(الــقطارة) من الشَّيْء مَا قطر مِنْهُ و - الْقَلِيل من المَاء يُقَال فِي الْإِنَاء قطارة من مَاء قَلِيل
(الــقطارة) من الشَّيْء مَا قطر مِنْهُ و - الْقَلِيل من المَاء يُقَال فِي الْإِنَاء قطارة من مَاء قَلِيل
قطر: قَطَرَ الماءُ والدَّمْعُ وغيرهما من السَّيَّالِ يَقْطُر قَطْراً
وقُطُوراً وقَطَراناً وأَقْطَر؛ الأَخيرةُ عن أَبي حنيفة، وتَقاطَرَ؛
أَنشد ابن جني:
كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطرِ،
من الربِيعِ، دائمُ التَّقاطُرِ
وأَنشده دائب بالباء، وهو في معنى دائم، وأَراد من أَيام الربيع؛
وقَطَره اللهُ وأَقْطَره وقَطَّره وقد قَطَرَ الماءُ وقَطَرْتُه أَنا، يَتَعَدَّى
ولا يَتَعَدَّى؛ وقَطَرانُ الماء، بالتحريك، وتَقْطِيرُ الشيء: إِسالته
قَطْرَةً قَطْرَةً.
والقَطْرُْ: المَطَرُ. والقِطارُ: جمع قَطْرٍ وهو المطر. والقَطْرُ: ما
قَطَرَ من الماء وغيره، واحدته قَطْرة، والجمع قِطار. وسحابٌ قَطُورٌ
ومِقْطار: كثير القَطْرِ؛ حكاهما الفارسي عن ثعلب. وأَرض مَقْطورة: أَصابها
القَطْر. واسْتَقْطَر الشيءَ: رامَ قَطَرَانَه. وأَقْطَرَ الشيءُ: حان
أَن يَقْطُرَ. وغيث قُطارٌ: عظيم القَطْر. وقَطَرَ الصَّمْغُ من الشجرة
يَقْطُر قَطْراً: خرج. وقُطَارةُ الشيء: ما قَطَرَ منه؛ وخص اللحياني به
قُطارةَ الحَبِّ، قال: الــقُطارة، بالضم، ما قَطَر من الحَبِّ ونحوه.
وقَطَرَتِ اسْتُه: مَصَلَتْ، وفي الإِناء قُطارَة من ماء أَي قليلٌ؛ عن
اللحياني. والقَطْرانُ والقَطِرانُ: عُصارَة الأَبْهَلِ والأَرْزِ ونحوهما
يُطْبَخ فيُتحلب منه ثم تُهْنَأُ به الإِبِل. قال أَبو حنيفة: زعم بعض من ينظر
في كلام العرب أَن القَطِرانَ هو عَصير ثمر الصَّنَوْبَر، وأَن
الصَّنَوْبَر إِنما هو اسم لَوْزَةِ ذاك، وأَن شجرته به سميت صَنَوْبراً؛ وسمع قول
الشماخ في وصف ناقته وقد رَشَحَتْ ذِفْراها فشبه ذفراها لما رشحت
فاسْوَدَّت بمناديلِ عُصارة الصَّنَوْبَر فقال:
كأَن بذِفْراها مَنادِيلَ فارقتْ
أَكُفَّ رِجالٍ، يَعْصِرُونَ الصَّنَوْبَرا
فظن أَن ثمره يعصر، وفي التنزيل العزيز: سَرابيلُهم من قَطِرانٍ؛ قيل،
وا أَعلم: إِنها جعلت من القطران لأَنه يُبالِغُ في اشْتِعالِ النار في
الجلود، وقرأَها ابن عباس: من قِطْرٍ آنٍ.
والقِطْرُ: النُّحاسُ والآني الذي قد انتهى حَرُّه. والقَطِرانُ: اسم
رجل سمي به لقوله:
أَنا القَطِرانُ والشُّعَراءُ جَرْبى،
وفي القَطِرانِ للجَرْبى هِناءُ
وبعير مَقْطُورٌ ومُقَطْرَنٌ، بالنون كأَنه رَدُّوه إِلى أَصله:
مَطْليٌّ بالقَطِرانِ؛ قال لبيد:
بَكَرَتْ به جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ،
تَرْوِي المَحاجِرَ بازلٌ عُلْكُومُ
وقَطَرْتُ البعير: طَلَيْتُه بالقَطِرانِ؛ قال امرؤ القيس:
أَتَقْتُلني، وقد شَغَفْتُ فؤادَها،
كما قَطَرَ المَهْنُوءةَ الرَّجُلُ الطالي؟
قوله: شغفت فؤادها أَي بلغ حبي منها شِغافَ قلبها كما بلغ القَطِرانُ
شِغافَ الناقة المهنوءة؛ يقول: كيف تقتلني وقد بلغ من حبها لي ما ذكرته،
إِذ لو أَقدمت على قتله لفسد ما بينه وبينها، وكان ذلك داعياً إِلى الفرقة
والقطيعة منها.
والقِطْرُ، بالكسر: النحاس الذائب، وقيل: ضرب منه؛ ومنه قوله تعالى: من
قِطْرٍ آنٍ. والقِطْرُ، بالكسر، والقِطْرِيَّة: ضرب من البُرود. وفي
الحديث: أَنه، عليه السلام، كان مُتَوَشِّحاً بثوبٍ قِطْرِيّ. وفي حديث
عائشة: قال أَيْمَنُ دَخَلْتُ على عائشة وعليها دِرْعٌ قِطْرِيٌّ تَمَنُهُ
خمسة دراهم؛ أَبو عمرو: القِطْرُ نوع من البُرود؛ وأَنشد:
كَساكَ الحَنْظَليُّ كساءَ صُوفٍ
وقِطْرِيّاً، فأَنتَ به تَفِيدُ
شمر عن البَكْراوِيّ قال: البُرُود والقِطْرِيّة حُمْرٌ لها أَعلام فيها
بعض الخشونة، وقال خالد بن جَنْبَةَ: هي حُلَلٌ تُعْمَلُ بمكان لا أَدري
أَين هو. قال: وهي جِيادٌ وقد رأَيتها وهي حُمْرٌ تأْتي من قِبَلِ
البحرين. قال أَبو منصور: وبالبحرين على سِيف وعُمان
(* قوله« على سيف وعمان»
كذا بالأصل، وعبارة ياقوت: قال ابو منصور في اعراض البحرين على سيف الخط
بين عمان والقعير قرية يقال لها قطر.) مدينة يقال لها قَطَرٌ، قال:
وأَحسبهم نسبوا هذه الثياب إِليها فخففوا وكسروا القاف للنسبة، وقالوا:
قِطْرِيٌّ، والأَصل قَطَرِيٌّ كما قالوا فِخْذٌ لِلفَخِذِ؛ قال جرير:
لَدَى قَطَرِيَّاتٍ، إِذا ما تَغَوَّلَتْ
بها البِيدُ غاولنَ الحُزُومَ الفَيافِيا
أَراد بالقَطَرِيَّاتِ نَجائبَ نسبها إِلى قَطَر وما والاها من البَرِّ؛
قال الراعي وجعل النعام قَطَرِيَّةً:
الأَوْبُ أَوْبُ نَعائِمٍ قَطَريَّةٍ،
والآلُ آلُ نَحائِصٍ حُقْبِ
نسب النعائم إِلى قَطَرٍ لاتصالها بالبَرِّ ومحاذاتها رِمالَ يَبْرِينَ.
