Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=82823#84e093
(الــقميحة) السفوف
قمح: القَمْحُ: البُرُّ حين يجري الدقيقُ في السُّنْبُل؛ وقيل: من
لَدُنِ الإِنضاج إِلى الاكتناز؛ وقد أَقمَح السُّنْبُل. الأَزهري: إِذا جرى
الدقيق في السُّنْبُل تقول قد جرى القَمْحُ في السنبل، وقد أَقْمَح
البُرُّ. قال الأَزهري: وقد أَنْضَجَ ونَضِج. والقَمْحُ: لغة شامية، وأَهل
الحجاز قد تكلموا بها. وفي الحديث: فَرَضَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم،
زكاةَ الفطر صاعاً من بُرّ أَو صاعاً من قَمْحٍ؛ البُرُّ والقَمْحُ: هما
الحنطة، وأَو للشك من الراوي لا للتخيير، وقد تكرَّر ذكر القمح في الحديث.
والــقَمِيحةُ: الجوارِشُ. والقمْحُ مصدر قَمِحْتُ السويقَ.
وقَمِحَ الشيءَ والسويقَ واقْتَمَحه: سَفَّه.
واقْتَمَحه أَيضاً: أَحذه في راحته فَلَطَعه. والاقتماحُ: أَخذ الشيء في
راحتك ثم تَقْتَمِحه في فيك، والاسم القُمْحة كاللُّقْمة. والقُمْحةُ:
ما ملأَ فمك من الماء. والــقَمِيحة: السَّفوفُ من السويق وغيره. والقُمْحةُ
والقُمُّحانُ والقُمَّحانُ: الذَّرِيرة؛ وقيل: الزعفران؛ وقيل:
الوَرْسُ؛ وقيل: زَبَدُ الخمر؛ وقيل: طِيبٌ؛ قال النابغة:
إِذا قُضَّتْ خواتِمُه، عَلاهُ
يَبِيسُ القُمَّحانِ من المُدامِ
يقول: إِذا فتح رأْس الحُبّ من حِبابِ الخمر العتيقة رأَيت عليها بياضاً
يَتَغَشَّاها مثلَ الذريرة؛ قال أَبو حنيفة: لا أَعلم أَحداً من الشعراء
ذكر القُمَّحانَ غير النابغة؛ قال: وكان النابغة يأْتي المدينة
ويُنْشِدُ بها الناسَ ويَسْمَعُ منهم، وكانت بالمدينة جماعة الشعراء؛ قال: وهذه
رواية البصريين، ورواه غيرهم «علاه يبيس القُمُّحان».
وتَقَمَّحَ الشرابَ: كرهه لإِكثار منه أَو عيافة له أَو قلة ثُفْلٍ في
جوفه أَو لمرض. والقامِحُ: الكاره للماء لأَيَّةِ علة كانت. الجوهري:
وقَمَحَ البعيرُ، بالفتح، قُمُوحاً وقامَحَ إِذا رفع رأْسه عند الحوض وامتنع
من الشرب، فهو بعير قامِحٌ.
يقال: شرِبَ فَتَقَمَّح وانْقَمَح بمعنى إِذا رقع رأْسه وترك الشرب
رِيًّا.
وقد قامَحَتْ إِبلك إِذا وردت ولم تشرب ورفعت رؤوسها من جاء يكون بها
أَو برد، وهي إِبل مُقامِحةٌ؛ أَبو زيد: تَقَمَّحَ فلان من الماء إِذا شرب
الماء وهو متكاره؛ وناقة مُقامِحٌ، بغير هاء، من إِبل قِماحٍ، على طَرْحِ
الزائد؛ قال بشر بن أَبي خازم يذكر سفينة وركبانها:
ونحن على جَوانِبِها قُعُودٌ،
نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبِلِ القِماحِ
والاسم القُماح والقامِحُ. والمُقامِحُ أَيضاً من الإِبل: الذي اشتدّ
عطشه حتى فَتَرَ لذلك فُتُوراً شديداً. وذكر الأَزهري في ترجمة حمم الإِبل:
إِذا أَكلت النَّوَى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ؛ فأَما القُماحُ فإِنه
يأْخذها السُّلاحُ ويُذْهب طِرْقها ورِسْلها ونَسْلها؛ وأَما الحُمامُ
فسيأْتي في بابه. وشَهْرا قِماحٍ وقُماحٍ: شهرا الكانون لأَنهما يكره فيهما
شرب الماء إِلا على ثُفْلٍ؛ قال مالك بن خالد الهُذَليّ:
فَتًى، ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا،
وحُبَّ الزادُ في شَهْرَيْ قِماحِ
ويروى: قُماح، وهما لغتان، وقيل: سمِّيا بذلك لأَن الإِبل فيهما
تُقامِحُ عن الماء فلا تشربه؛ الأَزهري: هما أَشَدُّ الشتاء بَرْداً سميا
شَهْرَيْ قُِماحِ لكراهة كل ذي كَبِدٍ شُرْبَ الماء فيهما، ولأَن الإِبل لا
تشرب فيهما إِلا تعذيراً؛ قال شمر: يقال لشهري قُِماح: شَيْبانُ ومِلْحان؛
قال الجوهري: سميا شهري قُِماحٍ لأَن الإِبل إِذا وردَتْ آذاها بَرْدُ
الماء فقامَحَتْ.
