كَرَوْياءُ [جمع]: (انظر: ك ر و ي ا - كَرَوْيا).
كَرَوْياءُ [جمع]: (انظر: ك ر و ي ا - كَرَوْيا).
قردم: القُرْدُمانيُّ والقُرْدُمانِيّة: سِلاح مُعدّ كانت الفُرس
والأَكاسرة تدّخره في خزائنها، أَصله بالفارسية كَرْدَمانِدْ، معناه عُمِلَ
وبَقِي؛ قال الأَزهري: هكذا حكاه أَبو عبيد عن الأَصمعي؛ وقال ابن
الأَعرابي: أَراه فارسيّاً؛ وأَنشد للبيد:
فَخْمةً ذَفْراءَ تُرْتى بالعُرى
قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ
قال: القُرْدُمانِيّة الدُّروع الغليظة مثل الثوب الكُرْدُواني. ويقال:
القُرْدُمانيُّ ضرب من الدروع. الجوهري: القُرْدُماني، مقصور، دواء وهو
كَرَوْياء رومي. قال ابن بري: كَرَوْيا مثل زكريا؛ وقال ابن منصور
الجَواليقي: هو ممدود كروياء، بفتح الراء وسكون الواو وتخفيف الياء. قال أَبو
عبيدة: القُرْْدُمانيّ قباء محشوّ يتخذ للحرب، فارسي معرب يقال له كَبْر
بالرومية أَو بالنبطية، وأَنشد بيت لبيد. ويقال: القُردمانيّ ضرب من
الدروع، ويقال: هو المِغْفَر، وقال بعضهم: إِذا كان للبيضة مِغفر فهي
قُرْدمانية؛ قال: وهذا هو الصحيح لأَنه قال بعد البيت:
أَحْكَمَ الجِنْثِيُّ مِن عَوْراتِها
كُلَّ حِرْباءٍ، إِذا أُكْرِه صَلّْ
قال: فدل على أَنها الدرع، وقيل: القُرْدُمان أَصل للحديد وما يعمل منه
بالفارسية، وقيل: بل هو بلد يعمل فيه الحديد؛ عن السيرافي.
كرا: الكِرْوَةُ والكِراء: أَجر المستأْجَر، كاراه مُكاراةً وكراء
واكْتراه وأَكْراني دابّته وداره، والاسمُ الكِرْوُ بغير هاء؛ عن اللحياني،
وكذلك الكِرْوَةُ والكُرْوةُ، والكِراء ممدود لأَنه مصدر كارَيْت، والدليل
على أَنك تقول رجل مُكارٍ، ومُفاعِلٌ إنما هو من فاعَلْت، وهو من ذوات
الواو لأَنك تقول أَعطيت الكَرِيَّ كِرْوتَه، بالكسر؛ وقول جرير:
لَحِقْتُ وأَصْحابي على كُلِّ حُرَّةٍ
مَرُوحٍ، تُبارِي الأَحْمَسِيَّ المُكارِيا
ويروى: الأَحمشي، أَراد ظل الناقة شبهه بالمكاري؛ قال ابن بري: كذا فسر
الأَحمشي في الشعر بأَنه ظل الناقة. والمُكاري: الذي يَكْرُو بيده في
مشيه، ويروى الأَحْمَسِي منسوب إِلى أَحْمَس رجل من بَجيلة. والمُكاري على
هذا الحادِي، قال: والمُكارِي مخفف، والجمع المُكارون، سقطت الياء لاجتماع
الساكنين، تقول هؤلاء المُكارُون وذهبت إِلى المُكارِينَ، ولا تقل
المُكارِيِّين بالتشديد، وإِذا أَضفت المُكارِيَ إِلى نفسك قلت هذا مُكارِيَّ،
بياء مفتوحة مشددة، وكذلك الجمع تقول هؤلاء مُكاريَّ، سقطت نون الجمع
للإِضافة وقلبت الواو ياء وفَتَحْت ياءك وأَدغمتَ لأَن قبلها ساكناً،
وهذانِ مُكارِيايَ تفتح ياءك، وكذلك القول في قاضِيَّ وراميَّ ونحوهما.
والمُكارِي والكَرِيُّ: الذي يُكْرِيك دابته، والجمع أَكْرِياء، لا يكسر على
غير ذلك. وأَكْرَيْت الدار فهي مُكْراة والبيت مُكْرًّى، واكْتَرَيت
واسْتَكْرَيْت وتَكارَيْت بمعنى.
والكَرِيُّ، على فَعِيل: المُكارِي؛ وقال عُذافِر الكِندي:
ولا أَعودُ بعدها كَرِيّا،
أُمارِسُ الكَهْلةَ والصَّبيَّا
ويقال: أَكْرَى الكرِيُّ ظهره. والكرِيُّ أَيضاً: المُكْترِي. وفي حديث
ابن عباس، رضي الله عنهما: أَن امرأَة مُحرمة سأَلته فقالت أَشَرْت إِلى
أَرْنَبٍ فرماها الكَرِيُّ؛ الكَريُّ، بوزن الصَّبيّ: الذي يُكري دابته،
فَعِيل بمعنى مُفْعِل. يقال: أَكْرَى دابته فهو مُكْرٍ وكريٌ، وقد يقع
على المُكْترِي فَعِيل بمعنى مُفْعَل، والمراد الأَول. وفي حديث أَبي
السَّليل: الناسُ يزعمون أَنَّ الكَرِيَّ لا حج له. والكَرِيُّ: الذي أَكريته
بعيرك، ويكون الكَرِيّ الذي يُكْريك بعيره فأَنا كَرِيُّك وأَنت
كَرِيِّي؛ قال الراجز:
كَرِيُّه ما يُطْعِم الكَرِيّا،
بالليل، إِلا جِرْجِراً مَقْلِيّا
ابن السكيت: أَكْرَى الكَرِيُّ ظهره يُكْريه إِكْراء. ويقال: أَعطِ
الكَرِيَّ كِرْوَتَه؛ حكاها أَبو زيد. ابن السكيت: هو الكِراء ممدود لأَنه
مصدر كارَيْت، والدليل على ذلك أَنك تقول رجل مُكارٍ مُفاعِل، وهو من ذوات
الواو. ويقال: اكْتَرَيْتُ منه دابّة واسْتَكْرَيتها فأَكْرانِيها
إكْراء، ويقال للأُجرة نفسها كِراء أَيضاً.
