Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: قفل

أَبض

أَبض
{أَبَضَ البَعِيرَ} يَأْبِضُه أَبْضاً، من حَدِّ ضَرَبَ، وزَادَ فِي اللِّسَان: {ويَأْبُضُه} أُبُوضاً، من حَدّ نَصَرَ شَدَّ رُسْغَ يَدهِ إِلى عَضُدِهِ حَتَّى تَرْتَفِعَ يَدُهُ عَن الأَرْضِ، وَقد {أَبَضْتُهُ، فَهُوَ} مَأْبُوضٌ. وذلِكَ الحَبْلُ إِبَاضٌ، ككِتَابٍ، ج: {أُبُضٌ، بضَمَّتَيْنِ، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن الأَصْمَعِيّ. وَقَالَ أَبو زيْدٍ نَحْوٌ مِنْهُ وأَنشَدَ ابنُ بَرّيٍّ لِلْفَقْعَسِيّ: أَكْلَفُ لَمْ يَثْنِ يَدَيْهِ} آبِضُ! والإِبَاضُ أَيْضاً: عِرْقٌ فِي الرِّجْلِ، عَن أَبِي عُبَيْدَةَ. ويُقَال لِلْفَرَس إِذَا تَوَتَّرَ ذلِكَ العِرْقُ مِنْهُ {مُتَأَبِّضٌ. وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاس: كأَنَّهُ فِي} الإِبَاضِ من فَرْطِ الانْقِبَاضِ. وعَبْدُ اللهِ بنُ إِبَاضٍ التَّمِيمِيُّ، الَّذِي نُسِبَ إِليْه الإِبَاضِيَّةُ من الخَوَارِجِ، وهُمْ قَوْمٌ من الحَرُورِيَّةِ، وزَعَمُوا أَنَّ مُخَالِفَهُمْ كافِرٌ لَا مُشْرِكٌ، تَجُوزُ مُنَاكَحَتُه، وكَفَّرُوا عَلِيّاً وأَكْثَرَ الصَّحَابَةِ، وكَان مَبدَأُ ظُهُورِهِ فِي خِلاَفَةِ مَرْوَانَ الحِمَارِ. و {أُبَاضُ، كغُرَاب: ة، باليَمَامَةِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: عِرْضٌ باليمَامةِ، كَثِيرُ النَّخْلِ والزَّرْعِ، وأَنْشَد مُحَمَّدُ بنُ زِيادٍ الأَعْرَابِيُّ:
(أَلاَ يَا جَارَتَا} بأُبَاضَ إِنِّي 
... رَأَيْتُ الرِّيحَ خَيْراً مِنْكِ جَارَا)

(تُغَذِّينَا إِذا هَبَّتْ عَلَيْنَا ... وتَمْلأُ عَيْنَ نَاظِرِكُمْ غُبَارَا)
قَالَ ياقوت: لَمْ يُرَ أَطْوَلُ من نَخِيلِها، قَالَ: وعِنْدَهَا كانَتْ وَقْعَةُ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ بمُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ وأَنشد: كَأَنَّ نَخْلاً من {أُبَاضَ عُوجَا أَعناقُها إِذْ هَمَّتِ الخُرُوجَا زَاد فِي اللّسَان: وَقد قِيلَ: بِهِ قُتِلَ زيْدُ بنُ الخطّابِ.} والمَأْبِضُ، كمَجْلِسٍ: بَاطِنُ الرُّكْبَةِ من كُلِّ شَيْءٍ، كَمَا قَالَه الجَوْهَرِيّ، والجَمْعُ: {مَآبِضُ. وَمِنْه الحَدِيثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم بَالَ قائِماً لِعلَّةٍ} بمَأْبِضَيْه أَي لأَنَّ العربَ تقولُ: إِنَّ البَوْلَ قَائِما يَشْفِي من تِلْكَ العِلَّةِ. و {المَأْبِضُ من البَعِير: باطِنُ المِرْفَقِ. وَفِي التَّهْذِيب:} مَأْبِضَا السَّاقَيْنِ: مَا بَطَنْ من الرُّكْبَتيْنِ، وهُمَا فِي يَدَيِ البَعِيرِ بَاطِنَا المِرْفَقيْنِ. وَقَالَ غيرُه: المَأْبِضُ: كُلُّ مَا ثَبَتَتْ عَلَيْهِ فَخِذُكَ. وَقيل:! المَأْبِضَانِ: مَا) تَحْتَ الفَخِذيْنِ فِي مَثَانِي أَسَافِلِهما. وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي{والأَبْضُ: التَّخْلِيَةُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وَهُوَ ضِدُّ الشَّدِّ، قُلتُ: ونَصّ ابنَ الأَعْرَابِيّ:} الأَبْضُ: الشَّدُّ، {والأَبْضُ: التَّخْلِيَةُ، فَهُوَ إِذن مَعَ مَا تَقَدَّمَ ضِدٌّ، وَلم يُصَرِّح بِهِ المُصَنِّف. الأَبْضُ: السُّكُونُ، عَنهُ أَيضاً. قُلْتُ: فَهُوَ إِذَنْ ضِدٌّ أَيضاً، وَلم يُصَرِّحْ بِهِ المُصَنِّفُ، وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ فِي مَعْنَى الحَرَكَةِ: تَشْكُو العُرُوقُ} الآبِضَاتُ {أَبْضَا فِي المُحْكَم والصّحاح:} الأُبْضُ بالضَّمِّ: الدَّهْرُ، قَالَ رُؤْبةُ: فِي حِقبَةٍ عِشْنَا بِذَاكَ {أُبْضَا خِدْنَ اللَّوَاتِي يَقْتَضِيْن النُّعْضَا ج} آبَاضٌ، كــقُفْلٍ وأَقْفَالٍ. {وأَبْضَهُ، مُثَلَّثَةً، وَاقْتصر ياقُوتٌ والصَّاغَانِيّ على الضَّمّ: ماءٌ لِبَلْعَنِبرِ. وَقَالَ أَبو القَاسِمِ جَارُ اللهِ: ماءَةٌ لِطَيِّءٍ، ثمّ لِبَنِي مِلْقَطٍ مِنْهُم، عَليْه نَخْلٌ قُرْبَ المَدِينَةِ المُشَرَّقَةِ، على عَشَرَةِ أَمْيَال، مِنْهَا. قَالَ مُسَاوِرُ بنُ هِنْدٍ:
(وجَلَبْتُهُ من أَهْلِ} أُبْضَةَ طَائِعاً ... حَتَّى تَحَكَّمَ فِيه أَهْلُ إِرَابِ)
قَالَ ابنُ شُمَيْل: فَرَسٌ {أَبُوض النَّسَا: شَدِيدُ السُّرْعَةِ، كأَنَّمَا} يَأْبِضُ رِجْليْه من سُرْعَةِ رَفْعِهِما)
عِنْد وَضْعِهِمَا. {ومُؤْتَبِضُ النَّسَا: الغُرَابُ، لأَنّهُ يَحْجِلُ كَأَنَّهُ مَأْبُوضٌ، قَالَ الشَّاعِرُ:
(وظَلَّ غُرَابُ البَيْنِ مُؤْتبِضَ النَّسَا ... لَهُ فِي دِيَارِ الجَارَتيْنِ نَعِيقُ)
} والمُتَأَبِّضُ: المَعْقُولُ {بالإِباضِ، يُقَال: قد تَقَبَّض، كأَنَّمَا} تَأَبَّض. وَقَالَ لبِيد:
(كأَنَّ هِجَانَها {مُتَأَبِّضاتٍ ... وَفِي الأَقْرَانِ أَصْوِرَةُ الرَّغَامِ)
أَي مَعْقُولات} بالإِباض وَهِي مَنْصُوبَةٌ على الحَالِ. {وتَأَبَّضْتُ البَعِيرَ: شَدَدْتُهُ} بالإِباضِ، فتَأَبَّضَ هُوَ، لاَزِمٌ مُتَعَدّ، كَمَا يُقَالُ زَادَ الشَّيْءُ وزِدْتُهُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {التَّأَبُّضُ: انْقِبَاضُ النَّسَا، وَهُوَ عِرْققٌ، نَقله الجَوْهَرِيُّ.} وتَأَبَّضَ: تَقَبَّضَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدة: يُسْتَحَبّ من الفَرَسِ {تَأَبُّضُ رِجْليْهِ وشَنَجُ نَسَاهُ. قَالَ: ويُعْرَفُ شَنَجُ نَسَاهُ بتَأَبُّضِ رِجْليْه وتَوْتِيرِهِما إِذا مَشَى.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَهُوَ مَدْحٌ فِيهِ. ويُقَال:} تَأَبَّضَت المَرْأَةُ، إِذا جَلَسَتْ جِلْسَةَ {المُتَأَبِّضِ. قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ يَهْجُو امْرَأَةً:
(إِذا جَلَسَتْ فِي الدَّارِ يَوْماً تَأَبَّضَتْ ... } تَأَبُّضَ ذِئْبِ التَّلْعَةِ المُتَصَوِّبِ)
أَراد أَنّهَ تَجْلِسُ جِلْسَةَ الذِّئْبِ إِذا أَقْعَى، وإِذا تَأَبَّضَ عَلَى التَّلْعَةِ تَرَاهُ مُنْكَبّاً. والْمَأْبِضُ: الرُّسْغُ، وَهُوَ مَوْصِلُ الكَفِّ فِي الذّراعِ. وتَصْغِيرُ {الإِبَاضِ أُبَيِّضٌ. قَالَ الشَّاعِرُ.
(أَقولُ لِصاحِبِ واللَّيْلُ دَاجٍ ... أُبيِّضَكَ الأُسَيِّدَ لَا يَضِيعُ)
يقولُ: احْفَظْ} إِبَاضَكَ الأَسْوَدَ لَا يَضِيعُ، فصَغَّرَه، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.

بَأْس

بَأْس
} البَأْس: العَذابُ الشَّديد، {كالبَئِس، ككَتِف، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. البَأْس: الشِّدَّةُ فِي الْحَرْب، وَمِنْه الحَدِيث: كُنّا إِذا اشتدَّ البَأْسُ اتَّقَيْنا برسولِ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم يريدُ الخَوف. وَلَا يكونُ إلاّ مَعَ الشِّدَّة، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: البَأْس: الحَرب، ثمَّ كَثُرَ حَتَّى قيل: لَا} بَأْسَ عَلَيْك، أَي لَا خَوْفَ، قَالَ قَيْسُ بنُ الخَطِيم:
(يقولُ لي الحَدّادُ وَهْوَ يَقودُني ... إِلَى السِّجْنِ لَا تَجْزَعْ فَمَا بكَ من! باسِ)
أَرَادَ فَمَا بك من بَأْسِ فخُفِّفَ تَخْفِيفاً قياسيَّاً لَا بدَلِيّاً، أَلا ترى أنّ فِيهَا: وتَتْرُكُ عُذْري وَهُوَ أَضْحَى من الشمسِ وَإِن قَالَ الرجلُ لعدُّوِه: لَا بَأْسَ عَلَيْك، فقد أمَّنَه لأنّه نَفَى البَأْسَ عَنهُ، وَهُوَ فِي لغةِ حِمْيَرَ لَباتِ قَالَ شاعرُهم:
(تَنادَوْا عندَ غَدْرِهِمُ لَباتِ ... وَقد بَرَدَتْ مَعاذِرُ ذِي رُعَيْنِ)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: هَكَذَا وَجَدْتُه فِي كتاب شَمِر. وَقد {بَؤُسَ الرجلُ، ككَرُمَ،} بَأْسَاً، فَهُوَ {بَئيسٌ: شُجاعٌ، شديدُ البَأْسِ، حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ فِي كتاب الهَمْز، وَلكنه قَالَ: هُوَ بَئِيسٌ على فَعِيل.} وبَئِسَ الرجلُ، كسَمِع، {يَبْأَسُ} بُؤْساً، بالضَّمّ، {وبَأْسَاً} وبَئِيساً كأميرٍ، {وبُؤْسى} وبِئْسى بالضَّمّ والكَسر، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وصوابُه {بَئِيسَى، على فَعِيلَى، كَمَا فِي التكملة، وَأنْشد لرَبيعةَ بنِ مَقْرُومٍ الضَّبِّيِّ:
(وأَجْزي القُروضَ وَفاءً بهَا ... } بِبُؤْسى {بَئِيسَى ونُعْمى نَعِيما)
قَالَ: ويُروى} بَئِيساً بِالتَّنْوِينِ، إِذا افتقَرَ واشتَدَّتْ حاجَتُه فَهُوَ {بائِسٌ، وَأنْشد أَبُو عَمْرو للفرَزدَق:
(وبَيْضاءَ من أَهْلِ المدينةِ لم تَذُقْ ... } بَئيساً وَلم تَتْبَعْ حَمُولَةَ مُجْحِدِ)
قَالَ: وَهُوَ اسمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ المصدرِ. وَفِي حديثِ الصَّلَاة: تُقْنِعُ يَدَيْكَ {وَتَبْأَس، هُوَ من} البُؤْسِ والخُضوع والفَقْر. وَفِي حَدِيث عمّار: {بُؤْسَ ابنِ سُمَيَّةَ، كأنّه ترَحَّمَ لَهُ من الشدةِ الَّتِي يقعُ فِيهَا.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا:} بُؤْساً لَهُ فِي حدِّ الدُّعاء، وَهُوَ مِمَّا انْتصبَ على إضمارِ الفِعلِ غيرِ المُستَعمَلِ إظْهارُه. وَقَالَ أَيْضا: {البائِس: من الْأَلْفَاظ المُتَرَحَّمِ بهَا كالمِسْكين، قَالَ: وَلَيْسَ كلُّ صِفةٍ يُتَرَحَّمُ بهَا، وَإِن كَانَ فِيهَا معنى البائِسِ والمِسكين، وَقد} بَؤُسَ {بَآسَةً} وبَئِيساً، والاسمُ {البُؤْسى. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: يُقَال:} بُوساً وتُوساً وجُوساً لَهُ، بِمَعْنى واحدٍ. {والبَأْساء: الشّدَّة، قَالَ)
الأخفشُ بُنِيَ على فَعْلاء وَلَيْسَ لَهُ أَفْعَلُ لأنّه اسمٌ، كَمَا قد يجيءُ أَفْعَلُ فِي الأسماءِ لَيْسَ مَعَه فَعْلاء نَحْو أَحْمد،} والبُؤْسى: خِلافُ النُّعْمى، قَالَ الزَّجَّاج: البَأْساء، والبُؤْسى: من البُؤْس، قَالَ ذَلِك ابنُ دُرَيْد، وَقَالَ غيرُه: هِيَ {البُؤْسى} والبَأْساء: ضدُّ النُّعْمى والنَّعْماء، وأمّا فِي الشَّجاعةِ والشِّدَّةِ فيُقال: البَأْس. {والأَبْؤُس: جمعُ} بُؤْس، من قَوْلهم: يَوْمُ {بُؤْسٍ وَيَوْم نُعْمٍ، كَذَا قيل، والصحيحُ أنّه جَمْعُ بائِس كَمَا يَأْتِي.} والأَبْؤُس أَيْضا: الداهيَةُ، وَمِنْه المثَل: عَسى الغُوَيْرُ {أَبْؤُساً، أَي داهيةً، قَالَ ابنُ برِّيّ: صوابُه أَن يَقُول: الدَّواهي، لأنّ} الأَبْؤُس جمعٌ لَا مُفرَد، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي قولِ الزَّبَّاء: عَسى الغُوَيْرُ {أَبْؤُساً، هُوَ جمعُ بَأْس، مثل كَعْبٍ وأَكْعُبٍ، وفَلْس وأَفْلُس فِي القِلَّة، وَأما بابُ فُعْلٍ فإنّه يُجمَع فِي القِلَّةِ على أَفْعَالٍ، نَحْو: قُفْلٍ وأَقْفَالٍ وبُرْدٍ وأَبْرَادٍ، وَقد} أَبْأَسَ {إبْآساً وَمِنْه قولُ الكُمَيْت:
(قَالُوا أساءَ بَنو كُرْزٍ فقلتُ لهمْ ... عَسى الغُوَيْرُ} بإبْآسٍ وإغْوارِ)
قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: يُضرَبُ هَذَا المثَلُ للمتَّهَمِ بالأمرِ، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: لكلِّ شيءٍ يُخافُ أَن يَأْتِي مِنْهُ شَرٌّ، وَقد تقدّم ذَلِك مَبْسُوطاً فِي غور. {والبَيْأَس، كَفَيْعَل: الشديدُ.} البَيْأَس: الأَسَد، كالبَيْهَس لشِدَّتِه. وعَذابٌ {بِئْسُ، بالكَسْر،} وبَئيسٌ، كأميرٍ، {وبَيْأَسٌ، كَجَيْأَلٍ: شديدٌ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: بعَذابٍ} بَئيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقون قَرَأَ أَبُو عَمْرو وعاصِمٌ والكسائيُّ وحَمزةُ: بعَذابٍ {بَئيسٍ، كأمير، وَقَرَأَ ابنُ كَثيرٍ: بِئِيس، على فِعِيل بالكَسْر، وَكَذَلِكَ قَرَأَها شِبْلٌ وأهلُ مكَّةَ، وَقَرَأَ ابنُ عامرٍ بِئْسٍ، على فِعْلٍ بِالْهَمْزَةِ وَالْكَسْر، وَقرأَهَا نافعٌ وأهلُ المدينةِ بِيِس، بغيرِ همزَة.} وبِئْسَ مَهْمُوزٌ: فِعلٌ جامِعٌ لأنواعِ الذَّمِّ، وَهُوَ ضدُّ نِعْمَ فِي المَدح، إِذا كَانَ مَعَهُما اسمُ جِنسٍ بغيرِ ألفٍ ولامٍ فَهُوَ نَصْبٌ أبدا، فَإِذا كَانَت فِيهِ الألفُ واللامُ فَهُوَ رَفْعٌ أبدا، وَذَلِكَ قولُه: نِعْمَ الرجلُ زَيْدٌ، أَو {بِئْسَ رجُلاً زَيْدٌ، وَهُوَ فِعلٌ ماضٍ لَا يَتَصَرَّف لأنّه أُزيلَ عَن مَوْضِعه، وَكَذَلِكَ نِعْمَ،} فبِئْسَ: منقولٌ من {بَئِسَ فلانٌ، إِذا أصابَ} بُؤْساً، ونِعْمَ من نَعِمَ فلانٌ، إِذا أصابَ نِعمَةً، فنُقِلا إِلَى المَدحِ والذّمِّ، فَتَشَابَها بالحُروف، فَلم يَتَصَرَّفا. وَقَالَ الزّجَّاج: بِئْسَ إِذا وَقَعَتْ على مَا جُعِلَتْ مَا مَعهَا بمنزلةِ اسمٍ مَنْكُورٍ، لأنّ {بِئْسَ ونِعمَ لَا يَعْمَلان فِي اسمٍ عَلَمٍ، وإنّما يَعْمَلان فِي اسمٍ منكور دالٍّ على جِنْسٍ، وَفِيه لغاتٌ أَرْبَعَة تُذكَرُ فِي نِعْمَ، إِن شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وبَناتُ} بِئْسٍ، بالكَسْر: الدَّواهي.
! والمُبْتَئِس: الكارِه والحزين، قَالَ حسّانُ بنُ ثابتٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(مَا يَقْسِمُ اللهُ أَقْبَلْ غَيْرَ {مُبْتَئِسٍ ... مِنْهُ وأَقعُدُ كَريماً ناعِمَ البالِ)

أَي غيرَ حزينٍ وَلَا كارِهٍ، قَالَ ابنُ برِّي: الأَحسنُ فِيهِ عِنْدِي قولُ من قَالَ: إنّ} مُبْتَئِساً مُفْتَعِلٌ من {البَأْسِ الَّذِي هُوَ الشّدَّة، وَمِنْه قولُه سبحانَه وَتَعَالَى: فَلَا} تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلون أَي فَلَا يَشْتَدَّ عليكَ أمرُهم، فَهَذَا أصلُه لأنّه لَا يُقَال: {ابْتَأَسَ بِمَعْنى كَرِهَ، وَقَالَ الزّجَّاج:} المُبْتَئِسُ: المِسكينُ الحزين، وَمِنْه الآيةُ، أَي لَا تَحْزَنْ وَلَا تَسْتَكِنْ. وَقَالَ أَبُو زَيْد: {اسْتَبْأَسَ الرجلُ: إِذا بَلَغَه شيءٌ يَكْرَهه.} والتَّباؤُس، بالمَدِّ، ويجوزُ {التَّبَؤُّس، بالقَصْرِ وَالتَّشْدِيد، وَهُوَ التَّفاقُر عندَ النَّاس، هُوَ أَن يُرِيَ تَخَشُّعَ الفقراءِ إخْباتاً وتَضرُّعاً، وَقد نُهِيَ عَنهُ، وَمِنْه الحَدِيث: كَانَ يَكْرَهُ} البُؤْسَ {والتَّباؤُسَ، يَعْنِي عندَ النَّاس. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} البَأْساء: اسمٌ للحربِ والمَشَقَّةِ وَالضَّرْب، قَالَه اللَّيْث. {والبَأْس: الْخَوْف.} والمَبْأَسَة {كالبُؤْس، قَالَ بِشْرُ بنُ أبي خازِمٍ:
(فأَصْبَحوا بعد نُعْماهُم} بمَبْأَسَةٍ ... والدهرُ يَخْدَعُ أَحْيَاناً فيَنْصَرِفُ)
{والبَأْساءُ: الجُوع، قَالَه الزَّجّاج.} وأَبْأَس الرجلُ: حلَّتْ بِهِ {البَأْساء، قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ.} والبائِس: المُبْتَلى، وجمعُه! بُوسٌ بالضَّمّ، قَالَ تأَبَّطَ شَرَّاً:
(قد ضِقْتُ ذَرْعَاً من حُبِّها مَا لَا يُضَيِّقُني ... حَتَّى عُدِدْتُ من البُوسِ المَساكينِ) {والبائسُ أَيْضا: النازلُ بِهِ بَلِيَّةٌ أَو عُدْمٌ يُرحَمُ لما بِهِ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ.} والبَؤُوسُ، كصَبُورٍ: الظاهرُ {البُؤْس. وعذَابٌ بَيْئِسٌ، كسَيِّدٍ: شديدٌ، هَمْزَتُه مُنقلِبة.} والأباس، كالصفار: الدَّواهي. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: {ابْتَئِسْ هَذَا الأمرَ، أَي اغْتَنِمْه، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

طُنب

(طُنب) الشَّيْء كثر حَتَّى لَا يرى أقصاه من كثرته وبالمكان أَقَامَ والخيمة وَنَحْوهَا جعل لَهَا أطنابا وشدها بهَا والسقاء وَنَحْوه علقه فِي أحد أطناب خيمته
طُنب
: (الطُّنُبُ بضَمَّتَيْن: حَبْلٌ طَوِيلٌ يُشَدُّ بِهِ سُرَادِقُ البَيْتِ) ، وعِبَارَةُ المُحْكَم يُشَدُّ بِهِ البَيْتُ والسُّرَادِقُ بَيْن الأَرْضِ والطَّرَائِق. قُلْتُ: وَفِي لِسَان الْعَرَب: الطُّنُبُ والطُّنْبُ أَي عُنُق وقُفْل: (حَبْلُ) الخِباءِ والسُّرَادِقِ ونَحْوِهِمَا (أَو) الطُّنُبُ (الوَتِدُ) ومثْلُه فِي المُحْكَم، وأَخْطأَ مَنْ جَعَلهَ مَعْطُوفاً على السُّرَادِق. (ج أَطْنَابٌ وطِنَبَةٌ) على مِثَال عِنَبَة.
الأَطْنَابُ هِيَ الأَوَخِيّ، وَهِي الطِّوَالُ مِنْ حِبَالِ الأَخْبِيَة، والأُصُرُ: القِصَارُ، وَاحِدُها إِصَارٌ. والأَطْنَابُ: مَا شَدُّوا بِهِ البَيْتَ من الحِبَالِ بَين الأَرْضِ والطَّرَائِقِ.
ومِن المَجَازِ: فِي الحَدِيثِ: (مَا بَيْنَ طُنْبَي المَدِينَةِ أَحْوَجُ مِنِّي إِلَيْهَا) أَي مَا بَيْن طَرَفَيْهَا. والطُّنُبُ: وَاحِدُ أَطْنَابِ الخَيْمَ فاسْتَعَارَه للطَّرَفِ والنَّاحِيَة قَالَ شَيْخُنَ: وزَعَم بَعْضُ اللّغَوِيِّين أَنَّه استُعْمِلَ مُفْرَداً فَيكون كَعُنُق وجَمْعاً أَيضاً فَيَكُونُ كَكُتُبٍ.
وَقَالَ ابْن السَّرَّاح فِي مَوْضِعٍ من كِتَابِه: طُنُبٌ وأَطْنَابٌ كَعُنُقٍ وأَعْنَاقٍ، وَلَا يُجْمَعُ علَى غَيْرِ لِكَ.
وَقَالَ فِي مَوضِع آخَر يُقَالُ: عُنُقٌ وأَعْنَاقٌ وطُنُبٌ وأَطْنَابٌ فِيمَن جَمَع الطُّنُب. فأَفْهَم خلَافاً فِي جَوَازِ الجَمْع وأَنَّه يُسْتَعْمَل بلَفْظٍ وَاحِدٍ للمُفْرَدِ والجَمْعِ، عَلَيْهِ قَوْلُه:
إِذَ أَرَادَ انْكِرَاساً فِيهِ عَنَّ لَهُ
دُونَ الأَرْومَةِ من أَطْنَابِهَا طُنُبُ
فجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْن فاسْتَعْمَلَه مَجْمُوعاً ومُفْرَداً بِنِيَّةِ الجَمْع.
(و) الطُّنُب: (سَيْرٌ يُوصَلُ بِوَتَرِ القَوْسِ) العَرَبِيَّةِ (ثُم يُدَار على كُظْرِهَا) بالضَّم، وَهُوَ مَحَزّ القَوْس يَقَعُ فِيه حَلْقَةُ الوَتَر، كَمَا يَأْتِي لَه (كالإِطْنَابَة) . وَقيل: إِطْنَابَةُ القَوْسِ: سَيْرُهَا الَّذِي فِي رِجْلِهَا يُشَدُّ من الوَتَرِ على فُرْضَتِهَا وقَد طَنَّبْتُها. وعَن الأَصْمَعيّ: الإِطْنَابَةُ: لسَّيْرُ الَّذِي عَلَى رَأْس الوَتَر مِن الْقَوْسِ.
وقوسُ مُطَنَّبَة. والإِطْنَابَةُ: سَيْرٌ يُشَدُّ فِي طَرَفِ الحِزَامِ لِيَكُونَ عوْناً لسيرِه إِذَا قَلِقَ. قَالَ النَابِغة يصف خيلاً:
فهُنَّ مُسْتَبْطنَاتٌ بَطْنَ ذِي أُرُلٍ
يَرْكُضْن قد قَلِقَت عَقْدُ الأَطَانِيبِ
والإِطْنَابَةُ: سَيْرُ الحِزَامِ المَعْقُود إِلى الإِبْزيم وجَمْعُه الأَطانِيب. وَقَالَ سلَامة:
حَتَّى استَغَثْن بأَهْلِ المِلْح ضَاحِيَةً
يَرْكُضْن قد قَلِقَتْ عَقْدُ الأَطَانِيبِ
وَقيل: عَقْدُ الأَطَانِيبِ: الأَلْبَابُ والحُزُمُ إِذا اسْتَرْخَت.
(و) الطُّنُبُ: (عَصَبَةٌ يالنَّحْرِ) . فِي لِسَان الْعَرَب: الطُّنْبَانِ: عَصَبَتَن مَكْتَنِفَتَانِ ثَغْرَةَ النّحر تَمْتَدَّان إِذا تَلَفَّت الإِنْسَان.
(و) طُنُبٌ: (ع بَين مَاوِيَّةَ وذَات العُشَر) .
وطَنُوبُ: قَرْيةٌ بِجَزِيرَة بَنِي نَصْر.
(و) الطّنُبُ: (عِرْقُ الشّجَر) جَمْعُه. أَطْنَاب، وَهِي عُرُوقٌ تَنْشَعِب من أُرُومَتِهَا.
(و) الطنُبُ: (عَصَبُ الجَسَدِ) جَمْعُه أَطنَاب. قَالَ ابْنُ سِيدَه: أَطْنَابُ الجَسَدِ: عَصَبُه الَّتِي تَتَّصِل بِها المَفَاصِلُ والعِظَامُ وتَشُدُّها.
ومِنَ المَجَازِ: أَطْنَابُ الشَّمْسِ: أَشِعَّتُهَا الَّتي تَمْتَدّ كأَنَّهَا القَصَب، وذَلكَ عنْدَ طُلُوعِهَا.
(و) الطَّنَبُ (بِفتْحَتَيْنِ: اعْوِجَاجٌ فِي الرُّمْح. وطُولٌ فِي الرِّجْلَيْن فِي) أَيَ مَعَ (اسْتِرْخَاءٍ وطُولٍ فِي الظَّهْرِ) .
وفرسٌ فِي ظَهْره طَنَب أَي طُولٌ (وَهُوَ عَيْبٌ) فِي الذُّكُورِ دُونَ الإِناث كَما عُرِف فِي الفِراسَة (والنعتُ أَطْنَبُ) للمذكر (و) هِيَ (طَنْبَاءُ) . يُقَال: فَرَسٌ أَطْنَبُ إِذَا كَانَ طَوِيل القَرَى. قَالَ النَّابِغَةُ:
لقد لَحِقْتُ بِأُوْلَى الخَيْلِ تحْمِلُنِي
كَبْدَاءُ لَا شَنَجٌ فِيهَا وَلَا طَنَبُ. (وطَنَّبَه) أَي الخِبَاءَ (تَطْنِيباً) إِذَا (مَدّه بأَطْنَابِهِ وشَدَّه) ، وخِبَاءٌ مُطَنَّبٌ، ورِوَاقٌ مُطَنَّب، أَي مَشْدُودٌ بالأَطْنَاب وَفِي الحَدِيثِ: (مَا أُحِب أَنَّ بَيْتي مُطَنَّب بِبَيْت مُحَمَّد صلَّى الله عليهِ وَسلم، إِنِّي أَحْتَسِبُ خُطَاي) (و) طَنَّبَ (الذِّئْبُ: عَوَى. و) طَنَّبَ (بالمَكَان: أَقَامَ) بِهِ.
(والإِطْنَابَة: المِظَلَّةُ) بالكَسْرِ. (وامرأَةٌ) مِنْ بَنِي كِنَانَة بْنِ القَيْسِ بْنِ جَسْرِ بن قُضَاعَة (وعَمْرٌ وابْنُها شَاعِر) مَشْهُورٌ، واسْمُ أَبِيهِ زَيْدُ مَنَاةَ.
(وأَطْنَبَتِ الرِّيحُ: اشتدَّت فِي غُبَار و) أَطْنَبَتِ (الإِبِلُ: اتَّبَعَ بَعْضُهَا بَعْضاً فِي السَّيْرِ. و) أَطْنَبَ (النهرُ: بَعُد ذَهَابُه) . قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَب:
كَأَنَّ امرَأً فِي النَّاسِ كنتَ ابْنَ أُمِّه
على فَلَجٍ من بَطْنِ دِجْلَةَ مُطْنِبِ
(و) أَطْنَبَ (الرَّجُلُ) فِي الكَلَام: (أَتى بالبَلَغَةِ فِي الوَصْفِ مَدْحاً كَان أَوْ ذَمًّا) . والإِظْنَابُ: البَلَاغَةُ فِي المَنْطِق والوَصْفِ مَدحاً كَانَ أَوْ ذَمًّا. وأَطْنَبَ فِي الكَلَام: بَالَغ فِيهِ. والإِطْنَابُ المُبَالَغَةُ فِي مدْح أَو ذَمَ والإِمْثَارُ فِيه. والمُطْنِبُ: المدَّاحُ لِكُلِّ أَحَد.
وَقَالَ ابْن الأَنْبَارِيّ: أَطْنَبَ فِي الوَصْفِ إِذَا بَالَغَ واجْتَهَد. وأَطْنَبَ فِي عَدْوِه إِذَا مَضَى فِيهِ باجْتِهَاد ومُبَالَغَة.
(والمَطْنَبُ كمَقْعَدٍ) وكمِنْبَر أَيْضاً، كَذَا وَجَدْت فِي هَامِشِ نُسْخَةِ لِسَان الْعَرَب: (المَنْكِبُ. والعَاتُقُ) قَال امْرُؤُ القَيْس:
وإِذْ هِي سَوْدَاءُ مِثْلُ الفَحِيم
تُغَشِّي المَطَانِبَ والمَنْكِبَا
والمَطْنَبُ: حَبْلُ العَاتِقِ وجَمْعُه المَطَانِبُ.
(و) عَسْكَر مُطَنِّبٌ: لَا يُرَى أَقْصَاهُ مِنْ كَثْرَته. و (جَيْشٌ مِطْنَابٌ: عَظِيم) أَي بَعِيدُ مَبَيْن الطَرفين لَا يَكَاد يَنْقَطع. قَالَ الطِّرِمَّاحُ: عَمِّي الَّذِي صَبَحَ الحَلَائبَ غُدوَةً
فِي نَهْرُوَنَ بِجَحْفَلٍ مِطْنَاب
(وتَطْيبُ السِّقَاءِ: تَطْبِيبُه) وَهُوَ أَنْ تُعَلِّق السِّقَاءَ من عَمُودِ البَيْتِ ثمَّ تَمْخَضه، عَنْ أَبِي عَمْرو. وقَد تَقَدَّم فِي طَبَّ مَا يَتَعَلَّق بِهِ.
(و) قَوْلُهُم: (جَارِي مُطَانِبِي) أَي (طُنُبُ بَيْتِهِ إِلى طُنُب بَيْتِي) وكَذَلِك الطَّنِيب وجَمْعُه الطَّنَائب.
ومِنَ المَجَازِ: مَوَرَد فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ: (أَنَّ الأَشْعَثَ بنَ قَيْس لَمَّا تَزوَّج مُلَيْكَةَ بنْت زُرَارَةَ عَلَى حُكْمِهَا فحَكَمَتِ بِمائَة أَلْفِ دِرْهَم فرَدَّهَا عُمَر إِلى أَطْنَاب بَيْتها) . يَعْني رَدَّها إِلى مَهْرِ مِثْلها مِنْ نِسَائهَا، يُرِيدُ إِلى مَا بنِي عَلَيْه أَمرُ أَهْلِهَا. وامتَدَّت عَلَيْه أَطْنَابُ بُيُوتِهم. وَهُوَ فِي النِّهَايَة والمِصْبَاح ولِسَانِ الْعَرب.
وَيُقَال: رَأَيْتُ إِطْنَابَةً مِنْ خَيْلٍ ومِنْ طَيْرٍ. وخَيْلٌ أَطَنِيبُ: يَتْبَعُ بَعْضُها بَعْضاً وَمِنْه قَوْلُ الفَرزْدَقِ:
وَقد رَأَى مُصْعَبٌ فِي سَاطِع سَبِطٍ
مِنْهَا سَوَابِقَ غَارَاتٍ أَطَانِيبِ
واسْتَدْرَكَ هُنَا شَيْخُنا على المُؤَلِّف.
أَطْنَابُ الجَسَد. وطُنُبَا النَّحْرِ وَهُوَ عَجِيبٌ، وَلَعَلَّهُمَا سَقَطَا من نُسْخَته واللهُ أَعْلَمُ.
(طُنب)
طنبا طَالَتْ رِجْلَاهُ فِي استرخاء وَطَالَ ظَهره وَهُوَ عيب فِي الْخَيل وَالرمْح وَنَحْوه اعوج فَهُوَ أطنب وَهِي طنباء (ج) طُنب

