Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: قرض

لِقَرْضي

لِــقَرْضــي
صورة كتابية صوتية من الــقَرْضــي: نسبة إلى الــقرض بمعنى ما تعطيه غيرك من مال على أن يرده إليك، وما يقدم من عمل يلتمس عليه الجزاء.

علم الأدب

علم الأدب
هو علم يحترز به عن الخطأ في كلام العرب: لفظا، وخطا.
قال المولى أبو الخير: اعلم: أن فائدة التخاطب والمحاورات في إفادة العلوم واستفادتها، لما لم تتبين للطالبين إلا بالألفاظ وأحوالها، كان ضبط أحوالها مما اعتنى به العلماء، فاستخرجوا من أحوالها علوما انقسم أنواعها إلى اثني عشر قسما، وسموها: (بالعلوم الأدبية)، لتوقف أدب الدرس عليها بالذات، وأدب النفس بالواسطة وبالعلوم العربية أيضا، لبحثهم عن الألفاظ العربية فقط، لوقوع شريعتنا التي هي أحسن الشرائع، وأولاها على أفضل اللغات، وأكملها ذوقا ووجدانا. انتهى.
واختلفوا في أقسامه.
فذكر ابن الأنباري في بعض تصانيفه أنها ثمانية.
وقسم الزمخشري في (القسطاس) إلى: اثني عشر قسما.
كما أورده العلامة الجرجاني في (شرح المفتاح).
وذكر القاضي: زكريا، في (حاشية البيضاوي) : أنها أربعة عشر، وعد منها: علم القراءات.
قال: وقد جمعت حدودها في مصنف، سميته: (اللؤلؤ النظيم، في روم التعلم والتعليم).
لكن يرد عليه: أن موضوع العلوم الأدبية: كلام العرب، وموضوع القراءات: كلام الله.
ثم إن السيد والسعد: تنازعا في الاشتقاق، هل هو مستقل كما يقوله السيد؟ أو من تتمة علم التصريف كما يقوله السعد؟
وجعل السيد البديع من تتمة البيان.
والحق: ما قال السيد في (الاشتقاق)، لتغاير الموضوع بالحيثية المعتبرة.
وللعلامة، الحفيد، مناقشة في التعريف والتقسيم، أوردها في موضوعاته، حيث قال: وأما علم الأدب فعلم يحترز به عن الخلل في كلام العرب لفظا أو كتابة.
وهاهنا بحثان:
الأول: أن كلام العرب بظاهره لا يتناول القرآن، وبعلم الأدب يحترز عن خلله أيضا، إلا أن يقال المراد بكلام العرب: كلام يتكلم العرب على أسلوبه.
الثاني: أن السيد - رحمه الله تعالى - قال: لعلم الأدب أصول وفروع:
أما الأصول: فالبحث فيها، إما عن: المفردات من حيث جواهرها، وموادها، وهيئاتها، فعلم اللغة.
أو من حيث: صورها وهيئاتها فقط، فعلم الصرف.
أو من حيث: انتساب بعضها ببعض بالأصالة والفرعية، فعلم الاشتقاق.
وأما عن المركبات على الإطلاق، فإما باعتبار هيئاتها التركيبية وتأديتها لمعانيها الأصلية، فعلم النحو.
وأما باعتبار إفادتها لمعان مغايرة لأصل المعنى، فعلم المعاني.
وأما باعتبار كيفية تلك الإفادة في مراتب الوضوح، فعلم البيان.
وعلم البديع، ذيل لعلمي: المعاني والبيان، داخل تحتهما.
وأما عن المركبات الموزونة، فإما من حيث: وزنها، فعلم العروض.
أو من حيث: أواخرها، فعلم القوافي.
وأما الفروع: فالبحث فيها، إما أن يتعلق بنقوش الكتابة، فعلم الخط.
أو يختص بالمنظوم، فالعلم المسمى: (بــقرض الشعر). أو بالنثر، فعلم الإنشاء.
أو لا يختص بشيء، فعلم المحاضرات، ومنه: التواريخ.
قال الحفيد: هذا منظور فيه.
فأورد النظر بثمانية أوجه، حاصلها: أنه يدخل بعض العلوم في المقسم دون الأقسام، ويخرج بعضها منه مع أنه مذكور فيه، وإن جعل التاريخ واللغة علما مدونا لمشكل، إذ ليس مسائل كلية، وجواب الأخير مذكور فيه، ويمكن الجواب عن الجميع أيضا بعد التأمل الصادق.

الخوبة

(الخوبة) الأَرْض الَّتِي لم تمطر بَين أَرضين ممطورتين والجوع يُقَال أَصَابَتْهُم خوبة مجاعَة وَفِي حَدِيث التلب بن ثَعْلَبَة (أصَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خوبة فَاسْتــقْرض مني طَعَاما)

المُرَابي

المُرَابي
الجذر: ر ب

مثال: لا يرضى الله عن المرابي
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم القديمة بهذا المعنى.
المعنى: الشخص الذي يــقرض الناس بالربا

الصواب والرتبة: -لا يرضى الله عن المُرابي [فصيحة]
التعليق: مجيء «فاعَل» بمعنى «أَفْعَل» و «فَعَّل» كثير في لغة العرب، ويمكن تصويب الكلمة المرفوضة بالمعنى المراد؛ لأنه يوافق القياس، فالكلمة من «رَابَى» على «فاعَل» بمعنى تعامل بالربا، وقد أوردته المعاجم الحديثة، وأقرَّه مجمع اللغة المصري إما على أن صيغة «فاعَل» دالة على الموالاة، أو أنها بمعنى «أفْعَل» كما في «دايَنه» بمعنى «أدانه»، وقد ورد اللفظ في شعر لأبي العلاء المعريّ.

لوذ

لوذ: {لواذا}: يستر بعضهم بعضا.
ل و ذ : لَاذَ الرَّجُلُ بِالْجَبَلِ يَلُوذُ لِوَاذًا بِكَسْرِ اللَّامِ وَحُكِيَ التَّثْلِيثُ وَهُوَ الِالْتِجَاءُ وَلَاذَ بِالْقَوْمِ وَهِيَ الْمُدَانَاةُ وَأَلَاذَ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فِيهِمَا وَلَاوَذَ بِهِمْ مُلَاوَذَةً بِمَعْنَى طَافَ بِهِمْ وَلَاذَ الطَّرِيقُ بِالدَّارِ وَأَلَاذَ اتَّصَلَ. 
لوذ
قال تعالى: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً
[النور/ 63] هو من قولهم: لَاوَذَ بكذا يُلَاوِذُ لِوَاذاً ومُلَاوَذَةً: إذا استتر به. أي:
يستترون فيلتجئون بغيرهم فيمضون واحدا بعد واحد، ولو كان من: لَاذَ يَلُوذُ لقيل: لِيَاذاً إلّا أنّ اللِّوَاذَ هو فعال من: لاوذ. واللِّيَاذُ من فعل، واللَّوْذُ: ما يطيف بالجبل منه.
ل و ذ: (لَاذَ) بِهِ لَجَأَ إِلَيْهِ وَعَاذَ بِهِ وَبَابُهُ قَالَ. وَ (لِيَاذًا) أَيْضًا بِالْكَسْرِ. وَ (لَاوَذَ) الْقَوْمُ (مُلَاوَذَةً) وَ (لِوَاذًا) أَيْ لَاذَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا} [النور: 63] وَلَوْ كَانَ مِنْ لَاذَ لَقَالَ: لِيَاذًا. 
[لوذ] نه: فيه: بك "ألوذ"، من لاذ به يلوذ لياذا- إذا التجأ إليه وانضم واستغاث. ومنه: "يلوذ" به الهلاك. أي يحتمي به الهالكون ويستترون. وفي خطبة الحجاج: وأنا أرميكم بطرفي وأنتم تتسللون "لواذا"، أي مستترين بعضكم ببعض، وهو مصدر لاوذ. غ: أو فرارًا وتباعدا أو خلافا. ك: "يلذن" به أربعون امرأة، بضم لام وسكون ذال معجمة، وذلك لقلة الرجال بسبب كثرة الحروب آخر الزمان. ن: أي ينتهين إليه ليقوم بحوائجهن كقبيلة بقي من رجالها واحد فقط.
[لوذ] لاذَ به لِواذاً ولِياذاً، أي لجأ إليه وعاذَ به. واللَوْذُ أيضاً: جانب الجبل وما يُطيف به، والجمع ألواذٌ. ولاوَذَ القومُ مُلاوَذَةً، أي لاذَ بعضُهم ببعض. ومنه قوله تعالى:

(يَتَسَلَّلونَ منكم. لِواذاً) *. ولو كان من لاذَ لقال: لِياذاً. وقول الشاعر:

ولَمْ تَطْلُبِ الخَيْرَ المُلاوِذَ مِنْ عمرو  يعنى القليل. والوذان، بالفتح: اسم رجل.

لوذ


لَاذَ (و)(n. ac. لَوْذ
لَوَاْذ
لِوَاْذلِيَاذ [] لُوَاْذ)
a. [Bi], Took refuge at; fled to; relied, depended on; had
recourse to.
b. [Bi], Encompassed, surrounded.
c. [Bi], Strove to overcome.
d. see III (c) (d).
لَاْوَذَ
a. see I (a) (b).
c. ['An], Escaped from, eluded.
d. [acc.
or
Bi], Circumvented, wheedled, beguiled.
d. Opposed, was hostile to.

أَلْوَذَa. see I (a) (b), (c) & III (
c ), (d).
f. [acc. & Bi], Hid with.
لَوْذ (pl.
أَلْوَاْذ)
a. Bend, turn.
b. Side, slope.
c. Circuit.
d. District; neighbourhood.

مَلَاذ []
مِلْوَذَة [] (pl.
مَلَاْوِذُ)
a. Refuge, shelter; asylum.
b. Citadel; castle: fortress.

لَوْذَان []
a. see 1 (d)
لَوْذَانِيَّة []
a. Circumvention.

تَلْوَاذ []
a. Recourse; the taking refuge.

خَيْر مُلَاوِذ
a. Little good.

هُوَ لَوْذَهُ
a. He is near him.

لَوْذَع
a. see under
لَذَع

لَوْر
a. Cream-cheese.
لوذ: اللَّوْذ: مَصْدَرُ لاذَ يَلُوْذُ لِوَاذاً ولِيَاذاً ولَوْذاً؛ وألاَذَ به: وهو أنْ يَسْتَتِرَ بشَيْءٍ مَخَافَةَ مَنْ يَرَاه أو يَأْخُذُه. والمَلْوَذَةُ: المَوْضِعُ يُلاذُ به ويُجْتَمَعُ إليه.
وأخَذْتُه باللَّوْذَانِيَّةِ: وهي المُرَاوَغَةُ.
وأَلاَذَ الطَّرِيْقُ بالدَّارِ: أحَاطَ بها.
وخَيْرُه مُلاَوِذٌ: لا يَجِيْءُ إلاَّ مَعَ كَدٍّ.
واللاَّذَةُ: ثِيَابٌ من حَرِيْرٍ صِيْنِيٍّ.
والْوَاذَّ الرَّجُلُ يَلْوَاذُّ الْوِذَاذاً: إذا انْثَنَى وأحْجَمَ.
وناقَةٌ مُلْوِذٌ: حَدِيْثَهُ النِّتَاجِ.
وهو بألْوَاذِ البِلادِ: أي بنَاحِيَتِها. واللَّوْذُ: حِصْنُ الجَلَلِ. ولَوْذُ الوادي: مَعْطِفُه ومُنْحَنَاه. وهو بلَوْذانِ كذا: أي ناحِيَتِه.
وله مائةٌ من الإِبِلِ أو لِوَاذُها: أي أو أكْثَر بواحِدٍ أو اثْنَيْنِ. وقَوْمٌ ألْوَاذُ مائةٍ: أي زُهَاؤها.
ل و ذ

لاذ به لياذاً، ولاوذ به لواذاً. قال الطرّماح:

يلاوذن من حرّ يكاد أواراه ... يذيب دماغ الضب وهو خدوع

وألاذ به غيره. واعتصم بلوذ الجبل: بجانبه وبألواذه. وهو يطوف في ألواذ البلاد: في نواحيها. ونزلوا بلوذ الوادي وبألواذه. قال الهذلي:

وقطّع ألواذ داويّة ... صحارى غلان طلح وضال وقال ابن القمقام:

تسري الصّبا فتبيت في ألواذه ... ويظلّ فيه من الجنوب نسيم

ومن المجاز: خير فلان ملاوذ: مراوغ لا يأتي إلا بعد كدّ. قال القطاميّ:

وما ضرّها إن لم تكن رعت الحمى ... ولم تطلب الخير الملاوذ من بشر

وألاذت الناقة الظلّ بخفّها إذا قامت الظهيرة.
لوذ: لاذ: (في المقري 1: 472): بدلاً من أن يرمي نفسه في الماء لاذ بالقعود في درج الصهريج.
لاذ بفلان: اكتسب مودته. نذر نفسه لخدمته (معجم الادريسي).
لاذ ب: هي عند (فوك) ducumbere= التزم الفراش وهمك وانهمك في.
لاذ: لجأ إلى العر، هرب (معجم البيان-ة محمد بن الحارث 345): وجعل ابن بقي يلوذ له عن الإجابة وفي (رياض المفوس 57): فكنت ألوذ وأعتذر لصعب المشيء عليَّ -كذا-، المترجم-.
لاذ عن: ولّى عند الأدبار (زيشر 22، 84: 2: البكري 128: 2): لاذ عنهم بعسكره: هرب، بجيشه، منهم وليس احتمى بجيشه منه كما ترجمها (دي سلان).
لاذ: غير ثابت وهو الذي لا يبقى على حال واحدة (انظر لؤاذ) وفي (المعجم اللاتيني - العربي immobilis) : من لا يلوذ.
لاوذ: تابع (وفقاً للشرّاح القدماء) (معجم مسلم).
تلوّذ: انظر متلوّذة في (المعجم اللاتيني العربي) مادة flectuosa.
لاذْ: ورد اللاذ بالمفرد في (لطائف الثعالبي 2: 131): وعليه ثوب أبيض صَبَغَه عرقه حتى كأنه ثوب لاذٍ (وفي الموشّى 124) مثل اللاذ والحرير والقز والديباج والوشي والخز.
لؤاذ: متلوّن، متقلب (المعجم اللاتيني العربي: inconstabilis و entre inpendo et hnperitia بعد كلمة لاتينية لم أتمكن من قراءتها وكذلك سكاليجر أيضاً). ملاذ: ملجأ (محيط المحيط).
[ل وذ] لاذَ بهِ لَوْذًا ولَواذًا ولِياذًا ولاوَذَ مُلاوَذَةً ولِواذًا ولِياذًا اسْتَتَرَ وقالَ ثْعَلَبٌ لُذْتُ بهِ لِواذا احْتَصَنْتُ والمَلاذُ والمَلْوذَةُ الحِصْنُ ولاذَ به وأَلاَذَ امْتَنَع ولاوَذَه لِواذًا راوَغَهُ وقَوْلُه تَعالى {قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا} النور 63 قالَ الزَّجَاجُ مَعْنَى لِواذًا هاهُنا خِلافًا قالَ ودَلِيلُ ذلِكَ قولُه تعالَى {فليحذر الذين يخالفون عن أمره} النور 63 ولاذَ الطَّرِيقُ بالدّارِ وأَلاذَ أَحاطَ وأَلْواذُ كُلَّ شَيْءٍ ما حَوْلَه قالَ

(أَلْواذُ إِبْطَيْه وفَوْقَ المَرْسِنِ ... )

ولاذَ بالقَوْمِ وأَلاذَ ولاوَذَهُم داراهُم واللَّوْذُ حِضْنُ الجَبَل وما يُطِيفُ بهِ والجَمْعُ أَلْواذٌ ولَوْذُ الوادِي مُنْعَطَفُه والجَمْعُ كالجمع وهُو لَوْذُه أَي قَرِيبٌ منه ولِي من الإِبِلِ والدَّراهِم وغيرِها مِئَةٌ أو لِواذُها وكَذلك غيرُ المِئَةِ من العَدَد أي أَنْقَصُ منها بواحِدٍ أَو اثْنَيْنِ أَو أَكْثَر منها بذلِكَ العَدَدِ واللاذُ ثِيابُ حَرِيرٍ تُنْسَجُ بالصِّين واحِدَتُه لاذَةٌ وهُوَ بالعَجَمِيّة سَواءٌ والمَلاوِذُ المآزِرُ عن ثَعْلَبٍ ولَوْذانُ اسمُ أَرْضٍ قال الرّاعي

(فلَبَّثَها الرّاعِي قَلِيلاً كَلا وَلا ... بلَوْذانَ أَو ما حَلَّلَتْ بالكَراكِرِ)
لوذ
لاذَ/ لاذَ إلى/ لاذَ بـ يلوذ، لُذْ، لَوْذًا ولَواذًا ولِواذًا ولِياذًا ولُواذًا، فهو لائذ، والمفعول مَلوذ إليه
• لاذ الشَّخْصُ: هرَب " {قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لَوَاذًا} [ق]- {قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا}: مستخفين ومستترين بعضكم ببعض" ° لاذ بالفرار: هرب.
• لاذ إلى الجبل/ لاذ بالجبل: اعتصم؛ لجأ إليه واستتر به وتحصَّن "لاذ الفارُّون بأحد الأسطح العالية- يلوذ الضَّعيفُ بالقويّ"? لاذ بالصَّمت: سكت، تحصَّن بالسُّكوت.
• لاذ الشَّخْصُ بالقوم: التجأ إليهم واستغاث بهم "لاذ المظلومُ بالحاكم". 

استلاذَ بـ يستليذ، اسْتَلِذْ، استلاذةً، فهو مستليذ، والمفعول مُستلاذٌ به
• استلاذ بفلان: لجأ إليه واستغاث به "تستليذ الحكومات بالدعم الخارجيّ". 

استلاذة [مفرد]: مصدر استلاذَ بـ. 

لائذ [مفرد]: اسم فاعل من لاذَ/ لاذَ إلى/ لاذَ بـ. 

لَواذ/ لُواذ/ لِواذ [مفرد]: مصدر لاذَ/ لاذَ إلى/ لاذَ بـ. 

لَوْذ [مفرد]: مصدر لاذَ/ لاذَ إلى/ لاذَ بـ. 

