Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فتش

شَلْشَلَ

(شَلْشَلَ)
(هـ) فِيهِ «فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وجُرحُه يَتَشَلْشَلُ» أَيْ يتَقاَطَر دَماً. يُقَالُ شَلْشَلَ الماءَ فَتَشَــلْشَلَ.

شَرَقَ

(شَرَقَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْحَجِّ ذَكَرَ «أَيَّامَ التَّشْرِيقِ فِي غَير مَوضِع» وَهِيَ ثلاثةُ أَيَّامٍ تَليِ عِيدَ النَّحْرِ، سُمِّيت بِذَلِكَ مِنْ تَشْرِيقِ اللَّحْمِ، وَهُوَ تَقديدُه وبَسْطه فِي الشَّمْسِ ليَجِفّ، لأنَّ لُحوم الأضاَحِى كَانَتْ تُشَرَّقُ فِيهَا بمنٌى. وَقِيلَ سُمِّيت بِهِ لِأَنَّ الهَدْي والضَّحايا لَا تُنحَرُ حَتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ: أَيْ تَطْلُع.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ المْشركين كَانُوا يَقُولُونَ: أَشْرِقْ ثَبِير كَيْمَا نُغيِر» ثَبير: جَبَل بِمِنًى، أَيِ ادْخُل أَيُّهَا الجَبَل فِي الشُّرُوقِ، وَهُوَ ضوءُ الشَّمْسِ. كَيْمَا نُغير: أَيْ نَدْفَعُ للنَّحر. وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ بِهَذَا سُمِّيَتْ.
وَفِيهِ «مَنْ ذَبح قَبْلَ التَّشْرِيقِ فليُعِد» أَيْ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّىَ صلاةَ العيدِ، وَهُوَ مِنْ شُرُوقِ الشَّمْسِ لِأَنَّ ذَلِكَ وَقْتُهَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «لَا جُمْعة وَلَا تَشْرِيقَ إلاَّ فِي مِصْرٍ جَامِعٍ» أَرَادَ صلاةَ العِيدِ، وَيُقَالُ لِمَوْضِعِهَا المُشَرَّقُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَسْرُوقٍ «انطَلِقْ بِنَا إِلَى مُشَرَّقِكُمْ» يَعْنِي المُصَلَّى. وَسَأَلَ أَعْرَابِيٌّ رجُلا فَقَالَ: أَيْنَ مَنْزِل الْمُشَرَّقِ، يَعْنِي الَّذِي يُصَلَّي فِيهِ الْعِيدُ. وَيُقَالُ لَمسْجد الخَيْف الْمُشَرَّقُ، وَكَذَلِكَ لسُوق الطَّائِفِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «نَهى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَشْرُق الشَّمْسُ» يُقَالُ شَرَقَتِ الشَّمْسُ إِذَا طَلَعَتْ، وأَشْرَقَتْ إِذَا أضاءَت. فَإِنْ أَرَادَ فِي الْحَدِيثِ الطُّلُوعَ فَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ حَتَّى تطلُع الشَّمْسُ، وَإِنْ أَرَادَ الْإِضَاءَةَ فَقَدْ جاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ حَتَّى تَرتَفِع الشمسُ، والإضاءةُ مَعَ الِارْتِفَاعِ.
(هـ) وَفِيهِ «كَأَنَّهُمَا ظُلَّتان سَوْدَاوَان بَيْنَهُمَا شَرْقٌ» الشَّرْقُ هَاهُنَا: الضَّوءُ، وَهُوَ الشَّمْسُ، والشَّقُّ أَيْضًا.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «فِي السَّمَاءِ بابٌ للتَّوبة يُقَالُ لَهُ الْمِشْرِيقُ، وَقَدْ رُدَّ حَتَّى مَا بَقِيَ إِلَّا شَرْقُهُ» أَيِ الضوءُ الَّذِي يَدْخُل مِنْ شقِّ الْبَابِ. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ وَهْب «إِذَا كَانَ الرجُل لَا يُنْكرُ عَمَل السُّوء عَلَى أهْله جَاءَ طَائِرٌ يُقَالُ لَهُ الْقَرْقَفَنَّةُ فَيَقَعُ عَلَى مِشْرِيقِ بَابِهِ فيمكثُ أربعينَ يَوْمًا، فَإِنْ أنكَر طارَ، وَإِنْ لَمْ يُنْكر مَسح بجَناَحَيه عَلَى عَينَيه فَصَارَ قُنْذُعاً ديُّوثا» .
(س) وَفِيهِ «لَا تَسْتَقْبلوا القِبلةَ وَلَا تَستَدبرُوها، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبوا» هَذَا أمرٌ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ كَانَتْ قِبْلتُه عَلَى ذَلِكَ السَّمْت ممَّن هُو فِي جِهَتَى الشَّمال والجَنُوب، فأمَّا مَن كَانَتْ قِبْلته فِي جِهَةِ الشَّرْقِ أَوِ الغَرْب، فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُشَرِّقَ وَلَا يُغرِّب، إِنَّمَا يَجْتَنِب أَوْ يَشْتمِل.
وَفِيهِ «أناَخَتْ بِكُمُ الشُّرُقُ الجُونُ» يَعْنِي الفِتَن الَّتِي تَجِيءُ مِنْ جهَةِ الْمَشْرِقِ، جَمْعُ شَارِقٍ.
ويُروى بِالْفَاءِ. وَقَدْ تقدَّم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ ذَكَرَ الدُّنْيَا فَقَالَ: إِنَّمَا بَقِيَ مِنْهَا كَشَرَقِ الْمَوْتَى» لَهُ مَعْنَيَانِ: أحدُهما أَنَّهُ أرادَ بِهِ آخِرَ النَّهَارِ؛ لِأَنَّ الشمسَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ إِنَّمَا تَلْبَثُ قَلِيلًا ثُمَّ تَغِيب، فشبَّه مَا بَقِىَ مِنَ الدُّنْيَا ببقاءِ الشَّمس تِلْكَ السَّاعَةَ، والآخَرُ مِنْ قَوْلِهِمْ شَرِق الميِّت بِرِيقِهِ إِذَا غَصَّ بِهِ، فَشَبَّهَ قِلَّة مَا بَقِيَ مِنَ الدنياَ بِمَا بَقِيَ مِنْ حيَاةِ الشَّرِقِ بريقِه إِلَى أَنْ تَخْرُجَ نفْسُه. وسُئل الحسنُ بن محمد بن الْحَنَفِيَّةِ عَنْهُ فَقَالَ:
أَلَمْ تَر إِلَى الشَّمْسِ إِذَا ارْتَفَعت عَنِ الْحِيطَانِ فصارَت بَيْنَ القُبُور كَأَنَّهَا لُجَّة، فَذَلِكَ شَرَقُ الْمَوْتَى. يُقَالُ شَرِقَتِ الشمسُ شَرَقاً إِذَا ضَعُفَ ضَوْءُهَا .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «ستُدرِكُون أَقْوَامًا يُؤَخِّرون الصَّلَاةَ إِلَى شَرَقِ الموتَى» .
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قرأَ سُورَة المُؤْمِنين فِي الصَّلاة، فَلَمَّا أَتَى عَلَى ذِكْرِ عِيسَى وأمِّه أخَذَته شَرْقَةٌ فركَعَ» الشَّرْقَةُ: المرَّة مِنَ الشَّرَقِ: أَيْ شَرِقَ بدَمْعه فعَيِىَ بِالْقِرَاءَةِ. وَقِيلَ أرادَ أَنَّهُ شَرِقَ بِرِيقِهِ فتَرك القِراءة وَرَكَعَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الحَرَق والشَّرَقُ شهادةٌ» هُوَ الَّذِي يَشْرَقُ بِالْمَاءِ فَيَمُوتُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَأْكُلِ الشَّرِيقَةَ فإِنها ذَبيحةُ الشَّيْطَانُ» فَعِيله بِمَعْنَى مَفعولة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ أُبَيٍّ «اصطَلحوا عَلَى أَنْ يُعصِّبُوه فَشَرِقَ بِذَلِكَ» أَيْ غَصَّ به. وهو مجاز فيما نالَ مِنْ أمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحَلَّ بِهِ، حَتَّى كَأَنَّهُ شَيْءٌ لَمْ يَقْدِر عَلَى إساغَتِه وابتلاعِه فغصَّ بِهِ.
(هـ) وَفِيهِ «نَهى أَنْ يُضحَّى بِشَرْقَاءَ» هِيَ المشْقوقةُ الأذُن باثْنَتَين. شَرَق أذُنَها يَشْرُقُهَا شَرْقاً إِذَا شقَّها. واسْم السِّمَة الشَّرَقَةُ بِالتَّحْرِيكِ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ فِي النَّاقة المُنكَسِرة: وَلَا هِيَ بفَقِىءٍ فَتَشْــرَقُ عُروقُها» أَيْ تَمْتَلِئُ دَمًا مِنْ مَرضٍ يَعْرِض لَهَا فِي جَوفِها. يُقَالُ شَرِقَ الدَّمُ بِجَسَدِهِ شَرَقاً إِذَا ظَهَر ولَم يَسِل.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ كَانَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ فِي السُّجُودِ وَهُمَا مُتَفلِّقتَان قَدْ شَرِقَ بَيْنَهُمَا الدَّم» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عِكْرمة «رأيتُ ابْنَينِ لساَلمٍ عَلَيْهِمَا ثِيابٌ مُشْرَقَة» أَيْ مُحمرّة.
يُقَالُ شَرِقَ الشَّيْءُ إِذَا اشتدَّت حُمْرَته، وأَشْرَقْتُهُ بالصِّبغ إِذَا بالَغْتَ فِي حُمْرته.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الشَّعْبي «سُئل عَنْ رجلٍ لَطَم عَيْنَ آخَرَ فَشَرِقَتْ بِالدَّمِ ولَمَّا يَذْهبْ ضَوْءها، فَقَالَ:
لَهَا أمْرُها حَتَّى إِذَا مَا تَبَوَّأَتْ ... بأخْفافها مَأْوًى تَبَوَّاَ مَضْجَعا
الضميرُ فِي لهاَ للإْبل يُهْمِلُها الرَّاعِي، حَتَّى إِذَا جاءْت إِلَى الموضِع الَّذِي أعْجَبَها فَأَقَامَتْ فِيهِ مالْ الرَّاعِي إِلَى مَضْجَعِه. ضَرَبَهُ مَثَلا لِلْعَيْنِ: أَيْ لَا يُحْكَم فِيهَا بشيءٍ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى آخِر أمْرِها وما تَؤُول إِلَيْهِ، فَمَعْنَى شَرِقَتْ بِالدَّمِ: أَيْ ظَهَرَ فِيهَا وَلَمْ يَجْر مِنْهَا.

شَحَطَ

(شَحَطَ)
(س) فِي حَدِيثِ مُحَيِّصَةَ «وَهُوَ يَتَشَحَّطُ فِي دَمِه» أَيْ يتخَبَّط فِيهِ ويضْطرب ويتَمّرغ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ربيعةَ «فِي الرَّجُلِ يُعْتِقُ الشِقْصَ مِنَ العَبْد، قَالَ: يُشْحَطُ الثَّمن ثُمَّ يُعتَقُ كلُّه» أَيْ يُبْلَغُ بِهِ أقْصَى القِيمة. يُقَالُ شَحَطَ فُلَانٌ فِي السَّوم إِذَا أبْعَد فِيهِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ يُجْمع ثمنُه، مِنْ شَحَطْتُ الإناءَ إِذَا ملأتَه.
شَحَطَ، كَمَنَعَ، شَحْطاً وشَحَطاً، محركةً، وشُحُوطاً ومَشْحَطاً: بَعُدَ،
كشَحِطَ، كفرح،
وـ الشَّرابَ: أرَقَّ مِزاجَه،
وـ الجَمَلَ: ذَبَحَه، وبالسين أعْلَى،
وـ البَعيرَ في السَّوْمِ: بَلَغَ أقْصَى ثَمَنِه، أو تَباعَدَ عن الحَقِّ، وجاوَزَ القَدْرَ، وكسَمِعَ: لُغَةٌ فيه،
وـ فلاناً: سَبَقَه، وتَباعَدَ منه،
وـ الحَبَلَةَ: وضَعَ إلى جَنْبِها خَشَبَةً حتى تَسْتَقِلَّ إلى العَريشِ،
وـ الإِناءَ: مَلَأَهُ،
وـ فلانٌ: سَلَحَ،
وـ الطائِرُ: سَقْسَقَ،
وـ العَقْرَبُ إيَّاهُ: لَدَغَتْهُ،
وـ اللَّبَنَ: أكثَرَ ماءَه.
والشَّحْطُ: زَرْقُ الطائِرِ، والاضْطِرابُ في الدَّمِ، وبهاءٍ: داءٌ يأخُذُ الإِبِل في صُدورِها، وأَثَرُ سَحْجٍ يُصيبُ جَنْبًا أو فَخِذاً.
وتَشَحَّطَ الولدُ في السَّلَى: اضطربَ.
والمِشْحَطُ، كمِنْبَرٍ: عُوَيْدٌ يُوضَعُ عند قَضيبِ الكَرْمِ، يَقيهِ من الأرضِ،
كالشَّحْطِ.
والشَّوْحَطُ: شَجَرٌ تُتَّخَذُ منه القِسِيُّ، أو ضَرْبٌ من النَّبْعِ، أو هُما والشِّريانُ واحِدٌ، ويَخْتَلِفُ الاسمُ بحَسَبِ كَرَمِ مَنَابِتِها، فما كانَ في قُلَّةِ الجَبَلِ، فَنَبْعٌ، وفي سَفْحِهِ شِرْيانٌ، وفي الحَضِيضِ شَوْحَطٌ.
والشَّوْحَطَةُ: واحِدَتُهُ، والطويلَةُ من الخَيْلِ.
والشَّاحِطُ: د باليَمن.
وشُواحِطٌ بالضم: حِصْنٌ بها، وجَبَلٌ قُرْبَ السَّوارِقِيَّةِ بين الحَرَمَينِ.
ويومُ شُواحِطٍ: م، وة بصَنْعاءَ.
وشَحْطٌ: أرضٌ لِطَيِّئٍ
وشِيحَاطُ، بالكسر: ة بالطائِف، وذُكِرَ في س ح ط.
وشَحَّطَه تَشْحِيطاً: ضَرَّجَهُ بالدَّم،
فَتَشَــحَّطَ: تَضَرَّجَ به، واضطَرب فيه.
وأشْحَطَه: أبعدَهُ.

رَأَمَ

(رَأَمَ)
(س) فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصفُ عُمَرَ «تَرْأَمُهُ ويأْباها» تُريد الدُّنْيَا: أَيْ تَعْطِف عَلَيْهِ كَمَا تَرْأَمُ الأمُّ ولَدها والنَّاقَةُ حُوَارَها فتشُــمُّه وتَتَرَشَّفه، وكُلّ مَنْ أحبَّ شَيْئًا وألِفَه فقد رَئِمَهُ يَرْأَمُهُ. 

