Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: قياء

تحفة الأولياء الأتقياء، في ذكر حال سيد الأتقياء

تحفة الأولياء الأتــقياء، في ذكر حال سيد الأتــقياء
لبدر الدين: بدل بن أبي المعمر التبريزي، الحافظ.
مختصر.
أوله: (الحمد لله، وبه نستعين... الخ).

أَشْقِياءً

أَشْــقِياءً
الجذر: ش ق

مثال: أَصْبَحوا أَشْــقِيَاءً نادمين
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لصرف هذه الكلمة، مع وجود ما يستوجب منعها من الصرف.

الصواب والرتبة: -أصبحوا أَشْــقِياءَ نادمين [فصيحة]
التعليق: تستحقّ كلمة «أَشْــقِياء» المنع من الصرف؛ لأنها منتهية بألف التأنيث الممدودة، وهي ليست من أصل الكلمة، وقد توهَّم من صَرَف هذه الكلمة أنها لا تحقّق شروط صيغة منتهى الجموع لوجود حرف واحد بعد ألِفها، والواضح أنَّ علَّة المنع من الصرف فيها هي وجود ألف التأنيث الممدودة؛ ولذا لا تنوَّن في المثال.

أَشْقِيَاء

أَشْــقِيَاء
الجذر: ش ق

مثال: قبضت الشرطة على بعض الأشــقياء
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد بهذا المعنى في المعاجم.
المعنى: اللصوص والمجرمون

الصواب والرتبة: -قبضت الشرطة على بعض المجرمين [فصيحة]-قبضت الشرطة على بعض الأشــقياء [صحيحة]
التعليق: ورد «الشقي» وجمعه «الأشــقياء» في المعاجم بمعنى التعيس، واستُعمل «الشقي» في العصر الحاضر بمعنى اللص، والمجرم، وقاطع الطريق، وقد أقر مجمع اللغة المصري هذا الاستعمال الحديث، وذكره الأساسي بهذا المعنى.

كرد

(كرد) - في الحديث : "فَكَرَدَ القَوْمَ"
: أي صَرَفَهم عن رَأْيِهم، ورَدَّهم عنه.
- في حديث مُعاذ: "حتّى تَضْرِبوا كَرْدَه"
: أي عُنُقه، وكرَدَه أيضًا: ضرَب كرْدَه، وهو العُنُق. 
كرد: كَرْد، والجمع كَرَاد: أعْذاق النخل. (الكامل ص691). غير أن في العدد من المخطوطات كَارِين.
كُرْدِيّ: واحد الأكراد. وتجمعها العامة على كرِاد. (محيط المحيط).
كُرْدِي، والجمع كَرَاد: نوع من الطنافس والبُسُط (معجم الطرائف).
كردان: والجمع كرادين: قلادة من أسلاك ذهبية. (بوشر).
[كرد] نه: في ح عثمان: لما أرادوا الدخول عليه لقتله جعل المغيرة بن الأخنس يحمل عليهم و"يكردهم" بسيفه، أي يكفهم ويطردهم. ومنه ح بيعة العقبة: كان هذا المتكلم "كرد" القوم. قال: لا والله، أي صرفهم عن رأيهم وردهم عنه. وفي ح معاذ: قدم على أبي موسى باليمن وعنده رجل كان يهوديًا فأسلم ثم تهود فقال: والله: لا أقعد حتى تضربوا "كرْده"، أي عنقه، وكرده- إذا ضرب كرده.
كرد
الكَرْدُ: سَوْقُ العَدُوِّ في الحَمْلَةِ، كَرَدُوهم كَرْداً.
والكَرْدُ: مَجْثِمُ الرَّأْس على العُنُق. والمُكْرَدُ: أصْل العُنُق.
وكَرَدَ العُنُقَ بالسِّكِّين: قَطَعَها.
والكُرْدُ: جِيْلٌ من الناس.
وشارِبٌ مَكْرُوْدٌ: قد أُخِذَ فلم يُتْرَكْ منه شَيْءٌ، وكَرَدُوا شَوَارِبَهم.
والكِرْدِيْدَةُ: القِطْعَةُ العَظيمة من التَّمْرِ تَبْقى في أسْفَل الجُلَّةِ، وجَمْعُها كَرَادٍ، وهي الكِرْكِيْدَةُ والكِرْدِيَةُ أيضاً.

كرد


كَرَدَ(n. ac. كَرْد)
a. Drove along (animal).
b. Attacked, assaulted. —
c. Cut off.

كَاْرَدَa. see I (b)
كَرْد
P.
a. Neck.

كِرْدِيَّةa. see كِرْدِيْدَة

كُرْد
a. [art.], The Kurds.
b. (pl.
كُرُوْد), Plot of ground, field.
كُرْدَة
(pl.
كُرَد)
a. see 3 (b)
كُرْدِيّa. Kurd.

كُرْدِيَّةa. fem. of
كُرْدِيّb. Appellation of a certain breed of dogs.

أَكْرَاْدa. see 3 (a)
N. P.
كَرڤدَa. Clipped (mustache).
كِرْدِيْدَة
a. Large portion of dates.
b. (pl.
كِرَاْد
كَرَاْدِيْ4ُ
67), Basket.
(ك ر د)

كردهم يكردهم كرداً: ساقهم وطردهم.

وَخص بَعضهم بِهِ سوق الْعَدو فِي الحملة.

والكرد: الْعُنُق.

وَقيل: أصل الْعُنُق.

وَقيل: مجثم الرَّأْس على الْعُنُق، فَارسي مُعرب. قَالَ الفرزدق:

وَكُنَّا إِذا الْجَبَّار صعر خَدّه ... ضَرَبْنَاهُ دون الانثيين على الكرد

والكرد: جيل من النَّاس مَعْرُوف.

وَالْجمع: اكراد.

والكرديدة: الْقطعَة الْعَظِيمَة من التَّمْر.

وَهِي أَيْضا: جلة التَّمْر، عَن السيرافي.
[كرد] الكَرْدُ: العُنْقُ، فارسيّ معرب. وقال الشاعر الفرزدق: وكنَّا إذا القيسيُّ نَبَّ عَتودُهُ * ضَرَبْناهُ بين الأنثَيَيْنِ على الكَرْدِ - والكَرْدُ: الطَرْدُ. يقال: فلان يَكْرُدُ القومَ، كأنَّه يدفعهم ويطردهم. والمكاردة: المطاردة. والكرد، بالضم: جيل من الناس، وهم الاكراد. والكرديدة بالكسر: ما يبقى في أسفل الجُلةِ من جانبيها من التمر. قال الراجز: وأصلحت قدرا لها بأطره * وأطعمت كرديدة وفدره من تمرها واعلوطت بسحره. والجمع الكَراديدُ. قال الشاعر: القاعِدات فلا يَنْفَعْنَ ضَيْفَكُمُ * والآكِلات بَقيَّاتِ الكراديد -
(ك ر د) : (الْكَلْبُ) الْكُرْدِيُّ مَنْسُوبٌ إلَى الْكُرْدِ وَهُمْ جِيلٌ مِنْ النَّاسِ لَهُمْ خُصُوصِيَّةٌ فِي اللُّصُوصِيَّةِ وَكِلَابُهُمْ مَوْصُوفَةٌ بِطُولِ الشَّعْرِ وَكَثْرَتِهِ وَلَيْسَ فِيهَا مِنْ أَمَارَاتِ كِلَابِ الصَّيَّادِينَ بَلْ هِيَ مِنْ كَوَادِنِهَا (وَلَمَّا عَرَفَ) مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - بِالْإِخْبَارِ أَوْ بِالِاخْتِبَارِ أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ كِلَابِ الصَّيْدِ وَسَمِعَ فِي الْأَسْوَدِ أَنَّهُ شَيْطَانٌ أَشْفَقَ أَنْ يَظُنَّ ظَانٌّ أَنَّ صَيْدَهُمَا لَا يَحِلُّ فَخَصَّهُمَا بِالذِّكْرِ حَيْثُ قَالَ الْكَلْبُ الْكُرْدِيُّ وَالْأَسْوَدُ سَوَاءٌ فِي الِاصْطِيَادِ بِهِمَا وَتَمَامُ الْفَصْلِ فِي الْمُعْرِبِ.

كرد: الكَرْدُ: الطَّرْدُ. والمُكارَدَةُ: المُطارَدَةَ. كَرَدَهُمْ

يَكْردُهُم كَرْداً: ساقَهم وطرَدَهِم ودفَعهم، وخص بعضهم بالكَرْدِ سَوْقَ

العَدُوّ في الحَمْلَة. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: لما أَرادوا

الدخول عليه لقتله جعل المغيرة بن الأَخفش يَحْمِلُ عليهم ويَكْردُهُم بسيفه

أَي يَكُفُّهم ويطْردُهُم. وفي حديث الحسن وذكر بيعة العقبة: كان هذا

المتكلم كَرَد القومَ قال لا والله أَي صَرَفَهم عن رأْيِهِم وردَّهم عنه.

والكَرْدُ: العُنُقُ، وقيل: الكَعرْدُ لغة في القَرْدِ وهو مَجْثم الرأْسَ

على العنق، فارسيّ معرّب؛ قال الشاعر:

فَطارَ بمَشْحُوذِ الحديدةِ صارِمٍ،

فَطَبَّقَ ما بَينَ الذُّؤَابَةِ والكَرْدِ

وقال آخر:

وكنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه،

ضربناهُ دونَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ

وقد روي هذا البيت:

وكنَّا ابذا العَبْسِيُّ نَبَّ عَتُودُه،

ضربناهُ بينَ الأُنْثَيَينِ على الكَرْدِ

قال ابن بري: البيت للفرزدق وصواب إِنشاده: وكنا إِذا القَيْسِيُّ،

بالقاف. والعَتُودُ: ما اشتدّ وقوي من ذكور أَولاد المعز. ونَبِيبُه: صوته

عند الهياج. وأَراد بالأُنثيين هنا: الأُذنين. والحقيقة في الكْرد، أَنه

أَصل العُنق. وفي حديث معاذ: أَنه قَدِمَ على أَبى موسى باليمن وعنده رجل

كان يهوديّاً فأَسلم ثمَّ تَهَوَّد، فقال: والله لا أَقعُدُ حتى تضرِبوا

كَرْدَه أَي عنقه؛ وأَنشد أَبو الهيثم:

يا رَبِّ بَدِّلْ قُرْبَه بِبُعْدِه،

واضربْ بحدِّ السيفِ عَظمَ كَرْدِه

التهذيب في الرباعي: ابن الأَعرابي: خُذْ بِقَرْدَنِه وكَرْدَنِه

وكَرْدِه أَي بقفاه. والكُرْدُ: الدَّبْرَة، فارسي أَيضاً، والجمع كُرُودٌ،

والكُرْدة كالكُرْد. والكُرْد، بالضم: جيل من الناس معروف، والجمع أَكراد؛

وأَنشد:

لَعَمْرُكَ ما كُرْدٌ مِنَ آبناءِ فارِس،

ولكنه كُرْدُ بنُ عَمْرِو بنِ عامِرِ.

فنسبهم إِلى اليمن.

والكِرْدِيدةُ: القِطْعَة العظيمة من التمر، وهي أَيصاً جُلَّةُ التمر؛

عن السيرافي؛ قال الشاعر:

أَفلَحَ مَنْ كانتْ له كِرْدِيدَه،

يأْكلُ منها وهو ثانٍ جِيدَه

وأَنشد أَبو الهيثم:

قد أَصْلَحَتْ قِدْراً لها بِأُطْرَه،

وأَبْلَغَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرِه،

من تَمْرِها واعْلَوَّطَتْ بسُحرَه

الجوهري: والكِرديد، بالكسر، ما يَبْقى في أَسفل الجُلَّةِ من جانبيها

من التمر، والجمع الكَرادِيدُ؛ قال الشاعر:

القاعِدات فلا يَنْفَعْنَ ضَيْفَكُمُ،

والآكِلات بَقِيَّاتِ الكَرادِيدِ

والكُرْدُ: المَشارَةُ من المزارع، ويجمع كُرْداً

(* قوله «ويجمع كرداً»

كذا بالأصل ولعله كروداً كما تقدم له وهو القياس ويحتمل أنه أراد أن

يكون كفلك مفرداً وجمعاً).

كرد

1 كَرَدَ, (aor.

كَرُدَ, S, L,) inf. n. كَرْدٌ, He drove, (L, K,) drove away, and repelled, a people: (S, L:) accord. to some, he drove the enemy in a charge or assault: (L:) he drove away the enemy: (K:) he repelled them and drove them away with his sword. (L.) b2: He turned him back from his opinion. (L.) A2: He cut off [a thing.] (K.) 3 كاردهُ, (K,) inf. n. مُكَارَدَةٌ, (S,) He charged upon, or assaulted, or attacked, him, (S, K,) and repelled him, (K,) the latter doing the same. (S, K.) كَرْدٌ The neck; (S, L, K;) a Persian word, arabicized: (S, L:) or (properly, L) the base of the neck: (L, K:) or the place where the head is set upon the neck: i. q. قَرْدٌ: (L:) the back of the neck; as also ↓ كَرْدَنٌ and قَرْدَنٌ (IAar, T, L.) كُرْدٌ a pl. [or rather a coll. gen. n.] of which the sing. [or n. un.] is ↓ كُرْدَةٌ, the latter signifying A مَشَارَة, (O, L,) i. e. channel of water for irrigation, (TA, [but see this word, and what follows here below,]) of places, [or plots] of seed-produce: (O, L, TA:) this is what is meant in the K by the saying that الكُرْدُ signifies الدَّبْرَةُ مِنَ المَزَارِعِ, and that the n. un. is with ة: (TA:) an instance of agreement between the languages of the Arabs and the 'Ajam; or, as some assert, an Arabic word derived from المُكَارَدَةُ: (O:) or كُرْدٌ signifies a دَبْرَة, and is [originally] a Pers\. word: and the pl. is كُرُودٌ: and كُرْدَةٌ is like كُرْدٌ [in signification]: (L:) [see also دَبْرَةٌ, voce دَبْرٌ:] or كُرْدَةٌ signifies a piece of land, or of sown land, or one having a raised border; and its pl. is كُرَدٌ [app. a mistranscription for the coll. gen. n. كُرْدٌ]. (MA.) الكُرْدُ A certain nation; [the Gordiæi: (Golius:) n. un. كُرْدِىٌّ:] pl. أَكْرَادٌ: (S, L, K:) respecting their origin authors differ: it is said that their ancestor was Kurd the son of 'Amr Muzeykiyà the son of 'Ámir Má-es-Semà, not 'Ámir the son of Má-es-Semà, as in the K, for Má-es-Semà was a surname of 'Ámir: (TA:) or they are the remains of the people whom Beewarásf, also called Ed-Dahhák, used to eat: (IKt, MF, TA:) or their ancestor was Kurd the son of Ken'án (or Canaan) the son of Koosh (or Cush) the son of Hám (or Ham) the son of Nooh (or Noah): they consist of countless tribes, differing in language and condition, but all are reduced to four principal tribes, the سوران and the كوران and the كُلهر and the لُر: (Mohammad Efendee El-Kurdee:) or their ancestor was Kurd the son of 'Amr the son of 'Ámir the son of Saasa'ah: (Abu-l-Yakdhán:) El-Mes'oodee says, that some assert them to be of the descendants of Rabee'ah the son of Nizár: others, that they are of the descendants of Mudar the son of Nizár: others, that they are descended from Kurd the son of Ken'án the son of Koosh the son of Hám: and he adds, that they are apparently of the offspring of Hám, like the Persians: that among the known tribes of which they consist are the سورانيّة, the كورانية, the عمادية, the حكارية, the محمودية, the بختية, the بشوية, the جوبية, the زرزائية, the مهرانية, the جاودانية, the رضائية, the سروجية, the هارونية, and the لرية: and that their countries are Persia, and 'Irák el-'Ajam, and Ádharbeeján, and Irbil, and El-Mósil. (Mo-hammad Efendee El-Kurdee.) [Many other assertions as to the origin of this people are made by other authors.]

كَرْدَنٌ: see كَرْدٌ.

كُرْدَةٌ: see كُرْدٌ.

كُرْدِيَّةٌ an appellation of certain dogs [app. belonging to the كُرْد]. (M voce تَدْمُرِيَّةٌ.) كِرْدِيَّةٌ: see كِرْدِيدَةٌ.

كِرْدِيدَةٌ A large portion of dates. (L, K.) b2: Also, The [kind of basket of palm-leaves called]

جلَّةٌ in which dates are put: (Seer, L, K:) or the dates remaining upon the sides in the lower part of the جُلَّة: (S, L, K:) as also ↓ كِرْدِيَّةٌ: (K:) pl. كَرَادِيدُ (S, L, K) and كِرَادٌ. (K.) مَكْرُودٌ A mustache cut off. (K.)
كرد
: (الكَرْدُ: العُنُقُ) ، لُغَة فِي القَرْدِ، فارِسِيّ مُعَرَّب، قَالَ الشَّاعِر:
فَطَارَ بِمَشْحُوذِ الحَدِيدَةِ صَارِمٍ
فَطَبَّقَ مَا بَيْنَ الذُّؤَابَةِ والكَرْدِ
وَقَالَ آخر:
وكُنَّا إِذَا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه
ضَرَبْنَاهُ دُونَ الأُنْثَيَيْنِ عَلَى الكَرْدِ
(أَو أَصْلُها) ، وَهُوَ مَجْثَمُ الرّأْسِ على العُنق، وتأْنيثُ الضَّمير على لغةِ بعضِ أَهلِ الحِجاز، فإِنهم يُؤنِّثون العُنُقَ، وَهِي مَرجُوحةٌ، قَالَه شيخُنا. وَفِي اللِّسَان: والحَقيقة فِي الكَرْد أَنه أَصْلُ العُنُقِ.
(و) الكَرْدُ (: السَّوْقُ وطَرْدُ العَدُوِّ) كَرَدَهم يَكْرُدُهم كَرْداً: ساقَهم وطَرَدَهم ودَفَعَهم، وخَصَّ بعضُهم بالكَرْدِ سَوْقَ العَدُوِّ فِي الحَمْلَةِ. وَفِي حديثِ عُثْمَانَ رَضِي الله عَنهُ لمَّا أَرادوا الدُّخول عَلَيْهِ لقَتله (جَعَلَ المُغِيرَةُ بنُ الأَخْنَسِ يَحْمِل عَلَيْهِم وَيَكْرُدُهم بِسَيْفِه) أَي يَكُفُّهم ويَطْرُدُهم.
(و) الكَرْدُ (: القَطْعُ، وَمِنْه: شَارِبٌ مَكْرُودٌ) ، أَي مَقْطُوع.
(و) الكُرْدُ (بالضمَّ: جِيلٌ م) مَعْرُوف وقبائلُ شَتَّى، (ج أَكْرَادٌ) كقُفْل وأَقْفَالٍ، (و) اختُلف فِي نَسبهم، فَقيل (جَدُّهم كُرْدُ بن عَمْرٍ ومُزَيْقَاءَ) وَهُوَ لَقَبٌ لِعَمْرٍ و، لأَنه كَانَ كلَّ يَوْم يَلْبَس حُلَّةً، فإِذا كَانَ آخر النَّهَار مَزَّقها لِئَلَّا تُلْبَسِ بعدَه، (ابنِ عامِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ وَالصَّوَاب أَنّ ماءَ السماءِ لَقَبٌ لعامر، ويَدُلُّ لَهُ قولُ الشاعرِ:
أَنَا ابنُ مُزَيْقِيَا عَمْرٍ ووجَدِّي
أَبوه عامرٌ ماءُ السَّماء هَكَذَا رَوَاهُ أَهلُ الأَنْسَاب، كَابْن حَزْمٍ وَابْن رَشِيق والسُّهَيليّ، وَيَرْوِيه النحويّون) أَبُوه مُنْذِرٌ، بدل (عَامر) وَهُوَ غَلَطٌ، قَالَه شيخُنا، وإِنما لُقِّب بِهِ لأَنه كَانَ إِذا أَجْدَب القَوْمُ وحَلَّ بهم المَحْلُ مَانَهم وقامَ بِطَعَامِهِم وشرابهمِ حَتَّى يَأْتِيهَم المَطَرُ، فَقَالُوا لَهُ: ماءُ السماءِ. قلت: وعامرٌ ماءُ السماءِ أَعْقَب عِمْرَانَ بن عامِر وعَمْراً مُزَيْــقِياءَ، فهما ابْنا عامرٍ ماءِ السماءِ ابْن حارِثَةَ الغِطْرِيفِ بنِ امرِىء الْقَيْس الغِطريفِ بن ثَعْلَبة البُهْلول بن مَازِن السِّراج بن الأَزد، والعَقِب من عمرٍ ومُزيــقياءَ فِي سِتَ أَبْطُمٍ: ثَعْلَبَة العَنْقَاء، وحارِثَة، وجَفْنَة، وعِمْرَان، ومُحَرِّق، وكَعْب. أَولاد عَمْرو، وَمن ثَلبةَ العنقاءِ الأَوْسُ والخَزْرَجُ، كَمَا حقّقناه فِي مُؤلّفاتنا فِي هاذا الْفَنّ، وهاذا الَّذِي ذهب إِلَيْهِ المُصنّف هُوَ الَّذِي جَزم بِهِ ابنُ خِلِّكان فِي وَفَيات الأَعيان، فِي تَرْجَمَة المُهلَّب بن أَبي صُفْرة. قَالَ: إِن الأَكْرَاد من نَسْل عَمْرٍ ومُزيــقياءَ، وَقَعَوا إِلَى أَرْض العَجَم فتَنَاسَلُوا بهَا وكَثُر وَلَدُهم، فَسُمُّوا الأَكرادَ، قَالَ بعضُ الشعراءِ:
لَعَمْرُكَ مَا أَلاكْرَادُ أَبْنَاءُ فَارِسٍ
ولاكِنَّهُ كُرْدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَامِرِ
هاكذا زَعمَ النسّابون. وَقَالَ ابنُ قُتَيبة فِي تكابِ المَعَارِف: تَذْكُر العَجَمُ أَنَّ الأَكْرَادَ فَضْلُ طَعَام بَيورَاسفَ. وذالك أَنه كَانَ يَأْمُر أَن يُذْبَح لَهُ كخلَّ يَوْم إنسانان ويتّخذ طعامَه من لُحومِهما، وَكَانَ لَهُ وزيرٌ يُقَال لَهُ أَرياييل، فَكَانَ يذبَح وَاحِدًا ويُبْقِي وَاحِدًا يَسْتَحْيِيه ويَبعثُ بهِ إِلى جَبله فَارِس، فتوالَدوا فِي الجِبال وكَثُروا. قَالَ شَيخنَا: وَقد ضَعَّفَ هاذا القولَ كثيرٌ من أَهلِ الأَنسابِ. قلت: وبيوراسف هَذَا هُوَ الضَحَّاك المارِي، مَلَكَ العَجَمَ بعدَ جم بن سُلَيْمان أَلفَ سَنَةٍ، وَفِي مفاتيحِ العُلومِ هُوَ مُعَرَّب دِهْ آك، أَي ذُو عَشْرِ آفاتٍ، وَقيل معرَّب أَزدها، أَي التّنِّينُ، للسَّلَعَتَيْنِ اللَّتين كانَتَا لَهُ، وَقَالَ أَبوأَكراد بن فارسان جد الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة بالأَكراد، هَذَا على أَحد الأَقوال، وأَكثر من يَنسبهم إِلى قيس، فَيَقُول كُرد بن مرد بن عَمْرو بن صعصعة بن مُعَاوِيَة بن بكر بن هَوَازن بن مَنْصُور بن عِكرمة بن خَصَفة بن قيس عَيلان بن مُضر بن نِزار بن معدّ بن عدنان، ويُجرِي عَمْراً مُجرَى باسل بن ضبّة جدّ الدَّيلم فِي خُرُوجه إِلى بِلَاد الْعَجم مغاضِباً لأَهله، فأَوْلد فِيهَا مَا أَوْلد. قَالَ: وَعَلِيهِ اعْتمد الأَرقطيّ النسابة فِي شجرته. وَمن أَراد الزِّيَادَة على ذالك فَعَلَيهِ بِكِتَاب الْجَوْهَر الْمكنون فِي الْقَبَائِل والبطون لِابْنِ الجواني الْمَذْكُور، وَفِيمَا ذكرنَا كِفَايَة، وَالله أَعلم.
(و) الكُرْدُ (: الدَّبْرَةُ مِن المَزَارِعِ) مُعرب، وَهِي المَشَارات، أَي سَواقيها، (الْوَاحِدَة بهاءٍ) وَالْجمع كُرُودٌ، قَالَ الصاغانيّ: وَهُوَ مِمَّا وَافق كلامَ الْعَرَب من كَلَام الْعَجم، كالدِّشْتِ والسَّخْت.
(و) الكُرْدُ (: ة بالبيضاءِ) بفارسَ، مِنْهَا أَبو الْحسن عليّ بن الْحسن بن عبد الله الكُرْدِيّ.
(و) كُرْدُ (بنُ الْقَاسِم) ، وأَظُّن هاذا تصحيفاً فِي كُرْدِين بن الْقَاسِم (مُحَدِّثٌ، وَكَذَا محمّد بن كُرْدِ الإِسْفَرَايِنِيّ. ومُحَمد بن) عَقيل الْمَعْرُوف بِابْن (الكُرَيْدِيِّ) بالتّصغير. (وكُرْدِينُ) لقب (واسْمه عبدُ الله بنُ القاسِمِ) مُحَدّث، هاكذا سَاق هاذه الأَسماءَ الصاغانيُّ فِي تَكملته، وقلَّده المُصَنّف، وَالَّذِي فِي التبصير لِلْحَافِظِ أَن المُسَمَّى بِعَبْد الله بن الْقَاسِم يعرف بكُورِين، ويكنى أَبا عُبَيْدَة، وأَما ابْن كخرْدِين فاسمه مِسْمع، فتنبَّهْ لذالك.
(والكِرْدِيدَةُ، بِالْكَسْرِ: القطْعَةُ العَظِيمةُ من التَّمْرِ، و) هِيَ أَيضاً (جُلَّتُه) ، أَي التَّمرِ، عَن السيرافيّ، قَالَ الشَّاعِر:
أَفْلَحَ مَنْ كانَتْ لَهُ كِرْدِيدَهْ
يأْكُلُ منْهَا وهْوَ ثَانٍ جِيدَهْ أَنشد أَبو الْهَيْثَم:
قَدْ أَصْلَحَتْ قِدْراً لَهَا بِأُطْرَهْ
وأَبْلَغَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرَهْ
(أَو) الكِرْدِيدَلآُ (: مَا يَبْقَى فِي أَسْفَلِها) أَي الجُلَّةِ (مِنْ جَانِبَيْهَا مِن التَّمْرِ) ، كَذَا فِي الصِّحَاح، (ج كَرَادِيدُ وكِرَادٌ) ، الأَخير بِالْكَسْرِ، قَالَ الشَّاعِر:
القاعِدَات فَلَا يَنْفَعْنَ ضَيْفَكُمُ
والآكِلاَت بَقِيَّاتِ الكَرَادِيدِ
(كالكِرْدِيَةِ) ، بِالْكَسْرِ، عَن الصاغانيّ (وعبدُ الحَمِيدِ بنُ كَرْدِيدٍ مُحَدِّثٌ ثِقَةٌ) ، وَهُوَ صَاحب الزِّيَاديّ.
(وكارَدَهُ: طارَدَهُ ودَافَعَه) ، قيل: وَمِنْه اشتقاق الكُرْدِ الطائفَة الْمَشْهُورَة.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
يُقَال: خُذْ بِقَرْدَنِه وكَرْدَنِه، أَي بقَفَاه، أَورده الأَزهري فِي رباعيّ التَّهْذِيب.
وأَبو عليّ أَحمد بن مُحَمَّد الكَرْدِيّ، بِفَتْح الْكَاف، هاكذا ضَبطه حَمْزَة ابْن يُوسُف السهميّ، مُحدّث، روَى عَن أَبي بكر الإِسماعيليّ.
وَجَابِر بن كُرْدِيّ الواسِطيّ، بالضمّ ثِقَةٌ، عَن يَزيدَ بن هارونَ.
والكَرْد، بِالْفَتْح: ماءٌ لبني كِلاب فِي وَضحِ حِمَى ضَرِيَّه.
ومحمّد بن أَحمد بن كردان، محدِّث.
وعُمر بن الْخَلِيل أَبو كِرْدِينِ، بِالْكَسْرِ، وَلَى قضاءَ أَصبهانَ، وحدّث عَن حمّاد بن مَسْعَدة، ذكره أَبو نُعيم فِي تَارِيخه.
وأَبو الْفضل أَحمد بن عبد الْمُنعم ابْن الكِرْدِيديّ، وأَبو بكر أَحمد بن بدران الكِرْدِيدِيّ، وعُمر بن عبد الله بن إِسحاق الكِرْدِيديّ، مُحَدّثون.

مري

مري: {مرية}: شك. {فلا تمار}: تجادل. {تمارونه}: تستخرجون غضبه.
(م ر ي) : (فِي الْحَدِيثِ) (امْرِ الدَّمَ) بِمَا شِئْتَ أَيْ سَيِّلْهُ بِكَسْرِ هَمْزَةِ الْوَصْلِ أَمْرٌ مِنْ مَرَى النَّاقَةَ بِيَدِهِ إذَا مَسَحَ أَخْلَافَهَا لِتَدِرَّ مِثْلُ ارْمِ مِنْ رَمَى يَرْمِي وَيُرْوَى أَمِرْ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ مِنْ أَمَارَ الدَّمَ إذَا أَجْرَاهُ وَمَارَ بِنَفْسِهِ يَمُورُ لَا يُمَارِي فِي ش ر.

مري


مَرَى(n. ac. مَرْي)
a. Pressed; squeezed.
b. Extracted.
c. Urged on (animal).
d. Scraped the ground.
e. Denied (debt).
f. Gave to.
g. see VIII (e)

مَاْرَيَa. Disputed, debated with.
b. Doubted, questioned.

أَمْرَيَa. Gave its milk (animal).
b. see I (a)
تَمَرَّيَ
a. [Bi], Adorned, decked himself with.
تَمَاْرَيَa. Disputed together.
b. [Fī], Doubted about.
إِمْتَرَيَa. see I (b)e. & VI (b).
d. Gained (wealth).
e. Made to rain ( clouds: wind ).
مِرْيَة []
a. Jet of milk.
b. Dispute, debate; question.
c. Doubt.
d. Gallop.

مُرْيَة []
a. see 2t (a) (b), (c).
مَارٍa. White steer.
b. Watercarrier's belt.
c. Garment reaching to the hips.

مَارِيَة []
a. Smooth-skinned, white.
b. Woman's name.

مِرَآء []
a. Dispute, altercation; controversy.
b. Contradiction.

مَرِيّ [] (pl.
مَرَايَا)
a. Milch (camel).
مَرِيَّة []
a. see 2t (c)
مُمْرٍ [ N. Ag.
a. IV], Prosperous (business).
مُمْرِيَة
a. White heifer.

مَارِيّ
a. see 21 (a)b. Worn, shabby clothing.

مَارِيَّة
a. A species of partridge.
b. Beautiful woman.
c. Wild cow.

مَرَايَا
a. Lacteal ducts.

مَار
S.
a. Saint.

مِرَآءَة
a. see under
رَأَى
مَرْيَم
a. Mary; Miriam.

بَخُوْر مَرْيَم
a. Cyclamen.
م ر ي

مريت الناقة وأمريتها: حلبتها فأمرت وناقة مريٌّ: درور، وأخذت مرية الناقة وهي ما حلب منها. ومرى في الأمر وامترى وتمارى، وما فيه مريةٌ: شك.

ومن المجاز: قرع مروته. قال أبو ذؤيب:

حتى كأني للحوادث مروة ... بصفا المشرق كل يوم تقرع والمرو: حجارة بيض رقاق. والريح تمري السحاب وتمتريه وتستمريه: تستدرّه. وبالشكر تمترى النعم. وتقول: ما زلت أعيش بأحاليب درّك، وأستمري أخلاف برّك. ومرّ بمرى دابته بساقه: يركضه. وأخذت مرية الفرس، ومرى الفرس يمري إذا قام على ثلاث وهو يمسح الأرض بالرابعة. والناقة تمري في سيرها: تسرع، ونوق موار. أنشد ابن الأعرابي:

إذا هبطن غائطاً مواري ... حسبتها من غير ما تماري

قواصداً وهي به مواري

موارٍ: ساتر، تحسبها يقصدن في السير وهنّ سراع. ومريت فلاناً فما درّ. ومرى مقلته بإنسانه: بأنملته. وماريته مماراة: جادلته ولاججته، وتماروا، ومعناه المحالبة كأن كلّ واحد يحلب ما عند صاحبه " أفتمارونه على ما يرى ": أفتلاجّونه مع ما يرى من الآيات المبينة بنبوّته ومثله لا يلاجّ، وقريء " أفتمرونه " أي أفتغلبونه في المماراة مع ما يرى أي أفتطمعون في الغلبة أو تدّعونها، أو هو إنكار لتأتّي الغلبة. وتقول: خذ هذه الجارية، ولو بقرطي ماريه.
مري
مرَى يَمرِي، امْرِ، مَرْيًا، فهو مارٍ، والمفعول مَمْرِيّ
• مرَى الشَّخصَ حقَّه: جحده. 

امترى في يمتري، امْترِ، امتراءً، فهو مُمترٍ، والمفعول مُمترًى فيه
• امترى في الشَّيء: شكّ فيه " {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} ". 

تمارى/ تمارى في يتمارى، تَمارَ، تماريًا، فهو مُتمارٍ، والمفعول مُتمارًى فيه
• تمارى القومُ: تجادلوا وتناظروا "هم يتمارون في أمور لا تضرّ ولا تنفع".
• تمارى في الشَّيء: امترى فيه، ارتاب، شكَّ فيه وتردّد " {فَبِأَيِّ ءَالاَءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى} ". 

مارى يماري، مارِ، مِرَاءً ومُماراةً، فهو مُمارٍ، والمفعول مُمارًى
• مارى الشَّخصُ الشَّخصَ: ناظره وجادله، نازعَه وخالفه "مارى أستاذَه في رأيه- {فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إلاَّ مِرَاءً ظَاهِرًا} ". 

امتراء [مفرد]: مصدر امترى في. 

مِراء [مفرد]:
1 - مصدر مارى.
2 - شكّ، ارتياب "لا مِراء في صدقك: لا جدال فيه ولا نزاع". 

مَرْي [مفرد]: مصدر مرَى. 

مُرْيَة/ مِرْيَة [مفرد]: ج مُرْيات/ مِرْيات ومِرًي:
1 - جَدَل "ما فيه مِرْية- هذا أمر متَّفق عليه لا مِرْية فيه".
2 - شكّ " {فَلاَ تَكُ فِي مُرْيَةٍ مِنْهُ} [ق]- {فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ} ". 
[م ر ي] مَرَى النّاقَةَ مَرْيًا مَسَحَ ضَرْعَها للدِّرَّةِ والاسْمُ المِرْيَةُ وأَمْرَتْ هِيَ دَرَّ لَبَنُها وهي المِرْيَةُ والمُرْيَةُ والضَّمُّ أَعْلَى سِيبَوَيْهِ وقالُوا حَلَبْتُها مِرْيَةً لا تُرِيدُ فِعْلاُ ولكنّك تُرِيدُ نَحْوًا من الدِّرَّةِ ومَرَى الشَّيْءَ وامْتَراه اسْتَخْرَجَه والرِّيحُ تَمْرِي السَّحابَ وتَمْتَرِيه تَسْتَخْرِجُه وناقَةٌ مَرِيَّةٌ غَزِيرَةُ اللَّبَنِ حَكاهُ سِيبَوَيْهِ وهي عِنْدَه بمَعْنى فاعِلَةٍ ولا فِعْلَ لَها وقِيلَ هِي الَّتِي ليسَ لها وَلَدٌ فهِيَ تَدُرُّ بالمَرْيِ على يَدِ الحالِبِ وقد أَمْرَتْ وهي مُمْرٍ والمُمْرِي التي جَمَعَتْ ماءَ الفَحْلِ في رَحْمِها ومِرْيَةُ الفَرَسِ ما اسْتُخْرِجَ من جَرْيِه فدَرَّ لذلِكَ عَرَقُه وقَدْ مَراهُ مَرْيًا ومَرَى الفَرَسُ مَرْيًا إذا جَعَل يَمْسَحُ الأَرْضَ بيَدِه أو رِجْلِه ويَجُرُّها من كَسْرٍ أو ظَلَعٍ والمِرْيَةُ والمُرْيَةُ الشَّكُّ والجَدَلُ وقد مارَاهُ مُمَاراةً ومِراءً وامْتَرَى فِيه وتَمارَى شَكَّ قالَ سِيبَوَيْهِ وهذا من الأَفْعالِ الَّتِي تكونُ للواحِدِ وقولُه في صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لا يُشارِي ولا يُمارِي يُشارِي يَسْتَشْرِي بالشَّرِّ وقد تَقَدَّم ولا يُمارِي لا يُدافعُ عن الحَقِّ ولا يُرَدِّدُ الكَلامَ وقَوْلُه تَعالَى {أفتمارونه على ما يرى} النجم 12 وقُرِئَ {أَفَتَمْرُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} فمَنْ قَرَأَ {أَفَتَمْرُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} فمَعْناه أَفَتُجادِلُونَه في أَنَّه رأَى اللهَ بقَلْبِه وأَنَّه رَأَى الكُبْرَى من آياتِه ومَنْ قَرَأَ {أفتمارونه على ما يرى} فمَعْناه أفتَجْحَدُونَه والمارِيَّةُ من القَطَا المَلْساءُ وامْرَأَةٌ مارِيَة بَيْضاءُ بَرّاقَةٌ قال الأصمعي لا أعلم أَحدًا أَتَى بهذه اللَّفْظَةِ إِلا ابْنَ أَحَمَرَ ولَها أَخَواتٌ وقد تَقَدَّمَتْ والمارِيُّ وَلَدُ البَقَرَةِ الأَبْيَضُ الأَمْلَسُ والمُمْرِيَةُ من البَقَرِ التي لَها وَلَدٌ مارِيٌّ والمارِيَّةُ البَقَرَةُ الوَحْشِيَّة أَنْشَد أبو زَيْدٍ

(مارِيَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ أَوَّدَها ... طَلٌّ وبَنَّسَ عَنْها فَرْقَدٌ خَصِرُ)

ومارِيَةُ اسمُ امْرَأَةٍ وفي المَثَلِ خُذْهُ ولو بقُرْطَيْ مارِيَةَ يُضْرَبُ ذلك مَثَلاً في الشَّيْءِ يُؤْمَرُ بأَخْذِهِ عَلَى كُلِّ حالٍ وكانَ في قُرْطَيْها مائِتا دِينارٍ والمُرِيُّ مَعْرُوفٌ واشْتَقَّه أبو عَلِيٍّ من المَرِئِ فإِذا كان ذلك فليسَ من هذا الباب
مري
: (ي ( {مَرَى النَّاقَةَ} يَمْريها) {مَرْياً: (مَسَحَ ضَرْعَها) لتَدُرَّ. (} وأَمْرَتْ هِيَ: دَرَّ لَبَنُها، وَهِي! المُرْيَةُ) ، أَي مَا حُلِبَ مِنْهَا؛ (بالكسْرِ وَالضَّم) ، الضمُّ أَعْلَى، عَن ابنِ سِيدَه.
قالَ سِيْبَوَيْه: وَقَالُوا: حَلَبتها {مِرْيَةً، لَا تريدُ فِعْلاً ولكنَّكَ تريدُ نَحْواً من الدِّرَّةِ.
وَفِي الصِّحاح: قالَ ثَعْلَب: وأَمَّا مِرْيَةُ الناقَةِ فليسَ فِيهِ إلاَّ الكسْر، والضَّمِّ غَلَطٌ.
(و) مرَى (الشَّيءَ) } يَمْريه مَرْياً: (اسْتَخْرَجَه، {كامْتَرَاهُ) ؛) وَمِنْه} مَرَيْتُ الفَرَسَ إِذا اسْتَخْرَجْتَ مَا عنْدَه مِن الجَرْي بسوطٍ أَو غيرِه، والاسْمُ {المِرْيَةُ، بالكسْر، وَقد يُضَمُّ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) } مَراهُ (حَقَّه: جَحَدَهُ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي؛ قالَ: وقُرِىءَ قَوْلُهُ تَعَالَى: { {أَفَتَمْرُونَه على مَا يرى} ، أَي أَفَتَجْحَدُونَه.
وَفِي التهذيبِ: قالَ المبرِّدُ: أَي تَدْفَعُونَه عمَّا يَرَى، وعَلى فِي مَوْضِع عَن.
وَفِي الأساسِ: مَعْناه أَفَتَغْلبُونَه فِي} المُمارَاةِ مَعَ مَا يَرَى مِن الآياتِ، أَو أَفَتَطْمعُونَ فِي غَلَبتِه، أَو تَدَّعُونَها مَعَ مَا يَرَى، وَهُوَ إنْكارٌ لتأَتِّي الغَلَبةِ، وَهُوَ مجازٌ. وأَنْشَدَ ابنُ برِّي:
مَا خَلَفٌ مِنْكِ يَا أَسماءُ فاعْتَرِفِي
مِعَنَّة البَيْتِ! تَمْرِي نِعْمَةَ البَعَلِأَي تَجْحَد.
(و) مَرَى (فلَانا مِائَةَ سَوْطٍ) :) أَي (ضَرَبَهُ) ؛) نقلَهُ الأزْهرِي.
(و) مَرَى (الفَرَسُ) مَرْياً: (جَعَلَ يَمْسَحُ الأرضَ بِيدِهِ أَو رِجْلِه ويَجُرُّها مِن كَسْرٍ أَو ظَلَعٍ) ؛) كَذَا فِي المُحْكم.
وَفِي التهذيبِ: مَرَى الفَرَسُ مَرْياً، وَكَذَا النَّاقَةُ، إِذا قامَ على ثلاثَةٍ ومسَحَ الأرضَ باليَدِ الأُخْرَى؛ قالَ:
إِذا حُطَّ عَنْهَا الرَّحْلُ أَلْقَتْ برأْسِها
إِلَى شَذَبِ العِيدانِ أَو صَفَنَتْ تَمْرِي وَقَالَ الجَوْهرِي: مَرَى الفَرَسُ بيَدَيْه إِذا حَرَّكَهما على الأرضِ كالعابِثِ.
وَفِي الأساس: مرَى الفَرَسُ {يَمْرِي قامَ على ثلاثٍ وَهُوَ يَمْسَحُ الأرضَ بالرَّابعَةِ، وَهُوَ مجازٌ.
قالَ ابنُ القطَّاع: وَهُوَ مِن أَحْسَن أَوصافِه.
(وناقَةٌ} مَرِيٌّ) ، كغَنِيَ: (غَزِيرَةُ اللَّبَنِ) ؛) حَكَاهُ سِيبويه، وَهِي عنْدَه بمعْنَى فاعِلَةٍ وَلَا فِعْلَ لَهَا.
وَفِي الصِّحاح: كثيرَةُ اللَّبنِ؛ عَن الكِسائي.
وَفِي الأساس: دَرُورٌ.
(أَو) الَّتِي (لَا وَلَدَ لَهَا فَهِيَ تَدُرُّ {بالمَرْيِ) ، أَي المَسْح على ضَرْعِها، (على يَدِ الحالِبِ) ، وَقد} أَمَرَتْ فَهِيَ {مُمْرٍ، قالَهُ ابنُ سِيدَه. وَلَا تكونُ} مرياً ومَعَهَا وَلَدُها؛ قالَهُ الأزْهرِي.
وَفِي الصِّحاح: ويقالُ هِيَ الَّتِي تَدُرُّ على المَسْح.
قالَ أَبو زيْدٍ: هُوَ غيرُ مَهْموزٍ، والجَمْعُ {مَرايا.
(} والمُمْرِي: النَّاقَةُ الَّتِي جَمَعَتْ ماءَ الفَحْلِ فِي رَحِمِها) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
( {والمِرْيَةُ، بالكسْر والضَّمِّ) ، لُغتانِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن ثَعْلَب؛ (الشَّكُّ) ، وَبِهِمَا قُرِىءَ قولُه تَعَالَى: {فَلا تَكُ فِي} مُرْيَةٍ مِنْهُ} {ومِرْيَة.
وقالَ الراغبُ:} المِرْيَةُ التَّرَدُّدُ فِي الأَمْر، وَهُوَ أَخَصُّ من الشَّكِّ.
وَفِي المُحْكم: المُرْيَةُ الشَّكُّ (والجَدَلُ) .) ويُفْهَمُ مِن سِياقِ الأساسِ أنَّه مجازٌ مِن مُرْيَة النَّاقَةِ.
( {ومَاراهُ} مُمَاراةً {ومِراءً) :) جادَلَهُ ولاجَهُ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} أَفَتُمَارُونَه على مَا يَرَى} ، أَي أَفَتُلاجونَه مَعَ مَا يَرَى مِن الآياتِ المُثْبتةِ لنُبوَّتِه؛ كَمَا فِي الأساس؛ قالَ: وَهُوَ مجازٌ.
وأَصْلُ! المُمَاراةِ المُحالَبَةُ، كانَ كلُّ واحِدٍ يَحْلبُ مَا عنْدَ صاحِبِه؛ وَفِي الحديثِ: (كَانَ لَا {يُمارِي وَلَا يُشارِي) ، مَعْنى لَا يُمارِي: لَا يُدافِعُ الحَقُّ وَلَا يُرَدّد الكَلامَ.
وقالَ المَناوِي:} المراءُ طَعْنٌ فِي كَلامِ الغَيْرِ لإظْهارِ خَلَلٍ فِيهِ مِن غَيْر أَن يَرْتَبطَ بِهِ غَرَضٌ سِوَى تَحْقِيرِ الغَيْر.
وقالَ ابنُ الْأَثِير: المِراءُ الجِدَالُ، {والمُمَارَاةُ المُجادَلَةُ عَلى مَذْهبِ الشَّكِّ والرِّيبةِ، ويقالُ للمُناظَرَةِ مُمارَاة لأنَّ كلَّ واحِدٍ يَسْتَخْرجُ مَا عنْدَ صاحِبِه} ويَمْتَرِيه كَمَا {يَمْتَرِي الحالِبُ مِن الضَّرْعِ.
(} وامْتَرَى فِيهِ {وتَمَارَى: شَكَّ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَفِي المُحْكم: قالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهَذَا من الأفْعالِ الَّتِي تكونُ للواحِدِ.
وَفِي التَّهْذِيب: قولُه تَعَالَى: {فبأيِّ آلاءِ ربِّكَ} تَتَمَارَى} ؛ قَالَ الزجَّاج: أَي تَتَشَكَّك. وقالَ الفرَّاء: أَي تُكَذِّبُ أَنَّها ليسَتْ مِنْهُ.
( {والمارِيَّةُ) ، بتَشْدِيدِ الياءِ، (القَطاةُ المَلْساءُ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي؛ زادَ الأصْمعي: الكثيرَةُ اللَّحْم.
(و) أَيْضاً: (المِرآة البَيْضاءُ البَرَّاقَةُ) ، كَذَا فِي النسخِ.
وَفِي المُحْكم: وامْرأَةٌ} مارِيَّةٌ بَيْضاءُ بَرَّاقَةٌ.
قالَ الأصْمَعي: لَا أَعْلَم أَحَداً أَتَى بِهَذِهِ اللّفْظةِ إلاّ ابْن أَحْمَر.
(! والمارِيُّ) ، بتَشْدِيدِ الياءِ أَيْضاً: (وَلَدُ البَقَرَةِ الأَبْيَضُ الأمْلَسُ) ؛) وخَصّ بعضُهم بِهِ الوَحْشِيَّةُ؛ (وَهِي بهاءٍ) ؛) وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ: مارِيَّةُ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ أَوَّدَها
طَلٌّ وَبَين عَنْها فَرْقَدٌ خَصِرُ (و) {المارِيُّ: (كِساءٌ صَغِيرٌ لَهُ خُطوطٌ مُرْسَلَةٌ.
(و) أَيْضاً: (إزارُ السَّاقِي من الصُّوفِ المُخَطَّطِ.
(و) أَيْضاً: (صائِدُ) } المارِيَّةِ، وَهِي (القَطَا.
(و) أَيْضاً: (ثَوْبٌ خَلَقٌ إِلَى المَأْكَمَتَيْنِ) .
(وَفِي التهذيبِ: قالَ ابنُ بُزُرْج: المارِيُّ الثَّوْبُ الخَلَق؛ وأَنْشَدَ:
قُولا لِذاتِ الخَلَقِ المارِيِّ ( {والمُمْرِيَةُ، كمُحْسِنَةٍ،} والمارِيَةُ: البَقَرَةُ ذاتُ الوَلَدِ {المارِي) ؛) واقْتَصَرَ ابنُ سِيدَه على الأُولى؛ وقالَ الجعْدِيّ:
} كَمُمْرِيةٍ فَرْدٍ مِنَ الوَحْشِ حُرَّةٍ
أنامَتْ بذِي الدَّنَّيْنِ بالصَّف جُؤْذَرا ( {ومارِيَةُ) :) اسْمُ امْرأَةٍ سُمِّيَت بذلكَ، وَهِي (بنتُ أَرْقَم) بنِ ثَعْلَبَة بنِ عَمْرِو بنِ جفْنَةَ بنِ عَوْفِ بنِ عَمْرِو بنِ ربيعَةَ بنِ حارِثَةَ بنِ عَمْرِو مُزَيْــقياءَ بنِ عامِرِ ماءِ السَّماءِ، وابْنُها الحارِثُ الأعْرَجُ الَّذِي عَناهُ حسَّان بقولِهِ:
أَوْلادُ جَفْنَةَ حَوْلَ قَبْرِ أَبِيهِم
قَبْرِ ابنِ} مارِيَةَ الكَرِيمِ المُفْضِلِ كَذَا فِي الصِّحاح عَن ابنِ السِّكِّيت. وَفِي بعضِ النسخِ بَين حارِثَةَ ومُزَيْــقياء ثَعْلَبة العَنْقاء.
وقالَ ابنُ برِّي فِي مارِيَةَ بِنْت الأرْقَمِ بنِ ثَعْلَبَة بنِ عَمْرِو بنِ جَفْنَةَ بنِ عَمْرِو: وَهُوَ مُزَيْــقِياءُ بنُ عَامِرِ ماءِ السَّماءِ، وأَمَّا العَنْقاءُ فَهُوَ ثَعْلبَةُ بنُ عَمْرِو مُزَيْــقَياء.
(أَو) هِيَ مارِيَةُ بنْتُ (ظالِمٍ كانَ فِي قُرْطِها) ؛) ونصُّ المُحْكم: فِي قُرْطَيْها؛ (مائَتا دِينارٍ، أَو جَوْهَرٌ قُوِّمَ بأرْبَعِينَ أَلْفَ دِينارٍ؛ أَو دُرَّتانِ كبَيْضَتَيْ حَمَامَةٍ لم يُرَ مثْلُهُما قَطُّ فأَهْدَتْهُما إِلى الكَعْبَةِ، فقيلَ) لأجْل ذَلِك: (خُذْه وَلَو بقُرْطَيْ مارِيَةَ) ؛) وَفِي الصِّحاح: خُذْها؛ (أَو على كلِّ حالٍ) ؛) وَفِي المُحْكم: يُضْرَبُ فِي الشيءِ يُؤْمَرُ بأَخْذِه على أَيِّ حالٍ كانَ. وَوَقَعَ فِي كُتُبِ الأمْثالِ: لَا تَبِعْهُ وَلَو بقُرْطَيْ مارِيَةَ.
( {والمَرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: د بالأنْدَلُسِ) ، وَهِي} مَرِيَّةُ البيرَةِ، نُسِبَ إِلَيْهِ أَكابرُ المُحَدِّثِينَ، مِنْهُم: أَبو العبَّاس أَحمدُ بنُ عُمَر بنِ أَنَس {المريُّ؛ تقدَّمَ ذِكْرُه فِي دُلي.
(و) أَيْضاً: (ع آخَرُ بهَا) ، وَهِي مَرِيَّةُ بَلَش.
(و) أَيْضاً: (ة بينَ واسِطَ والبَصْرَةِ.
(} والمَرايَا: العُرُوقُ الَّتِي تَمْتَلِىءُ وتَدُرُّ بالَّلبنِ) ، جَمْعُ {مَرِيَ، كغَنِيَ.
(و) يقالُ: (} تَمَرَّى بِهِ) ، أَي (تَزَيَّنَ.
(و) مِن المجازِ: (أمْرٌ {مُمْرٍ) ، أَي (مُسْتَقِيمٍ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الرِّيحُ} تَمْرِي السَّحابَ {وتَمْتَرِيه: أَي تَسْتَخْرجُه.
} ومِرْيَةُ الفَرَس، بالكسْر: مَا اسْتُخْرِجَ مِن جَرْيِه فدَرَّ لذلكَ عَرَقُه؛ وكذلكَ {مَرِيّةُ كغَنِيَ.
} وامْتَرَى الناقَةَ: حَلَبَها.
وامْرأَةٌ مَرِيٌّ، كغَنِيَ: دَرُورٌ.
{ومَرَى فِي الأمْرِ: شَكَّ.
} واسْتَمْرى أخْلاف الناقَةِ: {امْتَرَاهَا.
} ومَرَتِ الناقَةُ فِي سَيْرِها تَمْرِي: أَسْرَعَتْ: ونوقٌ مَوارٍ.
{ومَرَيْتُ فلَانا فَمَا دَرَّ؛ وَهُوَ مجازٌ.
ومَرَى مُقْلتَه بإنْسانه: أَي بأنْملتِه.
} ومَراهُ مِائَةَ دِرْهَم: نَقَدَه إيَّاها.
{والتَّمارِي: التَّجادلُ والتَّخاصمُ.
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي:} المارِيَةُ، خَفِيف الياءِ، البَقَرَةُ والقَطاةُ.
وقالَ أَبُو عَمرٍ و: هِيَ اللُّؤْلُؤيَّة اللّوْنِ.
{ومارِيَةُ القُبْطِيَّةُ: أُمُّ إبْراهِيمَ ابْن رسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَهْدَاها لَهُ المُقَوْقَس، تُوفِّيَت زَمَنَ عُمَر. وثَلاثَةُ صَحابِيَّات أُخَر.
} ومِرَى، بالكسْر والقَصْر: الجدُّ الأعْلى للْإِمَام أبي زَكَرِيَّا النّووي.
وأَبو {مُرَايَة، كثُمامَةَ: عبدُ اللَّهِ بنُ عَمْرو العجليُّ تابِعِيٌّ رَوَى عَنهُ قَتادَةُ.
} والمَرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الناقَةُ الغَزيرَةُ الدّرِّ.
وأَحجارُ {المِرَى هِيَ قِباءُ.
} والمُرا، بِالضَّمِّ: داءٌ يُصِيبُ النَّخْلَ؛ عَن ابنِ الأثيرِ.
{ومَرَى الدَّمَ بالسَّيْفِ: أَسالَهُ.
ومَرَى البَعِيرَ: ظَلَعَ.
ونَهْرُ} ماري: بينَ بَغْدادَ والنّعْمانيَّة مَخْرجُه مِن الفُراتِ، وَعَلِيهِ قُرًى كَثيرَةٌ، عَن ياقوت.
{ومَرِيُّ الحلْقُومِ، كغَنِيَ، رَواهُ المُنْذري عَن أَبي الهَيْثم هَكَذَا، وَقد ذُكِرَ فِي الهَمْزِ.
ومحلَّةُ} مارِيَةَ: قَرْيَة بمِصْرَ مِن أَعْمَالِ البُحَيْرَةِ.