وبعيرٌ مُقْمِحٌ: لا يكاد يرفع بصره. والمُقْمَحُ: الذليل. وفي التنزيل:
فهي إِلى الأَذقان فهم مُقْمَحون؛ أَي خاشعون أَذلاء لا يرفعون
أَبصارهم. والمُقْمَحُ: الرافع رأْسه لا يكاد يضعه فكأَنه ضِدُّ.
والإِقْماحُ: رفع الرأْس وغض البصر: يقال: أَقْمَحَه الغُلّ إِذا ترك
رأْسه مرفوعاً من ضيقه.
قال الأَزهري: قال الليث: القامِحُ والمُقامِحُ من الإِبل الذي اشتدّ
عطشه حتى فَتَرَ. وبعير مُقْمَحٌ، وقد قَمَح يَقْمَحُ من شدّة العطش
قُموحاً، وأَقْمَحَه العطشُ، فهو مُقْمَحٌ. قال الله تعالى: فهي إِلى الأَذقان
فهم مُقْمَحون خاشعون لا يرفعون أَبصارهم؛ قال الأَزهري: كل ما قاله
الليث في تفسير القامح والمُقامِح وفي تفسير قوله عز وجل «فهم مقمحون» فهو
خطأٌ وأَهل العربية والتفسير على غيره. فأَما المُقامِح فإِنه روي عن
الأَصمعي أَنه قال: بعير مُقامِحٌ وكذلك الناقة، بغير هاء، إِذا رفع رأْسه عن
الحوض ولم يشرب، قال: وجمعه قِماحٌ، وأَنشد بيت بشر يذكر السفينة
ورُكبانَها؛ وقال أَبو عبيد: قَمَحَ البعير يَقْمَحُ قُموحاً، وقَمَه يَقْمَه
قُموهاً إِذا رفع رأْسه ولم يشرب الماء؛ وروي عن الأَصمعي أَنه قال:
التَّقَمُّح كراهةُ الشرب.
قال: وأَما قوله تعالى: فهم مُقْمَحون؛ فإِن سلمة روى عن الفراء أَنه
قال: المُقْمَحُ الغاضّ بصره بعد رفع رأْسه؛ وقال الزجاج: المُقْمَحُ
الرافع رأْسه الغاضُّ بَصَرَه. وفي حديث علي، كرم الله وجهه، قال له النبي،
صلى الله عليه وسلم: سَتَقْدَمُ على الله تعالى أَنت وشِيعَتُك راضين
مَرْضِيِّين، ويَقْدَمُ عليك عَدُوُّك غِضاباً مُقْمَحين؛ ثم جمع يده إِلى
عنقه يريهم كيف الإِقْماحُ؛ الإِقماح: رفع الرأْس وغض البصر. يقال: أَقْمَحه
الغُلّ إِذا تركه مرفوعاً من ضيقه. وقيل: للكانونَيْنِ شهرا قُِماح لأَن
الإِبل إِذا وردت الماء فيهما ترفع رؤُوسها لشدة برده؛ قال: وقوله «فهي
إِلى الأَذقان» هي كناية عن الأَيدي لا عن الأَعناق، لأَن الغُلَّ يجعل
اليدَ تلي الذَّقَنَ والعُنُقَ، وهو مقارب للذقن. قال الأَزهري: وأَراد عز
وجل، أَن أَيديهم لما غُلَّتْ عند أَعناقهم رَفَعَت الأَغلالُ أَذقانَهم
ورؤُوسَهم صُعُداً كالإِبل الرافعة رؤوسها. قال الليث: يقال في مَثَلٍ:
الظَّمَأُ القامِح خير من الرِّيِّ الفاضح؛ قال الأزهري: وهذا خلاف ما
سمعناه من العرب، والمسموع منهم: الظمأُ الفادح خير من الرِّيِّ الفاضح؛
ومعناه العطشُ الشاق خير من رِيٍّ يفْضَحُ صاحبه، وقال أَبو عبيد في قول
أُمِّ زرع: وعنده أَقول فلا أُقَبَّحُ وأَرب فأَتَقَمَّحُ أَي أَرْوَى حتى
أَدَعَ الشربَ؛ أَرادت أَنها تشرب حتى تَرْوَى وتَرْفَعَ رأْسَها؛ ويروى
بالنون. قال الأَزهري: وأَصل التَّقَمُّح في الماء، فاستعارته للبن.
