيد: شُيخُ)
العَرَبِيَّة بدِمَشْقَ. وأَبو العَكَرِ سَلْمُ بنُ سُمَىٍّ، لَهُ صُحْبَة. وأَبو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ محمّد العَكّارِيُّ، حَدَّثَ عَن أَبِي عليٍّ الحَسَنِ بنِ مَسْعُود اليُوسىِّ وغَيْرِه، حَدَّثَ عَنهُ شُيُوخُنا.

الْفِكر

(الْفِكر) إِعْمَال الْعقل فِي الْمَعْلُوم للوصول إِلَى معرفَة مَجْهُول وَيُقَال لي فِي الْأَمر فكر نظر وروية وَمَا لي فِي الْأَمر فكر مَا لي فِيهِ حَاجَة وَلَا مبالاة (ج) أفكار

(الْفِكر) يُقَال لَيْسَ لي فِي هَذَا الْأَمر فكر لَا أحتاج إِلَيْهِ وَلَا أُبَالِي بِهِ
الْفِكر: إمعان النّظر فِي الشَّيْء وَاعْلَم أَن النّظر والفكر كالمترادفين لِأَن بَينهمَا تغاير اعتباريا بِأَن مُلَاحظَة مَا فِيهِ الْحَرَكَة مُعْتَبرَة فِي النّظر وَغير مُعْتَبرَة فِي الْفِكر. وَالْمَشْهُور فِي تعريفيهما تَرْتِيب أُمُور مَعْلُومَة للتأدي إِلَى مَجْهُول نَظَرِي تصوري أَو تصديقي. وعَلى هَذَا يُرَاد أَنه لَا يَصح التَّعْرِيف بالمفرد كتعريف الْإِنْسَان بالناطق وبالضاحك. وَأجِيب بِأَن الْمُعَرّف يجب أَن يكون مَعْلُوما بِوَجْه مَا فالتعريف بالمركب من ذَلِك الْوَجْه والمفرد أَو بِأَن التَّعْرِيف بالمفرد إِنَّمَا يكون بالمشتقات وَهِي مركبة من حَيْثُ اشتمالها على الذَّات وَالصّفة أَو من حَيْثُ إِنَّهَا أَعم بِحَسب الْمَفْهُوم فَلَا بُد من قرينَة مخصصة فالتعريف بالمفرد مركب من معنى الْمُشْتَقّ والقرينة. وَلَا يخفى مَا فِي هَذِه الْأَجْوِبَة الثَّلَاثَة من الاختلال لِأَن الْوَجْه الَّذِي علم بِهِ الْمَطْلُوب سَابق على التَّعْرِيف وَلَو كَانَ مَعَه يلْزم طلب الْمَجْهُول الْمُطلق وَأَيْضًا لَا تَرْتِيب بَينه وَبَين الْمُفْرد وَكَذَا لَا تَرْتِيب فِي الْمُشْتَقّ لَا بَين الذَّات وَالصّفة وَلَا بَين الْمُشْتَقّ والقرينة.
فحاصل الْإِيرَاد أَن تَفْسِير النّظر بالترتيب لَا يَشْمَل التَّعْرِيف بالمفرد مَعَ أَنه لَا خلاف فِي إِمْكَان وُقُوع التَّصَوُّر بالمعاني المفردة وَتلك الْأَجْوِبَة مقدوحة مزيفة كَمَا عرفت. وَالْجَوَاب أَن نظر المنطقي والبحث فِيهِ إِنَّمَا هُوَ مضبوط والتعريف بالمفرد لَيْسَ بمضبوط مثل ضبط الْمركب فَإِن الْمُفْرد لَيْسَ بمنحصر فِي الْفَصْل والخاصة بل إِنَّمَا يكون على خلاف ذَلِك كَمَا فِي البسائط فَإِنَّهُ لَا يكون تَعْرِيفهَا بِالْفَصْلِ وَهُوَ ظَاهر لعدم التَّرْكِيب وَلَا بالخاصة لعدم الْعلم والجزم يكون الْمُعَرّف خَاصَّة لَهَا لم لَا يجوز أَن يكون ذاتيا لَهَا بِالْمَعْنَى الْأَعَمّ فَلَا يكون جَمِيع أَفْرَاد التَّعْرِيف بالمفرد منضبطة فَلَمَّا لم يكن مضبوطا لم يلتفتوا إِلَيْهِ لِأَن التفاتهم إِنَّمَا هُوَ إِلَى مَا هُوَ مضبوط عرفُوا النّظر والفكر بالترتيب الْمَذْكُور. وَالْأولَى فِي تَوْجِيه عدم الانضباط أَن يُقَال إِن كثيرا مَا تكون البسائط معرفَة بالمفردات وأكثرها أُمُور انتزاعية وَالْأَمر الانتزاعي غير مضبوط.
وَلما كَانَ التَّعْرِيف الْمَشْهُور منظورا فِيهِ عرفهما الْمُحَقق التَّفْتَازَانِيّ رَحمَه الله بملاحظة الْمَعْقُول لتَحْصِيل الْمَجْهُول لشُمُوله جَمِيع أفرادهما بِلَا كلفة سَوَاء كَانَ بالمفرد أَو بالمركب مَعْلُوما كَانَ أَو مظنونا أَو مَجْهُولا بِالْجَهْلِ الْمركب فَإِن الْمَعْقُول شَامِل لكل وَاحِد مِنْهَا بِخِلَاف الْمَعْلُوم فَإِن الْمُتَبَادر مِنْهُ الْمَعْلُوم بِالْعلمِ التصديقي اليقيني.

الوسط

الوسط: محركةً ما بين طرفي الشيء كمركز الدائرة وبسكون السين اسمٌ مبهمٌ لداخل الدائرة.
الوسط: ما له طرفان متساويا القدر. ويقال ذلك في الكمية المتصلة كالجسم الواحد، وفي الكمية المنفصلة كشيء يفصل بين جسمين.
والوسط تارة يقال فيما له طرفان مذمومان كالجود بين البخل والسرف، فيستعمل استعمال القصد المصون عن الإفراط والتفريط فيمدح به نحو السواء والعدل وتارة يقال فيما له طرف محمود وطرف مذموم كالخير والشر ذكره الراغب. وقال الحرالي: الوسط العدل الذي نسبة الجوانب إليه كلها على السواء، فهو خيار الشيء، ومتى زاغ عن الوسط حصل الجور الموقع في الضلال عن القصد.
الوسط:
[في الانكليزية] Medium ،centre ،middle ،average
[ في الفرنسية] Moyen terme ،centre ،milieu ،moyenne
بالفتح وسكون السين المهملة عند المنطقيين هو الحدّ الأوسط المسمّى بالواسطة في التصديق أيضا كما ورد. والمحاسبون يسمّون العدد الثاني من الأعداد الثلاثة المتناسبة بالوسط والثالث من الأعداد الأربعة المتناسبة بالوسطين كما مرّ في لفظ الأربعة. قال القاضي الرومي في شرح الملخص الوسط في النسبة هو الذي تكون نسبة أحد الطرفين إليه كنسبته إلى الطرف الآخر والواسطة العددية هي التي تكون نصف مجموع حاشيتيها المتقابلتين كالأربعة فإنّها وسط بين ثلاثة وخمسة، ومن هاهنا أخذ البعدان الأوسطان بحسب المسافة. فأمّا البعدان الأوسطان بحسب المسير فبمعنى أنّ مسير الكوكب بالقياس إليهما ليس سريعا ولا بطيئا.
وأمّا أهل الهيئة فيطلقونه على معان على القوس المخصوصة وعلى الحركة في تلك القوس وعلى كلّ حركة معتدلة، صرّح بهذه المعاني في شرح التذكرة لعبد العلي البرجندي. ولنشرح الوسط بالمعنى الأول إذ لا خفاء في وضوح المعنيين الأخيرين، فنقول وسط الشمس على ما ذكره المحقّق الطوسي هو مجموع قوسي الأوج ومركز الشمس والأوج قوس من الممثل بين أول الحمل ونقطة الأوج على التوالي، ومركز الشمس قوس من الخارج بين الأوج ومركز جرم الشمس. ولا يخفى أنّ جمع القوسين لكونهما من دائرتين مختلفتين متعذّر فينبغي أن يتوهّم زاوية على مركز العالم من خروج خطين منه إلى طرفي قوس الأوج وأخرى على مركز الخارج من خروج خطين منه إلى طرفي قوس المركز، ثم تجمع هاتان الزاويتان. فإن حصلت زاوية منهما كان مقدار قوس وسط الشمس باعتبار أنّ كلّ قائمة تسعون درجة، وإن لم يحصل زاوية بأن كان المجموع قائمتين كان الوسط نصف الدور أو كان أعظم من قائمتين نقصنا قائمتين منه، فتبقى لا محالة زاوية. فمقدار الزاوية الباقية مع نصف الدور يكون قوس الوسط.

