Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=83443#efe33f
(تــكادس) الشّجر اجْتمع والتف
كدس: الكُدْس والكَدْس: العَرَمَة من الطعام والتمر والدراهم ونحو ذلك،
والجمع أَكداس، وهو الكدِّيس، يمانية؛ قال:
لم تَدْر بُصْرى بما آلَيْت من قَسَم،
ولا دِمَشْقُ إِذا دِيسَ الكَداديسُ
وقد كَدَسَه. والكُدْس: جماعة طعام، وكذلك ما يجمع من دراهم ونحوه.
يقال: كَدَسَ يَكْدِس. النضر: أَكْداس الرمل واحدها كُدْس، وهو المتراكب
الكثير الذي لا يُزايل بعضه بعضاً. وفي حديث قتادة: كان أَصحاب الأَيْكة
أَصحاب شجر مُتــكادِس أَي ملتف مجتمع من تكدَّست الخيل إِذا ازدحمت وركب بعضها
بعضاً. والكَدْس: الجمع؛ ومنه كُدْس الطعام. وكَدَسَتِ الإِبل
والدَّوابّ تَكْدِس كَدْساً وتكدَّسَت: أَسرعت وركب بعضها بعضاً في سيرها. الفراء:
الكَدس إِسراع الإِبل في سيْرها، والكَدْس: إِثقال المُسْرِع
(* قوله
«الكدس اثقال المسرع إلخ» عبارة القاموس والصحاح: الكدس اسراع المثقل في
السير.) في السير، وقد كَدَسَت الخيل. وتَكَدَّس الفرس إِذا مشى كأَنه مثقل؛
قال الشاعر:
إِنَّا إِذا الخَيْل عَدَت أَكْداسا،
مِثل الكلاب، تَتَّقِي الهَراسا
والتَكَدُّس: أَن يحرِّك مَنْكِبَيْه وينصَبَّ إِلى ما بين يديه إِذا
مَشَى وكأَنه يركب رأْسه، وكذلك الوُعُول إِذا مَشَت. وفي حديث السِّراط:
ومنهم مَكْدُوس في النار أَي مَدْفُوع. وتكدَّس الإِنسان إِذا دُفع من
ورائه فسقط، ويروى بالشين المعجمة، من الكَدْش وهو السَّوْق الشديد.
والكَدْسُ: الطرد والجَرْح أَيضاً. والتَكَدُّس: مِشيَة من مِشى القِصار
الغِلاظ. ابن الأَعرابي: كَدْس الخيل ركوب بعضها بعضاً، والتَكَدُّس: السرعة في
المشي أَيضاً؛ قال عبيد أَو مهلهل:
وخَيْل تَكَدَّسُ بالدَّارعِين،
كمَشْيِ الوُعُول على الظاهِرَهْ
يقال منه: جاء فلان يَتَكَدَّسُ؛ وقال المُتَلَمِّس:
هَلُمُّوا إِليه، قد أُبيثَتْ زُرُوعُه،
وعادَتْ عليه المَنْجَنُونُ تَكَدَّسُ
والكُداس: عُطاس البهائم، وكَدَسَت أَي عَطَست؛ قال الراجز:
الطَّير شَفْعٌ والمَطايا تَكْدِسُ،
إِني بأَنْ تَنْصُرَني لأُحسِسُ
يقول: هذه الإِبل تَعْطِسُ بنصرك إِياي، والطيرُ تمرُّ شَفْعاً، لأَنه
يُتَطَيَّرُ بالوِتْرِ منها، وقوله أُحْسِسُ، أَي أُحسُّ، فأَظْهر التضعيف
للضرورة كما قال الآخر:
تَشْكو الوَجى من أَظْلَلٍ وأَظْلَلِ
وكَدَسَ يَكْدِس كَدْساً: عَطَس، وقيل: الكُداس للضَّأْن مثل العُطاس
للأنسان. وفي الحديث: إِذا بصَق أَحدكم في الصلاة فليبصُق عن يَساره أَو
تحت رجْله، فإِن غَلَبَتْه كَدْسَة أَو سعلة ففي ثوبه؛ الكَدْسة: العَطْسة.