والقُطْر، بالضم: الناحية والجانب، والجمع أَقْطار. وقومُك أَقْطارَ
البلادِ: على الظرف وهي من الحروف التي عزلها سيبويه ليفسر معانيها ولأَنها
غرائب. وفي التنزيل العزيز: من أَقطار السموات والأَرض؛ أَقطارُها:
نواحيها، واحدها قُطْر، وكذلك أَقتارُها، واحدها قُتْرٌ. قال ابن مسعود: لا
يعجبنك ما ترى من المرء حتى تنظر على أَيِّ قُطْرَيْه يقع أَي على أَي
شِقَّيه يقع في خاتمة عمله، أَعلى شق الإِسلام أَو غيره. وأَقطارُ الفَرَس:
ما أَشرف منه وهو كاثِبَتُه وعَجُزُه، وكذلك أَقطار الخيل والجمل ما
أَشْرَفَ من أَعاليه. وأَقطارُ الفَرس والبعير: نواحيه. والتَّقاطُرُ: تقابُلُ
الأَقطارِ. وطَعَنه فَقَطَّرَه أَي أَلقاه على قُطْرِه أَي جانبه،
فَتَقَطَّر أَي سقط، قال الهُذَليُّ المُتَنَخِّلُ:
التَّارِك القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه،
كأَنه من عُقارِ قَهْوَةٍ ثَمِلُ
مُجَدَّلاً يتَسَقَّى جِلْدُه دَمَهُ،
كما يُقَطَّرُ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ
ويروى: يتَكَسَّى جِلْدُه. والقُطُلُ: المقطوعُ. وقول: مُصْفَرّاً
أَنامِلُه يريد أَنه نُزِفَ دَمُه فاصْفَرَّتْ أَنامِلُه. والعُقار: الخَمْر
التي لازَمَتِ الدَّنَّ وعاقَرَتْه. والثَّمِلُ: الذي أَخذ منه الشَّرابُ.
والمُجَدَّلُ: الذي سقط بالجَدالَةِ وهي الأَرض. والدَّوْمَةُ: واحدةُ
الدَّوْمِ وهو شجر المُقْل. الليث: إِذا صَرَعْتَ الرجلَ صَرْعَةً شديدة
قلت قَطَّرْتُه؛ وأَنشد:
قد عَلِمَتْ سَلْمَى وجاراتُها
ما قَطَّرَ الفارِسَ إِلاَّ أَنا
وفي الحديث: فَنَفَرَتْ نَقَدَةٌ فَقَطَّرَتِ الرجلَ في الفُراتِ
فغَرِقَ أَي أَلقته في الفُرات على أَحد قُطْرَيْه أَي شِقَّيْهِ. والنَّقَدُ:
صِغارُ الغَنَم. وفي الحديث: أَن رجلاً رمى امرأَةً يوم الطائف فما
أَخطأَ أَن قَطَّرَها. وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضي الله عنهما: قد جمع
حاشِيَتَيْه وضَمَّ قُطْرَيْه أَي جمع جانبيه عن الإنتشارِ والتَّبَدُّدِ
والتَّفَرُّقِ، والله أَعلم. وقَطَرَه فَرَسُه وأَقْطَرَه وتَقَطَّر به:
أَلقاه على تلك الهيئة. وتَقَطَّرَ هو: رَمى بنَفْسه من عُلْوٍ. وتَقَطَّر
الجِذْعُ: قُطِعَ أَو انْجَعَبَ كَتَقَطَّلَ. والبعيرُ القاطِرُ: الذي لا
يزال يَقْطُرُ بولُه. الفراء: القُطارِيُّ الحَيّةُ مأْخوذ من القُطارِ
وهو سَمُّه الذي يَقْطُرُ من كثرته. أَبو عمرو: القُطارِيَّةُ الحية.
وحيةٌ قُطارِيَّةٌ: تأْوي إِلى قُطْرِ الجبل، بَنى فُعالاً منه وليست بنسبة
على القُطْرِ وإِنما مَخْرَجُه مَخْرَجُ أُيارِيّ وفُخاذِيّ؛ قال
تأَبَّطَ شرّاً:
أَصَمُّ قُطارِيٌّ يكونُ خروجُه،
بُعَيْدَ غُروبِ الشمسِ، مُخْتَلِفَ الرَّمْسِ
وتَقَطَّر للقتال تَقَطُّراً: تَهَيَّأَ وتحَرَّقَ له. قال: والتَقَطُّر
لغة في التَّقَتُّر وهو التَّهَيُّؤُ للقتال. والقُطْرُ والقُطُرُ، مثل
عُسْرٍ وعُسُرٍ: العُودُ الذي يُتَبَخَّر به؛ وقد قَطَّر ثوبَه
وتَقَطَّرَتِ المرأَةُ، قال امرؤ القيس:
كأَنَّ المُدامَ وصَوْبَ الغَمامْ،
ورِيحَ الخُزامى ونَشرَ القُطُرْ
يُعَلُّ بها بَرْد أَنْيابِها،
إِذا طَرّبَ الطائرُ المُسْتَحِرْ
شَبَّهَ ماءَ فيها في طيبه عند السَّحَر بالمُدم وهي الخمر، وصَوْب
الغَمام: الذي يُمْزَجُ به الخمر، وريح الخُزامى: وهو خِيْرِيُّ البَرِّ.
ونَشْر القُطُر: وهو رائحة العود، والطائر المُسْتَحِرُ: هو المُصَوِّتُ عند
السَّحَر.