رَجَب

رَجَب
من (ر ج ب) سابع الشهور الهجرية من الأشهر الحرم، والتعظيم.
(رَجَب) أحد الشُّهُور الْعَرَبيَّة بَين جُمَادَى الْآخِرَة وَشَعْبَان وَهُوَ من الْأَشْهر الْحرم وَفِي الْمثل (عش رجبا تَرَ عجبا) يُرِيد عش رجبا بعد رَجَب وَقيل كِنَايَة عَن السّنة
(رَجَب)
رجبا ورجوبا فزع واستحيا وَيُقَال رَجَب مِنْهُ وَالْعود خرج مُنْفَردا وَفُلَانًا رجبا خافه وهابه وعظمه وَفُلَانًا بقول سيء رجمه بِهِ

(رَجَب) رجبا استحيا وفزع وَفُلَانًا رجبا خافه وهابه وعظمه
(رَجَب) الرجل ذبح الذَّبِيحَة فِي رَجَب عِنْد صنم وَهُوَ من نسك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِنْسَان وَغَيره عظمه والنخلة دعمها بِبِنَاء تعتمد عَلَيْهِ أَو ضم أعذاقها إِلَى سعفاتها وشدها بالخوص لِئَلَّا تنقضها الرّيح وَفِي حَدِيث السَّقِيفَة (أَنا جديلها المحكك وعذيقها المرجب) وَوضع الشوك حولهَا لِئَلَّا تصل إِلَيْهَا يَد وَالْكَرم وَنَحْوه سوى فروعه ووضعها فِي موَاضعهَا
رَجَب
: (رَجِبَ) الرَّجُل (كَفَرِحَ) رَجَباً (: فَزِعَ، و) رَجِبَ رَجَباً (: اسْتَحْيَا، كَرَجَبَ) يَرْجُبُ (كَنَصَر) قَالَ:
فَغَيْرُكَ يَسْتَحْيِي وغَيْرُكَ يَرْحُبُ
(و) رَجِبَ (فلَانا: هَابَهُ وعَظَّمَهُ، كَرَجَبَهُ) يَرْجُبُهُ (رَجْباً ورُجُوباً، ورَجَّبَهُ) تَرْجِيباً، وتَرَجَّبَهُ (وأَرْجَبَهُ) فَهُوَ مَرْجُوبٌ ومُرَجَّبٌ وأَنشد:

أَحْمَدُ رَبِّي فَرَقاً وأَرْجُبُهْ
أَي أُعَظِّمُه، (ومِنْهُ) سُمِّيَ (رَجَبٌ، لِتَعْظِيمِهِمْ إِيَّاهُ) فِي الجَاهِلِيَّةِ عَنِ القِتَالِ فيهِ، وَلاَ يَسْتَحِلُّونَ القِتَالَ فيهِ، وَفِي الحَدِيث (رَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وشَعْبَانَ) قولُه بَين جُمادَى وشعبانَ تَأْكِيدٌ للشَّأْنِ وإِيضاحٌ، لأَنهُم كَانُوا يُؤَخِّرُونَه من شهرٍ إِلى شهرٍ، فيتحولُ عَن موضعِه الَّذِي يَخْتَصُّ بِهِ، فَبَيّنَ لهُم أَنه الشهرُ الَّذِي بَين جُمَادَى وشعبانَ، لاَ مَا كانُوا يُسَمّونَه على حِسَابِ النَّسِيءِ، وإِنما قيلَ: رَجَبُ مُضَرَ، وأَضَافَهُ إِليهم، لأَنَّهُمْ كَانُوا أَشَدَّ تَعْظِيماً لَهُ من غيرهِم، وكَأَنَّهُم اخْتَصُّوا بِهِ، وَقد ذَكَرَ لَهُ بعضُ العلماءِ سَبْعَةَ عَشَرَ اسْماً، كَذَا نقلَه شيخُنَا عَن لَطَائِفِ المَعَارِفِ فِيمَا للمَوَاسِمِ من الوَظَائِفِ، تأْلِيف الحافظِ عبد الرحمنِ بن رَجَبٍ الحَنْبَلِيِّ، ثمَّ وَقَفْتُ على هَذَا التأْليفِ ونقلتُ مِنْهُ المطلوبَ، (ج أَرْجَابٌ ورُجُوبٌ ورِجَابٌ ورَجَبَاتٌ، مُحَرَّكَةً) تَقول: هَذَا رَجَبٌ، فإِذا ضَمُّوا لَهُ شَعْبَانَ قالُما: رَجَبَانِ.
والتَّرْجِيبُ: التَّعْظِيمُ، وإِنَّ فُلاَناً لَمُرَجَّبٌ (و) مِنْهُ (التَّرْجِيبُ) أَي (ذَبْحُ النَّسَائِكِ فيهِ) وَفِي الحَدِيث: (هَلْ تَدْرُونَ مَا العتِيرَةُ؟) هِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا الرَّجَبِيَّةَ، كانُوا يَذْبَحُونَ فِي شهرِ رَجبٍ ذَبِيحَةً ويَنْسُبُونَهَا إِليهِ، يقالُ: هاذِه أَيَّامُ تَرْجيبٍ وتَعْتَارٍ، وكانَتِ العَرَبُ تُرَجِّبُ، وَكَانَ ذَلِك لَهُم نُسُكاً، أَو ذَبَائِحَ فِي رَجَبَ، وَعَن أَبِي عَمْرٍ و: الرَّاجِبُ: المُعَظِّمُ لِسَيِّدِه.
(و) الترْجِيبُ (: أَنْ يُبْنَى تَحْتَ النَّخْلَةِ) ، إِذا مَالَتْ وكانَتْ كَرِيمَةً عليهِ، (دُكَّانٌ تَعْتَمِدُ) هِيَ (عَلَيْهِ) لِضَعْفِهَا.
(والرُّجْبَةُ بالضَّمِّ اسْمُ) ذلكَ (الدُّكَّانِ) والجَمْعُ رُجَبٌ مِثْلُ رُكْبَةٍ ورُكَب، ويقالُ: التَّرْجِيبُ: أَنْ تُدْعَمَ الشَّجَرَةُ إِذا كَثُرَ حَمْلُهَا، لِئَلاَّ تَنْكَسِرَ أَغْصَانُهَا، وَفِي (التَّهْذِيب) : الرُّجْبَةُ والرُّجْمَةُ: أَنْ تُعْمَدَ النَّخْلَةُ الكَرِيمَةُ إِذَا خِيفَ عَلَيْهَا أَنْ تَقَعَ، لِطُولِهَا وكَثْرَةِ حَمْلِهَا بِبِنَاءٍ مِنْ حِجَارَةٍ تُرَجَّبُ بِهَا أَي تُعَمَدُ ويَكُونُ تَرْجِيبُهَا أَنْ يُجْعَلَ حَوْل النَّخْلَةِ شَوْكٌ لِئَلاَّ يَرْقَى فِيهَا رَاقٍ فَيَجْنِيَ ثَمَرَهَا، وَعَن الأَصمعيّ: الرُّجْمَةُ البِنَاءُ مِنَ الصَّخْرِ تُعْمَدُ بِهِ النَّخْلَةُ، (والرُّجْبَة: أَن تُعْمَدَ النَخْلَةُ) بِخَشَبَةٍ ذَاتِ شُعْبَتَيْنِ (وهِيَ نَخْلَةٌ رُجَبِيَّةٌ كَعُمَرِيَّة، وتُشَدَّدُ جِيمُهُ) : بُنِيَ تَحْتَهَا رُجْبَةٌ، كِلاَهُمَا (نَسَبق نَادِرٌ) عَلَى خِلاَفِ القِيَاسِ، والتَّثْقِيلُ أَذْهَبُ فِي الشُّذُوذِ وَقَالَ سُوَيْدُ بنُ صامتٍ:
ولَيْسَتْ بِسَنْهَاءٍ وَلاَ رُجَّبِيَّةٍ
ولاكِنْ عَرَايَا فِي السِّنِينَ الجَوَائِحِ
يَصِفُ نَخْلَةً بالجَوْدَةِ وأَنَّهَا لَيْسَ فِيهَا سَنْهَاءُ (والسَّنْهَاءُ) الَّتِي أَصَابَتْهَا السَّنَةُ، وقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَحْمِلُ سَنَةً وتَتْرُكُ أُخْرَى أَو تَرْجِيبُهَا: ضَمُّ أَعْذَاقِهَا، إِلى سَعَفَاتِهَا، وشَدُّهَا بالخُوصِ لِئَلاَّ تَنْفُضَهَا الرِّيحُ، أَو) التَّرْجِيبُ (: وَضْعُ الشَّوْكِ حَوْلَهَا) أَيِ الأَعْذَاقِ (لِئَلاَّ يَصِلَ إِلَيْهَا آكِلٌ) فَلاَ تُسْرَقَ، وذلكَ إِذا كانتْ غَرِيبَةً ظَرِيفَةً، تَقول: رَجَّبْتُهَا تَرْجِيباً، (ومِنْهُ) قَوْلُ الحُبَابِ بنِ المُنْذِرِ يَوْمَ السَّقِيفَةِ (أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ) قَالَ يَعْقُوبُ: التَّرْجِيبُ هنَا إِرْفَادُ النَّخْلَةِ مِنْ جَانِبٍ لِيَمْنَعَهَا مِنَ السُّقُوطِ، أَيْ إِنَّ لِي عَشِيرَةً تُعَضِّدُنِي وتَمْنَعُنِي وتُرْفِدْنِي، والعُذَيْقُ تَصْغِيرُ عَذْقٍ بالفَتْحِ (وَهِي) النَّخْلَةُ وقِيل: أَرَادَ بالتَّرْجِيبِ: التَّعْظِيمَ، ورَجَّبَ فلانٌ مَوْلاَهُ أَيْ عَظَّمَهُ، وقَوْلُ سَلاَمَةَ ابنِ جَنْدَلٍ:
كَأَنَّ أَعْتَاقَهَا أَنْصَابُ تَرْجِيبِ
فإِنَّهُ شَبَّهَ أَعْنَاقَ الخَيْلِ بالنَّخْلِ المُرَجَّبِ، وَقيل: شَبَّهَ أَعْنَاقَهَا بالحِجَارَةِ الَّتِي تُذْبَحُ عَلَيْهَا النَّسَائِكُ، قَالَ: وهَذَا يَدُلُّ على صِحَّةِ قولِ مَنْ جَعَلَ التَّرْجِيبَ دَعْماً لِلنَّخْلَةِ.
(و) التَّرْجِيبُ (فِي الكَرْم: أَنْ تُسَوَّى سُرُوغُهُ ويُوضَعَ مَوَاضِعَهُ) مِنَ الدِّعَمِ والقِلاَلِ.
(ورَجَبَ العُودُ: خَرَجَ مُنْفَرِداً) .
(و) عَن أَبي العَمَيْثَلِ: رَجَبَ (فُلاناً بقَوْلٍ سَيِّىءٍ) و (رَجَمَهُ بِهِ) بمَعْنَى: صَكَّهُ.
(والرُّجْبُ بِالضَّمِّ: مَا بَيْنَ الضِّلَعِ والقَصِّ، وبِهَاءٍ: بِنَاءٌ يُصَادُ بِهَا الصَّيْدُ) كالذِّئْبِ وغَيْرِهِ، يُوضَعُ فِيهِ لَحْمٌ ويُشَدُّ بِخَيْطٍ، فإِذا جَذَبَهُ سَقَطَ عليهِ الرُّجْبَةِ.
(والأَرْجَابُ: الأَمْعَاءُ لاَ وَاحِدَ لَهَا) عندَ أَبِي عُبيدٍ (أَو الوَاحِدُ رَجَبٌ، مُحَرَّكَةً) ، عَن كُرَاع، (أَو) رُجْبٌ (كــقُفْلٍ) ، وَقَالَ ابنُ حَمْدَوَيْهِ: الوَاحِدُ رِجْبٌ، بكَسْرٍ فَسُكُونٍ.
(والرَّوَاجِبُ: مَفَاصِلُ أُصُولِ الأَصَابِعِ) الَّتِي تَلِي الأَنَامِلَ، (أَوْ بَوَاطِنُ مَفَاصِلِهَا) أَي أُصُولِ الأَصَابِع (أَوْ هِيَ قَصَبُ الأَصَابِعِ، أَوْ) هِيَ (مَفَاصِلُهَا) أَي الأَصَابِعِ، ثُمَّ البَرَاجِمُ ثُمَّ الأَشَاجِعُ الَّلاتِي تَلِي الكَفّ (أَو) هِيَ (ظُهُورُ السُّلاَمَيَاتِ، أَوْ) هِيَ (مَا بَيْنَ البَرَاجِمِ من السُّلاَمَيَاتِ) قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: البَرَاجِمُ: المُشَنَّجَاتُ فِي مَفاصِلِ الأَصَابِعِ وَفِي كلِّ إِصْبَعٍ ثَلاَثُ بُرْجُمَاتٍ إِلاَّ الإِبْهَام (أَو) هِيَ (المَفَاصِلُ الَّتِي تَلِي الأَنَامِلَ) وَفِي الحَدِيث (أَلاَ تُنَقُّونَ رَوَاجِبَكُمْ) هِيَ مَا بَيْنَ عُقَدِ الأَصَابِعِ مِنْ دَاخِلٍ (وَاحِدَتُهَا رَاجِهَةٌ، و) قَالَ كُرَاع: وَاحِدَتُهَا (رُجْبَةٌ بالضَّمِّ) ، قَالَ الأَزهريّ وَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَلِك، لأَنَّ فُعْلَة لاَ تُكَسَّرُ على فَوَاعِلَ، وَعَن الليثِ: رَاجِبَةُ الطَّائِرِ: الإِصْبَعُ الَّتِي تَلِي الدَّائِرَةَ مِن الجَانِبَيْنِ الوَحْشِيَّيْنِ مِن الرِّجْلَيْنِ، وَقَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
تَمَلَّى بِهَا طُول الحَيَاةِ فَقَرْنُهُ
لَهُ مَا نَتَأَ مِنْ قَرْنِهِ بِمَا نَتَأَ مِنْ أَصُولِ الأَصَابعِ إِذا ضُمَّتِ الكَفُّ (و) الرَّوَاجِبُ (مِنَ الحِمَارِ: عُرُوقُ مخَارِجِ صَوْتِهِ) ، عنِ ابْن الأَعرابيّ وأَنشد:
طَوَى بَطْنَهُ طُولُ الطِّرَادِ فَأَصْبَحَتْ
تَقَلْقَلُ مِنْ طُولِ الطِّرَادِ رَوَاجِبُهْ
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
الرَّجَبُ مُحَرَّكَةً: العِفَّةُ.
ورجَبٌ: مِنْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ.

عَرَفَهُ

عَرَفَهُ يَعْرِفُهُ مَعْرِفَةً وعِرْفاناً وعِرفَةً وعِرِفَّاناً، بكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الفاءِ: عَلِمَه، فهو عارِفٌ وعَريفٌ وعَروفَةٌ،
وـ الفَرسَ عَرْفاً، بالفتح: جَزَّ عُرْفَهُ،
وـ بذَنْبِه، وله: أقَرَّ،
وـ فلاناً: جازاهُ. وقَرَأ الكِسائِيُّ {عَرَفَ بعضَه} ، أي: جازَى حَفْصَةَ، رضي الله تعالى عنها، ببعضِ ما فَعَلَتْ، أو مَعناهُ: أقَرَّ ببعضِه وأعْرَضَ عن بعضٍ، ومنه: أنا أعْرِفُ للمُحْسِنِ والمُسِيءِ، أي: لا يَخْفَى عَلَيَّ ذلك ولا مُقَابَلَتُه بما يُوافِقُه.
والعَرْفُ: الريحُ، طَيِّبَةً أو مُنْتِنَةً، وأكْثَرُ اسْتِعْمَالِه في الطِّيِّبَةِ
و"لا يَعْجِزُ مَسْكُ السَّوْءِ عن عَرْفِ السَّوْءِ": يُضْرَبُ لِلَّئِيمِ لا يَنْفَكُّ عن قُبْحِ فِعْلِهِ، شُبِّهَ بِجِلْدٍ لم يَصْلُحْ للدِباغ.
والعَرْفُ: نَباتٌ، أو الثُّمامُ، أو نَبْتٌ ليس بِحَمْضٍ ولا عِضاهٍ، وبهاءٍ: الريحُ، واسمٌ مِن:
اعْتَرَفَهُمْ: سَألَهُم، ويُكْسَرُ، وقُرْحَةٌ تَخْرُجُ في بياضِ الكَفِّ.
وعُرِفَ، كعُنِي، عَرْفاً، بالفتح: خَرَجَتْ به.
والمَعْروفُ: ضِدُّ المُنْكَرِ.
ومَعْروفٌ: فَرَسُ سَلَمَةَ الغاضِرِيِّ،
وـ ابنُ مُسْكانَ: بانِي الكَعْبَةِ،
وـ ابنُ سُوَيْدٍ، وابنُ خَرَّبُوذ: مُحدِّثانِ،
وـ ابنُ فَيْرُوزانَ الكَرْخِيُّ: قَبْرُه التِّرْياقُ المُجَرَّبُ ببَغْدَادَ، وبهاءٍ: فَرَسُ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ.
ويومُ عَرَفَةَ: التاسِعُ من ذي الحِجَّةِ.
وعَرَفَاتٌ: مَوْقِفُ الحاجِّ ذلك اليَومَ، على اثْنَيْ عَشَرَ مِيلاً من مكَّةَ، وغَلِطَ الجوهرِيُّ فقال: مَوْضِعٌ بمنًى سُمِّيَتْ لأنَّ آدَمَ وحوَّاءَ تَعَارفا بها، أو لقولِ جبريل لإِبراهيمَ، عليهما السلامُ، لما عَلَّمَهُ المناسِكَ: أعَرَفْتَ؟ قال: عَرَفْتُ،
أو لأنها مُقَدَّسَةٌ مُعَظَّمَةٌ كأنها عُرِفَتْ، أي: طُيِّبَتْ، اسمٌ في لَفْظِ الجَمْعِ فلا يُجْمَعُ، مَعْرِفَةٌ، وإن كان جَمْعاً، لأنَّ الأماكِنَ لا تَزولُ، فَصارَت كالشيءِ الواحِد، مَصْروفَةٌ لأن التاءَ بِمَنْزِلَةِ الياءِ والواوِ في مُسْلمينَ ومُسْلمونَ،
والنِسْبَةُ: عَرَفِيٌّ. وزَنْفَلُ بنُ شَدَّادٍ العَرَفِيُّ سَكَنَها فَنُسبَ إليها. وقولُهُم نَزَلْنَا عَرَفَةَ: شَبيهُ مُوَلَّدٍ.
والعارِفُ والعَروفُ: الصَّبورُ.
والعارِفَةُ: المَعْروفُ،
كالعُرْفِ، بالضم، ج: عَوارِفُ. وكشَدَّادٍ: الكاهِنُ، والطَّبيبُ، واسمٌ.
وأمرٌ عارِفٌ: مَعْروفٌ.
وعَرِفَ، كَسَمِعَ: أكثَرَ الطِّيبَ.
والعُرْفُ، بالضم: الجودُ، واسمُ ما تَبْذُلُهُ وتُعْطيهِ، ومَوْجُ البَحْرِ، وضِدُّ النُّكْرِ، واسمٌ من الاعتِرافِ،
تقولُ له: عَلَيَّ ألْفٌ عُرْفاً، أي: اعْتِرافاً،
وـ: شَعَرُ عُنُقِ الفَرَسِ، ويُضَمُّ راؤُهُ،
وع،
وـ: عَلَمٌ، والرَّمْلُ والمَكانُ المُرْتَفِعَانِ، ويُضَمُّ راؤُهُ،
كالعُرْفَةِ، بالضم، ج: كصُرَدٍ وأقْفالٍ، وضَرْبٌ من النَّخْلِ، أو أوَّلُ ما تُطْعِمُ، أو نَخْلَةٌ بالبَحْرَيْنِ تُسَمَّى: البُرْشومَ، وشَجَرُ الأُتْرُجِّ،
وـ من الرَّمْلَةِ: ظَهْرُها المُشْرِفُ،
وجَمْعُ عَروفٍ: للصابِرِ، وجَمْعُ العَرْفاءِ من الإِبِلِ والضِباع، وجَمْعُ الأَعْرَفِ من الخَيْلِ والحَيَّاتِ.
وطارَ القَطا عُرْفاً، أي: بعضُها خَلْفَ بعضٍ.
وجاءَ القومُ عُرْفاً عُرْفاً: كذلك، قيلَ: ومنه: {والمُرْسَلاتِ عُرْفاً} ، أي أرادَ أنها تُرْسَلُ بالمَعْرُوفِ. وذو العُرْفِ، بالضم: رَبيعَةُ بنُ وائِلٍ ذي طَوَّافٍ الحَضْرَمِيُّ، من ولَدِهِ: الصَّحابيُّ رَبيعَةُ ابنُ عَيْدَانَ بنِ رَبيعَةَ ذي العُرْفِ.
وعُرُفٌ، كعُنُقٍ: ماءٌ لِبَنِي أسَدٍ،
وع. والمُعَلَّى بنُ عُرْفانَ، بالضم: من أتباعِ التابِعينَ. وكجُرُبَّانٍ وعِفِتَّانٍ، بضمتينِ مُشَدَّدَةً، وبكسرتينِ مُشَدَّدَةً: جُنْدَبٌ ضَخْمٌ كالجَرادَةِ، لا يكونُ إلا في رِمْثَةٍ أو عُنْظُوانَةٍ، أو دُوَيْبَّةٌ صَغيرَةٌ تكونُ بِرَمْلِ عالِجٍ والدَّهْناءِ، وجَبَلٌ، وبكسرتينِ مُشَدَّدَةً فقط: صاحِبُ الراعي الذي يقولُ فيه:
كفاني عِرِفَّانُ الكَرَى وكَفَيْتُهُ ... كُلوءَ النُّجومِ والنُّعاسُ مُعانِقُهْ
فَباتَ يُريهِ عِرْسَهُ وبَنَاتِهِ ... وبِتُّ أُريهِ النَّجْمَ أيْنَ مَخَافِقُهْ
والمُعْتَرِفُ بالشيءِ: الدالُّ عليه، ويُضَمُّ. وعِرْفانُ، كَعِتْبانَ: مُغَنِّيةٌ مَشْهُورَةٌ.
والعُرْفَةُ، بالضم: أرضٌ بارِزَةٌ مُسْتَطيلَةٌ، تُنْبِتُ، والحَدُّ بين الشَّيْئَيْنِ، ج: عُرَفٌ.
والعُرَفُ: ثلاثةَ عَشَرَ مَوْضِعاً:
عُرْفَةُ صارَةَ، وعُرْفَةُ القَنانِ، وعُرْفَةُ ساقِ الفَرْوَيْنِ، وعُرْفَةُ الأَمْلَحِ، وعُرْفَةُ خَجا، وعُرْفَةُ نِباطٍ، وغيرُ ذلك.
والأَعْرافُ: ضَرْبٌ من النَّخْلِ، وسُورٌ بين الجَنَّةِ والنارِ،
وـ من الرياحِ: أعاليها.
وأعْرافُ نَخْلٍ: هِضَابٌ حُمْرٌ لبني سَهْلَةَ.
وأعْرافُ لُبْنَى،
وأعْرافُ غَمْرَةَ: مَواضِعُ.
والعَريفُ، كأميرٍ: مَن يُعَرِّفُ أصحابَهُ، ج: عُرَفاءُ.
وعَرُفَ، ككرُمَ وضَرَبَ، عَرَافَةً: صارَ عَريفاً. وككتَبَ كِتابَةً: عَمِل العِرافَةَ.
والعَريفُ: رَئيسُ القومِ، سُمِّيَ لأَنه عُرِفَ بذلك، أو النَّقيبُ، وهو دونَ الرئيسِ. وعَريفُ بنُ سَريعٍ، وابنُ مازِنٍ: تابعيَّانِ،
وـ ابنُ جُشَمَ: شاعِرٌ فارِسٌ، وابنُ العَريفِ: أبو القاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ الوَليدِ الأنْدَلُسِيُّ: نحويُّ شاعرٌ. وكزُبَيْرٍ: ابنُ دِرْهَمٍ، وابنُ إبراهيمَ، وابنُ مُدْرِكٍ: محدِّثونَ. والحَارِثُ بنُ مالِكِ بنِ قَيْسِ بنِ عُرَيْفٍ: صحابيٌّ. وعُرَيْفُ بنُ آبَدَ: في نَسَبِ حَضْرَمَوْتَ.
وما عَرَفَ عِرْفي، بالكسر، إلاَّ بأخَرَةٍ، أي: ما عَرَفَنِي إلا أخيراً،
أو العِرْفَةُ، بالكسر: المَعْرِفَةُ.
والعِرْفُ، بالكسر: الصَّبْرُ. وقد عَرَفَ للأمرِ يَعْرِفُ، واعْتَرَفَ.
والمَعْرَفَةُ، كَمَرْحَلَةٍ: موضِعُ العُرْفِ من الفرسِ.
والأَعْرَفُ: مالَهُ عُرْفٌ.
والعَرْفاءُ: الضَّبُعُ، لكَثْرَةِ شَعَرِ رَقَبَتِهَا.
وامرأةٌ حَسَنَةُ المَعارِفِ أي: الوَجْهِ، وما يَظْهَرُ منها، واحدُها: كَمَقْعَدٍ.
وهو من المعَارِفِ، أي: المَعْروفينَ،
وحَيَّا اللهُ المَعارِفَ: أي: الوُجوهَ.
وأعْرَفَ: طالَ عُرْفُه.
والتَّعْريفُ: الإِعْلامُ، وضِدُّ التَّنْكيرِ، والوقُوف بعَرَفَاتٍ.
والمُعَرَّفُ، كمُعظَّمٍ: المَوْقِفُ بعَرَفاتٍ.
واعْرَوْرَفَ: تَهَيَّأ للشَّرِّ،
وـ البَحْرُ: ارْتَفَعَتْ أمْواجُهُ،
وـ النَّخْلُ: كَثُفَ والتَفَّ كأنَّهُ عُرْفُ الضَّبُعِ،
وـ الدَّمُ: صارَ له زَبَدٌ،
وـ الفَرَسَ: عَلا على عُرْفِه،
وـ الرَّجُلُ: ارْتَفَعَ على الأعْرافِ.
واعْتَرَفَ به: أَقَرَّ،
وـ فُلاناً: سَألَهُ عن خَبَرٍ ليَعْرِفَهُ،
وـ الشيءَ: عَرَفَهُ، وذَلَّ، وانْقادَ،
وـ إليَّ: أَخْبَرَنِي باسْمِه وشَأنِه.
وتَعَرَّفْتُ ما عندَك: تَطَلَّبْتُ حتى عَرَفْتُ، ويقالُ: ائْتِه فاسْتَعْرِفْ إليه حتى يَعْرِفَكَ.
وتَعارَفوا: عَرَفَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وسَمَّوْا: عَرَفَةَ، مُحَرَّكَةً، ومَعْروفاً وكَزُبيْرٍ وأَميرٍ وشَدَّادٍ وقُفْلٍ.

العَضَلَةُ

العَضَلَةُ: عُضْو مركب من العصب، وَمن جسم ينْبت من أَطْرَاف الْعِظَام شَبيه بالعصب.
العَضَلَةُ، محرَّكةً وكسفينةٍ: كلُّ عَصَبَةٍ مَعَها لَحْمٌ غَليظٌ.
عَضِلَ، كفرِحَ، فهو عَضِلٌ، ككتِفٍ ونَدُسٍ: صارَ كثيرَ العَضَلِ، أو ضَخُمَتْ عَضَلَةُ ساقِهِ.
وعَضَلَ عليه: ضَيَّقَ،
وـ به الأمرُ: اشْتَدَّ،
كأَعْضَلَ وأعْضَلَهُ،
وـ المرأةَ يَعْضُلُها، مُثَلَّثَةً، عَضْلاً وعِضْلاً وعِضْلاناً، بكسرهما،
وعَضَّلَها: مَنَعَها الزَّوْجَ ظُلْماً.
وعَضَّلَ المَكانُ تَعْضيلاً: ضاقَ،
وـ الأرضُ بأهلِها: غَصَّتْ،
وـ المرأةُ بوَلَدِهَا: عَسُرَ عليها،
كأَعْضَلَتْ، فهي مُعْضِلٌ ومُعَضِّلٌ، وكذا الدَّجاجةُ وغيرُها.
وتَعَضَّلَ الداءُ الأَطِبَّاءَ،
وأعْضَلهُم: غَلَبَهم.
وداءٌ عُضَالٌ، كغُرابٍ: مُعْيٍ غالِبٌ.
وحَلْفَةٌ عُضالٌ: شديدةٌ لا مَثْنَوِيَّةَ فيها.
واعْضَألَّتِ الشَّجَرَةُ: كثُرَتْ أغْصانُها والتَفَّتْ.
والعِضْلُ، بالكسر: الرَّجُلُ الداهِيَةُ، والشديدُ القُبْحِ، كالمُعْضِلِ، كمُحْسِنٍ،
وبالتحريكِ: ع بالبادِيَةِ كثيرُ الغِياضِ، أو هو بالفتحِ، وابن الهونِ بنِ خُزَيْمَةَ، أبو قَبيلةٍ، والجُرَذُ. وسِياقُ كلامِ الجوهريِّ يَقْتَضي أنه بضم العينِ، وليس كذلك، وإنما هو بالتحريكِ فقط
ج: عِضْلانٌ. وكصُرَدٍ وقُفْلٍ: الدواهي، الواحِدُ: عُضْلَةٌ، بالضم.
وكصُرَدٍ: ع.
وبنو عُضَيْلَةَ، كجهينةَ: بَطْنٌ.
والمُعْضِلاتُ: الشدائِدُ.
والعِضْيَلُّ، كقِرْشَبٍّ: اللئيمُ، الضَّيِّقُ الخُلُقِ.

شبو

شبو
من (ش ب و) العلو.
شبو
عن الفارسية شب بمعنى ليل.
شبو: شَبَّى (تصغير أشْبَى وهي بالأسبانية aspa) : كبَّب الغزل على المغزل (ألكالا).
أشبى. أشبى فلانا ب: أكرمه وكافأه ب (الأغاني ص47).
شَبَاة: شكيمة، لجام (الكامل ص53).
شَبَاة الــقفل = فَرَاشَتُه (ديوان جرير، رايت).
أشْبَى (أسبانية) والجمع أَشَابي: مسلكة، حلاَلة، مِرْدَن (ألكالا).

شبو


شَبَا(n. ac. شَبْو)
a. Was high, lofty, elevated.
b. Reared (horse).
c. Brightened up, beamed, shone (face).
d. Lit, kindled.

أَشْبَوَa. Became luxurious.
b. Begat an intelligent child.
c. Exalted.
d. Gave.
e. ['Ala], Favoured.
f. Threw, cast into.

شَبْوَة []
a. Scorpion.

شَبًاa. Slime, green moss.

شَبَاة [] (pl.
شَبَو
&
a. شَبَوَات ), Edge, point; sting (
of a scorpion ).
b. Scorpion.
ش ب و

كأنهم شبا الأسنة وكأنه شباة سنان.


ومن المجاز: رجل شباة: سفيه. قال الأعشى:

فما أنا عما تفعلون بغافل ... ولا بشباةٍ جهله يتدفق

وفرس شباة: حديدة تمطو في العنان وتثب فيه. قال:

ومن دونها قوم حموها أعزة ... بسمر القنا والمرهفات البواتر

وكل شباة في اللجام كأنها ... إذا ضمها المشوار قدح المخاطر
شبو: حَدُّ كُلِّ شَيْءٍ: شَبَاتُه، والجَمِيعُ الشَّبَوَاتُ والشَّبَا. ومَوْضِعُ الحَذْوِ من جانِبَي النَّعْلِ: الشَّبَاتَانِ. وشَبْوَةُ: اسْمٌ للعَقْرَبِ الصَّفْرَاءِ، والجَميعُ الشَّبَاءُ والشَّبَوَاتُ. وكذلك الجارِيَةُ الفَحّاشَةُ. وفَرَسٌ شَبَاةٌ على مِثالِ قَنَاةٍ: التي تَعْطُو في العِنَانِ، يُقال: شَبَتْ تَشْبُو شُبُوّاً. والشّابي من الخَيْلِ: الذي يَقُوْمُ على رِجْلَيْه ويَرْفَعُ يَدَيْه في السَّماء كأنَّه يَنْزَقُ ويَخِفُّ. وشَبَا النّارَ يَشْبُو: أي شَبَّها. وشَبَوْتُ إلى كُلِّ شَيْءٍ عُلُوّاً: إذا نَزَوْتَ إليه. وشَبَوْتُ بالرَّجُلِ: تَعَلَّقْتَ بثَوْبِه.
الشين والباء والواو ش بوشَباةُ كل شيءٍ حَدُّه والجمعُ شَبَواتٌ وشَبَا النَّعْلِ جَانِبَا أَسَلَتِها والشَبَاةُ العَقْرَبُ حين تَلِدُها أُمُّها وقيل هي العَقْربُ الصفْراءُ ويقال لها شَبْوَةُ مَعْرِفةٌ وقيل شَبْوَةُ هي العَقْربُ ما كانتْ قال

(قد جَعَلَتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ ... تكسو استها لَحْماً وتَقْشَعِرُّ)

وجارية شَبْوَةٌ جريئةٌ كثيرةُ الحركةِ فاحشةٌ وأَشْبَى الرَّجُلُ وُلِدَ له وَلَدٌ كيِّسٌ ذَكِيٌّ قال أبو هَرَمَةَ

(هُمُ نَبَتَوْا فَرْعاً بكُلِّ شَرَارَةٍ ... حَرَامٍ فأَشْبَى فَرْعُها وأُرُومُها)

ورَجُلٌ مُشْبىً إذا وُلِدَ له وَلَدٌ ذَكِيٌّ كذلك رواه ابنُ الأعرابيِّ مُشْبىً على صِيغةِ اسمِ المَفْعولِ ورَدَّ ذلك ثعلبٌ وقال إنما هو مُشْبٍ وهو القياسُ والمَعْلومُوامرأة مُشْبِيَةٌ على بَنِيها كمُشْبِلَةٍ والمُشْبَا المُكْرَمُ عن ابن الأعرابيِّ والإِشْبَاءُ الدَّفْعُ وأَشْبَى الشَّجرُ طالَ والْتَفَّ من النّعمةِ والغضُوضةِ والشَبَا الطُّحْلُبُ يَمَانِيَةٌ وشَبْوَةُ موضعٌ قال بِشْرُ بن أبي خَازِمٍ

(أَلا ظَعَنَ الخَلِيطِ غَداةَ رِيعُوا ... بِشَبْوَةَ والمَطِيُّ بها خُضُوعُ)

والشَّبا وادٍ من أوديةِ المدينةِ فيه عَيْنٌ لبَنِي جَعْفَرِ بنِ إبراهيمَ مِنْ بَنِي جَعْفَرِ بنِ أبي طالبٍ وإنما جعلنا هذه الحروفَ الأخيرةَ على الواو لوُجُودِنا ش ب ووعَدمِنا ش ب ي
باب الشين والباء و (وا يء) معهما ش ب و، ش وب، وش ب، وب ش، ب وش، ش ي ب، ء ش ب مستعملات

شبو: حد كل شيء: شباتُه، والجميع: شبوات. والشَّبوةُ: العقربُ الصَّفراء. وجمعها: شبوات.