والكَوادِس: ما يُتَطَيَّر منه مثلُ الفأْل والعُطاس ونحوه، والــكادِس
كذلك؛ ومنه قيل للظَّبي وغيره إِذا نَزَلَ من الجَبَل: كادِس، يُتَشاءَم به
كما يُتَشاءَمُ بالبارِح. والــكادِسُ: القَعيدُ من الظِّباء وهو الذي
يَجيئُك من ورائك؛ قال أَبو ذؤيب:
فَلَوْ أَنَّني كنتُ السَّلِيم لَعُدْتَني
سَريعاً، ولم تَحْبِسْكَ عَنِّي الكَوادِسُ
واحدُها كادِس. وكَدَسَ يَكْدِسُ كَدْساً: تطيَّر؛ ويقال: أَخذه فكَدَس
به الأَرض. وفي الحديث: كان لا يُؤتَى بأَحَدٍ إِلاَّ كدس به الأَرض أَي
صَرعه وأَلصَقَه بها.
كوس: الكَوْسُ: المَشي على رجل واحدة، ومن ذوات الأَربع على ثلاث
قَوائم، وقيل: الكَوْسُ أَن يَرْفع إِحدى قوائمه ويَنْزُوَ على ما بقي، وقد
كاسَتْ تَكُوسُ كَوْساً؛ قال الأَعور النَّبْهانيُّ:
ولو عند غَسَّان السَّلِيطيِّ عَرَّسَتْ،
رَغا فَرِقٌ منها، وكاسَ عَقِيرُ
وقال حاتم الطائي:
وإِبْلِيَ رَهْنٌ أَن يَكُوسَ كَريمُها
عَقِيراً، أَمامَ البيت، حِينَ أُثِيرُها
أَي تعقر إِحدى قوائم البعير فيَكُوس على ثلاث؛ وقالت عمرة أُخت العباس
بن مِرْداس وأُمُّها الخَنْساء تَرْثي أَخاها وتذكر أَنه كان يُعَرْقِبُ
الإِبل:
فَظَلَّتْ تَكُوسُ على أَكْرُعٍ
ثَلاثٍ، وغادَرَتْ أُخْرى خَضِيبا
تعني القائمة التي عَرْقَبَها فهي مُخَضَّبَة بالدم. وكاس البعير إِذا
مشى على ثلاث قوائم وهو مُعَرْقَبٌ. والتَّكاوُس: التَّراكُمُ والتزاحم.
وتَكاوَسَ النخل والشجر والعُشْب: كَثُرَ والتفَّ؛ قال عُطارِد ابنُ
قُرَّان:
ودُونيَ من نَجْران رُكْنٌ عَمَرَّدٌ،
ومُعْتَلِجٌ من نَخْلِهِ مُتَكاوِسُ
وتَكاوَسَ النَّبْتُ: التفَّ وسقط بعضه على بعض، فهو مُتَكاوِس. وفي
حديث قتادة ذكر أَصحاب الأَيْكة فقال: كانوا أَصحاب شجر مُتَكاوِس أَي
مُلْتَف متراكب، ويروى مُتَــكادِس، وهو بمعناه. وفي النوادر: اكْتاسَني فلان عن
حاجتي وارْتَكَسَني أَي حبسني.
والكُوسُ، بالضم: الطَّبْل، ويقال: هو معرَّب. ومَكْوَسٌ على مَفْعَل:
اسم حمار
(* قوله «ومكوس على مفعل اسم حمار» مثله في الصحاح، وعبارة
القاموس وشرحه: ومكوّس كمعظم: حمار، ووهم الجوهري فضبطه بقلمه على مفعل، وإِذا
كان لغة كما نقله بعضهم فلا يكون وهماً.). ولُمْعَةٌ كَوْساء: متراكمة
ملتفَّة.
والمُتَكاوِسُ في القوافي: نوع منها وهو ما توالى فيه أَربع متحركات بين
ساكنين، شبّه بذلك لكثرة الحركات فيه كأَنها التفَّت.