وقال صاحب التّبصرة: وسط الشمس قوس من الممثّل ما بين أول الحمل وطرف الخط الخارج من مركز الخارج إلى مركز جرم الشمس المنتهي إلى الممثّل، وسمّي هذا الخط خطا وسطيا، وما بين الوسط والتقويم من الممثل سمّاه تعديلا. ويرد عليه أنّ الوسط حينئذ يكون مختلفا في نفسه إذ الشمس إنّما تقطع قسيا متساوية في أزمنة متساوية من منطقة الخارج لا من منطقة الممثل، وأيضا قوس التعديل على هذا الوجه يتعذّر أو يتعسّر استعلامه. فالصواب ما ذكره بعض المحقّقين من أنّ وسط الشمس قوس من منطقة الممثل بين أول الحمل وطرف خطّ يخرج من مركز العالم إلى محيط الممثل موازيا للخط الخارج من مركز الخارج المارّ بمركز جرم الشمس، أو منطبقا عليه على التوالي، وهذا الخط الموازي هو المسمّى بالخطّ الوسطي ومركز الشمس هو تلك القوس بعد إسقاط قوس الأوج منها وتعديلها هو القوس الواقعة من منطقة الممثّل بين الخط الوسطي والخط الخارج من مركز العالم إلى مركز الشمس من الجانب الأقرب، فيكون الوسط والمركز والتعديل جميعا من محيط دائرة واحدة. ثم تقويم الشمس على الأقوال الثلاثة واحد والحاصل يؤدّي إلى شيء واحد لكن تحصيل الوسط على ما ذكره المحقّق الطوسي يحتاج إلى تكلّف، وعلى ما ذكره صاحب التبصرة مع كونه غير متشابه لا يمكن استعلامه وكذا استعلام قوس التعديل كما لا يخفى. وإن شئت حقّ التوضيح فارجع إلى شرح التذكرة للعلي البرجندي. وأمّا وسط عطارد فالمشهور أنّه قوس من معدّل المسير على التوالي من أوّل الحمل منه أي من معدّل المسير إلى طرف الخطّ الخارج من مركز المائل المار بمركز التدوير المنتهي إليه. والمراد بأوّل الحمل من معدّل المسير نقطة بعدها عن تقاطع الممثل ومعدّل المسير كبعد أول الحمل من الممثل عن ذلك التقاطع بعينه في جانب واحد، وليس المراد به نقطة تقاطع معدّل المسير مع دائرة عرضية تمرّ بأول الحمل، وبيانه على قياس بيان أول الحمل من المائل على ما يجيء في وسط القمر، وأنت خبير بأنّه يلزم على هذا اختلاف إذ تركّب الوسط حينئذ من حركتين حول نقطتين مختلفتين هما مركز العالم ومركز معدّل المسير.
وذكر صاحب التبصرة أنّه قوس من الممثل على التوالي من أول الحمل إلى تقاطع الممثل مع دائرة عرض تمرّ بطرف الخطّ الخارج من مركز العالم المارّ بمركز التدوير المنتهي إلى الممثل ويسمّى هذا الخطّ خطا وسطيا، ولا يخفى ما فيه من الاختلاف على ما مرّ في وسط الشمس وعلى قول المحقّقين الآخذين قسي الوسط من الممثل وسطه قوس من الممثل على التوالي من أول الحمل إلى تقاطعه مع ربع دائرة عرض تمرّ بطرف الخطّ الخارج من مركز العالم المنطبق على الخط الواصل بين مركز معدّل المسير والتدوير، أو مواز له وفيه شائبة من عدم التشابه من جهة أنّ مركز التدوير لا يكون دائما في سطح الممثل لكنه لا يعتد به لأنّ منطقة المائل هاهنا لا تبعد كثيرا من منطقة الممثل فلا يحتاج إلى تعديل النقل كما في القمر. والتحقيق أن يقال هو قوس من منطقة المائل على التوالي من أول الحمل إلى طرف خطّ خارج من مركز العالم إلى منطقة المائل أمّا منطبقا على الخط الواصل بين مركزي معدّل المسير والتدوير أو موازيا له، وهذا الخط هو المسمّى بالخط الوسطى وعلى هذا القياس أوساط باقي المتحيّرة من الزحل المشتري والمريخ والزهرة بلا تفاوت. والرسم الجامع لوسط الشمس والمتحيّرة أن يقال هو قوس من الممثل محصور بين أول الحمل وطرف الخط الوسطى على التوالي. وأمّا وسط القمر فهو قوس من منطقة المائل على التوالي بين نقطة محاذية لأول الحمل على أنّها لا تتغيّر وبين طرف خط وسطي. والمراد بالخط الوسطي في القمر هو الخط الخارج من مركز العالم المار بمركز التدوير المنتهي إلى منطقة المائل. والمراد بالنقطة المحاذية لأول الحمل المسمّاة بأول الحمل من المائل هي نقطة من المائل بعدها عن العقدة كبعد أول الحمل من الممثل عن تلك العقدة في جانب واحد من تلك العقدة، كذا ذكره الراصد المحقّق الكاشي في زيجه الخاقاني وهذا هو المراد بقيد على أنّها لا تتغيّر، فإنّها إذا أخذت كذلك فكلما تحركت العقدة وبعدت عن أول الحمل من الممثل بمقدار بعدت بذلك المقدار أيضا عن أول الحمل بالمائل فلا يتغيّر أول الحمل من المائل، كما لا يتغيّر من الممثل. وذهب العلّامة وكثير من أهل هذا الفنّ إلى أنّها نقطة تقاطع المائل مع دائرة عرض تمرّ بأول الحمل، وأنت خبير بأنّ هذه النقطة متغيّرة إذ بعدها عن العقدة يكون مساويا لبعد أول الحمل عنها إذا كانت العقدة في أحد الانقلابين أو الاعتدالين، وفي غير هذا الوقت يكون بعدها عنها أكثر من بعد أول الحمل عنها بمقدار تعديل النقل كما مرّ في محله. وفسّره صاحب التبصرة بأنّه قوس من منطقة الممثل بين أول الحمل وتقاطعها مع دائرة عرضية تمرّ بمركز التدوير على التوالي، والوسط على هذا لا يكون متشابها بسبب تعديل النقل. وأمّا ما ذكره العلّامة في النهاية من أنّ الرسم الجامع لوسط الكوكب مطلقا أن يقال هو قوس من الممثل على التوالي بين أول الحمل وبين طرف الخط الخارج من النقطة التي تتشابه حولها حركة مركز المتحرّك إليه، ثم منه إلى فلك البروج ففيه أنّ تشابه حركة مركز المتحرّك ليس حول مركز الممثل في غير القمر فيختلف في غيره، مع أنّ الخط المذكور في غير الشمس لا يمرّ بمنطقة الممثل في الأغلب كما لا يخفى. هذا كلّه خلاصة ما ذكره العلي البرجندي في تصانيفه. ووسط الجوزهر هو قوس من الممثل بين أول الحمل ونقطة الرأس على خلاف التوالي كذا في التذكرة. ووسط السماء عندهم هو دائرة نصف النهار. ووسط سماء الرؤية هو دائرة السّمت وقد سبق ذكرهما.
ووسط المشارق هو نقطة المشرق. ووسط المغارب هو نقطة المغرب كذا في شرح الجغميني.