مَأرِبٌ

مَأرِبٌ:
بهمزة ساكنة، وكسر الراء، والباء الموحدة، اسم المكان من الأرب وهي الحاجة، ويجوز أن يكون من قولهم: أرب يأرب إربا إذا صار ذا دهي، أو من أرب الرجل إذا احتاج إلى الشيء وطلبه، وأربت بالشيء: كلفت به، يجوز أن يكون اسم المكان من هذا كله: وهي بلاد الأزد باليمن، قال السّهيلي: مأرب اسم قصر كان لهم، وقيل: هو اسم لكل ملك كان يلي سبأ كما أن تبّعا اسم لكل من ولي اليمن والشحر وحضرموت، قال المسعودي: وكان هذا السُّد من بناء سبإ بن يشجب بن يعرب وكان سافله سبعين واديا ومات قبل أن يستتمّه فأتمته ملوك حمير بعده، قال المسعودي: بناه لقمان بن عاد وجعله فرسخا في فرسخ وجعل له ثلاثين مشعبا، وفي الحديث: أقطع رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أبيض بن حمّال ملح مأرب، حدثني شيخ سديد فقيه محصّل من أهل صنعاء من ناحية شبام كوكبان وكان مستبينا متثبتا فيما يحكي قال: شاهدت مأرب وهي بين حضرموت وصنعاء، وبينها وبين صنعاء أربعة أيام، وهي قرية ليس بها عامر إلا ثلاث قرى يقال لها
الدروب إلى قبيلة من اليمن: فالأول من ناحية صنعاء درب آل الغشيب ثم درب كهلان ثم درب الحرمة، وكل واحد من هذه الدروب كاسمه درب طويل لا عرض له طوله نحو الميل كل دار إلى جنب الأخرى طولا وبين كل درب والآخر نحو فرسخين أو ثلاثة، وهم يزرعون على ماء جار يجيء من ناحية السّدّ فيسقون أرضهم سقية واحدة فيزرعون عليه ثلاث مرات في كل عام، قال: ويكون بين بذر الشعير وحصاده في ذلك الموضع نحو شهرين، وسألته عن سدّ مأرب فقال: هو بين ثلاثة جبال يصب ماء السيل إلى موضع واحد وليس لذلك الماء مخرج إلا من جهة واحدة فكان الأوائل قد سدوا ذلك الموضع بالحجارة الصلبة والرصاص فيجتمع فيه ماء عيون هناك مع ما يغيض من مياه السيول فيصير خلف السّد كالبحر فكانوا إذا أرادوا سقي زروعهم فتحوا من ذلك السدّ بقدر حاجتهم بأبواب محكمة وحركات مهندسة فيسقون حسب حاجتهم ثم يسدّونه إذا أرادوا، وقال عبيد الله بن قيس الرّقيات:
يا ديار الحبائب بين صنعا ومارب ... جادك السعد غدوة والثريّا بصائب
من هزيم كأنما يرتمي بالقواضب ... في اصطفاق ورنّة واعتدال المواكب
وأما خبر خراب سدّ مأرب وقصّة سيل العرم فإنه كان في ملك حبشان فأخرب الأمكنة المعمورة في أرض اليمن وكان أكثر ما أخرب بلاد كهلان بن سبإ بن يشجب بن يعرب وعامة بلاد حمير بن سبإ، وكان ولد حمير وولد كهلان هم سادة اليمن في ذلك الزمان، وكان عمرو بن عامر كبيرهم وسيدهم وهو جد الأنصار فمات عمرو بن عامر قبل سيل العرم وصارت الرياسة إلى أخيه عمران بن عامر الكاهن، وكان عاقرا لا يولد له ولد، وكان جوادا عاقلا، وكان له ولولد أخيه من الحدائق والجنان ما لم يكن لأحد من ولد قحطان، وكان فيهم امرأة كاهنة تسمى طريفة فأقبلت يوما حتى وقفت على عمران بن عامر وهو في نادي قومه فقالت: والظلمة والضياء، والأرض والسماء، ليقبلن إليكم الماء، كالبحر إذا طما، فيدع أرضكم خلاء، تسفي عليها الصّبا، فقال لها عمران:
ومتى يكون ذلك يا طريفة؟ فقالت: بعد ستّ عدد، يقطع فيها الوالد الولد، فيأتيكم السيل، بفيض هيل، وخطب جليل، وأمر ثقيل، فيخرّب الديار، ويعطل العشار، ويطيب العرار، قال لها: لقد فجعنا بأموالنا يا طريفة فبيّني مقالتك، قالت: أتاكم أمر عظيم، بسيل لطيم، وخطب جسيم، فاحرسوا السّد، لئلا يمتدّ، وإن كان لا بدّ من الأمر المعدّ، انطلقوا إلى رأس الوادي، فسترون الجرذ العادي، يجرّ كل صخرة صيخاد، بأنياب حداد، وأظفار شداد.
فانطلق عمران في نفر من قومه حتى أشرفوا على السّدّ، فإذا هم بجرذان حمر يحفرن السدّ الذي يليها بأنيابها فتقتلع الحجر الذي لا يستقلّه مائة رجل ثم تدفعه بمخاليب رجليها حتى يسدّ به الوادي مما يلي البحر ويفتح مما يلي السدّ، فلما نظروا إلى ذلك علموا انها قد صدقت، فانصرف عمران ومن كان معه من أهله، فلما استقرّ في قصره جمع وجوه قومه ورؤساءهم وأشرافهم وحدّثهم بما رأى وقال: اكتموا هذا الأمر عن إخوتكم من ولد حمير لعلّنا نبيع أموالنا وحدائقنا منهم ثم نرحل عن هذه الأرض، وسأحتال في ذلك بحيلة، ثم قال لابن أخيه حارثة: إذا اجتمع الناس إليّ فإني سآمرك بأمر فأظهر فيه العصيان فإذا ضربت رأسك بالعصا فقم إليّ فالطمني، فقال له: كيف يلطم
الرجل عمّه! فقال: افعل يا بنيّ ما آمرك فإن في ذلك صلاحك وصلاح قومك، فلما كان من الغد اجتمع إلى عمران أشراف قومه وعظماء حمير ووجوه رعيته مسلّمين عليه، فأمر حارثة بأمر فعصاه فضربه بمخصرة كانت في يده فوثب إليه فلطمه فأظهر عمران الأنفة والحمية وأمر بقتل ابن أخيه حتى شفع فيه، فلما أمسك عن قتله حلف أنه لا يقيم في أرض امتهن بها ولا بدّ من أن يرتحل عنها، فقال عظماء قومه: والله لا نقيم بعدك يوما واحدا! ثم عرضوا ضياعهم على البيع فاشتراها منهم بنو حمير بأعلى الأثمان وارتحلوا عن أرض اليمن فجاء بعد رحيلهم بمديدة السبل وكان ذلك الجرذ قد خرّب السدّ فلم يجد مانعا فغرّق البلاد حتى لم يبق من جميع الأرضين والكروم إلا ما كان في رؤوس الجبال والأمكنة البعيدة مثل ذمار وحضرموت وعدن ودهيت الضياع والحدائق والجنان والقصور والدور وجاء السيل بالرمل وطمّها فهي على ذلك إلى اليوم، وباعد الله بين أسفارهم كما ذكروا فتفرّقوا عباديد في البلدان، ولما انفصل عمران وأهله من بلد اليمن عطف ثعلبة العنقاء بن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق ابن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد بن الغوث نحو الحجاز فأقام ما بين الثعلبية إلى ذي قار وباسمه سميت الثعلبية فنزلها بأهله وولده وماشيته ومن يتبعه فأقام ما بين الثعلبية وذي قار يتتبع مواقع المطر، فلما كبر ولده وقوي ركنه سار نحو المدينة وبها ناس كثير من بني إسرائيل متفرّقون في نواحيها فاستوطنوها وأقاموا بها بين قريظة والنضير وخيبر وتيماء ووادي القرى ونزل أكثرهم بالمدينة إلى أن وجد عزّة وقوّة فأجلى اليهود عن المدينة واستخلصها لنفسه وولده فتفرّق من كان بها من اليهود وانضموا إلى إخوانهم الذين كانوا بخيبر وفدك وتلك النواحي وأقام ثعلبة وولده بيثرب فابتنوا فيها الآطام وغرسوا فيها النخل فهم الأنصار الأوس والخزرج أبناء حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيــقياء، وانخزع عنهم عند خروجهم من مأرب حارثة ابن عمرو مزيــقياء بن عامر ماء السماء وهو خزاعة فافتتحوا الحرم وسكانه جرهم وكانت جرهم أهل مكة فطغوا وبغوا وسنّوا في الحرم سننا قبيحة وفجر رجل منهم كان يسمى إساف بامرأة يقال لها نائلة في جوف الكعبة فمسخا حجرين، وهما اللذان أصابهما بعد ذلك عمرو بن لحيّ ثم حسّن لقومه عبادتهما، كما ذكرته في إساف، فأحب الله تعالى أن يخرج جرهما من الحرم لسوء فعلهم، فلما نزل عليهم خزاعة حاربوهم حربا شديدة فظفّر الله خزاعة بهم فنفوا جرهما من الحرم إلى الحلّ فنزلت خزاعة الحرم ثم إن جرهما تفرّقوا في البلاد وانقرضوا ولم يبق لهم أثر، ففي ذلك يقول شاعرهم:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس، ولم يسمر بمكة سامر
بلى! نحن كنّا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر
وكنّا ولاة البيت من قبل نابت ... نطوف بذاك البيت والخير ظاهر
وعطف عمران بن عمرو مزيــقياء بن عامر ماء السماء مفارقا لأبيه وقومه نحو عمان وقد كان انقرض بها من طسم وجديس ابني إرم فنزلها وأوطنها وهم أزد عمان منهم وهم العتيك آل المهلّب وغيرهم، وسارت قبائل نصر بن الأزد وهم قبائل كثيرة منهم دوس رهط أبي هريرة وغامد وبارق وأحجن والجنادبة وزهران وغيرهم نحو تهامة فأقاموا بها وشنئوا قومهم أو شنئهم قومهم إذ لم ينصروهم في حروبهم أعني حروب
الذين قصدوا مكة فحاربوا جرهم والذين قصدوا المدينة فحاربوا اليهود فهم أزد شنوءة، ولما تفرّقت قضاعة من تهامة بعد الرحب التي جرت بينهم وبين نزار بن معدّ سارت بليّ وبهراء وخولان بنو عمران ابن الحاف بن قضاعة ومن لحق بهم إلى بلاد اليمن فوغلوا فيها حتى نزلوا مأرب أرض سبإ بعد افتراق الأزد عنها وخروجهم منها، فأقاموا بها زمانا ثم أنزلوا عبدا لأراشة بن عبيلة بن فران بن بليّ يقال له أشعب بئرا لهم بمأرب ودلّوا عليه دلاءهم ليملأها لهم، فطفق العبد يملأ لمواليه وسادته ويؤثرهم ويبطئ عن زيد الله بن عامر بن عبيلة بن قسميل فغضب من ذلك فحطّ عليه صخرة وقال: دونك يا أشعب، فأصابته فقتلته فوقع الشر بينهم لذلك واقتتلوا حتى تفرّقوا، فيقول قضاعة:
إن خولان أقامت باليمن فنزلوا مخلاف خولان، وإن مهرة أقامت هناك وصارت منازلهم الشحر ولحق عامر بن زيد الله بن عامر بن عبيلة بن قسميل بسعد العشيرة فهم فيهم زيد الله، فقال المثلّم بن قرط البلوي:
ألم تر أن الحيّ كانوا بغبطة ... بمأرب إذ كانوا يحلّونها معا
بليّ وبهراء وخولان إخوة ... لعمرو بن حاف فرع من قد تفرّعا
أقام به خولان بعد ابن أمه ... فأثرى لعمري في البلاد وأوسعا
فلم أر حيّا من معدّ عمارة ... أجلّ بدار العزّ منّا وأمنعا
وهذا أيضا دليل على أن قضاعة من سعد، والله أعلم، وسار جفنة بن عمرو بن عامر إلى الشام وملكوها فهذه الأزد باقية وأما باقي قبائل اليمن فتفرّقت في البلاد بما يطول شرحه، وقد ذكرت الشعراء مأرب فقال المثلم بن قرط البلوي:
ألم تر أن الحيّ كانوا بغبطة ... بمأرب إذ كانوا يحلّونها معا
وقد ذكرت وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه قصة مأرب فقال: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ، 34: 16 كما ذكرناه في العرم، والعرم: المسنّاة التي كانت قد أحكمت لتكون حاجزا بين ضياعهم وحدائقهم وبين السيل ففجّرته فأرة ليكون أظهر في الأعجوبة كما أفار الله الطوفان من جوف التنور ليكون ذلك أثبت في العبرة وأعجب في الأمة ولذلك قال خالد بن صفوان التميمي لرجل من أهل اليمن كان قد فخر عليه بين يدي السفاح: ليس فيهم يا أمير المؤمنين إلا دابغ جلد أو ناسج برد أو سائس قرد أو راكب عرد، غرّقتهم فأرة وملكتهم امرأة ودلّ عليهم هدهد، وقال الأعشى:
ففي ذاك للمؤتسي أسوة، ... ومأرب عفّى عليها العرم
رخام بنته لهم حمير ... إذا ما نأى ماؤهم لم يرم
فأروى الزّروع وأغنامها ... على سعة ماؤهم إن قسم
وطار القيول وقيلاتها ... بيهماء فيها سراب يطم
فكانوا بذلكم حقبة ... فمال بهم جارف منهزم
قال أحمد بن محمد: ومأرب أيضا قصر عظيم عالي الجدران، وفيه قال الشاعر:
أما ترى مأربا ما كان أحصنه، ... وما حواليه من سور وبنيان
ظلّ العباديّ يسقي فوق قلّته، ... ولم يهب ريب دهر جدّ خوّان
حتى تناوله من بعد ما هجعوا ... يرقى إليه على أسباب كتّان
وقال جهم بن خلف:
ولم تدفع الأحساب عن ربّ مأرب ... منيّته وما حواليه من قصر
ترقّى إليه تارة بعد هجعة ... بأمراس كتّان أمرّت على شزر
وقد نسب إلى مأرب يحيى بن قيس المأربي الشيباني، روى عن ثمامة بن شراحيل، وروى عنه أبو عمرو محمد ومحمد بن بكر، ذكره البخاري في تاريخه، وسعيد بن أبيض بن حمّال المأربي، روى عن أبيه وعن فروة بن مسيك العطيفي، روى عنه ابنه ثابت ابن سعيد، ذكره ابن أبي حاتم، وثابت بن سعيد المأربي، حدث عن أبيه، روى عنه ابن أخيه فرج ابن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمّال المأربي الشيباني، هكذا نسبه ابن أبي حاتم، وقال أبو أحمد في الكنى: أبو روح الفرج بن سعيد أراه ابن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمّال المأربي عن خالد بن عمرو بن سعيد بن العاصي، وعمه ثابت بن سعيد المأربي، روى عنه أبو صالح محبوب بن موسى الأنطاكي وعبد الله بن الزبير الجندي، وقال أبو حاتم: جبر بن سعيد أخو فرج بن سعيد، روى عنه أخوه جبير بن سعيد المأربي، سألت أبي عن فرج بن سعيد فقال لا بأس به، ومنصور بن شيبة من أهل مأرب، روى عنه فرج بن سعيد بن علقمة المأربي، ذكره ابن أبي حاتم أيضا في ترجمة فرج ابن سعيد.
مَارِثُ:
بكسر الراء، وآخره ثاء مثلثة، يجوز أن يكون اسم المكان من الإرث من الميراث أو من الإرث وهي الحدود بين الأرضين، واحدته أرثة، وهي الإرث التي في حديث عثمان: الإرث تقطع الشفعة، والميم على هذه زائدة، ويجوز أن يكون اسم فاعل من مرثت الشيء بيدي إذا مرسته أو فتّتّه، أو من المرث وهو الحليم الوقور، ومارث:
ناحية من جبال عمان.

فَقَأَ

(فَقَأَ) مُبَالغَة فِي فَقَأَ
(فَقَأَ)
الْعين أَو الْبشرَة وَنَحْوهَا فَقَأَ شقها فَخرج مَا فِيهَا وَحب الرُّمَّان وَنَحْوه ضغطه وعصره
فَقَأَ العَيْنَ والبَثْرَةَ ونَحْوَهُما، كمنع: كَسَرَهَا، أو قَلَعَها، أو بخَقَها،
كفَقَّأها فانْفَقَأَتْ وتَفَقَّأَتْ،
وـ ناظِرَيْهِ: أَذْهَبَ غَضَبَهُ،
وـ البُهْمَى فُقُوءاً: تَرَّبَها المَطَرُ والسَّيْلُ فلا تَأكُلُها النَّعَمُ،
والفَقْءُ، بالفتح، والفُقْأَةُ، بالضم وبالتَّحْرِيك،
والفاقِياءُ: السابِياءُ التي تَنْفَقِئُ عن رَأْسِ الولدِ، أو جُلَيْدَةٌ رَقِيقَةٌ على أنْفِهِ إن لم تُكْشَفْ عنه ماتَ.
والفَقْأَى، كَسكْرى: ناقَةٌ بها الحَقْوَةُ فلا تَبُولُ ولا تَبْعَرُ، والجَمَلُ فَقِيءٌ، كَقَتِيلٍ.
والفَقِيءُ أيضاً: الدَّاءُ بِعَيْنِهِ.
والفَقْءُ: نَقْرٌ في حَجَرٍ، أو غِلَظٌ يَجْمَعُ الماءَ كالفَقِئِ،
وع. وافْتَقَأ الخَرْزَ: أعَادَ عليه، وجَعَلَ بين الكُلْيَتَيْنِ كُلْيَةً أخْرَى.
والمُفَقِّئةُ: الأَوْدِيَةُ تَشُقُّ الأَرضَ.
(فَقَأَ)
(س) فِيهِ «لَوْ أَنَّ رجُلا اطَّلع فِي بيت قوم بغير إذْنِهم ففَقَأُوا عينَه لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمْ شَيْءٌ» أَيْ شَقُّوها. والفَقْء: الشَّقُّ والبَخْصُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ «أَنَّهُ فَقَأَ عيْن مَلَك الموْت» وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْناه فِي حَرْفِ الْعَيْنِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وجْهه حَبُّ الرُّمّان» أَيْ بُخِص.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «تَفَقَّأَتْ» أَيِ انفَلَقَتْ وانْشَقَّتْ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ فِي حَدِيثِ النَّاقَةِ المُنْكَسِرة: وَاللَّهِ ما هي بكذا وكذا، ولا هي بِفَقِئٍ فتشرق [عروقها ] » الفَقِئ: الَّذِي يأخُذه داءٌ فِي البَطن يُقَالُ لَهُ الحَقْوَة، فَلَا يَبُول وَلَا يَبْعَرُ، ورُبَّما شَرِقَت عُروقُه ولَحمُه بِالدَّمِ فيَنْتَفِخ، وربَّما انْفَقَأَتْ كَرِشُه من شدّة انتفاخه، فهو الفَقِئ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذُبح وَطُبخ امْتَلَأت القِدْرُ مِنْهُ دَماً. وفَعِيل يقال للذَّكَر والأنثى. 
فَقَأَ
: (} فَقَأَ العَيْنَ والبَثْرَةَ ونَحْوَهُما) كالدُّمَّلِ والقَرْحِ، كَذَا فِي نسختنا بالتثنية، وَفِي نُسْخَة شَيخنَا: ونَحْوَها، فتكلَّف فِي مَعْنَاهُ (كمَنَع) {يَفْقَؤُها} فَقْأً (: كَسَرَها) كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) و (الأَساس) . وَبِه فَسَّر غيرُ واحدٍ من أَئمة اللُّغَة، فَلَا يُلْتَفت إِلى مَا قَالَه شيخُنا: لَا يُعْرَفُ تَفْسِيرُ! الفَقْءِ بِالكَسْرِ وَلَا قَالَه أَحدٌ من اللُّغويّين، وَلَا يطْهَر لَهُ مَعْنى وَلَا هُنَاكَ شيءُ يَتَّصِف بالكَسْر، وَلَا حاجَةَ لِدَعْوَى المجازِ وَكفى بالزمخشريِّ وابنِ منظورٍ حُجَّةً وَكفى بالزمخشريِّ وابنِ منظورٍ حُجَّةً فِيمَا قَالَاه (أَو قَلَعَها) وَقيل: أَي أَخرج حَدَقَتَهَا الَّتِي تُبْصِرُ بهَا، وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: أَطْفَأَ ضَوْءَها، وَقيل: أَعْماها وعَوَّرَهَا بأَن أَدخل فِيهَا أُصْبُعاً فشَقَّها، (أَو بَحَقَها) كَذَا فِي النُّسخ، وَهُوَ أَيضاً فِي (لِسان الْعَرَب) عَن اللحيانيِّ، وَفِي (الْمِصْبَاح) : بَخَصَها، بالصَّاد الْمُهْملَة بدل الْقَاف، قَالَ: قَالَ السَّرَقُسْطِي: بَخَص العَيْنَ: أَدْخَل أَصْبُعَه فِيهَا وأَخْرجَها، وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: أَطْفَأَ ضَوْءَها، وَقَالَ غيرُ وَاحِد: شَقَّها ( {كَفَقَّأَهَا) } تَفْقِئَةً، إِلحاقاً للمهموز بالمعتلّ ( {فانْفَقْأَتْ} وَتَفَقَّأَتْ) وَفِي (أَحكام الأَساس) : {وفُقِئَتْ عَيْنُ (عَدِيّ بنِ) حَاتمٍ يَوْمَ الجَمَلِ وَكَانَت بِهِ بَثْرَةٌ فانْفَقَأَتْ (و) فَقَأَ (نَاظِرَيْه) أَي (أَذْهَبَ غَضَبَهُ) قيل: هُوَ من الْمجَاز. وَفِي الحَدِيث (لَو أَنَّ رَجُلاً اطَّلع فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ} ففقئُوا عَيْنَه لم يَكُنْ عَلَيْهِم شَيْءٌ) أَي شَقُّوها. والفَقْءُ. الشَّقُّ والبَخْصُ، وَفِي حَدِيث مُوسى عَلَيْهِ السَّلَام أَنه فَقَأَ عَيْنَ مَلَكِ المَوْتِ، وَمِنْه (الحَدِيث) كأَنَّما {فُقِىءَ فِي عَيْنِه حَبُّ الرُّمَّانِ، أَي بُخِصَ.
وَمِمَّا بَقِي على المُصَنّف:
قَول النَّحْوِيين:} تَفَقَّأَ زَيْدٌ شَحْماً، تنصبه على التَّمْيِيز، أَي تَفَقَّأَ شَحْمُه، وَهُوَ من مسائِل كِتاب سِيبوَيْه، قَالَ:
{تَفَقَّأَتْ شَحْماً كَمَا الإِوَزِّ
مِنْ أَكْلِهَا البَهَطَّ بِالأَوُزِّ
وَقَالَ الليثُ:} انفقأَت العينُ وانفقأَت البَثْرَةُ، وبَكَى حتّى كادَ يَنْفَقِيءُ بَطْنُه أَي يَنْشَقُّ، وَفِي (أَحكام الأَساس) : أَكَل حَتّى كَاد بَطْنُه يَنَفَقَّأُ، انْتهى، وَكَانَت العربُ فِي الجاهليَّة إِذا بلغَ إِبِلُ الرجل مِنْهُم أَلْفاً فَقَأَ عينَ بعيرٍ مِنْهَا وسَرَّحه لَا يَنْتَفِعُ بِهِ، وأَنشد:
غَلَبْتُكَ {بِالمُفَقِّىءِ وَالمُعَنِّي
وبَيْتِ المُحْتَبِي والخَافِقَاتِ
قَالَ الأَزهري: لَيْسَ معنى المُفَقِّيءِ فِي هَذَا الْبَيْت مَا ذَهب إِليه الليثُ، وإِنما أَراد بِهِ الفرزدَقُ قولَه لجريرٍ:
وَلَسْتَ وَلَوْ} فَقَّأْتَ عَيْنَكَ وَاجِداً
أَبَالَكَ إِن عُدَّ المَسَاعِي كَدَارِمِ وَقَالَ ابْن جِنِّي: وَيُقَال للضعيف الوادع: إِنه لَا {يُفَقِّىءُ البَيْضَ. وَالَّذِي فِي الأَساس: وفُلانٌ لَا يَرُدُّ الرَّاوِيَة وَلَا يُنْضِجُ الكُرَاعَ وَلَا يَفْقَأُ البَيْضَ، يُقَال ذَلِك للعاجز (و) فَقَأَت (البُهْمَي) وَهِي نَبْتٌ (فُقُوءًا) كقُعودٍ، كَذَا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) فَقْأً: وَيُقَال: تَفَقَّأَتْ} تَفَقُّؤاً، وَبِه صَدَّر غيرُ واحدٍ، وَجعل الثلاثيَّ قولا، بل سكَت الجوهريُّ عَن ذكر الثلاثيّ، وَمثله فِي الأَفعال، أَي انحشَقَّتْ لفائفُها عَن نَوْرِها، وَفَقَأَتْ إِذا تَشَقَّقَتْ لفائفُها عَن ثَمرتها، وَفسّر المؤلّف بقوله (تَرَّبَها المَطَرُ والسَّيْلُ فَلَا تَأْكُلُها النَّعَمُّ) ، وَلم يذكر ذَلِك أَحدٌ من أَهل اللُّغَة، كَمَا نبه عَلَيْهِ شَيخنَا.
قلت: كَيفَ يكون ذَلِك وَهُوَ مَوْجُود فِي (العُباب) وَنَصه: وفقَأَت البُهْمَى فُقُوءًا إِذا حَمَل عَلَيْهَا المَطَرُ أَو السَّيْلُ تُراباً فَلَا تَأْكلها النَّعَمُ حَتَّى يَسْقُط عَنْهَا وَكَذَلِكَ كلُّ نبت.
وتَفقَّأَ الدُّمَّلُ والقَرْحُ، وَتَفَقَّأَت السَّحابَةُ عَن مَائِهَا: تشقَّقَتْ، وَتَفَقَّأَتْ تَبَعَّجَتْ بِمائها، قَالَ عَمْرو بن أَحْمَرَ الباهليُّ:
بِهَجْلٍ مِنْ قَساً ذَفِرِ الخُزَامَي
تَهَادَي الجِرْبِيَاءُ بِهِ الحَنيِنَا
تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّوَارِي
وَجُنَّ الخَازِبَازِ بِهِ جُنُونَا
الهَجْلُ: هُوَ المطمئِنُّ من الأَرض، والجِرْبِياءُ: الشَّمالُ. وَقَالَ شَيخنَا: صرَّح سُرَّاحُ الفصيحِ بأَن استعمالَ الفُقوءِ فِي النَّباتِ والأَرضِ والسحابِ ونَحْوِها كلُّه من الْمجَاز، مأْخوذ من فَقَأَ العَيْنَ، وَظَاهر كَلَام المُصَنّف والجوهريّ أَنه من المُشترك، انْتهى.
وَفِي (أَحكام الأَساس) : وَمن الْمجَاز: فَقَأَ اللَّهُ عَنْك عَيْنَ الكَمَالِ، وتَفَقَّأَت السحابةُ: تَبَعَّجَتْ عَن مَائِهَا.
(والفَقْءُ بِالْفَتْح، والفُقْأَةُ، بِالضَّمِّ، و) يُقَال أَيضاً (بالتَّحْرِيك) عَن الْكسَائي وَالْفراء، وَيُوجد هُنَا فِي بعض النّسخ تَشْدِيد الْقَاف مَعَ الضَّم وَالْمدّ (و) كَذَا ( {الفَاقِيَاءُ) الثَّلَاثَة بمنى (السَّابِيَاء هِيَ) أَي السابياءُ على مَا يأْتي فِي المعتل (الَّتِي تَتَفَقَّأُ) وَفِي نُسْخَة شَيخنَا:} تَنْفَقِىءُ من بَابا لانفعال، أَي تَنشقُّ (عَن رَأْس الوَلَدِ) وَفِي (الصِّحَاح) : وَهُوَ الَّذِي يَخرُج على رأْس الْوَلَد، وَالْجمع {فُقُوءٌ، وَحكى كُرَاع فِي جمعه} فَاقياءَ، قَالَ: وَهَذَا غَلَطٌ، لأَن مثل هَذَا لم يأْتِ فِي الْجمع، قَالَ: وأَرَى الفاقياء لُغة فِي الفَقْءِ كالسَّابِيَاءِ وأَصله {فاقِئَاءُ بالهمزتين، فَكُرِه اجْتِمَاع الهمزتين لَيْسَ بَينهمَا إِلا أَلف، فقُلبت الأُولى يَاء، وَعَن الأَصمعي: المَاء الَّذِي يكون على رأْس الْوَلَد، وَعَن ابْن الأَعرابيّ: السابياء: السَّلَي الَّذِي يكون فِيهِ الولَدُ. وكَثُرَ سَابِيَاؤهم العَامَ: كَثُرَ نِتَاجُهُم، والفَقْءُ: المَاء الَّذِي فِي المَشِيمَةِ، وَهُوَ السُّخْدُ والنُّخْط. (أَو جُلَيْدَةٌ) وَهُوَ تَفْسِير للفُقْأَة، عَنَّا بن الأَعرابي، فَفِي كَلَام المُؤلّف لَفٌّ ونَشْرٌ (رَقِيقَةٌ) تكون (على أَنْفِه) أَي الْوَلَد (إِنْ لم تُكْشَف عَنهُ مَاتَ) الولدُ.
وَيُقَال أَصَابَتْنَا فَقْأَةٌ أَي سَحابَةٌ لَا رعْدَ فِيهَا وَلَا بَرْق وَمَطَرُها مُتقارِبٌ، وَهُوَ مجَاز.
(} والفَقْأَى كَسَكْرَى) هِيَ (نَاقَةٌ بِهَا الحَقْوَةُ) وَهِي داءٌ يَأْخُذها (فَلَا تَبُولُ وَلَا تَبْعَرُ) ورُبَّما شَرِقَت عُروقُها ولَحْمُها بالدَّمِ فانتَفخَتْ وَرُبمَا انفقَأَت كَرِشُها من شِدَّة انتفاخِها. وَفِي الحَدِيث أَن عُمَر رَضِي الله عَنهُ قَالَ فِي نَاقَةٍ مُنكَسِرة: مَا هِيَ بِكَذَا وَلَا كَذَا، وَلَا هِيَ بفَقْأَى فَتَشْرَق عُرُوقُها (والجَمَلُ فَقِيءٌ كَقَتيل) هُوَ الَّذِي يأْخُذه دَاءٌ فِي البَطْنِ، فإِن ذُبِح وطُبِخ امتلأَت القِدْرُ مِنْهُ دَماً، وفَعِيلٌ يُقَال للذّكر والأُنثى (! والفَقِىءُ أَيضاً: الدَّاءُ بِعَيْنِه) وَهُوَ دَاءُ الحَقْوَة.
والفَقَأُ: خُروجُ الصَّدْرِ. والفَسَأُ: دُخُول الصُّلْبِ، وَعَن ابْن الأَعرابيّ: أَفقَأَ إِذا انخَسَفَ صَدْرُه مِن عِلَّةٍ. (والفَقْءُ) بِالْفَتْح (: نَقْرٌ فِي حَجَرٍ أَو غِلَظٌ) مَعْطُوف على حجرٍ أَو على نقر (يَجْمَعُ الماءَ) وَفِي بعض النّسخ: يَجتمِع فِيهِ الماءُ. وَقَالَ شَمِرٌ: هُوَ كالحفرة يكون فِي وَسَطِ الحَرَّة، وَقيل فِي وَسط الجَبَلِ، وشكَّ أَو عُبَيْدٍ فِي الحُفْرَةِ أَو الجُفْرَةِ، قَالَ: وهما سَواءٌ (كالفَقِيءِ) كأَميرٍ، أَنشد ثَعْلَب:
فِي صَدْرِه مِثْلُ {- الفَقِيءِ المُطْمَئِنّ
وَرَوَاهُ بَعضهم بِصِيغَة التصغير، وجَمْع الفَقِيءِ، فَقْآنٌ.
(و) الفَقْءُ: (ع) .
(} وافْتَقَأَ الخَرْزَ) بِفَتْح فَسُكُون (أَعَادَ عَلَيْهِ) وَهَذَا الْمَعْنى عَن اللحيانيّ فِي قفأَ، بِتَقْدِيم الْقَاف على الْفَاء على مَا سيأْتي، وأَنا أَتعجَّبُ من شَيخنَا كَيفَ لم يُنَبِّه على ذَلِك، فإِن ابْن مَنْظُور وَغَيره ذَكرُوهُ فِي قفأَ (وجَعَل بَيْنَ الكُلْبَتَيْنِ كُلْبَةً أُخْرَى) بِالضَّمِّ: السَّيْرُ والطَّاقَةُ من الليف، وَفِي (الصِّحَاح) هِيَ جُلَيدة مُستديرة تَحت عُرْوَةِ المَزادةِ تُخْرَز مَعَ الأَديم، وسيأْتي زِيَادَة تَحْقِيق إِن شاءَ الله تَعَالَى فِي قفأَ.
( {والمُفَقِّئَةُ) هِيَ (الأَوْدِيَةُ) الَّتِي (تَشُقُّ الأَرْضَ) شَقًّا، وأَنشد للفرزدق:
أَتَعْدِلُ دَارِماً بِبَنِي كُلَيْبٍ
وَتَعْدِلُ} بِالمُفَقِّئَةِ الشِّعَابَا

ر

ر


ر
a. Rā . The tenth letter of the alphabet. Its numerical value is Two Hundred, (200).
[ر] ز: "ر" مفتوحًا صيغة أمر من رأى يرى. ك ومنه: "فر" فيها رأيكن وروى بهمزة بعد راء.
ر
ر [كلمة وظيفيَّة]: الحرف العاشر من حروف الهجاء، وهو صوت لثويّ، مجهور، ساكن تكراريّ (تردُّديّ)، مُرقَّق. 

ر: الراء من الحروف المجهورة، وهي من الحروف الذُّلْق، وسميت ذُلْقاً لأَن الذّلاقَة في المنطق إِنما هي بطَرَف أَسَلَةِ اللسان، والحروف الذلق ثلاثة: الراء واللام والنون، وهن في حيز واحد، وقد ذكرنا في أَوّل حرف الباء دخولَ الحروف الستة الذُّلقِ والشفويةِ كَثرةَ دخولها في أَبنية الكلام.

الراءُ: حَرْفٌ مِن حُروفِ المُعْجم تُمَدُّ وتُقْصَرُ. ورَيَّيْتُ رَاء حَسَنَةً وحَسَناً: كَتَبْتُها؛ والجَمْعُ أَرْواءٌ ورَاآتٌ.
وقصِيدَةٌ رَوِيُّها الرَّاء؛ ويقالُ: الرَّاويةُ، ويقالُ الرَّئِيّةُ.
ومِن أمْثالِ الْعَامَّة: الرَّاءُ حِمارُ الشُّعراءِ إشارَةً إِلَى سعَةِ وُقُوعِها فِي كَلامِ العَرَبِ.
والراءُ، بالمدِّ، للشَّجَرَة، قد تقدَّمَ فِي الهَمْزةِ، وَكَانَ على المصنِّف أَن يُشِيرَ لَهُ هُنَا.
ر alphabetical letter ر

The tenth letter of the alphabet: called رَآءٌ and رَا: pl. [of the former] رَاآتٌ and [of the latter]

أَرْوَآءٌ. (TA in باب الالف الليّنه.) It is one of the letters termed مَجْهُورَة [or vocal, i. e. pronounced

with the voice, not with the breath only]; and of the letters termed ذُلْق, which are, and ل and ن, [also termed ذَوْلَقِيَّة, or pronounced with the extremity of the tongue, and ب and ف and م which are also termed شَفَهِيَّة, or pronounced with the lips:] these letters which are pronounced with the tip of the tongue and with the lips abound in the composition of Arabic words: (L:) and hence ر is termed, in a vulgar prov., حِمَارُ الشُعَرَآءِ [“ the ass of the poets ”]. (TA in باب الالف اللّينة.)

ر is substituted for ل, in نَثْرَةٌ for نَثْلَةٌ, and in رَعَلَّ for لَعَلَّ, and in وَجِرٌ and أَوْجَرُ for وَجِلٌ and أَوْجَلُ; and this substitution is a peculiarity of the dial. of Keys; wherefore some assert that the ر in these cases is an original radical letter. (MF.)

A2: [As a numeral, it denotes Two hundred..]

رَ is an imperative of رَأَى [q. v.]. (Az, T and S and M in art. رأى.)
من كتاب القامُوس.
قَالَ ابنُ مَنْظُورٍ: الرّاءُ من الْحُرُوف المَجْهُورة، وَهِي من الحُرُوفِ الذُّلْقِ، وَهِي ثَلَاثَة: الرّاءُ واللّامُ والنُّونُ، وهنَّ فِي حَيِّز واحدٍ. وإِنما سمِّيَتْ بالذُّلْق، لأَنَّ الذَّلَاقَةَ فِي المَنْطِقِ إِنما هِيَ بطَرَفِ أَسَلةِ اللِّسَان، وهنَّ كالشَّفَوِيَّة كَثِيرَة الدُّخولِ فِي أَبنيةِ الكلامِ.
قَالَ شيخُنَا: وَقد أُبدِلَتِ الرّاءُ من اللامِ فِي النَّثْرة بمعنَى النَّثْلة، وَهُوَ الدِّرع، بِدَلِيل قَوْلهم: نَثَلَ دِرْعَ عَلَيْهِ، ولمي قُولُوا: نَثَرها، فاللّامُ أَكثرُ تصريفاً، والرّاءُ بَدَلٌ مِنْهَا، كَمَا أَشار إِليه ابنُ أُمِّ قاسمٍ فِي شرْح الخُلاصة وَقَالُوا: رَعَلَّ بمعنَى لَعَلَّ، وَقَالُوا: رجلٌ وَجِرٌ وأَوْجَرُ، وامرأَةٌ وَجِرَةٌ، بِمَعْنى وَجِلٍ وأَوْجَلَ ووَجِلَةٍ، وَهِي لغةُ قَيْس، ولذالك ادَّعَى بعضُهم أصالتَها. وَقَالَ الفَرّاءُ: أَنشَدَنِي أَبو الهَيْثَمِ:
وإِنِّيَ بالجارِ الخَفَاجِيِّ واثقٌ
وقَلْبي مِن الجارِ العِبَادِيِّ أَوْجَرُ
إِذا مَا عُقيْلِيَّانِ قامَا بذِمَّة
شرِيكيْنِ فِيهَا فالعِبَادِيُّ أَغْدَرُ
فأَوجرُ بِمَعْنى أَوْجَل وأَخْوَف.

ر: تَقْ، وللمرأَة: تَقي؛ قال عبد الله ابن هَمَّام السَّلُولي:

زِيادَتَنا نَعْمانُ لا تَنْسَيَنَّها،

تَقِ اللهَ فِينا والكتابَ الذي تَتْلُو

بنى الأَمر على المخفف، فاستغنى عن الأَلف فيه بحركة الحرف الثاني في

المستقبل، وأَصل يَتَقي يَتَّقِي، فحذفت التاء الأُولى، وعليه ما أُنشده

الأَصمعي، قال: أَنشدني عيسى بن عُمر لخُفاف بن نُدْبة:

جَلاها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها

خِفافاً، كلُّها يَتَقي بأَثر

أَي كلها يستقبلك بفِرِنْدِه؛ رأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضيِّ الدين

الشاطِبي، رحمه الله، قال: قال أبو عمرو وزعم سيبويه أَنهم يقولون تَقَى

اللهَ رجل فعَل خَيْراً؛ يريدون اتَّقى اللهَ رجل، فيحذفون ويخفقون، قال:

وتقول أَنت تَتْقي اللهَ وتِتْقي اللهَ، على لغة من قال تَعْلَمُ

وتِعْلَمُ، وتِعْلَمُ، بالكسر: لغة قيْس وتَمِيم وأَسَد ورَبيعةَ وعامَّةِ العرب،

وأَما أَهل الحجاز وقومٌ من أَعجاز هَوازِنَ وأَزْدِ السَّراة وبعضِ

هُذيل فيقولون تَعْلَم، والقرآن عليها، قال: وزعم الأَخفش أَن كل مَن ورد

علينا من الأَعراب لم يقل إِلا تِعْلَم، بالكسر، قال: نقلته من نوادر أَبي

زيد. قال أَبو بكر: رجل تَقِيٌّ، ويُجمع أَتْــقِياء، معناه أَنه مُوَقٍّ

نَفْسَه من العذاب والمعاصي بالعمل الصالح، وأَصله من وَقَيْتُ نَفْسي

أَقيها؛ قال النحويون: الأَصل وَقُويٌ، فأَبدلوا من الواو الأُولى تاء كما

قالوا مُتَّزِر، والأَصل مُوتَزِر، وأَبدلوا من الواو الثانية ياء

وأَدغموها في الياء التي بعدها، وكسروا القاف لتصبح الياء؛ قال أَبو بكر:

والاختيار عندي في تَقِيّ أَنه من الفعل فَعِيل، فأَدغموا الياء الأُولى في

الثانية، الدليل على هذا جمعهم إِياه أَتــقياء كما قالوا وَليٌّ وأَوْلِياء،

ومن قال هو فَعُول قال: لمَّا أَشبه فعيلاً جُمع كجمعه، قال أَبو منصور:

اتَّقى يَتَّقي كان في الأَصل اوْتَقى، على افتعل، فقلبت الواو ياء

لانكسار ما قبلها، وأُبدلت منها التاء وأُدغمت، فلما كثر استعماله على لفظ

الافتعال توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف فجعلوه إِتَقى يَتَقي، بفتح التاء

فيهما مخففة، ثم لم يجدوا له مثالاً في كلامهم يُلحقونه به فقالوا تَقى

يَتَّقي مثل قَضى يَقْضِي؛ قال ابن بري: أَدخل همزة الوصل على تَقى،

والتاء محركة، لأَنَّ أَصلها السكون، والمشهور تَقى يَتَّقي من غير همز وصل

لتحرك التاء؛ قال أَبو أَوس:

تَقاكَ بكَعْبٍ واحِدٍ وتَلَذُّه

يَداكَ، إِذا هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ

أَي تَلَقَّاكَ برمح كأَنه كعب واحد، يريد اتَّقاك بكَعْب وهو يصف

رُمْحاً؛ وقال الأَسدي:

ولا أَتْقي الغَيُورَ إِذا رَآني،

ومِثْلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ

الرَّبيسُ: الدَّاهي المُنْكَر، يقال: داهِيةٌ رَبْساء، ومن رواها

بتحريك التاء فإِنما هو على ما ذكر من التخفيف؛ قال ابن بري: والصحيح في هذا

البيت وفي بيت خُفاف بن نَدبة يَتَقي وأَتَقي، بفتح التاء لا غير، قال:

وقد أَنكر أَبو سعيد تَقَى يَتْقي تَقْياً، وقال: يلزم أَن يقال في الأَمر

اتْقِ، ولا يقال ذلك، قال: وهذا هو الصحيح. التهذيب. اتَّقى كان في

الأَصل اوْتَقى، والتاء فيها تاء الافتعال فأُدغمت الواو في التاء وشددت فقيل

اتَّقى، ثم حذفوا أَلف الوصل والواو التي انقلبت تاء فقيل تَقى يَتْقي

بمعنى استقبل الشيء وتَوَقَّاه، وإِذا قالوا اتَّقى يَتَّقي فالمعنى أَنه

صار تَقِيّاً، ويقال في الأَول تَقى يَتْقي ويَتْقي. ورجل وَقِيٌّ تَقِيٌّ

بمعنى واحد. وروي عن أَبي العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي يقول: واحدة

التُّقى تُقاة مثل طُلاة وطُلًى، وهذان الحرفان نادران؛ قال الأَزهري:

وأَصل الحرف وَقى يَقي، ولكن التاءَ صارت لازمة لهذه الحروف فصارت كالأَصلية،

قال: ولذلك كتبتها في باب التاء. وفي الحديث: إِنما الإِمام جُنَّة

يُتَّقى به ويُقاتَل من ورائه أَي أَنه يُدْفَعُ به العَدُوُّ ويُتَّقى

بقُوّته، والتاءُ فيها مبدلة من الواو لأن أَصلها من الوِقاية، وتقديرها

اوْتَقى، فقلبت وأُدغمت، فلما كثر استعمالُها توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف

فقالوا اتَّقى يَتَّقي، بفتح التاء فيهما.

(* قوله«فقالوا اتقي يتقي بفتح

التاء فيهما» كذا في الأصل وبعض نسخ النهاية بألفين قبل تاء اتقى. ولعله

فقالوا: تقى يتقي، بألف واحدة، فتكون التاء مخففة مفتوحة فيهما. ويؤيده

ما في نسخ النهاية عقبه: وربما قالوا تقى يتقي كرمى يرمي.) وفي الحديث:

كنا إِذا احْمَرَّ البَأْسُ اتَّقَينا برسولِ الله،صلى الله عليه وسلم،

أَي جعلناه وِقاية لنا من العَدُوّ قُدَّامَنا واسْتَقْبَلْنا العدوَّ به

وقُمْنا خَلْفَه وِقاية. وفي الحديث: قلتُ وهل للسَّيفِ من تَقِيَّةٍ؟

قال: نَعَمْ، تَقِيَّة على أَقذاء وهُدْنةٌ على دَخَنٍ؛ التَّقِيَّةُ

والتُّقاةُ بمعنى، يريد أَنهم يَتَّقُون بعضُهم بعضاً ويُظهرون الصُّلْحَ

والاتِّفاق وباطنهم بخلاف ذلك. قال: والتَّقْوى اسم، وموضع التاء واو وأَصلها

وَقْوَى، وهي فَعْلى من وَقَيْتُ، وقال في موضع آخر: التَّقوى أَصلها

وَقْوَى من وَقَيْتُ، فلما فُتِحت قُلِبت الواو تاء، ثم تركت التاءُ في

تصريف الفعل على حالها في التُّقى والتَّقوى والتَّقِيَّةِ والتَّقِيِّ

والاتِّقاءِ، قال: والتُّفاةُ جمع، ويجمع تُقِيّاً، كالأُباةِ وتُجْمع

أُبِيّاً، وتَقِيٌّ كان في الأَصل وَقُويٌ، على فَعُولٍ، فقلبت الواو الأُولى

تاء كما قالوا تَوْلج وأَصله وَوْلَج، قالوا: والثانية قلبت ياء للياءِ

الأَخيرة، ثم أُدغمت في الثانية فقيل تَقِيٌّ، وقيل: تَقيٌّ كان في الأَصل

وَقِيّاً، كأَنه فَعِيل، ولذلك جمع على أَتْــقِياء. الجوهري: التَّقْوى

والتُّقى واحد، والواو مبدلة من الياءِ على ما ذكر في رَيّا. وحكى ابن بري

عن القزاز: أَن تُقًى جمع تُقاة مثل طُلاةٍ وطُلًى. والتُّقاةُ:

التَّقِيَّةُ، يقال: اتَّقى تَقِيَّةً وتُقاةً مثل اتَّخَمَ تُخَمةً؛ قال ابن بري:

جعلهم هذه المصادر لاتَّقى دون تَقى يشهد لصحة قول أَبي سعيد المتقدّم

إنه لم يسمع تَقى يَتْقي وإِنما سمع تَقى يَتَقي محذوفاً من اتَّقى.

والوِقايةُ التي للنساءِ، والوَقايةُ، بالفتح لغة، والوِقاءُ والوَقاءُ: ما

وَقَيْتَ به شيئاً.

والأُوقِيَّةُ: زِنةُ سَبعة مَثاقِيلَ وزنة أَربعين درهماً، وإن جعلتها

فُعْلِيَّة فهي من غير هذا الباب؛ وقال اللحياني: هي الأُوقِيَّةُ وجمعها

أَواقِيُّ، والوَقِيّةُ، وهي قليلة، وجمعها وَقايا. وفي حديث النبي، صلى

الله عليه وسلم: أَنه لم يُصْدِق امْرأَةً من نِسائه أَكثر من اثنتي

عشرة أُوقِيَّةً ونَشٍّ؛ فسرها مجاهد فقال: الأُوقِيَّة أَربعون درهماً،

والنَّشُّ عشرون. غيره: الوَقيَّة وزن من أَوزان الدُّهْنِ، قال الأَزهري:

واللغة أُوقِيَّةٌ، وجمعها أَواقيُّ وأَواقٍ. وفي حديث آخر مرفوع: ليس

فيما دون خمس أَواقٍ من الوَرِق صَدَقَةٌ؛ قال أَبو منصور: خمسُ أَواقٍ

مائتا دِرْهم، وهذا يحقق ما قال مجاهد، وقد ورد بغير هذه الرواية: لا صَدَقة

في أَقَلَّ مِن خمسِ أَواقِي، والجمع يشدَّد ويخفف مثل أُثْفِيَّةٍ

وأَثافِيَّ وأثافٍ، قال: وربما يجيء في الحديث وُقِيّة وليست بالعالية وهمزتها

زائدة، قال: وكانت الأُوقِيَّة قديماً عبارة عن أَربعين درهماً، وهي في

غير الحديث نصف سدس الرِّطْلِ، وهو جزء من اثني عشر جزءاً، وتختلف

باختلاف اصطلاح البلاد. قال الجوهري: الأُوقيَّة في الحديث، بضم الهمزة وتشديد

الياء، اسم لأَربعين درهماً، ووزنه أُفْعولةٌ، والأَلف زائدة، وفي بعض

الروايات وُقِية، بغير أَلف، وهي لغة عامية، وكذلك كان فيما مضى، وأَما

اليوم فيما يَتعارَفُها الناس ويُقَدِّر عليه الأَطباء فالأُوقية عندهم عشرة

دراهم وخمسة أَسباع درهم، وهو إِسْتار وثلثا إِسْتار، والجمع الأَواقي،

مشدداً، وإِن شئت خففت الياء في الجمع. والأَواقِي أَيضاً: جمع واقِيةٍ؛

وأَنشد بيت مهَلْهِلٍ: لقدْ وَقَتْكَ الأَواقِي، وقد تقدّم في صدر هذه

الترجمة، قال: وأَصله ووَاقِي لأَنه فَواعِل، إِلا أَنهم كرهوا اجتماع

الواوين فقلبوا الأُولى أَلفاً.

وسَرْجٌ واقٍ: غير مِعْقَر، وفي التهذيب: لم يكن مِعْقَراً، وما

أَوْقاه، وكذلك الرَّحْل، وقال اللحياني: سَرْجٌ واقٍ بَيّن الوِقاء، مدود،

وسَرجٌ وَقِيٌّ بيِّن الوُقِيِّ. ووَقَى من الحَفَى وَقْياً: كوَجَى؛ قال

امرؤ القيس:

وصُمٍّ صِلابٍ ما يَقِينَ مِنَ الوَجَى،

كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منْه علَى رالِ

ويقال: فرس واقٍ إِذا كان يَهابُ المشيَ من وَجَع يَجِده في حافِره، وقد

وَقَى يَقِي؛ عن الأَصمعي، وقيل: فرس واقٍ إِذا حَفِيَ من غِلَظِ

الأَرضِ ورِقَّةِ الحافِر فَوَقَى حافِرُه الموضع الغليظ؛ قال ابن

أَحمر:تَمْشِي بأَوْظِفةٍ شِدادٍ أَسْرُها،

شُمِّ السّنابِك لا تَقِي بالجُدْجُدِ

أَي لا تشتكي حُزونةَ الأَرض لصَلابة حَوافِرها. وفرس واقِيةٌ: للتي بها

ظَلْعٌ، والجمع الأَواقِي. وسرجٌ واقٍ إِذا لم يكن مِعْقَراً. قال ابن

بري: والواقِيةُ والواقِي بمعنى المصدر؛ قال أَفيون التغْلبي:

لَعَمْرُك ما يَدْرِي الفَتَى كيْفَ يتَّقِي،

إِذا هُو لم يَجْعَلْ له اللهُ واقِيا

ويقال للشجاع: مُوَقًّى أَي مَوْقِيٌّ جِدًّا. وَقِ على ظَلْعِك أَي

الزَمْه وارْبَعْ عليه، مثل ارْقَ على ظَلْعِك، وقد يقال: قِ على ظَلْعِك

أَي أَصْلِحْ أَوَّلاً أَمْرَك، فتقول: قد وَقَيْتُ وَقْياً ووُقِيّاً.

التهذيب: أَبو عبيدة في باب الطِّيرَةِ والفَأْلِ: الواقِي الصُّرَدُ مثل

القاضِي؛ قال مُرَقِّش:

ولَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لا

أَغْدُو، على واقٍ وحاتِمْ

فَإِذا الأَشائِمُ كالأَيا

مِنِ، والأَيامِنُ كالأَشائِمْ

قال أَبو الهيثم: قيل للصُّرَد واقٍ لأَنه لا يَنبَسِط في مشيه، فشُبّه

بالواقِي من الدَّوابِّ إِذا حَفِيَ. والواقِي: الصُّرَدُ؛ قال خُثَيْمُ

بن عَدِيّ، وقيل: هو للرَّقَّاص

(* قوله« للرقاص إلخ» في التكملة: هو لقب

خثيم بن عدي، وهو صريح كلام رضي الدين بعد) الكلبي يمدح مسعود بن بَجْر،

قال ابن بري: وهو الصحيح:

وجَدْتُ أَباكَ الخَيْرَ بَجْراً بِنَجْوةٍ

بنَاها له مَجْدٌ أَشَمٌّ قُماقِمُ

وليس بِهَيَّابٍ، إِذا شَدَّ رَحْلَه،

يقول: عَدانِي اليَوْمَ واقٍ وحاتِمُ،

ولكنه يَمْضِي على ذاكَ مُقْدِماً،

إِذا صَدَّ عن تلكَ الهَناتِ الخُثارِمُ

ورأَيت بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبي، رحمه الله، قال: وفي جمهرة

النسب لابن الكلبي وعديّ بن غُطَيْفِ بن نُوَيْلٍ الشاعر وابنه خُثَيْمٌ،

قال: وهو الرَّقَّاص الشاعر القائل لمسعود بن بحر الزُّهريّ:

وجدتُ أَباك الخير بحراً بنجوة

بناها له مجدٌ أَشم قُماقمُ

قال ابن سيده: وعندي أَنَّ واقٍ حكاية صوته، فإِن كان ذلك فاشتقاقه غير

معروف. قال الجوهريّ: ويقال هو الواقِ، بكسر القاف بلا ياء، لأَنه سمي

بذلك لحكاية صوته.

وابن وَقاء أَو وِقاء: رجل من العرب، والله أَعلم.

قيأ

(ق ي أ) : قَاءَ مَا أَكَلَ) يَقِيءُ قَيْئًا إذَا أَلْقَاهُ وَقَيَّأَهُ غَيْرُهُ وَاسْتِقَاءَ وَتَقَيَّأَ تَكَلَّفَ ذَلِكَ وَقَوْلُهُ تَقَيَّأَ الْبَلْغَمَ فِيهِ نَظَرٌ.
ق ي أ: (قَاءَ) مِنْ بَابِ بَاعَ وَ (اسْتَقَاءَ) بِالْمَدِّ وَ (تَقَيَّأَ) تَكَلَّفَ الْقَيْءَ. 
[قيأ] قاء يقئ قيئا. وفى الحديث " الراجعُ في هِبَتِهِ كالراجع في قيثه ". واستقاء وتقيأ: تكلف القئ. وقيأته وأقأته أنا بمعنى: وهذا ثوب يقئ الصبغ، إذا كان مشبعا. ابن السكيت: القيوء بالفتح على فعول: الدواء الذى يشرب للقئ. ويقال: به قياء بالضم والمدّ، إذا جعل يُكثِرُ القئ.
(قيأ) - في الحديث: "تَقِيءُ الأَرْضُ أَفلاذَ كَبِدهَا".
: أي تَتَقَيّؤُها وتُخْرِجها، فَتَطْرحُها على ظَهْرِها.
- ومنه حديث ثَوْبَان - رضي الله عنه -: "مَن ذَرَعَه القَيءُ وهو صَائِمٌ فلا شيَءَ عليه، وَمن تَقيَّأَ فعليه الإعادَة"
: أيّ تكلَّفه وتَعمَّده.
[قيأ] إنه صلى الله عليه وسلم "استقاء" عامدًا فأفطر، هو استفعل من القيء، والتقيؤ أبلغ منه. ومنه ح: لو يعلم الشارب قائمًا ماذا عليه "لاستقاء" ما شرب. ن: ومن نسي "فليستقىء"، أمر به للندب، وتقييد الناسي للتنبيه للعامد بالأولى. نه: وح: من ذرعه "القيء" وهو صائم فلا شيء عليه، ومن "تقيأ" فعليه الإعادة، أي تكلفه وتعمده. وح: "نقيء" الأرض أفلاذ كبدها، أي تخرج كنوزها وتطرحها على ظهرها. وح صفة عمر: ويعج الأرض "فقاءت" أكلها، أي أظهرت نباتها وخزائنها.
قيأ
قاءَ يَقِيءُ قَيْئاً، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: العائد في هِبَتِه كالكلب يعود في قَيْئِه.
ابن السكِّيت: القَيُوْءُ - بالفتح -: الدواء الذي يُشرب للقَيءِ. وهذا ثوب يَقِيءُ الصِّبغ. وبه قُيَاءٌ - بالضم والمد -: إذا جعل يُكثِر القَيْءَ. وأقَأْتُه أنا وقَيَّأْتُه بمعنى. وتَقَيَّأَ: تكلّف القَيْءَ. واسْتقْيَأَ: أي تَقَيَّأَ، أنشد الدينوري:
وكُنْتَ من دائكَ ذا أقْلاسِ ... فاسْتَقْيِأً بِثَمَرِ القَسْقاسِ
ق ي أ

تقيّأ واستقاء: تكلّف القيء. وفي الحديث: " لو يعلم الشارب قائماً ماذا عليه لاستقاء ما شرب " وقيّأته أنا، وقيّأه الدواء. وشربت القيوء فما قيّأني وهو دواء القيء.