وكاسَ الرجُلُ كَوْساً وكَوَّسَهُ: أَخذَ برأْسه فَنَصاه إِلى الأَرض،
وقيل: كَبَّه على رأْسه. وكاسَ هُوَ يَكُوسُ: انقلب. وفي حديث عبد اللَّه
بن عمر: أَنه كان عند الحجاج فقال: ما نَدِمْتُ على شيء نَدَمي أَن لا
أَكون قَتَلْتُ ابن عمر، فقال عبد اللَّه: أَما واللَّه لو فعلتَ ذلك
لَكَوَّسَك اللَّه في النار أَعلاك أَسفلك؛ قال أَبو عبيد: قوله لَكَوَّسَك
اللَّه يعني لَكَبَّك اللَّه فيها وجعل أَعلاك أَسْفَلك، وهو كقولهم:
كلَّمته فاهُ إِلى فيَّ، في وقوعه موقع الحال. ويقال. كَوَّسْتُهُ على رأْسه
تَكْويساً، وقد كاسَ يَكوسُ إِذا فعل ذلك.
والكُوس: خَشَبة مُثلَّثة تكون مع النَّجَّار يَقِيس بها تَرْبيعً
الخشَب، وهي كلمة فارسية، والكَوْسُ أَيضاً كأَنها أَعجمية والعرب تكلَّمت
بها، وذلك إِذا أَصاب الناس خَبٌّ في البحر فخافوا الغَرَق، قيل: خافوا
الكَوْسَ. ابن سيده: والكَوْسُ هَيْجُ البحر وخَبُّه ومُقارَبة الغرق فيه،
وقيل: هو الغرَق، وهو دَخِيل.
والكُوسِيُّ من الخيل: القصير الدَّوارِج فلا تراه إِلا مُنَكَّساً إِذا
جَرَى، والأُنثى كُوسِيَّة، وقال غيره: هو القصير اليدَيْنِ. وكاسَتِ
الحيَّة إِذا تَحَوَّتْ في مَكاسِها، وفي نسخة في مَساكِها. وكَوْساءُ:
موضع؛ قال أَبو ذؤيب:
إِذا ذَكَرتْ قَتْلي بِكَوْساء، أَشْعَلَتْ
كوَاهِيَةِ الأَخْراتِ رَثّ صُنُوعُها
دكس: الدُّكاسُ: ما يَغْشَى الإِنسانَ من النعاسِ ويتراكب عليه؛ وأَنشد
ابن الأَعرابي:
كأَنه من الكَرَى الدُّكاسِ
باتَ بِكأْسَيْ قَهْوَةٍ يُحاسِي
والدَّاكِسُ: لغة في الــكادِسِ، وهو ما يُتَطَيَّرُ به من العُطاسِ
والقَعِيدُ ونحوهما. دَكَسَ الشيءَ: حَشَاه. والدَّاكِسُ من الظِّباء:
القَعِيدُ. والدَوْكَسُ: العدد الكثير. ومالٌ دَوْكَس: كثير؛ عن كراع. وَنَعَممٌ
دَوْكسٌ ودَيْكَسٌ أَي كثير. والدَّوْكَسُ: من أسماء الأَسد، وهو
الدَّوْسَكُ لغة. وقال أَبو منصور: لم أَسمع الدَّوْكسَ ولا الدَّوسَكَ في
أَسماء الأَسد، والعرب تقول: نَعَمٌ دَوْكَسٌ وشاء دَوْكَسٌ إِذا كثرت؛
وأَنشد بعضهم:
مَن اتَّقَى اللَّهَ، فلمَّا يَيْئَسِ
من عَكَرٍ دَثْرٍ وشاءٍ دَوْكَسِ
والدِّيَكْسا والدُيَكْساءُ: القِطعة العظيمة من الغنم والنَّعام. يقال:
غنمٌ دِيَكْساء وغَبَرَةٌ دِيَكْساءُ عظيمة. ودَيْكَسَ الرجلُ في بيته
إِذا كان لا يَبْرُزُ لحاجة القوم يَكْمُنُ فيه.
ودَوْكَسٌ: اسمٌ.
كسد: الكَسادُ: خِلافُ النَّفاقِ ونقِيضُه، والفعل يَكْسُدُ. وسُوق
كاسدة
(* وقوله «وسوق كاسدة» كذا بإثبات الهاء وقال فيما بعد بلا هاء وهو نص
الجوهري والقاموس فلعل فيه لغتين): بائرة.
وكسَد الشيءُ كَساداً، فهو كاسِد وكَسِيدٌ، وسِلعة كاسدة. وكَسَدَتِ
السوقُ تَكْسُد كَساداً: لم تَنْفَقْ، وسوقٌ كاسدٌ، بلا هاء. وكسَدَ المتاعُ
وغيره، وكَسُدَ، فهو كَسِيد كذلك.