وكَرا الأَرضَ كَرْواً: حفَرها وهو من ذوات الواو والياء. وفي حديث
فاطمة، رضي الله عنها: أَنها خرجت تُعَزِّي قوماً، فلما انصرفت قال لها:
لَعَلكِ بَلغْتِ معهم الكُرَى؟ قالت: معاذَ اللهِ هكذا جاء في رواية بالراء،
وهي القُبور جمع كُرْيةٍ أَو كُرْوةٍ، من كَرَيْتُ الأَرض وكَرَوْتُها
إِذا حفرتها كالحُفرة؛ ومنه الحديث: أَن الأَنصار سأَلوا رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، في نهر يَكْرُونه لهم سَيْحاً أَي يَحْفِرُونه ويُخْرِجون
طينه. وكَرا البئر كَرْواً: طواها بالشجر. وكَرَوْتُ البئر كَرْواً:
طويتها. أَبو زيد: كَرَوْتُ الرَّكِيَّة كَرْواً إِذا طويتها بالشجر
وعَرَشْتها بالخشب وطويتها بالحجارة، وقيل: المََكْرُوَّة من الآبار المطوية
بالعَرْفَج والثُّمام والسِّبَط.،
وكَرا الغلامُ يَكْروا كَرْواً إِذا لعب بالكُرة. وكَرَوْتُ بالكُرة
أَكْرُو بها إِذا ضربت بها ولَعِبت بها. ابن سيده: والكُرةُ معروفة، وهي ما
أَدَرْت من شيء. وكَرا الكُرَة كَرْواً: لعب بها؛ قال المسيب بن عَلَس:
مَرِحَت يَداها للنَّجاء، كأَنما
تَكْرُو بِكَفَّي لاعِبٍ في صاعِ
والصاعُ: المطمئن من الأَرض كالحُفْرة. ابن الأَعرابي: كَرَى النهر
يَكْريه إِذا نقص تِقْنَه، وقيل: كَرَيْت النهر كَرْياً إِذا حفرته.
والكُرةُ: التي يُلعَبُ بها، أَصلها كُرْوةٌ فحذفت الواو، كما قالوا قُلةٌ للتي
يُلعب بها، والأَصل قُلْوةٌ، وجمع الكُرةِ كُراتٌ وكُرُون. الجوهري:
الكُرةُ التي تُضرب بالصَّوْلَجان وأَصلها كُرَوٌ، والهاء عِوض، وتجمع على
كُرين وكِرينَ أَيضاً، بالكسر، وكُراتٍ؛ وقالت ليلى الأَخيلية تصف قَطاة
تدلَّت على فِراخِها:
تَدَلَّت على حُصٍّ ظِماءٍ كأَنها
كُراتُ غُلامٍ في كِساءٍ مُؤَرْنَبِ
ويروى: حُصِّ الرؤوس كأَنها؛ قال: وشاهد كُرين قول الآخر
(* هو عمرو بن
كلثوم) :
يُدَهْدِين الرُّؤوسَ كما يُدَهْدي
حَزاوِرةٌ، بأَيديها، الكُرينا
ويجمع أَيضاً على أُكَرٍ، وأَصله وُكَرٌ مقلوب اللام إِلى موضع الفاء،
ثم أُبدلت الواو همزة لانضمامها. وكَرَوْتُ الأَمر وكَرَيْته: أَعَدْتُه
مرة بعد أُخرى. وكَرَتِ الدابة كَرْواً: أَسرعت. والكَرْوُ: أَن يَخْبِط
بيده في استقامة لا يَفْتِلُها نحو بطنه، وهو من عيوب الخيل يكون خِلْقة،
وقد كَرَى الفرسُ كَرْواً وكَرَتِ المرأَةُ في مِشْيَتها تَكْرُو
كَرْواً. والكَرا: الفَحَجُ في الساقين والفخذين، وقيل: هو دِقَّة الساقين
والذِّراعين، امرأَة كَرْواءُ وقد كَرِيَت كَراً، وقيل: الكَرْواء المرأَة
الدقيقة الساقين. أَبو بكر: الكَرا دِقَّةُ الساقين، مقصور يكتب بالأَلف،
يقال: رجل أَكْرَى وامرأَة كَرْواءُ؛ وقال:
ليْسَتْ بكَرْواءَ، ولكِنْ خِدْلِمِ،
ولا بِزَلاءَ، ولكِنْ سُتْهُمِ
قال ابن بري: صوابه أَن ترفع قافيته؛ وبعدهما:
ولا بِكَحْلاء، ولكِن زُرْقُم
والكَرَوانُ، بالتحريك: طائر ويدعى الحجلَ والقَبْجَ، وجمعه كِرْوانٌ،
صحت الواو فيه لئلا يصير من مثال فَعَلان في حال اعتلال اللام إِلى مثال
فَعالٍ، والجمع كَراوينُ، كما قالوا وراشِينُ؛ وأَنشد بعض البغداديين في
صفة صقر لدلم العَبْشَمي وكنيته أَبو زغب:
عَنَّ له أَعْرَفُ ضافي العُثْنُونْ،
داهِيةً صِلَّ صَفاً دُرَخْمِينْ،
حَتْفَ الحُبارَياتِ والكَراوِينْ
والأُنثى كَرَوانةٌ،والذكر منها الكَرا، بالأَلف؛ قال مُدرك بن حِصْن
الأَسدي:
يا كَرَواناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا،
فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فلما شَنَّا،
بَلَّ الذُّنابى عَبَساً مُبِنَّا
قالوا: أَراد به الحُبارى يَصُكُّه البازي فيتَّقِيه بسَلْحِه، ويقال له
الكُرْ كِيُّ، ويقال له إِذا صيدَ: أَطْرِقْ كَرا أَطْرِقْ كَرا إِن
النَّعامَ في القُرى، والجمع كِرْوانٌ، بكسر الكاف، على غير قياس، كما إِذا
جمعت الوَرشانَ قلت وِرْشانٌ، وهو جمع بحذف الزوائد، كأَنهم جمعوا كَراً
مثل أَخٍ وإَخْوان. والكَرا: لغة في الكَرَوانِ؛ أَنشد الأَصمعي
للفرزدق:على حِينَ أَن رَكَّيْتُ وابْيَضَّ مِسْحَلي،
وأَطْرَقَ إِطْراقَ الكَرا مَن أُحارِبُه
(* قوله« على حين أن ركيت» كذا بالأصل، والذي في الديوان:
أحين التقى ناباي وابيض مسحلي)
ابن سيده: وفي المثل أَطْرِقْ كَرا إِنَّ النَّعامَ في القُرى؛ غيره:
يضرب مثلاً للرجل يُخْدَعُ بكلام يُلَطَّف له ويُراد به الغائلة، وقيل:
يضرب مثلاً للرجل يُتَكَلَّم عنده بكلام فَيَظن أَنه هو المراد بالكلام، أَي
اسكت فإِني أُريد من هو أَنْبَلُ منك وأَرفع منزلة؛ وقال أَحمد بن عبيد:
يضرب للرجل الحقير إِذا تكلم في الموضع الذي لا يُشبهه وأَمثالَه
الكلامُ فيه، فيقال له اسكت يا حقير فإِنَّ الأَجِلاَّءِ أَولى بهذا الكلام
منك. والكَرا: هو الكَرَوانُ طائر صغير، فخُوطب الكَروانُ والمعنى لغيره،
ويُشبَّه الكَروانُ بالذَّلِيل، والنعامُ بالأَعزة، ومعنى أَطْرِقْ أَي