لِياذ [مفرد]: مصدر لاذَ/ لاذَ إلى/ لاذَ بـ. 

مَلاذ [مفرد]: ج مَلاذات: اسم مكان من لاذَ/ لاذَ إلى/ لاذَ بـ: ملْجأ وحِصْن "كانت كنيسةُ المهد ملاذًا للفارّين". 

لوذ

1 لَاذَ بِهِ, aor. ـُ (S, A, L, Msb,) inf. n. لَوْذٌ (S, L, K) and لِيَاذٌ (S, A, L, K) and لِوَاذٌ (L, Msb, K) and لَوَاذٌ and لُوَاذٌ, (Msb, K,) He had recourse to it, (a mountain [&c.], Msb,) or him, for refuge or protection or preservation; (S, A, L, Msb;) as also به ↓ لاوذ, inf. n. لِوَاذٌ; (A;) and به ↓ الاذ; (Msb;) sought, or took, refuge in it, or him; (S, L;) and joined himself to him; and sought, desired, implored, or called for, aid, or succour, of him: (L:) he protected, concealed, defended, or fortified himself by it, (L, K,) or him; (L;) as also به ↓ لاوذ, (L,) inf. n. مُلَاوَذَةٌ (L, K) and لِوَاذٌ; (L;) and ↓ الاذ. (L.) b2: لَاذَ بِهِ, (L,) inf. n. as above, in the commencement of the art., (K,) It encompassed, or surrounded, it; (L, K; *) as also ↓ الاذ, (L,) inf. n. إِلَاذَةٌ. (L, K.) You say, لَاذَ الطَّرِيقُ بِالدَّارِ, and ↓ الاذ, The road encompassed, or surrounded, the house: (L:) or, reached, or extended, to the house: (Msb:) and لَاذَتِ الدَّارُ بِالطَّرِيقِ The house encompassed, or surrounded, the road. (L.) See also 3. b3: لَاذَ بِالقَوْمِ and بِهِم ↓ الاذ, He laboured, or strove, to overcome the people in any way; expl. by the words هى المداورة من حيث ماكان. (T, L.) [Perhaps المداورة is a mistake for المُدَارَاة; see 3: the same phrases being explained in the M by دَاَراهُمْ: but there is a near resemblance between the significations of المداورة and المداراة.]3 لاوذ القَوْمُ, (S, L,) inf. n. مُلَاوَذَةٌ and لِوَاذٌ, (S, L, K,) with which تَلْوَاذٌ is syn., (K,) The people had recourse, one to another, for refuge or protection or preservation; sought, or took, refuge, one in another; protected, concealed, defended, or fortified, themselves, one by another. (S, L, K. *) Agreeably with this explanation, (as some say, L,) لِوَاذًا is used in the Kur, xxiv. 63: were it from لَاذَ, it would be لِيَاذًا. (S, L.) b2: See 1. b3: لاوذ بِهِمْ, inf. n. مُلَاوَذَةٌ, He went round about them, or encompassed them. (Msb.) See also 1. b4: لاوذهُ, (M, L,) inf. n. مُلَاوَذَةٌ (K) and لِوَاذٌ, (M, L, K,) He circumvented, or deluded, him; (M, L, K; *) syn. رَاوَغَهُ (M, L) inf. n. مُرَاوَغَةٌ. (K.) b5: لاوذهُمْ (M, L) and بِهِمْ ↓ لَاذَ, and ↓ الاذ, (M,) He wheedled, beguiled, or deluded, them; syn. دَارَاهُمْ. (M, L.) لاوذ He eluded, and shunned, or avoided, thee: syn. رَاغَ عَنْكَ, and حَادَ Agreeably with this explanation, or as signifying مراوغة, some render لِوَاذًا in the Kur, xxiv. 63. (Ibn-Is-Seed, TA.) b6: لاوذهُ, (TK,) inf. n. مُلَاوَذَةٌ (K) and لِوَاذٌ, (L, K,) He acted contrarily to, or differently from, or adversely to, him; was, or became contrary to, or different from, or adverse to, him; (L, * K, * TK;) syn. خَالَفَهُ, (TK,) inf. n. خِلَافٌ. (L, K.) Agreeably with this explanation, Zj renders لِوَاذًا in the Kur, xxiv. 63; saying that the meaning which he thus assigns to it is shown to be the true one by the words immediately following. (L.) 4 أَلْوَذَ see 1: b2: and 3. b3: الاذ بِهِ غَيْرَهُ [He caused another to have recourse to him or it for refuge or protection or preservation; to seek, or take, refuge in him or it; to protect, conceal, defend, or fortify, himself by him or it: or he protected, concealed, defended, or fortified, another by means of him or it]. (A.) b4: الاذت النَّاقَةُ الظِّلَّ بِخُفِّهَا (tropical:) [The she-camel covered, or concealed, the shade with her foot]; meaning that the time of noonday-heat was come. (A.) لَوْذٌ The side of a mountain; and its circuit: pl. ألْوَاذٌ. (S, A, L, K.) b2: A side, or lateral part or tract, of a country or region: (A:) and of a thing; (TA;) as also ↓ لَوْذَانٌ: (K:) pl. as above. (A.) b3: A place of bending of a valley: pl. as above. (L, K.) b4: هُوَ بِلَوْذِ كَذَا, and كَذَا ↓ بِلَوْذَانِ, He, or it, is in the side of, or part adjacent to, such a place or thing. (L.) b5: هُوَ لَوْذَهُ He is near to him or it. (L.) لَوْذَانٌ: see لَوْذٌ.

لَوْذَانِيَّةٌ, (as in some copies of the K,) or لَوَذَانِيَّةٌ, (as in others and in the TA,) Circumvention; delusion; syn. مُرَاوَغَةٌ. (K.) See 3.

مَلَاذٌ and ↓ مِلْوَذَةٌ [the latter thus in the K and accord. to the TA; but in the TT, مَلْوَذَة; and in the L, without the first vowel-sign;] A place to which one has recourse for refuge, protection, preservation, or concealment; a place of refuge; a refuge; (TA;) a fortress; a fortified place; a castle. (L, K.) مَِلْوَذَةٌ: see مَلَاذٌ.

خَيْرٌ مُلَاوِذٌ (tropical:) Little good: (S:) or good that comes not save after severe toil or labour: occurring in a verse of El-Katámee: you say, خَيْرُ بَنِى فُلَانٍ مُلَاوِذٌ The good of the sons of such a one comes not save after severe toil or trouble to procure it. (ISk, T, L.) تَلْوَاذٌ: see 3.
لوذ
: (ا {للَّوْذُ بالشيءِ: الاسْتِتَارُ والاحْتِصَانُ بِهِ،} كالِلَّوَاذِ مُثَلَثَةً، {واللِّياذِ} والمُلاَوَذَةِ) ، {لاَذَ بِهِ} يَلُوذُ {لَوْذاً} وِلُواذاً: {ولِيَاذاً: لجأَ إِليه وعاذَ بِهِ.
} ولاَوَذَ {مُلاَوَذَةً} ولِوَاذاً {ولِيَاذاً: استَتَرَ.
وقالَ ثَعْلَبٌ:} لُذْت بِهِ {لِوَاذا: احْتَصَنْتُ.
} ولاَوَذَ القَوْمُ {مُلاَوَذَةً} ولِوَاذاً، أَي {لاذَ بَعْضُهُم ببعْضٍ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ} لِوَاذاً} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 63) .
وَفِي حَدِيث الدُّعاء (اللهُمَّ بِكَ أَعُوذُ، وَبِك {أَلُوذُ) ،} لاَذَ بِهِ، إِذا الْتَجَأَ إِليه وانْضَمَّ واستغَاثَ. وَفِي الحَدِيث ( {يَلُوذُ بِهِ الهُلاَّكُ) . أَي يُسْتَتَرُ بِهِ ويُحْتَمَى، وإِنما قَالَ تَعَالَى: {} لِوَاذاً} لأَنه مَصدَرُ {لاَوَذْتُ، وَلَو كَانَ مَصْدَراً} لِلُذْتُ لقلْتَ {لُذْت بِهِ} لِيَاذَا، كَمَا تَقول قُمْت إِليه قِيَاماً وقَاوَمْتُك قِوَاماً طَوِيلاً. وَفِي خُطْبَة الحَجّاج: وأَنَا أَرْمِيكُمْ بِطَرْفِي وأَنتم تَتَسَلَّلُونَ {لِوَاذاً. أَي مُسْتَخْفِينَ مُسْتَتِرِينَ بعضُكم ببعضٍ. وَقَالَ الطِّرِمَّاح فِي بَقرِ الوَحْشِ:
} يُلاَوِذْن مِنْ حَرَ كَأَنَّ أَوَارَهُ
يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبِّ وهْوَ جَذُوعُ
أَي تَلْجَأُ إِلى كُنُسِها.
(و) ! الّلَوْذُ (: الإِحاطَةُ، كالإِلاَذَةِ) ، يُقَال: {لاذَ الطريقُ بالدارِ وأَلاذَ} إِلاذَةً، والطرِيق مُلِيذٌ بالدارِ، إِذا أُحاط بهَا. {وأَلاَذَتِ الدارُ بالطرِيق، إِذا أَحاطَتْ بِهِ، (و) } اللَّوْذ (: جانِبُ الجَبَلِ) وحِضْنُه (وَمَا يُطِيفُ بِهِ) . (و) {اللَّوْذُ (: مُنْعَطَفُ الوَادِي، ج} أَلْوَاذٌ) وَيُقَال: هُوَ بِلَوْذِ كَذا، أَي بِنَاحِيَة كَذَا.
( {والمَلاَذُ:) المَلْجأُ و (الحِصْنُ،} كالمِلْوَذَةِ) ، بِالْكَسْرِ، ولاذَ بِهِ، ولاَوَذَ، وأَلاَذَ: امْتَنَع.
( {والمُلاَوَذَةُ} واللِّوَاذُ: المُرَاوَغَةُ، {كاللَّوَاذَانِيَّةِ) مُحَرّكةً، وَبِه فسَّر بعضق قَوْله تَعَالى: {يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ} لِوَاذاً} وَمثله فِي كتاب ابْن السَّيِّد فِي الْفرق، فإِنه قَالَ: {لاَوَذَ فُلاَنٌ: رَاغَ عَنْك وحَادَ.
(و) } المُلاَوَذَة واللِّوَاذُ (: الخِلاَفُ) ، وَبِه فَسَّر الزَّجَّاج الآيةَ، أَي يُخَالِفُون خِلاَفاً، قَالَ: وَدَلِيل ذالك قَوْله عزّ وجلّ: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 63) .
(و) المُلاَوَذَةُ {واللِّوَاذُ (: أَن} يَلُوذَ) ، اي يَسْتَتر (بَعْضُهم بِبَعْضٍ، {كالتَّلْوَاذِ) ، بِالْفَتْح، قَالَ عُمرو بن حُمَيْل:
يُرِيغُ شُذَّاذاً إِلَى شُذَّاذِ
مِنَ الرَّبَابِ دَائِمِ} التَّلْوَذِ
وَبِه فسَّر بعضُهم الْآيَة، كَمَا تقدّم ذالك قَرِيبا.
( {ولَوْذَانُ) : اسْم أَرْضٍ، وَقَالَ الرَّاعِي:
فَلَبَّثَها الرَّاعِي قَلِيلاً كَلاَ وَلا
} بِلَوْذَانَ أَوْ مَا حَلَّلَتْ بِالكَرَاكِرِ
وَقَالَ ثَعلبٌ: لَوْذَان (: ع) وأَنشد:
أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ بَيْنَ {لَوْذَانَ فَالنَّقَا
غَدَاةَ النَّوعى عَيْنَاكَ تَبْتَدِرَانِ
(و) } اللَّوْذَانُ (من الشيْءِ: ناحِيَتُهُ) ، {كاللَّوْذِ، يُقَال: هُوَ} بِلَوْذِ كَذَا، أَي بِنَاحِيَةِ كَذَا، {وبِلَوْذَانِ كَذَا، قَالَ ابنُ أَحمر:
كَأَنَّ وَقْعَتَه} لَوْذَانَ مِرْفَقِهَا
صَلْقُ الصَّفَا بِأَدِيمٍ وَقْعُه تِيَرُ
تِيَرٌ، أَي تَارَاتٌ. ( {والَّلاذةُ: ثَوْبٌ حَرِيرٌ أَحْمَرُ صِينِيٌّ) ، أَي يُنْسَج بالصّين، (ج} لاَذٌ) ، وَهُوَ بالعَجَميّة سَواءٌ، تُسمّيه العَرب والعَجَمُ {اللاَّذَةَ.
(} والمَلاَوِذ: المآزِرُ) عَن ثَعْلَب.
( {ولَوْذٌ: جَبَلٌ باليَمَنِ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(ولَوْذُ الحَصَى: ع) ، عَن الصاغانيّ.
(} ولاَوَذُ بنُ سَامِ بنِ نُوْحٍ) عَلَيْهِ السلامُ، أَخو أَرفَخْشِذ وأَشْوَذ وإِرَم وعَيْلَم ومَاش والمَوْصِل، ولدّ. ولاَوَذُ أَبو عِمْلِيقٍ وطَسْمٍ وأُمَيْمٍ، وَقد انْــقَرَض أَكثرُهم.
(وخُزَزُ بنُ {لَوْذَانَ شاعِرٌ) مَعْرُوف.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ ابنُ السِّكيت: خيرُ بني فُلانٍ} مُلاَوِذ، أَي لَا يجيءُ إِلا بعد كَدَ، وأَنشد للقطامىّ:
وَمَا ضَرَّهَا أَنْ لَمْ تَكُنْ رَعَتِ الحِمَى
ولَمْ تَطْلُبِ الخَيْرَ {المُلاَوِذَ مِنْ بِشْرِ
وَقَالَ الجوهريُّ: يَعْنِي القَلِيلَ. وَفِي الأَساس: وَمن المَجاز: خَيْرُ فلانٍ مُلاَوِذٌ: مُرَاوِغٌ لَا يَأْتِي إِلاص بعْدَ كَدَ.
} والمُلاَوَذَة: المُدَاوَرَة مِن حَيْثُما كَانَ.
{ولاَوَذَهُم: دَارَهُمْ.
وَيُقَال: هُوَ} لَوذُه، أَي قَرِيبٌ مِنْهُ.
ولى من الإِبل والدَّراهِم وغيرِهَا مَائَةٌ أَو {لِوَاذُهَا، يُرِيد أَو قَرَابَتُها، وكذالك غيرُ المائةِ من العَدَد، أَي أَنقَص مِنْهَا بِوَاحِد أَو اثْنَيْنه أَو أَكْثَرُ مِنْهَا بذالك العَدده.
} ولَوْذَانُ بن عمرِو بن عَوْف بنِ مَالِكه بنِ الأَوْصِ، فِي الأَنصارِ، وَعِقبُهُ من وَلدِه مالكِ بن! لَوْذَان، وفَخذُهم يُقَال لَهُم بَنو السَّمِيعَة، وَفِي الْجَاهِلِيَّة بَنو الصَّمَّاءِ، وَفِي هَمْدَان لَوْذَان بن عَبْدِ وُدِّ بن الْحَارِث بن مَالك بن زَيد بن جُشَم بن حَاشِدٍ، قَالَه ابنُ الكلبيّ.
وَمن المَجاز: أَلاذَتِ النَّاقَةُ الظِّلَّ بِخُفِّها، إِذا قامَت الظَّهِيرَةُ، كَذَا فِي الأَساس. 

غُصْن

غُصْن
من (غ ص ن) ما تشعب من ساق.
(غُصْن) العنقود أغصن
(غُصْن)
الْغُصْن غصنا قطعه وَالشَّيْء أَخذه وَفُلَانًا عَن حَاجته كَفه وثناه وَيُقَال مَا غصنك عني مَا شغلك
غُصْن
: (الغُصْنُ، بالضَّمِّ: مَا تَشَعَّبَ من ساقِ الشَّجرِ (دِقاقُها وغِلاظُها؛ و) الشّعْبَةُ (الصَّغيرَةُ) مِنْهَا غصْنَةٌ، (بهاءٍ؛ ج غُصُونٌ وغِصَنَةٌ) ، بكسْرٍ ففتحٍ مثْلُ قُرْطٍ وقِرَطَةٍ، (وأَغْصانٌ.
(وغَصَنَ الغُصْنَ يَغْصِنُه) غَصْناً: (مَدَّهُ إِلَيْهِ) ، فَهُوَ مَغْصونٌ، عَن القَنَانيِّ.
(و) غَصَنَ (الشَّيءَ: أَخَذَه.
(أَو) غَصَنَ الغُصْنَ: إِذا (قَطَعَهُ) وأخَذَهُ.
(و) غَصَنَ (فلَانا عَن حاجَتِه) يَغْصِنُه: (ثَناهُ وكفَّه) ؛ عَن ابنِ الأَعرابيِّ.
قالَ الأَزّهرِيُّ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيه المُنْذريُّ فِي النوادِرِ؛ وغَيْرُه يقولُ: غَضَنَ بالضَّاد، وَهُوَ عنْدَ شَمِرٍ بالضَّادِ، قالَ: وَهُوَ صَحِيحٌ.
(وذُو الغُصْنِ: وادٍ من حَرَّةِ بَني سُلَيْمٍ) .