الْعلَّة النَّاقِصَة

الْعلَّة النَّاقِصَة: مَا لَا يجب وجود الْمَعْلُول عِنْده وتفصيلهما أَنه لَا بُد فِي كل مركب مُمكن أَو بسيط مُمكن من عِلّة والإمكان عِلّة عِنْد الْحُكَمَاء. وَعند الْمُتَكَلِّمين عِلّة احْتِيَاج الْمَعْلُول إِلَى الْعلَّة الْحُدُوث الزماني كَمَا بَين فِي مَوْضِعه. وَمُطلق الْعلَّة مَا لَهُ مدْخل فِي وجود شَيْء آخر إِمَّا بِحَسب وجوده فَقَط كالفاعل وَالشّرط والمادة وَالصُّورَة فَيجب أَن يكون مَوْجُودا. وَإِمَّا بِحَسب عَدمه فَقَط كالمانع فَيجب أَن يكون مَعْدُوما، وَإِمَّا بِحَسب وجوده وَعَدَمه مَعًا كالمعد إِذْ لَا بُد من الطاري على وجوده فَيجب أَن يُوجد أَولا ثمَّ يعْدم - وَالْحق أَن الْعلَّة الْمعدة هِيَ الْعلَّة الَّتِي يتَوَقَّف وجود الْمَعْلُول عِنْدهَا من غير أَن يجب وجودهَا مَعَ وجوده فَيجوز أَن تكون مَعْدُومَة عِنْد وجود الْمَعْلُول أَو مَوْجُودَة كَمَا يفهم من حَوَاشِي السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره على شرح الشمسية.
ثمَّ الْعلَّة مُطلقًا على نَوْعَيْنِ نَاقِصَة وتامة. أما النَّاقِصَة فَهِيَ الْعلَّة المادية والفاعلية والصورية والغائية وَالشّرط وَعدم الْمَانِع والمعد. وَأما التَّامَّة فَهِيَ جملَة الْأُمُور الْمُعْتَبرَة فِي تحقق الْمَعْلُول فَعِنْدَ وجود الْعلَّة التَّامَّة يتَحَقَّق الْمَعْلُول بِالضَّرُورَةِ وتوارد العلتين التامتين مثلا محَال لِأَنَّك إِذا فرضت لمعلول وَاحِد شَخْصَيْنِ علتين مستقلتين تامتين. فَتَقول إِن لكل وَاحِد مِنْهُمَا تَأْثِيرا تَاما فَيلْزم الِاسْتِغْنَاء عَن الْأُخْرَى أَو تَأْثِيرا نَاقِصا فَكل وَاحِدَة مِنْهُمَا جُزْء الْعلَّة المستقلة التَّامَّة فَهَذَا الْمَجْمُوع عِلّة تَامَّة وَاحِدَة لَا كل وَاحِدَة مِنْهُمَا أَو لأَحَدهمَا تَأْثِير فَقَط فَهِيَ الْعلَّة التَّامَّة دون الْأُخْرَى. وعَلى أَي حَال يلْزم خلاف الْمَفْرُوض. وَأما تواردهما على سَبِيل الْبَدَل مَعَ امْتنَاع الِاجْتِمَاع إِذا لم يكن تعاقبهما فَلَا اسْتِحَالَة فِيهِ بِأَن يكون كل وَاحِدَة مِنْهُمَا بِحَيْثُ لَو وجدت ابْتِدَاء وجد ذَلِك الْمَعْلُول الشخصي فَإِذا وجدت إِحْدَاهمَا وجد الْمَعْلُول وَامْتنع حِينَئِذٍ وجود الْأُخْرَى إِذْ لَو أمكن تعاقبهما بِأَن يعْدم الأولى وَيُوجد الْأُخْرَى مثلا فَإِن عدم الْمَعْلُول بِعَدَمِ الأولى وَوجد بإيجاد الثَّانِيَة لزم إِعَادَة الْمَعْدُوم وَإِن لم يعْدم وَجب أَن يكون الثَّانِيَة مفيدة للمعلول لأصل وجود الْحَاصِل لَهُ بإيجاد الأولى فَيلْزم تَحْصِيل الْحَاصِل.
فَإِن قيل تَأْثِير الْعلَّة فِي الْمَعْلُول وإفادة الْوُجُود فِيهِ محَال لِأَنَّهُ إِمَّا فِي حَالَة عَدمه أَو وجوده أَو وجوده وَعَدَمه مَعًا لَا مساغ إِلَى الأول للُزُوم اجْتِمَاع وجود شَيْء وَعَدَمه. وَلَا إِلَى الثَّانِي للُزُوم تَحْصِيل الْحَاصِل، وَلَا إِلَى الثَّالِث للُزُوم المحذورين مَعًا. قلت الْعلَّة تفِيد وجود الْمَعْلُول حَالَة وجوده الْحَاصِل من تِلْكَ الْعلَّة لَا الْحَاصِل قبل تأثيرها حَتَّى يلْزم تَحْصِيل الْحَاصِل فَمَعْنَى إِفَادَة الْوُجُود أَن وجود الْعلَّة يستتبع وجود الْمَعْلُول فِي حَالَة الْوُجُود كاستتباع حَرَكَة الْأصْبع حَرَكَة الْخَاتم إياك وَهَذِه المزلقة. وَقَرِيب مِنْهَا مَا قيل إِنَّه لَا يجوز أَن يُوجد شَيْء من الْأَشْيَاء الممكنة. بَيَان ذَلِك أَنه لَو وجد شَيْء من الْأَشْيَاء الممكنة فإمَّا أَن يكون حَال اتصافه بالوجود أَو بِالْعدمِ مَوْجُودا أَو مَعْدُوما أَو لَا هَذَا وَلَا ذَاك فعلى الأول يلْزم تَحْصِيل الْحَاصِل أَو الدّور أَو التسلسل. وعَلى الثَّانِي بِحَيْثُ يلْزم اجْتِمَاع النقيضين وعَلى الثَّالِث ارْتِفَاع النقيضين. وَمَا قيل فِي الْجَواب أَنا نَخْتَار أَن لُحُوق الْوُجُود للموجود فِي آن الاتصاف بذلك الْوُجُود بِمَعْنى أَن آن اتصافه بالوجود وآن لُحُوق صفة الْوُجُود آن وجود هُوَ أول ظرف زمَان الْوُجُود وَنِهَايَة زمَان الْعَدَم فَحِينَئِذٍ لَا يرد شَيْء من المحذورات. فَفِيهِ بحث لِأَن مَا ثَبت لَهُ الْوُجُود إِمَّا مَوْجُود أَو لَا. فعلى الأول يلْزم أحد المحذورات الثَّلَاثَة، وعَلى الثَّانِي يلْزم بطلَان الْقَاعِدَة المقررة من أَن ثُبُوت شَيْء لغيره فرع لثُبُوت ذَلِك الْغَيْر فِي ظرف ذَلِك الثُّبُوت، وَالْحق فِي الْجَواب اخْتِيَار الشق الأول والتزام التسلسل وَمنع بُطْلَانه فَإِن التسلسل فِي الموجودات الذهنية الانتزاعية لَيْسَ بباطل كَمَا مر فِي التسلسل فَافْهَم.
ثمَّ إِن الْمَعْلُول إِن كَانَ مركبا صادرا عَن فَاعل مُخْتَار لَا بُد لَهُ من عِلّة غائية وفاعلية ومادية وصورية إِذْ الْبَسِيط الصَّادِر عَن الْمُوجب لَا بُد لَهُ من عِلّة فاعلية فَقَط، والبسيط الصَّادِر عَن الْفَاعِل الْمُخْتَار لَا بُد لَهُ من عِلّة فاعلية وغائية. والمركب الصَّادِر عَن الْمُوجب لَا بُد لَهُ من عِلّة فاعلية ومادية وصورية وَأَن هَذِه الناقصات بعد اشتراكها فِي توقف الْمَعْلُول ممتاز كل وَاحِدَة مِنْهَا عَن الْأُخْرَى لِأَن مَا يتَوَقَّف عَلَيْهِ وجود الْمَعْلُول إِمَّا خَارج عَنهُ أَو دَاخل فِيهِ، وَالْأول إِمَّا أَن يكون وجوده صادرا عَنهُ فَهِيَ.

الحقيقة العقلية

الحقيقة العقلية:
[في الانكليزية] Rational truth
[ في الفرنسية] Verite rationnelle
إسناد الفعل أو معناه إلى ما هو له عند المتكلّم في الظاهر، كذا قال الخطيب في التلخيص، فالمراد بالإسناد النسبة سواء كانت تامة أو لا كما يدل عليه قوله أو معناه، فإنّ المراد بمعنى الفعل اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة والمصدر واسم التفضيل والظرف. ولا شكّ أنّ إسناد بعضها لا يلزم أن يكون تامة. والأولى أن يقال أو ما في معناه لأنّ معنى الفعل في الاصطلاح يقابل شبه الفعل، وهو ما يفيد معنى الفعل، ولا يشاركه في التركيب. ولا يبعد أن يجعل المنسوب نحو أتميمي أبوه داخلا في معنى الفعل. واحترز به عما ليس المسند فيه فعلا أو معناه نحو الحيوان جسم فإنّه ليس بحقيقة ولا مجاز. وقوله إلى ما هو له أي إلى شيء هو أي الفعل أو معناه له أي لذلك الشيء. وإفراد ضمير هو باعتبار أحد الأمرين وذلك الشيء أعمّ من أن يكون الفعل أو معناه صادرا عنه، كما في ضرب زيد عمروا أو لا، كما في انقطع الحبل، وسلك الجبل على صيغة المجهول، ولذا لم يقل ما هو عنه.
ومعنى كونه له أنّ حقه أن يسند إليه في مقام الإسناد سواء كانت النسبة للنفي أو للإثبات، لا أن يكون قائما به كما قال المحقّق التفتازاني حتى لا يشكل بقولنا ما قام زيد، لأنّ القيام حقه أن يسند إلى زيد في مقام نفيه عنه، بخلاف ما صام نهاري فإنّ الصوم حقه أن يسند إلى المتكلّم في مقام نفيه عنه لا إلى نهاره فهو مجاز عقلي، نعم حقه أن يسند إلى النهار في مقام قصد النفي عنه أي عن النهار، وحينئذ ذلك الإسناد حقيقة فاحفظه فإنّه من الدقائق.
ويمكن أن يجعل ضمير هو إلى ما وضمير له إلى الفعل أو معناه. وكون الشيء للفعل أو معناه بمعنى أنّ حق الشيء أن يسند الفعل أو معناه إليه، لكن جعل الفعل وما في معناه للذات أعذب من العكس. ولما كان المتبادر ما هو له في الواقع وحينئذ يخرج عن التعريف قول الجاهل أنبت الربيع البقل قيده بقوله عند المتكلّم، فيشتمل التعريف ما هو له في الواقع والاعتقاد جميعا كقول المؤمن أنبت الله البقل، وما هو له في اعتقاد المتكلّم فقط كقول الجاهل أنبت الربيع البقل، لكنه بعد يتبادر منه ما هو له في اعتقاد المتكلّم في الواقع، فيخرج منه قول المعتزلي خلق الله الأفعال كلها مخفيا مذهبه.
فقيّده ثانيا بقوله في الظاهر، أي فيما يفهم من ظاهر كلامه ليشمله أيضا. ومن أمثلة الحقيقة العقلية قولك جاء زيد حال كونك عالما بعدم مجيئه. ومما ينبغي أن يعلم أنّ المراد بالإسناد إلى ما هو له الإسناد إلى ما هو له من حيث أنه ما هو له إذ قد يكون الشيء ما هو له باعتبار غير ما هو له باعتبار آخر. أمّا في النفي فقد عرفت في قولنا ما صام نهاري. وأما في الإثبات فكما في قول الخنساء تصف ناقة:
فإنما هي إقبال وإدبار إذ معناه على ما قال الشيخ عبد القاهر أنّ الناقة لكثرة إقبالها وإدبارها كأنّها تجسمت منهما، فالمجاز في إسناد الإقبال لأنّه وإن كان لها من حيث القيام بها لكنه ليس لها من حيث الحمل والاتحاد، فأقبلت الناقة حقيقة وهي إقبال مجاز.
ولو قيل الإقبال بمعنى مقبل حتى يكون المجاز في الكلمة، أو جعل التقدير ذات إقبال حتى يكون مجاز الحذف لكان مغسولا من الفصاحة هذا، لكن هذا المثال عند المصنّف أعني الخطيب من قبيل الواسطة بين الحقيقة والمجاز لأنّ المراد بما في قوله ما هو الملابس على ما صرّح به، وهذا إسناد إلى المبتدأ، والمبتدأ ليس بملابس.