والمِقْطَرُ والمِقْطَرَة: المِجْمَر؛ وأَنشد أَبو عُبيد للمُرَقِّشِ
الأَصْغَر:
في كلِّ يومٍ لها مِقْطَرَةٌ،
فيها كِباءٌ مُعَدٌّ وحَمِيمْ
أَي ماء حارٌّ تُحَمُّ به. الأَصمعي: إِذا تَهَيَّأَ النبتُ لليُبْسِ
قيل: اقْطارَّ اقْطِيراراً، وهو الذي يَنْثَني ويَعْوَجُّ ثم يَهِيجُ، يعني
النبات. وأَقْطَرَ النبتُ واقْطارَّ: وَلَّى وأَخذ يَجِفُّ وتَهَيَّأَ
لليُبْسِ؛ قال سيبويه: ولا يستعمل إِلا مزيداً. وأَسْوَدُ قُطارِيٌّ:
ضَخْمٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
أَتَرْجُو الحَياةَ يا ابنَ بِشْرِ بنِ مُسْهِرٍ،
وقد عَلِقَتْ رِجْلاكَ من نابِ أَسْوَدا
أَصَمَّ قُطارِيٍّ، إِذا عَضَّ عَضَّةً،
تَزَيَّلَ أَعْلى جِلْدِه فتَرَبَّدا؟
وناقة مِقْطار على النسب، وهي الخَلِفةُ. وقد اقْطارَّتْ: تَكَسَّرَتْ.
والقِطارُ: أَن تَقْطُر الإِبل بعضها إِلى بعض على نَسَقٍ واحد.
وتَقْطِيرُ الإِبل: من القِطارِ.
وفي حديث ابن سيرين: أَنه كان يكره القَطَرَ؛ قال ابن الأَثير:هو
بفتحتين أَن يَزِنَ جُلَّةً من تمر أَو عِدْلاً من متاع أَو حَبٍّ ونحوهما
ويأْخُذَ ما بقي على حساب ذلك ولا يزنه، وهو المُقاطَرة؛ وقيل: هو أَن يأْتي
الرجل إِلى آخر فيقول له: بعني ما لك في هذا البيت من التمر جُزافاً بلا
كيل ولا وزن، فيبيعه، وكأَنه من قِطارِ الإِبل لاتِّباع بعضه بعضاً. وقال
أَبو معاذ: القَطَرُ هو البيع نفسه؛ ومنه حديث عُمارة: أَنه مَرَّتْ به
قِطارةُ جمال؛ الــقِطارَةُ والقِطارُ أَن تُشَدَّ الإِبلُ على نَسَقٍ
واحداً خَلفَ واحد. وقَطَرَ الإِبلَ يَقْطُرها قَطْراً وقَطَّرها: قَرَّب
بعضَها إِلى بعض على نَسَقٍ. وفي المثل: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ؛
معناه أَن القوم إِذا أَنْفَضُوا ونَفِدَتْ أَموالهُم قَطَروا إِبلهم فساقوها
للبيع قِطاراً قِطاراً. والقطارُ: قِطارُ الإِبل؛ قال أَبو النجم:
وانْحَتَّ من حَرْشاءِ فَلْجٍ حَرْدَلُه،
وأَقْبَلَ النملُ قِطاراً تَنْقُلُه
والجمع قُطُرٌ وقُطُراتٌ.
وتَقَاطَرَ القومُ: جاؤوا أَرسالاً، وهو مأْخوذ من قِطارِ الإِبل: وجاءت
الإِبل قطاراً أَي مَقْطورة. الرِّياشِيُّ: يقال أَكْرَيْتُهُ
مُقاطَرَةً إِذاأَكراه ذاهباً وجائياً، وأَكريته وضعة وتوضعة
(* قوله« وضعة
وتوضعة» كذا بالأصل.) إِذا أَكراه دَفْعةً. ويقال: اقْطَرَّتِ الناقة
اقْطِراراً، فهي مُقْطَرَّةٌ، وذلك إِذا لَقِحتْ فشالتْ بذنبها وشَمَختْ برأْسها.
قال الأَزهري: وأَكثر ما سمعت العرب تقول في هذا المعنى: اقْمَطَرَّت،
فهي مُقْمَطِرَّة، وكأَن الميم زائدة فيها.
والقُطَيْرة: تصغير القُطْرَة وهو الشيء التافه الخسيس. والمِقْطَرَةُ:
الفَلَقُ، وهي خشبة فيها خروق، كل خرق على قدرِ سَعَةِ الساق، يُدْخَلُ
فيها أَرجل المحبوسين، مشتق من قِطار الإِبل لأَن المحبوسين فيها على
قِطارٍ واحد مضموم بعضهم إِلى بعض، أَرجلهم في خروق خشبة مفلوقة على قَدْرِ
سَعَةِ سُوقِهم. وقَطَرَ في الأَرض قُطوراً ومَطَر مُطُوراً: ذهب فأَسرع.
وذهب ثوبي وبعيري فما أَدري من قَطَره ومن قَطَرَ به أَي أَخذه، لا
يستعمل إِلا في الجَحْدِ. ويقال: تَقَطَّرَ عني أَي تَخَلَّفَ عني،
وأَنشد:إِنِّي على ما كانَ من تَقَطُّري
عنكَ، وما بي عنكَ من تأَسُّري
ولمُقطَئِرُّ: الغضبانُ المُنْتَشِرُ من الناس.
وقَطُوراءُ، مدودٌ: نبات، وهي سَوادِيَّة. والقَطْراء، ممدود: موضع؛ عن
الفارسي. وقَطَرٌ: موضع بالبحرين؛ قال عَبْدَةُ بن الطبيب:
تَذَكَّرَ ساداتُنا أَهْلَهُمْ،
وخافوا عُمانَ وخافوا قَطَرْ
والقَطَّارُ: ماء معروف. وقَطَرِيُّ بنُ فُجاءةَ المازنيُّ زعم بعضهم
أَن أَصل الاسم مأْخوذ من قَطَريّ النِّعالِ.
مصل: المَصْل: معروف. والمُصُولُ: تمَيُّزُ الماء عن الأَقِطِ. واللبنُ
إِذا عُلِّق مَصَل ماؤه فقَطر منه، وبعضهم يقول مَصْلة مثل أَقْطة.