غُضَّ ما دام عزيز فإياك أَن تَنطِق أَيها الذليل، وقيل: معنى أَطرق كرا أَن
الكروان ذليل في الطير والنعام عزيز، يقال: اسكن عندَ الأَعزة ولا
تستشرف للذي لست له بند، وقد جعله محمد بن يزيد ترخيم كروان فغلط، قال ابن
سيده: ولم يعرف سيبويه في جمع الكَروانِ إِلا كِرْواناً فوجهه على أَنهم
جمعوا كراً، قال: وقالوا كَرَوانٌ وللجمع كِرْوانٌ، بكسر الكاف، فإِنما
يُكسَّر على كَراً كما قالوا إَخْوان. قال ابن جني: قولهم كَرَوانٌ
وكِرْوانٌ لما كان الجمع مضارعاً للفعل بالفرعية فيهما جاءت فيه أَيضاً أَلفاظ
على حذف الزيادة التي كانت في الواحد، فقالوا كَرَوانٌ وكِرْوان، فجاءَ هذا
على حذف زائدتيه حتى صار إِلى فَعَل، فجَرى مجرى خَرَب وخِرْبان وبَرَقٍ
وبِرْقانٍ، فجاء هذا على حذف الزيادة كما قالوا عَمْرَك اللهَ. قال أَبو
الهيثم: سمي الكَروانُ كَرواناً بضدّه لأَنه لا يَنام بالليل، وقيل:
الكَرَوان طائر يشبه البط. وقال ابن هانئ في قولهم أَطْرِق كرا، قال:
رُخِّم الكروان، وهو نكرة، كما قال بعضهم يا قُنْفُ، يريد يا قُنْفُذ، قال:
وإِنما يرخم في الدعاء المَعارف نحو ما لك وعامر ولا ترخم النكرة نحو غلام،
فرُخم كَرَوانٌ وهو نكرة، وجعل الواو أَلفاً فجاء نادراً. وقال الرسمي:
الكَرا هو الكَرَوان، حرف مقصور، وقال غيره: الكَرَا ترخيم الكَرَوان،
قال: والصواب الأَوّل لأَن الترخيم لا يستعمل إِلا في النداء، والأَلف التي
في الكَرا هي الواو التي في الكَروان، جعلت أَلفاً عند سقوط الأَلف
والنون، ويكتب الكرا بالأَلف بهذا المعنى، وقيل: الكروان طائر طويل الرجلين
أَغبر دون الدجاجة في الخَلق، وله صوت حسن يكون بمصر مع الطيور الداجنة في
البيوت، وهي من طيور الرِّيف والقُرَى، لا يكون في البادية.
والكَرَى: النوم. والكَرَى: النعاس، يكتب بالياء، والجمع أَكْراء؛ قال:
هاتَكْتُه حتى انْجَلَتْ أَكْراؤُه
كَرِيَ الرجل، بالكسر، يَكْرَى كَرًى إِذا نام، فهو كَرٍ وكَرِيٌّ
وكَرْيان. وفي الحديث: أَنه أَدْرَكه الكَرَى أَي النوم، ورجل كَرٍ وكَرِيٌّ؛
وقال:
مَتى تَبِتْ بِبَطْنِ وادٍ أَو تَقِلْ،
تَتْرُكْ به مِثْلَ الكَرِيّ المُنْجَدِلْ
أَي متَى تَبِت هذه الإِبل في مكان أَو تَقِل به نهاراً تَتْركْ به
زِقّاً مملوءاً لبناً، يصف إِبلاً بكثرة الحلب أَي تَحْلُب وَطْباً من لبن
كأَن ذلك الوطب رجل نائم. وامرأَة كَرِيَةٌ على فَعِلة؛ وقال:
لا تُسْتَمَلُّ ولا يَكْرَى مُجالِسُها،
ولا يَمَلُّ من النَّجْوى مُناجِيها
وأَصبح فلان كَرْيانَ الغداةِ أَي ناعِساً. ابن الأَعرابي: أَكْرَى
الرجُل سَهِر في طاعةِ الله عز وجل. وكَرَى النهرَ كَرْياً: استحدث حَفْرة.
وكَرَى الرجلُ كَرْياً: عَدا عدواً شديداً، قال ابن دريد: وليس باللغة
العالية. وقد أَكْرَيْت أَي أَخَّرت. وأَكْرَى الشيءَ والرحْلَ والعَشاء:
أَخَّره، والاسم الكَراء؛ قال الحطيئة:
وأَكْرَيْت العَشاء إِلى سُهَيْلٍ
أَو الشِّعْرَى، فطالَ بي الأَناءُ
قيل: هو يَطْلُع سَحَراً وما أُكل بعده فليس بعَشاء، يقول: انتظرت
معروفك حتى أَيِسْت. وقال فقيه العرب: من سَرَّه النِّساء ولا نَساء،
فَلْيُبَكِّر العَشاء، وليُباكِر الغَداء، وليُخَفِّف الرِّداء، وليُقِلَّ
غِشْيانَ النساء. وأَكْرَيْنا الحديث الليلة أَي أَطَلْناه. وفي حديث ابن
مسعود: كنا عند النبي، صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة فأَكْرَيْنا في الحديث
أَي أَطَلْناه وأَخَّرناه. وأَكْرَى من الأَضداد، يقال: أَكْرَى الشيءُ
يُكْرِي إِذا طالَ وقَصُرَ وزادَ ونَقَص؛ قال ابن أَحمر:
وتَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً،
والظِّلُّ لم يَفْضُلْ ولم يُكْرِي
أَي ولم ينقص، وذلك عند انتصاف النهار. وأَكْرى الرجل: قلَّ ماله أَو
نَفِد زادُه. وقد أَكرى زادُه أَي نقص؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للبيد:
كذِي زادٍ مَتى ما يُكْرِ مِنْه،
فليس وراءه ثِقَةٌ بزادِ
وقال آخر يصف قِدْراً:
يُقَسِّمُ ما فيها، فإَنْ هِيَ قَسَّمَتْ
فَذاكَ، وإِنْ أَكْرَتْ فعن أَهلها تُكْرِي
قَسَّمَتْ: عَمَّت في القَسْم، أَراد وإِن نقَصت فعن أَهلها تَنْقُص،
يعني القِدْر. أَبو عبيد: المُكَرِّي السَّيرُ
(* قوله« المكرّي السير إلخ»
هذه عبارة التهذيب، وعبارة الجوهري: والمكرّي من الابل اللين السير
والبطيء.)
اللَّيِّن البَطِيء ، والمُكَرِّي من الإِبل التي تَعْدُو، وقيل: هو
السير البطيء؛ قال القطامي:
وكلُّ ذلك منها كُلَّما رَفَعَتْ،
مِنْها المُكَرِّي، ومِنها اللَّيِّن السَّادِي أَي رفَعَتْ في سيرها؛
قال ابن بري وقال الراجز:
لمَّا رأَتْ شَيْخاً له دَوْدَرَّى،
ظَلَّتْ على فِراشِها تَكَرَّى
(* قوله« لما رأت إلخ» لم يقدّم المؤلف المستشهد عليه، وفي القاموس:
تكرّى نام، فتكرّى في البيت تتكرّى.)
