Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: كنيست

درس

(د ر س) : (مِدْرَاسُ) الْيَهُودِ مَدْرَسَتُهُمْ وَمِرْدَاسٌ تَحْرِيفٌ وَقَوْلُهُمْ مَوَارِيثُ دَرَسَتْ أَيْ تَقَادَمَتْ.
(درس) الْكتاب وَنَحْوه درسه وَالْبَعِير راضه وَيُقَال بعير لم يدرس لم يركب ودرست الْحَوَادِث فلَانا جربته ودربته وَالْكتاب فلَانا أدرسه إِيَّاه
(درس)
درسا ودروسا عَفا وَذهب أَثَره وتقادم عَهده وَالثَّوْب وَنَحْوه أخلق وبلي وَالْبَعِير جرب وَالْمَرْأَة حَاضَت فَهِيَ دارس (ج) درس ودوارس وَالشَّيْء درسا غَيره أَو محا أَثَره وَالثَّوْب أخلقه وَالدَّابَّة راضها وذللها والفراش وطأه ومهده وَالْكتاب وَنَحْوه درسا ودراسة قَرَأَهُ وَأَقْبل عَلَيْهِ ليحفظه ويفهمه وَيُقَال درس الْعلم والفن وَالْحِنْطَة داسها وَالطَّعَام أكله شَدِيدا
د ر س : دَرَسَ الْمَنْزِلُ دُرُوسًا مِنْ بَابِ قَعَدَ عَفَا وَخَفِيَتْ آثَارُهُ وَدَرَسَ الْكِتَابُ عَتُقَ وَدَرَسْتُ الْعِلْمَ دَرْسًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَدِرَاسَةً قَرَأْتُهُ.

وَالْمُدْرَسَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ مَوْضِعُ الدَّرْسِ وَدَرَسْتُ الْحِنْطَةَ وَنَحْوَهَا دِرَاسًا بِالْكَسْرِ وَمِدْرَاسُ الْيَهُودِ كَنِيسَتُــهُمْ وَالْجَمْعُ مَدَارِيسُ مِثْلُ: مِفْتَاحٍ وَمَفَاتِيحَ. 
د ر س: (دَرَسَ) الرَّسْمُ عَفَا وَبَابُهُ دَخَلَ وَ (دَرَسَتْهُ)
الرِّيحُ وَبَابُهُ نَصَرَ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ، وَ (دَرَسَ) الْقُرْآنَ وَنَحْوَهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَكَتَبَ. وَدَرَسَ الْحِنْطَةَ يَدْرُسُهَا بِالضَّمِّ (دِرَاسًا) بِالْكَسْرِ. وَقِيلَ: سُمِّيَ (إِدْرِيسُ) عَلَيْهِ السَّلَامُ لِكَثْرَةِ دِرَاسَتِهِ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْمُهُ أَخْنُوخُ بِخَاءَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ بِوَزْنِ مَفْعُولٍ. وَ (دَارَسَ) الْكُتُبَ وَ (تَدَارَسَهَا) . وَ (دَرَسَ) الثَّوْبُ أَخْلَقَ وَبَابُهُ نَصَرَ. 
(درس) - في حديث عِكرِمةَ في صِفة أَهلِ الجَنَّةِ: "يَركَبون نُجُباً هىَ ألْيَنُ مَشياً من الفِراش المَدْرُوس"
: أي المُوَطَّأ المُمَهّد، وأَصلُ الدِّراسةِ: الرياضةُ والتَّعهُّدُ لِلشَّىءِ، ودَرسْتُ الدَّابَّةَ؛ رُضْتُها وذَلَّلتُها، ودَرَستُ الحِنطَة إذا دُسْتَها أو طَحَنْتها، ودَرَسْت القُرآنَ: قَرأتُه وتَعَهَّدتُه لأحفَظَه ومنه الحديث: "تَدارَسُوا القُرآنَ": أي اقْرؤُوه واحْفَظُوه.
- في حَديثِ اليهودىِّ الذي زَنَى: "فوَضَع مِدْراسُها كَفَّه على آية الرَّجْم".
المِدراسُ: صاحِبُ دِراسَةِ كُتُبِهم، ومِفْعَل ومِفْعَال من أَبنِية المُبالَغَة في الفعل الذي يُشتَقُّ منه.
درس
دَرَسَ الدّار معناه: بقي أثرها، وبقاء الأثر يقتضي انمحاءه في نفسه، فلذلك فسّر الدُّرُوس بالانمحاء، وكذا دَرَسَ الكتابُ، ودَرَسْتُ العلم:
تناولت أثره بالحفظ، ولمّا كان تناول ذلك بمداومة القراءة عبّر عن إدامة القراءة بالدّرس، قال تعالى: وَدَرَسُوا ما فِيهِ
[الأعراف/ 169] ، وقال: بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ
[آل عمران/ 79] ، وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها [سبأ/ 44] ، وقوله تعالى:
وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ
[الأنعام/ 105] ، وقرئ:
دَارَسْتَ أي: جاريت أهل الكتاب، وقيل: وَدَرَسُوا ما فِيهِ [الأعراف/ 169] ، تركوا العمل به، من قولهم: دَرَسَ القومُ المكان، أي: أبلوا أثره، ودَرَسَتِ المرأةُ: كناية عن حاضت، ودَرَسَ البعيرُ: صار فيه أثر جرب.

درس


دَرَسَ(n. ac.
دَرْس
دَرَاْسَة
دِرَاْس
دِرَاْسَة)
a. Studied; read.
b.(n. ac. دُرُوْس), Became effaced, obliterated.
c. Became old, wornout, shabby.
d.(n. ac. دَرْس), Effaced, obliterated.
e. Wore out, made shabby.
f.(n. ac. دَرْس
دِرَاْس), Thrashed, beat or trod out (corn).

دَرَّسَa. Made to study.
b. Taught, gave lessons.

دَاْرَسَa. Studied, read with.

أَدْرَسَa. see II (a) (b).
تَدَاْرَسَa. Studied, read together.

إِنْدَرَسَa. Was or became effaced, obliterated.

دَرْس
(pl.
دُرُوْس)
a. Study; lesson, lecture.
b. see 2 (a)
دِرْس
(pl.
أَدْرَاْس)
a. Trace, mark ( partially obliterated ).
b. Old, worn out.

دُرْسَةa. Discipline, training, exercise.

مَدْرَسَة
(pl.
مَدَاْرِسُ)
a. School, college.

دَاْرِس
(pl.
دَوَاْرِسُ)
a. Effaced, obliterated; old, worn, shabby.
b. Student.

دِرَاْس
دِرَاْسَةa. Thrashing or treadingout of corn.

دَرِيْسa. see 2b. Camel's tail.

دَرَّاْسa. Thrasher or treader-out of corn.
b. Studious, devoted to study.

مِدْرَاْس
(pl.
مَدَاْرِيْسُ)
a. School or college in which the Kurān is studied.
N. Ag. of II, Professor, lecturer, tutor, teacher.

دَارِش
a. Tinged with black.
د ر س

ربع دارس، ومدروس، وقد درس دروساً، ودرسته الرياح درساً: تكررت عليه فعفّته.

ومن المجاز: درس الحنطة دراساً: داسها. قال ابن ميّادة:

يكفيك من بعض ازديار الآفاق ... سمراء مما درس ابن مخراق

وهجمة صهب طوال الأعناق ... تباكر العضاه قبل الإشراق

بمقنعات كقعاب الأوراق

ودرس الناقة: راضها. ورجل مدرّس: مجرّب. ودرس الكتاب للحفظ: كرر قراءته درساً ودراسة، ودرس غيره، ودارسته الكتاب مدارسة، وتدارسوه حتى حفظوه. واجتمعت اليهود في مدراسهم، وهو بيت تدرس فيه التوراة. ودرس المرأة: نكحها. ودرست: حاضت. ويكنى العوف: أبا إدريس، والفلهم: أبا أدراس. ودرس الثوب: أخلق فهو درس ودريس. وتدرّست أدراساً، وتسمّلت أسمالاً، ولبس دريساً، وبسط دريساً أي ثوباً وبساطاً خلقاً. وقتل رجل في مجلس النعمان رجلاً فأمر بقتله، فقال الرجل: أيقتل الملك جاره، ويضيّع ذماره؛ قال: نعم إذا قتل جليسه، وخضب دريسه؛ أي بساطه. وطريق مدروس: كثر مشي الناس فيه حتى ذلّلوه. وهذه مدرسة النعم: طريقها. ودارس الذنوب: قارفها.
[درس] فيه: حتى جئنا بيت "المدارس" هو مفعال من الدراسة كالمكثار، والمراد صاحب دراسة كتبهم، أو بمعنى المدرس أي موضع يقرأ فيه أهل الكتاب، والإضافة كمسجد الجامع، ويتم في أجليكم. وفيه: و"يتدارسونه" فيما بينهم، التدارس أن يقرأ بعض القوم مع بعض شيئًا أو يعلم بعضهم بعضًا ويبحثون في معناه، أو في تصحيح ألفاظه وحسن قراءته، وذر المسجد والمراد جميع المواضع. ك: جئنا بيت "المدارس" هو بضم ميم أي مكان العالم التالي للكتاب. وقيل: هو موضع، أي جئنا مكان دراستهم لنحو التوراة فقال: اعلموا أن الأرض لله تعالى، أي تعلقت مشيته بأن يورث أرضكم هذه للمسلمين ففارقوها، وهذا كان بعد قتل بني قرية وإجلاء بني النضير. نه: "تدارسوا" القرآن، أي اقرؤه وتعهدوه لئلا تنسوه، من درس يدرس درسًا ودراسة، وأصل الدراسة الرياضة والتعهد للشيء. ومنه: فوضع "مدراسها" كفه على آية الرجم، أي صاحب دراسة كتبهم، ومفعال ومفعل من أبنية المبالغة. ك: وروى: فوضع مدارسها، بضم ميم بفاعل المفاعلة الذي يدرس، قوله: والذي يدرسه، أي يتلوه تفسيره. نه: فأماح: حتى أتينا "المدارس" فهو بيت يدرسون فيه، ومفعال غريب في المكان. وفي صفة أهل الجنة: يركبون نجبًا ألين مشيًا من الفراش "المدروس" أي الموطأ الممهد، وفي شعر كعب:
مطرح البز و"الدرسان" مأكول
الدرسان الخلقان من الثياب جمع درس، وقد يقع على السيف والدرع والمغفر.
درس
الدرْسُ: ضَرْب من الجَرَب يَبْقى له أثَر مُتَفَشّ في الجِلْدِ. وجَمَلٌ دارِسٌ: أجْرَبُ، وقد دَرَسَ يَدْرُسُ. وأدْرَسَ القَوْمُ: دَرَست إبِلُهم.
وما بَقِيَ في الدار الا دَرْسُ نُؤْيٍ ورَسْم، دَرَسَ يَدْرُسُ دُرُوْساً. ودَرَسَتْه الريَاح: عَفَتْهُ. والدرِيْسُ: الثوْبُ الخَلَقُ من البُسُطِ واللبَاسِ. ودَرِيْسُ البَعِير: ذَنَبُه، والجَميعُ الدرْسَانُ، وكذلك الدرْسُ والدرْسُ والدارِسُ.
وتَدَرست أدْرَاساً: أي تَخَلقْت. والمَدَارِس: الثيَابُ. وتَرَكْتُ به دُرُوْساً: أي آثاراً. ومَدْرَسَةُ النعَمِ: طَرِيْقُه.
والدرْسُ - أيضاً -: حِفْظُ الكِتَابِ، ودَرَسَ يَدْرُسُ دِرَاسَةً، أو دارَسْتُه كتاباً.
ودَرَستِ المَرْأةُ: إذا حاضَتْ، وامْرَأةٌ دارِس وجَوَارٍ دُرَّسٌ. ودَرَسَها الرجُلُ: إذا نَكَحَها. وأبُو إدْرِيْسَ: كُنْيَةُ الذَّكَرِ.
ودَرْسُ الطعَامِ: دِيَاسَتُه، وكذلك الدرَاسُ. والدرْوَاسُ والدرْيَاسُ: الضَخْمُ الرأْسِ العَظِيمُ الرقَبَةِ، وكذلك المُدَرَّسُ. والدرْوَاس - أيضاً -: الذلُوْلُ من الإبل المُنْقَادُ. والعَظِيْمُ من الإبلِ، وجَمْعُه دَرَاوِسُ.
والمُدَرسُ: هو المُدَربُ.
ودارَسَ فُلان الذُّنُوْبَ: أي قارَفَها، فهو مُدَارِسٌ. وُيقال للمَضْعُوْفِ: المَدْرُوْسُ.
درس
هذا اللفظ يوجد كثيراً في كلام العرب في معنى البلى. وأما في معنى القراءة كما يفهمون من استعمال القرآن، حيث جاء:
{أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ}
فلا يوجد له مثال.
وزعم بعض من غير المسلمين أن هذا اللفظ أخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - من اليهود، وزاده في لغتهم . وهذا بعيد. فإن النبي كيف يتكلم قوماً بلغتهم ثم يزيد فيه ما ليس منه؟ والقرآن يصرح بأنه عربي مبين، فلا يكون فيه إلاّ ما عرفته العرب.
فاعلم أن "الدرس" في معنى البلى مجاز، وأصله: الحكّ والمشق، ومنه: للخَطّ . قال أبو دواد:
وَنُؤيٌ أَضَرَّ بِهِ السَّافِيَاءُ ... كَدَرْسٍ مِنَ النُّونِ حِينَ امَّحَى أي كخط النون. وشكل النون في الخط العربي القديم هكذا: [. . .] فشبّه أمواج الرمل بهذا الشكل. وقد شبه عنترة الحاجب بالنون في قوله .... .
ومنه كثرة الاشتغال بالقراءة. وهذا يتضح من استعمال الكلمة في كلتا اللغتين العربي والعبرانية .
ومن أصل المعنى: "الدرس" للجرَبِ والحَكّة. و "المدروس": الفراش الموطأ. و "الدرس" للأكل الشديد. ومنه: "درس الطعام ": داس. قال ابن ميّادة : هَلاّ اشتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتَاقْ
سَمْراءَ مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْرَاقْ
ودَرَسَ الصعبَ حتى رَاضَه. ودرستُ الكتاب بكثرةِ القراءةِ حتى خفَّ حفظُه . فالدرس: كثرة القراءة.
ومعنى الكلمة في العبرانية اختص بالقراءة . وأما في العربي فبقيت الكلمة على السعة، وأقرب إلى الأصل، إذ جاءت لكثرة القراءة، لا للقراءة، كما قال تعالى:
{وَلِيَقُوُلواْ دَرَسْتَ} .
أي بالغتَ في قراءتك عليهم.
وأما أنها لا توجد في هذا المعنى في أشعار العرب، فذلك لأن للشعر مجاريَ محدودة، ومعاني خاصة، فقلّما يذكرون القراءة فضلاً عن إكثارها .
د ر س

دَرَسَ الشيءُ يَدْرُسُ دُرُوساً عَفَا ودَرَسَتْه الرِّيحُ ودَرَسَهُ القومُ عَفَّوْا أَثَرَهُ والدِّرْسُ أَثرُ الدَّارِس والدِّرْسُ والدَّرْسُ والدَّرِيسُ كلُّه الثَّوبُ الخَلقُ والجمعُ أدراسٌ ودِرْسَانٌ ودِرْعٌ دَرِيسٌ كذلك قال

(مضى ووَرِثْناهُ دَرِيسَ مُفَاضَةٍ ... وأبْيضَ هِنْدِياً طويلاً حَمائِلُهُ)

ودَرَسَ الطعامَ دَرْساً داسَهُ يمانيةٌ ودَرَسَ الناقةَ يَدْرُسُها دَرْساً راضَها قال

(يَكْفِيكَ مِنْ بعْضِ ازْدِيارِ الآفاقْ ... سمراءُ مِمَّا دَرَسَ ابْنُ مِخْراقْ) قيل يعني البُرَّةَ وقيلَ الناقةَ ودَرَسَ الكِتابَ يَدْرُسُهُ درْساً ودِراسَةً ودَارَسَه من ذلك كأنه عانَدَهُ حتى انْقادَ لحِفْظِهِ وقد قُرِئَ بهمَا {وليقولوا درست} الأنعام 105 ودارَسْت وقيل دَرَسْت قرأْتَ كُتبَ أهل الكتابِ ودارَسْتَ ذاكَرْتَهُم وحكى دُرِسَتْ قُرِئَتْ وقُرِئ دَرَسَتْ أي هذه أخبارٌ قد عَفَتْ وامَّحتْ ودَرُسَتْ أشدُّ مُبالغةً والدَّارس المُدَارَسَةُ ابن جِنِّي ودَرَسْتُه إيَّاه وأَدْرَسْتُه ومن الشَّاذّ قراءة ابن حَيْوَة {وبما كنتم تدرسون} آل عمران 79 والمِدْراسُ الموضع الذي يُدْرَسُ فيه ودَرَسَ البعيرُ يَدْرُسُ دَرْساً جَرِبَ جَرَباً قليلاً واسمُ ذلك الجَرَبِ الدَّرْسُ أيضاً قال العَجَاجُ

(يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرَارَ الوَرْسِ ... )

(مِنْ عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمُ الدَّرْسِ ... )

(من الأَذَى ومِنْ قِرافِ الوَقْسِ ... )

وقيل هو الشيء الخفيفُ من الجَرَب والدَّرْسُ الأكْلُ الشديدُ ودَرَسَتِ المرأةُ تَدْرُسُ دَرْساً ودُرُوساً وهي دارِسٌ من نِسْوة دُرَّسٍ ودَوارِسَ حاضتْ وخصّ اللحيانيُّ به حَيْضَ الجارية والدِّرْواسُ الغليظُ العُنُقِ من النَّاسِ والكلابِ والدِّروَاسُ الأسدُ الغليظُ والدِّرْواسُ العظيمُ الرأسِ وقيل الشديدُ عن السِّيرافي وقوله