ومن المجاز: قاءت الطعنة الدم. وهذا ثوب يقيء الصبغ إذا كان مشبعاً، وعليه إزار ورداء يقيئان الزّعفران. وأكلت مال الله فعليك أن تقيئه. وقاء نفسه ولفظ نفسه إذا مات. قال أبو الطمحان القيني يصف الكلاب والأروية:

فعاسفنها حتى إذا ابتلّ روقها ... وقئن عليه أنفساً ولعابا
قيأ
قاءَ يَقِيء، قِئْ، قيْئًا، فهو قاءٍِ
• قاء الشّخصُ: ألْقى من فمه طعامًا أو دواءً مَرَّ من مَعِدَته "قاء السَّكْرانُ/ المريضُ- الرَّاجِعُ فِي هِبَتِهِ كَالْرَّاجِعِ فِي قَيْئِهِ [حديث] ". 

تقيَّأَ يتقيَّأ، تقيُّؤًا، فهو مُتَقَيِّئ
• تقيَّأ الشَّخصُ:
1 - تكلَّف القَيْءَ، أي إلقاء ما أكله.
2 - قاءَ؛ استفرغ ما في معدته من طعام أو شراب. 

قيَّأَ يُقَيِّئ، تَقْيِئَةً، فهو مُقَيِّئ، والمفعول مُقَيَّأ
• قيَّأه ما أكلَه أو شربَه: جعله يقيئه، أي يردّ ما كان أكلَه أو شربَه "قيَّأتِ الأمُّ ابْنها لأنَّه شرب سائلاً مُضِرًّا". 

تَقْيئة [مفرد]: مصدر قيَّأَ. 

قَيْء [مفرد]:
1 - مصدر قاءَ.
2 - ما تقذفه المعدة بسبب سُوء هضم أو غيره "ثياب ملطَّخة بالقيء".
• قَيْءُ دمٍ: (طب) قيء مصدره القناة الهضميّة، وقيل: سببه جرح في المعدة أو في المريء أو في الكَبِد. 

قيأ: القَيْءُ، مهموز، ومنه الاسْتِقاءُ وهو التكَلُّفُ لذلك،

والتَّقَيُّؤُ أَبلغ وأَكثر. وفي الحديث: لو يَعْلَمُ الشَّارِبُ قائماً ماذا عليه لاسْتَقاءَ ما شرب.

قاءَ يَقيءُ قَيْئاً، واسْتَقاءَ، وتَقَيَّأَ: تَكَلَّفَ القَيْءَ. وفي الحديث: أَن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلم، اسْتَقَاءَ عامِداً، فأَفْطَرَ. هو اسْتَفْعَلَ من القَيْءِ، والتَّقَيُّؤُ أَبلغ منه، لأَنَّ في الاسْتِقاءة تكلُّفاً أَكثر منه، وهو استِخراجُ ما في الجَوْفِ عامداً.وقَيَّأَه الدَّواءُ، والاسم الــقُيَاءُ. وفي الحديث: الراجِعُ في هِبَتِه كالراجِعِ في قَيْئِه. وفي الحديث: مَنْ ذَرَعَه القَيْءُ، وهو صائم، فلا شيءَ عليه، ومَنْ تَقَيَّأَ فعليه الإِعادةُ، أَي تَكَلَّفَه وتعَمَّدَه.

وقَيَّأْتُ الرجُلَ إِذا فَعَلْتَ به فِعْلاً يَتَقَيَّأُ منه.

وقاءَ فلان ما أَكل يَقِيئُه قَيْئاً إِذا أَلقاه، فهو قاءٍ. ويقال: به

قُيَاءٌ، بالضم والمد، إِذا جَعل يُكثِر القَيْءَ.

والقَيُوءُ، بالفتح على فَعُول: ما قَيَّأَكَ. وفي الصحاح: الدواءُ الذي

يُشرب للقَيْءِ. ورجل قَيُوءٌ: كثير القَيْءِ. وحكى ابن الأَعرابي: رجل قَيُوٌّ، وقال: على مثال عَدُوٍّ، فإِن كان إِنما مثَّله بِعدُوٍّ في

اللفظ، فهو وجِيهٌ، وإِن كان ذَهَب به إِلى أَنه مُعتلّ، فهو خَطَأٌ، لأَنَّا لم نعلم قَيَيْتُ ولا قَيَوْتُ، وقد نفى سيبويه مثل قَيَوْتُ، وقال: ليس في الكلام مثل حَيَوْتُ، فإِذاً ما حكاه ابن الأَعرابي من قولهم قَيُوٌّ، إِنما هو مخفف من رجل قَيُوءٍ كَمَقْرُوٍّ من مَقْرُوءٍ. قال: وإِنما حكينا هذا عن ابن الأَعرابي لِيُحْتَرَسَ منه، ولئلا يَتَوَهَّمَ أَحد أَن قَيُوّاً من الواو أَو الياء، لا سيما وقد نظَّره بعدُوٍّ وهَدُوٍّ ونحوهما من بنات الواو والياء.

وقاءَتِ الأَرضُ الكَمْأَةَ: أَخرجَتْها وأَظْهَرَتْها. وفي حديث عائشة

تصف عمر، رضي اللّه عنهما: وَبَعَجَ الأَرضَ فَقَاءَتْ أُكْلَها، أَي

أَظهرت نَباتَها وخَزائنَها. والأَرض تَقيءُ النَّدَى، وكلاهما على المثل.

وفي الحديث: تَقِيءُ الأَرضُ أَفْلاذَ كَبِدِها، أَي تُخْرِجُ كُنُوزَها

وتَطْرَحُها على ظهرها.

وثوب يَقِيءُ الصَّبْغَ إِذا كان مُشْبَعاً.

وتَقَيَّأَتِ المرأَةُ: تَعَرَّضَتْ لبَعْلِها وأَلْقَتْ نَفْسَها عليه.

الليث: تَقَيَّأَتِ المَرأَةُ لزوجها، وتَقَيُّؤُها: تَكَسُّرها له وإِلقاؤُها نفسَها عليه وتَعَرُّضُها له. قال الشاعر:

تَقَيَّأَتْ ذاتُ الدَّلالِ والخَفَرْ * لِعابِسٍ، جافي الدَّلالِ، مُقْشَعِرّ

قال الأَزهري: تَقَيَّأَتْ، بالقاف، بهذا المعنى عندي: تصحيف، والصواب تَفَيَّأَتْ،بالفاءِ، وتَفَيُّؤُها: تَثنِّيها وتَكَسُّرها عليه، من

الفَيْءِ، وهو الرُّجوع.

قيأ
: ( {قَاءَ} يَقِيءُ {قَيْأً} واسْتَقَاءَ) وَيُقَال أَيضاً: {اسْتَقْيَأَ، على الأَصل (} وَتَقيَّأَ) أَبْلَغُ وأَكثَرُ من {اسْتَقاءَ، أَي استَخَرَجَ مَا فِي الجَوْفِ عَامداً وأَلْقَاعه، وَفِي الحَدِيث (لَوْ يَعْلَمُ الشَّارِبُ قَائِماً مَاذا عَلَيْه} لاسْتَقَاءَ مَا شَرِبَ) وأَنشد أَبو حنيفةَ فِي استقاءَ بِمَعْنى تَقَيَّأَ:
وكُنْتَ مِنْ دَائِكَ ذَا أَقْلاسِ
{فَاسْتَقِئَنْ بِثَمَرِ القَسْقَاسِ
(} وقَيَّأَهُ الدَّوَاءُ {وَأَقَاءَه) بِمَعْنى، أَي فعل بِهِ فِعْلاً} يَتَقَيَّأُ مِنْهُ، {وقَيَّأْتُه أَنا، وشَرِبْتُ} القَيُوءَ فَمَا {فَيَّأَني (والاسمُ الــقُيَاءُ، كَغُرَابٍ) فَهُوَ مِثلُ العُطَاسِ والدُّوَارِ، وَفِي الحَدِيث الرّاجِعُ فِي هِبَتهِ كالرَّاجِع فِي} قَيْئهِ، وَفِيه (مَن ذَرَعَه {- القَيْءُ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ، ومَن تَقَيَّأَ فَعَلَيْه الإِعادَةُ) أَي تَكَلَّفه وتَعَمَّده.
} وقَيَّأَتُ الرَّجُلَ إِذا فَعَلْتَ بِهِ فِعْلاً {يَتَقَيَّأُ مِنْهُ.
وَقَاءَ فُلانٌ مَا أَكَلَ يَقِيئُه قَيْئًا إِذا أَلقَاهُ، فَهُوَ قَائِيءٌ. وَيُقَال: بِهِ} قُيَاءٌ إِذا جَعل يُكْثِر القَيْءَ.
(والقَيُوءُ) بِالْفَتْح على فَعُولٍ مَا قَيَّأَكَ، وَفِي (الصِّحَاح) : الدَّوَاءُ الَّذِي يُشْرَب! - للقَيْءِ، عَن ابْن السّكّيت، والقَيُوءُ (: الكَثيرُ القَيْءِ كَالقَيُوِّ كَعَدُوَ) حَكَاهُ ابْن الأَعرابيّ، أَي بإِبدال الهمزةِ واواً وإِدْغامِه فِي واوِ فَعُولٍ، قالَه شيخُنا. وَقَالَ صاحبُ اللِّسَان وَتَبعهُ صاحبُ المشوف: فإِن كَانَ إِنما مَثَّلَهُ بِعَدُوِّ فِي اللفْظِ فَهُوَ وَجِيهٌ، وإِن كَانَ ذَهَبَ بِهِ إِلى أَنه مُعْتَلٌّ فَهُوَ خَطَأٌ، لأَنَّا لَا نَعْلَم قَيَيْتُ وَلَا قَيَوْتُ، وَقد نَفَى سِيبويهِ قَيَوْتُ وَقَالَ: لَيْسَ فِي الكلامِ مثلُ حَيَوْتُ، فإِذاً مَا حَكاه ابنُ الأَعرابيِّ مِن قَوْلهم قَيُوٌّ إِنما هُوَ مُخَفَّفٌ من رَجُل قَيُوءٍ، كمَقْرُوَ فِي مَقْرُوءٍ، قَالَ: وإِنما حَكَيْنَا هَذَا عَن ابنِ الأَعرابيِّ لِيُحْتَرَس مِنْه، ولئلاَّ يَتوَهَّمَ أَحدٌ أَنّ قَيُوًّا مِن الْوَاو أَو الياءِ، وَلَا سِيَّمَا وقَد نَظَّرَهُ بعَدُوَ وهَدُوَ ونَحْوِهِما مِن بنَاتِ الْوَاو وَالْيَاء، (وَدَوَاؤُه المُقَيِّيءُ) كمُحَدِّثٍ والمُقيِيءُ، كمُكْرِم، على الْقيَاس م أَقاءَه، وَفِي بعض النّسخ ودَوَاءُ القَيْءِ أَي ايْنَ القَيُوءَ يُطلَق ويُراد بِهِ دَوَاءُ القَيْءِ أَي الَّذِي يُشْرَب للقَيْءِ، والشخْصُ مُقَيَّأٌ كمُعْظَّم.
{وقاءَت الأَرضُ الكَمْأَةُ: أَخرَجَتْها وأَظْهَرَتْهَا، وَفِي حَدِيث عائشةَ تَصِفُ عُمَر: وبَعَجَ الأَرْضَ فَقاءَتْ أُكُلَها، أَي أَظْهَرَتْ نَباتَها وخَزَائِنَها. والأَرضُ} - تَقِيءُ النَّدَى، وَكِلَاهُمَا على المَثَلِ وَفِي الحَدِيث (تَقِيءُ الأَرْضُ أَفلاذَ كَبِدِهَا) أَي تُخْرِج كُنوزَها وتَطْرَحُها على ظَهْرِها. قلت: وَهُوَ من الْمجَاز.
( {وَتَقَيَّأَت) المرأَةُ إِذا تَهَيَّأَتْ لِلْجِمَاع و (تَعَرَّضَتْ لِبَعْلِهَا) لِيُجَامِعَها (وَأَلْقَتْ نَفْسَها عَلَيْهِ) وَعَن اللَّيْث: تَقَيُّؤُهَا: تَكَسُّرُها لَهُ وإِلقاؤُها نَفْسَها عَلَيْهِ، قَالَ الشَّاعِر:
تَقَيَّأَتْ ذَاتُ الدَّلاَلِ وَالحَفَرْ
لِعَابِسٍ جَافِى الدَّلالِ مُقْشَعِر
وَقَالَ الْمَنَاوِيّ: الظاهِرُ أَنَّ البَعْلَ مِثالٌ وأَن المُرادَ الرَّجُلُ بَعْلاً أَوْ غَيْرَه، وأَنَّ إِلْقَاءَ النَّفْسِ كَذلِكَ. وَقَالَ الأَزهريّ: تَقَيَّأَت، بالقافِ، بِهَذَا الْمَعْنى عِندي تَصْحِيفٌ، والصَّوابُ تَفَيَّأَت، بِالْفَاءِ، وتَفَيُّؤُهَا تَثَنِّيها وتَكسُّرُها عَلَيْه، من الفَيْءِ وَهُوَ الرُّجُوع.
(وثَوْبٌ} - يَقِيءُ الصِّبْغَ، أَي مُشْبَعٌ) على المَثَلِ، وَعَلِيهِ رِدَاءٌ وإِزَارٌ! يَقِيآنِ الزَّعفرانَ، أَي مُشْبَعَانِ.
وقَاءَ نَفْسَه وَلَفَظ نَفْسَه: مَات، انْتهى. 

بلغ

(بلغ) الشيب فِي رَأسه ظهر والفارس مد يَده بعنان فرسه ليزِيد فِي جريه وَالشَّيْء أبلغه وَفُلَانًا الشَّيْء أبلغه إِيَّاه
(بلغ)
الشّجر بلوغا وبلاغا حَان إِدْرَاك ثمره والغلام أدْرك وَالْأَمر وصل إِلَى غَايَته وَمِنْه {حِكْمَة بَالِغَة} وَالشَّيْء بلوغا وصل إِلَيْهِ

(بلغ) بلاغة فصح وَحسن بَيَانه فَهُوَ بليغ (ج) بلغاء وَيُقَال بلغ الْكَلَام

بلغ


بَلَغَ(n. ac. بُلُوْغ)
a. Hurried along, hastened.
b. Threw open (door).
c. Deflowered.

بَلِغَ(n. ac. بَلَغ)
a. Was bewildered, dazed, stupefied.
b. see IX
بَلُغَ(n. ac. بَلُغ)
a. see IX
أَبْلَغَa. Threw open (door).
إِبْلَغَّa. Was black and white, piebald.

بُلْغَةa. see 4
بَلَغa. Black and white (colour).
b. Variegated marble.
c. Door, gate.

أَبْلَغُ
(pl.
بُلْغ)
a. Black and white, piebald.

بَلْغَآءُa. see 14
العَيْن البَلْقَآء
a. Impudence, brazenness, audacity.
بلغ
البَلْغ: البَلِيغُ من الرِّجال، قد بَلُغَ بَلاغَةً.
وبَلَغَ الشَّيْءُ يَبْلُغُ بُلُوغاً، وبَلَّغْتُه وأبْلَغْتُه. وكذلك الإبْلاغ في الرِّسالة.
وله بَلاغ وبلْغَةٌ وتَبَلُغٌ: أي كِفَايَةٌ.
والمُبَالَغَةُ: أنْ تَبْلُغَ من العَمَل جَهْدَكَ. ويقولون: " بَلَغَ مِنْي البِلَغِيْنَ " أي الجهد.
واللَّهُمَّ سَمْعٌ لا بَلْغٌ وسِمْعٌ لا بِلْغ، ويُنْصَبُ العَيْنُ والغَيْنُ.
والبَلِبْغُ من الرِّجال: الذي لا يُسْقِطُ في كلامِه كثيراً.
والتَّبْلِغَةُ: الحَبْلُ الذي يُوصَلُ به الرِّشَاءُ إلى الكَرَب، وتُجْمَعُ تَبَالِغَ. والبالِغَاءُ: الأكارعُ.
ب ل غ: (بَلَغَ) الْمَكَانَ وَصَلَ إِلَيْهِ وَكَذَا إِذَا شَارَفَ عَلَيْهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} [البقرة: 234] أَيْ قَارَبْنَهُ. وَ (بَلَغَ) الْغُلَامُ أَدْرَكَ وَبَابُهُمَا دَخَلَ. وَ (الْإِبْلَاغُ) وَ (التَّبْلِيغُ) الْإِيصَالُ، وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْبَلَاغُ) ، وَالْبَلَاغُ أَيْضًا الْكِفَايَةُ. وَشَيْءٌ (بَالِغٌ) أَيْ جَيِّدٌ. وَ (الْبَلَاغَةُ) الْفَصَاحَةُ وَ (بَلُغَ) الرَّجُلُ صَارَ (بَلِيغًا) وَبَابُهُ ظَرُفَ. وَ (الْبَلَاغَاتُ) كَالْوِشَايَاتِ. وَ ((الْبِلِغِينُ)) الدَّاهِيَةُ، وَهُوَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَ (بَالَغَ) فِي الْأَمْرِ إِذَا لَمْ يُقَصِّرْ فِيهِ. وَ (الْبُلْغَةُ) مَا يُتَبَلَّغُ بِهِ مِنَ الْعَيْشِ وَ (تَبَلَّغَ) بِكَذَا أَيِ اكْتَفَى بِهِ. 
[بلغ] بَلَغْتَ المكان بُلوغاً: وصلت إليه، وكذلك إذا شارفتَ عليه. ومنه قوله تعالى: {فإذا بلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} أي قارَبْنَهُ. وبَلَغَ الغلامُ: أدرك. والإِبْلاغُ: الإيصالُ، وكذلك التَبْليغُ، والاسمُ منه البَلاغُ. والبَلاغُ أيضاً: الكفاية. ومنه قول الراجز * تزج مِنْ دُنْياكَ بالبَلاغ * وبَلَّغْتُ الرسالةَ. وبَلَّغَ الفارسُ، إذا مَدَّ يدَه بعنان فرسه ليزيد في جَرْيه. وشئ بالغ، أي جيد. وقد بَلَغَ في الجودة مَبْلَغاً. ويقال: أمرُ اللهِ بَلْغٌ بالفتح، أي بالِغٌ من قوله تعالى: {إنّ الله بالغ أمره . قال الفراء: يقال اللهم سمع لا بلغ، وسمع لا بلغ، معناه يسمع به ولا يتم. وقال الكسائي: إذا سمع الرجل الخبر لا يعجبه قال: اللهم سمع لا بلغ، وسمع لا بلغ، وسمعا لا بلغا. وقولهم: أحمق بِلْغٌ بالكسر، أي هو مع حماقته يبلغ ما يريده. يقال بلغ ملغ . والبلاغة: الفصاحةُ. وبَلُغَ الرجلُ بالضم، أي صار بليغا. والبلاغات، كالوشايات. والبلغين: الداهية. وفي الحديث أن عائشة قالت لعليّ رضي الله عنهما حين أُخِذَتْ: " بَلَغْتَ مِنَّا البُِلَغينَ ". وبالَغَ فلانٌ في أمري، إذا لم يقصِّر فيه. والبُلْغَةُ: ما يُتَبَلَّغُ به من العَيش. وتَبَلَّغَ بكذا، أي اكتفَى به. وَتَبَلَّغَتْ به العِلَّةُ، أي اشتدّتْ. والبالِغاءُ: الا كارع فيه لغة أهل المدينة. قال أبو عبيد: وأصلها بالفارسية " پايها ".
ب ل غ : بَلَغَ الصَّبِيُّ بُلُوغًا مِنْ بَاب قَعَدَ احْتَلَمَ وَأَدْرَكَ وَالْأَصْلُ بَلَغَ الْحُلُمَ وَقَالَ ابْنُ الْقُطَّاعِ بَلَغَ بَلَاغًا فَهُوَ بَالِغٌ وَالْجَارِيَةُ بَالِغٌ أَيْضًا بِغَيْرِ هَاءٍ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ قَالُوا جَارِيَةٌ بَالِغٌ فَاسْتَغْنَوْا بِذِكْرِ الْمَوْصُوفِ وَبِتَأْنِيثِهِ عَنْ تَأْنِيثِ صِفَتِهِ كَمَا يُقَالُ امْرَأَةٌ حَائِضٌ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَقُولُ: جَارِيَةٌ بَالِغٌ وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُهُ وَقَالُوا امْرَأَةٌ عَاشِقٌ وَهَذَا التَّعْلِيلُ وَالتَّمْثِيلُ يُفْهِمُ أَنَّهُ لَوْ لَمْ يُذَكَّرُ الْمَوْصُوفُ وَجَبَ التَّأْنِيثُ دَفْعًا لِلَّبْسِ نَحْوَ مَرَرْتُ بِبَالِغَةٍ وَرُبَّمَا أُنِّثَ مَعَ ذِكْرِ الْمَوْصُوفِ لِأَنَّهُ الْأَصْلُ قَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ بَلَغَ بَلَاغًا فَهُوَ بَالِغٌ وَالْجَارِيَةُ بَالِغَةٌ وَبَلَغَ الْكِتَابُ بَلَاغًا وَبُلُوغًا وَصَلَ وَبَلَغَتْ الثِّمَارُ أَدْرَكَتْ وَنَضِجَتْ وَقَوْلُهُمْ لَزِمَ ذَلِكَ بَالِغًا مَا بَلَغَ مَنْصُوبٌ عَنْ الْحَالِ أَيْ مُتَرَقِّيًا إلَى أَعْلَى نِهَايَاتِهِ مِنْ قَوْلِهِمْ بَلَغْت الْمَنْزِلَ إذَا وَصَلْتُهُ وقَوْله تَعَالَى {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} [البقرة: 234] أَيْ فَإِذَا شَارَفْنَ انْقِضَاءَ الْعِدَّةِ.
وَفِي مَوْضِعٍ {فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ} [البقرة: 232] أَيْ انْقَضَى أَجَلُهُنَّ وَبَالَغْتُ فِي كَذَا بَذَلْتُ الْجُهْدَ فِي تَتَبُّعِهِ.

وَالْبُلْغَةُ مَا يُتَبَلَّغُ بِهِ مِنْ الْعَيْشِ وَلَا يَفْضُلُ يُقَالُ تَبَلَّغَ بِهِ إذَا اكْتَفَى بِهِ وَتَجَزَّأَ وَفِي هَذَا بَلَاغٌ وَبُلْغَةٌ وَتَبَلُّغٌ أَيْ كِفَايَةٌ وَأَبْلَغَهُ السَّلَامَ وَبَلَّغَهُ بِالْأَلِفِ وَالتَّشْدِيدِ أَوْصَلَهُ

وَبَلُغَ بِالضَّمِّ بَلَاغَةً فَهُوَ بَلِيغٌ إذَا كَانَ فَصِيحًا طَلْقَ اللِّسَانِ. 
(ب ل غ) : بَلَغَ الْمَكَانَ بُلُوغًا وَبَلَّغْتُهُ الْمَكَانَ تَبْلِيغًا وَأَبْلَغْتُهُ إيَّاهُ إبْلَاغًا (وَفِي الْحَدِيثِ) عَلَى مَا أَوْرَدَهُ الْبَيْهَقِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي السُّنَنِ الْكَبِيرِ بِرِوَايَةِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ " مَنْ ضَرَبَ " وَفِي رِوَايَةٍ «مَنْ بَلَغَ حَدًّا فِي غَيْرِ حَدٍّ فَهُوَ مِنْ الْمُعْتَدِينَ» بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ السَّمَاعُ، وَأَمَّا مَا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ الْفُقَهَاءِ مِنْ التَّثْقِيلِ إنْ صَحَّ فَعَلَى حَذْفِ الْمَفْعُولِ الْأَوَّلِ كَمَا فِي قَوْلِهِ: - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أَلَا فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ» وقَوْله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} [المائدة: 67] عَلَى حَذْفِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي، وَالتَّقْدِيرُ مَنْ بَلَّغَ التَّعْزِيرَ حَدًّا، أَوْ إنَّمَا حَسُنَ الْحَذْفُ لِدَلَالَةِ قَوْلِهِ: " فِي غَيْرِ حَدٍّ عَلَيْهِ "، وَاَلَّذِي يَدُلُّ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ قَوْلُهُمْ: لَا يَجُوزُ تَبْلِيغُ غَيْرِ الْحَدِّ الْحَدَّ، وَقَوْلُ صَاحِبِ الْمَنْظُومَةِ الْوَهْبَانِيَّةِ:
لَا يَبْلُغُ التَّعْزِيرُ أَرْبَعِينَا
لَمَّا لَمْ يُمْكِنْهُ اسْتِعْمَالُ التَّبْلِيغِ جَاءَ بِاللُّغَةِ الْأُخْرَى، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ مَنْ أَقَامَ حَدًّا فِي مَوْضِعٍ لَيْسَ فِيهِ حَدٌّ وَإِنَّمَا نَكَّرَهُ لِكَثْرَةِ أَنْوَاعِ الْحَدِّ وَقَوْلُهُمْ: " لَا يُبْلَغُ بِالتَّعْزِيرِ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ " بِالرَّفْعِ، مِنْ بَلَغْت بِهِ الْمَكَانَ إذَا بَلَّغْتُهُ إيَّاهُ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْحَاكِمِ الْجُشَمِيِّ وَفِي حِدَاءِ الْأَبْصَارِ لِلْإِمَامِ أَنْ يَبْلُغَ فِي التَّعْزِيرِ مَبْلَغَ الْحَدِّ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ الْأَوَّلِ (قَوْلُهُ) وَإِنَّمَا تُبْلِغُهُ مَحَلَّهُ بِأَنْ يُذْبَحَ فِي الْحَرَمِ (وَقَوْلُهُ) فَلَهُ أَنْ تَبْلُغَ عَلَيْهَا إلَى أَهْلِهِ الصَّوَابُ بُلُوغُهُ وَ " فَلَهُ أَنْ يَبْلُغَ " لِأَنَّ التَّبَلُّغَ الِاكْتِفَاءُ وَهُوَ غَيْرُ مُرَادٍ فِيهَا.
بلغ
البُلُوغ والبَلَاغ: الانتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى، مكانا كان أو زمانا، أو أمرا من الأمور المقدّرة، وربما يعبّر به عن المشارفة عليه وإن لم ينته إليه، فمن الانتهاء: بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً [الأحقاف/ 15] ، وقوله عزّ وجلّ:
فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ [البقرة/ 232] ، وما هُمْ بِبالِغِيهِ [غافر/ 56] ، فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ [الصافات/ 102] ، لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ [غافر/ 36] ، أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ [القلم/ 39] ، أي: منتهية في التوكيد.
والبَلَاغ: التبليغ، نحو قوله عزّ وجلّ: هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ [إبراهيم/ 52] ، وقوله عزّ وجلّ:
بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ [الأحقاف/ 35] ، وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ [يس/ 17] ، فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ [الرعد/ 40] .

والبَلَاغ: الكفاية، نحو قوله عزّ وجلّ: إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ [الأنبياء/ 106] ، وقوله عزّ وجلّ: وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ
[المائدة/ 67] ، أي: إن لم تبلّغ هذا أو شيئا مما حمّلت تكن في حكم من لم يبلّغ شيئا من رسالته، وذلك أنّ حكم الأنبياء وتكليفاتهم أشدّ، وليس حكمهم كحكم سائر الناس الذين يتجافى عنهم إذا خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وأمّا قوله عزّ وجلّ: فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ [الطلاق/ 2] ، فللمشارفة، فإنها إذا انتهت إلى أقصى الأجل لا يصح للزوج مراجعتها وإمساكها.
ويقال: بَلَّغْتُهُ الخبر وأَبْلَغْتُهُ مثله، وبلّغته أكثر، قال تعالى: أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي [الأعراف/ 62] ، وقال: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ [المائدة/ 67] ، وقال عزّ وجلّ: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ [هود/ 57] ، وقال تعالى: بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ [آل عمران/ 40] ، وفي موضع: وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا [مريم/ 8] ، وذلك نحو: أدركني الجهد وأدركت الجهد، ولا يصحّ: بلغني المكان وأدركني.
والبلاغة تقال على وجهين:
- أحدهما: أن يكون بذاته بليغا، وذلك بأن يجمع ثلاثة أوصاف: صوبا في موضوع لغته، وطبقا للمعنى المقصود به، وصدقا في نفسه ، ومتى اخترم وصف من ذلك كان ناقصا في البلاغة.
- والثاني: أن يكون بليغا باعتبار القائل والمقول له، وهو أن يقصد القائل أمرا فيورده على وجه حقيق أن يقبله المقول له، وقوله تعالى: وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً [النساء/ 63] ، يصح حمله على المعنيين، وقول من قال : معناه قل لهم: إن أظهرتم ما في أنفسكم قتلتم، وقول من قال: خوّفهم بمكاره تنزل بهم، فإشارة إلى بعض ما يقتضيه عموم اللفظ، والبلغة: ما يتبلّغ به من العيش.
(ب ل غ)

بلغ الشَّيْء يبلغ بلوغاً: وصل وانْتهى.

وابلغه هُوَ، وبَلَّغه.

وَقَول أبي قيس بن الاسلت السّلمِيّ:

قَالَت وَلم تَقصد لقيل الخَنَى مَهْلاَ فقد ابلَغت أسْماعِي

إِنَّمَا هُوَ من ذَلِك، أَي: قد انْتَهَت فِيهِ وأنعمت.

وتبلَّغ بالشَّيْء: وصل بِهِ إِلَى مُرَاده.

وَبلغ مَبلغ فلانٍ، ومَبلغته.

والبلاغ: مَا ابلغك.

وَفِي التَّنْزِيل: (إِلَّا بلاغا من الله ورسالاته) ، أَي: لَا أجد منَجْىً إِلَّا أَن ابلغ مَا ارسلت بِهِ.

وَبلغ الْغُلَام: احْتَلَمَ، كَأَنَّهُ بلغ وَقت الْكتاب عَلَيْهِ والتكليف.

وَكَذَلِكَ: بلغت الْجَارِيَة.

وَبلغ النَّبت: انْتهى.

وتبالغ الدِّباغ فِي الْجلد: انْتهى فِيهِ، عَن أبي حنيفَة.

وبَلَغت النخلةُ، وَغَيرهَا من الشّجر: حَان إِدْرَاك ثَمَرهَا، عَنهُ أَيْضا. وَأمر بَالغ. وبَلْغٌ: قد بَلَغ أَيْن أُرِيد بِهِ، قَالَ الْحَارِث بن حِلّزة:

فهداهم بالأسودين وَأمر الل هـ بَلْغٌ يشقى بِهِ الاشــقياء

وجيش بَلْغٌ، كَذَلِك.

وسَمْعٌ لَا بَلْغ، وسِمْعٌ لَا بِلْغ، وَقد ينصب كل ذَلِك، وَذَلِكَ إِذا سَمِعت امراً مُنْكرا، أَي: يُسمع بِهِ وَلَا يَبْلُغ.

وأحمق بَلْغٌ، وبِلْغٌ، أَي: صدى حماقته يبلغ مَا يُريدهُ.

وَقيل، بَالغ فِي الحُمق.

وَاتبعُوا فَقَالُوا: بِلْغٌ مِلْغ.

وَقَوله تَعَالَى: (أم لكم أَيْمَان علينا بَالِغَة) . قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ مُوجبَة أبدا قد حلفنا لكم أَن نفى بهَا.

وَقَالَ مرّة: أَي قد انْتَهَيْت إِلَى غايتها.

وَقيل: يَمينٌ بَالِغَة: مُؤَكدَة.

وَالْمُبَالغَة: أَن تبلغ من الْأَمر جهدك.

وَأمر بَالغ: جَيِّد.

وَرجل بليغ، وبَلْغ، وبِلْغ: حسن الْكَلَام فصيحه، يبلغ بِعِبَارَة لِسَانه كُنه مَا فِي قلبه.

وَالْجمع: بُلغاء.

وَقد بلُغ بلاغة.

وقولٌ بليغ: بَالغ.

وَقد بَلُغ.

والبلَغْن: البلاغة، عَن السيرافي، وَقد مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ.

والبلَغْن، أَيْضا: النمام، عَن كرَاع.

وتبلغ بِهِ مرضُه: اشْتَدَّ.

وبَلغ بِهِ البَلَغينن بِكَسْر الباءَ وَفتح اللَّام وتخفيفها، عَن ابْن الْأَعرَابِي، إِذا استقصى فِي شَتمه وآذاه.

وبَلّغ الشيبُ فِي رَأسه: ظهر أول مَا يظْهر، وَقد تقدّمت بِالْعينِ. وَزعم البصريون أَن ابْن الْأَعرَابِي صحف فِي نوادره، فَقَالَ: مَكَان " بَلَّغَ ": بَلَّغ الشَّيب، فَلَمَّا قيل لَهُ، إِنَّه تَصْحِيف، قَالَ: بَلَّعَ، وبَلّغ.

قَالَ أَبُو بكر الصُّولي: وقُريء يَوْمًا على أبي الْعَبَّاس ثَعْلَب، وَأَنا حَاضر هَذَا، فَقَالَ: الَّذِي اكْتُبْ: بَلّغ، كَذَا قَالَ بالغين مُعْجمَة.

والبِالغاء: الأكارع، وَهِي بِالْفَارِسِيَّةِ: بايها.

والتَّبْلغة: سير يُدْرج على السِّية حَيْثُ انْتهى طرف الْوتر ثَلَاث مرارٍ أَو أَرْبعا، لكَي يثبت الْوتر حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، جعل " التْبلغة " اسْما، كالتودية والتَّنهية، لَيْسَ بمصدر، فتفهمه.
بلغ:
بَلَغ (بإضمار غايته): بذل جهده في عمل شيء، ففي كليلة ودمنة (ص239): وابلغ لك في الكرامة. وفي (ص211): وذلك يمنعني من كثير مما أريد أن أبلغه من كرامتك. - وبلغ (بإضمار غايته أيضاً): وصل أعلى مراتب الشرف، ففي أخبار (ص25) شرف وبلغ - (وبإضمار غايته أيضا: يقال بلغت الأموال أي صارت من الكثرة بحيث وجبت عليها الزكاة (معجم الماوردي) وبلغ بفلان: رفعه إلى مراتب الشرف (أخبار 82). بَلَّغ بالإضمار: أوصله إلى غايته (معجم البيان، أخبار ص76) - وبلغ (بالإضمار): روى حديث الرسول (المقري 2: 663).
وبَلّغ: أعاد أقوال الإِمام (انظر مُبَلّغ) (مملوك 2، 2: 72) وفي لب الألباب 252 فسرت كلمة المُكَبِّرِ ب ((المُبْلِغ)) تكبير الإمام ولكن يجب تصحيحها ب ((المبَلِّغ)) ومثله في كوزج طرائف، ففي ص119: وكان القاضي يُبْلِغ عند التكبير، قلها: يُبَلِّغ.
وبَلَّغ: أملى كتاباً (همبرت 107) - وبلَّغهم الأمر: عرضه عليهم (بوشر) - وبلغ الحاكم شيئاً: شكاه إليه، ووشى به إلى الحاكم (بوشر).
بالغ: غالى، أفرط (بوشر) يقال بالغ في وصف الشيء أي غالى وأفرط في وصفه (بوشر) وفي نفس المعنى يقال: بالغ في شيء، ففي النويري أسبانيا 448: وله مناقب كثيرة بالغ أهل الأندلس فيها حتى قالوا يشبه بعمر بن عبد العزيز - وبالغ الثمنَ: غالى فيه. ففي حيان - بسان (تعليقاتي 181): وهو أول من بالغ الثمن بالأندلس في شراء القينات. وقد أشرت هناك، لكيلا يظن أن الصواب بالغ في الثمن، إذ ليس في مخطوطة ب كلمة ((في)) وأن فوك يذكر في معجمه (انظر: excedere) بالغ متعدياً إلى المفعول.
بَلَغ: زهرى، مرض عضو التناسل (بلجراف 2: 31).
بُلْغَة: تجمع على بُلْغات (فوك) أو بُلَغ (بوشر) أو بلاغي (دومب): وهي في المغرب نعل يتخذ من الحلفاء (فوك وفيه: avarca d'esparl أي نعل من الحلفاء) ويذكر ابن عبد الملك (ص166و) في ترجمته لابن عسكر مؤرخ ملقة (ولد نحو سنة 584 وتوفي سنة 636) شعراً لهذا العالم ((في صفة النعل المتخذة من الحلفآء وهي التي يسميها أهل الأندلس ومن صاقبهم من أهل العدوة بالبُلْغة (كذا) وهي من قصيدة طويلة في مدح المأمون أبي العلاء بن المنصور من بني عبد المؤمن، وفيها يقول:
لتبليغها المضطر تدعى ببلغة ... وإن قست بالتشبيه شبهتها نعلا
ولا تزال كلمة بلغة تستعمل اليوم في المغرب وفي مصر. وتنطق بُلغة بالضم (عوادة 598 بوشر) والأكثر بَلْغة بالفتح، ويطلقونها على ضرب من الأحذية تشبه أحذيتنا، إذ أن إمام قسطنطينية يقول: وأما البلغة فهي تقرب من النعل الرومي (معجم البربر، عوادة 598 براكس 4، وعند بوشر bottine) أو يطلق على الخف أو البابوج (سندوفال 308، فلوجل 67: 26 صفة مصر 18، القسم الثاني ص388).
بلاغ: إدراك (بوشر، دى ساسي طرائف 2: 66).
وبلوغ، وبلاغ السن: سن البلوغ (بوشر).
وبلاغات: أخبار، وشايات، ففي ابن القوطية ص44و: ((بلغت الوزراء وأكابر الناس عنه بلاغات منكرة)).
بليغ، أسلوب بليغ: رصين يبلغ أثره إلى النفس، ومؤثر (بوشر) وجرح بليغ: بالغ، عميق (ألف ليلة 1: 82) وبليغاً: بالغاً عميقاً مميتاً (بوشر).
بلوغه: لقلق (أبو الوليد 786) وهي صيغة أخرى لكلمة ((بُلُّوجة)) انظر الكلمة.
بالغ: عبد بلغ الخامسة عشر أو جاوزها (بركهارت نوبية 210 وانظر دسكيراك 506) وجرح بالغ: جرح عميق (بوشر) وشديد بالغ: عظيم الشدة والقوة (بوشر) وقاصر بالغ: شيء نهائي. (الكالا وفيه final cosa) والقاصر بالغ أي والنتيجة وللانتهاء من الأمر (الكالا).
الابالغي (تركية): تروته، سمك منقوش.
أَبْلَغ: أحسن بياناً (بوشر) وابلغ غاية: أقصى درجة (بوشر).
تبليغ = تعريف: إعلام، إشعار، تأشيرة الموظف (ابن بطوطة 3: 407).
وتبليغ: عند البلاغيين يراد به أن الشاعر استعمل الحشو من الكلام ليتوصل به إلى اقامة الوزن (معجم بدرون).
مَبْلَغ: مقدار من المال، حصة، سهم، سفتجة (بوشر).
مُبَلَّغ: الذي بُلِّغ أي أعلم بأمر والذي استلم أمراً (ابن بطوطة 3: 427) وأرى أن ترجمتها صحيحة ولذلك فإني أرى أن يكون النص ((يُنْكِر الُبَلَّغ)) بدل ((يُنْكَر المُبلِغ)).
مُبَلِّغ: شارح (أو مقرر) للدعاوى (بوشر) وواش، نمام - ومبلغ الحاكم: مخبر، عين، مرشد (إلى أصحاب الجرائم) (بوشر) - والموظف الذي يكتب التأشيرة (ابن بطوطة 3: 407) - والموظف في المسجد الجامع يعيد بصوت جهوري بعض ما يقال لإقامة الصلاة وبعض ما يقوله الإمام أو الخطيب (مملوك 2، 2: 79، وانظر صفة مصر 12: 228 وبرتون 1: 298).
مُبالغ: من يبالغ في أمر، مغالٍ - ومسهب، مفرط في الشرح، ومبهرج الكلام المفرط في تفخيمه، والمتكلف للكلام (ضد طبيعي، تلقائي) (بوشر).
بلغ
بلغْتُ المكان بلوغاً: وصلْت إليه، وكذلك إذا شارفْت عليه، قال الله تعالى:) فإذا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ (أي قاربنه.
وقوله تعالى:) إنَّ الله بالِغٌ أمْرَهْ (أي يبْلغ ما يريد.
وقوله تعالى:) أيمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ (أي مُؤكَّدة.
وبلغ الغلام: أدرك. وبلغ في الجودة مَبلغاً.
وثناء أبلغ: أي مُبالغ فيه، قال رؤبة يمدح المُسبِّح بن الحَوَارِي بن وزياد بن عمرو العَتَكي:
بَلْ قُلْ لِعَبْدِ الله بَلِّغْ وابْلُغِ ... مُسَبِّحاً حُسْنَ الثَّنَاءِ الأبْلَغِ
وشيء بالغ، أي جيد. وقال الشافعي؟ رحمه الله - في كتاب النَّكاح: جارية بالغ؛ بغير هاء وهو فصيح حُجة في اللغة. وقال الأزهري: سمعت فُصحاء العرب يقولون: جارية بالغ وامرأة عاشق ولحية ناصل، ولو قيل بالغة لم يكن خطأ، لأنه الأصل.
ويقال: بُلِغَ فلان؟ على ما لم يُسمَّ فاعله - أي جُهِد، وأنشد أبو عُبيد:
إنَّ الضَّبَابَ خَضَعَتْ رِقابُها ... للسَّيْفِ لمّا بُلِغَتْ أحِسَابُها
أي: مجهودها، وأحسابها: شُجَاعتها وقوتها ومناقِبها.
وقال ابن عبّاد: التَّبْلغة: الحبل الذي يوصل به الرِّشاء إلى الكَرَب، والجمْع: التَّبالغ.
وقال الفَرّاء: أحمق بَلْغ وبَلْغَة وبِلْغٌ؟ بالفتح والكسر -: أي هو مع حماقته يبلغ ما يريد، ويقال: بِلْغٌ مِلْغٌ.
قال: ويقال: اللهم سِمْع لا بِلْغ وسَمْع لا بَلْغٌ وسِمْعاً لا بِلْغاً وسَمْعاً لا بَلْغاً، ومعناه: نسمع به ولا يتم. وقال الكسائي: هذا إذا سمع الرجل خبراً لا يُعجبه.
ويقال: أمر الله يلْغٌ: أي بالغ، قال الحارث بن حِلّزَةَ اليشكري:
فَهَداهُمْ بالأسْوَدَيْنِ وأمْرُ ... اللهِ بَلْغٌ يَشْقى به الأشــقياءُ
والبَلاغة: الفَصَاحة، وقد بلُغ الرجل؟ بالضم -: أي صار بَلِيْغاً أي فصيحاً يُبَلّغ بِفصاحته ما في قلبه نهاية مُراده وضميره.
والبَلاغُ: الكِفاية، قال:
تَزَجَّ من دُنْياكَ بالبَلاغِ ... وباكِر المعدَةَ بالدِّباغِ
بِكِسْرَةٍ جَيَّدَةِ المضاغِ ... بالمِلْحِ أوْ ما خَفَّ من صِبَاغِ
والبَلاَغُ: الاسم من الإبْلاغ والتَّبْلِيْغ. وقوله تعالى:) هذا بَلاَغٌ للناس (: أي هذا القرآن ذو بَلاغٍ للناس: أي ذو بيان كاف. وقوله تعالى:) فَهَلْ على الرُّسُلِ إلا البَلاغُ المُبيْن (أي الإبلاغ. وقوله تعالى:) لم يَلْبَثُوا إلا ساعةً من نَهارٍ بَلاغٌ (أي ذلك بَلاغٌ.
وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: كل رافِعة رَفَعت علينا من البَلاغ فقد حَرَّمْتها أن تُعْضَد أو تُخَبَط إلا لعصفور قَتَب أو مَسَد مخالة أو عصا حديدة. يعني المدينة؟ على ساكِنيها السلام -، أراد: من المُبالغين في التبليغ، يروى بفتح الباء وكسرها فإن كان بالفتح فله وَجهان: أحدهما: أن البلاغ ما بلغ من الكتاب والسنة، والوجه الآخر: من ذوي البلاغ، أي الذين بلَّغُونا، أي من ذوي التبليغ، فأقام الاسم مُقامَ المصدر الحقيقي، كما تقول: أعطيتُ عطاءً.
والبلاغات: كالوشايات.
والبُلْغَة: ما يُتَبَلَّغُ به من العيش.
والبالِغَاء: الأكارع في لُغة أهل المدينة؟ على ساكِنيها السلام -، قال أبو عُبيد: أصلها بالفارسية: بايْها.
وخطيب بِلَغ؟ مثال عِنبٍ -: أي بَلِيْغ، كقولهم: أمر بِرَح أي مُبَرِّح، ولحم زيم ومكان سِوىً ودينفِيم.
والبِلَغِيْن في قول عائشة لعلي؟ رضي الله عنهما - حين ظَفِر بها: بلغت منا البِلَغِيْن: أي الدّاهية. أرادت أن الحرب قد جَهَدتْها وبَلَغَتْ منها كل مبلغ. وفي إعرابها طريقان: أحدهما أن يُجرى الأعراب على النون ويُقَرَّ ما قبلها ياء، والثاني أن تُفتح النون أبداً ويُعْرب ما قبلها فيُقال: هذه البِلَغون ولقيت البِلَغِيْنَ وأعوْذ بالله من البِلَغِيْنَ.
والإبْلاَغُ والتَّبْلِيْغُ: افيصال، قال أبو زُبيد حَرْملة بن المنذر الطائي:
مَنْ مُبْلِغٌ قَوْمَنا النّائينَ إذْ شَحَطُوا ... أنَّ الفُؤادَ إليهمْ شَيِّقٌ وَلِعُ
وقوله تعالى:) يا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغ ما أُنْزِلَ إليكَ من رَبِّكَ (وقوله؟ صلى الله عليه وسلم - بلَّغوا عنِّي ولو آية وحدَّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج.
وبَلَّغَ بكذا: أي اكتفى به، قال:
تَبَلَّغْ بأخْلاقِ الثِّيَابِ جَدِيْدَها ... وبالقَضمِ حتّى يُدْرِكَ الخضْمَ بالقَضْمِ
وقال عُبيد الله بن عُتبة بن مسعود، ويورى لقيس بن ذريح، والقطعة التي منها هذانِ البيتان موجودة في أسعارهما:
شَقَقْتِ القَلْبَ ثمَّ ذَرَأْتِ فيه ... هَوَالِ فَلِيْمَ فالتَأَمَ الفُطُوْرُ تَبَلَّغَ حيثُ لم يَبْلُغْ شَرَابٌ ... ولا حُزْنٌ ولم يَبْلُغْ سُرورُ
ويروى: " صَدَعْتِ القَلْبَ ثمَّ ذَرَرْتِ ". أي تكلّف البلوغ حتى بلغ.
وتبلّغت به العلة: أي اشتدت.
وبالَغ فلان في أمري: أي لم يُقصر.
والتركيب يدل على الوصول إلى الشيء.
بلغ
بلَغَ/ بلَغَ بـ يَبلُغ، بُلوغًا وبَلاغًا، فهو بالِغ، والمفعول مبلوغ (للمتعدِّي)
• بلَغ الغلامُ/ بلَغ الغلامُ أَشُدَّه: أدرك سنَّ الرُّشد والتَّكليف، قوي ونضِج عقلُه "بلَغ الحُلم- بلَغ الشَّجرُ: حان قطف ثماره" ° بلَغ أشدَّه: وصل مرحلة الاكتمال والقوّة.

• بلَغ المكانَ وغيرَه: وصل إليه أو شارَفَ عليه، انتهى إليه "بلغ السَّابعة من عمره- بلغ عددُ الطلاب الثلاثين- {وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}: فزِعت، وهو مثل مضروب لشدَّة الخوف"? بلَغ الأمرُ ذروتَه/ بلَغ عنانَ السَّماء: وصل إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه- بلَغ السَّيْلُ الزُّبى [مثل]: يُضرب للأمر إذا اشتدَّ حتَّى جاوز الحدَّ- بلَغ غايةَ مُراده: حقَّق ما تمنَّى.
• بلَغ فلانًا النَّبأُ: وصل إلى علمه، انتهى إليه.
• بلَغ به الأمرُ: اشتدّ به، اشتدَّ عليه "بلغ به المرضُ/ الجهدُ- جرحٌ بالغ: جرح عميق".
• بلَغ الكلامُ منه كلَّ مبلغ: أَجْهده، أثّر فيه أوعليه تأثيرًا شديدًا "بلغ الجوعُ منه مبلغَه: اشتدّ عليه". 

بلُغَ يَبلُغ، بَلاغَةً، فهو بَليغ
• بلُغ الكاتبُ: صار فصيحًا وحَسُن بَيانُهُ، حسُن عنده تركيبُ الكلام واستخدامه مع فصاحة وبيان، أثَّر بأسلوبه " {وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا} ". 

أبلغَ يُبلغ، إبْلاغًا، فهو مُبلِغ، والمفعول مُبلَغ
• أبلغه الخبرَ/ أبلغه بالخبر/ أبلغ الخبرَ إليه/ أبلغَ الخبرَ له: أَوْصله، أَعْلَمه، أخبره به "أبلغ النَّتيجةَ للطّالب- أبلغه السَّلامَ- {لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي} ".
• أبلغ الشُّرطةَ عن المجرم: وشى به إليها. 

بالغَ في يبالغ، مُبالغةً، فهو مُبالِغ، والمفعول مُبالَغ فيه
• بالغ في العمل: اجتهد فيه وبَذَل الجُهْدَ ولم يقصّر "بالغ في التَّرحيب بالضُّيوف".
• بالغ في الحقيقة: تزيَّد؛ غالى فيها وتجاوز الحدّ، أفرط "بالغ في التَّقدير/ المديح/ الدِّقّة/ القصَّة- هو يميل إلى المبالغة في سرد أحداث الماضي" ° مبالغ في كلِّ ما يقول: مجاوز الحدّ. 

بلَّغَ يبلِّغ، تَبْليغًا، فهو مُبلِّغ، والمفعول مُبلَّغ
• بلَّغ الخبرَ/ بلَّغ الخبرَ إلى النَّاس/ بلَّغ الخبرَ للنَّاس/ بلَّغ النَّاسَ بالخبر: أبلغه، أَوْصله إليهم، أَعْلَمهم به، أنهاه إليهم "بلَّغ النَّتيجةَ للطّالب- {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} ".
• بلَّغ الشُّرطةَ عن المجرم: أبلغ عنه؛ وشى به. 

تبالغَ يتبالغ، تبالغًا، فهو مُتبالِغ
• تبالغ الشَّخصُ: تعاطى البلاغَةَ وهو غير بليغ. 

تبلَّغَ بـ يتبلَّغ، تَبَلُّغًا، فهو مُتبلِّغ، والمفعول مُتبلَّغ به
• تبلَّغ بالخبر: مُطاوع بلَّغَ: بُلِّغ به، أُخْبِر به وأُعْلِم.
• تبلَّغ بالقَلِيل: اكتفى به وقنِع "كانوا يتبلَّغون باليسير من الطعام وبالقليل من الماء". 

إبلاغ [مفرد]:
1 - مصدر أبلغَ.
2 - (قن) إخطار بمضمون ورقة من أوراق المرافعات. 

بالغ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من بلَغَ/ بلَغَ بـ.
2 - ما وصل غايته " {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ} " ° أضرار بالغة: جمَّة فادحة- اهتمام بالغٌ/ بالغُ الاهتمام: أقصى درجات الاعتناء- بالغ الأثر: بعيد الأثر- حجَّة بالغة: قاطعة- حكمة بالغة: بلغت غايتها- يمين بالغة: مؤكّدة. 

بَلاغ [مفرد]: ج بلاغات (لغير المصدر):
1 - مصدر بلَغَ/ بلَغَ بـ ° بلاغ السِّنّ: سنّ البلوغ.
2 - كِفاية أو ما يُتوصّل به إلى الغاية "في هذا الأمر بلاغ- {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} ".
3 - خبر أو بيان يُذاع لغرض من الأغراض، بيان أو شكوى تُرْفع للمسئول "بلاغ حربيّ/ كاذب/ للنَّائب العامّ- صدر بلاغ حكومي بشأن إجراءات السّفر" ° بلاغٌ أخير: إنذار- بلاغٌ رسميّ: موثَّق.
4 - إعلام رسميّ يُبلّغ بواسطة النَّشر أو كتاب يودعه صاحبه حكمًا في مسألة. 

بَلاغَة [مفرد]:
1 - مصدر بلُغَ ° بلاغة المنبر: قسم من علم البيان يتناول بالبحث بلاغة الخطابة من فوق المنبر- روعة البلاغة: سحرها- نَهْج البلاغة: طريقها الواضح.
2 - عكس العَيّ.
• البلاغَة: (بغ) حسن البيان وقوّة التَّأثير ومطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته "أُعجبت ببلاغة الخطيب وقوّة
 بيانه".
• علم البَلاغَة: (بغ) العلم الذي يدرس وجوه حسن البيان، وهو يشمل علوم المعاني والبديع والبيان. 

بَلاغيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بَلاغَة: "كان الزَّيَّات يكثر في نثره من المحسِّنات البلاغيّة" ° الصُّور البلاغيّة: المجازات اللغويّة.
2 - مختصّ في علم البلاغة.
• الاستفهام البلاغيّ: (بغ) الاستفهام الذي لا يقصد به السُّؤال عن أمر وطلب الجواب عنه وإنمّا يُقصد به النَّفي. 

بُلْغة [مفرد]: ج بُلُغات وبُلْغات وبُلَغ:
1 - نوع من الأحذية يكثر في المغرب.
2 - كفاف من العيش أو ما يُتبلَّغ به "لا يكاد يحصل على البُلغة من العيش" ° نصيبُ بُلْغةٍ: ما يكاد يكفي من العيش. 

بُلوغ [مفرد]:
1 - مصدر بلَغَ/ بلَغَ بـ.
2 - نُضج الأعضاء التناسليّة ° سِنّ البُلوغ: العمر الذي يدرك فيه المرءُ بلوغَه، سنّ المراهقة. 

بَليغ [مفرد]: ج بُلَغاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بلُغَ ° أثر بَليغ: عميق فعَّال- أسلوب بليغ: رصين مؤثِّر يبلغ أثرُه إلى النَّفس- جُرْح بَليغ: خطير.
• التَّشبيه البَليغ: (بغ) تشبيه حُذف فيه كلّ من الأداة ووجه الشَّبه. 

تَبْليغ [مفرد]: ج تبليغات (لغير المصدر):
1 - مصدر بلَّغَ.
2 - إخْطار رسميّ، كتاب يتضمَّن الإعلام بأمر من الأمور "تسلّمتِ المرأةُ تبليغًا بحكم طلاقها".
3 - إسماع الناس كلمة الله وما أوحى به.
4 - (بغ) استعمال الشاعر للحشو من الكلام ليتوصَّل إلى إقامة الوزن. 

مُبالَغَة [مفرد]:
1 - مصدر بالغَ في ° بدون مبالغة/ بلا مبالغة: الاقتصار على الحقيقة دون مزايدة.
2 - عكس تقصير.
3 - (بغ) استعمال عبارات تتعدّى الواقع، وهي من المحسّنات المعنويَّة التي تبالغ أو تحقّر من حقيقة الأشياء.
• صِيَغ المبالغة: (نح) نوع من أسماء الفاعلين يدلّ على الكثرة والمبالغة، وكلّها سماعيّة من الفعل الثلاثيّ ومن أوزانها: فعّال، ومِفْعَال، وفَعُول، وفَعِيل، وفَعِل. 