وقيلَ: وادٍ قَرِيبٍ مِن المَدينَةِ تصبُّ فِيهِ سيولُ الحرَّةِ، عَن نَصْر، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
وقيلَ: هُوَ مِن أَوْديَةِ العقِيقِ.
(وأَبو الغُصْنِ: دُجَيْنُ بنُ ثابتِ بنِ دُجَيْنٍ وليسَ بِجُحَى كَمَا توهَّمَه الجَوْهَرِيُّ، أَو هُوَ كُنْيَتُه) .
ونَصُّ الجَمْهرَةِ: وأَبو الغُصْنِ كُنْيَتُه جُحَى.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى: وَفِي كَلامِه تَناقِضٌ إِذْ نَفَاه أَوَّلاً ثمَّ أَثْبَتَه قوْلاً ثَانِيًا، وَإِذا كانَ قولا فمَا معْنى التّوَهّم؛ بل حَزَمَ قوْمٌ ادَّعاه المصنِّفُ توهّماً كَمَا يأْتي فِي المُعْتل.
قلْتُ: ومَرَّ فِي د ج ن شيءٌ مِن ذَلِك.
(وأَغْصَنَ العُنْقودُ وغَصَّنَ) ، بالتَّشديدِ: (كثرَ) ، وَفِي بعضِ الأُصُولِ: كَبِرَ، (حَبُّهُ) شَيْئا، وَهُوَ الصَّوابُ.
(وثوب أَغْصَنُ: فِي ذَنَبِه بَياضٌ.
(وغُصْنٌ، بالضَّمِّ وكزُبَيْرٍ: اسْمانِ) .
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وأَحْسَبُ أنَّ بَني غُصَيْنٍ بَطْنٌ.
قلْتُ: وهم الْيَوْم بغزة وشِرْذَمَة بالرَّمْلةِ، وَمِنْهُم الإمامُ المحدِّثُ الشيخُ عبْدُ القادِرِ بنُ غُصَيْنٍ الغزيُّ الشَّافِعِيُّ، رَوَى عَنهُ أَبو السَّعادَاتِ محمدُ بنُ عبدِ القادِرِ الفاسِيُّ وغيرُهُ، وَقد انْــقَرَضَ الحدِيثُ الآنَ مِن بيتِهم.

الْعَارِية

(الْعَارِية) (انْظُر عور)
(الْعَارِية) العارة (ج) عوار

(الْعَارِية) العارة (ج) عواري
الْعَارِية: فِي الْكِفَايَة فِي الصِّحَاح الْعَارِية بتَشْديد الْيَاء التَّحْتَانِيَّة بنقطتين كَأَنَّهَا منسوبة إِلَى الْعَار لِأَن طلبَهَا عَار وعيب. وَفِي الْمغرب الْعَارِية فَعَلَيهِ منسوبة إِلَى العارة اسْم من الْإِعَارَة كالغارة من الإغارة وَأَخذهَا من الْعَار بِمَعْنى الْعَيْب أَو العرى خطأ وَفِي الْمَبْسُوط وَقيل هِيَ من التعاور وَهُوَ التناوب فَكَانَ الْمُعير يَجْعَل للْغَيْر نوبَته فِي الِانْتِفَاع بِملكه على أَن تعود النّوبَة إِلَيْهِ بالاسترداد مَتى شَاءَ وَلِهَذَا كَانَت الْإِعَارَة فِي الْمكيل وَالْمَوْزُون قرضــا لِأَنَّهُ لَا ينْتَفع بهَا إِلَّا باستهلاك الْعين وَلَا تعود النّوبَة إِلَيْهِ فِي ملك الْعين ليَكُون حَقِيقَة وَإِنَّمَا تعود النّوبَة إِلَيْهِ فِي ملكهَا انْتهى. فَهِيَ معتل الْعين وَجوز بَعضهم كَونهَا معتل اللَّام من العرى بِالضَّمِّ والسكون مصدر عرى يعرى فَهُوَ عَار وعريان من بَاب علم وَالْيَاء للنسبة سمي العقد بِهِ لتعريه عَن الْعِوَض. وَالْعَارِية فِي الشَّرْع تمْلِيك الْمَنْفَعَة بِلَا عوض.
وَاعْلَم أَن الْوَدِيعَة وَالْعَارِية وَرَأس المَال فِي الْمُضَاربَة مُشْتَركَة فِي كَون كل مِنْهَا أَمَانَة وَالْفرق بَينهمَا أَن الْوَدِيعَة أَمَانَة تركت للْحِفْظ، وَالْعَارِية أَمَانَة دفعت للْحِفْظ وَالِانْتِفَاع وَرَأس المَال فِي الْمُضَاربَة دفعت للْحِفْظ والاسترباح.

علم الْعَرَبيَّة

علم الْعَرَبيَّة: الْمُسَمّى بِعلم الْأَدَب علم يحْتَرز بِهِ عَن الْخلَل فِي كَلَام الْعَرَب لفظا أَو كتابا. وينقسم على مَا صرح بِهِ الزَّمَخْشَرِيّ فِي كِتَابه الْمُسَمّى (بقسطاس الْعَرُوس) إِلَى اثْنَي عشر قسما، مِنْهَا أصُول هِيَ الْعُمْدَة فِي ذَلِك الِاحْتِرَاز، وَمِنْهَا فروع. أما الْأُصُول فالبحث فِيهَا إِمَّا عَن الْمُفْردَات من حَيْثُ جواهرها فَعلم اللُّغَة يَعْنِي أَن جواهرها وموادها ملحوظة فِي مبَاحث اللُّغَة بخصوصياتها وَلَيْسَت ملحوظة فِي مبَاحث الصّرْف. أَو من حَيْثُ صورها وهيئاتها فَعلم الصّرْف، أَو من حَيْثُ انتساب بَعْضهَا إِلَى بعض بِالْأَصَالَةِ والفرعية فَعلم الِاشْتِقَاق وَإِمَّا عَن المركبات على الْإِطْلَاق أَي موزونة أَو غير موزونة. فَأَما بِاعْتِبَار هيئاتها التركيبية يَعْنِي تَقْدِيم بعض الْكَلم ورعاية الْإِعْرَاب وَالْبناء وَبِاعْتِبَار تأديتها لمعانيها الْأَصْلِيَّة فَعلم النَّحْو، أَو بِاعْتِبَار إفادتها لمعان مغائرة لأصل الْمَعْنى فَعلم الْمعَانِي، أَو بِاعْتِبَار كَيْفيَّة تِلْكَ الإفادة فِي مَرَاتِب الوضوح فَعلم الْبَيَان، أَو عَن المركبات الموزونة، فَأَما من حَيْثُ وَزنهَا فَعلم الْعرُوض، أَو من حَيْثُ أَوَاخِر أبياتها فَعلم القافية، وَأما الْفُرُوع فالبحث فِيهَا إِمَّا أَن يتَعَلَّق بنقوش الْكِتَابَة فَعلم الْخط، أَو يخْتَص بالمنظوم فَهُوَ الْعلم الْمُسَمّى بــقرض الشّعْر، أَو بالمنثور فَعلم إنْشَاء النثر، من الرسائل والخطب أَولا يخْتَص بِشَيْء مِنْهُمَا فَعلم المحاضرات أَي المجاوبات، وَمِنْه التواريخ.

الْقَلَم

(الْقَلَم) مَا يكْتب بِهِ (ج) أَقْلَام وقلام والمقص وَيُقَال لَهُ القلمان أَيْضا والسهم الَّذِي يجال بَين الْقَوْم فِي الْقمَار والقرعة وجف الْقَلَم قضي الْأَمر وأبرم وَقد أطلق الْقَلَم عِنْد الْكَاتِبين على الْخط فَقَالُوا يكْتب بالقلم النسخي و (فِي اصْطِلَاح الدَّوَاوِين) قسم من أَقسَام الدِّيوَان يُقَال قلم الْكتاب وقلم المحضرين وقلم المستخدمين وقلم الحبر قلم مداده مخزون فِيهِ لَا يسيل على سنه إِلَّا وَقت الْكِتَابَة بِهِ وقلم الرصاص قلم سنه من الجرافيت لَا مداد لَهُ
الْقَلَم: بتسكين اللَّام خامه وَبِفَتْحِهَا الْقطع يُقَال قلمه أَي قطعه. والقلامة بِضَم الْقَاف مَا سقط مِنْهُ عِنْد صنعه وَجعله قَلما كالقراضة مَا سقط من قرض المقراض وَمَا يحصل مِنْهُ نعم مَا قَالَ الشَّاعِر فِي مدحه.
(كفى قلم الْكتاب مجدا ورفعة ... مدى الدَّهْر أَن الله أقسم بالقلم)
قَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره الْقَلَم علم التَّفْصِيل فَإِن الْحُرُوف الَّتِي مظَاهر تفصيلها مجملة فِي مداد الدورة وَلَا تقبل التَّفْصِيل مَا دَامَ فِيهَا فَإِذا انْتقل المداد مِنْهَا إِلَى الْقَلَم تفصلت الْحُرُوف بِهِ فِي اللَّوْح وتفصيل الْعلم بهَا لَا إِلَى غَايَة كَمَا أَن النُّطْفَة هِيَ مَادَّة الْإِنْسَان مَا دَامَت فِي آدم ومجموع الصُّور الإنسانية مجملة فِيهَا وَلَا تقبل التَّفْصِيل مَا دَامَت فِيهَا فَإِذا انْتَقَلت إِلَى لوح الرَّحِم بالقلم الإنساني تفصلت الْأَرْوَاح الإنسانية.

باد

باد
عن الفارسية باد بمعنى الريح والهواء. يستخدم للذكور.
(باد)
بيدا وبيادا وبيودا وبيدودة هلك وانــقرض وَالشَّمْس غربت
(باد) الْقَوْم فِي السّفر مبادة وبدادا أخرج كل وَاحِد مِنْهُم شَيْئا ثمَّ جمعُوا ذَلِك وأنفقوه بَينهم وَالشَّيْء بَاعه مُعَاوضَة سلْعَة بسلعة
باد:
[في الانكليزية] Wind
[ في الفرنسية] Vent
بالفارسية الريح. وعند الصوفية النصر الإلهي الضروري لكل الموجودات، ولا يوجد اسم أوفق منه للسالك.
باد
قال عزّ وجل: ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً
[الكهف/ 35] ، يقال: بَادَ الشيءُ يَبِيدُ بَيَاداً: إذا تفرّق وتوزّع في البَيْدَاء، أي: المفازة، وجمع البيداء: بِيد، وأتان بَيْدَانَة: تسكن البادية البيداء.

الرّخصة

الرّخصة:
[في الانكليزية] Easiness ،permission
[ في الفرنسية] Facilite ،permission
بالضّمّ وسكون الخاء المعجمة في اللغة اليسر والسّهولة. وعند الأصوليين مقابل للعزيمة. وقد اختلفت عباراتهم في تفسيرهما بناء على أنّ بعضهم جعلوا الأحكام منحصرة فيهما، وبعضهم لم يجعلوها كذلك. فبعض من لم يحصرها عليهما قال: العزيمة ما لزم العباد بإيجاب الله تعالى كالعبادات الخمس ونحوها، والرّخصة ما وسع للمكلّف فعله لعذر فيه مع قيام السّبب المحرّم، فاختصّ العزيمة بالواجبات وخرج النّدب والكراهة عنها من غير دخول في الرّخصة. وعليه يدلّ ما قال القاضي الإمام من أنّ العزيمة ما لزمنا من حقوق الله تعالى من العبادات والحلّ والحرمة أصلا بأنّه إلهنا ونحن عبيده، فابتلانا بما شاء. والرّخصة إطلاق بعد الحظر لعذر تيسيرا. وبعبارة أخرى الرّخصة صرف الامر أي تغييره من عسر إلى يسر بواسطة عذر في المكلّف. وبعض من اعتبر الحصر فيهما قال: الرخصة ما شرع من الأحكام لعذر مع قيام المحرّم لولا العذر. والعزيمة بخلافها، هكذا في أصول الشافعية على ما قيل.
وحاصله أنّ دليل الحرمة إذا بقي معمولا به وكان التخلّف عنه لمانع طارئ في المكلّف لولاه لثبتت الحرمة في حقه فهو الرخصة، أي ذلك الحكم الثابت بطريق التخلّف عن المحرّم هو الرّخصة، وإلّا فهو العزيمة. فالمراد بالمحرّم دليل الحرمة وقيامه بقاؤه معمولا به، وبالعذر ما يطرأ في حقّ المكلّف فيمنع حرمة الفعل أو التّرك الذي دلّ الدليل على حرمته.
ومعنى قوله لولا العذر أي المحرّم كان محرما ومثبتا للحرمة في حقّه أيضا. لولا العذر فهو قيد لوصف التحريم لا للقيام وهذا أولى مما قيل من أنّ الرّخصة ما جاز فعله لعذر مع قيام السبب المحرّم. وإنّما قلنا انه اولى لأنه يجوز ان يراد بالفعل في هذا التعريف ما يعمّ الترك بناء على أنّه كفّ، فخرج من الرّخصة الحكم ابتداء لأنّه لا محرّم، وخرج ما نسخ تحريمه لأنّه لا قيام للمحرّم حيث لم يبق معمولا به وخرج ما خصّ من دليل المحرّم لأنّ التخلّف ليس لمانع في حقّه بل التخصيص بيان أنّ الدليل لم يتناوله، وخرج أيضا وجوب الطعام في كفارة الظّهار عند فقد الرّقبة لأنّه الواجب في حقّه ابتداء على فاقد الرقبة، كما أن الاعتاق هو الواجب ابتداء على واجدها، وكذا خرج وجوب التيمّم على فاقد الماء لأنّه الواجب في حقّه ابتداء، بخلاف التيمّم للخروج ونحوه.
وبالجملة فجميع ما ذكره داخل في العزيمة وهي ما شرع من الأحكام لا كذلك أي لا لعذر مع قيام المحرّم لولا العذر بل إنّما شرع ابتداء.
ثم الرخصة قد يكون واجبا كأكل الميتة للمضطر أو مندوبا كقصر الصلاة في السفر أو مباحا كترك الصوم في السفر. وقيل العزيمة الحكم الثابت على وجه ليس فيه مخالفة دليل شرعي، والرّخصة الحكم الثابت على خلاف الدليل لمعارض راجح. ويرد عليه جواز النّكاح فإنّه حكم ثابت على خلاف الدليل إذ الأصل في الحرّة عدم الاستيلاء عليها ووجوب الزكاة والقتل قصاصا، فإنّ كلّ واحد منهما ثابت على خلاف الدليل، إذ الأصل حرمة التعرّض في مال الغير ونفسه مع أن شيئا منها ليس برخصة. وقيل العزيمة ما سلم دليله عن المانع والرّخصة ما لم يسلم عنه.