الحدّ

الحدّ:
[في الانكليزية] Limit ،definition ،punishment ،term
[ في الفرنسية] Limite ،definition ،punition ،terme
بالفتح لغة المنع ونهاية الشيء. وعند المهندسين نهاية المقدار وهو الخطّ والسطح والجسم التعليمي ويسمّى طرفا أيضا. وقد يكون مشتركا ويسمّى حدا مشتركا أيضا، وهو ذو وضع بين مقدارين يكون [هو بعينه] نهاية لأحدهما وبداية للآخر، أو نهاية لهما أو بداية لهما على اختلاف العبارات باختلاف الاعتبارات. فإذا قسّم خط إلى جزءين فالحدّ المشترك بينهما النقطة. وإذا قسّم السطح كذلك فالحدّ المشترك بينهما الخط، وفي الجسم المنقسم كذلك السطح. والحدود المشتركة يجب كونها مخالفة في النوع لما هي حدود له لأنّ الحدّ المشترك يجب كونه بحيث إذا ضمّ إلى أحد القسمين لم يزد به أصلا، وإذا فصل عنه لم ينقص شيئا، وإلّا لكان الحد المشترك جزءا آخر من المقدار المقسوم، فيكون التقسيم إلى قسمين تقسيما إلى ثلاثة، وإلى ثلاثة تقسيما إلى خمسة، وهكذا. فالنقطة ليست جزءا من الخط بل هي عرض فيه، وكذا الخط بالقياس إلى السطح والسطح بالقياس إلى الجسم.
اعلم أنّ نهاية الخط المتناهي الوضع لا المقدار نقطة، ونهاية السطح المتناهي الوضع والمقدار بالذات خط أو نقطة، ونهاية الجسم بالذات سطح. وإن شئت التوضيح فارجع إلى شرحنا لضابط قواعد الحساب المسمّى بموضح البراهين وشرح المواقف في مبحث تقسيم الكم.
وحدّ الكوكب هو جرم الكوكب ونوره في الفلك وقد مرّ في لفظ الاتصال.
وأيضا يقسّم المنجمون كل برج على الخمسة المتحيّرة بأقسام مختلفة غير متساوية، ويسمّى كل قسم منها حدّا. مثلا يقولون ستة درج من أول الحمل حدّ المشتري ثم الستة الأخرى حدّ الزهرة ثم الأربعة بعدها حدّ عطارد ثم الخمسة حدّ المريخ ثم الخمسة الباقية حدّ الزحل. وفي تقسيم الحدود اختلافات كثيرة تطلب من كتب النجوم، ويقال لذلك الكوكب صاحب الحدّ. اعلم أنّهم يحرّكون دلائل الطالع من درجة الطالع والعاشر وغيرها، أي يعتبرون حركتها في السنة الشمسية بمقدار درجة واحدة من المعدل ويسمّون هذا العمل تسييرا. وإذا بلغ التسيير بحدّ كوكب ما من الخمسة المتحيّرة يسمّى موضعه بدرجة القسمة، وصاحب ذلك الحدّ يسمّى بالقاسم. وتفصيله يطلب من كتب النجوم.
وعند الفقهاء عقوبة مقدرة تجب حقّا لله تعالى فلا يسمّى القصاص حدّا لأنه حق العبد ولا التعزير لعدم التقدير. والمراد بالعقوبة هاهنا ما يكون بالضرب أو القتل أو القطع فخرج عنه الكفّارات، فإنّ فيها معنى العبادة والعقوبة، وكذا الخراج فإنّه مئونة فيها عقوبة، هذا هو المشهور. وفي غير المشهور عقوبة مقدرة شرعا فيسمّى القصاص حدّا، لكن الحدّ على هذا على قسمين: قسم يصحّ فيه العفو وقسم لا يقبل العفو. والحدّ على الأول لا يقبل الإسقاط بعد ثبوت سببه عند الحاكم، والمقصد الأصلي من شرعه الانزجار عمّا يتضرّر به العباد. هكذا يستفاد من الهداية وفتح القدير والبرجندي.
ويطلق أيضا على ما يتميّز به عقار من غيره ممّا لا يتغيّر كالدور والأراضي، فالسور والطريق والنهر لا يصلح حدّا لأنّه يزيد وينقص ويخرب، وهذا عنده خلافا لهما، وهو المختار عند شمس الإسلام كذا في جامع الرموز في كتاب الدعوى. وبهذا المعنى وقع في قولهم لا بدّ في دعوى العقار من ذكر الحدود الأربعة أو الثلاثة.
وعند الأصوليين مرادف للمعرّف بالكسر وهو ما يميّز الشيء عن غيره، وذلك الشيء يسمّى محدودا ومعرّفا بالفتح. وهو ثلاثة أقسام:
لأنّه إمّا أن يحصّل في الذهن صورة غير حاصلة أو يفيد تمييز صورة حاصلة عمّا عداها. والثاني حدّ لفظي إذ فائدته معرفة كون اللفظ بإزاء معنى. والأول إمّا أن يكون بمحض الذاتيات وهو الحدّ الحقيقي لإفادته حقائق المحدودات، فإن كان جميعا فتامّ وإلّا فناقص. وإمّا أن لا يكون كذلك فهو الحدّ الرسمي. وأمّا التعريف الاسمي سواء كان حدّا أو رسما فالمقصود منه تحصيل صور المفهومات الاصطلاحية وغيرها من الماهيات الاعتبارية، فيندرج في القول الشارح المخصوص بالتصوّرات المكتسبة حدّا أو رسما لإنبائه عن ذاتيات مفهوم الاسم أو عنه بلازمه، هكذا في العضدي وحاشيته للسيّد السّند، وكذا عند أهل العربية أي مرادف للمعرف.
قال المولوي عبد الغفور وعبد الحكيم في حاشية الفوائد الضيائية في شرح عبارة الكافية:
وقد علم بذلك حد كلّ واحد منها ما حاصله أنّه ليس غرض الأدباء من الحدّ إلّا التمييز التام. وأمّا التمييز بين الذاتيات والعرضيات فوظيفة الفلاسفة الباحثين عن أحوال الموجودات على ما هي عليه. فالحدّ عند الأدباء هو المعرّف الجامع المانع. وهكذا ذكر المولوي عصام الدين حيث قال: معنى الحدّ عند الأدباء المعرّف الجامع المانع كما صرّح به ابن الحاجب في الأصول.
وعند المنطقيين يطلق في باب التعريفات على ما يقابل الرسمي واللفظي وهو ما يكون بالذاتيات. وفي باب القياس على ما ينحلّ إليه مقدمة القياس كالموضوع والمحمول. قال في شرح المطالع: لا بدّ في كل قياس حملي من مقدمتين تشتركان في حدّ ويسمّى ذلك الحد حدّا أوسط لتوسّطه بين طرفي المطلوب وتنفرد إحدى المقدمتين بحدّ هو موضوع المطلوب، ويسمّى أصغر لأنّ الموضوع في الأغلب أخصّ فيكون أقلّ أفرادا، فيكون أصغر، وتنفرد المقدمة الثانية بحدّ هو محمول المطلوب ويسمّى أكبر لأنه في الأغلب أعمّ فيكون أكثر أفرادا. فما ينحل إليه مقدمة القياس كالموضوع والمحمول يسمّى حدّا لأنه طرف النسبة تشبيها له بالحدّ الذي هو في كتب الرياضيين. فكل قياس يشتمل على ثلاثة حدود الأصغر والأكبر والأوسط مثلا إذا قلنا كل إنسان حيوان وكل حيوان جسم فالمطلوب أي النتيجة الحاصلة منه كل إنسان جسم والإنسان حدّ أصغر والحيوان حدّ أوسط والجسم حدّ أكبر هذا. ثم إنّ هذه الاصطلاحات غير مختصة بالقياس الحملي.
فالواجب أن تعتبر بحيث تعمه وغيره، فيبدل لفظ الموضوع بالمحكوم عليه ولفظ المحمول بالمحكوم به انتهى. ويؤيد هذا التعميم ما في الطيبي من أن المشترك المكرّر بين مقدمتي القياس فصاعدا يسمّى أوسط لتوسّطه بين طرفي المطلوب، سواء كان موضوعا أو محمولا مقدما أو تاليا انتهى. وقال الصادق الحلواني في حاشيته في هذه العبارة إشعار بأنّ الحدّ الأوسط لا يختص بالاقتراني ولا الحملي ولا البسيط. وظاهر كلام القوم خلاف الكل لإشعاره باختصاصه بالاقتراني الحملي البسيط.