وأَكسَد القومُ: كَسَدَتْ سوقهم؛ وقول الشاعر:
إِذْ كلُّ حَيٍّ نابِتٌ بأَرُومَةٍ،
نبْتَ العِضاهِ، فَماجِدٌ وكَسِيدُ
أَي دونٌ؛ قال ابن بري: البيت لمعاوية بن مالك وهو الذي يسمي مُعَوِّذ
الحكماء، سمي بذلك لقوله:
أُعَوِّذُ بَعْدَها الحكماءَ بَعْدِي،
إِذا ما الحَقُّ في الأَشْياعِ نابا
وروي: في الأَزمان نابا؛ ومعنى البيت: أَن الناس كالنبات فمنهم كرِيمُ
المَنبتِ وغير كريمه.
نجع: النُّجْعةُ عند العرب: المَذْهَبُ في طلَبِ الكلإِ في موضعه.
والبادِيةُ تُحْضَرُ مَحاضِرُها عند هَيْجِ العُشْبِ ونَقْصِ الخُرَفِ وفَناءِ
ماء السماء في الغُدْرانِ، فلا يزالون حاضرة يشربون الماء العِدَّ حتى
يقع ربِيعٌ بالأَرض، خَرَفِيّاً كان أَو شَتِيّاً، فإِذا وقع الربيع
تَوَزَّعَتْهُمُ النُّجَعُ وتتبعوا مَساقِطَ الغيث يَرْعَوْنَ الكَلأَ
والعُشْبَ، إِذا أَعْشَبَتِ البِلادُ، ويشربون الكَرَعَ، وهو ماءُ السماءِ، فلا
يزالون في النُّجَعِ إِلى أَن يَهيجَ العُشْبُ من عام قابل وتَنِشَّ
الغُدْرانُ، فَيَرْجِعون إِلى مَحاضِرهم على أَعدادِ المياه. والنُّجْعةُ:
طَلَبُ الكَلإ والعُرْفِ، ويستعار فيما سواهما فيقال: فلان نُجْعَتِي أَي
أَمَلي على المثال. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: ليْسَتْ بدارِ نُجْعةٍ.
والمُنْتَجَعُ: المَنْزِلُ في طَلب الكلإِ، والمَحْضَرُ: المَرْجِعُ إِلى
المياه. وهؤلاء قوم ناجِعةٌ ومُنْتَجِعُون، ونَجَعُوا الأَرض يَنْجَعُونها
وانْتَجَعُوها. وفي حديث بديل: هذه هَوازِنُ تَنَجَّعَت أَرضنا؛
التَّنَجُّعُ والانْتِجاعُ والنُّجْعة: طَلبُ الكلإِ ومَساقِطِ الغَيْثِ. وفي
المثل: مَن أَجدَبَ انْتَجَعَ. ويقال: انْتَجَعْنا أَرضاً نَطْلُبُ الرِّيف،
وانْتَجَعْنا فلاناً إِذا أَتيناه نطلُبُ مَعْرُوفه؛ قال ذو الرمة:
فقلتُ لصَيْدَحَ: انْتَجِعِي بِلالا
ويقال للمُنْتَجَعِ مَنْجَعٌ، وجمعه مناجِعُ؛ ومنه قول ابن أَحمر:
كانَتْ مَناجِعَها الدَّهْنا وجانِبُها،
والقُفّ مما تَراه فِرْقةً دَرَرا
(* قوله« فرقة» كذا بالأصل مضبوطاً، والذي تقدم في مادة درر: فوقه) .