(بِتْنا وبَاتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يضْرِبُنا ... عِند النَّدُولِ قِرانَا نَبْحُ دِرْوَاسِ)

يجوز أن يكون واحداً من هذه الأشياء وأولاها بذلك الكَلْبُ لقولِه قِرَانَا نَبْحُ دِرْواسِ لأن النَّبْحَ إنما هو في الأصل للكلابِ 
درس: درس. والمصدر منه مدرسة أيضاً. (المعجم اللاتيني العربي): داس (فوك) وفي ابن العوام (1: 65) اقرأ درس بدل دوس في (ص80) منه (بالأرجل) وفي رياض النفوس (ص64 و): السلطان وجه إلي يأمرني أن آمر بدرس هذا الشيخ حتى يموت. وبعد هذا: فقفزوا عليه حتى مات.
ودَرَس: دق، سحق، هرس (فوك، الكالا).
ودرس: خرب، دمر، عاث في البلاد فساداً (أخبار ص110).
درّس (بالتشديد) داس: وطأه بقدمه (فوك، الكالا) وفيه: تدريس: وطأ بالقدم.
ودرّس: تعثر، اصطدم (الكالا).
ويقال درّس على، ففي الادريسي 35 فصل 5: وقعر هذه المراكب مسطح وغير عميق وذلك لكي تستطيع أن تحتمل حمولة كبيرة ولا تدرس على كبير ترش.
تدرّس: ذكرت في معجم فوك في مادة Conculcare.
تدرّس: تعثر، اصطدم (الكالا).
اندرس: بلي (فوك).
واندرس: ديس (فوك).
واندرس: سحق، دُق، هرس (فوك).
واندرس الكتاب: درس وقرئ (فوك).
درْس: سحن الأصباغ (الكالا).
درْس: ما يقرأ من العلم في وقت ما (بوشر، المقري 1: 49، 137، ميرسنج ص5، زيشر كند 7: 51).
درْسة: مصدر درس بمعنى داس ووطأ بالأقدام (الكالا).
ودرْسة: سحق، دقَ (الكالا). دريس: الخلق البالي: القديم، ويجمع على دُرُس (عبد الواحد ص214، تاريخ البربر 1: 392).
ودريس: فت وهو يابس البرسيم، هشيم (همبرت ص179).
ودريس: نبات اسمه العلمي: phelipea lutea براكس مجلة الشرق والجزائر (8: 182).
دريس أو دريس التغشري لعبة تلعب بأربعة وعشرين حجراً أو صدفة على رقعة الداما كل اثني عشر منها يختلف لونه عن الآخر. وطريقة اللعبة هو أن يحاول اللاعب منع ملاعبه من وضع ثلاث قطع من أحجاره أو صدفة الواحدة بعد الأخرى في زوايا المربع المتقابلة (برجرن ص513) وراجع كارترون (ص416، 456، 479) وفي رحلة في بلاد العرب لنيبور (1: 166): دريس الثلاثة والتسعة.
وفي محيط المحيط (مادة قرق): هو الاسم الذي يطلقه المولدون على اللعبة المسماة بالقرق.
دراس: من يدرس القمح أي يدوسه. (الكالا) وفي معجم بوشر: درّاس القمح.
ورّاس: ساحق، ساحن (الكالا). وساحق الأصباغ وساحنها (الكالا).
وفي معجم فوك ذكرت دراس في مادة Studure.
درواس: كلب كبيرؤ الرأس (بوشر).
درياس: كلمة بربرية. ونجد أيضاً ادريس (ابن البيطار 1: 19) أو إدريس كما جاء في مخطوطة ب، وادرياس (ابن البيطار 1: 225).
وهو في كتب الرحالة دريس ودرياس ودريس ويعرف كمسهل غير إنه سام لسكان المدن. (المقدمة 1: 164)، وهو تمنس سام (كاريت جغرافية ص160)، وهو نبات ضار للإبل يشبه جذر الجزر الأصفر (مجلة الشرق والجزائر 7: 286) وهو التافسيا، ففي المستعيني مادة تافسيا: وقال ابن جلجل التافسيا ينبت في بلاد البربر بناحية فاس يعرفونه إدريس (ابن البيطار 1: 19، 225) وفي مخطوطة ب منه: يوجد هذا النبات بالقرب من فاس وهو يشبه الكلخ (باجني مخطوطات).
وفيما يقول الدكتور جويون (بربروجر ص206، 311) وهو السلفيون عند اليونان والسريتيوم عند الرومان، وعند بارت (ص468 - 469) وهو السلفيون أيضاً. وانظر أيضاً براكس مجلة الشرق والجزائر (8: 281)، هاملتون (ص27).
ادريس، ادرياس، ادريس: انظر درياس.
مِدْرَس: مسلفة، مشط (أداة مسننة تجر فوق الأرض المحروثة لتنقيب المدر وطمر الحبوب المزروعة).
مَدْرَسة: كرسي الأستاذية (بوشر).
ومدرسة: تطلق في إيران على ما يسمى في المغرب زاوية (انظر الكلمة) أي أنها كلية دينية ونزل مجاني تشبه شيهاً كبيراً أديرة القرون الوسطى (ابن بطوطة 2: 29، 30، 32).
ومدرسة لا تعني في الأندلس كلية لأنها لم تكن موجودة فيه فقد كانت المساجد محل التعليم. (ابن سعيد فيما ينقل المقري 1: 136) بل تعني مكتبة (الكالا) وهذا لعل من الصواب ان نترجم بهذا ما ذكره الخطيب (ص131 ق) من أن رضوان الحاجب المتوفى سنة 790م أنشأ أول مدرسة في غرناطة. وكذلك ما ذكره المقري (3: 656) من أن السلطان أوقف نسخة من الإحاطة لابن الخطيب على مدرسة في نفس المدينة. ومع ذلك فان كلمة مدرسة يمكن أن تعني كلية في هذين النصين لأنها ربما كانت قد أسست في وقت بعد الوقت الذي كتب فيه ابن سعيد.
ومدرسة: موضع تدرس فيه الحبوب وتداس ففي ابن العوام (1: 32): وفيه معرفة وقت الحصاد واختيار مواضع البيادر والمدارس والزروع (والصواب ومدارس الزرع) وفي مخطوطتنا: الأديار لمدارس الزرع.
مدرسي: مجمعي، أكاديمي (بوشر).

درس: دَرَسَ الشيءُ والرَّسْمُ يَدْرُسُ دُرُوساً: عفا. ودَرَسَته

الريح، يتعدَّى ولا يتعدَّى، ودَرَسه القوم: عَفَّوْا أَثره. والدَّرْسُ: أَثر

الدِّراسِ. وقال أَبو الهيثم: دَرَسَ الأَثَرُ يَدْرُسُ دُروساً

ودَرَسَته الريحُ تَدْرُسُه دَرْساً أَي محَتْه؛ ومن ذلك دَرَسْتُ الثوبَ

أَدْرُسُه دَرْساً، فهو مَدْرُوسٌ ودَرِيسٌ، أَي أَخْلَقْته. ومنه قيل للثوب

الخَلَقِ: دَرِيس، وكذلك قالوا: دَرَسَ البعيرُ إِذا جَرِبَ جَرَباً شديداً

فَقُطِرَ؛ قال جرير:

رَكِبَتْ نَوارُكُمُ بعيراً دارساً،

في السَّوقِ، أَفْصَح راكبٍ وبَعِيرِ

والدَّرْسُ: الطريق الخفيُّ. ودَرَسَ الثوبُ دَرْساً أَي أَخْلَقَ؛ وفي

قصيد كعب بن زهير:

مُطَّرَحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مَأْكُولُ

الدِّرْسانُ: الخُلْقانْ من الثياب، واحدها دِرْسٌ. وقد يقع على السيف

والدرع والمِغْفَرِ. والدِّرْسُ والدَّرْسُ والدَّريسُ، كله: الثوب

الخَلَقُ، والجمع أَدْراسٌ ودِرْسانٌ؛ قال المُتَنَخِّلُ:

قد حال بين دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ،

نِسْعٌ لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ

ودِرعٌ دَرِيسٌ كذلك؛ قال:

مَضَى وَورِثْناهُ دَرِيسَ مُفاضَةٍ،

وأَبْيَضَ هِنْدِيّاً طويلاً حَمائِلُهْ

ودَرَسَ الطعامَ يَدْرُسُه: داسَه؛ يَمانِيَةٌ. ودُرِسَ الطعامُ يُدْرسُ

دِراساً إِذا دِيسَ. والدِّراسُ: الدِّياسُ، بلغة أَهل الشام، ودَرَسُوا

الحِنْطَة دِراساً أَي داسُوها؛ قال ابنُ مَيَّادَة:

هلاَّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ،

سَمْراء مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ

ودَرَسَ الناقة يَدْرُسُها دَرْساً: راضها؛ قال:

يَكفيكَ من بعضِ ازْدِيارِ الآفاقْ

حَمْراءُ، مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ

قيل: يعني البُرَّة، وقيل: يعني الناقة، وفسر الأَزهري هذا الشعر فقال:

مما دَرَسَ أَي داسَ، قال: وأَراد بالحمراء بُرَّةً حمراء في لونها.

ودَرَسَ الكتابَ يَدْرُسُه دَرْساً ودِراسَةً ودارَسَه، من ذلك، كأَنه عانده

حتى انقاد لحفظه. وقد قرئ بهما: وليَقُولوا دَرَسْتَ، وليقولوا

دارَسْتَ، وقيل: دَرَسْتَ قرأَتَ كتبَ أَهل الكتاب، ودارَسْتَ: ذاكَرْتَهُم،

وقرئ: دَرَسَتْ ودَرُسَتْ أَي هذه أَخبار قد عَفَتْ وامَّحَتْ، ودَرُسَتْ

أَشدّ مبالغة.

وروي عن ابن العباس في قوله عز وجل: وكذلك نُصَرِّفُ الآيات وليقولوا

دَرَسْتَ؛ قال: معناه وكذلك نبين لهم الآيات من هنا ومن هنا لكي يقولوا

إِنك دَرَسْتَ أَي تعلمت أَي هذا الذي جئت به عُلِّمْتَ. وقرأَ ابن عباس

ومجاهد: دارَسْتَ، وفسرها قرأْتَ على اليهود وقرأُوا عليك. وقرئ: وليقولوا

دُرِسَتْ؛ أَي قُرِئَتْ وتُلِيَتْ، وقرئَ دَرَسَتْ أَي تقادمت أَي هذا

الذي تتلوه علينا شيء قد تطاول ومرَّ بنا. ودَرَسْتُ الكتاب أَدْرُسُه

دَرْساً أَي ذللته بكثرة القراءة جتى خَفَّ حفظه عليَّ، من ذلك؛ قال كعب بن

زهير:

وفي الحِلم إِدْهانٌ وفي العَفْوِ دُرْسَةٌ،

وفي الصِّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُقِ

قال: الدُّرْسَةُ الرِّياضَةُ، ومنه دَرَسْتُ السورةَ أَي حَفظتها.

ويقال: سمي إِدْرِيس، عليه السلام، لكثرة دِراسَتِه كتابَ اللَّه تعالى،

واسمه أَخْنُوخُ. ودَرَسْتُ الصَّعْبَ حتى رُضْتُه. والإِذهانُ: المذَلَّة

واللِّين. والدِّراسُ: المُدارَسَةُ. ابن جني: ودَرَّسْتُه إِياه

وأَدْرَسْتُه؛ ومن الشاذ قراءة ابن حَيْوَةَ: وبما كنتم تُدْرِسُونَ.

والمِدْراسُ والمِدْرَسُ: الموضع الذي يُدْرَسُ فيه. والمَدْرَسُ:

الكتابُ؛ وقول لبيد:

قَوْمِ إلا يَدْخُلُ المُدارِسُ في الرَّحْـ

ْمَةِ، إِلاَّ بَراءَةً واعْتِذارا

والمُدارِسُ: الذي قرأَ الكتب ودَرَسَها، وقيل: المُدارِسُ الذي قارَفَ

الذنوب وتلطخ بها، من الدَّرْسِ، وهو الجَرَبُ. والمِدْراسُ: البيت الذي

يُدْرَسُ فيه القرآن، وكذلك مَدارِسُ اليهود. وفي حديث اليهودي الزاني:

فوضع مِدْراسُها كَفَّه على آيةِ الرَّجمِ؛ المِدْراسُ صاحب دِراسَةِ

كتبهم، ومِفْعَل ومِفْعالٌ من أَبنية المبالغة؛ ومنه الحديث الآخر: حتى أَتى

المِدْراسَ؛ هو البيت الذي يَدْرسون فيه؛ قال: ومِفْعالٌ غريب في المكان.

ودارَسْت الكتبَ وتَدارَسْتُها وادَّارَسْتُها أَي دَرَسْتُها. وفي

الحديث: تَدارَسُوا القرآن؛ أَي اقرأُوه وتعهدوه لئلا تَنْسَوْهُ. وأَصل

الدِّراسَةِ: الرياضة والتَّعَهُّدُ للشيء. وفي حديث عكرمة في صفة أَهل

الجنة: يركبون نُجُباً أَلينَ مَشْياً من الفِراشِ المَدْرُوس أَي المُوَطَّإِ

المُمَهَّد. ودَرَسَ البعيرُ يَدْرُسُ دَرْساً: جَرِبَ جَرَباً قليلاً،

واسم ذلك الجرب الدَّرْسُ. الأَصمعي: إِذا كان بالبعير شيء خفيف من الجرب

قيل: به شيء من دَرْسٍ، والدَّرْسُ: الجَرَبُ أَوَّلُ ما يظهر منه، واسم

ذلك الجرب الدَّرْسُ أَيضاً؛ قال العجاج:

يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ،

من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيم الدَّرْسِ

من الأَذى ومن قِرافِ الوَقْسِ

وقيل: هو الشيء الخفيف من الجرب، وقيل: من الجرب يبقى في البعير.

والدَّرْسُ: الأكل الشديد. ودَرَسَتِ المرأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً ودُرُوساً، وهي

دارِسٌ من نسوة دُرَّسٍ ودَوارِسَ: حاضت؛ وخص اللحياني به حيض الجارية.

التهذيب: والدُّرُوس دُروسُ الجارية إِذا طَمِثَتْ؛ وقال الأَسودُ بن

يَعْفُر يصف جَواريَ حين أَدْرَكْنَ:

الَّلاتِ كالبَيْضِ لما تَعْدُ أَن دَرَسَتْ،

صُفْرُ الأَنامِلِ من نَقْفِ القَوارِيرِ

ودَرَسَتِ الجارية تَدْرُسُ دُرُوساً.

وأَبو دِراسٍ: فرج المرأَة. وبعير لم يُدَرَّسْ أَي لم يركب.

والدِّرْواسُ: الغليظ العُنُقِ من الناس والكلاب. والدِّرْواسُ: الأَسد

الغليظ، وهو العظيم أَيضاً. والدِّرْواس: العظيم الرأْس، وقيل: الشديد؛

عن السيرافي، وأَنشد له:

بِتْنا وباتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يَضْرِبُنا،

عند النَّدُولِ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ

يجوز أَن يكون واحداً من هذه الأَشياء وأَولاها بذلك الكلب لقوله قرانا

نبح درواس لأَن النبح إِنما هو في الأَصل للكلاب. التهذيب: الدِّرْواسُ

الكبير الرأْس من الكلاب. والدِّرْباسُ، بالباء، الكلب العَقُور؛ قال:

أَعْدَدْتُ دِرْواساً لِدِْرباسِ الحُمُتْ

قال: هذا كلب قد ضَرِيَ في زِقاقِ السَّمْن يأْكلها فأَعَدَّ له كلباً

يقال له دِرْواسٌ. وقال غيره: الدِّراوِسُ من الإِبل الذلُلُ الغِلاظُ

الأَعناق، واحِدها دِرْواسٌ. قال الفراء: الدِّرواسُ العِظامُ من الإِبل؛

قال ابن أَحمر:

لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها،

ودِراسُ أَعْوَصَ دَارِسٍ مُتَخَّدِّدِ

قال ابن السكيت: ظن أَن اليَرَنْدَجَ عَمَلٌ وإِنما اليَرَنْدَج جلود

سود. وقوله ودِراسُ أَعوصَ أَي لم تُدارِس الناسَ عَويص الكلام. وقوله دارس

متخدد أَي يَغْمُضُ أَحياناً فلا يرى، ويروى متجدد، بالجيم، ومعناه أَي

ما ظهر منه جديد وما لم يظهر دارس.