سقِِي

(سقِِي) بَطْنه سقيا سقى فَهُوَ مسقي وَيُقَال سقِِي قلبه عَدَاوَة أشربها
سقِِي
: (ى} سَقاهُ {يَسْقِيه) } سَقْياً، ( {وسَقَّاهُ) ، بالتَّشْديدِ، (} وأَسْقاهُ) بمعْنىً واحِدٍ.
(أَو {سَقاهُ} وسَقَّاهُ بالشَّفَةِ، {وأسْقاهُ: دَلَّهُ على الماءِ) ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
(أَو) } سَقاهُ لشَفَتِه؛ {وأَسْقَى: (سَقَى ماشِيَتَه أَو أَرْضَه) ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ؛ (أَو كِلاهُما) ، أَي سَقَى} وأَسْقَى (جَعَلَ لَهُ مَاء) أَو {سِقْياً} فسَقاهُ، ككَساةٍ، وأَسْقَى كأَلْبَس؛ قالَهُ سِيْبَوَيْه؛ كأَنَّه يذهَبُ إِلَى التَّسْويَةِ بينَ فَعَلْت وأَفْعلْت، وأنَّ أَفْعَلْت غيرُ مَنْقُولَةٍ مِن فَعَلْت لضَرْبٍ مِن المَعانِي كنَقْل أَدْخَلْت. وقالَ الراغبُ: {السَّقْي} والسّقْيا أَنْ تعْطِيه مَا يَشْرَبُ، {والإسْقاءُ أَنْ تَجْعَل لَهُ ذلكَ حَتَّى يَتناوَلَه كيفَ شاءَ؛ فالإسْقاءُ أَبْلَغ مِن} السّقْي.
(وَهُوَ {ساقٍ مِن) قوْمٍ (} سُقًّى) بضمٍ فتَشْديدٍ، ( {وسُقَّاءٍ) كرُمَّانٍ وَهَذِه مِن كتابِ أَيْمان عيمان.
(و) أَيْضاً (} سَقَّاءٌ) ، ككتّانٍ، (مِن) قَوْمٍ ( {سَقَّائِينَ) ، التَّشْديدُ للمُبالَغَةِ، (وَهِي} سَقَّاءَةٌ) بالتَّشْديدِ والهَمْز، ( {وسَقَّايَةٌ) بالياءِ مَعَ التَّشْديد.
وَمِنْه المَثَلُ:} اسْقِ رَقاشِ إنَّها {سَقَّايَة؛ يُضْرَبُ للمُحْسِن، أَي أَحْسِنوا إِلَيْهِ لإحْسانِهِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي عُبيدٍ.
(} والسَّقْيُ، كالسَّعْيِ: ع بدِمَشْقَ) بظاهِرِها.
(و) {السِّقْيُ) ، (بالكسْرِ: مَا} يُسْقَى) ، اسمٌ مِن {سَقاهُ} وأَسْقَاهُ، والجَمْعُ {أَسْقِيَةٌ؛ وَبِه فَسَّر الأصْمعيُّ قوْل أَبي ذُؤَيب:
والِ فُراسٍ صَوْبُ} أَسْقِيَةٍ كُحْلِ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكم: السِّقْيُ مَا أَسْقاهُ إبِلَه.
(و) {السِّقْيُ: (الزَّرْعُ المَسْقِيُّ) بالماءِ.
قَالَ الرَّاغبُ: يقالُ للأرضِ الَّتِي} تُسْقَى {سِقيٌ لكوْنِها مَفْعولاً كالنَفضِ.
(} كالمَسْقَوِيِّ) ، كأَنَّه نُسِبَ إِلَى {مَسْقىً، كمَرْمىً، وَلَا يكونُ مَنْسوباً إِلَى} مَسْقيَ، كمَرْمِيَ، لأنَّه لَو كانَ لقالَ مَسْقيٌّ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وَفِي الصِّحاحِ: {المَسْقَوِيُّ من الزَّرْعِ مَا} يُسْقَى بالسِّيْحِ؛ والمَظْمَيُّ مَا! تَسْقِيه السَّماءُ.
قُلْتُ: والعامَّة تقولُ مَسْقاوِيٌّ.
(و) السِّقْيُ: (ماءٌ) أَصْفَرُ (يَقَعُ فِي البَطَنِ) وَلَا يكادُ يَبْرأُ؛ أَو يكونُ فِي نَفافيخَ بيض فِي شحْمِ البَطْنِ؛ (ويُفْتَحُ) .
قَالَ ابنُ سِيدَه: وأَنْكَرَ بعضُهم الكَسْر.
(و) السَّقْيُ: (جِلْدَةٌ فِيهَا ماءٌ أَصْفَرُ تَنْشَقُّ عَن رأْسِ الوَلَدِ) عِنْد خُرُوجِه؛ عَن ابنِ سِيدَه.
وَفِي التّهْذيب: هُوَ الماءُ الَّذِي يكونُ فِي المَشِيمةِ يخرُجُ على رأْسِ الوَلَدِ.
( {وسَقَى بَطْنُه} واسْتَسْقَى) بمعْنىً، أَي (اجْتَمَعَ فِيهِ ذلكَ) الماءُ، والاسْمُ {السِّقْي، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(} والسِّقايَةُ، بالكسْرِ والضَّمِّ: مَوْضِعُهُ) ؛ أَي {السِّقْي.
وَفِي التَّهْذيب: هُوَ المَوْضِعُ المُتَّخَذُ فِيهِ الشَّرابُ فِي المواسِمِ وغيرِها؛ (} كالمَسْقاةِ بالفتْحِ والكسْر) .
قالَ الجَوهرِيُّ: ومَنْ كَسَر المِيمَ جَعَلَها كالآلَةِ الَّتِي هِيَ {مِسْقاةُ الدِّيْك، والجَمْعُ} المَساقِي.
(و) {السِّقايَةُ: (الإناءُ} يُسْقَى بِهِ) ؛ وَبِه فُسِّر قَوْله تَعَالَى: {جَعَل {السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} ، وَهُوَ المُسَمَّى بالصُّواعِ، وَهُوَ إناءٌ مِن فضَّةٍ كَانُوا يكِيلُون بِهِ الطَّعامَ ويَشْربُ فِيهِ المَلِكُ أَيْضاً.
(} والسِّقاءُ، ككِساءٍ: جِلْدُ السَّخْلَةِ إِذا أَجْذَعَ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
قَالَ الجوهريُّ عَن ابنِ السِّكِّيت: (يكونُ للماءِ واللَّبَنِ) ، والوَطْبُ للَّبَنِ خاصَّةً، والنِّحْيُ للسَّمْنِ، والقِرْبَةُ للماءِ، اه.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: لَا يكونُ إلاَّ للماءِ؛ وأَنْشَدَ:
يَجُبْن بهَا عَرْضَ الفَلاةِ وَمَا لنا
عليهنَّ إلاَّ وخْدَهُنَّ {سِقاءُ لَا نَحْتاجُ إِلَى} سِقاءٍ للماءِ لأَنَّهنَّ يَرِدْنَ بِنَا الماءَ وقْت حاجَتِنا إِلَيْهِ؛ (ج) فِي القَلِيلِ ( {أَسْقِيَةٌ} وأَسْقِياتٌ؛ و) فِي الكثيرِ ( {أَساقٍ) .
وَفِي التَّهذيب:} الأساقِي جَمْعُ الجَمْع.
( {واسْتَسْقَى مِنْهُ: طَلَبَ} سِقْياً) ، أَي مَا يَشْربُ.
(و) أَيْضاً: (تَقَيَّأَ،! كاسْتَقَى فيهمَا) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
( {وسَقاهُ اللَّهُ الغَيْثَ: أَنْزَلَهُ لَهُ.
(و) مِن المجازِ:} سَقَى (زَيْدٌ عَمْراً) : إِذا (اغْتَابَهُ) غَيْبَةً خَبِيثةً وعابَهُ؛ عَن ابْن الأعرابيِّ.
( {كأَسْقَى فيهمَا) ، أَمَّا} سَقاهُ اللَّهُ الغَيْثَ {وأَسْقاهُ، فقد نقلَهُ الجوهريُّ قالَ: وَقد جَمَعَهما لبيدٌ فِي قَوْله:
سَقَى قومِي بَني مَجْدٍ} وأَسْقَى
نُمَيْراً والقَبائِلَ من هِلال ِوأَمَّا {أَسْقَى بمعْنَى اغْتابَ، عَن ابنِ الأعرابيِّ أَيْضاً، فأَنْشَدَ الجوهريُّ لِابْنِ أَحْمر:
وَلَا عِلْم لي مَا نَوْطةٌ مُسْتَكِنَّةٌ
وَلَا أَي من عادَيْتُ} أَسْقَى {سقائِيا وَفِي التَّهْذيب: هُوَ قَوْل أَبي عُبيدَةَ.
وأَنْكَرَه شَمِرٌ وقالَ: لَا أَعْرِفه بِهَذَا المَعْنى؛ قالَ: وسَمعْت ابنَ الْأَعرَابِي يقولُ مَعْناه لَا أَدْرِي مَنْ أَوْعى فيَّ الدَّاءَ.
(والاسْمُ) مِن} سَقاهُ اللَّهُ {وأَسْقاهُ: (} السُّقْيا، بالضَّمِّ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {السَّقِيُّ، (كغَنِيَ: السَّحابَةُ العَظيمةُ القَطْرِ) الشَّديدَةُ الوَقْع، (ج} أَسقِيَةٌ) ؛ وَبِه فَسَّر أَبو عبيد، بيتَ أَبي ذُؤَيْب: صَوْبُ أَسْقِيَةٍ؛ ويُرْوَى: أَرْمِيَّةٍ بمعْناهُ وَقد تقدَّمَ.
(و) {السَّقِيُّ: (البَرْدِيُّ) النَّاعِمُ، سُمِّي بذلكَ لنَباتِهِ فِي الماءِ أَو بقُرْبه.