مَبْلَغ [مفرد]: ج مَبالِغُ:
1 - مصدر ميميّ من بلَغَ/ بلَغَ بـ.
2 - مُنْتَهى، حدّ الشّيء ونهايته "بَلَغ مَبْلَغ الرِّجال: صار في سِنّ الرُشد، في سِنّ الرجولة- {ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} " ° بلَغ الأمرُ مبلغ الجِدّ: اتّخذ طابع الجِدّ، صار جدِّيًّا.
3 - مقدار من المال، حصّة، سهم "فُقِد مَبْلغ من المال- دفع المبلغ كُلّه". 
بلغ
بَلَغَ المَكَانَ، بُلُوغاً، بالضَّمِّ: وَصَلَ إليْهِ وانْتَهَى، ومنْهُ قوْلُه تَعَالَى: لَمْ تَكُونُوا بالغِيهِ إِلَّا بشقِّ الأنْفُسِ.
أَو بَلَغَه: شارَفَ عليْهِ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: فَإِذا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ. أَي قارَبْنَهُ: وقالَ أَبُو القاسِمِ فِي المُفْرَداتِ: البُلُوغُ والإبْلاغُ: الانْتِهَاءُ إِلَى أقْصَى المَقْصِدِ والمُنْتَهَى، مَكَاناً كَانَ، أَو زَماناً، أَو أمْرَاً منَ الأمُورِ المُقَدَّرَةِ. ورُبَّمَا يُعَبَّرُ بهِ عَن المُشارَفَةِ عليهِ، وَإِن لم يُنْتَهَ إليْهِ، فمنَ الانْتِهَاءِ: حَتَّى إِذا بَلَغَ أشُدَّهُ وبَلَغ أرْبَعِينَ سنَةً، وَمَا هُمْ ببالغِيهِ، فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ، ولَعلِّي أبْلُغُ الأسْبَابَ، وأيْمانٌ عَلَيْنَا بالِغَةٌ، أَي مُنْتَهِيَةٌ فِي التَّوْكيدِ، وأمّا قَوْلُه: فَإِذا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ فأمْسِكُوهُنَّ بمَعْرُوفٍ، فللمُشارَفَةِ فإنّهَا إِذا أنْتَهَتْ إِلَى أقْصَى الأجَلِ لَا يَصِحُّ للزَّوْجِ مُرَاجَعَتُهَا وإمْسَاكُها.
وبَلَغَ الغُلامُ: أدْرَكَ، وبَلَغَ فِي الجَوْدَةِ مَبْلَغَاً، كَمَا فِي العُبَابِ، وَفِي المُحْكَمِ: أَي احْتَلَمَ، كأنَّهُ بَلَغَ وَقْتَ الكِتابِ عليْهِ والتَّكْليفِ، وكذلكَ: بَلَغَتِ الجارِيَةُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَلَغَ الصَّبِيُّ والجارِيَةُ: إِذا أدْرَكَا وهُمَا بالغَانِ.
وثَنَاءٌ أبْلَغُ: مُبَالِغٌ فيهِ قالَ رُؤْبَةُ يَمْدَحُ المُسَبِّحَ بنَ الحَوَارِيِّ بنِ زِيادِ بنِ عَمْروٍ العَتَكِيَّ: بَلْ قُلْ لِعَبْدِ اللهِ بَلِّغْ وابْلُغِ مُسَبِّحاً حُسْنَ الثَّناءِ الأبْلَغِ)
وشَيءٌ بالِغٌ، أَي: جَيِّدٌ، وقدْ بَلَغَ فِي الجَوْدَةِ مَبْلَغَاً.
وقالَ الشافعِيُّ رحمَهُ اللهُ فِي كتابِ النِّكَاحِ: جارِيَةٌ بالِغٌ، بغَيْرِ هاءٍ، هَكَذَا رَوَى الأزْهَرِيُّ عَن عبْدِ المَلِكِ عَن الرَّبِيعِ، عَنْهُ، قالَ الأزْهَرِيُّ: والشَّافِعِيُّ فَصِيحٌ حُجَّةٌ فِي اللُّغَةِ، قالَ: وسَمِعْتُ فُصَحاءَ العَرَبِ يَقُولُونَ: جارِيَةٌ بالِغٌ، وَهَكَذَا قَوْلُهُمْ: امْرَأَةٌ عاشِقٌ، ولِحْيَةٌ ناصِلٌ، قَالَ: ولوْ قالَ قائِلٌ: جارِيَةٌ بالِغَةٌ لمْ يَكُنْ خَطَأً، لأنَّهُ الأصْلُ، أَي: مُدْرِكَةٌ وقَدْ بَلَغَتْ.
ويُقَالُ: بُلِغَ الرَّجُلُ، كعُنِيَ: جُهِدَ وأنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ: إنَّ الضِّبابَ خَضَعَتْ رِقَابُها للسَّيْفِ لما بُلِغَتْ أحْسَابُها أَي: مَجْهُودُهَا، وأحْسَابُها: شَجاعَتُها وقُوَّتُهَا ومَنَاقِبُها.
والتَّبْلِغَةُ: حَبْلٌ يُوصَلُ بهِ الرِّشَاءُ إِلَى الكَرَبِ، ومنْهُ قَوْلُهم: وَصَلَ رِشَاءَهُ بتَبْلِغَةٍ، قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وهُوَ حَبْلٌ يُوصَلُ بهِ حَتَّى يَبْلُغَ الماءَ. ج: تَبَالِغُ يُقَالُ: لَا بُدَّ لأرْشِيَتِكُمْ منْ تَبالِغَ.
وقالَ الفَرّاءُ: يُقَالُ: أحْمَقُ بَلْغٌ، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، وبَلْغَةٌ، بالفَتْحِ، أَي: هُوَ مَعَ حَماقَتِهِ يَبْلُغُ مَا يُرِيدُ، أَو المُرَادُ: نِهايَةٌ فِي الحُمْقِ، بالِغٌ فيهِ.
قالَ: ويُقَالُ: اللهُمَّ سَمْعٌ لَا بَلْغٌ، وسَمْعاً لَا بَلْغاً، ويُكْسَرانِ أَي: نَسْمَعُ بهِ وَلَا يَتِمُّ، كَمَا فِي العُبَابِ، وَفِي اللِّسانِ: وَلَا يَبْلُغُنَا، يُقَالُ ذلكَ إِذا سَمِعُوا أمْراً مُنْكَراً، أَو يَقُولهُ منْ سَمِعَ خَبَراً لَا يُعْجِبُه، قالَهُ الكِسَائِيُ، أَو للخَبَرِ يَبْلُغُ واحِدَهُمْ وَلَا يُحَقِّقُونَهُ.
وأمْرُ اللهِ بَلْغٌ بالفَتْحِ أَي: بالِغٌ نافِذٌ، يَبْلُغُ أيْنَ أُرِيدَ بهِ، قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ:
(فهدَاهُمْ بالأسْوَدِيْنِ وأمْرُ ال ... لهِ بَلْغٌ تَشْقَى بهِ الأشْــقِياءُ)
وَهُوَ من قَوْله تَعَالَى: إنَّ اللهَ بالِغُ أمْرِه.
وجَيْشٌ بَلْغٌ كذلكَ، أَي: بالغٌ.
وقالَ الفَرّاءُ: رَجُلٌ بِلْغٌ مِلْغٌ، بكَسْرِهِمَا: إتْباعٌ، أَي خَبِيثٌ مُتَناهٍ فِي الخَباثَةِ. والبَلْغُ بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، والبِلَغُ كعِنَبٍ، والبَلاغَي مثل: سَكَارَى وحُبَارَى ومِثْلُ الثّانِيَةِ: أمْرٌ بِرَحٌ، أَي: مُبَرِّحٌ، ولَحْمٌ زِيَمٌ، ومَكَانٌ سِوىً، ودِينٌ قِيَمٌ، وَهُوَ: البَلِيغُ الفَصِيحُ الّذِي يَبْلُغُ بعَبارَتِه كُنْهَ ضَمِيرِه، ونِهَايَةَ مُرَادِه، وجَمْعُ البَلِيغِ: بُلَغاءَ، وقدْ بَلُغَ الرَّجُلُ ككَرُمَ بَلاغَةً، قالَ شَيْخُنا: وأغْفَلَه المُصَنِّف) تَقْصِيراً، أَي: ذِكْرَ المَصْدَرِ والمَعْنَى: صارَ بَلِيغاً.
قلتُ: والبَلاغَةُ على وَجْهَيْنِ: أحَدُهُما: أنْ يَكُونَ بذاتِهِ بَلِيغاً، وذلكَ بأنْ يَجْمَعَ ثلاثَةَ أوْصَافٍ: صَوَاباً فِي مَوْضَوعِ لُغَتِه، وطِبْقاً للمَعْنَى المَقْصُودِ بهِ، وصِدْقاً فِي نَفْسِه، وَمَتى اخْتُرِمَ وَصْفٌ منْ ذلكَ كانَ ناقِصاً فِي البَلاغَة.
والثّانِي: أنْ يَكُونَ بَلِيغاً باعْتِبَارِ القائِلِ والمَقُولِ لَهُ، وهُوَ أنْ يَقْصِدَ القائِلُ بهِ أمْراً مَا، فيُوِدَهُ على وجْهٍ حَقِيقٍ أنْ يَقْبَلَهُ المَقُولُ لَهُ.
وقوْلُه تَعَالَى: وقُلْ لَهُمْ فِي أنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً، يَحْتَمِل المَعْنَييْنِ، وقولُ من قالَ: معناهُ: قُل لَهُمْ إنْ أظْهَرْتُمْ مَا فِي أنْفُسِكُمْ قُتِلْتُم، وقَوْلُ من قالَ: خَوِّفْهُمْ بمَكارِهَ تَنْزِلُ بهم، فإشارَةٌ إِلَى بَعْضِ مَا يَقْتَضيه عُمُومُ اللَّفْظِ، قالَهُ الرّاغِبُ.
وقَرَأْتُ فِي مُعْجَمِ الذَّهَبِيِّ، فِي تَرْجَمَةِ صُحارِ بنِ عَيّاشٍ العَبْدِيِّ رَضِي اللهُ عَنهُ سألَهُ مُعَاويَةُ عنِ البَلاغَةِ، فَقَالَ: لَا تُخْسئْ وَلَا تُبْطئْ.
والبَلاغُ كسَحابٍ: الكِفَايَةُ، وهُوَ: مَا يُتَبَلَّغُ بهِ ويُتَوَصَّلُ إِلَى الشَيءِ المَطْلُوبِ، ومنْهُ قوْلُه تَعَالَى: إنَّ فِي هَذَا لبَلاغَاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ، أَي: كِفَايَةً، وَكَذَا قَوْلُ الرّاجِزِ: تَزَجَّ منْ دُنْيَاكَ بالبَلاغِ وباكِرِ المِعْدَةَ بالدِّباغِ بِكَسْرَةِ جَيِّدَةِ المِضاغِ بالمِلْحِ أَو مَا خَفَّ منْ صِباغِ والبَلاغُ: الاسْمُ منَ الإبْلاغ والتَّبْلِيغِ، وهُمَا: الإيصالُ، يُقَالُ: أبْلَغَهُ الخَبَرَ إبْلاغَاً، وبَلَّغَهُ تَبْلِيغاً، والثّانِي أكْثَرُ، قالَهُ الرّاغِبُ، وقَوْلُ أبي قَيْسِ بنِ الأسْلَتِ الأنْصَارِيّ.
(قالَتْ ولَمْ تَقْصِدْ لقِيلِ الخَنَا ... مَهْلاً لَقَدْ أبْلَغْتَ أسْمَاعِي)
هُوَ منْ ذلكَ، أَي: قد انْتَهَيْتَ فِيهِ، وأوْصَلْتَ، وأنْعَمْتَ.
وقَوْلُه تَعَالَى: هَذَا بَلاغٌ للنّاسِ، أَي: هَذَا القُرْآنُ ذُو بَلاغٍ، أَي: بَيَانٍ كافٍ.
وقولُه تَعَالَى: فهَلْ على الرُّسُلِ إِلَّا البَلاغُ المُبِينُ، أَي: الإبْلاغُ وَفِي الحديثِ: كُلُّ رافِعَةٍ رَفَعَتْ عَلَيْنَا، كَذَا فِي العُبَابِ، وَفِي اللِّسانِ: عَنّا منَ البَلاغِ فقَدْ حَرَّمْتُهَا أنْ تُعْضَدَ، أَو تُخْبَطَ، إِلَّا لِعُصْفُورِ قَتَبٍ، أَو مَسَدِّ مَحالَةٍ، أَو عَصَا حَديدَةٍ، يعْنِي المدينةَ على ساكنها)
أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام، ويُرْوَى بفَتْحِ الباءِ وكَسْرِهَا، فإنْ كانَ بالفَتْحِ فلَهُ وَجْهَانِ، أحَدُهُما: أَي مَا بَلَغَ من القُرْآنِ والسُّنَنِ، أَو المَعْنَى: منْ ذَوِي البَلاغ، أَي: الّذِينَ بَلَّغُونا، أَي: منْ ذَوِي التَّبْلِيغِ وَقد أقامَ الاسْمُ مُقامَ المَصْدَرِ الحَقِيقِيِّ، كَمَا تَقُول: أعْطَيْتُ عَطاءً، كَذَا فِي التَّهذِيبِ والعُبَابِ، ويُرْوَى بالكَسْر، قالَ الهَرَوِيُّ: أَي: منْ المُبالغِيِنَ فِي التَّبْلِيغِ، منْ بالَغَ يُبَالغُ مُبَالَغَةً وبَلاغاً، بالكَسْرِ: إِذا اجْتَهَدَ فِي الأمْرِ ولمْ يُقَصِّرْ، والمَعْنَى كُلُّ جَماعَةٍ أوْ نَفْسٍ تُبَلِّغُ عَنَّا وتُذِيعُمَا نَقُوله، فلْتُبَلِّغْ ولْتَحْكِ، قلتُ: وقدْ ذُكِرَ هَذَا الحديثُ فِي رفع ويُرْوَى أيْضاً: منَ البَلّاغ مِثَال الحُدّاثِ، بمَعْنَى المُحَدِّثِينَ، وَقد أسْبَقْنَا الإشَارَةَ إليْهِ، وَكَانَ على المُصَنِّف أنْ يُوردَهُ هُنَا، لتَكْمُلَ لَهُ الإحاطَةُ.
والبالِغَاءُ: الأكَارِعُ بلُغَةِ أهْلِ المَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ، قالَ أَبُو عُبيدٍ: مُعَرِّبُ بايْهَا، أَي: أنَّ الكَلِمَةَ فارِسِيَّةٌ عُرِّبَتْ، فإنّ بايْ بالفَتْحِ وإسْكَانِ الياءِ: الرَّجُلُ، وَهَا: علامَةُ الجَمْعِ عِنْدَهُم، ومَعْناهُ: الأرْجُلُ ثمَّ أُطْلِقَ على أكارِعِ الشّاةِ ونَحْوِهَا، ويُسَمُّونَهَا أيْضاً: باجْهَا، وَهَذَا هُوَ المَشْهُورُ عِنْدَهُم، وَهَذَا التَّعْرِيبُ غَرِيبٌ، فتأمَّلْ.
والبَلاغاتُ: مِثْلُ الوِشايات.
والبُلْغَةُ: بالضَّمِّ: الكِفَايَةُ وَمَا يُتَبَلَّغُ بهِ منَ العَيْشِ، زادَ الأزْهَرِيُّ: وَلَا فَضْلَ فِيهِ، تَقُولُ: فِي هَذَا بَلاغٌ، وبُلْغَةٌ، أَي: كِفَايَةٌ.
والبِلَغِينَ بكَسْرِ أوَّلهِ وفَتْحِ ثانِيَه وكَسْرِ الغَيْنِ فِي قَوْلِ عائِشَةَ رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنْهَا لعَلِيٍّ رَضِي الله عَنهُ حينَ ظفِرَ بهَا لقد بَلَغْتَ مِنّا البِلَغِينَ هَكَذَا رُوِيَ، ويُضَمُّ أوَّلُه أَي: مَعَ فَتْحِ اللامِ، ومَعْنَاهُ الدّاهِيَةُ وهُوَ مَثَلٌ أرادَتْ: بَلَغْتَ مِنّا كُلَّ مَبْلَغٍ، وقيلَ: مَعْنَاهُ أنَّ الحَرْبَ قدْ جَهِدَتْها، وبَلَغَتْ منْهَا كُلَّ مَبْلَغٍ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ مَثْلُ قَوْلِهِمْ: لَقِيتَ مِنّا البِرَحِينَ والأقْوَرِينَ وكُلُّ هَذَا من الدَّوَاهِي، قالَ ابنُ الأثِيرِ: والأصْلُ فيهِ كأنَّهُ قيلَ: خَطْبٌ بِلْغٌ، أَي: بَلِيغٌ، وأمْرٌ بِرَحٌ، أَي: مُبَرِّحٌ، ثُمَّ جُمِعَا على السَّلامَةِ إِيذَانًا بأنَّ الخُطُوبَ فِي شِدَّةِ نكايَتِهَا بمَنْزِلَةِ العُقَلاءِ الذينَ لَهُمْ قَصْدٌ وتَعَمُّدٌ، وقَدْ نُقِلَ فِي إعْرَابِهَا طَرِيقانِ، أحَدُهُما: أنْ يُجْرَى إعْرَابُه على النُونِ، والياءُ يُقَرُّ بحالهِ، أوْ تُفْتَحُ النُّونُ أبدا، ويُعْرَبُ مَا قَبْلَهُ، فيُقَالُ: هَذِه البِلَغُونَ، ولَقِيتُ البِلَغِينَ، وأعُوذُ باللهِ منَ البِلَغِينَ، كَمَا فِي العُبَابِ.
وبَلَّغَ الفارِسُ تَبْلِيغاً: مَدَّ يَدَهُ بعِنانِ فَرَسِه، ليَزِيدَ فِي جَرْيِه، وَفِي الأساسِ: فِي عَدْوِه.
وتَبَلَّغَ بكَذا: اكْتَفَى بهِ، ووَصَلَ مُرادَه، قالَ:
(تَبَلَّغْ بأخْلاقِ الثِّيَابِ جَدِيدَها ... وبالقَضْمِ حَتَّى يُدْرَكَ الخَضْمُ بالقَضْمِ)

ويُقَالُ: هَذَا تَبَلُّغٌ، أَي: بُلْغَةٌ.
وتَبَلَّغَ المَنْزِلَ: إِذا تَكَلَّفَ إليهِ البُلُوغَ حَتَّى بلغَ، ومنْهُ قَوْلُ قَيْسِ بنِ ذَرِيحٍ:
(شَقَقْتِ القَلْبَ ثُمَّ ذَرَرْتِ فيهِ ... هَوَاكِ فليمَ فالْتَأَمَ الفُطُورُ)

(تَبَلَّغَ حَيْثُ لمْ يَبْلُغْ شَرابٌ ... وَلَا حُزْنٌ ولمْ يَبْلُغْ سُرُورُ)
أَي: تَكَلَّفَ البُلُوغَ حَتَّى بَلَغَ.
وتَبَلَّغَتْ بهِ العِلَّةُ، أَي: اشْتَدَّتْ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ، والصّاغَانِيُّ.
وبالَغَ فِي أمْرِي مُبَالَغَةً، وبِلاغاً: اجْتَهَدَ ولمْ يُقَصِّرْ، وَهَذَا قَدْ تَقَدَّمَ بعَيْنِه، فهُوَ تَكْرارٌ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: البَلاغُ: الوُصُولُ إِلَى الشَّيءِ.
وبَلَغَ فُلانٌ مَبْلَغَتَه كمَبْلَغِه.
وبَلَغَ النَّبْتُ: انْتَهَى.
وتَبَالَغَ الدِّباغُ فِي الجِلْدِ: انْتَهَى فيهِ، عَن أبي حَنِيفَةَ. وبَلَغَتِ النَّخْلَةُ وغَيْرُهَا من الشَّجَرِ: حانَ إدْرَاكُ ثَمَرِهَا، عَنْهُ أيْضاً.
وَفِي التَّنْزيل: بَلَغَنِيَ الكِبَرُ وامْرَأتِي عاقِرٌ وَفِي مَوْضِعٍ: وقَدْ بَلَغْتُ منَ الكِبَرِ عِتِيّاً، قالَ الرّاغِبُ: وذلكَ مِثْلُ: أدْرَكَنِي الجَهْدُ، وأدْرَكْتُ الجَهْدَ، وَلَا يَصِحُّ بَلَغَنِي المَكَانُ، وأدْرَكَنِي.
والمَبَالِغُ: جَمْعُ المَبْلَغِ، يُقَالُ: بَلَغَ فِي العِلْمِ المَبَالِغَ.
والمَبْلَغُ، كمَقْعَدٍ: النَّقْدُ منَ الدَّراهِمِ والدَّنانِيرِ، مُوَلَّدَةٌ.
وبَلَغَ اللهُ بهِ، فَهُوَ مَبْلُوغٌ بهِ.
وأبْلَغْتُ إليْهِ: فَعَلْتُ بهِ مَا بَلَغَ بهِ الأذَى والمَكْرُوهَ البَلِيغَ.
وتَبَالَغَ فِيهِ الهَمُّ والمَرَضُ: تَنَاهَى.
وتَبَالَغَ فِي كَلامِه: تَعَاطَى البَلاغَةَ، أَي الفَصَاحَةَ ولَيْسَ منْ أهْلِها، يُقَالُ: مَا هُوَ ببَلِيغٍ وَلَكِن يَتَبَالَغُ.
وقولُه تَعَالَى: أمْ لَكُم أيْمَانٌ عليْنَا بالِغَةٌ قالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ مُوَجَبَةٌ أبدا، قدْ حَلَفْنَا لكُمْ أنْ نَفِيَ بِهَا، وقالَ مَرَّةً: أَي قد انْتَهَتْ إِلَى غايَتِها، وقيلَ: يَمِينٌ بالِغَةٌ، أَي: مُؤَكَّدَةٌ.
والمُبَالَغَةُ: أنْ تَبْلُغَ فِي الأمْرِ جَهْدَكَ.)
والبِلَغْنُ، بكَسْرٍ ففَتْحٍ: البَلاغَةُ، عَن السِّيرافِيِّ، ومَثَّلَ بهِ سِيبَوَيْهِ.
والبِلَغْنُ أيْضاً: النَّمّامُ عَن كُراع.
وقيلَ: هُوَ الّذِي يُبلِّغُ للنّاسِ بَعْضِهِمْ حديثَ بَعْضٍ.
وبَلَغَ بهِ البِلَغينَ، بكَسْرِ الباءِ وفَتْحِ اللامِ، وتَخْفيفها، عَن ابنِ الأعْرابِيِّ: إِذا اسْتَقْصَى فِي شَتْمِه وأذاهُ. والبُلاّغُ، كرُمّانِ: الحُدّاثُ.
وَفِي نَوَادِرِ الأعْرابِ، لابنِ الأعْرابِيِّ: بَلَّغَ الشَّيْبُ فِي رَأْسِه تَبْلِيغاً: ظَهَرَ أوَّلَ مَا يَظْهَرُ، وكذلكَ بَلَّعَ بالعَينِ المُهْمَلَةِ، وزَعَمَ البَصْرِيُّونَ أنّ الغَيْنَ المُعْجَمَةَ تَصْحِيفٌ من ابنِ الأعْرَابِيِّ، ونَقَلَ أَبُو بَكْرٍ عَن ثَعْلَبٍ: بَلَّغَ، بالغَيْنِ مُعْجَمَةً، سَماعاً، وهُوَ حاضِرٌ فِي مجْلِسِه.
والتَّبْلِغَةُ: سَيْرٌ يُدْرَجُ على السِّيَةِ حَيْثُ انْتَهَى طَرَفُ الوَتَرِ ثلاثَ مِرارٍ، أوْ أرْبعاً، لكَي يَثْبُتَ الوَتَرُ، حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ، وجَعَله اسْماً، كالتَّوْدِيَةِ، والتَّنْهِيَةِ.
والبُلْغَةُ، بالضَّمِّ: مَداسُ الرجلِ، مِصْرِيَّةٌ مُوَلَّدَةٌ.
وحَمْقَاءُ بِلْغَةٌ، بالكَسْرِ: تأْنِيثُ قَوْلِهِمْ: أحْمَقُ بِلْغٌ.
وَأَبُو البَلاغِ جِبْرِيلُ، كسَحابٍ: مُحَدِّثُ ذكَرَهُ ابنُ نُقْطَةَ.
وسَمَّوْا بالِغاً.
ب ل غ

أبلغه سلامى وبلغه. بولغت ببلاغ الله: بتبليغه. قال الكميت:

فهل تبلغنيهم على نأي دارهم ... نعم ببلاغ الله وجناه ذعلب

وبلغ في العلم المبالغ. وبلغ الصبي. وبلغ الله به فهو مبلوغ به. وبلغ مني ما قلت، وبلغ منه البلغين. وأبلغت إلى فلان: فعلت به ما بلغ به الأذى والمكروه البليغ. واللهم سمعاً لا بلغاً. وتبالغ فيه المرض والهم إذا تناهى. وتبلغ بالقليل: اكتفى به، وما هي إلا بلغة أتبلغ بها. وتبلغت به العلة: اشتدت. وبلغ الرجل بلاغة فهو بليغ وهذا قول بليغ. وتبالغ في كلامه: تعاطى البلاغة وليس من أهلها، وما هو ببليغ ولكن يتبالغ، وبلغ الفارس: مد يده بعنان فرسه ليزيد في عدوه. ووصل رشاءه بتبلغة وهو حبيل يوصل به حتى يبلغ الماء وهو الدرك، ولا بد لأرشيتكم من تبالغ.
[بلغ] نه فيه: "البلاغ" ما يتبلغ ويتوصل به إلى الشيء المطلوب. ومنه في ح الاستسقاء: واجعل ما أنزلت لنا قوة و"بلاغاً" إلى حين. ط: أي اجعل الخير المنزل سبباً لقوتنا ومدداً لنا مدداً طويلاً. نه ومنه ح: كل رافعة رفعت علينا من "البلاغ" فليبلغ عنا يروى بفتح باء وكسرها، ومعنى الفتح أنه ما بلغ به من القرآن والسنن، أو من ذوي البلاغ أي الذين بلغونا يعني ذوي التبليغ فأقام الاسم مقام المصدر، ومعنى الكسر المبالغين في التبليغ، من بالغ يبالغ مبالغة وبلاغاً إذا اجتهد في الأمر، ويتم في رافعة. وفي ح عائشة لعلي يوم الجمل: قد بلغت منا "البلغين" بكسر باء وضمها مع فتح لام وهو مثل معناه بلغت منا كل مبلغ، مثل لقيت منه البرحين أي الدواهي، وخطب بلغ أي بليغ، وجمع جمع السلامة تشبيهاً للخطوب في شدة النكاية بالعقلاء. غ: هذا "بلاغ" أي ذو بلاغ أي بيان. والبليغ من يبلغ بلسانه كنه ما في ضميره. وأحمق "بلغ" أي مع حمقه يبلغ ما يريد.

بلغ: بَلغَ الشيءُ يَبْلُغُ بُلُوغاً وبَلاغاً: وصَلَ وانْتَهَى،

وأَبْلَغَه هو إِبْلاغاً هو إِبْلاغاً وبَلَّغَه تَبْلِيغاً؛ وقولُ أَبي قَيْسِ

بنِ الأَسْلَتِ السُّلَمِيِّ:

قالَتْ، ولَمْ تَقْصِدْ لِقِيلِ الخَنى:

مَهْلاً فقد أَبْلَغْتَ أَسْماعي

إِنما هو من ذلك أَي قد انْتَهَيْتَ فيه وأَنْعَمْتَ. وتَبَلَّغَ

بالشيء: وصَلَ إِلى مُرادِه، وبَلَغَ مَبْلَغَ فلان ومَبْلَغَتَه. وفي حديث

الاسْتِسْقاء: واجْعَلْ ما أَنزلتَ لنا قُوّةً وبلاغاً إِلى حين؛ البَلاغُ: ما

يُتَبَلَّغُ به ويُتَوَصَّلُ إِلى الشيء المطلوب. والبَلاغُ: ما

بَلَغَكَ. والبَلاغُ: الكِفايةُ؛ ومنه قول الراجز:

تَزَجَّ مِنْ دُنْياكَ بالبَلاغِ،

وباكِرِ المِعْدةَ بالدِّباغِ

وتقول: له في هذا بَلاغٌ وبُلْغةٌ وتَبَلُّغٌ أَي كِفايةٌ، وبَلَّغْتُ

الرِّساةَ. والبَلاغُ: الإِبْلاغُ. وفي التنزيل: إِلاَّ بَلاغاً من الله

ورسالاتِه، أَي لا أَجِدُ مَنْحجى إِلا أَن أُبَلِّغَ عن اللهِ ما أُرْسِلْتُ

به. والإِبلاغُ: الإِيصالُ، وكذلك التبْلِيغُ، والاسم منه البَلاغُ،

وبَلَّغْتُ الرِّسالَ. التهذيب: يقال بَلَّغْتُ القومَ بلاغاً اسم يقوم مقام

التبْلِيغِ. وفي الحديث: كلُّ رافِعةٍ رَفَعَتْ عَنّا

(* قوله« رفعت عنا»

كذا بالأصل، والذي في القاموس: علينا، قال شارحة:وكذا في العباب.) من البلاغ

فَلْيُبَلِّغْ عَنّا، يروى بفتح الباء وكسرها، وقيل: أَراد من

المُبَلِّغِين، وأَبْلغْتُه وبَلَّغْتُه بمعنى واحد، وإِن كانت الرواية من البلاغ

بفتح الباء فله وجهان: أَحدهما أَن البَلاغَ ما بلغ من القرآن والسنن،

والوجهُ الآخر من ذوي البَلاغِ أي الذين بَلَّغُونا يعني ذوي التبليغ،

فأَقام الاسم مقام المصدر الحقيقي كما تقول أَعْطَيْتُه عَطاء، وأَما الكسر

فقال الهرويّ: أُراه من المُبالِغين في التبْليغ، بالَغَ يُبالِغُ مُبالَغةً

وبِلاغاً إِذا اجْتَهد في الأَمر، والمعنى في الحديث: كلُّ جماعةٍ أَو نفس

تُبَلِّغُ عنا وتُذِيعُ ما تقوله فَلْتُبَلِّغْ ولْتَحْكِ. وأَما قوله

عز وجل: هذا بَلاغٌ للناس وليُنْذَرُوا به، أَي أَنزلناه ليُنْذَر الناسُ

به. وبَلَّغَ الفارِسُ إِذا مَدَّ يدَه بِعِنانِ فرسه ليزيد في جَرْيِه.

وبَلَغَ الغُلامُ: احْتَلَمَ كأَنه بَلَغَ وقت الكتابِ عليه والتكليفِ،

وكذلك بَلَغَتِ الجاريةُ. التهذيب: بلغ الصبيُّ والجارية إِذا أَدْركا،

وهما بالِغانِ. وقال الشافعي في كتاب النكاح: جارية بالِغٌ، بغير هاء، هكذا

روى الأَزهريّ عن عبد الملك عن الربيع عنه، قال الأَزهري: والشافعي

فَصِيحٌ حجة في اللغة، قال: وسمعت فُصَحاء العرب يقولون جارية بالغ، وهكذا قولهم

امرأَة عاشِقٌ ولِحيةٌ ناصِلٌ، قال: ولو قال قائل جارية بالغة لم يكن

خطأً لأَنه الأَصل. وبَلَغْتُ المكانَ بُلُوغاً: وصلْتُ إِليه وكذلك إِذا

شارَفْتَ عليه؛ ومنه قوله تعالى: فإِذا بَلَغْن أَجَلَهُنّ، أَي

قارَبْنَه. وبَلَغَ النبْتُ: انتهَى. وتَبالَغ الدِّباغُ في الجلد: انتهى فيه؛ عن

أَبي حنيفة. وبَلَغتِ النخلةُ وغيرُها من الشجر: حان إدْراكُ ثمرها؛ عنه

أَيضاً. وشيءٌ بالغ أَي جيِّدٌ، وقد بلَغَ في الجَوْدةِ مَبْلغاً.

ويقال: أَمْرُ اللهِ بَلْغ، بالفتح، أَي بالِغٌ من وقوله تعالى: إِن الله

بالغ أَمره. وأَمرٌ بالِغٌ وبَلْغٌ: نافِذٌ يَبْلُغُ أَين أُرِيدَ به؛ قال

الحرث بن حِلِّزةَ:

فهَداهُمْ بالأَسْودَيْنِ وأَمْرُ الْـ

ـلَهِ بَلْغٌ بَشْقَى به الأَشْــقِياءُ

وجَيْشٌ بَلْغٌ كذلك. ويقال: اللهم سَمْعٌ لا بَلْغٌ وسِمْعٌ لا بِلْغٍ،

وقد ينصب كل ذلك فيقال: سَمعاً لا بَلْغاً وسِمْعاً لا بِلْغاً، وذلك

إِذا سمعت أَمراً منكراً أَي يُسْمَعُ به ولا يَبْلُغُ. والعرب تقول للخبر

يبلغ واحدَهم ولا يحققونه: سَمْعٌ لا بَلْغٌ أَي نسمعه ولا يَبْلُغنا.

وأَحْمَقُ بَلْغٌ وبِلْغٌ أَي هو من حَماقَتِه

(* قوله« من حماقته» عبارة

القاموس: مع حماقته.) يبلغ ما يريده، وقيل: بالغ في الحُمْقِ، وأَتْبَعُوا

فقالوا: بِلْغٌ مِلْغٌ.

وقوله تعالى: أَمْ لكم أَيمان علينا بالغةٌ؛ قال ثعلب: معناه مُوجَبَةٌ

أَبداً قد حلفنا لكم أَن نَفِيَ بها، وقال مرة: أَي قد انتهت إِلى غايتها،

وقيل: يمينٌ بالغة أَي مؤكَّدةٌ. والمُبالَغةُ: أَن تَبْلُغَ في الأَمر

جُهْدَك. ويقال: بُلِغَ فلان أَي جُهِدَ؛ قال الراجز:

إِنَّ الضِّبابَ خَضَعَتْ رِقابُها

للسيفِ، لَمَّا بُلِغَتْ أَحْسابُها

أَي مَجْهودُها

(* قوله« أي مجهودها» كذا بالأصل، ولعله جهدت ليطابق

بلغت،) وأَحْسابُها شَجاعَتُها وقوّتُها ومَناقِبُها. وأَمرٌ بالغ: جيد.

والبَلاغةُ: الفَصاحةُ. والبَلْغُ والبِلْغُ: البَلِيغُ من الرجال. ورجل

بَلِيغٌ وبِلْغٌ: حسَنُ الكلام فَصِيحُه يبلغ بعبارة لسانه كُنْهَ ما في

قلبه، والجمعُ بُلَغاءُ، وقد بَلُغَ، بالضم، بَلاغةً أَي صار بَلِيغاً.

وقولٌ بَلِيغٌ: بالِغٌ وقد بَلُغَ. والبَلاغاتْ: كالوِشاياتِ.

والبِلَغْنُ: البَلاغةُ؛ عن السيرافي، ومثَّل به سيبويه. والبِلَغْنُ

أَيضاً: النّمَّام؛ عن كراع. والبلغن: الذي يُبَلِّغُ للناسِ بعضِهم حدِيثَ

بعض. وتَبَلَّغَ به مرضُه: اشتَّدّ.

وبَلَغَ به البِلَغِينَ بكسر الباء وفتح اللام وتخفيفها؛ عن ابن

الأَعرابي، إِذا اسْتَقْصَى في شَتْمِه وأَذاهُ. والبُلَغِينُ والبِلَغِينُ.

الدّاهيةُ: وفي الحديث: أَن عائشة قالت لأَمير المؤمنين عليّ، عليه السلام،

حين أُخِذَتْ يومَ الجملِ: قد بَلَغْتَ مِنّا البُِلَغِينَ؛ معناه أَنَّ

الحَرْبَ قد جَهَدَتْنا وبَلَغَتْ منا كل مَبْلَغٍ، يروى بكسر الباء

وضمها مع فتح اللام، وهو مَثَلٌ، معناه بَلَغْتَ منا كل مَبْلَغٍ. وقال أَبو

عبيد في قولها قد بَلَغْتَ منا البُِلَغِينَ: إنه مثل قولهم لَقِيتَ منا

البُرَحِينَ والأَقْوَرِينَ، وكل هذا من الدَّواهِي، قال ابن الأَثير:

والأَصل فيه كأَنه قيل: خَطْبٌ بُلَغٌ وبِلَغٌ أَي بَلِيغٌ، وأَمْرٌ بُرَحٌ

وبِرَحٌ أَي مُبَرِّح، ثم جمعا على السلامة إِيذاناً بأَنَّ الخطوب في

شدّة نِكايَتِها بمنزلة العُقلاء الذين لهم قَصْد وتعمُّد.

وبالَغَ فلان في أَمْرِي إذا يُقَصِّر فيه.

والبُلْغَةُ: ما يُتَبَلَّغُ به من العيش، زاد الأَزهري: ولا فَضْلَ

فيه.وتَبَلَّغ بكذا أَي اكتفَى به. وبَلَّغَ الشيْبُ في رأْسه: ظهر أَوّلَ

ما يظهر، وقد ذكرت في العين المهملة أَيضاً، قال: وزعم البصريون أَن ابن

الأَعرابي صحّف في نوادِرِه فقال مكان بَلّعَ بَلَّغَ الشيبُ، فلما قيل

له إِنه تصحيف قال: بَلَّعَ وبَلَّغَ. قال أَبو بكر الصُّوليُّ: وقرئ

يوماً على أَبي العباس ثعلب وأَنا حاضر هذا ، فقال: الذي أَكتب بَلَّغ، كذا

قال بالغين معجمة.

والبالِغاءُ: الأَكارِعُ في لغة أَهل المدينة، وهي بالفارسية بايْها.

والتَّبْلِغةُ: سَيْر يُدْرج على السِّيَة حيث انتهى طرَفُ الوَتَر ثلاث

مِرارٍ أَو أَربعاً لِكَيْ يَثْبُتَ الوتر؛ حكاه أَبو حنيفة جعل التبلغة

اسماً كالتَّوْدِيةِ والتَّنْهِيةِ ليس بمصدر، فتفهَّمه.

بلغ

1 بُلُوغٌ [inf. n. of بَلَغَ] and إِبْلَاغٌ [inf. n. of ↓ ابلغ, but it seems that ابلاغ is here a mistranscription for بَلَاغٌ, which is, like بُلُوغٌ, an inf. n. of بَلَغَ, and this observation will be found to be confirmed by a statement immediately following this sentence,] signify The reaching, attaining, arriving at, or coming to, the utmost point of that to which, or towards which, one tends or repairs or betakes himself, to which one directs his course, or which one seeks, pursues, endeavours to reach, desires, intends, or purposes; whether it be a place, or a time, or any affair or state or event that is meditated or intended or determined or appointed: and sometimes, the being at the point thereof: so says Abu-1-Kásim in the Mufradát. (TA: [in which it is said, in the supplement to the present art., that بَلَاغٌ signifies The reaching, attaining, arriving at, or coming to, a thing.]) You say, بَلَغَ المَكَانَ, (S, K,) and المَنْزِلَ, (Msb,) [aor. ـُ inf. n. بُلُوغٌ (S, K) [and بَلَاغٌ, as shown above], He reached, attained, arrived at, or came to, (S, Msb, K,) the place, (S, K,) and the place of abode: (Msb:) and (so in the S, but in the K “ or,”) he was, or became, at the point of reaching it, attaining it, &c. (S, K.) فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَ, in the Kur [ii. 232], means And they have fully attained, or ended, their term. (Msb.) But فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ, in the same [lxv. 2], means And when they are near to attaining, or ending, their term: (S, TA:) or are at the point of accomplishing their term. (Msb, TA.) It has the first of the meanings explained above in the phrase, بَلَغَ أَشُدَّهُ [Kur xii. 22 &c., He attained his manly vigour, or full maturity, &c.]. (TA.) And in بَلَغَأَرْبَعِينَ سَنَةً [Kur xlvii. 14, He attained the age of forty years]. (TA.) and in بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ [Kur xxxvii. 100, He attained to working with him]. (TA.) In the Kur [iii. 35], occurs the phrase, وَقَدْ بَلَغَنِىَ الكِبَرُ [When old age hath come to me, or overtaken me]: and in another place [xix. 9], وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكِبَرِ عُتِيًّا [And I have reached the extreme degree of old age: so explained in the Expos. of the Jel]: phrases like أَدْرَكَنِىَ الجَهْدُ and أَدْرَكْتُهُ. (Er-Rághib, TA.) You say also, مَا بَلَغَ ↓ لَزِمَهُ ذٰلِكَ بَالِغًا with the accus. case as a denotative of state; meaning [That clave to him, or adhered to him, &c.,] rising to its highest degree or point; from بَلَغَ المَنْزِلَ, explained above. (Msb.) [But مَا بَلَغَ ↓ بَالِغًا more frequently means Whatever point, degree, amount, sum, quantity, number, or the like, it may reach, attain, arrive at, come to, or amount to.] And ↓ بَلَغَ فُلَانٌ مَبْلَغَهُ and ↓ مَبْلَغَتُهُ [Such a one reached, or attained, his utmost point or scope or degree]. (TA.) And ↓ بَلَغَ فِى العِلْمِ المَبَالِغَ [He attained, in knowledge, or science, the utmost degrees of proficiency]. (TA.) And بَلَغَ فِى

↓ الجَوْدَةِ مَبْلَغًا [It reached a consummate degree in goodness]. (S, K, * TA.) And بَلَغَ مِنَ الجَوْدَةِ

↓ مَبْلَغًا [He attained a consummate degree of goodliness]: said of a boy that has attained to puberty. (O, TA.) And بَلَغَ غَايَتَهُ فِى الطَّلَبِ [He did his utmost, or used his utmost power or ability, in seeking to attain an object]. (Msb in art. جهد.) And بَلَغَ أَقْصَى مَجْهُودِ بَعِيرِهِ فِى السَّيْرِ [He exerted the utmost endeavour, or effort, or power, or strength, of his camel, in journeying]. (S in art. نكث.) And بَلَغَ جَهْدَ دَابَّتِهِ i. q. جَهَدَهَا [He jaded, harassed, distressed, fatigued, or wearied, his beast]: (K in art. جهد:) and in like manner, بَلَغَ مَشَقَّتَهُ and بَلَغَ مِنْهُ المَشَقَّةَ i. q. جَهَدَهُ [and شَقَّ عَلَيْهِ, i. e. He, or it, jaded him, harassed him, &c.; ditressed him, afflicted him, oppressed him, overpowered him: thus in each of these instances, as in many similar cases, the verb with the inf. n. that follows is equivalent to the verb of that inf. n.]. (Msb in art. جهد.) [And, elliptically, بَلَغَ مِنْهُ i. q. بَلَغَ مِنْهُ المشَقَّةَ , explained above: and often meaning It took, or had, an effect upon him; it affected him: frequently said of wine and the like: and of a saying; as in the Ksh and Bd in iv. 66, where يَبْلُغُ مِنْهُمْ is followed by وَيُؤَثِرُ فِيهِ as an explicative: see also بَلِيغٌ.] and بَلَغْتَ مِنَّا البُلَغِينَ, (S, K,) and البِلَغِينَ, and كُلَّ مَبْلَغٍ: (K:) see البُلَغِينَ below. And بَلَغْتُ مِنَ الأَمْرِ المَشَقَّةَ [I experienced distress from the affair, or event]. (TA in art. مض.) [See also an ex. voce إِبِدٌ. بَلَغَنِى also signifies It has come to my knowledge, or been related to me, or been told me; or it came to my knowledge, &c.: and in this case it is generally followed by أَنَّ, or by أَنْ as a contraction of أَنَّ: for exs., see these two particles. And in like manner, بَلَغَنِى عَنْهُ Information has come to me, or information came to me, from him, or concerning him, that such a thing has happened, or had happened.] And بَلَغَ said of a letter or writing, inf. n. بَلَاغٌ and بُلُوغٌ, It reached, arrived, or came. (Msb.) And said of a plant, or of herbage, It attained its full growth: (TA:) and of a tree, such as a palm-tree &c., its fruit became ripe: (AHn, TA:) and of fruit, it became ripe. (Msb.) Also, said of a boy, (T, S, M, &c.,) aor. ـُ inf. n. بُلُوغٌ, or, as IKoot says, بَلَاغٌ, (Msb,) He attained to puberty, virility, ripeness, or maturity; syn. أَدْرَكَ, (T, S, Msb, K,) and اِحْتَلَمَ; (M, Msb;) and attained a consummate degree of goodliness (بَلَغَ مِنَ الجَوْدَةِ مَبْلَغًا): (O, TA:) as though he attained the time of the writing of his marriage-contract, and of his having duties or obligations imposed upon him: (TA:) and in like manner one says of a girl, بَلَغَ, (T, TA,) or بَلَغَتْ. (TA.) b2: بَلَغَ اللّٰهُ بِهِ [God caused him to reach, attain, arrive at, or come to, his appointed end, or term of life; أَجَلَهُ, or the like, being understood]. (TA.) You say, بَلَغَ اللّٰهُ بِكَ أَكْلَأَ العُمُرِ, i. e. [May God cause thee to reach, or attain,] the extreme, or most distant, period of life! (S and TA in art. كلأ.) And فَعَلْتُ بِهِ مَا بَلَغَ بِهِ الأَذَى وَ المَكْرُوهْ [I did with him that which caused him to come to what was annoying, or hurtful, and evil]. (TA.) And بَلَغَ بِهِ البِلَغِينَ: see the last word of this phrase below. b3: بُلِغَ, like عُنِىَ, He (a man) was, or became, jaded, harasssed, distressed, fatigued, or wearied. (K.) A2: بَلُغَ, [aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. بَلَاغَةٌ, (S, Msb,) He was, or became بَلِيغ, i. e. فَصِيح [more properly signifying chaste, or perspicuous, in speech, but here meaning eloquent]; (S, * Msb, K;) and sharp, or penetrating, or effective, in tongue; (Msb;) attaining, by his speech, or diction, the utmost scope of his mind and desire. (K, * TA.) The difference between بَلَاغَةٌ and فَصَاحَةٌ is this: that the latter is an attribute of a single word and of speech and of the speaker; but the former is an attribute only of speech and the speaker: (Kull:) بلاغة in the speaker is A faculty whereby one is enabled to compose language suitable to the exigency of the case, i. e., to the occasion of speaking [or writing], with chasteness, or perspicuity, or eloquence, thereof: in language, it is suitableness to the exigency of the case, i. e., to the occasion of speaking [or writing], with chasteness or perspicuity, or eloquence, thereof. (KT.) 2 تَبْلِيغٌ and ↓ إِبْلَاغٌ [inf. ns. of بلّغ and ابلغ] signify The causing to reach, attain, arrive, or come; bringing, conveying, or delivering: (S, K, TA:) the former is the more common. (Er-Rághib, TA.) [You say, بلّغهُ المَكَانَ He caused him, or it, to reach, attain, arrive at, or come to, the place. And بلّغهُ مَقْصُودَهُ He caused him to attain his object of aim or endeavour &c.] and بَلَّغْتُ الرِّسَالَةَ [I brought, conveyed, or delivered, the message]. (S.) And بلّغهُ السَّلَامَ, (Msb,) and الخَبَرَ, (TA,) as also ↓ ابلغهُ, (Msb, TA,) He brought, conveyed, delivered, or communicated, to him the salutation, (Msb,) and he brought, &c., or told, to him the news, or information. (TA.) [and بَلَّغَنِى عَنْ فُلَانٍ He told me from such a one, or on the part of such a one, some piece of information, or that some event had happened, &c.]

A2: بلّغ الفَارِسُ, (S, A, K,) inf. n. تَبْلِيغٌ, (K,) The horseman stretched forth, or extended, his hand, or arm, with the rein of his horse, [or gave the rein to his horse,] in order that he might increase in his running. (S, A, K.) A3: بلّغ الشَّيْبُ فِى رَأْسِهِ Hoariness began to appear on his head; accord. to IAar; as also بلّع, with the unpointed ع: the Basrees assert that the former is a mistranscription; but it is related as heard from Th, by Aboo-Bekr Es-Soolee. (TA.) 3 بالغ, (S, Msb, K, &c.,) inf. n. مُبَالَغَةٌ (JK, K, &c.) and بِلَاغٌ, (K.) He exceeded the usual, or ordinary, or the just, or proper, bounds, or degree, in a thing; acted egregiously, or immoderately, or extravagantly, therein: (KL:) he strove, or laboured; exerted himself, or his power or efforts or endeavours or ability; employed himself vigorously, strenuously, laboriously, sedulously, earnestly, with energy or effectiveness; took pains, or extraordinary pains: (K, TA:) he did not fall short of doing what was requisite, or what he ought; did not flag, or was not remiss: (S, K, TA:) he exerted unsparingly his power or ability, or effort or endeavour, or the utmost thereof: (Msb:) he accomplished, or did, or attained, the utmost of his power or ability, or effort or endeavour; he did his utmost: (JK:) فِى أَمْرٍ [in an affair]: (S, K, TA:) or فِى كَذَا, meaning in the pursuit of such a thing. (Msb.) بالغ فِى كَذَا may be rendered as above, or He did such a thing much, exceedingly, egregiously, extraordinarily, immoderately, extravagantly, excessively, vehemently, energetically, superlatively, excellently, consummately, thoroughly. Hence مُبَالَغَةٌ in explanations of words; meaning Intensiveness; muchness; extraordinariness; excessiveness; vehemence; energy; emphasis; hyperbole; &c.; and sometimes, frequentative signification. Thus, إِسْمُ مُبَالَغَةٍ means A noun of intensiveness; or an intensive epithet: as شَكُورٌ

“ very thankful,” or “ very grateful; ” and حَمَّادٌ

“ a great praiser,” or “ a frequent praiser. ”]4 ابلغ, inf. n. إِبْلَاغٌ: see 2, in two places. [Hence,] ابلغ الأَمْرَ جَهْدَهُ [He brought his utmost power or ability, or effort or endeavour, to the performance, or accomplishment, of the affair]. (TA.) And أَبْلَغْتُ إِلَيْهِ i. e. فَعَلْتُ بِهِ مَا بَلَغَ بِهِ الأَذَى وَ المَكْرُوهَ [I did with him that which caused him to come to what was annoying, or hurtful, and evil]. (TA.) A2: See also 1, first sentence; where it is said that إِبْلَاغٌ is syn. with بُلُوغٌ; but this is app. a mistake.

A3: [مَا أَبْلَغَهُ, and أَبْلِغْ بِهِ, How eloquent is he !].5 تبلّغ المَنْزِلَ He constrained himself to reach, or attain, the place of abode, until, or so that, he did reach [it], or attain [it]. (K.) b2: تبلّغ بِهِ He was satisfied, or content, with it, (S, Msb, K,) and attained his desire [thereby]. (TA.) b3: تَبَلَّغَتْ بِهِ العِلَّةُ The disease, or malady, distressed him; afflicted him; became vehement, or severe, in him. (S, Z, Sgh, K.) 6 تبالغ الدِّبَاغُ فِى الجِلْدِ The tan attained its utmost effect in the skin. (AHn.) And تبالغ فِيهِ الهَّمُ, and المَرَضَ, Anxiety, or disquietude of mind, or grief, attained its utmost degree in him, and so disease, or the disease. (TA.) [This verb seems properly to signify It reached, or attained, by degrees.]

A2: تبالغ فِى كَلَامِهِ He affected eloquence (بَلَاغَة) in his speech, not being of those characterized thereby: [whence] one says, مَا هُوَ بِبَلِيغٍ

وَلٰكِنْ يَتَبَالِغُ [He is not eloquent, but he affects eloquence]. (TA.) بَلْغٌ: see what next follows, in three places: A2: and see بَالِغٌ, in two places: b2: and بَلِيغٌ, in two places.

اللّٰهُمَ سِمْعٌ لَا بِلْغٌ, and ↓ سَمْعٌ لَا بَلْغٌ, (Ks, Fr, S, K,) and ↓ سَمْعًا لَا بَلْغًا, (Ks, S, K,) and سِمْعًا لَا بِلْغًا, (K,) O God, may we hear of it (or may it be heard of, IB) but may it not be fulfilled; (Fr, S, K;) or, may it not reach us, or come to us: said on hearing of a displeasing, or hateful, or an evil, event: (L:) or on hearing tidings not pleasing to one: (Ks, S, K:) or on the coming of tidings not held to be true. (TA.) [See also art. سمع.]

A2: أَحْمَقُ بِلْغٌ, (S, K,) and ↓ بَلْغٌ, and ↓ بَلْغَةٌ, (K,) Stupid, or foolish, but, notwithstanding his stupidity, or foolishness, attaining his desire: (S, K:) or stupid, or foolish, in the utmost degree: (K, TA:) fem. حَمْقَآءُ بِلْغَةٌ. (TA.) b2: رَجُلٌ بِلْغٌ مِلْغٌ (S, * K) A man who is bad, evil, or wicked, (Fr, K,) in the utmost degree. (Fr, TA.) b3: See also بَلِيغٌ.

بِلَغٌ: see بَلِيغٌ.

بَلْغَةٌ: see بِلْغٌ.

بُلْغَةٌ A sufficiency of the means of subsistence, (T, S, Msb, K,) such that nothing remains over and above it: (T, Msb:) and simply a sufficiency; enough; (JK, Msb, TA;) as also ↓ بَلَاغٌ, (JK, S, Msb, K,) meaning a thing that suffices, or contents, and enables one to attain what he seeks; (TA;) and ↓ تَبَلُّغٌ. (JK, Msb, TA.) You say, فِى هٰذَا بُلْغَةٌ, and ↓ بَلَاغٌ, and ↓ تَبَلُّغٌ, In this is a sufficiency, or enough. (Msb, TA.) And it is said in the Kur [xxi. 106], لِقَوْمٍ ↓ إِنَّ فِى هٰذَا لَبَلَاغًا عَابِدِينَ Verily in this is a sufficiency [for a people serving God]: (Bd, TA:) or a means of attaining the object sought after, or desired. (Bd.) بِلَغْنٌ: see بَلَاغَةٌ.

A2: Also A calumniator, or slanderer: (Kr, TA:) or one who conveys people's discourse to others. (TA.) البُلَغِينَ, (S,) or البِلَغِينَ, (JK,) or both, (K,) Calamity, misfortune, or disaster: (S, K:) or distress, or affliction. (JK.) Hence the saying of 'Áïsheh to 'Alee, (S, K,) when she was taken prisoner [by him], (S,) بَلَغْتَ مِنَّا البُلَغِينَ, (S, K,) and البِلَغِينَ, (K,) i. e., الدَّاهِيَةَ; meaning بَلَغْتَ

↓ مِنَّا كُلَّ مَبْلَغٍ [Thou hast distressed us, or afflicted us, in the utmost degree]: (K:) it is said to mean that the war harassed her, and distressed her in the utmost degree. (TA.) It is like البُرَحِينَ [and البِرَحِينَ] and الأَطْوَرِينَ; all meaning calamities, misfortunes, or disasters: (A'Obeyd, TA:) and is as though they said خَطْبٌ بِلَغٌ [and بُلَغٌ], meaning بَلِيغٌ, and then formed the pl. thus because they considered calamities [as personified, i. e.,] as rational beings having purpose, or design. (IAth, TA.) It is invariably thus, terminating with ى and ن: or one may say in the nom. case البُلَغُونَ, and in the accus. and gen. البُلَغِينَ. (O, K. *) You say also, بَلَغَ بِهِ البِلَغِينَ [lit. He caused him to come, i. e. he brought him, to calamity, misfortune, or disaster, or to distress, or affliction]; meaning he went to the utmost point in reviling him, and annoying him, or molesting him. (IAar, TA.) بَلَاغٌ is a subst. from تَبْلِيغٌ and إِبْلَاغٌ, meaning The bringing, conveyance, delivery, or communication, (S, K, &c.,) of a message [&c.]. (Jel in iii. 19, &c.) [It often occurs in the Kur as meaning The communication, or announcement, of what is revealed.] b2: In a trad., in which it is said, كُلُّ رَافِعَةٍ رَفَعَتْ إِلَيْنَا مِنَ البَلَاغِ, [in the CK رُفِعَتْ علينا,] it means What is communicated, or announced, (مَا بَلَغَ,) of the Kur-án and of the [statutes, or ordinances, &c., termed] سُنَن: or the meaning is, مِنْ ذَوِى البَلَاغِ, i. e., التَّبْلِيغِ, [of those who have the office of communicating, or announcing,] the simple subst. being put in the place of the inf. n.: (K, TA:) but some relate it differently, saying ↓ مِنَ البُلَّاغِ [of the communicators, or announcers,] like حُدَّاث in the sense of مُحَدِّثُون: (TA:) and some say, ↓ مِنَ البِلَاغِ, meaning مِنَ المُبَالِغِينَ فِى التَّبْلِيغِ, i. e. of those who do their utmost in communicating, or announcing. (Hr, K.) [See this trad. cited and explained more fully in the first paragraph of art. رفع.] b3: هٰذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ, in the Kur [xiv. last verse], means This Kur-án contains a sufficient exposition, or demonstration, for men. (TA.) b4: See also بُلْغَةٌ, in three places.

بِلَاغٌ: see بَلَاغٌ.