دَوْدَرَّى: طَويل الخُصيتين. وقال الأَصمعي: هذه دابة تُكَرِّي
تَكْرِيةً إِذا كان كأَنه يتلقف بيده إِذا مشى. وكَرَت الناقةُ برجليها:
قلَبتهما في العَدْوِ، وكذلك كَرَى الرجلُ بقدميه، وهذه الكلمات يائية لأَن
ياءها لام وانقلاب الأَلف ياء عن اللام أَكثر من انقلابها عن الواو.
والكَرِيُّ: نبت. والكَرِيّةُ، على فعِيلة: شجرة تنبت في الرمل في
الخَصب بنجد ظاهرة، تنبت على نِبْتة الجَعْدة. وقال أَبو حنيفة: الكَرِيُّ،
بغير هاء، عُشبة من المَرْعى، قال: لم أَجد من يصفها، قال: وقد ذكرها
العجاج في وصف ثور وحش فقال:
حتى عَدا، واقْتادَه الكَرِيُّ
وشَرْشَرٌ وقَسْوَرٌ نَضْرِيُّ
(* قوله« نضري» هو الصواب وتصحف في شرشر بنصري.)
وهذه نُبوت غَضَّة، وقوله: اقتادَه أَي دَعاه، كما قال ذو الرمة:
يَدْعُو أَنْفَه الرِّبَبُ
(* قوله« يدعو» أَوّله كما في شرح القاموس في مادة ربب:
أمسى بوهبين مجتازاً لمرتعه بذي الفوارس يدعو أنفه الربب)
والــكَرَوْيا: من البرز، وزنها فَعَوْلَلٌ، أَلفها منقلبة عن ياء ولا
تكون فَعَولَى ولا فَعَلْيا لأَنهما بِناءَان لم يثبُتا في الكلام، إِلا
أَنه قد يجوز أَن تكون فَعَوْلٌ في قول من ثبت عنده قَهَوْباة. وحكى أَبو
حنيفة: كَرَوْياء، بالمد، وقال مرة: لا أَدر أَيمد الــكَرَوْيا أَم لا، فإَن
مدّ فهي أُنثى، قال: وليست الــكَرَوْياء بعربية، قال ابن بري: الــكرَوْيا
من هذا الفصل، قال: وذكره الجوهري في فصل قردم مقصوراً على وزن زكريا،
قال: ورأَيتها أَيضاً الــكَرْوِياء، بسكون الراء وتخفيف الياء ممدودة، قال:
ورأَيتها في النسخة المقروءة على ابن الجواليقي الــكَرَوْياء، بسكون الواو
وتخفيف الياء ممدودة، قال: وكذا رأَيتها، في كتاب ليس لابن خالويه،
كَرَوْيا، كما رأَيتها في التكملة لابن الجواليقي، وكان يجب على هذا أَن
تنقلب الواو ياء لاجتماع الواو والياء وكون الأَول منهما ساكناً إِلا أَن
يكون مما شذ نحو ضَيْوَن وحَيْوةٍ وحَيْوان وعَوْية فتكون هذه لفظة خامسة.
وكَراء: ثنية بالطائف ممدودة. قال الجوهري: وكَراء موضع؛ وقال:
مَنَعْناكمْ كَراء وجانِبَيْهِ،
كما مَنَعَ العَرينُ وَحَى اللُّهامِ
وأَنشد ابن بري:
كأَغْلَبَ، من أُسُود كَراءَ، ورْدٍ
يَرُدُّ خَشَايَةَ الرجلِ الظَّلُومِ
قال ابن بري: والكَرا ثنية بالطائف مقصورة.
نقد: النقْدُ: خلافُ النَّسيئة. والنقْدُ والتَّنْقادُ: تمييزُ الدراهِم
وإِخراجُ الزَّيْفِ منها؛ أَنشد سيبويه:
تَنْفِي يَداها الحَصَى، في كلِّ هاجِرةٍ،
نَفْيَ الدَّنانِيرِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ
ورواية سيبويه: نَفْيَ الدراهِيمِ، وهو جمع دِرْهم على غير قياس أَو
دِرْهام على القياس فيمن قاله.
وقد نَقَدَها يَنْقُدُها نَقْداً وانتَقَدَها وتَنَقَّدَها ونَقَدَه
إِياها نَقْداً: أَعطاه فانتَقَدَها أَي قَبَضَها. الليث: النقْدُ تمييز
الدراهِم وإِعطاؤكَها إِنساناً، وأَخْذُها الانتقادُ، والنقْدُ مصدر
نَقَدْتُه دراهِمَه. ونَقَدْتُه الدراهِمَ ونقَدْتُ له الدراهم أَي أَعطيته
فانتَقَدَها أَي قَبَضَها. ونقَدْتُ الدراهم وانتَقَدْتُها إِذا أَخْرَجْتَ
منها الزَّيْفَ. وفي حديث جابِرٍ وجَمَلِه، قال: فَنَقَدَني ثمنَه أَي
أَعطانيه نَقْداً مُعَجَّلاً. والدِّرْهَمُ نَقْدٌ أَي وازِنٌ جَيِّدٌ.
وناقدْتُ فلاناً إِذا ناقشته في الأَمر. قال سيبويه: وقالوا هذه مائة نَقْدٌ،
الناسُ على إِرادة حذف اللام والصفة في ذلك أَكثرُ؛ وقوله أَنشده ثعلب:
لَتُنْتَجَنَّ وَلَداً أَو نَقْدا
فسره فقال: لَتُنْتَجَنَّ ناقةً فتقتنى أَو ذكَراً فيباع لأَنهم قلما
يمسكون الذكور. ونَقَدَ الشيءَ يَنْقُدُه نَقْداً إِذا نَقَرَه بإِصبعه كما
تُنْقَر الجوزة.
والمِنْقَدَةُ: حُرَيْرَةٌ يُنْقَدُ عليها الجَوْزُ. والنقْدةُ: ضربةُ
الصبيِّ جَوْزةً بإِصبعه إِذا ضرب. ونقَدَ أَرنبَتَه بإِصبعه إِذا ضربها؛
قال خلف:
وأَرْنَبَةٌ لك مُحْمَرَّة،
يَكادُ يُقَطِّرُها نَقْدَة
أَي يشقُّها عن دَمها.