أَرادت أَنها تَرْوَى من اللبن حتى ترفع رأْسها عن شربه كما يفعل البعير إِذا
كره شرب الماء. وقال ابن شميل: إِن فلاناً لَقَمُوحٌ للنبيذ أَي شَرُوب
له وإِنه لَقَحُوفٌ للنبيذ. وقد قَمِحَ الشرابَ والنبيذ والماء واللبن
واقْتَمَحه؛ وهو شربه إِياه؛ وقَمِحَ السويقَ قَمحاً، وأَما الخبز والتمر
فلا يقال فيهما قَمِحَ إِنما يقال القَمْحُ فيما يُسَفُّ. وفي الحديث:
أَنه كان إِذا اشتكى تَقَمَّحَ كفّاً من حَبَّة السوداء. يقال: قَمِحْتُ
السويقَ، بكسر الميم
(* قوله «بكسر الميم» وبابه سمع كما في القاموس.)، إِذا
استففته. والقِمْحَى والقِمْحاة: الفَيْشة
(* زاد في القاموس القمحانة،
بالكسر: ما بين القمحدوه إِلى نقرة القفا. وقمحه تقميحاً: دفعه بالقليل
عن كثير يجب له اهـ. زاد في الأَساس كما يفعل الامير الظالم بمن يغزو معه
يرضخه أَدنى شيء ويستأثر عليه بالغنيمة.).
هبد: الهَبْدُ والهَبِيدُ: الحَنْظَلُ، وقيل: حبه، واحدته هَبِيدة؛ ومنه
قول بعض الأَعراب: فخرجت لا أَتلفع بِوَصِيدة ولا أَتَقَوَّتُ بِهَبيدة؛
وقال أَبو الهيثم: هَبِيدُ الحنظل شَحْمه. واهْتَبَدَ الرجلُ إِذا عالج
الهَبيدَ. وهَبَدْتُه أَهْبِدُه: أَطعَمْتُه الهَبيدَ. وهَبَدَ الهَبيدَ:
طبخه أَو جناه.
الليث: الهَبْد كسْر الهَبِيد وهو الحنظل؛ ومنه يقال: تَهَبَّدَ
الرَّجُل والظَّلِيمُ إِذا أَخذا الهبيدَ من شجرة؛ وقال:
خُذِي حَجَرَيْكِ فادَّقِّي هَبِيدا،
كِلا كَلْبَيْكِ أَعْيا أَن يَصِيدا
كان قائلُ هذا الشعر صياداً أَخْفَق فلم يَصِدْ، فقال لامرأَته: عالجي
الهَبيدَ فقد أَخْفَقْنا. وتَهَبَّدَ الرجلُ والظَّليمُ واْهتَبَدا:
أَخذاه من شجرته أَو استخرجاه للأَكل. الأَزهري: اهْتَبَدَ الظليم إِذا نقر
الحنظل فأَكل هَبِيدَه؛ ويقال للظليم: هو يَتَهَبَّدُ إِذا استخرج ذلك
ليأْكله. وفي حديث عمر وأُمّه: فَرَوَّدَتْنا من الهبيد؛ الهَبيد: الحنظل
يكسر ويستخرجُ حبّه ويُنْقَع لتذهب مَرارته ويُتّخذ منه طبيخ يؤكل عند
الضرورة. الجوهري: الاهْتِبادُ أَن تَأْخُذَ حبّ الحنظل وهو يابس وتجعله في
موضع وتَصُبَّ عليه الماءَ وتَدْلُكه ثم تصب عنه الماءَ، وتفعل ذلك أَياماً
حتى تذهب مرارته ثم يدق ويطبخ؛ غيره: والتَّهَبُّدُ اجتناء الحنظل
ونقعه، وقيل: التَّهَبّدُ أَخْذُه وكسْرُه؛ غيره: وهَبيدُ الحنظل حبّ حَدَجِه
يستخرج ويُنْقَع ثم يُسخَّن الماءُ الذي أُنْقِع فيه حتى تذهب مرارته ثم
يصبّ عليه شيء من الوَدَك ويذرُّ عليه قُمَيِّحَةٌ من الدقيق ويُتحسَّى.