بَلِيغٌ i. q. فَصِيحٌ [properly signifying Chaste in speech, but here meaning eloquent]; (S, * Msb, K;) sharp, or penetrating, or effective, in tongue; (Msb;) one who attains, by his speech, or diction, the utmost scope of his mind and desire; (K, * TA;) [possessing the faculty of بَلَاغَة; (see بَلُغَ;)] as also ↓ بَلْغٌ, and ↓ بِلْغٌ, and ↓ بِلَغٌ, and ↓ بَلضاغَى, like سَكَارَي, [in the CK like سُكَارَي,] and ↓ بُلَاغَي, like حُبَارَي: (K:) or ↓ بَلْغٌ signifies a man who does not commit mistakes often in his speech: (JK:) the pl. of بَلِيغٌ is بُلَغَآءُ. (TA.) Applied to a saying, [&c.,] it also signifies Effectual, or producing an effect. (Ksh and Bd and Jel in iv. 66.) b2: [Also Surpassing in any quality: and superlative.] It is also applied to a calamity or the like [as meaning Great, severe, distressing, or afflictive]. (IAth.) بَلَاغَةٌ i. q. فَصَاحَةٌ, [as meaning Eloquence; (see بَلُغَ, of which it is the inf. n.;)] (S, Msb, *) as also ↓ بِلَغْنٌ. (Seer, TA.) b2: And [the pl.] بَلَاغَاتٌ Slanders, or calumnies. (S, K.) بَلَاغَى and بُلَاغَى: see بَلِيغٌ.

بُلَّاغٌ: see بَلَاغٌ.

بَالِغٌ Reaching, attaining, arriving at, or coming to, a place [or time, or an affair or a state or an event that is meditated or intended or determined or appointed; reaching, &c., to the utmost point or degree: and sometimes, being at the point of reaching &c.: see 1, first sentence]. (TA.) Yousay also, ↓ جَيْشٌ بَلْغٌ, meaning بَالِغٌ [An army reaching, or arriving at, its appointed place]. (K, TA.) And ↓ أَمْرُ اللّٰهِ بَلْغٌ, i. e. بَالِغٌ, (S, K,) meaning [The decree of God] reacheth, or attaineth, its intended object: (K:) from the saying in the Kur [lxv. 3], إِنَّ اللّٰهَ بَالِغٌ أَمْرَهُ (S) Verily God attaineth his purpose. (Bd, Jel.) and بَالِغٌ فِى الحُمْقِ Reaching the utmost point, or degree, in stupidity, or foolishness. (TA.) and لَزِمَهُ ذٰلِكَ بَالِغًا مَا بَلَغَ: see 1: and see the sentence there next following it. (Msb.) أَيْمَانٌ بَالِغَةٌ, in the Kur lxviii. 39, means Firm covenants: (Jel:) or covenants confirmed by oaths in the utmost degree: (Bd:) or rendered obligatory for ever; sworn to, that they shall be constantly observed: or that have reached their utmost point: (Th, TA:) or يَمِينٌ بَالِغَةٌ means [an oath, or a covenant,] confirmed. (TA.) b2: Attaining, or having attained, to puberty, virility, ripeness, or maturity; applied to a boy: (T, IKoot, IKtt, Msb:) and in like manner, without ة, applied to a girl; (T, IAmb, Msb, K;) thus applied, with the mention of the noun qualified by it, by Esh-Sháfi'ee (T, Msb) and other chaste persons, of the Arabs; (T, TA;) or بَالِغَةٌ; (IKoot, Msb;) or the latter is also thus applied, with the mention of the noun which it qualifies, (T, Msb, K,) not being wrong because it is the original form; (T, TA;) and seems to be necessarily used when the noun which it qualifies is not mentioned, to prevent ambiguity. (Msb.) b3: A good, a goodly, or an excellent, thing. (S, K.) أَبْلَغُ [More, and most, effectual or efficacious: see بَلِيغٌ]. b2: ثَنَآءٌ أَبْلَغُ i. q. فِيهِ ↓ مُبَالَغٌ [Praise, or eulogy, or commendation, in which the usual, or ordinary, or the just, or proper, bounds are exceeded; such as is egregious, or immoderate, or extravagant; &c.: see 3]. (K.) تَبْلِغَةٌ A rope, or cord, with which the main well-rope (الرِّشَآء) is joined to [that which is called] the كَرَب: (K:) or a rope, or cord, that is joined to the رِشَآء so that it may reach the water: (Z, TA:) pl. تَبَالِغُ. (K.) b2: Also A thong that is wound upon the curved extremity of a bow, where the bow-string ends, three times, or four, in order that the bow-string may become firm, or fast. (AHn, TA.) تَبَلُّغٌ [an inf. n. (of 5, q. v.,) used as a subst.]: see بُلْغَةٌ, in two places.

مَبْلَغٌ [The place, and the time, which a person, or thing, reaches, attains, arrives at, or comes to: the utmost point to which, or towards which, one tends, or repairs, or betakes himself; to which one directs his course; or which one seeks, pursues, endeavours to reach, desires, intends, or purposes; whether it be a place, or a time, or any affair or state or event that is meditated or intended or determined or appointed: (see 1, first sentence:)] the utmost point, or scope, or degree, of knowledge [and of any attainment]: (Bd and Jel in liii. 31:) [the utmost degree of proficiency: a consummate degree of goodness and of any other quality: the age of puberty, virility, ripeness, or maturity: the sum, amount, or product, resulting from addition or multiplication: a sum of money: and particularly a considerable sum thereof: and] cash, or ready money, consisting of dirhems and of deenárs: in this sense, post-classical: pl. مَبَالِغُ. (TA.) You say, بَلَغَ فُلَانٌ مَبْلَغَهُ and مَبْلَغَتَهُ: and بَلَغَ فِى العِلْمِ المَبَالِغَ: and بَلَغَ فِى الجَوْدَةِ مَبْلَغًا, and مِنَ الجَوْدَةِ: for explanations of all which, see 1. And بَلَغْتَ مِنَّا كُلَّ مَبْلَغٍ: see البُلَغِينَ.

بَلَغَ فُلَانٌ مَبْلَغَتَهُ: see 1.

مُبَلِّغٌ One whose office it is, with other persons each of whom is thus called, to chant certain words, as the إِقَامَة &c., in a mosque. (See my “ Modern Egyptians, “ch. iii.)]

هُوَ مَبْلُوغٌ بِهِ [He is caused to reach, attain, arrive at, or come to, his appointed end, or term of life, (أَجَلَهُ, or the like, being understood,)] is said of the object of the phrase بَلَغَ اللّٰهُ بِهِ [which see, and the phrase next following it]. (TA.) ثَنَآءٌ مُبَالَغٌ فِيهِ: see أَبْلَغُ.

هيه

(هيه) - الحديث : "هِيهِ"
: بِمعنَى إيهِ، أي حَدِّثْنَا.
هـ ي هـ: (هَيْهَاتَ) كَلِمَةُ تَبْعِيدٍ وَهِيَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْفَتْحِ، وَنَاسٌ يَكْسِرُونَهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ.
هـيهـ
هِيهِ [كلمة وظيفيَّة]: اسم فعل أمر بمعنى زدني من حديثك المعهود، فإذا قلت: هيهٍ بالتنوين فقد استزدته من أيّ حديث. 

هيه



هِيهَ and هِيهِ and هِيهٍ: see إِيهَ and ايهِ and إِيهٍ

هَيْهَاتَ كَذَا Far, or far from being believed or from the truth, is such a thing; as also هَيْهَاتَ لِكَذَا: or the latter means remoteness, or remoteness from being believed or from the truth, is to be attributed to such a thing: هَيْهَاتَ followed by لِ means بَعُدَ, (Jel, in xxiii. 38,) or بَعُدَ التَّصْدِيقُ or الصِّحَّةُ: (Bd, ibid:) or البُعْدُ: (Bd, ibid, TA:) and without لِ after it, it denotes the pronouncing [a thing] remote. (TA.) See أَيْهَاتَ. b2: هَيْهَات denotes one's deeming a thing remote, or improbable, and despairing of it; and means بَعُدَ جِدًّا [Very far, &c.], or ما أَبْعَدَ [How far, &c.]; implying more than بَعُدَ though we render it by this word. (Kull, p. 382.)
[هيه] نه: فيه: يا صخر! "هيه" فقلت: هيها! هيه بمعنى إيه، وهو اسم فعل وهو بغير تنوين أمر باستزادة حديث معهود، وبه لغير معهود، وإيها - بالنصب للتسكين والكف، ومعناه أن أمية قال لأبي سفيان: زدني من حديثكن فقال له: كف عن ذلك. ك: هيه - بكسر هاء أولى لاستزادة حديث أو فعل وقد يحذف الهاء الثانية، ومنه: هي يا ابن الخطاب! أو هي ضمير أي القصة هذه. ط: هيه- استزادة لشعر أمية لأنه كان تقيًا ترهب قبل الإسلام وكان حريصًا على استعلام النبي الموعود من العرب وكان يرجو أن يكون نفسه فلما اخبر أنه من قريش منعه الحسد من الإيمان به. و"هيهات" كلمة تبعيد، مبني على الفتح وقد يكسر، وقد يقال: أيهات.
بسم الله الرحمن الرحيم

: باب يأ
[هيه] هَيْهاتَ: كلمة تبعيد. قال جرير: فَهَيْهاتَ هَيْهاتَ العَقِيقُ وأهلُهُ * وهيهات خل بالعقيق نحاوله والتاء مفتوحة مثل كيف، وأصلها هاء، وناس يكسرونها على كل حال بمنزلة نون التثنية. وقال الراجز يصف إبلا قطعت بلادا حتى صارت في القفار: يصبحن بالقفر أتاويات * هيهات من مصبحها هيهات هيهات حجر من صنيبعات * وقد تُبدل الهاء الأولى همزة فيقال أيهات، مثل هراق وأراق. قال:

أيهات منك الحياة أيهاتا * قال الكسائي: ومن كسر التاء وقف عليها بالهاء فقال هيهاه، ومن نصبها وقف بالتاء وإن شاء بالهاء. وقال الاخفش: يجوز في هيهات أن تكون جماعة فتكون التاء التى فيها تاء الجمع التى للتأنيث. قال: ولا يجوز ذلك في اللات والعزى، لان لات وكيت لا يكون مثلها جماعة، لان التاء لا تزاد في الجماعة إلا مع الالف , وإن جعلت الالف والتاء زائدتين بقى الاسم على حرف واحد.
ومِمَّا ضوعف من فائه ولامه

هِيهْ: كلمة استزادة للْكَلَام.

وهاهْ: كلمة وَعِيد، وَهِي أَيْضا حِكَايَة الضحك وَالنوح، وَفِي حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ سَلام وَذكر الْعلمَاء والأتــقياء، فَقَالَ: " أُولَئِكَ أَوْلِيَاء الله من خلقه، ونصاحؤه فِي دينه، والدعاة إِلَى أمره هاهْ هاهْ شوقا إِلَيْهِم " وَإِنَّمَا قضيت على ألف هاهْ إِنَّهَا يَاء بِدَلِيل قَوْلهم: هِيهْ فِي مَعْنَاهُ.

وهَيْهَيْتُ بِالْإِبِلِ، وهاهَيْتُ بهَا: دعوتها وزجرتها فَقلت لَهَا: هَا هَا، قلبت الْيَاء ألفا لغير عِلّة إِلَّا طلب الخفة، لِأَن الْهَاء لخفائها كَأَنَّهَا لم تحجز بَينهمَا، فَالتقى مثلان، فَأَما قَوْله:

قَدْ أخصِمُ الخَصْمَ وآتىِ بالرُّبُعْ

وَأَرْفَع الجفنةَ بالهَيْهِ الرَّثِعْ

فَإِن أَبَا عَليّ فسره بِأَنَّهُ الَّذِي ينحى ويطرد لدنس ثِيَابه فَلَا يطعم، يُقَال لَهُ: هِيَهْ هِيَهْ، وَحكى ابْن الْأَعرَابِي أَن الهَيْهَ هُوَ الَّذِي ينحى لما ذكرنَا من دنس ثِيَابه، فَيُقَال لَهُ: هَيْهْ هَيْهْ وَأنْشد الْبَيْت:

قَدْ أخصِمُ الخَصْمَ وآتىِ بالرُّبُعْ

وأرْفَعُ الجَفْنَة بالهَيْهِ الرَّثِعْ

قَوْله: " آتى بِالربعِ " أَي بِالربعِ من الْغَنِيمَة، وَمن قَالَ " بِالربعِ " فَمَعْنَاه: أقتاده وأسوقه، وَقَوله: " وَأَرْفَع الْجَفْنَة بالهيه الرثع " الرثع: الَّذِي لَا يُبَالِي مَا أكل وَمَا صنع، فَيَقُول: أَنا أدنيه وأطعمه وَإِن كَانَ دنس الثِّيَاب.

وهَيَاهْ: من أَسمَاء الشَّيَاطِين.

وهَيْهاتَ، وهَيْهاتِ: كلمة مَعْنَاهَا الْبعد، وَقد أَنْعَمت تعليلها وأريت كَيفَ تكون وَاحِدًا وجمعا فِي الْمُخَصّص، وَحكى اللحياني: هَيهاتَ هَيهاتَ، وهَيهاتِ هَيهاتِ، وأيْهاتَ أيْهاتَ، وأيْهاتِ وأيْهاتِ، وَقَالَ الْكسَائي: من نصبها وقف عَلَيْهَا بِالْهَاءِ، وَإِن شَاءَ بِالتَّاءِ، وَمن خفضها وقف بِالتَّاءِ، وَيُقَال: أيْهاتَ أيْها، فَتلقى بعض الثَّانِي، قَالَ الشَّاعِر:

وكِتمانُ أيْها مَا أشَطَّ وأبعَدا

وَيُقَال أَيْضا: أيْهَاتَ وأيْهَانَ، يَجْعَل مَكَان التَّاء نونا، وَقَالَ الشَّاعِر:

أيْهَانَ مِنك الحَياةُ أيْهَانا

وَحكى " هَيهاتٌ مِنْك الشَّام " منون: أَي بعد مِنْك الشَّام، وَقَالَ ثَعْلَب: من قَالَ هَيهَاتَ، شبهها بليت وَلَعَلَّ، وَكَأن التَّاء هَاء، وَمن قَالَ: هَيهاتِ شبهها بدراك، وَمن قَالَ: هَيهَاتٌ شبهها بتاء الْجمع، وَقَالَ ابْن جني: كَانَ أَبُو عَليّ يَقُول فِي هَيهَات: أَنا أفتى مرّة بِكَوْنِهَا اسْما سمي بِهِ الْفِعْل كصه ومه، وَأفْتى مرّة بِكَوْنِهَا ظرفا على قدر مَا يحضرني فِي الْحَال، قَالَ: وَقَالَ مرّة أُخْرَى: إِنَّهَا وَإِن كَانَت ظرفا فَغير مُمْتَنع أَن يكون مَعَ ذَلِك اسْما سمي بِهِ الْفِعْل، كعندك ودونك، وَقَالَ ابْن جني مرّة: هَيهَاتٍ وهَيهَاتِ، مصروفة وَغير مصروفة، جمع هَيهَاتَ، قَالَ: وهَيْهَاتَ عندنَا ربَاعِية مكررة، فاؤها ولامها الأولى هَاء، وعينها ولامها الثَّانِيَة يَاء، فَهِيَ لذَلِك من بَاب صيصية، وعكسها يليل ويهياه، فهيهاتَ من مضعف الْيَاء بِمَنْزِلَة المرمرة والقرقرة.

وأيْهاتَ: لُغَة فِي هيهاتِ، كَأَن الْهمزَة بدل من الْهَاء، وَهَذَا قَول بعض أهل اللُّغَة. وَعِنْدِي أَن إِحْدَاهمَا لَيست بَدَلا من الْأُخْرَى، إِنَّمَا هما لُغَتَانِ وَقَوله:

هَيهاتَ مِنْ مُنْخَرقٍ هَيْهاؤُهُ

أنْشدهُ ابْن جني وَلم يفسره، وَلَا أَدْرِي مَا معنى هَيْهاؤُهُ.

هيه: هِيهِ وهِيهَ، بالكسر والفتح:

(* قوله «بالكسر والفتح» أَي كسر

الهاء الثانية وفتحها، فأَما الهاء الأولى فمكسورة فقط كما ضبط كذلك في

التكملة والمحكم). في موضع إيهِ وإيهَ. وفي حديث أُميَّةَ وأَبي سفيانَ قال:

يا صَخْرُ هِيهٍ، فقلت: هِيْهاً؛ هِيهٍ: بمعنى إيهٍ فأَبدل من الهمزة

هاء، وإيهٍ اسم سمي به الفعل، ومعناه الأَمر، تقول للرجل إيهِ، بغير

تنوين، إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما، فإن نوَّنْتَ استزدتَهُ من

حديثٍ مَّا غير معهود، لأَن التنوين للتنكير، فإذا سكَّنْتَهُ وكففته قلت

إيهاً، بالنصب، فالمعنى أَن أُميَّةَ قال له: زِدْني من حديثك، فقال له

أَبو سفيان: كُفَّ عن ذلك. ابن سيده: إيهٍ كلمة استزادة لكلام، وهاهْ كلمة

وعيدٍ، وهي أَيضاً حكايةُ الضحك والنَّوْحِ. وروى الأَزهري عن أَبي هريرة

قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إن الله يحب العُطاسَ

ويَكْرَهُ التَّثاؤُبَ، فإذا تَثاءَبَ أَحدُكم فلْيَرُدَّه ما استطاع ولا

يقولَنَّ هاهْ هاهْ، فإنما ذلِكُمُ الشيطانُ يضحكُ منه. وفي حديث علي، رضوان

الله عليه، وذكر العلماء الأَتــقياء فقال: أُولئك أَولياءُ اللهِ من خلقه

ونُصَحاؤُهُ في دِينِه والدُّعاةُ إلى أَمره، هاهْ هاهْ شَوْقاً إليهم.

قال ابن سيده: وإنما قضيت على أَلف هاه أَنها ياء بدليل قولِهم هِيهِ في

معناه.

وهَيْهَيْتُ بالإبل وهاهَيْتُ بها: دعوتها وزجرتها فقلت لها هَاهَا،

فقلبت الياء أَلفاً لغير علة إلا طَلَب الخفة، لأَن الهاء لخفائها كأَنها

لم تَحْجُزْ بينهما، فالتقى مِثْلانِ. وهاهَيْتُ بالإبل أَي شايَعْتُ

بها. وهاهَيْتُ الكلاب: زجرتها؛ وقال:

أَرَى شَعَراتٍ، على حاجبيـْ

يَ، بِيضاً نَبَتْنَ جميعاً تُؤَامَا

ظَلِلْتُ أُهاهي بِهنَّ الكِلا

بَ، أَحْسِبُهُنَّ صُواراً قِيامَا

فأَما قوله:

قد أَخْصِمُ الخَصْمَ وآتي بالرُّبُعْ،

وأَرْفَعُ الجفنةَ بالهَيْهِ الرَّتِعْ

فإن أَبا علي فسره بأَنه الذي يُنَحَّى ويُطْرَدُ لدنس ثيابه فلا

يُطْعَمُ، يقال له هَيَهْ هِيَهْ. وحكى ابن الأَعرابي: أَن الهَيْه هو الذي

يُنَحَّى لدنس ثيابه يقال له هَيْه هَيْه؛ وأَنشد البيت:

وأَرْقَعُ الجَفْنَةَ بالهَيْهِ الرَّئِعْ

قوله: آتي بالرُّبُع أَي بالرُّتْعِ من الغنيمة، ومن قال بالرُّبَعِ،

فمعناه أَقتاده وأَسوقه. وقوله:

وأَرْقَعِ الجفنة بالهيه الرتِع

الرَّتِعُ: الذي لا يبالي ما أَكل وما صنع، فيقول أَنا أُدنيه وأُطعمه

وإن كان دنس الثياب؛ وأَنشد الأَزهري هذا البيت عن الأَعرابي وفسره فقال:

يقول إذا كان خَلَلاً سَددته بهذا، وقال: الهَيْهُ الذي يُنَحَّى.

يقال: هَيْه هَيْه لشيء يُطْرَدُ ولايُطعَمُ، يقول: فأَنا أُدنيه واطعمه.

وهَيَاهٌ: من أَسماء الشياطين.

وهَيْهاتَ وهَيْهاتِ: كلمة معناها البُعْدُ، وقيل: هَيْهاتَ كلمة

تبعيد؛ قال جريرٌ:

فهَيْهاتَ هَيْهاتَ العَقِيقُ وأَهْلُهُ

وهَيْهاتَ خِلٌّ بالعَقيقِ نُحاولُهْ

والتاء مفتوحة مثل كيف، وأَصلها هاء، وناس يكسرونها على كل حال بمنزلة

نون التثنية؛ قال حُمَيدٌ الأَرْقَطُ يصف إبلاً قطعت بلاداً حتى صارت في

القِفار:

يُصْبِحْنَ بالقَفْزِ أَتاوِيَّاتِ،

هَيْهاتِ من مُصْبَحِها هَيْهاتِ

هَيْهاتِ حَجْرٌ من صُنَيْبِعاتِ

وقد تبدل الهاء همزة فيقال أَيهاتَ مثل هَراقَ وأَراقَ؛ قال الشاعر:

أَيْهاتَ مِنْكَ الحياةُ أَيْهاتَا

وقد تكرر ذكر هيهات في الحديث، واتفق أََهل اللغة أَن التاء من هيهات

ليست بأَصلية، أَصلها هاء. قال أَبوعمرو بن العلاء: إذا وصَلْتَ هَيْهاتَ

فَدَعِ التاء على حالها، وإذا وَقَفْتَ فقل هَيْهات هَيْهاه، قال ذلك في

قول الله عز وجل: هَيْهاتَ هَيْهاتَ لما توعَدُونَ. قال: وقال سيبويه

من كسر التاء فقال هَيْهاتِ هَيْهاتِ فهي بمنزلة عِرْقاتٍ، تقول

اسْتأْصلَ الله عِرْقاتِهم، فمن كسر التاء جعلها جمعاً واحدَتُها عِرْقَةٌ،

وواحدَةُ هَيْهاتِ على ذلك اللفظ هَيْهَةٌ، ومن نصب التاء جعلها كلمة واحدة،

قال: ويقال هَيْهاتَ ما قُلْتَ وهَيْهاتَ لِما قُلْتَ، فمَنْ أَدخل

اللام فمعناه البُعْدُ لقولك. ابن الأَنباري: في هَيْهاتَ سبع لغاتٍ: فمن

قال هَيْهاتَ بفتح التاء بغير تنوين شَبَّه التاء بالهاء ونصبها على

مَذْهَب الأَداةِ، ومن قال هَيْهاتاً بالتنوين شَبَّهه بقوله فقليلاً ما

يُؤْمنون أَي فقليلاً إيمانُهم، ومن قال هَيْهاتِ شَبَّهه بحذامِ وقطامِ، ومن

قال هَيْهاتٍ بالتنوين شَبَّهه بالأَصوات كقولهم غاقٍ وطاقٍ، ومن قال

هَيْهاتُ لك بالرفع ذهب بها إلى الوصف فقال هي أَداة والأَدَواتُ معرفةٌ،

ومن رفعها ونَوَّنَ شَبَّهَ التاء بتاء الجمع كقوله من عَرَفاتٍ، قال: ومن

العرب من يقول أَيْهات في اللغات التي ذكرتها كلها، ومنهم من يقول

أَيهان، بالنون، قال الشاعر:

أَيْهانَ منكَ الحياةُ أَيْهانا

ومنهم من يقول أَيْها، بلا نونٍ، ومن قال أَيْها حذف التاء كما حذفت

الياء من حاشَى فقالوا حاشَ؛ وأَنشد:

ومن دُونَي الأَعراضُ والقِنْعُ كلُّه،

وكُتْمانُ أَيْهَا ما أَشَتَّ وأَبْعَدَا

وهي في هذه اللغات كلها معناها البُعْدُ، والمستعمل منها استعمالاً

عالياً الفتح بلا تنوين. الفراء: نصب هيهات بمنزلة نَصْبِ رُبَّتَ

وثُمَّتَ، والأَصل رُبَّهْ وثُمَّهْ؛ وأَنشد:

ماوِيَّ، يا رُبَّتَما غارةٍ

شَعْواءَ، كاللَّذْعَةِ بالمِيسمِ

قال: ومن كسر التاء لم يجعلها هاء تأْنيث، وجعلها بمنزلة دَراكِ

وقَطامِ. أَبو حيان: هَيْهاتَ هيهاتَ لما توعدون، فأَلحق الهاء الفتحة؛

قال:هَيْهاتَ من عَبْلَةَ ما هَيْهاتا،

هَيْهاتَ إلا ظَعَناً قد فاتا

قال ابن جني كان أَبو علي يقول في هَيْهاتَ أَنا أُفْتي مرةً بكونها

اسماً سمي به الفعل كصَهْ ومَهْ، وأُفْتِي مرةً بكونها ظرفاً على قدر

ما يَحْضُرُني في الحال، قال: وقال مرة أُخرى إنها وإن كانت ظرفاً فغير

ممتنع أَن تكون مع ذلك اسماً سمي به الفعل كعِنْدَكَ ودونَك. وقال ابن جني

مرة: هَيْهاتٍ وهيهاتِ، مصروفة وغير مصروفة، جمع هَيْهة، قال: وهَيْهات

عندنا رباعية مكررة، فاؤُها ولامُها الأُولى هاء، وعينها ولامها الثانية

ياء، فهي لذلك من باب صِيصِيَةٍ، وعَكسُها يَلْيَلُ ويَهْياهٌ، من

ضَعَّفَ الياء بمنزلة المَرْمَرَة والقَرْقَرَة. ابن سيده: أَيْهاتَ لغة في

هَيْهاتَ، كأَنّ الهمزة بدل من الهاء؛ هذا قول بعض أَهل اللغة، قال:

وعندي أَن إحداهما ليست بدلاً من الأُخرى إنما هما لغتان. قال الأَخفش:

يجوز في هَيْهاتَ أَن يكون جماعة، فتكون التاء التي فيها تاء الجمع التي

للتأْنيث، قال: ولا يجوز ذلك في اللات والعُزَّى لأَن لاتَ وكيْتَ لا

يكون مثلُهما جَماعةً، لأَن التاء لا تزاد في الجماعة إلا مع الألف، وإن

جعلت الأَلف والتاء زائدتين بقي الاسم على حرف واحد، قال ابن بري عند قول

الجوهري: يجوز في هَيْهاتَ أَن يكون جماعة وتكون التاءُ التي فيها تاءَ

الجمع، قال: صوابه يجوز في هيهات بكسر التاء، وقد ينوّن فيقال هَيْهاتٍ

وهَيْهاتاً؛ قال الأَحْوَصُ:

تَذكَّرُ أَيَّاماً مَضَيْنَ من الصِّبَا،

وهَيْهاتِ هَيْهاتاً إليكَ رُجُوعُها

وقول العجاج:

هَيْهاتَ من مُنْخرقٍ هَيْهاؤُه

قال ابن سيده: أَنشده ابن جني ولم يفسره، قال: ولا أَدري ما معنى

هَيْهاؤُه. وقال غيره: معناها البعد والشيء الذي لا يُرْجَى. وقال ابن بري:

قوله هَيْهاؤُه يدل على أَن هَيْهاتَ من مضاعف الأَربعة، وهَيْهاؤه فاعل

بهَيْهات، كأَنه قال بَعُدَ بُعْدُه، ومن متعلقة بهيهات، وقد تكلم عليه

أَبو علي في أَول الجزء الثاني والعشرين من التَّذْكَرة. قال ابن بري: قال

أَبو علي من فتح التاء وقف عليها بالهاء لأَنها في اسم مفرد، ومن كسر

التاء وقف عليها بالتاء لأَنها جمع لهَيْهاتَ المفتوحة، قال: وهذا خلاف ما

حكاه الجوهري عن الكسائي، وهو سهو منه، وهذا الذي رده ابن بري على

الجوهري ونسبه إلى السهو فيه هو بعينه في المحكم لابن سيده.

الأَزهري في أَثناء كلامه على وَهَى: أَبو عمرو التَّهيِيتُ الصَّوْتُ

بالناس. قال أَبو زيد: هو أَن تقول له يا هَيَاهِ.

هيه
: ( {الهَيهُ: مَنْ يُنَحَّى لدَنَسِ ثِيابه) ؛) حَكَاه ابنُ الأعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
قد أَخْصِمُ الخَصْمَ وَآتِي بالرُّبُعْ وأَرْقَعُ الجفنةَ} بالهَيْهِ الرَّثِعْوالرَّثِعُ: الَّذِي لَا يُبالي مَا أَكَلَ وَمَا صَنَعَ، فيقولُ: أَنا أُدْنِيه وأُطْعِمُه وَإِن كَانَ دَنسَ الثِّيابِ.
وأَنْشَدَ الأزْهرِيُّ هَذَا البَيْتَ عَن ابنِ الأعْرابيِّ وفَسَّرَه فقالَ: إِذا كانَ خَلَلاً سَدَدْته بِهَذَا؛ وقالَ: هَيْهُ الَّذِي يُنَحَّى.
يقالُ: هَيْه هَيْه لشيءٍ يُطْرَدُ وَلَا يُطْعَمُ يقولُ: فَأَنا أُدْنيه وأُطْعِمه.
(! وهَيَاهٌ، كسَحابٍ: مِن أَسْماءِ الشَّياطِينِ) ، وَلذَا كُرِهَ النِّداءُ بيَاه يَاه. ( {وهَيْهاتَ، و) قد تُبْدلُ الهاءُ هَمْزةً فيُقالُ (أَيْهاتَ) مِثْل هَراقَ وأرَاقَ قالَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: وعنْدِي أَنَّهما لُغتانِ وليسَتْ إحْدَاهما بَدَلاً مِنَ الأُخْرى؛ وشاهِدُ} هَيْهاتَ قَوْلُ جريرٍ:
{فهَيْهاتَ هَيْهاتَ العَقِيقُ وأَهْلُه} ُوهَيْهاتَ خِلٌّ بالعَقِيقِ نُحاولُهْوشاهِدُ أَيْهاتَ قَوْلُ الشاعِرِ:
أَيْهاتَ مِنْكَ الحياةُ أَيْهاتَا قالَ ابنُ الأنْبارِي: (و) مِنَ العَرَبِ مَنْ يقولُ: ( {هَيْهانَ وأَيْهانَ) .
(قُلْتُ: وَهُوَ على سِياقِ الجَوْهرِيّ، الهَمْزَةُ بَدَلٌ من الهاءِ؛ وعَلى قَوْلِ ابنِ سِيدَه: لُغَتانِ.
(و) مِنْهُم مَنْ يقولُ: (} هايَهاتَ) ، بزِيادَةِ الألِفِ فِي {هَيْهاتَ؛ نَقَلَهُ أَبو حيَّان وقالَ: أَلْحقَ الهاءَ الفتْحَة.
(} وهايَهانَ) بالنونِ بَدَل التاءِ؛ (وآيَهاتَ) ، مَمْدوداً بقَلْبِ الهاءِ هَمْزَة؛ (وآيَهانَ) مَمْدوداً أَيْضاً لُغَةٌ فِي {هايَهانَ أَو بَدَلٌ مِنْهُ، (مُثَلَّثاتِ) الأواخِرِ (مَبْنياتٍ ومُعْرَباتٍ) من ضرب ثَمانِيَة فِي ثلاثَةٍ فيَتَحصَّل أَرْبَعَة وعِشْرُونَ، ثمَّ يضربُ الثَّمانِيَة فِي ثلاثَةٍ فيكونُ الجمِيعُ ثَمانِيَةَ وأَرْبَعِين.
(} وهَيْهانْ، ساكِنَة الآخِرِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ! هَيْهاه.
فَفِي الصِّحاحِ: قالَ الكِسائيُّ: ومَنْ كَسَرَ التَّاء وَقَفَ عَلَيْهَا بالهاءِ فيَقُولُونَ {هَيْهاهْ؛ ومَنْ نَصَبَها وَقَفَ بالتاءِ وَإِن شاءَ بالهاءِ.
وخالَفَهُ ابنُ بَرِّي فقالَ عَن أَبي عليَ: مَنْ فَتَحَ التَّاء وَقَفَ عَلَيْهَا بالهاءِ لأنَّها فِي اسمٍ مُفْردٍ، ومَنْ كَسَرَ التَّاء وَقَفَ عَلَيْهَا بالتاءِ لأنَّها جَمْعٌ} لهَيْهاتَ المَفْتوحَة.
قُلْتُ: وَالَّذِي فِي المُحْكَم مُوافِقٌ لمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ الأنْبارِي: (و) مِنْهُم مَنْ يقولُ: (أَيْهَا) بِلَا نونٍ قالَ: ومَنْ أَيْها حَذَفَ التاءَ كَمَا حُذِفَتِ الياءُ مِن حاشَى فَقَالُوا حاشَ؛ وأَنْشَدَ:
وَمن دُونيَ الأَعراضُ والقِنْعُ كلُّه وكُتْمانُ أَيْهَا مَا أَشَتَّ وأَبْعَدَا (و) مِنْهُم مَنْ قالَ: (آيْآآتَ) بمَدَّيْن وقَلْب الهاءَيْن مِن {هايَهاتَ هَمْزَتَيْن، فَهِيَ (إحْدَى وخَمْسونَ لُغةً) ، ذَكَرَ مِنْهَا الجَوْهرِيُّ} هَيهاتَ بفتْحِ التاءِ مثْلُ كيفَ وبكَسْرِها، قالَ: وناسٌ يكسرُونَها على كلِّ حالٍ بمنْزِلَةِ نونِ التَّثْنِيةِ، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ يَصِفُ إِبِلاً وأَنَّها قَطَعَتْ بلاداً حَتَّى صارَتْ فِي القِفارِ:
يُصْبِحْنَ فِي القَفْرِ أَتاوِيَّاتِ {هَيْهاتِ من مُصْبَحِها هَيْهاتِ هَيْهاتِ حَجْرٌ من صُنَيْبِعاتِ وأَيْهاتَ} وهَيْهاهَ وهَيْهاتَ فَهَذِهِ خَمْسُ لُغاتٍ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ وبنُ العَلاءِ: إِذا وصَلْتَ {هَيْهاتَ فَدَعِ التاءَ على حالِها، وَإِذا وَقَفْتَ فقُلْ هَيْهات} هَيْهاه.
وقالَ سِيْبَوَيْه: مَنْ كَسَرَ التاءَ فَهِيَ بمنْزِلَةِ عِرْقاتٍ، تقولُ اسْتَأْصَلَ اللَّهُ عِرْقاتِهم، فمَنْ كسَرَ التَّاء جَعَلَها جَمْعاً واحِدُها عِرْقَةٌ،! وهَيْهَةٌ، ومَنْ نَصَبَ التَّاء جَعَلَها كلمة واحِدَةً. وذكَرَ ابنُ الأنبارِي فِيهَا سَبْع لُغاتٍ، قالَ: فمَنْ قالَ هَيْهاتَ بفتْحِ التاءِ بغيْرِ تَنْوينٍ شَبَّه التاءَ بالهاءِ، ونَصَبَها على مَذْهَبِ الأَداةِ، ومَنْ قالَ {هَيْهاتاً بالتَّنْوينِ شَبَّه بقوْلِه: {فقليلاً مَا يُؤْمِنُونَ} ،) أَي فقَلِيلاً إيمانُهم، ومَنْ قالَ هَيْهاتِ شَبَّه بحِذامِ وقِطامِ، ومَنْ قالَ} هَيْهاتٍ بالتَّنْوينِ شَبَّه بالأصْواتِ كقَوْلِهم: غاقٍ وطاقٍ، ومَنْ قالَ هَيْهاتُ لَكَ بالرَّفْعِ ذَهَبَ بهَا إِلَى الوَصْفِ فقالَ هِيَ أَداةٌ والأَدواتُ مَعْرِفةٌ، ومَنْ رَفَعَها ونَوَّنَ شَبَّه التاءَ بتاءِ الجَمْعِ.
قالَ: والمُسْتَعْملُ مِنْهَا عَالِيا الفَتْح بِلا تَنْوينٍ.
وقالَ الفرَّاءُ: نَصْبُ هَيْهاتَ بمنْزِلَةِ نَصْبِ رُبَّتَ وثُمَّتَ، والأصْلُ رُبَّهْ وثُمَّهْ؛ قالَ: وَمن كَسَرَ التَّاء لم يَجْعَلْها هاءَ تأْنِيثٍ؛ وجَعَلَها بمنْزِلَةِ دَراكِ وقَطامِ.
وقالَ ابنُ جنِّي: كانَ أَبو عليَ يقولُ فِي هَيْهاتَ أَنا أُفْتي مرّةً بكَوْنِها اسْماً سُمِّي بِهِ الفِعْل كصَهْ ومَهْ، وأُفْتي مَرَّةً بكوْنِها ظرْفاً على قدْرِ مَا يَحْضُرُني فِي الحالِ، وقالَ مَرَّةً أُخْرى إنَّها وَإِن كانتْ ظرْفاً فغَيْر مُمْتَنِع أَنْ تكونَ مَعَ ذلكَ اسْماً سُمِّي بِهِ الفِعْلُ كعِنْدَكَ ودونَكَ.
(و) هِيَ كلمةٌ (مَعْناها البُعْدُ) لقَوْلِكَ: وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {هَيْهات هَيْهات لمَا تُوعَدُون} ،) هَذَا إِذا أدخلَ اللاَّم بَعْده، كَمَا قالَهُ سِيْبَوَيْه.
وَإِذا لم تدخل فَهِيَ كلمةُ تَبْعِيدٍ. يقالُ: هَيْهاتَ مَا قُلْتَ؛ وَمِنْه قَوْلُ جريرٍ السَّابِقِ.
وَفِي كتابِ المُحْتَسب لابنِ جنِّي: قَرَأَ أَبو جَعْفرٍ الثَّقَفيّ: هَيْهاتِ هَيْهاتِ، بكَسْرِ التاءِ غَيْر مُنَوَّنَةٍ، وقَرَأَ عيسَى بنُ عُمَر بالتَّنْوينِ، وقرَأَ أَبو حَيْوَة: هَيْهاتٌ هَيْهاتٌ رَفْع مُنَوّن، وقَرَأَ عيسَى الهَمَدانيّ هَيْهات هَيْهات مُرْسَلَة التاءِ.
وَرويت عَن أَبي عَمْرٍ و: أَمَّا الفتْحُ وَهُوَ قِراءَةُ العامَّة فعلى أنَّه واحِدٌ وَهُوَ اسمٌ سُمِّي بِهِ الفِعْلُ فِي الخَبَرِ، وَهُوَ اسمُ بُعْدٍ كَمَا أَنَّ شَتَّان اسمُ افْتَرَقَ وأَوَّتاه اسمُ أَتَأَلم.
ومَنْ كَسَرَ فقالَ: هَيْهاتٍ مُنَوَّناً أَو غَيْر مُنَوّنٍ، فَهُوَ جَمْع هَيْهات، وأَصْلُه {هيهيات إلاَّ أنَّه حذفَ الألِفَ لأنَّها فِي آخِرِ اسمٍ غَيْرِ مُتَمَكِّن.
ومَنْ نَوَّنَ ذَهَبَ إِلَى التّنْكِيرِ أَي بعدا؛ ومَنْ لم يُنَوِّنْ ذَهَبَ إِلَى التَّعْريفِ أَرادَ البُعْدَ البُعْدَ؛ ومَنْ فَتَحَ وَقَفَ بالهاءِ لأنَّها كهاءِ أَرْطاة وسَعْلاة، ومَنْ كَسَرَ كَتَبَها بالتاءِ لأنَّها جماعَةٌ والكَسْرَة فِي الجماعَةِ بمنْزِلَةِ الفَتْحة فِي الواحِدِ، ومَنْ قالَ:} هَيْهاة هَيْهاةَ فإنَّه يكْتُبُها بالهاءِ لأنَّ أَكْثَرَ القِراءَةِ هَيْهاتَ بالفتْحِ والفَتْحُ يدلُّ على الإفْرادِ؛ غَيْر أَنَّ مَنْ رَفَعَ فقالَ هَيْهاةُ فإنَّه يحتملُ أَمْرَيْن: أَحَدُهما أَنْ يكونَ أَخْلصها اسْماً مُعْرباً فِيهِ معْنَى البُعْد وَلم يَجْعَله اسْماً للفِعْلِ فيَبْنيه كَمَا بَنَى النَّاسُ غَيْره؛ وقوْلُه: {لمَا تُوعَدُونَ} خَبَرٌ عَنهُ فكأنَّه قالَ: البُعْدُ لوَعْدِكُم؛ والآخَرُ أَنْ تكونَ مَبْنِيةً على الضمِّ كَمَا بُنِيَتْ نَحْن عَلَيْهِ، ثمَّ اعْتَقَدَ فِيهِ التَّنْكير فَلحقه التَّنْوِين.
وأَمَّا {هَيْهاتْ هَيْهاتْ ساكِنَةَ التاءِ فيَنْبَغِي أَنْ تكونَ جَماعَة وتُكْتَبُ بالتَّاءِ وَذلك أَنَّها لَو كانتْ هَاء كهاءِ علقاة وسماناة للزِمَ فِي الوُقُوفِ عَلَيْهَا أَنْ يُلْفَظ بالهاءِ كَمَا يُوقَف مَعَ الفَتْحِ فيُقالُ} هَيْهاه هَيْهاه، فبَقَاء التَّاء فِي الوَقْفِ مَعَ السكونِ دَليلٌ على أنَّها تاءٌ، وَإِذا كانتْ تَاء فَهِيَ للجماعَةِ.
قالَ شيْخُنا: ذَكَرَها المصنِّفُ هُنَا بِنَاء على أَنَّها مِن بابِ سَلس عنْدَه على أنَّ الألِفَ والفَوْقِية زائِدَتانِ. وأمَّا على مَا اخْتارَه الرَّضيّ وغيرُه فموضِعُها فَصْل الهاءِ من بابِ الفَوْقية وَلم يَتَعرَّض لَهُ المصنِّفُ بل لم يَعْرفْه فيمَا أَظنُّ.
قُلْتُ: اتَّفَقَ أَهْلُ اللغةِ أنَّ التاءَ مِن هَيْهات ليسَتْ بأَصْلِية أَصْلُها هَاء، كَمَا ذَكَرَه الجوْهرِيُّ وابنُ الأثِيرِ؛ وقالَ ابنُ جنِّي: أَصْلُ هَيْهات عنْدَنا رباعيَّة مكَرَّرَةٌ فاؤُها ولامُها الأولى هَاء وعَيْنُها ولامُها الثانِيَة يَاء، فَهِيَ لذلِكَ من بابِ صِيصِيَهٍ، فتأَمَّل.
(ويقالُ لشيءٍ يُطْرَدُ) وَلَا يُطْعَمُ: ( {هِيهِ هِيهِ، بالكسْرِ) ؛) عَن أَبي عليَ، (وَهِي كلمةُ اسْتِزادَةٍ أَيْضاً) بالكسْرِ والفَتْح بمنْزِلَةِ إيهٍ وأيهَ. تقولُ للرّجُلِ: إيهِ} وهِيهِ، بغَيْرِ تَنْوينٍ، إِذا اسْتَزَدْتَه مِن الحدِيثِ المَعْهودِ بَيْنكما، فإنْ نَوَّنْتَ اسْتَزَدْته مِن حدِيثٍ مّا غَيْر مَعْهودٍ.

فقأ

فقأ: فقأ (بالتشديد). فقا الرمانة: كسر الرمانة ونثر ما فيها من الحب. وهو من كلام العامة (محيط المحيط).
ف ق أ: (فَقَأَ) عَيْنَهُ بِخَقَهَا وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (فَقَّأَهَا تَفْقِئَةً) مِثْلُهُ. وَ (تَفَقَّأَ) الدُّمَّلُ وَالْقَرْحُ انْشَقَّ وَخَرَجَ مَا فِيهِ. 
ف ق أ

فقئت عين عديّ بن حاتم يوم الجمل وكانت به بثرة فانفقأت. وأكل حتى كاد بطنه يتفقؤ. وفقّؤا السابياء عن الولد تفقئةً فتفقّأت. وفلان لا يردّ الراوية ولا ينضج الكراع ولا يفقِّيء البيض، يقال: للعاجز.

ومن المجاز: فقأ الله عنك عين الكمال. وتفقّأت السحابة: تبعّجت عن مائها.
[فقأ] تَفَقَّأَتِ السَّحابَةُ عن مائها: تشققت. قال ابن أحمر: تَفَقَّأَ فوقه القَلَعُ السَواري * وجُنَّ الخازباز به جنونا يعنى فوق الهجل وهو: المطمئن من الارض. وتفقأت البهمى، إذا تشققت لفائفها عن ثَمَرها. وتَفَقَّأ الدُمَّلُ والقَرْحُ. وفَقَأتُ عينه فَقأً، وفَقَّأتُها تفقئة، إذا بخقتها . والفقء: السابياء، وهو الذي يخرج على رأس الولد. وتَفَقَّأتُ شحماً، تنصبه على التمييز.
(ف ق أ) : (الْفَقْءُ) الشَّقُّ يُقَالُ فَقَأْتُ الْبَثْرَةَ فَانْفَقَأَتْ وَتَفَقَّأَ الدُّمَّلُ تَشَقَّقَ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَنْ وَافَاكَ مِنْ الْجُنْدِ مَا لَمْ يَتَفَقَّأْ الْقَتْلَى فَأَشْرِكْهُ فِي الْغَنِيمَةِ يَعْنِي إنْ حَضَرَ وَقْتَ الْحَرْبِ فِي فَوْرِ الْقِتَال أَمَّا بَعْدَ أَنْ وَضَعَتْ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا وَتَشَقَّقَتْ جِيَفُ الْقَتْلَى فَلَا وَهَذِهِ عِبَارَةٌ عَنْ تَطَاوُلِ الزَّمَان بَعْدَ الْحَرْب وَرُوِيَ مَا لَمْ يَتَقَفَّ أَيْ مَا لَمْ يَجِئْ خَلَفَهُمْ يَعْنِي بَعْدَ انْقِضَاء الْحَرْب وَفَقَأَ (الْعَيْنُ) عَارهَا بِأَنْ شَقَّ حَدَقَتَهَا، وَقَوْلُهُمْ أَبُو حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - سَوَّى بَيْنَ الْفَقْءِ وَالْقَلْعِ أَرَادُوا التَّسْوِيَةَ حُكْمًا لَا لُغَةً لِأَنَّ الْفَقْءَ مَا ذُكِرَ وَالْقَلْعَ أَنْ يَنْزِعَ حَدَقَتَهَا بِعُرُوقِهَا.
[فقأ] لو أن رجلًا اطلع في بيت قوم "ففقؤوا" عينه لم يكن عليهم شيء، أي شقوها، والفقء: الشق والبخص. ومنه ح موسى عليه السلام: إنه "فقأ" عين ملك الموت - ومر في ع. ط: هو بالهمز، فإن قيل: كيف فقأ عين الملك؟ قلت: لعله كان بإذن الله امتحانا للمظلوم، أو مجاز عن الغلبة بالحجة كما مر وضعف بقوله: فرد الله عينه، أو أن موسى لم يعلم أنه ملك، بل رجل قصده بسوء فدافعه عن نفسه فأدت المدافعة إلى الفقء وأتاه ثانيًا بعلامة علم بها أنه ملك الموت فاستسلم، ومتن الثور - ظهره، قوله: عبد لك - طعن فيه، وقوله تعالى: عبدي - تفخيم بشأنه وأن ما ظهر منه دلالا منه، وتوارت - يجيء في و. نه: ومنه: كأنما "فقئ"، في عينه حب الرمان، أي بخص. ومنه ح: "تفقأت"، أي انفلقت وانشقت. وقال عمر في الناقة المنكسرة: ولا هي "بفقئ" فتشرق، الفقئ الذي يأخذه داء في البطن يقال له الحقوة فلا يبول ولا يبعر، وربما شرقت عروقه ولحمه بالدم فينتفخ، وربما انفقأت كرشه من شدة انتفاخه فهي فقىء، فإن ذبح وطبخ امتلأت القدر منه دما، وفعيل يقال للذكر والأنثى.
فقأ
فَقَأ فلانٌ عَيْنَ فلانٍ يَفْقَأ، وانْفَقَأتْ عَيْنُه، وكذلك البَثْرَةُ والقَرْحَةُ والبَطْنُ والرطَبَةُ أيضاً.
وفَقَأت البُهْمى والنَبْتُ: إذا حَمَلَ المَطَرُ أو السَّيْلُ تُرَاباً عليه فلا تَأكُلُه النَّعَمُ، تَفْقَأ فَقْأً وَفُقُوْءاً، وهو من فاقِىءَ البُهْمى. وحَكاه الخارزنجيُّ بتقديم القاف على الفاء.
وتَفَقَّأتِ السَّحَابَةُ: إذا، سَيلَتْ ماءها وانْبَعَجَتْ عن مائها.
والفاقِئُ: الشّاةُ التي يَخْرُجُ سابِيَاؤها. وخَرَجَ المَوْلُودُ على وَجْهِهِ فُقْأةُ السابِيَاء، والتَّفْقِئَةُ: أنْ يُشَق السابِيَاءُ والسّلاَ عن الوَلَدِ، ويُقال: الفقَاءَة.
والفَقْأةُ: السَّحَابَةُ التي لا رَعْدَ فيها ولا بَرْقَ ومَطَرُها مُتَقَارِبٌ.
وإنَهم لفي فُقْأةٍ: أي في خِصْبٍ ودَعَةٍ.
والفَقْءُ: مِثْلُ الحُفْرَة في وَسَطِ الحَرة يَجْتَمِعُ فيها ماءُ السِّماء. ويُقال للضَّعِيف الذي هو صاحِبُ دَعَةٍ: فلانٌ لا يُفَقَئُ البَيْضَ ولا يَرُد الراوِيَةَ ولا يُنْضِجُ الكُرَاعَ.
وافْتَقَأتُ الخَرْزَ: إذا أعَدْتَ عليه، وهو مَأخُوذٌ من الفَقْءِ وهو الثقْبُ بالإبْرَةِ عَوْداً على بَدْء.
(فقأ) - في الحديث: "لو أن رَجُلاً اطَّلع في بَيْت قوم بغَيْر إذنِهم ففَقَؤُوا عَينَه لم يكن عليهم شَيْء"
: أي شَقُّوها فانفَقَأَت؛ وكذلك البَثْرة والقَرْحَة والبَطْن.
- ومنه حَديثُ موسَى عليه الصَّلاة والسَّلام: "أنَّه فَقَأ عَينَ مَلَكِ المَوتِ - عليه الصّلاة والسلام"؛ وقد ذكرنا في باب العَيْنَ شَيئاً من مَعنَاه.
وذكر القُتَبِيُّ فيه فَصلاً، حاصِلُه أن الله سبحانَه وتعالى جَعَل للمَلائِكَةِ من الاسْتِطاعة أن يتَمثَّلوا في صُوَر مُختَلِفة فأتى جِبريلُ النبىَّ عليهما الصلاةُ والسَّلامُ في صُورةِ دِحْيَة، وفي صُورةِ أَعْرابيٍّ، وليس ما تَتَنَقَّل إليه على الحقَائِق، وإنّما هي تَخْيِيل، لتَلحَقها الأَبصارُ؛ وقد ذُكر عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أَنَّ الله تعالَى لَمَّا أَهبَطَ المَلَكَين إلى الأرضِ؛ ليَحْكُما بين النَّاسِ نَقلَهما إلى صورةِ النَّاس، وقال تعالى حَيثُ قَالُوا: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ} ، {ولَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لجَعَلْناهُ رَجُلاً} : أي رَجُلاً منهم ليَرَوْه، ويَفهمُوا عنه، وإلَّا فَهُم رَوْحانِيُّون لا يُرَوْن. قال: فلَمَّا تَمثَّل مَلَكُ المَوتِ لمُوسى عليهما الصَّلاةُ والسّلام، وجَاذَ به لَطَمَه لَطْمَةً أَذَهبَت عينَه التي هي تَمثِيل وتَخْيِيل ولَيْسَتحَقيقةً، وعَادَ مَلَكُ الموتِ إلى حَقِيقة خِلْقَته الرَّوحانِيَّة كما كان، لم يَنتَقِصْ منه شيء. وقد جاء في حديث: "إنَّ الله تَعالَى ردّ عليه عينَه"
- وفي حديثِ أبي بَكرٍ رضي الله عنه: "تَفَقَّأَت "
: أي تَقَلَّقت.
فقأ
فقَأَ يَفقَأ، فَقْئًا، فهو فاقئُ، والمفعول مَفْقوء
• فقَأ العينَ: قلعها "كفاقئ عينيه عمدًا [مثل]: يُضرب لمن يُغرِّرُ بنفسه".
• فقَأ البَثْرةَ ونحوها: شقَّها لإخراج ما فيها "فقَأ الدُّمَّل" ° فقأ فلان ناظريه: أذهب غَضَبَه. 

انفقأَ ينفقئ، انفقاءً، فهو مُنفقئ
• انفقأت العينُ: مُطاوع فقَأَ: انقلعت.
• انفقأت البَثْرةُ: انشقَّت وخرج ما فيها "انفقأ الدُّمَّل/ الخُرّاج". 

تفقَّأَ يتفقَّأ، تَفَقُّؤًا، فهو مُتَفَقِّئ
• تفقَّأت السَّحابةُ: تبعجت عن مائها.
• تفقَّأ الدُّمَّلُ: تشقَّق وخرج ما فيه.
• تفقَّأ الرَّجلُ شحمًا: امتلأ شحمًا حتى تشقق جلدُه. 

فقَّأَ يفقِّئ، تفقئةً، فهو مُفقِّئ، والمفعول مُفقَّأ
• فقَّأ عينَه: بالغ في فقئها أي شقّها وإخراج ما فيها. 

تفقئة [مفرد]: مصدر فقَّأَ. 

فاقياء [مفرد]
• الفاقياء:
1 - (شر) الجلدة التي يخرج فيها الجنين عند الولادة.
2 - (طب) الماء الذي يخرج على رأس الجنين عند الولادة. 

فقْء [مفرد]: مصدر فقَأَ. 
(ف ق أ)

فَقَأَ الْعين والبثرة وَنَحْوهمَا: يفقؤهما فَقَأَ، وفقأها فانفقأت، وتفقأت: كسرهَا.

وَقيل: قلعهَا. عَن اللحياني.

وَمن مسَائِل الْكتاب، تفقأت شحما: أَي تفقأ شحمي، فَنقل الْفِعْل فَصَارَ فِي اللَّفْظ لي، فَخرج الْفَاعِل فِي الأَصْل مُمَيّزا، وَلَا يجوز: عرقاً تصببت، وَذَلِكَ أَن هَذَا الْمُمَيز هُوَ الْفَاعِل فِي الْمَعْنى، فَكَمَا لَا يجوز تَقْدِيم الْفِعْل على الْفَاعِل، كَذَلِك: لَا يجوز تَقْدِيم الْمُمَيز، إِذْ كَانَ هُوَ الْفَاعِل فِي الْمَعْنى، على الْفِعْل، هَذَا قَول ابْن جني.

قَالَ: وَيُقَال للضعيف الوادع: إِنَّه لَا يفقئ الْبيض.

وتفقأت البهمى: انشقت لفائفها عَن نورها.

والفقء: السابياء الَّتِي تنفقئ عَن رَأس الْوَلَد. وَالْجمع: فقوء.

وَحكى كرَاع فِي جمعه: فاقياء، وَهَذَا غلط، لِأَن مثل هَذَا لم يَأْتِ فِي الْجمع. وَأرى: الفاقياء: لُغَة فِي الفقء، كالسابياء، واصله: فاقئاء، بِالْهَمْز، فكره اجْتِمَاع الهمزتين، لَيْسَ بَينهمَا إِلَّا ألف فقلبت الأولى يَاء.

وناقة فقأى: وَهِي الَّتِي ياخذها دَاء يُقَال لَهُ: الحقوة، فَلَا تبول وَلَا تبعر، وَرُبمَا شَرقَتْ عروقها ولحمها بِالدَّمِ فانتفخت، حَتَّى تنفقئ كرشها.

وَفِي الحَدِيث أَن عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ فِي نَاقَة متكسرة: " مَا هِيَ بِكَذَا وَلَا كَذَا وَلَا هِيَ بفقئ فتشرق عروقها ". التَّفْسِير لِابْنِ قُتَيْبَة حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والفقء: نقر فِي حجر أَو غلظ يجْتَمع فِيهِ المَاء.

وَقيل: هُوَ كالحفرة تكون فِي وسط الأَرْض.

وَقيل: الفقء: كالحفرة فِي وسط الْحرَّة.