ونَقَدَ الطائرُ الفَخَّ يَنْقُدُه بِمِنْقاره أَي يَنْقُرُه،
والمِنْقادُ مِنْقارُه. وفي حديث أَبي ذر: كان في سَفَر فقرَّبَ أَصحابُه
السُّفْرةَ ودعَوْه إِليها، فقال: إِني صائم، فلما فَرَغُوا جعل يَنْقُدُ شيئاً
من طعامهم أَي يأْكل شيئاً يسيراً؛ وهو من نقَدْتُ الشيءَ بإِصْبَعِي
أَنقُدُه واحداً واحداً نَقْدَ الدراهِمِ. ونَقَدَ الطائرُ الحَبَّ ينقُده
إِذا كان يلْقُطُه واحداً واحداً، وهو مثل النَّقْر، ويروى بالراء؛ ومنه
حديث أَبي هريرة: وقد أَصْبَحْتُم تَهْذِرون الدنيا
(* قوله «تهذرون
الدنيا» قال ابن الاثير: وروي تهذرون يعني بضم الذال، قال: وهو أَشبه بالصواب
يعني تتوسعون في الدنيا). ونقَدَ بِإِصْبَعِه أَي نقَرَ، ونقَد الرجلُ
الشيءَ بنظره يَنْقُدُه نقْداً ونقَدَ إِليه: اختلَسَ النظر نحوه. وما زال
فلان يَنْقُدُ بصَرَه إِلى الشيء إِذا لم يزل ينظر إِليه. والإِنسانُ
يَنْقُدُ الشيءَ بعينه، وهو مخالَسةُ النظر لئلا يُفْطَنَ له. وفي حديث أَبي
الدرداء أَنه قال: إِنْ نقَدْتَ الناسَ نَقَدُوكَ وإِن تَرَكْتَهُمْ
تركوك؛ معنى نقدتهم أَي عِبْتهم واغتَبْتَهم قابلوك بمثله، وهو من قولهم
نقَدْتُ رأْسه بإِصبعي أَي ضربته ونقَدْتُ الجَوْزَةَ أَنقُدها إِذا ضربتها،
ويروى بالفاء والذال المعجمة، وهو مذكور في موضعه. ونقَدَتْه الحيَّةُ:
لدغَتْه.
والنَّقَدُ: تَقَشُّرٌ في الحافِرِ وتَأَكُّلٌ في الأَسنان، تقول منه:
نَقِدَ الحافر، بالكسر، ونَقِدَتْ أَسنانُه ونَقِدَ الضِّرْسُ والقَرْنُ
نَقَداً، فهو نَقِدٌ: ائتُكِلَ وتَكَسَّر. الأَزهري: والنقَدُ أَكل
الضِّرْس، ويكون في القَرْن أَيضاً؛ قال الهذلي:
عاضَها اللَّهُ غُلاماً، بَعْدَما
شابتِ الأَصْداغُ والضِّرْسُ نَقَد
ويروى بالكسر أَيضاً؛ وقال صخر الغيّ:
تَيْسُ تُيُوسٍ إِذا يُناطِحُها،
يَأْلَمُ قَرْناً أَرُومُه نَقَدُ
أَي أَصْلُه مُؤْتَكَلٌ، وقَرْناً منصوب على التمييز، ويروى قَرْنٌ أَي
يأْلَم قَرْنٌ منه.
ونَقِدَ الجِذْعُ نَقَداً: أَرِضَ. وانْتَقَدَتْه الأَرَضَةُ: أَكلتْه
فتَرَكَتْه أَجْوَفَ.
والنَّقَدةُ: الصغيرة من الغَنَم، الذكَرُ والأُنثى في ذلك سواء، والجمع
نَقَدٌ ونِقادٌ ونِقادةٌ؛ قال علقمة:
والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبُونَ به،
على نِقادَتهِ وافٍ ومَجْلُومُ
والنَّقَدُ: السُّفَّلُ من الناس، وقيل: النقَدُ، بالتحريك، جِنْس من
الغَنَم قِصار الأَرْجُل قِباح الوُجوه تكون بالبَحْرَيْنِ؛ يقال: هو
أَذَلُّ من النقَد؛ وأَنشد:
رُبَّ عَديمٍ أَعَزُّ مِنْ أَسَدِ،
ورُبَّ مُثْرٍ أَذَلُّ مِنْ نَقَدِ
وقيل: النقَد غنم صِغارٌ حِجازِيّة، والنقَّادُ: راعِيها. وفي حديث علي:
أَنّ مُكاتِباً لِبَني أَسَدٍ قال: جِئْتُ بِنَقَد أَجْلٍّ بُه إِلى
المدينة؛ النقَد: صغار الغنم، واحدتها نقَدة وجمعها نِقاد؛ ومنه حديث خزيمة:
وعاد النِّقادُ مُجْرَنْثِماً؛ وقول أَبي زبيد يصف الأَسد:
كأَنَّ أَثْوابَ نَقّادٍ قُدِرْنَ لَه،
يَعْلُو بِخَمْلَتِها كَهْباءَ هُدّابَا
فسره ثعلب فقال: النقّادُ صاحِبُ مُسُوكِ النقَد كأَنه جعل عليه خَمْلَه
أَي أَنه وَرْدٌ ونصَب كَهْباء بِيَعْلُو؛ وقال الأَصمعي: أَجْوَدُ
الصُّوفِ صوفُ النقَد.
والنِّقْدُ: البَطِيءُ الشّبابِ القَلِيلُ الجْسمِ، وربما قيل للقَمِيءِ
من الصبيان الذي لا يكاد يَشِبُّ نَقَدٌ.
وأَنْقَدَ الشجرُ: أَوْرَقَ.
والأَنْقَدُ والأَنْقَذُ. بالدال والذال: القُنْفُذُ والسُّلَحْفاءُ؛
قال:
فباتَ يُقاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دائِباً،
ويَحْدُرُ بِالقُفِّ اخْتِلافَ العُجاهِنِ
وهو معرفة كما قيل للأَسد أُسامة. ومن أَمثالهم: باتَ فُلان بِلَيْلَةِ
أَنقَدَ إِذا بات ساهِراً، ومع ذلك أَن القُنْفُذ يَسْرِي ليلَه أَجمع لا
ينامُ الليلَ كُلّه. ويقال: أَسْرى من أَنْقَدَ.
الليث: الإِنْقدانُ السُّلَحْفاةُ الذكَر.