وقال أَبو عمرو: الهَبيد هو أَن يُنقع الحنظل أَياماً ثم يغسل ويطرح قشره
الأَعلى فيطبخ ويجعل فيه دقيق وربما جعل منه عَصِيدة. يقال منه: رأَيت
قوماً يتَهَبَّدُون.
وهَبُّود: جبل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
شَرثانُ هذاكَ ورا هَبّودِ
التهذيب: أَنشد ابو الهيثم:
شَرِبْنَ بعُكَّاش الهَبابيد شَرْبةً،
وكان لها الأَحْفى خَلِيطاً تُزايِلُهْ
قال عُكّاشُ الهَبابيد: ماء يقال له هبّود فجمع بما حوله. وأَحْفى: اسم
موضع. وهبّود، بتشديد الباء: اسم موضع ببلاد بني نمير. وهَبُّودٌ: فرس
عَلْقَمة بن سُياج. الأَزهري: هَبُّود اسم فرس سابق لبني قريع؛ قال:
وفارسُ هَبُّود أَشابَ النّواصيا
نهد: نَهَدَ الثدْيُ يَنْهُد، بالضم، نُهُوداً إِذا كَعَبَ وانتَبَرَ
وأَشْرَفَ. ونهدتِ المرأَةُ تَنْهُدُ وتَنْهَدُ، وهي ناهِدٌ وناهِدةٌ،
ونَهَّدَتْ، وهي مُنَهِّدٌ، كلاهما: نَهَدَ ثَدْيُها. قال أَبو عبيد: إِذا
نَهَدَ ثَدْيُ الجارية قيل: هي ناهِد؛ والثُّدِيُّ الفَوالِكُ دون
النَّواهِدِ. وفي حديث هِوازِنَ: ولا ثَدْيُها بناهد أَي مرتفع. يقال: نَهَدَ
الثديُ إذا ارتفع عن الصدر وصار له حَجْم.
وفرس نَهْد: جَسِيمٌ مُشْرِفٌ. تقول منه: نَهُدَ الفرس، بالضم، نُهُودة؛
وقيل: كثير اللحم حسَن الجسم مع ارتفاع، وكذلك مَنْكِبٌ نَهْدٌ، وقيل:
كل مرتفع نَهْد؛ الليث: النهد في نعت الخيل الجسيم المشرف. يقال: فرس
نَهْدُ القَذالِ نَهْدُ القُصَيرَى؛ وفي حديث ابن الأَعرابي:
يا خَيرَ من يَمْشِي بِنَعْلٍ فَرْدِ،
وَهَبَهُ لِنَهْدَةٍ ونَهْدِ
النهْدُ: الفرس الضخْمُ القويُّ، والأُنثى نَهْدةٌ. وأَنهَدَ الحوضَ
والإِناءَ: مَلأَه حتى يَفِيضَ أَو قارَبَ مِلأَه، وهو حَوْضٌ نَهْدانُ.
وإِناءٌ نَهْدانُ وقَصْعَةٌ نَهْدَى ونَهْدانةٌ: الذي قد عَلا وأَشرَف،
وحَفَّان: قد بلغ حِفافَيْهِ. أَبو عبيد قال: إِذا قارَبَتِ الدَّلْوُ
المَلْءَ فهو نَهْدُها، يقال: نَهَدَتِ المَلْءَ، قال: فإِذا كانت دون مَلْئها
قيل: غَرَّضْتُ في الدَّلو؛ وأَنشد:
لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وغَرِّضْ فيها،
فإِنَّ دون مَلْئها يَكْفِيها
وكذلك عَرَّقْتُ. وقال: وضَخْتُ وأَوضَخْتُ إِذا جَعَلْتَ في أَسفَلِها
مُوَيْهةً. الصحاح: أَنْهَدْتُ الحوضَ ملأْتُه؛ وهو حَوْضٌ نَهْدانُ وقدم
نَهْدانُ إِذا امتلأَ ولم يَفِضْ بعد. وحكى ابن الأَعرابي: ناقة
تَنْهَدُ الإِناءَ أَي تملؤُه. ونَهَدَ وأَنْهَدْتُه أَنا. ونَهَدَ إِليه: قامَ؛
عن ثعلب.