والفقئ: كالفقء، انشد ثَعْلَب:

فِي صَدره كالفقئ المطمئن

وَرَوَاهُ بَعضهم: مثل الفقئ، على لفظ التصغير. وَجمع الفقئ: فقآن. والفقء: مَوضِع.
فقأ
فَقَأتُ ناظِريه: أذهَبتُ غَضَبه.
وفَقَأتُ عَينه فَقْأً: إذا بَخَقْتُها.
والفَقءُ: السَّابِيَاءُ وهوالذى يخرج على رأسِ الولد.
وأصابَتنا فَقأً: أي سحابةٌ لا رعدَ فيها ولا بَرقَ ومَطَرها مُتَقاربٌ.
شَمِرٌ: الفَقءُ: كالحفرة أو الجفرة - شَكَّ ابو عبيد - في وسَط الحَرَّةِ، وجمعه فُقئآن.
ابن الأعرابي: الفقأة - بالضمِّ -: جليدةٌ رقيقةٌ تكون على الأنف فان لم تكشفها عند الولادة مات الولد.
وقال الكسائيُّ والفرَّاء: الفقأة - باضمِّ - والفقأة - بالتحريك -: السّابياء.
والفقأ: خروج الظَّهر.
والفَقيءُ - على فَعيلٍ -: البعيرُ الذي يأخُذُه داءٌ يُقال له الحَقْوَةُ فلا يبولُ ولا يَبعَرُ وربَّما شَرِقَت عُروقُه ولَحمُه بالدَّم فَتَنتَفِخُ فاِنْ ذُبِحَ وطُبِخَ امتلأَتِ القِدرُ دَماً وربَّما انفَقَأَتْ كَرِشُه من شدَّة انتِفاخِها، ومنه قول عُمَرَ - رضي الله عنه - في الناقة المُنكَسِرة: والله ما هي بكَذا وكَذا ولا هي بِفَقيءٍ فَتَشرَقَ بِعُرُقِها، ويُقال للعِلَّةِ بِعَينِها: الفَقيءُ.
وفَقَأَتِ البُهمى فُقوءً: إذا حَمَلَ عليها المَطَرُ أو السَّيلُ تُراباً فلا تأكُلُها النَّعَمُ حتّى يَسقُطَ عنها، وكذلك كلُّ نَبتٍ.

وأفقَأَ الرَّجُلُ: إذا انخَسَفَ صَدرُه من عِلَّةٍ.
وتَفَقَّأَتِ السَّحابَةُ عن مائها: تَشَقَّقَت، قال عمرو بن أحمَرَ الباهليُّ:
تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواري ... وجُنَّ الخازِ بازِ به جُنونا
يعني فوقَ الهَجل المذكور قبل البَيت: وهو المُطمَأَنُّ من الأرض، والبيتُ الذي قَبلَه هو: بِهَجلٍ من قَساً ذَفِرِ الخُزامى ... تَهادى الجِربياءُ به الحَنينا
وتَفَقَّأَتِ البُهمى: إذا تَشَقَّقَت لَفائفُها عن ثَمَرِها. وتَفَقَّأَ الدُّمَّلُ والقَرحُ. وتَفَقَّأَتِ الشاةُ شَحماً؛ تَنصِبهُ على التَّمييز، قال:
تَفَقَّأَت شَحماً كما الإوَزِّ ... من أكلِها البَهَطَّ بالأرُزِّ
الليث: انفَقَأَتِ العَينُ، وانفَقَأَتِ البَثرَةُ، وأكَلَ حتّى كادَ يَنفَقئُ.
وقال اللِّحيانيُّ: قيل لامرأةٍ انَّكِ لا تُحسِنينَ الخَرْزَ فافتَقئيه: أي أعيدي عليه، يُقال افتَقَأتُه: إذا أعَدتَ عليه، وذلك أن تَجعَلَ بين الكُليَتَينِ كُليَةً كما تُخاطُ البَواريُّ إذا أُعيدُ عليها.
وفَقَّأتُ عَينَه تَفقئَةً: بَخَقْتُها، وقال ابو عبيدةَ في قول الفَرزدق:
وتَعدِلُ دارِماً ببَني كُلَيبٍ ... وتَعدِلُ بالمُفَقِّئةِ السِّبابا
وقوله:
غَلَبتُكَ بالمُفَقِّيءِ والمُعَنِّي ... وبَيتِ المُحتَبي والخافِقاتِ
أرادَ: إنَّ أشعاري تُفَقِّئ عَينَكَ؛ وإنما أنتَ تَسُبُّني.
والمُفَقِّئةُ: الأودِيَةُ التي تَشُقُّ الأرضَ شَقَّاً.
والتركيب يدلُّ على فَتح شيءٍ وتَفَتُّحِه.

فقأ: فَقَأَ العينَ والبَثْرةَ ونحوهما يفْقَؤُهما فَقْأً وفَقَّأَها تَفْقِئةً فانْفَقَأَتْ وتَفَقَّأَتْ: كَسَرَها. وقيل قَلَعها وبَخَقَها، عن اللحياني. وفي الحديث: لو أَنّ رجلاً اطَّلَعَ في بَيْتِ قوم بغير إِذْنهم ففَقَؤُوا عينَه لم يكن عليهم شيء، أَي شَقُّوها. والفَقْءُ: الشَّقُّ والبَخْصُ. وفي حديث موسى عليه السلام: أَنه فَقَأَ عينَ مَلَكِ المَوْتِ.

ومنه الحديثُ: كأَنما فُقِئَ في وجهِه حَبُّ الرُّمَّانِ، أَي بُخِصَ. وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه: تَفَقَّأَتْ أَي انْفَلَقَتْ وانْشَقَّتْ.

ومن مسائل الكتاب: تَفَقَأْتُ شَحْماً، بنصبه على التمييز، أَي تَفَقَّأَ

شَحْمِي، فنُقِل الفعل فصار في اللفظ لَيٌّ، فخرج الفاعل، في الأَصل، مـميِّزاً، ولا يجوز عَرَقاً تَصَبَّبْتُ، وذلك أَنّ هذا المميز هو الفاعل في المعنى، فكما لا يجوز تقديم الفاعل على الفعل كذلك لا يجوز تقديم المميز، إِذ كان هو الفاعلُ في المعنى، على الفعل؛ هذا قول ابن جني. وقال ويقال للضعيف الوداع: إِنه لا يُفَقِّئُ البيضَ.

الليث: انْفَقَأَتِ العَيْنُ وانْفَقَأَتِ البَثْرةُ، وبَكَى حتى كاد يَنْفَقِئُ بطنُه: يَنْشَقُّ.

وكانت العرب في الجاهلية إِذا بَلغ إِبلُ الرجل منهم أَلفاً فَقَأَ عينَ

بَعِير منها وسَرَّحَه حتى لا يُنْتَفَع به. وأَنشد:

غَلَبْتُكَ بالمُفَقِّئِ والمُعَنَّى، * وبَيْتِ المُّحْتَبي والخافِقاتِ

قال الأَزهري: ليس معنى المُفَقِّئِ، في هذا البيت، ما ذَهَب إليه

الليث، وإنما أَراد به الفرزدق قوله لجرير:

ولستَ، ولو فَقَّأْتَ عَيْنَكَ، واجداً * أَباً لك، إِنْ عُدَّ المَساعي، كدارِمِ

وتَفَقَّأَتِ البُهْمَى تَفَقُّؤاً: انْشَقَّتْ لفَائفُها عن نَوْرِها.

ويقال: فَقَأَت فَقْأً إِذا تشقَّقت لفائفُها عن ثَمرَتها.

وتَفَقَّأَ الدُّمَّلُ والقَرْحُ وتَفَقَّأَتِ السحابةُ عن مائها:

تَشَقَّقتْ. وتَفَقَّأَت: تَبَعَّجَت بمائها. قال ابن أَحمر:

تَفَقَّأَ فوقه القَلَعُ السَّوارِي، * وجُنَّ الخازِبازِ به جُنُونا

الخازِبازِ: صوت الذُّباب، سمي الذُّباب به، وهما صوتان جُعِلا صوتاً واحداً لأَن صوته خازِبازِ، ومن أَعْرَبه نَزَّله منزلة الكلمة الواحدة فقال: خازِبازُ. والهاء، في قوله تَفَقَّأَ فوقَه، عائدةٌ على قوله بِهَجْلٍ في البيت الذي قبله:

بهَجْلٍ مِن قَساً ذَفِرِ الخُزامَى(1) ، * تَهادَى الجِرْبِياءُ به الحَنِينا

(1 قوله «بهجل» سيأتي في قسأ عن المحكم بجوّ.)

يعني فوق الهَجْل. والهَجْلُ: هو المُطْمئِنُّ من الأَرض. والجِرْبِياء: الشَّمالُ.

ويقال: أَصابَتْنا فَقْأَةٌ أَي سحابةٌ لا رَعْدَ فيها ولا بَرْقَ

ومَطَرُها مُتقارِب.

والفَقْءُ: السَّابِياءُ التي تَنْفَقِئُ عن رأْس الولد. وفي الصحاح:

وهو الذي يخرج على رأْس الولد، والجَمع فُقُوءٌ.

وحكى كراع في جمعه فاقِياء، قال: وهذا غلط لأَن مثل هذا لم يَأْتِ في الجَمْعِ. قال: وأُرى الفاقِياء لغة في الفَقْء كالسَّابِياء، وأَصله فاقِئاءُ، بالهمز، فكُرِه

اجتماعُ الهمزتين ليس بينهما إِلاَّ أَلف، فقُلِبت الأُولى ياءً.

ابن الأَعرابي: الفُقْأَةُ: جلدة رَقِيقة تكون على الأَنف فان لم

تَكْشِفْها مات الولد.

الأَصمعي: السَّابِياءُ: الماء الذي يكون على رأْس الولد.

ابن الأَعرابي: السابياءُ: السَّلَى الذي يكون فيه الوَلَد. وكَثُر

سابِياؤُهم العامَ، أَي كَثُرَ نِتاجُهم. والسُّخْدُ: دَمٌ وماءٌ في السَّابِياءِ.

والفَقْءُ: الماء الذي في المَشِيمة، وهو السُّخْدُ والسُّخْتُ والنُّخْطُ.

وناقةٌ فَقْأَى، وهي التي يأْخذها داءٌ يقال له الحَقْوةُ فلا تَبُولُ

ولا تَبْعَرُ، وربما شَرِقَتْ عُرُوقُها ولحمُها بالدَّمِ فانْتَفَخَتْ،

وربما انْفَقَأَتْ كَرِشُها من شِدَّةِ انْتِفاخِها، فهي الفَقِيءُ حينئذ.

وفي الحديث: أَن عُمَرَ رضي اللّه عنه قال في ناقةٍ مُنْكَسِرَةٍ: ما هي بكذا ولا كذا ولا هي بِفَقِيءٍ فَتَشْرَقُ عُرُوقُها. الفَقِيءُ: الذي

يأْخذه داءٌ في البَطْنِ كما وصَفْناه، فإِن ذُبِحَ وطُبِخَ امْتَلأَت القِدْرُ

منه دماً، وفَعِيلٌ يقال للذكر والأُنثى.

والفَقَأُ: خُرُوج الصَّدْر. والفَسَأُ: دخول الصُّلْب. ابن الأَعرابي:

أَفْقَأَ إِذا انخَسَفَ صَدْرُه من عِلَّة. والفَقْءُ: نَقْرٌ في حَجَر أَو

غَلْظٍ يجتمع فيه الماءُ. وقيل هو كالحُفْرةِ تكون في وسَط الأَرض.

وقيل: الفَقْءُ كالحُفْرةِ في وسط الحَرَّةِ. والفَقْءُ: الحُفْرةُ في

الجَبَل، شك أَبو عبيد في الحُفْرةِ أَو الجُفْرَةِ، قال: وهما سواءٌ.

والفَقِيءٌ كالفَقْءِ، وأَنشد ثعلب:

في صَدْرهِ مِثْلُ الفَقِيءِ المُطْمَئِنّ

ورواه بعضهم مثل الفُقَيْءِ، على لفظ التصغير. وجمع الفَقِيءِ فُقْآنٌ.

والمُفَقِّئة: الأَوْدية التي تَشُقُّ الأَرض شَقّاً، وأَنشد للفرزدق:

أَتَعْدِلُ دارِماً بِبَني كُلَيْبٍ، * وتَعْدِلُ، بالمُفَقِّئةِ، الشِّعابا(1)

(1 مـما يستدرك به على المؤلف ما في التهذيب، قيل لامرأة: انك لم تحسني الخرز فافتقئيه أَي أعيدي عليه. يقال: افتقأته أي أعدت عليه، وذلك ان يجعل بين الكلبتين كلبة كما تخاط البواري إِذا أعيد عليه. والكلبة السير أو الخيط في الكلبة وهي مثنية فتدخل في موضع الخرز ويدخل الخارز يده في الاداوة ثم يمد السير والخيط.)

والفَقْءُ: مَوْضِعٌ.

فق

أ1 فَقأَ العَيْنَ, (S, Mgh, O, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. فَقْءٌ, (S, Mgh, O,) He put out the eye; or blinded it; or made it to sink in its socket; syn. بَخَقَهَا; (Lh, S, O, K;) as also ↓ فقّأها, (S, O, K,) inf. n. تَفْقِئَةٌ: (S, O:) or, accord. to the Msb, بَخَصَهَا; which is said by Es-Sarakustee to mean he put his finger into the eye and pulled it out; and by IKtt to mean he extinguished its light; and by some to mean he slit it, or rent it: (TA:) or he slit, or rent, the portion of the eye that is surrounded by the white thereof: (Mgh:) or i. q. قَلَهَا; (K, TA;) i. e. [he pulled out the eye; or], as some say, he pulled out the portion of the eye which is surrounded by the white, and with which one sees: (TA: [and the like is said in the Mgh in explanation of القَلْعُ, but this is there said to differ from الفَقْءُ:]) or, as some say, he put his finger into the eye and so slit, or rent, it: (TA:) or he broke, or ruptured, the eye; syn. كَسَرَهَا; and so البَثْرَةَ [the pimple, or the small, or purulent, pustule]; and the like of these: (K: [and to all of these the two other explanations mentioned above as from the K are likewise there, improperly, made to relate:]) this last explanation, in the K, is said by MF to be unknown; but it is mentioned in the A and L, and by more than one of the leading lexicologists: (TA:) [accord. to Mtr,] فَقَأْتُ البَثْرَةَ means I slit the pimple, &c., or rent it [open]. (Mgh, Msb.) Among the Arabs in the Time of Ignorance, when a man's camels amounted to a thousand, he put out (فَقَأَ) an eye of one of them (a بَعِير), and set it free to pasture where it would, and made no use of it. (TA.) b2: فَقَأَ اللّٰهُ عَنْكَ عَيْنَ الكَمَالِ is a tropical saying [app. meaning May God prevent from seeing thee the fatal eye: the term عين الكمال being applied to an eye believed to have the power of killing by its glance]. (A, TA.) b3: And فَقَأَ نَاظِرَيْهِ, (O, K,) likewise said to be a tropical phrase, (TA,) means (tropical:) He dispelled his anger. (O, K.) b4: And فَقَأعَيْنَهُ also means [sometimes] (tropical:) He struck him; or struck him vehemently with a broad thing, or with anything; or slapped him with his hand: or he was rough, rude, or ungentle, to him in speech. (TA in art. عين.) b5: And فَقَأَتِ البُهْمَى, inf. n. فُقُوْءٌ, (O, K, TA,) or, accord. to the L, فَقْءٌ, (TA,) The [barleygrass termed] بهمى was rendered dusty by rain, or by a torrent, so that the cattle would not eat it until it became clean: (O, K, TA:) and in like manner one says of any plant. (O, TA.) [See also 1 in art. فقأ.] b6: And, as some say, (TA,) or ↓ تفقّأت, (S, O, TA,) (tropical:) The envelopes [or glumes] of the بُهْمَى burst open so as to disclose (S, O, TA) its fruit [or seeds], (S, O,) or its flower. (TA.) 2 فَقَّاَ see 1, first sentence. b2: لَا يُفَقِّئُ البَيْضَ, (IJ, TA,) or البَيْضَ ↓ لَا يَتَفَقَّأُ, (A, TA,) (assumed tropical:) [He will not break, or burst, eggs, or the eggs,] is said of a weak and quiet man, (IJ, TA,) or of an impotent man. (A, TA.) 4 افقأ His breast, or chest, became depressed (اِنْخَسَفَ), in consequence of a malady, or an accident; (IAar, O, TA;) said of a man. (IAar, O.) [But see فَقَأٌ and أَفْقَأُ.]5 تَفَقَّاَ see 7, in two places. b2: It is also said of the corpse that has lain long upon the field of battle, meaning It rent, or burst. (Mgh.) and one says, تَفَقَّأْتُ شَحْمًا (assumed tropical:) [I almost burst with fat]: (S:) [and] تَفَقَّأَتِ الشَّاةُ شَحْمًا [the sheep, or goat, almost burst with fat]: (O:) شحما being in the accus. case as a specificative. (S, O.) And أَكَلَ حَتَّى كَادَبَطْنُهُ يَتَفَقَّأُ (assumed tropical:) He ate until his belly almost burst. (A, TA.) And ↓ أَكَلَ حَتَّى كَادَ يَنْفَقِئُ (assumed tropical:) [He ate until he almost burst]. (O: in the TA with بَكَى [he wept] in the place of اكل, and with بَطْنُهُ after ينفقئ.) b3: And تَفَقَّأَتِ السَّحَابَةُ عَنْ مَائِهَا (tropical:) The cloud burst with its water. (S, * O, * TA.) b4: See also 1, last sentence.

A2: And see 2.7 انفِقأت العَيْنُ and ↓ تفقّأت, quasi-pass. vs., [the former] of فَقَأَ العَيْنَ and [the latter] of فَقَّأَهَا as expl. in the first sentence of this art.; (K, TA;) [thus signifying The eye became put out; or blinded; or made to sink in its socket: &c.: or it broke; or became broken, or ruptured:] and so البَثْرَةُ [the pimple, or the small, or purulent, pustule]: and the like of these: (K, TA:) the former, (Mgh,) or each, (Msb,) said of a بَثْرَة, means it [broke, or] rent, or burst: (Mgh, Msb:) and thus ↓ تفقّأ said of [a pustule such as is termed] a دُمَّل, (S, Mgh, O,) and of [such as is termed] a قَرْح. (S, O.) b2: See also 5.8 افتقأ الخَرْزَ is expl. in the K as meaning أَعَادَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ بَيْنَ الكُلْبَتَيْنِ كُلْبَةً أُخْرَى; [and in like manner in the O, except that the latte has الكُلْيَتَيْنِ and كُلْيَةً; and so have several copies of the K;] but this meaning is assigned by Lh to اقتفأ, which see for a fuller explanation. (TA.) فَقْءٌ (S, O, K) and (O, K) accord. to Ks and Fr (O) ↓ فُقْأَةٌ [in the CK فُقَأة] and ↓ فَقَأَةٌ (O, K) and in some copies of the K ↓ فُقَّآءَة (TA) and ↓ فَاقِيَآءُ, (K,) originally فَاقِئَآءُ, (TA,) The [membrane called] سَابِيَآء (S, O, K) which comes forth عَلَى رَأْسِ الوَلَدِ [upon the head of the young one, meaning at the time of bringing forth,] (S, O,) or which rends open from off the head of the young one [at the time of bringing forth]: (K:) pl. [of the first] فُقُوءٌ: (TA:) or a small, thin, piece of skin, which is upon the nose of the young one, and which, if not removed from it, (O, K,) at the birth, (O,) causes its death, (O, K,) is thus termed, (K,) or is termed ↓ فُقْأَةٌ, by IAar: (O:) or, accord. to As, the water [or fluid] that is عَلَى رَأْسِ الوَلَدِ [app. meaning that is discharged at the time of the birth (see 2 in the arts. ربق and رمد)]: and accord. to IAar, the water [or fluid] that is in the مَشِيمَة [or membrane enclosing the fœtus in the womb] is termed فَقْءٌ and سُخْدٌ and سُخْتٌ and نُخْطٌ: (TA:) it is also said that فَقْوٌ signifies a certain white thing that comes forth from the woman or the she-camel in parturition, and which is an envelope wherein is much water or fluid; mentioned by A 'Obeyd as with hemz [i. e. written فَقْءٌ], and said by him to be the سَابِيَآء [q. v.]. (TA in art. فقو.) b2: And فَقْءٌ signifies also A small hollow, or cavity, in stone, or a rugged place, that collects water: (K:) or it is [a hollow, or cavity,] like a خُفْرَة or جُفْرَة, in the midst of a [stony place such as is termed] حَرّة, (Sh, O, TA,) or in the midst of a mountain: (TA:) and ↓ فَقِىْءٌ signifies the same: (K:) the pl. (of the former, O, or of the latter, TA) is فُقْآنٌ. (O. TA.) فَقَأٌ A protuberance, or swelling out, (O, TA,) of the back, (O,) or of the breast, or chest. (TA.) [But see 4, and see also أَفْقَأُ.]

فُقْأَةٌ: see فَقْءٌ, in two places. b2: Also (tropical:) A cloud in which is neither thunder nor lightning, and the rain of which is مُتَقَارِب [app. meaning drawing near: as though likened to the membrane thus called]. (O, * TA. [In the former written, in this instance, فَقْأَةٌ, which I think to be a mistranscription by the copyist.]) فَقَأَةٌ: see فَقْءٌ.

فَقْأَى: see the next paragraph.

فَقِىْءٌ A he-camel affected with a disease termed حَقْوَة [q. v.], in consequence of which he voids not his urine nor his dung; (O, K; *) and sometimes, or often, his veins and his flesh become choked with blood, and swollen; and if slaughtered and cooked, the cooking-pot becomes full of blood; and sometimes, or often, his stomach becomes so much inflated, or swollen, that it rends, or bursts: and it is likewise applied to a she-camel: (O:) and ↓ فَقْأَى signifies the same applied to a she-camel. (K.) b2: Also (i. e. فَقِىْءٌ) The disease above-mentioned, itself. (O, K.) A2: See also فَقْءٌ, latter sentence.

فُقَّآءَةٌ: see فَقْءٌ.

فَاقِيآءُ: see فَقْءٌ.

أَفْقَأُ Having a protuberant breast, or chest. (IAar, TA in art. فسأ.) [But see 4, and see also فَقَأٌ.]

مُفَقّئَةٌ Valleys, or water-courses, or torrent-beds, (أَوْدِيَةٌ,) that cleave the earth. (O, K.)

وقي

و ق ي

وقاه الله كلّ سوء ومن السوء وقاية، ووقّاه توقية. وفي مثل " الشجاع موقّى ". وقال رؤبة:

إن الموقّى مثل ما وقيت

أراد التوقية. واتقيته وتوقّيته، واتقى الله حق تقاته وتقاه وتقواه، وفيه تقيّاً: تصغير تقوى. قال النّمر:

إني كما قد تعلمين لأتّقى ... تقياً وأعطى من تلادي للحمد

واستعمل التّقيّة. " ومن عصى الله لم تقه منه واقية " وعلى فلان واقية كواقية الكلاب. وهذا وقاء له ووقاية: لما يوقّ به الشيء. وصاح الواقي: الصرد.

ومن المجاز: سرج واق: غير معقر. وفرس واق: يهاب المشي من وجع يجده في حافره. واتقاه بحجفته. واتقاه بحقّه.
و ق ي: (اتَّقَى) يَتَّقِي وَ (تَقَى) يَتْقِي كَقَضَى يَقْضِي. وَ (التَّقْوَى) وَ (التُّقَى) وَاحِدٌ. وَ (التُّقَاةُ التَّقِيَّةُ) يُقَالُ: (اتَّقَى تَقِيَّةً) وَ (تُقَاءً) . وَ (التَّقِيُّ الْمُتَّقِي) وَقَالُوا: مَا أَتْقَاهُ لِلَّهِ. وَ (تَوَقَّى) وَ (اتَّقَى) بِمَعْنًى. وَ (وَقَاهُ) اللَّهُ (وِقَايَةً) بِالْكَسْرِ حَفِظَهُ. وَ (الْوِقَايَةُ) أَيْضًا الَّتِي لِلنِّسَاءِ وَفَتْحُ الْوَاوِ لُغَةٌ. وَ (الْأُوقِيَّةُ) فِي الْحَدِيثِ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا. وَكَذَا كَانَ فِيمَا مَضَى. وَأَمَّا الْيَوْمَ فِيمَا يَتَعَارَفُهُ النَّاسُ فَالْأُوقِيَّةُ عِنْدَ الْأَطِبَّاءِ وَزْنُ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ وَخَمْسَةِ أَسْبَاعِ دِرْهَمٍ وَهُوَ إِسْتَارٌ وَثُلُثَا إِسْتَارٍ وَالْجَمْعُ (الْأَوَاقِيُّ) بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ وَإِنْ شِئْتَ خَفَّفْتَ. 
و ق ي : وَقَاهَ اللَّهُ السُّوءَ يَقِيهِ وِقَايَةً بِالْكَسْرِ حَفِظَهُ وَالْوِقَاءُ مِثْلُ كِتَابٍ كُلُّ مَا وَقَيْتَ بِهِ شَيْئًا وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ الْكِسَائِيّ الْفَتْحَ فِي الْوِقَايَةِ وَالْوِقَاءِ أَيْضًا وَاتَّقَيْتُ اللَّهَ اتِّقَاءً وَالتَّقِيَّةُ وَالتَّقْوَى اسْمٌ مِنْهُ وَالتَّاءُ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ وَالْأَصْلُ وَقْوَى مِنْ وَقَيْتُ لَكِنَّهُ أُبْدِلَ وَلَزِمَتْ التَّاءُ فِي تَصَارِيفِ الْكَلِمَةِ وَالتُّقَاةُ مِثْلُهُ وَجَمْعُهَا تُقًى وَهِيَ فِي تَقْدِيرِ رُطَبَةٍ وَرُطَبٍ.

وَالْوَاقِي قِيلَ هُوَ الْغُرَابُ وَالْعَرَبُ تَتَشَاءَمُ بِهِ لِأَنَّهُ يَنْعِقُ بِالْفِرَاقِ عَلَى زَعْمِهِمْ وَقِيلَ هُوَ الصُّرَدُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يَنْبَسِطُ فِي مَشْيِهِ فَشُبِّهَ بِالْوَاقِي مِنْ الدَّوَابِّ وَهُوَ الَّذِي يَحْفَى وَيَهَابُ الْمَشْيَ مِنْ وَجَعٍ يَجِدُهُ بِحَافِرِهِ وَقَدْ تُحْذَفُ الْيَاءُ فَيُقَالُ الْوَاقْ تَسْمِيَةً لَهُ بِحِكَايَةِ صَوْتِهِ.

وَالْأُوقِيَّةُ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَبِالتَّشْدِيدِ وَهِيَ عِنْدَ الْعَرَبِ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا وَهِيَ فِي تَقْدِيرِ أُفْعُولَةٍ كَالْأُعْجُوبَةِ وَالْأُحْدُوثَةُ وَالْجَمْعُ الْأَوَاقِيُّ بِالتَّشْدِيدِ وَبِالتَّخْفِيفِ لِلتَّخْفِيفِ وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي بَابِ الْمَضْمُومِ أَوَّلَهُ وَهِيَ الْأُوقِيَّةُ.

وَالْوُقِيَّةُ لُغَةٌ وَهِيَ بِضَمِّ الْوَاوِ هَكَذَا هِيَ مَضْبُوطَةٌ فِي كِتَابِ ابْنِ السِّكِّيتِ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ اللَّيْثُ الْوُقِيَّةُ سَبْعَةُ مَثَاقِيلَ وَهِيَ مَضْبُوطَةٌ بِالضَّمِّ أَيْضًا قَالَ الْمُطَرِّزِيُّ وَهَكَذَا هِيَ مَضْبُوطَةٌ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ فِي عِدَّةِ مَوَاضِعَ وَجَرَى عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ بِالْفَتْحِ وَهِيَ لُغَةٌ حَكَاهَا بَعْضُهُمْ وَجَمْعُهَا وَقَايَا مِثْلُ
عَطِيَّةٍ وَعَطَايَا. 
(و ق ي) : (وَقَاكَ اللَّهُ تَعَالَى) كُلَّ سُوءٍ وَمِنْ السُّوءِ أَيْ صَانَكَ وَحَفِظَكَ (وَالْوِقَايَةُ وَالْوِقَاءُ) كُلُّ مَا وَقَيْتَ بِهِ شَيْئًا وَمِنْهَا (الْوِقَايَةُ) فِي كِسْوَةِ النِّسَاءِ وَهِيَ الْمِعْجَرُ سُمِّيتَ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَقِي الْخِمَارَ وَنَحْوَهُ وَعَلَى ذَا قَوْلُهُ فِي الْمُحِيطِ كَمَا لَوْ مَسَحَتْ عَلَى الْوِقَايَةِ (وَالتَّقِيَّةُ) اسْمٌ مِنْ الِاتِّقَاءِ وَتَاؤُهَا بَدَلٌ مِنْ الْوَاوِ لِأَنَّهَا فَعِيلَةٌ مِنْ وَقَيْتُ وَهِيَ أَنْ يَقِيَ نَفْسَهُ مِنْ اللَّائِمَةِ أَوْ مِنْ الْعُقُوبَةِ بِمَا يُظْهِرُ وَإِنْ كَانَ عَلَى خِلَافِ مَا يُضْمِرُ وَعَنْ الْحَسَنِ التَّقِيَّةُ جَائِزَةٌ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (وَالْأُوقِيَّةُ) بِالتَّشْدِيدِ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا وَهِيَ أُفْعُولَةٌ مِنْ الْوِقَايَةِ لِأَنَّهَا تَقِي صَاحِبَهَا مِنْ الضُّرِّ وَقِيلَ فُعْلِيَّةٌ مِنْ الْأَوْقِ الثِّقْلُ وَالْجَمْعُ الْأَوَاقِيُّ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ وَفِي كِتَابِ الْخَرَاجِ فِي حَدِيثِ أَهْلِ نَجْرَانَ «الْحُلَلُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ حُلَلُ دِقٍّ وَحُلَلُ جِلٍّ وَحُلَلُ أَوَاقٍ» وَإِنَّمَا أُضِيفَتْ إلَيْهَا لِأَنَّ ثَمَنَ كُلِّ حُلَّةٍ مِنْهَا كَانَ أُوقِيَّةً وَعِنْدَ الْأَطِبَّاءِ (الْأُوقِيَّةُ) وَزْنُ عَشَرَةِ مَثَاقِيلَ وَخَمْسَةُ أَسْبَاعِ دِرْهَمٍ وَهُوَ إسْتَارٌ وَثُلُثَا إسْتَارٍ وَفِي كِتَابِ الْعَيْنِ (الْأُوقِيَّةُ) وَزْنٌ عَلَى أَوْزَانِ الدُّهْنِ وَهِيَ سَبْعَةُ مَثَاقِيلَ وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ وَقِيَّةُ ثُمَّ تَحَرَّفَ إلَى وُقِيَّةُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَاللُّغَةُ الْجَيِّدَةُ أُوقِيَّةٌ قُلْتُ وَكَأَنَّهُمْ جَعَلُوا الْخَاصَّ عَامًّا فِي مَكَايِيلِ الدُّهْنِ فَقِيلَ (أُوقِيَّةٌ) عُشْرِيَّةٌ وَأُوقِيَّةٌ رُبُعِيَّةٌ وَأُوقِيَّةٌ نِصْفِيَّةٌ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي الْفَتَاوَى لِأَبِي اللَّيْثِ مَا يَجْتَمِعُ لِلدَّهَّانِ مِنْ دُهْنٍ يَقْطُرُ مِنْ الْأُوقِيَّةِ هَلْ يَطِيبُ لَهُ أَمْ لَا وَعَنْ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - مَا رَأَيْنَا قَاضِيًا يَكِيلُ الْبَوْلَ بِالْأَوَاقِيِّ.
وقي
وقَى يقِي، قِ/ قِهْ، وَقْيًا ووِقايةً، فهو واقٍ، والمفعول مَوقِيّ
• وقَى الشَّخصَ المكروهَ/ وقَى الشَّخصَ من المكروه: صانه عنه وحماه "وقاه من البَرْد/ الهدم- اتُّخِذت التدابير للوقاية من حوادث الطُّرق- {فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ} - {وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ وَاقٍ} ". 

اتَّقى/ اتَّقى بـ يَتَّقِي، اتَّقِ، اتِّقاءً وتُقاةً وتُقْيةً، فهو مُتَّقٍ، والمفعول مُتَّقًى
• اتَّقى اللهَ: صار تقيًّا وخاف منه فتجنب ما نهى عنه وامتثل لأوامره " {فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا} ".
• اتَّقى الشَّيءَ/ اتَّقى الشَّيءَ بكذا: حذره وتجنَّبه "اتَّقى البردَ/ الضربات- يتقي المؤمن الشُّبهاتِ- {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} " ° اتَّقاني فلانٌ بحقِّي: أعطانيه وحال بيني وبينه- اتَّقِ شرَّ من أحسنت إليه.
• اتَّقى بالشَّيء: جعله وِقاية له وحماية من شيءٍ آخر "اتَّقى بالشَّجرة". 

توقَّى/ توقَّى من يتوقَّى، تَوَقَّ، توقّيًا، فهو مُتوقٍّ، والمفعول مُتوقًّى
• توقَّى الشَّيءَ/ توقَّى من الشَّيء: اتَّقاه، حذره وتجنّبه "توقَّى المؤمن غضَبَ الله- توقَّى الخطرَ/ الضَّربات- وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ [حديث]- {وَمَنْ تَوَقَّ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [ق] ". 

وقَّى يوقِّي، وَقِّ، توْقيةً، فهو مُوقٍّ، والمفعول مُوَقًّى
• وقَّى الشَّيءَ: وقاه، حماه وصانَه، حفِظه "وقَّى فلانًا من البرد- وقَّاه اللَّقاحُ من مرض الجُدَرِيّ- {فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَّانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [ق] ". 

أَتْقى [مفرد]: اسم تفضيل من وقَى: أكثر خشية وخوفا ° ما أتقاه للَّه: ما أخشاه له.
• الأَتْقى: الأكْثر تقوى؛ الأكثر مراعاة لحدود الله عزّ وجلّ " {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى} ". 

تُقاة [مفرد]: ج تُقًى (لغير المصدر): مصدر اتَّقى/ اتَّقى بـ: خشية وخوف "ثوب التُّقى أشرف الملابس- وغير تَقيّ يأمر النَّاس بالتُّقى ... طبيبٌ يداوي النَّاسَ وهو مريضُ- {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} ". 

تَقْوَى [مفرد]
• تَقْوى الله: خشيته والخوف منه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه "لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إلاَّ بِالتَّقْوَى [حديث]- {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} ". 

تُقْية [مفرد]: مصدر اتَّقى/ اتَّقى بـ. 

تقِيّ [مفرد]: ج تقيّون وأتــقياءُ:
1 - مَن يخاف الله ويمتثل لأوامره "*هذا التَّقيّ النقيّ الطَّاهر العَلَم*".
2 - عابد متحنِّث. 

تَقِيَّة [مفرد]:
1 - خشية وخوف.
2 - مدارة المؤمن للكافر باللِّسان خلاف ما ينطوي عليه قلبه خوفًا على نفسه " {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تَقِيَّةً} [ق] ".
3 - (سف) إخفاء الحقّ ومصانعة النّاس والتّظاهر بغير ما يُعتقد فيه خوفًا من البطش أو الظُّلم. 

توقية [مفرد]: مصدر وقَّى. 

واقٍ [مفرد]: اسم فاعل من وقَى ° حائط واقٍ: بناء يُقام مؤقّتًا أمام مداخل الأبنية لتخفيف الآثار النَّاشئة من المتفجِّرات- درع واقٍ: حامٍ- قِنَاع واقٍ: يَحمي من الغازات السَّامَّة- مَصْل واقٍ: يكسب وقاية ومناعة- مظلَّة واقية: مظلَّة هبوط من الطائرة.
• المحصول الواقي: (رع) محصول مؤقّت يُزرع بين فترات المحصول المنتظم لحماية التُّربة من التَّآكل في الشِّتاء ولتوفير النيتروجين عند حرث الأرض في الرَّبيع.
• واقٍ حراريّ: (فك) حاجز يعزل الحرارة بواسطة امتصاص أو عكس وتشتيت الحرارة الخارجيّة خاصّة لمركبة فضائيّة أو صاروخ، والذي يبدِّد الحرارة أثناء دخول جوّ الأرض من جديد.
• واقٍ من الشَّمس: (كم) مستحضر على شكل كريم أو مرطِّب يُستخدم لحماية البشرة من أشعّة الشَّمس فوق البنفسجيّة.
• الواقي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الحافظ الحامي. 

وِقاء [مفرد]: ما وقَيْت به شيئًا "اتّخذ الأشجارَ وِقاءً له من المطر- قد تكون التُّربة الصّالحة للأولاد وِقاءً لهم من الزَّلل" ° وقاء الرُّكبة: حشوة تُوضع على الرُّكبة وحولها للحماية والوقاية من الصدمات. 

وِقائيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وِقاية.
2 - ما يؤمِّن الوقاية، مؤسَّس ومرسَّخ لمنع موقف أو حدث غير سارّ "تدابير/ موادّ وقائيّة".
• طبّ وقائيّ: (طب) فرع من الطبّ يعمل على دعم الصحّة ونشر الوعي الصحي ومنع حدوث المرض، واقٍ من المرض أو يبطِّئ تطوُّرَه ويقضي على آثاره ° برامج الصِّحة الوقائيّة: أنشطة صحيَّة هدفها الحماية من الأمراض وضمان مستوى صحيّ مقبول، وذلك عن طريق التطعيم والتوعية الصحية والبحوث الباثولوجيّة عن الأمراض وأسبابها وطرق الوقاية منها. 

وِقاية [مفرد]:
1 - مصدر وقَى.
2 - ما يتوقَّى به الشَّيء "الوقاية من حوادث الطُّرق- اللِّقاح وقاية من بعض الأمراض".
3 - (طب) جميع الوسائل التي تُتّخذ لاتّقاء الأمراض كالتَّطْهير والتَّلقيح والعَزْلِ "الوقايةُ خيرٌ من العلاج- وقاية صحّيَّة". 

وَقْي [مفرد]: مصدر وقَى. 

وَقِيّة/ وُقِيّة [مفرد]: ج وَقايا ووُقِيّ: أوقيّة، جزء من أجزاء الرَّطل الاثنى عشر، وهو وزن يختلف مقداره من بلد عربيّ إلى آخر "وُقيّة من الذهب". 

وقي: وقاهُ اللهُ وَقْياً وَوِقايةً وواقِيةً: صانَه؛ قال أَبو مَعْقِل

الهُذليّ:

فَعادَ عليكِ إنَّ لكُنَّ حَظّاً،

وواقِيةً كواقِيةِ الكِلابِ

وفي الحديث: فَوقَى أَحَدُكم وجْهَه النارَ؛ وَقَيْتُ الشيء أَقِيه إذا

صُنْتَه وسَتَرْتَه عن الأَذى، وهذا اللفظ خبر أُريد به الأمر أي لِيَقِ

أَحدُكم وجهَه النارَ بالطاعة والصَّدَقة. وقوله في حديث معاذ: وتَوَقَّ

كَرائَمَ أَموالِهم أَي تَجَنَّبْها ولا تأْخُذْها في الصدَقة لأَنها

تَكرْمُ على أَصْحابها وتَعِزُّ، فخذ الوسَطَ لا العالي ولا التَّازِلَ،

وتَوقَّى واتَّقى بمعنى؛ ومنه الحديث: تَبَقَّهْ وتوَقَّهْ أَي اسْتَبْقِ

نَفْسك ولا تُعَرِّضْها للتَّلَف وتَحَرَّزْ من الآفات واتَّقِها؛ وقول

مُهَلْهِل:

ضَرَبَتْ صَدْرَها إليَّ وقالت:

يا عَدِيًّا ، لقد وَقَتْكَ الأَواقي

(*قوله «ضربت إلخ»هذا البيت نسبه الجوهري وابن سيده إلى مهلهل. وفي

التكملة: وليس البيت لمهلهل، وإنما هو لأخيه عدي يرثي مهلهلاً. وقيل

البيت:ظبية من ظباء وجرة تعطو

بيديها في ناضر الاوراق

أراد بها امرأته؛ شبهها بالظباء فأجرى عليها أوصاف الظباء)

إِنما أراد الواو في جمع واقِيةٍ، فهمز الواو الأُولى، ووقاهُ: صانَه.

ووقاه ما يَكْرَه ووقَّاه: حَماهُ منه، والتخفيف أَعلى. وفي التنزيل

العزيز: فوقاهُمُ الله شَرَّ ذلك اليومِ. والوِقاءُ والوَقاء والوِقايةُ

والوَقايةُ والوُقايةُ والواقِيةُ: كلُّ ما وقَيْتَ به شيئاً وقال اللحياني:

كلُّ ذلك مصدرُ وَقَيْتُه الشيء. وفي الحديث: من عَصى الله لم يَقِه منه

واقِيةٌ إِلا بإِحْداث تَوْبةٍ؛ وأَنشد الباهليُّ وغيره للمُتَنَخِّل

الهُذَلي:

لا تَقِه الموتَ وقِيَّاتُه،

خُطَّ له ذلك في المَهْبِلِ

قال: وقِيَّاتُه ما تَوَقَّى به من ماله، والمَهْبِلُ: المُسْتَوْدَعُ.

ويقال: وقاكَ اللهُ شَرَّ فلان وِقايةً. وفي التنزيل العزيز: ما لهم من

الله من واقٍ؛ أَي من دافِعٍ. ووقاه اللهُ وِقاية، بالكسر، أَي حَفِظَه.

والتَّوْقِيةُ: الكلاءة والحِفْظُ؛ قال:

إِنَّ المُوَقَّى مِثلُ ما وقَّيْتُ

وتَوَقَّى واتَّقى بمعنى. وقد توَقَّيْتُ واتَّقَيْتُ الشيء وتَقَيْتُه

أَتَّقِيه وأَتْقِيه تُقًى وتَقِيَّةً وتِقاء: حَذِرْتُه؛ الأَخيرة عن

اللحياني، والاسم التَّقْوى، التاء بدل من الواو والواو بدل من الياء. وفي

التنزيل العزيز: وآتاهم تَقْواهم؛ أَي جزاء تَقْواهم، وقيل: معناه

أَلهَمَهُم تَقْواهم، وقوله تعالى: هو أَهلُ التَّقْوى وأَهلُ المَغْفِرة؛ أَي

هو أَهلٌ أَن يُتَّقَى عِقابه وأَهلٌ أَن يُعمَلَ بما يؤدّي إِلى

مَغْفِرته. وقوله تعالى: يا أَيها النبيُّ اتَّقِ الله؛ معناه اثْبُت على تَقْوى

اللهِ ودُمْ عليه

(* قوله «ودم عليه» هو في الأصل كالمحكم بتذكير

الضمير.) وقوله تعالى: إِلا أَن تتقوا منهم تُقاةً؛ يجوز أَن يكون مصدراً وأَن

يكون جمعاً، والمصدر أَجود لأَن في القراءة الأُخرى: إِلا أَن تَتَّقُوا

منهم تَقِيَّةً؛ التعليل للفارسي. التهذيب: وقرأَ حميد تَقِيَّة، وهو

وجه، إِلا أَن الأُولى أَشهر في العربية، والتُّقى يكتب بالياء.

والتَّقِيُّ: المُتَّقي. وقالوا: ما أَتْقاه لله؛ فأَما قوله:

ومَن يَتَّقْ فإِنَّ اللهَ مَعْهُ،

ورِزْقُ اللهِ مُؤْتابٌ وغادي

فإِنما أَدخل جزماً على جزم؛ وقال ابن سيده: فإِنه أَراد يَتَّقِ فأَجرى

تَقِفَ، مِن يَتَّقِ فإِن، مُجرى عَلِمَ فخفف، كقولهم عَلْمَ في عَلِمَ.

ورجل تَقِيٌّ من قوم أَتْــقِياء وتُقَواء؛ الأَخيرة نادرة، ونظيرها

سُخَواء وسُرَواء، وسيبويه يمنع ذلك كله. وقوله تعالى: قالت إِني أَعوذُ

بالرحمن منكَ إِن كنتَ تَقِيّاً؛ تأْويله إِني أَعوذ بالله، فإِن كنت تقيّاً

فسَتَتَّعِظ بتعَوُّذي بالله منكَ، وقد تَقيَ تُقًى. التهذيب: ابن

الأَعرابي التُّقاةُ والتَّقِيَّةُ والتَّقْوى والاتِّقاء كله واحد. وروي عن ابن

السكيت قال: يقال اتَّقاه بحقه يَتَّقيه وتَقاه يَتْقِيه، وتقول في

الأَمر: تَقْ، وللمرأَة: تَقي؛ قال عبد الله ابن هَمَّام السَّلُولي:

زِيادَتَنا نَعْمانُ لا تَنْسَيَنَّها،

تَقِ اللهَ فِينا والكتابَ الذي تَتْلُو

بنى الأَمر على المخفف، فاستغنى عن الأَلف فيه بحركة الحرف الثاني في

المستقبل، وأَصل يَتَقي يَتَّقِي، فحذفت التاء الأُولى، وعليه ما أُنشده

الأَصمعي، قال: أَنشدني عيسى بن عُمر لخُفاف بن نُدْبة:

جَلاها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها

خِفافاً، كلُّها يَتَقي بأَثر

أَي كلها يستقبلك بفِرِنْدِه؛ رأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضيِّ الدين

الشاطِبي، رحمه الله، قال: قال أبو عمرو وزعم سيبويه أَنهم يقولون تَقَى

اللهَ رجل فعَل خَيْراً؛ يريدون اتَّقى اللهَ رجل، فيحذفون ويخفقون، قال:

وتقول أَنت تَتْقي اللهَ وتِتْقي اللهَ، على لغة من قال تَعْلَمُ

وتِعْلَمُ، وتِعْلَمُ، بالكسر: لغة قيْس وتَمِيم وأَسَد ورَبيعةَ وعامَّةِ العرب،

وأَما أَهل الحجاز وقومٌ من أَعجاز هَوازِنَ وأَزْدِ السَّراة وبعضِ

هُذيل فيقولون تَعْلَم، والقرآن عليها، قال: وزعم الأَخفش أَن كل مَن ورد

علينا من الأَعراب لم يقل إِلا تِعْلَم، بالكسر، قال: نقلته من نوادر أَبي

زيد. قال أَبو بكر: رجل تَقِيٌّ، ويُجمع أَتْــقِياء، معناه أَنه مُوَقٍّ

نَفْسَه من العذاب والمعاصي بالعمل الصالح، وأَصله من وَقَيْتُ نَفْسي

أَقيها؛ قال النحويون: الأَصل وَقُويٌ، فأَبدلوا من الواو الأُولى تاء كما

قالوا مُتَّزِر، والأَصل مُوتَزِر، وأَبدلوا من الواو الثانية ياء

وأَدغموها في الياء التي بعدها، وكسروا القاف لتصبح الياء؛ قال أَبو بكر:

والاختيار عندي في تَقِيّ أَنه من الفعل فَعِيل، فأَدغموا الياء الأُولى في

الثانية، الدليل على هذا جمعهم إِياه أَتــقياء كما قالوا وَليٌّ وأَوْلِياء،

ومن قال هو فَعُول قال: لمَّا أَشبه فعيلاً جُمع كجمعه، قال أَبو منصور:

اتَّقى يَتَّقي كان في الأَصل اوْتَقى، على افتعل، فقلبت الواو ياء

لانكسار ما قبلها، وأُبدلت منها التاء وأُدغمت، فلما كثر استعماله على لفظ

الافتعال توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف فجعلوه إِتَقى يَتَقي، بفتح التاء

فيهما مخففة، ثم لم يجدوا له مثالاً في كلامهم يُلحقونه به فقالوا تَقى

يَتَّقي مثل قَضى يَقْضِي؛ قال ابن بري: أَدخل همزة الوصل على تَقى،

والتاء محركة، لأَنَّ أَصلها السكون، والمشهور تَقى يَتَّقي من غير همز وصل

لتحرك التاء؛ قال أَبو أَوس:

تَقاكَ بكَعْبٍ واحِدٍ وتَلَذُّه

يَداكَ، إِذا هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ

أَي تَلَقَّاكَ برمح كأَنه كعب واحد، يريد اتَّقاك بكَعْب وهو يصف

رُمْحاً؛ وقال الأَسدي:

ولا أَتْقي الغَيُورَ إِذا رَآني،

ومِثْلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ

الرَّبيسُ: الدَّاهي المُنْكَر، يقال: داهِيةٌ رَبْساء، ومن رواها

بتحريك التاء فإِنما هو على ما ذكر من التخفيف؛ قال ابن بري: والصحيح في هذا

البيت وفي بيت خُفاف بن نَدبة يَتَقي وأَتَقي، بفتح التاء لا غير، قال:

وقد أَنكر أَبو سعيد تَقَى يَتْقي تَقْياً، وقال: يلزم أَن يقال في الأَمر

اتْقِ، ولا يقال ذلك، قال: وهذا هو الصحيح. التهذيب. اتَّقى كان في

الأَصل اوْتَقى، والتاء فيها تاء الافتعال فأُدغمت الواو في التاء وشددت فقيل

اتَّقى، ثم حذفوا أَلف الوصل والواو التي انقلبت تاء فقيل تَقى يَتْقي

بمعنى استقبل الشيء وتَوَقَّاه، وإِذا قالوا اتَّقى يَتَّقي فالمعنى أَنه

صار تَقِيّاً، ويقال في الأَول تَقى يَتْقي ويَتْقي. ورجل وَقِيٌّ تَقِيٌّ

بمعنى واحد. وروي عن أَبي العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي يقول: واحدة

التُّقى تُقاة مثل طُلاة وطُلًى، وهذان الحرفان نادران؛ قال الأَزهري:

وأَصل الحرف وَقى يَقي، ولكن التاءَ صارت لازمة لهذه الحروف فصارت كالأَصلية،

قال: ولذلك كتبتها في باب التاء. وفي الحديث: إِنما الإِمام جُنَّة

يُتَّقى به ويُقاتَل من ورائه أَي أَنه يُدْفَعُ به العَدُوُّ ويُتَّقى

بقُوّته، والتاءُ فيها مبدلة من الواو لأن أَصلها من الوِقاية، وتقديرها

اوْتَقى، فقلبت وأُدغمت، فلما كثر استعمالُها توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف

فقالوا اتَّقى يَتَّقي، بفتح التاء فيهما.

(* قوله«فقالوا اتقي يتقي بفتح

التاء فيهما» كذا في الأصل وبعض نسخ النهاية بألفين قبل تاء اتقى. ولعله

فقالوا: تقى يتقي، بألف واحدة، فتكون التاء مخففة مفتوحة فيهما. ويؤيده

ما في نسخ النهاية عقبه: وربما قالوا تقى يتقي كرمى يرمي.) وفي الحديث:

كنا إِذا احْمَرَّ البَأْسُ اتَّقَينا برسولِ الله،صلى الله عليه وسلم،

أَي جعلناه وِقاية لنا من العَدُوّ قُدَّامَنا واسْتَقْبَلْنا العدوَّ به

وقُمْنا خَلْفَه وِقاية. وفي الحديث: قلتُ وهل للسَّيفِ من تَقِيَّةٍ؟

قال: نَعَمْ، تَقِيَّة على أَقذاء وهُدْنةٌ على دَخَنٍ؛ التَّقِيَّةُ

والتُّقاةُ بمعنى، يريد أَنهم يَتَّقُون بعضُهم بعضاً ويُظهرون الصُّلْحَ

والاتِّفاق وباطنهم بخلاف ذلك. قال: والتَّقْوى اسم، وموضع التاء واو وأَصلها

وَقْوَى، وهي فَعْلى من وَقَيْتُ، وقال في موضع آخر: التَّقوى أَصلها

وَقْوَى من وَقَيْتُ، فلما فُتِحت قُلِبت الواو تاء، ثم تركت التاءُ في

تصريف الفعل على حالها في التُّقى والتَّقوى والتَّقِيَّةِ والتَّقِيِّ

والاتِّقاءِ، قال: والتُّفاةُ جمع، ويجمع تُقِيّاً، كالأُباةِ وتُجْمع

أُبِيّاً، وتَقِيٌّ كان في الأَصل وَقُويٌ، على فَعُولٍ، فقلبت الواو الأُولى

تاء كما قالوا تَوْلج وأَصله وَوْلَج، قالوا: والثانية قلبت ياء للياءِ

الأَخيرة، ثم أُدغمت في الثانية فقيل تَقِيٌّ، وقيل: تَقيٌّ كان في الأَصل

وَقِيّاً، كأَنه فَعِيل، ولذلك جمع على أَتْــقِياء. الجوهري: التَّقْوى

والتُّقى واحد، والواو مبدلة من الياءِ على ما ذكر في رَيّا. وحكى ابن بري

عن القزاز: أَن تُقًى جمع تُقاة مثل طُلاةٍ وطُلًى. والتُّقاةُ:

التَّقِيَّةُ، يقال: اتَّقى تَقِيَّةً وتُقاةً مثل اتَّخَمَ تُخَمةً؛ قال ابن بري:

جعلهم هذه المصادر لاتَّقى دون تَقى يشهد لصحة قول أَبي سعيد المتقدّم

إنه لم يسمع تَقى يَتْقي وإِنما سمع تَقى يَتَقي محذوفاً من اتَّقى.

والوِقايةُ التي للنساءِ، والوَقايةُ، بالفتح لغة، والوِقاءُ والوَقاءُ: ما

وَقَيْتَ به شيئاً.

والأُوقِيَّةُ: زِنةُ سَبعة مَثاقِيلَ وزنة أَربعين درهماً، وإن جعلتها

فُعْلِيَّة فهي من غير هذا الباب؛ وقال اللحياني: هي الأُوقِيَّةُ وجمعها

أَواقِيُّ، والوَقِيّةُ، وهي قليلة، وجمعها وَقايا. وفي حديث النبي، صلى

الله عليه وسلم: أَنه لم يُصْدِق امْرأَةً من نِسائه أَكثر من اثنتي

عشرة أُوقِيَّةً ونَشٍّ؛ فسرها مجاهد فقال: الأُوقِيَّة أَربعون درهماً،

والنَّشُّ عشرون. غيره: الوَقيَّة وزن من أَوزان الدُّهْنِ، قال الأَزهري:

واللغة أُوقِيَّةٌ، وجمعها أَواقيُّ وأَواقٍ. وفي حديث آخر مرفوع: ليس

فيما دون خمس أَواقٍ من الوَرِق صَدَقَةٌ؛ قال أَبو منصور: خمسُ أَواقٍ

مائتا دِرْهم، وهذا يحقق ما قال مجاهد، وقد ورد بغير هذه الرواية: لا صَدَقة

في أَقَلَّ مِن خمسِ أَواقِي، والجمع يشدَّد ويخفف مثل أُثْفِيَّةٍ

وأَثافِيَّ وأثافٍ، قال: وربما يجيء في الحديث وُقِيّة وليست بالعالية وهمزتها

زائدة، قال: وكانت الأُوقِيَّة قديماً عبارة عن أَربعين درهماً، وهي في

غير الحديث نصف سدس الرِّطْلِ، وهو جزء من اثني عشر جزءاً، وتختلف

باختلاف اصطلاح البلاد. قال الجوهري: الأُوقيَّة في الحديث، بضم الهمزة وتشديد

الياء، اسم لأَربعين درهماً، ووزنه أُفْعولةٌ، والأَلف زائدة، وفي بعض

الروايات وُقِية، بغير أَلف، وهي لغة عامية، وكذلك كان فيما مضى، وأَما

اليوم فيما يَتعارَفُها الناس ويُقَدِّر عليه الأَطباء فالأُوقية عندهم عشرة

دراهم وخمسة أَسباع درهم، وهو إِسْتار وثلثا إِسْتار، والجمع الأَواقي،

مشدداً، وإِن شئت خففت الياء في الجمع. والأَواقِي أَيضاً: جمع واقِيةٍ؛

وأَنشد بيت مهَلْهِلٍ: لقدْ وَقَتْكَ الأَواقِي، وقد تقدّم في صدر هذه

الترجمة، قال: وأَصله ووَاقِي لأَنه فَواعِل، إِلا أَنهم كرهوا اجتماع

الواوين فقلبوا الأُولى أَلفاً.

وسَرْجٌ واقٍ: غير مِعْقَر، وفي التهذيب: لم يكن مِعْقَراً، وما

أَوْقاه، وكذلك الرَّحْل، وقال اللحياني: سَرْجٌ واقٍ بَيّن الوِقاء، مدود،

وسَرجٌ وَقِيٌّ بيِّن الوُقِيِّ. ووَقَى من الحَفَى وَقْياً: كوَجَى؛ قال

امرؤ القيس:

وصُمٍّ صِلابٍ ما يَقِينَ مِنَ الوَجَى،

كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منْه علَى رالِ

ويقال: فرس واقٍ إِذا كان يَهابُ المشيَ من وَجَع يَجِده في حافِره، وقد

وَقَى يَقِي؛ عن الأَصمعي، وقيل: فرس واقٍ إِذا حَفِيَ من غِلَظِ

الأَرضِ ورِقَّةِ الحافِر فَوَقَى حافِرُه الموضع الغليظ؛ قال ابن

أَحمر:تَمْشِي بأَوْظِفةٍ شِدادٍ أَسْرُها،

شُمِّ السّنابِك لا تَقِي بالجُدْجُدِ

أَي لا تشتكي حُزونةَ الأَرض لصَلابة حَوافِرها. وفرس واقِيةٌ: للتي بها

ظَلْعٌ، والجمع الأَواقِي. وسرجٌ واقٍ إِذا لم يكن مِعْقَراً. قال ابن

بري: والواقِيةُ والواقِي بمعنى المصدر؛ قال أَفيون التغْلبي:

لَعَمْرُك ما يَدْرِي الفَتَى كيْفَ يتَّقِي،

إِذا هُو لم يَجْعَلْ له اللهُ واقِيا

ويقال للشجاع: مُوَقًّى أَي مَوْقِيٌّ جِدًّا. وَقِ على ظَلْعِك أَي

الزَمْه وارْبَعْ عليه، مثل ارْقَ على ظَلْعِك، وقد يقال: قِ على ظَلْعِك

أَي أَصْلِحْ أَوَّلاً أَمْرَك، فتقول: قد وَقَيْتُ وَقْياً ووُقِيّاً.