شوب: شاب الشَّراب يشوبه، إذا خلطه بماءٍ، والشَّوبُ: الخلط.

وشب: الأوشابُ من النّاس: الأخلاط، الواحدُ: وشبٌ. والوشبُ: شبيهٌ بالأشابة، يقال: رجلٌ من أوشاب الناس.

وبش: الوبش والوبشُ، يخفف ويثقل: وهو النَّمنمُ الأبيض يكون على الأظافير. ويقال: ما بهذه الأرض إلا أوباشٌ من شجرٍ أو نبات، إذا كان قليلاً متفرقاً . البوش: الجماعة الكثيرةُ.. بوش القوم، أي: كثروا واختلطوا.

شيب: الشَّيبُ: معروف. شاب يشيبُ شيباً وشيبةً. ورجل أشيبُ، وقومٌ شيبٌ، ولا ينعت به المرأة: [لا يقال: امرأة شيباء] . يقال: شاب رأسها، قال: عجائز يطلبن شيئاً ذاهباً ... يخضبن بالحناء شيبا شائبا

يقلن كنا مرة شبائبا

ويجوز في الشعر: قوم شيبٌ على التّمام. ويقال لليلة التي تفترع فيها المرأة: ليلةٌ شيباء.

أشب: الأشبُ: شدّة التفاف الشجر، حتى لا مجاز فيه.. غيضةٌ أشبةٌ، ورماحٌ أشبة. والتأشب: التجمع من هاهنا وهنا. قال:

ممن تأشَّب، لا دينٌ ولا حسبُ

يقال: هؤلاء أشابة، أي: ليسوا من مكان واحد، والجميعُ: الأشائب، وكذلك الأشابة في الكسب مما يخلطه من الحرام الذي لا خير فيه. قال النّابغة :

وثقتُ له بالنصر إذ قيل قد غزا ... قبائلُ من غسانَ غيرُ أشائبِ

وقال:

نجائبُ ليست من مهور أشابة ... ولا دية كانت ولا كسب مأثم  وأشبتُ الشيء بينهم تأشيباً، [والتأشيبُ: التحريش بين القوم. وأشبهُ يأشبهُ ويأشبهُ أشباً: لامه وعابه] . [وأشبة: من أسماء الذئاب]

شبو

1 شَبَا, (K,) [aor. ـُ inf. n. شَبْوٌ, (TA,) It was or became, high, elevated, or lofty. (K. [See also 4, first sentence.]) b2: شَبَتِ الفَرَسُ, (K,) inf. n. as above, (TA,) The mare stood upon her hind legs. (K.) [It is added in the TA that the vulgar say شبّت: but see art. شب, where a similar meaning is assigned to شَبَّ said of a horse.] b3: شَبَا وَجْهُهُ His face shone after having become altered. (K.) A2: شَبَا النَّارَ, (K,) inf. n. as above, (TA,) He kindled the fire; or made it to burn, burn up, burn brightly or fiercely, blaze, or flame; (K;) as also شَبَّهَا. (TA.) 4 أَشْبَتِ الشَّجَرَةُ, (S,) or اشبى الشَّجَرُ, (K,) inf. n. إِشْبَآءٌ, (TA,) The tree, (S,) or the trees, (K,) became tall, (S, K, TA,) and tangled and dense, by reason of luxuriance (K, TA) and sappiness. (TA.) b2: اشبى said of a man, He begat a boy [sharp] like the point of iron (كَشَبَا الحَدِيدِ): (Yz, TA:) or he had a son born to him sharp in intellect: (S, K, TA:) or he begat generous, or noble, children, by whom he had sharp means of attack and defence, like the points of spear-heads. (Ham p. 384.) A2: أَشْبَيْتُ الرَّجُلَ i. q. وَجَدْتُ لَهُ

↓ شَبَاةً [app. meaning I found the man to have sharpness]. (Ham p. 385.) b2: And اشباهُ He exalted him, syn. رَفَعَهُ, (S,) and honoured him; namely, a man. (S, K.) b3: And He cast him into a well, or into an evil, or a hateful, plight: thus having two contr. meanings. (K.) A3: اشبى is also syn. with دَفَعَ [He impelled, pushed, thrust, &c.]. (K. [But perhaps this is a mistake for رَفَعَ, a syn. of اشبى mentioned before: if not, it may be from شَبَاةً signifying the “ point ” of anything.]) A4: And i. q. أَعْطَى [He gave]. (K. [In this sense, accord. to the TK, trans. without a prep.; which I think doubtful.]) b2: And i. q. أَشْبَلَ, (K,) meaning أَشْفَقَ [i. e. He was, or became, favourably inclined; &c.]. (TA. [In this sense, also, both اشبى and اشبل, accord. to the TK, are trans. without a prep.; but this I think a mistake with respect to both of these verbs, the latter of which is well known to be trans. only by means of عَلَى.]) A5: [And i. q. أَشْبَهَ.] One says, اشبى فُلَانًا وَلَدُهُ, (S,) or اشبى زَيْدًا أَوْلَادُهُ, (K,) His children resembled such a one, or, Zeyd; syn. أَشْبَهُوهُ. (S, K.) شَبًا: see شَبَاةٌ, in two places.

A2: Also The green substance that overspreads stagnant water; syn. طُحْلُبٌ. (K.) شُبْوٌ [written in my original شُبو] i. q. اذى [i. e., app., أَذًى, A state of annoyance or molestation: or annoyance, molestation, harm, or hurt: or a thing that annoys, &c.]. (TA.) شَبَاةٌ The point (S, K) of the extremity (S) of anything: (S, K:) pl. ↓ شَبًا [or rather this is a coll. gen. n.] and [the pl. properly so termed is]

شَبَوَاتٌ. (S, K. *) b2: And The sting of the scorpion; (K;) [and] so ↓ شَبًا [mentioned above as having a pl. meaning]. (Sh, TA in art. شول; and Ham p. 385.) b3: And The portion with which one cuts, of a sword. (Har p. 17.) b4: and The two sides of the أَسَلَة [i. e. toe, or tapering head or foremost part,] of a sandal: pl. as above [app. in all of the senses of the sing.]. (K.) b5: [And app. (assumed tropical:) Sharpness, as a quality of a man:] see 4. b6: Also The scorpion: (Fr, TA:) or the scorpion when just born: or a yellow scorpion: (K:) so in the M. (TA.) [See also the next paragraph.] b7: And A mare raising her head (عَاطِيَةٌ) in the bridle. (K.) And [A mare] standing upon her hind legs. (K.) شَبْوَةُ The scorpion; (A'Obeyd, S, K, TA; [in the CK, شَبْوَةُ العَقْرَبِ is erroneously put for شَبْوَةُ العَقْرَبُ;]) a proper name thereof; it may be from الشَّبَا signifying its sting; (Ham p. 385;) determinate; (TA;) imperfectly decl.: (A'Obeyd, S, TA:) it is said in the K, “and [the article] ال is prefixed to it; ” but this is a mistake: it should be, “and ال is not prefixed to it: (TA:) [but, although a proper name, it has a pl.;] the pl. is شَبَوَاتٌ. (S.) [See also شَبَاةٌ, which signifies “ a scorpion,” and of which شَبَوَاتٌ is a pl.] b2: جَارِيَةٌ شَبْوَةٌ A girl, or young woman, that is bold, much in motion, foul in speech or actions. (TA.) مُشْبًى [pass. part. n. of 4,] Honoured [&c.]. (TA.) A2: See also what next follows.

مُشْبٍ [act. part. n. of 4,] A man having a son born to him sharp in intellect; (Th, K, TA;) and so ↓ مُشْبًى, (K, TA, [in the CK, erroneously, مَشْبِىٌّ,]) accord. to IAar, but disallowed by Th. (TA.) And the former, accord. to IAar, A man who begets generous offspring. (TA.) b2: and مُشْبِيَةٌ A woman affectionate, kind, or favourably inclined, to her children. (TA.)
شبو
: (و (} شَبا) شَبْواً: (عَلاَ.
(و) شَبَا (وَجْهُه: أَضَاءَ بَعْدَ تَغَيُّرٍ.
(و) {شَبَتِ (الفَرَسُ) } شَبواً: (قامَتْ على رِجْلَيْها) ؛ والعامَّةُ تقولُ: {شَبَّتْ بالتَّشْديدِ.
(و) شَبا (النَّارَ) شَبواً: (أَوْقَدَها) ، كشبها.
(} والشَّباةُ: العَقْربُ) ، عَن الفرَّاء، وقالَ غيرُهُ: (ساعَةَ تُولَدُ.
(أَو) هِيَ (عَقْرَبٌ صَفْراءُ) ؛ كَمَا فِي المُحْكم.
(و) {الشَّباةُ؛ (الفَرَسُ العاطِيَةُ فِي العِنانِ.
(و) أَيْضاً: (الَّتِي تقومُ على رِجْلَيْها.
(و) } الشَّباةُ: (إبرَةُ العَقْربِ.
(و) أَيْضاً: (حَدُّ) طَرَفِ (كلِّ شيءٍ) ؛ وَمِنْه قوْلُ الحرِيرِي: هَلاَّ قَلَّلْتَ {شَباةَ اعْتِدائِكَ.
وَهِي مُعْتلَّةٌ بالاتِّفاقِ، واسْتَعْملها شيْخُنا المَرْحوم يوسفُ بنُ سالِمِ الحفني فِي مَقْصورَتِه مَهْموزةً وَقد رُدَّ عَلَيْهِ ذلكَ.
(و) الشَّباةُ (مِن النَّعْلِ: جانِبَا أَسْلَتِها، ج} شَباً) بالقَصْر، ( {وشَبَواتٌ) ، محرّكةً.
(} وأَشْبَى) الرَّجُل: (أَعْطَى) وأَكْرَمَ.
(و) {أَشْبَى: مِثْلُ (أشْبَلَ) بمعْنَى أَشْفَقَ.
(و) أَشْبَى: (وُلِدَ لَهُ ابنٌ كَيِّسٌ) ذكِيٌّ؛ وَمِنْه قولُ ابْن هرمة:
هُمُ نبَتُوا فَرْعاً بكُلِّ سَرارَةٍ
حَرام} فأَشْبَى فَرْعُها وأُرُومُها (فَهُوَ {مُشْبًى) ، أَي وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ ذكِيٌّ؛ هَكَذَا رَواهُ ابنُ الأعرابيِّ بصِيغَةِ المَفْعول.
(و) رَدّه ثَعْلب وقالَ: إنّما هُوَ (} مُشْبٍ) ، وَهُوَ القِياسُ والمَعْلومُ.
وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: رجُلٌ مُشْبٍ: يَلِدُ الكِرَامَ.
(و) أَشْبَى {إشْباءً: (دَفَع.
(و) أَشْبَى زيْدٌ (فُلاناً) : إِذا (أَلْقاهُ فِي بئْرٍ أَو مَكْرُوهٍ) ؛ عَن ابْن الأَعْرابي، وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
إعْلَوَّطا عمْراً} ليُشْبياهُ
فِي كلِّ سُوءٍ ويُدَرْ بِياهُ (و) {أشْباهُ: رَفَعَهُ و (أَكْرَمَهُ وأَعَزَّهُ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ؛ (ضِدٌّ) .
و) } أَشْبَى (الشَّجَرُ) {إشْباءً: (طالَ والْتَفَّ نَعْمَةً) وغُضُوضَةً.
وَفِي الصِّحاح:} أَشْبَتِ الشَّجَرَةُ: ارْتَفَعَتْ.
(و) أَشْبَى (زَيْداً أَوْلادُهُ) أَي (أَشْبَهُوهُ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
( {والشَّبا: الطُّحْلُبُ) يمانِيَّة.
(و) } شَبَا: (وادٍ بالمدينَةِ) ، المشرَّفَةِ، فِيهِ عينٌ لبَني جَعْفر ابْن إِبْرَاهِيم مِن بَني جَعْفرٍ الطيَّار.
وقالَ نَصْر: هُوَ عَيْنٌ بالأَثْيَل مِن أعْراضِ المدينَةِ لبَني الطيَّار.
( {وشَبْوةُ) ، مَعْرفَةٌ لَا تجرى: (العَقْربُ) .
قالَ أَبو عبيدٍ: غيرُ مُجْراةٍ.
فقولُ المصنِّفِ: (وتَدْخُلُها أَلْ) وَهْمٌ، والصَّوابُ لَا تَدْخلُها ألْ؛ وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
قدْ جَعَلَتْ} شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ
تكْسُو اسْتَها لحْماً وتَقْشَعِرُّوالجَمْعُ {شَبَواتٌ.
(و) } شَبْوَةُ: (أَبو قَبيلَةٍ) مِن اليَمَنِ، وَهُوَ شَبْوَةُ بنُ ثَوْبان بنِ عَبْس بنِ شحارَةَ بنِ غالِبِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عكَ، وَهُوَ والِدُ ذوال وَهل، مِن ولدِ بشيرِ بنِ جابِرِ بنِ عرابِ الصَّحابي وإخْوَتِهِ.
(و) شَبْوَةُ: (ع بالبادِيَةِ) ، وَمِنْه قوْلُ بِشْرٍ:
أَلا ظَعَنَ الخَلِيطُ غَداةَ رِيعُوا
{بِشبوَةَ والمَطِيُّ بهَا خُضُوعُ (و) أَيْضاً: (حِصْنٌ باليَمَنِ) سمِّي ببَنِي شَبْوَةَ.
(أَو: د بينَ مأْرِبَ وحَضْرَمَوْتَ قريبَةٌ) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ قرِيبٌ؛ (من لَحْجٍ) .
وقالَ نَصْر: على الجادَةِ مِن حَضْرَمَوْتَ إِلَى مكَّةَ.
وقالَ ابنُ الْأَثِير: نَاحِيَةٌ مِن حَضْرَمَوْتَ، وَمِنْه حديثُ وائِلِ بنِ حُجْر: (أَنَّه كَتَبَ لأَقْوالِ شَبْوَةَ بِمَا كانَ لَهُم فِيهَا من مِلْكٍ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
جارِيةٌ شَبْوَةٌ: جرِيئةُ كثيرَةُ الحَرَكَةِ فاحِشَةٌ.
} والمَشْبِيَةُ: المرْأَةُ المُشْفقَةُ على أَوْلادِها.
وقالَ اليزيدي: {أَشْبَى إِذا أَتَى بغُلامٍ} كشَبَا الحديدِ.
{والمُشِبْى، كمُكْرَمٍ زِنَةً ومَعْنىً.
} والشَّبْوُ: الأَذَى.
{والشَّبا: مدينَةُ خربةٌ بأَوَال، قالَهُ نَصْر.

عري

(عري) فلَان أَصَابَهُ برد الْحمى أول مَسهَا وهواه إِلَى كَذَا حن إِلَيْهِ يُقَال عري إِلَى الشَّيْء استوحش إِلَيْهِ بعد أَن بَاعه
(عري)
من ثِيَابه عريا وعرية تجرد مِنْهَا فَهُوَ عَار وعريان وَيُقَال عري من الْعَيْب سلم وعري بدنه من اللَّحْم وَالْفرس لم يكن عَلَيْهِ سرج

عري


عَرِيَ(n. ac. عُرْي
عُرْيَة)
a. Was naked, nude, bare, stripped.
b. [Min], Was free, exempt from; was devoid of, bare of.

عَرَّيَ
a. [acc.
or
Min], Stripped, divested, denuded of.
b. Freed, delivered from.

عَاْرَيَa. Rode a horse bare-backed.

أَعْرَيَa. see II (a)b. Travelled, encamped in a desert.
c. Was exposed to the wind.
d. Abandoned, forsook.

تَعَرَّيَ
a. [Min], Stripped, divested himself of; was stripped of.
b. Stripped himself; was stripped, naked.

عُرْيa. Nakedness, nudity; bareness.
b. Bare-backed (horse).
عُرْيَة []
a. see 3 (a)
عَرًىa. Region, tract; plain.

عَرَاة []
a. Place; region.
b. Intense cold.

مَعْرًى []
مَعْرَاة [] ( pl.

مَعَارٍ [] )
a. Any uncovered part of the body.

عَارٍ (pl.
عُرَاة [] )
a. see 35b. Free, exempt from; void, devoid of.

عَارِيَة [] ( pl.
reg. &
عَوَارٍ [] )
a. Fem. of
عَاْرِي
عَرَآء [] (pl.
أَعْرَآء [] )
a. Desert plain.

عَرِيّa. Cold wind.

عَرِيَّة [] (pl.
عَرَايَا)
a. see 25b. Palm-tree stripped of its fruit.

عُرْيَان []
a. Naked, nude; bare.

المَعَارِي []
a. The hands, feet & face.

إِعْرَوْرَى
a. Rode a bare-backed animal.
b. Journeyed alone.
عري
عرِيَ يَعرَى، اعْرَ، عُرْيًا، فهو عارٍ وعُرْيانُ/ عُرْيانٌ
• عَرِي الشَّخصُ: تجرّد من ثيابَه، خلَع ثيابه "طفلٌ عُرْيان- {إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَى} ".
• عَرِي الشَّيءُ: تجرّد مِمَّا يُغطّيه أو يكسوه "عَرِيت الأشجارُ من أوراقها- عَرِيت الأرضُ من الحَشيش". 

تعرَّى/ تعرَّى عن/ تعرَّى من يتعرَّى، تَعَرَّ، تَعرّيًا، فهو مُتعرٍّ، والمفعول مُتعرًّى عنه
• تعرَّى الشَّيءُ: مُطاوع عرَّى: سقط عنه ما يكسوه أو يغطِّيه "تَعرّتِ الشَّجرةُ من أوراقها".
• تعرَّى الشَّخصُ/ تعرَّى الشَّخصُ عن ثيابه/ تعرَّى الشَّخصُ من ثيابه: نزع ثيابَه كُلَّها، خلَع ما عليه من
 غطاءٍ أو سُتْرة، تجرَّد من ثيابه "تَعرَّى عند الاستحمام".
• تعرَّى من المشكلة: تخلَّص منها "تعرّى من ديونه". 

عرَّى يعرِّي، عَرِّ، تَعْرِيَةً، فهو مُعَرٍّ، والمفعول مُعرًّى
• عرَّى الشَّخصَ: نزع عنه ثيابَه وما يستُره "عرَّى الطَّبيبُ المريضَ- عَرَّاه من المال: سَلَبَه كُلَّ مالِه، جرَّده منه" ° عرَّاه أمام النَّاس: فضحه وكشف أسرارَه.
• عرَّى الإناءَ: نزعَ عنه ما يُغطِّيه، جعله مكشوفًا "عرَّت الرِّيحُ الشَّجرةَ من ورقها"? عرَّى فلانًا: أهمله وخلاّه.
• عرَّاه من العيوب: جرّده منها وخلَّصه. 

تَعْرية [مفرد]: مصدر عرَّى.
• عوامل التَّعرية: (جو) تأثير العوامل الطبيعيَّة كالماء والنَّار والهواء في صخور القشرة الأرضيَّة "اندثرت الآثارُ القديمةُ بفعل عوامل التعرية". 

عارٍ [مفرد]: ج عارون وعُرَاة، مؤ عارية، ج مؤ عاريات وعُرَاة: اسم فاعل من عرِيَ: "عارٍ عن/ من الصِّحَّة: غير صحيح- عارٍ من كلِّ عيب: خالٍ من العيب، سليم- عاري القَدَمَيْن: حافيهما- عاري الرَّأس: أصلع من الشَّعر". 

عَرَاء [مفرد]: فضاء، مكان خالٍ مكشوف لا يُسْتَتَرُ فيه بشيء "جلس في العَراء- مسرحٌ في العَراء- {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ} ".
• العَرَاء: الأرض المستوية والمُصْحِرة، وليس بها شجر ولا جبال ولا آكام ولا رمال. 

عُرْي [مفرد]: مصدر عرِيَ. 

عُرْيانُ/ عُرْيانٌ [مفرد]: ج عُريانون وعُرَاة وعرايا، مؤ عُرْيانة، ج مؤ عُريانات وعرايا: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عرِيَ. 
ع ر ي

امرأة حسنة المعرّى والعرية كالمجرّد والجردة، وما أحسن معاريها وهي وجهها ويداها ورجلاها. وركبت الفرس عرياً، وركبنا الخيل أعراءً. وتقول: رأيت عرياً تحت عريانٍ. قال المخبّل السعديّ:

وساقطة كور الخمار حييّة ... على ظهر عريٍ زلّ عنها جلالها

كور الخمار تمييز غريب، وقالوا من العري: اعروراه.

ومن المستعار: اعرورى السراب الإكام. وهذا طريق قد اعرورى القف. قال لبيد:

منيف كسحل الهاجريّ تضمّه ... إكام ويعروري النجاد القوابلا

وقال رؤبة:

إذا الأمور اعرورت الشدائدا ... شدّ العرى وأحكم المعاقدا وأصله: أن تفزع المرأة فتركب بعيراً عرياً. ويقال للذي لا يكتم السرّ: عريان النجيّ. قال:

ولما رأى أن قد كبرت وأنه ... أخوالجنّ واستغنى عن المسح شاربه

أصاخ لعريان النجيّ وإنه ... لأزور عن بعض المقالة جانبه

يريد أصاخ لامرأته لأنّ النساء أقل كتماناً للسرّ. وفلاة عارية المحاسر أي مرتٌ قد انحسر عنها النبات. قال الراعي:

وعارية المحاسر أم وحش ... ترى قطع السمام بها عزينا

وما يعرى فلان من هذا الأمر: ما يخلص، ولا يعرّى من الموت أحد. قال عديّ بن زيد:

من رأيت المنون عرّين أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير

وأنت عرو من هذا الأمر وخلوٌ منه. وهو كلام منبوذ بالعراء، عند الخطباء والشعراء. وشمال عريّة: باردة. وإن عشيتنا هذه لعرية، وأعرينا فنحن معرون أي بلغنا برد العشيّ. ويقولون: أهلك فقد أعريت. وعريَ فهو معروّ إذا وجد البرد. قال أبو نخيلة:

فنحن فيهم والهوى هواك ... نعرى فنستذري إلى ذراك

وعريَ المحموم: أخذته العرواء وهي برد في رعدة.

ومن المستعار: عريت إلى مال لي: بعته أشدّ العرواء إذا بعته ثم استوحشت إليه وتبعته نفسك. وعريَ هواه إلى كذا، وإنك لتعرى إلى ذلك وتجاد إليه. ونخلهم عرايا أي موهوبات يعرونها الناس لكرمهم. وتستعار العروة لما يوثق به ويعول عليه فيقال للمال النفيس والفرس الكريم: لفلان عروة. وللإبل عروة من الكلأ وعلقة: لبقية تبقى منه بعد هيج النبات تتعلّق بها لأنها عصمة لها تراغم إليها وقد أكل غيرها. قال لبيد:

خلع الملوك وسار تحت لوائه ... شجر العرى وعراعر الأقوام

أي هم عصم للناس كالعضاه التي تعتصم بها الأموال. ويقال لقادة الجيش: العرى. والصحابة رضوان الله عليهم عرى الإسلام. وقول ذي الرمة:

كأن عرى المرجان منها تعلقت ... على أمّ خشف من ظباء المشاقر

أراد بالعرى الأطواق. وزجره زجر أبي عروة السباع: كان يزجر الذئب فتنشق مرارته ويموت على المكان وكانوا يشقّون عن فؤاده فيجدونه قد خرج من غشائه. والعروة من أسماء الأسد كني به العباس بن عبد المطّلب رضي الله تعالى عنه.
الْعين وَالرَّاء وَالْيَاء

العُرْىُ: خلاف اللّبْس. عَرِىَ عُرْيا وعُرْيَة وتَعَرَّى، وأعراهُ وعَرَّاه. وأعراه من الشَّيْء وأعْراهُ إِيَّاه. قَالَ ابْن مقبل فِي صفة قدح:

بِهِ قُوَبٌ أبْدَى الحَصا عَن مُتُونِه ... سَفاسِقُ أعْراها اللِّحاء المُشَبِّحُ

وَرجل عُرْيانٌ. وَالْجمع عُرْيانُونَ: وَلَا يكسر وَرجل عارٍ من قوم عُراةٍ. وَامْرَأَة عُرْيانةٌ وعارٍ وعارِيَةٌ.

وَجَارِيَة حَسَنَة العُرْيَةِ والمُعَرَّى والمُعَرَّاةِ أَي الْمُجَرّد.

وعَرِىَ الْبدن من اللَّحْم كَذَلِك. قَالَ قيس ابْن ذريح:

وللحُبّ آياتٌ تُبَيِّنُ بالفَتى ... شحُوبا وتَعْرَى منْ يَدَيْهِ الأشاجعُ

ويروى: " تَبَيَّنُ ... شُحُوبٌ ".

والمعَارِي: مبادي الْعِظَام حَيْثُ ترى من اللَّحْم. وَقيل: هِيَ الْوَجْه وَالْيَدَانِ وَالرجلَانِ لِأَنَّهَا بادية أبدا. قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ يصف قوما ضربوا فسقطوا على أَيْديهم وأرجلهم:

مُتَكَوِّرِينَ على المَعارِي بيَنهُمْ ... ضَرْبٌ كَتَعْطاطِ المَزَادِ الأثجَلِ

ويروى: الأنجل. ومتكورين أَي بَعضهم على بعض. وَقَول الرَّاعِي:

فَإِن تَكُ ساقٌ مِن مُزَيْنَة قَلَّصَتْ ... لقَيْسٍ بِحَرْبٍ لَا تُجِنُّ المَعارِيا قيل فِي تَفْسِيره: أَرَادَ الْعَوْرَة والفرج.

والعُرْيانُ من الرمل: نقى أَو عقد لَيْسَ عَلَيْهِ شجر.

وَفرس عُرْىٌ: لَا سرج عَلَيْهِ. وَالْجمع أعراءٌ. وَلَا يُقَال رجل عُرْىٌ.

واعْرَوْرَى الْفرس: صَار عُرْيا.

واعْرَوْرَاهُ: رَكبه عُرْيا، وَلَا يسْتَعْمل إِلَّا مرِيدا، واستعاره تأبط شرا للمهلكة فَقَالَ:

يَظَلُّ بِمَوْماةٍ ويُمْسِي بِغَيِرِها ... جَحِيشا ويَعْرَوْرِى ظُهُورَ المَهالِكِ

واعْرَوْرَى مني أمرا قبيحا: رَكبه. وَلم يَجِيء فِي الْكَلَام افْعَوْعَلَ مجاوزا غير اعْرَوْرَيْتُ واحْلَوْلَيْتُ الْمَكَان إِذا استحليته.

والمُعِرَّى من الْأَسْمَاء: مَا لم يدْخل عَلَيْهِ عَامل كالمبتدإ.

والمُعَرَّى من الشّعْر: مَا سلم من الترفيل والإذالة والإسباغ.

وعَرَّاه من الْأَمر: خلَّصه وجرَّده.

والمَعارِي: الْمَوَاضِع الَّتِي لَا تنْبت.

والعَرَاءُ: الْمَكَان الفضاء لَا يسْتَتر فِيهِ شَيْء. وَقيل: الأَرْض الواسعة. وَفِي التَّنْزِيل (فَنَبذناهُ بِالعَراءِ) وَجمعه أعْراءٌ، قَالَ ابْن جني: كسروا فَعالاً على أفْعال حَتَّى كَأَنَّهُمْ إِنَّمَا كسروا فَعَلاً، وَمثله جواد وأجواد وعياء وأعياء.

وأعْرَى: سَار فِيهَا.

والعَرَاءُ: كل شَيْء أُعرى من سترته.

وأعْراءُ الأَرْض: مَا ظهر من متونها. واحدتها عُرٌىْ.

والعَرَى: الْحَائِط. وَقيل: كل مَا ستر من شَيْء: عَرًى.

والعَرَى والعَرَاةُ: الجناب والناحية. وَنزل فِي عراه أَي فِي ناحيته وَقَوله أنْشدهُ ابْن جني:

أَو مُجْزَ عَنْهُ عَرِيَتْ أعْرَاؤُهُ

فَإِنَّهُ يكون جمع عَرًى من قَوْلك: نزل بِعَراهُ. وَيجوز أَن يكون جمع عَرَاءٍ وَأَن يكون جمع عُرْىٍ.

واعْرَوْرَى: سَار فِي الأَرْض وَحده.

وأعْراه النَّخْلَة: وهب لَهُ ثَمَرَة عامها.

والعَرِيَّةُ: النَّخْلَة المُعْراةُ. قَالَ الْأنْصَارِيّ:

لَيست بِسَنْهاءَ وَلَا رُجَّبِيَّة ... ولكنْ عَرَايا فِي السِّنينَ الجَوَائحِ

والعَرِيَّةُ أَيْضا: الَّتِي تُعزل عَن المساومة عِنْد بيع النّخل، وَقيل العَرِيَّةُ: النّخل الَّتِي قد أكل مَا عَلَيْهَا.

واسْتَعْرَى النَّاس فِي كل وَجه: أكلُوا الرطب، من ذَلِك.

والمعَارِي الْفرش وَقَول الْهُذلِيّ:

أبيتُ على مَعارِيَ واضِحاتٍ ... بِهنَّ مُلَوَّبٌ كَدَم العِباطِ

قيل عَنى بالمعارِي الْفرش. وَقيل عَنى أَجزَاء جسمها، وَاخْتَارَ مَعارِيَ على مَعارٍ لِأَنَّهُ آثر إتْمَام الْوَزْن، وَلَو قَالَ على مَعارٍ لما كسر الْوَزْن لِأَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ يصير من مُفاعَلَتُنْ إِلَى مَفاعِيلُنْ وَهُوَ العصب، وَمثله قَول الفرزدق:

فَلَو كَانَ عَبْدُ الله مَوْلىً هَجَوْتُه ... ولكنَّ عبدَ الله مَوْلى مَوَالِيا

وعَرَيْتُه: أتيتُه. لُغَة فِي عَرْوتُه.

والعُرْيانُ: الْفرس المقلص الطَّوِيل القوائم.