قَالَ الأزْهريُّ: وَهِي لَا يفوتُها الماءُ؛ وَمِنْه قولُ امْرىءِ القَيْس:
وكَشْحِ لطِيف كالجَديلِ مُخَصَّر
وساقٍ كأُنْبُوب} السَّقِيِّ المُذَلَّل ِوالواحِدَةُ: {سَقِيَّةٌ؛ قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عَجْلان النَّهْديّ:
جَدِيدَة سِرْبالِ الشَّبابِ كأَنَّها
} سَقِيَّةُ بَرْدِيَ نَمَتْها عُيونُها (و) ! السَّقِيُّ أَيْضاً: (النَّخْلُ) ؛ وَبِه فُسِّر قولُ امْرىءِ القَيْسِ أَيْضاً، أَي كأُنْبوبِ النَّخْلِ {المُسْقيِّ، أَي كقَصَبِ النَّخْلِ، أَضافَهُ إِلَيْهِ لأنّه نبَت بينَ ظَهْرانِيه.
(} وسَقَّاهُ {تَسْقِيَةً،} وأَسْقاهُ: قَالَ لَهُ: {سَقاكَ اللَّهُ، أَو) قالَ: (} سَقْياً) لَهُ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لذِي الرُّمَّة:
فَمَا زِلْتُ {أُسْقِي رَبْعَها وأُخاطِبُهْ ووَجدْتُ فِي هامِشِ النسخةِ مَا نَصّه: هَذَا الإنْشادُ مُخْتَلّ، والصَّوابُ:
وَقَفْتُ على رَبْعٍ لمَيَّةَ ناقَتي
فَمَا زِلْتُ أَبْكِي عِنْدَه وأُخاطِبُهْوالشَّاهِدُ فِي البيتِ الَّذِي بَعْده:
} وأُسْقِيه حَتَّى كادَ ممَّا أُبِثُّه
تُكَلِّمُني أَحْجارُهُ ومَلاعِبُهْ ( {والسَّاقِيَةُ: النَّهْرُ الصَّغيرُ) مِن} سَواقِي الزَّرْعِ؛ نقَلُه الأزهريُّ.
والآن يطلِقُونَها على مَا {يُسْتَقى عَلَيْهَا بالسّوانِي؛ وَقد سَمَّى أَبو حيَّان تَفْسِيرَه الصَّغير بالساقِيَةِ.
(} والسُّقْيا، بالضَّمِّ: د باليَمَنِ.
(و) أَيْضاً: (ع بينَ المدينَةِ ووادِي الصَّفْراءِ) ، قيلَ: على يَوْمَين مِن المدينَةِ.
وقيلَ: ماءٌ فِي رأْسِ رَمْلَةٍ فِي ابْطِ الدَّهْناءِ.
وَفِي الحدِيثِ: (كانَ يَسْتَذِبُ لَهُ الماءَ مِن بيوتِ {السُّقْيا) .
وَفِي كتابِ القالِي: موْضِعٌ فِي بِلادِ عذْرَةَ يقالُ لَهُ سُقْيا الجزْلِ قَرِيب مِن وادِي الْقرى.
(} وأَسْقاهُ: وَهَبَ مِنْهُ) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ وهَبَ لَهُ؛ ( {سِقاءً مَعْمولاً) ؛ كَمَا هُوَ نَصُّ الأزهريّ.
(أَو) } أَسْقاهُ (إهاباً) : أَعْطاهُ إيَّاهُ (ليَتَّخِذَهُ {سِقاءً) ؛ وَمِنْه حديثُ عُمَرَ قالَ لرَجُلٍ اسْتَفْتاهُ فِي ظَبْي قَتَلَهُ مُحْرماً: (خُذْ شَاة فتَصدَّقْ بلَحْمِها وأَسْقِ إهابَها) ، أَي أَعْطِه مَنْ يَتَّخذهُ} سِقاءً.
(و) مِن المجازِ: يقالُ للرَّجُل إِذا كُرِّرَ عَلَيْهِ مَا يَكْره: قد (! سُقِّيَ قَلْبُهُ عَداوَةً) ؛ وبالعَداوَةِ {تَسْقِيَةً؛ أَي (أُشْرِبَ.
(} وسُقَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: بئْرٌ كانتْ بمكَّةَ، شَرَّفَها الله تَعَالَى) ، مِن أَبْيارِ الجاهِلِيَّةِ، جاءَ ذِكْرُها فِي السِّيَرِ.
(و) مِن المجازِ: ( {اسْتَقَى) إِذا (سَمِنَ) وتروَّى.
(} وتَسَقَّتِ الإِبِلُ الحَوْذانَ) : إِذا (أَكَلَتْهُ رَطْباً فسَمِنَتْ عَلَيْهِ) ؛ والحَوْذانُ نَبْتٌ.
(و) {تَسَقَّى (الشَّيءُ) : تَشَرَّب، كَمَا فِي الصَّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: أَي (قَبِلَ} السَّقْيَ وتَرَوَّى) ، هَكَذَا فِي النسخِ.
وَفِي المُحْكَم: وقيلَ: ثَرِيَ.
وأَنْشَدَ الجوهريُّ للمُتَنَّخل الهُذَلي:
مُجَدَّلٌ {يَتَسَقَّى جِلْدُهُ دَمَه
كَمَا تَقَطَّر جِذعُ الدَّومَةِ القُطُلُأَي يَتَشَرَّ بِهِ؛ ويُرْوى: يَتَكَسَّى مِنَ الكِسْوة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} السِّقيُ، بالكسْرِ: الحَظُّ مِن الشُّرْبِ.
يقالُ: كَمْ {سِقْيُ أَرْضِكَ.
} واسْتَقَى مِن النَّهْرِ والبِئْر: أَخَذَ مِن مائِهما.
{وسَقى العِرْقُ: أَمَدَّ فَلم يَنْقطِع.
} وسَقى الثَّوْبَ {وسَقَّاهُ: أْشْرَبَه صِبْغاً.
ورُبَّما قَالُوا لِمَا فِي بُطونِ الأنْعام} سَقى {وأَسْقى؛ وَبِهِمَا قُرىءَ قولُه تَعَالَى: {} نُسْقِيكُم ممَّا فِي بُطونِها} {والمُساقَاةُ: أنْ يَسْتَعْمِل رجُلٌ رجُلاً فِي نَخِيلٍ أَو كُرومٍ ليَقومَ بإصْلاحِها على أنْ يكونَ لَهُ سَهْمٌ مَعْلومٌ ممَّا تُغِلُّه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ الأزهريُّ: وأَهْلُ العِراقِ يُسَمُّونَها مُعامَلَة.
} والمَسْقى: وقْتُ {السَّقْيِ.
} والمِسْقاةُ: مَا يُتَّخَذُ للجِرارِ والكِيزانِ تُعَلَّقُ عَلَيْهِ.
{وأَسْقَيْته رَكِيَّتي: جَعَلْتها لَهُ، وجَدْولاً من نَهْرِي جَعَلْت لَهُ مِنْهُ} مَسْقىً وأَشْعَبْتُ لَهُ مِنْهُ.
{وتَساقَوْا: سَقَى كل واحِدٍ صاحِبَه بجِمامِ الإناءِ الَّذِي} يَسْقِيان فِيهِ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ لطرفة:
{وتَساقَى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً
وعَلى الخَيْلِ دِماءٌ كالشَّقِر} ْوأَسْقَيْت فِي القِرْبَة {وسَقَيْتُ فِيهَا، لُغتانِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ:
وَمَا شَنَّتا خَرْقاءَ واهٍ كلاهُما
} سَقَى فيهمَا مستعجِلٌ لم تَبلَّلابأَضْيَعَ من عَيْنيك للدّمع كلّما
تعرَّفْتَ دَارا أَو توهَّمْتَ مَنْزِلا {وسِقايَةُ الحاجِّ: مَا كانتْ قُرَيْش} تَسْقِيه للحُجَّاجِ مِن الزَّبيبِ المَنْبوذِ فِي الماءِ، وكانَ يَلِيها العبَّاسُ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، فِي الجاهِلِيَّةِ والإسْلام.
{والاسْتِسْقَاءُ: اسْتِفْعالٌ مِن} السُّقْيا، أَي إنْزال الغَيْثِ على العِبادِ والبِلادِ.
ويقالُ: أبلغ السُّلطان الرَّاتع {مَسْقاتَه إِذا رَفَقَ برَعِيَّتِه ولأنَ لهُم فِي السِّياسةِ.
} والسَّقِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: النَّخْلُ {تُسْقَى بالدَّوالي.
} وسُقِيَ بَطْنُه، كعُنِي: لُغَةٌ فِي {سَقَى} واسْتَسْقَى؛ نقلَهُ ابنُ الأثيرِ.
وأَبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ الواسِطِيُّ عُرِفَ {بالسَّقّاءِ، مِن الحُفَّاظ، أَخَذَ عَنهُ الدَّارْقطْني.
وأَبو حَفْص عَمْرُو بنُ عليِّ بنِ بَحْر بنِ كنيزٍ} السّقَّاء الفَلاّس أَحَدُ الأَئِمَّة المَشْهُورين، ماتَ سَنَة 249.
{وساقِيَةُ مكى، وساقِيَةُ مُوسَى، وساقِيَةُ أَبي شعرَةَ، وساقِيَةُ مَحْفوظٍ: قُرىً بمِصْرَ.