المحكم: مَصَل الشيءُ يَمْصُل مصْلاً ومُصولاً قطَر. ومَصَلَتِ اسْتُه أَي
قطرَت. والمَصْل والمُصالة: ما سال من الأَقِط إِذا طُبخ ثم عصر. أَبو زيد:
المَصْل ماءُ الأَقِط حينَ يُطبخ ثم يُعْصر، فعُصارةُ الأَقِط هي
المَصْل. الجوهري: ومَصْلُ الأَقِط عملُه، وهو أَن تجعله في وِعاء خُوصٍ أَو
غيره حتى يقطُر ماؤه، والذي يَسِيل منه المُصالةُ، والمُصالةُ: ما قطر من
الحُبِّ. ومصَلَ اللبَنَ يمْصُله مَصْلاً إِذا وضعه في وِعاء خوص أَو خِرَق
حتى يقطر ماؤه، وإِنه ليحلُب من الناقة لبناً ماصِلاً. وأَمْصَلَ الراعي
الغنمَ إِذا حلبها واستَوْعب ما فيها. والمُصولُ: تمييزُ الماء من
اللبن. ولبنٌ ماصِلٌ: قليل. وشاة مُمْصِلٌ ومِمْصالٌ: يَتزايَلُ لبنُها في
العُلْبة قبل أَن يُحْقَن.
والمُمْصِلُ من النساء: التي تُلْقي ولدَها مُضْغة. وقد أَمْصَلَت
المرأَة أَي أَلقت ولدها وهو مضغة. ابن السكيت: يقال قد أَمْصَلْتَ بِضاعةَ
أَهلِك إِذا أَفسدتها وصرَفْتها فيما لا خير فيه، وقد مَصَلَتْ هي. ابن
الأَعرابي: المِمْصَل الذي يُبَذِّرُ ماله في الفساد. والمِمْصَل أَيضاً:
راووق الصبَّاغ. وأَمْصَلَ مالَه أَي أَفسده وصرَفه فيما لا خير فيه؛ وقال
الكلابي يعاتب امرأَته:
لعَمْري لقد أَمْصَلْتِ ماليَ كلَّه،
وما سُسْتِ من شيء فربُّكِ ماحِقُه
والماصِلةُ: المُضَيِّعة لمتاعها وشيئها. ويقال: أَعْطى عطاء ماصِلاً
أَي قليلاً. وإِنه ليحلُب من الناقة لبناً ماصِلاً أَي قليلاً. وقال سليم
بنالمغيرة: مَصَل فلانٌ لفلان من حقِّه إِذا خرج له منه. وقال غيره: ما
زِلت أُطالبُه بحقِّي حتى مَصَل به صاغراً. ومَصَل الجُرْحُ أَي سال منه
شيء يسير. وحكى ابن بري عن ابن خالويه: الماصِلُ ما رَقَّ من الدَّبوقاءِ،
والجُعْمُوسُ ما يَبِس منه.
هطل: الهَطل والهَطَلان: المطَر المتفرِّق
(* قوله «المطر المتفرق»
عبارة المحكم: تتابع المطر المتفرق. وقوله «وهو مطر» عبارة المحكم: وقيل هو
مطر) العظيم القطْر، وهو مطَر دائم مع سكون وضعف. وفي التهذيب: الهَطَلان
تتابع القطر المتفرِّق العِظام. والهَطْل: تَتابع المطر والدَّمْع
وسيلانُه. وهَطَلَت السماء تَهْطِل هَطْلاً وهَطَلاناً وتهْطالاً، وهَطَل المطر
يَهْطِل هَطْلاً وهَطَلاناً وتَهْطالاً، ودِيمةٌ هُطْلٌ وهَطْلاء،
فَعْلاء لا أَفْعَلَ لها، ومَطر هَطِل وهَطَّال؛ قال:
أَلَحَّ عليها كلُّ أَسْحَم هَطَّالِ
والهَطْل: المطر الضعيف الدائم، وقيل: هو الدائم ما كان. الأَصمعي:
الديمةُ مَطر يَدُوم مع سكون، والضَّرْب فوق ذلك، والهَطْل فوقه أَو مثل ذلك؛
قال امرؤ القيس:
دِيمةٌ هَطْلاءُ فيها وَطَفٌ،
طَبَقُ الأَرضِ تَحَرَّى وتَدُرُّ
قال أَبو الهيثم في قول الأَعشى مُسْبِل هَطِل: هذا نادر وإِنما يقال
هَطَلت السماء تَهْطِل هَطْلاً، فهي هاطِلة، فقال الأَعشى: هَطِل بغير
أَلف. الجوهري وغيره: سَحاب هَطِل ومطر هَطِل كثير الهَطَلان. وسحائب هُطَّل:
جمع هاطِل، وديمة هَطْلاء. قال النحويون: ولا يقال سحاب أَهْطَل ولا مطر
أَهْطَل، وقولهم هَطْلاء جاء على غير قياس، وهذا كقولهم فرس رَوْعاء وهي
الذَّكِيَّة، ولا يقال للذكر أَرْوَع، وامرأَة حَسْناء ولم يقولوا رجل
أَحْسَن. والسحاب يَهْطِل بالدموع
(* قوله «والسحاب يهطل بالدموع» هكذا في
الأصل، وعبارة التهذيب: والسحاب يهطل والعين تهطل بالدموع) وهَطَل
الدَّمْعُ، ودمعٌ هاطِل، وهَطَلت العين بالدمع تَهُْطِل. وفي الحديث: اللهم
ارْزُقْني عَيْنَيْنِ هَطَّالتين ذَرَّافَتَيْن للدموع، من هَطَل المطر
يَهْطِل إِذا تتابع؛ وهَطَل يَهْطِل هَطَلاناً: مضى لوجهه مشياً. وناقة
هَطْلى: تمشي رُوَيْداً؛ وأَنشد أَبو النجم يصف فرساً:
يَهْطِلُها الرَّكْضُ بطَيْسٍ تَهْطِلُهْ
(* قوله «يهطلها الركض» في الصاغاني: يعصرها الركض. وقوله «بطيس» في
التكملة والتهذيب: بطشّ).