والعُرْيانُ: اسْم رجل.
عري
: (ي {العُرْيُ، بالضَّمِّ: خِلافُ اللُّبْسِ.
(} عَرِيَ) الرَّجُلُ من ثِيابِهِ، (كرَضِيَ، {عُرْياً} وعُرْيَةً، بضمِّهِما؛) وَفِي الصِّحاحِ: {عُرِّياً، بضمَ فكسْرٍ مَعَ تَشْديدٍ، وبكسْرِ العَيْن أَيْضا هَكَذَا ضُبِطَ فِي النسخِ؛ (} وتعرَّى،) هُوَ مُطاوِعُ {أعْرَاه} وعَرَّاهُ.
( {وأعْراهُ الثَّوْبَ وأعْراهُ (مِنْهُ، وعَرَّاهُ} تَعْرِيةً فَهُوَ {عُرْيانٌ، ج} عُرْيانُونَ.
(و) رجُلٌ ( {عارٍ، ج} عُرَاةٌ؛ وَهِي بهاءٍ؛) يقالُ: امرأَةٌ {عُرْيانَةٌ} وعارِيَةٌ.
قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَمَا كانَ على فُعْلانٍ فمؤَنَّثُه بالهاءِ.
(وفَرَسٌ {عُرْيٌ، بالضَّمِّ: بِلا سَرْجٍ) وَلَا أَداةٍ، والجَمْعُ} الأعْراءُ، وَلَا يقالُ عُرْيانٌ، كَمَا لَا يقالُ: رجُلٌ عُرْيٌ.
وَمن سَجَعات الأساسِ: رأَيْتُ عُرياً تحْت عُريانٍ.
وَفِي المِصْباح: فَرَسٌ عُرْيٌ، وُصِفَ بالمَصْدَرِ ثمَّ جُعِلَ اسْماً وجُمِعَ فقيلَ: خَيْلٌ {أَعْراءٌ، كــقُفْلٍ وأَقْفال.
(وجارِيَةٌ حَسَنَةُ} العُرْيَةِ، بالضَّمِّ والكسْرِ، و) حَسَنَةٌ ( {المُعَرَّى} والمُعَرَّاةِ: أَي) حَسَنَةُ (المُجَرَّدِ،) أَي حَسَنَةُ إِذا جُرِّدَتْ، وَفِي هَذَا المَعْنى قالَ بعضٌ:
حسن الغصونِ إِذا اكْتَسَتْ أَوْرَاقُها
وتَرَاهُ أَحْسَن مَا يكونُ مَجَرَّداوالجَمْعُ ا {لمَعارِي، وضُبِطَ فِي المُحْكم: المُعَرَّى والمُعَرَّاة، على صِيغَةِ اسْمِ المَفْعولِ، ومِثْلُه فِي الأساسِ. وجعلَ المُعَرَّى} والعُرْيَة كالمُجرَّدِ والجُرْدَةِ زِنَةً ومَعْنًى.
(و) يقالُ: مَا أَحْسَنَ! مَعارِيَ هَذِه المَرْأَة؛ قيلَ: (المَعارِي حيثُ يُرَى، كالوجهِ واليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ،) وقيلَ: هِيَ مَبادِي العِظام حيثُ تُرَى مِن اللَّحْمِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لأبي كبيرٍ الهُذَلي:
مُتَكَوِّرِينَ على المَعارِي بَيْنَهُم
ضَرْبٌ كتَعْطاطِ المَزاد الأَثْجَلِوقيلَ: مَعارِي المَرْأَةِ مَا لَا بُدَّ مِن إظْهارِهِ، واحِدُها مَعْرًى.
(و) المَعارِي: (المَواضِعُ) الَّتِي (لَا تُنْبِتُ.
(و) المَعارِي: (الفُرُشُ،) بضمَّتَيْن، جَمْعُ فِراشٍ، وَبِه فُسِّر قولُ الهُذَلي:
أَبِيتُ على مَعارِي واضِحَاتٍ
بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِباطِواخْتَارَها على {مَعارٍ للوَزْنِ.
وَفِي الصِّحاح: وَلَو قالَ مَعارٍ لم يَنْكَسِرِ البَيْت، وَلَكِن فَرَّ مِن الزحافِ.
(} والعُرْيانُ،) بالضَّمِّ: (الفَرَسُ المُقَلَّصُ الطَّويلُ) القَوائِمِ.
(و) {عُرْيانٌ: (اسْمُ) رجُلٍ.
(و) أَيْضاً (أُطُمٌ بالمدينَةِ) لبَني النجَّار من الخَزْرجِ.
(و) } العُرْيانُ (من الرَّمْلِ؛ نَقاً أَوْ عَقْدٌ لَا شَجَرَ عَلَيْهِ،) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
( {واعْرَوْرَى: سارَ فِي الأرضِ وحْدَهُ.
(و) } اعْرَوْرَى أَمْراً (قَبيحاً:) رَكِبَه و (أَتَاهُ،) وَلم يَجِىءْ افْعَوْعَلَ مُجاوِزاً غَيْره، واحْلَوْلَيْتُ المكانَ: اسْتَحْلَيْتَه.
(و) اعْرَوْرَى (فَرَساً: رَكِبَهُ {عُرْياناً،) هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ رَكِبَه} عُرْياً؛ كَمَا هُوَ نَصّ الجَوْهري وَابْن سِيدَه؛ وتقدَّم أنَّه لَا يقالُ: فَرَسٌ عُرْيَانٌ، كَمَا لَا يقالُ: رجُلٌ {عُرْيٌ، وَيُمكن أنْ يجعلَ عُرْياناً حَالاً من ضَمِيرِ الفاعِلِ وَهُوَ بَعِيدٌ.
وجَعَلَه المَوْلى سعْدُ الدِّين فِي شرْحِه على التَّصْرِيفِ واوِيًّا، وَوَجهه محشيه النَّاصِر اللَّقَّانِيّ بكوْنِه من العُرْوِ وَهُوَ الخِلوّ واسْتَبْعَدَه.
قُلْت: وَهُوَ كذلكَ صَرَّحُوا أَنَّه من العُرْيِ لَا مِن العُرْوِ.
(} والمُعَرَّى مِن الأَسْماءِ: مَا لم يَدْخُلْ عَلَيْهِ عامِلٌ كالمُبْتَدَا؛) كَذَا نَصّ المُحْكم.
وقالَ البَدْرُ القرافيِ: الأوْلى الابْتِداءُ لأنَّه العامِلُ الرَّفْع فِي المُبْتَدَأ.
قُلْتُ: وَهُوَ ساقِطٌ مِن أَصْلِهِ ومَنْشؤه عَدَم الفَهْم فِي عِبارَاتِ المُحقِّقِين.
(و) {المُعَرَّى: (شِعْرٌ سَلِمَ من التَّرْفِيلِ والإذالَةِ والإسْباغِ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه، ثمَّ ذَكَرَ هَذَا وَمَا قَبْله ليسَ مِنَ اللُّغَةِ فِي شيءٍ وإنَّما هُما من قواعِدِ النحْوِ والعَرُوضِ، وكأَنَّه تَبِعَ صاحِبَ المُحْكم فِيهِ، وأَحَبَّ أَن لَا يخلى بَحْرَه المُحيطَ ويُسْتَوْفِيه.
(} والعَراءُ،) كسَماءٍ: المَكانُ (الفَضاءُ لَا يُسْتَر فِيهِ بشيءٍ؛) وَفِي المُحْكم: لَا يُسْتَتَرُ فِيهِ شيءٌ.
وقالَ الراغبُ: لَا ستْرَةَ بِهِ؛ مِثْلُه فِي الصِّحاح.
وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {فنبذناه {بالعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ} ؛ (ج} أَعْراءٌ.) وقيلَ: {العَراءُ، بالمدِّ: هُوَ وَجْهُ الأرضِ الْخَالِي، أَو هِيَ الأَرضُ الواسِعَةُ.
(} وأَعْرَى) الرَّجُلُ: (سارَ فِيهِ.
(و) أَيْضاً: (أَقامَ) فِيهِ.
(و) {العَرا، (بالقَصْرِ: النَّاحِيَةُ.) يقالُ نزلَ فِي} عَراهُ، أَي ناحِيَتِهِ.
(و) أَيْضاً: (الجَنابُ.
(وَفِي الصِّحاح: الفناءُ والسَّاحةُ؛ ( {كالعَراةِ.
(قالَ الأزْهري: العَرا يُكْتَبُ بالألفِ، لأنَّ أُنْثاهُ عَرْوَةٌ؛ نزلَ} بعَراهُ وعَرْوَتِهِ: أَي بساحَتِه؛ (وَهِي،) أَي {العَراةُ، (شِدَّةُ البَرْدِ؛) نَقلَهُ الجوهريُّ؛) وأَصْلُه عَرْوةٌ.
(} وأَعْراهُ النَّخْلَةَ: وَهَبَهُ ثَمَرةَ عامِها.
( {والعَرِيَّةُ،) كغَنِيَّةٍ: (النَّخْلَةُ} المُعَرَّاةُ.
(و) قيل: هِيَ (الَّتِي أُكِلَ مَا عَلَيْهَا،) أَو الَّتِي لَا تُمْسِكُ حَمْلَها يَتَنَاثَرُ عَنْهَا.
(و) قيلَ: (مَا عُزِلَ مِن المُساوَمَةِ عِنَدَ بَيْعِ النَّخْلِ،) والجَمْعُ {العَرايا.
وَقَالَ الجوهريُّ:} العَرِيَّةُ النَّخْلَةُ! يُعْرِيها صاحِبُها رجلا مُحتاجاً، فيَجْعَل لَهُ ثَمَرَها عَاما فيَعْرُوها أَي يَأْتِيها، وَهِي فَعِيلَةٌ بمعْنَى مَفْعولةٍ، وإنَّما أُدْخِلَت فِيهَا الهاءُ لأنَّها أُفْردَت فصارَتْ فِي عِدادِ الأسماءِ مِثْل النَّطِيحةِ والأَكِيلةِ، وَلَو جِئْتَ بهَا مَعَ النَّخْلةِ قُلْت نَخْلةٌ عَرِيٌّ.
وَفِي الحديثِ: أَنَّه رَخَّصَ فِي العَرايَا بَعْدَ نَهْيِه عَن المُزَابَنَةِ، لأنَّه رُبَّما تَأَذَّى المُعَرّي بدُخُولِهِ عَلَيْهِ فيَحْتاجُ إِلَى أَن يَشْتَرِيَها مِنْهُ بثمنٍ فرُخّص لَهُ فِي ذلكَ؛ قالَ شاعرٌ مِن الأنْصارِ، هُوَ سُوَيْدُ بنُ الصامِتِ: وليسَتْ بسَنْهاءَ وَلَا رُجَّبِيَّة
وَلَكِن عَرايا فِي السِّنينَ الجَوائِحِيقولُ: إِنَّا {نُعْرِيها الناسَ المَحاوِيج، انتَهَى.
وَفِي النَّهايةِ: قد تكرَّرَ ذِكْرُ العَرِيَّةِ} والعَرايا فِي الحديثِ، واخْتُلِف فِي تَفْسِيرِها فَقيل: إنَّه لمَّا نَهَى عَن المُزَابَنَةِ، وَهُوَ بَيْعُ الثَّمَرةِ فِي رُؤُوسِ النَّخْلِ بالتَّمْرِ، رخَّصَ فِي جملةِ المُزابَنةِ فِي العَرايا، وَهُوَ أَن مَنْ لَا نَخْلَ لَهُ من ذَوي الحاجَةِ يُدْرِكُ الرُّطَبَ وَلَا نَقْدَ بيدِه يَشْترِي بِهِ الرُّطَب لعِيالِهِ، وَلَا نَخْلَ لَهُ يُطْعِمُهم مِنْهُ، وَقد فضلَ لَهُ من قُوتِه تَمْرٌ فيَجِيءُ إِلَى صاحِبِ النَّخْلِ فيقولُ لَهُ: بِعْني ثَمَرَ نَخْلةٍ أَو نَخْلَتَيْن بخِرْصِها من التَّمْرِ فيُعْطِيه ذلكَ الفَاضِل مِن التَّمْرِ بثَمَر تِلْكَ النَّخلات ليُصِيبَ مِن رُطَبها مَعَ الناسِ، فرَخَّص فِيهِ إِذا كانَ دُونَ خَمْسَة أَوْسُق ثمَّ قالَ: والعَرِيَّةُ فَعِيلَةٌ بمعْنَى مَفْعولةٍ مِن {عَراهُ يَعْروه إِذا قَصَدَه، أَو فَعِيلَةٌ بمعْنَى مَفْعولةٍ مِن} عَرِيَ {يَعْرَى إِذا خَلَعَ ثَوْبَهُ، كأَنَّها عَرِيَتْ من جملةِ التَّحْريمِ أَي خَرَجَتْ، انتَهَى.
(و) العَرِيَّةُ: (المِكْتَلُ.
(و) أَيْضاً: (الرِّيحُ البارِدَةُ،} كالعَرِيِّ،) بغيرِ هاءٍ، وَهَذَا قد تقدَّمَ، فالحَرْفُ واوِيٌّ ويائِيٌّ.
( {واسْتَعْرَى النَّاسُ) فِي كلِّ وجْهٍ؛ وَهُوَ مِن العَرِيَّة؛ أَي (أَكَلُوا الرُّطَبَ) ؛) نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيدَه.
(و) قوْلُهم: (نَحْنُ} نُعارِي) ، أَي (نَرْكَبُ الخَيْلَ {أَعْراءً) ، جَمْعُ} عَرِىٍّ. (والنَّذِيرُ العُريانُ: رجُلٌ من خَثْعَمَ) حَمَلَ عَلَيْهِ يَوْمِ ذِي الخَلَصَةِ عَوْفُ بنُ عامِرِ بنِ أَبي عَوْفٍ بنِ عُوَيفِ بنِ مالِكِ بنِ ذُبْيان بنِ ثَعْلَبَة بنِ يَشْكُر فقَطَعَ يَدَه ويَدَ امْرأَتِه، وكانتْ من بَني عُتْوارَةَ؛ قالَهُ ابنُ السِّكِّيت.
وجاءَ فِي الحديثِ: (إنَّما مَثَلي ومَثَلُكم كمَثَلِ رجُلٍ أَنْذَرَ قَوْمَه جَيْشاً فقالَ: أَنا النَّذِيرُ العُرْيان) ، لأنَّه أَبْيَنُ للعَيْن وأَغْرَب وأَشْنَع عنْدَ المُبْصِر، وذلكَ أنَّ رَبيئَةَ القوْمِ وعَيْنَهم يكونُ على مكانٍ عالٍ، فَإِذا رأَى العَدُوَّ قد أَقْبَل نَزَع ثَوْبَه وأَلاحَ بِهِ ليُنْذِرَ قَوْمَه ويَبْقى عُرْياناً؛ قالَهُ ابنُ الْأَثِير.
( {وعَرَيْتُه: غَشِيتُهُ، كَعَرَوْتُهُ) ؛) واوِيٌّ يائيٌّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
عَرِيَ الرَّجلُ} عُرْيَةً شَديدَةً وعُرْوَةً شَديدَةً.
{وعَرِيَ البَدَنُ مِن اللَّحْم.
وعارِي الثَّنْدُوَتَيْنِ: لم يكنْ عَلَيْهِمَا لَحْمٌ.
وفَرَسٌ} مُعْرَوْرٍ: لَا سَرْجَ عَلَيْهِ؛ لازِمٌ مُتَعدَ؛ ويقالُ: {مُعْرَوْرًى على صِيغَةِ المَفْعولِ أَيْضاً.
وقيلَ:} مَعارِي المَرْأَةِ: العَوْرةُ والفَرْجُ؛ وَبِه فُسِّر قَوْل كثيِّرٍ:
لَا تُجِنُّ {المَعَارِيا
واسْتَعارَ تأَبَّط شرًّا} الاعْرِيرَاءَ للمَهْلَكةِ. {وعَرَّاهُ مِن الأمْرِ: خَلَّصَهُ وجَرَّدَهُ،} فعَرِيَ، كرَضِيَ.
وَهُوَ مَا {يُعَرَّى مِن هَذَا الأمْرِ: أَي مَا يُخَلَّصُ؛ وَمِنْه لَا يُعَرَّى مِن الموْتِ أَحَدٌ.
} وأعْراءُ الأرضِ: مَا ظَهَرَ من مُتُونِها، الواحِدَةُ {عَرًى.
} والعَرَى: الحائِطُ.
ويقالُ لكلِّ شيءٍ أَهْمَلْتَه وخَلَّيْتَه، قد {عَرَّيْته.
} والمُعَرَّى: الَّذِي يُرْسَل سُدًى وَلَا يُحْمَل عَلَيْهِ.
ويقالُ للمَرْأَةِ عُرْيانُ النَّجِيِّ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
ولمَّا رَآنِي قد كَبِرْتُ وأَنَّه
أَخُو الجنِّ واسْتَغْنى عنِ المَسْح شارِبُهْ أَصاخَ {لعُرْيانِ النَّجِيِّ وأَنَّه
لأَزْوَرُ عَن بَعْضِ المَقالَةِ جانِبُهْأَي اسْتَمَعَ إِلَى امْرأَتِه وأَهانَنِي.
وَفِي كَلامِ الأساسِ مَا يَقْتَضِي أنَّه يُطْلَق على كلِّ مَنْ لَا يَكْتُم السّرَّ.
} واعْرَوْرَى السَّرابُ الإكامَ: رَكِبَها.
وطَرِيقٌ {أَعرَوْرَوِيٌّ: غَلِيظٌ.
} والعُرْيانُ من النَّبْتِ: الَّذِي قد اسْتَبانَ لَكَ.
! وأَعْرَى: أَقامَ بالناحِيَةِ. {وأَعْرَيْت} واسْتَعْرَيْت {واعْتَرَيْت: أَي اجْتَنَيْت؛ نَقَلَهُ الصَّاغاني.

سَرَقَ

(سَرَقَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قَالَ لَهَا: رأيتُكِ يحْمِلُك المَلَك فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرير» أَيْ فِي قِطْعة مِنْ جَيِّد الْحَرِيرِ، وَجَمْعُهَا سَرَقٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «رأيتُ كأنَّ بِيَدِي سَرَقَةً مِنْ حَرِيرٍ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «إِذَا بِعْتم السَّرَق فَلَا تشْتَرُوه» أَيْ إِذَا بِعْتُموه نَسِيئَةً فَلَا تَشْتَرُوه، وَإِنَّمَا خَصَّ السَّرَقَ بالذِّكر لِأَنَّهُ بَلغه عَنْ تُجَّارٍ أَنَّهُمْ يَبِيعُونَهُ نَسيئةً ثُمَّ يشتُرونه بدُون الثَّمن، وَهَذَا الْحُكْمُ مُطَّردٌ فِي كُلِّ المَبِيعَات، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى العِينَة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أنَّ سَائِلًا سَأَلَهُ عَنْ سَرَقِ الْحَرِيرِ. فَقَالَ: هلاَّ قُلْتَ شُقَق الْحَرِيرِ» قَالَ أَبُو عُبِيدٍ: هِيَ الشُّقَق إلاَّ أَنَّهَا البيضُ مِنْهَا خاصَّة، وَهِيَ فارِسية، أَصْلُهَا سَرَه، وَهُوَ الجَيِّد.
وَفِي حَدِيثِ عَدِىّ «مَا تَخاف عَلَى مَطِيَّتها السَّرَقُ» السَّرَقُ بِالتَّحْرِيكِ بِمَعْنَى السَّرِقَة، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مصدَر. يُقَالُ سَرَقَ يَسْرِقُ سَرَقاً.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «تَسْتَرِق الجنُّ السمعَ» هُوَ تَفْتَعِل، مِنَ السَّرِقَة، أَيْ أَنَّهَا تسْتمعُه مُخْتَفِيةً كَمَا يَفْعَلُ السَّارِق. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ فِعْلاً ومَصْدراً.
سَرَقَ منه الشيءَ يَسْرِقُ سَرَقاً، مُحرَّكةً، وككتِفٍ، وسَرَقَةً، مُحرَّكةً، وكفَرِحَةٍ، وسَرْقاً، بالفتحِ،
واسْتَرَقَهُ: جاءَ مُسْتتِراً إلى حِرْزٍ، فأَخَذَ مالاً لِغَيْرِهِ، والاسْمُ:
السَّرْقَةُ، بالفتحِ، وكفَرِحَةٍ وكَتِفٍ.
وسَرِقَ، كفَرِحَ: خَفِيَ.
والسَّرَقُ، مُحرَّكةً: شُقَقُ الحَريرِ الأبْيَضِ، أو الحَريرُ عامَّةً، الواحدَةُ: بهاءٍ.
وسَرِقَتْ مَفاصِلُهُ، كفَرِحَ: ضَعُفَتْ،
كانْسَرَقَتْ،
وـ الشيءُ: خَفِيَ.
وسَرَقَةُ، مُحرَّكةً: أقْصى ماءٍ بالعالِيَةِ. ومَسْروقُ بنُ الأجْدَعِ: تابِعِيٌّ، وابنُ المَرْزُبانِ: مُحدِّثٌ.
وكسُكَّرٍ: ع بسِنْجارَ، وكُورَةٌ بالأهْوازِ، وابنُ أسَدٍ الجُهَنِيُّ: صَحابِيٌّ، وكان اسْمُه الحُبابَ، فابْتاعَ من بَدَويٍّ راحِلَتَيْنِ، ثم أجْلَسَه على بابِ دارٍ ليَخْرُجَ إليه بِثَمَنِهما، فَخَرَجَ من البابِ الآخَرِ، وهَرَبَ بهما، فأُخْبِرَ به النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، فقالَ: "التَمِسُوهُ"، فلما أُتيَ به، قال له: "أنتَ سُرَّقٌ"، وكانَ يقولُ: لا أُحِبُّ أن أُدْعَى بغيرِ ما سَمَّانِي به رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم. وأحمدُ بنُ سُرَّقٍ المَرْوَزيُّ: أخْباريٌّ.
والسَّوارِقيَّةُ: ة بينَ الحَرَمَيْنِ.
والسِرْقينُ، (وقد يُفْتَحُ) مُعَرَّبُ: سِرْكين.
والسَّوارِقُ: الجَوامِعُ، جَمْعُ سارِقَةٍ، والزوائِدُ في فَرَاشِ الــقُفْلِ.
وساروقُ: ة بالرومِ. وسُراقَةُ، كثُمامَةٍ، ابنُ كعْبٍ، وابنُ عَمْرٍو، وابنُ الحَارِثِ، وابنُ مالِكٍ المُدْلِجِيُّ، وابنُ أبي الحُبابِ، وابنُ عَمْرٍو (ذو النونِ) : صَحابيُّونَ. وقولُ الجَوهرِيِّ: ابنُ جُعْشُمٍ، وهَمٌ، (وإنما هو جَدُّهُ) . وسَمَّوا: سارِقاً وسَرَّاقاً.
والتَّسْريقُ: النِسْبَةُ إلى السَّرِقَةِ.
والمُسْتَرِقُ: الناقِصُ الضَّعيفُ الخَلْقِ، والمُسْتَمِعُ مُخْتَفِياً.
ومُسْتَرِقُ العُنُقِ: قَصيرُها.
وهو يُسارِقُ النَّظَرَ إليه، أي: يَطْلُبُ غَفْلَةً لِيَنْظُرَ إليه.
وانْسَرَقَ: فَتَرَ وضَعُفَ،
وـ عنهم: خَنَسَ لِيَذْهَبَ.
وتَسَرَّقَ: سَرَقَ شيئاً فشيئاً.
والإِسْتَبْرَقُ: للغَليظِ من الديباجِ في: ب ر ق.

رَشَدَ

رَشَدَ، كنَصَرَ وفَرِحَ، رُشْداً ورَشَداً ورَشاداً: اهْتَدى، كاسْتَرْشَدَ.
واسْتَرْشَدَ: طَلَبَهُ.
والرَّشَدى، كجَمَزى: اسْمٌ منه. وأرشَدَهُ الله.
والرُّشْدُ: الاسْتِقامَةُ على طَريق الحَقِّ مع تَصَلُّبٍ فيه.
والرَّشيدُ في صِفاتِ الله تعالى: الهادِي إلى سَواء الصِّراطِ، والذي حَسُنَ تَقْديرُهُ فيما قَدَّرَ.
ورَشيدٌ: ة قُرْبَ الإِسْكَنْدَرِيَّة، واسْمٌ.
والرَّشيدِيَّةُ: طَعامٌ م، فارِسِيَّتُهُ: رِشْتَه.
والمَراشِدُ: مَقاصِدُ الطُّرُقِ.
ووُلِد لِرَشْدَةٍ، ويُكْسَرُ: ضِدُّ لِزَنْيَةٍ.
وأُمُّ راشِدٍ: الفأرَةُ. وسَمَّوْا: راشِداً ورُشْداً، كــقُفْلٍ وأميرٍ وزُبَيْرٍ وجَبَلٍ وسَحْبانَ وسَحابٍ ومَسْكَنٍ ومُظْهِرٍ.
والرَّشادَةُ: الصَّخْرَةُ، والحَجَرُ الذي يَمْلأ الكَفَّ، ج: رَشادٌ.
وحَبُّ الرَّشادِ. الحُرْفُ، سَمَّوْهُ به تَفاؤُلاً، لأنَّ الحُرْفَ مَعْناهُ: الحِرْمانُ.
والرَّاشِديَّةُ: ة ببَغْدادَ. وبَنُو رَشْدانَ، ويكسرُ: بطْنٌ كانوا يُسَمَّوْنَ: بَنِي غَيَّانَ، فَغَيَّرَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وفتحُ الراءِ لِتُحاكِي غَيَّانَ.
(رَشَدَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الرَّشِيدُ» هُوَ الَّذِي أَرْشَدَ الخَلْق إِلَى مَصالحِهم: أَيْ هَدَاهُمْ ودَلَّهم عَلَيْهَا، فَعِيل بِمَعْنَى مُفْعِل. وَقِيلَ هُوَ الَّذِي تَنْساق تَدْبيراتُه إِلَى غَايَاتِهَا عَلَى سَنَن السَّداد، مِنْ غَيْرِ إشارةِ مُشِير وَلَا تَسْديد مُسَدِّد.
وَفِيهِ «عَلَيْكُمْ بسُنَّتي وسُنَّة الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي» الرَّاشِدُ: اسْمُ فاعلٍ، مِنْ رَشَدَ يَرْشُدُ رُشْداً، ورَشِدَ يَرْشَدُ رَشَداً، وأَرْشَدْتُهُ أَنَا. والرُّشْدُ: خلافُ الغَيِّ. وَيُرِيدُ بِالرَّاشِدِينَ أَبَا بَكْرٍ وعُمر وَعُثْمَانَ وعَليّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ عَامًّا فِي كُلّ مَنْ سَارَ سيرَتَهم مِنَ الْأَئِمَّةِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وإِرْشَادُ الضَّالِّ» أَيْ هِدَايَتُهِ الطريقَ وتَعْريفه. وقد تكرر في الحديث.
(س) وفيه «من ادَّعَى ولَداً لِغَيْرِ رِشْدَةٍ فَلَا يَرث وَلَا يُورَث» يُقَالُ هَذَا ولَد رِشْدَةٍ إِذَا كَانَ لِنِكاح صَحِيحٍ، كَمَا يُقَالُ فِي ضِده: ولَدُ زِنْية، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي فَصْل بَغي:
كَلَامُ الْعَرَبِ الْمَعْرُوفُ: فُلَانٌ ابْنُ زَنْيَةٍ وَابْنُ رَشْدَةٍ، وَقَدْ قِيلَ زِنْيَةٍ ورِشْدَةٌ، وَالْفَتْحُ أفصحُ اللُّغتين.

حَلَلَ

(حَلَلَ)
- فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحِلِّه وحِرْمِه» .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «لِإِحْلَالِه حِينَ حَلَّ» يُقَالُ حَلَّ المحْرم يَحِلُّ حَلَالًا وحِلًّا، وأَحَلَّ يُحِلُّ إِحْلَالًا: إذَا حَلَّ لَهُ مَا يَحْرم عَلَيْهِ مِنْ مَحْظورات الْحَجِّ. ورجُل حِلٌّ مِنَ الإحْرام: أَيْ حَلَال. والحَلال:
ضِدّ الْحَرَامِ. ورجُلٌ حَلَال: أَيْ غَيْرُ مُحْرم وَلَا مُتَلَبِّس بأَسباب الْحَجِّ، وأَحَلَّ الرَّجل إِذَا خَرَجَ إِلَى الحِلِّ عَنِ الْحَرَمِ. وأَحَلَّ إِذَا دَخَلَ فِي شُهُور الحِلِّ. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيّ «أَحِلَّ بمَن أَحَلَّ بِكَ» أَيْ مَن تَرك إحرامَه وأَحَلَّ بِكَ فقاتَلك فَأْحِلل أَنْتَ أَيْضًا بِهِ وقَاتلْه وَإِنْ كُنْت مُحْرِما. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِذَا أَحَلَّ رَجُلٌ مَا حَرَّم اللَّهُ عَلَيْهِ منْك فادْفَعْه أَنْتَ عَنْ نفْسك بِمَا قدرْت عَلَيْهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «مَنْ حَلَّ بِكَ فاحْلِل بِهِ» أَيْ مَنْ صَارَ بِسَبَبك حَلَالًا فَصرْ أَنْتَ بِهِ أَيْضًا حَلَالًا. هَكَذَا ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ وَغَيْرُهُ. وَالَّذِي جَاءَ فِي كِتَابِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنِ النَّخعي فِي المُحْرِم يَعْدُو عَلَيْهِ السبُع أَوِ اللّصُّ «أَحِلَّ بِمَنْ أَحَلَّ بِكَ» قَالَ: وَقَدْ رَوى عَنِ الشَّعْبِيّ مِثْلَهُ وشرَح مثْل ذَلِكَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ دُرَيد بْنِ الصِّمّة «قَالَ لمالِك بْنِ عَوْفٍ: أَنْتَ مُحِلٌّ بِقَوْمِكَ» أَيْ إِنَّكَ قَدْ أبَحْت حَرِيمهم وعرَّضْتَهم لِلْهَلَاكٍ، شبَّههم بالمُحْرم إِذَا أَحَلَّ، كَأَنَّهُمْ كَانُوا مَمْنُوعِينَ بالمُقَام فِي بُيُوتِهِمْ فَحَلُّوا بِالْخُرُوجِ مِنْهَا.
وَفِي حَدِيثِ العُمْرة «حَلَّت العمرة لمن اعتمر» أى صارة لَكُمْ حَلَالًا جَائِزَةً. وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَعْتَمرون فِي الْأَشْهُرِ الحُرُم، فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِمْ: إِذَا دَخل صَفَر حَلت العُمْرة لِمَنِ اعْتَمر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ وَزَمْزَمَ «لَسْت أُحِلُّها لمُغْتَسِل، وَهِيَ لِشَارب حٌّل وبِلٌّ» الحِلُّ بِالْكَسْرِ الحَلَال ضِدّ الْحَرَامِ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَإِنَّمَا أُحِلَّت لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ» يَعْنِي مَكة يَوْمَ الْفَتْحِ حَيْثُ دخَلها عَنْوَةً غيرَ مُحْرِم.
وَفِيهِ «إِنَّ الصَّلَاةَ تَحْرِيمها التَّكْبِيرُ وتَحْلِيلُها التَّسْليم» أَيْ صَارَ المُصَلي بالتسْليم يَحِلُّ لَهُ مَا حَرُم عَلَيْهِ فِيهَا بِالتَّكْبِيرِ مِنَ الْكَلَامِ وَالْأَفْعَالِ الْخَارِجَةِ عَنْ كَلَامِ الصَّلَاةِ وأفْعالها، كَمَا يَحِلُّ للمُحْرِم بِالْحَجِّ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنْهُ مَا كَانَ حَرَامًا عَلَيْهِ.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَمُوتُ لِمُؤْمِنٍ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ فَتَمسُّه النَّارُ إِلَّا تَحِلَّة القَسَم» قِيلَ أَرَادَ بِالْقَسَمِ قَوْلَهُ تَعَالَى وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها تَقُولُ العَرَب: ضَرَبه تَحْلِيلا وَضَرَبَهُ تَعْذيرا إِذَا لَمْ يُبالغ فِي ضَرْبه، وَهَذَا مَثَل فِي القَليل المُفْرِط فِي القِلة، وَهُوَ أَنْ يُبَاشر مِنَ الْفِعْلِ الَّذِي يُقْسِم عَلَيْهِ الْمِقْدَارَ الَّذِي يُبِرُّ بِهِ قَسَمه، مِثْلَ أَنْ يَحْلِف عَلَى النُّزول بِمَكَانٍ، فَلَوْ وَقَع بِهِ وقْعة خَفيفة أجْزأتْه، فتِلك تَحِلَّة قَسَمه. فَالْمَعْنَى لَا تَمَسُّه النَّارُ إلاَّ مَسَّة يَسِيرَةً مِثْلَ تَحِلَّة قَسَم الْحَالِفِ، وَيُرِيدُ بتَحِلَّتِه الوُرُودَ عَلَى النَّارِ والاجْتياز بِهَا. وَالتَّاءُ فِي التَّحِلَّة زَائِدَةٌ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَنْ حَرَس لَيْلَةً مِنْ وَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ مُتَطوّعاً لَمْ يَأْخُذْهُ الشَّيْطَانُ وَلَمْ يرَ النَار تَمَسُّه إلاَّ تَحِلَّةَ القَسَم، قَالَ الله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
تَخْدِي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لاهِيَةٌ  ... ذَوَابلٌ وَقْعُهُنّ الأرضَ تَحْلِيل
أي قليل، كما يَحْلف الإنسان على الشي أَنْ يَفْعَلَهُ فَيَفْعَلُ مِنْهُ الْيَسِيرَ يُحَلّل بِهِ يَمينَه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «أَنَّهَا قَالَتْ لِامْرَأَةٍ مَرَّت بِهَا: مَا أطْولَ ذَيْلَها؟ فَقَالَ: اغْتَبْتيها، قُومِي إِلَيْهَا فَتَحَلَّلِيها» يُقَالُ تَحَلَّلْتُه واسْتَحْلَلْتُه: إِذَا سَأَلْتَهُ أَنْ يَجْعَلَكَ فِي حِلٍّ مِنْ قِبَله.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مَظْلِمة مِنْ أخِيه فَلْيَسْتَحِلَّه» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «أَنَّهُ قَالَ لامْرَأة حَلَفت أَنْ لَا تُعْتِق مَولاة لَهَا، فَقَالَ لَهَا: حِلَّا أُمَّ فُلان، واشْتراها وأعْتقها» أَيْ تَحَلَّلِي مِنْ يَمِينِكِ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى المصْدر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مَعْدي كَرِبَ «قَالَ لِعُمَرَ: حِلَّا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا تَقُولُ» أَيْ تَحَلَّلْ مِنْ قَوْلِكَ.
وَفِي حَدِيثِ أَبَى قَتَادَةَ «ثُمَّ تَرَكَ فتَحَلَّلَ» أَيْ لَمَّا انْحَلّتْ قُوَاه تَرَكَ ضَمَّه إِلَيْهِ، وَهُوَ تَفَعَّل، مِنَ الحَلِّ نَقِيضُ الشَّد.
وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ «قِيلَ لَهُ: حَدّثْنا بِبَعْضِ مَا سمعْته مِنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ وأَتَحَلَّلُ» أَيْ أسْتَثْنى.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ سُئل: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: الحَالّ المُرْتَحِل، قِيلَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ:
الخَاتِمُ المفتتِح، وَهُوَ الَّذِي يَخْتِم الْقُرْآنَ بِتِلَاوَتِهِ، ثُمَّ يفتَتِح التِّلاَوة مِنْ أَوَّلِهِ، شَبَّهَهُ بِالْمُسَافِرِ يَبْلُغُ المنْزِل فيَحُلُّ فِيهِ، ثُمَّ يفْتتح سَيْره: أَيْ يَبْتَدِؤُه. وَكَذَلِكَ قُرَّاء أَهْلِ مَكَّةَ إِذَا خَتَموا القرآن بالتّلاوة ابتدأوا وقرأوا الْفَاتِحَةَ وخَمْس آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ إلى «وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» ، ثُمَّ يَقْطَعون الْقِرَاءَةَ، ويُسَمُّون فَاعِلَ ذَلِكَ: الحَالّ المُرْتَحل، أَيْ خَتم الْقُرْآنَ وابْتَدأ بِأَوَّلِهِ وَلَمْ يَفْصِل بَيْنَهُمَا بِزَمَانٍ. وَقِيلَ: أَرَادَ بالحَالّ المرتَحل الْغَازِي الَّذِي لَا يَــقْفُل عَنْ غزْو إلاَّ عَقَبه بآخَر.
وَفِيهِ «أَحِلُّوا اللهَ يغْفِرْ لَكم» أَيْ أسْلِموا، هَكَذَا فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ:
مَعْنَاهُ الْخُرُوجُ مِنْ حَظْرِ الشّرْك إِلَى حِلِّ الْإِسْلَامِ وسَعته، مِنْ قَوْلِهِمْ أَحَلَّ الرجُل إِذَا خَرَجَ مِنَ الحَرم إِلَى الحِلّ. وَيُرْوَى بِالْجِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَهَذَا الْحَدِيثُ هُوَ عِنْدَ الْأَكْثَرِينَ مِنْ كَلَامِ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهُ حَدِيثًا.
(هـ) وَفِيهِ «لَعَن اللَّهُ المُحَلِّلَ والمُحَلَّلَ لَهُ» وَفِي رِوَايَةٍ «المُحِلَّ والمُحَلَّ لَهُ» .
وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ «لَا اُوتَى بحَالٍّ وَلَا مُحَلَّلٍ إِلَّا رَجَمْتُهُمَا» جَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ هَذَا الْأَخِيرَ حَدِيثًا لاَ أثَرا. وَفِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: حَلَّلْتُ، وأَحْلَلْتُ، وحَلَلْتُ؛ فَعَلَى الأُولى جَاءَ الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ، يُقَالُ حَلَّلَ فَهُوَ مُحَلِّلٌ ومُحَلَّلٌ لَهُ، وَعَلَى الثَّانِيَةِ جَاءَ الثَّانِي، تَقُولُ أَحَلَّ فَهُوَ مُحِلٌّ ومُحَلٌّ لَهُ، وَعَلَى الثَّالِثَةِ جَاءَ الثَّالِثُ، تَقُولُ حَلَلْتُ فَأَنَا حَالٌّ، وَهُوَ مَحْلُول لَهُ. وَقِيلَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ لَا أُوتَى بحَالٍّ: أَيْ بِذِي إِحْلال، مِثْلَ قَوْلِهِمْ رِيحٌ لَاقِحٌ: أَيْ ذاتُ إِلْقَاحٍ. وَالْمَعْنَى فِي الْجَمِيعِ: هُوَ أَنْ يُطَلِّق الرَّجُلَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا فَيَتَزَوَّجُهَا رَجُلٌ آخرُ عَلَى شَرِيطَةِ أَنْ يُطَلّقَها بَعْدَ وَطْئها لتَحلَّ لِزَوْجِهَا الْأَوَّلِ. وَقِيلَ سُمِّيَ مُحَلِّلا بقَصده إِلَى التَّحْلِيل، كَمَا يُسَمَّى مُشْترياً إِذَا قَصَدَ الشِّرَاءَ وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ «فِي الرَّجُلِ تَكُونُ تَحْتَهُ الأَمةُ فيُطَلِّقُها طلْقَتين، ثُمَّ يَشْتَرِيهَا، قَالَ:
لَا تَحِلُّ لَهُ إِلَّا مِنْ حَيْثُ حُرمت عَلَيْهِ» أَيْ أَنَّهَا لَا تَحِلُّ لَهُ وَإِنِ اشْتَرَاهَا حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ. يَعْنِي أَنَّهَا كَمَا حَرُمت عَلَيْهِ بالتَّطْلِيقتين فَلَا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى يُطَلِّقها الزَّوْجُ الثَّانِي تطْلِيقتين فتَحِلُّ لَهُ بِهِمَا كَمَا حَرُمت عَلَيْهِ بِهِمَا.
وَفِيهِ «أَنْ تُزاني حَلِيلَةَ جَارِكَ» حَلِيلَةُ الرَّجُلِ: امْرَأَتُهُ، وَالرَّجُلُ حَلِيلُها؛ لِأَنَّهَا تَحِلُّ مَعَهُ ويَحُلّ مَعَهَا. وَقِيلَ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَحِلّ لِلْآخَرِ. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ نُزُولِهِ «أَنَّهُ يَزِيدُ فِي الحَلَال» قِيلَ أَرَادَ أَنَّهُ إِذَا نَزل تَزَوَّجَ فَزَادَ فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ: أَيِ ازْدَادَ مِنْهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَنكِح إِلَى أَنْ رُفع.
وَفِي حَدِيثِهِ أَيْضًا «فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِد رِيح نَفَسه إِلَّا مَاتَ» أَيْ هُوَ حقٌّ واجبٌ وَاقِعٌ، لِقَوْلِهِ تعالى وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَيْ حقٌّ واجبٌ عَلَيْهَا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي» وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى غَشِيَتْه ونَزَلت بِهِ.
فأَما قَوْلُهُ «لَا يَحُلُّ المُمْرِض عَلَى المُصِحِّ» فَبِضَمِّ الْحَاءِ، مِنَ الحُلُول: النزولِ. وَكَذَلِكَ فَلْيَحْلُل بِضَمِّ اللَّامِ.
وَفِي حَدِيثِ الهَدْي «لَا يُنْحر حَتَّى يَبْلغ مَحِلّه» أَيِ الْمَوْضِعَ وَالْوَقْتَ الَّذِي يَحِلّ فِيهِمَا نَحْرُه، وَهُوَ يَوْمُ النحْر بمِنًى، وَهُوَ بِكَسْرِ الْحَاءِ يَقَعُ عَلَى الْمَوْضِعِ وَالزَّمَانِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «قَالَ لَهَا: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَا، إلاَّ شَيْءٌ بَعَثَت بِهِ إِلَيْنَا نُسَيْبةُ مِنَ الشَّاةِ الَّتِي بَعَثْت إِلَيْهَا مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ: هاتِ فَقَدْ بَلَغَت مَحِلَّها» أَيْ وصَلَت إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي تَحِلّ فِيهِ، وقُضِيَ الواجبُ فِيهَا مِنَ التّصدُّق بِهَا، فَصَارَتْ مِلْكا لِمَنْ تُصَدِّق بِهَا عَلَيْهِ، يصِحُّ لَهُ التَّصرف فِيهَا، وَيَصِحُّ قَبُولُ مَا أهْدَى منها وأكْلُه، وإنما قال ذلك لأنه كان يَحْرُم عَلَيْهِ أكلُ الصَّدَقَةِ.
(هـ س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَرِه التّبَرُّج بالزِينة لِغَيْرِ مَحلّها» يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْحَاءُ مَكْسُورَةً مِنَ الحِلَّ، وَمَفْتُوحَةً مِنَ الحُلُول، أَوْ أَرَادَ بِهِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي قَوْلِهِ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ الْآيَةَ. والتَّبَرُّج: إِظْهَارُ الزِّينَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «خيرُ الْكَفَنِ الحُلَّة» الحُلَّة: وَاحِدَةُ الحُلَلِ، وَهِيَ بُرُودُ الْيَمَنِ، وَلَا تُسَمَّى حُلَّة إِلَّا أَنْ تَكُونَ ثوبَين مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي اليَسَر «لَوْ أَنَّكَ أخَذْت بُرْدَةَ غُلَامِكَ وَأَعْطَيْتَهُ معافريَّك، أَوْ أَخَذْتَ معافريَّه وَأَعْطَيْتَهُ بُرْدتك فَكَانَتْ عليك حُلَّة وعليه حُلَّة» . (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا عَلَيْهِ حُلَّة قَدِ ائْتَزَرَ بِأَحَدِهِمَا وَارْتَدَى بِالْأُخْرَى» أَيْ ثَوْبَيْنِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّهُ بَعَثَ ابْنَتَهُ أمَّ كُلْثُومٍ إِلَى عُمَرَ لَمَّا خَطَبَها، فَقَالَ لَهَا قُولِي لَهُ إِنَّ أَبِي يَقُولُ لَكِ: هَلْ رَضِيت الحُلَّة؟» كَنَّى عَنْهَا بالحُلَّة لِأَنَّ الحُلَّة مِنَ اللِّبَاسِ، ويُكَنَّى بِهِ عَنِ النِّسَاءِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ بَعَث رَجُلًا عَلَى الصَّدَقَةِ، فَجَاءَ بفَصيل مَخْلُولٍ أَوْ مَحْلُول بِالشَّكِّ» الْمَحْلُولُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ: الْهَزِيلُ الَّذِي حُلّ اللَّحْمُ عَنْ أَوْصَالِهِ فعرى منه. والمخلول يجئ فِي بَابِهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
لاهمّ إِنَّ الْمَرْءَ يَمْ ... نَعُ رَحْله فامْنع حِلَالَكَ
الحِلَال بِالْكَسْرِ: الْقَوْمُ الْمُقِيمُونَ المُتَجاوِرُون، يُرِيدُ بِهِمْ سُكان الْحَرَمِ.
وَفِيهِ «أَنَّهُمْ وَجَدوا نَاسًا أَحِلَّة» كَأَنَّهُمْ جَمْعُ حِلَال، كَعِمَادٍ وَأَعْمِدَةٍ، وَإِنَّمَا هُوَ جَمْعُ فَعَّالٍ بِالْفَتْحِ، كَذَا قَالَهُ بَعْضُهُمْ. وَلَيْسَ أفعلة فِي جَمْعِ فِعَالٍ بِالْكَسْرِ أَوْلَى مِنْهَا فِي جَمْعِ فَعَّالٍ بِالْفَتْحِ كفَدّان وأفْدنة.
وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النّخْل ذَا خُصَلٍ ... بغارِبٍ لَمْ تخوِّنه الأَحَالِيل
الأَحَالِيل: جَمْعُ إِحْلِيل، وَهُوَ مَخرج اللَّبَنِ مِنَ الضَّرْع، وتُخَوِّنه: تَنقُصه، يَعْنِي أَنَّهُ قَدْ نَشفَ لبَنُها، فَهِيَ سَمِينَةٌ لَمْ تَضْعف بِخُرُوجِ اللَّبَنِ مِنْهَا. والإِحْلِيل يَقَعُ عَلَى ذَكَرِ الرَّجُلِ وَفَرْجِ الْمَرْأَةِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَحْمَدُ إِلَيْكُمْ غَسْل الإِحْلِيل» أَيْ غَسْلُ الذَّكَرِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «إنَّ حَلْ لَتُوطي الناسَ وتُؤذي وتَشْغَل عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى» حَلْ:
زَجْر لِلنَّاقَةِ إِذَا حَثَثْتَها عَلَى السَّير: أَيْ أنَّ زَجْرك إيَّاها عِنْدَ الْإِفَاضَةِ عَنْ عَرَفَاتٍ يُؤدِّي إِلَى ذَلِكَ مِنَ الْإِيذَاءِ والشَغْل عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى، فسِرْ عَلَى هِينَتك.