دَرَجَ

(دَرَجَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ «قَالَ لبَعض المُنافقين وَقَدْ دَخَلَ المَسْجد: أَدْرَاجَك يَا مُنافق مِنْ مَسْجِد رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الْأَدْرَاجُ: جَمْعُ دَرَجٍ وَهُوَ الطَّريق: أَيِ اخْرُجْ مِنَ الْمَسْجِدِ وخُذْ طَريقَك الَّذِي جئتَ مِنْهُ. يُقَالُ رجَع أَدْرَاجَهُ. أَيْ عَادَ مِنْ حيثُ جَاءَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ ذِي البِجَادَين، يُخاطبُ ناقةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
تَعَرَّضي مَدَارِجاً وسُومِي ... تَعَرُّضَ الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ
هَذَا أَبُو القاسمِ فاسْتَقِيمي الْمَدَارِجُ: الثّنَايَا الغِلاظُ، وَاحِدَتُها مَدْرَجَةٌ، وَهِيَ المواضعُ الَّتِي يُدْرَجُ فِيهَا: أَيْ يُمْشَى.
وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ «لَيْسَ هَذَا بعُشِّكِ فَادْرُجِي» ، أَيِ اذْهَبِي، وَهُوَ مَثلٌ يُضْرَبُ لِمَنْ يَتعرّضُ إِلَى شَيْءٍ لَيْسَ منْه، وللمُطْمَئِنّ فِي غير وقْتِه فيؤمَرُ بالْجِدِّ والحركةِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ «قَالَ لَهُ عُمر: لِأَيِّ ابْنيْ آدَمَ كَانَ النَّسْلُ. فَقَالَ: لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا نَسْلٌ، أَمَّا المَقْتُولُ فَدَرَجَ، وَأَمَّا القاتِل فَهلك نَسْلُهُ فِي الطُّوفان» دَرَجَ أَيْ مَاتَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «كُنَّ يَبْعثن بِالدِّرَجَةِ فِيهَا الكُرْسُف» هَكَذَا يُروى بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِ الرَّاءِ. جَمْعُ دُرْجٍ، وَهُوَ كَالسَّفَطِ الصَّغير تضعُ فِيهِ المرأةُ خِفَّ مَتاعها وطيبَها. وَقِيلَ: إنَّما هُوَ بِالدُّرْجَةِ تَأْنِيثُ دُرْجٍ. وَقِيلَ إِنَّمَا هِيَ الدُّرْجَة بِالضَّمِّ، وجمعُها الدُّرَجُ، وَأَصْلُهُ شَيْءٌ يُدْرَجُ: أَيْ ُيَلُّف، فيُدخل فِي حَيَاء النَّاقة؛ ثُمَّ يُخْرج ويُتْرك عَلَى حُوار فتَشُــمُّه فتَظُنُّه ولدَها فتَرْأَمُه.
دَرَجَ دُروجاً ودَرَجَاناً: مشى،
وـ القومُ: انْقَرَضُوا،
كانْدَرَجُوا،
وـ فلانٌ: لم يُخَلِّفُ نَسْلاً، أو مَضى لسبيلِهِ،
كدَرِجَ، كَسَمِعَ،
وـ الناقَةُ: جازَتِ السَّنة ولم تُنْتَجْ،
كأدْرَجَتْ، وطَوى،
كدَرَّجَ وأَدْرَجَ. وكَسَمِعَ: صَعِدَ في المَرَاتِبِ، ولَزِمَ المَحَجَّةَ من الدِّينِ أو الكلامِ.
والدَّرَّاجُ، كَشَدَّادٍ: النَّمَّامُ، والقُنْفُذُ،
وع. وكرُمَّانٍ: طائِرٌ،
ودَرِجَ، كَسَمِعَ: دامَ على أكْلِهِ.
والدَّروجُ: الرِّيحُ السَّريعةُ المَرِّ.
والمَدْرَجُ: المَسْلَكُ.
والدُّرْجُ، بالضم: حِفْشُ النِّساءِ، الواحِدَةُ بهاءٍ، ج: كعِنَبَةٍ وأتْراسٍ، وبالفتح: الذي يُكْتَبُ فيه، ويُحَرَّكُ، وبالتحريكِ: الطريقُ.
ورجَعَ أدْرَاجَهُ، ويُكْسَرُ، أي في الطريقِ الذي جاءَ منه.
وذَهَبَ دَمُهُ أَدْرَاجَ الرِّياحِ، أي: هَدَراً.
ودَوَارِجُ الدَّابَّةِ: قوائمُها.
والدُّرْجَةُ، بالضم: شيء يُدْرَجُ فَيُدْخَلُ في حَياءِ الناقَةِ ودُبُرِها، وتُتْرَكُ أيَّاماً مشدودَةَ العينِ والأَنْفِ، فيأخذها لذلك غَمٌّ كَغَمِّ المَخَاضِ، ثم يَحُلُّونَ الرِّباطَ عنها، فَيَخْرُجُ ذلك منها، ويُلْطَخُ به ولدُ غيرِها، فَتَظُنُّ أنه ولدُها فَتَرْأَمُه، أو خِرْقَةٌ يُوضَعُ فيها دواءٌ، فَيُدْخَلُ في حيائها إذا اشْتَكَتْ منه، ج: كصُرَدٍ. وفي الحديث: " يَبْعَثْنَ بالدُّرْجَة": شَبَّهُوا الخِرَقَ تَحْتَشِي بها الحائِضُ، مَحْشُوَّةً بالكُرْسُفِ، بدُرْجَةِ الناقَةِ، ورُوي: بالدِّرَجَةِ، كعِنَبَةٍ، وتقدَّمَ، وضَبَطَه الباجِيُّ بالتحريكِ، وكأنه وهَمٌ.
والدَّرَّاجَةُ، كجَبَّانةٍ: الحالُ التي يَدْرُج عليها الصَّبِيُّ إذا مَشى، والدَّبَّابَةُ تُعْمَلُ لِحَرْبِ الحِصارِ، تَدْخُلُ تَحْتَها الرجالُ.
والدُّرْجَةُ، بالضم، وبالتحريك، وكهُمَزَةٍ وتُشدَّدُ جيمُ هذه،
والأُدْرُجَّةُ، كأُسْكُفَّةٍ: المِرْقاةُ. وكسُكَّرٍ: الأُمورُ العظيمَةُ الشَّاقَّةُ. وكسِكِّينٍ: شيءٌ كالطُّنْبُورِ يُضْرَبُ به.
ودَرَّجَنِي الطعامُ والأَمْرُ تَدْرِيجاً: ضِقْتُ به ذَرْعاً.
واسْتَدْرَجَهُ: خَدَعَهُ وأدْنَاهُ،
كدَرَّجَه، وأقْلَقَهُ حتى ترَكَهُ يَدْرجُ على الأَرْضِ،
وـ الناقَةُ: اسْتَتْبَعَتْ ولَدَها بعدَ ما ألْقَتْهُ من بَطْنِهَا.
واسْتِدْرَاجُ اللَّهِ تعالى العَبْدَ: أنه كُلَّما جَدَّدَ خَطِيئةً جَدَّدَ لَهُ نِعْمَةً، وأنْساهُ الاسْتِغْفَارَ، أو أنْ يأخذَه قليلاً قليلاً، ولا يُباغِتَهُ.
وأَدْرَجَ الدَّلْوَ: مَتَحَ بها في رِفْقٍ،
وـ بالناقَةِ: صَرَّ أخْلافَها. وكهُمَزَةٍ: طائِرٌ.
وحوْمانَةُ الدُّرَّاجِ، وقد تُفْتَحُ: ع.
وكمُعَظَّمٍ: ع بينَ ذاتِ عِرْقٍ وعَرَفاتٍ. وابنُ دُرَّاجٍ، كرُمَّانٍ: علِيُّ بنُ محمدٍ، مُحَدِّثٌ.
والدُّرَّجُ، كقُبَّرٍ: الأُمورُ التي تُعْجِز. وكَجَبَلٍ: السَّفيرُ بينَ اثْنَيْنِ لِلْصُّلْحِ. وكَزُبَيْرٍ: جَدٌّ لِشُعَيْب بنِ أحمدَ.
والدَّرجاتُ، محركةً: الطَّبقاتُ من المراتِبِ.
ودَرَجَتِ الريحُ بالحَصى: أي جَرَتْ عليه جَرْياً شديداً،
واسْتَدْرَجَتْهُ: جَعَلَتْهُ كأنَّهُ يَدْرُجُ بِنَفْسِهِ.
وتُرابٌ دارِجٌ: تُغَشِّيهِ الرِّياحُ رُسومَ الدِّيارِ، وتُثِيرهُ، وتَدْرُجُ به.

حَسَبَ

حَسَبَ
الجذر: ح س ب

مثال: حَسَبَ أني نائم
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لأنها لم ترد بهذا الضبط في المعاجم لهذا المعنى.
المعنى: ظَنّ

الصواب والرتبة: -حَسِب أني نائم [فصيحة]
التعليق: الوارد في المعاجم لهذا المعنى: «حَسِب» بكسر العين، ففي التاج: «حَسِبه كنَعِم: ظَنّه».
(حَسَبَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الحَسِيبُ» هُوَ الْكَافِي، فَعِيل بِمَعْنَى مُفْعِل، مِنْ أَحْسَبَنِي الشىءُ: إِذَا كَفاني. وأَحْسَبْتُهُ وحَسَّبْتُهُ بالتّشْديد أعْطَيْتَه مَا يُرْضِيه حَتَّى يَقُولَ حَسْبي.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو «قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَحْسِبُكَ أَنْ تَصُوم مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ» ، أَيْ يكْفِيك. وَلَوْ رُوِي «بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُوم» أَيْ كفَايَتك، أَوْ كَافِيكَ، كَقَوْلِهِمْ بِحَسْبِكَ قولُ السُّوء، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ لَكَانَ وجْهاً.
(هـ) وَفِيهِ «الحَسَبُ الْمَالُ، والكَرم التَّقْوَى» الحَسَبُ فِي الْأَصْلِ: الشَّرَف بِالْآبَاءِ وَمَا يَعُدُّه النَّاسُ مِنْ مَفاخرهم. وَقِيلَ الحَسَبُ والكَرم يَكُونَانِ فِي الرجُل وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ آبَاء لهُم شَرف.
وَالشَّرَفُ وَالْمَجْدُ لَا يَكُونَانِ إلاَّ بِالْآبَاءِ، فَجُعِلَ الْمَالُ بِمَنْزِلَةِ شرَف النَّفْسِ أَوِ الْآبَاءِ. وَالْمَعْنَى أَنَّ الْفَقِيرَ ذَا الحَسَب لَا يُوَقَّر وَلَا يُحْتَفل بِهِ، والغَنيّ الَّذِي لَا حَسَب لَهُ يُوقَّر ويجِلُّ فِي الْعُيُونِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «حَسَبُ الْمَرْءِ خُلقه، وكرَمُه دِينُهُ » .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «حَسَبُ الْمَرْءِ دِينُهُ، ومرُوءته خُلُقه» .
وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ «حَسَبُ الرجُل نقَاء ثَوبَيْه» أَيْ أنَّه يُوَقَّرُ لِذَلِكَ حَيْثُ هُو دَليل الثرْوة والجِدَة.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «تُنْكَح الْمَرْأَةُ لمِيسمها وحَسَبِهَا» قِيلَ الحَسَبُ هَاهُنَا الفَعَال الحسَن. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ وفدِ هَوَازن «قَالَ لَهُمُ اخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا الْمَالَ، وَإِمَّا السَّبْيَ، فقالوا: أما إذا خَيّرتَنا بَيْنَ الْمَالِ والحَسَبِ فإنَّا نَخْتَارُ الحَسَبَ، فاخْتارُوا أبْناءَهُم ونسَاءَهُم» أَرَادُوا أَنَّ فَكاك الأسْرَى وإيثَارَه عَلَى اسْتِرجاع المالِ حَسَبٌ وفَعَال حَسَن، فَهُوَ بِالِاخْتِيَارِ أَجْدَرُ. وَقِيلَ:
الْمُرَادُ بالحَسَبِ هَاهُنَا عَدَد ذَوِي الْقَرَابَاتِ، مَأْخُوذًا مِنَ الحِسَاب، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ إِذَا تفَاخَرُوا عَدّ كلُّ واحِد مِنْهُمْ منَاقِبَه ومآثِر آبَائِهِ وحَسَبها. فالحَسَبُ: العَدُّ والمَعْدُود. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «مَن صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا واحتِسَاباً» أَيْ طَلَبا لوجْه اللَّهِ وَثَوَابِهِ. فالاحْتِسَاب مِنَ الحَسَبِ، كالاعْتِداد مِنَ العَدّ، وَإِنَّمَا قِيلَ لِمَنْ يَنْوي بعَمَله وجْه اللَّهِ احْتَسَبَهُ؛ لِأَنَّ لَهُ حِينَئِذٍ أَنْ يَعْتَدَّ عَمله، فجُعِل فِي حَالِ مبُاشَرة الفِعل كَأَنَّهُ مُعْتَدٌّ بِهِ. والحِسْبَةُ اسْمٌ مِنَ الاحْتِسَاب، كالعدَّة مِنَ الِاعْتِدَادِ، والاحْتِسَاب فِي الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَعِنْدَ الْمَكْرُوهَاتِ هُوَ البِدَارُ إِلَى طَلَب الأجْر وَتَحْصِيلِهِ بالتَّسْليم والصَّبر، أَوْ بِاسْتِعْمَالِ أَنْوَاعِ البِرّ وَالْقِيَامِ بِهَا عَلَى الوجْه المرْسُوم فِيهَا طَلَباً للثَّواب المرْجُوّ مِنْهَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَيُّهَا النَّاسُ احْتَسِبُوا أعمالَكم، فَإِنَّ مَنِ احْتَسَبَ عمَله كُتب لَهُ أجْرُ عَمَله وَأَجْرُ حِسْبَتِهِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ مَاتَ لَهُ وَلدٌ فاحْتَسَبَهُ» أَيِ احْتَسَبَ الأجْر بصَبْره عَلَى مُصِيبَتِهِ.
يُقَالُ: احْتَسَبَ فُلَانٌ ابْناَ لَهُ: إِذَا مَاتَ كَبِيرًا، وَافْتَرَطَهُ إِذَا مَاتَ صَغِيرا، ومَعْناه: اعْتَدَّ مُصِيبَته بِهِ فِي جُمْلَةِ بَلَايَا اللَّهِ الَّتِي يُثاب عَلَى الصَّبر عَلَيْهَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الاحْتِسَاب فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ «هَذَا مَا اشتَرى طَلْحَةُ مِنْ فُلَانٍ فَتَاهُ بخَمْسِمائة دِرْهَمٍ بالحَسَبِ وَالطِّيبِ» أَيْ بالكرَامة مِنَ المشْتري وَالْبَائِعِ، والرَّغْبة وطِيب النَّفْس مِنْهُمَا. وَهُوَ مِنْ حَسَّبْتُهُ إِذَا أكْرَمْتَه. وَقِيلَ هُوَ مِنَ الحُسْبَانَة، وَهِيَ الوِسَادة الصَّغِيرة. يُقَالُ حَسَّبْتُ الرجُل إِذَا وسَّدْته، وَإِذَا أجْلَسْتَه عَلَى الحُسْبَانَة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سِمَاك «قَالَ شُعْبَة: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا حَسَّبُوا ضيفَهم» أَيْ مَا أكْرَمُوه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْأَذَانِ «إنَّهم يَجْتَمعون فَيَتَحَسَّبُونَ الصلاة، فيَجيئون بلاَ دَاعٍ» أي يَتَعَرَّفُونَ وَيَتَطَلَّبُونَ وقْتَها ويَتَوقَّعُونه، فَيَأْتُونَ الْمَسْجِدَ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعُوا الْأَذَانَ. وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ يَتَحَيَّنُون، مِنَ الْحِينِ: الْوَقْتِ: أَيْ يَطْلُبون حِينهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ بَعْضِ الغزَوات «أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَحَسَّبُونَ الْأَخْبَارَ» أَيْ يَطْلبُونَها.
وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَعْمُر «كَانَ إِذَا هَبَّت الرِّيحُ يَقُولُ: لَا تجْعَلْها حُسْبَاناً» أَيْ عَذَاباً.
وَفِيهِ «أَفْضَلُ الْعَمَلِ مَنْحُ الرِّغَابِ، لَا يَعْلَمُ حُسْبَانَ أَجْرِهَا إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» الحُسْبَانُ بِالضَّمِّ:
الْحِسَابُ. يُقَالُ: حَسَبَ يَحْسُبُ حِسْبَاناً وحُسْبَاناً.
حَسَبَ: حَسَبَه وحَسَبه عليه: أي عده عليه وقدَّره عليه. ففي رياض النفوس (ص88 و): فرمى السلطان على القَطِّانين قطناً كان عنده وحسبه عليهم بدينارين القنطار.
وحَسَبَ على: خزن، ادخر، أبقى ففي ديوان الهذليين: نحسبها على العظائم. وفسَّرها الشارح ب ((نخزنها)) أي نبقي الإبل لعظائم الأمور (رايسك أبو الفداء 1: 332).
وحَسَب: اعتبر: التفت، يقال: لا يحسب كلامه شيئاً أي لا تعتبر كلامه شيئاً ولا تلتفت إليه (بوشر).
وحَسَب: رأى، تصور. ويقال: ما حسبت هذا الحساب أي لم أتصوره (بوشر، وانظر الفخري ص 270).
وحَسَب حساباً: توقع شيئاً وتحسَّبه - وراعاه واعتبره والتفت إليه (بوشر).
وحَسَبَ له حساباً: راعاه وكرّمه واعتبره، عنتر ص5).
وَحَسَب: حزر، تنبأ، تكهن (فوك) حَسِبَ: ظَنِّ: (بوشر) وفي ألف ليلة (برسل 4: 152) وهو يحسب ويقول في نفسه والله ما أنا إلا أمير المؤمنين.
وحسِب: اعتبر، وقِّر (ألكالا) وما حسِب. لم يعتبر ولم يوقر ولم يقدر (ألكالا).
وحسِبَ أو حسِب في روحه: تباهى، جخف، افتخر، عظم نفسه، أطنب في مديح نفسه - تماجد، أعجب بنفسه (ألكالا).
حاسب. حاسب على نفسه: احترس، تيقّظ، احترز، احتاط لنفسه (بوشر).
أحسب: حزر، خمَّن، رجم، ظن، حكم، بظنّه (ألكالا).
تحسَّب: فعل الأفعال الضرورية للتنبؤ بالمستقبل (ألف ليلة 2: 269).
وتحسَّب: اختشى (محيط المحيط).
وتحسَّب به: احتسب: في قولهم احتسب بكذا أجراً عند الله (محيط المحيط) تحاسب. تحاسب معه: حاسبه وانهى معه الحساب (فوك، بوشر).
انحسب: حُسِب، عُدَّ (فوك).
احتسب: ذكر لين ان معناه حسب غير انه لم يوضح هذا تماماص: عدّض، ظن، توقَّع (انظر الحريري ص 323) وانظر امثلة له في الجريدة الآسيوية (1836، 2: 138) وفي تعليقة كاتر مير عليها تخطيط وسوء فهم.
واحتسبه: اعتمد عليه واستند إليه. ووثق به (الجريدة الآسيوية (1836، 2: 138) أو عدَّه (الجريدة الآسيوية (1836، 2: 138). وفي معجم بوشر: احتسبه، عدَّه، اعتدّه، ادخره.
وفي هذا المعنى الأخير يقال: احتسب ولده عند الله الخ (الجريدة الآسيوية ص 139. وانظر لين). ويقال أيضا احتسب ولده إلى الله (هاماكر التاريخ المنسوب إلى الواقدي تعليقة 190) كما يقال احتسب ولده في نفس المعنى.
ويقال أيضا: احتسب نفسه في سبيل الله بمعنى: بذل نفسه في سبيل الله مدخراً لها الأجر في الآخرة (الجريدة الآسيوية ص139) ويطلق على طلبة علوم الدين: المحتسبون في ذات الله (المقري 1: 244) أي الذين نذروا أنفسهم لدراسة علوم الدين لينالوا بذلك الأجر من الله وانظر عبارة المكفي في الجريدة الآسيوية (ص 140) التي تنتهي بقوله: واعلمها بما في كتابه احتسابا. والتي أساء كاترمير ترجمتها. ومعناها: الذين أتقن علم ما في كتاب الله ليدخر له اجر ذلك في الآخرة.
ولكثرة استعمال هذا الفعل فقد فَقَدَ معناه الأصلي، ففي المقري (2: 2: 36): احتسب نفسك لا يعني شيئاً غير ودَّع الحياة. ونقرأ لدى ابن بسام (2: 76 و) وفي كلامه عن رجل عيّن قاضياً: فاحتسب فيه جزء من عنايته. أي خصَّص للقضاء وحبس عليه جزءً من عنايته.
واحتسب به: اعتدًّ به وأدخله في حسابه (انظر لين) البلاذري ص144) وفي تاريخ البربر، (2: 41): احتسب بثمن الوزارة التي حطّني بها عن رقبتي. أي ادخل في حسابه ثمن الوزارة التي حطني بها عن رقبتي.
وقولهم: احْتَسَبْتْ عليه المال موجود في أساس البلاغة. وشكُّ لين بذلك لا أساس له غير أني أرى اللغوي الذي نقله قد أساء تفسيره وهو يعني: طلبت منه حساب الدراهم واحتسب به بهذا المعنى. ففي تاريخ البربر (1: 617) ولا يُحْتَسبون بمغارم الأراضي. أي لا يطلب منهم حساب ضرائب الأراضي. حَسْب: كان حسبهم: اعتصامهم بالزاهرة. أي اكتفوا بالاعتصام بالزاهرة (النويري، الأندلس ص476). ويقال حين يراد إنهاء مجادلة: فَحَسْبُكَ أي هذا يكفي فلا تكثر من الكلام (بدرون ص210).
وتستعمل حسب اسم فعل بمعنى لا غير، فقطيكفي (دي ساسي، طرائف 2: 445) وفي تاريخ الجاهلية لأبي الفداء (ص50) فإنما كان له الرياسة ببيت المقدس حَسْبُ لا غير ذلك. وقد صحَّح دي ساسي في جريدة الجنوب (1832 ص415) تعليق فليشر على هذه العبارة (ص210).
ويقال أيضاً فَحَسْبُ بمعنى فقط، وحَسْباً كذلك. مثلاً: لا تكون الفائدة لك حسباً ولكن لأمثالهم أي لا تكون الفائدة لك فقط بل هي أيضاً لأمثالهم. وهي عبارة نقلها فليشر (1: 1).
وحَسْب: حَدْس: ففي حيان - بسام (1: 30 ق) ففهم عيسى بعد ذلك لقُوَّة حَسْبِه.
حَسَب. بحسب الطاقة: بقدر الطاقة. دي ساسي طرائف (1: 115).
ويقال: أكلوا على حسب الكفاية بقدر ما يكفيهم ليشبعوا. (كوزج مختارات ص71).
وحَسَب وبحَسَب وعلى حسَب: بمقتضى، بموجب (فوك).
حَسب العادة: بمقتضى العادة (دي ساسي طرائف 2: 76).
وفي كتاب الشهادات: حسب المرسوم الشريف (أماري ديب ص183) وانظر (ص435) حيث ضبطها الناشر حَسَب خطأ.
وحسب المرسوم الأصلي (وهذا هو صواب قراءتها) أي بمقتضى المرسوم الأصلي (أماري ديب ص209).
وفي ترجمة التوراة: بحسب يحيى أي التوراة للقديس يحيى.
وبحسب التوراة: بمقتضى أو بموجب التوراة (سيمونية).
بحَسَب: بمقتضى، بموجب، تبعا ل (بوشر).
هذا بحسبه: هذا مثله (دي ساسي طرائف 1: 14) حسباً أن: كأنَّ (بوشر).
وحَسَب: حظوة، منزلة، مكانة. يقال: هذا حسبي منك أي هذه منزلتي ومكانتي عندك (المقري 1: 558).
وكان يقال في القرن الرابع عشر للميلاد: له حسب، وهذا يعني عند أهل مكة أن هذا الرجل قد تسلَّم من أميري مكة عمامة وقلنسوة في حفل عام. وهي علامة حماية هذا الرجل، ويظل متمتعا بهذه الحماية مادام مقيما في مكة (ابن بطوطة 1: 354).
أنا في حسبك: أتوسل إليك، وأتضرع إليك (بوشر). حَسْبَة: مبلغ، مقدار (شيرب ديال ص122).
حِسْبَة: لي عنده حسبة أي شيء، من المال (محيط المحيط) وقسم من الحساب (بوشر).
حُسْبان ويجمع بالألف والتاء: حساب (مملوك 1، 1: 203).
وقَوْسُ حسبانِ أو قوسُ حِسْبَانِيَّة ضرب من الأقواس ذكرها مسلم بن الوليد الذي عاش في القرن الثامن عشر الميلادي في شعره وأرى كما يرى دي غوية (معجم مسلم) أن شارح الديوان قد أخطأ حين قال إنها تنسب إلى رجل اسمه حسبان أو إلى بلد اسمه حسبان. فحسبان إنما هي ضرب من السهام (انظر لين) ثم أطلقت كلمة حسبان اسماً لقذافة من نوع خاص استعملها الفرس لأول مرة في حروبهم مع التتار في أواسط القرن الثالث عشر للميلاد وتجد وصفا لها في الجريدة الآسيوية (1848، 2: 214 - 215).
حُسْبَانِيّ: قوس حسبانية، انظر ما سبق.
حسبنجي: حِّساب، ماهر في الحساب وتعداد الأرقام (بوشر).
حساب: ويجمع بالألف والتاء (ألكالا) وهو الجمع الكثير (ابن خلكان 19: 92).
وحساب في علم التنجيم: أن يحسب ما قدر للشخص وقسم له (ألف ليلة 3: 605).
وحساب: حطيطة، إسقاط في الحساب، أو حسم (ألكالا) وحساب: احتراس، حذر، احتراز، مراعاة، تدبُّر. ويقال: قليل الحساب أي قليل الاحتراس والحذر (بوشر).
ولدى ملر في آخر أيام غرناطة (ص16) في الكلام عن قواد الجيش الذين دهمتهم الأعداء: لم يعملوا حساب الحرب.
وحساب: قلق، اضطراب، هلع (زيشر ص82) ويقال: صار عنده حساب أي اصبح قلقاً (زيشر 1: 2) على بنته: أي قلق على ابنته (زيشر ص79).
بحساب: بواسطة (ابن بطوطة 3: 1).
أنا في هذا الحساب: أنا أفكر في هذا (ألف ليلة 1: 87).
ما كان في هذا في حساب: لم أتحسَّب هذا لم أتوقَّع أن يحدث هذا.
حَسِيب: متكّهن، متبصر، مدرك لعواقب الأمور (بوشر).
وحسيب عند الموحدين واحد الحُسَبَاء وهم الذين كانت لهم وظيفة سنوية لأنهم من الأسرة المالكة (المقري 2: 284).
حَسَّاب: ماهر في الحساب وتعداد الأرقام (بوشر).
حاسب: محصى الأرصاد الجوية. (أماري ص95 هـ، 669).
وحاسب: كاهن، عرَّاف (فوك، الكالا، المقري 3: 32، ألف ليلة 1: 866) وهو يطلق خاصة على العرَّاف الذي يخبر عن المستقبل بطرق الحصا أو النوى، طارق الحصا (المقدمة 2: 177).
حَيْسُوبِيّ: عالم بالحساب، خبير في علم الحساب (فوك).
محسب: متأمل، مفكر في أمر (بوشر).
مَحْسُوب عليه، ومحسبون عليك: هم مخلصون لك، وأوفياء لك ومتفانون في سبيلك (رولاند). وفي ألف ليلة (1: 300) شكر له صنيعه فقال له: نحن صرنا محسوبين عليك. وفي ترجمة لين ما معناه: نحن صرنا تابعين لك ومعتمدين عليك، غير أنه يقال أيضاً في الكلام عن شيء ما: أنه محسوب عليّ بمعنى: أني مسؤول عنه ومطالب به (جاكسون تمبكتو ص233).
محاسِب: مالي (بوشر) وقطعة معدنية تستعمل نقداً ائتمانيا. وفيشة في لعب القمار (ألكالا).
مُحَاسَبَة: مسَك الدفاتر (الحسابات) (بوشر).
ومُحاسَبَة: دار المحاسبات، ديوان الحسابات، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص62 و): رفعَتْه أيَّامه بتَدْوِينه في المحاسبة.
ويسمى هذا الديوان لدى البكري (ص30) دار المحاسبات.
ومُحاسَبَة: رزانة، رصانة، فطنة، بصيرة، احتراس. (بوشر).
احْتِساب: شرطة تجارية (مملوك 1، 1: 114).
واحتسابات: مذكورات في واردات الدولة (الجريدة الآسيوية 1862، 2: 173) وضرائب الشرطة (مملوك 1، 1: 114) مُحْتَسِب: مــفتش الأسواق والموازين والمكاييل وقد جمع بهرنُورَ معلومات جمة عن منصب المحتسب ونشرت في الجريدة الآسيوية (1860، 2: 119 - 190، 347 - 392، 1861، 1: 1 - 76).
ومحتسب رئيس الجيش والناظر في كل ما يختص بالحرب (مملوك 1، 1: 114).