والنُّقْدُ والتُّعَضُ: شجر، واحدته نُقدةٌ ونُعْضةٌ. والنُّقُدُ
والنَّقَدُ: ضربان من الشجر، واحدته نُقدةٌ، بالضم. قال اللحياني: وبعضهم يقول
نَقَدةٌ فيحرك. وقال أَبو حنيفة: النُّقْدةُ فيما ذكر أَبو عمرو من
الخوصة، ونَوْرُها يشبه البَهْرَمانَ، وهو العُصْفُر؛ وأَنشد للخضري في وصف
القطاة وفَرْخَيْها:
يَمُدّانِ أَشْداقاً إليها، كأَنما
تَفَرَّق عن نُوّارِ نُقْدٍ مُثَقَّبِ
اللحياني: نُقْدةٌ ونُقْدٌ، وهي شجرة، وبعضهم يقول نَقدةٌ ونَقَدٌ؛ قال
الأَزهري: وأَكثر ما سمعت من العرب نَقَدٌ، محرك القاف، وله نَور أَصفر
ينبت في القيعان. والنُّقْدُ: ثمر نبت يشبه البهرمان. والنِّقْدةُ:
الــكَرَوْيا. ابن الأَعرابي: التِّقْدةُ الكُزْبَرةُ. والنِّقْدةُ، بالنون:
الــكَرَوْيا. ونَقْدةُ: موضع
(* قوله «ونقدة موضع» وقوله ونقدة، بالضم، اسم
موضع ظاهره أنهما موضعان والذي في معجم ياقوت نقدة، بالفتح ثم السكون ودال
مهملة وقد تضم النون، عن الدريدي اسم موضع في ديار بني عامر وقرأت بخط
ابن نباتة السعدي نقدة بضم النون في قول لبيد) ؛ قال لبيد:
فَقَدْ نَرْتَعي سَبْتاً وأَهْلُكِ حِيرةً،
مَحَلَّ المُلوكِ نَقْدلاً فالمَغاسِلا
ونُقْدَةُ، بالضم: اسم موضع؛ ويقال: النُّقْدةُ بالتعريف.
كمن: كَمَنَ كُمُوناً: اخْتَفى. وكَمَن له يَكْمُن كُموناً وكَمِن :
استَخْفى. وكمنَ فلانٌ إِذا استخفى في مَكْمَنٍ لا يُفْطَنُ له. وأَكْمَن
غيرَه: أَخفاه. ولكل حَرْفٍ مَكْمَنٌ إِذا مَرَّ به الصوتُ أَثاره. وكلُّ
شيءٍ استتر بشيءٍ فقد كَمَن فيه كُموناً. وفي الحديث: جاءَ رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، وأَبو بكر، رضي الله عنه، فكَمَنا في بعض حِرار المدينة
أَي استترا واستخفيا؛ ومنه الكَمِينُ في الحرب معروف، والحِرار: جمع
حَرَّة وهي الأَرض ذات الحجارة السُّود، قال ابن سيده: الكَمينُ في الحرب
الذينَ يَكْمُنون. وأَمرٌ فيه كَمِينٌ أَي فيه دَغَلٌ لا يُفْطَن له. قال
الأَزهري: كَمِينٌ بمعنى كامِن مثل عَليم وعالم. وناقة كَمُونٌ: كَتُوم
للِّقاح، وذلك إِذا لَقِحَتْ، وفي المحكم: إِذا لم تُبَشِّر بذَنبها ولم
تَشُل، وإِنما يُعْرَف حملُها بشَوَلان ذنَبِها. وقال ابن شميل: ناقة
كَمُونٌ إِذا كانت في مُنْيَتِها وزادت على عشر ليال إِلى خمس عشرة لا
يُسْتَيْقَنُ لِقاحُها. وحُزْنٌ مُكْتَمِنٌ في القلب: مُخْتَفٍ. والكُمْنةُ:
جَرَبٌ وحُمْرة تَبقى في العين من رَمَدٍ يُساء علاجُه فتُكْمَن، وهي
مَكْمونة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
سِلاحُها مُقْلَةٌ تَرَقْرَقُ لم
تَحْذَلْ بها كُمْنةٌ ولا رَمَدُ
وفي الحديث عن أَبي أُمامة الباهلي قال: نهى رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، عن قتل عَوامر البيوت إِلاَّ ما كان من ذي الطُّفْيَتَيْنِ
والأَبْتَر، فإِنهما يُكْمِنان الأََبصارَ أَو يُكْمِهان وتَخْدِجُ منه النساء.
قال شمر: الكُمْنةُ ورَمٌ في الأَجفان، وقيل: قَرْحٌ في المآقي، ويقال:
حِكَّة ويُبْسٌ وحُمْرة؛ قال ابن مقبل:
تَأَوَّبَني الداءُ الذي أَنا حاذِرُهْ،
كما اعتاد . . .* من الليلِ عائِرُهْ
(* كذا بياض بالأصل).
ومن رواه بالهاء يُكْمِهان، فمعناه يُعْمِيان، من الأَكْمه وهو الأَعمى،
وقيل: هو ورم في الجَفْن وغِلَظٌ، وقيل: هو أُكالٌ يأُْخذ في جفن العين
فتحمرُّ له فتصير كأَنها رمداء، وقل: هي ظلمة تأْخذ في البصر، وقد
كَمِنَتْ عينُه تَكْمَنُ كُمْنة شديدة وكُمِنَتْ. والمُكْتَمِنُ: الحَزينُ؛ قال
الطرماح:
عَواسِفُ أَوْساطِ الجُفونِ يَسُفْنَها
بمُكْتَمِنٍ، من لاعِج الحُزْنِ، واتِنِ
المُكْتَمِنُ: الخافي المضمر، والواتِنُ: المقيم، وقيل: هو الذي خَلَصَ
إِلى الوَتِينِ.
والكَمُّون، بالتشديد: معروف حَبٌّ أَدقُّ من السِّمْسِم، واحدته
كَمُّونةٌ. وقال أَبو حنيفة: الكَمُّون عرب معروف زعم قوم أَنه السَّنُّوتُ؛
قال الشاعر:
فأَصبَحْتُ كالكَمُّون ماتَتْ عُروقُه،
وأَغصانُه مما يُمَنُّونَه خُضْرُ
ودارَةُ مَكْمِنٍ
(* قوله «ودارة مكمن» ضبطها المجد كمقعد، وضبطها ياقوت
كالتكملة بكسر الميم): موضع؛ عن كراع. ومَكْمِنٌ: اسم رملة في ديار
قيس؛ قال الراعي:
بدارَةِ مَكْمِنٍ ساقتْ إِليها
رِياحُ الصَّيْفِ أَرْآماً وعِينَا
تقر: التَّقِرُ والتَّقِرَةُ: التَّابَِلُ، وقيل: التَّقِر الــكرويا،
والتَّقِرَةُ: جماعة التوابل؛ قال ابن سيده: وهي بالدال أَعلى.
تقرد: التِّقْرِدَةُ: الكسبرة؛ عن ابن دريد؛ قال: والتِّقْرِدَةُ
الأَبزار كلها عند أَهل اليمن. التهذيب في الرباعي: التِّقْرِدُ الــكرويا، قال
الأَزهري: وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي: التِّقْدَةُ الكزبرة والتِّقْدَةُ
الــكرويا. قال الأَزهري: وهذا هو الصحيح، وأَما التِّقْرِدُ فلا أَعرفه في
كلام العرب.
قتر: القَتْرُ والتَّقْتِيرُ: الرُّمْقةُ من العيش.