ثَغَرَ

(ثَغَرَ)
(هـ) فِيهِ «فَلَمَّا مرَّ الْأَجَلُ قفَل أَهْلُ ذَلِكَ الثَّغْر» الثَّغْر: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَكُونُ حَدّا فَاصِلًا بَيْنَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ وَالْكُفَّارِ، وَهُوَ مَوْضِعُ الْمَخَافَةِ مِنْ أَطْرَافِ الْبِلَادِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ فتْح قيْساريَّة «وَقَدْ ثَغَرُوا مِنْهَا ثَغْرَة وَاحِدَةً» الثَّغْرَة: الثُّلمة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «تسْتَبق إِلَى ثُغْرَة ثنيَّه» .
وَحَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ والنَّسَّابة «أمْكَنْت مِنْ سَواء الثُغْرَة» أَيْ وسَط الثُّغْرَةِ. وَهِيَ نُقْرة النَّحْر فَوْق الصَّدْرِ.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «بَادِرُوا ثُغَر الْمَسْجِدِ» أَيْ طَرَائِقَهُ. وَقِيلَ: ثُغْرَة الْمَسْجِدِ أَعْلَاهُ.
(هـ) وَفِيهِ «كَانُوا يُحبُّون أَنْ يُعَلّموا الصَّبي الصَّلَاةَ إِذَا اثَّغَرَ» الاثِّغَار: سُقُوطُ سِنِّ الصَّبي ونَباتُها، وَالْمُرَادُ بِهِ هَاهُنَا السُّقُوطُ. يُقَالُ إِذَا سَقَطت روَاضع الصَّبي قِيل: ثُغِرَ فَهُوَ مَثْغُور، فَإِذَا نَبتَت بَعْدَ السُّقُوطِ قِيلَ: اثَّغَرَ، واتَّغَرَ بِالثَّاءِ وَالتَّاءِ تَقْدِيرُهُ اثْتَغَرَ، وَهُوَ افْتَعَلَ، مِنَ الثَّغَر وَهُوَ مَا تقدَّم مِنَ الْأَسْنَانِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يقْلب تَاء الافْتعال ثَاءً ويُدْغِم فِيهَا الثَّاء الْأَصْلِيَّةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْلب الثَّاءَ الْأَصْلِيَّةَ تَاء وَيُدْغِمُهَا فِي تَاءِ الافْتِعال.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَيْسَ فِي سِنِّ الصَّبي شَيْءٌ إِذَا لَمْ يَثَّغِر» يُرِيدُ النَّبَات بَعْدَ السُّقُوطِ. وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أفْتِنَا فِي دَابَّةٍ تَرْعى الشَّجر فِي كَرِشٍ لَمْ تَثَّغِر» أَيْ لَمْ تَسْقط أسنانُها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الضَّحَّاكِ «أَنَّهُ وُلد وَهُوَ مُثَّغِر» وَالْمُرَادُ بِهِ هَاهُنَا النَّبات.

سبي

سبي


سَبَى(n. ac. سَبْيسِبَآء [] )
a. Made prisoner, captive; captivated.
b. Imported (wine).
إِسْتَبَيَa. see I (a)
سَبْيa. Captivity.
b. ( pl.

سُبِيّ [] )
a. Captive.
c. Skin, slough ( of a serpent ).
d. see 4
سَبًىa. Drift-wood.

سَبَآء []
a. see 4
سَبِيّ [] (pl.
سَبَايَا)
a. Captive.
b. see 1 (c)
سَبِيَّة []
a. Female captive.
b. Imported wine.
c. Pearl.
س ب ي : سَبَيْتُ الْعَدُوَّ سَبْيًا مِنْ بَابِ رَمَى وَالِاسْمُ السِّبَاءُ وِزَانُ كِتَابٍ وَالْقَصْرُ لُغَةٌ وَأَسْبَيْتُهُ مِثْلُهُ فَالْغُلَامُ سَبِيٌّ وَمَسْبِيٌّ وَالْجَارِيَةُ سَبِيَّةٌ وَمَسْبِيَّةٌ وَجَمْعُهَا سَبَايَا مِثْلُ: عَطِيَّةٍ وَعَطَايَا وَقَوْمٌ سَبْيٌ وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ لَا يُقَالُ لِلْقَوْمِ إلَّا كَذَلِكَ وَيُقَالُ فِي الْخَمْرِ خَاصَّةً سَبَأْتُهَا بِالْهَمْزِ إذَا جَلَبْتَهَا مِنْ أَرْضٍ إلَى أَرْضٍ فَهِيَ سَبِيئَةٌ وَسَبَأٌ اسْمُ بَلَدٍ بِالْيَمَنِ يُذَكَّرُ فَيُصْرَفُ وَيُؤَنَّثُ فَيُمْنَعُ سُمِّيَتْ بِاسْمِ بَانِيهَا. 
[سبي] فيه: ذكر "السبي" وهو النهب وأخذ الناس عبيدًا وإماء، و"السبية" المرأة المنهوبة وجمعها السبايا. وفيه تسعة أعشار الرزق في التجارة والجزء الباقي في "السابياء" أي النتاج في المواشي وكثرتها، لفلان سابياء أي مواش كثيرة، وجمعه السوابي وهي لغة جلدة يخرخ فيها الولد، وقيل: هي المشيمة. ومنه ح عمر: اتخذ من هذا الحرث "السابياء" قبل أن يليك غلمة من قريش لا تعد العطاء معهم مالًا، يريد الزراعة والنتاج. ج: من تعلم صرف الكلام "يستبى" قلوب الناس لم يقبل منه صرف ولا عدل، هو يفتعل من السبي كأنه ينهب به قلوبهم، وصرف الكلام التكلف فيه بزيادة على الحاجة يدخل عليه لسببه من الرياء والكذب. وفيه: فاصطفي على "سبية" هي الأمة التي سبيت، والاصطفاء الاختيار، وأراد به ما يأخذه رئيس الجيش لنفسه. ن: خلوا بيننا وبين الذين "سبوا" بفتح سين وباء وبضمهما والضم أصوب، قلت: كلاهما صواب لأنهم سبوا أولًا ثم سبوا الكفار، وهذا موجود في زماننا بل معظم عساكر المسلمين في بلادنا ومصر سبوا ثم هم اليوم بحمد الله يسبون الكفار.
(سبي)
قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ «السَّبْي والسَّبِيَّة والسَّبَايَا» فَالسَّبْيُ: النَّهبُ وأخذُ النَّاسِ عَبيداً وَإِمَاءً، والسَّبِيَّةُ: الْمَرْأَةُ المَنْهُوبة، فَعِيلة بِمَعْنَى مَفْعُولة، وجمعُها السَّبَايَا. (س) وَفِيهِ «تسعةُ أعْشاَر الرِّزق فِي التِّجارة، والجزءُ الْبَاقِي فِي السَّابِيَاءِ» يُريد بِهِ النِّتاَجَ فِي المَواشي وكثرتهاَ. يُقال إنَّ لِآلِ فُلان سَابِيَاءَ: أَيْ مَوَاشىَ كَثِيرَةً. والجمعُ السَّوَابِي، وَهِيَ فِي الأصْل الجِلدَة الَّتِي يَخْرُج فِيهَا الولدُ. وَقِيلَ هِيَ المَشِيمَةُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «قَالَ لِظِبْيَانَ: مَا مَالُكَ؟ قَالَ: عَطَائِي ألْفان. قَالَ: اتخِذْ مِنْ هَذَا الحرْثَ والسَّابِيَاء قَبْلَ أَنْ يَليَك غِلْمةٌ مِنْ قُرَيش لَا تَعدُّ العَطاَء معَهُم ماَلاً» يُرِيدُ الزِّراعة والنِّتاجَ.
س ب ي

سبيت النساء سبياً وسباء، ووقع عليهن السباء، وهذه سبية فلان: للجارية المسبية، وتقول: خرجت السرايا، فجاءت بالسبايا. وتلاقوا فتآسروا وتسابوا. وبها أسابي الدماء: طرائقها. قال سلامة بن جندل:

والعاديات أسابيّ الدماء بها ... كأن أعناقها أنصاب ترجيب

ومن المجاز: هن يسبين القلوب ويستبين. وماله سباه الله أي غربه. قال امرؤ القيس:

فقالت سباك الله إنك قاتلي ... ألست ترى السمار والناس أحوالي

ويقولون: طال عليّ الليل ولا أسب له ولا أسبي له: دعاء لنفسه بأن لا يقاسي فيه من الشدة ما يكون بسببه مثل المسبي لليل. وجاءوا بسبي كثير: بسبايا. وجاء السيل يعود سبيّ: حمله من بلد إلى بلد. ودرع كسبي الهلال: كسلخ الحية. قال كثير:

يجرّر سربالاً عليه كأنه ... سبيّ هلال لم تخرق شرانقه

وعندي سبيه، كأنها سبيّه: درة. قال مزاحم:

بدت حسراً لم تحتجب أو سبيةً ... من البحر نحّى الــقفل عنها مفيدها

بائعها. وهو يتجر في السابياء: في المواشي، وبنو فلان يروح عليهم سابياء من أموالهم. وفي الحديث " تسعة أعشار الرزق في التجارة والجزء الباقي في السابياء " وأصلها الجلدة التي يخرج فيها الولد. قال ذو الرمة:

يحلّون من يبرين أو من سويقة ... مشق السوابي عن أنوف الجآذر
سبي
سبَى يَسبِي، اسْبِ، سَبْيًا وسِباءً، فهو سابٍ، والمفعول مَسْبِيّ وسَبِيّ
• سبَى عدوَّه: أسرَه "كان المحاربون في القديم يسبون نساءَ أعدائهم" ° سَباه اللهُ وأبعده: دعاءٌ عليه، أي لَعَنَه.
• سبَته المرأةُ: وقع في حبِّها، أسَرَه جمالُها? سبى العقلَ أو القلبَ: فتنه. 

أسبى يُسبي، أَسْبِ، إسباءً، فهو مُسْبٍ، والمفعول مُسْبًى
• أسبيتُ العدوَّ: أسرْتُهُ. 

استبى يستَبي، استَبِ، استبِاءً، فهو مُسْتبٍ، والمفعول مُسْتبًى
• استبى عدوَّه: سباه، أسرَه.
• استبتِ الفتاةُ قلبَ الفتى: أسرته وأوقعته في حُبّها. 

تسابى يتسابَى، تَسابَ، تَسابيًا، فهو مُتسابٍ
• تسابى المتحاربون: أسرَ بعضُهم بعضًا. 

إسباء [مفرد]: مصدر أسبى. 

اسْتِباء [مفرد]: مصدر استبى. 

سابياء [مفرد]: ج سوابيّ: (طب) مشيمة تخرج مع الولد، أو جُلَيْدة رقيقة على أنفه إن لم تكشف مات. 

سِباء [مفرد]: مصدر سبَى. 

سَبْي [مفرد]: ج سُبِيّ (لغير المصدر):
1 - مصدر سبَى.
2 - مأسور "رجلٌ سَبْيٌ".
• السَّبْي: النِّساءُ؛ لأنهنّ يأسرن القلوب، أو لأنهنّ يُسْبَين. 

سَبِيّ [مفرد]: ج سَبايا، مؤ سَبِيّة وسَبِيّ، ج مؤ سَبايا: صفة ثابتة للمفعول من سبَى: مأسور، أسير "أُخذت نساءُ الأعداء سَبايا". 
السين والباء والياء س ب ي

سَبَى العَدُوَّ وغيرَه سَبْياً وسِبَاءً فهو سَبِيٌّ وكذلك الأنثى بغير هاء من نِسْوَةٍ سَبَايَا والسَّبْيُ المَسْبِيُّ والجمع سُبِيٌّ قال

(وأَفَأْنَا السُّبِيَّ من كل حَيٍّ ... وأَقَمْنَا كَراكِراً وكُرُوشَا)

وإن اللَّيْلَ طَوِيلٌ ولا أُسْبَ له ولا أُسْبِيَ له الأخيرة عن اللحيانيِّ قال ومعناه الدُّعَاء أي لا أُجْعَل كالسَّبْي وسَبَى الخَمْرَ يَسْبِيها سَبْياً وسِباءً واسْتَباهًا جاء بها من أَرْضٍ إلى أَرض قال أبو ذُؤَيْب

(فما إنْ رَحِيقٌ سَبَتْها التِّجارُ ... مِنْ أَذْرِعاتٍ فوادِي جَدَرْ)

وأما سَبَأْتُ بمعنى اشْتَرَيْتُ فقد تَقَدَّم في الهَمْز فأما قولُ أبي ذُؤيبٍ

(فما الراحُ راحُ الشام جاءت سَبِيَّةً ... )

وما أشبهه فإنك إن لم تَهْمِز كان المعنى فيه الجَلْبَ فإن هَمَزْت كان المعنى فيه الشراءَ اللهم إلا أن يتخفف وسَبَيْتُ قَلْبَه واسْتَبَيْته فتَنْته والسَّبْيُ النِّسَاءُ كُلُّهُنَّ عن ابن الأعرابي إما لأنهن يَسْبِينَ الأفْئِدَة وإما لأنهن يُسْبَيْن فيُمْلَكْنَ ولا يُقَالُ ذلك للرِّجال وسَبَاه الله سَبْياً لَعَنَه وغَرَّبَه وجاءَ السيلُ بعُودٍ سَبِيٍّ احْتَمَلَه من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ وقيل جاء به من مكانٍ بَعِيدٍ فكأنه غَرِيبٌ قال أبو ذُؤيب يصف يراعاً

(سَبِيٌّ من يَرَاعَتِهِ نَفَاه ... أَتِيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ)

والسَّابِياءُ الإِبِل النتاج والماءُ الكَثِيرُ والسَّابِيَاءُ الماءُ الذي يَخْرُجُ على رَأْسِ الوَلَدِ والسَّابِيَاءُ الإِبِلُ للنّتَاج وقيل هي النّتاج نَفْسُه مُشْتَقٌّ من السَّابِياء الذي يَخْرُجُ على رَأْسِ الوَلَدِ لأن الشَّيءَ قد يُسَمَّى بما يكون منه والسَّابِياءُ تُرابٌ رَقِيقٌ يُخْرِجُه اليَرْبُوع من جُحْرِه يُشَبّه بسَابِياء النَّاقَةِ لرِقَّتِه وقال أبو العَبَّاس هو من جِحَرَتِه يشبه بسَابِياء النَّاقَةِ وقد رد ذلك عليه والسَّبِيُّ جِلْدُ الحَيَّة قال كثير

(سَبِيُّ هِلالٍ لم تُفَتَّق بنائِقُهْ ... )

والأسبِيَّة والإِسْباءةُ الطَّرِيقةُ من الدَّمِ قال سَلاَمة

(والعادِياتِ أَسابِيُّ الدَّمَاءِ بها ... كأنَّ أَعْنَاقَها أنْصابُ تَرْجِيبِ)

وسَبَى الماءَ حَفَر حَتَّى أَدْرَكَه قال رُؤْبة

(حتى اسْتَفاضَ الماءُ يَسْبِيهِ السابْ ... ) وسَبَأُ حَيٌّ من اليَمَنِ يُجْعَل اسْماً للحَيِّ فيصرف واسْماً للقَبِيلةِ فلا يصرف وقالوا للمُتَفَرِّقِينَ ذَهَبُوا أَيْدِي سَبَأ وأيادِي سَبَأ وقد تقدم ذلك في الهمزة وإنما قَضَيْنَا على مجهول هذا الباب بالياء لأنها لام
سبي
: (ى ( {سَبَى العَدُوَّ} سَبْياً) ، بالفتْحِ، (! وسِباءً) ، بالكسْرِ: (أَسَرَهُ) ، وَهُوَ مِن بابِ رَمَى.
قالَ شيْخُنا: وَهُوَ صَرِيحٌ فِي أنَّه خاصٌّ بأَسْر العَدُوِّ فَلَا يُسْتَعْمل فِي غيرِهِ، وَهُوَ المُسْتفادُ مِن المِصْبَاحِ والمختارِ وغيرِهما أَيْضاً.
قُلْتُ: ولكنَّ سِياقَ ابنِ سِيدَه: سَبَى العَدُوَّ وغيرَهُ يَقْتضِي أنَّه عامٌّ.
( {كاسْتَبَاهُ) ، نقلَهُ الجوهرِيُّ وصاحِبُ المِصْباحِ؛ (فَهُوَ} سَبِيٌّ) ، على فَعِيلٍ، (وَهِي سَبِيٌّ أَيْضاً) ، أَي أُنْثاهُ بِلاهاءٍ، هَكَذَا هُوَ فِي المُحْكَم.
وَفِي المِصْباحِ غلامٌ سَبِيٌّ {ومَسْبيٌّ، وجارِيَةٌ} سَبِيةٌ {ومَسْبِيَّةٌ. (ج} سَبايا) ، كعَطِيّةٍ وعَطايا.
(و) {سَبَى (الخَمْرَ} سَبْياً {وسِباءً) ، كَمَا فِي المُحْكَم والتَّهْذِيبِ؛
(ووَهِمَ الجوهرِيُّ) حيثُ قالَ} سِباءً لَا غَيْر.
قالَ شيْخُنا ومِثْلَه لَا يقالُ لَهُ وَهم إِذْ لَا غَلَطَ فِيهِ، وإنَّما يكونُ قُصوراً بالنِّسْبَةِ لمَنْ يَلْتزمُ غَيْرَ الصَّحِيحِ كالمصنف.
(حَمَلَها مِن بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ) ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فَمَا إنْ رَحيقٌ {سَبَتْها التِّجا
رُ مِنْ أذْرِعاتٍ فوادِي جَدَرْ (وَهِي} سَبِيَّةٌ) ، كغَنِيَّةٍ.
وأَمَّا إِذا اشْتَراها ليَشْر بهَا فبالهَمْزِ يقالُ: سَبَأَها فَهِيَ سَبِيئَةٌ، وَقد تقدَّمَ ذلكَ فِي الهَمْز؛ ويفسر قَوْلَ أَبي ذُؤَيْب:
فَمَا الرَّاحُ راحُ الشَّامِ جاءَتْ {سَبِيَّة بالوَجْهَيْن، فإنَّكَ إنْ لَا تَهْمز كانَ المعْنى فِيهِ الجَلْبَ وَإنْ هَمَزْتَ كانَ الشرِّاءَ، اللهُمّ إلاَّ أَن يُخَفَّفَ.
(و) } سَبَى (اللهُ فلَانا) {يَسْبِيه} سَبْياً: إِذا (غَرَّبَه) ؛ عَن ابنِ السِّكِّيت.
يقالُ: مالَهُ {سَبَاهُ اللهُ.
وَفِي الصِّحاحِ: أَي غَرَّ بَه (وأَبْعَدَه) ؛ كَمَا يقالُ لَعَنَهُ اللهُ.
(و) } سَبَى (الماءَ) ! سَبْياً: (حَفَرَ حَتَّى أَدْرَكَهُ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه. ( {والسَّبْيُ) ، بالفتْح: (مَا} يُسْبَى) . يقالُ قوْمٌ {سَبْيٌ، وُصِفَ بالمَصْدَرِ.
قالَ الأصْمعيُّ لَا يقالُ للقَوْمِ إلاَّ كَذلكَ؛ (ج} سُبِيٌّ) ، كعُتِيَ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
وأَفَأْنا {السُّبِيَّ من كلِّ حَيَ
وأَقَمْنا كَرا كِراً وكُروشَا (و) } السَّبْيُ: (النِّساءُ) كُلُّهُنَّ، عَن ابْن الأعْرابيِّ إمَّا (لأنَّهُنَّ {يَسْبِينَ القُلُوبَ، أَو) لأنَّهُنَّ (} يُسْبَيْنَ فيُمْلَكْنَ) .
قالَ: (وَلَا يقالُ ذلكَ للرِّجالِ) ؛ كَذَا فِي المُحْكَمِ.
( {والسَّابِياءُ) ، بالمدِّ: (المَشِيمةُ الَّتِي تَخْرُجُ مَعَ الوَلَدِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(أَو) هِيَ (جُلَيْدَةٌ رَقِيقةٌ على أَنْفِهِ إِن لم تُكْشَفْ عِنْد الوِلادَةِ ماتَ) ؛ كَمَا فِي التَّهْذِيبِ والمُحْكَم.
(و) مِن المجازِ:} السَّابياءُ (المالُ الكَثيرُ.
(و) قيلَ: (النِّتاجُ) نَفْسُه، لأنَّ الشيءَ قد يُسَمَّى بِمَا يكونُ مِنْهُ.
(و) قيلَ: (الإِبِلُ للنِّتاجِ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (تسْعَةُ أَعْشارِ الرِّزْقِ فِي التِّجارَةِ والجزءُ الْبَاقِي فِي السَّابِياء) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: يُريدُ بِهِ النِّتاجَ فِي المواشِي وكثْرَتَها.
يقالُ: إنَّ لآلِ فلانٍ {سَابِياءُ، أَي مَواشِيَ كثيرَةً، والجَمْعُ} السَّوابِي، وَهِي فِي الأَصْلُ الجِلْدَةُ الَّتِي يَخْرُجُ فِيهَا الوَلَدُ.
وقالَ الأزْهريُّ فِي تَفْسيرِ الحديثِ: السَّابِياءُ هُوَ الماءُ الخارِجُ على رأْسِ الوَلَدِ إِذا وُلِدَ؛ وقيلَ: مَعْناه النِّتاج، والأصْلُ فِيهِ الأوَّل، والمَعْنى.
يَرْجِعُ إِلَى الثَّانِي قالَ: وقيلَ للنِّتاج سَابِياءُ لمَا يَخْرُجُ مِن الماءِ على رأْسِ المَوْلودِ، انتَهَى.
وَفِي حدِيثِ عُمَر: قالَ لظَبْيانَ: اتَّخِذْ مِن هَذَا الحَرْثِ والسَّابِياءِ قبْلَ أَن يَلِيكَ غِلْمةٌ مِن قُرَيْش، يُريدُ الزِّراعَةَ والنِّتاجَ.
(و) السَّابِياءُ: (تُرابُ جِحَرَةِ اليَرْبُوعِ) ، وَهُوَ تُرابٌ رَقِيقٌ يُشَبَّه {بسَابِياء الناقَةِ لرِقَّتِه.
(و) تُطْلَقُ السَّابِياءُ على (الغَنَمِ الَّتِي كَثُرَ نَسْلُها) ؛ نقلَهُ الجوْهرِيُّ والأزْهريُّ.
(} وأسابِيُّ الدِّماءِ: طَرائِقُها، الواحِدَةُ {إسْباءَةٌ بِالكسْرِ) ؛ عَن أبي عبيدٍ؛ قالَ سلامَةُ بنُ جَنْدل يذْكرُ الخيْلَ:
والعادِياتِ} أَسابِيُّ الدَّماءِ بهَا
كأَنَّ أَعْناقَها أَنْصابُ تَرْجيبِ (و) {السَّبِيَّةُ (كغَنِيَّةٍ: رَمْلَةٌ بالدَّهْناءِ) ، نقلَهُ الأزْهريُّ.
وقالَ نَصْر: رَوْضةٌ فِي دِيار تمِيمٍ بنَجْدٍ.
(و) } السَّبيَّةُ: (الدُّرةُ يُخْرجُها الغَوَّاصُ) مِن البَحْر؛ قَالَ مزاحِمٌ:
بَدَتْ حُسَّراً لم تَحْتَجِبْ أَو سَبِيَّةً
من البَحْر بَزَّ الــقُفْلَ عَنْهَا مُفِيدُها (و) {سِبْيَةٌ، (كدِمْنَةٍ ويُفْتَحُ) ، وعَلى الكَسْر اقْتَصَرَ الذهبيُّ وغيرُهُ، والفَتْح ضَبْط الصَّاغاني، (ة بالرَّمْلَةِ) من ضِياعِها؛ (مِنْهَا أَبو القاسِمِ عبدُ الرحمنِ بنُ محمدٍ) الخبَّاز نَزِيلُ مِصْرَ، ماتَ بَعْد الثَّمانِين وخَمْسمائةٍ؛ (وأَبو طالِبٍ} السِّبْيِيَّانِ المُحدِّثانِ) ، رَوَى الأخيرُ عَن أَحمدَ بنِ عبدِ العَزيزِ الوَاسِطيّ.
(و) {السَّبِيُّ، (كغَنِيَ: العُودُ يَحْمِلُهُ السَّيْلُ مِن بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ) ، فكأَنَّه غريبٌ. يقالُ: جاءَ السَّيْلُ بعُودٍ} سَبِيٍّ؛ قالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِفُ يَراعاً:
سَبِيٌّ من يَرَاعَتِه نَفَاه
أتيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ (! كالسَّباءِ) ، كسَحابٍ، (ويُقْصَرُ) ؛ عَن ابنِ الأعرابيِّ.
(و) {السَّبِيُّ (من الحيَّةِ: جلْدُها الَّذِي تَسْلَخُهُ) ؛ وأَنْشَدَ الأزْهريُّ للراعِي:
يُجَرِّرُ سِرْبالاً عَلَيه كأنَّه
} سَبِيُّ هِلالٍ لم تُقَطَّعْ شَرانِقُهْأَرادَ بالشَّرانِقِ مَا انْسَلَخ من جلْدِهِ.
وأنْشَدَ ابنُ سِيدَه لكثيِّرٍ:
سَبِيُّ هِلالٍ لم تُفَتَّق بنائِقُهْ ( {كَسَبْيِها) ، بالفتْح.
وَالَّذِي فِي التكْمِلَةِ: كَسَبْئِها، أَي بالهَمْز، فتأمَّل.
(} وتَسابَوْا: سَبَى بعضُهم بَعْضًا) ؛ نقلَهُ الأزْهرِيُّ.
( {وسَبا: حَيٌّ باليَمَنِ) ؛ وَقد تقدَّمَ فِي الهَمْز أنَّه لَقَبُ عبدِ شمْسِ بنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرب بنِ قَحْطان، لأنَّه} سَبَى خَلْقاً كثيرا، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَعَلَ ذلكَ مِن ولدِ قَحْطان. قالَ شيْخُنا: وَقَضيته أَنْ يُذْكَرَ فِي المُعْتل فَقَط دُونَ المَهْموزِ.
وَفِي المُحْكَم:! سَبَا حَيٌّ مِن اليَمَنِ يُجْعَلُ اسْماً للحَيِّ فيُصْرفُ، واسْماً للقَبِيلةِ فَلَا يُصْرف.
وَفِي المِصْباح: سَبَا اسمُ بلدٍ باليَمَنِ يُذَكَّرُ فيُصْرفُ ويُؤَنَّثُ فيُمْنَعُ، سُمِّي باسم بانِيهِ.
(و) يقالُ: (ذَهَبُوا أَيْدِي سَبَا وأَيادِيَ سَبَا) ، أَي: (مُتَفَرِّقِين) .
قالَ الجوهريُّ: وهُما اسْمانِ جُعِلا واحِداً مِثْل مَعْدِي كَربَ، وَهُوَ مَصْروفٌ لأنَّه لَا يَقَعُ إلاَّ حَالا أَضَفْتَ إِلَيْهِ أَو لم تُضِفْ.
وقالَ الَّراغبُ: سَبَا اسمُ بَلَدٍ تَفَرَّقَ أَهْلُه، وَلِهَذَا يقالُ ذَهَبُوا أَيادِيَ سَبَا، أَي تَفَرَّقُوا تَفَرُّق أَهْل هَذَا المَكانِ مِن كلِّ جانِبٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اسْتَبَى الخَمْرَ: كَبَاها.
ويقولونَ: إنَّ الليْلَ طَويلٌ وَلَا أُسْبَ لَهُ وَلَا أُسْبِيَ لَهُ، هَذِه عَن اللَّحْيانيّ، قالَ ومَعْناهُ الدُّعاءُ أَي لَا أُجْعَل} كالسَّبْي، وجُزِمَ على مَذْهَبِ الدُّعاءِ.
{والأُسْبيةُ: الطَّريقَةُ من الدَّمِ.
} والإسْباءَةُ، بالكسْر خَيْطٌ مِن الشَّعَر مُمْتَدٌّ.
{وأَسابِيُّ الطَّريقِ: شركُه.
} وسَباهُ اللهُ تَعَالَى: لَعَنَه؛ وَمِنْه قَوْلُ امرىءِ القَيّسِ:
فقالتْ {سَبَاكَ اللهُ إنَّك فاضِحِي} وتَسَبَّى فلانٌ لفلانٍ تَفَعَّلَ بِهِ كَذَا، يَعْني التَّجَبُّبَ والاسْتِمالَةَ.
{واسْتَبَتِ الجارِيةُ قَلْبَ الفَتَى:} سَبَتْهُ.
ويقعُ {السَّابِياءُ على العَدَدِ الكثيرِ؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
أَلَمْ تَرَأنَّ بَنِي السَّابِياء
إِذا قارَعُوا نَهْنَهُوا الجُهَّلا؟ فُسِّر بكثْرَةِ العَدَدِ.