قَرَأَ

(قَرَأَ)
- قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكر «القِراءة، والاقْتراء، والقارِىء، والقُرآن» وَالْأَصْلُ فِي هَذِهِ اللفَّظة الجمعُ. وكلُّ شَيْءٍ جَمعْتَه فَقَدَ قَرَأْتَه. وسُمِّيَ القُرآن قُرْآناً لِأَنَّهُ جَمع القِصَص، والأمْر وَالنَّهْيَ، والوْعد وَالْوَعِيدَ، والآياتِ والسُّوَر بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ، وَهُوَ مَصْدَرٌ كالغُفْران والكُفْران.
وَقَدْ يُطْلق عَلَى الصَّلَاةِ لأنَّ فِيهَا قِراءة، تَسْمِيةً لِلشَّيْءِ بِبَعْضِهِ، وَعَلَى القِراءة نفْسِها، يُقَالُ:
قَرَأَ يَقْرَأُ قِراءة وقُرْآناً. وَالِاقْتِرَاءُ: افْتِعال مِنَ القِراءة، وَقَدْ تُحْذَفُ الْهَمْزَةُ مِنْهُ تخفيفا، فيقال: قُران، وقَرَيْتُ، وقارٍ، وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنَ التّصْريف.
(س) وَفِيهِ «أكثرُ مُنَافِقِي أمَّتي قُرّاؤها» أَيْ أَنَّهُمْ يَحْفَظون القُرآن نَفْياً للتُّهمة عَنْ أنفُسهم، وَهُمْ معْتَقدون تَضْييعَه. وَكَانَ الْمُنَافِقُونَ فِي عَصْر النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ.
وَفِي حَدِيثِ أُبَيٍّ فِي ذِكْر سُورَةِ الْأَحْزَابِ «إِنْ كَانَتْ لَتُقَارِي سُورَةَ الْبَقَرَةِ أَوْ هِيَ أطْول» أَيْ تُجَارِيهَا مَدَى طُولها فِي القِراءة، أَوْ أنَّ قَارئها لَيُساوِي قارىء سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي زَمَن قِراءتها، وَهِيَ مُفاعَلة مِنَ القِراءة.
قَالَ الخطَّابي: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ هِشَامٍ. وَأَكْثَرُ الرِّوَايَاتِ «إِنْ كَانَتْ لتُوَازِي» .
[هـ] وَفِيهِ «أَقرؤكم أُبيّ» قِيلَ أَرَادَ مِنْ جَمَاعَةٍ مَخْصُوصِينَ، أَوْ فِي وقْت مِنَ الْأَوْقَاتِ، فَإِنَّ غيْره كَانَ أَقْرَأَ مِنْهُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ أَكْثَرَهُمْ قِراءة.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عامَّاً وَأَنَّهُ أَقْرَأُ الصَّحَابَةِ: أَيْ أتْقَنُ للقُرآن وأحْفَظ .
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّهُ كَانَ لَا يَقْرأ فِي الظُّهر والعَصْر» ثُمَّ قَالَ في آخره «وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا» مَعْنَاهُ أَنَّهُ كَانَ لَا يَجْهَر بِالْقِرَاءَةِ فِيهِمَا أَوْ لَا يُسْمع نفْسَه قِرَاءَتَهُ، كَأَنَّهُ رَأَى قَوماً يَقرأون فيُسمِعون أَنْفُسَهُمْ وَمَنْ قَرُب مِنْهُمْ.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ «وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا» يُرِيدُ أَنَّ الْقِرَاءَةَ الَّتِي تَجْهَر بِهَا أَوْ تُسْمعُها نَفْسَكَ يكتُبها الْمَلَكَانِ، وَإِذَا قَرَأْتَهَا فِي نفِسك لَمْ يكْتُباها، وَاللَّهُ يحفظُها لَكَ وَلَا ينْساها لِيُجازِيَك عَلَيْهَا وَفِيهِ «إِنَّ الربَّ عزَّ وجلَّ يُقْرِئك السلام» يقال: أَقْرِىء فُلانا السَّلَامَ واقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلَامَ، كَأَنَّهُ حِينَ يُبَلِّغه سَلَامَهُ يَحْمِله عَلَى أَنْ يَقْرَأ السَّلَامَ ويَرُدّه، وَإِذَا قَرَأَ الرَّجُلُ القُرآن أَوِ الْحَدِيثَ عَلَى الشَّيْخِ يَقُولُ: أَقْرَأَنِي فُلَانٌ: أَيْ حَمَلني عَلَى أَنْ أَقْرأ عَلَيْهِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي إِسْلَامِ أَبِي ذَرّ «لَقَدْ وضَعْتُ قولَه عَلَى أَقْرَاء الشِعْر فَلَا يِلْتَئِم على لِسان أحد» أَيْ عَلَى طُرُق الشِعْر وَأَنْوَاعِهِ وبُحوره، واحِدها: قَرْءٌ، بِالْفَتْحِ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ وَغَيْرُهُ: أَقْرَاء الشِعر: قَوافيه الَّتِي يُخْتم بِهَا، كأَقْراء الطُّهْر الَّتِي يَنْقطع عِنْدَهَا، الْوَاحِدُ قَرْءٌ، وقُرْءٌ، وقَرِيّ ؛ لِأَنَّهَا مَقَاطِعُ الْأَبْيَاتِ وحُدُودُها.
[هـ] وَفِيهِ «دَعِي الصلاةَ أَيَامَ أَقْرَائك» قَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدةً وَمَجْمُوعَةً، والمُفْرَدة بِفَتْحِ الْقَافِ، وَتُجَمَعُ عَلَى أَقْراء وقُرُوء، وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ يَقَعُ عَلَى الطُّهر، وَإِلَيْهِ ذَهب الشَّافِعِيُّ وَأَهْلُ الْحِجَازِ، وَعَلَى الحَيْض، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ وأهلُ الْعِرَاقِ.
وَالْأَصْلُ فِي القَرْء الْوَقْتُ الْمَعْلُومُ، فَلِذَلِكَ وَقَعَ عَلَى الضِّدَّيْنِ؛ لِأَنَّ لِكُلٍّ مِنْهُمَا وقْتاً، وأَقْرَأَتِ المرأةُ إِذَا طَهُرت وَإِذَا حَاضَتْ. وَهَذَا الْحَدِيثُ أَرَادَ بالأَقْراء فِيهِ الحِيَضَ؛ لِأَنَّهُ أمَرها فِيهِ بتَرْك الصَّلَاةِ.
(قَرَأَ) الْمَرْأَة حَبسهَا للاستبراء لتنقضي عدتهَا فَهِيَ مقرأة
(قَرَأَ)
الْكتاب قِرَاءَة وقرآنا تتبع كَلِمَاته نظرا ونطق بهَا وتتبع كَلِمَاته وَلم ينْطق بهَا وَسميت (حَدِيثا) بِالْقِرَاءَةِ الصامتة وَالْآيَة من الْقُرْآن نطق بألفاظها عَن نظر أَو عَن حفظ فَهُوَ قَارِئ (ج) قراء وَعَلِيهِ السَّلَام قِرَاءَة أبلغه إِيَّاه وَالشَّيْء قرءا وقرآنا جمعهوضم بعضه إِلَى بعض
قَرَأَ
: (} القُرْآن) هُوَ (التنزيلُ) العزيزُ، أَي المَقروءُ الْمَكْتُوب فِي المَصاحف، وإِنما قُدِّم على مَا هُوَ أَبْسَطُ مِنْهُ لشرفه.
( {قَرَأَه و) } قَرأَ (بِهِ) بِزِيَادَة الباءِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {تَنبُتُ بِالدُّهْنِ} (الْمُؤْمِنُونَ: 20) وَقَوله تَعَالَى: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالاْبْصَارِ} (النُّور: 43) أَي تُنْبِتُ الدُّهْنَ ويُذْهبُ الأَبصارَ وَقَالَ الشَّاعِر:
هُنَّ الحَرَائِرُ لَا رَبَّاتُ أَخْمِرَةٍ
سُودُ المَحَاجِرِ لَا يَقْرأْنَ بِالسُّوَرِ
(كَنَصَرَه) عَن الزجاجي، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، فَلَا يُقَال أَنكرها الجماهير وَلم يذكرهَا أَحدٌ فِي الْمَشَاهِير كَمَا زَعمه شيخُنا (وَمَنَعه، {قَرْءاً) عَن اللحياني (} وقِراءَةً) ككِتابةٍ ( {وقُرْآناً) كعُثْمَان (فَهُوَ} قارِىءٌ) اسْم فَاعل (مِن) قومٍ ( {قَرَأَةٍ) كَكَتبةٍ فِي كَاتب (} وقُرَّاءٍ) كعُذَّالٍ فِي عاذِلٍ وهما جَمْعَانِ مُكَسَّرَانِ ( {وقَارِئينَ) جمع مُذَكّر سَالم (: تَلاَهُ) ، تَفْسيرٌ} لِقَرأَ وَمَا بعده، ثمَّ إِن التِّلاوَةَ إِمَّا مُرادفٌ {للقراءَة، كَمَا يُفْهَم من صَنِيع المُؤَلّف فِي المعتلّ، وَقيل: إِن الأَصل فِي تَلا معنى تُبِعَ ثمَّ كَثُر (} كاقْتَرَأَه) افتَعَل مِن {القراءَة يُقَال اقْتَرَأْتُ، فِي الشّعْر (} وأَقْرَأْتُه أَنا) {وأَقْرَأَ غيرَه} يُقْرِئه {إِقراءً، وَمِنْه قيل: فُلانٌ} المُقْرِىءُ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَرأَ {واقترأَ بِمعْنى بِمنزِلةِ عَلاَ قِرْنَه واستعْلاَهُ (وَصحيفةٌ} مَقْروءَةٌ) كمَفعولة، لَا يُجيز الكسائيُّ والفرَّاءُ غيرَ ذَلِك، وَهُوَ الْقيَاس ( {وَمَقْرُوَّةٌ) كمَدْعُوَّة، بقَلْبِ الهمزةِ واواً، (} ومَقْرِيَّةٌ) كمَرْمِيَّةٌ بإِبدال الْهمزَة يَاء، كَذَا هُوَ مضبوطٌ فِي النُّسخ، وَفِي بَعْضهَا {مَقْرِئَة كمَفْعِلَةٍ، وَهُوَ نادِرٌ إِلاَّ فِي لغةِ من قَالَ:} قَرِئْتُ.
وَقَرَأْتُ الكِتَابَة قِراءَةً وقُرْآناً، وَمِنْه سُمِّيَ القُرْرنُ، كَذَا فِي (الصِّحَاح) ، وسيأْتي مَا فِيهِ من الْكَلَام. وَفِي الحَدِيث: ( {أَقْرَؤُكُمْ أُبَيٌّ) قَالَ ابنُ كَثيرٍ: قيل: أَرادَ: مِنْ جَماعةٍ مَخصوصين، أَو فِي وَقْتٍ من الأَوْقَاتِ، فإِن غيرَه أَقرَأٌ مِنْهُ، قَالَ: وَيجوز أَن يكون عامًّا وأَنه أَقْرَأُ أَصحابهِ أَي أَتْقَنُ للقُرآن وأَحفَظُ.
(} وقَارَأَهُ {مُقَارَأَةً} وقِرَاءً) كَقِتالٍ (: دَارَسَه) .
! واسْتَقْرَأَه: طَلَب إِليه أَن يَقْرأَ.
وَفِي حَدِيث أُبَيَ فِي سُورَةِ الأَحزاب: إِنْ كَانَتْ {لَتُقَارِىءُ سُورَةَ البَقَرَةِ، أَوْ هِي أَطْوَلُ. أَي تُجَارِيها مَدَى طُولِها فِي القِرَاءَةِ، أَو أَنّ قَارِئَها لَيُساوِي قَارِيءَ البَقَرَة فِي زمنِ قِرَاءَتِها، وَهِي مُفاعلَةٌ مِن القِراءَة. قَالَ الخطَّابِيّ: هكَذَا رَوَاهُ ابنُ هَاشِمٍ، وأَكثرُ الرِّوايات: إِنْ كَانَتْ لَتُوَازِي.
(والقَرَّاءُ، كَكَتَّانٍ: الحَسَنُ القِرَاءَة ج} قَرَّاءُونَ، وَلَا يُكَسَّر) أَي لَا يُجْع جَمْعَ تكسيرٍ (و) {القُرَّاءُ (كَرُمَّانٍ: الناسِك المُتَعَبِّد) مثل حُسَّانٍ وجُمَّالِ، قَالَ شَيخنَا: قَالَ الجوهريُّ: قَالَ الفَرَّاءُ: وأَنْشدَني أَبو صَدَقَةَ الدُّبَيْرِيُّ:
بَيْضَاءُ تَصْطَادُ الغَوِيَّ وَتَسْتَبِي
بِالحُسْنِ قَلْبَ المُسْلِمِ القُرَّاءِ
انْتهى، قلت: الصحيحُ أَنه قَوْلُ زَيْدٍ بن تُرْكٍ الدُّبَيْرِيّ، وَيُقَال: إِن المُرَاد} بالقُرَّاء هُنَا من القِرَاءَةِ جَمعُ قارِيءٍ، وَلَا يكون من التّنَسُّكِ، وَهُوَ أَحسنُ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَقَالَ ابنُ بَرِّيَ: صوابُ إِنشاده (بَيْضَاءَ) بِالْفَتْح، لأَن قَبْلَه:
ولَقَدْ عَجِبْتُ لِكَاعِبٍ مَوْدُونَةٍ
أَطْرَافُها بِالحَلْيِ وَالحِنَّاءِ
قَالَ الفَرّاءُ: يُقَال: رجلٌ قُرَّاءٌ، وامرأَةٌ {قُرَّاءَةٌ، وَيُقَال: قرأْتُ، أَي صِرْتُ قارِئاً نَاسِكاً. وَفِي حَدِيث ابنِ عبَّاسٍ أَنه كَانَ لَا يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ والعَصْرِ. ثمَّ قَالَ فِي آخِره {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} (مَرْيَم: 64) مَعْنَاهُ أَنه كَانَ لَا يَجْهَر} بالقِراءَة فيهمَا، أَو لَا يُسْمِعُ نَفْسَه قِراءَتَه، كأَنَّه رَأَى قَوْماً {يَقْرَءُونَ فَيُسمعونَ نُفوسَهم ومَن قَرُبَ مِنْهُم، وَمعنى قَوْله: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} يُرِيد أَن نَفْسَكَ يَكْتُبُها المَلَكانِ، وإِذا قَرأْتَها فِي نَفْسِك لمْ يَكْتُبَاها واللَّهُ يَحْفَظَها لَكَ وَلَا يَنْسَاها، لِيُجَازِيَكَ عَلَيْها.
وَفِي الحَدِيث: (أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي} قُرَّاؤُهَا) أَي أَنهم يَحْفظون القُرآن نَفْياً لِلتُّهَمَةِ عَن أَنفسهم وهم يَعْتَقِدون تَضْيِيعَه. وَكَانَ المُنافقون فِي عصرِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمكذلك ((كالقارِيء {والمُتَقَرِّىء) ج قُرَّاءُون) مُذَكّر سَالم (} وقَوَارِىءُ) كدَنَانِير وَفِي نسختنا {قَوَارِىء فَوَاعِل، وَجعله شَيْخُنا من التحْرِيف.
قلت: إِذا كَانَ جمعَ قارِيءٍ فَلَا مُخالفة للسَّماع وَلَا للقِياس، فإِن فَاعِلا يُمع على فَوَاعِلَ. وَفِي (لِسَان الْعَرَب) } قَرائِىء كحَمَائِل، فَلْيُنْظُر. قَالَ: جاءُوا بِالْهَمْزَةِ فِي الجَمْع لما كَانَت غَيْرَ مُنقلبة بل مَوْجُودَة فِي قَرَأْتُ.
( {وتَقَرَّأَ) إِذا (تَفَقَّهَ) وتَنَسَّك وتَقَرَّأْتُ تَقَرُّؤًا فِي هَذَا الْمَعْنى.
(وقَرَأَ عَلَيْهِ السَّلامَ) يَقْرَؤُه (: أَبْلَغَه،} كَأَقْرَأَه) إِيَّاه، وَفِي الحَدِيث: أَنّ الرَّبَّ عَزَّ وجَلَّ {يُقْرِئُكَ السَّلاَم. (أَوْ لَا يُقَال أَقْرَأَه) السَّلامَ رُبَاعِيًّا مُتعَدِّياً بنفْسِه، قَالَه شيخُنا.
قلت: وَكَذَا بحرْفِ الجرّ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) (إِلاَّ إِذَا كَانَ السلامُ مَكْتوباً) فِي وَرَقٍ، يُقَال أَقرِيءْ فُلاناً السَّلاَمَ واقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلامَ، كأَنه حينَ يُبَلِّغُه سَلامه يَحْمِلُه على أَن يَقْرَأَ السَّلاَم ويَرُدَّه. قَالَ أَبو حَاتمٍ السِّجستانيّ: تَقول: اقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلاَمَ وَلَا تَقول أَقْرِئْه السَّلاَمَ إِلاَّ فِي لُغَةٍ، فإِذا كَانَ مَكتوباً قلتَ أَقْرِئْهُ السَّلامَ، أَي اجْعَلْه يَقْرَؤُهُ. فِي (لِسَان الْعَرَب) : وإِذا قَرأَ الرّجُلُ القُرآنَ والحديثَ على الشيْخِ يَقُول} - أَقْرَأنِي فُلانٌ، أَي حَمَلَني على أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْهِ.
( {والقَرْءُ ويُضَمُّ) يُطلَق على: (الحَيْض، والطُّهْر) وَهُوَ (ضِدو) ذَلِك لأَن القَرْءَ هُوَ (الوَقْتُ) . فقد يكون للحَيْض، وللطُّهْرِ، وَبِه صرَّح الزَّمَخْشَرِيّ وغيرُه، وجَزم البَيْضاوِيّ بأَنّه هُوَ الأَصل، وَنَقله أَبو عَمْرو، وأَنشد:
إِذَا مَا السَّمَاءُ لَمْ تَغِمْ ثُمَّ أَخْلَفَتْ
} قُرُوءَ الثُّرَيَّا أَنْ يَكُونَ لَهَا قَطْرُ يُريد وَقْتَ نَوْئِها الَّذِي يُمْطَرُ فِيهِ النَّاسُ، وَقَالَ أَبو عُبيدٍ: {القَرْءُ يَصلحُح للحَيْضِ والطُّهر، قَالَ: وأَظنُّه من} أَقْرَأَتِ النُّجومُ إِذا غَابَتْ. (و) القُرْءُ (: القَافِيَةُ) قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ (ج {أَقْرَاءٌ) وسيأْتثي قَرِيبا (و) } القرْءُ أَيضاً الحُمَّى، وَالْغَائِب، والبَعِيد وانقضاءُ الحَيْض وَقَالَ بَعضهم: مَا بَين الحَيْضَتَيْنِ. {وقَرْءُ الفَرَسِ: أَيَّامُ وَدْقِهَا أَوْ سِفَادِهَا، الْجمع أَقْرَاءٌ و (قُرُوءٌ وأَقْرُؤُ) الأَخيرة عَن اللّحيانيّ فِي أَدنى الْعدَد، وَلم يَعرِف سِيبويه} أَقْراءً وَلَا أَقْرُوءًا، قَالَ: استغَنْوا، عَنهُ بِقُرُوءٍ. وَفِي التَّنْزِيل {ثَلَاثَةَ قُرُوء} (الْبَقَرَة: 228) أَراد ثَلاثةً من القروءِ كَمَا قَالُوا خَمْسَة كِلاَبٍ يُراد بهَا خَمْسَة من الكِلاَبِ وَكَقَوْلِه:
خَمْس بَنَانٍ قَانِيءِ الأَظْفَارِ
أَراد خَمْساً مِن البَنانِ، وَقَالَ الأَعشى:
مُوَرّثَةً مَالا وَفي الحَيِّ رِفْعَةً
لِمَا ضَاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكَا
وَقَالَ الأَصمعيُّ فِي قَوْله تَعَالَى {ثَلَاثَةَ قُرُوء} قَالَ: جاءَ هذَا على غير قِيَاس، والقِياس: ثلاثَة أَقْرُؤٍ، وَلَا يجوز أَن يُقَال ثلاثَة فُلُوسٍ، إِنما يُقَال ثَلَاثَة أَفْلُسٍ، فإِذا كَثُرت فَهِيَ الفُلُوسُ، وَلَا يُقَال ثَلاثَة رِجالٍ، إِنما هِيَ ثَلاَثة أَرْجِلَة، وَلَا يُقَال ثَلاثة كِلاَبٍ، إِنَما هِيَ ثَلَاثَة أَكْلُبٍ، قَالَ أَبو حَاتِم: والنَّحويون قَالُوا فِي قَول الله تَعَالَى {ثَلَاثَةَ قُرُوء} أَراد ثَلَاثَة من القُروءِ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، (أَو جَمْعُ الطُّهْرِ قُرُوءٌ، وجمعُ الحَيْضِ أَقْرَاءٌ) قَالَ أَبو عُبيدٍ: الأَقراءُ: الحيضُ، والأَقراءُ: الأَطهار (و) قد (أَقْرَأَت) المرأَةُ، فِي الأَمريْنِ جَمِيعًا، فَهِيَ! مُقْرِىءٌ، أَي (حَاضَتْ، وطَهُرَتْ) وأَصله من دُنُوِّ وَقْتِ الشيءِ، وقَرَأَت إِذا رَأَت الدَّمَ، وَقَالَ الأَخْفَشُ: أَقَرأَت المرأَةُ إِذا صَارَت صاحِبَةَ حَيْضٍ، فإِذا حاضَتْ قُلْتَ: قَرَأَت، بِلَا أَلفٍ، يُقَال أَقْرأَت المرأَةُ حَيْضَةَ أَو حَيْضتَيْنِ، وَيُقَال: قَرَأَت المرأَةُ: طَهُرَت، وَقَرَأَتْ: حَاضَت قَالَ حُمَيدٌ: أَرَاهَا غُلاَمَانَا الخَلاَ فَتَشَــذَّرَتْ