أَبو عبيد: هَطَل الجريُ الفرسَ هَطْلاً إِذا أَخرج عَرَقه شيئاً بعد
شيء، قال: ويَهْطِلها الركضُ يُخرج عَرَقها. والهَطَّال: اسم فرس زيد
الخيل؛ قال:
أُقَرِّبُ مَرْبَط الهَطَّالِ، إِني
أَرى حَرْباً تَلَقَّحُ عن حِيالِ
والهَطَّال: اسم جبل؛ وقال:
على هَطَّالهم منهم بُيوتٌ،
كأَنَّ العَنْكَبوت هو ابْتَناها
والهَطْلى من الإِبل: التي تمشي رُوَيْداً؛ قال:
أَبابيل هَطْلى من مُراحٍ ومُهْمَلِ
ومشت الظِّباء هَطْلى أَي رُوَيْداً؛ وأَنشد:
تَمَشَّى بها الأَرْآمُ هَطْلى كأَنها
كَواعِبُ، ما صِيغتْ لهنّ عُقودُ
والهَطْلى: المهملة. وجاءت الإِبل هَطْلى وهَطَلى أَي متقطعة، وقيل:
هَطْلى مطلَقة ليس معها سائق. أَبو عبيدة: جاءت الخيل هَطْلى أَي خَناطِيل
جماعات في تفرقة، ليس لها واحد. وهَطَلَت الناقة تَهْطِل هَطْلاً إِذا
سارت سيراً ضعيفاً؛ وقال ذو الرمة:
جَعَلْت له من ذِكْرِ مَيٍّ تَعِلَّةً
وخَرْقاءَ، فوق الناعِجاتِ الهَواطِل
(* قوله «فوق الناعجات» هكذا في الأصل والتهذيب، وفي التكملة للصاغاني:
فوق الواسجات).
والهِطْل: المُعْيي، وخص بعضهم به البعير المُعْيي. والهَطْل: الإِعياء.
ابن الأَعرابي: الهِطْل الذئب، والهِطْل اللصُّ، والهِطْل الرجل
الأَحمق.والهَيْطَل والهَياطِل والهَياطِلة: جنس من التُّرْك أَو الهِنْد؛
قال:حَمَلْتُهم فيها مع الهَياطِلَهْ،
أَثْقِلْ بهم من تِسْعَةٍ في قافِلَهْ
والهَيْطَل: الجماعة يغزى بهم لَيْسُوا بالكثير. ويقال: الهَياطِلة
جِيلٌ من الناس كانت لهم شَوْكة وكانت لهم بلاد
(* قوله «وكانت لهم بلاد إلخ»
هكذا في الأصل، والذي في الصحاح: واتراك خلخ إلخ، وفي شرح القاموس:
طخارستان واتراك خلج والخنجية من بقاياهم اهـ. وفي ياقوت: ان طخارستان
وطخيرستان لغتان في اسم البلدة، وفيه خلج آخره جيم اسم بلد وأما خلخ وخزلخ آخره
خاء وخنجينة فلم يذكرهما) طَخَيْرِسْتان، وأَتراك خزلخ وخنجينة من
بقاياهم. وفي حديث الأَحنف: أَن الهَياطِلة لما نزلت به بَعِلَ بهم؛ قال: هم
قوم من الهِنْد، والياء زائدة كأَنه جمع هَيْطَل، والهاء لتأْكيد الجمع.
والهَيْطَل يقال: هو الثعْلب. الأَزهري: قال الليث الهَيْطَلة آنية من
صُفْر يطبخ فيها؛ قال الأَزهري: هو معرب ليس بعربي صحيح، أَصله
باتِيلَهْ.التهذيب: وتَهَطْلأْتُ وتَطَهْلأْتُ أَي وقَعْتُ
(* قوله «اي وقعت» في
التكملة: برأت من المرض).
الأَزهري في ترجمة هلط عن ابن الأَعرابي: الهالِطُ المسترخي البطن،
والهاطِل الزرع الملتفُّ.
شبر: الشِّبْرُ: ما بين أَعلى الإِبهام وأَعلى الخِنْصَر مذكر، والجمع
أَشْبارٌ؛ قال سيبويه: لم يُجاوزُوا به هذا البناء. والشَّبْرُ، بالفتح:
المصدر، مصدر شَبَرَ الثوبَ وغيرَهُ يَشْبُرُه ويَشْبِرُه شَبْراً كَالَهُ
بِشِبْرِه، وهو من الشِّبْرِ كما يقال بُعْتُه من الباع. وهذا أَشْبَرُ
من ذاك أَي أَوسَعُ شِبْراً. الليث: الشِّبْرُ الاسم والشَّبْرُ
الفِعْل.وأَشْبَرَ الرجلَ: أَعطاه وفضَّله، وشَبَرَه سيفاً ومالاً يَشْبُرُه
شَبْراً وأَشْبَرَه: أَعطاه إِياه؛ قال أَوس بن حَجَرٍ يصف سيفاً:
وأَشْبَرَنِيهِ الهالِكيُّ، كأَنَّه
غَدِيرٌ جَرَتْ في مَتْنِهِ الرِّيحُ سَلْسَلُ
ويروى: وأَشْبَرَنِيها فتكون الهاء للدرع؛ قال ابن بري: هو الصواب لأَنه
يصف دِرْعاً لا سيفاً؛ وقبله:
وبَيْضاءَ زَغْفٍ نَثْلَةٍ سُلَمِيَّةٍ،
لها رَفْرَفٌ فَوْقَ الأَنامِلِ مُرْسَلُ
الزَّغْفُ: الدِّرْعُ اللَّيِّنَةُ. وسُلَمِيَّة: من صنعة سليمان بن
داود، عليهما السلام والهالِكيُّ: الحداد، وأَراد به ههنا الصَّيْقَلَ،
ومصدره الشَّبْرُ إِلا أَن العجاج حركه للضرورة فقال:
الحمد لله الذي أَعطى الشَّبَرْ
كأَنه قال: أَعطى العَطِيَّة، ويروى: الحَبَرْ؛ قال ابن بري: صواب
إِنشاده:
فالحمد لله الذي أَعطى الحَبَرْ
قال: وكذا رَوَتْه الرُّواة في شعره. والحَبَرُ: السرور؛ وقوله: إِن
الأَصل فيه الشَّبْرُ وإِنما حركه للضرورة وهَمٌ لأَن الشَّبْرَ، بسكون
الباء، مصدر شَبَرْتُه شَبْراً إِذا أَعطيتَه، والشَّبَرُ، بفتح الباء، اسمُ
العطية؛ ومثله الخَبْطُ والخَبَطُ، والمصدر خَبَطَتْ الشجرة خَبْطاً،
والخَبَطُ: اسمُ ما سقَط من الورَق من الخَبْطِ؛ ومثله النَّفْضُ
والنَّفَضُ، النَّفَضُ هو المصدر، والنَّفْضُ اسمُ ما نفضته؛ وكذلك جاء الشَّبْرُ
في شعر عديّ في قوله:
لم أَخُنْه والذي أَعطى الشَّبَرْ
قال: ولم يقل أَحد من أَهل اللغة إِنه حرك الباء للضرورة لأَنه ليس يريد
به الفعل وإِنما يريد به اسمَ الشيء المُعطَى؛ وبعد بيت العجاج:
مَوَاليَ الحَقِّ أَنِ المَوْلى شَكَرْ
عَهْدَ نَبِيٍّ، ما عَفَا وما دَثَرْ
وعهدَ صِدِّيقٍ رأَى برّاً فَبَرْ،
وعهدَ عُثْمَانَ وعهداً منْ عُمَرْ
وعهدَ إِخْوَانٍ هُمُ كانُوا الوَزَرْ،
وعُصبَةَ النبِيِّ إِذ خافوا الحَصَرْ
شَدّوا له سُلْطانَه حتى اقْتَسَرْ،
بالقَتْلِ، أَقْوَاماً، وأَقواماً أَسَرْ
تَحْتَ التي اخْتَار له اللهُ الشَّجَرْ
محمداً، واختارَهُ اللهُ الخِيَرْ
فَمَا وَنى محمدٌ، مُذْ أَنْ غَفَرْ
له الإِلهُ ما مَضَى وما غَبَرْ
أَنْ أَظْهَرَ النُّورَ به حتى ظَهَرْ
والشَّبَرُ: العطية والخير؛ قال عدي بن زيد:
إِذ أَتاني نَبأٌ مِن مُنْعَمِرْ
لم أَخُنْه، والذي أَعْطَى الشَّبَرْ
(* قوله: «من منعمر» كذا بالنون، وهذا الضبط بالأصل).