وقال فخر الإسلام: العزيمة اسم لما هو أصل من الأحكام غير متعلّق بالعوارض والرّخصة اسم لما بني على أعذار العباد وهو ما يستباح [لعذر] مع قيام المحرّم. فقوله اسم لما هو أصل من الأحكام معناه اسم لما ثبت ابتداء بإثبات الشارع وهو من تمام التعريف.
وقوله غير متعلّق بالعوارض تفسير لأصالتها لا تقييد، فدخل فيه ما يتعلّق بالفعل كالعبادات وما يتعلّق بالترك كالمحرّمات، ويؤيّده ما ذكره صاحب الميزان بعد تقسيم الأحكام إلى الفرض والواجب والسّنّة والنّفل والمباح والحرام والمكروه وغيرها أنّ العزيمة اسم لكل أمر أصلي في الشرع على الأقسام التي ذكرنا، من الفرض والواجب والسّنة والنّفل ونحوها لا بعارض، وتقسيم فخر الإسلام العزيمة إلى الفرض والواجب والسّنة والنّفل بناء على أنّ غرضه بيان ما يتعلّق به الثواب من العزائم، أو على أنّ الحرام داخل في الفرض أو الواجب، والمكروه داخل في السّنّة أو النّفل، لأنّ الحرام إن ثبت بدليل قطعي فتركه فرض، وإن ثبت بظني فتركه واجب، وما كان مكروها كان ضده سنّة أو نفلا.
والإباحة أيضا داخلة في العزيمة باعتبار أنّه ليس إلى العباد رفعها. وقوله وهو ما يستباح الخ في تعريف الرّخصة تفسير لقوله ما بني على أعذار العباد. فقوله ما يستباح عام يتناول الترك والفعل. وقوله لعذر احتراز عما أبيح لا لعذر. وقوله مع قيام المحرّم احتراز عن مثل الصيام عند فقد الرّقبة في الظّهار إذ لا قيام للمحرّم عند فقد الرّقبة. واعترض عليه بأنه إن أريد بالاستباحة الإباحة مع قيام الحرمة فهو جمع بين المتضادين، وإن أريد الإباحة بدون الحرمة فهو تخصيص العلّة لأنّ قيام المحرّم بدون حكمه لمانع تخصيص له. وأجيب بأنّ المراد من قوله يستباح يعامل به معاملة المباح برفع الإثم وسقوط المؤاخذة لا المباح حقيقة، لأنّ المحرّم قائم، إلّا أنّه لا يؤاخذ بتلك الحرمة بالنّص، وليس من ضرورة سقوط المؤاخذة انتفاء الحرمة، فإنّ من ارتكب كبيرة وقد عفى الله عنه لا يسمّى مباحا في حقه.
ولهذا ذكر صدر الإسلام الرّخصة ترك المؤاخذة بالفعل مع وجود السّبب المحرّم للفعل وحرمة الفعل، وترك المؤاخذة بترك الفعل مع وجود الموجب والوجوب. وذكر في الميزان الرّخصة اسم لما تغيّر عن الأمر الأصلي إلى تخفيف ويسر ترفيها وتوسعة على أصحاب الأعذار.
وقال بعض أهل الحديث الرّخصة ما وسع على المكلّف فعله لعذر مع كونه حراما في حق من لا عذر له، أو وسع على المكلّف تركه مع قيام الوجوب في حق غير المعذور.
التقسيم
الرّخصة أربعة أنواع بالاستقراء عند أبي حنيفة. فنوعان منها رخصة حقيقة ثم أحد هذين النوعين أحقّ بكونه رخصة من الآخر، ونوعان يطلق عليهما اسم الرّخصة مجازا، لكن أحدهما أتمّ في المجازية من الآخر، أي أبعد من حقيقة الرّخصة من الآخر. فهذا تقسيم لما يطلق عليه اسم الرّخصة لا لحقيقة الرّخصة. أما الأول وهو الذي هو رخصة حقيقة وأحقّ بكونه رخصة من الآخر وتسمّى بالرّخصة الكاملة فهو ما استبيح مع قيام المحرّم والحرمة. ومعنى ما استبيح ما عومل به معاملة المباح كما عرفت كإجراء كلمة الكفر مكرها بالقتل أو القطع، فإنّ حرمة الكفر قائمة أبدا، لكن حقّ العبد يفوت صورة ومعنى وحقّ الله تعالى لا يفوت معنى لأنّ قلبه مطمئن بالإيمان، فله أن يجري على لسانه وإن أخذ بالعزيمة وبذل نفسه حسبة لله في دينه فأولى وأحبّ إذ يموت شهيدا، لحديث عمار بن ياسر رضي الله عنه حيث ابتلي به، وقال له النبي عليه الصلاة والسلام: «كيف وجدت قلبك؟ قال مطمئنا بالإيمان. فقال عليه السلام فإن عادوا فعد»، وفيه نزل قوله تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ الآية. وروي أنّ المشركين أخذوه ولم يتركوه حتى سبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه، فلمّا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ما دراك. قال: شرّ. ما تركوني حتى نبلت منك وذكرت آلهتهم بخير. فقال كيف تجد قلبك؟ قال: أجده مطمئنا بالإيمان. قال عليه السلام: فإن عادوا فعد إلى طمأنينة القلب بالإيمان». وما قيل فعد إلى ما كان منك من النّبل مني وذكر آلهتهم بخير، فغلط لأنّه لا يظنّ برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه يأمر أحدا بالتكلّم بكلمة الكفر. وإن صبر حتى قتل ولم يظهر الكفر كان مأجورا لأنّ خبيبا رضي الله عنه صبر على ذلك حتى صلب وسمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلّم سيّد الشهداء، وقال في مثله:
«هو رفيقي في الجنة». وقصته أنّ المشركين أخذوه وباعوه من أهل مكة فجعلوا يعاقبونه على أن يذكر آلهتهم بخير ويسبّ محمدا صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو يسب آلهتهم ويذكر محمدا صلى الله عليه وسلم بخير، فأجمعوا على قتله. فلما أيقن أنهم قاتلوه سألهم أن يدعوه ليصلّي ركعتين فأوجز صلاته وقال: إنّما أوجزت لكيلا تظنّوا أنّي أخاف القتل. ثم سألهم أن يلقوه على وجهه ليكون ساجدا حتى يقتلوه فأبوا عليه ذلك. فرفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إنّي لا أرى هاهنا إلّا وجه عدوّ فاقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام. ثم قال: اللهم احص هؤلاء عددا واجعلهم مددا ولا تبق منهم أحدا. ثم أنشأ يقول:
ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان لله مصرعي فلمّا قتلوه وصلبوه تحوّل وجهه إلى القبلة، وسمّاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أفضل الشهداء، وقال هو رفيقي في الجنّة. وهكذا في الهداية والكفاية.
والثاني وهو الذي هو رخصة حقيقة ولكنه دون الأول وتسمّى رخصة قاصرة فهو ما استبيح مع قيام المحرّم دون الحرمة كإفطار المسافر، فإنّ المحرّم للإفطار وهو شهود الشهر قائم لقوله تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ، لكن حرمة الإفطار غير قائمة، فرخّص بناء على تراخي حكم المحرّم لقوله تعالى: فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، لكنّ العزيمة هاهنا أولى أيضا لقيام السبب، ولأنّ في العزيمة نوع يسر بموافقة المسلمين. ففي النوع الأول لمّا كان المحرّم والحرمة قائمين فالحكم الأصلي فيه الحرمة بلا شبهة في أصالته، بخلاف هذا النوع فإنه وجد السبب للصوم لكن حكمه متراخ عنه، فصار رمضان في حقّه كشعبان، فيكون في الإفطار شبهة كونه حكما أصليا في حقّ المسافر، فلذا صار الأول أحقّ بكونه رخصة دون الثاني.
والثالث وهو الذي هو رخصة مجازا وهو أتم في المجازية هو ما وضع عنّا من الإصر والأغلال وتسمّى رخصة مجازا لأنّ الأصل لم يبق مشروعا أصلا. ومما كان في الشرائع السابقة من المحن الشاقة والأعمال الثقيلة وذلك مثل قطع الأعضاء الخاطئة، وقرض موضع النجاسة، والتوبة بقتل النفس، وعدم جواز الصلاة في غير المسجد، وعدم التطهير بالتيمّم، وحرمة أكل الصائم بعد النوم، وحرمة الوطء في ليالي أيام الصيام، ومنع الطيّبات عنهم بصدور الذنوب، وكون الزكاة ربع المال، وعدم صلاحية أموال الزكاة والغنائم لشيء من أنواع الانتفاع إلّا للحرق بالنار المنزلة من السماء، وكتابة ذنب الليل بالصبح على الباب، ووجوب خمسين صلاة في كلّ يوم وليلة، وحرمة العفو عن القصاص، وعدم مخالط الحائضات في أيامها، وحرمة الشحوم والعروق في اللحم، وتحريم الصيد يوم السبت وغيرها، فرفع كل هذا عن أمة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تخفيفا وتكريما، فهي رخصة مجازا لأنّ الأصل لم يبق مشروعا قط حتى لو عملنا بها أحيانا أثمنا وغوينا، وكان القياس في ذلك أن يسمّى نسخا، وإنّما سمّيناه رخصة مجازا محضا، هكذا في نور الأنوار.
والرابع وهو الذي هو رخصة مجازا لكنه أقرب في حقيقة الرّخصة من الثالث، هو ما سقط مع كونه مشروعا في الجملة، أي في غير موضع الرّخصة. فمن حيث إنه سقط كان مجازا، ومن حيث إنّه مشروع في الجملة كان شبها بحقيقة الرّخصة، بخلاف الثالث كقول الراوي: رخّص في السّلم، فإنّ الأصل في البيع أن يلاقي عينا موجودا لكنه سقط في السّلم حتى لم يبق التعيّن عزيمة ولا مشروعا، هذا كله خلاصة ما في كشف البزدوي والتلويح والعضدي وغيرها.

وفي جامع الرموز: الرّخصة على ضربين.
رخصة ترفيه أي تخفيف ويسر كالإفطار للمسافر، ورخصة إسقاط أي إسقاط ما هو العزيمة أصلا كقصر الصلاة للمسافر انتهى. ولا يخفى أنّ هذا داخل في الأنواع السابقة الأربعة.

أَصر

أَصر
: ( {الأَصْرُ) ، بفَتْحٍ فسُكُونٍ: (الكَسْرُ والعَطْفُ) ، يُقَال:} أَصَرَ الشَّيءَ {يَأْصِرُه} أَصْراً: كَسَرَه وعَطَفَه.
(و) {الأَصْرُ: (الحَبْسُ) ، يُقَال:} أَصَر الشَّيءَ {يَأْصِرُه} أَصْراً، إِذا حَبَسَه وضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَقَالَ الكِسَائِيُّ: أَصَرَنِي الشَّيءُ {- يأْصِرُنِي، أَي حَبسَنِي، وأَصَرْتُ الرَّجلَ على ذالك الأَمرِ، أَي حَبَستُه. وَعَن ابْن الأَعرابيّ:} أَصَرْتُه عَن حاجتِه وعَمَّا أَردتُه، أَي حَبَستُه.
(و) الأَصْرُ: (أَنْ تَجعلَ للبيتِ! إِصاراً) ، ككتابٍ، عَن الزَّجّاج، أَي وَتِداً للطُّنُبِ (وفِعْلُ الكلِّ كضَرَبَ) .
(و) {الإِصْرُ (بالكَسْر: العَهْدُ) ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذالِكُمْ} - إِصْرِي} (آل عمرَان: 81) قَالَ ابْن شُمَيل: {الإِصْرُ: العَهْدُ الثَّقيلُ، وَمَا كَانَ عَن يَمينٍ وعَهْدٍ فَهُوَ إِصْرٌ.
وَقَالَ الفَرّاءُ،} الإِصْرُ هَا هُنَا إِثْم العَقْدِ العَهْدِ إِذا ضَيَّعُوه، كَمَا شَدَّد على بني إِسرائيلَ.
ورُوِيَ عَن ابْن عَبّاس: {وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ {إِصْرًا} (الْبَقَرَة: 286) قَالَ: عَهْداً لَا نِفي بِهِ وتُعَذِّبنا بتَرْكِه ونَقْضِه، وَقَوله: {وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذالِكُمْ} - إِصْرِي} قَالَ ميثاقي وعهدي. قَالَ ابو اسحق: كل عقد من قرَابه أَو عهد فَهُوَ {إصر (و) الإصر: (االذنب) قَالَ أيو مَنْصُور فِي قَوْله تعالي: (وَلَا تحمل علينا} إصرا) . أَي عُقُوبةَ ذَنْبٍ تَشُقُّ علينا. وَقَالَ شَمِرٌ فِي الإِصْرِ: إِثْمُ العَقْدِ إِذا ضَيَّعه، وسُمِّيَ الذَّنْبُ إِصْراً لِثقَلِهِ.
(و) {الإِصْرُ: (الثِّقَلُ سُمِّيَ بِهِ لأَنّه} يَأْصِرُ صاحبَه، أَي يَحْبِسُه من الحَرَاك. وقولُه تعالَى: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ {إِصْرَهُمْ} (الْأَعْرَاف: 157) قَالَ أَبو مَنْصُور: أَي مَا عُقِدَ مِن عَقْدٍ ثَقِيل عَلَيْهِم، مثل قَتْلِهم أَنفسَهم، وَمَا أَشبَه ذالك، من قَرْضِ الجِلْدِ، إِذا أَصابَتْه النَّجَاسةُ، وَقَالَ الزَّجّاج فِي قَوْله تعالَى: {وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ} إِصْرًا} : أَي أَمْراً يَثْقُلُ علينا {كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا} نَحْو مَا أُمِرَ بِهِ بَنو إِسرائِيلَ مِنْ قَتْل أَنفسِهِم، أَي لَا تَمْتَحِنّا بِمَا يَثْقُلُ علينا.
(ويُضَمُّ ويُفْتَحُ فِي الكلِّ) .
(و) {الإِصْر: (مَا عَطفكَ على الشَّيْءِ.
(و) فِي حَدِيث ابنِ عُمَرَ: (مَن حَلَفَ على يَمِينٍ فِيهَا إِصْرٌ فَلَا كَفْارةَ لَهَا) ، قَالُوا:} الإِصْرُ: (أَنْ تَحْلِفَ بطَلاقٍ أَو عَتَاقٍ أَو نَذْرٍ) ، وأَصلُ {الإِصرِ الثِّقْلُ والشَّدُّ، لأَنها أَثقلُ الأَيمانِ وأَضيقُها مَخْرجاً؛ يَعْنِي أَنه يجبُ الوفاءُ بهَا وَلَا يُتَعوَّضُ عَنْهَا بالكَفّارة.
(و) } الإِصْرُ: (ثَقْب الأُذُنِ) ، قَالَ ابْن الأَعرابيّ: هما إِصْرانِ. (ج {آصَارٌ) . لَا يُجاوِزُونه أَدْنَى العَددِ، (} وإِصْرانٌ) ، بِالْكَسْرِ، جمعُ {إِصْرٍ بِمَعْنى ثَقْبِ الأُذُنِ. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
إِنْ الأُحَيْمِرَ حِينَ أَرْجُو رِفْدَه
غَمْراً لأَقْطَعُ سَيِّىءُ} الإِصْرانِ
الأَقْطَعُ: الأَصَمُّ: {والإِصْرَانُ: جمعُ إِصْرٍ.
(} والآصِرَةُ) : مَا عَطفَكَ على الرَّجُلِ مِن (الرَّحِمِ والقَرَابَةِ) والمعروفِ (والمِنَّةِ) ، وَيُقَال: مَا {- تَأْصِرُنِي على فُلان} آصِرَةٌ، أَي مَا تَعْطِفُنِي عَلَيْهِ مِنَّةٌ وَلَا قَرَابَةٌ. (ج {أَواصِرُ) ، قَالَ الحُطَيئة:
عَطَفُوا عليّ بغَيْرِ آ
صِرَةٍ فقد عَظُمَ} الأَواصِرْ
أَي عَطَفُوا عليّ بغيرِ عَهْدٍ (أَو) قَرَابةٍ. وَمن سَجَعَات الأَساس: عَطَفَ عليَّ بغيرِ آصِرَة، ونَظَرَ فِي أَمرِي بِعَيْنٍ باصِرَة.
(و) {الآصِرَةُ: (حَبْلٌ صغيرٌ يُشَدُّ بِهِ أَسفلُ الخِبَاءِ) إِلى وَتِدٍ، وأَنشد ثعلبٌ عَن ابْن الأَعرابيّ:
لَعَمْرُكَ لَا أَدْنُو لِوَصْلِ دَنِيَّةٍ
وَلَا أَتَصَبَّى} آصِراتِ خَلِيلِ
فَسَّرَه فَقَالَ: لَا أَرْضَى مِن الوُدِّ بالضَّعيف، وَلم يُفَسِّر الآصرةَ، وَقَالَ ابْن سِيدَه: وَعِنْدِي أَنّه إِنْمَا عَنَى! بالآصِرَةِ الحَبْلَ الصَّغِيرَ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ أَسفَلُ الهبَاءِ، فَيَقُول: لَا أَتعرَّض لتِلْك المواضِعِ أَبْتَغِي زَوجةَ خَلِيلي ونحْو ذالك، وَقد يجوزُ أَن يُعَرِّضَ بِهِ، لَا أَتَعرَّضُ لمَن كَانَ مِن قَرابةِ خَلِيلِي، كعَمَّتِه وخَالَتِه وَمَا أَشبهَ ذالِكَ، ( {كالإِصارِ} والإِصارةِ) ، بكَسْرِهما، ( {والأَيْصَرِ) } والآصِرَةِ، وجمعُ {الإِصارِ} أُصُرٌ، وجمعُ {الأَيْصَر} أَيَاصِرُ.
( {والمَأْصَرُ، كمَجْلِسٍ ومَرْقَدٍ: المَحْبِسُ) ، مأْخوذٌ من} آصِرَةِ لعَهْدِ، إِنّما هُوَ عَقْدٌ ليُحْبَسَ بِهِ، وَيُقَال للشيْءِ تُعْقَدُ بِهِ الأَشياءُ: {الإِصارُ، مِن هاذا، وَقد} أَصَرَه {يَأْصِرُه، إِذا حَبَسَه (ج} مآصِرُ، والعامَّةُ تقولُ: مَعاصِرُ) ، بالعَيْن بَدَلَ الهَمْزِ.
( {والإِصارُ، ككتابٍ: وَتِدُ الطُّنبِ) قَصِيرٌ، وَفِي الفُرُوق لِابْنِ السِّيد: الإِصارُ: وَتِدُ الخِبَاءِ، وجمعُه} أُصُرٌ، على فُعُلٍ، {وآصِرَةٍ.
} والإِصارُ: القِدُّ يَضُمُّ عَضُدَي الرَّجلِ، والسِّينُ فِيهِ لغةٌ.
(و) {الإِصار (الزَّنْبِيلُ) يُحْمَلُ فِيهِ المَتَاعُ، على التَّشْبِيه بالمِحَشِّ. (و) الإِصار: مَا حَوَاه المِحَشُّ من (الحَشِيشِ) ، قَالَ الأَعْشَى:
فهاذا يُعِدُّ لهنَّ الخَلَى
ويَجْمَعُ ذَا بَينهنَّ} الإِصَارَا
(و) الإِصار: (كِساءٌ يُحْتَشُّ فِيهِ، {كالأَيْصَرِ، فيهمَا) ، وجمعُه} أَياصِرُ، قَالَ:
تَذَكَّرَتِ الخَيْلُ الشَّعِيرَ فَأَجْفَلَتْ
وكُنّا أُناساً يَعْلِفُونَ {الأَيَاصِرَا
} والإِصَارُ {والأَيْصَرُ: الحَشِيشُ المُجْتَمِعُ.
وَفِي كتابِ أَبي زَيْدٍ:} الأَيَاصِرُ: الأَكْسِيَةُ الَّتِي مَلَؤُوهَا من الكَلإِ وشَدُّوها، وَاحدُهَا أَيْصَرُ، وَقَالَ: حَشٌّ لَا يُجَزُّ {أَيْصَرُه، أَي مِن كَثْرَتهِ. وَقَالَ الأَصمعيُّ:} الأَيْصَرُ: كِسَاءٌ فِيهِ حَشِيشٌ، يُقَال لَهُ: الأَيْصَرُ، وَلَا يُسَمَّى الكِسَاءُ {أَيْصَراً حِين لَا يكونُ فِيهِ الحَشِيشُ، وَلَا يُسَمَّى ذالك الحَشِيشُ أَيْصَراً حَتَّى يكونَ فِي ذالك الكِسَاءِ.
(ج} أُصُرٌ) ، بضمّتين، {وآصِرَةٌ) .
(} والأَصِيرُ: المُتَقَارِبُ، والمُلْتَفُّ من الشَّعَرِ) ، يُقَال: شَعَرٌ {أَصِيرٌ، أَي ملتفٌّ مجتمعٌ كثيرُ الأَصلِ، قَالَ الرّاعي:
ثَبَتَتْ على شَعَرٍ أَلَفَّ} أَصِيرِ
(و) {الأَصِيرُ أَيضاً: (الكَثِيفُ الطَّوِيلُ من الهُدْبِ) قَالَ:
لِكُلِّ مَنَامَةٍ هُدْبٌ} أَصِيرُ
المَنامةُ: القَطِيفَةُ يُنامُ فِيهَا.
( {والمُؤَاصِرُ: الجارُ) ، قَالَ الأَحمر هُوَ جارِي مُكَاسِرِي} ومُؤَاصِرِي، أَي كِسْرُ بَيْتهِ إِلى جَنْبِ كِسْرِ بَيْتِي، {وإِصارُ بَيْتِي إِلى جَنْبِ} إِصارِ بَيْتِه، وَهُوَ الطُّنُب، وَزَاد الزَّمَخْشَرِيُّ، ومُطَانبِي ومُقَاصرِي.
و (المُتآصِرُون) من الحعيِّ: (المُتَجاوِرُونَ) .
(وائْتَصَرَ النَّبْتُ) . إِذا (طالَ وكَثُرَ) والتفَّ. (و) ائْتَصَرتِ (الأَرْضُ) ائْتصاراً: (اتَّصَلَ نَبْتُهَا. و) ائْتَصَرَ (القومُ: كَثُرَ عَدَدُهم) ، يُقَال: إِنهم لَمُؤْتَصِرُو العَدَدِ، أَي عَدَدُهم كَثِيرٌ.
وممّا يُستدركُ عَلَيْهِ:
كَلأٌ آصِرٌ: حابِسٌ لمَن فِيهِ، أَو يُنْتَهَى إِليه مِن كَثُرته.
والأَواصِرُ: الأَواخِي والأَوارِي، واحدتُها آصِرَة، قَالَ سَلَمَ بنُ الخُرْشُب يصفُ الخيلَ:
يَسُدُّون أَبوابَ القِبَابِ بِضُمَّرٍ
إِلى عُنُنٍ مُسْتَوْثِقاتِ الأَواصِرِ
يُرِيد خيلاً رُبِطَتْ بأَفْنِيَتِهِم، والعُنُن: كُنُفٌ سُتِرَتْ بهَا الخيلُ مِن الرِّيح والبَرْد، وَقَالَ آخَرُ:
لَهَا بالصَّيْفِ آصِرَةٌ وجُلُّ
وسِتُّ مِن كَرَائِمِهَا غِرارُ {والمَاصِرُ: مَفْعِلٌ مِن} الإِصْر، أَو فاعلٌ من المِصْر، بِمَعْنى الحاجِزِ.
ولَعَنَ {المآصرَ، هاكذا فِي الأَساس، وَلم يُفَسِّره.
وَفِي اللِّسَان:} والمَأْصِرُ يُمَدُّ على طَرِيقٍ أَو نهرٍ، {يُؤْصَرُ بِهِ السُّفُنُ والسَّابِلَةُ: أَي يُحْبَسُ؛ لِيُؤْخَذَ مِنْهُم العُشُور.
} وآصَرَ البَيْتَ، المَدِّ، لُغَة فِي أَصَرَه، إِذا جَعلَ لَهُ إِصاراً، عَن الزَّجّاج.