مِرَاحاً ولَمْ تَقْرَأْ جَنِيناً وَلاَ دَمَا
يَقُول: لم تَحْمِلْ عَلَقَةً، أَي دَماً وَلَا جَنِيناً. قَالَ الشافعيُّ رَضِي الله عَنهُ: {القَرْءُ: اسْمٌ للوقْتِ، فَلَمَّا كَانَ الحيضُ يَجيء لوَقْتٍ، والطُّهْرُ يَجيء لِوَقْتٍ، جازَ أَن تكون الأَقْرَاءُ حِيَضاً وأَطْهَاراً، ودَلَّتْ سُنَّةُ رَسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ أَراد بقوله {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوء} (الْبَقَرَة: 228) الأَطهارَ، وَذَلِكَ أَن ابْن عُمَرَ لما طَلَّقَ امرأَته وَهِي حَائضٌ واستفْتَى عُمَرُ رَضي الله عَنهُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفيما فَعَل قَالَ (مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، فإِذا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا، فَتِلْكَ العِدَّةُ الَّتِي أَمر اللَّهُ تَعَالَى أَن يُطَلَّق لَها النِّساءُ) ، وقرأْت فِي طَبقات الخَيْصرِيّ من تَرْجَمَة أَبي عُبيدٍ الْقَاسِم بن سَلاَّم أَنه تَناظَر مَعَ الشافِعيِّ فِي القَرْءِ هَل هُوَ حَيْضٌ أَو طُهْرٌ، إِلى أَن رَجَعَ إِلى كَلَام الشافعيّ، وَهُوَ مَعدُودٌ من أَقرانه، وَقَالَ أَبو إِسحاق: الَّذِي عِنْدِي فِي حَقِيقة هَذَا أَن القَرْءَ فِي اللغةِ الجَمْعُ وأَنّ قولَهم قَرَيْتُ الماءَ فِي الحَوْضِ وإِن كَانَ قد أُلْزِم الياءَ، فَهُوَ جَمَعْتُ، وقَرَأْتُ القُرآنَ: لَفَظْتُ بِهِ مَجموعاً فإِنما القَرْءُ اجْتِمَاعُ الدَّمِ فِي الرَّحمِ، وَذَلِكَ إِنما يكون فِي الطُّهْرِ، وصحَّ عَن عائشةَ وابنِ عُمَرَ رَضِي الله عَنْهُمَا أَنهما قَالَا: الأَقراءُ والقُرُوءُ: الأَطهار، وَحقَّقَ هَذَا اللفظَ مِن كَلَام العَرب قَوْلُ الأَعشى:
لِمَا ضَاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكَا
} فَالقُروءُ هُنَا: الأَطهار لَا الحِيَضُ لأَن النساءَ يُؤَتَيْنَ فِي اءَطْهَارِهِنَّ لَا فِي حِيَضِهِنَّ، فإِنّما ضَاعَ بِغَيْبَتِه عَنهنَّ أَطْهارُهُن، قَالَ الأَزهريُّ: وأَهلُ الْعرَاق يَقولون: القَرْءُ: الحَيْضُ، وحُجَّتُهم قولُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (دَعِي الصَّلاَةَ أَيَّامَ أَقْرائِكِ) أَي أَيَّام أَقْرائِكِ) أَي أَيَّام حِيَضِك، قَالَ الْكسَائي والفَرَّاءُ: أَقْرأَت المرأَةُ إِذا حاضَتْ (وَقَالَ الأَخفش:) . وَمَا قَرَأَتْ حَيْضَةً، أَي مَا ضَمَّتْ رَحِمُها عَلَى حَيْضَةٍ، وَقَالَ ابنُ الأَثيرِ: قد تَكَرَّرَتْ هَذِه اللفظةُ فِي الحَدِيث مُفَرَدةً ومَجموعةً، فالمُفردَةُ بِفَتْح الْقَاف وتُجمع على أَقراءٍ وقُرُوءٍ، وَهُوَ من الأَضداد، يَقع على الطُّهْرِ، وإِليه ذَهب الشافعيُّ وأَهلُ الحِجازِ، ويَقَع على الحَيْضِ، وإِليه ذهب أَبو حَنيفة وأَهْلُ العِراقِ، والأَصلُ فِي القَرْءِ الوَقْتُ المَعلوم، وَلذَلِك وقَع على الضِّدَّينِ، لأَن لكُلَ مِنْهُمَا وَقْتاً، وأَقرأَت المرأَةُ إِذا طَهُرَت، وإِذا حَاضَت، وَهَذَا الحَدِيثُ أَراد {بالأَقْراءِ فِيهِ الحِيَضَ، لأَنه أَمرهَا فِيهِ بِتَرْك الصلاةِ.
(و) أَقرأَت (الناقَةُ) والشاةُ، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحكم، فَلَيْسَ ذِكْرُ النَّاقةِ بِقَيْدٍ (: استَقَرَّ الماءُ) أَي مَنِيُّ الفَحْلِ (فِي رَحِمِها) وَهِي فِي قِرْوَتِها، على غيرِ قياسٍ، والقِياس قِرْأَتِها (و) أَقرأَت (الرِّياحُ) أَي (هَبّتْ لِوَقْتِها) وَخَلَت فِي وَقْتِا، والقَاريءُ: الوَقْتُ، وَقَالَ مَالك بن الْحَارِث الهُذَلِيُّ:
كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بَنِي شَلِيلٍ
إِذَا هَبَّتْ لِقَارِئها الرِّياحُ
أَي لوقت هُبُوبِها وشِدَّتِها وشِدَّةَ بَرْدِها، والعَقْرُ مَوْضِعٌ، وشَلِيلٌ: جَدُّ جَرِيرِ بن عبدِ الله البَجَلِيّ، وَيُقَال: هَذَا وَقْتُ قَارِيءٍ الرِّيحِ لِوَقْتِ هُبوبها، وَهُوَ من بَاب الكاهِل والغَارِب، وَقد يَكون على طَرْح الزَّائِد.
(و) أَقْرأَ مِن سَفَره (: رَجَع) إِلى وَطَنه (و) أَقْرَأَ أَمْرُكَ (: دَنَا) وَفِي (الصِّحَاح) : أَقْرَأَتْ حَاجَتُه: دَنَتْ (و) أَقرأَ حاجَتَه: (أَخَّرَ) وَيُقَال: أَعَتَّمْتَ قِرَاكَ أَو أَقْرَأْتَهُ، أَي أَخَّرْتَه وحَبَسْتَه (و) قيل (: اسْتَأْخَرَ) ، وَظن شيخُنا أَنه من أَقرَأَتِ النجومُ إِذا تَأَخَّرَ مَطَرُها فَورَّكَ على المُصَنِّف، وَلَيْسَ كَذَلِك (و) أَقْرأَ النَّجْمُ (غَابَ) أَو حَانَ مَغِيبُه، وَيُقَال أَقرَأَت النجومُ: تَأَخَّرَ مَطَرُها، (وأَقرأَ) الرجلُ من سَفَره (: انْصَرَفَ) مِنْهُ إِلى وَطَنِه (و) أَقرأَ (: تَنَسَّكَ،} كَتَقَرَّأَ) {تَقَرُّؤًا، وَكَذَلِكَ قَرَأَ ثُلاثِيًّا.
(وقَرَأَتِ الناقَةُ) والشاةُ (: حَمَلَتْ) وناقَةٌ} قارِىءٌ، بِغَيْر هَاء، وَمَا قرَأَتْ سَلاً قَطُّ: مَا حَمَلَتْ مَلْقُوحاً. وَقَالَ اللِّحيانِيُّ: مَعْنَاهُ. مَا طَرَحَتْ، وروى الأَزهريُّ عَن أَبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يُقَال: مَا قَرأَتِ الناقَةُ سَلاً قَطُّ، وَمَا قَرأَتْ مَلْقُوحاً، (قطّ) قَالَ بعضُهم: لم تَحْمِلْ فِي رَحمها ولدا قَطُّ، وَقَالَ بعضُهم: مَا أَسقطَتْ وَلداً قَطُّ، أَي لم تَحْمِل، وَعَن ابنِ شُمَيْلٍ: ضَربَ الفَحْلُ الناقةَ على غَيْر قُرْءٍ، وقُرْءُ الناقةِ: ضَبَعَتُهَا، وَهَذِه ناقةٌ قارِيءٌ وَهَذِه نُوقٌ {قَوَارِىءٌ، وَهُوَ مِنْ أَقرأَت المَرْأَة، إِلا أَنه يُقَال فِي المرأَة بالأَلف، وَفِي النَّاقة بِغَيْر أَلف.
(و) قَرَأَ (الشيءَ: جَمَعَه وضَمَّه) أَي ضَمَّ بعْضَه إِلى بعضٍ، وقَرأْتُ الشيْءَ قُرْآناً: جَمعْتُه وضمَمْتُ بعْضَه إِلى بعضٍ، وَمِنْه قولُهم: مَا قَرأَتْ هَذِه الناقةُ سَلاً قَطُّ وَمَا قَرَأْتْ جَنِيناً قَطُّ، أَي لم تَضُّمَّ رَحِمُها على وَلَدٍ، قَالَ عَمْرُو بن كُلْثُومٍ:
ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْمَاءَ بِكْرٍ
هِجَانِ اللَّوْنِ لَنْ تَقْرَأْ جَنِينا
قَالَ أَكثر النَّاس: مَعْنَاهُ: لم تَجْمَعْ جَنِيناً، أَي لم يَضُمَّ رَحِمُها على الجَنين، وَفِيه قَوْلٌ آخَرُ (لَمْ تَقْرَأْ جَنِينا) أَي لم تُلْقِه، وَمعنى {قَرَأْتَ الْقُرْءانَ} (النَّحْل: 98) لَفَظْتَ بِهِ مَجموعاً، أَي أَلْقَيْتَه، وَهُوَ أَحدُ قَوْلَي قُطْرُبٍ. وَقَالَ أَبو إِسحاق الزّجاج فِي تَفْسِيره: يُسَمَّى كَلامُ الله تَعَالَى الَّذِي اينزلَه على نَبِيّه صلى الله عَلَيْهِ وسلمكِتاباً وقُرآناً وفُرْقَاناً، لأَنه يَجْمَعُ السُّوَرَ فَيَضُمُّها، وَقَوله تَعَالَى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ} (الْقِيَامَة: 17) أَي جَمْعَه} وقِراءَتَه {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءانَهُ} (الْقِيَامَة: 18) أَي قِرَاءَتَه. قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: فإِذا بَيَّنَّاهُ لَك! بِالقِراءَةِ فاعْمَلْ بِمَا بَيَّنَّاهُ لَكَ، ورُوِي عَن الشافعيّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَرَأَ القُرآن على إِسْمَاعِيلَ بنِ قُسْطَنْطِينَ، وَكَانَ يَقُول: القُرَآنُ اسْمٌ وَلَيْسَ بمهموزٍ وَلم يُؤْخَذ من قَرَأْتُ، وَلكنه اسمٌ لكتاب الله، مثل التَّوْرَاة والإِنجيل، ويَهْمِزُ قَرأْتُ وَلَا يَهْمِزُ القُرَانَ، وَقَالَ أَبو بكرِ بنُ مُجاهِدٍ المُقْرِيءُ: كَانَ أَبو عَمْرو بنُ العلاءِ لَا يَهْمِزِ القُرَانَ، وَكَانَ يَقْرَؤُه كَمَا رَوَى عَن ابنِ كَثِيرٍ، وَقَالَ ابنُ الأَثيرِ: تَكرَّر فِي الحَديث ذِكْرُ القِرَاءَةِ والاقْتِرَاءِ والقَارِيءِ والقُرآنِ، والأَصلُ فِي هَذِه اللفظةِ الجَمْعُ، وكُلُّ شيءٍ جَمعْتَه فقد قَرَأْتَه، وسُمِّيَ القُرآنَ لأَنه جَمَعَ القِصَصَ والأَمْرُ والنَّهْيَ والوَعْدَ والوَعِيدَ والآيَاتِ والسُّوَرَ بَعْضَهَا إِلى بعْضٍ، وَهُوَ مَصْدَرٌ كالغُفْرانِ، قَالَ وقَد يُطْلَق على الصَّلاةِ، لأَن فِيهَا قِراءَةً، من تَسْمِيَةِ الشَّيْء بِبَعْضِه، وعَلى القراءَة نَفْسِها، يُقَال قَرَأَ يَقْرَأُ (قِرَاءَة و) قُرْآناً (والاقتراءُ افتعال من القِراءَة) وَقد تُحْذَف الهمزةُ تَخفيفاً، فَيُقَال قُرَانٌ وقَرَبْتُ وقَارٍ، وَنَحْو ذَلِك من التصريف.
(و) قَرَأَت (الحامِلُ) وَفِي بعض النّسخ الناقَةُ، أَي (وَلَدَتْ) وَظَاهره شُمُولُه للآدَمِيِّينَ.
(! والمُقَرَّأَةُ، كَمُعَظَّمَةٍ) هِيَ (الَّتِي يُنْتَظَرُ بهَا انْقِضَاءُ أَقْرَائِهَا) قَالَ أَبو عَمرو: دَفَع فلانٌ جَارِيتَه إِلى فُلانةَ تُقَرِّئُها، أَي تُمسِكُها عِنْدَها حَتَّى تَحِيضَ للاسْتِبراءِ (وَقد قُرِّئَتْ) بِالتَّشْدِيدِ (: حُبْسَتْ لِذلِك) أَي حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُها.
(وأَقْرَاءُ الشِّعرِ: أَنْوَاعُه) مَقاصِدُه، قَالَ الْهَرَوِيّ: وَفِي إِسلام أَبي ذَرَ قَالَ أَنيس: لقد وَضَعْتُ قَوْلَه عَلَى أَقراءِ الشِّعْرِ فَلاَ يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحدٍ، أَي على طُرُقِ الشِّعْرِ وبُحورِه وَاحِدهَا قَرْءٌ بِالْفَتْح، وَقَالَ الزَّمخشَرِي وغيرُه: أَقراءُ الشِّعْرِ: قَوَافِيه الَّتِي يُخْتَمُ بهَا، كأَقْرَاءِ الطُّهْرِ الَّتِي تَنقطع عَنْهَا، الْوَاحِد قَرْؤٌ وقُرْؤٌ وَقيل بتِثليثه {- وقَرِيءٌ كبَديِعٍ، وَقيل هُوَ قَرْوٌ، بِالْوَاو، قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: يُقَال للبيتينِ والقصيدتين: هما على قَرْوٍ واحدٍ وقَرِيَ واحدٍ. وَجمع القَرِيِّ أَقْرِيَةٌ، قَالَ الكُمَيْتُ:
وَعِنْدَهُ للنَّدَى وَالحَزْمِ أَقْرِيَةٌ
وَفِي الحُرُوب إِذَا مَا شَاكَتِ الأُهَبُ
وأَصْلُ القَرْوِ القَصْدُ، انْتهى (ومُقْرَأٌ، كَمُكْرَمٍ) هَكَذَا ضَبطه المُحدِّثون (د) وَفِي بعض النّسخ إِشارة لموْضِع (باليَمَنِ) قَريباً من صَنْعَاءَ على مَرْحلة مِنْهَا (بِهِ مَعْدِن العَقِيقِ) وَهُوَ أَجْوَدُ مِنْ عَقِيقِ غَيْرِها، وعِبارةُ (العُبابِ) : بهَا يُصْنَع العَقِيقُ وفيهَا مَعْدِنُه، قَالَ المَنَاوي: وَبِه عُرِف أَنَّ العَقِيقَ نَوْعَانِ مَعْدِنِيٌّ ومَصْنُوع، وكمَقْعَدٍ قَرْيَةٌ بالشامِ مِن نَواحِي دِمَشق، لكنّ أَهْلَ دِمَشقَ والمُحدِّثون يَضُمُّونَ المِيم، وَقد غَفَل عَنهُ المُصَنِّف، قَالَه شيخُنا، (مِنْهُ) أَي الْبَلَد أَو الْموضع (} المُقْرَئِيُّونَ) الْجَمَاعَة (مِن) العُلماء (المُحَدِّثِين وغَيْرِهم) مِنْهُم صُبَيح بن مُحْرِز، وشَدَّاد بن أَفْلَح، وَجَمِيع بن عَبْد، وَرَاشد بن سَعْد، وسُوَيد بن جَبَلة، وشُرَيْح بن عَبْد وغَيْلاَن بن مُبَشِّر، ويُونُس بن عُثْمَان، وأَبو اليَمان، وَلَا يعرف لَهُ اسمٌ، وَذُو قرنات جابِر بن أَزَذَ، وأُم بَكْرٍ بِنْتُ أَزَذَ والأَخيران أَورَدَهما المُصنِّف فِي الذَّال الْمُعْجَمَة، وَكَذَا الَّذِي قبلهمَا فِي النُّون، وأَما المنسوبونَ إِلى القَرْيَةِ الَّتِي تَحْت جَبَل قَاسِيُونَ، فَمنهمْ غَيْلاَن بن جَعْفَر المَقْرئِيّ عَن أَبي أُمَامَة (ويَفْتَحُ ابنُ الكَلْبِيِّ المِيمَ) مِنْهُ، فَهِيَ إِذاً والبَلْدَة الشَّامِيَّة سَواءٌ فِي الضَّبْطِ، وَكَذَلِكَ حَكَاهُ ابنُ ناصرٍ عَنهُ فِي (حَاشِيَة الإِكمال) ، ثمَّ قَالَ ابنُ نَاصِر من عِنده: المُحدّثونَ يَقُولُونَهُ بضَمِّ المِيم وَهُوَ خطأٌ، وإِنما أوْرَدْتُ هَذَا فَإِن بَعْضًا من العلماءِ ظَنَّ أَن قَوْلَه وَهُوَ خَطَأٌ من كَلَام ابنِ الكَلبِيّ فنَقلَ عَنهُ ذَلِك، فتأَمَّلْ.
( {والقِرْأَةُ بِالْكَسْرِ) مثل القِرْعة (: الوَبَاءُ) قَالَ الأَصمعي: إِذا قَدِمْتَ بِلاداً فَمَكَثْتَ بهَا خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَة فقد ذَهَبتْ عَنْك قِرْأَةُ البِلاَدِ وقِرْءُ البِلاَدِ، فَأَمَّا قَوْلُ أَهلِ الحِجازِ قِرَةُ البلادِ فإِنما هُوَ على حذف الْهمزَة المُتَحرِّكة وإِلقائِها على الساكِن الَّذِي قَبْلَها، وَهُوَ نوعٌ من الْقيَاس، فأْمّا إِغْرابُ أَبي عُبيدٍ وظَنّه إِيَّاها لُغَةً فخطأٌ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) وَفِي (الصِّحَاح) ايْنَ قَوْلَهم قِرَةٌ بِغَيْر همزٍ مَعْنَاهُ أَنه إِذا مَرِض بِهَا بعدَ ذَلِك فَلَيْسَ من وَبَاءِ البِلادِ قَالَ شَيخنَا: وَقد بَقِي فِي (الصِّحَاح) مِمَّا لم يتَعَرَّض لَهُ المُصَنّف الْكَلَام على قَوْله تَعَالَى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ} (الْقِيَامَة: 17) الْآيَة.
قلت: قد ذكر المُؤَلّف من جُملةِ المصادر القُرآن، وبَيَّن أَنه بمعنَى القِراءَة، فَفُهم مِنْهُ مَعْنى قَوْله تَعَالَى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ} أَي قِرَاءَتَه، وكِتابُه هَذَا لم يَتَكَفَّلْ لِبيانِ نُقُولِ المُفَسِّرين حتَّى يُلْزِمَه التَّقصيرَ، كَمَا هُوَ ظاهِرٌ، فَلْيُفْهَم.
(} واسْتَقْرَأَ الجَمَلُ النَّاقَةَ) إِذا (تَارَكَها لِيَنْظُرَ أَلَقِحَتْ أَمْ لَا) .
عَن أَبي عُبيدَة: مَا دَامَتِ الوَدِيقُ فِي وِدَاقها فَهِيَ فِي قُرُوئها وأَقْرَائِها.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ! مُقْرَأَ بن سُبَيْع بن الْحَارِث بن مَالك بن زيد، كَمُكْرَم، بَطْنٌ من حِمْيَرٍ وَبِه عُرِف البَلَدُ الَّذِي باليَمن، لنُزوله وَوَلدِه هُنَاكَ، ونَقل الرشاطي عَن الهَمْدَاني مُقْرَي بن سُبَيْع بِوَزْن مَعْطِي قَالَ: فإِذا نَسبْتَ إِليه شَدَّدْتَ الياءَ، وَقد شُدِّدَ فِي الشِّعرِ، قَالَ الرشاطي، وَقد وَرَد فِي الشّعْر مَهموزاً، قَالَ الشَّاعِر يُخَاطب مَلِكاً:
ثُمَّ سَرَّحْتَ ذَا رُعَيْنٍ بِجَيْشٍ
حَاشَ مِنْ مُقْرَيءٍ وَمِنْ هَمْدَانِ
وَقَالَ عَبْد الغَنِيّ بنُ سَعِيد: المحدِّثون يَكْتبونه بأَلِفٍ، أَي بعد الْهمزَة، وَيجوز ايْنَ يكون بعضُهم سَهّلَ الهمزةَ لِيُوافِقَ، هَذَا مَا نَقله الهمدانيُّ، فإِنه عَلَيْهِ المُعَوَّلُ فِي أَنساب الحِمْيَرِيِّينَ. قَالَ الْحَافِظ: وأَما القَرْيَةُ الَّتِي بالشَّأْم فأَظُنُّ نَزَلَها بَنُو مُقْرَيءٍ هؤُلاءِ فَسُمِّيَتْ بِهم.