مَنْبِجٌ

مَنْبِجٌ:
بالفتح ثم السكون، وباء موحدة مكسورة، وجيم: وهو بلد قديم وما أظنه إلا روميّا إلا أن اشتقاقه في العربية يجوز أن يكون من أشياء، يقال:
نبج الرجل ينبج إذا قعد في النّبجة وهي الأكمة، والموضع منبج، ويجوز أن يكون قياسا صحيحا، ويقال: نبج الكلب ينبج، بالجيم، مثل نبح ينبج معنى ووزنا، والموضع منبج، ويجوز أن يكون من النبيج وهو طعام كانت العرب تتخذه في المجاعة يخاض الوبر في اللبن فيجدح ويؤكل، ويجوز أن يكون من النبج وهو الضراط، فأما الأول وهو الأكمة فلا يجوز أن يسمى به لأنه على بسيط من الأرض لا أكمة فيه، فلم يبق إلا الوجوه الثلاثة فليختر مختار منها ما أراد:
فقال: ثكل وغدر أنت بينهما، ... فاختر فما فيهما حظّ لمختار
وذكر بعضهم أن أول من بناها كسرى لمّا غلب على الشام وسماها من به أي أنا أجود فعرّبت فقيل له منبج، والرشيد أول من أفرد العواصم، كما ذكرنا في العواصم، وجعل مدينتها منبج وأسكنها عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، وقال بطليموس: مدينة منبج طولها إحدى وسبعون درجة وخمس عشرة دقيقة،
طالعها الشولة، بيت حياتها تسع درج من الحوت لها شركة في كف الخضيب وأربعة أجزاء من رأس الغول تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، عاشرها مثلها من الحمل، رابعها مثلها من الميزان، وهي في الإقليم الرابع، قال صاحب الزيج: طولها ثلاث وستون درجة ونصف وربع، وعرضها خمس وثلاثون درجة، وهي مدينة كبيرة واسعة ذات خيرات كثيرة وأرزاق واسعة في فضاء من الأرض، كان عليها سور مبنيّ بالحجارة محكم، بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ، وبينها وبين حلب عشرة فراسخ، وشربهم من قنيّ تسيح على وجه الأرض، وفي دورهم آبار أكثر شربهم منها لأنها عذبة صحيحة، وهي لصاحب حلب في وقتنا ذا، ومنها البحتري وله بها أملاك، وقد خرج منها جماعة من الشعراء، فأما المبرّزون فلا أعرف غير البحتري، وإياها عنى المتنبي بقوله:
قيل بمنبج مثواه ونائله ... في الأفق يسأل عمن غيره سألا
وقال ابن قتيبة في أدب الكتّاب: كساء منبجانيّ ولا يقال أنبجاني لأنه منسوب إلى منبج، وفتحت باؤه في النسب لأنه خرج مخرج منظراني ومخبراني، قال أبو محمد البطليوسي في تفسيره لهذا الكتاب: قد قيل أنبجاني وجاء ذلك في بعض الحديث، وقال:
أنشد أبو العباس المبرّد في الكامل في وصف لحية:
كالأنبجانيّ مصقولا عوارضها، ... سوداء في لين خدّ الغادة الرّود
ولم ينكر ذلك وليس في مجيئه مخالفا للفظ منبج ما يبطل أن يكون منسوبا إليها لأن المنسوب يرد خارجا عن القياس كثيرا كمروزي ودراوردي ورازي ونحو ذلك، قلت: دراوردي هو منسوب إلى درابجرد، وقرأت بخط ابن العطّار: منبج بلدة البحتري وأبي فراس وقبلهما ولد بها عبد الملك بن صالح الهاشمي وكان أجلّ قريش ولسان بني العباس ومن يضرب به المثل في البلاغة، وكان لما دخل الرشيد إلى منبج قال له: هذا البلد منزلك، قال:
يا أمير المؤمنين هو لك ولي بك، قال: كيف بناؤك به؟ فقال: دون بناء بلاد أهلي وفوق منازل غيرهم، قال: كيف صفتها؟ قال: طيبة الهواء قليلة الأدواء، قال: كيف ليلها؟ قال: سحر كله، قال:
صدقت إنها لطيبة، قال: بل طابت بك يا أمير المؤمنين، وأين يذهب بها عين الطيب وهي برّة حمراء وسنبلة صفراء وشجرة خضراء في فياف فيح بين قيصوم وشيح، فقال الرشيد: هذا الكلام والله أحسن من الدّر النظيم، ورأيت في كتاب الفتوح أن أبا عبيدة بعد فتح حلب وأنطاكية قدّم عياضا إلى منبج ثم لحقه صالح أهلها على مثل صلح أنطاكية فأنفذ ذلك، وقال إبراهيم بن المدبّر يتشوّق إلى منبج وكان قد فارقها وله بها جارية يهواها وكان قد ولي الثغور الجزريّة:
وليلة عين المرج زار خياله ... فهيّج لي شوقا وجدّد أحزاني
فأشرفت أعلى الدير أنظر طامحا ... بألمح آماقي وأنظر إنساني
لعلّي أرى أبيات منبج رؤية ... تسكّن من وجدي وتكشف أشجاني
فقصّر طرفي واستهلّ بعبرة، ... وفدّيت من لو كان يدري لفدّاني
ومثّله شوقي إليه مقابلي، ... وناجاه عني بالضمير وناجاني
وينسب إلى منبج جماعة، منهم: عمر بن سعيد بن أحمد بن سنان أبو بكر الطائي المنبجي، سمع بدمشق رحيما والوليد بن عتبة وهشام بن عمار وهشام بن خالد وعبد الله بن إسحاق الأدرمي وغيرهم، سمع منه أبو حاتم محمد بن حبّان البستي وأبو بكر محمد ابن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي وأبو القاسم عبدان بن حميد بن رشيد الطائي المنبجي وأبو العباس عبد الله بن عبد الملك بن الإصبع المنبجي وغيرهم، وقال ابن حبان: إنه صام النهار وقام الليل مرابطا ثمانين سنة فإرساله مقبول، ومن منبج إلى حلب يومان ومنها إلى ملطية أربعة أيام وإلى الفرات يوم واحد.

الْأَحَد

الْأَحَد: بِفَتْح الْهمزَة والحاء الْمُهْملَة فِي الأَصْل وحد قلبت الْوَاو همزَة على خلاف الْقيَاس لِأَن قلب الْوَاو المضمومة أَو الْمَكْسُورَة فِي أول الْكَلِمَة بِالْألف قِيَاس شَائِع وذائع بالتبع مثل أجوه وأشاح كَانَا فِي الأَصْل وُجُوه ووشاح بِالضَّمِّ فِي الأول وَالْكَسْر فِي الثَّانِي وقلب الْوَاو الْمَفْتُوحَة فِي أول الْكَلِمَة لم يجِئ فِي كَلَامهم إِلَّا أحد وأناة وَفِي الصِّحَاح أَن لفظ أحد لَا تسْتَعْمل فِي الْإِيجَاب فَلَا يُقَال فِي الدَّار أحد بل لَا أحد فِي الدَّار لَكِن يشكل بقوله تَعَالَى: {قل هُوَ الله أحد} وَأجِيب بِأَن الْمُحَقق الرضي الاسترأبادي صرح بمجيء اسْتِعْمَاله فِي الْإِيجَاب على الْقلَّة كَذَا فِي حَاشِيَة شيخ الْإِسْلَام على التَّلْوِيح وَالْفرق بَين الْأَحَد وَالْوَاحد أَن الأول لَا يُطلق إِلَّا على غير المتعدد وَالْوَاحد يُطلق عَلَيْهِ وعَلى المتعدد إِذا كَانَ فِيهِ جِهَة الْوحدَة بِأَنَّهُ وَاحِد من الْجَمَاعَات أَو وَاحِد من المثنيات أَو وَاحِد من الْأَفْرَاد فَإِن قيل إِن لفظ الله تَعَالَى علم للجزئي الْحَقِيقِيّ وَهُوَ لَا يكون إِلَّا وَاحِدًا أحدا فَلَا فَائِدَة بعده فِي ذكر الْأَحَد فِي قَوْله تَعَالَى {قل هُوَ الله أحد} وَلَا حَاجَة فِي توصيفه بِالْوَاحِدِ فِي الْمَسْأَلَة الكلامية وَهِي أَن الْمُحدث للْعَالم هُوَ الله الْوَاحِد بل لَا يجوز جعلهَا من الْمسَائِل الكلامية لِأَن مَسْأَلَة الْعلم لَا بُد وَأَن تكون نظرية وَثُبُوت الْوحدَة للجزئي الْحَقِيقِيّ ضَرُورِيّ. قُلْنَا لَا نسلم إِن المُرَاد بِاللَّه الجزئي إِذْ المُرَاد بِهِ وَاجِب الْوُجُود مُطلقًا فَحِينَئِذٍ يكون الحكم بِالْوَاحِدِ أَو وَصفه بِهِ بِمَنْزِلَة الحكم بِهِ على الْوَاجِب أَو وَصفه بِهِ وَفِيه إِشَارَة إِلَى أَن التَّوْحِيد هُوَ عدم اعْتِقَاد الشّركَة فِي وجوب الْوُجُود على مَا قَالَه الْمُحَقق التَّفْتَازَانِيّ فِي شرح الْمَقَاصِد من أَن التَّوْحِيد عدم اعْتِقَاد الشّركَة فِي الألوهية وخواصها وَأَرَادَ بالألوهية وجوب الْوُجُود وبخواصها الْأُمُور المتفرعة عَلَيْهِ من كَونه خَالِقًا للأجسام مُدبرا للْعَالم مُسْتَحقّا لِلْعِبَادَةِ وَإِن سلمنَا أَن المُرَاد بِاللَّه الجزئي الْحَقِيقِيّ فَنَقُول المُرَاد بالأحد الْوَاحِد وحدته تَعَالَى فِي صفته أَعنِي وجوب الْوُجُود لَا فِي ذَاته. والضروري إِنَّمَا هُوَ ثُبُوت الْوحدَة للجزئي الْحَقِيقِيّ فِي ذَاته الشخصية دون صفته وَلما كَانَ الْكفَّار اعتقدوا اشْتِرَاك معبوداتهم لَهُ تَعَالَى فِي صفة الْوُجُوب وَمَا يتَفَرَّع عَلَيْهِ من اسْتِحْقَاق الْعِبَادَة وَخلق الْعَالم وتدبيره قَالَ الله تَعَالَى: {قل هُوَ الله أحد} ردا عَلَيْهِم وَجعل المتكلمون تِلْكَ مَسْأَلَة كلامية وَلَا يخفى مَا فِي هَذَا الْجَواب من عدم جَرَيَانه فِي قَوْله تَعَالَى {قل هُوَ الله أحد} ، لِأَن الأحدية لَا تسْتَعْمل إِلَّا فِي الْوحدَة فِي الذَّات لَا فِي الْوحدَة فِي الصّفة فَافْهَم. وَقَالَ الْفَاضِل الجلبي رَحمَه الله فِي حَاشِيَته على المطول إِن هُوَ فِي {قل هُوَ الله أحد} يحْتَمل أَن يكون مُبْتَدأ وَالله خَبره وَأحد خَبرا ثَانِيًا أَو بَدَلا من الله بِنَاء على حسن إِبْدَال النكرَة الْغَيْر الموصوفة من الْمعرفَة إِذا اسْتُفِيدَ مِنْهَا مَا لم يستفد من الْمُبدل مِنْهُ كَمَا ذكره الرضي رَحمَه الله وَيحْتَمل أَن يكون ضمير الشَّأْن وَالْجُمْلَة خَبره وَتَعْيِين الأحدية بِحَسب الْوَصْف بِمَعْنى أَنه أحد فِي وَصفه مثل الْوُجُوب وَاسْتِحْقَاق الْعِبَادَة ونظائرهما أَو بِحَسب الذَّات أَي لَا تركيب فِيهِ أصلا وعَلى الْوَجْهَيْنِ يظْهر فَائِدَة حمل الْأَحَد عَلَيْهِ تَعَالَى فَلَا يكون مثل زيد أحد انْتهى.
(الْأَحَد) الْوَاحِد وَهُوَ أول الْعدَد تَقول أحد وَاثْنَانِ وَأحد عشر وَالْمُنْفَرد وَيَوْم من أَيَّام الْأُسْبُوع (ج) آحَاد وأحدان وأحدون وَيُقَال فلَان أحد الأحدين لَا مثيل لَهُ والمؤنث إِحْدَى يُقَال فِي الْعدَد إِحْدَى عشرَة وَإِحْدَى وَعِشْرُونَ وَيُقَال فُلَانَة إِحْدَى الإحد لَا مثيل لَهَا وَيُقَال أَتَى بِإِحْدَى الإحد بِالْأَمر الْعَظِيم أَو بِالْأَمر الْمُنكر
(الْأَحَد) أَصله وحد وَيَقَع على الذّكر وَالْأُنْثَى وَيكون مرادفا لوَاحِد فِي موضِعين سَمَاعا
أَحدهَا وصف اسْم الْبَارِي تَعَالَى فَيُقَال هُوَ الْوَاحِد وَهُوَ الْأَحَد لاختصاصه بالأحدية فَلَا يشركهُ فِيهَا غَيره وَلِهَذَا لَا ينعَت بِهِ غير الله تَعَالَى فَلَا يُقَال رجل أحد وَلَا دِرْهَم أحد وَنَحْو ذَلِك
الثَّانِي أَسمَاء الْعدَد للغلبة وَكَثْرَة الِاسْتِعْمَال فَيُقَال أحد وَعِشْرُونَ وَوَاحِد وَعِشْرُونَ
وَفِي غير هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ يَقع الْفرق بَينهمَا فِي الِاسْتِعْمَال بِأَن الْأَحَد لنفي مَا يذكر مَعَه فَلَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الْجحْد لما فِيهِ من الْعُمُوم نَحْو مَا قَامَ أحد أَو مُضَافا نَحْو مَا قَامَ أحد الثَّلَاثَة وَأما الْوَاحِد فيستعمل فِي الْإِثْبَات مُضَافا وَغير مُضَاف فَيُقَال جَاءَنِي وَاحِد من الْقَوْم
وَيكون بِمَعْنى شَيْء وَهُوَ مَوْضُوع للْعُمُوم فَيكون كَذَلِك فيستعمل لغير الْعَاقِل أَيْضا نَحْو مَا بِالدَّار من أحد أَي من شَيْء عَاقِلا كَانَ أَو غير عَاقل (ج) آحَاد وأحدان أَو لَيْسَ لَهُ جمع و (انْظُر أحد)