وكذلك نَجَعَتِ الإِبلُ والغَنَمُ المَرْتَعَ وانْتَجَعَتْه؛ قال:
أَعْطاكَ يا زَيْدُ الذي أَعْطَى النّعَمْ
بَوائِكاً لم تَنْتَجِعْ من الغَنَمْ
(* قوله« أعطاك إلخ» كذا بالأصل هنا وسيأتي انشاده في مادة بوك:
أعطاك يا زيد الذي يعطي النعم
من غير ما تمنن ولا عدم
بوائكاً لم تنتجع مع الغنم )
واستعمل عُبَيْدٌ الانْتِجاعَ في الحرب لأَنهم إِنما يذهبون في ذلك إِلى
الإِغارة والنهب فقال:
فانْتَجَعْنَ الحَرِثَ الأَعْرَجَ في
جَحْفَلٍ، كالليْلِ، خَطَّارِ العَوالي
ونَجع الطعامُ في الإِنسان يَنْجَعُ نُجوعاً: هَنأَ آكِلَه أَو
تَبَيَّنَتْ تَنْمِيَتُه واسْتَمْرأَه وصَلَح عليه. ونَجع فيه الدّواءُ وأَنْجَعَ
إِذا عَمِلَ، ويقال: أَنْجَعَ إِذا نفَع. ونجَع فيه القولُ والخِطابُ
والوَعْظُ: عَمِلَ فيه ودخل وأَثَّرَ. ونجَع فيه الدواءُ يَنْجَعُ
ويَنْجِعُ ونَجَّعَ بمعنى واحد، ونجَع في الدابة العلَفُ، ولا يقال
أَنْجَعَ.والنَّجُوعُ: المَدِيدُ. ونَجَعَه: سقاه النَّجُوعَ وهو أَن يَسْقِيَه
الماء بالبِزْرِ أَو بالسِّمْسِمِ، وقد نَجَعْتُ البعير. وتقول: هذا طعام
ىننْجَعُ عنه ويُنْجَعُ به ويُسْتَنْجَعُ به ويُسْتَرْجَعُ عنه، وذلك
إِذا نفَع واسْتُمْرِئَ فيُسْمَنُ عنه، وكذلك الرِّعْيُ، وهو طعام ناجِعٌ
ومُنْجِعٌ وغائِرٌ. وماءٌ ناجِعٌ ونَجِيعٌ: مَرِيءٌ، وماء نَجِيعٌ كما
يقال نَمِيرٌ. وأَنْجَعَ الرجلُ إِذا أَفْلَح.
والنَّجِيعُ: الدمُ، وقيل: هو دم الجَوفِ خاصَّة، وقيل: هو الطَّرِيُّ
منه، وقيل: ما كان إِلى السواد، وقال يعقوب: هو الدمُ المَصْبُوب؛ وبه فسر
قول طرفة:
عالينَ رَقْماً فاخِراً لوْنُه،
مِنْ عَبْقَريٍّ كَنَجِيعِ الذَّبيح
ونَجُوعُ الصبيّ: هو اللبن. ونُجِعَ الصبيّ بلبن الشاة إِذا غُذِيَ به
وسُقِيَه؛ ومنه حديث أُبيّ: وسل عن النبيذ فقال: عليك باللبن الذي
نُجِعْتَ به أَي سُقِيتَه في الصغر وعُذِّيت به. والنَّجِيعُ: خَبَطٌ يُضْرَبُ
بالدقيق وبالماء يُوجَرُ الجَمل. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: دخل عليه
المِقْدادُ بالسُّقْيا وهو يَنْجَع بَكَراتٍ له دقيقاً وخَبَطاً أَي
يَعْلِفُها، يقال: نَجَعْتُ الإِبل أَي عَلفْتها النَّجُوعَ والنَّجِيعَ، وهو
أَن يُخْلَطَ العلَفُ من الخبَط والدقيق بالماء ثم تسقاه الإِبلُ.
قدس: التَّقْدِيسُ: تنزيه اللَّه عز وجل. وفي التهذيب: القُدْسُ تنزيه
اللَّه تعالى، وهو المتَقَدَّس القُدُّوس المُقَدَّس. ويقال: القُدُّوس
فَعُّول من القُدْس، وهو الطهارة، وكان سيبويه يقول: سَبُّوح وقَدُّوس،
بفتح أََوائلهما؛ قال اللحياني: المجتمع عليه في شُبُّوح وقُدُّوس الضم،
قال: وإِن فتحته جاز، قال: ولا أَدري كيف ذلك؛ قال ثعلب: كل اسم على
فَعُّول، فهو مفتوح الأَول مثل سَفُّود وكَلُّوب وسَمُّور وتَنُّور إِلا
السُّبُّوح والقُدُّوس، فإِن الضم فيهما الأَكثر، وقد يفتحان، وكذلك الذُّرُّوح،
بالضم، وقد يفتح. قال الأَزهري: لم يجئ في صفات اللَّه تعالى غير
القُدُّوس، وهو الطاهر المُنَزَّه عن العُيوب والنَّقائص، وفُعُّول بالضم من
أَبنية المبالغة، وقد تفتح القاف وليس بالكثير.