حرل

حرل: حرلى (بالسريانية سدقكا): بيقيّة. (باين سميث 1373).
حَرَّالة: خورنية، قرية يخدمها كاهن (فوك) وهو يترجم هذه الكلمة ب (حارة) أيضا. ومن الواضح إن كلمة حَرَّالة مركبة من حارة ولاحقة التصغير الأسبانية ( Ela) .
حرل
حَرالَّةُ، مُشدَّدةُ اللَّام أهمله الجوهريّ والصاغاني، وأكثز أهلِ اللُّغة، وَهِي د، بالمَغْرِب بالقُربِ من مُرْسِيَةَ أَو قَبِيلَةٌ بالبَرْبَرِ سُمِّيَ البَلَدُ بهم، وعَلى الأوّل اقتصرَ الذَّهبي. وَمِنْهُم مَن ضَبَطه بتَشْديد الرَّاء وتَخفيفِ اللَّام. مِنْهُ الإِمَام فَخْرُ الدِّين الحَسَنُ بنُ عَليّ هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: أَبُو الْحسن عَليّ بنُ أحمدَ بنِ الْحسن وَفِي بعض النُّسَخ: الحُسين بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الحَرالِّيُّ التجِيبِيُّ المُفَسِّر ذُو التَّصانِيفِ المَشهُورة مِنْهَا تفسيرُ القُرآنِ العَظيم. وُلِد بمَرّاكُشَ، وَتُوفِّي بِالشَّام سنَة، أَخذ بالأندَلُسِ عَن أبي الْحسن بن خَرُوف، وابنِ القَطّان، وَابْن الكَتّانِي، وبالمَشْرِق عَن أبي عبد الله القُرطُبي إمامِ الحَرَم الشريف، ودَخل مِصْرَ، فَأَقَامَ ببُلْبَيسَ مُدّةً، ثمَّ سَكن طَرابُلُسَ، وَكَانَ يُقْرِئُ أحدَ عَشَرَ عِلْماً، وَكَانَ مِن العَجائب فِي جَوْدَة الذِّهْن، واستِخْراجِ الحَقائقِ، وَكَانَ ابنُ تَيمِيَةَ يَحُطُّ عَلَيْهِ. روى عَنهُ القَاضِي أَبُو فَارس بن كحيلا، والبُونِيُّ صاحبُ شَمسِ المَعارِف. وتفسيرُه غريبٌ مشحونٌ بالفوائد، نَقَل مِنْهُ البُرهانُ البقاعِيُّ فِي تَفْسِيره الَّذِي سَمَّاهُ بالمُناسَبات، غالِبَه أَو أكثرَه، وَهُوَ رأْسُ مالِه، ولولاه مَا رَاح وَلَا جَاءَ، لكنه لم يَتمّ، ومِن حَيْثُ وَقَف وقَف حالُ البِقاعِي فِي مُناسَباتِه. وَمن مؤلَّفاته شَرحُ الموطَّأ والشفاء، وفَتْحُ البابِ المُــقْفَل فِي فَهْم الكِتاب المُنْزَل، وكتابُ العُرْوَة وَإِصْلَاح العَمَل لانقِضاء الأَجَل، وشَرحُ الْأَسْمَاء الحُسنى، والتَّوشِيَةُ والتَّوْفِيَة، واللُّمْعة، وشَمسُ مَطالِع القُلُوب فِي عِلم الحَرْفِ.
الْحَاء وَالرَّاء وَاللَّام

الرَّحْلُ: مركب للبعير والناقة. وَجمعه أرحُلٌ ورِحالٌ، قَالَ طرفَة:

جازَت البِيدَ إِلَى أرْحُلِنا ... آخِرَ اللَّيلِ بيَعْفُورٍ خَدِرْ

وَفِي الحَدِيث: " إِذا ابتلَّت النِّعال فالصَّلاة فِي الرّحال " أَي صلوا ركبانا، والنِّعال هُنَا الحِرَار، وَاحِدهَا نعل.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ عَن الْعَرَب: وضعا رِحالَهما. يَعْنِي رَحْلَي الراحِلَتين، فأجروا الْمُنْفَصِل من هَذَا الضَّرْب كالرَّحلِ مجْرى غير الْمُنْفَصِل كَقَوْلِه: (فاقْطَعوا أيْدِيَهُما) وَقَوله: (فقد صَغَتْ قُلوبُكما) وَهَذَا من الْمُنْفَصِل قَلِيل، وَلذَلِك ختم سِيبَوَيْهٍ فصل " ظهراهما مثل ظُهُور الترسين " وَقد كَانَ يجب أَن يَقُولُوا: وضعا أرْحُلَهما، لِأَن الِاثْنَيْنِ أقرب إِلَى أدنى الْعدَد، لَكِن كَذَا حكى عَن الْعَرَب. وَأما (فقد صَغَتْ قُلُوبُكما) فَلَيْسَ بِحجَّة، لِأَن الْقلب لَيْسَ لَهُ أدنى عدد، وَلَو كَانَ لَهُ أدنى عدد لَكَانَ الْقيَاس أَن يسْتَعْمل هَاهُنَا. وَقَول خطام: " ظهراهما مثل ظُهُور الترسين "، من هَذَا أَيْضا، إِنَّمَا حكمه: مثل أظهُرِ الترسين، لما قدمنَا.

وَهُوَ الرِّحالَةُ: وَجَمعهَا رحائلُ. والرّحالَةُ فِي أشعار الْعَرَب: السرج، قَالَ الْأَعْشَى:

ورَجْرَاجةٍ تُعْشِى النَّوَاظِرَ ضَخمة ... وشُعْثٍ على أكْتافِهنَّ الرحائِلُ

والرِّحالةُ: سرج من جُلُود لَيْسَ فِيهِ خشب كَانُوا يتخذونه للركض الشَّديد، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

تَعدو بِهِ خَوصاءُ يَفْصِمُ جَرْيُها ... حَلَق الرّحالةِ وَهِي رِخْوٌ تَمْزَعُ يَقُول: تعدو فتزفر فتفصم حلق الحزام.

ورحَلَ الْبَعِير يرَحْله رحْلاً فَهُوَ مَرْحولٌ ورحيلٌ، وارتحَلَه: جعل عَلَيْهِ الرَّحْلَ. ورحَلَهُ رِحلَةً: شدّ عَلَيْهِ أداته. وَإنَّهُ لحسن الرِّحْلَةِ، أَي الرَّحْلِ، لِلْإِبِلِ، اعني شده لرحالها قَالَ:

ورَحَلوها رِحْلَةً فِيهَا رَعَنْ

وَرجل رَحَّالٌ: عَالم بذلك مجيد.

وابل مُرَحَّلةٌ: عَلَيْهَا رِحاُلها، وَهِي أَيْضا الَّتِي وضعت عَنْهَا رِحاُلها، قَالَ:

سِوَى ترْحِيلِ راحِلَةٍ وعَينٍ ... أُكالِئُها مَخافةَ أَن تَنامَا

والرَّحُولُ والرَّحُولَةُ من الْإِبِل: الَّتِي تصلح أَن تُرْحَلُ، وَهِي الرَّاحِلةُ، تكون للذّكر وَالْأُنْثَى، فاعلة بِمَعْنى مفعولة، وَقد يكون على النّسَب. وأرْحَلَها صَاحبهَا: راضها حَتَّى صَارَت راحِلَةً. وَقَول دُكَيْن:

أصبحتُ قد صالحني عواذِلي ... بعدَ الشِّقاقِ ومشَتْ رواحِلي

قيل: مَعْنَاهُ: تركت جهلي وأرعويت وأطعت عواذلي كَمَا تطيع الرَّاحلةُ زاجرها فتمشى.

وَقَول زُهَيْر:

وعُرِّىَ أفراسُ الصِّبا ورواحِلُه

استعاره للصبا، يَقُول: ذهبت قُوَّة شَبَابِي الَّتِي كَانَت تحملنِي كَمَا تحمل الْفرس والراحلةُ صَاحبهمَا.

والمُرَحَّلُ: ضرب من برود الْيمن، سمي مُرَحَّلاً لِأَن عَلَيْهِ تصاوير رَحْلٍ. وشَاة رَحْلاءُ: سَوْدَاء بَيْضَاء مَوضِع مركب الرَّاكِب من مآخر كتفيها. وَإِن ابْيَضَّتْ وأسود ظهرهَا فَهِيَ أَيْضا رَحْلاءُ.

وَفرس أرْحَلُ: أَبيض الظّهْر وَلم يصل الْبيَاض إِلَى الْبَطن وَلَا إِلَى الْعَجز وَلَا إِلَى الْعُنُق.

وترَحَّلَه: رَكبه بمكروه.

وبعير ذُو رُحْلةٍ: أَي قُوَّة على السّير. وجمل رحيلٌ وناقة رحِيلَةٌ، كَذَلِك. وارتحَلَ الْبَعِير رِحْلةً، سَار فَمضى. ثمَّ جرى ذَلِك فِي الْمنطق حَتَّى قيل: ارتحَل الْقَوْم عَن الْمَكَان ورحلَ عَن الْمَكَان يرحَلُ، وَهُوَ راحلٌ من قوم رُحَّلٍ: انْتقل، قَالَ:

رَحَلْتُ من أقصَى بلادِ الرُّحَّلِ

من قُلَلِ الشِّحْرِ فجَنْبَي مَوْحلِ

ورحَّلَ غَيره، قَالَ الشَّاعِر:

لَا يرْحَلُ الشَّيْبُ من دارٍ يَحُلُّ بهَا ... حَتَّى يُرَحِّلَ عَنْهَا عامِرَ الدَّارِ

ويروى: صَاحب الدَّار.

والتَّرَحلُ والارتحالُ: الِانْتِقَال، وَهُوَ الرِّحْلةُ والرُحْلةُ، حكى الَّلحيانيّ: إِنَّه لذُو رِحْلةٍ إِلَى الْمُلُوك ورُحْلَةٍ. وَقَالَ بَعضهم: الرِّحلةُ: الارتحالُ، والرُّحلةُ الْوَجْه الَّذِي تَأْخُذ فِيهِ وتريده. وَقيل الرُّحْلةُ السفرة الْوَاحِدَة.

والرَّحيلُ: اسْم ارتحالِ الْقَوْم للمسير، قَالَ:

أمَّا الرَّحيلُ فدُونَ بعد غَدٍ ... فَمَتَى تقولُ: الدَّارُ تَجْمَعُنا

والرحيلُ: القوى على الارتحالِ وَالسير، وَالْأُنْثَى رحِيلَةٌ.

ورحْلُ الرجل: منزله ومسكنه. وَالْجمع أرحُلٌ.

والرَّحيلُ: منزل بَين مَكَّة وَالْبَصْرَة.

وراحِيلُ: اسْم أم يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام.

ورِحْلَةُ: هضبة مَعْرُوفَة، زعم ذَلِك يَعْقُوب وَأنْشد: تُرادَى على دِمنِ الحياضِ فإنْ تَعَفْ ... فإنَّ المُنَدَّى رِحْلةٌ فرَكُوبُ

قَالَ: وركوب، هضبة أَيْضا. وَرِوَايَة سِيبَوَيْهٍ: رِحْلة فركوب، أَي أَن يشد رَحْلَها ثمَّ يركب.

فَرَشَ 

(فَرَشَ) الْفَاءُ وَالرَّاءُ وَالشِّينُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى تَمْهِيدِ الشَّيْءِ وَبَسْطِهِ. يُقَالُ: فَرَشْتُ الْفِرَاشَ أَفْرِشُهُ. وَالْفَرْشُ مَصْدَرٌ. وَالْفَرْشُ: الْمَفْرُوشُ أَيْضًا. وَسَائِرُ كَلِمِ الْبَابِ يَرْجِعُ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى. يُقَالُ تَفَرَّشَ الطَّائِرُ، إِذَا قَرُبَ مِنَ الْأَرْضِ وَرَفْرَفَ بِجَنَاحِهِ. وَمِنْ ذَلِكَ الْحَدِيثُ: " أَنَّ قَوْمًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ - أَخَذُوا فَرْخَيْ حُمَّرَةٍ ; فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ تَفَرَّشُ ". وَقَالَ أَبُو دُوَادَ فِي رَبِيئَةَ:

فَأَتَانَا يَسْعَى تُفَرُّشَ أُمِّ الْ ... بَيْضِ شَدًّا وَقَدْ تَعَالَى النَّهَارُ

وَمِنْ ذَلِكَ: الْفَرْشُ مِنَ الْأَنْعَامِ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَصْلُحُ إِلَّا لِلذَّبْحِ وَالْأَكْلِ. وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -: «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ» قَالَ قَوْمٌ: أَرَادَ بِهِ الزَّوْجَ. قَالُوا: وَالْفِرَاشُ فِي الْحَقِيقَةِ: الْمَرْأَةُ، لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تُوطَأُ، وَلَكِنَّ الزَّوْجَ أُعِيرَ اسْمَ الْمَرْأَةِ، كَمَا اشْتَرَكَا فِي الزَّوْجِيَّةِ وَاللِّبَاسِ. قَالَ جَرِيرٌ:

بَاتَتْ تُعَارِضُهُ وَبَاتَ فِرَاشُهَا ... خَلَقُ الْعَبَاءَةِ فِي الدِّمَاءِ قَتِيلُ وَيَقُولُونَ: أَفْرَشَ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ، إِذَا اغْتَابَهُ وَأَسَاءَ الْقَوْلَ. حَكَاهُ أَبُو زَكَرِيَّا. وَهَذَا قِيَاسٌ صَحِيحٌ، وَكَأَنَّهُ تَوَطَّأَهُ بِكَلَامٍ غَيْرِ حَسَنٍ. وَيَقُولُونَ: الْفَرَاشَةُ: الرَّجُلُ الْخَفِيفُ. وَهَذَا عَلَى التَّشْبِيهِ أَيْضًا، لِأَنَّهُ شُبِّهَ بِفَرَاشَةِ الْمَاءِ. قَالَ قَوْمٌ: هِيَ الْمَاءُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ قُبَيْلَ نُضُوبِهِ، فَكَأَنَّهُ شَيْءٌ قَدْ فُرِشَ ; وَكُلُّ خَفِيفٍ فَرَاشَةٌ. وَقَالَ قَوْمٌ: الْفَرَاشَةُ مِنَ الْأَرْضِ: الَّذِي نَضَبَ عَنْهُ الْمَاءُ فَيَبِسَ وَتَقَشَّرَ.

وَمِنَ الْبَابِ: افْتَرَشَ السَّبُعُ ذِرَاعَيْهِ. وَيَقُولُونَ: افْتَرَشَ الرَّجُلُ لِسَانَهُ، إِذَا تَكَلَّمَ كَيْفَ شَاءَ. وَفَرَاشُ الرَّأْسِ: طَرَائِقُ دِقَاقٌ تَلِي الْقِحْفَ. وَالْفَرْشُ: دِقُّ الْحَطَبِ. وَالْفَرْشُ: الْفَضَاءُ الْوَاسِعُ.

قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: " فُلَانٌ كَرِيمُ الْمَفَارِشِ، إِذَا تَزَوَّجَ كَرِيمَ النِّسَاءِ ". وَجَمَلٌ مُفَرَّشٌ: لَا سَنَامَ لَهُ. وَقَالَ أَيْضًا: أَكَمَةٌ مُفْتَرِشَةُ الظَّهْرِ، إِذَا كَانَتْ دَكَّاءَ. وَيَقُولُونَ: مَا أَفْرَشَ عَنْهُ، أَيْ مَا أَقْلَعَ عَنْهُ. قَالَ:

لَمْ تَعْدُ أَنْ أَفْرَشَ عَنْهَا الصَّقَلَهْ

وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ تَبْعُدُ عَنْ قِيَاسِ الْبَابِ، وَأَظُنُّهَا مِنْ بَابِ الْإِبْدَالِ، كَأَنَّهُ أَفْرَجَ. وَالْفَرَاشَةُ: فَرَاشَةُ الْــقُفْلِ. وَالْفَرَاشُ هَذَا الَّذِي يَطِيرُ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِخِفَّتِهِ. وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ: الْفَرِيشُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّتِي أَتَى لِوَضْعِهَا سَبْعَةُ أَيَّامٍ.

قَرُبَ

قَرُبَ منه، ككَرُمَ، وقَرِبَه، كَسَمِع، قُرْباً وقُرْباناً وقِرْباناً: دَنَا، فهو قَريبٌ، للواحِد والجَمْعِ.
والمَقْرِبَةُ مُثَلَّثَةَ الرَّاءِ،
والقُرْبَةُ، (والقُرُبَةُ) والقُرْبَى: القَرَابَةُ. وهو قَرِيبي وذُو قَرابَتِي، ولا تَقُلْ: قَرابَتِي.
وأقْرِباؤُكَ وأقارِبُكَ وأقْرَبوكَ: عَشيرَتُك الأَدْنَوْنَ.
والقَرْبُ: إدْخالُ السَّيفِ في القِرابِ: للْغِمْدِ، أو لِجَفْنِ الغِمْدِ،
كالإِقرابِ، أو اتِّخاذُ القِرابِ للسَّيفِ، وإطْعامُ الضَّيفِ الأَقْرابَ. وبالضم، وبضَمَّتينِ: الخاصِرةُ، أو من الشَّاكِلَةِ؟؟ إلى مَراقِّ البَطْنِ، ج: الأَقْرابُ. وكفَرِحَ: اشْتَكاهُ،
كقَرَّبَ تَقْريباً.
وكــقُفْلٍ: ع، وبالتَّحْريكِ: سَيْرُ اللَّيلِ لِوِرْدِ الغَدِ،
كالقِرَابَةِ، وقد قَرَبَ الإِبِلَ، كَنَصَرَ، قِرابَةً، بالكسر، وأقْرَبْتُها، والبِئْرُ القَريبةُ الماءِ، وطَلَبُ الماءِ لَيْلاً، أو أنْ لا يكونَ بَيْنَكَ وبينَ الماءِ إلاَّ لَيْلَةٌ، أو إذا كانَ بينَكْما يومانِ فأوَّلُ يومٍ تَطْلُبُ فيه الماءَ:
القَرَبُ، والثاني: الطَّلَقُ.
والقُرْبانُ، بالضم: ما يُتَقَرَّبُ به إلى اللَّهِ تعالى، وجليسُ المَلِكِ الخاصُّ، ويُفْتَحُ.
وتَقَرَّبَ به تَقَرُّباً وتِقِرَّاباً، بكسرتينِ: طَلَبَ القُرْبَةَ به، ج: قَرابِينُ.
وقَرابينُ أيضاً: وادٍ بنَجْدٍ.
وقُرْبَةُ، بالضم: وادٍ.
واقْتَرَبَ: تَقَارَبَ.
وشيءٌ مُقارِبٌ، بالكسر: بينَ الجَيِّدِ والرَّديءِ، أو دَينٌ مُقارِبٌ، بالكسر، ومَتاعٌ مُقارَبٌ، بالفتح.
وأقْرَبَتْ: قَرُبَ وِلادُها، فهي مُقْرِبٌ، ج: مَقاريبُ،
وـ المُهْرُ،
وـ الفَصيلُ: دَنا للإِثْناءِ.
وافْعَلْ ذلك بقَرابٍ، كَسحابٍ: بِقُرْبٍ.
وقرابُ الشيء، بالكسر،
وقُرابُه وقُرابَتُه، بضمِّهما: ما قارَبَ قَدْرَه.
وإناءٌ قَرْبانُ،
وصَحْفَةٌ قَرْبَى: قارَبا الامتِلاءَ. وقَدْ أقْرَبَهُ، وفيه قَرَبهُ وقِرابُه.
والمُقْرَبَةُ: الفَرَسُ التي تُدْنَى وتُقْرَبُ، وتُكْرَمُ ولا تُتْرَكُ، وهو مُقْرَبٌ، أو يُفْعَلُ ذلك بالإِناثِ لئَلاَّ يَقْرَعَها فَحْلٌ لَئيمٌ،
وـ من الإِبِلِ: التي حُزِمَتْ للرُّكوبِ.
والمُتَقارِبُ: "فَعولُنْ" ثَمانِيَ مَرَّاتٍ، وفَعولُنْ فَعولُنْ فَعَلْ مَرَّتينِ، لقُرْبِ أوتادِه من أسْبابِه.
وقارَبَ الخَطْوَ: داناهُ.
والمُقارَبَةُ والقِرابُ: رَفْعُ الرِّجْلِ للجِماعِ.
والقِرْبَةُ، بالكسر: الوَطْبُ من اللَّبَنِ، وقد تكونُ للماءِ، أو هي المَخْرُوزَةُ من جانبٍ واحدٍ، ج: قِرْباتٌ وقِرِباتٌ وقِرَباتٌ وقِرَبٌ، وكذلك كُلُّ ما كان على فِعْلَةٍ، كفِقْرَةٍ وسِدْرَةٍ.
وأبو قِرْبَةَ: فَرَس عُبيدِ بنِ أَزْهَرَ. وابنُ أبي قِرْبَةَ: أحمدُ بنُ عليِّ بنِ الحُسَينِ العِجْلِيّ، والحَكَمُ بنُ سِنانٍ، وأحمدُ بنُ داودَ، وأبو بكرِ بنُ أبي عَوْنٍ، وعبدُ اللَّهِ بنُ أيوبَ القِرْبِيُّونَ: مُحَدِّثونَ.
والقارِبُ: السَّفينةُ الصغيرةُ، وطالِبُ الماءِ لَيْلاً.
والقَريبُ: السمَكُ المَمْلوحُ ما دامَ في طَراءَتِه،
وـ ابنُ ظَفَرٍ: رسولُ الكُوفِيينَ إلى عُمَرَ، وعَبْدِيُّ مُحَدِّثٌ. وكزُبَيْرٍ: لَقَبُ والِدِ الأَصْمَعِيِّ، ورئيسٌ للْخَوارجِ، وابنُ يَعْقوبَ الكاتِبُ. وقَريبَةُ، كَحبيبَةٍ: بنتُ زَيْدٍ، وبنتُ الحَارِثِ: صَحابِيَّتانِ، وبنتُ عبدِ اللَّهِ بنِ وهْبٍ، وأُخْرَى غيرُ مَنْسُوبَةٍ: تابِعيَّتانِ. وكجُهَيْنَةَ: بنتُ الحارِثِ، وبنتُ أبي قُحافَةَ، وبنتُ أبي أُمَيَّةَ، وقد تُفْتَحُ هذه: صَحابِيَّتانِ، ولا يُعَرَّجُ على قَوْلِ الذَّهَبِيِّ: لم أجِدْ بالضم أحَداً.
والقُرابة، بالضم: القَريبُ. وما هو بِشَبِيهكَ ولا بِقُرابَةٍ مِنكَ، بالضم: بقَريبٍ.
وقُرابَةُ المُؤْمِنِ، وقُرابُه: فِراسَتُه.
وجاؤوا قُرابَى، كفُرادَى: مُتقارِبينَ. وكغُرابٍ: جَبَلٌ باليَمَنِ.
والقَوْرَبُ، كَجَوْرَبٍ: الماءُ لا يُطاقُ كَثْرَةً.
وذاتُ قُرْبٍ، بالضم: ع له يومٌ م.
والمَقْرَبُ والمَقْرَبَةُ: الطريقُ المُخْتَصَرُ.
وقُرْبَى، كحُبْلى: ماءٌ قُرْبَ تَبالَةَ، ولَقَبُ بعضِ القُرَّاءِ. وكشَدَّادٍ: لَقَبُ أبي علِيٍّ محمدِ بنِ محمدٍ الهَرَويِّ المُقْرِئِ، وجماعةٍ من المُحَدِّثينَ.
وتقارَبَت إِبِلُهُ: قَلَّتْ، وأدْبَرَتْ،
وـ الزَّرْعُ: دَنا إِدْراكُه.
و"إذا تقارَبَ الزَّمانُ لم تَكَدْ رؤْيا المُؤْمِنِ تَكْذِبُ"، المُرادُ: آخرُ الزَّمانِ، واقْتِرابُ الساعة، لأنَّ الشيءَ إذا قَلَّ تَقاصَرَتْ أطْرافُهُ، أو المرادُ: اسْتِواءُ اللَّيْلِ والنهارِ، ويَزْعُمُ العابِرُونَ أنَّ أصْدَقَ الأَزْمانِ لوقوعِ العِبارةِ وقْتُ انْفِتاقِ الأَنْوارِ، ووقْتُ إدْراكِ الثِّمارِ، وحينئذٍ يَسْتَوِي الليلُ والنَّهارُ، أو المرادُ زَمَنُ خُروجِ المَهْدِيِّ، حينَ تكونُ السَّنةُ كالشَّهرِ، والشَّهرُ كالجُمُعةِ، والجُمُعَةُ كاليَوْمِ، يُسْتَقْصَرُ لاسْتِلْذاذِه.
والتَّقْريبُ: ضَرْبٌ من العَدْوِ، أو أن يَرْفَعَ يَدَيْهِ مَعاً ويَضَعَهُما مَعاً، وأنْ يقولَ: حَيّاكَ اللَّهُ، وقَرَّبَ دارَكَ.
وتَقَرَّبَ: وضَعَ يَدَه على قُرْبِه.
وتَقَرَّبْ يا رَجُلُ: اعْجَلْ.
وقارَبَه: ناغاهُ بكلامٍ حَسَنٍ،
وـ في الأَمْرِ: تَرَكَ الغُلُوَّ، وقَصَدَ السَّدادَ.
(قَرُبَ)
- فِيهِ «مَن تَقَرَّب إِلَيَّ شِبْراً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِراعاً» الْمُرَادُ بقُرْب الْعَبْدِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى القُرْب بالذِكْر وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، لَا قُرْبُ الذَّاتِ وَالْمَكَانِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ الْأَجْسَامِ.
واللَّه يَتَعالى عَنْ ذَلِكَ ويَتَقدّس.
وَالْمُرَادُ بقُرْب اللَّهِ مِنَ العَبْد قُرْبُ نِعَمِه وألْطافِه مِنْهُ، وبِرّه وإحْسانه إِلَيْهِ، وتَرادُف مِنَنه عِنْدَهُ، وفَيْض مَواهِبه عَلَيْهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «صِفة هَذِهِ الأمَّة فِي التَّوْراة قُرْبانُهم دِمَاؤُهُمْ» القُرْبان: مَصْدَرٌ مِن قَرُبَ يَقْرُب: أَيْ يَتَقَرَّبون إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِإِرَاقَةِ دِمائهم فِي الجِهاد، وَكَانَ قُرْبانُ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ ذَبْح البَقَر وَالْغَنَمِ والإبِل.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الصلاةُ قُرْبانُ كلِّ تَقِيّ» أَيْ أَنَّ الأتْقياء مِنَ النَّاسِ يَتَقَرَّبون بِهَا إِلَى اللَّهِ، أَيْ يَطْلُبُونَ القُرْبَ مِنْهُ بِهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْجُمُعَةِ «مَن راحَ فِي السَّاعَةِ الْأُولَى فكانَّما قرَّب بَدَنَة» أَيْ كَأَنَّمَا أهْدى ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، كَمَا يُهْدى القُرْبانُ إلى بَيْت الله الحرام. (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «إنْ كُنَّا لَنَلْتَقِي فِي الْيَوْمِ مِراراً يَسْأَلُ بعضُنا بَعْضًا، وَإِنْ نَقْرُب بِذَلِكَ إِلَّا أَنْ نَحْمَد اللَّهَ تَعَالَى» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَيْ مَا نَطْلُب بِذَلِكَ إلاَّ حَمْدَ اللَّهِ تَعَالَى.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: نَقْرُب: أَيْ نَطْلب. وَالْأَصْلُ فِيهِ طَلَبُ الْمَاءِ.
وَمِنْهُ «لَيْلَةُ القَرَب» وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يُصْبِحون مِنْهَا عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ اتُّسِع فِيهِ فَقِيلَ:
فُلانٌ يَقْرُب حاجَته: أَيْ يطْلُبها، وَإِنَّ الْأُولَى هِيَ المُخَفَّفة مِنَ الثَّقِيلَةِ، وَالثَّانِيَةُ نَافِيَةٌ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قَالَ لَهُ رجُل: مَا لِي هارِبٌ وَلَا قارِبٌ» القارِب: الَّذِي يَطْلُب الْمَاءَ.
أَرَادَ لَيْسَ لِي شَيْءٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وَمَا كُنْتُ إلاَّ كقارِب وَرَد، وطالِبٍ وَجَد» .
وَفِيهِ «إِذَا تَقَارَب الزَّمَانُ» وَفِي رِوَايَةٍ «اقْتَرب الزَّمَانُ لَمْ تَكَد رُؤْيا المؤمِن تَكْذِب» أَرَادَ اقْتِراب السَّاعَةِ. وَقِيلَ: اعْتِدال اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَتَكُونُ الرُّؤْيَا فِيهِ صَحِيحَةً لِاعْتِدَالِ الزَّمَانِ.
واقْتَرَب: افْتَعل، مِنَ القُرْب. وتَقَارَب: تفاعَل مِنْهُ. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذَا وَلَّى وأدْبَر: تَقَارَب.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمَهْدِيِّ «يَتَقارَب الزَّمَانُ حَتَّى تَكُونَ السَّنَة كالشَّهر» أَرَادَ: يَطِيب الزَّمَانُ حَتَّى لَا يُسْتطال، وَأَيَّامُ السُّرور وَالْعَافِيَةِ قَصِيرة.
وَقِيلَ: هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ قِصَر الأعْمار وقِلّة الْبَرَكَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «سَدِّدُوا وقَارِبوا» أَيِ اقْتَصِدوا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، واتْرُكوا الغُلُوَّ فِيهَا والتَّقْصير. يُقَالُ: قارَب فُلانٌ فِي أُمُورِهِ إِذَا اقْتَصد. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «أَنَّهُ سلَّم عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلَمْ يَرُدّ عَلَيْهِ، قَالَ: فأخَذني مَا قَرُب وَمَا بَعُد» يُقَالُ للرجُل إِذَا أقْلقَه الشَّيْءُ وأزعَجه: أخَذه مَا قَرُب وَمَا بَعُد، وَمَا قَدُم وَمَا حَدُث، كَأَنَّهُ يُفكِّر ويَهْتَم فِي بَعِيدِ أُمُورِهِ وقَرِيبها. يَعْنِي أيُّها كَانَ سَبَبًا فِي الامْتناع مِنْ رَدّ السَّلَامِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «لأُقَرِّبَنَّ بِكُمْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ لَآتِيَنَّكُمْ بِمَا يُشْبِهِهُا ويَقْرُب منها. وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «إِنِّي لأَقْرَبُكُم شَبَهًا بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِيهِ «مَنْ غَيَّرَ المَطْرَبَةَ والمَقْرَبَةَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ» المَقْرَبة: طَرِيقٌ صَغِيرٌ يَنْفُذ إِلَى طَرِيقٍ كَبِيرٍ، وجَمْعُها: المُقَارِب. وَقِيلَ: هُوَ مِن القَرَب، وَهُوَ السَّير بِاللَّيْلِ. وَقِيلَ السَّير إِلَى الْمَاءِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثَلَاثٌ لَعِينَاتٌ: رجُل عَوَّرّ طرِيقَ المَقْرَبة» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «مَا هَذِهِ الْإِبِلُ المُقْرِبة» هَكَذَا رُوِي بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَقِيلَ: هِيَ بِالْفَتْحِ وَهِيَ الَّتِي حُزِمَت لِلرِّكُوبِ. وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي عَلَيْهَا رِحال مُقْرَبة بالأدَم، وَهُوَ مِنْ مَراكب الْمُلُوكِ، وأصلهُ مِنَ القِراب.
(هـ) وَفِي كِتَابِهِ لِوَائِلِ بْنِ حُجْر «لِكُلِّ عَشَرَةٍ مِنَ السَّرايا مَا يَحْمِل القِرَابُ مِنَ التَّمْر» هُوَ شِبْه الجِراب يَطْرح فِيهِ الرَّاكِبُ سَيْفه بِغمده وسَوْطَه، وَقَدْ يَطْرح فِيهِ زَادَهُ مِنْ تَمْر وَغَيْرِهِ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الرِّوَايَةُ بِالْبَاءِ هَكَذَا، وَلَا مَوْضِعَ لَهَا هَاهُنَا، وأراهُ «القِراف» جَمْع قَرْف، وَهِيَ أوْعِيَة مِنْ جُلود يُحْمَل فِيهَا الزَّادُ للسَّفَر، وتُجْمع عَلَى: قُروف، أَيْضًا.
(هـ) وَفِيهِ «إنْ لَقِيتَني بقُراب الْأَرْضِ خَطِيئة» أَيْ بِمَا يُقارِب مَلأْها، وَهُوَ مَصْدَرُ:
قَارَب يُقارِب.
(س) وَفِيهِ «اتَّقُوا قُرَابَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ ينْظُر بِنُورِ اللَّهِ» ورُوِي «قُرابة الْمُؤْمِنِ» يَعْنِي فِراسَتَه وظَنَّه الذي هو قَريب من العلم والتَّحَقُّق؛ لصِدْق حَدْسِه وإصابتِه. يُقَالُ: مَا هُوَ بعالِم وَلَا قُرَاب عالِم، وَلَا قُرابة عالِم، وَلَا قَريب عَالِمٍ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ المولِد «فخَرج عَبْدُ اللَّهِ أَبُو النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مُتَقَرِّباً مُتَخَصَّراً بالبَطْحاء» أَيْ واضِعاً يَدَه عَلَى قُرْبِه: أَيْ خاصِرتَه.
وَقِيلَ: هو الموضع الرَّقيق أسفل من السُّرّة. وَقِيلَ: مُتَقَرِّباً، أَيْ مُسْرِعاً عجِلاً، ويُجْمَع عَلَى أَقْراب.
وَمِنْهُ قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
يُمْشِى القُرادُ عَلَيْهَا ثُمَّ يُزْلِقُه ... عَنْهَا لَبانٌ وأَقرابٌ زَهاليلُ
وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ «أتيْت فَرسي فركِبْتها فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّب بِي» قَرَّبَ تَقْرِيبا إِذَا عَدَا عدْواً دُونَ الإسْراع، وَلَهُ تَقْرِيبان، أدْنى وأعْلَى.
(س) وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ «فَجَلَسُوا فِي أَقْرُب السَّفينة» هِيَ سُفُنٌ صِغار تَكُونُ مَعَ السُّفُنِ الْكِبِارِ البَحْرِيَّة كَالْجَنَائِبِ لَهَا، واحِدها: قارِب، وجَمْعُها: قَوَارِب، فأمَّا أَقْرُب فَغْير مَعْرُوفٍ فِي جَمْعِ قارِب، إلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ.
وَقِيلَ: أَقْرُب السَّفِينَةِ: أَدَانِيهَا، أَيْ مَا قَارَب إِلَى الْأَرْضِ مِنْهَا.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «إلاَّ حامَى عَلَى قَرابَتِه» أَيْ أَقَارِبه. سُمُّوا بِالْمَصْدَرِ، كالصَّحابة.