عِزْوِيتُ

عِزْوِيتُ:
بوزن عفريت: اسم بلد، وقيل: اسم الداهية، وقيل: هو القصير، وذهب النحويون إلى أن الواو في ذوات الأربعة لا تكون إلا زائدة مثل قسور وجرول وترقوة إلا أن يكون مضاعفا نحو قوقيت وضوضيت، قالوا: وعزويت فعليت مثل عفريت وكبريت فلا يكون من هذا الباب لأن الواو فيه أصل، قالوا: ولا يمكن أن يكون الواو في عزويت أصلا على أن تكون التاء من الأصل أيضا
لأنه كان يلزمك أن تجعل الواو أصلا في ذوات الأربعة ويكون وزنه فعليلا، قالوا: ولا يجوز أن تجعلها أيضا زائدة مع أصالة التاء لأنه كان يلزم أن يكون وزنه فعويل وهذا مثال لا يعرف فلا يجوز الحمل عليه، فإذا لم يجز أن يكون فعليلا ولا فعويلا كان فعليتا بمنزلة عفريت لأنه من العفر فمن هنا كانت الواو عنده أصلا إلا ما كان من الزمخشري فانه ذكر عدّة أمثلة ثم قال: إلا ما اعترض من عزويت يعني أن الواو فيه أصل والتاء أصل فهو عنده فعليل مثل برطيل وقنديل.

الآية

الآية: العلامة الظاهرة، وحقيقته كل شيء ظاهر هو ملازم لشيء لا يظهر ظهوره فمتى أدرك مدرك الظاهر منهما علم أنه أدرك الآخر الذي لم يدركه بذاته إذ كان حكمهما واحدا، ذلك ظاهر في المحسوس والمعقول وقيل لكل جملة من القرآن دالة على حكم آية سورة كانت أو فصولا أو فصلا من سورة. ويقال لكل كلام منه منفصل بفصل لفظي آية، وعليه اعتبار آيات السور التي تعد بها السورة.
الآية
ما تستدِلُّ به على أمر. وليست هي تمام الدليل، بل يُنَبِّهُك على الدليلِ. ووضوحُ الآية كونُها ظاهرة لمن يفهمها:
{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} .
واستعملته العرب في هذا المعنى. قال الحارث بن حِلِّزَة : مَنْ لَنا عِندَه مِنَ الخيرِ آيا ... تٌ ثَلاثٌ فِي كُلِّهِنَّ الْقَضَاءُ
أي كل منها كافية شافية لا تبقي شبهة.
الفرق بين الآية والدليل المنطقي من وجوه:
1 - الأول أن الآية ما عليه بناء الدليل المنطقي. مثلاً "العالم متغير، وكل متغير حادث" فتغيرُ العالَمِ هو الآيةُ على حدوثه.
2 - والثاني أن الآية هي التي تَبعث الفكرَ وتُلقي السؤالَ في القلب، وتُذكّره ما نسِي ، وتهيج فيه خُلقاً أودعه من الرحم والتقوى والصبر والشكر وغير ذلك.
3 - والثالث أن الآية موجودة في فطرة الفكرة، والدليل المنطقي أمر مفروض، فإن الفكرة تجري من تصور إلى تصور، مثلاً من تغير العالم إلى حدوثه. وإظهارُها في صورة القضايا مفروضٌ. وإنما فرضوها لأجل النظر فيها كما يقطِّعون البيت في الأفاعيل .
الآية:
[في الانكليزية] Verse ،signe
[ في الفرنسية] Verset ،signe
في اللغة العلامة، وجملة تامّة من القرآن، وعدة حروف منه. أصله أوية بالتحريك آي وآياء وآيات جمع، كذا في الصراح. وفي جامع الرموز الآية العلامة لغة وشرعا ما تبيّن أوله وآخره توقيفا من طائفة من كلامه تعالى بلا اسم، انتهى. وقوله بلا اسم احتراز عن السورة وهذا التعريف أصح. وقال صاحب الإتقان الآية قرآن مركّب من جمل ذو مبدأ ومقطع ومندرج في سورة، وأصلها العلامة ومنه أنّه آية ملكه لأنها علامة للفصل والصدق، أو الجماعة لأنها جماعة كلمات، كذا قال الجعبري.
وقال غيره الآية طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها. وقيل هي الواحدة من المعدودات في السور سمّيت بها لأنها علامة على صدق من أتى بها وعلى عجز المتحدّى بها. وقيل لأنها علامة على انقطاع ما قبلها من الكلام وانقطاعها مما بعدها. قال الواحدي وبعض أصحابنا: يجوز على هذا القول تسمية أقلّ من الآية آية لولا التوقيف وارد بما هي عليه الآن. وقال أبو عمر الدواني: لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلّا قوله تعالى: مُدْهامَّتانِ.

وقال غيره بل فيه غيرها مثل: والفجر والضحى والعصر، وكذا فواتح السور عند من عدّها آيات. وقال بعضهم: الصحيح أنّ الآية إنما تعلم بتوقيف من الشارع كمعرفة السّور. قال:
فالآية طائفة من حروف القرآن علم بالتوقيف انقطاعها معنى عن الكلام الذي بعدها في أوّل القرآن وعن الكلام الذي في آخر القرآن، وعمّا قبلها وما بعدها في غيرها، غير مشتمل على مثل ذلك. وقال: بهذا القيد خرجت السورة لأن السورة تشتمل الآيات بخلاف الآية فإنها لا تشتمل آية أصلا. وقال الزمخشري: الآيات علم توقيفي لا مجال للقياس فيه. ولذلك عدّوا آلم آية حيث وقعت ولم يعدوا المر والر. وعدّوا حم آية في سورها وطه ويس ولم يعدّوا طس.

وقال ابن العربي: تعديد الآي من معضلات القرآن. ومن آياته طويل وقصير، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام، ومنه ما يكون في أثنائه. وقال غيره سبب إختلاف السلف في عدد الآي أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقف على رءوس الآي للتوقيف، فإذا علم محلّها وصل للتمام فيحسب السامع حينئذ أنّها فاصلة. وقد أخرج ابن الضريس من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس:
قال جميع آي القرآن ستة آلاف آية وستمائة آية وستّ عشرة آية، وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وسبعون حرفا. وقال الدواني أجمعوا على أنّ عدد الآي ستة آلاف آية، ثم اختلفوا فيما زاد، فمنهم من لم يزد، ومنهم من قال ومائة آية وأربع آيات. وقيل وأربع عشرة. وقيل وتسع عشرة. وقيل وخمس وعشرون. وقيل وست وثلثون.

ثم اعلم أنه قال ابن السّكّيت: المنزّل من القرآن على أربعة أقسام: مكّي ومدني وما بعضه مكّي وبعضه مدني وما ليس بمكّي ولا مدني. وللناس في المكّي والمدني ثلاثة اصطلاحات: أولها أشهر وهو أن المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعد الهجرة، سواء نزل بالمدينة أو بمكّة، عام الفتح أو عام حجّة الوداع أو بسفر من الأسفار، فما نزل في سفر الهجرة مكّي. وثانيها أنّ المكّي ما نزل بمكّة ولو بعد الهجرة والمدني ما نزل بالمدينة، فما نزل في الأسفار ليس بمكّي ولا مدني فثبت الواسطة. وثالثها أنّ المكّي ما وقع خطابا لأهل مكّة والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة، انتهى ما في الإتقان.
والآية عند الصوفية عبارة عن الجمع، والجمع شهود الأشياء المتفرّقة بعين الواحديّة الإلهية الحقيقيّة. وفي الإنسان الكامل الآيات عبارة عن حقائق الجمع، كلّ آية تدلّ على جمع إلهي من حيث معنى مخصوص، يعلم ذلك الجمع الإلهي من مفهوم الآية المتلوّة. ولا بدّ لكلّ جمع من اسم جمالي وجلالي يكون التجلّي الإلهي في ذلك الجمع من حيث ذلك الاسم، فكانت الآية عبارة عن الجمع لأنها عبارة واحدة عن كلمات شتى، وليس الجمع إلّا شهود الأشياء المتفرّقة بعين الواحديّة الإلهية الحقيقيّة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.