حَرَثَ

(حَرَثَ) الْأَرْضَ حَرْثًا أَثَارَهَا لِلزِّرَاعَةِ (وَمِنْهُ) {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} [الواقعة: 63] وَالْحَرْثُ مَا يُسْتَنْبَتُ بِالْبَذْرِ وَالنَّوَى وَالْغَرْسِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ وَهُوَ مَجَازٌ (وقَوْله تَعَالَى) {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} [البقرة: 223] مَجَازٌ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ وَذَلِكَ أَنَّهُنَّ شُبِّهْنَ بِالْمَحَارِثِ وَمَا يُلْقَى فِي أَرْحَامِهِنَّ مِنْ النُّطَفِ بِالْبُذُورِ (وقَوْله تَعَالَى) {أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أَيْ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ أَرَدْتُمْ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْمَأْتَى وَاحِدًا وَهُوَ مَوْضِعُ الْحَرْثِ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ) مِنْهُ سُمِّيَ الْحَارِثُ بْنُ لَقِيطٍ النَّخَعِيُّ فِي الصَّيْدِ وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ فِي النِّكَاحِ وَقَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ أَوْ قَيْسُ بْنُ ثَابِتٍ كِلَاهُمَا سَهْوٌ فِيهِ.
(حَرَثَ)
(هـ) فِيهِ «احْرُثْ لدُنْيَاك كأنَّك تَعِيش أَبَدًا، واعملْ لآخِرَتِك كَأَنَّكَ تَمُوت غَداً» أَيِ اعْمَل لدُنْياكَ، فخالَفَ بَيْنَ اللفْظَيْن. يُقَالُ حَرَثْتُ واحْتَرَثْتُ. وَالظَّاهِرُ مِنْ مَفْهُوم لفظِ هَذَا الْحَدِيثِ: أمَّا فِي الدُّنْيَا فَلِلْحثِّ عَلَى عِمارتها وَبَقَاءِ النَّاسِ فِيهَا حَتَّى يَسْكُن فِيهَا ويَنْتَفع بِهَا مَنْ يَجيء بَعْدَكَ، كَمَا انْتَفَعْت أَنْتَ بعَمَل مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وسَكَنْتَ فِيمَا عَمَرَه، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَلم أَنَّهُ يَطُول عُمْرُه أحْكَم مَا يَعمَلُه وحَرصَ عَلَى مَا يَكْسِبُه، وَأَمَّا فِي جانِب الْآخِرَةِ فإنه حَثٌّ على إخلاص العمل، وحُضُور النّيَّة والقَلْب فِي العباداتِ وَالطَّاعَاتِ، والإكْثار مِنْهَا، فإِنّ مَنْ يَعْلم أَنَّهُ يَمُوتُ غَداً يُكْثر مِنْ عبَادَته ويُخْلِص فِي طاعتِه. كَقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ «صَلِّ صَلاَة مُوَدِّعٍ» .
قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: الْمُرَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ السَّابق إِلَى الفَهْم مِنْ ظَاهِرِهِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا نَدب إِلَى الزُّهْد فِي الدُّنْيَا، والتَّقْلِيل مِنْهَا، وَمِنَ الانْهمَاك فِيهَا والاسْتِمتاع بلَذَّاتها، وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى أوَامره ونَواهيه فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا فَكَيْفَ يَحُثُّ عَلَى عِمارتها والاسْتِكْثار مِنْهَا، وَإِنَّمَا أَرَادَ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَلِم أَنَّهُ يعِيش أَبَدًا قَلَّ حِرْصُه، وعَلِم أَنَّ مَا يُريدُه لَنْ يَفُوتَه تَحْصِيلُه بتَرْك الحِرْص عَلَيْهِ والمُبَادَرة إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَقُولُ: إِنْ فاتَنِي اليَوْم أدْرَكْتُه غَداً، فإِنّي أَعِيشُ أَبَدًا، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: اعْمَل عَمَل مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ يُخَلَّد فَلَا يحْرِص فِي الْعَمَلِ، فَيَكُونُ حَثًّا لَهُ عَلَى التَّرْكِ والتَّقْلِيل بِطَرِيقَة أَنِيقَةٍ مِنَ الإشَارة والتَّنْبيه، وَيَكُونُ أمْرُه لعَمَل الآخِرة عَلَى ظَاهِرِهِ، فيَجْمَع بالأمْرَيْن حَالَة وَاحِدَةً وَهُوَ الزُّهْد والتَّقْلِيل، لَكِنْ بلَفْظَيْن مُخْتَلِفَيْن.
وَقَدِ اختَصَر الْأَزْهَرِيُّ هَذَا المعْنى فَقَالَ: معْناه تقْدِيم أمْرِ الآخِرة وأعْمَالِها حِذَارَ المَوْت بالفَوْت عَلَى عَمل الدُّنْيَا، وتَأخير أمْر الدُّنْيَا كَراهيَة الاشْتِغال بِهَا عَنْ عَمل الْآخِرَةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ «احْرُثُوا هَذَا القُرآن» أَيْ فَتِّشُــوه وثَوّرُوه.
والحَرْثُ: التَّفْتِيش.
(هـ) وَفِيهِ «أصْدَق الأسْماء الحَارِث» لِأَنَّ الحَارِث هُو الكَاسِبُ، والإنْسان لَا يَخْلُو مِنَ الكَسْب طَبْعاً واخْتِيَارا.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ بَدْر «اخْرُجُوا إِلَى مَعايِشكم وحَرَائِثِكُمْ» أَيْ مَكَاسبكم، وَاحِدُها حَرِيثَة.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الحَرَائِثُ: أنْضَاء الإبِل، وأصْلُه فِي الخَيْل إِذَا هُزِلَتْ فاسْتُعِيرَ للإبِل، وإنَّما يُقَالُ فِي الْإِبِلِ أحْرَفْنَاها بِالْفَاء. يُقَالُ نَاقَة حَرْف: أَيْ هَزِيلَةٌ. قَالَ: وَقَدْ يُرَادُ بالحَرَائِثِ الْمَكَاسِبُ، مِنَ الاحْتِرَاث: الاكْتسَابِ. وَيُرْوَى «حَرائِبكم» بِالْحَاءِ وَالْبَاءِ الموَّحدة. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(س) وَمِنْهُ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ «أَنَّهُ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: مَا فَعَلَتْ نَوَاضِحُكُمْ؟ قَالُوا: حَرَثْنَاهَا يوْم بَدْر» أَيْ أهْزَلْنَاها. يُقَالُ حَرَثْتُ الدَّابَّة وأَحْرَثْتُهَا بِمَعْنَى أَهْزَلْتُهَا. وَهَذَا يُخَالِفُ قَوْلَ الخطّابى. وَأَرَادَ مُعاوية بذكْر نَواضِحِهم تَقْرِيعاً لَهم وتَعْرِيضاً لأنَّهُم كَانُوا أهلَ زَرْعٍ وسَقْي، فأجَابُوه بمَا أَسْكَنَهُ تَعْرِيضاً بقَتْل أشْيَاخِه يَوْم بَدْر.
(هـ) وَفِيهِ «وَعَلَيْهِ خَمِيصَة حُرَيْثِيَّة» هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ طُرُق البُخاري وَمُسْلِمٍ. قِيلَ: هِيَ مَنْسُوبة إِلَى حُرَيْث: رَجُل مِنْ قُضَاعة. وَالْمَعْرُوفُ جَوْنِيَّة. وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي الْجِيمِ.