والمُناهَدَةُ في الحرب: المُناهِضةُ، وفي المحكم: المُناهَدةُ في الحرب
أَنْ يَنْهَدَ بعض إِلى بعض، وهو في معنى نَهَضَ إِلا أَنّ النُّهُوضَ
قيامٌ غَيْرُ قُعُود
(* قوله «قيام غير قعود» كذا بالأصل ولعلها عن قعود،)
، والنُّهُودُ نُهوضٌ على كل حال. ونَهَدَ إِلى العدوّ يَنْهعد، بالفتح:
نَهَض. أَبو عبيد: نَهَد القومُ لعدوّهم إِذا صَمَدوا له وشرعوا في
قتاله. وفي الحديث: أَنه كان يَنْهَدُ إلى عَدُوّه حين تزول الشمس أَي
يَنْهَضُ. وفي حديث ابن عمر: أَنه دخل المسجد الحرام فَنَهَد له النساء
يسأَلونه أَي نَهَضُوا. والنّهْد: العَوْنُ. وطَرَحَ نَهْدَه مع القوم: أَعانهم
وخارجهم. وقد تَناهَدوا أَي تَخارَجُوا، يكون ذلك في الطعام والشراب؛
وقيل: النَّهْدُ إِخراج القوم نفقاتهم على قدر عدد الرُّفقة. والتناهُدُ:
إخراجُ كل واحد من الرفقة نفقة على قدر نفقة صاحبه. يقال: تَناهَدوا
وناهَدوا وناهد بعضُهم بعضاً. والمُخْرَجُ يقال له: النِّهْدُ، بالكسر. قال:
والعرب تقول: هات نِهدَكَ، مكسورة النون. قال: وحكى عمرو بن عبيد عن الحسن
أَنه قال: أَخْرِجوا نِهْدَكم فإِنه أَعظم للبركة وأَحسن لأَخلاقِكم
وأَطْيَبُ لنفوسكم؛ قال ابن الأَثير: النِّهد، بالكسر، ما يُخْرِجُه الرفقة
عند المناهدة إِلى العدوِّ وهو أَن يقسموا نفقتهم بينهم بالسوية حتى لا
يتغابنوا ولا يكون لأَحدهم على الآخر فضل ومنّة. وتَناهَدَ القومُ الشيء:
تناولوه بينهم.
والنَّهْداء من الرمل، ممدود: وهي كالرَّابية المُتَلَبِّدة كريمة تنبت
الشجر، ولا ينعت الذكر على أَنْهَد. والنهْداء: الرملة المشرفة.
والنَّهْدُ والنَّهِيدُ والنَّهِيدةُ كله: الزُّبْدةُ العظيمة، وبعضهم
يسميها إِذا كانت ضخمة نَهْدةً فإِذا كانت صغيرة فهدة؛ وقيل: النَّهِيدةُ
أَن يُغْلى لُبابُ الهَبيد وهو حب الحنظل، فإِذا بَلَغ إِناه من النضْج
والكثافة ذُرّ عليه قُمَيِّحة من دقيق ثم أُكل؛ وقيل: النهيد، بغير هاء،
الزُّبْدُ الذي لم يتم رَوْب لبِنِه ثم أُكل. قال أَبو حاتم: النَّهيدة من
الزبْد زُبْدُ اللبن الذي لم يَرُبْ ولم يُدْرِكْ فيُمْخَضُ اللبن فتكون
زبدته قليلة حُلوة. ورجل نَهْدٌ: كريم يَنْهَضُ إِلى مَعالي الأُمور.
والمناهَدةُ: المُساهَمة بالأَصابع. وزبْد نَهِيد إِذا لم يكن رقيقاً؛ قال
جرير يَهْجُو عَمْرَو بن لَجإِ التيمي:
أَرَخْفٌ زُبْدٌ أَيْسَرَ أَم نَهِيدُ
وأَول القصيدة:
يَذُمُّ النازِلُون رفادَ تَيْمٍ،
إِذا ما الماءُ أَيْبَسَه الجَلِيدُ
وكَعْثَبٌ نَهْدٌ إِذا كان ناتِئاً مرتفعاً، وإِن كان لاصقاً فهو
هَيْدَبٌ؛ وأَنشد الفراء:
أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ نَهداً كعْثَبا،
أَذاكَ أَم أُعْطِيتَ هَيداً هَيْدَبا؟
وفي الحديث، حديث دار النَّدْوة وإِبليس: فأَخذ من كل قبيلة شابّاً
نَهْداً أَي قَوِيّاً ضَخْماً.
ونَهْدٌ: قبيلة من قَبائل اليمن. ونَهدانُ ونُهَيدٌ ومُناهِدٌ: أَسماء.