وقيل: الشَّبْرُ والشَّبَرُ لغتان كالقَدْرِ والقَدَرِ ابن الأَعرابي:
الشِّبْرَة العطية. شَبَرْتُه وأَشْبَرْتُه وشَبَّرْتُه: أَعطيته، وهو
الشَّبْرُ، وقد حُرِّك في الشعر. ابن الأَعرابي: شَبَرَ وشَبَّرَ إِذا
قَدَّرَ. وشَبَّرَ أَيضاً إِذا بَطِرَ. ويقال: قصر الله شَبْرَك وشِبْرَك أَي
قصر الله عُمْرَك وطُولَك. الفراء: الشَّبْرُ القَدّ، يقال: ما أَطول
شَبْرَه أَي قَدَّه. وفلانٌ قصيرُ الشَّبْرِ. والشَّبْرَة: القامة تكون
قصيرة وطويلة. أَبو الهيثم: يقال شُبِّرَ فلان فَتَشَبَّرَ أَي عُظِّمَ
فتعظَّمَ وقُرِّب فتقرّب. ابن الأَعرابي: أَشْبَرَ الرجلُ جاء ببنين طوال،
وأَشْبَرَ: جاء بنين قِصارِ الأَشبارِ. وتَشَابَرَ الفريقان إِذا تقاربا في
الحرب كأَنه صار بينهما شِبْرٌ ومَدَّ كل واحد منهما إِلى صاحبه
الشِّبْرَ. والشَّبَرُ: شيء يتعاطاه النصارى بعضهم لبعض كالقُرْبانِ يتقرّبون به،
وقيل: هو القُرْبانُ بعينِهِ. وأَعطاها شَبْرَها أَي حق النكاح. وفي
دعائه لعلي وفاطمة، رضوان الله عليهما: جمع الله شَمْلَكُما وبارك في
شَبْرِكُما؛ قال ابن الأَثير: الشَّبْرُ في الأَصل العطاء ثم كُني به عن النكاح
لأَن فيه عطاء. وشَبْرُ الجمل: طَرْقُه، وهو ضِرَابه. وفي الحديث: أَنه
نهى عن شَبْرِ الجَمَلِ أَي أُجرة الضِّرَابِ. قال: ويجوز أَن يسمى به
الضراب نفسه على حذف المضاف أَي عن كراء شَبْرِ الجَمَلِ؛ قال الأَزهري:
معناه النهي عن أَخذ الكراء عن ضراب الفحل، وهو مثلُ النهي عن عَسْبِ
الفحل، وأَصل العَسْب والشَّبْرِ الضِّرابُ؛ ومنه قول يحيى بن يَعْمَرَ لرجل
خاصمته امرأَته إِليه تطلب مهرها: أَإِن سأَلتك ثَمَنَ شَكْرِها وشَبْرِك
أَنشأْتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُها؟ أَراد بالشَّبْرِ النكاحَ، فشَكْرُها:
بضْعُها؛ وشَبْرُه: وَطْؤه إِياها؛ وقال شمر: الشَّبْرُ ثواب البضع من مهر
وعُقْرٍ. وشَبْرُ الجمل: ثواب ضِرَابه. وروي عن ابن المبارك أَنه قال:
الشَّكْرُ القُوتُ، والشَّبْرُ الجماع. قال شمر: القُبُل يقال له
الشَّكْرُ؛ وأَنشد يصف امرأَة بالشرَف وبالعِفَّة والحِرْفة:
صَنَاعٌ بإِشْفاها، حَصَانٌ بِشَكْرِها،
جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زَاخِرُ
ابن الأَعرابي: المَشْبُورَة المرأَة السَّخِيَّة الكريمة.
قال ابن سيده: فسر ابن الأَعرابي شَبْرَ الجمل بأَنه مثل عَسْب الفحل
فكأَنه فسر الشيء بنفسه؛ قال: وذلك ليس بتفسير، وفي طريق آخر نهى عن شَبْرِ
الفحل. ورجل قصير الشِّبْرِ مُتَقاربُ الخَطْوِ؛ قالت الخنساء:
معاذَ الله يَرْضَعُنِي حَبَرْكَى،
قصِيرُ الشِّبْرِ من جُشَمِ بنِ بَكْرِ
والمَشْبَرُ والمَشْبَرَةُ: نَهْرٌ ينخفض فيتأَدى إِليه ما يفيض عن
الأَرضِين. ابن الأَعرابي: قِبالُ الشِّبْرِ الحَيَّةُ وقِبَالُ الشَّسْعِ
الحيَّة. وقال أَبو سعيدْ:
المَشَابِرُ حُزُوزٌ في الذِّراعِ التي يُتَبايَعُ بها، منها حز
الشِّبْر وحز نصف الشِّبْرِ ورْبُعِه، كلُّ جُزْءٍ منها صَغُر أَو كبر
مَشْبَرٌ.والشَّبُورُ: شيء ينفخ فيه، وليس بعربي صحيح. والشَّبُّور، على وزن
التَّنُّور: البُوقُ، ويقال هو معرّب. وفي حديث الأَذان ذُكِرَ له
الشَّبُّور؛ قال ابن الأَثير: جاء في تفسيره أَنه البُوقُ وفسروه أَيضاً بالقُبْعِ،
واللفظة عِبرانية. قال ابن بري: ولم يذكر الجوهري شَبَّر وشَبيراً في
اسم الحسن والحُسين، عليهما السلام؛ قال: ووجدت ابن خالويه قد ذكر شرحهما
فقال: شَبَّرُ وشَبِيرٌ ومُشَبَّرٌ هم أَولاد هرون، على نبينا وعليه
الصلاة والسلام، ومعناها بالعربية حسن وحسين ومُحَسِّن، قال: وبها سَمَّى علي،
عليه السلام، أَولاده شَبَّرَ وشَبِيراً ومُشَبِّراً يعني حسناً وحسيناً
ومُحَسِّناً، رضوان الله عليهم أَجمعين.