وفي حديث بلال بن الحرث: أَنه أَقْطَعَه حَيث يَصْلُح للزرع من قُدْس
ولم يُعْطِه حَقَّ مُسْلِمٍ؛ هو، بضم القاف وسكون الدال، جبل معروف، وقيل:
هو الموضع المرتفع الذي يصلح للزِّراعة. وفي كتاب الأَمكنة أَنه قَرِيس؛
قيل: قَريس وقَرْس جَبَلان قُرْب المدينة والمشهورُ المَرْوِيّ في الحديث
الأَوّل، وأَما قَدَس، بفتح القاف والدال، فموضع بالشام من فتوح
شُرَحْبيل بن حَسَنة. والقُدُس والقُدْس، بضم الدال وسكونها، اسم ومصدر، ومنه
قيل للجنَّة: حَضِيرة القُدْس.
والتَقْدِيس: التَّطْهِير والتَّبْريك. وتَقَدَّس أَي تطهَّر. وفي
التنزيل: ونحن نُسَبِّحُ بحمدك ونُقَدِّس لك؛ الزجاج: معنى نُقدس لك أَي
نُطهِّر أَنفسنا لك، وكذلك نفعل بمن أَطاعك نُقَدِّسه أَي نطهِّره. ومن هذا
قيل للسَّطْل القَدَس لأَنه يُتَقدَّس منه أَي يُتَطَّهر. والقَدَس،
بالتحريك: السَّطْل بلغة أَهل الحجاز لأَنه يتطهر فيه. قال: ومن هذا بيت
المَقْدِس أَي البيت المُطَّهَّر أَي المكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب. ابن
الكلبي: القُدُّوس الطاهر، وقوله تعالى: الملك القُدُّوس الطَّاهِر في صفة
اللَّه عز وجل، وقيل قَدُّوس، بفتح القاف، قال: وجاءَ في التفسير أَنه
المبارك. والقُدُّوس: هو اللَّه عز وجل. والقُدْسُ: البركة. والأَرض
المُقَدَّسة: الشام، منه، وبيت المَقْدِس من ذلك أَيضاً، فإِمّا أَن يكون على
حذف الزائد، وإِمّا أَن يكون اسماً ليس على الفِعْل كما ذهب إِليه سيبويه
في المَنْكِب، وهو يُخفَّف ويُثقَّل، والنسبة إِليه مَقْدِسِيّ مثال
مَجْلِسِيّ ومُقَدَّسِيٌّ؛ قال امرؤ القيس:
فأَدْرَكْنَه يأْخُذْنَ بالسَّاق والنَّسا،
كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِي
والهاء في أَدْرَكْنَه ضميرُ الثَّور الوَحْشِيّ، والنون في أَدركنه
ضمير الكلاب، أَي أَدركتِ الكلاب الثورَ فأَخذن بساقه ونَساه وشَبْرَقَتْ
جلده كما شَبْرَقَ وِلْدان النَّصارى ثوبَ الرَّاهب المُقَدِّسِي، وهو الذي
جاء من بيت المَقْدِس فقطَّعوا ثيابه تبرُّكاً بها؛ والشَّبْرَقة:
تقطيعُ الثوب وغيره، وقيل: يعني بهذا البيت يهوديّاً.
ويقال للراهب مُقَدَّسٌ، وأَراد في هذا البيت بالمُقَدَّسِي الرَّاهِبَ،
وصبيانُ النصارى يتبرَّكون به وبِمَسْحِ مِسْحِه الذي هو لابِسُه، وأَخذ
خُيُوطِه منه حتى يَتَمَزَّقَ عنه ثوبه. والمُقَدِّس: الحَبْر ُ؛ وحكى
ابن الأَعرابي: لا قَدَّسه اللَّه أَي لا بارك عليه. قال: والمُقَدَّس
المُبارَك. والأَرض المُقَدَّسة: المطهَّرة. وقال الفرَّاء: الأَرض
المقدَّسة الطاهرة، وهي دِمَشْق وفِلَسْطين وبعض الأُرْدُنْ. ويقال: أَرض مقدَّسة
أَي مباركة، وهو قول قتادة، وإِليه ذهب ابن الأَعرابي؛ وقول العجاج:
قد عَلِمَ القُدُّوس، مَوْلى القُدْسِ،
أَنَّ أَبا العَبَّاس أَوْلى نَفْسِ
بِمَعْدن المُلْك القَديم الكِرْسِ
أَراد أَنه أَحقُّ نفسٍ بالخِلافة.