بَعَلَ

(بَعَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ التَّشْرِيقِ «إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وشُرْب وبِعَال» البِعَال: النِّكَاحُ ومُلاعَبة الرجُل أهلَه. والمُبَاعَلَة: المباشَرة. وَيُقَالُ لِحَدِيثِ العَرُوسَين بِعَال. والبَعْل والتَّبَعُّل:
حسْن العِشْرة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَسْمَاءَ الأشْهَلِيَّةِ «إِذَا أحْسَنْتُنَّ تَبَعُّلَ أزْوَاجِكُنّ» أَيْ مُصاحَبَتَهم فِي الزوْجيَّة وَالْعِشْرَةِ. والبَعْل الزَّوْجُ، وَيُجْمَعُ عَلَى بُعُولَة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «إلاَّ امْرَأة يَئِسَت منَ البُعُولَة» وَالْهَاءُ فِيهَا لِتَأْنِيثِ الْجَمْعِ.
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ البُعُولَة مَصْدر بَعَلَتِ الْمَرْأَةُ، أَيْ صَارَتْ ذَاتَ بَعْل.
وَفِي حَدِيثِ الإيمانِ «وَأَنْ تلِد الْأَمَةُ بَعْلَهَا» الْمُرَادُ بالبَعْل هَاهُنَا المالِكُ. يَعْني كَثْرَةَ السَّبْي والتَّسَرِّي، فَإِذَا اسْتَولد المسْلم جَارِيَةً كَانَ وَلدُها بِمَنْزِلَةِ رَبِّها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّهُ مرَّ بِرجُلَيْن يَخْتَصِمَانِ فِي ناقةٍ وأحدُهما يَقُولُ أَنَا وَاللَّهِ بَعْلُهَا» أَيْ مالِكُها ورَبُّها.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ رجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبايعُك عَلَى الجهادِ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ بَعْل» البَعْل: الكَلّ. يُقَالُ صَارَ فُلَانٌ بَعْلًا عَلَى قَوْمِهِ، أَيْ ثِقَلاً وعِيَالاً. وَقِيلَ أَرَادَ هَلْ بَقِي لَكَ مَنْ تَجب عَلَيْكَ طاعتُه كالوَالِدَين.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «مَا سُقِيَ بَعْلًا فَفِيهِ العُشْر» هُوَ مَا شرِب مِنَ النَّخِيل بعُرُوقه مِنَ الْأَرْضِ مِنْ غَيْرِ سَقْي سَماء وَلَا غَيْرِهَا. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هُوَ مَا يَنْبُت مِنَ النَّخْل فِي أرضٍ يَقْرُب مَاؤُهَا، فرسَخَت عُرُوقها فِي الْمَاءِ واسْتَغْنَت عَنْ مَاءِ السَّمَاءِ وَالْأَنْهَارِ وَغَيْرِهَا. وَمِنْهُ حَدِيثُ اُكَيْدر «وَإِنَّ لَنَا الضَّاحِيَةَ مِنَ البَعْل» أَيِ الَّتِي ظَهَرت وخرجَت عَنِ العِمَارة مِنْ هَذَا النَّخْلِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «العَجْوةُ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ وَنَزَلَ بَعْلُها مِنَ الجَنَّة» أَيْ أصْلُها. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ:
أَرَادَ بِبعْلها قَسْبَها الراسخَ عروقُه فِي الْمَاءِ، لَا يُسْقَى بِنَضْح وَلَا غَيْرِهِ، وَيَجِيءُ ثَمَرُهُ يابِساً لَهُ صَوْت، وَقَدِ اسْتَبْعَل النَّخْلُ إِذَا صَارَ بَعْلا.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُروة «فَمَا زَالَ وَارِثُه بَعْلِيّاً حَتَّى مَاتَ» أَيْ غَنِيًّا ذَا نَخْلٍ وَمالٍ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَا أدْرِي مَا هَذَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَنْسُوبًا إِلَى بَعْل النَّخْل. يُرِيدُ أَنَّهُ اقْتَنى نَخْلا كَثِيرًا فنُسِب إِلَيْهِ، أَوْ يَكُونُ مِنَ البَعْل: المالكِ وَالرَّئِيسُ، أَيْ مَا زَالَ رَئِيسًا مُتَملِّكا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الشُّورَى «قَالَ عُمَرُ: قُومُوا فَتَشَــاوَرُوا فَمَنْ بَعَلَ عَلَيْكُمْ أمْرَكُم فَاقْتُلُوهُ» أَيْ مَن أبَى وَخَالَفَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «مَنْ تأمَّر عَلَيْكُمْ مَنْ غَير مَشُورة، أوْ بَعَلَ عَلَيْكُمْ أَمْرًا» .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «فَإِنْ بَعَلَ أحدٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ يُرِيدُ تَشَتُّتَ أمْرِهم، فَقَدِّمُوهُ فَاضْرِبُوا عُنُقه» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْأَحْنَفِ «لَمَّا نَزَلَ بِهِ الهيَاطِلَة- وَهُمْ قَوْمٌ مِنَ الهِنْد- بَعَلَ بِالْأَمْرِ» أَيْ دَهِش، وَهُوَ بكَسْر العَيْن.

بَحَرَ

(بَحَرَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ رَكِبَ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ فَقَالَ: إنْ وجدْناه لَبَحْرا» أَيْ وَاسِعَ الجَرْيِ.
وسُمّي البَحْرُ بَحْرًا لسَعَته. وتَبَحَّرَ فِي الْعِلْمِ: أَيِ اتَّسع.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أبَى ذَلِكَ البَحْر ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا» سُمِّيَ بَحْرًا لسَعة علْمه وَكَثْرَتِهِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وحَفْر بِئْرَ زَمْزَمَ «ثُمَّ بَحَرَهَا» أَيْ شقَّها ووسَّعها حَتَّى لَا تَنْزِفُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «حَتَّى تَرى الدَّم البَحْرَانيّ» دَمٌ بَحْرَانيّ شَدِيدُ الْحُمْرَةِ، كَأَنَّهُ قَدْ نُسب إِلَى البَحر وَهُوَ اسْمُ قَعْر الرَّحِم، وَزَادُوهُ فِي النَّسَبِ أَلِفًا وَنُونًا لِلْمُبَالَغَةِ، يُرِيدُ الدَّمَ الْغَلِيظَ الْوَاسِعَ. وَقِيلَ نُسب إِلَى الْبَحْرِ لكثرته وسَعته.وَفِيهِ «ذِكْرُ بَحْرَان» وَهُوَ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا وَسُكُونِ الْحَاءِ: مَوْضِعٌ بناحِية الفُرْع مِنَ الْحِجَازِ، لَهُ ذِكْرٌ فِي سَريّة عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْقَسَامَةِ «قَتَلَ رَجُلًا بِبَحْرَةِ الرَّغَاء عَلَى شَطِّ لِيَّة» البَحْرَة البَلْدةُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ «وَلَقَدِ اصطَلَح أهْلُ هَذِهِ البُحَيْرَة عَلَى أَنْ يُعَصّبوه بِالْعِصَابَةِ» البُحَيْرَة: مَدِينَةُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ تَصْغِيرُ البَحْرَة. وَقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ مكَبَّرا، وَالْعَرَبُ تُسمّي المُدُن والقُرى البحارَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَكَتَبَ لَهُمْ بِبَحْرِهِمْ» أَيْ بِبَلَدِهِمْ وَأَرْضِهِمْ.
(هـ) وَفِيهِ ذِكْرُ «البَحِيرَة» فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، كَانُوا إِذَا ولدَت إبلُهم سَقْباً بَحَرُوا أُذُنه: أَيْ شَقُّوها وَقَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ عَاشَ فَفَتِيّ وَإِنْ مَاتَ فَذَكِيّ، فَإِذَا مَاتَ أَكَلُوهُ وسمَّوْه البَحِيرَة. وَقِيلَ البَحِيرَة: هِيَ بنْت السَّائبة، كَانُوا إِذَا تابَعت النَّاقَةُ بيْن عشْر إِنَاثٍ لَمْ يُركَب ظهرُها، وَلَمْ يُجَزَّ وَبرها، وَلَمْ يَشْرب لبَنَها إِلَّا ولدُها أَوْ ضَيْف، وتركُوها مُسَيَّبة لسَبِيلها وسمُّوها السَّائبة، فَمَا ولدَتْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ أُنْثَى شَقُّوا أذُنَها وخَلَّوا سَبِيلها، وحَرُم مِنْهَا مَا حَرُمَ مِنْ أُمِّهَا وَسَمَّوْهَا البَحِيرَة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِيهِ «أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ هَلْ تُنْتَج إبُلكَ وَافِيةً آذانُها فتَشُــقَّ فِيهَا وَتَقُولَ بُحُر» هِيَ جَمْع بَحيرة، وَهُوَ جَمْعٌ غَرِيبٌ فِي الْمُؤَنَّثِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ حَمَلَهُ عَلَى الْمُذَكَّرِ نَحْوَ نَذِيرٍ ونُذُر، عَلَى أَنَّ بَحِيرَة فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، نَحْوَ قَتِيلَةٍ، وَلَمْ يُسْمع فِي جَمْعٍ مثْله فُعُلٌ. وَحَكَى الزَّمَخْشَرِيُّ بَحِيرَة وبُحُر، وصَرِيمة وصُرُم، وَهِيَ الَّتِي صُرِمت أذُنها: أَيْ قُطعت.
(س) وَفِي حَدِيثِ مَازِنٍ «كَانَ لَهُمْ صنَم يُقَالُ لَهُ بَاحَر» بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ.

بَحَثَ

بَحَثَ عنه، كَمَنَعَ،
واسْتَبْحَثَ وانْبَحَثَ وتَبَحَّثَ: فَتَّشَ.
ومَباحِثُ البَقَرِ: القَفْرُ، أو المَكانُ المَجْهولُ.
والبَحْثُ: المَعْدِنُ، والحَيَّةُ العظيمَةُ.
والبَحْثَةُ والبُحَّيْثى، كسُمَّيْهى: لَعِبٌ بالبُحاثَة، أي: التُّراب،
وانْبَحَثَ: لَعِبَ به.
والبَحوثُ: سورَةُ التَّوْبَةِ،
وـ من الإِبِلِ: التي تَبْحَثُ التُّرابَ بأيْديها أُخُراً.
والباحِثاءُ: تُرابٌ يُشْبِه القاصِعاءَ.
وبَحَّاثٌ، ككَتَّانٍ: اسمٌ. وعليُّ بنُ محمد البَحَّاثِيُّ: راوي التَّقاسِيمِ لابنِ حبَّانَ، عن الزَّوْزَنِيِّ، عنه. 
(بَحَثَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ المِقداد «قَالَ أبَتْ عَلَيْنَا سُورَةُ البُحُوث انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا» يَعْنِي سُورَةَ التَّوْبَةِ، سُمِّيَتْ بِهَا لِمَا تضمَّنت مِنَ البَحْث عَنْ أَسْرَارِ الْمُنَافِقِينَ، وَهُوَ إِثَارَتُهَا والتَّفْتيش عَنْهَا.
والبُحُوث جَمْعُ بَحْث. وَرَأَيْتُ فِي الْفَائِقِ سُورَةَ البَحُوث بِفَتْحِ الْبَاءِ، فَإِنْ صَحَّتْ فَهِيَ فَعُول مِنْ أبْنية الْمُبَالَغَةِ، وَيَقَعُ عَلَى الذَّكر وَالْأُنْثَى كَامْرَأَةٍ صَبُورٍ، وَيَكُونُ مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الْمَوْصُوفِ إِلَى الصِّفَةِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ غُلَامَيْنِ كَانَا يَلْعَبَانِ البَحْثَة» هِيَ لُعبة بِالتُّرَابِ. والبُحَاثَة التُّراب الَّذِي يُبْحث عَمَّا يُطلب فِيهِ.