قَتَرَ يَقْتِرُ ويَقْتُر قَتْراً وقُتوراً، فهو قاتِرٌ وقَتُور
وأَقْتَرُ، وأَقْتَرَ الرجل: افتقر؛ قال:
لكم مَسْجِدا اللهِ: المَزورانِ، والحَصى
لكم قِبْصُهُ من بين أَثْرَى وأَقْتَرَا
يريد من بين مَنْ أَثْرَى وأَقْتَر؛ وقال آخر:
ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أَني غلامُ
وقَتَّر وأَقْتَرَ، كلاهما: كَقَتَر. وفي التنزيل العزيز: والذين إِذا
أَنفقوا لم يُسْرِفوا ولم يُقْتِرُوا، ولم يَقتُروا؛ قال الفراء: لم
يُقَتِّروا عما يجب عليهم من النفقة. يقال: قَتَرَ وأَقْتَر وقَتَّر بمعنى
واحد. وقَتَرَ على عياله يَقْتُرُ ويَقْتِرُ قَتْراً وقُتُوراً أَي ضيق
عليهم في النفقة. وكذلك التَّقْتيرُ والإِقْتارُ ثلاث لغات. الليث: القَتْرُ
الرُّمْقةُ في النفقة. يقال: فلان لا ينفق على عياله إِلا رُمْقةً أَي ما
يمسك إِلا الرَّمَقَ. ويقال: إِنه لَقَتُور مُقَتِّرٌ. وأَقْتر الرجلُ
إِذا أَقَلَّ، فهو مُقتِرٌ، وقُتِرَ فهو مَقْتُور عليه. والمُقْترُ: عقيب
المُكْثرِ. وفي الحديث: بسُقْمٍ في بدنه وإِقْتارٍ في رزقه؛ والإِقْتارُ:
التضييق على الإِنسان في الرزق. ويقال: أَقْتَر الله رزقه أَي ضَيَّقه
وقلله. وفي الحديث: مُوسَّع عليه في الدنيا ومَقْتُور عليه في الآخرة. وفي
الحديث: فأَقْتَر أَبواه حتى جَلسَا مع الأَوْفاضِ أَي افتقرا حتى جلسا
مع الفقراء. والقَتْر: ضِيقُ العيش، وكذلك الإِقْتار. وأَقْتَر: قلَّ
مائه وله بقية مع ذلك. والقَتَرُ: جمع القَتَرةِ، وهي الغَبَرة؛ ومنه قوله
تعالى: وجوه يومئذ عليها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ؛ عن أَبي عبيدة،
وأَنشد للفرزدق:
مُتَوَّج برِداء المُلْكِ يَتْبَعُه
مَوْجٌ، تَرى فوقَه الرَّاياتِ والقَتَرا
التهذيب: القَتَرةُ غَبَرة يعلوها سواد كالدخان، والقُتارُ ريح القِدْر،
وقد يكون من الشِّواءِ والعظم المُحْرَقِ وريح اللحم المشويّ. ولمٌ
قاترٌ إِذا كان له قُتار لدَسَمه، وربما جعلت العرب الشحم والدسم قُتاراً؛
ومنه قول الفرزدق:
إِليكَ تَعَرَّفْنَا الذُّرَى بِرحالِنا،
وكلِّ قُتارٍ في سُلامَى وفي صُلْبِ
وفي حديث جابر، رضي الله عنه: لا تُؤْذِ جارَك بقُتار قِدْرك؛ هو ريح
القِدْر والشِّواءِ ونحوهما. وقَتِرَ اللحمُ
(* قوله« وقتر اللحم إلخ» بابه
فرح وضرب ونصر كما في القاموس) . وقَتَرَ يَقْتِرُ، بالكسر، ويَقْتُر
وقَتَّرَ: سطعت ريح قُتارِهِ. وقَتَّرَ للأَسد: وضع له لحماً في الزُّبْيةِ
يجد قُتارَهُ. والقُتارُ: ريح العُودِ الذي يُحْرق فَيُدَخَّنُ به؛ قال
الأَزهري: هذا وجه صحيح وقد قاله غيره، وقال الفراء: هو آخر رائحة العُود
إِذا بُخِّرَ به؛ قاله في كتاب المصادر، قال: والقُتارُ عند العرب ريح
الشِّواءِ إِذا ضُهّبَ على الجَمْر، وأَما رائحة العُود إِذا أُلقي على
النار فإِنه لا يقال له القُتارُ، ولكن العرب وصفت استطابة المُجْدِبين
رائحةَ الشِّواءِ أَنه عندهم لشدّة قَرَمِهم إِلى أَكله كرائحة العُود
لِطيبِهِ في أُنوفهم. والتَّقْتيرُ: تهييج القُتارِ، والقُتارُ: ريح البَخُور؛
قال طرفة:
حِينَ قال القومُ في مَجْلِسِهمْ:
أَقُتَارٌ ذاك أَم رِيحُ قُطُرْ؟
والقُطْرُ: العُود الذي يُتَبَخَّر به؛ ومنه قول الأَعشى:
وإِذا ما الدُّخان شُبِّهَ بالآ
نُفِ يوماً بشَتْوَةٍ أَهْضامَا
والأَهْضام: العود الذي يوقد ليُسْتَجْمَر به؛ قال لبيد في مثله:
ولا أَضِنُّ بمَغْبوطِ السَّنَامِ، إِذا
كان القُتَارُ كما يُسْتَرْوحُ القُطُرُ
أَخْبَرَ أَنه يَجُود بإِطعام اللحم في المَحْل إِذا كان ريح قُتارِ
اللحم عند القَرِمينَ كرائحة العود يُبَخَّر به. وكِباءٌ مُقَتَّر، وقَتَرت
النارُ: دَخَّنَت، وأَقْتَرْتُها أَنا؛ قال الشاعر:
تَراها، الدَّهْرَ، مُقْتِرةً كِباءً،
ومِقْدَحَ صَفْحةٍ، فيها نَقِيعُ
(* قوله« ومقدح صفحة» كذا بالأصل بتقديم الفاء على الحاء ولعله محرف عن
صفحة الاناء المعروف.)
وأَقْتَرَت المرأَةُ، فهي مُقْترةٌ إِذا تبخرت بالعود. وفي الحديث: وقد
خَلَفَتْهم قَتَرةُ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم؛ القَتَرةُ: غَبَرةُ
الجيش، وخَلَفَتْهم أَي جاءت بعدهم.
وقَتَّر الصائدُ للوحش إِذا دَخَّن بأَوبار الإِبل لئلا يجد الصيدُ
ريحَه فَيهْرُبَ منه.
والقُتْر والقُتُر: الناحية والجانب، لغة في القُطْر، وهي الأَقْتار
والأَقْطار، وجمع القُتْر والقُتُر أَقْتار. وقَتَّرهُ: صرعه على قُتْرة.