التهذيب: أَبو عبيدة في باب الطِّيرَةِ والفَأْلِ: الواقِي الصُّرَدُ مثل

القاضِي؛ قال مُرَقِّش:

ولَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لا

أَغْدُو، على واقٍ وحاتِمْ

فَإِذا الأَشائِمُ كالأَيا

مِنِ، والأَيامِنُ كالأَشائِمْ

قال أَبو الهيثم: قيل للصُّرَد واقٍ لأَنه لا يَنبَسِط في مشيه، فشُبّه

بالواقِي من الدَّوابِّ إِذا حَفِيَ. والواقِي: الصُّرَدُ؛ قال خُثَيْمُ

بن عَدِيّ، وقيل: هو للرَّقَّاص

(* قوله« للرقاص إلخ» في التكملة: هو لقب

خثيم بن عدي، وهو صريح كلام رضي الدين بعد) الكلبي يمدح مسعود بن بَجْر،

قال ابن بري: وهو الصحيح:

وجَدْتُ أَباكَ الخَيْرَ بَجْراً بِنَجْوةٍ

بنَاها له مَجْدٌ أَشَمٌّ قُماقِمُ

وليس بِهَيَّابٍ، إِذا شَدَّ رَحْلَه،

يقول: عَدانِي اليَوْمَ واقٍ وحاتِمُ،

ولكنه يَمْضِي على ذاكَ مُقْدِماً،

إِذا صَدَّ عن تلكَ الهَناتِ الخُثارِمُ

ورأَيت بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبي، رحمه الله، قال: وفي جمهرة

النسب لابن الكلبي وعديّ بن غُطَيْفِ بن نُوَيْلٍ الشاعر وابنه خُثَيْمٌ،

قال: وهو الرَّقَّاص الشاعر القائل لمسعود بن بحر الزُّهريّ:

وجدتُ أَباك الخير بحراً بنجوة

بناها له مجدٌ أَشم قُماقمُ

قال ابن سيده: وعندي أَنَّ واقٍ حكاية صوته، فإِن كان ذلك فاشتقاقه غير

معروف. قال الجوهريّ: ويقال هو الواقِ، بكسر القاف بلا ياء، لأَنه سمي

بذلك لحكاية صوته.

وابن وَقاء أَو وِقاء: رجل من العرب، والله أَعلم.

وقِي
: (ي {وَقَاهُ) } يَقِيهِ ( {وقْياً) ، بِالْفَتْح، (} ووِقايَةً) ، بالكسْر، ( {وواقِيَةً) ، على فاعِلَةٍ: (صانَهُ) وسَتَرَهُ عَن الأَذَى وحَمَاهُ وحَفِظَه، فَهُوَ} واقٍ؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {مالهُمْ مِن اللهِ من {واقٍ} ؛ أَي مِن دَافِعٍ، وشاهِدُ الوِقايَةِ قولُ البوصيري:
} وِقايَةُ اللهاِ أَغْنَتْ عَن مُضاعَفَة
من الدُّروعِ وَعَن عَال من الأُطُم وشاهِدُ {الواقِيَةِ قولُ أَبي مَعْقِل الهُذَليّ:
فعَادَ عليكِ إنَّ لكُنَّ حَطّاً
} وواقِيةً {كواقِيةِ الكِلابِوفي حَدِيث الدُّعاء: (اللهُمَّ} واقِيَةً {كوَاقِيَةِ الوَلِيدِ) . وَفِي حديثٍ آخر: (مَنْ عَصَى اللهاَ لم} تَقِه مِنْهُ {واقِيَةٌ إلاَّ بإحْداثِ تَوْبةٍ) .
(} كوَقَّاهُ) ، بالتَّشْديدِ، والتَّخْفِيف أَعْلَى، وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: { {فوقاهُمُ الله شَرَّ ذلكَ اليَوْم} ؛ وشاهِدُ المُشدَّد قولُ الشَّاعِر:
إنَّ} المُوَقَّى مِثْلُ مَا {وَقَّيْتُ (} والوَقاءُ) ، كسَحابٍ (ويُكْسَرُ، {والوَقايَةُ، مُثَلَّثَةً) ، وكَذلكَ} الوَاقِيَةُ: كُلُّ (مَا {وَقَيْتَ بِهِ) شَيْئا.
وقالَ اللّحْياني: كلُّ ذلكَ مَصْدَرُ} وَقَيْتُه الشيءَ.
( {والتَّوْقِيَةُ: الكِلاءَةُ والحِفْظُ) والصِّيانَةُ والحِفْظُ.
(} واتَّقَيْتُ الشَّيءَ {وتَقَيْتُه:} وأَتْقِيه {تُقًى) ، كهُدًى، (} وتَقِيَّةً) ، كغَنِيَّةٍ، ( {وتِقاءً، ككِساءٍ) ؛ وَهَذِه عَن اللّحْياني؛ أَي (حَذِرْتُه) .
قَالَ الجَوْهرِي:} اتَّقَى {يَتَّقِي أَصْلُه أوْتقى يوتقى على افْتَعَل، قُلبَتِ الواوُ يَاء لانْكِسارِ مَا قَبْلها، وأُبْدِلَتْ مِنْهَا التاءُ وأُدْغمت، فلمَّا كَثُر اسْتِعْمالُه على لَفْظِ الافْتِعالِ تَوهَّموا أنَّ التاءَ مِن نَفْس الحَرْف فجعَلُوه إتَقى} يَتَقي، بفَتْح التاءِ فيهمَا، ثمَّ لم يَجِدُوا لَهُ مِثالاً فِي كَلامِهم يُلْحقُونَه بِهِ، فَقَالُوا: {تَقى} يَتْقي مِثْل قَضَى يَقْضِي؛ قالَ أَوْسُ: {تَقاكَ بكَعْبٍ واحِدٍ وتَلَذُّه
يَداكَ إِذا ماهُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُوقالَ خُفافُ بنُ نُدْبة:
جَلاها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها
خِفافاً كلُّها} يَتَقَي بأَثَروقال آخَرُ مِن بَني أَسَدٍ:
وَلَا {أَتْقي الغَيُورَ إِذا رَآني
ومِثْلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِومن رَواها بتَحْريكِ التاءِ فإنَّما هُوَ على مَا ذَكَرْته مِن التّخْفيفِ، انتهَى نَصُّ الجَوْهرِي.
قَالَ ابنُ برِّي عنْدَ قَوْله مِثْل قَضَى يَقْضِي: أَدْخَل هَمْزَة الوَصْل على تَقى، وَالتَّاء مُتَحرَّكَة، لأنَّ أَصْلَها السّكونُ، والمَشْهورُ} تَقى {يَتْقِي مِن غَيْرِ هَمْزةِ وَصْل لتحرّكِ التاءِ، وَقَالَ أَيْضاً: الصَّحِيحُ فِي بيتِ الأَسَدِي وبيتِ خُفاف} يَتَقي {وأَتَقي، بفَتْح التاءِ لَا غَيْر، قالَ: وَقد أَنْكَر أَبو سعيدٍ} تَقَى {يَتْقي} تَقْياً، وَقَالَ: يلزمُ فِي الأمْرِ {اتْقِ، وَلَا يقالُ ذَلِك، قالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحيحُ.
ثمَّ قالَ الجَوْهري: وتقولُ فِي الأمْر:} تَق، وللمَرْأةِ: {تَقي: قالَ عبدُ اللهاِ بنُ هَمَّام السَّلُولي:
زِيادَتَنَا نَعْمانُ لَا تَنْسَيَنَّها
تَقِ اللهاَ فِينا والكتابَ الَّذِي تَتْلُوبَنَى الأَمْرَ على المُخفَّف، فاسْتَغْنى عَن الألفِ فِيهِ بحرَكَةِ الحَرْفِ الثَّانِي فِي المُسْتَقبل، انتَهَى؛ وأَنْشَدَ القالِي:
} تَقي اللهاَ فِيهِ أُمُّ عَمْروٍ ونِوِّلي
مُوَدَّتَه لَا يَطْلبنكِ طالِبُ وقولهُ تَعَالَى: {يَا أَيّها النبيّ {اتَّقِ الله} . أَي اثْبُت على} تَقْوى الله ودُمْ عَلَيْهَا.
وَفِي الحديثِ: (إنَّما الإمامُ جُنَّة {يُتَّقى بهِ ويُقاتَلُ مِن وَرَائه) ، أَي يُدْفَعُ بِهِ العَدُوُّ ويُتَّقى بقُوَّتهِ.
وَفِي حديثٍ آخر: (كنَّا إِذا احْمَرَّ البَأْسُ} اتقَيْنا برَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَي جَعَلْناه {وِقايَةً لنا مِن العَدُوِّ واسْتَقْبَلْنا العَدُوَّ بِهِ وقُمْنا خَلْفَه} وِقايةً.
وَفِي حديثٍ آخر: (وَهل للسَّيْفِ مِن {تَقِيَّةٌ؟ قالَ: نَعَمْ،} تَقِيَّة على أَقْذاذٍ وهُدْنَةٌ على دَخَنٍ) ، يَعْني أَنَّهم {يَتَّقُونَ بعضُهم بَعْضًا ويُظْهِرُونَ الصُّلْحَ والاتِّفاق، وباطِنُهم بخِلافِ ذلكَ.
وَفِي التّهْذيب:} اتَّقى كانَ فِي الأصْلِ اوْتقى، والتاءُ فِيهَا تاءُ الافْتِعالِ، فأُدْغِمت الواوُ فِي التاءِ وشُدِّدَتْ فقيلَ اتّقْى، ثمَّ حَذَفُوا أَلِفَ الوَصْل وَالْوَاو الَّتِي انْقَلَبَتْ تَاء فقيلَ {تَقى} يَتْقي بمعْنَى اسْتَقْبل الشيءَ {وتَوَقاهُ، وَإِذا قَالُوا:} اتَّقَى {يَتَّقي فالمَعْنى أنَّه صارَ} تَقِيًّا، ويقالُ فِي الأوَّل تَقى {يَتْقي} ويَتْقَى.
(والاسْمُ {التَّقْوَى) ، و (أَصْلُه تَقْياً) ، التاءُ بدلٌ مِن الواوِ، والواوُ بدلٌ من الياءِ؛ وَفِي الصِّحاح:} التَّقْوَى {والتُّقَى واحِدٌ، والواوُ مُبْدلَةٌ من الياءِ على مَا ذَكَرْناه فِي رِيَا، انتَهَى؛ (قَلَبُوهُ للفَرْقِ بَين الاسْمِ والصِّفةِ كخَزْي وصَدْيا) .
وقالَ ابنُ سِيدَه:} التَّقْوَى أَصْلُه وَقْوَى، وَهِي فَعْلَى من! وَقَيْتُ؛ وقالَ فِي موضِعٍ آخر أَصْلُه وَقْوَى مِن {وَقَيْتُ، فلمَّا فُتِحَت قُلِبَتِ الواوُ تَاء، تُرِكَتِ التاءُ فِي تَصْرِيف الفِعْل على حالِها.
قَالَ شَيخنَا: وَقد اخْتُلِفَ فِي وَزْنِه فقيلَ: فَعُول، وقِيلَ فَعْلى، والأوَّل هُوَ الوَجْه لأنَّ الكَلمةَ يائِيَّةٌ كَمَا فِي كثيرٍ مِن التَّفاسِيرِ، ونَظَرَ فِيهِ البَعْضُ واسْتَوْعَبَه فِي العِنايَةِ.
(وقولهُ، عزَّ وجلَّ: {هُوَ أَهْلُ} التَّقْوَى) وأَهْلُ المَغْفِرَةِ} (أَي) هُوَ (أَهْلُ أَن {يُتَّقَى عِقابُه) ، وأَهْلُ أَن يُعْمَلَ بِمَا يُؤَدِّي إِلَى مَغْفِرَتِه.
وقولهُ تَعَالَى: {وآتاهُم} تَقواهُم} ؛ أَي جَزاءَ {تَقْواهُم، أَو أَلْهَمَهُم تَقْواهُم.
(ورجُلٌ} تَقِيٌّ) ، كغَنِيَ؛ قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: مَعْناهُ أنَّه {مُوَقٍّ نَفْسَه مِن العَذابِ والمَعاصِي بالعَمَلِ الصَّالحِ، مِن} وَقَيْتُ نَفْسِي أَقِيها.
قالَ النّحويون: والأصْلُ وقى، فأَبْدلوا مِن الواوِ الأُولى تَاء كَمَا قَالُوا مُتَّزِر، والأصْلُ مُوتَزِر، وأَبْدلُوا مِن الواوِ الثَّانيةِ يَاء وأَدْغَمُوها فِي الياءِ الَّتِي بعْدَها، وكَسَروا القافَ لتصبح الْيَاء.
قالَ أَبو بكْرٍ: والاخْتِيارُ عنْدِي فِي {تَقِيّ أنَّه مِن الفِعْل فَعِيل، فأَدْغموا التَّاءَ الأُولى فِي الثَّانيةِ، والَّدليلُ على هَذَا قولُهم: (من} أَتْــقِياءَ) ، كَمَا قَالُوا وَلِيٌ مِن الأوْلياءَ؛ وَمن قالَ: هُوَ فَعُولٌ قالَ: لمَّا أَشْبه فَعِيلاً جُمِعَ كجَمْعه.
(! وتُقَواءَ) ، وَهَذِه نادِرَةٌ، ونَظِيرُها سُخَواء وسُرواء، وسِيْبَوَيْه يمنَعُ ذلكَ كُلّه.
وقولهُ تَعَالَى: {إنِّي أَعُوذُ بالرَّحمان منْكَ إِن كنتَ {تَقِيًّا} ؛ تأْوِيلُه إنِّي أَعوذُ باللهاِ، فإنْ كنتَ} تَقِيًّا فسَتَتَّعِظ بتَعَوُّذِي باللهاِ منكَ.
( {والأُوقِيَّةُ، بالضَّمِّ) مَعَ تَشْديدِ الياءِ، وَزْنُه أُفْعُولَة، والألِفُ زائِدَةٌ وَإِن جَعَلْتها فُعْلِيَّة فَهِيَ من غيرِ هَذَا البَابِ؛ واخْتُلِفَ فِيهَا فقيلَ: هِيَ (سَبْعَةُ مثاقِيلَ) زِنَتُها أَرْبَعْونَ دِرْهماً؛ وَهَكَذَا فُسِّر فِي الحديثِ، وكذلكَ كانَ فيمَا مَضَى؛ كَمَا فِي الصِّحاح؛ ويَعْني بالحديثِ: لم يُصْدِق امْرأَةً مِن نِسائِه أَكْثَرَ مِن اثْنَتي عشرَةَ} أُوقِيَّةً ونَشَ؛ قالَ مُجَاهِد: هِيَ أَرْبَعُونَ دِرْهماً والنَّشُّ عِشْرونَ.
وَفِي حديثٍ آخر مَرْفُوع: " لَيْسَ فِيمَا دون خمس {أَوْاقٍ من الْوَرق صَدَقَة " قَالَ الْأَزْهَرِي: خمس أَوَاقٍ مِائَتَا دِرْهَم، مهذا يُحَقّق مَا قَالَ مُجَاهِد، وَقد ورد بِغَيْر هَذِه الرِّوَايَة (لَا صَدَقَة فِي أَقَلّ مِن خَمْس أَواقٍ) ؛ وَهِي فِي غيرِ الحديثِ نِصْف سُدُس الرّطْلِ، وَهِي جزءٌ من اثْني عَشَرَ جُزْءاً، ويَخْتَلِفُ باخْتِلافِ اصْطِلاحِ البِلادِ.
وَقَالَ الجَوْهري: فأمَّا الْيَوْم فيمَا يَتعارَفُها الناسُ ويُقَدِّر عَلَيْهِ الأطبَّاء} فالأُوقِيَّة عنْدَهُم وَزْن عَشرَة دَرَاهِم وخَمْسَة أَسْباعِ دِرْهَهم، وَهُوَ إسْتار وثُلُثا إسْتارٍ (! كالوُقِيَّةِ، بالضَّمَّ) وكسْر القافِ (وَفتح المثناةِ التَّحتيةِ مشدَّدةً) ؛ رُبَّما جاءَ فِي الحديثِ، وليسَتْ بالعالِيَةِ، وقيلَ: لُغَةٌ عاميَّةٌ، وقيلَ: قَلِيلةٌ؛ (ج {أَواقِيٌّ) ، بالتَّشْديدِ، وَإِن شِئْت خفَّفْت فَقُلْت: (} أواقٍ) مثل أثْفِيَّة وأثافيَّ وأثافٍ (و) جَمْع {الوُقِيَّة (} وَقايا.
(و) مِن المجازِ: (سَرْجٌ {واقٍ بَيِّنُ الوِقاءِ، ككِساءٍ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجَوْهرِي والزَّمَخْشري، زادَ اللّحْياني (} وَوَقِيٌّ) ، كغَنِيَ، (بَيِّن {الوُقِيِّ، كصُلِيَ) ، أَي (غيرِ مِعْقَرٍ) ؛ وَفِي التّهْذِيبِ: لم يَكُنْ مِعْقَراً، وَمَا} أَوْقاهُ، وكَذلكَ الرَّحْل.
(و) مِن المجازِ: ( {وَقِيَ) الفَرَسُ (مِن الحَفَا) } يَقِي {وَقْياً، (كوَجِيَ) ، عَن الأصْمعي، فَهُوَ} واقٍ إِذا كانَ يَهابُ المَشْيَ مِن وَجَعٍ يَجِدُه فِي حافِرِ؛ وقيلَ: إِذا حَفِيَ مِن غِلظِ الأرضِ ورِقَّةِ الحافِرِ {فوَقَى حافِرُه المَوْضِعَ الغَلِيظَ، قالَ امْرؤُ القَيْس:
وصُمَ صِلابٍ مَا} يَقِينَ مِنَ الوَجَى
كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منْه علَى رالِوقالَ ابنُ أَحْمر:
تَمْشِي بأَوْظِفةٍ شِدادٍ أَسْرُها
شُمِّ السَّنابِكِ لَا {تَقِي بالجُدْجُدِ أَي لَا تَشْتَكي حُزونَةَ الأرضِ لصَلابَةِ حَوافِرِها؛ وَفِي بعضِ النسخِ} ووَقَىً مِن الحَفَا كوَجَى، بالتّنْوينِ فيهمَا.
وَفِي كتابِ أَبي عليَ: يقالُ. بالفَرَسِ {وَقًى مِن ظلعٍ إِذا كانَ يَظْلعُ.
(} والواقِي: الصُّرَدُ) ؛ قالَهُ أَبو عبيدَةَ فِي بَابِ الطِّيرَةِ ووَزَنَه بالقاضِي، كَمَا فِي التهذِيبِ؛ وأَنْشَدَ المُرَقّش:
ولَقَدْ غَدَوْتُ وكنتُ لَا
أَغْدُو على {واقٍ وحاتِمْ وَإِذا الأشائِمُ كالأَيا
مِن والأيامِنُ كالأشائِمْوقال أَبُو الهَيْثم: قيلَ للصُّرَدِ} واقٍ لأنَّه لَا يَنْبَسِط فِي مَشْيهِ، فشْبِّه بالواقِي مِن الدَّوابِّ إِذا حَفِيَ.
وَفِي المِصْباح: هُوَ الغُرابُ، وَبِه فَسَّر بعضُهم قولَ المُرَقّش.
وَفِي الصِّحاح: ويقالُ هُوَ الوَاقِ، بكَسْر القافِ بِلا ياءٍ، لأنَّه سُمِّي بذلكَ لحِكايَةِ صَوْتهِ، ويُرْوى قولُ الشاعرِ، وَهُوَ الرَّقَّاص الكَلْبي:
ولسْتُ بهَيَّابٍ إِذا شَدَّ رَحْلَه
يقولُ: عَدانِي اليَوْمَ واقٍ وحاتِمُوقال ابنُ سِيدَه: وعنْدِي أنَّ واقٍ حِكايَةُ صَوْتِه، فَإِن كانَ كَذلكَ فاشْتِقاقُه غَيْر مَعْروفٍ.
قُلْتُ: وَقد قَدَّمْنا ذلكَ فِي حَرْفِ القافِ فراجِعْه.
(وابنُ! وِقَاءٍ، كسَماءٍ وكِساءٍ: رجُلٌ) مِنِ العَرَبِ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
قُلْتُ: وكأَنَّه يَعْني بِهِ بجيرُ بنُ وَقاءِ بنِ الحارِثِ الصّريميُّ الشاعِرُ، أَو غيرُهُ، واللهاُ اعْلم.
(و) يقالُ: ( {قِ على ظلْعِكَ: أَي الْزَمْهُ وارْبَعْ عَلَيْهِ) ، مِثْلُ ارْقَ على ظَلْعِكَ؛ كَمَا فِي الصِّحاح؛ (أَو) مَعْناه: (أَصْلِحْ أَوَّلاً أمْرَكَ فَتَقُولُ: قد} وَقَيْتُ {وَقْياً) ، بِالْفَتْح، (} ووُقِيًّا) ، كصُلِيَ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
(ويقالُ للشُّجاعِ: {مُوَقَّىً) ، كمعَظَّمٍ، أَي} مَوْقِيٌّ جدًّا؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
وجَعَلَه الزَّمَخْشري مَثَلاً، وقالَ الشاعرُ:
إنَّ {المُوَقَّى مثلُ مَا} وَقِّيتَ (وككِساءٍ: {وِقاءُ بنُ إياسٍ) الوَالِبيُّ (المُحدِّثُ) عَن سعيدِ بنِ جبيرٍ ومجاهدٍ، وَعنهُ ابْنُه إياسُ والقطَّان، وقالَ: لم يَكُنْ بالقَوِيّ؛ وقالَ أَبو حاتِمٍ: صالِحٌ.
(} والتُّقَيُّ، كسُمَيَ: ع) ؛ كَذَا فِي النسخِ ومِثْلُه فِي التكملةِ.
(وأَبو {التُّقَى، كهُدًى: محمدُ بنُ الحَسَنِ) المِصْرِي؛ (وعبدُ الرحمانِ بن عيسَى بنِ} تُقًى، مُنَوَّناً) ، المَدنِيُّ ثمَّ المِصْرِيُّ الخرَّاط الشافِعِيُّ المُفْتي، (رَوَيا عَن سِبْطِ السِّلَفِيِّ) ، كَذَا فِي النسخِ، وَالَّذِي فِي التبْصيرِ للحافِظِ: أنَّ الَّذِي رَوَى عَن سِبْطِ السِّلَفِيّ هُوَ عبدُ الرحمانِ هَذَا، وأمَّا محمدُ بنُ الحَسَن فإنَّه رَوَى عَن بحْرِ بنِ نَصْر الْخَولَانِيّ وَهُوَ متقدِّمٌ عَنهُ، فتأَمَّل.
(! وتَقِيَّةُ الأرْمَنازِيَّةُ: شاعِرَةٌ بديعةُ النَّظْمِ) فِي حدودِ الثَّمانِين وخَمْسُمَائةٍ، وَلم يَذْكرِ المصنِّفُ أرْمَناز فِي مَوْضِعِه، وَقد نَبَّهنا عَلَيْهِ فِي حَرْفِ الزَّاي.
(و) {تَقِيَّةُ (بنْتُ أَحمدَ) بنِ محمدِ بنِ الحصينِ رَوَتْ بالإجازَةِ عَن ابنِ بَيان الرزَّاز؛ (و) تَقِيَّةُ (بنْتُ أَمُوسانَ) عَن الحُسَيْن بنِ عبدِ الملِكِ الخلاَّل أَدْرَكَها ابنُ نُقْطة، (مُحدِّثَتانِ) .
وممَّا يَسْتدركُ عَلَيْهِ:
} تَوَقَّى {واتَّقَى بِمعْنًى واحدٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي حديثِ مُعاذ: (} وتَوقَّ كَرائِمَ أَمْوالِهم) ، أَي تَجَنَّبْها وَلَا تأَخُذْها فِي الصَّدَقةِ لأنَّها تَكْرُم على أَصْحابِها وتَعِزُّ، فخُذِ الوَسَطَ.
وَفِي حديثٍ آخر: (تَبَقَّه {وتَوَقَّه) ، أَي اسْتَبْقِ نَفْسَك وَلَا تُعَرِّضْها للتَّلَف وتَحَرَّزْ مِنَ الآفاتِ} واتَّقِها.
وجَمْعُ {الوَاقِيَةِ} الأواقِي؛ والأصْلُ وُواقي لأنّه فُواعِل إلاَّ أنَّهم كَرِهُوا اجْتِماعَ الوَاوَيْن فقَلَبُوا الأُوْلى أَلِفاً؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لعديَ أَخِي المُهَلْهِل:
ضَرَبَتْ صَدْرَها إليَّ وَقَالَت
يَا عَدِيًّا لقد {وَقَتْكَ الأواقِي} والوَقِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ. مَا {تَوَقَّى بِهِ مِن المالِ، والجَمْعُ} الوقِيَّات؛ وَمِنْه قولُ المُتَنَخّل الهُذَلي:
لَا {تَقِه الموتَ} وقِيَّاتُه
خُطَّ لَهُ ذلكَ فِي المَهْبِلِوقولهُ تَعَالَى: {إلاَّ أَن {تَتَّقُوا مِنْهُم} تُقاةً} ، يجوزُ أنْ يكونَ مَصْدراً، وأَنْ يكونَ جَمْعاً، والمَصْدَرُ أَجْوَدُ لأنَّ فِي القِراءَةِ الأُخْرى: مِنْهُم {تَقِيَّةً، التَّعْلِيل للفارِسِيِّ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وَفِي التَّهْذِيب: قَرَأَ حميد تَقِيَّةً، وَهُوَ وَجْهٌ، إلاَّ أَنَّ الأُولى أَشْهَرُ فِي العربيَّةِ.
قُلْتُ: قَوْل ابنِ سِيدَه وَأَن يكونَ جَمْعاً، قالَ الجَوْهري:} التُّقاةُ {التَّقِيَّةُ، يقالُ} اتَّقَى {تَقَيَّة} وتُقاةً مِثْل اتَّخَمَ تُخَمَةً.
وحكَى ابنُ برِّي عَن القزَّاز: {تُقًى جَمْع} تُقاةٍ مِثْلُ طُلًى وطُلاةٍ.
قُلْتُ: ورَواهُ ثَعْلَب عَن ابنِ الأعْرابي وقالَ: هُما حَرْفان نادِرَانِ.
وَقَالُوا مَا {أَتْقاهُ للهِ: أَي أَخْشاهُ.
وَهُوَ} أَتْقَى من فلانٍ: أَي أَكْثَر {تَقْوَى مِنْهُ.
ويقالُ للسّرْجِ الوَاقِي: مَا} أَتْقاهُ أَيْضاً؛ وقولُ الشاعرِ:
ومَن {يَتَّقِ فإنَّ اللهاَ مَعْهُ
ورِزْقُ اللهاِ مُؤْتابٌ وغادِيقال الجَوْهرِي: أَدْخل جَزْماً على جَزْمٍ.
وحكَى سِيبَوَيْهٍ: أَنتَ} تِتْقي اللهاَ، بالكسْر، على لُغَةِ مَنْ قالَ تِعْلَم، بالكَسْر. {وأَتْقاهُ: اسْتَقْبَل الشَّيءَ} وتَوَقَّاهُ؛ وَبِه فَسَّر أَبو حيَّان قولَه تَعَالَى: {إِن {اتَّقَيْتُنَّ} .
ورجُلٌ} وَقِيٌّ {تَقِيٌّ بمعْنًى واحِدٍ.
} والوِقايَةُ، بالكَسْر ويُفْتَح، الَّتِي للنِّساءِ، كَمَا فِي الصِّحاح؛ وأيْضاً مَا {يُوقَى بِهِ الكِتابُ.
وابنُ} الوَقاياتي: محدِّثٌ، هُوَ أَبُو القاسِمِ عُثْمانُ بنُ عليِّ بنِ عبيدِ اللهاِ البَغْداديُّ عَن ابنِ البطر، وَعنهُ الحافِظُ أَبو القاسِمِ الدِّمَشْقي، ماتَ سَنَة 525.
ورجُلٌ {وَقَّاءُ ككتَّانٍ: شَديدُ الاتِّقاءِ.
} ومُوَقَّى، كمعَظَّم: جَدُّ عبْدِ الرحمانِ بنِ مكِّيِّ سِبْطِ السِّلَفِي.
وفَرَسٌ {واقِيَةٌ مِن خَيْلٍ} أَواقٍ إِذا كانَ بهَا ظلع؛ نقلَهُ القالِي.
{والوَاقِي مَصْدرٌ} كالوَاقِيَةِ؛ عَن ابنِ برِّي؛ وأنْشَدَ لأَفْنون التَّغْلبي:
لَعَمْرُكَ مَا يَدْرِي الفَتَى كيفَ يَتَّقِي
إِذا هُو لم يَجْعَلْ لَهُ اللهاُ {واقِيا ومِن المجازِ: اتَّقاهُ بحَجَفَتِه؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
رام إِن يَرْمِي فَرِيسته
} فاتّقته من دمٍ بدمِ {والتَّقْوَى: مَوْضِعٌ؛ عَن القالِي؛ وأَنْشَدَ لكثيرٍ:
ومَرَّتْ على} التّقْوى بهِنَّ كأَنَّها
سَفائِنُ بَحْرٍ طابَ فِيهِ مَسِيرُها {ووَقَى العَظْمُ} وَقْياً: وعى وانْجَبَرَ.
{والوَقْىُ: الظَّلعُ والغَمْزُ.
} والتُّقْيَا: شيءٌ يُتَّقَى بِهِ الضَّيْفُ أَدْنَى مَا يكونُ.
{ووِقاءُ بنُ الأسْعَر، بِالْكَسْرِ، اسْمُ لِسَان الحُمَّرة الشَّاعِر؛ قَالَ الحافِظُ: كَذَا قَرَأْتُ بخطِّ مغلطاي الْحَافِظ.
وجَلْدَك} التّقوِيُّ: مَنْسوبٌ إِلَى تَقِيِّ الدِّيْن عُمَر صاحِبِ حَمَاة، رَوَى عَن السِّلَفيّ.
وعبدُ اللهاِ بنُ ريحَان التَّقَوى عَن ابنِ رواج وَابْن المُقَيَّر.
وَأَبُو {تِقيَ، كغَنِيَ، عبدُ الحميدِ بنُ إبراهيمَ، وهِشامُ بنُ عبدِ الملِكِ اليزنيُّ الحِمْصيان مُحدِّثانِ، والأخيرُ ذَكَرَه المصنِّفُ فِي يزن، وصحَّفَ فِي كُنْيتِه كَمَا تقدَّمَتِ الإشارَةُ إِلَيْهِ؛ وحَفِيدُ الأخيرِ الحَسَنْ بنُ تَقِيِّ بنِ أَبي} تقيَ حدَّثَ عَن جدِّهِ، وَعنهُ الطّبراني.
وعليُّ بنُ عُمَر بنِ تقيَ رَوَى جامِعَ التَّرْمذي عَنهُ، وَعنهُ أَبو عليَ الطبَسي.
وأَبو طالبٍ محمدُ بنُ محمدِ العَلَويُّ يُعْرَفُ بابنِ التَّقِي سَمِعَ مِنْهُ ابْن الدبيشي.
قُلْتُ: {والتَّقيُّ المَذْكُور الَّذِي عُرِفَ بِهِ هُوَ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ مُوسَى الكاظِمِ.
} وتقيُّ بنُ سلامَةَ المَوْصلِيّ رَوَى عَن عبدِ اللهاِ بنِ القاسِمِ بنِ سَهْلِ الصَّوَّاف.
وأَبو {التُّقَى، كهُدًى، صَالح ثلاثَة مِن شيوخِ المُنْذري، وعبدُ المُنْعم بن صالِحِ بنِ أَبي التُّقَى وعبدُ الدائِمِ بنُ} تُقَى بنِ إبراهيمَ، كِلاهُما مِن شيوخِ المُنْذري أَيْضاً.
{والمُتَّقِي: أَحَدُ الخُلَفاءِ العَبَّاسِيَّة.
وأَيْضاً: لَقَبُ الشَيخ عليِّ بن حسام الدِّيْن المَكِّي الحَنَفي مُبَوِّب الجامِع الصَّغير، اجْتَمَعَ بِهِ القطب الشَّعراني وأَثْنَى عَلَيْهِ.
والتقاوى: اسْمٌ لمَا يُدَّخَرُ مِن الحبوبِ للزَّرْع، كأَنَّه جَمْعُ تَقْوِيَة، وَهُوَ اسْمٌ كالتَّمْتِين، لُغَةٌ مِصْريَّةٌ.
} وواقِيَةُ: جَبَلٌ ببِلادِ الدّيْلم، عَن ياقوت.

مستق

مستق: المُسْتُقةُ: ضرب من الثياب، ويقال: من الفراء. والمُستُقة: نوع من الملاهي، وهي المزمار، دخيل معرب.
[مستق] نه: فيه: أهدى له "مستقة" من سندس، هي بضم تاء وفتحها. فرو طويل الكمين، ولعلها كانت مكففة بالسندس وهو الرفيع من الحرير والديباج، لأن نفس الفرو لا يكون سندسًا، وجمعه مساتق. ج: أو كان قد غشاها سندسًا، وهو ما رق من الديباج. نه: ومنه: إنه كان يلبس البرانس و"المساتق" ويصلي فيها. ومنه ح عمر: صلى بالناس ويداه في "مستقة".
(مستق) - في الحديث: "أَنّه أُهْدِىَ مُسْتَقَةٌ من سُنْدُسٍ"
- وفي حديث سَعْدٍ - رضي الله عنه -: "أَنَّه صَلَّى بالنّاسِ في مُسْتَقَةٍ يَداه فيها"
قال الأَصمعِىّ: المَساتِقُ: فِراءٌ طِوالُ الأكْماِم، واحِدَتُها: مُسْتَقَةٌ، وأَصلُه بالفَارِسِيَّةِ: مُشْتَةً، فَعُرِّبَت، ويشبه أنّها كانَت مُكفَّفة بالسُّنْدُس؛ لَأنّ نَفْسَ الفَرْوِ لا يكونُ سُندُسًا.
مستق
(المُسْتُق) بضَمّ التَّاءِ، وفَتْحِها، والمِيمُ مَضْمومة: فَروٌ طوِيلُ الكُمَّينِ قَالَه ابنُ الأَعرابِىِّ، وكذلِكَ قَالَه الأَصمَعِىُّ. قَالَ ابنُ شُمَيْل: هِيَ الجُبّةُ الواسِعَة، فارسيٌّ مُعَرَّبٌ. وأصلُه بِالْفَارِسِيَّةِ مُشْتَه، وَقد رُوِي عَن عُمَر رَضِي الله عَنهُ: أَنه صَلّى بالناسِ ويَداهُ فِي مُسْتُقَة. والجَمعُ المَساتِقُ. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَهِي فِراءٌ طِوالُ الأكمامِ، واحِدُها مُسْتُقَةٌ. وَفِي الحَدِيث: كَانَ يلْبَسُ البَرانِسَ والمساتِق، ويُصلّي فِيهَا وَأنْشد شَمِر:
(إِذا لبِسَتْ مساتِقَها غنِيٌّ ... فيا ويْحَ المَساتِقِ فِي ستق)
وَهُوَ غريبٌ، فإنّها كلمةٌ عجَميّة وحُروفُها كلّها أصليّة، فكيْف يذكرُها، فِي ستق، والصوابُ ذكرُها هُنَا. وأُغْفِلَ عَن ذكرِ المَساتِقِ، وَهُوَ: موضِعٌ من دِيارِ كلْبِ بنِ وبَرة.

مستق: روي عن عمر، رضي الله عنه، أَنه كان يصلي ويداه في مُسْتُقَة، وفي

رواية: صلى بالناس ويداه في مُسْتُقَة؛ قال أَبو عبيد: المَسَاتِقُ

فِراءٌ طِوالُ الأَكمام، واحدتها مُسْتُقة، قال: وأَصلها بالفارسية مُشْتَهْ

فعرب. قال شمر: يقال مُسْتُقة ومُسْتَقة، وروي عن أَنس أَن ملك الروم

أَهدى إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مُسْتُقَةً من سُنْدُسٍ فلبسها

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فكأَني أنظر إلى يديها تُذَبْذِبانِ، فبعث

بها إلى جعفر وقال: ابعث بها إلى أَخيك النَّجاشي؛ هي بضم التاء وفتحها

فَرْوٌ طويل الكمين، وقوله من سندس يشبه أَنها كانت مكفوفة بالسندس، وهو

الرفيع من الحرير والديباج لأن نفس الفَرْوِ لا يكون سندساً، وجمعها

مَسَاتِقُ. وفي الحديث: أَنه كان يلبس البَرَانِس والمَسَاتِقَ ويصلي فيها؛

وأَنشد شمر:

إذا لَبِسَتْ مَسَاتِقَها غَنِيٌّ،

فيا وَيْحَ المَسَاتِقِ ما لَقِينَا

ابن الأَعرابي: هو فَرْوٌ طويل الكُمِّ، وكذلك قال الأَصمعي وابن شميل

في الجبة الواسعة.

مستقوأَنْشَده الأَخفشُ عَن المُبرِّد، إِلاَّ أَنّه قالَ المُمَزَّقُ بن المُخَرِّق. (و) المُمَزَّق (كمُعَظَّم: مَصْدَرٌ كالتَّمْزِيق) . وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {ومزقناهم كل ممزق} أَى: فُرِّقْناهم فتَفَرَّقوا. وقولُه تَعالَى: {إِذا مزقتم كل ممزق} أَى: إِذا فُرِّقَتْ أَجْسامُكم فِي القُبُورِ. وَفِي حَدِيثِ كِتابه إِلى كِسْرَى " لَمَّا مَزَّقه دَعَا عَلَيْهِم أَن يُمَزَّقوا كلَّ مُمَزَّقٍ "، أَرادَ زَوالَ مُلْكِهم، وقَطْعَ دابِرِهم، وَهُوَ مَجازٌ. (والمِزَقُ، كعِنَبٍ: القِطَعُ من) الثَّوْبِ (المَمْزُوقِ) نَقَلَهُ الجَوْهَرىُّ. يُقال: صارَ الثَّوْبُ مِزَقاً. قالَ الليثُ: وَلَا يَكادُون يُفْرِدُون المِزْقَة، وكذلِك المِزَق من السَّحاب. يُقال: سَحابَةٌ مِزَقٌ، على التَّشبِيهِ، كَمَا قالُوا: كِسَفٌ. قَالَ رُؤْبة:
(فِي عانَةٍ تُلْقِى النَّسِيلَ عِقَقَا ... )

(قد طَار عَنْهَا فِي المَراغِ مِزَقَا ... )
(وناقَةٌ مِزاقٌ، كَكِتاب: سَرِيعةٌ جِدَّا) نَقَلَه الجَوْهَرىُّ، وَهُوَ قَولُ ابنِ السّكِّيتِ، زادَ غيرُه: يكادُ يتَمزَّقُ عَنْهَا جِلدُها من نَجائِها، وزادَ فِي التَّهذِيبِ: ناقةٌ شَوْشاة مِزاقٌ لأَنَّ جِلدَها يكادُ يتَمزَّقُ عَنْهَا من سُرْعَتِها. قَالَ حُمَيْد بنُ ثَوْرِ رضِىَ اللهُ عَنهُ:
(فجاءُوا بشَوْشاةٍ مِزاقٍ تَرَى بهَا ... نُدُوباً من الأَنْساعِ فَذًّا وتَوْأَمَا)
(ومُزَيْــقِياءُ: لَقَب عَمْرِو بنِ عَامِر) ماءِ السَّماءِ بنِ حارثَةَ الغِطْريف بن امْرىءِ القَيْس البِطْرِيقِ، بن ثَعْلبة البُهْلول بن مازِن السّبراح بنِ الأَزْد (مَلِك اليَمَن) وَهُوَ جَدُّ الأَنصارِ؛ لأَنَّه (كانَ يَلْبَسُ كُلَّ يَوْم حُلَّتَيْن، ويُمَزِّقُهُما بالعَشِىِّ، يَكْرَه العَوْدَ فِيهِما، ويأْنف أَنْ يَلْبَسهُما) أَحدٌ (غَيْرُه) . وقِيلَ: إِنَّه كَانَ يُمَزِّقُ كلَّ يَوْم حُلَّةً، فيَخْلَعُها على أَصحابِه، وقيلَ: لأَنَّه كَانَ يَلْبَسُ كلَّ يَوْم ثَوْباً، فإِذا أَمْسَى مَزَّقَه وَوَهَبه. والأَقْوالُ مُتَقارِبَةٌ. قالَ الفَرَزْدَقُ:
(وهُمُ عَلَى ابنِ مُزَيْــقِياءَ تَنازَلُوا ... والخَيلُ بينَ عَجاجَتَيْها القَسْطَلُ)
هُوَ الحارِثُ بنُ عَمْرو بنِ عَامر. وَقَالَ آخر:
(أَنا ابنُ مُزَيْقِيا عَمْرٍ ووجدِّى ... أَبوه عامِرٌ ماءُ السَّماءِ)
(و) قالَ ابْن دُرَيدٍ: (المُزْقَة، بالضَّم: طَائِرٌ صَغِيرٌ) وَلَيْسَ بثَبتٍ. (و) المِزْقَة (بالكَسْر: قِطْعَةٌ من الثَّوْبِ وغَيْرِه) كالسَّحابِ، والجمعُ: مِزَقٌ. وَقد تقَدَّمَ مَا فيهِ عَن اللَّيثِ قَرِيبا. (و) فِي النَّوادِرِ: (مازَقَه) مُمَازَقة، ونَازقَة مُنازَقَة: إِذا (سَابَقَهُ فى العَدْوِ) . [] وَمِمَّا يُسْتَدرَكُ عَلَيْهِ: انْمزَقَ الثَّوبُ: تَخَّرقَ. وثَوْبٌ مَزِيقٌ ومَزِقٌ، الأَخيرةُ على النَّسَبِ. وحَكَى اللِّحيانِيُّ: ثَوْبٌ أَمْزاقٌ. وفَرسٌ مِزاقٌ، بِالْكَسْرِ: سرِيعةٌ خَفِيفة، وَهُوَ مَجازٌ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(أَفاءُوا كلَّ شاذِبَةٍ مِزاقٍ ... بَرَاها القَوْدُ واكتَسَتِ اقْوِرارَا)
والمُمَزَّق، كمُحَمّدٍ: لَقَبُ عبدِ الله ابنِ حُذافَةَ السَّهْمِيِّ، رضِىَ اللهُ عَنهُ، ذَكَره محمدُ بنُ سَلّام الجُمَحِىُّ فِي الجُزءِ الأَولِ من الطَّبقات فِي شُعَراءِ مَكَّةَ. وتمزَّقَ القومُ: تفرَّقوا، وَهُوَ مَجازٌ. ويكادُ إِهابُه يتمَزَّق، للمُسْرِع، وَهُوَ مَجازٌ.

مزق

(مزق)
الطَّائِر بسلحه مزقا رمى بِهِ وَالثَّوْب وَنَحْوه شقَّه وَعرض أَخِيه شَتمه وَطعن فِيهِ
(مزق) الثَّوْب وَنَحْوه تمزيقا وممزقا مُبَالغَة فِي (مزقه) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ومزقناهم كل ممزق} فرقناهم فِي كل وَجه من الْبِلَاد
مزق: (بالتشديد): أتلف، أهلك، أفنى (ساشو 1: 13).
مزق عرضه: أو الفعل وحده: مزق شرفه (معجم الجغرافيا).
مزق: شهواني، منحب، ماجن، فاسق (معجم الجغرافيا).
تمزق: تفرق، تشتت (معجم البلاذري).
أمزق: تقطع (الكامل 3: 241).
مزق: الممزق (ابن عقيل 12: 215).
تمزيقة: حياكة فضفاضة (الكالا).
م ز ق : مَزَّقْتُ الثَّوْبَ مَزْقًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ شَقَقْتُهُ وَمَزَّقْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ فَتَمَزَّقَ وَمَزَّقَهُمْ اللَّهُ كُلَّ مُمَزَّقٍ فَرَّقَهُمْ فِي كُلِّ وَجْهٍ مِنْ الْبِلَادِ
وَمَزَّقَ مُلْكَهُ أَذْهَبَ أَثَرَهُ. 
مزق
المَزْق: شَقُ الثيابِ ونحوِها. وصارَ مِزَقاً: أي قِطَعاً. وسَحَابَةٌ مِزَقٌ. وثَوْبٌ مَزِيْقٌ مَمْزُوْقٌ. ومَزْقُ العِرْض: الشَتْمُ.
والطائر يَمْزُقُ بسَلْحِه: أي يَرْمي به.
وناقَةٌ مِزَاقٌ: سَرِيعةٌ جِدّاً يكادُ يَتَمَزق عنها جِلْدُها من سُرْعَتِها. والمُزْقَةُ: طائرٌ صَغِيْرٌ. ومُزَيْــقِيَاءُ: اسْمُ مَلِكٍ من مُلُوكِ اليَمَنِ.

مزق


مَزَقَ(n. ac. مَزْق
مَزْقَة)
a. Rent, tore.
b.
(n. ac.
مَزْق), Dropped excrement, muted (bird).
c. Slandered, maligned.

مَزَّقَa. see I (a)b. Destroyed, overthrew (kingdom).
c. Scattered, dispersed.

مَاْزَقَa. Tried to outstrip.

تَمَزَّقَa. Was rent, torn; was scattered &c.

مِزْقa. see 2t
مِزْقَة
(pl.
مِزَق)
a. Rag, tatter.

مُزْقَةa. A certain bird.

مِزَاْقa. Fleet, swift.

N. P.
مَزَّقَa. Torn.
م ز ق: (مَزَقَ) الثَّوْبَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ، وَ (مَزَّقَ) الشَّيْءَ (تَمْزِيقًا) (فَتَمَزَّقَ) . وَ (الْمُمَزَّقُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرٌ أَيْضًا كَالتَّمْزِيقِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} [سبأ: 19] ، وَ (الْمِزَقُ) الْقِطَعُ مِنَ الثَّوْبِ الْمَمْزُوقِ وَاحِدَتُهَا (مِزْقَةٌ) . 
م ز ق

مزّق الثوب فتمزّق، وصار ثوبه مزقاً.

ومن المجاز: مزّق فروته " ومزّقناهم كل ممزّقٍ ". وتمزّق جمعهم. ويكاد عنه إهابه يتمزّق: للمسرع. وفرس وناقة مزاق: يكاد يتمزّق عنها جلدها من سرعتها. قال حميد بن ثور:

أخذت قرينة ملتاحة ... قطوف العشيّ مزاق الضحى

وقال:

فجاءوا بشوشاة مزاق ترى بها ... ندوباً من الأنساع فذاً وتوأما

وقال ذو الرمة:

أجنّة كلّ شازبة مزاقٍ ... براها القود واكتست اقورارا
(م ز ق)

المزق: شقّ الثِّيَاب وَنَحْوهَا.

مزقه يمزقه مزقاً، ومزقه، فانمزق، وتمزق.

والمزقة: الْقطعَة من الثَّوْب.

وثوب مزيق، ومزق، الْأَخِيرَة على النّسَب، وَحكى اللحياني: ثوب مزق وأمزاق، وسحاب مزق، على التَّشْبِيه كَمَا قَالُوا: كسف.

مزق عرضه يمزقه مزقاً: كهرده.

وناقة مزاق: سريعة يكَاد يتمزق عَنْهَا جلدهَا من نجائها.

ومزيــقياء: اسْم ملك. قيل: إِنَّه كَانَ كل يَوْم يمزق حلَّة فيخلعها على أَصْحَابه.

ومزق الطَّائِر بسلحه يمزق مزقاً: رمى بذرقه.

والمزقة: طَائِر، وَلَيْسَ بثبت.
(م ز ق) : (مُزَيْــقِيَاءُ) هُوَ عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ الَّذِي خَرَجَ مَعَهُ مَالِكٌ الْأَزْدِيُّ مِنْ الْيَمَنِ حِينَ أَحَسُّوا بِسَيْلِ الْعَرِمِ لُقِّبَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يُمَزِّقُ كُلَّ يَوْمٍ حُلَّتَيْنِ يَلْبَسُهُمَا وَيَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِيهِمَا وَيَأْنَفُ أَنْ يَلْبَسَهُمَا غَيْرُهُ، وَأَبُوهُ كَانَ يُلَقَّبُ بِمَاءِ السَّمَاءِ لِأَنَّهُ وَقْتَ الْقَحْطِ كَانَ يُقِيمُ مَالَهُ مُقَامَ الْقَطْرِ (وَأَمَّا أُمُّ الْمُنْذِرِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ) فَكَانَتْ تُسَمَّى مَاءَ السَّمَاءِ لِجَمَالِهَا وَحُسْنِهَا وَرُبَّمَا نُسِبَ الْمُنْذِرُ إلَيْهَا وَهُوَ جَدُّ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مَاءِ السَّمَاءِ صَاحِبِ النَّابِغَةِ وَعُبَيْدِ بْنِ الْأَبْرَصِ هَكَذَا عَنْ الْقُتَبِيِّ.
[مزق] مَزَقْتُ الثوبَ أمزُقُهُ مَزْقاً: خرفته. منه قول العجاج:

كأنما يمزقن باللحم الحور * ومزقت الشئ تمزيقا فتمزق. والممزق: لقب شاعر من عبد القيس، بكسر الزاى، وكان الفراء يفتحها. وإنما لقب بذلك لقوله: فإن كنتُ مأكولاً فكن خير آكِلٍ وإلا فأدْرِكني ولَمَّا أُمَزَّقِ والممزق أيضا: مصدر كالتمزيق، ومنه قوله تعالى: (ومَزَّقْناهم كلَّ مُمَزَّقٍ) . والمِزَقُ: القطع من الثوب الممزوق، والقطعة منه مِزْقَةٌ. ومَزَقَ الطائرُ يَمْزُقُ ويمزق، أي رمى بذرقه. وناقة مزاق بكسر الميم، ونزاق أيضا عن يعقوب، أي سريعة جدا. ومزيــقياء: لقب عمرو بن عامر، ملك من ملوك اليمن زعموا أنه كان يلبس كل يوم حلتين فيمزقهما بالعشى، ويكره أن يعود فيها، ويأنف أن يلبسهما أحد غيره.
[مزق] نه: في ح كتاب كسرى: لما "مزقه" دعا عليهم أن "يمزقوا" كل "ممزق"، التمزيق: التخريق والتقطيع، وأراد بتمزيقهم تفرقهم وزوال ملكهم وقطع دابرهم. ك: وفي التواريخ أن الممزق كان برويز، ومزق بطنه ابنه شيرويه فقتلهن ولم يقم لهم بعد ذلك أمر نافذ حتى انقرضوا عن آخرهم في خلافة عمر، قيل: هلك عند ذلك منهم أربعة عشر من ملوكهم حتى ملكوا أمرهم امرأة كما يجيء ح: ولوا أمرهم امرأة. ط: كل ممزق- مصدر، ومزقه برويز بن هرمز بن نوشيروان، ثم لم يلبث بعده غلا ستة أشهر، يقال: لما ايقن بهلاكه فتح خزائن الأدوية وكتب على حقة السم: الدواء النافع للجماع، وكان ابنه مولعًا به فاحتال به في إهلاكه، فلما قتل أباه فتح الخزائن فرأة الحقة فتناول منها فمات، ولم يزل النحوسة فيهم حتى انقرضوا عن آخرهم. مف: وذكر أن خسرو زوج شيرين قتله شيرويه ابنه ليتزوج بشيرين لغلبة عشقه بها، فلما دفن خسرو طلب منها التزوج فقالت: اصبر حتى أدخل قبر أبيك وأودعه، فدخلت قبره ووضع السيف على بطنه وخر على خسرو ميتة، وملك العجم زمان عمر يزدجر ابن شهريار بن شيرويه بن برويز، وتزوج حسين بن علي شهر بانو بنت يزدجر. نه: وفيه: إن طائرًا "مزق" عليه، أي ذرق ورمى بسلحه عليه. ك: وفيه: "فتمزق" شعري، هو بالزاي أي سقط شعري من علة. غ: "إذا "مزقتم"": فرقت أجسامكم في القبور. 

مزق

2 مَزَّقَ (assumed tropical:) He scattered, or dispersed. (Kur, xxxiv, 18; and Expos. of the Jeláleyn.) b2: [مَرَّقَ, used tropically, may sometimes be rendered (assumed tropical:) He mangled, rent much, or dissundered; but more generally, (assumed tropical:) he, or it, shattered, disorganized, or dissipated; or (assumed tropical:) he, or it, marred, or impaired; being opposed to أَصْلَحَ, or to رَقَعَ or رَقَّعَ, in the sense of أَصْلَحَ, as in an ex. cited voce رَقَعَ; sometimes several of these renderings will be found to be appropriate in a single instance. You say, مَزَّقَ عِرْضَهُ (assumed tropical:) He mangled, rent, or shattered, or marred, his honour, or reputation. And مَزَّقَ عَقْلَهُ, and رَأْيَهُ, and أَمْرَهُ, (assumed tropical:) It shattered, or disorganized or dissipated, or it marred or impaired, his intellect, and his judgment, and his state of affairs or circumstances.] b3: مَزَّقَهُ He rent it, or tore it, much; or in several, or many, places. mangled, or dissundered, it; and cut it much; &c. (TA.) 5 تَمَزَّقَ عَلَيْهِ عَقْلُهُ (assumed tropical:) [His intellect became shattered, or dissipated, or impaired]. (TA in art. رَقَعَ.) And تَمَزَّقَ عَلَيْهِ رَأْيُهُ وَأَمْرُهُ (assumed tropical:) [His judgment, and his state of affairs or circumstances, became shattered, disorganized, dissipated, marred, or impaired. (A and TA in art. رقع.) See مَزَّقَ, of which تَمَزَّقَ is quasi-pass. b2: تَمَزَّقُوا (assumed tropical:) They became scattered, or dispersed. (TA.) b3: تَمَزَّقَ عِرْضُهُ (assumed tropical:) His honour, or reputation, became mangled, rent, or shattered, or marred.

مَزْقٌ The rending, tearing, or slitting, a garment and the like. (JK.) مِزْقَةٌ A piece torn off of a garment (S, K *) &c. (K.) مِزَاقٌ [A she-camel] whose skin almost becomes rent in pieces by reason of her swiftness. (O in art. عنسق.)
مزق
مزَقَ يمزِق، مَزْقًا، فهو مازِق، والمفعول مَمْزوق
• مزَق الثّوبَ ونحوَه: خرقَه وشقَّه ° مزَقَ عِرْضَه: شتمه وطعن فيه. 

تمزَّقَ يتمزّق، تمزُّقًا، فهو مُتمزِّق
• تمزَّقَ الثَّوبُ ونحوُه: تشقَّق، تقطَّع "أصيب بتمزُّق في عضلة ساقه اليمنى" ° تمزَّقَ غيظاً: انتابه أشدّ الغيظ.
• تمزَّق القومُ: تفرّقوا "تمزَّق شملُهم". 

مزَّقَ يمزِّق، تمزيقًا، فهو مُمزِّق، والمفعول مُمزَّق
• مزَّقَ الثَّوبَ ونحوَه: مزَقه؛ شقّه، قطَّعه تقطيعًا "ارتدى قميصًا ممزَّقا- منعه من تمزيق الكتاب- لمّا علم بالمصيبة لطم وجهَه ومزّق ثوبَه" ° مزَّق الحزنُ قلبَه: أصابه بأسًى عميق- مزَّق فَروتَه/ مزَّق عِرْضَه: اغتابه وطعن فيه/ شتمه- مزّقه إرْبًا إرْبًا: قطّعه إلى قطع كثيرة.
• مزَّقَ اللهُ الطغاةَ: شتّتهم، فرَّقهم في كُلِّ وجه من البلاد "كيانٌ ممزَّق- {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} ". 

تَمزُّق [مفرد]:
1 - مصدر تمزَّقَ.
2 - (جو) كسر في الصخر ينتج عن الطيّ أو التصدُّع.
3 - (طب) كسر أو تهتُّك في أربطة مفصل أو في وعاء دمويّ أو في الزائدة الدوديّة. 