أَتَى

أَتَى يَأتي
بمعنى أَضَرَّ. كما قال تعالى: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} .
وأيضاً: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ} .
(أَتَى) الشَّيْء هيأه وسهله وَالْمَاء وللماء سهل لَهُ سَبيله وَوجه لَهُ مجْرى إِلَى مقره
(أَتَى)
أَتَيَا وإتيانا وإتيا ومأتى ومأتاة جَاءَ يُقَال أتيت الْأَمر من مأتاه ومأتاته من وَجهه وَقرب ودنا وَعَلِيهِ كَذَا مر بِهِ وَعَلِيهِ أنفذه وَعَلِيهِ الدَّهْر أهلكه وَالْمَكَان وَالرجل جَاءَهُ وَالْأَمر فعله وَالْمَرْأَة بَاشَرَهَا وَالْقَوْم انتسب إِلَيْهِم وَلَيْسَ مِنْهُم فَهُوَ أُتِي
(أَتَى)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ سَأَلَ عاصمَ بْنَ عَدِيٍّ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحِ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ أَتِيٌّ فِينَا» أَيْ غَرِيبٌ. يُقَالُ رَجُلٌ أَتِيٌّ وأَتَاوِيٌّ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ «إِنَّا رَجُلاَنِ أَتَاوِيَّانِ» أَيْ غَرِيبَانِ. قَالَ أَبُو عُبيد: الْحَدِيثُ يُرْوَى بالضَّمّ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ بِالْفَتْحِ، يُقَالُ سَيْل أَتِيٌّ وأَتَاوِيٌّ: جَاءَكَ وَلَمْ يَجِئكَ مَطَرُه. وَمِنْهُ قَوْلُ الْمَرْأَةِ الَّتِي هَجَت الأنْصار:
أَطَعْتُمْ أَتَاوِيَّ مِنْ غَيْرِكُمْ ... فَلاَ مِنْ مُرَادٍ ولاَ مَذْحِجِ
أَرَادَتْ بِالْأَتَاوِيِّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَتَلَهَا بَعْضُ الصَّحَابَةِ فأهْدَرَ دَمَها.
(س) وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ «كُنَّا نَرْمِي الأَتْوَ والأَتْوَيْنِ» أَيِ الدَّفْعَةَ والدَّفْعَتَيْن، مِنَ الأتْو:
العَدْو، يُرِيدُ رَمْيَ السِّهَامِ عَنِ القِسِيِّ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا أحْسَنَ أَتْوَ يَدَي هَذِهِ النَّاقَةِ وأَتْيَهُمَا: أَيْ رَجْعَ يَدَيْها فِي السَّيْرِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ظَبْيَانَ فِي صِفَةِ دِيَارِ ثَمُودَ قَالَ «وأَتَّوْا جداولَها» أَيْ سَهَّلُوا طُرُق الْمِيَاهِ إِلَيْهَا.
يُقَالُ: أَتَّيْتُ الماءَ إِذَا أصْلَحْتَ مَجْراه حَتَّى يَجْرِيَ إِلَى مَقَارّه. [ (هـ) وَفِي الْحَدِيثِ «لَوْلاَ أنَّه طريقٌ مِيتَاء لحزنَّا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ» أَيْ طَرِيقٌ مَسْلُوكٌ، مِفْعَالٌ مِنَ الإِتْيَان.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ اللُّقَطَةِ «مَا وَجدتَ فِي طَرِيقٍ مِيتَاء فعرّفْه سَنَةً» ] وَمِنْهُ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ «أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يُؤَتِّي الماءِ فِي الْأَرْضِ» أَيْ يُطرَق، كَأَنَّهُ جَعَله يَأتي إِلَيْهَا: أَيْ يَجيءُ.
(س) وَفِي الْحَدِيثِ «خَيْرُ النِّسَاء المُوَاتِيَةُ لِزَوْجها» المُوَاتَاة: حُسْن المُطَاوعَة وَالْمُوَافَقَةِ، وَأَصْلُهُ الْهَمْزُ فخُفِّف وَكَثُرَ حَتَّى صارَ يقالُ بِالْوَاوِ الْخَالِصَةِ، وَلَيْسَ بالوَجْه.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي العَدْوَى «أَنَّى قلتَ أُتِيتَ» أَيْ دُهِيتَ وتغيَّر عَلَيْكَ حِسّك فَتَوَهَّمْتّ مَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ صَحِيحًا.
وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ «كَمْ إِتَاءُ أَرْضِكَ» أَيْ رَيْعُهَا وحَاصِلُها، كأنَّه مِنَ الإِتَاوَةِ، وَهُوَ الخَرَاجُ.
أَتَى
: ي ( {أَتَيْتُه} أَتْياً {وإِتْياناً} وإتْيانَةً، بكسرِهِما، {ومَأْتاةً} وأُتِيّاً، بالضَّمِّ (كعُتِيَ ويُكْسَرُ؛ اقْتَصَر الجَوْهرِيُّ على الأُولى والثَّانِيَةِ والرَّابِعَةِ، وَمَا عَداهُنَّ عنِ ابنِ سِيدَه؛ (جِئْتُه.
وقالَ الرَّاغِبُ: حَقيقَةُ {الإتْيانِ المَجِيءُ بسُهُولةٍ.
قالَ السَّمين: الإتْيانُ يقالُ للمَجِيءِ، بالذَّاتِ وبالأَمْرِ والتَّدْبيرِ، وَفِي الخَيْرِ والشَّرِّ وَمن الأوَّل قَوْله:
أَتَيْت المُرُوءَة من بابِها وقَوْلُه تعالَى: {وَلَا} يأْتُونَ الصَّلاةَ إلاَّ وهُم كُسَالَى} ، أَي لَا يَتَعاطُونَ.
قالَ شَيْخُنا: {أَتَى يَتَعدَّى بنَفْسِه؛ وقَوْلُهم: أَتَى عَلَيْهِ، كأنَّهم ضَمَّنُوه معْنَى نَزَلَ، كَمَا أَشارَ إِلَيْهِ الجلالُ فِي عقودِ الزبرجدِ. وقالَ قوْمٌ: إنَّه يُسْتَعْملُ لازِماً ومُتَعدِّياً، انتَهَى.
وشاهِدُ} الأَتْي قَوْلُ الشاعِرِ أَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ:
فاحْتَلْ لنَفْسِكَ قَبْل {أَتْيِ العَسْكَرِ قُلْتُ: ومِثْلُه قَوْلُ الآخر:
إنِّي} وأَتْيَ ابنِ علاَّقٍ ليَقْرِيَنيكعائِطِ الكَلْبِ يَبْغي الطِّرْقَ فِي الذَّنَبِوقالَ اللَّيْثُ: يقالُ! أَتاني فلانٌ أَتْياً {وأَتْيةً واحِدَةً وإِتْياناً؛ فَلَا تقولُ} إتْيانَةً واحِدَةً إلاَّ فِي اضْطِرارِ شِعْرٍ قَبيحٍ.
وقالَ ابنُ جنِّي: حُكِي أَنَّ بعضَ العَرَبِ يقولُ فِي الأَمْرِ مِنْ أَتى: تِ، فيَحْذفُ الهَمْزةَ تَخْفيفاً كَمَا حُذِفَتْ من خُذْ وكُلْ ومُرْ، وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
تِ لي آلَ زيْدٍ فابْدُهم لي جماعةًوسَلْ آلَ زيدٍ أَيُّ شيءٍ يَضِيرُهاوقُرِىءَ: يومَ {تَأْتِ، بحذْفِ الياءِ كَمَا قَالُوا لَا أَدْرِ، وَهِي لُغَةُ هُذيْل؛ وأَمَّا قَوْلُ قَيْسِ بنِ زُهَيْر العَبْسيّ:
أَلَمْ} يَأْتِيكَ والأَنْباءُ تَنْمِيبما لاقَتْ لَبُون بني زِيادِ؟ فإنَّما أَثْبَتَ الباءَ وَلم يحذِفْها للجَزْمِ ضَرُورَةً، ورَدَّه إِلَى أَصْلِه.
قالَ المازِنيُّ: ويَجوزُ فِي الشِّعْرِ أَنْ تقولَ: زيْدٌ يرْمِيُكَ. برَفْعِ الياءِ، ويَغْزُوُك، برَفْعِ الواوِ، وَهَذَا قاضِيٌ، بالتَّنْوينِ، فيجْري الحَرْف المُعْتَلّ مُجْرى الحَرْف الصَّحِيح فِي جَميعِ الوُجُوهِ فِي الأَسْماءِ والأَفْعَالِ جَمِيعاً لأنَّه الأَصْلُ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
( {وآتَى إِلَيْهِ الشَّيءَ، بالمدِّ،} إيتَاء: (ساقَهُ وجَعَلَه {يَأْتِي إِلَيْهِ (} وآتَى (فلَانا شَيْئا إيتَاء: (أَعْطاهُ إيَّاهُ؛ وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: { {وأُوتِيَتُ مِن كلِّ شيءٍ} : أَرادَ، واللَّهُ أَعْلَم،} أُوتِيْتَ مِن كلِّ شيءٍ شَيْئا. وقَوْلُه تعالَى: {! ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ} . وَفِي الصِّحاح: {آتاهُ أَتَى بِهِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {} آتِنا غَداءَنا} ، أَي {ائْتِنا بِهِ.
قُلْتُ: فَهُوَ بالمدِّ يُسْتَعْملُ فِي الإعْطاءِ وَفِي} الإتْيانِ بالشيءِ.
وَفِي الكشافِ: اشْتَهَرَ {الإيتاءُ فِي مَعْنى الإعْطاءِ وأَصْلُه الإحْضارُ.
وقالَ شيْخُنا: وذَكَرَ الرّاغبُ أَنَّ الإيتاءَ مَخْصوصٌ بدَفْعِ الصَّدقَةِ؛ قالَ: وليسَ كَذَلِكَ فقد وَرَدَ فِي غيرِهِ: ك {} آتَيْناهُ الحُكْمَ} ، {وآتَيْناهُ الكِتابَ، إلاَّ أَنْ يكونَ قَصَد المَصْدَر فَقَط.
قُلْتُ: وَهَذَا غَيْرُ سَديدٍ، ونَصُّ عِبارَتِهِ: إلاَّ أَنَّ الإيتاءَ خُصَّ بدَفْعِ الصَّدَقَةِ فِي القُرْآنِ دُونَ الإعْطاء قالَ تعالَى: {ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ} . {} وآتُوا الزَّكاةً} ؛ ووَافَقَه على ذلِكَ السَّمين فِي عمدَةِ الحفَّاظِ، وَهُوَ ظاهِرٌ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ، فتأَمَّل.
ثمَّ بَعْدَ مدَّةٍ كَتَبَ إليَّ مِن بلدِ الخليلِ صاحِبُنا العلاَّمَة الشَّهاب أَحْمَدُ بنُ عبْدِ الغنيّ التَّمِيميّ إمامُ مَسْجده مَا نَصّه: قالَ ابنُ عبْدِ الحقِّ السّنباطيّ فِي شرْحِ نظمِ النقاية فِي علْمِ التَّفْسِيرِ مِنْهُ مَا نَصّه: قالَ الخويي: والإِعْطاءُ {والإِيتاءُ لَا يَكادُ اللُّغويُّونَ يُفَرِّقُونَ بَيْنهما، وظَهَرَ لي بَيْنهما فَرْقٌ يُنْبىءُ عَن بلاغَةِ كِتابِ اللَّهِ، وَهُوَ أَنَّ الإيتاءَ أَقْوَى مِنَ الإعْطاءِ فِي إثْباتِ مفْعولِه، لأنَّ الإعْطاءَ لَهُ مُطاوِعٌ بخِلافِ الإيْتاءِ، تقولُ: أَعْطاني فعطوت، وَلَا يقالُ} آتَاني فَأتيت، وإنَّما يقالُ آتَاني فأَخَذْتُ، والفِعْلُ الَّذِي لَهُ مُطاوِعٌ أَضْعَفُ فِي إثْباتِ مَفْعولِه ممَّا لَا مُطاوِعَ لَهُ، لأنَّك تقولُ قَطَعْته فانْقَطَعَ، فيدلُّ على أَنَّ فِعْلَ الفاعِلِ كانَ مَوْقوفاً على قُبولِ المَحلِّ، لولاه مَا ثَبَتَ المَفْعُولُ، وَلِهَذَا لَا يصحُّ قَطَعْته فَمَا انْقَطَعَ، وَلَا يصحُّ فيمَا لَا مُطاوعَ لَهُ ذَلِك؛ قالَ: وَقد تَفَكَّرْت فِي مَواضِع مِنَ القُرْآنِ فوَجَدْت ذلِكَ مُراعىً، قالَ تَعَالَى: { {تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} ، لأنَّ المُلْكَ شيءٌ عَظيمٌ لَا يُعْطاهُ إلاَّ مَنْ لَهُ قُوَّةٌ؛ وقالَ: {إنَّا أَعْطَيْناكَ الكَوْثَرَ} ، لأنَّه مورود فِي المَوْقفِ مُرْتَحِل عَنهُ إِلَى الجنَّة، انتَهَى نَصُّه.
قُلْتُ: وَفِي سِياقِه هَذَا عْندَ التأَمُّل نَظَرٌ والقاعِدَةُ الَّتِي ذَكَرَها فِي المُطاوَعَةِ لَا يَكادُ ينسحبُ حُكْمُها على كلِّ الأَفْعالِ، بل الَّذِي يُظْهِرُ خِلافَ مَا قالَهُ فإنَّ الإعْطاءَ أَقْوَى مِنَ الإيتاءِ، وَلذَا خَصَّ فِي دفْعِ الصَّدَقاتِ الإيتاءَ ليكونَ ذلِكَ بسُهولَةٍ من غَيْرِ تَطَلّعٍ إِلَى مَا يَدْفَعه، وتَأَمَّل سائِرَ مَا وَرَدَ فِي القُرْآنِ تَجِدُ مَعْنَى ذلِكَ فِيهِ، والكَوْثَرُ لمَّا كانَ عَظِيماً شَأْنَهُ غَيْر داخِلٍ فِي حِيطَةِ قدْرَةٍ بَشَريَّةٍ اسْتُعْمِل الإعْطاءُ فِيهِ. وكَلامُ الأئمَّة وسِياقُهم فِي الإيتاءِ لَا يُخالِفُ مَا ذَكَرْنا، فتأَمَّل وَالله أَعْلَم.
(وآتَى (فلَانا: جازَاهُ؛ وَقد قُرِىءَ قَوْلُه تَعَالَى: {وَإِن كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ} أَتَيْنا بهَا} ، بالقَصْر والمدِّ، فعلى القَصْرِ جئْنا، وعَلى المدِّ أَعْطَينا، وقيلَ: جازَيْنا، فإنْ كانَ آتَيْنا أَعْطَيْنا فَهُوَ أَفْعَلْنا، وَإِن كانَ جازَيْنا فَهُوَ فاعَلْنا.وقَوْلُه تَعَالَى: {وَلَا يُفْلِحُ الساحِرُ حيثُ أَتَى} ، قَالُوا فِي مَعْناه: (أَي حيثُ كانَ) ، وقيلَ: مَعْناه حيثُ كانَ الساحِرُ يجبُ أَنْ يُقْتَلَ، وكَذلِكَ مَذْهَبُ أَهْلِ الفِقْه فِي السَّحَرةِ.
(وطريقٌ {مِئْتاةٌ، بالكسْرِ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ} مِئْتاءٌ؛ (عامِرٌ واضِحٌ؛ هَكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَب بالهَمْزِ قالَ: وَهُوَ مِفْعالٌ مِن {أَتَيْت، أَي} يَأْتِيه الناسُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (لَوْلَا أنَّه وَعْدٌ حَقُّ وقولٌ صِدْقٌ وطريقٌ مِئتاةٌ لحَزَنَّا عليكَ يَا إبراهيمَ) ؛ أَرادَ أَنَّ المْوتَ طَريقٌ مَسْلوكٌ، يَسْلُكُهُ كلُّ أَحدٍ.
قالَ السَّمين: وَمَا أَحْسَن هَذِه الاسْتِعارَة وأَرْشَق هَذِه الإشارَة.
ورَوَاهُ أَبو عبيدٍ فِي المُصَنَّفِ: طريقٌ {مِيتَاء بغيرِ هَمْزٍ، جَعلَه فِيعالاً.
قالَ ابنُ سِيدَه: فِيعالٌ مِن أَبْنيةِ المَصادِرِ،} ومِيتاءُ ليسَ مَصْدراً إنَّما هُوَ صفَةٌ، فالصَّحِيحُ فِيهِ مَا رَوَاهُ ثَعْلَب وفَسَّره قالَ: وَكَانَ لنا أَنْ نقولَ إنَّ أَبا عبيدٍ أَرادَ الهَمْزَ فتَرَكَه إلاَّ أَنَّه عَقَدَ البابَ بِفِعْلاءَ ففَضَحَ ذاتَه وأَبانَ هِنَاتِه.
(وَهُوَ مُجْتَمَعُ الطَّريقِ أَيْضاً، كالمِيدَاءَ.
وقالَ شَمِرٌ مَحجَّتُه، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لحميدٍ الأَرْقَط:
إِذا انْضَزَّ مِئتاءُ الطَّريقِ عليهمامَضَتْ قُدُماً برح الحزامِ زَهُوقُ (و) {المِيتاءُ: (بمعْنَى التِّلْقاءِ. يقالُ: دارِي} بمِيتاء دارِ فُلانٍ ومِيداءِ دارِ فُلانٍ، أَي تِلْقاءَ دارِهِ.
وبَنى القَوْمُ دارَهُم على مِيتاءٍ واحِدٍ ومِيداءٍ واحِدٍ.
( {ومَأْتَى الأَمْرِ} ومَأْتاتُهُ: جِهَتُه ووَجْهُه الَّذِي {يُؤْتَى مِنْهُ. يقالُ: أَتَى الأمْرَ من} مَأْتاتِهِ، أَي {مَأْتاهُ، كَمَا تقولُ: مَا أَحْسَنَ مَعْناةُ هَذَا الكَلامِ، تُريدُ مَعْناهُ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ،، وأَنشَدَ للرَّاجزِ:
وحاجةٍ كنتُ على صُِماتِهاأَتَيْتُها وحْدِي على} مَأْتاتِها ( {والإِتَى، كرِضاً؛ وضَبَطَه بعضٌ كعَدِيَ، (} والأَتاءُ، كسَماءٍ، وضَبَطَه بعضٌ ككِساءٍ: (مَا يَقَعُ فِي النَّهْرِ من خَشَبٍ أَو وَرَقٍ، ج آتاءُ، بالمدِّ.
( {وأُتِيٌّ، كَعُتِيّ، وكلُّ ذَلِكَ مِن} الإتْيانِ. (وَمِنْه: (سَيْلٌ {أُتِيٌّ} وأَتاوِيٌّ إِذا كانَ لَا يُدْرَى مِن أَيْنَ أَتى، وَقد (ذُكِرَ قَرِيباً، فَهِيَ واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ.
( {وأَتِيَّةُ الجُرْحِ، كعَلِيَّةٍ، (} وإِتِّيَّتُهُ، بكسْرٍ فتَشْــديدِ تاءٍ مكْسُورَةٍ وَفِي بعضِ النسخِ آتِيَتُه بالمدِّ؛ (مادَّتُه وَمَا {يَأْتِي مِنْهُ؛ عَن أَبي عليَ، لأنَّها} تَأْتِيهِ مِن مَصَبِّها.
( {وأَتَى الأمْرَ والذَّنْبَ: (فَعَلَهُ.
(ومِن المجازِ: أَتَى (عَلَيْهِ الدَّهْرُ، أَي (أَهْلَكَهُ؛ وَمِنْه} الأَتوُ للمَوْتِ وَقد تقدَّمَ.
( {واسْتَأَتَتِ النَّاقَةُ} اسْتِئْتاءً: ضَبِعَتْ و (أَرادَتِ الفَحْلَ.
وَفِي الأساسِ: اغْتَلَمَتْ أَن {تُؤْتَى.
((و) } اسْتَأَتيَّ (زيْدٌ فلَانا: اسْتَبْطَأَهُ وسَأَلَهُ {الإتْيانَ. يقالُ: مَا} أَتَيْنا حَتَّى! اسْتَأَتَيْناكَ إِذا اسْتَبْطَؤُوهُ؛ كَمَا فِي الأساسِ؛ وَهُوَ عَن ابنِ خَالَوَيْه. (ورجُلٌ {مِيتاءٌ: مُجازٍ مِعْطاءٌ، مِن آتاهُ جازَاهُ وأَعْطَاهُ، فعلى الأوَّل فاعَلَهُ، وعَلى الثَّانِي: أَفْعَلَهُ، كَمَا تقدَّمَ.
(} وتَأَتَّى لَهُ: تَرَفَّقَ {وأَتَاهُ مِن وَجْهِه؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ الأصْمَعيِّ.
((و) } تَأَتَّى لَهُ (الأَمْرُ: تَهَيَّأَ وتَسَهَّلَتْ طَرِيقُه، قالَ:
تَأَتَّى لَهُ الخَيْرُ حَتَّى انْجَبَرْ وقيلَ: {التَّأَتِّي: التَّهَيؤُ للقِيامِ؛ وَمِنْه قَوْلُ الأَعْشى:
إِذا هِيَ} تَأَتَّى قَريب القِيام تَهادَى كَمَا قد رأَيْتَ البَهِيرا ( {وأَتَيْتُ الماءَ وللماءِ (} تَأْتِيَةً) ، على تَفْعِلَةٍ، ( {وتَأَتِّياً، بالتَّشْديدِ: (سَهَّلْتُ سَبِيلَه ووَّجَّهْتُ لَهُ مَجْرىً حَتَّى جَرَى إِلَى مَقارِّهِ. وَمِنْه حدِيثُ ظُبْيان فِي صفَةِ دِيارِ ثَمُود: (} وأَتَّوْا جَداوِلَها) ، أَي سَهَّلُوا طُرُقَ المِياهِ إِلَيْهَا.
وَفِي حدِيثٍ آخَر: رأَى رَجُلاً {يُؤَتِّي الماءَ إِلَى الأرضِ، أَي يُطَرِّق كأَنَّه جعَلَه يَأَتي إِلَيْهَا، وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ لأبي محمدٍ الفَقْعَسِيّ:
تَقْذِفهُ فِي مثلِ غِيطان النِّيهْفي كلِّ تِيهٍ جَدْول} تُؤَتِّيهْ ( {وأُتِيَ فلانٌ، كعُنِيَ: أَشْرَفَ عَلَيْهِ العَدُوُّ ودَنا مِنْهُ. ويقالُ:} أُتِيتَ يَا فُلان إِذا أُنْذِرَ عَدُوَّاً أَشْرَفَ عَلَيْهِ، نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.
( {وأَتَّى بمعْنَى حتَّى لُغَةٌ فِيهِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الأَتيْةُ: المرَّةُ الواحِدَةُ مِن الإِتيانِ.
! والمِيتاءُ، كالمِيداءِ، مَمْدُودَانِ: آخِرُ الغايَةِ حيثُ يَنْتهِي إِلَيْهِ جَرْيُ الخَيلِ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
ووَعْدٌ {مَأْتِيٌّ: أَي} آتٍ؛ كحجابٍ مَسْتُورٍ أَي ساتِرٍ، لأَنَّ مَا {أَتَيْته فقد أَتَاكَ.
قَالَ الجَوْهرِيُّ: وَقد يكونُ مَفْعولاً لأنَّ مَا} أَتاكَ مِن أَمْرِ اللَّهِ فقد أَتَيْتَه أَنْتَ، وإِنَّما شُدِّدَ لأنَّ واوَ مَفْعولٍ انْقَلَبَتْ يَاء، لكَسْرةِ مَا قَبْلها فأُدغِمَتْ فِي الياءِ الَّتِي هِيَ لامُ الفِعْلِ.
{وأتى الفَاحِشَةَ: تلَبَّسَ بهَا، ويُكَنَّى بالإتْيانِ عَن الوَطْءِ؛ وَمِنْه قَوْلُهُ تَعَالَى: {} أَتَأْتُونَ الذّكْران} ، وَهُوَ مِن أَحْسَنِ الكِنايَاتِ.
ورجُلٌ مَأْتِيُّ: {أَتَى فِيهِ، وَمِنْه قَوْلُ بعضِ المُولّدين:
يَأْتي} ويُؤْتَى ليسَ ينكرُ ذَا ولاهذا كَذلِكَ إبْرة الخيَّاطوقَوْلُه تَعَالَى: {أَيْنَما تكُونُوا {يأْتِ بكُم اللَّهُ جَمِيعاً} . قالَ أَبو إسْحاق: مَعْناهُ يُرْجِعُكُم إِلَى نَفْسِه.
وقَوْلُه، عزَّ وجلَّ: {} أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوه} ؛ أَي قَرُبَ ودَنا {إتْيانُه.
ومِن أَمْثالِهم:} مَأْتِيٌّ أَنْتَ أَيُّها السَّوادُ، أَي، لَا بُدَّ لَكَ مِن هَذَا الأَمْرِ.
{وأُتِيَ على يدِ فُلانٍ: إِذا هَلَك لَهُ مالٌ، قالَ الحُطيْئة:
أَخُو المَرْء} يُؤْتَى دونه ثمَّ يُتَّقَى بِزُبِّ الْلِّحَى جز الخُصى كالجَمامِحِقَوْلُه: أَخُو المَرْء، أَي أَخُو المَقْتُول الَّذِي يَرْضَى مِن دِيَّةِ أَخيهِ بِتُيوسٍ طَوِيلَة اللِّحَى، يعْنِي لَا خَيْر فيمَا دونه، أَي يُقْتَل ثمَّ يُتَّقَى بِتُيوسٍ، ويقالُ: يُؤْتَى دونه أَي يُذْهَبُ بِهِ ويُغْلَبُ عَلَيْهِ؛ وقالَ آخَرُ:
أَتَى دون حُلْوِ العَيشِ حَتَّى أَمرَّهنُكُوبٌ على آثارِهنَّ نُكُوبُأَي ذَهَبَ بحُلْوِ العَيْشِ.
وقَوْلهُ تَعَالَى: { {فأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهم مِن القَواعِدِ} ، أَي قَلَعَ بُنْيانَهم من قَواعِدِه وأَساسِه فهَدَمَه عَلَيْهِم حَتَّى أَهْلَكَهُم.
وقالَ السَّمين نَقْلاً عَن ابنِ الأَنْبارِي فِي تَفْسيرِ هَذِه الْآيَة: فأَتَى اللَّهُ مَكْرَهُم مِن أَجْله، أَي عَادَ ضَرَر المَكْر عَلَيْهِم، وَهل هَذَا مَجازٌ أَو حَقيقَةٌ؛ والمُرادُ بِهِ نمْرُوذ، أَو صَرْحه خَلافٌ، قالَ: ويُعَبَّرُ} بالإِتْيانِ عَن الهَلاكِ، كقَوْلهِ تَعَالَى: { {فأَتاهُمُ اللَّهُ من حيثُ لم يَحْتَسِبُوا} .
ويقالُ:} أَتى فلَان من مَأْمَنِه: أَي جاءَهُ الهَلاكُ مِن جهَةِ أَمْنه.
{وأُتِيَ الرَّجُل، كعُنِيَ: وَهِي وتغَيَّر عَلَيْهِ حِسُّه فتَوَهَّم مَا ليسَ بصَحِيحٍ صَحيحاً.
وفَرَسٌ أَتيٌّ} ومُسْتَأْتٍ {ومُؤَتَّى} ومُسْتَأْتَى، بغيْرِ هاءٍ: إِذا أَوْ دَقَتْ.
{وآتِ: مَعْناه هَاتِ، دَخَلَتِ الهاءُ على الألِفِ.
وَمَا أَحْسَنَ أَتْيَ يَدَي هَذِه الناقَة: أَي رَجْع يدَيْها فِي سَيْرِها.
وَهُوَ كرِيمُ} المُؤَاتاةِ جَميلُ المُوَاسَاةِ: أَي حَسَن المُطَاوَعَةِ.
{وآتَيْتُه على ذلِكَ الأَمْرِ: إِذا وَافَقْته وطاوَعْته. والعامَّةُ تقولُ:} وأَتَيْتُه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقيلَ: هِيَ لُغَةٌ لأهْلِ اليَمَنِ، جَعَلُوها واواً على تَخْفيفِ الهَمْزةِ.
وَمِنْه الحدِيثُ: (خَيْرُ النِّساءِ! المُؤاتِيَةُ لزَوْجِها) . {وتَأَتَّى لمَعْرُوفِه: تَعَرَّضَ لَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
وتَأَتَى لَهُ بِسَهْمٍ حَتَّى أَصَابَهُ: إِذا تَقَصَّدَه؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشرِيُّ.
} وأَتَّى اللَّهُ لفلانٍ أَمْرَه {تَأَتِيَةً هَيَّأَهُ.
ورجُلٌ} أَتِيٌّ: نافِذٌ {يتَأَتَّى للأُمورِ.
} وآتَتِ النَّخْلةُ {إِيتاءً: لُغَةٌ فِي} أَتَتْ.
{والأَتِي: النهيرُ الَّذِي دونَ السّرى؛ عَن ابنِ بَرِّي.