درس
دَرَسَ الرَّسمُ يَدْرُسُ - بالضم - دروساً: أي عَفا، قال لبيد رضي الله عنه:
دَرَسَ المَنا بِمُتَالِع فإبانِ ... فَتَقَادَمَت بالحَبْسِ فالسُّوْبانِ
ودَرَسَتْه الريح، يتعدَّى ولا يتعَدّى، قال رؤبة:
فَحَيَّ عهداً قد عفا مَدْروسا ... محَا التَّمَحّي نِقْسَهُ المَنْقوسا
كما رأيْتَ الوَرَقَ المَطْرُوسا
وقال سَلامَة بن جندل السَّعدي:
كُنّا نَحُلُّ إذا هَبَّت شآميةً ... بِكُلِّ وادٍ حَطيبِ الجوفِ مَجْدوبِ
شيبِ المَبَارِكِ مَدْروسٍ مَدافِعُهُ ... هابي المَرَاغِ قليلِ الوَدْقِ مَوْظُوبِ
ودَرَسْتُ الكتابَ أدرُسُهُ وأدرِسُهُ، وقرأ أبو حَيْوة:) وبما كنتم تَدْرِسون (- مثال تجلِسون، دَرْساً ودِراسَة، قال الله تعالى:) ودَرَسُوا ما فيه (.
ودَرَسَتِ المرأة دَرْساً ودروساً: أي حاضَتْ، فهي دارِس - بلا هاء -، قال الأسود بن يَعْفَر النَّهْشَلي:
اللاتِ كالبيضِ لَمّا تَعْدُ أنْ دَرَسَت ... صُفْرَ الأناملِ من قَرْعِ القواريرِ
ويروى: من نَقْفِ.
وأبو أدراس: فرج المرأة، قال ابن فارس: أُخِذَ من الحيض.
ودَرَسَ المرأة: أي جامَعَها.
ويقال فلان مدروس: إذا كان به شِبْهُ جنون.
والدُّرْسَة - بالضم -: الرياضة، قال زهير بن أبي سُلْمى وابنُه كعب - رضي الله عنه - من قصيدةٍ اشتركا فيه:
وفي الحِلْمِ إدهانٌ وفي العفوِ دُرْسَةٌ ... وفي الصَّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدِقِ
ويروى: دُربَة. ودَرَسَ الحِنْطَةَ دَرْساً ودِراسا: أي داسَها، قال:
هَلاّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ ... سَمْراءَ مِمّا دَرَسَ ابنُ مِخْرَاقْ
والدَّرْسُ: جَرَبٌ قليلٌ يبقى على البعير. وقيل دَرَسَ البعيرُ: إذا جَرِبَ جَرَبَاً شديداً فَقُطِرَ، قال العجّاج يصِفُ بعيراً وعَرَقَه:
يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصفِرارَ الوَرْسِ ... من عَرَقِ النَّضْحِ عَصيمُ الدَرْسِ
وقال أبو عمرو: هذا بعيرٌ دارِس: وهو الذي ذهبَ وَبَرُه ووَلّى جَرَبُه ولم يظهَر وَبَرُه، وأنشد للأخطل:
ولقد تُباكِرُني على لذّاتِها ... صَهْباءُ عارِيَةُ القَذى خَرْطومُ
صِرَفٌ معتَّقَةٌ كأنَّ دِنانَها ... جربى دَوارِسُ ما بِهِنَّ عَصيمُ
هذه رواية أبي عمرو، ورواه غيره:
من عاتِقٍ حَدِبَت عليه دِنانُهُ ... فكأنَّها جَربى بِهِنَّ عَصيمُ
وليس فيه شاهِد. وقال جرير يهجو الفرزدق وقد أطْنَّ الفرزدق بالربابِ بنت الحُتاتِ؛ وزعموا أنّها أنْغَلَت منه:
رَكِبَت رَبابُكُمُ بعيراً دارِساً ... في السوقِ أفْضَحَ راكبٍ وبعيرِ
والدَّرْسُ: الطريق الخفيّ.
ودَرَسْتُ الثوبَ أدْرُسُه دَرْساً: أي أخلَقْتُهُ، فهو دِرْسٌ ودَريس ومَدروس، قال أبو دواد جاريةُ بن الحجّاج الإياديّ:
وأخٍ رَمَثْتُ دَرِيْسَهُ ... ونَصَحْتُهُ في الحَرْبِ نَصْحا
وقال المُتَنَخِلُّ الهُذَليّ:
قد حالَ دونَ دَريسَيْهِ مَؤَوِّبَةٌ ... مِسْعٌ لها بِعضاهِ الأرضِ تَهزيزُ
وقَتَلَ رجل في مجلس النعمان جليسَهُ، فأمَرَ بقتله، فقال: أيَقْتُلُ المَلِكُ جارَهُ؟ قال: نعم إذا قتل جليسه وخَضَبَ دَريسَه. وجمع الدِّرْس: أدراس ودِرْسان - مثال قِنْوٍ وأقناءٍ وقِنوان -. وقد دَرَسَ الثوبُ أي أخْلَقَ؛ لازمٌ ومتعدٍّ.
وحكى الأصمعيّ: بعيرُ لم يُدرَس: أي لَم يُركَب؛ من الدُّرْسَةِ وهي الرياضة، وقد ذُكِرَت.
وإدريس النبيُّ - صلوات الله عليه - قيل سُمِّيَ إدريس لكثرة دراسته كتاب الله عز وجل، واسْمه أخْنُوخ. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا قول من يرمي الكلام على عواهنه ويقول ما خَيَّلَتْ، كما يقولون إبليس من أبْلَسَ من رحمة الله، وإدريس لا يُعرَف اشتقاقه، فإنَّ الاشتقاق لِما يكونُ عربياً، وإدريس ليس بِعَرَبيّ، ولهذا لا يَنصَرِف وفيه العَجْمَة والتعريف، ويقال في اسمه خَنُوْخُ أيضاً، وفي كتب النَّسَب: أحنوخ - بحاء مهملة مُحَقَّقَة -.
وأبو إدريس: كُنيَةُ الذَكَر.
ودَرْسُ البعير ودِرْسُه ودَرِيْسُه: ذَنَبُه.
والمَدْرَسُ - بالفتح - والمَدْرَسَة: المكان الذي يُدْرَسُ فيه.
والمِدَرَس - بالكسر -: الكِتاب.
والمِدْراس: الموضع الذي يُقرأ فيه القرآن، وكذلك مِدْراس اليهود.
والدِّرْواس: الكبير الرأس من الكلاب.
والدِّرْواس - أيضاً -: اسم علمٍ لكلب، أنشد ابن الأعرابي:
أعدَدْتُ دِرواساً لِدِرْباسِ الحُمُتْ
والدِّرْواس - أيضاً -: الجمل الذَّلول الغليظ العُنُق، وقال الفرّاء: وهو العظيم من الإبل.
والدِّرْواس: الشُّجاع.
والدِّرْواس والدِّرْياس: الأسد، قال رؤبة:
والتُّرجُمانُ بنُ هُرَيْمٍ هَوّاسْ ... كأنَّهُ ليثُ عَرينٍ دِّرْواس
ويُروى: دِّرباس.
وأدْرَسَ الكِتابَ: قَرَأه؛ مثل دَرَسَه، وقَرَأ أبو حَيْوَةَ:) وبما كنتم تُدْرِسون (.
ودَرَّسَ الكِتابَ تدريساً، شُدِّدَ للمبالغة، ومنه مُدَرِّس المدرسة.
ورجل مُدَرَّس: أي مُجَرَّب.
والمُدارِس: الذي قارَفَ الذنوب وتَلَطَّخَ بها، قال لَبيد - رضي الله عنه - يتذكّر القِيامة:
يومَ لا يُدْخِلُ المُدارِسَ في الرَّحْ ... مَةِ إلاّ بَراءةٌ واعْتِذارُ
والمَدارَسَة: المَقارَأةُ، وقَرَأ ابنُ كثيرٍ وأبو عمرو: " وليَقولوا دارَسْتَ " أي قرأتَ على اليهود وقرأوا عليك، وقرأ الحسن البصريّ: " دارَسَت " - بفتح السين وسكون التاء - وفيه وجهان: أحدُهُما دارَسَتِ اليَهودُ محمداً - صلى الله عليه وسلّم -، والثاني دارَسَت الآياتُ سائرَ الكُتُبِ أي ما فيها وطاوَلَتها المُدّة حتى دَرَسَ كلُّ واحِدٍ منهما أي امَّحى وذَهَبَ أكثَرُه. وقَرأَ الأعمش: " دارَسَ " أي دارَسَ النبي - صلى الله عليه وسلّم - اليَهودَ. وانْدَرَسَ الشيءُ: أي انطَمَسَ.
والتركيب يدلُّ على خفاءٍ وخَفْضٍ وعَفاءِ.

درس

1 دَرَسَ, aor. ـُ inf. n. دُرُوسٌ, It (a trace, or mark, or what is termed رَسْمٌ, S, A, K, and a house, A, or a thing, M) became effaced, erased, rased, or obliterated; (S, M, A, K;) as also ↓ اندرس, (K, TA,) said of what is termed رسم: (TA:) or it (the trace, or mark, of a house; or what remained, cleaving to the ground, marking the place of a house;) became covered with sand and dust blown over it by the wind: (TA in art. دثر:) or it (an abode, or a place of sojourning,) became effaced, erased, rased, or obliterated, and its traces, or remains, became concealed, or unseen: (Msb:) and دَرُسَ signifies the same as دَرَسَ in the first of the senses explained above, but in an intensive manner. (M.) b2: [Hence الآيَاتُ ↓ دَارَسَتِ as explained near the end of this paragraph.] b3: Hence, also, (AHeyth,) دَرَسَ الثَّوْبِ, (AHeyth, S, A, K,) inf. n. دَرْسٌ, (S, TA,) (tropical:) The garment, or piece of cloth, became old and worn out. (AHeyth, S, A, K.) b4: And دَرَسَ الكِتَابُ (assumed tropical:) The writing, or book, became old. (Msb.) b5: [Hence, also,] دَرَسَتْ, (S, M, A, K,) aor. ـُ (M,) inf. n. دُرُوسٌ (S, M, K) and دَرْسٌ, (M, K,) (tropical:) She (a woman, S, M, A, K, or, accord. to Lh, a girl, M) menstruated. (S, M, A, K.) A2: دَرَسَتْهُ الرِّيحُ, (S, M, K,) or الرِّيَاحُ, (A,) [aor. ـُ inf. n. دَرْسٌ, (A, TA,) The wind, (S, M, K,) or winds, (A,) effaced, erased, rased, or obliterated, it, (S, M, A, K,) by repeatedly passing over it; (A;) namely, a trace, or mark, [of a house &c.,] or what is termed رَسْمٌ; (S, K;) and [erased, or rased,] a house; (A;) or a thing: (M:) and دَرَسَهُ القَوْمُ The people effaced, erased, rased, or obliterated, it. (M.) b2: Hence, (AHeyth,) دَرَسَ الثَّوْبَ, (AHeyth, K,) aor. ـُ inf. n. دَرْسٌ, (TA,) (tropical:) He rendered the garment, or piece of cloth, old and worn-out. (AHeyth, K.) b3: دَرَسَ الطَّعَامَ, (M,) or الحِنْطَةَ, (S, A, Msb, K,) وَنَحْوَهَا, (Msb,) aor. ـُ (TA,) inf. n. دَرْسٌ (M, K) and دِرَاسٌ, (S, A, Msb, K,) (tropical:) He trod, or thrashed, the wheat, (S, M, A, Msb, K,) and the like: (Msb:) [because he who does so passes repeatedly over it:] of the dial. of El-Yemen: (M, TA:) or دِرَاسٌ in the sense here indicated is of the dial. of Syria. (TA.) b4: دَرَسَ المَرْأَةَ, (A,) or الجَارِيَةَ, (K,) (tropical:) He compressed the woman, (A,) or the girl. (K.) b5: دَرَسَ النَّاقَةَ, (M, A,) aor. ـُ inf. n. دَرْسٌ, (M,) (tropical:) He broke, or trained, the she-camel: (M, A:) [and so, app., ↓ دَارَسَهَا; for it is said that] the primary signification of مُدَارَسَةٌ is the breaking, or training, or disciplining, [a beast;] and returning time after time (تَعَهُّدٌ) to a thing. (TA.) You say also, بَعِيرٌ لَمْ يُدْرَسُ, meaning (tropical:) A camel that has not been ridden. (S, TA.) b6: Hence, (M,) [or from دَرَسَتْهُ الرِّيحُ, or from دَرَسَ الثَّوْبَ,] دَرَسَ الكِتَابَ, (S, M, A, K,) aor. ـِ (M, K) and دَرِسَ, (K,) inf. n. دَرْسٌ and دِرَاسَةٌ (S, M, K) and دَرَاسَةٌ and دِرَاسٌ, (TA,) (tropical:) He read the book; (M, K;) as though he opposed it until it became easy for him to remember it: (M:) or he read it repeatedly, [or studied it,] in order to remember it: (A:) or he made it easy to remember, by much reading: (TA:) or he read and learned it: (Bd in vi. 105:) and ↓ دَارَسَهُ, inf. n. مُدَارَسَةٌ and دِرَاسٌ, signifies the same: (M:) and so ↓ دَرَسَّهُ, and ↓ أَدْرَسَهُ: (K:) or the former of the last two has an intensive signification: the latter of them is mentioned by IJ: (TA:) [but accord. to the M, it is said by IJ that both of these are doubly trans., and have a different signification, which is also indicated in the A as that of the former of them: see 2:] الكُتُبَ ↓ دَارَسَتْ, and ↓ تَدَارَسْتُهَا, and ↓ اِدَّارَسْتُهَا, signify the same as دَرَسْتُهَا [I read the books, or read them repeatedly, &c.]: (S, TA:) and القُرْآنَ ↓ تَدَارَسَ signifies He read the Kur-án, and returned to it time after time, in order that he might not forget it. (TA.) Yousay also, دَرَسْتُ العِلْمَ, aor. ـُ inf. n. دَرْسٌ and دِرَاسَةٌ, (tropical:) I read science. (Msb.) It is said in the Kur [vi. 105], accord. to different reading, وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ, and ↓ دَارَسْتَ, (tropical:) [And to the end that they may say, Thou hast read, &c.:] but some say that the former means Thou hast read the books of the people of the Scriptures: and the latter, Thou hast consulted, or conferred, with them; expl. by ذَاكَرْتُهُمْ: (M:) or the former means Thou hast learned: (Abu-l-'Abbás:) and the latter, Thou hast read, or studied, under the Jews as thy teachers, and they have read, or studied, under thee as their teacher: (I'Ab, Mujáhid, K:) and another reading is ↓ دَارَسَ; i. e. دَارَسَ النَّبِىُّ اليَهُودَ [he prophet hath read, or studied, with the Jews] : and another, ↓ دَارَسَتْ, which may be rendered in two ways: The Jews have read, or studied, or consulted, or conferred, with (دَارَسَتْ) Mohammad: and The signs (آيَات) have vied in length of time [or antiquity] with those of other scriptures so that every one of them has for the most part become obliterated: (TA:) and another reading is دَرَسَتْ; and another, دَرُسَتْ; both meaning, They (these stories, or histories,) have become obliterated: (M:) or they are things which have long since passed: (Abu-l-' Abbás:) but the latter of these two verbs has a more intensive signification: and it is also said to signify They have been dissipated. (M.) [You also say, دَرَسَ عَلَيْهِ (tropical:) He read, or studied, under him as his teacher; like قَرَأَ عَلَيْهِ.]2 دَرَّسَ غَيْرَهُ (tropical:) [He made another to read, or to read repeatedly, or to study, in order to remember; or to read and learn: he taught him to read, &c.: he lectured him]. (A.) And دَرَّسْتُهُ الكِتَابَ and إِيَّاهُ ↓ أَدْرَسْتُهُ (tropical:) [I made him, or taught him, to read the book, or to read it repeatedly, or to study it, or to read and learn it]. (IJ, M.) b2: See also دَرَسَ الكِتَابَ.3 دَارَسَتِ الآيَاتُ: see 1.

A2: دارس النَّاقَةَ: see 1. b2: دارس غَيْرَهُ (tropical:) [He read, or studied, with another, each of them teaching the other]. (A.) and دَارَسْتُهُ الكِتَابَ, inf. n. مُدَارَسَةٌ, (tropical:) [I read, or read repeatedly, or studied, or read and learned, with him the book, each of us teaching the other]. (A.) And دَارَسَهُمْ (assumed tropical:) He called to mind with them a subject of discourse, &c.; or he conferred with them; syn. ذَاكَرَهُمْ. (M.) See also 1, latter half, in five places.4 أَدْرَسَ see 2: b2: and see دَرَسَ الكِتَابَ.5 تَدَرَّسْتُ أَدْرَاسًا وَتَشَمَّلْتُ شِمَالًا (tropical:) [app., I clad myself in old and worn-out garments, and wrapped myself in shemlehs]. (A, TA.) 6 تَدَارَسُوا الكِتَابَ حَتَّى حَفِظُوهُ (tropical:) [They read the book, or read it repeatedly, or studied it, or read and learned it, together, teaching one another, until they retained it in memory]. (A.) b2: تَدَارَسْتُ الكُتُبَ, and اِدَّارَسْتُهَا, and تَدَارَسَ القُرْآنَ: see دَرَسَ الكِتَابَ.7 إِنْدَرَسَ see 1, first signification.

دَرْسٌ A road, or way, that is unapparent; (S, K;) as though the traces thereof had become effaced. (TA.) b2: See also دِرْسٌ.

A2: [A lecture: pl دُرُوسٌ.]

دِرْسٌ The relic, trace, or mark, of a thing that becomes effaced, erased, rased, or obliterated. (M.) b2: (tropical:) An old and worn-out garment, or piece of cloth; (S, M, A, K;) [app. an epithet used as a subst.;] as also ↓ دَرْسٌ (M) and ↓ دَرِيسٌ; (S, M, A, K;) ↓ which last also signifies an old and worn-out carpet; (A;) ↓ and as an epithet, signifying old and worn-out, is applied to a coat of mail, (M, TA,) and to a sword, and to a مِغْفَر [&c.]: (TA:) pl. [of the first] أَدْرَاسٌ, (M, K,) [a pl. of pauc.,] and [of the same or of either of the others] دِرْسَانٌ. (S, M, K.) b3: [Hence, or, as IF says, from الحَيْض,] أَبُو أَدْرَاسٍ [in some copies of the K أُمُّ أَدْرَاسٍ] (tropical:) The pudendum muliebre. (S, O, K.) دُرْسَةٌ (assumed tropical:) Training, or discipline. (K.) دَرِيسٌ: see دِرْسٌ, in three places. b2: [Also Dry بِرْسِيم, or Alexandrian trefoil.]