وتَقَتَّر فلانٌ أَي تهيأَ للقتال مثل تَقَطَّرَ. وتَقَتَّر للأَمر: تهيأَ
له وغضب، وتَقَتَّرهُ واسْتَقْتَرهُ: حاولَ خَتْلَه والاسْتِمكانَ به؛
الأَخيرة عن الفارسي، والتَّقَاتُر: التَّخاتل؛ عنه أَبضاً، وقد تَقَتَّر
فلان عنا وتَقَطَّر إِذا تَنَحَّى؛ قال الفرزدق:
وكُنَّا بهِ مُسْتَأْنِسين، كأَنّهُ
أَخٌ أَو خَلِيطٌ عن خَليطٍ تَقَتَّرَا
والقَتِرُ: المتكبر؛ عن ثعلب، وأَنشد:
نحن أَجَزْنا كلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ
في الحَجِّ، من قَبْلِ دَآدِي المُؤْتَمِرْ
وقَتَرَ ما بين الأَمرين وقَتَّره: قَدَّره. الليث: التَّقتيرُ أَن تدني
متاعك بعضه من بعض أَو بعضَ رِكابك إِلى بعض، تقول: قَتَّر بينها أَي
قارب.
والقُتْرةُ: صُنْبور القناة، وقيل هو الخَرْق الذي يدخل منه الماء
الحائط. والقُتْرةُ: ناموس الصائد، وقد اقتتر فيها. أَبو عبيدة: القُتْرةُ
البئر يحتفرها الصائد يَكْمُن فيها، وجمعها قُتَر. والقُتْرةُ: كُثْبَةٌ من
بعر أَو حصًى تكون قُتَراً قُتَراً. قال الأَزهري: أَخاف أَن يكون
تصحيفاً وصوابه القُمْزة، والجمع القُمَزُ، والكُثْبة من الحصى وغيره.
وقَتَرَ الشيءَ: ضمَّ بعضَه إِلى بعض. والقاترُ من الرحال والسروج:
الجَيِّدُ الوقوعِ على ظهر البعير، وقيل: اللطيف منها، وقيل: هو الذي لا
يَسْتَقْدمُ ولا يَسْتَأْخِرُ، وقال أَبو زيد: هو أَصغر السروج. ورحْل قاتِرٌ
أَي قَلِقٌ لا يَعْقِرُ ظهرَ البعير.
والقَتِيرُ: الشَّيْبُ، وقي: هو أَوّل ما يظهر منه. وفي الحديث: أَن
رجلاً سأَله عن امرأَة أَراد نكاحها قال: وبِقَدْرِ أَيّ النساء هِي؟ قال:
قد رَأَتِ القَتِيرَ، قال: دَعْها؛ القَتيرُ: المَشيب، وأَصلُ القَتِير
رؤوسُ مسامير حَلَق الدروع تلوح فيها، شُبّه بها الشيب إِذا نَقَبَ في سواد
الشعر. الجوهر: والقَتِيرُ رؤوس المسامير في الدرع؛ قال الزَّفَيانُ:
جَوارناً تَرَى لها قَتِيرَا
وقول ساعدة بن جؤية:
ضَبْرٌ لباسُهُمُ القَتِيرُ مُؤَلَّب
القَتِيرُ: مسامير الدرع، وأَراد به ههنا الدرع نفسها. وفي حديث أَبي
أمامة، رضي الله تعالى عنه: من اطَّلَعَ من قُتْرةٍ فَفُقِئَتْ عينه فهي
هَدَرٌ؛ القترة، بالضم: الكُوَّة النافذة وعين التَّنُّور وحلقة الدرع وبيت
الصائد، والمراد الأَول.
وجَوْبٌ قاتِرٌ أَي تُرْس حسن التقدير؛ ومنه قول أَبي دَهْبَلٍ
الجُمَحي:دِرْعِي دِلاصٌ شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ،
وجَوْبُها القاتِرُ من سَيْرِ اليَلَبْ
والقِتْرُ والقِتْرةُ: نِصال الأَهْداف، وقيل: هو نَصْل كالزُّجّ حديدُ
الطرف قصير نحو من قدر الأُصبع، وهو أَيضاً القصب الذي ترمى به الأَهداف،
وقيل: القِتْرةُ واحد والقِتْرُ جمع، فهو على هذا من باب سِدْرة
وسِدْرٍ؛ قال أَبو ذؤيب يصف النخل:
إِذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرُها،
كقِتْرِ الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صِيَابُها
الجوهري: والقِتْرُ، بالكسر، ضرب من النِّصال نحو من المَرْماة وهي سهم
الهَدَف، وقال الليث: هي الأَقْتار وهي سِهام صغار؛ يقال: أُغاليك إِلى
عشر أَو أَقلّ وذلك القِتْرُ بلغة هُذَيْل. يقال: كم فعلتم قِتْرَكُمْ،
وأَنشد بيت أَبي ذؤيب. ابن الكلبي: أَهْدى يَكْسُومُ ابن أَخي الأَشْرَم
للنبي ، صلى الله عليه وسلم، سلاحاً فيه سَهْمُ لَعِبٍ قد رُكِّبَتْ
مِعْبَلَةٌ في رُعْظِهِ فَقَوَّم فُوقَهُ وقال: هو مستحكم الرِّصافِ، وسماه
قِتْرَ الغِلاء. وروى حماد بن سلمة عن ثابت عن أَنس: أَن أَبا طلحة كان
يَرْمي والنبي، صلى الله عليه وسلم، يُقَتِّر بيت يديه وكان رامياً، فكان
أَبو طلحة، رضي الله تعالى عنه، يَشُور نَفْسَه ويقول له إِذا رَفَع شَخْصه:
نَحْري دون نَحْرِك يا رسول الله؛ يقتر بين يديه، قال ابن الأَثير: يُقَتِّر
بين يديه أَي يُسَوّي له النصالَ ويَجْمع له السهامَ، من التَّقْتِير،
وهو المقاربة بين الشيئين وإِدناء أَحدهما من الآخر، قال: ويجوز أَن يكون
من القِتْر، وهو نَصْل الأَهداف، وقيل: القِتْرُ سهم صغير، والغِلاءُ
مصدر غَالَى بالسهم إِذا رماه غَلْوةً؛ وقال أَبو حنيفة: القِتْر من السهام
مثل القُطْب، واحدته قِتْرةٌ؛ والقِتْرَة والسِّرْوَةُ واحد.
وابن قِتْرَةَ: ضرب من الحيات خبيث إِلى الصغر ما هو لا يسلم من لدغها،
مشتق من ذلك، وقيل: هو بِكْر الأَفْعى، وهو نحو من الشِّبْرِ يَنْزو ثم
يقع؛ شمر: ابن قِتْرَةَ حية صغيرة تنطوي ثم تَنْزو في الرأْس، والجمع بنات
قِتْرةَ؛ وقال ابن شميل: هو أُغَيْبِرُ اللون صغير أَرْقَطُ ينطوي ثم
يَنْقُز ذراعاً أَو نحوها، وهو لا يُجْرَى؛ يقال: هذا ابنُ قِتْرَة؛
وأَنشد:
له منزلٌ أَنْفُ ابنِ قِتْرَةَ يَقْتَري
به السَّمَّ، لم يَطْعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدَا
وقِتْرَةُ معرفة لا ينصرف. وأَبو قِتْرة: كنية إِبليس. وفي الحديث:
تعوّذوا بالله من قِتْرةَ وما وَلَد؛ هو بكسر القاف وسكون التاء، اسم إِبليس.