ورُوحُ القُدُس: جبريل، عليه السلام. وفي الحديث: إِن رُوحَ القُدُس
نَفَث في رُوعِي، يعني جبريل، عليه السلام، لأَنه خُلِق من طهارة. وقال
اللَّه عز وجل في صفة عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وأَيَّدْناه
بِرُوحِ القُدُسِ؛ هو جبريل معناه رُوحُ الطهارة أَي خُلِق من طهارة؛ وقول
الشاعر:
لا نَومَ حتى تَهْبِطِي أَرضَ العُدُسْ،
وتَشْرَبي من خير ماءٍ بِقُدُسْ
أَراد الأَرض المقدَّسة. وفي الحديث: لا قُدِّستْ أُمَّة لا يُؤْخَذ
لضَعِيفها من قَوِيِّها أَي لا طُهِّرت. والقادِسُ والقَدَّاس: حصاة توضع في
الماء قَدْراً لِرِيِّ الإِبل، وهي نحو المُقْلَة للإِنسان، وقيل: هي
حَصاة يُقْسَمُ بها الماء في المفاوز اسم كالحَبَّان. غيره: القُدَاس الحجر
الذي يُنْصَبُ على مَصَبِّ الماء في الحَوْض وغيره. والقَدَّاس: الحجر
يُنْصَب في وسَط الحوض إِذا غَمَره الماء رَوِيَتِ الإِبل؛ وأَنشد أَبو
عمرو:
لا رِيَّ حتى يَتَوارى قَدَّاسُ،
ذاك الحُجَيْرُ بالإِزاء الخنَّاسْ
وقال:
نَئِفَتْ به، ولقَدْ أَرى قَدّاسَه
ما إِنْ يُوارى ثم جاء الهَيْثَمُ
نَئِفَ إِذا ارْتَوى. والقُداس، بالضم: شيء يعمل كالجُمان من فِضَّة؛
قال يصف الدُّمُوع:
تَجَدَّرَ دمعُ العَيْنِ منها، فَخِلْتُه
كَنَظْمِ قُداسٍ، سِلْكُه. مُتَقَطِّعُ
شبَّه تَحَدُّرَ دمعه بنظم القُداس إِذا انقطع سِلْكُه. والقَديسُ:
الدُّرُّ؛ يمانية.
والقادِس: السفينة، وقيل: السفينة العظيمة، وقيل: هو صِنْف من المراكب
معروف، وقيل: لَوْحٌ من أَلواحها؛ قال الهذلي:
وتَهْفُو بِهادٍ لَها مَيْلَعٍ،
كما أَقْحَم القادِسَ الأَرْدَمونا
وفي المحكم:
كما حَرَّك القادِسَ الأَرْدَمُونا
يعني المَلاَّحين. وتَهْفُو: تَمِيل يعني الناقةَ. والمَيْلَعُ: الذي
يتحرك هكذا وهكذا. والأَرْدَمُ: المَلاَّح الحاذِق. والقَوادِس: السُّفُن
الكِبار.
والقادس: البيتُ الحرام. وقادِسُ: بلدة بخُراسان، أَعجمي. والقادِسيَّة:
من بلاد العرب؛ قيل إِنما سميت بذلك لأَنها نزل بها قوم من أَهل قادس من
أَهل خُراسان، ويقال: إِن القادسيَّة دَعا لها إِبراهيم، على نبينا
وعليه الصلاة والسلام، بالقُدْسِ وأَن تكون مَحَلَّة الحاجِّ، وقيل:
القادسيَّة قرية بين الكوفة وعُذَيب. وقُدْس، بالتسكين: جبل، وقيل: جبل عظيم في
نَجْدٍ؛ قال أَبو ذؤيب:
فإَنك حقًّا أَيَّ نَظْرة عاشِقٍ
نَظَرْتَ، وقُدْسٌ دونها وَوَقيرُ
وقُدْسُ أَوارَة: جَبَلٌ أَيضا. غيره: قُدْس وآرةُ جبَلان في بلاد
مُزَيْنة معروفان بِحِذاء سُقْيا مزينة.