ضَرَر

ضَرَر
من (ض ر ر) الأذى والضيق.
ضَرَر
: ( {الضَّرُّ، ويُضَمّ) لُغَتَانِ: (ضِدّ النَّفْع) .
(أَو) الضَّرّ (بالفَتْح: مَصْدَر، وبالضَّم: اسْمٌ) .
وَقيل: هما لُغَتَانِ كالشُّهْد والشَّهْدِ، فإِذا جَمَعْتَ بَين الضَّرّ والنَّفْعِ فتحتَ الضادَ، وإِذا أَفردْتَ} الضُّرَّ ضَمَمْتَ إِذا لم تستعملْه مصدرا، كَقَوْلِك: {ضَرَرْتُ} ضَرّاً، هاكذا تَسْتَعمِله العربُ، كَذَا فِي لحنِ العَوامّ للزُبَيْدِيّ.
وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: كُلُّ مَا كَانَ من سُوءِ حَال وفَقْرٍ أَو شِدّةٍ فِي بَدَنٍ فَهُوَ {ضُرٌّ، وَمَا كَانَ ضِدّ النَّفْع فَهُوَ} ضَرٌّ.
يُقَال: ( {ضَرَّهُ) } يَضُرُّه! ضَرّاً، (و) {ضَرَّهُ (بِهِ،} وأَضَّرَّهُ) ، {إِضْرَاراً،} وأَضَرَّ بِهِ ( {وضَارَّهُ} مُضَارَّةً، {وضِرَاراً) ، بالكَسْر بمعْنًى، والاسمُ} الضَّرَرُ، فِعْلُ واحِد، {والضِّرارُ فِعْلُ اثْنينِ، وَبِه فُسِّرَ الحديثُ: (لَا} ضَرَرَ وَلَا {ضِرارَ) أَي لَا} يَضُرُّ الرَّجلُ أَخاهُ فيَنْقُصه شَيْئاً من حقّه، وَلَا يُجَازِيه على إِضْرارِه بإِدخالِ {الضَّرَرِ عَلَيْهِ. وَقيل: هُما بِمَعْنى، وتكرارُهما للتّأْكِيدِ.
} والمُضارّة فِي الوَصِيّة: أَن لَا تُمْضَى أَو يُنْقَصَ بعضُها، أَو يُوصَى لغَيْرِ أَهْلِهَا، وَنَحْو ذالِك ممّا يُخَالِف السُّنّةَ.
( {والضّارُورَاءُ: القَحْطُ، والشِّدَّةُ،} والضَّرَرُ، وسُوءُ الْحَال) ، هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيدينا، وَالصَّوَاب: {والضَّرَرُ: سُوءُ الحالِ، كَمَا فِي اللِّسَانِ وَغَيره (} كالضَّرِّ) ، بالفَتْح أَيضاً، ( {والتَّضِرَّةِ) ، بِكَسْر الضادِ (} والتَّضُرَّةِ) ، بضمّها، الأَخيرة مثَّلَ بهَا سيبويهِ، وفسَّرها السِّيرَافِيّ.
وَجمع الضَّرْ بالفَتْح. {أَضُرٌّ، كأَشُدّ، قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيّ:
وخِلالَ} الأَضُرِّ جَمٌّ من العَيْ
شِ يُعَفِّي كُلُومَهُنّ البَواقِي
(و) {الضَّرَرُ: (النِّقْصَانُ يَدْخُلُ فِي الشَّيْءِ) ، يُقَال: دَخَلَ عَلَيْهِ} ضَرَرٌ فِي مالِه.
( {والضَّرّاءُ) ، بِالْمدِّ: (الزَّمَانَةُ) ، وَمِنْه الضَّرِيرُ بمعنَى الزَّمِنِ.
(و) } الضَّرّاءُ، نقيضُ السَّرّاءِ، وَفِي الحَدِيث: (ابْتُلِينَا {بالضَّرّاءِ فصَبَرْنَا، وابْتُلِينَا بالسَّرَّاءِ فلَمْ نَصْبِرْ) ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ:} الضَّرّاءُ: الحالةُ الَّتِي {تَضُرّ، وَهِي نَقِيضُ السَّرّاءِ، وهما بناءَانِ للمؤنّث، وَلَا مُذَكَّر لَهما، وَهِي: (الشِّدَّةُ) والفقرُ والعذابُ.
(و) قَوْله تَعَالَى: {فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَآء} وَالضَّرّاء} (الْأَنْعَام: 42) ، قيل: {الضَّرّاءُ: (النَّقْصُ فِي الأَمْوَالِ والأَنْفُسِ،} كالضَّرَّةِ! والضَّرَارَةِ) ، بفتحهما، ونقلَ الجوهَرِيّ عَن الفَرّاءِ قَالَ: لَو جُمِعَ {الضَّرّاءُ والبَأْساءُ على} أَضُرٍّ وأَبْؤُسٍ، كَمَا يُجْمَع النَّعْماءُ بِمَعْنى النِّعْمَة على أَنْعُمٍ لجازَ.
وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: {الضَّرَّةُ: شِدَّةُ الحَال فَعْلَةٌ من} الضَّرِّ.
( {والضَّرِيرُ) ، كأَمِير: الرجُلُ (الذّاهِبُ البَصَرِ) ، ومصدره} الضَّرَارَةُ، (ج: {أَضِرَّاءُ) ، وَهُوَ مَجَاز، وَمِنْه حَديثُ البَرَاءِ: (فجَاءَ ابنُ أُمِّ مَكْتُوم يَشْكُو} ضَرَارَتَهُ) {والضَّرَارَةُ هُنَا: العَمَى، وَهِي من} الضَّرّ: سُوءِ الحَالِ.
(و) من المَجَاز: {الضَّرِيرُ: (المَرِيضُ المَهْزُول) ، والجَمْع كالجمع، (وهِيَ بِهَاءٍ) ، يُقَال: رجلٌ} ضَرِيرٌ، وامرأَةٌ {ضَرِيرَةٌ: أَضَرَّ بهما المَرَضُ.
(وكُلُّ مَا خالَطَه} ضَرٌّ) فَهُوَ {ضَرِيرٌ (} كالمَضْرُورِ) .
(و) من الْمجَاز: {الضَّرِيرُ: (الغَيْرَةُ) ، يُقَال: مَا أَشَدّ} ضَرِيرَهُ عَلَيْهَا، أَي غَيْرَته، وإِنّه لَذُو ضَرِيرٍ على امرأَتِه، أَي غَيْرَةٍ.
(و) الضَّرِيرُ: ( {المُضَارَّةُ) ، اسْم لَهَا، وأَكثرُ مَا يُسْتَعْمَل فِي الغَيْرَةِ كَمَا تقدّم.
(و) الضَّرِيرُ: (حَرْفُ الوَادِي) ، يُقَال: نَزَلَ فُلانٌ على أَحَدِ} - ضَرِيرَيِ الوَادِي، أَي على أَحَدِ جانِبَيْه، وَقَالَ غيرُه: بإِحْدَى ضَفَّتَيْه، وهما {ضَرِيرَانِ. قَالَ أَوسُ بنُ حَجَر:
وَمَا خَلِيجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعَب
يَرْمِي الضَّرِيرَ بخُشْبِ الطَّلْحِ والضّالِ
وَالْجمع} أَضِرَّةٌ.
(و) الضَّرِيرُ: (النَّفْسُ، وبَقِيَّةُ الجِسْمِ) ، قَالَ العَجّاج:
حَامِي الحُمَيّا مَرِس الضَّرِيرِ
وَيُقَال: نَاقَةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ، إِذا كانَت شديدَةَ النَّفْس بطِيئَةَ اللُّغُوب، وَقيل: الضَّرِيرُ: بَقِيَّةُ النَّفْسِ.
(و) الضَّرِيرُ: (الصَّبْرُ) ، يُقَال: إِنّه لذُو ضَرِيرٍ، أَي صَبْرٍ على الشَّرّ ومُقَاساةٍ لَهُ، وَقَالَ الأَصمعيّ: إِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشَّرِّ والشِّدّةِ، إِذا كانَ ذَا صَبْر عَلَيْهِ ومُقَاساةٍ، وأَنشد:
وهَمّامُ بنُ مُرَّةَ ذُو ضَرِيرِ
يُقَال: ذالك فِي النّاسِ والدّوَابّ، إِذا كانَ لَهَا صَبْرٌ على مُقاساةِ الشَّرِّ، وَقَالَ جَرِيرٌ:
طَرَقَتْ سَوَاهِمَ قد أَضَرَّ بهَا السُّرَى
نَزَحَتْ بأَذْرُعِهَا تَنَائِفَ زُورَا
مِنْ كُلّ جُرْشُعَةِ الهَوَاجِرِ زَادَها
بُعْدُ المَفاوِزِ جُرْأَةً {وضَرِيراً
أَي من كُلّ ناقَةٍ ضَخْمَةٍ قويّةٍ فِي الهَوَاجِرِ، لَهَا عليْهَا جُرْأَةٌ وصَبْرٌ، والسَّواهِمُ: المَهْزُولَةُ.
(و) } الضَّرِيرُ من النّاس والدّوابّ: (الصَّبُورُ) على كلّ شيْءٍ.
( {والاضْطِرَارُ: الاحْتِيَاجُ إِلى الشَّيْءِ) .
(و) قد (} اضطَرَّهُ إِليْهِ) أَمْرٌ: (أَحْوَجَه وأَلْجَأَه، {فاضطُرَّ، بضَمّ الطّاءِ) ، بِنَاؤُه افتعل، جُعِلَت التّاءُ طاءً؛ لأَنّ التاءَ لم يَحْسُن لَفْظُه مَعَ الضَّاد.
(والاسمُ: الضَّرَّةُ) ، بالفَتْحِ، قَالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
وتُخْرِجُ مِنْهُ} ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً
وطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ
أَي تَلأْلُؤ عَضْبٍ.
وَفِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ رَفعه: (أَنّه نَهَى عَن بَيْعِ {المُضْطَرِّ) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وهاذا يكون من وَجْهَيْن: أَحدُهما: أَن يُضْطَرّ إِلى العَقْدِ من طريقِ الإِكراهِ عَلَيْهِ، قَالَ: وهاذا بَيْعٌ فاسدٌ لَا يَنْعَقِد. وَالثَّانِي: أَنْ} يُضْطَرَّ إِلى البَيْع لدَيْنٍ رَكِبَه، أَو مَؤُونةٍ تُرْهِقُه، فيَبِيع مَا فِي يَده بالوَكْسِ {للضَّرُورَةِ، وهاذا سبيلُه فِي حقّ الدِّينِ والمُرُوءَةِ أَن لَا يُبَايَع على هاذا الوَجْه، ولاكن يُعان ويُــقْرَض إِلى المَيْسَرَة، أَو تُشْتَرَى سِلْعَتَه بقيمَتِها، فإِنْ عُقِدَ البيعُ مَعَ} الضّرورةِ على هَذَا الْوَجْه صَحَّ وَلم يُفْسَخ مَعَ كَراهةِ أَهْلِ العِلْمِ لَهُ، ومعنَى البَيْعِ هُنَا الشّراءُ أَو المُبَايَعَةُ أَو قَبولُ البيعِ، انْتهى.
وقولُه عزّ وجلّ: {فَمَنِ {اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ} (الْبَقَرَة: 45) ، أَي فَمن أُلْجِىءَ إِلى أَكْلِ المَيْتَةِ، وَمَا حُرِّم، وضُيِّقَ عَلَيْهِ الأَمرُ بالجُوعِ، وأَصلُه من} الضَّرَرِ، وَهُوَ الضِّيقُ.
( {والضَّرُورَةُ: الحَاجَةُ) ، ويُجْمَع على} الضَّرُوراتِ، ( {كالضّارُورَةِ،} والضّارُورِ، {والضّارُوراءِ) ، الأَخِيرانِ نقلهُما الصّاغانيّ، وأَنشد فِي اللّسَان على} الضّارُورَةِ:
أَثِيبِي أَخَا {ضَارُورَةٍ أَصْفَقَ العِدَا
عليهِ وقَلَّتْ فِي الصَّدِيقِ أَواصِرُهْ
وَقَالَ اللَّيْث:} الضَّرُورَةُ: اسمٌ لمصدرِ {الاضْطِرارِ، تَقول: حَمَلَتْنِي} الضَّرُورَةُ على كَذَا وَكَذَا.
قلت: فعلَى هاذا، الضَّرُورَةُ {والضَّرَّةُ: كِلَاهُمَا اسمانِ، فَكَانَ الأَوْلَى أَن يَقُول المُصَنّف:} كالضَّرّةِ {والضَّرُورَة، ثمّ يَقُول: وَهِي أَيضاً الحاجةُ، الخ، كَمَا لَا يَخْفَى.
وَفِي حَدِيث سَمُرَةَ: (يُجْزِىءُ من} الضّارُورَةِ صَبُوحٌ أَو غَبُوقٌ) أَي إِنّمَا يَحِلُّ {للمُضْطَرِّ من المَيْتَةِ أَنْ يأْكلَ مِنْهَا مَا يَسُدُّ الرَّمَقَ غَداءً أَو عشَاء، وَلَيْسَ لَهُ أَن يَجْمعَ بَينهمَا.
(} والضَّرَرُ) ، محركةً: (الضِّيقُ) ، يُقَال: مَكَان ذُو ضَرَرٍ، أَي ذُو ضِيق.
(و) {الضَّرَرُ أَيضاً: (الضَّيِّقُ) ، يُقَال: مكانٌ ضَرَرٌ، أَي ضَيِّقٌ.
(و) الضَّرَرُ: (شَفَا الكَهْفِ) ، أَي حَرْفُه.
(} والمُضِرُّ: الدّانِي) من الشيْءِ، قَالَ الأَخْطَل:
ظَلَّتْ ظِبَاءُ بنِي البَكّاءِ رَاتِعَةً
حتّى اقْتُنِصْنَ على بُعْدٍ! وإِضْرَارِ وَفِي حَدِيث مُعاذ: (أَنّه كاني صَلّي {فأَضَرَّ بهِ غُصْنٌ، فمَدّ يَدَه فكَسَرَه) أَي دَنَا مِنْهُ دُنُوّاً شَدِيداً فآذاه.
} وأَضَرَّ بالطَّرِيقِ: دنَا مِنْهُ وَلم يُخَالِطْه.
( {وأَضَرَّ السَّيْلُ من الحَائِطِ، والسَّحابُ إِلى الأَرْضِ) ، إِذا (دَنَيَا) ، سَيْلٌ} مُضِرٌّ، وسَحابٌ {مُضِرٌّ، وكلّ مَا دَنَا دُنُوّاً} مُضِرّاً فقد {أَضَرّ.
(و) رُوِيَ عَن النّبيّ صلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم: (أَنه قِيل لَهُ: أَنَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَة؟ فَقَالَ:} أَتُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي غيرِ سَحاب؟ قَالُوا: لَا. قَالَ:: {فإِنَّكُم3 لَا {تُضَارّون فِي رُؤْيَته} ) ، تبَارك وَتَعَالَى، قَالَ أَبو مَنْصُور: رُوِيَ هَذَا الحَرفُ بِالتَّشْدِيدِ، من} الضُّرِّ، أَي لَا يَضُرّ بعضُكُم بَعْضًا، ورُوِي تُضَارُون بِالتَّخْفِيفِ من الضَّيْرِ، وَالْمعْنَى وَاحِد.
قَالَ الجوهريّ: وبعضُهم يَقُول: لَا {تَضَارُّونَ، بِفَتْح التاءِ، أَي لَا تَضَامُّونَ، ويروى: (لَا تَضَامُّونَ) فِي رُؤْيَته (تَضامّاً يَدْنُو بعضُكُم من بَعْضٍ) فيُزاحِمُه، وَيَقُول لَهُ: أَرِنِيهِ، كَمَا يَفْعَلُون عِنْد النَّظَرِ إِلى الهِلالِ، ولاكن ينفرُ كلُّ مِنْهُم برُؤْيَتِه.
ويروى: لَا تُضَامُونَ، بالتَّخْفِيف، وَمَعْنَاهُ: لَا يَنَالُكُم ضَيْمٌ فِي رُؤْيته، أَي تَرَوْنَه حتَّى تَسْتَوُوا فِي الرُّؤْيَةِ، فَلَا يضِيمُ بعضُكُم بَعْضًا.
(أَو من} ضَارَّهُ {ضِرَاراً} ومُضَارَّةً، إِذا خالَفَه) ، قَالَ نابغةُ بني جَعْدَةَ:
وخَصْمَيْ! ضِرَارٍ ذَوَا تُدْرَإِ
مَتَى يأْتِ سِلْمُهما يَشْغَبَا
أَي لَا تَتَنازَعُون وَلَا تَخْتَلِفُون وَلَا تَتَجَادَلُون فِي صِحَّةِ النَّظرِ إِليه لوُضوحِه وظُهُورِه.
قَالَه الزَّجّاجُ: قَالَ الأَزْهَرِيّ: ومعنَى هاذِه الأَلفَاظِ وإِن اخْتَلَفَتْ متقاربةٌ، وكلُّ مَا رُوِيَ فِيهِ فَهُوَ صَحِيحٌ، وَلَا يَدْفَعُ لَفْظٌ مِنْهَا لَفظاً، وَهُوَ من صِحَاح أَخبارِ سَيِّدنا رسولِ الله صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلّم وغُرَرِهَا، وَلَا يُنكِرُها إِلاّ مُبْتَدِعٌ صاحِبُ هَوًى.
(و) يُقَال: (رجلٌ {ضِرُّ} أَضْرارٍ) ، بِالْكَسْرِ، أَي شديدُ أَشِدّاءَ، وكذالك صِلُّ أَصْلالٍ، وضِلُّ أَضْلالٍ: (داهِيَةٌ فِي رَأْيِه) ، قَالَ أَبو خِرَاشٍ:
والقَوْمُ أَعْلَمُ لَو قُرْطٌ أُرِيدَ بِها
لَكَانَ عُرْوَةُ فِيهَا ضِرَّ أَضْرارِ
أَي لَا يستنقذه ببَأْسِه وحِيَلِه. وعُروةُ أَخو أَبِي خِراشٍ.
( {والضَّرّتانِ: الأَلْيَةُ من جانِبَيْ عَظْمِها) ، وهما الشَّحْمَتَان، وَفِي الْمُحكم: اللَّحْمَتَان اللَّتَانِ تَنْهَدِلاَنِ مِنْ جَانِبَيْها.
(و) } الضَّرَّتانِ: (زَوْجَتاكَ، وكلّ) واحدةٍ مِنْهُمَا ( {ضَرَّةٌ للأُخْرَى، وهُنَّ ضَرائِرُ) ، نادِرٌ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِف قُدُوراً:
لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ كأَنَّهَا
} ضَرَائِرُ حِرْمِيّ تَفَاحَشَ غارُهَا
(والاسمُ الضِّرُّ، بِالْكَسْرِ، و) يُقَال: (تَزَوَّجَ على {ضِرٍّ} وضُرٍّ) ، بِالْكَسْرِ والضّمّ، حَكَاهُمَا أَبو عبد الله الطُّوالُ (أَي {مُضَارَّةٍ بَين امرأَتَيْنِ أَو ثَلاثٍ) .
وحَكَى كُراع: تَزوّجتُ المَرْأَةَ على} ضِرٌّ كُنّ لَهَا، فإِذا كَانَ كذالك فَهُوَ مَصْدَرٌ على طَرْح الزَّائِد، أَو جَمْعٌ لَا واحدَ لَهُ.
(و) {الإِضْرارُ: التَّزْوِيجُ على} ضَرَّةٍ، وَفِي الصّحاح: أَن يَتَزَوَّجَ الرجلُ على ضَرَّةٍ، وَمِنْه قيل: (رَجُلٌ {مُضِرٌّ، وامرأَةٌ} مُضِرٌّ! ومُضِرَّةٌ) . فرَجلٌ {مُضِرٌّ، إِذا كَانَ لَهُ} ضَرائِرُ، وامرأَةٌ مُضِرٌّ، إِذا كَانَ لَهَا {ضَرَّةٌ، وسُمِّيَتَا} ضَرَّتَيْن لأَنّ كلَّ واحدةٍ منهُمَا {تُضَارُّ صاحبَتَها، وكُرِهَ فِي الإِسْلاَم أَن يُقَال لَهَا:} ضَرَّةٌ، وَقيل: جَارَةٌ، كذالك جاءَ فِي الحَدِيث.
( {والضَّرَّةُ) ، بِالْفَتْح: (شِدَّةُ الحالِ، والأَذِيَّةُ) ، نَقله الصاغانيّ، وَهُوَ قولُ أَبي الهَيْثَمِ، قَالَ: فَعْلَةٌ من الضَّرّ.
(و) } الضَّرَّةُ: (الخِلْفُ) ، قَالَ طَرَفَةُ يَصف نَعْجَةً:
مِنَ الزَّمِرَات أَسْبَلَ قَادِمَاهَا
{وضَرَّتُهَا مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ
(و) قيل:} الضَّرَّةُ: (أَصْلُ الثَّدْيِ) .
(و) {الضَّرّةُ أَيضاً: (اللَّحْمَةُ) الّتي (تَحْتَ الإِبْهَامِ) ، وَقيل: أَصلُهَا.
(أَو) هِيَ (باطِنُ الكَفِّ) حِيَالَ الخِنْصَرِ تُقَابِل الأَلْيَةَ فِي الكَفِّ.
(و) قيل:} الضَّرَّةُ: لَحْمُ الضَّرْعِ، والضَّرْعُ يُذَكّر ويُؤَنَّث، يُقَال: {ضَرَّةٌ شَكْرَى، أَي مَلأَى من اللَّبَنِ.
وَقيل:} الضَّرَّةُ: أَصْل الضَّرْع الَّذِي لَا يَخْلُو من اللَّبَنِ، أَو لَا يَكاد يَخْلُو مِنْهُ.
وَقيل: هِيَ (الضَّرْعُ كُلُّه) مَا خلا الأَطْباءَ، وَلَا يُسمَّى بذالك إِلاّ أَن يكونَ فِيهِ لَبَنٌ.
(و) {الضَّرَّةُ: (مَا وَقَعَ عَلَيْهِ الوَطْءُ من لَحْمِ باطِنِ القَدَمِ ممّا يَلِي الإِبْهَامَ، ج) ذالك كلّه (} ضَرائِرُ) ، وَهُوَ جَمْعٌ نَادِر، وأَنشد ثَعْلَب:
وصارَ أَمْثَالَ الغَفَا {- ضَرَائِرِي
إِنما عَنَى} بالضَّرَائِرِ أَحَدَ هاذِه الأَشْيَاءِ المتقدِّمَةِ.
(و) {الضَّرَّةُ: (المالُ تَعْتَمِدُ عليهِ وَهُوَ لغَيْرِك) من الأَقَارِب.
(و) يُقَال: عَلَيْهِ} ضَرَّتانِ من ضَأْنٍ ومَعْزٍ.! الضَّرَّةُ: (القِطْعَةُ من المَال والإِبِلِ والغَنَمِ) .
وَقيل: هُوَ الكَثِيرُ من الماشِيَةِ خاصّةً دون العَيْنِ. ورَجلٌ {مُضِرٌّ: لَهُ} ضَرَّةٌ من مالٍ، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: {المُضِرّ: الَّذِي يَرُوحُ عَلَيْهِ} ضَرَّةٌ من المالِ، قَالَ الأَشْعَرُ الرَّقبَان الأَسَدِيّ جاهليّ، يهجو ابنَ عمّه رِضْوان:
بحَسْبِكَ فِي القَوْمِ أَن يَعْلَمُوا
بأَنَّكَ فيهمْ غَنِيٌّ {مُضِرّ
(} وأَضَرَّ) : يَعْدُو: (أَسْرَعَ) ، وَقيل: أَسرعَ بعضَ الإِسراعِ، هاذه حِكَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ، قَالَ الطُّوسِيّ: وَقد غَلِطَ، إِنّمَا هُوَ أَصَرَّ، بالصَّاد، وَقد تقدّمت الإِشارَةُ إِليه.
(و) {أَضَرَّهُ (على الأَمرِ: أَكْرَهَهُ) ، نَقله الصاغانيّ.
(} والمِضْرَارُ من النِّسَاءِ والإِبِلِ والخَيْلِ: الَّتِي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِدْقَهَا من النّشَاطِ) ، عَن ابنِ الأَعرابِيّ، وأَنشد:
إِذْ أَنْتَ {مِضْرَارٌ جَوَادُ الحُضْرِ
أَغْلَظُ شَيْءٍ جانِبا بقُطْرِ
(} وضُرٌّ، بالضَّمّ: ماءٌ) مَعْرُوف، قَالَ أَبو خِرَاشٍ:
نُسَابِقُهُمْ على رَصَفٍ وضُرَ
كدَابِغَةٍ وقدْ نَغِلَ الأَدِيمُ
( {وضِرَارٌ، ككِتَابٍ: ابنُ الأَزْوَرِ) ، وَاسم الأَزْورِ مالكُ بنُ أَوْسٍ الأَسَدِيّ، كَانَ بطلاً شَاعِرًا، لَهُ وِفادَةٌ، وَهُوَ الَّذِي قَتلَ مالِكَ بن نُوَيْرَة بأَمْرِ خالدِ بنِ الْوَلِيد، وأَبْلَى يَوْمَ اليَمَامَةِ بَلاءً عَظِيما، حَتَّى قُطِعَت ساقاه، فجعَل يحبو ويُقاتِل، وتَطَؤُه الخيلُ حَتَّى مَاتَ، قَالَه الواقِدِيّ، وَقيل: قُتِل بأَجْنَادِين، وَقيل: تُوفِّيَ بِالْكُوفَةِ زَمَنَ عمر، وَقيل: شَهِدَ فَتْحَ دِمَشْق، ثمَّ نَزلَ حَرّانَ، لَهُ روايَة قَليلَة، قلت: ومشْهَدُه الْآن بحَلَبَ مَشْهُور، ذَكَرَه النّجم الغَزّيّ.
(و) } ضِرَارُ (بنُ الخَطّابِ) بنِ مِرْدَاس القُرَشِيّ الفِهْرِيّ، أَحدُ الأَشْرافِ والشُّعَرَاءِ المَعْدُودِينَ، والأَبطال المَذْكُورِين، وَمن مُسْلِمَةِ الفَتْحِ، وَقَالَ الزُّبَيْر: ضِرَارٌ رَئِيسُ بني فِهْر، وَقيل: شَهِدَ فُتُوحَ الشّام.
(و) ضِرَارُ (بنُ القَعْقَاعِ) : أَخو عَوْف، لَهُ وِفَادَةٌ، حديثُهُ عِنْد ابْن ابنِه زَيْد بن بِسْطَام.
(و) ضِرَارُ (بنُ مُقَرِّن) المُزَنِيّ، كَانَ مَعَ خالِدٍ لمّا فَتَح الحِيرَة، وَهُوَ عاشِرُ عَشْرة إِخْوَةٍ.
(صحابِيُّون) رَضِي الله عَنْهُم أَجمعين.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
النّافِعُ {الضّارُّ، من أَسمائه تعالَى الحُسْنَى، وَهُوَ الَّذِي يَنفَعُ مَن يَشاءُ من خَلْقِه،} ويَضُرّه، حَيْثُ هُوَ خالقُ الأَشياءِ كلِّهَا خَيْرِهَا وشَرِّها ونَفْعِهَا {وضَرِّهَا.
} والضُّرُّ بالضّمّ: الهُزَالُ، وَهُوَ مَجاز، وَبِه فسّر بعضٌ قولَه: {أَنّى مَسَّنِىَ {الضُّرُّ} (الْأَنْبِيَاء: 83) .
} والمَضَرَّةُ: خِلافُ المَنْفَعَةِ.
{والضّرّاءُ: السَّنَةُ.
} والضَّرَّةُ {والضَّرَارَةُ} والضَّرَرُ: وَهُوَ النُّقْصان.
{والضَّرَرُ: الزَّمَانَةُ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {غَيْرُ أُوْلِى} الضَّرَرِ} (النِّسَاء: 95) ، أَي غيرُ أُولِي الزَّمَانَةِ. وَقَالَ ابنُ عَرَفَة: أَي غيرُ مَنْ بِهِ عِلّةٌ {تَضُرُّه وتَقْطَعُه عَن الجِهَادِ. وَهِي} الضَّرارَةُ أَيضاً، يُقَال: ذالك فِي البَصَرِ وَغَيره.
{والضُّرُّ: بالضَّمّ حالُ} الضَّرِيرِ، نقلَه الصّاغانيّ.
{والضَّرائِرُ: المَحَاوِيجُ، وقَوْلُ الأَخْطَلِ:
لِكُلِّ قَرَارَةٍ مِنْهَا وفَجَ
أَضَاةٌ ماؤُهَا} ضَرَرٌ يَمُورُ
قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: ماؤُهَا ضَرَرٌ، أَي ماءٌ نَمِيرٌ فِي ضِيقٍ، وأَراد أَنّه غَزِيرٌ كثيرٌ فمَجارِيه تَضِيقُ بِهِ وإِن اتَّسَعَتْ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيّ، فِي قَول الشّاعر:
بمُنْسَحَّةِ الآباطِ طَاحَ انْتقَالُهَا
بأَطْرَافِها والعِيسُ بَاقٍ {ضَرِيرُهَا
قَالَ: ضَرِيرُهَا: شِدَّتُها، حَكَاهُ الباهِلِيّ عَنهُ.
وَقَول مُلَيْح الهُذَلِيّ:
وإِنّي لأَقْرِي الهَمَّ حتّى يَسُوءَنِي
بُعَيْدَ الكَرَى مِنْه} ضَرِيرٌ مُحَافِلُ
أَراد: مُلازمٌ شدِيدٌ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: سَمِعْتُ أَبا ثَرْوَانَ يَقُول: مَا {يَضُرُّكَ عَلَيْهَا جارِيَةً، أَي مَا يَزِيدُكَ. قَالَ: وَقَالَ الكِسَائِيّ: سَمِعْتُهم يَقُولُونَ: مَا يَضُرُّكَ على الضَّبِّ صَبْراً، وَمَا يَضِيرُكَ، أَي مَا يَزِيدُك.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: مَا يَزِيدُكَ عَلَيْهِ شَيْئاً، وَمَا يَضُرُّكَ عَلَيْهِ شَيْئاً، واحِدٌ.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ فِي أَبواب النَّفْيِ يُقَال: لَا يَضُرُّكَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، أَي لَا تَجِدُ رَجُلاً يَزِيدُك على مَا عندَ هاذا الرَّجلِ من الكِفَايَة.
وَلَا يَضُرُّكَ عَلَيْهِ حَمْلٌ، أَي لَا يَزِيدُك.
قلْت: وأَوردَه الزّمَخْشَرِيّ فِي المَجَاز.
وَيُقَال: هُوَ فِي} ضَرَرِ خَيْرٍ، وإِنّه لفي طَلَفَةِ خَيْر وضَفَّةِ خَيْرٍ، وَفِي طَثْرَةِ خَيْر، وصَفْوَةٍ من العَيْشِ.
{والضَّرائِرُ: الأُمورُ المُخْتَلِفَة، على التَّشْبِيهِ بضَرَائِرِ النّساءِ لَا يَتَّفِقْنَ، الوَاحِدة} ضَرَّةٌ، وَمِنْه حَديث عَمْرِو بنِ مُرَّةَ: (عِنْد اعْتِكارِ {الضَّرائِرِ) .
} والضَّرَّتان: حَجَرَا الرَّحَى، وَفِي المُحْكَم: الرَّحَيانِ.
وناقَةٌ ذَاتُ {ضَرِيرٍ:} مُضِرَّةٌ بالإِبِلِ فِي شِدَّة سَيْرِهَا، وَبِه فُسِّر قولُ أُمَيَّة بنِ عائِذَ الهُذَلِيّ:
تُبَارِي ضَرِيسَ أُولاَتِ {الضَّرِيرِ
وتَقْدُمُهُنّ عَنُوداً عَنُونَا
} وأَضَرَّ عَلَيْهِ: أَلَحَّ.
{وأَضَرَّ الفَرَسُ على فَأْسِ اللِّجَامِ: أَزَمَ عَلَيْهِ، مثْل أَضَزَّ، بالزاي، وَهُوَ مجَاز.
وأَضَرَّ فلانٌ على السيرِ الشَّدِيدِ، أَي صَبَرَ.
ومحمّدُ بنُ بِشْرٍ} - الضِّرَارِيّ، عَن أَبَانِ بنِ عبدِ اللَّهِ البَجَليّ، وَعنهُ عبدُ الجَبَّار بن كَثيرٍ التَّمِيمِيّ.
وأَبو صَالح محمّدُ بنُ إِسماعيلَ الضِّرَارِيّ، عَن عبد الرزّاق.
ومُعَاذَةُ بنتُ عبدِ اللَّهِ بنِ {الضُّرَيْرِ، كزُبَيْر: الَّتِي كَانَ ابنُ سَلُولٍ يُكْرِهُها على البِغَاءِ، فَنزلت الْآيَة، قَالَه الْحَافِظ.
} وضِرَارُ بنُ عِمْرَانَ البُرْجُمِيّ، وضِرَارُ بنُ مُسْلِمٍ البَاهِلِيّ: تابِعيّانِ.
وأَبُو مُعَاوِيَةَ! الضَّرِير: هُوَ محمّدُ بنُ حازِمٍ التَّمِيمِيّ، عَن الأَعْمَشِ، حافظٌ مُتْقِنٌ.