عَقَّ 

(عَقَّ) الْعَيْنُ وَالْقَافُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ [عَلَى الشَّقِّ] ، وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ فُرُوعُ الْبَابِ بِلُطْفِ نَظَرٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: أَصْلُ الْعَقِّ الشَّقُّ. قَالَ: وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ الْعُقُوقُ. قَالَ: وَكَذَلِكَ الشَّعْرُ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْجِلْدُ. وَهَذَا الَّذِي أَصَّلَهُ الْخَلِيلُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - صَحِيحٌ. وَبَسْطُ الْبَابِ بِشَرْحِهِ هُوَ مَا ذَكَرَهُ فَقَالَ: يُقَالُ عَقَّ الرَّجُلُ عَنِ ابْنِهِ يَعُقُّ عَنْهُ، إِذَا حَلَقَ عَقِيقَتَهُ، وَذَبَحَ عَنْهُ شَاةً. قَالَ: وَتِلْكَ الشَّاةُ عَقِيقَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: " كُلُّ امْرِئٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ ". وَالْعَقِيقَةُ: الشَّعْرُ الَّذِي يُولَدُ بِهِ. وَكَذَلِكَ الْوَبَرُ. فَإِذَا سَقَطَ عَنْهُ مَرَّةً ذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ الِاسْمُ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

يَا هِنْدُ لَا تَنْكِحِي بُوهَةً ... عَلَيْهِ عَقِيقَتُهُ أَحْسَبَا

يَصِفُهُ بِاللُّؤْمِ وَالشُّحِّ. يَقُولُ: كَأَنَّهُ لَمْ يُحْلَقْ عَنْهُ عَقِيقَتُهُ فِي صِغَرِهِ حَتَّى شَاخَ. وَقَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ الْحِمَارَ:

أَذَلِكَ أَمْ أَقَبُّ الْبَطْنِ جَأْبٌ ... عَلَيْهِ مِنْ عَقِيقَتِهِ عِفَاءُ

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الشُّعُورُ وَالْأَصْوَافُ وَالْأَوْبَارُ كُلُّهَا عَقَائِقُ وَعِقَقٌ، وَاحِدَتُهَا عِقَّةٌ. قَالَ عَدِيٌّ:

صَخِبُ التَّعْشِيرِ نَوَّامُ الضُّحَى ... نَاسِلٌ عِقَّتُهُ مِثْلُ الْمَسَدْ

وَقَالَ رُؤْبَةُ:

طَيَّرَ عَنْهَا اللَّسُّ حَوْلِيَّ الْعِقَقْ وَيُقَالُ أَعَقَّتِ النَّعْجَةُ، إِذَا كَثُرَ صُوفُهَا، وَالِاسْمُ الْعَقِيقَةُ. وَعَقَقْتُ الشَّاةَ: جَزَزْتُ عَقِيقَهَا، وَكَذَلِكَ الْإِبِلُ. وَالْعَقُّ: الْجَزُّ الْأَوَّلُ. وَيُقَالُ: عُقُّوا بَهْمَكُمْ فَقَدَ أَعَقَّ، أَيْ جُزُّوهُ فَقَدْ آنَ لَهُ أَنْ يُجَزَّ. وَعَلَى هَذَا الْقِيَاسِ يُسَمَّى نَبْتُ الْأَرْضِ الْأَوَّلُ عَقِيقَةً. وَالْعُقُوقُ: قَطِيعَةُ الْوَالِدَيْنِ وَكُلِّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ. يُقَالُ عَقَّ أَبَاهُ فَهُوَ يَعُقُّهُ عَقًّا وَعُقُوقًا. قَالَ زُهَيْرٌ:

فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِنٍ ... بَعِيدَيْنِ فِيهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَمِ

وَفِي الْمَثَلِ: " ذُقْ عُقَقُ ". وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَالَ لِحَمْزَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَهُوَ مَقْتُولٌ: " ذُقْ عُقَقُ " يُرِيدُ يَا عَاقُّ. وَجَمْعُ عَاقٍّ عَقَقَةٌ. وَيَقُولُونَ: " الْعُقُوقُ ثُكْلُ مَنْ لَمْ يَثْكَلْ "، أَيْ إِنَّ مَنْ عَقَّهُ وَلَدُهُ فَكَأَنَّهُ ثَكِلَهُمْ وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً. وَ " هُوَ أَعَقُّ مِنْ ضَبٍّ " ; لِأَنَّ الضَّبَّ تَقْتُلُ وَلَدَهَا. وَالْمَعَقَّةُ: الْعُقُوقُ.

قَالَ النَّابِغَةُ:

أَحْلَامُ عَادٍ وَأَجْسَادٌ مُطَهَّرَةٌ ... مِنَ الْمَعَقَّةِ وَالْآفَاتِ وَالْأَثَمِ

وَمِنَ الْبَابِ انْعَقَّ الْبَرْقُ. وَعَقَّتِ الرِّيحُ الْمُزْنَةَ، إِذَا اسْتَدَرَّتْهَا، كَأَنَّهَا تَشُقُّهَا شَقَّا. قَالَ الْهُذَلِيُّ: حَارَ وَعَقَّتْ مُزْنَهُ الرِّيحُ وَانْ ... قَارَ بِهِ الْعَرْضُ وَلَمْ يُشْمَلِ

وَعَقِيقَةُ الْبَرْقِ: مَا يَبْقَى فِي السَّحَابِ مِنْ شُعَاعِهِ; وَبِهِ تُشَبَّهُ السُّيُوفُ فَتُسَمَّى عَقَائِقَ. قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ:

بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الْخَطِّيِّ لُدْنٍ ... وَبِيضٍ كَالْعَقَائِقِ يَخْتَلِينَا

وَالْعَقَّاقَةُ: السَّحَابَةُ تَنْعَقُّ بِالْبَرْقِ، أَيْ تَنْشَقُّ. وَكَانَ مُعَقِّرُ بْنُ حِمَارٍ كُفَّ بَصَرُهُ، فَسَمِعَ صَوْتَ رَعْدٍ فَقَالَ لِابْنَتِهِ: أَيَّ شَيْءٍ تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: " أَرَى سَحْمَاءَ عَقَّاقَةً، كَأَنَّهَا حِوَلَاءُ نَاقَةٍ، ذَاتَ هَيْدَبٍ دَانٍ، وَسَيْرٍ وَانٍ ". فَقَالَ: " يَا بِنْتَاهُ، وَائِلِي بِي إِلَى قَفْلَــةٍ فَإِنَّهَا لَا تَنْبُتُ إِلَّا بِمَنْجَاةٍ مِنَ السَّيْلِ ". وَالْعَقُوقُ: مَكَانٌ يَنْعَقُّ عَنْ أَعْلَاهُ النَّبْتُ. وَيُقَالُ انْعَقَّ الْغُبَارُ. إِذَا سَطَعَ وَارْتَفَعَ. قَالَ الْعَجَّاجُ:

إِذَا الْعَجَاجُ الْمُسْتَطَارُ انْعَقَّا

وَيُقَالُ لِفِرِنْدِ السَّيْفِ: عَقِيقَةٌ. فَأَمَّا الْأَعِقَّةُ فَيُقَالُ: إِنَّهَا أَوْدِيَةٌ فِي الرِّمَالِ. وَالْعَقِيقُ: وَادٍ بِالْحِجَازِ. قَالَ جَرِيرٌ:

فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الْعَقِيقُ وَمَنْ بِهِ ... وَهَيْهَاتَ خِلٌّ بِالْعَقِيقِ نَوَاصِلُهْ

وَقَالَ فِي الْأَعِقَّةِ:

دَعَا قَوْمَهُ لَمَّا اسْتُحِلَّ حَرَامُهُ ... وَمِنْ دُونِهِمْ عَرْضُ الْأَعِقَّةِ فَالرَّمْلُ وَقَدْ قُلْنَا: إِنَّ الْبَابَ كُلَّهُ يَرْجِعُ إِلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ. [وَ] مِنَ الْكَلَامِ الْبَاقِي فِي الْعَقِيقَةِ وَالْحَمْلِ قَوْلُهُمْ: أَعَقَّتِ الْحَامِلُ تُعِقُّ إِعْقَاقًا; وَهِيَ عَقُوقُ، وَذَلِكَ إِذَا نَبَتَتِ الْعَقِيقَةُ فِي بَطْنِهَا عَلَى الْوَلَدِ، وَالْجَمْعُ عُقُقٌ. قَالَ:

سِرًّا وَقَدْ أَوَّنَ تَأْوِينَ الْعُقُقْ

وَيُقَالُ الْعَقَاقُ الْحَمْلُ نَفْسُهُ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

أَبَنَّ عَقَاقًا ثُمَّ يَرْمَحْنَ ظَلْمَهُ ... إِبَاءً وَفِيهِ صَوْلَةٌ وَذَمِيلُ

يُرِيدُ: أَظْهَرْنَ حَمْلًا. وَقَالَ آخَرُ:

جَوَانِحُ يَمْزَعْنَ مَزْعَ الظِّبَا ... ءِ لَمْ يَتَّرِكْنَ لِبَطْنٍ عَقَاقَا

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ. الْعَقَقُ: الْحَمْلُ أَيْضًا. قَالَ عَدِيٌّ:

وَتَرَكْتُ الْعِيرَ يُدْمَى نَحْرُهُ ... وَنَحُوصًا سَمْحَجًا فِيهَا عَقَقْ

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: " الْأَبْلَقُ الْعَقُوقُ " فَهُوَ مَثَلٌ يَقُولُونَهُ لِمَا لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ، قَالَ يُونُسُ: الْأَبْلَقُ ذَكَرٌ، وَالْعَقُوقُ: الْحَامِلُ، وَالذَّكَرُ لَا يَكُونُ حَامِلًا، فَلِذَلِكَ يُقَالُ: " كَلَّفْتَنِي الْأَبْلَقَ الْعَقُوقَ "، وَيَقُولُونَ أَيْضًا: " هُوَ أَشْهَرُ مِنَ الْأَبْلَقِ الْعَقُوقِ " يَعْنُونَ بِهِ الصُّبْحَ; لِأَنَّ فِيهِ بَيَاضًا وَسَوَادًا. وَالْعَقُوقُ: الشَّنَقُ. وَأَنْشَدَ: فَلَوْ قَبِلُونِي بِالْعَقُوقِ أَتَيْتُهُمْ ... بِأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ مِنَ الْمَالِ أَقْرَعَا

يَقُولُ: لَوْ أَتَيْتُهُمْ بِالْأَبْلَقِ الْعَقُوقِ مَا قَبِلُونِي. فَأَمَّا الْعَوَاقُّ مِنَ النَّخْلِ فَالرَّوَادِفُ، وَاحِدُهَا عَاقٌّ، وَتِلْكَ فُسْلَانٌ تَنْبُتُ فِي الْعُشْبِ الْخُضْرِ، فَإِذَا كَانَتْ فِي الْجِذْعِ لَا تَمَسُّ الْأَرْضَ فَهِيَ الرَّاكِبَةُ. وَالْعَقِيقَةُ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ فِي بَطْنِ الْوَادِي. قَالَ كُثَيِّرٌ:

إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا رَاقَ عَيْنَهَا ... مُعَوَّذُهُ وَأَعْجَبَتْهَا الْعَقَائِقُ

وَقِيَاسُ ذَلِكَ صَحِيحٌ; لِأَنَّ الْغَدِيرَ وَالْمَاءَ إِذَا لَاحَا فَكَأَنَّ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ. يَقُولُ: إِذَا خَرَجَتْ رَأَتْ حَوْلَهَا نَبْتَهَا مِنْ مُعَوَّذِ النَّبَاتِ وَالْغُدْرَانِ مَا يَرُوقُهَا. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَقْعَقُ: طَائِرٌ مَعْرُوفٌ أَبْلَقُ بِسَوَادٍ وَبَيَاضٍ أَذْنَبُ يُعَقْعِقُ بِصَوْتِهِ، كَأَنَّهُ يَنْشَقُّ بِهِ حَلْقُهُ. وَيَقُولُونَ: " هُوَ أَحْمَقُ مِنْ عَقْعَقٍ "، وَذَلِكَ أَنَّهُ يُضَيِّعُ وَلَدَهُ.

وَمِنَ الْكَلَامِ الْأَوَّلِ " نَوَى الْعَقُوقِ ": نَوًى هَشٌّ رِخْوٌ لَيِّنُ الْمَمْضَغَةِ تَأْكُلُهُ الْعَجُوزُ أَوْ تَلُوكُهُ، وَتُعْلَفُهُ الْإِبِلُ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَهُوَ مِنْ كَلَامِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، لَا تَعْرِفُهُ الْبَادِيَةُ.

قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ الْعَقَّةُ: الْحُفْرَةُ فِي الْأَرْضِ إِذَا كَانَتْ عَمِيقَةً. وَهُوَ مِنَ الْعَقِّ، وَهُوَ الشَّقُّ. وَمِنْهُ اشْتُقَّ الْعَقِيقُ: الْوَادِي الْمَعْرُوفُ. فَأَمَّا قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: نَصَبْتُمْ غَدَاةَ الْجَفْرِ بِيضًا كَأَنَّهَا ... عَقَائِقُ إِذْ شَمْسُ النَّهَارِ اسْتَقَلَّتِ

فَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْعَقَائِقُ مَا تُلَوِّحُهُ الشَّمْسى الْحَائِطِ فَتَرَاهُ يَلْمَعُ مِثْلَ بَرِيقِ الْمِرْآةِ. وَهَذَا كُلُّهُ تَشْبِيهٌ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ عَقَائِقَ الْبَرْقِ. وَهُوَ كَقَوْلِ عَمْرٍو:

وَبِيضٌ كَالْعَقَائِقِ يَخْتَلِينَا

وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: أَعَقَّ الْمَاءَ يُعِقُّهُ إِعْقَاقًا، فَلَيْسَ مِنَ الْبَابِ، لِأَنَّ هَذَا مَقْلُوبٌ مِنْ أَقَعَّهُ، أَيْ أَمَرَّهُ. قَالَ:

بَحْرُكَ عَذْبُ الْمَاءِ مَا أَعَقَّهُ ... رَبُّكَ وَالْمَحْرُومُ مَنْ لَمْ يَلْقَهُ

حَصُنَ 

(حَصُنَ) الْحَاءُ وَالصَّادُ وَالنُّونُ أَصْلٌ وَاحِدٌ مُنْقَاسٌ، وَهُوَ الْحِفْظُ وَالْحِيَاطَةُ وَالْحِرْزُ. فَالْحِصْنُ مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ حُصُونٌ. وَالْحَاصِنُ وَالْحَصَانُ: الْمَرْأَةُ الْمُتَعَفِّفَةُ الْحَاصِنَةُ فَرْجَهَا. قَالَ:

فَمَا وَلَدَتْنِي حَاصِنٌ رَبَعِيَّةٌ ... لَئِنْ أَنَا مَالَأْتُ الْهَوَى لِاتِّبَاعِهَا

وَقَالَ حَسَّانُ فِي الْحَصَانِ:

حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ ... وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ

وَالْفِعْلُ مِنْ هَذَا حَصُنَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى ثَعْلَبٌ: كُلُّ امْرَأَةٍ عَفِيفَةٍ فَهِيَ مُحْصَنَةٌ وَمُحْصِنَةٌ، وَكُلُّ امْرَأَةٍ مُتَزَوِّجَةٍ فَهِيَ مُحْصَنَةٌ لَا غَيْرَ. قَالَ: وَيُقَالُ لِكُلِّ مَمْنُوعٍ مُحْصَنٍ، وَذَكَرَ نَاسٌ أَنَّ الْــقُفْلَ يُسَمَّى مُحْصَنًا. وَيُقَالُ أَحْصَنَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُحْصَنٌ. وَهَذَا أَحَدُ مَا جَاءَ عَلَى أَفْعُلَ فَهُوَ مُفْعَلٌ.

سما

س م ا: (السَّمَاءُ) يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَجَمْعُهُ (أَسْمِيَةٌ) وَ (سَمَوَاتٌ) . وَ (السَّمَاءُ) كُلُّ مَا عَلَاكَ فَأَظَلَّكَ وَمِنْهُ قِيلَ لِسَقْفِ الْبَيْتِ: سَمَاءٌ. وَالسَّمَاءُ الْمَطَرُ يُقَالُ: مَا زِلْنَا نَطَأُ السَّمَاءَ حَتَّى أَتَيْنَاكُمْ. وَ (السُّمُوُّ) الِارْتِفَاعُ وَالْعُلُوُّ يُقَالُ مِنْهُ: (سَمَوْتُ) وَ (سَمَيْتُ) مِثْلُ عَلَوْتُ وَعَلَيْتُ وَسَلَوْتُ وَسَلَيْتُ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَفُلَانٌ لَا يُسَامَى وَقَدْ عَلَا مَنْ (سَامَاهُ) . وَ (تَسَامَوْا) أَيْ تَبَارَوْا. وَ (السَّمَاوَةُ) مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ نَاحِيَةُ الْعَوَاصِمِ. وَ (سَمَّيْتُ) فُلَانًا زَيْدًا وَسَمَّيْتُهُ بِزَيْدٍ بِمَعْنًى. وَ (أَسْمَيْتُهُ) مِثْلُهُ (فَتَسَمَّى) بِهِ. وَهُوَ (سَمِيُّ) فُلَانٍ إِذَا وَافَقَ اسْمُهُ اسْمَ فُلَانٍ كَمَا تَقُولُ: هُوَ كَنِيُّهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65] أَيْ نَظِيرًا يَسْتَحِقُّ مِثْلَ اسْمِهِ وَقِيلَ: مُسَامِيًا يُسَامِيهِ. وَ (الِاسْمُ) مُشْتَقٌّ مِنْ سَمَوْتُ لِأَنَّهُ تَنْوِيهٌ وَرِفْعَةٌ وَتَقْدِيرُهُ افْعٌ وَالذَّاهِبُ مِنْهُ الْوَاوُ لِأَنَّ جَمْعَهُ (أَسْمَاءٌ) وَتَصْغِيرَهُ (سُمَيٌّ) . وَاخْتُلِفَ فِي تَقْدِيرِ أَصْلِهِ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فِعْلٌ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فُعْلٌ وَ (أَسْمَاءٌ) يَكُونُ جَمْعًا لَهُمَا كَجِذْعٍ وَأَجْذَاعٍ وَــقُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَهَذَا لَا تُدْرَكُ صِيغَتُهُ إِلَّا بِالسَّمْعِ. وَفِيهِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ: (اسْمٌ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا، وَ (سِمٌ) بِكَسْرِ السِّينِ وَضَمِّهَا وَ (سُمًا) مَضْمُومٌ مَقْصُورٌ لُغَةٌ خَامِسَةٌ. وَأَلِفُهُ أَلِفُ وَصْلٍ وَرُبَّمَا قَطَعَهَا الشَّاعِرُ لِلضَّرُورَةِ وَجَمْعُ الْأَسْمَاءِ (أَسَامٍ) . وَحَكَى الْفَرَّاءُ: أُعِيذُكَ (بِأَسْمَاوَاتِ) اللَّهِ تَعَالَى. 
(سما) - في حديث هاجَر: "تلك أُمُّكم يا بنى ماءِ السماء"
تريد العربَ، وذلك أنهم يَعِيشون بماء المطر ويتَتَبَّعُون مواقعَ القَطْر.
وقيل: أراد زَمزَم، أنبطَها الله تعالى لِهاجَر، فعاشوا بها، فكأنهم أَولادُها.
- في الحديث: "صَلَّى بنا في إثر سَماءٍ كانت من الليل".
: أي مَطَر لأنه يَنزِل من السَّماء. يقال: ما زِلْنا نَطَأُ السَّماءَ حتى أتيناكم. وأنشد:
إذا سَقَط السماءُ بأَرضِ قَومٍ
رَعَينَاهَا وإن كانوا غِضابَا
ومنهم من يُؤُنِّث السَّماءَ بمعني المَطَر.
- وفي حديث الإفك: "فَسأَل زَيْنَب عن شَأِني. فقالت: يا رسول الله: أَحْمِى سَمْعِي وبَصَري. قالت: وهي التي كانت تُسامِيني مِنْهنّ".
: أَي تُعالِيني، مُفاعَلة من السُّمُوّ: أي تُنازعنى في الحُظْوةِ عنده وتُطاوِلُني وتُفاخِرني، من قولهم: سَمَا الفَحلُ، إذا تطاول على شَوْله.
وقَولُها : أَحمِي سَمْعى وبَصَري: أي لا أكذِبُ عليهما لِئَلَّا أُعَذَّب فيهما.
- ومنه حَدِيثُ أَهل أُحُد: "أَنَّهم خرجوا بسُيوفِهم يَخْطُرون يَتَسَامَوْن كأَنَّهم الفُحولُ"
- قوله: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} .
قيل: اسم هَا هُنا صِلَة، أي سَبِّح رَبَّك.
ويؤيده الحَدِيثُ الآخر أنه لَمَّا نزل: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}. قال: اجعَلُوها في رُكُوعِكم، فلمّا نزلَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} . قال: اجعَلُوها في سُجودِكم، ثم رُوىِ عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول في. رُكُوعِه: "سُبْحان رَبِّىَ العَظِيم". وفي سُجُودِه: "سُبَحان رَبِّىَ الأَعلَى". وكذا رُوى عن ابن الزبير أنه كان إذا قَرأَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} في الصَّلاة قال: "سُبْحانَ رَبِّىَ الأعْلَى". وهذا قَولُ مَنْ قال: إن الاسْمَ هو المُسَمَّى. قال الشّاعر:
* إلى الحَوْلِ ثم اسْمُ السَّلام عَليكُما *
- في حديث شُرَيْح: "اقْتَضىَ مَالِى مُسَمًّى".
: أي بِاسْمِى.
[سما] في ح أم معبد: وإن صمت "سما" وعلاه البهاء، أي ارتفع وعلا على جلسائه، من سما يسمو فهو سام. ومنه: إذا تكلم "يسمو" أي يعلو برأسه ويديه إذا تكلم، يقال: يسمو إلى المعالى إذا تطاول إليها. ومنه: كانت أي زينب "تسامينى" أي تعالينى وتفاخرنى، مفاعلة من السمو، أي تطالبنى في الحظوة عنده. ك: أي تضاهينى في الرفعة بجمالها ومكانها عند النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: تحارب، أي تغضب لها فتحكى مقالة أهل الإفك، وروى بزأي. ومنه: "سما" بصرى، بخفة ميم بعد مهملة أي نظر، قوله: أما أنا - بخفة ميم. ش: المنفرد "باسمه الأسمى" أي الأعلى، اسم تفضيل من السمو. نه: ومنه ح أهل أحد: خرجوا بسيوفهم "يتسامون" كأنهم الفحول، لأي يتبازون ويتفاخرون، أو يتداعون بأسمائهم.باب السين مع النون
[سما] السَماءُ يذكر ويؤنّث أيضاً، ويجمع على أسمية وسماوات. والسماء: كلُّ ما علاك فأظلّك، ومنه قيل لسقف البيت: سَماءٌ. والسَماءُ: المطر، يقال: ما زلنا نطأ السَماءَ حتَّى أتيناكم. قال الشاعر : إذا سقط السَماءُ بأرض قومٍ * رَعَيْناهُ وإنْ كانوا غَضابا ويجمع على أسمية وسمى على فعول. قال العجاج :

تلفُّه الرِياحُ والسُمِيّ * والسُمُوُّ: الارتفاع والعلوّ. تقول منه: سَموْتُ وسَمَيْتُ، مثل علوت وعليت، وسلوت وسليت، عن ثعلب. وفلان لا يُسامى. وقد علا من ساماهُ. وتساموا، أي تباروا. وسمالى شخصٌ: ارتفعَ حتّى اسْتَثْبَتُّهُ. وسَما بصره: عَلاَ. والقُرومُ السَوامي: الفحول الرافعة رؤوسها. وتقول: رددت من سامى طرفه، إذا قصرت إليه نفسَه وأزلت نخوتَه وبأوه. وسَما الفحلُ، إذا سطا على شَوله سماوة. (*) وأما قول الشاعر :

سماء الاله فوق سبع سمائيا * فجمعه على فعائل، كما تجمع سحابة على سحائب، ثم رده إلى الاصل ولم ينون كما ينون جوار، ثم نصب الياء الاخيرة لانه جعل بمنزلة الصحيح الذى لا ينصرف، كما تقول مررت بصحائف يافتى. والسماء: ظهر الفرس، لارتفاعه وعلوّه. وقال : وأحمرَ كالديباج أمّا سَماؤُهُ * فريَّا وأمّا أَرْضُهُ فَمُحولُ وسماوة كل شئ: شخصه. قال العجاج:

سماوة الهلال حتى احقوقفا * وسماوة البيت: سقفه. قال علقمة  * سماوته من أتحمى معصب * والسماوة: موضع بالبادية ناحية العواصم. وسميت فلانا زيدا وسَمَّيْتُهُ بزيدٍ بمعنىً، وأَسْمَيْتُهُ مثله، فتَسَمَّى به. وتقول: هذا سَمِيُّ فلانٍ، إذا وافق اسمُه اسمَه، كما تقول: هو كَنِيُّهُ. وقوله تعالى: (هَلْ تَعْلَمُ له سَمِيَّا) أي نظيراً يستحقُّ مثلَ اسمه، ويقال مساميا يساميه. وأسمى فلان، أي أخذ ناحية السماوة. والسماة: الصيادون مثل الرماة. وقد سَمَوا واسْتَمَوا، إذا خرجوا للصيد. والاسم مشتقٌّ من سَمَوْتُ، لأنّه تنويهٌ ورفعةٌ. واسْمٌ تقديره افْعٌ والذاهب منه الواو، لأنَّ جمعه أسماء وتصغيره سمى. واختلف في تقدير أصله، فقال بعضهم فعل، وقال بعضهم فعل، وأسماء يكون جمعا لهذين الوزنين، مثل جذع وأجذاع، وقفل وأقفال، وهذا لا تدرك صيغته إلا بالسمع. وفيه أربع لغات اسم واسم واسم بالضم، (*) وسم وسم . وينشد: والله أسماك سما مباركا * آثرك الله به إيثاركا وقال آخر: وعامنا أعجبنا مقدمه * يدعى أبا السمح وقرضاب سمه بالضم والكسر جميعا. وألفه ألف وصل وربما جعلها الشاعر ألف قطع للضرورة، كقول الاحوص: وما أنا بالمخسوس في جذم مالك * ولا من تسمى ثم يلتزم الاسما وإذا نسبت إلى الاسم قلت سَمَوِيٌّ، وإن شئت اسْمِيٌّ تركتَه على حاله. وجمع الأسْماء أَسامِ. وحكى الفراء: أُعيذك بأسماوات الله.
سما
سَمَاءُ كلّ شيء: أعلاه، قال الشاعر في وصف فرس:
وأحمر كالدّيباج أمّا سَمَاؤُهُ فريّا وأمّا أرضه فمحول
قال بعضهم: كلّ سماء بالإضافة إلى ما دونها فسماء، وبالإضافة إلى ما فوقها فأرض إلّا السّماء العليا فإنها سماء بلا أرض، وحمل على هذا قوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ [الطلاق/ 12] ، وسمّي المطر سَمَاءً لخروجه منها، قال بعضهم: إنما سمّي سماء ما لم يقع بالأرض اعتبارا بما تقدّم، وسمّي النّبات سَمَاءً، إمّا لكونه من المطر الذي هو سماء، وإمّا لارتفاعه عن الأرض. والسماء المقابل للأرض مؤنّثة، وقد تذكّر، ويستعمل للواحد والجمع، لقوله: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ [البقرة/ 29] ، وقد يقال في جمعها: سَمَوَاتٍ. قال: خَلْقِ السَّماواتِ [الزمر/ 5] ، قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ [المؤمنون/ 86] ، وقال: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ [المزمل/ 18] ، فذكّر، وقال: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ [الانشقاق/ 1] ، إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ [الانفطار/ 1] ، فأنّث، ووجه ذلك أنها كالنّخل في الشجر، وما يجري مجراه من أسماء الجنس الذي يذكّر ويؤنّث، ويخبر عنه بلفظ الواحد والجمع، والسماء الذي هو المطر يذكّر، ويجمع على أسمية. والسَّمَاوَةُ الشّخص العالي، قال الشاعر:
سماوة الهلال حتى احقوقفا
وسَمَا لي : شخص، وسَمَا الفحل على الشّول سَمَاوَةَ لتخلله إيّاها، والِاسْمُ: ما يعرف به ذات الشيء، وأصله سِمْوٌ، بدلالة قولهم: أسماء وسُمَيٌّ، وأصله من السُّمُوِّ وهو الذي به رفع ذكر الْمُسَمَّى فيعرف به، قال الله:
بِسْمِ اللَّهِ [الفاتحة/ 1] ، وقال: ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها [هود/ 41] ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [النمل/ 30] ، وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ [البقرة/ 31] ، أي:
الألفاظ والمعاني مفرداتها ومركّباتها. وبيان ذلك أنّ الاسم يستعمل على ضربين:
أحدهما: بحسب الوضع الاصطلاحيّ، وذلك هو في المخبر عنه نحو: رجل وفرس.
والثاني: بحسب الوضع الأوّليّ.
ويقال ذلك للأنواع الثلاثة المخبر عنه، والخبر عنه، والرّابط بينهما المسمّى بالحرف، وهذا هو المراد بالآية، لأنّ آدم عليه السلام كما علم الاسم علم الفعل، والحرف، ولا يعرف الإنسان الاسم فيكون عارفا لمسمّاه إذا عرض عليه المسمّى، إلا إذا عرف ذاته. ألا ترى أنّا لو علمنا أَسَامِيَ أشياء بالهنديّة، أو بالرّوميّة، ولم نعرف صورة ما له تلك الأسماء لم نعرف الْمُسَمَّيَاتِ إذا شاهدناها بمعرفتنا الأسماء المجرّدة، بل كنّا عارفين بأصوات مجرّدة، فثبت أنّ معرفة الأسماء لا تحصل إلا بمعرفة المسمّى، وحصول صورته في الضّمير، فإذا المراد بقوله:
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها [البقرة/ 31] ، الأنواع الثلاثة من الكلام وصور المسمّيات في ذواتها، وقوله: ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها [يوسف/ 40] ، فمعناه أنّ الأسماء التي تذكرونها ليس لها مسمّيات، وإنما هي أسماء على غير مسمّى إذ كان حقيقة ما يعتقدون في الأصنام بحسب تلك الأسماء غير موجود فيها، وقوله: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ [الرعد/ 33] ، فليس المراد أن يذكروا أساميها نحو اللّات والعزّى، وإنما المعنى إظهار تحقيق ما تدعونه إلها، وأنه هل يوجد معاني تلك الأسماء فيها، ولهذا قال بعده: أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ [الرعد/ 33] ، وقوله: تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ [الرحمن/ 78] ، أي: البركة والنّعمة الفائضة في صفاته إذا اعتبرت، وذلك نحو: الكريم والعليم والباري، والرّحمن الرّحيم، وقال: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [الأعلى/ 1] ، وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى [الأعراف/ 180] ، وقوله: اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا
[مريم/ 7] ، لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى
[النجم/ 27] ، أي: يقولون للملائكة بنات الله، وقوله: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا
[مريم/ 65] ، أي: نظيرا له يستحقّ اسمه، وموصوفا يستحقّ صفته على التّحقيق، وليس المعنى هل تجد من يتسمّى باسمه إذ كان كثير من أسمائه قد يطلق على غيره، لكن ليس معناه إذا استعمل فيه كما كان معناه إذا استعمل في غيره.
(سما)
سموا وسماء علا وارتفع وتطاول يُقَال سمت همته إِلَى معالي الْأُمُور طلب الْعِزّ والشرف وسما فِي الْحسب وَالنّسب وسما بَصَره إِلَى الشَّيْء طمح والهلال طلع مرتفعا والشوق لفُلَان عاوده وَالْقَوْم وَنَحْوهم على الْمِائَة وَنَحْوهَا زادوا وَله شخص رفع لَهُ من بعيد فاستبانه وَبِه رَفعه وَأَعلاهُ وَلَهُم نَهَضَ لقتالهم وَخرج للصَّيْد فِي الصحارى والقفار والفحل سماوة سَطَا وتطاول على شوله وَفُلَانًا مُحَمَّدًا أَو بِهِ سموا جعله اسْما لَهُ وعلما عَلَيْهِ والصائد الْوَحْش تعين شخوصها وطلبها

نشب

(نشب) الشَّيْء فِي غَيره أنشبه وَالثَّوْب وشاه بِصُورَة النشاب
(نشب)
فِي الشَّيْء نشبا ونشوبا ونشبة علق فِيهِ يُقَال نشبت مخالب الْجَارِح فِي الصَّيْد ونشب الصَّيْد فِي الحبالة ونشب الْعظم فِي الْحلق وَيُقَال نشب فلَان فِيمَا يكرههُ وَقع فِيهِ وَمَا نشب أَن قَالَ كَذَا مَا لبث وَالشَّر أَو الْحَرْب بَين الْقَوْم نشوبا ثار وَالْأَمر فلَانا لزمَه
[نشب] نه: في ح يوم حنين: حتى "تناشبوا" حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي تضاموا، ونشب بعضهم في بعض- أي دخل وتعلق، من نشب في الشيء- إذا وقع فيما لا مخلص له منه، ولم ينشب أن فعل كذا أي لم يلبث، وحقيقته لم يتعلق بشيء غيره ولا اشتغل بسواه. وح: "لم أنشب" أن أثخنت عليها. وح: إن الناس "نشبوا" في قتل عثمان، أي علقوا، نشبت الحرب بينهم نشوبًا: اشتبكت. وفيه: قيل لشريح: اشتريت سمسمًا "فنشب" فيه رجل، أي اشتراه فقال: هو للأول. قس: ثم "لم ينشب" ورقة أن توفي، بفتح أوله وثالثه، وأن- بفتح همزة بدل من ورقة، أي لم يتأخر وفاته عن هذه القصة، وفي السير أن ورقة مر ببلال وهو يعذب، وهذا يقتضي تأخرها. وح: "فما نشبنا" أن قيل: هذا نبي، بكسر معجمة أي ما مكثنا إذ ظهر القول من الناس بخروج نبي. ط: فيرمون "بنشابهم"، هو بضم نون وتشديد شين: السهام، فيحصرون ويبلغ الفاقة بهم حتى يكون رأس الثور خيرًا من مائة دينار وغيره على هذا القياس، وقيل: أراد نفس الثور لاحتياجهم إليها للزراعة، وفيه نظر، فما للزراعة وهم محصورون.
(ن ش ب) : (قَوْلُهُمْ مَا نَشِبَ) أَنْ فَعَلَ كَذَا (وَلَمْ يَنْشَبْ) أَنْ قَالَ ذَلِكَ أَيْ لَمْ يَلْبَثْ وَأَصْلُهُ مِنْ نَشِبَ الْعَظْمُ فِي الْحَلْقِ وَالصَّيْدُ فِي الْحِبَالَةِ إذَا عَلِقَ النَّاشِبُ (وَالنُّشَّابُ) فِي (ن ب) .
ن ش ب: (النَّشَبُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْمَالُ وَالْعَقَارُ. وَ (نَشِبَ) الشَّيْءَ فِي الشَّيْءِ بِالْكَسْرِ (نُشُوبًا) أَيْ عَلِقَ فِيهِ. وَ (النَّاشِبُ) صَاحِبُ (النُّشَّابِ) . 
[نشب] النَشَبُ: المال والعقار. ونَشِبَ الشئ في الشئ بالكسر نشوبا، أي علقَ فيه: وأنْشَبْتُهُ أنا فيه، أي أعلقته، فانتشب. وأنشب الصائِدُ: أعلَقَ. ويقال نَشِبَتِ الحربُ بينهم. وقد ناشَبَهُ الحربَ، أي نابذَه. والنُشَّابُ: السهامُ، الواحدة نُشَّابَةٌ. والناشِب: صاحب النشَّابِ ، وقوم ناشِبة. ومنه سمى الرجل ناشبا. ونشبة بالضم: اسم رجل، وهو نشبة بن غيظ ابن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان.
ن ش ب : نَشِبَ الشَّيْءُ فِي الشَّيْءِ مِنْ بَابِ تَعِبَ نُشُوبًا عَلِقَ فَهُوَ نَاشِبٌ وَمِنْهُ اُشْتُقَّ النُّشَّابُ الْوَاحِدَةُ نُشَّابَةٌ وَرَجُلٌ نَاشِبٌ مَعَهُ نُشَّابٌ مِثْلُ لَابِنٍ وَتَامِرٍ أَيْ ذُو لَبَنٍ وَتَمْرٍ وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ أَنْشَبْتُهُ فِي الشَّيْءِ.