رَبْعٌ دَارِسٌ [A house of which the remains are becoming effaced, erased, rased, or obliterated: or i. q. رَبْعٌ مَدْرُوسٌ]. (A.) b2: اِمْرَأَةٌ دَارِسٌ, (M, K,) or, accord. to Lh, جَارِيَةٌ دَارِسٌ, (M,) (tropical:) A woman, (M, K,) or girl, (Lh, K,) menstruating: (Lh, M, K:) pl. دُرَّسٌ and دَوَارِسُ. (M.) أَبُو إِدْرِيسَ (tropical:) The penis. (A, K.) تَدْرِيسٌ [inf. n. of 2, q. v.]

A2: [Also (assumed tropical:) A conventional term or signification used by the مُدَرِّسُون, or lecturers, tutors, or professors, of colleges]. (Mgh, in arts. حنف and دين, &c.) مِدْرَسٌ (assumed tropical:) A book, or writing: (K, TA: but omitted in some copies of the former:) [also, accord. to Golius, a commentary by which any one is taught; Heber.

מִדְרשׁ.] b2: See also the next paragraph.

مَدْرَسَةٌ (tropical:) A place of reading, or study; (Msb;) in which persons read, or study; (TA;) [a college, a collegiate mosque; an academy;] as also ↓ مِدْرَسٌ (TA) and ↓ مِدْرَاسٌ; (M, K;) the measure of which last, [as well as that of the next preceding word,] as that of a n. of place, is strange: (ISd, TA:) whence the ↓ مِدْرَاس of the Jews; (K;) their house in which is repeatedly read the Book of the Law revealed to Moses: (A:) or their house in which the Book of God is read, or read repeatedly: (TA:) or their synagogue: (Msb:) the pl. of مدرسة is مَدَارِسُ; (TA;) and that of مدارس is مَدَارِيسُ. (Msb.) b2: مَدْرَسَةُ النَّعَمِ (tropical:) The road or track (طَرِيق) [of camels, or of camels and sheep or goats]. (A, TA.) مُدَرَّسٌ (tropical:) A bed made plain, even, smooth, or easy to lie upon. (TA.) b2: (tropical:) A man tried and proved, or tried and strengthened, by use, practice, or experience; expert, or experienced. (A, TS, K.) مُدَرِّسٌ (tropical:) A man who reads much and repeatedly. (K, TA.) b2: Hence, the مُدَرِّس of مَدْرَسَة (tropical:) [i. e. The lecturer, tutor, or professor, of a college, a collegiate mosque, or an academy: from which it is not to be understood that there is but one such person to every college; for generally one college has several مُدَرِّسُون]. (TA.) مِدْرَاسٌ: see مَدْرَسَةٌ, in two places. b2: Also (tropical:) One who reads, or reads repeatedly, or studies, the books of the Jews: the measure of the word implies intensiveness. (TA.) رَبْعٌ مَدْرُوسٌ [A house of which the remains are effaced, erased, rased, or obliterated: see also دَارِسٌ]. (A.) b2: طَرِيقٌ مَدْرُوسٌ (tropical:) A road much beaten by passengers, so as to be made easy by them. (A, TA.) مُدَارِسٌ (tropical:) One who reads, or studies, with another; syn. مُقَارِئٌ: (K:) or one who has read books. (K.)
درس
درَسَ1 يدرُس، دَرْسًا ودُروسًا، فهو دارِس، والمفعول مدروس (للمتعدِّي)
• درَس الرَّسمُ/ درَس المكانُ: امَّحى وذهَبَ أَثَرُه، خلق وبلي "قَبْرٌ دارِسٌ- {وَلِيَقُولُوا دَرَسَتْ} [ق] " ° دَرَسَتِ العادَة: تقادَمَ عهدُها.
• درَستِ الرِّيحُ معالمَ الطَّريق: محتها "درسَتِ الأمطارُ الأثرَ". 

درَسَ2/ درَسَ بـ/ درَسَ في يَدرُس، درْسًا ودِراسةً، فهو دارس، والمفعول مَدْروس
• درَس الكتابَ ونحوَه: كرّر قراءته ليحفظه ويفهمه "درس المحاضرات- {وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ} - {وَدَرَسُوا مَا فِيهِ} ".
• درَس العلمَ على فلان: تلقّاه على يديه، تتلمذ له.
• درَس بالمعهد/ درَس في المعهد: تعلَّم فيه. 

درَسَ3 يَدرُس، دِراسًا، فهو دارِس، والمفعول مَدْروس
• درَس القمحَ والشَّعيرَ ونحوَهما: فَصَل حُبوبَهما عن السُّنْبلة أو عن القشِّ. 

اندرسَ يندرس، اندراسًا، فهو مُندرِس
• اندرس الكتابُ: مُطاوع درَسَ2/ درَسَ بـ/ درَسَ في: دُرِس وقُرِئ.
• اندرس الشَّيءُ:
1 - مُطاوع درَسَ1: بلي وانطمس، ذهب أثرُه "اندرست معظمُ آثار الأقدمين- اندرس الخبرُ: انطمس وذهب ذكرُه".
2 - مُطاوع درَسَ3: سُحِق، دُقَّ، هُرِس. 

تدارسَ يتدارس، تدارُسًا، فهو مُتَدارِس، والمفعول مُتَدَارَس
• تدارس الشَّخصُ الكتابَ ونحوَه: تَعهَّدَه بالقراءة والحفظ لئلاّ يَنْساه "تدارسوا الموضوعَ: قرءوه بتمعّن وفهم- يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ [حديث] ".
• تدارس الطَّلبةُ الكتابَ وغيرَه: كرّروا قراءته معًا
 ليحفظوه ويفهموه. 

دارسَ يُدارس، مُدارسَةً، فهو مُدارِس، والمفعول مُدَارَس
• دارسه العلمَ: تبادله، دَرَسَه معه " {وَلِيَقُولُوا دَارَسْتَ} [ق]: تبادلت الدرسَ مع أهل الكتاب". 

درَّسَ يُدرِّس، تدريسًا، فهو مُدَرِّس، والمفعول مُدَرَّس
• درَّس الكتابَ ونحوَه: قام بتدريسه، أقرأه وأفهمه للطَّلبة ونحوهم "دَرَّسَ الرياضيّات/ الهندسةَ- {وَبِمَا كُنْتُمْ تُدَرِّسُونَ} [ق] ". 

تدريس [مفرد]: مصدر درَّسَ ° أَعْضاء هيئة التَّدريس/ هيئة التَّدريس: مجموعة المدرِّسين والأساتذة في مدرسة أو كلِّيّة أو معهد- سلك التَّدريس: مِهْنة التعليم.
• طُرُق التَّدريس: (نف) وسائل تربويّة يجب اتّباعُها في التَّدريس. 

دِراس [مفرد]: مصدر درَسَ3. 

دِراسة [مفرد]:
1 - مصدر درَسَ2/ درَسَ بـ/ درَسَ في ° دِراسة إعداديَّة/ دِراسة ثانويَّة/ دِراسة جامعيَّة: تلقِّي الدروسَ في مرحلةٍ من تلك المراحل- زميل الدِّراسة: زميل التلمذة.
2 - بَحْثٌ، تحقِيقٌ "قَدَّمَ/ نشر دِراسة" ° دراسة حالة: دراسة تفصيليَّة لفرد أو مجموعة كنموذج لظاهرة طبِّيّة أو اجتماعيَّة أو نفسيَّة- دراسة ذاتيَّة: نمط أو شكل للدراسة حيث يكون الشَّخص مسئولاً إلى حدٍّ كبير عن إرشاد ذاته- قيد الدِّراسة: ما زال محلّ مناقشة وتمحيص.
• دِراسة الجَدْوَى: (قص) نمط من الدِّراسات المنظَّمة يهدف إلى تقييم الموارد المتاحة لتحقيق غرض معيَّن مع التقييم المتلازم لقدرات وإمكانيَّات تدبير هذه الموارد.
• دِراسة ميدانيَّة: (مع) نموذج للبحث الاجتماعيّ يُطبّق عمليًّا في الواقع الميدانيّ لاكتشاف الحقائق المرتبطة بحالات عناصر العيِّنة الذين يتعامل معهم الأخصائيّ الاجتماعيّ.
• دِراسة تجريبيَّة: دِراسة للتأكُّد من صلاحية ظاهرة معيّنة واكتشاف نقاط الضعف والثغرات فيها وتعديلها إذا اقتضى الأمرُ ذلك.
• الدِّراسات الإنسانيَّة: دراسة الفلسفة والأدب والفنون المتعلِّقة بالإنسان وحضارته.
• الدِّراسات الاجتماعيَّة: مجموعة علوم تتضمّن علم الجغرافيا وعلم التَّاريخ وعلم السِّياسة وعلم الاجتماع، وتُدرَّس في المدارس كمقرر دراسيّ. 

دِراسيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى دِراسة ° حَلْقَة دراسيّة/ حَلَقَة دراسيّة: مجموعة صغيرة من طلاب الجامعة المتخصِّصين منصرفة إلى دراسة موضوع من الموضوعات- خُطَّة دراسيّة: ملخَّص أو موجز للنِّقاط الرئيسيَّة للنَّص أو المحاضرة أو المقرَّر التَّعليميّ- عامٌ دِراسِيٌّ/ سنة دراسيّة: فترة تمتدُّ من افتتاح المدارس أو الجامعات إلى العطلة الصيفيّة- مساق دراسيّ: أيّ من مساقات الدِّراسة التي تُحدَّد للطُّلاب وفقًا للمقدرة والإنجازات والاحتياجات. 

درَّاس [مفرد]: مَنْ يدرس القمح أو يدوسه. 

دَرَّاسَة [مفرد]: ج درَّاسات: اسم آلة من درَسَ3: آلة لفصل الحبوب عن السَّنابل أو عن القشّ "دَرَّاسةُ قمحٍ وشعيرٍ". 

دَرْس [مفرد]: ج أدراس (لغير المصدر) ودُروس (لغير المصدر):
1 - مصدر درَسَ1 ودرَسَ2/ درَسَ بـ/ درَسَ في ° قَيْد الدَّرس: تحت الدَّرس.
2 - مقدارٌ من العِلْم يُدْرَسُ، أو يُلْقيه المعلِّم على المتعلِّم في وقت معيّن "درسٌ في الرِّياضيّات/ النحو" ° لقّنه دَرْسًا/ أَعْطاه دَرْسًا: نصحَه بشدّة وبصورة مباشرة، أملى عليه ما يتّعظ به.
3 - عِبرة وعِظة "ليكُن ذلك دَرْسًا له- استخلص من الحوادِث درسًا له". 

دُروس [مفرد]: مصدر درَسَ1. 

دريس [مفرد]: (نت) يابسُ البرسيم والحشائش يُستخدم لغذاء الحيوانات. 

مُدَرِّس [مفرد]:
1 - اسم فاعل من درَّسَ.
2 - مُعَلِّمٌ يمارسُ مهنة التَّدريس في المدارِس "مُدَرِّس لغة عربيّة".
3 - لقَبٌ علميّ جامعيٌّ يُمْنَحُه عضو هيئة التَّدريس بعد حصوله على شهادة الدّكتوراه في بعض الجامعات، أو على شهادة الماجستير في البعض الآخر.
• مُدَرِّسٌ مساعِدٌ: لقَبٌ جامعِيٌّ يُمْنح لحامل الماجستير في بعض الجامعات. 

مَدْرسَة [مفرد]: ج مَدارِسُ:
1 - مكانُ الدَّرسِ والتعليم "مَدْرسة إعداديَّة/ ثانويَّة/ تجاريَّة" ° سِنّ المدرسة: السِّنّ التي تُعتبر مناسبة لإلحاق الطِّفل بالمدرسة- مَدْرسَة داخليَّة: مَدْرسَة للتَّعليم والإقامة- مَدْرسَة ليليَّة: مَدْرسَة مسائيَّة- مَدْرسَة مِهْنيَّة: مَدْرسَة لتعليم مهارة أو عمل.
2 - (دب) مذهب واتِّجاه، جماعَة من المفكّرين أو العلماء وغيرهم ذات اتِّجاه واحدٍ، وتقول برأيٍ مشترك "مدرسةُ البصرة/ الكوفة/ الدِّيوان- هو من مدرسة فلان: من تلاميذه وأتباعه".
3 - اسم مكان من درَسَ3: مكان تُدرس فيه الحبوبُ. 

مَدْرسيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى مَدْرسَة.
• الفلسفة المدرسيَّة: (سف) الفلسفة المبنيّة على فلسفة أرسطو الكلاميّة، وتتميّز بإخضاع الفلسفة للاّهوت، وإقامة صلة بين العقل والدِّين. 
[درس] دَرَسَ الرسم يدرس دُروساً، أي عفا. ودَرَسَتْهُ الريح، يتعدَّى ولا يتعدَّى. ودرست الكتاب دَرْساً ودِراسة. وَدَرَسَتِ المرأةُ دُروساً، أي حاضت. وأبو دراس : فرج المرأة. ودرسوا الحنطة دراسا، أي داسوها. قال ابن ميادة: هلا اشتريت حنطة بالرستاق * سمراء مما درس ابن مخراق * ويقال سمى إدريس عليه السلام لكثرة دراسته كتاب الله تعالى، واسمه أخنوخ. والدَرْسُ: جَرَبُ قليلٌ يبقى في البعير. قال العجاج * من عرق النَضْح عَصيمُ الدَرْسِ * والدَرْسُ أيضاً: الطريق الخفيّ. ودارسْتُ الكتب وتدارستها وادَّارَسْتُها، أي دَرَسْتُها. والدِرْسُ بالكسر: الدَريسُ، وهو الثوب الخَلَق. والجمع دِرْسانٌ. وقد دَرَسَ الثوبُ دَرْساً، أي أخلَقَ. وحكى الأصمعيُّ: بعيرٌ لم يُدْرَسْ، أي لم يُركب. والدِرْواسُ: الغليظ العُنُقِ من الناس والكلاب، وهو العظيم أيضاً. وقال الفراء: الدِرْواسُ العظام من الإبل.
درس
دَرَسَ الشيْءُ، والرَّسْمُ يَدْرُسُ دُرُوساً، بالضّمّ: عَفَا. ودَرَسَتْهُ الرِّيحُ دَرْساً: مَحَتْه، إِذا تَكَرَّرَتْ عَلَيْهِ فعَفَّتْه. لازِمٌ مُتَعَدٍّ. ودَرَسَهُ القَوْمُ: عَفَّوْا أَثَرَه. ومِن المَجَازٍِ: دَرَسَتِ المَرْأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً، الفَتْح، ودُرُوساً، بالضّمّ: حاضَتْ. وخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ حَيْضَ الجَارِيةِ. وَهِي دَارِسٌ، مِنْ نِسُوَةٍ دُرَّسٍ ودَوَارِسَ. ومِن المَجَازِ: دَرَسَ الكِتَاب َ يَدْرُسُه، بالضَّمّ، ويَدْرِسُه، بالكَسْر، دَرْساً، بالفَتْحِ، ودِرَاسَةً، بالكَسْرِ، ويُفْتَحُ، ودِرَاساً، ككِتَابٍ: قَرَأَه. وَفِي الأَساس: كَرَّرَ قِرَاءَتَه فِي اللِّسَان ودارَسَهُ، من ذلِكَ كأَنَّه عانَدَه حَتّى انْقَادَ لِحِفْظِهِ. وَقَالَ غيرُه: دَرَسَ الكِتابَ يَدْرُسُه دَرْساً: ذَلَّلهُ بكَثْرة القِرَاءَةِ حَتّى خَفَّ حِفْظُه عليهِ من ذلِك كأَدْرَسَه.
عَن ابنِ جِنِّى قَالَ: وَمن الشّاذّ قِرَاءَةُ أَبي حَيْوَةَ: وبِمَا كُنْتُمْ تَدْرِسُونَ أَي مِنْ حَدِّ ضَرَبَ. وَدَرَّسهُ تَدْرِيساً. قَالَ الصاغانِيُّ: شُدِّد للمُبَالَغة، وَمِنْه مُدَرِّسُ المَدْرَسَة. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: دَرَسَ الكِتَابَ ودَرَّسَ غَيْرَه: كَرَّرَه عَن حِفْظ.
ومِن المَجَازِ: دَرَسَ الجَارِيَةَ: جَامَعَهَا. وَفِي الأَسَاس: دَرَسَ المَرأَةَ: نَكَحَها. ومِن المَجَازِ: دَرَسَ الحِنْطَةَ يَدْرُسُهَا دَرْساً ودِرَاساً: داسَهَا. قَالَ ابنُ مَيَّادةَ:
(هَلاَّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بِالرُّسْتَاقْ ... سَمْرَاءَ مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْرَاقْ)
هَكَذَا أَنْشَدَهُ. قَالَ الصّاغَانِيُّ: وَلَيْسَ لابنِ مَيَّادَةَ على الْقَاف رَجَزٌّ. ودَرَسَ الطعامَ: داسَهُ، يَمَانِيَةٌ، وَقد دُرِسَ، إِذا دِيسَ، والدِّرَاسُ: الدِّرَياسُ، بلُغَة أَهلِ الشّامِ. ومِن المَجَازِ: دَرَسَ البَعِيرُ يَدْرُسُ دَرْساً: جَرِبَ جَرَباً شَدِيداً فقُطِرَ، قَالَ جَرِيرٌ:)
(رَكِبَتْ نَوارُ كُمُ بَعِيراً دَارِساً ... فِي السُّوقِ أَفْضَحَ راكِبٍ وبَعِيرِ)
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا كَانَ بالبَعير شَيْءٌ خَفِيفٌ مِن الجَرَبِِ قيل: بِه شيءٌ من الدَّرْسِ. والدًّرْسُ: الجَرَبُ، أَوَّلُ مَا يَظْهَرُ مِنْهُ. قَالَ العَجَّاج:
(يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرَارَ الوَرْسِ ... مِنْ عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمَ الدَّرْسِ)
مِنَ الأَذَى ومِنْ قِرافِ الوَقْسِ.
وَقيل: هُوَ الشَّيْءُ الخَفِيفُ مِن الجَرَبِ. وَقيل: مِنَ الجَرَبِ يَبْقَى فِي البَعِيرِ. ومِن المَجَازِ: دَرَسَ الثَّوْبَ يَدْرُسُه دَرْساً: أَخْلَقَه، فدَرَسَ هُوَ دَرْساً: خَلَقَ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، قَالَ أَبو الهَيْثَم: هُوَ مأْخُوذٌ مِن دَرَسَ الرَّسْمُ دُرُوساً، ودَرَسَتْه الرِّيحُ. وَمن المَجَازِ: أَبو دِرَاسٍ: فَرْجُ المرأَة، وَفِي العُبَاب: أَبُو أَدْراسٍ. قَالَ ابنُ فارِسٍ: أُخِذَ من الحَيْضِ. والمَدْرُوسُ: المَجْنُونُ. ويُقال: هُوَ مَنْ بِه شِبْهُ جُنُونٍ.
وَهُوَ مَجَازٌ. والدُّرْسُةُ، بالضَّمِّ: الرِّيَاضَةُ، قَالَ زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى:
(وَفِي الْحِلْم إِدْهانٌ وَفِي العَفْوِ دُرْسَةٌ ... وَفِي الصِّدْقِ مَنْجَاةٌ مِنَ الشَّرِّ فَاصْدُقِ)
والدَّرْسُ، بالفَتْح: الطَّرِيقُ الخَفِيُّ، كأَنّه دُرِسَ أَثَرُه حَتَّى خَفِيَ. والدِّرْسُ، بِالْكَسْرِ: ذَنَبُ البَعِيرِ، ويُفْتَحُ، كالدَّرِيسِ، كأَمِيرٍ. وَفِي التَّكْمِلَةِ: كالدَّارِسِ. والدِّرْسُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ كالدَّرِيسِ، والمَدْرُوسِ: ج: أَدْرَاسٌ ودِرْسانٌ، وَفِي قَصِيدِ، كَعْبٍ: مُطَرَّحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مَأْكُولُ وَقَالَ المُتَنَخِّلُ:
(قَدْ حَالَ بَيْنَ دَرِيسَيْةِ مُؤَوِّبَةٌ ... مِسْعٌ لَهَا بِعَضاهِ الأَرْضِ تَهْزِيزُ)
وقَتَل رجُلٌ فِي مَجلِسِ النُّعْمَانِ جَلِيسَه، فأَمَر بقَتْلِه، فقَالَ: أَيَقْتُلُ المَلِكُ جارَه ويُضَيَّعِ ذِمَارَه قَال: نعمْ، إِذا قَتَلَ جَلِيسَه، وخَضَبَ دَرِيسَه أَي بِسَاطَه. وإِدْرِيسُ النّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَيْسَ مُشْتَقّاً من الدِّرَاسَةِ، فِي كتابِ اللهِ عزَّ وجَلَّ كَمَا تَوَهَّمْه كَثِيرُونَ ونَقَلُوه لأَنَّهُ أَعْجَمِيٌّ، واسمُه خَنُوخُ، كصَبُور. وقِيلَ: بفَتح النُّونِ. وقِيلَ: بل الأُولَى مُهْمَلَةٌ. وَقَالَ أَبو زكَرِيّا: هِيَ عِبْرَانِيَّة، وَقَالَ غيرُه: سُرْيانِيّة. أَوْ أَخْنُوحُ، بحاءٍ مهمَلة، كَمَا فِي كُتُب النَّسَب، ونَقَلَه الصّاغَانِيُّ فِي العُبَابِ هَكَذَا، والأَكثرُ الأَوَّلُ. وُلِدَ قَبْلَ موتِ آدمَ عليهِ السَّلامُ بمائةِ سَنَةٍ، وَهُوَ الجَدُّ الرابِعُ والأَرْبُعُونَ لسيِّدنا رَسُولِ الله صلَّى الله عَلَيْه وسَلَّمَ، على مَا قَالَهُ ابنُ الجَوَّانِيّ فِي لمُقَدِّمة الفاضِلِيَّةِ. وقالَ ابنُ خَطِيبِ الدَّهْشَة: وَهُوَ اسمٌ أَعْجَمِيٌّ، لَا يَنْصَرِفُ، للعَلمِيَّة والعُجْمَة. وَقيل:) إِنَّمَا سُمِّيّ بِهِ لكَثْرَةِ دَرْسِه، ليكونَ عَرَبِيًّا. والأَوَّلُ أَصَحُّ. وَقَالَ ابنُ الجَوّانِيِّ: سُمِّيَ إِدْرِيسَ لِدَرْسِه الثَّلاثِينَ صَحِيفَةً الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ. هَذَا قَوْلُ أَهْلِ النَّسَب. وكونُه أَحَدَ أَجدادِه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم هُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ أَئمَّةُ النَّسَبِ، كشَيْخِ الشَّرَفِ العُبَيْدلِيّ وغيرِه. وصرَّح السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْض أَنَّه ليسَ بجَدٍّ لنُوحٍ، وَلَا هُوَ فِي عَمُود النَّسَب. قَالَ: كذلِكَ سَمِعْتُ شيخَنَا أَبا بَكْرِ ابنَ العَرَبِيّ يقولُ ويَسْتَشْهِدُ بحَدِيثِ الإِسراءِ. قَالَ لَهُ حِينَ لَقِيَه: مَرْحَباً بالأَخِ الصّالِح. قَالَ: والنَّفْسُ إِلى هَذَا القَوْلِ أَمْيَلُ. وأَبُو إِدْرِيسَ: كُنْيَةُ الذَّكَر. ومِنَ المَجَازِ: فِي الحَدِيث: حَتَّى أَتَى المِدْرَاسَ، وَهُوَ بالكسرِ: المَوْضِعُ الَّذِي يُدْرَسُ فِيهِ كِتَابُ اللهِ، وَمِنْه مِدْرَاسُ اليَهُودِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: ومِفْعَالٌ غَرِيبٌ فِي المَكَانِ. والدِّرْوَاسُ، بالكَسْر: عَلَمُ كَلْبٍ قَالَ الشّاعِرُ: أَعْدَدْتُ دِرْوَاساً لِدِرْباسِ الحُمُتْ قَالَ: هَذَا كلْبٌ قد ضَرِيَ فِي زِقَاقِ السَّمْنِ ليأْكلَهَا، فأَعَدَّ لَهُ كَلْباً يُقَال لَهُ: دِرْواسٌ. وأَنشد السِّيرافِيُّ:
(بِتْنَا وبَاتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يَضْرِبُنَا ... عِنْدَ النَّدُولِ قِرَانَا نَبْحُ دِرْوَاسِ)
والدِّرْوَاسُ: الكَبِيرُ الرَّأْسِ مِنَ الكِلاَبِ، كَذَا فِي التَّهْذِيب. والدِّرْوَاسُ: الجَمَلُ الذَّلُولُ الغَلِيظُ العُنُقِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: الدَّرَاوِسُ: العِظَامُ مِن الإِبل. وَاحِدُهَا: دِرْوَاسٌ. والدِّرْوَاسُ: الشُّجَاعُ الغَلِيظُ العُنُقِ. والدِّرْوَاسُ: الأَسَدُ الغَلِيظُ، وَهُوَ العَظِيمُ أَيضاً. وَقيل: هُوَ العَظِيمُ الرَّأْسِ، وَقيل: الشَّدِيدُ، عَن السِّرَافِيِّ، كالدِّرْياسِ، باليّاءِ التَّحْتِيَّة، وَهُوَ فِي الأَصلِ: دِرْوَاسٌ، قَلِبَت الواوُ يَاء. وَفِي التَّهْذِيبِ: الدِّرْيَاسُ، باليّاءِ: الكَلْبُ العَقُورُ. وَفِي بَعْض النُّسَخ: كالدِّرْبَاس، بالموحَّدَة. وبكُلِّ ذَلِك رَوِيَ قولُ رُؤْبَةَ السابِقُ فِي د ر ب س.
وَمن المَجاز: المُدَرِّسُ، كمُحَدِّثٍ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ الدَّرْسِ، أَي التِّلاَوَةِ بالكِتَابة والمُكَرِّر لَهُ، وَمِنْه مُدَرِّسُ المَدْرَسَةِ. ومِن المَجَازِ: المَدَرَّسُ، كمُعَظَّمٍ: المُجَرَّب، كَذَا فِي الأَساس، وَفِي التكملة: المُدَرَّب. ومِن المَجَازِ: المُدَارِسُ: الذِي قَارَفَ الذُّنُوبَ وتَلَطَّخ بِهَا، من الدَّرْسِ، وَهُوَ الجَرَبُ.
قَالَ لَبِيدٌ يذكُرُ القِيامَةَ:
(يَوْمَ لَا يُدْخِلُ المُدَارِسَ فِي الرَّحْ ... مَةِ إِلاَّ بَرَاءَةٌ واعْتِذَارُ)
وَهُوَ أَيضاً: المُقَارِئُ الَّذِي قَرَأَ الكُتُبِ. والمُدَارَسَةُ والدِّرَاسَةُ: القِرَاءَةُ، وَمِنْه قولُه تعالَى: وَلَيقُولُوا دَارَسْتَ فِي قِرَاءَة ابنِ كَثِيرٍ وأَبِي عَمْرٍ و، وفسَّرَه ابنُ عبّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما بقوله:) قَرَأْتَ على اليَهُودِ، وقَرَؤُوا عَلَيْكَ، وَبِه قَرَأَ مُجَاهِدٌ، وفَسَّره هَكَذَا. وقرأَ الحَسَن البَصْريُّ: دَارَسَتْ، بِفَتْح السِّين وسكونِ التاءِ، وَفِيه وَجْهَانِ، أَحدُهما: دَارَسَتِ اليَهُودُ محمَّداً صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم. وَالثَّانِي: دَارَسَتِ الآيَاتُ سَائِرَ الكُتُبِ، أَيْ مَا فِيهَا، وطَاوَلَتْهَا المُدَّةَ، حتَّى دَرَسَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا، أَي مُحِيَ وَذَهَبَ أَكْثَرُه. وقرأَ الأَعْمَشُ: دَارَسَ أَي دَارَسَ النبيُّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم اليَهُودَ. كَذَا فِي العُبَابِ. وقَرِئَ: دَرَسْتَ أَي قَرَأْتَ كُتُبَ أَهْلِ الكِتَابِ: وَقيل: دَارَسْتَ: ذاكَرْتَهُم.
وَقَالَ أَبو العَبّاس: دَرَسْتَ، أَي تَعَلَّمْتَ. وقَرِئَ: دَرُسُتْ ودَرَسَتْ، أَي هذِه أَخْبَارٌ قد عَفَتْ وانمَحَتْ. ودَرُسَتْ أَشَدَّ مُبَالَغةً. وَقَالَ أَبُو العَبّاسِ: أَي هَذَا الَّذِي تَتْلُوه علينا قد تَطَاوَلَ ومَرَّ بِنا.
وانْدَرَسَ الرَّسْمُ: انْطَمسَ. ومِمَّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: دِرْعٌ دَرِيسٌ، أَي خَلَقٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ الشاعِر:
(مَضَى ووَرِثْنَاهُ دَرِيسَ مَفَاضَةٍ ... وأَبْيَضَ هِنْدِيًّا طَوِيلاً حَمائِلُهْ)
وسَيْفٌ دَرِيسٌ، ومِغْفَرٌ دَرِيسٌ كَذَلِك. ودَرَسَ الناقَةَ يَدْرُسُها دَرْساً: ذَلَّلها ورَاضَهَا. والدِّرَاسُ: الدِّيَاسُ. والمِدْرَاسُ والْمِدْرَسُ، بالكَسْر: المَوضع يُدْرَس فِيهِ. والمِدْرَسُ أَيضاً: الكِتَابُ.
والمِدْراسُ: صاحِبُ دِرَاسَةِ كُتُبِ اليهودِ. ومِفْعَلٌ ومِفْعَالٌ من أَبنية المبالَغَة. ودارَسْتُ الكُتُبَ، وتَدَارَسْتُهَا، وادَّارَسْتُهَا، أَي دَرَسْتُها. وتَدَارَسَ القرْآنَ: قرأَه وتَعَهَّدَهُ لِئلاَّ يَنْسَاهُ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وأَصْل المُدَارَسَةِ: الرِّياضةُ والتعهُّدُ للشّيْءِ. وجَمْعُ المَدْرَسَةِ المَدَارِسُ. وفِرَاشٌ مَدْرُوسٌ: مُوَطَّأٌ مُمَهَّدٌ. والدَّرْسُ: الأَكلُ الشَّدِيدُ. وبَعِيرٌ لم يُدْرَسْ: لم يُرْكَبْ. وتَدَرَّسْتُ أَدْرَاساً، وتَسَمَّلْتُ أَسْمَالاً.
ولَبِسَ دَرِيساً وبَسَطَ دَرِيساً: ثَوْباً وبِسَاطاً خَلَقاً. وطَرِيقٌ مَدْرُوسٌ: كَثُرَ طارِقوه حتَّى ذَلَّلوه.
ومَدْرَسَةُ النَّعَمِ: طَرِيقُهَا. وكلُّ ذلِك مَجَازٌ. وأَبو مَيْمُونَةَ دَرَّاسُ بنُ إِسْمَاعِيلَ، كشَدَّادٍ، المَدْفُون بفاسَ، لَهُ رِوَايةٌ. والإِدْرِيسِيُّون: بَطْنٌ كبِيرٌ من العَلَوِيّة بالمَغْرِب، مِنْهُم ملوكُهَا وأُمَرَاؤُهَا ومُحَدِّثوهَا. وشَبْرَى دَارِس: من قُرَى مِصْرَ، وَهِي مَنْيَةُ القَزَّازِينَ.

صلي

صلي: {اصلوها}: ذوقوا حرها. {تصطلون}: تسخنون. {نصليهم نارا}: نشويهم بها.
(صلي) النَّار وَبهَا صلى وصليا احْتَرَقَ فِيهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَا يصلاها إِلَّا الأشقى} وَالْأَمر وَبِه عانى شدته وتعبه وَيُقَال صلي بفلان وَصلي بشر فلَان فَهُوَ صال وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِلَّا من هُوَ صال الْجَحِيم}

صلي


صَلِيَ(n. ac. صَِلًى
[صَلَي])
a. [acc.
or
Bi], Bore the heat of; warmed himself at (
fire )
b.(n. ac. صَلَي
صُلِيّ )
a. [acc.
or
Bi], Was burned by ( the fire ).

صَلَّيَ
a. [acc. & Bi
or
'Ala], Warmed, heated burned in, over ( the
fire ).
أَصْلَيَa. see IIb. Put, threw into ( the fire ).
تَصَلَّيَ
a. [acc. & Bi], Straightened, made pliable in ( the
fire ).
b. see VIII
إِصْتَلَيَ
(ط)
a. [Bi], Warmed himself by ( the fire ).

صَلٍa. Roasted, roast.

صِلًىa. see 23
مِصْلَاة [] (pl.
مَصَاْلِيُ)
a. Snare, trap; net.

صَلَايَة []
صَلَآءَة [] (pl.
صُِلِيّ)
a. Forehead.
b. Stone with which perfumes pounded.

صِلَآء []
a. Fire; heat; fuel.

مَصْلِيّ
a. Roast, broiled.
ص ل ي

خرجوا إلى المصلى. واجتمعت اليهود لعنت في صلاتهم وصلواتهم. وهي كنائسهم " وبيع وصلوات " وأحدقوا بالصلاء والصلى: بالنار. وأحسن من الصلاء في الشتاء. وصليت النقاة: قومتها بالنار. وصلي النار وصلي بها " يصلى النار الكبرى " وتصلاها وتصلى بها. وأصلاه وصلاه. وشاة مصلية: مشوية. وقد صليتها. وأطيب مضغة صيحانية مصلية مشمسة. ونظرت إلى مصطلاه وهو وجهه وأطرافه. قال أبو زبيد:

بادياً ناجذاه قد برد المو ... ت على مصطلاه أيّ برود

وفي الحديث: " إن للشيطان فخوخاً ومصالي " وهي الشرك. ونصب الصائد مصلاته. وصلى للصيد يصلي صلباً. وضرب الفرس صلويه: بذنبه ما عن يمينه وشماله، وكلّ أنثى إذا ولدت: انفرج صلواها. ومنه: مصلّى السابق. وسحق الطيب على الصلاية والصلاءة.