نطف: النطَفُ والوحَرُ: العَيْب. يقال: هم أَهل الرَّيْب والنطَف. ابن
سيده: نطَفَه نَطْفاً ونطَّفه لطَّخه بعيب وقَذَفَه به. وقد نَطِف،
بالكسر، نَطَفاً ونَطافةً ونُطوفة، فهو نطِف: عابَ وأَرابَ. ويقال: مرَّ بنا
قوم نَطِفُون نَضِفون وحَرُون نَجِسُون كفَّار. والنطَف: التَّلَطُّخ
بالعيب؛ قال الكميت:
فَدَعْ ما ليس منك ولستَ منه،
هما رِدْفَين من نَطَفٍ قَرِيبُ
قال رِدْفين على أَنهما اجتمعا عليه مترادفين فنصبهما على الحال. وفلان
يُنْطَف بسُوء أَي يُلَطَّخ. وفلان يُنْطَف بفُجور أَي يُقْذَف به. وما
تنَطَّفْت به أَي ما تلطَّخْت. وقد نَطِف الرجل، بالكسر، إذا اتُّهم
بريبة، وأَنطفه غيره. والنَّطِفُ: الرجل المُرِيب. وإنه لَنطِف بهذا الأَمر
أَي متَّهَم، وقد نطِف ونُطِف نطَفاً فيهما. ووقع في نطَف أَي شرّ وفساد.
ونَطِف الشيءُ أَي فسد. ونطِف البعير نطَفاً، فهو نطِف: أَشرفت دَبَرَتُه
على جوفه ونَقَّبت عن فُؤاده، وقيل: هو الذي أَصابته الغُدّة في بطنه،
والأُنثى نطَفة. والنطَفُ: إشراف الشجَّة على الدماغ والدبَرة على الجوف،
وقد نطِف البعير؛ قال الراجز:
كَوْسَ الهِبَلِّ النَّطِفِ المَحْجوزِ
قال ابن بري: ومثله قول الآخر:
شدّاً عليّ سُرَّتي لا تَنْقَعِفْ
إذا مَشَيْتُ مِشْيَةَ العَوْدِ النَّطِفْ
ورجل نطِف: أَشرفت شَجَّته على دِماغه. ونطِف من الطعام يَنطَف نطَفاً:
بَشِم. والنَّطف: علة يُكوى منها الرجل، ورجُل نطِف: به ذلك الداء؛
أَنشد ثعلب:
واسْتَمَعُوا قَوْلاً به يُكْوى النَّطِفْ،
يَكادُ مَنْ يُتْلَى عليه يُجْتأَفْ
(* ورد هذا البيت في مادة جأف وفيه يجتئف بدل يجتأف.)
والنَّطْفُ: عَقْر الجُرح. ونطَف الجرحَ والخُراجَ نَطْفاً: عقره.
والنَّطَف والنُّطَف: اللؤلؤ الصافي اللون، وقيل: الصغار منها، وقيل: هي
القِرَطةُ، والواحدة من كل ذلك نَطَفة ونُطَفة، شبهت بقَطْرة الماء.
والنَّطَفة، بالتحريك: القُرط. وغلام مُنَطَّف: مُقَرَّط. ووصيفة مُنطَّفة
ومُتَنطِّفة أَي مُقَرَّطة بتُومَتَيْ قُرْط؛ قال:
كأَنَّ ذا فَدّامةٍ مُنَطَّفا
قَطَّف من أَعْنابه ما قَطَّفا
وقال الأَعشى:
يَسْعى بها ذو زُجاجاتٍ له نَطَفٌ،
مُقَلِّصٌ أَسْفَلَ السِّربالِ مُعْتَمِلُ
وتَنَطَّفَتِ المرأَة أَي تَقَرَّطت.