وَالنَّشَبُ بِفَتْحَتَيْنِ قِيلَ الْعَقَارُ وَقِيلَ الْمَالُ وَالْعَقَارُ. 
(نشب) - في حديث حَرْبٍ : "قال: اشَتريتُ سِمْسِمًا فَنَشِبَ فيه رجُلٌ - يعنى اشتَراه - قال شُرَيح: هو للأَوَّل"
نَشِبَ بالشّىءِ: تعَلّق به، وَمنه النشَبُ؛ وهو المالُ؛ لأنّه يتعلَّق به، ونَشِبَ في الشَّىءِ؛ إذا وَقَع فيما لا مَخْلَصَ له منه، وأنشَبَ أظفَارَهُ وَمَخَالِبَهُ فيه. ويقال للذئب: نَشَبَةٌ، ونَشِبَت الحَرْبُ بينَهم نُشُوبًا: اشْتَبَكَتْ، ولم يَنْشَبْ أَن فَعَل كذا: أي لم يتعلّق بشىءٍ، ولَم يشتَغِل بِغَيْره، وَمَعناهُ لم يَمْكُثْ وَلم يَبْرَحْ.
- ومنه حديث الأَحْنَفِ: "إن النّاسَ نَشِبُوا في قَتْلِ عُثمانَ"
: أي وَقعوا فيه وُقُوعًا لا مَنزَعَ لهم منه.
ونَشِبَ مَنشَب سَوْءٍ؛ إذا ارتبَكَ فيمَا لَا مَخلَصَ لَه منه.

نشب


نَشِبَ(n. ac. نَشْب
نُشْبَة
نُشُوْب)
a. [Fī], Stuck fast to, in; fastened on to.
b.(n. ac. نَشَب) [Fī], Became caught, entangled in.
c.(n. ac. نُشُوْب) [Bain], Continued between (war).
d. Was incumbent upon.
e. [ coll. ], Spouted, gushed
forth.
نَشَّبَ
a. [acc. & Fī], Fastened, inserted into.
b. [Fī], Began.
نَاْشَبَa. Waged war with.
b. Contended with.

أَنْشَبَa. see II (a)b. Caught, snared, entrapped.
c. Blew violently (wind).
تَنَشَّبَ
a. [Fī], Was fixed in; clung to; was attached to.

تَنَاْشَبَa. Was joined together; gathered.

إِنْتَشَبَa. see Vb. Collected.

نُشْبَةa. Sticker; hold-fast.
b. In a fix; embarrassed.
c. Wolf.

نَشَبa. Property, possessions; fixtures.
b. Fixed.
c. A tree.

نَشَبَةa. see 4 (a)
نَشِبa. Adhering.

مَنْشَبa. Fix ( embarrassing situation ).

مَنْشَبَةa. see 4 (a)
مِنْشَب
(pl.
مَنَاْشِبُ)
a. Noose.
b. Unripe date.

نَاْشِبa. Sticking fast.
b. Having arrows.

نَشَّاْبa. Arrowmaker.
b. Archer, bowman.

نَشَّاْبَةa. see 21 (b)
نُشَّاْب
(pl.
نَشَاْشِيْبُ)
a. Arrow.

نُشَّاْبَةa. An arrow.

N. P.
نَشَّبَa. Arrow-patterned.

نَاشِبَة الحَال
a. Trough.

مَا نَشِبَ أَن
a. He did not fail, delay to.
ن ش ب

نشب العظم في الحلق والصيد في الحبالة ومخالب الجارح في الأخيذة، وتنشّب. وأنشب فيه مخالبه. ورماه بنشّابة، وتراموا بالنّشّاب والنشاشيب. ومعهم ناشبة: رماة بالنشّاب. وبرد منشّب نحو: مسهّم وشيه يشبه أفاويق السهام. قال:

لكلّ حال قد لبست أثوباً ... رياطه واليمنة المنشّبا

وقال كثير:

هضيم الحشا رود المطا بختريّة ... جميل عليها الأتحميّ المنشّب

وله نشبٌ: مال أصيل. وتقول: لكم نسب، وما لكم نشب، ما أنتم إلا خشب.

ومن المجاز: نشب الشرّ والحرب بينهم نشوباً. وناشب عدوّه مناشبةً. وما نشبت أقول ذاك، نحو: ما علقت، بمعنى: ما زلت. وما نشب أن قال كذا، ولم ينشب أن قال، بمعنى: ما لبث. ونشب فلان منشب سوء إذا وقع موقعاً لا يتخلّص منه. وسمعت الأمير الشريف:

قد نشبت رجل حيضيٍّ منشب

ورجل نشبة إذا نشب في أمرٍ لم يكد ينحلّ عنه وإن كان غيّاً. وتنشّب في قلبي حبها. قال عمر بن أبي ربيعة:

فأرى القلب قد تنشب فيه ... حبٌّ هند فما يطيق نزوعاً
ن ش ب

نَشِبَ الشَّيْءُ في الشيءِ نَشَباً ونُشُوباً ونَشْبَةً لم يَنْفُذْ وأَنْشَبَهُ ونَشَبَهُ قال

(هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنَا في صُدُورِهِمْ ... وبيضاً تَقِيضُ البَيْضَ من حيثُ طائِرُهُ)

ونَشَّبَ في الشَّيْءِ كَنَشَّمَ حكاهُما اللِّحْيَانيُّ بعد أن ضعَّفهُما قال ابنُ الأعرابيِّ قال الحارثُ بن بَدْرٍ الغُدانِيُّ كُنتُ مَرَّةً نُشْبَةً وأنا اليوْمَ عُقْبَةً أي كُنْتُ مرَّةً إذا نَشِبْتُ أو عَلِقْتُ بِإِنْسانٍ لَقِيَ مِنِّي شَرّاً فقد أَعْقَبْتُ اليومَ ورَجَعْتُ وقولُه أنْشدَه ابنُ الأعرابيِّ

(وتِلْكَ بنُو عَدِيٍّ قدْ تَوَلَّوْا ... فيا عَجَباً لناشِبَةِ المَحالِ)

فسّره فقال ناشِبَةُ المَحالِ البَكْرَةُ التي لا تَجْرِي أي امْتَنَعُوا مِنَّا فلم يُعِينُونا شَبَّهَهُمْ في امْتِناعِهم عليه بامتناعِ البَكْرَةِ من الجَرْيِ والنُّشَّاب النَّبْلُ واحدتُه نُشَّابَةٌ والنَّاشِبُ ذو النُّشَّابِ والنَّشَّابُ متَّخِذُ النُّشَّابِ وقوم نَشَّابَةٌ يَرْمُونَ بالنُّشَّاب كلّ ذلك على النَّسبِ لأنه لا فِعْلَ له والنَّشَبُ والْمَنْشَبَةُ المالُ الأَصِيلُ من الناطِقِ والصامتِ وأنْشَبَتِ الرِّيحُ اشْتَدّتْ وساقَتِ التُّرَابَ ونُشْبَةُ مِنْ أسْمَاءِ الذَئْبِ ونُشَيْبَةُ اسْمُ رَجُلٍ
نشب: نشب: المعنى المجازي: بعد ان تخليت عن الدنيا ويلكت سبيل النسك دعاني السلطان ونشبت في الدنيا ثانية (ابن بطوطة 3: 161) وهناك معنى مجازي آخر ونشبت الجراح في الطائفتين (معجم الطرائف).
نشب: إن معنى الفعل نشب في جملة نشبت الحرب بينهم يكاد بطابق الفعل وقع مع شيء من الشدة والاحتدام.
لم ينشل إن فعل -هكذا في الأصل. المترجم-: لم يلبث أن ... لم يتأخر كثيرا في أن يفعل شيئا مخصوصا (ابن الخطيب 78): ولم ينشب أن عاد إلى البلاد المشرقية. خلط (فريتاج) بين هذا المعنى وما نشب أي بين ما نشب وما نشبت أقول أي لم انقطع عن القول ...
نشب: رشق، رمى سهما ... الخ (أبو الوليد 296 رقم 80).
ناشب: ترد ناشب، أحيانا، متعدية إلى المفعول به أو بصيغة ناشب ل عند شراح شعر (مسلم بن الوليد) (ص15 البيت 58) لا يناشبه الحرب إلا أنني أميل إلى أن اقرأها الحرب التي هي الصيغة المعتادة.
أنشب: اشتبك في الحرب، شارك في القتال (معجم الطرائف) وكذلك شارك في النقاش (رياض النفوس رقم 50): فأنشب المناظرة مع اليهودي.
أنشب: أبر، طعم، أطعم، القح بالتثقيب أو القح وحدها (انظر ابن العوام 1: 14 و 1: 19 وصححها وفقا لمخطوطتنا): وصفة العمل في الانشاب بالثقبة وفيه العمل في انشاب شجرة في أخرى (186: 21 و1: 224، 9 و406: 3 و476: 18).
انتشب في: تورط، أوقع نفسه في قضية كريهة غير مرضية (محمد بن الحارث 342 بصدد قاض كان يكره أن يرى سكرانا): وكنت اعرف كراهية القاضي أن ينتشب في مثل هذا ورقة قلبه أن يقرع أحدا بسوط.
ينتشب: يحتاج (عند الكالا، وهذا غريب): aver necessidad.
نشب: منقول (الجمع منقولات) (فوك) نشابة: حربة (القاموس اللاتيني iactus) رمية ونشابة.
نشابة: والجمع نشاشيب: فقاعة (لو صحت كتابة الكلمة في ألف ليلة برسل 11: 224): وغلا له الماء حتى فار وطلعت نشاشيبه.
ناشب والجمع ناشبة: رامي السهام، قواس، نشاب (معجم الطرائف، البربرية 2: 110، 6 و112: 8 مولر 80: 1) دار الناشبة، والحامية المضرمة للحرب الناشبة (الخطيب 160 وانظر): الرماة الناشبة الدارعة (في المقري 1: 274: 18): مائة مملوك من الإفرنج ناشبة على خيول صافنة وناشئة هنا ينبغي أن تقرأ ناشبة مثلما وردت في طبعة بولاق: لقد فاتني والسيد (فليشر) تصحيح هذا الخطأ لذى ينبغي أن تضع كلمة الناشبة في موضع الناشفة في (البيان 1: 266).
ناشبي: والجمع ناشبة (والكلمة عند ابن الأثير 5: 174: 2 قد ذكرت في معجم الطرائف أيضا).
منتشب: خصام، نزاع (2: 134): فتأمل ابن مسلمة منتشبه مع ابن عمه محمد بن حجاج (وصحح المعجم وفقا لذلك).
نشب
نشِبَ/ نشِبَ في يَنشَب، نَشَبًا ونُشوبًا ونُشْبةً، فهو ناشِب، والمفعول مَنشوب فيه
• نشِب الأمرُ: ثار، شبّ، وقع "نشِب حريقٌ: اشتعل- نشب فلان منشب سوء: وقع في ما لا مخلص منه- إمكان نشوب حرب".
• نشِب في الشّيء: علِق به "نشِب الصيدُ في الحِبالة- نشِب في ثوبه مسمار- نشِب العظمُ في الحلق: علِق به ولم ينفذ" ° ما نشِب أن فعل كذا: ما لبث- نشِب في المعصية: وقع فيما يكره. 

أنشبَ يُنشب، إنشابًا، فهو مُنشِب، والمفعول مُنشَب (للمتعدِّي)
• أنشب الصَّائدُ: علِقت حِبالتُه بالصّيد.
• أنشب الشَّيءَ في غيره: غرزه، أعلقه به "أنشب النّسرُ مخالبَه في فريسته- أنشب وتِدًا في الأرض- أنشبتِ الحربُ أظفارَها بالقوم- وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفعُ". 

تنشَّبَ في يتنشَّب، تنشُّبًا، فهو مُتَنَشِّب، والمفعول مُتنشَّب فيه
• تنشَّب حبُّها في قلبي: نَشِب؛ تعلّق. 

ناشبَ يُناشِب، مُنَاشبةً، فهو مُناشِب، والمفعول مُنَاشَب
• ناشب خصمَه: رماه بالنُّشَّاب وهو النَّبْل.
• ناشبه الحربَ: جاهره بها "لمّا أعدّت البلادُ قوّتها ناشبت عدوَّها الحربَ". 

ناشِب [مفرد]: ج نَشَّابَة:
1 - اسم فاعل من نشِبَ/ نشِبَ في.
2 - رامٍ بالنُّشَّاب. 

نَشَب [مفرد]: مصدر نشِبَ/ نشِبَ في. 

نُشْبَة [مفرد]: مصدر نشِبَ/ نشِبَ في. 

نَشّاب [مفرد]: ج نشّابون ونَشَّابَة:
1 - صيغة مبالغة من نشِبَ/ نشِبَ في: كثير النُّشوب.
2 - صانع النُّشَّاب.
3 - ناشِب؛ رامٍ بالنُّشَّاب "نشَّاب ماهر". 

نُشَّاب [جمع]: جج نشاشيبُ، مف نُشّابة: نَبْل، سَهْم "تراموا بالنشاشيب". 

نُشوب [مفرد]: مصدر نشِبَ/ نشِبَ في. 

نشب

1 نَشِبَ الشَّىْءُ فى الشَّىْءِ, aor. ـَ inf. n. نُشُوبٌ (S) and نَشَبٌ (K, accord. to TA, &c: in the CK نَشْبٌ:) and نُشْبَةٌ; (K;) and ↓ انتشب (S, K) [and ↓ تنشّب, q. v.]; The thing stuck fast in the thing. (S.) نَشِبَ العَظْمُ فِيهِ The bone stuck fast in him, or it; (TA;) would not pass through. (K.) b2: نَشِبَ, aor. ـَ inf. n. نَشَبٌ, It became caught, or entangled, فِى شَىْءٍ in a thing; as game in a net, or snare. (Lth.) b3: اشْتَرَيْتُ سِمْسِمًا فَنَشِبَ فِيهِ رَجُلٌ [I bought some sesame, and a man seized it, or laid hold upon it, for himself]. (TA.) b4: نَشِبَتِ الحَرْبُ بَيْنَهُمْ, (S, A,) inf. n. نُشُوبٌ, (A,) (tropical:) The war, or fight, became intricate and entangled (اشتبكت), between them. (TA.) b5: مَا نَشِبْتُ أَفْعَلُ كَذَا (tropical:) I ceased not to do so. (K.) b6: مَا نَشِبْتُ أَقُولُهُ like مَا عَلِقْتُ (tropical:) I did not cease saying it. (A.) b7: لَمْ يَنْشَبْ أَنْ فَعَلَ كَذَا (tropical:) He did not delay to do so; [he did so without delay]. (A.) b8: لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ مَاتَ (tropical:) Warakah delayed not to die; [died without delay, or immediately;] lit., did not cling to anything else. Occurring in a trad. (IAth.) b9: نَشِبَهُ الأَمْرُ The thing was incumbent upon him: syn. لَزِمَهُ. (K.) 2 نشّبوا فِى قَتْلِ عُثْمَانَ [They set about, or commenced, the slaughter of 'Othmán]. (TA, from a trad.) b2: نشّب فِى الشَّىْءِ i. q. نشّم: (K:) mentioned by Lh, but as being of weak authority. (TA.) b3: See 4.3 ناشبه الحَرْبَ (assumed tropical:) He waged open war with him; contended with him therein; [app., with pertinacity]. (S.) b2: ناشب عَدُوَّهُ, inf. n. مُنَاشَبَةٌ, (tropical:) [He contended with his enemy with pertinacity]. (A.) 4 أَنْشَبْتُهُ فِيهِ, (S, K,) and ↓ نَشَّبْتُهُ, (K,) I made it to stick fast in it, (S,) so that it would not pass through. (K.) b2: انشب He (a fowler or the like) had game caught, or entangled, in his snare, or net. (S, K.) b3: He (a hawk) fixed his talons into his prey. (TA.) b4: انشبتِ الرِّيحُ i. q. انسبت, The wind was violent, and drove along the dust and pebbles. (K.) 5 تنشّب الشَّوْكُ بِالثَّوْبِ The thorns caught in, or to, or laid hold upon, the garment. (Msb, art. علق.) b2: تنشّب فِى قَلْبِهِ حُبُّهَا (tropical:) [Love of her took fast hold upon, or became fixed in, his heart]. (A.) b3: See 1.6 تَنَاشَبُوا حَوْلَهُ They drew themselves together, cleaving one to another, around him. (K, * TA.) 8 إِنْتَشَبَ See 1. b2: Also, He collected fire-wood. (K.) b3: انتشب طَعَامًا He collected together corn, and made for himself property (نَشَب) thereof. (K.) نَشَبٌ (S, K) and ↓ نَشَبَةٌ and ↓ مَنْشَبَةٌ Moveable and immoveable property; syn. مَالٌ and عَقَارٌ: (A'Obeyd, S, Msb:) or the latter only: (Msb:) or fixed property, consisting of animate and inanimate things; [or live stock and land &c.; or land &c. with its live stock;] lit. vocal and mute, نَاطِق and صَامِت: (K:) or نشب is a term mostly applied to immoveable property, such as houses and land; whereas مال is a term mostly applied to moveable property, such as silver and gold coin, &c.: but this latter term is sometimes applied to all that a man possesses; and sometimes especially, or particularly, to camels. (TA.) See also 8. [You say,] لكُمْ نَسَبٌ وَمَا لَكُمْ نَشَبٌ مَا أَنْتُمْ إِلَّا خَشَبٌ [Ye have (good) lineage; but ye have not fixed property: ye are nothing but logs of wood]. (A, and in a MS. copy of the K: in the CK, with the pron. of the third Pers\., and with إِنْ in place of the latter ما.) A2: نَشَبٌ A certain tree, of which bows are made, (K,) one of the trees of the desert. (TA.) كُنْتُ مَرَّةً نُشْبَةً فَصِرْتُ اليَوْمَ عُقْبَةٌ I was once such that, when I clung to a man, he experienced evil from me; but now I have reverted from being such through weakness. (IAar, K. *) [See also art. عقب.] A proverb. Said by El-Hárith Ibn-Bedr El-Ghudánee. Applied in the case of him who has become abased after having been great or powerful. MF observes, that نشبة as syn. with عَلِقٌ is properly written ↓ نَشَبَةٌ; and that it is altered here to assimilate it to عُقْبَة: but it will be seen that نُشْبَةٌ is explained in the K, in another instance in this art. in a sense suitable to it in this proverb. (TA.) b2: نُشْبَةٌ [A holdfast. And hence,] (tropical:) A man who, when he is involved, or engaged, in an affair, can scarcely be extricated, or disengaged, from it; (A, K;) or who is unable to accomplish it: (TA:) one who, when charged with, or accused of, a vice, or fault, or the like, will scarcely forsake it. (L.) [See an explanation of a verse cited voce عُصْبٌ.]

A2: نُشْبَةُ a proper name of The wolf. (K.) Imperfectly declinable. (TA.) نَشَبَةٌ: see نَشَبٌ, and نُشْبَةٌ.

نَشَّابٌ A maker of arrows. (K.) See نَاشِبٌ.

نُشَّابٌ coll. gen. n., Arrows: syn. سِهَامٌ, (S,) or نَبْلٌ: (K:) n. un. with ة: (S, K:) pl. نَشَاشِيبُ: (TA:) from نَشِبَ “ it stuck fast ” in a thing. (Msb.) نَاشِبٌ Sticking fast in a thing. (Msb.) b2: Possessing arrows. (S, K.) A word of the same kind as لَابِنٌ and تَامِرٌ: (Msb:) after the manner of a relative noun; having no corresponding verb from which to be formed. (TA.) قَوْمٌ نَاشِبَةٌ [A people, or party, possessing arrows]. (S.) b3: Also, قَوْمٌ نَاشِبَةٌ, (TA,) and ↓ نَشَّابَةٌ, (K,) A people shooting, or who shoot, arrows. (K, TA.) b4: نَاشِبَةُ المَحَالِ The pulley that sticks fast, or will not run. A poet says, وَتِلْكَ بَنُو عَدِىٍّ قَدْ تَأَلَّوْا فَيَا عَجَبًا لِنَاشِبَةِ المَحَالِ [And those, the sons of 'Adee, fell short of what they should do, or delayed: and I wonder at the pulley that sticks fast, and will not run!] He compares them, in their holding back from aiding them, [see art. الو,] to the pulley that will not run. So explained by IAar, and the L. In the K explained imperfectly. (TA.) مَنْشَبٌ A place whence one cannot extricate himself. Ex. نَشِبَ مَنْشَبَ سَوْءٍ (tropical:) He fell into an evil, or a misfortune, from which he could not deliver, or extricate himself. (A, K.) مَنْشَبٌ [An instrument by which a thing is made to catch, or stick fast: pl. مَنَاشِبُ]. [Hence,] مَنَاشِبُ قُفْلٍ [The catches of a lock]. (A'Obeyd, in TA, voce فَرَاشٌ, q. v.) b2: مِنْشَبٌ Tough, or dry, bad, unripe dates; syn. بُسْرُِ الخَشْوِ: pl. مَنَاشِبُ. (K.) b3: أَتَوْنَا بِخَشْوٍ مِنْشَبٍ يَأْخُذُ بِالْحَلْقِ [They brought us tough, or dry, bad, unripe dates, that choked, or stuck in the throat]. (IAar.) مَنْشَبَةٌ: see نَشَبٌ.

مُنَشَّبٌ A garment of the kind called بُرْد figured with the forms of arrows: (K:) or figured with a pattern resembling the notches of arrows. (A.)
نشب
: (نَشبَ العظْمُ فِيهِ، كَفَرِحَ، نَشَباً) محركَة، (ونُشُوباً، ونُشْبَةً بالضَّمّ) فيهمَا، وعَلى الأَوسطِ اقتصرَ الجوهريّ: أَي عَلِقَ فِيهِ، و (لم يَنْفُذْ) .
(وأَنْشَبَه) ، فانْتَشَبَ، (ونَشَّبَه) بالتشْديد: أَعْلَقَه، قَالَ:
هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنَا فِي صُدُورِهِمْ
وبِيضاً تَقِيضُ البَيْضَ مِن حَيْثُ طائرُهُ
وَمن المَجَاز فِي الحَدِيث: (لم يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ مَاتَ) ، قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: لم يَلْبَثْ، وحَقيقتُهُ: لم يَتَعَلَّقْ بشَيءٍ غيرِه وَلَا بِسِوَاه. ومثلُه فِي الْفَائِق.
(ونَشَّبَ فِي الشَّيْءِ) : ابتدأَ، ك (نَشَّمَ) بالتّشْدِيد، حَكَاهُ اللِّحيانيُّ بعد أَن ضعّفَها. قلتُ: وَهَكَذَا هُوَ مضبوطٌ فِي نُسْخَتِنا. ولَمّا غفَلَ عَن ذَلِك شيخُنا، قَالَ: هُوَ تفسيرُ معلومٍ بِمَجْهُول.
(و) قَالَ ابْنُ الأَعْرَابيّ: قالَ الحارثُ بنُ بَدْرٍ الغُدَانِيّ: (كنت) مُدَّةً (نُشْبَةً) بالضَّمّ، (فَصِرتُ) اليومَ (عُقْبَةً) : أَي كُنْتُ مُدَّةً (إِذ نَشِبْتُ وعَلِقْتُ بإِنْسَان، لَقِيَ مِنِّي شَرّاً، فقد أَعْقَبْتُ اليَوْمَ ورَجَعْتُ) عَنهُ. يُضْرَب لمَنْ ذَلّ بعدَ عِزَّتهِ. وَقد أَغفله الجَوْهَرِيُّ. قَالَ شيخُنا: وقولُه: نُشْبَة: كَانَ حَقُّها التَّحْرِيك. يقالُ: رَجلٌ نُشَبَةٌ: إِذا كَانَ عَلِقاً، فخَفَّفَه لازْدِواج عُقْبَة، والتَّقْدِير: ذَا عُقْبَةٍ، وهاذا الّذِي فسَّرَه بِهِ المصَنِّف هُوَ عبارةُ النَّوادرِ بعَيْنِها، فَلَا يُنْسَبُ لَهُ القُصُورُ لفظا ومَعنًى كَمَا قيلَ. قلت: وسيأْتي النُّشبة بالضَّمّ فِي كَلَام المصنّف مَا يُنَاسب أَن يُفَسَّرَ بِهِ فِي هاذا المَثل، فَلَا يُحْتَاجُ إِلى ضَبطه بالتَّحريك ثمّ دَعْوَى الازدِواج، كَمَا هُوَ ظاهرٌ.
(و) أَنشد ابْنُ الأَعْرَابيّ:
وتِلْكَ بَنُو عَدِيَ قدْ تَأَلَّوْا
فيا عَجَباً لِناشِبَةِ المَحالِ
فسّرَه فقالَ: (ناشِبَةُ المَحَالِ: البَكَرَةُ) ، محرَّكَةً، الّتي لَا تَجْري، أَي: امتَنَعُوا مِنّا، فَلم يُعِينُونا. شَبَّهَهم فِي امتناعِهم عَلَيْهِ بامتناعِ البَكَرةِ من الجَرْي. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب وَغَيره، فالمصنِّف أَطلقَ فِي مَقامِ التَّقييد.
(والنُّشّابُ) ، بالضَّمّ: (النَّبْلُ) ، الواحِدَةُ بهاءٍ، (وبالفَتْحِ: مُتَّخِذُهُ) ، وصانِعُهُ.
(وقَوْمٌ نَشّابَةٌ) ، بِالْفَتْح والتّشديد، وناشِبَةٌ: (يَرْمُونَ بِهِ) . كُلُّ ذَلِك على النَّسَبِ، لأَنّهُ لَا فِعْلَ لَهُ. (والنَّاشِبُ: صاحِبُهُ) ، وَمِنْه سُمِّيَ الرَّجُلُ ناشِباً.
والنُّشّابُ: السِّهَامُ، واحدَتُهُ نُشّابَةٌ. قَالَه الجَوْهَرِيُّ، وَجمعه نَشاشِيبُ، كالكُتَّاب وكَتاتِيب.
(والنَّشَبُ والنَّشَبَةُ، مُحَرَّكَتَيْن، والمَنْشَبَةُ: المالُ) . قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلم يَقُلْه غيرُ أَبي زيد. وَقَالَ غيرُهُ: هُوَ المالُ (الأَصِيلُ من النّاطِقِ والصّامِتِ) . قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَمن أَسماءِ المَال عندَهُم: النَّشَبُ والنَّشَبَة يُقَال: فُلانٌ ذُو نَشَبٍ، وفُلانٌ مَا لَهُ نَشَبٌ. النَّشَبُ: المالُ والعَقَارُ. وَمن سَجَعَات الأَساس: (لكمْ نَسَبٌ، وَمَا لَكُمْ نَشَبٌ، مَا أَنْتُمُ إِلاَّ خَشَبٌ) . وَقد جَعَل شيخُنَا هاذِه العبارةَ نُسْخةً فِي الْكتاب، فَلَا أَدْرِي من أَينَ نقلَها؟ .
وَنقل عَن أَئمّة الِاشْتِقَاق: أَنّ النَّشَب أَكثرُ مَا يُستعملُ فِي الأَشياءِ الثّابتة الّتي لَا بَرَاحَ بهَا، كالدُّورِ والضِّياعِ. والمالُ أَكثرُ مَا يستعملُ فِيمَا لَيْسَ بثابتٍ، كالدّراهم والدَّنانير. والعُرُوضُ اسمُ المالِد وَرُبمَا أَوْقَعُوا المالَ على كُلِّ مَا يَمْلِكُه الإِنسانُ، وربّما خَصُّوه بالإِبِل، وسيأْتي بيانُ ذالك فِي مَحَلِّه.
(وأَنْشَبَتِ الرِّيحُ) بِمَعْنى (أَنسَبَت) بالسّين المُهْمَلَة، أَي: اشتدَّتْ، وسَافَتِ التُّرَابَ، كَمَا تقدّم، فقولُ شيخُنا: وَلَو أَتَى بِهِ لَكَانَ أَوْلى وأَظْهَر، غَيْرُ مناسِبٍ لطريقته.
(و) عَن اللَّيْث: نَشِبَ الشَّيْءُ فِي الشَّيْءِ نَشَباً، كَمَا يَنْشَب الصَّيْدُ فِي الحِبَالَةِ.
وَقَالَ الجوهريُّ: أَنْشَبَ (الصّائِدُ) : أَعْلَقَ، أَي (عَلِقَ الصَّيْدُ بحِبَالَتِهِ) كَذَا فِي النُّسَخ. وَفِي أُخرى: بحِبَالِه.
وأَنشَبَ البَازِي مَخَالِبَهُ فِي الأَخِيذَةِ، قَالَ:
وإِذا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَها
أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لَا تَنْفَعُ
(ونُشْبَةُ، بالضَّمِّ: اسْمُ الذِّئْبِ) ، أَيْ: عَلَمُ جِنْسِ عَلَيْهِ، فَهُوَ ممنوعٌ من الصَّرف كأُسامَةَ.
(و) نُشْبَةُ: (أَبو بِيلَةٍ من قَيْسِ) ، وَهُوَ نُشْبَةُ بْنُ غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيَانَ، (والنِّسْبَةُ) إِليه: (نُشَبِيٌّ، كسُلَمِيَ) كَذَا فِي كتاب يافع ويَفَعة (مِنْهم) : أَبو الحَسَنِ (عَلِيُّ بْنُ المُظَفَّرِ) بْنِ القاسمِ (الدِّمَشْقِيُّ النُّشَبِيّ) المحدِّثُ، سَمعَ الخُشُوعِيّ وطَبَقَتَه، وأَسْمعَ أَولادَه: أَبا بَكْر مُحَمَّدًا، وأَبا العِزِّ مُظَفَّراً، وعَبْداً. وحَدَّثُوا. كَتَبَ عنهُم الدِّمْيَاطِيُّ.
(و) من المَجَاز: (النُّشْبَةُ) ، بالضَّمّ: (الرَّجلُ الَّذي إِذا نَشِبَ فِي الأَمْرِ) وعَلِقَ بِهِ، (لَمْ يَكَدْ يَنْحَلُّ عنْه) وإِنْ كانَ غَيّاً. وَفِي لِسَان الْعَرَب: هُوَ من الرِّجالِ الَّذِي إِذا نَشِبَ بشَيْءٍ لم يَكَدْ يُفَارقُه. وَلم يذكرْه الجَوْهَرِيُّ.
(والمِنْشَبُ) بالكَسر (كَمِنْبَر بُسْرُ الْخَشْوِ) . قَالَ ابْنُ الأَعْرَابيِّ: أَتَوْنَا بِخَشْوٍ مِنْشَبٍ، يَأْخُذُ بالحَلْقِ. (ج: مَنَاشِبُ) .
(و) من المجَاز: (نَشِبَ) فُلانٌ (مَنْشَبَ سَوْءٍ، بالفَتْح) : إِذا (وَقَعَ فِيمَا لَا مَخْلَصَ) لَهُ (عَنْه) ، وَفِي نُسْخَة: مِنْهُ.
(و) يقالُ: (بُرْدٌ مُنَشَّبٌ، كمُعَظَّمٍ) : أَي (مَوْشِيٌّ على صُورَةِ النُّشّابِ) . وَعبارَة الأَساس: وَشْيُهُ يُشْبِه أَفاوِيقَ السِّهَامِ. (وانْتَشَبَ) : مُطَاوِعُ أَنْشَبَه، أَي (اعْتَلَقَ) .
(و) انْتَشَبَ (الحَطَبَ: جَمَعَه) ، قَالَ الكُمَيْتُ:
وأَنْفَدَ النَّمْلُ بالصَّرَائمِ مَا
جَمَّعَ والحَاطِبونَ مَا انْتَشَبوا
(و) انْتَشَب فُلانٌ) الطَّعامَ: لَمَّه) أَي: جَمَعَه (واتَّخَذَ مِنْه نَشَبَاً) .
وَيُقَال: نَشِبَتِ الحَرْبُ بَينهم. وَقد ناشبَه الحرْبَ: أَي نابَذَه.
(و) فِي حَدِيث العَبّاس: (حَتَّى (تَنَاشَبُوا) حَوْلَ رسولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَي: (تَضَامُّوا) (و) نَشِبَ: أَي دَخَلَ، و (تَعَلَّقَ بعضُهُم بِبَعْض.
ونَشِبَهُ الأَمْرُ: كَلِزَمَهُ، زِنَةً ومَعْنًى) ، عَن الفَرَّاءِ.
(والنَّشَبُ، مُحَرَّكَةً: شَجَرٌ لِلْقِسِيِّ) تُعْمَلُ مِنْهُ، من أَشجارِ البَادِيَة، كالنَّشَم؛ نَقله الصّاغانيُّ.
(و) النَّشَبُ: لَقَبُ (جَدِّ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ المُحَدّثِ) الدِّمْيَاطِيّ، سَمع عبدَاللَّهِ بْنَ عبدِ الوهّابِ بْنِ بُرْدٍ الثَّقَفِيّ، وغيرَه.
(و) من المَجَاز: (مَا نَشِبْتُ أَفْعَلُ كَذَا) : أَي (مَا زِلْتُ) . وَفِي الأَساس: مَا نَشبْتُ أَقولُه، نَحْو: مَا عَلِقْتُ، وَلم يَنْشَبْ أَنْ فَعَلَ كَذَا: لم يَلْبَث، وَقد تقدَّمَ.
وممّا يسْتَدرَكُ عَلَيْهِ من المَجَاز: يقَال: نَشِبَتِ الْحَرْب بينَهم نُشُوباً: اشْتَبَكَتْ، وَفِي حديثِ الأَحنَف: (إِنّ النّاسَ نَشِبُوا فِي قَتْلِ عثْمَانَ) . وجاءَ رجلٌ لِشُرَيْحٍ فَقَالَ: اشترَيتُ سِمْسِماً، فنَشِبَ فِيهِ رجل. فقالَ شُرَيْحٌ: هُوَ للأَوَّلِ.
وَمن المَجَاز: ناشَبَ عَدوَّه مُناشَبَةً.
وتَنَشَّبَ فِي قَلْبِهِ حُبُّها.
وأَبو نُشّابَةَ: من قرى مِصْرَ. والنِّشَاب، ككِتاب: الوَتَر، نَقله الصّاغَانيُّ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.