ومن المجاز: سبق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصى أبو بكر رضي الله تعالى عنه. وجئت في أكسائهم وأصلائهم. وصليت بفلان وبأمر كذا: منيت به. وصليت لفلان إذا سويت عليه منصوبة لتوقعه.
الصاد واللام والياء ص ل ي

صَلَى اللَّحمَ صَلْياً شَوَاهُ والصِّلاءُ الشِّواءُ صلَى اللَّحْمَ في النارِ وأصْلاَه أَلْقاهُ للاحْتِراقِ قال

(أَلاَ يا اسْلَمِي يا هِنْدُ هِندَ بَنِي بَدْر ... تَحِيَّةَ مَنْ صَلَّى فُؤادَكِ بالجَمْرِ)

أراد أنه قَتَلَ قَوْمَها فأَحْرَقَ فُؤادَها بالحُزْنِ عليهم وصَلَى بالنارِ وصَلِيَهَا صُلِيّا وصِلِيّا وصِلاءً وصَلاءً وتصلاها قاسَى حَرَّها وكذلك الأمرُ الشديدُ قال أبو زُبَيْدٍ

(فقد تَصَلَّيتُ حَرَّ حَرْبِهِم ... كما تَصَلَّى المَقْرورُ من قَرَسِ)

وأَصْلاهُ النارَ أدْخَلَهُ إياها وأَثْواهُ فيها وصَلاَهُ النارَ وفي النَّارِ وعلَى النارِ صَلْياً وصُلِيّا وصِلِيَا وصُلِّيَ فلانٌ النارَ تَصْلِية والصِّلاءُ والصَّلا اسمٌ للوَقُودِ وقيلَ هما النارُ وصَلَّى يَدَه بالنارِ سَخَّنَهَا قال

(أَتَانَا فَلَمْ نَفْرَحْ بِطَلْعةِ وَجْهِهِ ... طُرُوقاً وصلَّى كَفَّ أشْعَثَ سَاغِبِ)

واصْطَلَى بها اسْتَدْفأَ وفي التنزيل {لعلكم تصطلون} النمل 7 قال الزجاجُ جاء في التَّفسيرِ أنهم كانوا في شِتاءٍ فلذلك احتاجَ إلى الاصْطِلاءِ وصلَّى العَصَا على النارِ وتَصَلاها لَوَّحَها وقِدْحٌ مُصَلّى مَضْبُوحٌ قال

(فلا تَعْجَلْ بأَمْرِكَ واسْتَدِمْهُ ... فَمَا صَلَّى عَصَاهُ كَمُسْتَدِيمِ)

والمِصْلاةُ شَرَكٌ يُنْصَبُ للصَّيْدِ وفي حديث أهلِ الشامِ إن للشَّيطانِ مَصَالِيَ وفُخُوخاً يَعْنِي ما يَصِيدُ به الناسُ وصَلَيْتُه وصَلَّيتُ له مَحَلْتُ به وأَوْقَعْتُه في هَلَكَةٍ من ذلك والصَّلايةُ والصَّلاءةُ مُدُقُّ الطِّيبِ قال سيبويه هُمِزتْ ولَمْ يَكُ حرفُ العِلّةِ فيها طَرَفاً لأنهم جاءوا بالواحدِ على قَوْلِهم في الجَمْعِ صَلاءٌ كما قالوا مَسْنِيَّةٌ ومَرْضِيَّةٌ حينَ جاءتْ على مَسْنِيّ ومَرْضِيّ وأما من قال صَلاَيةً فإنه لم يَجِئْ بالواحدِ على الصَّلاءِ وصلَّيتُ الظَّهْرَ ضَرَبْتُ صَلاَه أَوْ أصَبْتُهُ نادِرٌ وإنَّما حُكْمُه صَلَوْتُه كما تقُولُ هُذَيْلٌ
ص ل ي: صَلِيَ بِالنَّارِ وَصَلِيَهَا صَلًى مِنْ بَابِ تَعِبَ وَجَدَ حَرَّهَا وَالصِّلَاءُ وِزَانُ كِتَابٍ حَرُّ النَّارِ

وَصَلَّيْتُ اللَّحْمَ أَصْلِيهِ مِنْ بَابِ رَمَى شَوَيْتُهُ.

وَالصَّلَا وِزَانُ الْعَصَا مَغْرِزُ الذَّنَبِ مِنْ الْفَرَسِ وَالتَّثْنِيَةُ صَلَوَانِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْفَرَسِ الَّذِي بَعْدَ السَّابِقِ فِي الْحَلْبَةِ الْمُصَلِّي لِأَنَّ رَأْسَهُ عِنْدَ صَلَا السَّابِقِ.

وَالْمُصَلَّى بِصِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ مَوْضِعُ الصَّلَاةِ أَوْ الدُّعَاءِ وَالصَّلَاةُ قِيلَ أَصْلُهَا فِي اللُّغَةِ الدُّعَاءُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 103] أَيْ اُدْعُ لَهُمْ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] أَيْ دُعَاءً ثُمَّ سُمِّيَ بِهَا هَذِهِ الْأَفْعَالُ الْمَشْهُورَةُ لِاشْتِمَالِهَا عَلَى الدُّعَاءِ وَهَلْ سَبِيلُهُ النَّقْلُ حَتَّى تَكُونَ الصَّلَاةُ حَقِيقَةً شَرْعِيَّةً فِي هَذِهِ الْأَفْعَالِ مَجَازًا لُغَوِيًّا فِي الدُّعَاءِ لِأَنَّ النَّقْلُ فِي اللُّغَاتِ كَالنَّسْخِ فِي الْأَحْكَامِ أَوْ يُقَالُ اسْتِعْمَالُ اللَّفْظِ فِي الْمَنْقُولِ إلَيْهِ مَجَازٌ رَاجِحٌ وَفِي الْمَنْقُولِ عَنْهُ حَقِيقَةٌ مَرْجُوحَةٌ فِيهِ خِلَافٌ بَيْنَ أَهْلِ الْأُصُولِ وَقِيلَ الصَّلَاةُ فِي اللُّغَةِ مُشْتَرَكَةٌ بَيْنَ الدُّعَاءِ وَالتَّعْظِيمِ وَالرَّحْمَةِ وَالْبَرَكَةِ وَمِنْهُ «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى» أَيْ بَارِكْ عَلَيْهِمْ أَوْ ارْحَمْهُمْ وَعَلَى هَذَا فَلَا يَكُونُ قَوْلُهُ {يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56] مُشْتَرَكًا بَيْنَ مَعْنَيَيْنِ بَلْ مُفْرَدٌ فِي مَعْنًى وَاحِدٍ وَهُوَ التَّعْظِيمُ وَالصَّلَاةُ تُجْمَعُ عَلَى صَلَوَاتٍ وَالصَّلَاةُ أَيْضًا بَيْتٌ يُصَلِّي فِيهِ الْيَهُودُ وَهُوَ كَنِيسَتُــهُمْ وَالْجَمْعُ صَلَوَاتٌ أَيْضًا قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَيُقَالُ إنَّ الصَّلَاةَ مِنْ صَلَّيْتُ الْعُودَ بِالنَّارِ إذَا لَيَّنْتَهُ لِأَنَّ الْمُصَلِّيَ يَلِينُ بِالْخُشُوعِ وَالصَّلَاةُ فِي قَوْلِ الْمُنَادِي الصَّلَاةَ جَامِعَةً مَنْصُوبَةٌ عَلَى الْإِغْرَاءِ أَيْ الْزَمُوا الصَّلَاةَ. 
صلي
: (ى (} صَلَى اللَّحْمَ) وغيرَهُ بالنارِ ( {يَصْلِيه} صَلْياً) : إِذا (شَواهُ) ، فَهُوَ {مَصْلِيٌّ كَمرميَ؛ وَمِنْه الحديثُ: (أُتِيَ بشاةٍ} مَصْلِيَّةٍ، أَي مَشْوِيَّةٍ) .
وَفِي الأساسِ: أَطْيَبُ مُضْغةٍ صَيْحانِيَّةٌ مَصْلِيَّةٌ، أَي مُشَمَّسَةٌ.
(أَو) {صَلاهُ: (أَلْقاهُ فِي النَّارِ للإحْراقِ،} كأصْلاهُ {وصَلاَّهُ) } تَصْلِيةً؛ وقُرِىءَ: { {وَيُصَلَّى سَعِيراً} : بالتَّشْديدِ؛ وَقَالَ الشاعرُ:
أَلاَ يَا اسْلَمِي يَا هِنْدُ هِنْدَ بَني بَدْر
تَحِيَّةَ مَنْ} صَلَّى فُؤَادَكِ بالجَمْرِأَرادَ: أنَّه قَتَل فأَحْرَقَ فُؤَادَها بالحُزْنِ عَلَيْهِم.
وقراءَةُ التَّشْديدِ هَذِه نُسِبَتْ إِلَى عليِّ، رضِيَ اللهُ عَنهُ؛ وَكَانَ الكِسائي يَقْرأُ بهَا، وليسَ مِن الشَّيء بل هُوَ مِن إلْقائِكَ اللّحْم فِي النارِ.
وشاهِدُ {صَلَّى، مُشَدَّداً، قوْلُه تَعَالَى: {} وتصلية جحيم} .
(و) {صَلَى (يَدَهُ بالنَّارِ) } صَلْياً: (سخَّنَها) ؛ هَكَذَا مُقْتَضى سِياقِه والصَّوابُ {صَلَّى بالتَّشْديدِ، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم ودَلِيلُه مَا أَنْشَدَ من قوْلِ الشاعِرِ:
أَتانا فَلَمْ يَقْدَحُ بطَلْعَةِ وجْهِهِ
طُروقاً} وصَلَّى كَفَّ أَشْعَثَ سَاغِبِ (و) مِن المجازِ: {صلى (فلَانا) صَلْياً: (دارَاهُ أَو خاتَلَهُ؛ و) قيلَ: (خَدَعَهُ) .
وَفِي الصِّحاح:} صَلَيْت لفلانٍ مِثَالُ رَمَيْت.
وَفِي التَّهْذيب مِثْل مَا للمصنِّف: {صَليْتُ فلَانا، ثمَّ اتَّفَقَا فَقَالَا: إِذا عَمِلْتَ لَهُ فِي أَمْرٍ تُرِيدُ أَن تَمْحَلَ بِهِ فِيهِ وتُوقِعَه فِي هَلَكةٍ؛ وَمِنْه} المَصَالِي للأَشْرَاكِ.
وَفِي التَّهْذيب: والأصْلُ فِيهِ {المَصَالِي، وجَمَعَ بَيْنهما ابنُ سِيدَه فقالَ:} وصَلَيْتُه وَله: مَحَلْتُ بِهِ وأَوقَعْتُه فِي هَلَكَةٍ،
وليسَ فِي كلَ مِن الأصُولِ الثَّلاثَةِ مَا ذَكَرَه المصنِّفُ مِن المُدارَاةِ والمُخاتَلَةِ، وكأنَّه أَخَذَ ذلكَ من لَفْظِ المَحْل.
وَفِي الأساسِ: ومِن المجازِ: {صَلَيْتُ بفلانٍ إِذا سَوَّيتَ عَلَيْهِ مَنْصوبةً لتُوقِعَهُ.
(} وصَلِيَ) فلانٌ (النَّارَ، كَرضِيَ، و) صَلِيَ (بهَا) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهريُّ؛ ( {صُلِيّاً} وصِلِيّاً) ، بالضمِّ والكسْر مَعَ تَشْديدِ الياءِ فيهمَا، ( {وصَلاءً) ، هَكَذَا بالمدِّ فِي النسخِ والصَّوابُ صَلى بالقَصْرِ كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم والمِصْباح، (ويُكْسَرُ) عَن ابنِ سِيدَه أَيْضاً: (قاسَى حَرَّها) وشِدَّتَها؛ (} كتَصَلاَّها) ؛ وأنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
فَقَدْ {تَصَلَّيْت حَرَّ حَرْبِهِم
كَمَا} تَصَلَّى المَقْرورُ مِنْ قَرَسِوفَرَّقَ الجوهريُّ بينَ {صلي النَّارَ وبَيْنَ صَلِيَ بهَا، فقالَ: صلى النَّارَ} يَصْلَى {صُلِيّاً احْتَرَقَ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {هم أَوْلَى بهَا} صُلِيّاً} ؛ وقولُ العجَّاج:
تَاللَّهِ لَولا النارُ أنْ {نَصْلاها قالَ: ويقالُ أَيْضاً} صَلِيَ بالأَمْرِ إِذا قاسَى حَرَّهُ وشِدَّتَه؛ وَمِنْه قولُ أَبي الغولِ الطُّهَوِيّ:
وَلَا تَبْلَى بَسالَتُهُمْ وإنْ هُمْ
{صَلُوا بالحَرْبِ حِيناً بَعْدَ حِينِوفي المِصْباح:} صَلِيَ بالنَّارِ {وصَلِيها،} صَلِى من بابِ تَعِبَ: وَجَدَ حَرَّها. وَقَالَ الرَّاغبُ: صَلِيَ بالنَّارِ وبكذا: أَي بُلِيَ بِهِ، وَمِنْه: { {تَصْلى نَارا حامِيَةً} ؛ {} وسيصلون سَعِيراً} ؛ { {اصْلوْها الْيَوْم} ؛ {لَا} يصلاها إلاَّ الأشْقى} .
( {وأَصْلاهُ النَّارَ} وصَلاهُ إيَّاها و) {صَلاهُ (فِيهَا و) } صَلاهُ (عَلَيْهَا) {صَلْياً} وصُلِيّاً: (أَدْخَلَهُ إيَّاها وأَثْواهُ فِيهَا) ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {فسَوفَ نُصْلِيهِ نَارا} ؛ { {وسَيْصلَوْن سَعِيراً؛ وقُرِىءَ هَذِه بالتَّشَديدِ أَيْضاً؛ وَإِذا عُدِّي بفي أَو على فإنَّما هُوَ بمعْنَى شَواهُ وأَحْرَقَه.
(} والصِّلاءُ، ككِساءٍ: الشِّواءُ) لأنَّه {يُصْلَى بالنَّارِ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) } الصَّلاءُ: (الوَقُودُ) على فعولٍ، وَهُوَ مَا تُوقَدُ بِهِ النَّارُ. (أَو النارُ) ، يقالُ: هُوَ أَحْسَنُ مِن {الصِّلاءِ فِي الشِّتاء؛ (} كالصَّلَى) بالقَصْرِ (فيهمَا) أَي فِي الوَقُودِ والنارِ.
وقالَ الْأَزْهَرِي: إِذا كَسَرْت مَدَدْتَ، وَإِذا فَتَحْتَ قَصَرْتَ؛ ومثْلُه فِي الصِّحاحِ.
( {واصْطَلَى) بالنَّارِ: (اسْتَدْفَأَ) بهَا؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: لعلَّكُم} تَصطْلُونَ} ، أَي أنَّهم كَانُوا فِي شِتاءٍ فَلِذَا احْتاجُوا إِلَى {الاصْطِلاءِ.
(} وصَلَّى عَصاهُ على النَّارِ {تَصْلِيَةً} وتَصَلاَّها: لَوَّحَ) .
وَفِي الصِّحاح: لَيَّنَها وقَوَّمَها؛ قالَ قيْسُ بنُ زهَيْرٍ:
فَلَا تَعْجَلْ بأَمْركَ واسْتَدِمْهُ
فَمَا {صَلَّى عَصاكَ كَمُسْتَدِيم ِوفي الأساس:} صَلَّيْتُ القَناةَ: قَوَّمْتها بالنارِ.
(وأرْضٌ {مَصْلاةٌ: كثيرَةُ} الصِّلِّيانِ لنَبْتٍ ذُكِرَ فِي) حَرْفِ (الَّلامِ) لاخْتِلافِهم فِي وَزْنِه فِعِّلان أَو فِعْلِيان، وَهَذَا النَّبْتُ يُسَمَّى خُبْزَة الإِبِلِ، وَقد تقدَّمَ.
( {والصَّلايَةُ، ويُهْمَزُ) ؛ قَالَ سِيْبَوَيْه: وإنَّما هُمِزَتْ وَلم يكُنْ حَرْف العِلَّةِ فِيهَا طَرَفاً لأنَّهم جاؤُوا بالواحِدِ على قوْلِهم فِي الجميعِ} صَلاءٌ، وأَمَّا مَنْ قالَ {صَلايَة فإنَّه لم يَجِىءْ بالواحِدِ على} الصَّلاءِ؛ (الجَبْهَةُ) ، على التَّشْبيهِ.
(و) أَيْضاً: (اسْمٌ) ، فبالياءِ جماعَةٌ، وبالهَمْزِ: {صَلاءَةُ بنُ عمْروٍ النُّمَيْرِيُّ أَحَدُ القَلْعَيْنِ؛ ذَكَرَه الجوهريُّ.
(و) } الصَّلاءَةُ، بالوَجْهَيْنِ: (مُدُقُّ الطِيبِ) ؛
وَفِي الصِّحاحِ: الفِهْرُ؛ وأَنْشَدَ لأُميَّة يصِفُ السَّماءَ:
سَراةُ {صَلايةٍ خَلْقاء صِيغَتْ
تُزِلُّ الشمسَ ليسَ لَهَا رِئابُقالَ: وإنَّما قالَ امْرؤُ القَيْس:
مَداكُ عروسٍ أَو} صَلايةُ حَنْظلِ فأَضَافَها إِلَيْهِ لأنَّه يُفَلِّق بهَا إِذا يَبِسَ؛ (ج {صُلِيٌّ} وَصِلِيٌّ) ، بالضمِّ والكَسْر مَعَ تَشْديدِ الياءِ فيهمَا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{المِصْلاةُ، بالكَسْر: شَرَكٌ يُنْصَبُ للصَّيْد؛ وَفِي التَّهْذيب: للطَّيْر؛ والجَمْعُ} المَصَالي.
{والصَّلايَةُ: شريجةٌ خَشِنَةٌ غَلِيظَةٌ من القُفِّ؛ نقلَهُ الأزْهريُّ عَن ابنِ شُمَيْل.
} وصَلِيَ الرَّجُلُ، كرَضِيَ: لَزِمَ، {كاصْطَلَى.
قَالَ الزجَّاجُ: وَهَذَا هُوَ الأَصْلُ فِي} الصَّلاةِ؛ وَمِنْه: مَنْ {يُصْلَى فِي النَّارِ، أَي يُلْزَمُ، سُمِّيَت بهَا لأنَّها لُزومُ مَا فَرضَ اللَّهُ تَعَالَى بهَا.
} وَصلى ظَهْرَه بالنارِ: أَدْفَأَهُ.
وفلانٌ لَا {يُصْطَلَى: إِذا كانَ شُجاعاً لَا يُطاقُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
ونَظَرْتُ إِلَى} مُصْطلاهُ: أَي وَجْهِه وأَطْرافِه؛ نقلَهُ الزَّمَخْشرِيُّ.
صلي
صلَى/ صلَى لـ يَصلِي، اصْلِ، صَلْيًا، فهو صالٍ، والمفعول مَصْليّ
• صلَى الشَّيءَ: ألقاه في النَّار "صلَى الطَّاهي اللَّحمَ: شواه".
• صلَى فلانًا/ صلَى لفلان: كاد له ليوقعه في شرٍّ وهلكة.
• صلاه العذابَ: أذاقه مُرَّه "صلاه الذُّلّ/ الهوانَ- صلى فلانًا النَّارَ: ألقاه فيها، أذاقه عذابَها". 