مَزْق [مفرد]:
1 - مصدر مزَقَ.
2 - خرق في ثوب. 

مِزْقَة [مفرد]: ج مِزْقات ومِزَق: مِزْعة، قطعة من شيء ممزّق، كالقماش والقطن واللَّحم ونحوها "مِزْقة حرير- صار الثّوب مِزَقًا- لم يجد في البيت مزقة من قطن لوضعها على الجرح". 

مُمزَّق [مفرد]:
1 - اسم مفعول من مزَّقَ.
2 - مصدر ميميّ من مزَّقَ: " {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} ". 
مزق
مزَقَه يمْزِقه مزْقاً ومَزْقَةً: خرَقَه. قَالَ العجّاجُ: بحَجَناتٍ يتثقّبن البُهَرْ كأنّما يمزِقْنَ باللّحمِ الحَوَرْ والحَوَرُ: جُلودٌ حُمْر. والبُهَر: الأوْساط. كمزَّقَه تمْزيقاً للمُبالَغة، أَي: خرَّقه وقطَّعه فتمزّق: تخرَّق وتقطَّع. ومزَق الطّائِرُ بسَلْحِه يمزُق ويمْزِق مزْقاً: رَمَى بذَرْقِه. وَمِنْه حَدِيث ابنِ عُمَر: أَن طائِراً مزَقَ عَلَيْهِ. وَمن المَجاز: مزَقَ عِرْضَ أَخِيه مزْقاً: إِذا طعَنَ فِيهِ كهَرَدَه، وَهُوَ من حدِّ ضرب، وَمثله: مزَق فرْوةَ أَخِيه. والمُمَزَّق، كمُعَظَّم هَكَذَا ضبَطه الفَرّاءُ أَو مُحَدِّث، وَبِه صدّر الجوهريّ: لقَب شأْسِ بن نَهار بنِ أسْودَ بن حَريدٍ بن حُيَيّ بن عوْف بن سُود بن عُذْرَةَ بن مُنَبِّه بن نُكْرَة بن لُكَيْز بن أفْصَى بن عبدِ القَيْس العَبْديّ الشَّاعِر، لُقِّب بذلك لقَوْلِه لعَمْرو بنِ المُنْذِر بنِ عمْرو بن النُّعْمان:
(فَإِن كُنتُ مأْكولاً فكُنْ خيْرَ آكِلٍ ... وَإِلَّا فأدْرِكْني ولمّا أُمَزَّقِ)
وَكَانَ عَمْرو قد همّ بغَزْو عبدِ القَيْس فَلَمَّا بلغَتْه القَصيدةُ الَّتِي مِنْهَا هَذَا البيْتُ انْصرفَ عَن)
عزْوِهم. قَالَ ابنُ برّي: وَحكى المُفضّل الضّبيُّ عَن أحمدَ اللُّغَوي، أَن المُمزَّق العبْدي سُمّي بذلك لقَوْله:
(فمَنْ مُبْلِغُ النُّعمانَ أنّ ابنَ أختِه ... على العَيْنِ يعْتادُ الصّفا ويُمزِّقُ)
وَمعنى يمزِّق يُغنّي. قَالَ: وَهَذَا يقوّي قولَ الجوهريّ فِي كسْرِ الزّاي فِي المُمزِّق. إِلَّا أَن المَعْروفَ فِي هَذَا الْبَيْت يمرِّقُ بالرّاء. والتّمْريق بالرّاء: الغِناء، فَلَا حُجّة فِيهِ على هَذَا لِأَن الزّاي فِيهِ تصْحيف. وَقَالَ الآمِديُّ فِي المُوازَنة: المُمَزَّق بالفَتْح هُوَ شأسُ بن نَهار العَبديُّ، سُمّيَ لقَوْله: فَإِن كُنتُ مأكُولاً ... الْبَيْت وَأما المُمزِّقُ كمُحدِّث فَهُوَ شاعِرٌ حَضْرَميّ متأخّر، وَكَانَ ولَدُه يُقال لَهُ: المُخزِّق لقَوْله:
(أَنا المُخزِّقُ أعراضَ اللِّئامِ كَمَا ... كَانَ المُمَزِّقُ أعراضَ اللّئامِ أبي)
وهَجا المُمَزِّقَ أَبُو الشّمَقْمَق، فَقَالَ:
(كنتَ المُمَزِّقَ مرّةً ... فاليومَ قد صِرْتَ المُمَزَّقْ)

(لمّا جرَيْتَ مَعَ الضّلا ... لِ غرِقْتَ فِي بحْرِ الشّمَقْمَقْ)
(سقط: من بداية الصفحة (390) حَتَّى نِهَايَة الصفحة (391) .)

مزق: المَزْق: شَقّ الثياب ونحوها. مَزَقهُ يَمْزِقه مَزْقاً ومَزّقه

فانْمَزق تَمْزيِقاً وتَمَزّق: خرقه؛ ومنه قول العجاج:

بحَجَبات يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ،

كأَنما يَمْزِقْنَ باللحم الحَوَرْ

والحَوَر: جلود حُمْرٌ، والبُهَر: الأَوساط. وفي حديث كتابه إلى

كِسْرَى: لما مَزَّقَهُ دعا عليهم أن يُمَزَّقوا كلَّ مُمَزَّقٍ، التَّمْزيقُ

التخريق والتقطيع، وأَراد بِتَمْزيقهم تفرُّقهم وزوال مُلكهم وقطع دابرهم.

والمِزْقة: القطعة من الثوب. وثوب مَزِيق ومَزِقٌ الأخيرة على النسب.

وحكى اللحياني: ثوب أَمْزَاق ومِزَق. ويقال: ثوب مَزِيق مَمْزُوق مُتَمَزِّق

وممزَّق، وسحاب مِزَق على التشبيه كما قالوا كِشفَ. والمِزَق: القطع من

الثوب المَمْزُوق، والقطعة منها مِزْقَة. الليث: يقال صار الثوب مِزَقاً

أي قطعاً، قال: ولا يكادون يقولون مِزْقة للقطعة الواحدة، وكذلك مِزَق

السحاب قطعه. ومَزْقُ العِرْض: شتمه. ومَزَق عِرْضَه يَمْزِقُه مَزْقاً:

كَهَرَده. وناقة مِزاق، بكسر الميم، ونِزَاق؛ عن يعقوب: سريعة جدّاً يكاد

يتَمَزَّق عنها جلدها من نَجائها، وزاد في التهذيب: ناقة شَوْشَاة مِزَاقٌ

سريعة: قال الليث: سميت مِزَاقاً لأن جلدها يكاد يتَمَزَّق عنها من

سرعتها؛ وأَنشد:

فجاءَ بشَوْشاةٍ مِزَاقٍ، ترى بها

نُدوباً من الأَنْساع: فَذّاً وتَوْأَما

وقال غيره: فرس مِزَاق سريعة خفيفة؛ قال ذو الرمة:

أَفاؤُوا كلَّ شاذبةٍ مِزَاقٍ

بَراها القَوْدُ، واكتَسَتِ اقْوِرَارا

وفي النوادر: ما زَقْتُ فلاناً ونازَقْتُه مُنَازقةً أَي سابقته في

العدو.

ومُزَيْــقِياءُ: لقب عمرو بن عامر بن مالك ملك من ملوك اليمن جَدّ

الأنصار، قيل: إنه كان يُمَزِّق كل يوم حُلَّة فيَخْلَعُها على أَصحابه، وقيل:

إنه كان يلبس كل يوم حُلَّتين فيُمَزِّقهما بالعشي ويَكْره أَن يعود

فيهما ويأْنف أن يلبسهما أَحد غيره، وقيل: سمي بذلك لأنه كان يلبس كل يوم

ثوباً، فإذا أمسى مَزَّقه ووهبه؛ وقال:

أنا ابن مُزَيْقيا عَمْرو، وجدّي

أَبوه عَامِرٌ، ماءُ السماءِ

وفي حديث ابن عمر: أن طائراً مَزَق عليه أي ذرق ورمى بسَلْحه عليه؛

مَزَقَ الطائرُ بسَلْحه يمْزُق ويَمْزِقُ مَزْقاً: رمى بذَرْقه. والمُزْقةُ:

طائر، وليس بثَبَتٍ. والمُمَزِّقُ: لقب شاعر من عبد القيس، بكسر الزاي

وكان الفراء يفتحها: وإنما لُقِّب بذلك لقوله:

فإن كنت مأْكولاً، فكُنْ خير آكلٍ،

وإلاَّ فأدْرِكْني، ولَمّا أُمَزَّقِ

قال ابن بري: وحكى المفضل الضبي عن أَحمد اللغوي أَن المُمَزّق العبدي

سمي بذلك لقوله:

فمَنْ مُبْلِغُ النعمان أَن ابن أُختِهِ،

على العَيْنِ، يَعْتاد الصَّفَا ويُمَزِّقُ

ومعنى يُمَزِّقُ يغنِّي. قال: وهذا يقوي قول الجوهري في كسر الزاي في

المُمَزِّقِ، إلا أَن المعروف في هذا البيت يُمَرّق، بالراء.

والتَّمْرِيقُ، بالراء: الغناء فلا حجة فيه على هذا لأن الزاي فيه تصحيف، وقال الآمدي:

المُمَزَّق، بالفتح، هو شَأْس بن نَهارٍ العبدي، سمي بذلك لقوله:

فإن كُنْتُ مأْكولاً، فكُنْ خيرا آكِلٍ

وأَما المُمَزِّق، بكسر الزاي، فهو المُمَزَّقُ الحَضْرمي، وهو متأَخر؛

وكان ولده يقال له المُخَزِّق لقوله:

أَنا المُخَزِّق أَعْراضَ اللِّئَام، كما

كان المُمَزِّقُ أَعراض اللِّئَام أَبي

وهجا المُمَزقَ أَبو الشَّمَقْمَقِ فقال:

كُنْتَ المُمَزِّقَ مرَّة،

فاليوم قد صِرْتَ المُمَزَّقْ

لما جَرَيْتَ مع الضَّلال،

غَرقْتَ في بحر الشَّمَقْمَقْ

والمُمَزَّقُ أَيضاً: مصدر كالتَّمْزِيق، ومنه قوله تعالى: ومَزَّقْناهم

كل مُمَزَّق.

عصق

العين والقاف والصاد
. عصق: مهمل.
حكى الخارزنجي: بين القوم غصَاقِيَةٌ وَعَصاقِياء: أي جَلَبَة.
عصق
العَصاقِيَة، والعَصاقِياءُ أهْمَلَه الجوهريّ وصاحِبُ اللّسان. وَقَالَ الخارْزَنْجيُّ فِي تكمِلَة العيْن هُوَ: الجلَبَة واللّغَطُ بَين القوْمِ، كَمَا فِي العُبابِ.

خشن

(خشن)
خشونة وخشنا وخشانة وخشنة ومخشنة حرش وَغلظ ملمسه فَهُوَ خشين (ج) خشن وَهُوَ خشن (ج) خشن وخشان وَهُوَ أخشن وَهِي خشناء (ج) خشن وَيُقَال خشن صَدره عَلَيْهِ وجد عَلَيْهِ
خشن خشن الشيء خشونة فهو خشين. واخشوشن الرجل لبس خشناً أو قال قولاً خشناً. وكتيبة خشناء كثيرة السلاح. وسنة خشناء قحطة. والخشناء - ممدودة - بقلها خضراء ورقها قصير. وهي الأرض الغليظة، وجبل أخشن. ويقال للناقة إنها لخشيناء إذا كانت عجيفاء، ومخشنة قليلة الطرق. ورجل أخيشن ذميم الحال.
[خشن] فيه: فإذا بكتيبة "خشناه" أي كثيرة السلاح، خشنته، واخشوشن الشيء مبالغة في خشونته، واخشوشن إذا لبس الخشن. ومنه ح: "اخشوشنوا" في رواية. وفي ح عمر لابن عباس: نشنشة من "أخشن" أي حجر من جبل، والجبال توصف بالخشونة. وح: "أخيشن" في ذات الله، هو مصغر أخشن للخشن. وفيه: ذنبوا "خشانه" هو ما خشن من الأرض. ن ومنه: إذ جاءه رجل "أخشن الثياب" و"أخشن الجسد" و"أخشن الوجه" ثلاثتها من الخشونة.
(خشن) - في حديث الخُروج إلى أُحُد: "فإذا بكَتِيبَة خَشْنَاء".
: أي كثِيرة السلاح. واخْشَوْشَنَ: لَبِس الخَشِنَ.
ويقال: للخَشِن أَخْشَنَ. والخَشْنَاء مَبنِيّ عليه.
- وفي حديث ظَبْيان "ذَنَبُوا خِشانَه" .
الخِشانُ: ما خَشُن من الأرض.
ومنه حديث عُمَر: "اخشَوْشِنُوا": في إحدى رِوايَاتِه. 

خشن


خَشُنَ(n. ac. خُشْنَة
خَشَاْنَة
خُشُوْنَة)
a. Was rough, coarse.
b. Was refractory, stubborn.

خَشَّنَa. Made rough, coarse.
b. Made supple, took the stiffness out of ( new
garment ).
c. Exasperated, irritated, ruffled.

تَخَشَّنَa. Was rough, uneven.
b. Behaved rudely, roughly.
c. Was made supple, soft.

إِسْتَخْشَنَa. Deemed rough, hard, coarse.

خُشْنَةa. Hardness, asperity.
b. Rudeness, roughness.

خَشِن
(pl.
خِشَاْن)
a. Hard, rough.
b. Refractory, stubborn.
c. Coarse.

أَخْشَنُ
(pl.
خُشْن)
a. see 5
خ ش ن: (الْخُشُونَةُ) ضِدُّ اللِّينِ وَقَدْ (خَشُنَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ سَهُلَ فَهُوَ (خَشِنٌ) وَ (اخْشَوْشَنَ) الشَّيْءُ اشْتَدَّتْ خُشُونَتُهُ وَهُوَ لِلْمُبَالَغَةِ مِثْلُ: أَعْشَبَتِ الْأَرْضُ وَاعْشَوْشَبَتْ. وَاخْشَوْشَنَ الرَّجُلُ تَعَوَّدَ لُبْسَ الْخَشِنِ. وَ (الْأَخْشَنُ) مِثْلُ الْخَشِنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أُخَيْشِنُ فِي ذَاتِ اللَّهِ» . وَ (خَاشَنَهُ) ضِدُّ لَايَنَهُ. وَ (خَشَّنَ) صَدْرَهُ (تَخْشِينًا) أَوْغَرَهُ. قُلْتُ: مَعْنَى أَوْغَرَهُ أَحْمَاهُ مِنَ الْغَيْظِ. 
خ ش ن

خشن الشيء واخشوشن، وهو خشن وخشين. واخشوشنوا: كونوا خشنين في ملابسكم.

ومن المجاز: خشن على صاحبه، وتخشن عليه، وخاشنه مخاشنة، وتخاشن القوم، وفي أخلافه خشونة. ورجل أخشن: شكس. وخشن صدره وبصدره. قال:

وخشنت صدرا جيبه لك ناصح

وخشّن كلامه معه. واستخشن مسه فأعرض عنه. وفلان خشن في دينه إذا كان متشدّداً فيه. وسنة خشناء: قحطة. وأرض خشناء: فيها رمل وحجارة. يقال: أنبط بئره في خشناء من الأرض. ولفلان سياسة خشناء. وكتيبة خشناء: كثيرة السلاح.
خ ش ن : خَشُنَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ خُشْنَةً وَخُشُونَةً خِلَافُ نَعُمَ فَهُوَ خَشِنٌ وَرَجُلٌ خَشِنٌ قَوِيٌّ شَدِيدٌ وَيُجْمَعُ عَلَى خُشُنٍ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ: نَمِرٍ وَنُمُرٍ وَالْأُنْثَى خَشِنَةٌ وَبِمُصَغَّرِهَا سُمِّيَ حَيٌّ مِنْ الْعَرَبِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ خُشَنِيٌّ بِحَذْفِ الْيَاءِ وَالْهَاءِ وَمِنْهُ أَبُو ثَعْلَبَة الْخُشَنِيُّ وَأَرْضٌ خَشِنَةٌ خِلَافُ سَهْلَةٍ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ فِي الْحَجَرِ إلَّا أَخْشَنَ بِالْأَلِفِ. 
(خشن)
(س) فِي حَدِيثِ الْخُرُوجِ إِلَى أُحُد «فَإِذَا بِكَتِيبَة خَشْنَاء» أَيْ كثيرةِ السِّلاح خَشِنَتِهِ. واخْشَوْشَنَ الشَّيْءُ مبالغةٌ فِي خُشُونَتِهِ. واخْشَوْشَنَ: إِذَا لَبِسَ الخَشِنَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «اخْشَوْشِنُوا» فِي إِحْدَى رِوَاياته.
وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ «أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: نِشْنِشةٌ مِن أَخْشَن» أَيْ حَجَرٌ مِنْ جَبَلٍ. وَالْجِبَالُ تُوصف بالخُشُونَة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أُخَيْشِنُ فِي ذَاتِ الله» هو تصغير الْأَخْشَن لِلْخَشِنِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ظَبيْان «ذَنّبُوا خِشَانَهُ» الْخِشَان: مَا خَشُنَ مِنَ الْأَرْضِ.
[خشن] الخُشونَةُ: ضد اللين. وقد خشن الشئ بالضم فهو خشن. واخشوشن الشئ: اشتدت خشونته. وهو للمبالغة، كقولك: أعشبت الأرض واعشوشبتْ. واخْشَوْشَنَ الرجل: تعوَّدَ لُبس الخَشَن. والأَخْشَنُ مثل الخشن، والجمع خشن. قال الراجز ألين مسا من حوايا البطن من يثربيات قذاذ خشن يرمى بها أرمى من ابن تقن يعنى به الجدد. وفي الحديث: " أخيشن في ذات الله ". وكتيبة خَشْناءُ: كثيرة السلاح. ومَعْشَرٌ خُشْنٌ، ويجوز تحريكه في الشِعر. وخاشَنْتُهُ: خلاف لا ينته. وخشنت صدره تخشينا: أو غرت . وقال عنترة:

وخشنت صدرا جَيْبُهُ لك ناصِحُ * والخُشْنَةُ: الخُشونَةُ. وقال حكيم ابن مصعب: تشكى إلَيَّ الكلبُ خُشْنَةَ عَيْشِهِ وَبي مثل ما بالكلب أو بيَ أكثر 
خشن:
خَشَن: ذكر فوك في خُشَّن وخِشَن مصدراً لخَشُن.
وخشن: غلط، أعبل (برجون).
وخشن: تبلد، تبله، حمق (هلو).
خَشَّن (بالتشديد): غلَّط، جسَّم، عظَّم، كَبَّر (فوك، برجرن).
وخشَّن الشعر: زاده جثولة وكثافة (ابن العوان 1: 252).
وخشَّن لفلان: أغلظ له في القول، وعنف عليه (بوشر).
وخشَن: ناهز البلوغ (محيط المحيط).
وخشَّن: دشّن الإناء (محيط المحيط).
أخشن: ظلف. ففي المقدمة (1: 160) في الكلام عن سكان القرى (المًخْشِنون في العيش أي الذين هم في ظلف من العيش).
ما أخشن البرد: ما اشد البرد (البكري ص67).
تخاشن: أظهر الغلظ والجفاء، خلاف تلاطف (سعدي كلستان ص124 طبعه سميليه).
خشن وجمعه أخْشان: إنسان أخرق، فظَ، أرعن، غشيم (بوشر).
وفي رحلة ابن جبير: الأخشان من العامة هم الذين ينخدعون وينغشون بأعمال المشعبذين والمنجمين وغيرهم.
خُشْن: غلظ. ثخن. ثخونة (الكالا) وأضف فيه ن في آخر الكلمة العربية.
خَشِن: تستعمل للدلالة تقريباً على كل معاني الكلمة الفرنسية التي معناها: كثير، كبير، وافر، غليظ، يقال مثلاً: جمع خشن: جيش كبير.
وصوت خشن: غليظ. كما تدل على معنى صفيق يقال مثلاً ثوب خشن أي صفيق، وثوب خشن أي سميك، ثخين. يجمع على خِشان (انظرمعجم الادريسي).
خِشِن: عنيف، فظّ، عسِر، شكس، شرس، غليظ الخلق (بوشر).
خشنى: غير محكم الصنع، غليظ الصنع، وفلاحي الاخلاق، بدوي، وبربري، وأخرق، أرعن، غشيم، وعنيف، فظ، عسر، شكس، شرس، غليظ الخلق (بوشر).
خشون: وعر، غير مستو، غليظ.
خَشين وجمعه خِشان: فظ، غليظ (فوك، المقري، أبو الوليد ص805) وشرس، وحشي، فظ (هلو) وقبيح (جاكسون ص189) ففي حيان بسام (1: 172و) في كلامه عن رجاله من السود: وكانوا قطعة خشينة يقاربون الخمسمائة.
خَشانة: غلاظو، فظاظة، جفوة الطبع، عدم التهذيب أو قلته (بوشر).
وخشانة: خشونة، عنف (بوشر).
وخشانة: بربرية، همجية، توحش (بوشر).
خُشُونى: غلاظة، فظاظة، جفوة طبع، قلة التهذيب أو عدمه (بوشر).
وخشونة: عنف (بوشر).
وخشونة: بربرية، همجية، توحش (بوشر).
وخشونة عند الأطباء: بحح، في الحلق، صحل.
خَشينة: بحح، صحل (المعجم اللاتيني العربي).
خُشُونَّية: خرق، بلاهة (بوشر).
خِشَّيْنَة: عامية خشناء (النبات) (محيط المحيط).
تَخْشين: قسوة القلب (هلو).
مُخَشَن: مجفف، منشف، ميبس (بوشر، محيط المحيط).
الْخَاء والشين وَالنُّون

الخَشِنُ، والأخْشن: الاخْرش من كُل شَيْء، قَالَ: والحَجر الاخَشن والثِّنايه وَجمعه: خِشَان، وَالْأُنْثَى: خشنة، انشد ابْن الْأَعرَابِي: وَقد لَفَّفا خَشْناء لَيست بوَخْشةٍ تُوارِى سَماء الْبَيْت مُشْرِقة القُتْرِ

يَعْنِي: جُلّة التَّمْر.

خَشُنَ خُشْنَة، وخُشانة، وخُشونة، ومَخْشَنة، وتخشّن.

واخشوشن الرجلُ: لبس الخشن، أَو تكلّم بِهِ، أَو عَاشَ عَيْشًا خَشِناً.

وَمعنى " خشن " دون معنى " اخشوشن " لما فِيهِ من تكْرَار الْعين، وَزِيَادَة الْوَاو.

وَكَذَلِكَ كل مَا كَانَ من هَذَا، كَمَا عشوشب، وَنَحْوه، وَقد تقدم.

واستخشنه: وجده خَشِناً. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ يذكر الْعلمَاء والأتــقياء: واستلانوا مَا استخشن المترفون.

وخاشنه: خشن عَلَيْهِ، يكون فِي القَوْل وَالْعَمَل.

وَفُلَان خُشن الْجَانِب، أَي: صَعب لَا يُطاق. وَإنَّهُ لذُو خُشْنة، وخُشونة، ومَخشنة، إِذا كَانَ خشن الْجَانِب.

وَفِي الثَّوْب وَغَيره خُشونة.

وملاءة خشناء: فِيهَا خشونة، إمّا من الْجدّة، وإمّا من الْعَمَل.

وَأَرْض خَشناء: فِيهَا حِجَارَة وَرمل، كخشاء.

وكتيبة خَشناء، والخُشَيناء: بَقلة خَضراء وَرقهَا قصير مثل الرّمرام، غير إِنَّهَا اشد اجتماعا، وَلها حَبٌّ يكون فِي الرَّوْض والقيِعان، سميت بذلك لخشونتها.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الخُشيناء: بقلة تنفرش على الأَرْض خَشناء فِي المَسِّ، لينَة فِي الْفَم، لَهَا تلزُّج كتلزُّج الرِّجلة، ونَوْرتها صَفْراء كنورة المُرّة، وتؤكل، وَهِي مَعَ ذَلِك مرعى.

وَبَنُو خَشناء، وَبَنُو خُشين: حَيّان.

وأخشن، ومُخاشن، وخُشين، وخَشِن: أَسمَاء.

وأخشن: جبل.

وروى ابْن الْأَعرَابِي هَذَا الْمثل: شنشنة أعرفهَا من أخشن.

وَفَسرهُ بِأَنَّهُ اسْم جبل قَالَ: وَمن قَالَ اعرفها من اخزم، فَهُوَ اسْم رجل. 

خشن: الخَشِنُ والأَخشَنُ: الأَحرشُ من كل شيء؛ قال:

والحجرَ الأَخْشَن والثِّنايه.

وجمعه خِشانٌ والأُنثى خَشِنة وخَشْناء؛ أَنشد ابن الأَعرابي يعني

جُلَّة التمر:

وقد لَفَّفا خَشْناءَ ليْسَتْ بوَخشةٍ،

تُوارِي سماءَ البيتِ، مُشْرِفةَ القُتْرِ.

خَشُنَ خُشْنةً وخَشانة وخُشونة ومَخْشَنة، فهو خَشِنَ أَخشَن،

والمُخاشنة في الكلام ونحوه. ورجل أَخشن: خَشِن. والخُشونة: ضد اللين، وقد خَشُن،

بالضم، فهو خَشِن. واخشَوْشنَ الشيءُ: اشتَدَّت خُشونتُه، وهو للمبالغة

كقولهم أَعشَبت الأَرضُ واعْشَوْشَبتْ، والجمع خُشْنٌ؛ قال الراجز:

تعَلَّمَنْ يا زَيْدُ، يا ابنَ زَينِ،

لأُكْلَةٌ من أَقِطٍ وسَمْنِ،

وشَرْبتان من عكِيِّ الضَّأْنِ،

أَلْيَنُ مَسّاً في حَوايا البَطْنِ.

من يَثْرَبِيّاتٍ قِذاذٍ خُشْنٍ،

يَرْمي بها أَرْمى من ابنِ تِقْنِ.

يعني به الجُدُد. وفي الحديث: أُخَيْشِنُ في ذات الله؛ هو تصغير

الأَخشَنِ للخَشِن. وتخَشَّنَ واخشَوْشَن الرجلُ: ليس الخَشِن وتعوّده أََو

أَكله أو تكلم به أَو عاش عَيشاً خَشِناً، وقال قولاً فيه خُشونة. وفي حديثه

عمر، رضي الله عنه: اخشَوْشنوا، في إحدى رواياته، وفي حديث الآخر أَنه

قال لابن عباس: نِشْنِشة من أَخشَن أَي حجرٌ من جبَل، والجبال توصف

بالخُشونة. وفي حديث ظَبْيان: ذَنِّبوا خِشانَه؛ الخِشانُ: ما خَشُن من الأَرض،

ومعنى خَشُن دون معنى اخْشَوْشَنَ لما فيه من تكرير العين وزيادة الواو،

وكذلك كل ما كان من هذا كاعشَوْشَبَ ونحوه. واستَخْشَنه: وجده خَشِناً،

وفي حديث علي، رضي الله عنه، يذكر العلماء الأَتــقياء: واستَلانوا ما

اسْتَخْشَنَ المُتْرَفُون. وخاشَنَه: خَشُن عليه، يكون في القول والعمل. وفلان

خَشِن الجانب أَي صَعْب لا يُطاق. وإنه لذو خُشْنةٍ وخُشونة ومَخْشَنة

إذا كان خَشِن الجانب. وفي الثوب وغيره خُشونة، ومُلاءَة خشْناء: فيها

خُشونة إما من الجِدَّة، وإما من العمل. والخَشْناء: الأَرض الغليظة. وأَرض

خَشْناء: فيها حجارة ورمل كخَشْاء. وكَتيبة خَشْناء: كثيرة السلاح. وفي

حديث الخروج إلى أُحُد: فإِذا بكَتيبة خَشْناء أَي كثيرة السلاح خَشِنته،

ومعشَر خُشْنٌ، ويجوز تحريكه في الشعر؛ وأَنشد ابن بري:

إذاً لَقامَ بنَصْري مَعْشَرٌ خُشُنٌ،

عندَ الحفيظةِ، إنْ ذو لُوثةٍ لانا.

قال: هو مثل فَطِنٍ وفُطُن؛ قال قيس بن عاصم في فُطُنٍ:

لا يَفْطِنُون لَعَيْبِ جارِهِم،

وهُمُ لحِفْظِ جِوارِه فُطُنُ.

وخاشَنْتُه: خلاف لايَنْته. وخَشَّنْت صدرَه تَخْشيناً: أَوْغَرْتُ؛ قال

عنترة:

لعَمري لقد أَعْذَرْت لو تَعْذُرينني،

وخَشَّنْتُ صَدْراً جَيْبُه لك ناصِحُ.

والخُشْنة: الخُشونة؛ قال حكيم بن مُصعَب:

تشَكَّى إليَّ الكلبُ خُشْنةَ عَيْشِه،

وبي مثلُ ما بالكلب أَوْ بِيَ أَكثر.

وقال شمر: اخْشَوْشَنَ عليه صدْرُه وخَشُن عليه صدْرُه إذا وَجَد عليه.

والخَشْناء والخُشَيْناء: بقلة خضراء ورقها قصير مثل الرَّمْرام، غير

أَنها أَشد اجتماعاً، ولها حبٌّ تكون في الرَّوْض والقِيعان، سميت بذلك

لخُشونتها؛ وقال أَبو حنيفة: الخُشَيناء بقلة تَنفَرش على الأَرض، خَشْناء في

المَسِّ لينة في الفم، لها تَلزُّج كتَلزُّج الرِّجْلة، ونَوْرتها صفراء

كنَوْرة المُرّة، وتؤكل وهي مع ذلك مرعى. وخُشَيْنة: بطن من بطون العرب،

والنسبة إليهم خُشَنيٌّ. وبنو خَشْناء وخُشَين: حَيّان، وقد سَمَّوْا

أَخْشَنَ ومُخاشِناً وخُشَيْناً وخَشِناً. وأَخْشَنُ: جبل. وروى ابن

الأََعرابي هذا المثل: شِنْشِنة أَعرفها من أَخْشَنَ، وفسره بأَنه اسم جبل،

قال: ومن قال أَعرفها من أَخْزَم، فهو اسم رجل.

خشن

1 خَشُنَ, aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. خُشُونَةٌ and خُشْنَةٌ (S, Msb, K, KL) and خَشَانَةٌ (CK, TA, but omitted in some copies of the K) and خَشْنٌ and مَخْشَنَةٌ, (K,) It was, or became, rough, harsh, or coarse; (K, * KL, PS;) contr. of لَانَ, (S, K,) or of نَعُمَ; (Msb;) as also ↓ تخشّن. (K.) b2: [Hence,] هُوَ ذُو خَشْنَةٍ and خُشُونَةٍ (K) and مَخْشَنَةٍ (TA) (tropical:) He is difficult, refractory, or stubborn; not to be coped with. (K, TA. [See also خَشِنٌ.]) And خَشُنَ عَلَيْهِ صَدْرِهِ and عليه صدره ↓ اخشوشن (assumed tropical:) He was, or became, angry with him. (Sh, TA.) See also 3.2 خَشَّنَ [خشّنهُ He made it rough, harsh, or coarse. b2: Hence,] خشّن صَدْرَهُ, inf. n. تَخْشِينٌ, (tropical:) He exasperated him; made him to be affected with wrath, or rage. (S, K, TA.) A poet says, وَخَشَّنَتْ صَدْرًا جَيْبُهُ لَكَ نَاصِحُ [explained in art. جيب]. (S.) 3 خاشنهُ, (S, M, K,) inf. n. مُخَاشَنَةٌ, (TA,) (assumed tropical:) He was rough, harsh, or coarse, to him; syn. عَلَيْهِ ↓ خَشُنَ; in speech, and in action; (M, TA;) [he acted towards him, or with him, roughly, harshly, or coarsely;] contr. of لَايَنَهُ. (S, K.) 5 تَخَشَّنَ see 1: b2: and see also 12.10 استخشنهُ He found it [or esteemed it] rough, harsh, or coarse. (K.) A2: Hence, in a trad. of 'Alee, making mention of pious men of learning, اسْتَلَانُوا مَا اسْتَخْشَنَ المُتْرَفُونَ (assumed tropical:) [and they esteemed, or esteem, soft, or smooth, what those leading a life of ease and plenty esteemed, or esteem, rough, harsh, or coarse]. (TA.) and استخشن المَقَامَ فِى مَحَلِّ كَذَا (assumed tropical:) [He esteemed unpleasant, or uncomfortable, the remaining in such a place of abode]. (TA in art. بشع.) 12 اخشوشن (JK, S, K) and ↓ تخشّن (K) It was, or became, very rough, harsh, or coarse: (S, K:) or (K.) he wore rough, harsh, or coarse, clothes: (JK, K:) or the former signifies also he accustomed himself to the wearing of such clothes: (S:) or each, he ate rough, harsh, or coarse, food: (TA:) or the former, (JK,) or each, (K,) (assumed tropical:) he said what was rough, harsh, or coarse: (JK, K, TA:) or (assumed tropical:) he lived a rough, or coarse, life. (K.) The former verb is more intensive in all its senses (K, TA) than خَشُنَ and تخشّن, because of the repetition of the medial radical and the addition of the و; and the same is the case of every verb of this class, as اعشوشب and the like, as is indicated in the S. (TA.) b2: See also 1.

خَشِنٌ Rough, harsh, or coarse; (S, * Msb, * K, KL, PS;) applied to a thing (S, Msb, K) of any kind; (K;) as also ↓ أَخْشَنُ: (S, Msb, K:) in relation to a stone, they seldom or never say otherwise than أَخْشَنُ: (Msb:) the fem. of the former is with ة; (Msb, K;) and the pl. is خُشُنٌ, (Msb,) [also said to be a pl. by poetic license of أَخْشَنُ, for خُشْنٌ, as will be seen below,] or خِشَانٌ, (K,) which is applied in the sense explained above to land [or lands]: (TA:) the fem. of ↓ أَخْشَنُ is خَشْنَآءُ; (K;) and the pl. is خُشْنٌ. (S.) You say أَرْضٌ خَشِنَةٌ Rough, or rugged, ground or land. (Msb.) And أَرْضٌ

↓ خشْنَآءُ Rugged ground or land, (JK, TA,) in which are stones and sand. (TA.) And مُلَآءَةٌ

↓ خَشْنَآءُ [A wrapper for the body] in which is roughness, harshness, or coarseness, either from newness or from make. (TA.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) A strong man. (Msb.) And هُوَ خَشِنُ الجَانِبِ and ↓ أَخْشَنُهُ (tropical:) He is difficult, refractory, or stubborn; not to be coped with. (K, TA. [See also 1.]) And عَاشَ عَيْشًا خَشِنًا (assumed tropical:) He lived a rough, or coarse, life. (K.) See also أَخْشَنُ.

خُشَيْنَآءُ [dim. of خَشْنَآءُ] A certain small herb, or leguminous plant, green, found in meadows, and plains; so called because of its roughness, or harshness, or coarseness. (TA.) See also خَشنَآءُ at the end of the next paragraph.

أَخْشَنُ, and its fem. خَشْنَآءُ: see خَشِنٌ, in five places. You say also كَتِيبَةٌ خَشْنَآءُ (tropical:) [An army, or a portion thereof, bristling with weapons: or] having many weapons: (JK, S, K, TA:) [and in like manner, ↓ جَيْشٌ خَشِنٌ, occurring in the TA in art. خمس:] and مَعْشَرٌ خُشْنٌ and خُشُنٌ; the latter allowable in poetry: (S: [it is there implied that this has a similar meaning:]) or the last signifies (assumed tropical:) [a company of men] who resist harm, or injury. (Ham p. 5.) And أُثْفِيَّةٌ خَشْنَآءُ (assumed tropical:) A great number [of people]. (S in art. ثَفى.) b2: Also, (K, TA,) or ↓ أُخَيْشِنُ, (JK,) (tropical:) A man whose state, or condition, is discommended. (JK, K, TA. [See also مُخَشَّنَةٌ.]) And the fem., (assumed tropical:) A she-camel lean, or emaciated. (JK, K.) and سَنَةٌ خَشْنَآءُ (assumed tropical:) A year of drought or distress. (JK.) b3: A rájiz says, مِنْ يَثْرِبِيَّاتٍ خُشْنِ meaning [Of the fabric of Yethrib,] new [unfeathered arrows]. (S, TA.) b4: خَشْنَآءُ also signifies A certain green herb, or leguminous plant, (A Hn, JK, K,) having short leaves, (JK,) that spreads upon the ground, (AHn,) rough to the feel, but soft in the mouth, viscous like purslane; (AHn, K;) its blossom is yellow, and it is eaten [by men], and is like wise a pasture: (AHn:) also called ↓ خُشَيْنَآءُ. (TA.) أُخَيْشِنُ dim. of أَخْشَنُ as syn. with خَشِنٌ. (TA.) أُخَيْشِنُ فِى ذَاتِ اللّٰهِ is a phrase occurring in a trad. [app. as meaning (assumed tropical:) Somewhat rough or coarse in clothing, or in mode of living, for the sake, or to obtain the approbation, of God]. (S, TA.) See also أَخْشَنُ.

مُخَشَّنَةٌ A she-camel whose طِرْق [or condition in respect of fatness] is discommended. (JK, K. [See also أَخْشَنُ.])
خشن
خشُنَ يَخشُن، خُشونةً وخُشْنةً وخَشانةً، فهو خَشِين وخَشِن وأخشنُ
• خشُن الشَّيءُ: غلُظ ملمسُه، حرِش لم يكن مصقولاً، عكسه نعم "خشُن لباسُه- ثوب/ جلد/ حائط/ رخام خشِن".
• خشُن الصَّوتُ: غلُظ "كبَر أنفُه وخشُن صوتُه".
• خشُن فلانٌ: صار سيِّئًا، جافي الطبع، عكسه لان "خشُن طبعه- هو خَشِنُ الجانب- ردّ عليه بخشونة" ° خشُن صدرُه: غضب وحقد- خشُن عليه في القول أو العمل: اشتدّ وغلُظ- خشُن في دينه/ خشُن في سلوكه: تشدّد فيه. 

أخشنَ يُخشن، إخشانًا، فهو مخشِن، والمفعول مخشَن
• أخشن عليه القولَ: حادثه بجفاء وخشونة. 

اخشوشنَ يخشوشن، اخشيشانًا، فهو مخشوشِن
• اخشوشن الشَّخصُ: لبس الخَشِن وأكَلَه أو تعوّده، بلغ الغاية في الخشونة.
• اخشوشنت لحيتُه لعدم الاعتناء بها: اشتدّت خشونتُها، حرشت، عكسه نعُمت. 

استخشنَ يستخشن، استخشانًا، فهو مُستخشِن، والمفعول مُستخشَن
• استخشن الشَّيءَ: وجده خشنًا "استخشن القماشَ: وجده حَرِش الملمس- استخشن أسلوبَ زميله في الحديث: وجده فظًّا جافيًا فيه غلظة". 

تخاشنَ يتخاشن، تخاشُنًا، فهو متخاشِن
• تخاشن النَّاسُ: تعاملوا أو تجادلوا بخشونة، أظهروا الغلَظ والجفاءَ في أقوالهم وأعمالهم، عكس تلاطف "تخاشن الجيرانُ". 

تخشَّنَ/ تخشَّنَ في يتخشَّن، تخشُّنًا، فهو متخشِّن، والمفعول مُتَخَشَّن فيه
• تخشَّن الشَّيءُ: اشتدت خُشونته "تخشَّنت يداه من العمل في الحقل: حرِشت- تخشَّنت لحيتُه".
• تخشَّن الشَّخصُ/ تخشَّن الشَّخصُ في عيشه: لبِس الخَشِن وعاش عيشًا خَشِنًا قاسيًا "تعوَّد أن يتخشَّن في حياته رغم ثرائه". 

خاشنَ يخاشن، مُخاشَنَةً، فهو مخاشِن، والمفعول مخاشَن
• خاشن فلانًا: تصرّف معه بفظاظة وغِلْظة، تصرّف معه بقسوة وجفاء، عكسه لاينه "مخاشنة العدوّ أجدى من
 ملاينته- لام تلميذَه على إهماله وخاشنه". 

خشَّنَ/ خشَّنَ لـ يخشِّن، تخشينًا، فهو مخشِّن، والمفعول مخشَّن
• خشَّن الشَّيءَ: جَعَله خَشِنا، عكسه نعَّم "خشَّن اللّحيةَ بتركها تنبت- خشَّن النّجارُ لوحَ الخشب بعدم صنفرته".
• خشَّن طبعَه: جعله غليظًا خَشِنًا جافيًا، عكس ليَّنه "خشَّن كلامَه معه" ° خشَّن صدرَ فلان: أوغزه وملأه حقدًا.
• خشَّن لفلان: أغلظ له في القول وعنَّف عليه. 

أخشنُ [مفرد]: ج خُشْن، مؤ خشناءُ، ج مؤ خشناوات وخُشْن:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خشُنَ ° أَرْضٌ خشناء: فيها رملٌ وحجارة.
2 - فظّ القلب، جافي الطبع، غليظ المعاملة.
3 - فيه تقشُّف وشَظَف "عيش أخشنُ". 

خَشانة [مفرد]: مصدر خشُنَ. 

خَشِن [مفرد]: ج أخشان وخِشَان وخُشْن وخُشُن، مؤ خَشِنة، ج مؤ خَشِنات وخِشَان:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خشُنَ ° الجنس الخشن: الرِّجال، عكسه الجنس الناعم.
2 - أخشنُ، فيه تقشّف وشظَف "عيش خشِن".
3 - قوي، شديد، فظ، غليظ ° خشِن الجانب/ خشِن الخُلُق: صعبٌ لا يُطاق- خشِن القلب: فظّ، قاسٍ- خَشِن المعاملة: جافٍ- صوت خشِن: غليظ أجشّ. 

خُشْنة [مفرد]: مصدر خشُنَ. 

خُشونة [مفرد]:
1 - مصدر خشُنَ.
2 - صفة لسطح الجسم الذي به نتوءات، عكس لِين "خشونة الخشب الخام".
3 - (طب) بحح في الحلق "في صوته خُشونة". 

خَشِين [مفرد]: ج خِشَان وخُشُن:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خشُنَ.
2 - أخشنُ، خشِن، فيه تقشف وشظَف.
3 - أخشنُ، خشِن، غليظ الطَّبع، جاف الأسلوب فظّ القلب "خشين الجانب". 

مُخشِّن [مفرد]: ج مخشِّنات: اسم فاعل من خشَّنَ/ خشَّنَ لـ. 
خشن
) (الخَشِنُ ككَتِفٍ والأَخْشَنُ الأَحْرَشُ مِن كلِّ شيءٍ خِشَانٌ، ج (ككِتابٍ، وَهِي خَشِنَةٌ وخَشْناءُ) ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ يعْني جُلَّة التَّمْر:
وَقد لَفَّفا خَشْناءَ لَيْسَتْ بِوَخْشةٍ تُواري سَماءَ البيتِ مُشْرِفةَ القُتْرِ (وخَشُنَ، ككَرُمَ، خَشْناً) (، بالفتْحِ، (ومَخْشَنَةً) ، كمَرْحَلَةٍ، (وخُشونَةً وخُشْنَةً، بضمِّهما) ، وخَشانَةً، بالفتْحِ، (وتَخَشَّنَ) تَخَشُّناً، (ضِدُّ لانَ) . وشاهِدُ الخُشْنةِ قوْلُ حكيمِ بنِ مُصْعبَ أَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ:
تشَكَّى إِليَّ الكلبُ خُشْنَةَ عَيْشِهوبي مثلُ مَا بالكلبِ أَوْ بِيَ أَكْثرُ (واخْشَوْشَنَ وتَخَشَّنَ: اشْتَدَّتْ خُشونَتُه، أَو لَبِسَ الخَشِنَ) وتَعوَّدَه أَو أَكَلَه، (أَو تَكَلَّمِ بِهِ، أَو عاشَ عَيْشاً خَشِناً) ، أَو قالَ قوْلاً فِيهِ خُشونَة. وَمِنْه حدِيثُ عُمَر، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ فِي إحْدَى رِوَاياتِه: (اخشَوْشَنُوا) .
(واخْشَوْشَنَ: أَبْلَغُ فِي الكُلِّ) ، أَي من خَشُن وتَخَشَّن، لمَا فِيهِ مِن تكْريرِ العَيْنِ وزِيادَةِ الواوِ، وكذلِكَ كُلّ مَا كانَ مِن هَذَا كاعْشَوْشَبَ ونحْوهِ؛ أَشارَ لَهُ الجوْهرِيُّ.
(وخاشَنَهُ) مُخاشَنَةً: (ضِدُّ لايَنَهُ) مُلايَنَةً.
وَفِي المحْكَم: خاشَنَةَ: خَشُنَ عَلَيْهِ، يكونُ فِي القوْلِ وَفِي العَمَلِ.
(وَهُوَ خَشِنُ الجانِبِ وأَخْشَنُهُ وذُو خُشْنَةٍ وخُشونةٍ، بضمِّهما، صَعْبٌ لَا يُطاقُ) ؛ وكذلِكَ ذُو مَخْشَنَةٍ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(واسْتَخْشَنَهُ: وجَدَهُ خَشِناً) ؛ وَمِنْه حدِيثُ عليَ يذْكرُ العُلَماء الأَتْــقياء: (واسْتَلانوا مَا اسْتَخْشَنَ المُتْرَفُونَ) .
(و) مِن المجازِ: (خَشَّنَ صَدْرَهُ تَخْشِيناً) : إِذا (أَوْغَرَهُ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لعَنْترَةَ:
لعَمرِي لقد أَعْذَرْت لَو تَعْذُرِينَنيوخَشَّنْتُ صَدْراً جَيْبُه لكِ ناصِحُ (والخَشْناءُ: بَقْلَةٌ خَضْراءُ) تَنْفرِشُ على الأَرْضِ (خَشْناءُ فِي المَسِّ، لَيِّنَةٌ فِي الفَمِ، لَزِجٌ كالرِّجلَةِ) ، ونَوْرَتها صَفْراء تُؤْكَلُ، وَهِي مَعَ ذلِكَ مَرْعى؛ عَن أَبي حَنيفَةَ؛ وَهِي الخُشَيْناءُ أَيْضاً.
(و) الخَشْناءُ: (النَّاقَةُ العَجْفاءُ) لخُشُونتِها.
(و) الخَشْناءُ: (بنتُ وَبْرَةَ أُخْتُ كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ.
(و) المُخَشَّنَةُ، (كمُعَظَّمَةٍ: النَّاقَةُ الذَّميمَةُ الطِّرْقِ.
(ورَجُلٌ أَخْشَنُ: ذَمِيمُ الحالِ) ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(وأَخْشَنُ: تابِعيٌّ سَدُوسِيٌّ) ثقَةٌ رَوَى عَن أَنَس بنِ مالِكِ، وَعنهُ عبْدُ المُؤْمِن بنِ عبْدِ الّلهِ؛ قالَهُ ابنُ حَبَّان.
(و) أَخْشَنُ: (جَدٌّ لأَدْهَمَ بنِ مُحْرِزِ) بنِ أَسَدٍ (الشَّاعِرِ الفارِسِيِّ التَّابِعِيِّ) ؛ وابْنه مالِك بن أَدْهَم وَلِيَ نهاوند لابنِ هُبَيْرَةَ.
(وجابِرُ بنُ خُشَيْنٍ، كزُبَيْرٍ) ، ابنِ عاصِمِ بنِ لأي (فِي نَسَبِ فَزارَةَ.
(وخُشَيْنُ بنُ النَّمِرِ) بنِ وَبْرَةَ بنِ تَغْلب بنِ حلوان: (فِي قُضاعَةَ) ، واسْمُه: وائِلُ بنُ النَّمِرِ (رَهْط أَبي ثَعْلَبَةَ) ، جرثوم بن ناشر (الخُشَنِيّ) ، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ، اشْتَهَرَ بكُنْيَتِه، وَفِي اسْمِه أَقْوالٌ. (وَمِنْهُم: بِشْرُ بنُ حَيَّانَ التَّابِعِيُّ) عَن واثِلَةَ بنِ الأَسْقَع الحافِظُ الرَّحَّال.
(ومحمدُ بنُ عبْد السَّلامِ) الخُشَنِيُّ القُرْطبيُّ ذَكَرَه الحميديُّ فِي تارِيخِ الأَنْدلُس، وغلطَ مَن جَعَلَه مَنْسوباً إِلَى قَرْيةٍ بِأَفْريقيَّة، ماتَ سَنَة 286، وولدُه محمدُ بنُ محمدٍ حدَّثَ أَيْضاً، وكنَّاه الأَمير بِأبي الحَسَنِ وقالَ: رَوَى عَن أَبيهِ، وَعنهُ محمدُ بنُ محمدِ بنِ أَبي دليم الأَنْدَلُسيُّ، وماتَ سَنَة 333.
(و) أَبو ذَرَ (مُصْعَبُ بنُ محمدِ بنِ مَسْعودٍ) الخُشَنِيُّ الأَنْدلُسيُّ النّحْويُّ المَعْروفُ بابنِ أَبي الرّكب، أَخَذَ عَنهُ الشَّريشيّ شَارِح المَقامَاتِ، وَقد تقدَّمَ ذِكْرُه أَيْضاً فِي الباءِ، (وأَبوهُ) أَبو بكْرٍ مُحَمَّد النّحويُّ (الشَّارِحُ للكِتابِ) ، أَي كِتاب سِيْبَوَيْه على رأْسِ المَائةِ السادِسَةِ.
(والحَسَنُ بنُ يَحْيَى) الخُشَنِيُّ رَوَى عَن بِشْرِ بنِ حبَان الخُشَنِيِّ كَمَا لِابْنِ حبَان، وَعَن هشَامِ بنِ عرْوَةَ، تَرَكَهُ الدَّارْقطْنِيُّ، كَذَا فِي الدِّيوان؛ (ومَسْلَمَةُ بنُ عليَ) الخُشَنِيُّ (الشامِيَّانِ) واهِيَان تَرَكَهُما الدَّارقطْنِيُّ (الخُشَنِيُّونَ) .
وفَاتَهُ:
محمدُ بنُ الخليلِ الخُشَنِيُّ: رَوَى عَن أَيّوب بنِ حبَان.
ومحمدُ بنُ الحارِثِ الخُشَنِيُّ الأَنْدَلُسيُّ عَن محمدِ بنِ وضَّاحٍ.
وحفْصُ بنُ صالحٍ الخُشَنِيُّ مِصْريّ حدَّثَ عَن حيوَةَ بنِ شُرَيْحٍ.
وأَبو القاسِمِ بكْرُ بنُ عليِّ بنِ الوَزِيرِ الخُشَنِيّ عَن أَحْمَد بنِ عامِرِ بنِ المعمّر الدِّمَشْقيّ.
(و) مِن المجازِ: (كَتيبَةٌ خَشْناءُ) : أَي (كَثيرَةُ السِّلاحِ.
(وأَبو الخَشْناءِ عَبَّادُ بنُ حُسَيْبٍ) ؛ هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ عَبَّادُ بنُ كُسَيْبٍ أجنادي.
(وأَبو خُشَيْنَةَ، كجُهَيْنَةَ الزِّيادِيُّ) عَن الحَسَنِ؛ (و) أَبو خُشَيْنَةَ (حاجِبُ بنُ عُمَرَ) الثَّقفيُّ عَن الحكَمِ بنِ الأَعْرَجِ، (محدِّثانِ.
(وسَمَّوْا مُخاشِناً وخَشِناً، ككَتِفٍ وشَدَّادٍ ويُكْسَرُ) .
فَمن الأوَّلِ: مُخاشِنُ بنُ الأسْودِ العبديُّ لَهُ صحْبَةٌ؛ ومُخاشِنُ بنُ الخيرِ مُقْرىءٌ حمصيٌّ؛ والحارِثُ بنُ مُخاشِنٍ، مِن المُهاجِرِينَ؛ وطارِقُ بنُ مُخاشِنٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ وَعنهُ الزهريُّ.
وَمن الثَّاني: محمدُ بنُ أَحمدَ البَغْدادِيُّ يُعْرفُ بابنِ الخَشِن، رَوَى عَنهُ ابنُ دُرَيْدٍ.
ومِن الثَّالثِ: خَشَّانُ بنُ لأي بنِ عصم بنِ شمج أَخو خُشَيْن المَذْكُور؛ وبكَسْرِ أَوَّلهِ خِشَّان بن أَسْعَد فِي نَسَبِ عبْدِ الْعُزَّى بن بدْرٍ.
وممَّا فاتَهُ:
خُشانُ، بضمِّ أَوَّلِه، وَهُوَ جَدُّ يوسُفَ بنُ محمدٍ الريحانيّ المُقْرِي الوَرَّاق؛ وَقد تقدَّمَ للمصنِّفِ، رَحِمَه الّلهُ تعالَى، ذِكْرَ خَِشَّان بالفتْح والكسْرِ فِي الشِّين.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الخُشْنُ، بالضمِّ، جَمْعُ الأَخْشَن، أَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للرَّاجزِ:
أَلْيَنُ مَسًّا فِي حَوايا البَطْنِمن يَثْرَبِيَّاتٍ قِذاذٍ خُشْنِيَرْمي بهَا أَرْمى من ابنِ تِقْنِيعْنِي بِهِ الجُدُد. وَفِي الحدِيثِ: (أُخَيْشِنُ فِي ذاتِ الّلهِ) ، هُوَ تَصْغيرُ الأَخْشَنِ للخَشِن.
وَفِي حديثِ عُمَرَ قالَ لابنِ عبَّاسٍ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (نِشْنِشة من أَخْشَن) ، أَي حجرٌ مِن جَبَل؛ فمَنْ رَوَاهُ مِن أَخْشَن قالَ: إنَّه اسمُ جَبَلٍ؛ ومَنْ رَوَاهُ مِن أَخْزَم فَهُوَ اسمُ رجُلٍ.
والخِشَانُ، بالكسْرِ: مَا خَشُنَ مِن الأَرْضِ.
ومُلاءَةٌ خَشْناءُ: فِيهَا خُشونَة إمَّا مِن الجِدَّة، وإمَّا مِن العَمَلِ.
وأرْضٌ خَشْناءُ: غَليظَةٌ فِيهَا حجارَةٌ ورَمْل.
ومعشَرٌ خُشْنٌ، بالضمِّ، ويجوزُ تَحْرِيكُه فِي الشِّعْر، كَمَا فِي الصِّحاحِ، قالَ ابنُ بَرِّي: كقوْلِ الشاعِرِ:
إِذا لَقامَ بنَصْري مَعْشَرٌ خُشُنٌ عندَ الحفيظةِ إنْ ذُو لُوثةٍ لاناوقالَ شَمِرٌ: اخْشَوْشَنَ عَلَيْهِ صدْرُه وخَشُن عَلَيْهِ صدْرُه إِذا وَجَدَ عَلَيْهِ.
والخُشَيْناءُ: بقْلَةٌ خَضْراء تكونُ فِي الرَّوْضِ والقِيعَانِ، سُمِّيَتْ بذلِكَ لخُشونَتِها.
وخُشَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: بَطْنٌ مِنَ العَرَبِ.
وقالَ الحافِظُ: مِن لحم.
وبَنُو خَشْناء: حيٌّ مِن العَرَبِ، وَقد سَمَّوْا خَشِيناً، كأَميرٍ، وخَشِينان، بفتْحٍ فكسْرٍ، ويقالُ أَيْضاً خَشِنان.
باب الخاء والشين والنون معهما خ ش ن، خ ن ش، ن خ ش مستعملات

خشن: خَشُنَ الشيء يَخْشُنُ خُشونةً، فهو خَشِنٌ أَخْشَنُ. والمُخَاشَنَةُ: في الكلامِ والعمل. وأخْشَوْشَن الرّجلُ إذا لبس خَشِناً، أو قال قولاً فيه خُشُونةٌ. وكتيبةٌ خَشْناء: كثيرة السلاح. والخَشْناءُ: بقلةٌ خضراء ورقها قصير مثل ورق الرمرام. غير أنها أشد اجتماعاً، ولها حبٌّ يكون في الروض والقيعان. والخَشْناءُ: الأرض الغليظة. وأخشنُ: جبلٌ. وخُشَيْنةُ: حيٌّ من العَرَب، والنَّسبةُ إليهم: خُشَنِيٌّ. ومُخاشِنٌ: أسم رجل.

خنش: امرأة مخنشة: فيها بقية شباب، ونساء مُخَنّشات، وتَخنُّشها: بعض رقةِ بقيةِ شبابها. والتَّخنُّش: التحرك. نخش: نُخِشَ الرجل فهو مَنْخوشٌ، أي: مهزول [وامرأة مَنْخوشةٌ: لا لحم عليها] .
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.