قحم: القَحْم: الكبير المُسنّ، وقيل: القَحْم فوق المسنّ مثل القَحْر؛
قال رؤبة:
رأَينَ قَحْماً شابَ واقْلَحَمّا،
طالَ عليه الدَّهْرُ فاسْلَهَمّا
والأُنثى قَحْمة، وزعم يعقوب أن ميمها بدل من باء قَحْبٍ. والقَحومُ:
كالقَحْم. والقَحْمة: المسنة من الغنم وغيرها كالقَحْبة، والاسم القَحامة
والقُحومة، وهي من المصادر التي ليست لها أَفعال. قال أبو عمرو: القَحْم
الكبير من الإبل ولو شبه به الرجل كان جائزاً؛ والقَحْرُ مثله. وقال أبو
العميثل: القَحْمُ الذي قد أَقحَمَتْه السِّنُّ، تراه قد هَرِمَ من غير
أوان الهَرَم؛ قال الراجز:
إني، وإنْ قالوا كَبيرٌ قَحْمُ،
عِندي حُداءٌ زَجَلٌ ونَهْمُ
والنَّهْم: زَجر الإبل. الجوهري: شيخ قَحْمٌ أي هِمٌّ مثل قَحْل. وفي
حديث ابن عُمر: ابْغِني خادماً لا يكون قَحْماً فانِياً ولا صغيراً
ضَرَعاً؛ القَحْم: الشيخُ الهِمُّ الكبير. وقَحَمَ الرَّجُلُ في الأَمرِ يَقْحُم
قُحوماً واقتَحَمَ وانْقَحَم، وهما أَفصح: رَمَى بنفسه فيه من غير
رَوِيَّةٍ، وقيل: رَمى بنفسه في نهر أو وَهْدةٍ أو في أَمر من غير دُرْبةٍ،
وقيل: إنما جاءت قَحَمَ في الشِّعر وحده. وفي الحديث: أَقْحِمْ يا ابنَ
سيفِ الله. قال الأزهري: وفي الكلام العام اقْتَحَم.
وتَقْحِيمُ النفْسِ في الشيء: إدخالها فيه من غير رَويَّة. وفي حديث
عائشة: أَقبلت زَيْنبُ تَقَحَّمُ لها أي تَتَعرَّضُ لشتمها وتدخل عليها فيه
كأنها أَقبلت تشتُمها من غير رويّة ولا تثَبُّت. وفي الحديث: أنا آخِذٌ
بحُجَزِكم عن النار وأَنتم تقْتَحِمُون فيها أي تقَعُونَ فيها. يقال:
اقْتَحَم الإنسانُ الأمرَ العظيم وتقَحَّمَه؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه:
مَنْ سَرَّه أن يتَقَحَّم جرَاثِيمَ جهنم فلْيَقْضِ في الجَدِّ أي يرمي
بنفسه في مَعاظِم عذابها. وفي حديث ابن مسعود: مَنْ لَقِيَ الله لا يُشرك
به شيئاً غَفر له المُقْحِماتِ أي الذنوبَ العِظامِ التي تُقْحِمُ
أَصحابها في النار أي تُلقيهم فيها. وفي التنزيل: فلا اقْتَحَم العقبةَ؛ ثم فسر
اقْتِحامَها فقال: فَكَّ رقَبةً أَو أَطْعَمَ، وقرئ: فَكُّ رقبةٍ أَو
إطْعامٌ، ومعنى فلا اقتحمَ العقبة أي فلا هو اقتحم العقبة، والعرب إذا نفت
بلا فِعْلاً كررتها كقوله: فلا صَدَّق ولا صَلَّى، ولم يكررها ههنا
لأَنه أَضمر لها فعلاً دل عليه سياق الكلام كأَنه قال: فلا أَمن ولا
اقْتَحَمَ العقبة، والدليل عليه قوله: ثم كان من الذين آمنوا. واقتحمَ النجمُ
إذا غاب وسَقط؛ قال ابن أَحمر:
أُراقِبُ النجمَ كأَني مُولَع،
بحيْثُ يَجْْري النجمُ حتى يقْتَحِم
أي يسقط؛ وقال جرير في التقدم:
همُ الحامِلونَ الخَيلَ حتى تقَحَّمَت
قَرابِيسُها، وازدادَ مَوجاً لُبُودها
والقُحَمُ: الأُمور العِظام التي لا يَركبها كل أَحد. وللخصومة قُحَم
أَي أَنها تَقْحَمُ بصاحبها على ما لا يريده. وفي حديث عليّ، كرم الله
وجهه: أَنه وكَّلَ عبدَالله بن جعفر بالخُصومة، وقال: إن للخُصومةِ قُحَماً،
وهي الأُمور العظام الشاقة، واحدتها قُحْمةٌ، قال أَبو زيد الكلابي:
القُحَم المَهالك؛ قال أَبو عبيد: وأَصله من التَّقَحُّم، ومنه قُحْمة
الأَعْراب، وهو كله مذكور في هذا الفصل؛ وقال ذو الرمة يصف الإبل وشدة ما تلقى
من السير حتى تُجْهِض أَولادها:
يُطَرِّحْنَ بالأَوْلادِ أَو يَلْتَزمْنها،
على قُحَمٍ، بينَ الفَلا والمَناهِل
وقال شمر: كل شاقّ صَعْب من الأُمور المُعضِلة والحروب والديون فهي
قُحَم؛ وأَنشد لرؤْبة:
مِنْ قُحَمِ الدَّيْنِ وزُهْدِ الأَرْفاد
قال: قُحَمُ الدين كثرته ومَشقَّته؛ قال ساعدة بن جؤية:
والشَّيْبُ داءٌ نَحِيسٌ، لا دواءَ له
للمَرءِ كان صََحيحاً صائِبَ القُحَمِ
يقول: إذا تقَحَّمَ في أَمر لم يَطِش ولم يُخْطِئ؛ قال: وقال ابن
الأَعرابي في قوله:
قومٌ إذا حارَبوا، في حَرْبِهم قُحَمُ
قال: إقدام وجُرأَة وتقَحُّم، وقال في قوله: مَن سرَّه أَن يتَقَحَّم
جَراثِيمَ جهنم؛ قال شمر: التَّقحُّم التقدُّم والوُقوعُ في أُهْوِيّة
وشدّة بغير روية ولا تثبت؛ وقال العجاج:
إذا كُلِي واقْتُحِمَ المَكْلِيُّ
يقول: صُرِعَ الذي أُصِيبت كُلْيَتُه. وقُحَمُ الطريق: ما صَعُبَ منها.
واقْتَحَم المنزل: هَجَمه. واقْتَحم الفَحْلُ الشَّوْلَ: اهْتَجَمها من
غير أَن يُرْسَلَ فيها. الأَزهري: المَقاحِيمُ من الإبل التي تَقْتَحِم
فتَضْرب الشول من غير إرسال فيها، والواحد مِقْحام؛ قال الأزهري: هذا من
نعت الفُحول. والإقْحامُ: الإرْسال في عجلة. وبعير مُقْحَم: يذهب في
المفازة من غير مُسِيم ولا سائق؛ قال ذو الرمة:
أو مُقْحَم أَضْعفَ الإبْطانَ حادِجُه،
بالأَمْسِ، فاسْتَأْخَرَ العِدْلان والقتَبُ
قال: شبَّه به جَناحَي الظليم. وأَعْرابي مُقْحَم: نشأَ في البَدْو
والفَلوَات لم يُزايِلها. وقَحَم المنازل: طَواها؛ وقول عائذ بن منقذ
العَنْبري أَنشده ابن الأَعرابي:
تُقَحِّم الرَّاعي إذا الراعي أَكَبُّ
فسره فقال: تُقَحِّمُ لا تَنزِل المَنازل ولكن تَطوي فتُقَحِّمُه منزلاً
منزلاً يصف إبلاً؛ وقوله:
مُقَحِّم الرَّاعي ظَنُونَ الشِّرْبِ
يعني أَنه يقتحم منزلاً بعد منزل يَطْوِيه فلا ينزل فيه، وقوله ظَنونَ
الشِّرب أي لا يدري أَبه ماء أم لا.
والقُحْمة: الانْقِحام في السير؛ قال:
لمَّا رأَيتُ العامَ عاماً أَسْحَما،
كَلَّفْتُ نفْسي وصِحابي قُحَما
والمُقْحَم، بفتح الحاء: البعير الذي يُرْبِعُ ويُثْني في سنة واحدة
فيَقتحِم سناً على سن قبل وقتها، ولا يكون ذلك إلا لابن الهَرِمَيْن أَو
السَّيِّءِ الغذاء. الأَزهري: البعير إذا أَلقَى سِنَّيْه في عام واحد فهو
مُقْحَم، قال: وذلك لا يكون إلاَّ لابن الهَرِمَين؛ وأَنشد ابن بري لعمرو
بن لجإٍ:
وكنتُ قد أَعْدَدْتُ، قَبْلَ مَقْدَمي،
كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَمِ
وعنى بالكَبداء مَحالة عظيمة الوَسَط. وأُقْحِمَ البعير: قُدِّم إلى سن
لم يبلغها كأَن يكون في جِرْم رَباعٍ وهو ثَنِيٌّ فيقال رَباعٌ لعِظَمِه،
أَو يكون في جرم ثنيّ وهو جَذَعٌ فيقال ثني لذلك أَيضاً، وقيل:
المُقْحَم الحِقُّ وفوق الحِقِّ مما لم يَبْزُل. وقُحْمة الأَعراب: أن تصيبهم
السنة فتُهْلِكَهم، فذلك تقَحُّمها عليهم أو تقَحُّمُهم بلاد الريف.