صلِيَ/ صلِيَ بـ يَصلَى، اصْلَ، صَلًى وصِلِيًّا، فهو صالٍ، والمفعول مَصْليّ
• صلِي النَّارَ/ صلِي بالنَّار: احترق فيها وقاسى حَرَّها " {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} - {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا} - {اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} ".
• صلِي الأمرَ/ صلِي بالأمر: عانَى شدَّتَه وتعبَه "صلِي بشرِّ فلان- صلِيَ العذابَ". 

أصلى يُصلي، أَصْلِ، إصلاءً، فهو مُصْلٍ، والمفعول مُصْلًى
• أصلاه النَّارَ/ أصلاه بالنَّار/ أصلاه على النَّار/ أصلاه في النَّار: أدخله فيها، أحرقه بها "العصابة أصْلَتِ المكان بوابل من النِّيران- {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا} ". 

اصطلى/ اصطلى بـ يصطلي، اصْطَلِ، اصطلاءً، فهو مُصْطلٍ، والمفعول مُصطَلًى
• اصطلى النَّارَ/ اصطلى بالنَّار: استدفأ بها من البرد " {أَوْ ءَاتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} " ° فلانٌ لا يُصطلَى بناره: هو بطلٌ لا يُغْلب، شجاع لا يُطاق.
• اصطلى بالأمرِ: عانى شدّتَه "اصطلى الشَّعبُ بنار الحرب وويلاتها". 

تصلَّى/ تصلَّى بـ يتصلَّى، تصَلَّ، تصلّيًا، فهو مُتصلٍّ، والمفعول مُتصلًّى
• تصلَّى الرَّجلُ النَّارَ/ تصلَّى الرَّجلُ بالنَّارِ: اصطلى بها؛ استدفأ أو قاسَى حرَّها. 

صلَّى يُصلِّي، صَلِّ، تصليةً، فهو مُصلٍّ، والمفعول مُصلًّى
• صلاَّه النَّارَ/ صلاَّه بالنَّارِ/ صلاَّه على النَّارِ/ صلاَّه في النَّار: أصلاه، أدخله فيها "صلّى العصا على النَّار: لوّحها وليَّنها وقوّمها بها- {فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ. وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} - {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} ". 

إصلاء [مفرد]: مصدر أصلى. 

أَصَلِيَّات [جمع]: (حن) فصيلة من الحيَّات غير السَّامّة لها عضلات قويَّة تسحق بها ضحاياها. 

اصطلاء [مفرد]: مصدر اصطلى/ اصطلى بـ. 

تصلية [مفرد]: مصدر صلَّى. 

صَلايَة [مفرد]: ج صُليّ وصِليّ: مِدَقّ الطِّيب والتَّوابل. 

صَلًى [مفرد]: مصدر صلِيَ/ صلِيَ بـ.
• الصَّلَى:
1 - النَّار.
2 - الوقود. 

صَلْي [مفرد]: مصدر صلَى/ صلَى لـ. 

صِلِيّ [مفرد]: مصدر صلِيَ/ صلِيَ بـ. 

النصارى

النصارى
جمع نَصْران، مثل نَدامَى جمع نَدْمان . وهذا الاسم كان لهم في الأول. وقدماؤهم لم ينكروه. ولكن المتأخرين منهم ظنّوه شتماً، وأنكروا هذا الاسم عناداً بأوائلهم.
وبيان ذلك أن أتباع المسيح صاروا فرقتين: فرقة اتبعوا الخليفة بالحق شمعون ، وتسمّوا باسم النصارى. وكلهم آمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم -. وهم الذين مدحهم القرآن حيث قال تعالى:
{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى}
فصرّح بأن المراد هم الذين تسمّوا بهذا الاسم.
وفرقة اتبعوا بولوس المبتدع ، وهم الباقون الآن. وهؤلاء قد زعموا أنّ "النصارى" كلمة التحقير، لأنها نسبة إلى "ناصرة" وهي قرية حقيرة عندهم كما جاء في يوحنا (1: 45 - 46): "فِيلُبُّس وجد نَثَنائيل، وقال له: وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء: يسوع بن يوسف الذي من الناصرة. فقال له نثنائيل: أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح! ".
وهذا من تكبّر هذه الفرقة. فإن "الناصرة" إن كان مولد عيسى عليه السلام فأيّ حَقارة في النسبة إليها؟ وقد زعموا أن "الناصرة" كانت مولده، كما جاء في أناجيلهم . بل إنه يُدعى "ناصريّاً"، كما جاء في متّى (23:2) :
"وأتى وسكن في مدينة يقال لها: ناصرة، لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيُدعى ناصريّاً".
وزعم الطاعنون أن القرآن لم يعرف هذه التسمية، وجعلها من النصرة، لما جاء فيه:
{كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} .
وهذا الطعن منشؤُه الجهلُ بمعنى الآية. فإنّها إنما ذكرت أمراً حقاً، ولم تذكر وجه التسمية. نعم فيها إشارة إلى أن المسمّين بالنصارى يجب عليهم نصرُ الحق، لما في اسمهم تذكار لذلك. وأمثال هذه الإشارات توجد في كلام الأنبياء. قال عيسى عليه السلام لشمعون -وكان يدعى "صفا"- (متى 18:16):
"وأنا أقول لك أيضاً: أنت صفا. وعلى هذا الصفا أبني كنيستــي" .