رأَس

رأَس
{الرَّأْسُ: م، أَي معروفٌ، وأَجْمَعُوا على أَنَّه مُذَكَّرٌ. والرَّأْسُ: أَعْلَى كُلِّ شيْءٍ. وَمن المَجَازِ: الرَّأْسُ: سَيِّدُ القَوْمِ} كالرَّيِّسِ، ككَيِّسٍ. {والرَّئِيسِ، كأَمِيرٍ. قالَ الكُمَيْتُ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ ابنَ سُلَيْمَانَ الهاشِمِيَّ:
(تَلْقَى الأَمَانَ عَلَى حِيَاضِ مُحَمَّد ... ثَوْلاَءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ)

(لاَ ذِي تَخَافُ ولاَ لِهذَا جُرْأَةٌ ... تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ} الرَّيِّسُ)
والثَّوْلاءُ: النَّعْجَةُ. والمُخْرِفَةُ. الَّتِي لَهَا خَرُوفٌ يَتْبَعُهَا، ضَرَبَ ذلِكَ مَثَلاً لعَدْلِه وإِنْصَافِه، حتَّى إِنّه لَيَشْرَبُ الذِّئْبُ والشَّاةُ من ماءٍ وَاحدٍ، ج، {أَرْؤُسٌ، فِي القِلَّةِ،} وآرَاسٌ، على القَلْبِ، {ورُؤُوسٌ، فِي الكَثْرَةِ، وَلم يَقْلِبُوا هذِه،} ورُؤْسٌ، وهذِه عَلَى الحَذْفِ. قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(فيَوْماً إِلَى أَهْلِي ويَوْماً إِليْكُمُ ... ويَوْماً أَحُطُّ الخَيْلَ مِنْ {رُؤْسِ أَجْبَالِ)
وأَمّا} الرَّئِيسُ، فيُجْمَع على! الرُّؤَسَاءِ. والعامَّةُ تَقُولُ: الرُّيَسَاء. {والرَّأْسُ: القُوْمُ إِذا كَثُرُوا وعَزُّوا، نقَلَه الأَصْمَعِيُّ. قَالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُومٍ:
(} بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ بَكْرٍ ... نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَةَ وَالْحُزُونَاَ)
وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَنا أُرَى أَنَّه أَرادَ الرَّئِيسَ لأَنَّه قَالَ: نَدُقُّ بِهِ وَلم يَقُلْ: بِهِمْ.
وَيُقَال: {رَأْسٌ} مَرْأَسٌ، كمَقْعَدٍ. كَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ، وصوابُه بالكَسْرِ، أَي مِصَكٌّ {للرُّؤُوسِ. وَقَالَ العَجَّاجُ: وعُنُقَاً عَرْداً ورَأْساً} مِرْأَسَا مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسَا عَضْباً إِذا دِمَاغُهُ تَرَهَّسَا وَفِي الْجمع: {رُؤُوسٌ} مَرَائِيسُ. و) {رُؤُوسٌ} رُؤّسٌ، كرُكَّع. وبَيْتُ {رَأْسٍ: ع، بالشّامِ مِن قُرَى حَلَبَ) يُنْسَبُ إِليهِ الخَمْرُ قالَ حَسّان: كَأَنَّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ ومَاءُ ونَقَل شيخُنَا أَنها قَرْيَةٌ بينَ غَزَّةَ والرَّمْلَةِ، ويُقَال: إِنَّ بهَا مَوْلِدَ الإِمَامِ الشافِعِيِّ، رضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ، قالَه الفَنَارِيّ فِي حَواشِي المُطَوَّلِ. قلتُ: وقالَ الصّاغَانِيُّ: هِيَ كُورَةٌ بالأُرْدُنِّ، وَهِي المُرَادَةُ من قَوْلِ حَسّان.} ورَأْسُ عَيْنٍ: مَدِينةٌ بالجَزِيرَةِ، ويُقَالُ فِيهَا: {رأْسُ العَيْنِ، وَلها يَوْمٌ، وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيدَةَ لسُحَيْمِ بنِ وَثِيلٍ الرِّياحِيِّ:
(وَهُمْ قَتَلُوا عَمِيدَ بَنِي فِرَاسٍ ... } بِرَأْسِ العَيْنِ فِي الحُجُجِ الخَوَالِي)
وَفِي الصّحاح: قَدِمَ فُلانٌ مِن رأْسِ عَيْنٍ، وَهُوَ مَوْضِعٌ، والعامَّة تَقول: مِن رأْسِ العَيْنِ: قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: جَاءَ فلانٌ مِنْ رأْسِ عَيْنٍ، إِذا كانَتْ عَيْناً من العُيُونِ نَكِرَةً، فأَمَّا رأْسُ عَيْنٍ هذِه الَّتِي فِي الجَزِيرَةِ، فَلَا يُقال فِيهَا رأْسُ العَيْنِ. ورَأْسُ الأَكْحَلِ: قَرْيَةٌ باليَمَنِ مِن نَوَاحِي ذَمَارِ. ورَأْسُ الإِنْسَانِ: جَبَلٌ بِمَكَّةَ بَيْنَ أَجْيَادٍ الصَّغِيرِ، وأَبِي قُبَيْس.! ورَأْسُ ضَأْنٍ: جَبَلٌ لِدَوْسٍ. وَرَأْسُ الحِمَارِ: د، قُرْبَ حَضْرَمَوْتَ. وَرأْسُ الكَلْبِ: ة بِقُومَسَ. وَقيل: ثَنِيَّةٌ بِهَا. ويُقَال: إِنَّهَا قَارَاتُ الكَلْبِ.
ورَأْسُ الكَلْبٍ: ثَنِيَّةٌ باليَمَامَةِ. وَرأْسُ كِيفَى، بكسرِ الكَاف: ع. بالجَزِيرةِ من دِيَار مُضَرَ، وَهُوَ المَشْهُورُ بِحِصْنِ كِيفَى، أَو غَيْرُه، فَلْيُنْظَرْ. وقولُهم: رُمِيَ فُلانٌ مِنْهُ فِي الرَّأْسِ، أَي أَعْرَضَ عَنْهُ وَلم يَرْفَعْ بِهِ رَأْساً واستَثْقَلَه. تَقول: رُمِيتُ مِنْكَ فِي الرَّأْسِ، على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه، أَي ساءَ رأْيُكَ فِيَّ حَتَّى لَا تَقْدِرَ أَنْ تَنظُرَ إِليَّ. وَذُو الرَّأْسٍ: لَقَبُ جَرِير بن عَطِيَّةَ بنِ الخَطَفَي، واسمُه حُذَيْفةُ بنُ بَدْرِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَوْفِ بنِ كُلَيْبِ بنِ يَرْبُوع بن حَنْظَلَةَ بنِ مالِك بن زِيْدِ مَنَاةَ، قِيلَ لَهُ ذلِك لجُمَّةٍ كانتْ لَهُ، وكانَ يُقَال لَهُ فِي حَدَاثَتِه: ذُو اللِّمَمِ. وذُو الرَّأْسَيْنِ لَقَبُ خُشَيْنِ بن لأْيِ بنِ عُصَيْمٍ. وَذُو الرَّأْسينِ أَيضاً: أُمَيَّةُ بنُ جُشَمَ بنِ كِنَانةَ بنِ عَمْرو بنِ قَيْن بن فَهْم بن عَمْرِو بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ. ومِن المَجَازِ: رَأْسُ المالِ: أَصْلُه. وَيُقَال: أَــقْرِضْــنِي عَشْرَةً برُؤوسِهَا، أَي قَرْضــاً لَا رِبْحَ فِيهِ إلاَّ رأْسُ المالِ.
ومِن المَجَازِ: الأَعْضَاءُ {الرَّئِيسَةُ، وَهِي أَرْبَعَةٌ عِنْدَ الأَطِبَّاءِ: القَلْبُ والدِّماغُ والكَبِدُ، فهذِه الثَّلاثَةُ رَئيسَةٌ مِن حَيْثُ الشَّخْصُ، على مَعْنَى أَنَّ وُجُودَه بدُونِهَا أَو بِدُونِ وَاحدٍ مِنْهَا لَا يُمْكِنُ. والرّابِعُ الأُنْثَيَانِ، وكونُه رَئيساً مِن حَيْثُ النَّوْعُ، على مَعْنَى أَنَّه إِذا فاتَ فاتَ النَّوْعُ. ومَنْ قالَ: إِنَّ الأَعْضَاءَ الرَّئيسَةَ هِيَ الأَنْفُ واللِّسَانُ والذَّكَرُ، فقدْ سَهَا.)
قالَ الصّاغَانِيُّ: وشاةٌ رَئيسٌ، كأَمِيرٍ: أُصِيبَ} رَأْسُهَا. مِنْ غَنَمٍ رَآسىَ، بوزنِ رَعَاسىَ، مثْل: حَبَاجَى ورَمَاثَى. والرَّئيسُ، وَفِي التَّبْصِيرُ، والتَّكْمِلَة: رَئيسُ بنُ سَعِيد بنِ كَثير بنِ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيّ، مُحَدِّثٌ شاعِرٌ، وَهُوَ أَخو عُبَيْدِ الله. (و) {الرِّئِيسُ، كسِكِّيتٍ: الكَثِيرُ} التَّرَؤُّسِ، أَي التأَمُّرِ.
{والمِرْآسُ، كمِحْرَابٍ: الفَرَسُ الَّذِي يَعَضُّ} رُؤُوسَ الخَيْلِ إِذا صارَتْ مَعَهُ فِي المُجَاراةِ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(لَوْ لمْ يُبَرِّزْهُ جَوَادٌ {مِرْآسْ ... لَسَقَطَتْ بِالْمَاضِغَيْنِ الأَضْراسْ)
أَو} الْمِرْآسُ الَّذِي يَرْأَسُ أَي يَكُونُ {رَئِيساً لَها فِي تَقَدُّمِه وسَبْقهِ.} ورَأَسهُ {يَرْأَسُهُ} رَأْساً، كمَنَع: أَصابَ {رَأْسَهُ فَهُوَ} مَرْؤُوسٌ! ورَئيسٌ. {والرَّآس، كشَدَّادٍ: بائِعُ} الرُّؤُوسِ. {- والرَّوَّاسِيُّ، بِالْوَاو وياءِ النِّسْبَةِ، لَحْنٌ، وَفِي اللِّسَانِ: مِن لُغَةِ العَامَّةِ. مِنْهُ أَبو الفِتْيَانِ عُمَرُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبد الكَرِيمِ الدِّهِسْتَانِيّ الحَافِظُ} - الرَّآسِيّ نُسِبَ إِلَى بيعِ الرُّؤُوسِ. وَقَع لي حَدِيثُه عالِياً فِي الأَرْبَعِين البُلْدانِيَّةِ للحَافِظِ أَبي طاهِرٍ السِّلَفِيِّ وخَرَّجْتُه أَيضاً فِي بَذْلِ المَجْهُود بتَخْرِيجِ حَدِيثِ: شَيَّبَتْنِي هُود مَاتَ سنة. {والمُرَأّسُ، كمُعَظَّمٍ ومِصْباحٍ وصَبُورٍ، من الإِبِلِ: الذِي لم يَبْقَ لَهُ طِرْقٌ، بالكَسْرِ، إلاَّ فِي رَأْسِه، عَن الفَرَّاءِ، حَكَاهُ عَنهُ أَبو عُبَيْدٍ. وَفِي نَصِّه:} المُرائِسُ، كمُقَاتِلٍ. وَقد صَحَّفَهُ المُصَنِّف. وليسَ عِنْدَه {المِرْآسُ، كمِصْبَاحٍ. (و) } المُرَئِّسُ، كمُحَدِّثٍ: الأَسَدُ.
{والَّرَوائِسُ: أعالِي الأَوْدِيَةِ، الوَاحِدَةُ:} رَائِسٌ. وَبِه فُسِّرَ قولُ ذِي الرُّمَّةِ عَلَى الأَصَحِّ:
(خَنَاطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كُلَّ قَرَارَةٍ ... ومَرْتٍ نَفَتْ عَنْهَا الغُثَاءَ {الرَّوَائِسُ)
وَهِي أَيضاً المُتَقَدِّمَةُ مِن السّحابِ،} كالمَرَائِسِ. يُقَال: سَحَابَةٌ {رَائسَةٌ. وَبِه فُسِّر بَعْضُ قَول ذِي الرُّمَّةِ السّابِق.} والرَّائِسُ: جَبَلٌ فِي بَحْرِ الشَّامِ. وَبِه فُسِّر قولُ أُمُيَّةَ بنِ أَبِي عائِذٍ الهُذَلِيِّ:
(وَفِي مَعْرَكِ الآلِ خِلْتُ الصُّوَى ... عُرُوكاً على! رائسٍ يَقْسِمُونا) (و) {رائِسُ: بِئْرٌ لِبَنِي فَزَارَةَ. (و) } الرَّائِسُ: الوَالِي. {والمَرْؤُوسُ: الرَّعِيَّةُ. وقَالَ الفَرَّاءُ:} المَرْؤُوسُ: الَّذِي شَهْوَتهُ فِي رَأْسِهِ لَا غَيْرُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. (و) {المَرْؤُوسُ:} الأَرْأَسُ، أَي العَظِيمُ الرَّأْسِ.
{ورِئَاسُ السَّيْفِ، بالكَسْرِ: مَقْبِضُهُ أَو قَبِيعَتُه، قَالَ الصّاغَانِيُّ: وهذِه أَصَحُّ. قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(ثُمَّ اضطغَنْتُ سِلاَحِي عِنْدَ مَغْرِضِهَا ... ومِرْفَقٍ} كرِئَاسِ السَّيْفِ إِذْ شَسَفَا)
هَكَذَا أَنْشَدَه ابنُ بَرِّيّ، وَقَالَ شَمِرٌ: لم أَسْمَعْ: {رِئَاساً إلاَّ هُنَا. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: ووَجَدْنَاهُ فِي المُصَنَّفِ: كرِيَاسِ السَّيْف غَيْرَ مَهْمُوزٍ. قَالَ: فَلَا أَدْرِي هَلْ هُو تَخْفِيفٌ أَم الكَلِمَةُ من الياءِ. ومِن المَجَازِ:} الرَّأْسُ مِن الأَمْرِ: أَوَّلُهُ، وتقولُ لمَنْ يُحدِّثُكَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلاَمَكَ مِن {رَأْسٍ، ومِن الرَّأْسِ، وَهِي أَقَلُّ اللُّغَتَيْنِ، وأَنْكَرَهَا بَعضُهُم، وَقَالَ: لَا تَقُلْ: مِنَ الرَّأْسِ. قَالَ: والعَامَّةُ تقولُه. قالَهُ شيخُنَا، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ: لَمْ يُبْعَثْ نَبيٌّ إِلاَّ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ عَاماً. ونَعْجَةٌ} رَأْسَاءُ: سَوْداءُ الرَّأْسِ والوَجْهِ وسائِرُها أَبْيَضُ. قالَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقالَ غَيرُه: شاةٌ {رَأْساءُ: مُسْوَدَّةُ} الرَّأْسِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: إِذا اسْوَدَّ {رأْسُ الشَّاةِ فَهِيَ} رَأْسَاءُ، فإِن أَبْيَضَّ {رَأْسُهَا مِن بَيْنِ جَسَدِهَا فَهِيَ رَخْمَاءُ ومُخَمَّرَةٌ. وبَنُو} رُؤَاسٍ، بالضَّمِّ: حَيٌّ مِن عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ. وَهُوَ رُؤَاسُ بن كِلاَبِ بنِ رَبِيعَةَ بن عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ. مِنْهُم أَبو دُوَادٍ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ عُمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ عُبَيْدِ بنِ {رُؤاسِ بنِ كِلاَبِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ. قَالَه الأَزْهَرِيُّ.
قلت:} ورُؤَاسٌ اسمُه الحَارِثُ وعَقِبُه مِنْ ثلاثةٍ: بِجَادٍ وبُجَيْدٍ وعُبَيْدٍ، أَولادِ رُؤاسٍ لِصُلْبِهِ.
ومِن وَلَدِ رُؤَاسٍ: وَكِيعُ بن الجَرَّاحِ بنِ مَلِيحِ بنِ عَدِيّ بنِ الفَرَسِ الفَقِيهُ.
وَمِنْهُم حُمَيْدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ ابنِ حُمَيْدٍ، {الرُّؤَاسِيُّونَ. مُحَدِّثُون. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وكانَ أَبو عُمَرَ الزاهِدُ يَقُولُ فِي أَبِي جَعْفَرِ} - الرُّؤاسِيِّ أَحَدِ القُرَّاءِ والمَحَدِّثِين: إِنَّه الرَّوَاسِيُّ، بِفَتْح الرّاءِ وبالوَاوِ من غَيْر هَمْزٍ، مَنْسُوبٌ إِلى رَوَاس: قَبِيلَةٍ من سُلَيْمٍ، وكانَ يُنْكِرُ أَنْ يُقَال: الرُّؤَاسيُّ، بالهَمْزِ، كمَا يَقُولُه المُحَدِّثُون وغيرُهم. قلت: ويَعْنِي بأَبِي جَعْفَر هَذَا مُحَمَّدَ بنَ أَبي سارةَ الرَّوَاسِيّ. ذكرَ ثَعْلَبٌ أَنَّه أَوَّلُ مَن وَضَعَ نحوَ الكُوفِيِّينَ. وَله تَصانِيفُ، وَقد تقدَّم ذِكْرهُ فِي المُقَدِّمة. {والرُّؤَاسِيُّ أَيضاً: العَظِيمُ الرَّأْسِ، ومِمَّن نُسِبَ إِلى ذلِكَ مِسْعَرُ ابنُ كِدَامٍ الفَقِيهُ وغيرُه، وَمِنْهُم مَن يقولُه بتَشْدِيدِ الواوِ، من غَيْرِ هَمْزٍ، وَهُوَ غَلَظٌ. ويُقَال:} رَأسْتُه {تَرْئيساً، إِذا جَعَلْتَه رَئيساً على القَوْمِ.
} وارْتَأَسَ هُوَ: صارَ {رَئيساً،} كتَرَأّسَ، مثلُ تأَمَّرَ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعْرابِ:! ارْتَأَسَ زَيْداً، إِذا شَغَلَه.
وأَصْلُه أَخْذٌ بالرَّقَبَةِ وخَفْضُهَا إِلى الأَرْضِ، وَمثله: اكْتَأَسَه وارْتَكَسَه واعْتَكَسَه، كلُّ ذلِكَ بمَعْنًى وَاحدٍ. {والمُرَائِسُ، كمُقَاتِلٍ: المتَخَلِّفُ عَن القومِ فِي القِتَالِ، نقَلَه الصّاغَانِيُّ. ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} رُئِسَ الرجُلُ، كعُنِيَ، شَكَا {رَأْسَه، فَهُوَ} مَرْؤوسٌ. {والرَّئِيس: الَّذِي قَدْ شُجَّ رَأْسُه، وَمِنْه قولُ لَبِيدٍ:
(كَأَنَّ سَحِيلَهُ شَكْوَى رَئيسٍ ... يُحَاذِرُ مِنْ سَرَابَا وَاغْتِيَالِ)
} والمَرْؤُوسُ: مَنْ أَصَابَهُ البِرْسَامُ. قَالَه الأَزْهَرِيُّ. وأَصَابَ {رأْسَه: قَبَّلَهُ، وَهُوَ كِنَايَةٌ.} وارْتَأَسّ الشَّيْءَ: رَكِبَ رأْسَه. وفَحْلٌ {أَرْأَسُ، وَهُوَ الضَّخْمُ} الرَّأْسِ، {كالرُّؤَاسِ} - والرُّؤَاسيّ، وَقيل: شاةٌ) أَرْأَسُ، وَلَا تَقُلْ: {- رَؤاسِيٌّ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ.} والرَّائِسُ: رَأْسُ الوَادِي. وكُلُّ مُشْرِفٍ: رَائِسٌ.
ورَأَسَ السَّيْلُ الغُثَاءَ: جَمَعَه وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ فِي ر وس.
وهُم {رأُسٌ عَظِيمٌ، أَي جَيْشٌ على حِيَالِهِ لَا يَحْتَاجُون إِلى إِحْلاب.} ورأَسَ الْقَوْمَ {يَرْأَسُهُم} رَآسةً: فَضَلَهُمْ. {ورأَسَ عَلَيْهِم. قَالَه الأَزْهَرِيُّ. ورَوَّسُوه على أَنفُسِهم، قَالَ: وهكَذَا رأَيتُه فِي كِتَابِ اللَّيْثِ، والقِيَاسُ:} رَأّسُوه. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: {رَأَسَ الرَّجُلُ} رَآسَةً، إِذا زَاحَمَ عَلَيْهَا وأَرَادَهَا.
قَالَ: وكانَ يُقَال: {الرَّآسَةُ تَنْزِلُ مِن السَّمَاءِ فيُعَصَّبُ بهَا} رَأْسُ مَنْ لَا يَطْلُبُها. وَفِي الحَدِيث: رَأْسُ الكُفْرِ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ، وَهُوَ مَجَازٌ، يكون إِشَارَةً إِلَى الدَّجَّالِ أَوْ غَيْرِه من! رُؤَسَاءِ الضَّلاَلِ الخَارِجِينَ بالمَشْرِقِ. {ورَئِيسُ الكِلابِ} ورائِسُهَا: كَبِيرُها الَّذِي لَا تَتَقَدَّمُه فِي القَنَصِ، وَهُوَ مَجازٌ. وكَلبة {رائسة: يَأْخُذ الصَّيْد. وكَلْبَةٌ} رَؤُوسٌ، كصَبُورٍ: تُسَاوِرُ رَأْسَ الصَّيْدِ. ويُقَال: أَعْطِنِي {رَأْساً مِن الثُّومِ، وسِنًّا مِنْهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وَيُقَال: كَمْ فِي} رَأْسِك مِن سِنٍّ وَهُوَ مَجَازٌ. والضَّبُّ رُبَّمَا {رأَّسَ الأَفْعَى ورُبَّمَا ذَنَّبَها، وذلِكَ أَنَّ الأَفْعَى تَأْتِي جُحْرَ الضَّبِّ فتَحْرِشُه، فيَخْرُجُ أَحْيَاناً برأْسِه مُسْتَقْبِلَهَا، فيُقَال: خَرَجَ} مُرَئِّساً، ورُبَّما احْتَرشَهُ الرَّجُلُ فيَجْعَلُ عُوداً فِي فَمِ جُحْرِه فيَحْسبُه أَفْعَى فيَخْرُجُ {مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً.
وقالَ ابنُ سِيدَهْ: خَرَجَ الضَّبُّ} مُرَائِساً: اسْتَبقَ برَأْسِه من جُحْرِه. ورُبَّمَا ذَنَّبَ. وَيُقَال: وَلَدَتْ وَلَدَها على {رَأْسٍ وَاحِدٍ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، أَي بعضُهُم فِي إِثْرِ بَعْضٍ، وكذلِكَ: وَلَدَتْ ثلاثةَ أَوْلادٍ} رَأْساً عَلَى رأسٍ، أَي وَاحِداً فِي إِثْرِ آخَرَ. ويُقَال: أَنْتَ علَى رأْسِ أَمْرِك {ورِئَاسِهِ أَي على شَرَفٍ مِنْهُ. قالَ الجَوْهَرِيُّ، قولُهُم: أَنْتَ على} رِئاسِ أَمْرِكَ: أَي أَوَّلهِ. والعَّامَّةُ تَقول: عَلَى {رَأْسِ أَمْرِكَ. وعِنْدِي رَأْسٌ من الغَنَمِ، وعِدَّةٌ مِن} أَرْؤُسٍ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَكَذَا: رَأْسُ الدِّينِ الخَشْيَةُ. وأَهْلُ مَكَّةَ يُسَمُّون يَوْمَ القَرِّ يَوْمَ {الرُّؤُوسِ لأَكْلِهِم فِيهِ رُؤُوسَ الأَضَاحِي. وَرَأْسُ الشَّيْءِ: طَرَفُه، وَقيل: آخِرُه، نَقَلَه شيْخُنَا.
} والرَّأْسُ: من أَسْمَاءِ مَكَّةَ المُشَرَّفَةِ، وتُسَمَّى! رأْسَ القُرَى. وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَة فِي المُشْكِلِ: {رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ: جَبَلٌ بِالحِجَازِ مُتَشَعِّبٌ شَنِعُ الْخِلْقَةِ. واسْتَدْرَك الصّاغَانِيُّ هُنَا: رَأسِكُ، من مُدُنِ مُكْرَان. وحَقُّه أَنْ يُذْكَرَ فِي الكَافِ.} والرَّئِيسُ: أَبُو عَلِيِّ بنُ سِينَاءَ، مَشهورٌ. وَجَعْفَرُ بنُ محمَّد بنِ الفَضْل {- الرَّأْسِيّ من رَأْسِ العَيْنِ، عَن أَبِي نُعَيْم، وَعنهُ أَبو يَعْلَى الْمَوْصَلِيّ. والصَّدْرُ مُحَمَّدُ بنُ محمَّد بنِ عليّ بنِ محَّمد} - الرُّؤَاسِيّ الأَسَدِيّ الإِسْفِرَايِنِيّ الشافِعيّ، وُلد بِشِقّان من بلادِ خُرَاسَان، لقِيه البِقَاعِيُّ بمَكَّة.)