وقَحَمَتهم سنة جدبة تقْتحِم عليهم وقد أَقْحَموا وأُقْحِموا؛ الأُولى عن ثعلب،
وقُحِّموا فانْقَحَمُوا: أُدْخِلوا بلاد الريف هرباً من الجدب.
وأَقْحَمَتْهم السنةُ الحَضَرَ وفي الحَضر: أَدْخَلَتْهم إياه. وكلُّ ما أَدْخلتَه
شيئاً فقد أَقْحَمْتَه إياه وأَقْحَمْتَه فيه؛ قال:
في كلِّ حَمْدٍ أَفادَ الحَمْد يُقْحِمُها،
ما يُشْتَرَى الحَمْدُ إلا دُونَه قُحَمُ
الجوهري: القُحْمة السنة الشديدة. يقال: أَصابت الأَعرابَ القُحْمةُ إذا
أَصابهم قَحْط. وفي الحديث: أَقحَمَتِ السنةُ نابِغةَ بني جَعْدة أي
أَخرجَته من البادية وأَدخَلتْه الحضََر. والقُحمة: ركوب الإثْم؛ عن ثعلب.
والقُحمة، بالضم: المهلكة.
وأَسودُ قاحِمٌ: شديد السواد كفاحم.
والتَّقْحِيمُ: رَميُ الفرسِ فارسَه على وجهه؛ قال:
يُقَحِّمُ الفارِسَ لولا قَبْقَبُهْ
ويقال: تقَحَّمَتْ بفلان دابته، وذلك إذا ندَّت به فلم يَضْبِطْ رأْسَها
وربما طَوَّحت به في وَهْدة أَو وَقَصَتْ به؛ قال الراجز:
أَقولُ، والناقةُ بي تقَحَّمُ،
وأَنا منها مُكْلَئِزُّ مُعْصِمُ:
ويْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها، يا عَلْكَمُ؟
يقال: إن الناقة إذا تقَحَّمت براكبها نادَّةً لا يَضْبِطُ رأْسها إنها
إذا سَمَّى أُمِّها وقفت. وعَلْكَم: اسم ناقة. وأَقْحَمَ فرسَه النهرَ
فانْقَحَم، واقْتَحم النهر أَيضاً: دخَله. وفي حديث عمر: أَنه دخلَ عليه
وعنده غُلَيِّمٌ أَسْودُ يَغْمِزُ ظَهرَه فقال: ما هذا الغلام؟ قال: إنه
تقَحَّمَتْ بي الناقةُ الليلةَ أَي أَلَقَتْني. والقُحْمةُ: الوَرْطةُ
والمَهْلكة. وقَحَمَ إليه يَقْحَم: دَنا.
والقُحَمُ: ثلاث ليال من آخر الشهر لأَن القمر قحَمَ في دُنُوِّه إلى
الشمس.
واقْتَحمَتْه عيني: ازْدَرَتْه، قال: وقد يكون الذي تَقْحَمُه عينُك
فترفعه فوق سنِّه لعِظَمه وحُسنه نحو أَن يكون ابن لَبُون فتظنه حِقّاً أو
جَذَعاً.
وفي حديث أُم معبد في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا
تَقْتَحِمهُ عَين من قِصَر أي لا تتجاوَزُه إلى غيره احتقاراً له. وكل شيء
ازْذَرَيْتَه فقد اقتحَمْتَه؛ أَراد الواصفُ أَنه لا تَسْتَصْغِرُه العينُ
ولا تَزْدَرِيه لقِصَرِه. وفلان مُقْحَمٌ أي ضعيف. وكلُّ شيء نُسِبَ إلى
الضعف فهو مُقْحَم؛ ومنه قول النابغة الجَعْدي:
عَلَوْنا وسُدنا سُودَداً غيرَ مُقْحَمِ
قال: وأَصل هذا وشبهه من المُقحم الذي يتحوَّل من سنّ إلى سنّ في سنة
واحدة؛ وقوله أَنشده ابن الأعرابي:
من الناسِ أَقْوامٌ، إذا صادَفوا الغِنى
توَلَّوْا، وقالوا للصَّديقِ وقَحَّمُوا
فسره فقال: أَغْلَظُوا عليه وجَفَوه.