دِمَشْقُ الشّام

دِمَشْقُ الشّام:
بكسر أوله، وفتح ثانيه، هكذا رواه الجمهور، والكسر لغة فيه، وشين معجمة، وآخره قاف: البلدة المشهورة قصبة الشام، وهي جنة الأرض بلا خلاف لحسن عمارة ونضارة بقعة وكثرة فاكهة ونزاهة رقعة وكثرة مياه ووجود مآرب، قيل: سميت بذلك لأنهم دمشقوا في بنائها أي أسرعوا، وناقة دمشق، بفتح الدال وسكون الميم: سريعة، وناقة دمشقة اللحم: خفيفة، قال الزّفيان:
وصاحبي ذات هباب دمشق
قال صاحب الزيج: دمشق طولها ستون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة ونصف، وهي في الإقليم الثالث، وقال أهل السير: سمّيت دمشق بدماشق بن قاني بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السلام، فهذا قول ابن الكلبي، وقال في موضع آخر: ولد يقطان بن عامر سالف وهم السلف وهو الذي بنى قصبة دمشق، وقيل: أول من بناها بيوراسف، وقيل: بنيت دمشق على رأس ثلاثة آلاف ومائة وخمس وأربعين سنة من جملة الدهر الذي يقولون إنه سبعة آلاف سنة، وولد إبراهيم الخليل، عليه السلام، بعد بنائها بخمس سنين، وقيل:
إن الذي بنى دمشق جيرون بن سعد بن عاد بن إرم ابن سام بن نوح، عليه السلام، وسماها إرم ذات العماد، وقيل: إن هودا، عليه السلام، نزل دمشق وأسس الحائط الذي في قبلي جامعها، وقيل: إن العازر غلام إبراهيم، عليه السلام، بنى دمشق وكان حبشيّا وهبه له نمرود بن كنعان حين خرج إبراهيم من النار، وكان يسمّى الغلام دمشق فسماها باسمه،
وكان إبراهيم، عليه السلام، قد جعله على كلّ شيء له، وسكنها الروم بعد ذلك، وقال غير هؤلاء:
سميت بدماشق بن نمرود بن كنعان وهو الذي بناها، وكان معه إبراهيم، كان دفعه إليه نمرود بعد أن نجّى الله تعالى إبراهيم من النار، وقال آخرون: سميت بدمشق بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، وهو أخو فلسطين وأيلياء وحمص والأردنّ، وبنى كلّ واحد موضعا فسمي به، وقال أهل الثقة من أهل السير: إن آدم، عليه السلام، تكان ينزل في موضع يعرف الآن ببيت انات وحوّاء في بيت لهيا وهابيل في مقرى، وكان صاحب غنم، وقابيل في قنينة، وكان صاحب زرع، وهذه المواضع حول دمشق، وكان في الموضع الذي يعرف الآن بباب الساعات عند الجامع صخرة عظيمة يوضع عليها القربان فما يقبل منه تنزل نار تحرقه وما لا يقبل بقي على حاله، فكان هابيل قد جاء بكبش سمين من غنمه فوضعه على الصخرة فنزلت النار فأحرقته، وجاء قابيل بحنطة من غلّته فوضعها على الصخرة فبقيت على حالها، فحسد قابيل أخاه وتبعه إلى الجبل المعروف بقاسيون المشرف على بقعة دمشق وأراد قتله، فلم يدر كيف يصنع فأتاه إبليس فأخذ حجرا وجعل يضرب به رأسه فلما رآه أخذ حجرا فضرب به رأس أخيه فقتله على جبل قاسيون، وأنا رأيت هناك حجرا عليه شيء كالدم يزعم أهل الشام أنه الحجر الذي قتله به، وأن ذلك الاحمرار الذي عليه أثر دم هابيل، وبين يديه مغارة تزار حسنة يقال لها مغارة الدم، لذلك رأيتها في لحف الجبل الذي يعرف بجبل قاسيون.
وقد روى بعض الأوائل أن مكان دمشق كان دارا لنوح، عليه السلام، ومنشأ خشب السفينة من جبل لبنان وأنّ ركوبه في السفينة كان من عين الجرّ من ناحية البقاع، وقد روي عن كعب الأحبار:
أن أوّل حائط وضع في الأرض بعد الطوفان حائط دمشق وحرّان، وفي الأخبار القديمة عن شيوخ دمشق الأوائل: أن دار شدّاد بن عاد بدمشق في سوق التين يفتح بابها شأما إلى الطريق وأنه كان يزرع له الريحان والورد وغير ذلك فوق الأعمدة بين القنطرتين قنطرة دار بطّيخ وقنطرة سوق التين، وكانت يومئذ سقيفة فوق العمد، وقال أحمد بن الطيب السرخسي: بين بغداد ودمشق مائتان وثلاثون فرسخا.
وقالوا في قول الله عز وجل: وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ 23: 50، قال: هي دمشق ذات قرار وذات رخاء من العيش وسعة ومعين كثيرة الماء، وقال قتادة في قول الله عز وجل والتين قال: الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون: الجبل الذي عليه بيت المقدس، وطور سينين: شعب حسن، وهذا البلد الأمين: مكة، وقيل: إرم ذات العماد دمشق، وقال الأصمعي: جنان الدنيا ثلاث: غوطة دمشق ونهر بلخ ونهر الأبلّة، وحشوش الدنيا ثلاثة:
الأبلّة وسيراف وعمان، وقال أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي الشاعر الأديب: جنان الدنيا أربع: غوطة دمشق وصغد سمرقند وشعب بوّان وجزيرة الأبلّة، وقد رأيتها كلها وأفضلها دمشق، وفي الأخبار: أنّ إبراهيم، عليه السلام، ولد في غوطة دمشق في قرية يقال لها برزة في جبل قاسيون، وعن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إنّ عيسى، عليه السلام، ينزل عند المنارة البيضاء من شرقي دمشق، ويقال: إنّ المواضع الشريفة بدمشق التي يستجاب فيها الدعاء مغارة الدم في جبل قاسيون،
ويقال: إنها كانت مأوى الأنبياء ومصلّاهم، والمغارة التي في جبل النّيرب يقال: إنها كانت مأوى عيسى، عليه السلام، ومسجدا إبراهيم، عليه السلام، أحدهما في الأشعريّين والآخر في برزة، ومسجد القديم عند القطيعة، ويقال: إن هنا قبر موسى، عليه السلام، ومسجد باب الشرقي الذي قال النبي، صلى الله عليه وسلّم: إن عيسى، عليه السلام، ينزل فيه، والمسجد الصغير الذي خلف جيرون يقال إنّ يحيى بن زكرياء، عليه السلام، قتل هناك، والحائط القبلي من الجامع يقال إنه بناه هود، عليه السلام، وبها من قبور الصحابة ودورهم المشهورة بهم ما ليس في غيره من البلدان، وهي معروفة إلى الآن.
قال المؤلف: ومن خصائص دمشق التي لم أر في بلد آخر مثلها كثرة الأنهار بها وجريان الماء في قنواتها، فقلّ أن تمرّ بحائط إلّا والماء يخرج منه في أنبوب إلى حوض يشرب منه ويستقي الوارد والصادر، وما رأيت بها مسجدا ولا مدرسة ولا خانقاها إلّا والماء يجري في بركة في صحن هذا المكان ويسحّ في ميضأة، والمساكن بها عزيزة لكثرة أهلها والساكنين بها وضيق بقعتها، ولها ربض دون السور محيط بأكثر البلد يكون في مقدار البلد نفسه، وهي في أرض مستوية تحيط بها من جميع جهاتها الجبال الشاهقة، وبها جبل قاسيون ليس في موضع من المواضع أكثر من العبّاد الذين فيه، وبها مغاور كثيرة وكهوف وآثار للأنبياء والصالحين لا توجد في غيرها، وبها فواكه جيدة فائقة طيبة تحمل إلى جميع ما حولها من البلاد من مصر إلى حرّان وما يقارب ذلك فتعمّ الكل، وقد وصفها الشعراء فأكثروا، وأنا أذكر من ذلك نبذة يسيرة، وأما جامعها فهو الذي يضرب به المثل في حسنه، وجملة الأمر أنه لم توصف الجنة بشيء إلا وفي دمشق مثله، ومن المحال أن يطلب بها شيء من جليل أعراض الدنيا ودقيقها إلا وهو فيها أوجد من جميع البلاد، وفتحها المسلمون في رجب سنة 14 بعد حصار ومنازلة، وكان قد نزل على كلّ باب من أبوابها أمير من المسلمين فصدمهم خالد بن الوليد من الباب الشرقي حتى افتتحها عنوة، فأسرع أهل البلد إلى أبي عبيدة بن الجرّاح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل ابن حسنة، وكان كل واحد منهم على ربع من الجيش، فسألوهم الأمان فأمنوهم وفتحوا لهم الباب، فدخل هؤلاء من ثلاثة أبواب بالأمان، ودخل خالد من الباب الشرقي بالقهر، وملكوهم وكتبوا إلى عمر ابن الخطاب، رضي الله عنه، بالخبر وكيف جرى الفتح، فأجراها كلها صلحا.
وأما جامعها فقد وصفه بعض أهل دمشق فقال:
هو جامع المحاسن كامل الغرائب معدود إحدى العجائب، قد زوّر بعض فرشه بالرخام وألّف على أحسن تركيب ونظام، وفوق ذلك فصّ أقداره متفقة وصنعته مؤتلفة، بساطه يكاد يقطر ذهبا ويشتعل لهبا، وهو منزه عن صور الحيوان إلى صنوف النبات وفنون الأغصان لكنها لا تجنى إلا بالأبصار ولا يدخل عليها الفساد كما يدخل على الأشجار والثمار بل باقية على طول الزمان مدركة بالعيان في كلّ أوان، لا يمسها عطش مع فقدان القطر ولا يعتريها ذبول مع تصاريف الدهر، وقالوا: عجائب الدنيا أربع: قنطرة سنجة ومنارة الإسكندرية وكنيسة الرّها ومسجد دمشق، وكان قد بناه الوليد بن عبد الملك بن مروان، وكان ذا همّة في عمارة المساجد، وكان الابتداء بعمارته في سنة 87، وقيل سنة 88، ولما أراد بناءه جمع نصارى دمشق وقال لهم: إنّا نريد أن نزيد في مسجدنا كنيستــكم، يعني كنيسة يوحنا، ونعطيكم 30- 2 معجم البلدان دار صادر
كنيسة حيث شئتم وإن شئتم أضعفنا لكم الثمن، فأبوا وجاءوا بكتاب خالد بن الوليد والعهد وقالوا:
إنّا نجد في كتبنا أنه لا يهدمها أحد إلا خنق، فقال لهم الوليد: فأنا أول من يهدمها، فقام وعليه قباء أصفر فهدم وهدم الناس ثم زاد في المسجد ما أراده واحتفل في بنائه بغاية ما أمكنه وسهل عليه إخراج الأموال وعمل له أربعة أبواب: في شرقيه باب جيرون وفي غربيه باب البريد وفي القبلة باب الزيادة وباب الناطفانيين مقابله وباب الفراديس في دبر القبلة، وذكر غيث بن علي الأرمنازي في كتاب دمشق على ما حدثني به الصاحب جمال الدين الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف الشيباني، أدام الله أيامه:
أن الوليد أمر أن يستقصى في حفر أساس حيطان الجامع، فبينما هم يحفرون إذ وجدوا حائطا مبنيّا على سمت الحفر سواء فأخبروا الوليد بذلك وعرّفوه إحكام الحائط واستأذنوه في البنيان فوقه، فقال: لا أحب إلا الإحكام واليقين فيه ولست أثق بإحكام هذا الحائط حتى تحفروا في وجهه إلى أن تدركوا الماء فإن كان محكما مرضيّا فابنوا عليه وإلا استأنفوه، فحفروا في وجه الحائط فوجدوا بابا وعليه بلاطة من حجر مانع وعليها منقور كتابة، فاجتهدوا في قراءتها حتى ظفروا بمن عرّفهم أنه من خط اليونان وأن معنى تلك الكتابة ما صورته: لما كان العالم محدثا لاتصال أمارات الحدوث به وجب أن يكون له محدث لهؤلاء كما قال ذو السنين وذو اللحيين فوجدت عبادة خالق المخلوقات حينئذ أمر بعمارة هذا الهيكل من صلب ماله محبّ الخير على مضي سبعة آلاف وتسعمائة عام لأهل الأسطوان فإن رأى الداخل إليه ذكر بانيه بخير فعل والسلام، وأهل الأسطوان:
قوم من الحكماء الأول كانوا ببعلبك، حكى ذلك أحمد بن الطيب السرخسي الفيلسوف، ويقال: إن الوليد أنفق على عمارته خراج المملكة سبع سنين وحملت إليه الحسبانات بما أنفق عليه على ثمانية عشر بعيرا فأمر بإحراقها ولم ينظر فيها وقال: هو شيء أخرجناه لله فلم نتبعه، ومن عجائبه أنه لو عاش الإنسان مائة سنة وكان يتأمله كل يوم لرأى فيه كل يوم ما لم يره في سائر الأيام من حسن صنائعه واختلافها، وحكي أنه بلغ ثمن البقل الذي أكله الصنّاع فيه ستة آلاف دينار، وضج الناس استعظاما لما أنفق فيه وقالوا: أخذ بيوت أموال المسلمين وأنفقها فيما لا فائدة لهم فيه، قال: فخاطبهم وقال بلغني أنكم تقولون وتقولون وفي بيت مالكم عطاء ثماني عشرة سنة إذا لم تدخل لكم فيها حبة قمح، فسكت الناس، وقيل: إنه عمل في تسع سنين، وكان فيه عشرة آلاف رجل في كل يوم يقطعون الرخام، وكان فيه ستمائة سلسلة ذهب، فلما فرغ أمر الوليد أن يسقّف بالرصاص فطلب من كل البلاد وبقيت قطعة منه لم يوجد لها رصاص إلا عند امرأة وأبت أن تبيعه إلا بوزنه ذهبا فقال: اشتروه منها ولو بوزنه مرتين، ففعلوا فلما قبضت الثمن قالت: إني ظننت أن صاحبكم ظالم في بنائه هذا، فلما رأيت إنصافه فأشهدكم أنه لله! وردّت الثمن، فلما بلغ ذلك إلى الوليد أمر أن يكتب على صفائح المرأة لله ولم يدخله فيما كتب عليه اسمه، وأنفق على الكرمة التي في قبلته سبعين ألف دينار، وقال موسى بن حمّاد البربري: رأيت في مسجد دمشق كتابة بالذهب في الزجاج محفورا سورة:
أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ 102: 1 إلى آخرها، ورأيت جوهرة حمراء ملصقة في القاف التي في قوله تعالى: حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ 102: 2، فسألت عن ذلك: فقيل لي إنه كانت للوليد بنت وكانت هذه الجوهرة لها فماتت فأمرت أمها أن تدفن
هذه الجوهرة معها في قبرها، فأمر الوليد بها فصيرت في قاف المقابر من: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ 102: 1- 2، ثم حلف لأمها أنه قد أودعها المقابر فسكتت.
وحكى الجاحظ في كتاب البلدان قال: قال بعض السلف ما يجوز أن يكون أحد أشدّ شوقا إلى الجنة من أهل دمشق لما يرونه من حسن مسجدهم، وهو مبنيّ على الأعمدة الرخام طبقتين، الطبقة التحتانية أعمدة كبار والتي فوقها صغار في خلال ذلك صورة كلّ مدينة وشجرة في الدنيا بالفسيفساء الذهب والأخضر والأصفر، وفي قبليّه القبّة المعروفة بقبة النسر، ليس في دمشق شيء أعلى ولا أبهى منظرا منها، ولها ثلاث منائر إحداها، وهي الكبرى، كانت ديدبانا للروم وأقرت على ما كانت عليه وصيّرت منارة، ويقال في الأخبار: إن عيسى، عليه السلام، ينزل من السماء عليها، ولم يزل جامع دمشق على تلك الصورة يبهر بالحسن والتنميق إلى أن وقع فيه حريق في سنة 461 فأذهب بعض بهجته، وهذا ما كان في صفته، قال أبو المطاع بن حمدان في وصف دمشق:
سقى الله أرض الغوطتين وأهلها، ... فلي بجنوب الغوطتين شجون
وما ذقت طعم الماء إلّا استخفني ... إلى بردى والنّيربين حنين
وقد كان شكّي في الفراق يروعني، ... فكيف أكون اليوم وهو يقين؟
فو الله ما فارقتكم قاليا لكم، ... ولكنّ ما يقضى فسوف يكون
وقال الصّنوبري:
صفت دنيا دمشق لقاطنيها، ... فلست ترى بغير دمشق دنيا
تفيض جداول البلّور فيها ... خلال حدائق ينبتن وشيا
مكللة فواكههنّ أبهى ال ... مناظر في مناظرنا وأهيا
فمن تفاحة لم تعد خدّا، ... ومن أترجّة لم تعد ثديا
وقال البحتري:
أمّا دمشق فقد أبدت محاسنها، ... وقد وفى لك مطريها بما وعدا
إذا أردت ملأت العين من بلد ... مستحسن وزمان يشبه البلدا
يمسي السحاب على أجبالها فرقا، ... ويصبح النبت في صحرائها بددا
فلست تبصر إلا واكفا خضلا، ... أو يانعا خضرا أو طائرا غردا
كأنما القيظ ولّى بعد جيئته، ... أو الربيع دنا من بعد ما بعدا
وقال أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الحسين بن النّقّار يمدح دمشق:
سقى الله ما تحوي دمشق وحيّاها، ... فما أطيب اللذات فيها وأهناها!
نزلنا بها واستوقفتنا محاسن ... يحنّ إليها كلّ قلب ويهواها
لبسنا بها عيشا رقيقا رداؤه، ... ونلنا بها من صفوة اللهو أعلاها
وكم ليلة نادمت بدر تمامها ... تقضّت، وما أبقت لنا غير ذكراها
فآها على ذاك الزمان وطيبه، ... وقلّ له من بعده قولتي واها!
فيا صاحبي إمّا حملت رسالة ... إلى دار أحباب لها طاب مغناها
وقل ذلك الوجد المبرِّح ثابت، ... وحرمة أيام الصّبا ما أضعناها
فإن كانت الأيام أنست عهودنا، ... فلسنا على طول المدى نتناساها
سلام على تلك المعاهد، إنها ... محطّ صبابات النفوس ومثواها
رعى الله أياما تقضّت بقربها، ... فما كان أحلاها لديها وأمراها!
وقال آخر في ذمّ دمشق:
إذا فاخروا قالوا مياه غزيرة ... عذاب، وللظامي سلاف مورّق
سلاف ولكن السراجين مزجها، ... فشاربها منها الخرا يتنشق
وقد قال قوم جنة الجلد جلّق، ... وقد كذبوا في ذا المقال ومخرقوا
فما هي إلا بلدة جاهليّة، ... بها تكسد الخيرات والفسق ينفق
فحسبهم جيرون فخرا وزينة، ... ورأس ابن بنت المصطفى فيه علّقوا
قال: ولما ولي عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، قال: إني أرى في أموال مسجد دمشق كثرة قد أنفقت في غير حقها فأنا مستدرك ما استدركت منها فردت إلى بيت المال، أنزع هذا الرخام والفسيفساء وأنزع هذه السلاسل وأصيّر بدلها حبالا، فاشتدّ ذلك على أهل دمشق حتى وردت عشرة رجال من ملك الروم إلى دمشق فسألوا أن يؤذن لهم في دخول المسجد، فأذن لهم أن يدخلوا من باب البريد، فوكل بهم رجلا يعرف لغتهم ويستمع كلامهم وينهي قولهم إلى عمر من حيث لا يعلمون، فمروا في الصحن حتى استقبلوا القبلة فرفعوا رؤوسهم إلى المسجد فنكس رئيسهم رأسه واصفرّ لونه، فقالوا له في ذلك فقال: إنّا كنّا معاشر أهل رومية نتحدث أن بقاء العرب قليل فلما رأيت ما بنوا علمت أن لهم مدّة لا بدّ أن يبلغوها، فلما أخبر عمر بن عبد العزيز بذلك قال: إني أرى مسجدكم هذا غيظا على الكفار، وترك ما همّ به، وقد كان رصّع محرابه بالجواهر الثمينة وعلّق عليه قناديل الذهب والفضة.
وبدمشق من الصحابة والتابعين وأهل الخير والصلاح الذين يزارون في ميدان الحصى، وفي قبلي دمشق قبر يزعمون أنه قبر أمّ عاتكة أخت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وعنده قبر يروون أنه قبر صهيب الرومي وأخيه، والمأثور أن صهيبا بالمدينة، وأيضا بها مشهد التاريخ في قبلته قبر مسقوف بنصفين وله خبر مع عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، وفي قبلي الباب الصغير قبر بلال بن حمامة وكعب الأحبار وثلاث من أزواج النبي، صلى الله عليه وسلّم، وقبر فضّة جارية فاطمة، رضي الله عنها، وأبي الدرداء وأمّ الدرداء وفضالة بن عبيد وسهل بن الحنظليّة وواثلة ابن الأسقع وأوس بن أوس الثقفي وأمّ الحسن بنت جعفر الصادق، رضي الله عنه، وعليّ بن عبد الله بن العباس وسلمان بن عليّ بن عبد الله بن العباس وزوجته أم الحسن بنت عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، وخديجة بنت زين العابدين وسكينة بنت الحسين، والصحيح أنها بالمدينة، ومحمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، وبالجابية قبر أويس القرني، وقد زرناه بالرّقّة، وله مشهد بالإسكندرية وبديار بكر
والأشهر الأعرف أنه بالرقة لأنه قتل فيما يزعمون مع عليّ بصفّين، ومن شرقي البلد قبر عبد الله بن مسعود وأبيّ بن كعب، وهذه القبور هكذا يزعمون فيها، والأصحّ الأعرف الذي دلّت عليه الأخبار أن أكثر هؤلاء بالمدينة مشهورة قبورهم هناك، وكان بها من الصحابة والتابعين جماعة غير هؤلاء، قيل إن قبورهم حرثت وزرعت في أول دولة بني العباس نحو مائة سنة فدرست قبورهم فادّعى هؤلاء عوضا عما درس، وفي باب الفراديس مشهد الحسين بن عليّ، رضي الله عنهما، وبظاهر المدينة عند مشهد الخضر قبر محمد بن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، رضي الله عنه، وبدمشق عمود العسر في العليين يزعمون أنهم قد خرّبوه وعمود آخر عند الباب الصغير في مسجد يزار وينذر له، وبالجامع من شرقيه مسجد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ومشهد عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، ومشهد الحسين وزين العابدين، وبالجامع مقصورة الصحابة وزاوية الخضر، وبالجامع رأس يحيى بن زكرياء، عليه السلام، ومصحف عثمان بن عفان، رضي الله عنه، قالوا إنه خطه بيده، ويقولون إن قبر هود، عليه السلام، في الحائط القبلي، والمأثور أنه بحضرموت، وتحت قبة النسر عمودان مجزّعان زعموا أنهما من عرش بلقيس، والله أعلم، والمنارة الغربية بالجامع هي التي تعبّد فيها أبو حامد الغزّالي وابن تومرت ملك الغرب، قيل إنها كانت هيكل النار وإن ذؤابة النار تطلع منها، وسجد لها أهل حوران، والمنارة الشرقية يقال لها المنارة البيضاء التي ورد أن عيسى بن مريم، عليه السلام، ينزل عليها، وبها حجر يزعمون أنه قطعة من الحجر الذي ضربه موسى بن عمران، عليه السلام، فانبجست منه اثنتا عشرة عينا، ويقال إن المنارة التي ينزل عندها عيسى، عليه السلام، هي التي عند كنيسة مريم بدمشق، وبالجامع قبة بيت المال الغربية يقال إن فيها قبر عائشة، رضي الله عنها، والصحيح أن قبرها بالبقيع، وعلى باب الجامع المعروف بباب الزيادة قطعة رمح معلّقة يزعمون أنها من رمح خالد ابن الوليد، رضي الله عنه، وبدمشق قبر العبد الصالح محمود بن زنكي ملك الشام وكذلك قبر صلاح الدين يوسف بن أيوب بالكلاسة في الجامع.
وأما المسافات بين دمشق وما يجاورها فمنها إلى بعلبكّ يومان وإلى طرابلس ثلاثة أيام وإلى بيروت ثلاثة أيام وإلى صيدا ثلاثة أيام وإلى أذرعات أربعة أيام وإلى أقصى الغوطة يوم واحد وإلى حوران والبثنيّة يومان وإلى حمص خمسة أيام وإلى حماة ستة أيام وإلى القدس ستة أيام وإلى مصر ثمانية عشر يوما وإلى غزّة ثمانية أيام وإلى عكا أربعة أيام وإلى صور أربعة أيام وإلى حلب عشرة أيام، وممن ينسب إليها من أعيان المحدّثين عبد العزيز بن أحمد ابن محمد بن سلمان بن إبراهيم بن عبد العزيز أبو محمد التميمي الدمشقي الكناني الصوفي الحافظ، سمع الكثير وكتب الكثير ورحل في طلب الحديث، وسمع بدمشق أبا القاسم صدقة بن محمد بن محمد القرشي وتمّام بن محمد وأبا محمد بن أبي نصر وأبا نصر محمد بن أحمد بن هارون الجندي وعبد الوهاب ابن عبد الله بن عمر المرّي وأبا الحسين عبد الوهاب ابن جعفر الميداني وغيرهم، ورحل إلى العراق فسمع محمد بن مخلّد وأبا عليّ بن شاذان وخلقا سواهم، ونسخ بالموصل ونصيبين ومنبج كثيرا، وجمع جموعا، وروى عنه أبو بكر الخطيب وأبو نصر الحميدي وأبو القاسم النسيب وأبو محمد الأكفاني
وأبو القاسم بن السمرقندي وغيرهم، وكان ثقة صدوقا، قال ابن الأكفاني: ولد شيخنا عبد العزيز بن الكناني في رجب سنة 389، وبدأ بسماع الحديث في سنة 407، ومات في سنة 466، وقد خرّج عنه الخطيب في عامّة مصنفاته، وهو يقول: حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي، وأبو زرعة عبد الرحمن ابن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو البصري الدمشقي الحافظ المشهور شيخ الشام في وقته، رحل وروى عن أبي نعيم وعفان ويحيى بن معين وخلق لا يحصون، وروى عنه من الأئمة أبو داود السجستاني وابنه أبو بكر بن أبي داود وأبو القاسم بن أبي العقب الدمشقي وعبدان الأوزاعي ويعقوب بن سفيان الفسوي، ومات سنة 281، وينسب إليها من لا يحصى من المسلمين، وألّف لها الحافظ ابن عساكر تاريخا مشهورا في ثمانين مجلدة، وممن اشتهر بذلك فلا يعرف إلا بالدمشقي، يوسف بن رمضان بن بندار أبو المحاسن الدمشقي الفقيه الشافعي، كان أبوه قرقوبيّا من أهل مراغة، وولد يوسف بدمشق وخرج منها بعد البلوغ إلى بغداد، وصحب أسعد الميهني وأعاد له بعض دروسه، ثم ولي تدريس النظامية ببغداد مدّة وبنيت له مدرسة بباب الأزج، وكان يذكر فيها الدرس، ومدرسة أخرى عند الطّيوريّين ورحبة الجامع، وانتهت إليه رياسة أصحاب الشافعي ببغداد في وقته، وحدث بشيء يسير عن أبي البركات هبة الله بن أحمد البخاري وأبي سعد إسماعيل بن أبي صالح، وعقد مجلس التذكير ببغداد، وأرسله المستنجد إلى شملة أمير الأشتر من قهستان، فأدركته وفاته وهو في الرسالة في السادس والعشرين من شوال سنة 563.

رُوحِين

رُوحِين:
بضم أوّله، وسكون ثانيه، وكسر الحاء المهملة، وياء مثناة من تحت، وآخره نون: قرية من جبل لبنان قريبة من حلب وفي لحف الجبل مشهد مليح يزار، يقال إن فيه قسّ بن ساعدة الإيادي، وهو مشهد مقصود للزيارة وينذرون له نذورا وعليه وقف، وقيل في روحين قبر شمعون الصفا وليس بثبت، فإن قبر شمعون اتفقوا على أنّه في رومية الكبرى في كنيستــها العظمى في تابوت من فضة معلق بسلاسل في سقف الهيكل، قال البحتري:
قل للأرند إذا أتى روحين لا ... تقر السّلام على أبي ملبوس
دار بها جهل السّماح فأنكر ال ... معروف بين شمامس وقسوس
آذانهم وقر عن الدّاعي إلى ال ... هيجاء مصغية إلى النّاقوس
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.