والنُّطْفة والنُّطافة: القليل من الماء، وقيل: الماء القليل يَبقى في
القِربة، وقيل: هي كالجُرْعة ولا فِعل للنُّطفة. والنُّطفة: الماء القليل
يبقى في الدَّلْو؛ عن اللحياني أَيضاً، وقيل: هي الماء الصافي، قلَّ أَو
كثر، والجمع نُطَف ونِطاف، وقد فرق الجوهري بين هذين اللفظين في الجمع
فقال: النُّطفة الماء الصافي، والجمع النِّطاف، والنُّطفة ماء الرجل،
والجمع نُطَف. قال أَبو منصور: والعرب تقول للمُويْهة القليلة نُطفة، وللماء
الكثير نُطفة، وهو بالقليل أَخص، قال: ورأَيت أَعرابيّاً شرب من رَكِيّة
يقال لها شَفِيَّة وكانت غزيرة الماء فقال: واللّه إنها لنطفة باردة؛ وقال
ذو الرمة فجعل الخمر نُطفة:
تَقَطُّعَ ماء المُزْنِ في نُطَفِ الخَمْرِ
وفي الحديث: قال لأَصحابه: هل من وَضوء؟ فجاء رجل بنُطفة في إداوة؛
أَراد بها ههنا الماء القليل، وبه سمي المنيُّ نُطفة لقلته. وفي التنزيل
العزيز: أَلم يك نُطفة من منيّ يُمْنى. وفي الحديث: تخيروا لِنُطَفِكم، وفي
رواية: لا تجعلوا نُطَفكم إلا في طَهارة، وهو حث على استخارة أُم الولد
وأَن تكون صالحة، وعن نكاح صحيح أَو ملك يمين. وروي عن النبي، صلى اللّه
عليه وسلم، أَنه قال: لا يزالُ الإسلامُ يزيد وأَهله ويَنْقُصُ الشِّرك
وأَهله حتى يسير الراكب بين النُّطْفتين لا يخشى إلا جوراً؛ أَراد بالنطفتين
بحر المشرق وبحر المغرب، فأَما بحر المشرق فإنه ينقطع عند نواحي البصرة،
وأَما بحر المغرب فمُنْقَطَعُه عند القُلْزم؛ وقال بعضهم: أَراد
بالنطفتين ماء الفُرات وماء البحر الذي يلي جُدّة وما والاها فكأَنه، صلى اللّه
عليه وسلم، أَراد أَن الرجل يسير في أَرض العرب بين ماء الفرات وماء
البحر لا يخاف في طريقه غير الضَّلال والجَوْر عن الطريق، وقيل: أَراد
بالنطفتين بحر الروم وبحر الصين لأَن كل نطفة غير الأُخرى، واللّه أعلم بما
أَراد؛ وفي رواية: لا يخشى جوراً أَي لا يخاف في طريقه أَحداً يجور عليه
ويظلمه. وفي الحديث: قطَعْنا إليهم هذه النُّطفةَ أَي البحر وماءه. وفي حديث
علي، كرم اللّه وجهه: وليُمْهِلْها عند النِّطاف والأَعْشاب، يعني الإبل
والماشية، النطاف: جمع نُطفة، يريد أَنها إذا وردت على المياه والعُشب
يدَعُها لتَرِد وترعى. والنطفة: التي يكون منها الولد.
والنَّطْفُ: الصبُّ. والنَّطْفُ: القَطْر. ونطَف الماءُ ونطَف الحُبُّ
والكوز وغيرهما يَنْطِفُ ويَنْطُف نَطْفاً ونُطوفاً ونِطافاً ونَطَفاناً:
قَطَر. والقِرْبة تَنْطف أَي تقْطُر من وَهْيٍ أَو سَرْبٍ أَو سُخْف.
ونَطَفانُ الماء: سَيَلانُه. ونطَف الماءُ ينطُف وينطِف إذا قطر قليلاً
قليلاً. وفي صفة السيد المسيح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: ينْطِفُ
رأْسه ماء. وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: دخلت على حفصة ونَوْساتُها
تنطف. وفي الحديث: أَن رجلاً أَتاه فقال: يا رسول اللّه رأَيتُ ظُلَّة تنطف
سمناً وعسلاً أَي تقطُر. والنُّطافةُ: الــقُطارة. والنَّطُوف: القَطُور.
وليلة نطُوف: قاطرة تمطر حتى الصباح. ونطفَت آذان الماشية وتَنطَّفت:
ابتلَّت بالماء فقطَرت؛ ومنه قول بعض الأَعراب ووصف ليلة ذات مطر: تَنْطف
آذان ضأْنها حتى الصباح. والناطِفُ: القُبَّيط لأَنه يتَنَطَّف قبل
استِضْرابه أَي يقْطُر قبل خُثورته؛ وجعل الجعدي الخمر ناطفاً فقال:
وبات فَريق يَنْضَحُون كأَنما
سُقُوا ناطِفاً، من أَذْرِعاتٍ، مُفَلْفَلا
والتَّنَطُّف: التَّقَزُّزُ. وأَصاب كَنْزَ النَّطِف، وله حديث، قال
الجوهري: قولهم لو كان عنده كَنْزُ النَّطِف ما عدا؛ قال: هو اسم رجل من بني
يَرْبوعٍ كان فقيراً فأَغار على مال بعث به باذانُ إلى كِسرى من اليمن،
فأَعطى منه يوماً حتى غابت الشمس فضربت به العرب المثل؛ قال ابن بري: هذا
الرجل هو النَّطِفُ بن الخَيْبَري أَحد بني سَلِيط بن الحرث بن
يَرْبُوعٍ، وكان أَصاب عَيْبَتَيْ جوهر من اللَّطِيمة التي كان باذانُ أَرسَل بها
إلى كسرى بن هُرْمُزَ، فانتهبها بنو حَنظلةَ فقُتِلت بها تمِيم يوم
صَفْقة المُشَقَّر، ورأَيت حاشية بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبي، رحمه اللّه،
قال: قال ابن دريد في كتاب الاشتقاق: النَّطِف اسمه حِطَّانُ، قال ابن
بري: ويقال النطف رجل من بني يربوع كان فقيراً يحمل الماء على ظهره فينطف
أَي يقطر، وكان أغار على مال بعث به باذان إلى كسرى.
نقط: النُّقْطة: واحدة النُّقَط؛ والنِّقاطُ: جمع نُقْطةٍ مثل بُرْمةٍ
وبِرام؛ عن أَبي زيد. ونقَط الحرفَ يَنْقُطه نَقْطاً: أَعْجَمه، والاسم
النُّقْطة؛ ونقَّط المصاحف تنْقِيطاً، فهو نَقَّاط. والنَّقْطة: فَعْلة
واحدة. ويقال: نقَّط ثوبه بالمِداد والزعفران تَنْقِيطاً، ونقَّطَت المرأَة
خدَّها بالسواد: تحَسَّنُ بذلك.
والناقِطُ والنَّقِيطُ: مولى المولى، وفي الأَرض نُقَطٌ من كلإِ ونِقاطٌ
أَي قِطَعٌ متفرِّقة، واحدتها نُقْطة، وقد تنقَّطت الأَرض. ابن
الأَعرابي: ما بقي من أَمْوالهِم إِلا النُّقْطة، وهي قِطْعة من نخل ههنا، وقطعة
من زرع ههنا. وفي حديث عائشة، رضوان اللّه عليها: فما اختلفوا في نُقْطةٍ
أَي في أَمر وقَضِيَّةٍ. قال ابن الأَثير: هكذا أَثبته بعضهم بالنون،
قال: وذكره الهروي في الباء، وقال بعض المتأَخرين: المضبوط المرويّ عند
علماء النقل أَنه بالنون، وهو كلام مشهور، يقال عند المُبالغة في
المُوافَقةِ، وأَصله في الكتابين يُقابل أَحدهما بالآخر ويعارض، فيقال: ما اختلفا
في نُقْطة يعني من نُقط الحروف والكلمات أَي أَن بينهما من الاتفاق ما لم
يختلفا معه في هذا الشيء اليسير.