ذهبن

ذهبن
: (ذَهْبَنٌ، بالباءِ المَوحَّدةِ، كجَعْفَرٍ) :
أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وَهُوَ (ابنُ قِرْضِــمٍ) المهريُّ (صَحابيٌّ) لَهُ وِفادَةٌ، وَقد تقدَّمَ الاخْتِلافُ فِيهِ.
ونَقَلَ شيْخُنا، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى، إهْمالَ الدالِ أَيْضاً، وَهُوَ غَرِيبٌ.

أدّى

أدّى
: (ي} أَدَّاهُ {تَأْدِيَةً: أَوْصَلَهُ.
(وَفِي الصِّحاح:} أَدَّى دَيْنَه تَأْدِيَةً: (قَضاهُ؛ والاسمُ {الأَداءُ، كسَحابٍ.
(ويقالُ: (هُوَ} آدَى للأَمانَةِ من غيرِهِ، بمدِّ الألفِ؛ وَفِي الصِّحاحِ: منْكَ، وَهُوَ أَخْصَرُ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: وَقد لَهِجَ العامَّةُ بالخَطَأِ فَقَالُوا: فلانٌ {أَدَّى للأَمانَةِ، بتَشْديدِ الدالِ، وَهُوَ لَحْنٌ غيرُ جائِزٍ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: مَا عَلِمْتُ أَحداً مِن النّحويِّينِ أَجازَ} آدَى، لأنَّ أَفْعَل فِي بابِ التَّعجُّبِ لَا يكونُ إلاَّ فِي الثُّلاثي، وَلَا يقالُ {أَدَى بالتَّخْفيفِ بمعْنَى أَدَّى بالتَّشْديدِ.
ويقالُ: أَدَّى مَا عَلَيْهِ} أَداءً {وتَأْدِيَةً. وقَوْلُه تَعَالَى: {أنْ} أَدُّوا إليَّ عبادَ اللَّهِ} ، أَي سَلِّموا إليَّ بَني إسْرائِيل؛ والمَعْنَى أَدُّوا إليَّ مَا أَمَرَكم اللَّهُ بِهِ يَا عبادَ اللَّهِ فإنِّي نَذِيرٌ لكُم.
( {وأَدَى اللَّبَنُ} يَأْدِي {أُدِيّاً، كعُتِيَ: خَثُرَ ليَرُوبَ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ: واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ.
(وأَدَى (الشَّيءُ يَأْدِي: (كَثُرَ.
((و) } أَدَى (السِّقاءُ يَأْدى: (أَمْكَنَ ليُمْخَضَ، ومَصْدَرُهما {أُدِيٌّ كعُتِيًّ.
(} وآدَاهُ على فلانٍ، بمدِّ الألفِ: (أَعْداهُ. يقالُ: {آدَانِي السُّلطانُ عَلَيْهِ: أَي أَعْداني.
(وقالَ أَهلُ الحجازِ:} آدَاهُ، على أَفْعَله، (أَعانَهُ وقَوَّاهُ عَلَيْهِ. يقالُ: مَنْ {يُؤْدِيني على فلانٍ، أَي يُعِينَنِي عَلَيْهِ؛ قالَ الطِّرِمَّاح:
} فيُؤدِيهِم عَليَّ فَتاءُ سِنِّيحَنانَكَ رَبَّنا يَا ذَا الحَنانِ ( {واسْتَأْدَى عَلَيْهِ، مثْل (اسْتَعْدَى، الهَمْزَةُ بَدَل مِن العَيْنِ لأنَّهما مِن مَخْرجٍ واحِدٍ.
قَالَ الأَزْهرِيُّ: أَهْلُ الحجازِ يَقولُونَ} اسْتَأْدَيْت السُّلطانَ على فلانٍ: أَي اسْتَعْدَيْت {فآدَاني عَلَيْهِ، أَي أَعْداني وأَعانَني.
وَفِي حدِيثِ هِجْرةِ الحَبَشَةِ: (واللَّهِ} لأَسْتَأْدِيَنَّه عليكُم) ، أَي لأَسْتَعْدِيَنَّه، يُريدُ لأَشْكُوَنَّ إِلَيْهِ فِعْلَكُم بِي ليُنْصِفَني مِنْكُم.
((و) {اسْتَأْدَى (فلَانا مَالا: صادَرَهُ وأَخَذَه مِنْهُ؛ ونَصُّ الصِّحاحِ: واسْتَخْرَجَ مِنْهُ.
(} وآدَى الرَّجُلُ (فَهُوَ {مُؤْدٍ: أَي (قَوِيَ. وأَمَّا} مُودٍ بِلا هَمْز فَهُوَ مِن {أَوْدَى إِذا هَلَكَ.
(وآدَى الرَّجُلُ (للسَّفَرِ فَهُوَ مُوءْدٍ لَهُ: إِذا (تَهَيَّأَ لَهُ؛ كَذَا عَن ابنِ السِّكِّيت.
وَفِي المُحْكَم: اسْتَعَدَّ لَهُ وأَخَذَ أَداتَه.
(و) } تَآدَى (القوْمُ: كثُرُوا بالمَوْضِعِ وأَخْصَبُوا.
( {والأَدِيُّ، كعَتِيَ، من الإناءِ والسِّقاءِ: الصَّغِيرُ، أَو إناءٌ} أَدِيٌّ: صَغِيرٌ؛ وسِقَاءٌ أَدِيٌّ: (بَيْنَهُ وبينَ الكَبيرِ.
(و) {الأَدِيُّ (مِنَّا: الخفيفُ المُشَمِّرُ.
(والأَدِيُّ (من المالِ وَالْمَتَاع: (القَليلُ.
(و) الأَدِيُّ (من الثِّيابِ: الواسِعُ كاليَدِيِّ؛ عَن اللَّحْيانيِّ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
قالَ: (وحكَى أَيْضاً: (قَطَعَ اللَّهُ} أَدَيْهِ، يُريدُ (يَدَيْهِ، أَبْدَلُوا الهَمْزةَ مِن الياءِ، وَلَا يُعْلم أُبْدِلَتْ مِنْهَا على هَذِه الصُّورَةِ إلاَّ فِي هَذِه الكَلِمَةِ، وَقد يَجوز أَنْ يكونَ ذلِكَ لُغَة لقلَّةِ إبْدالِ مثْل هَذَا.
وحكَى ابنُ جنِّي عَن أَبي عليَ: قَطَعَ اللَّهُ أَدَه، يُرِيدُونَ يَدَهُ؛ قالَ: وليسَ بشيءٍ.
( {وأَدَيْتُ لَهُ} آدُو {أدِيّاً: (خَتَلْتُه؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، يائِيَّةٌ واوِيَّةٌ.
(ويقالُ: (} تأَدَّيْتُ لَهُ وَإِلَيْهِ (من حَقِّه، أَي {أديْتُه و (قَضَيْتُه.
ويقولُ الرَّجُلُ: مَا أَدْرِي كَيفَ} أَتَأَدَّى. ( {وأُدَيٌّ، كسُمَيَ: جَدٌّ لمُعاذِ بنِ جَبَلِ بنِ عَمْروِ بنِ أَوْسٍ، (رَضِي الله عَنهُ؛ وَهُوَ} أُدَيُّ بنُ سعدِ بنِ عليِّ أَسَدِ ابنِ ساردَةَ الخَزْرجيُّ أَخُو سَلَمَةَ بنِ سعْدٍ، وَقد انْــقَرَض عقبُ أُدَيَ؛ وآخِرُ مَنْ ماتَ مِنْهُم عبدُ الرحمنِ بنُ مُعاذِ بنِ جَبَلٍ؛ كَذَا فِي الرَّوضِ.
وحكَى الْأَمِير فِي نَسَبِ مُعاذ هَذَا اخْتِلافاً كَثيراً مِن تَقْديمٍ وتَأْخيرٍ وإسْقاطٍ. .
وأَفادَ أنَّ ابنَ أَبي خَيْثَمة ذكره بفتْحِ الهَمْزةِ فقالَ: {أَدَيٌّ؛ وقالَ: سادرَة بتَقْديمِ الدالِ على الراءِ.
(وعُرْوَةُ بنُ} أُدَيَّةَ: شاعِرٌ؛ ذَكَرَه الأميرُ.
وأَبو بلالٍ الخارِجِيُّ، اسمُه مِرْداسُ بنُ أَدَيَّةَ، وَله ذِكْرٌ فِي كتابِ البلاذري.
{وأُدَيَّة: تَصْغِيرُ} أَداةٍ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: هُوَ تصْغِيرُ {أَدْوَة بمعْنَى الختلةِ. وعَلى القَوْلَيْن يَنْبَغِي ذِكْره فِي الواوِ، فتأَمَّل.
وقَوْلُ شَيخنَا: والصَّحِيحُ أنَّه ابنُ أُذَيْنة تَصْغير أَذن، نَسَبَه الصَّاغانيُّ للعامَّةِ.
(ومالِكُ بنُ} أَدِّي، بكسْرِ الَّدالِ المُشَدَّدَةِ؛ وضَبَطَه الحافِظُ، كحَتَّى وَهُوَ الصَّوابُ؛ (تابِعيٌّ أَشْجَعيٌّ حمْصيٌّ رَوَى عَن النُّعْمانِ بنِ بشيرٍ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
نَحن على {أَدِيَ للصَّلاةِ، كغَنِيَ: أَي أهبَةٍ وتَهَيُّؤٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وأَخَذَ لذلِكَ الأَمْرِ} أَدِيَّة: أَي أُهْبَتَه.
{والإِيدَاءُ: التَّقْوِيَةُ.
وَهُوَ} آدَى شيءٍ: أَي أَقْواهُ وأَعَدّهُ.
! والأَديُّ: السَّفَرُ؛ قالَ الشاعِرُ: وحَرْفٍ لَا تَزالُ على {أَدِيَ
مُسَلَّمَةِ العُرُوقِ من الخُمال} ِوتآدَى القومُ تآدِياً: تَتَابَعُوا موتا.
وغَنَمٌ {أَدِيَّةٌ، على فَعِيلةٍ: قَليلَةٌ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن الأَصمعيّ؛ وكَذلكَ مِن الإبِل.
وقالَ أَبو عَمْروٍ:} الأداءُ الخَوُّ مِنَ الرَّمْلِ، وَهُوَ الواسِعُ مِنْهُ؛ وجَمْعُه {أَيْدِيَةٌ.
} والإدَةُ كعِدَةٍ: زَماعُ الأَمْرِ واجْتِماعُه؛ قالَ الشاعِرُ:
وَبَاتُوا جَميعاً سالِمينَ وأَمْرُهُم
على {إدَةٍ حَتَّى إِذا الناسُ أَصْبَحواويقالُ: هُوَ حَسَن} الأداءِ إِذا كانَ حَسَن إخْراج الحُرُوفِ مِن مَخارِجِها.
وَهُوَ {بإِدائِهِ: أَي إزَائِهِ، لُغَةٌ طائِيَّةٌ.
} وأَدِّي إِلَيْهِ {تَأْدِيَة: اسْتَمِعْ؛ وَمِنْه قوْلُ أَبي المُثَلَّم الهُذَليّ:
سَبَعْتَ رِجالاً فأَهْلَكْتَهُم
} فأَدِّ إِلَى بَعْضِهم واقْرِضِــأَرادَ: اسْتَمِع إِلَى بعْضِ مَنْ سَبَعْت لتَسْمَع مِنْهُ، كأَنّه قالَ: {أَدِّ سَمْعَك إِلَيْهِ.
} وآداهُ مالُه: كَثُرَ عَلَيْهِ فغَلَبَه؛ قالَ الشاعِرُ:
إِذا {آداكَ مالُكَ فامْتَهنْه
لِجادِبه وإنْ قَرِعَ المُراح} وآدَى القوْمُ: كَثُرُوا بالمَوْضِع وخصبُوا.
{وأُدَيَّات، كأَنَّه جَمْعُ} أُدَيّة مُصَغَّراً: مَوْضِعٌ مِن دِيارِ فزارَةَ ودِيارِ كلْبٍ؛ قالَ الرَّاعِي النّميريُّ:
إِذا بِتُّمُ بينَ {الأُدَيَّاتِ لَيْلَةً
وأخْنَسْتُمُ مِن عالجٍ كلّ أَجْرَعاومِيداءُ الشيءِ، بِالكسْرِ والمدِّ غايَتُه.
ودارِي} بمِيداءُ دارِ فلانٍ: أَي حِذاءُهُ؛ ذَكَرَهما المصنِّفُ والجَوْهرِيُّ اسْتِطراداً فِي أَتَى، وأَهْمَلاهُما هُنَا، وَهَذَا محلُّ ذِكْرِهَما، فتأَمَّل.
(أدّى) اللَّبن أديا وأدوا أدا
(أدّى) الشَّيْء قَامَ بِهِ وَالدّين قَضَاهُ وَالصَّلَاة قَامَ بهَا لوَقْتهَا وَالشَّهَادَة أدلى بهَا وَإِلَيْهِ الشَّيْء أوصله إِلَيْهِ
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.