ملء

ملء


مَلُؤَ(n. ac. مَلَآء []
مَلَآءَة [] )
a. Was rich, opulent.
b.(n. ac. مَلَاْءَة) [& pass.
مُلِى^َ ], Had a cold.
مَلَّأَa. see I (a)b. [Fī], Drew with all his strength (bow).
c. [ coll. ], Went to the water
drew water.
مَاْلَأَ
a. [acc. & 'Ala], Helped, assisted in.
أَمْلَأَa. see II (b)b. Rendered rich.
c. Gave an influenza to.

تَمَلَّأَ
a. [Min], Was full of, filled with.
b. [acc. & Ila], Fixed upon (look).
c. see VIII (b)
تَمَاْلَأَ
a. ['Ala], Helped each other in.
إِمْتَلَأَa. see V (a)b. Became full, plump.

مَلْأَة []
a. Cloak.

مَلْأَى []
a. fem. of
مَلْءَاْنُ
مِلْء (pl.
أَمْلَآء [] )
a. Full measure; fulness.
b. Filling.

مِلْأَة []
a. Manner of filling.
b. Surfeit.

مُلْأَة []
a. see 24t (a)
مَلَأ (pl.
أَمْلَاْء)
a. Assembly; multitude; audience.
b. The great; the chief men; the nobles.
c. Consultation. deliberation.
d. Disposition; manners.
e. Opinion.
f. Concupiscence, coveting.
g. Desert; plain.

مَالِى^ []
a. Filling.
b. Majestic, imposing.

مَلَآء []
a. Opulence, wealth; plentifulness; plenitude.

مَلَآءَة []
a. see 22
مِلَآء []
a. see 2 (a)
مِلَاءَة []
a. see 24t (b)
مُلَآء []
a. see 24t (a)
مُلَآءَة []
a. Cold, influenza.
b. Cloak, mantle; veil.

مَلِيْء [] (pl.
مِلَاْء مُلَأَآءُأَمْلِئَآء [] )
a. Rich, wealthy, opulent; solvent.

مَلَّآء []
a. [ coll. ], Drawer of water;
water-carrier.
مَلْآن [] (pl.
مِلَاْء)
a. Full.

مَمْلُوْء [ N.
P.
a. I], Filled; full.
b. Suffering from influenza.

مُمْتَلِى^ [ N.
Ag.
a. VIII]
see N. P.
مَلڤءَ
(a).
إِمْتِلَآء [ N.
Ac.
a. VIII], Surfeit.

مِلَآيَة
a. [ coll. ]
see 24t (b)
مِلْء الكَفّ
a. Handful.

مَلَأَ مِنْهُ الأَرْض
a. He sounded his praises everywhere.

مَلَأَ عَلَيْهِ الأَرْض
a. He thwarted him in every possible way.

تَمَلَّأَ عَيْظًا
إِمْتَلَأَ عَيْظًا
a. He was full of anger.

إِسْتَمْلَأَ فِى الدَّيْن
a. He invested his money securely, safely.
يَنَامَ مِلْءَ الجَفْن
a. He sleeps peacefully.
م ل ء

ملأت الوعاء وملأته، وهو ملان، وغرارة ملأى، وأوعية وغرائر ملاء، وامتلا بطنه وتملأ من الطعام والشراب، وأعطني ملء القدح وملأيه وثلاثة أملائه. وحجر ملء الكف، وحجارة أملاء الأكفّ. قالت امرأة من بني حنيفة:

فإن تمنعوا منا السلاح فعندنا ... سلاح لنا لا يشترى بالدراهم

جلاميد أملاء الأكفّ كأنها ... رءوس رجال حلقت بالمواسم

وتملأت: لبست الملاءة.

ومن المجاز: نظرت إليه فملأت منه عيني، وهو يملأ العين حسناً. قال النمر:

ألم ترها تريك غداة قامت ... بملء العين من كرم وحسن

وهو ملآن من الكرم، ومليء رعباً وملّيء، وقرىء " ولملئت منهم رعباً " وامتلأ غيظاً. وتملأ شبعاً. وسمعتهم يقولون: فلان ملأ ثيابي إذا رشّش عليه طيناً أو دماً أو غيرهما. وملأ النزع في قوسه وأملأه. ومليء الرجل فهو مملوء، وبه ملأة وهي ثقل يأخذ في الرأس وزكمة من املاء المعدة. ومالأه: عاونه ممالأة، وأصلها المعاونة في الملء ثم عمّت كالإحلاب. وقام به الملأ والأملاء: الأشراف الذين يتمالئون في النوائب. وأحسنوا ملأً: ممالأةً. قال:

وقال لها الأملاء من كلّ معشر ... وخير أقاويل الرجال سديدها

وقال:

وإن يك خير يحسنوا ملأ به ... وإن يك شرّ يشربوه تحاسيا

وما كان هذا الأمر عن ملإ منا أي ممالأة ومشاورة، ومنه: هو مليء بكذا: مضطلع به، وقد ملؤ به ملاءة وهم مليؤن به وملاء، وعليها ملاءة الحسن. قال ابن ميّادة:

بذتهم ميّالة تميد ... ملاءة الحسن لها جديد

وجمش فتى من العرب حضرية فتشــاحت عليه فقال لها: والله مالك ملاءة الحسن ولا عموده ولا برنسه فما هذا الامتناع؟ ملاءته: البياض، وعموده: الطول، وبرنسه: الشعر. وقال ذو الرمة:

أقامت به حتى ذوى العود في الثرى ... وساق الثريّا في ملاءته الفجر

أي طلعت مع بياض الفجر. وقال:

وكان لوصل الغانيات ملاءة ... تملأنها عصراً ودهراً من الدهر

بلي

(بلي) الثَّوْب بلَى وبلاء رث وَالدَّار وَنَحْوهَا فنيت

بلي


بَلَى(n. ac. بِلًى [ ])
a. Was worn out, used up, consumed.

أَبْلَيَa. Wore out, used up, consumed.

بِلْيa. see 21
بَاْلِيa. Worn out, wasted, decayed; consumed.

بَلِيّa. Wearied, jaded, exhausted.

بِلًى
a. Worn, wasted; wear; wear and tear.

بَلَى
a. Yes, Yea, verily.

بَمّ
P. (pl.
بُلُوْي)
a. Bass-note (music).
بِمَ
a. Why? Wherefore?

بِمَاأَن
a. Because.
ب ل ي : بَلِيَ الثَّوْبُ يَبْلَى مِنْ بَابِ تَعِبَ بِلًى بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ وَبَلَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ خَلُقَ فَهُوَ بَالٍ وَبَلِيَ الْمَيِّتُ أَفْنَتْهُ الْأَرْضُ.

وَبَلَاهُ اللَّهُ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ يَبْلُوهُ بَلْوًا وَأَبْلَاهُ بِالْأَلِفِ وَابْتَلَاهُ ابْتِلَاءً بِمَعْنَى امْتَحَنَهُ وَالِاسْمُ بَلَاءٌ مِثْلُ: سَلَامٍ وَالْبَلْوَى وَالْبَلِيَّةُ مِثْلُهُ.

وَبَلَى حَرْفُ إيجَابٍ فَإِذَا قِيلَ مَا قَامَ زَيْدٌ وَقُلْتَ فِي الْجَوَابِ بَلَى فَمَعْنَاهُ إثْبَاتُ الْقِيَامِ وَإِذَا قِيلَ أَلَيْسَ كَانَ كَذَا وَقُلْتَ بَلَى فَمَعْنَاهُ التَّقْرِيرُ وَالْإِثْبَاتُ وَلَا تَكُونُ إلَّا بَعْدَ نَفْيٍ إمَّا فِي أَوَّلِ الْكَلَامِ كَمَا تَقَدَّمَ وَإِمَّا فِي أَثْنَائِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} [القيامة: 3] {بَلَى} [القيامة: 4] وَالتَّقْدِيرُ بَلَى نَجْمَعُهَا وَقَدْ يَكُونُ مَعَ النَّفْيِ اسْتِفْهَامٌ وَقَدْ لَا يَكُونُ كَمَا تَقَدَّمَ فَهُوَ أَبَدًا يَرْفَعُ حُكْمَ النَّفْيِ وَيُوجِبُ نَقِيضَهُ وَهُوَ الْإِثْبَاتُ.

وَقَوْلُهُمْ لَا أُبَالِيه وَلَا أُبَالِي بِهِ أَيْ لَا أَهْتَمُّ بِهِ وَلَا أَكْتَرِثُ لَهُ وَلَمْ أُبَالِ وَلَمْ أُبَلِ لِلتَّخْفِيفِ كَمَا حَذَفُوا الْيَاءَ مِنْ الْمَصْدَرِ فَقَالُوا لَا أُبَالِيه بَالَةً وَالْأَصْلُ بَالِيَةٌ مِثْلُ: عَافَاهُ مُعَافَاةً وَعَافِيَةً قَالُوا وَلَا تُسْتَعْمَلُ إلَّا مَعَ الْجَحْدِ وَالْأَصْلُ فِيهِ قَوْلُهُمْ تُبَالِي الْقَوْمُ إذَا تَبَادَرُوا إلَى الْمَاءِ الْقَلِيلِ فَاسْتَقَوْا فَمَعْنَى لَا أُبَالِي: لَا أُبَادِرُ إهْمَالًا لَهُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ مَا بَالَيْتُ بِهِ مُبَالَاةً وَالِاسْمُ الْبِلَاءُ وِزَانُ كِتَابٍ وَهُوَ الْهَمُّ الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ نَفْسَكَ. 
[ب ل ي] بَلِيَ الثَّوْبُ بِلىً وَبَلاءً وَأَبْلاهُ هُو قالَ

(والمرءُ يُبْلِيهِ بَلاَءَ السِّربَالْ ... )

أَرَادَ إِبْلاءَ السَّرْبْاَلِ أَو أَرَادَ فَيَبْلَى بَلاءَ السَّرْبَالْ وَبَلاهُ كأَبْلاهُ قالَ العُجَيْرُ السَّلُولِيُّ

(وَقَائِلَةٍ هذا العُجَيْرُ تَقَلَّبَتْ ... بِهِ أَبْطُنٌ بَلَّيْنَهُ وظُهُورُ)

(رَأَتْنِي تَحَادَبْتُ وَمنْ يَكُنْ ... فَتًى عَامَ عَامَ الماءِ فهو كَبِيرُ)

وقالَ ابنُ أَحْمَرَ

(لَبِسْتُ أَبِي حَتَّى تَمَلَّيْتُ عُمْرَهُ ... وَبَلَّيْتُ أَعْمَامِيْ وَبَلَّيْتُ خَالِيَا)

يُرِيدُ أَنِّي عِشْتُ المُدَّةَ الَّتِي عَاشَهَا أَبِي وقِيلَ عَامَرْتُهُ طُوْلَ حَيَاتِهِ وَبَلاَّهُ السَّفَرُ وَبَلَّى عَلَيْهِ أَنشدَ ابن الأَعْرَابِيّ

(قَلُوصَانِ عَوْجَاوَانِ بلى عَلَيْهِمَا ... دَءُوْبُ السُّرَى ثُمَّ اقْتِرَاحُ الهَوَاجِر)

وَأَبْلاهُ كذلِكَ وَفُلانٌ بِلْيُ أَسْفَارٍ إِذَا كانَ قَدْ بَلاَّه السَّفَرُ والهَمُّ وَنَحْوُهُمَا وَجَعَلَ ابنُ جِنِّيٍّ اليَاءَ في هَذَا بَدَلاً مِنَ الوَاوِ وَلِضَعْفِ حَجْرِ اللامِ كَمَا تَقَدَّمَ في قَوْلِهِم فُلانٌ مِنْ عِلْيَةِ النَّاسِ وَهُوَ بِذِي بَلَّيْ وبِلَّيْ وَبَلِيٍّ وَبِلِيٍّ وَبِلِّيَانٍ وَبَلَيَانٍ بِفَتْحِ البَاءِ واللامِ إِذَا بَعُدَ عَنْكَ حَتَّى لا تَعْرِفَ مَوْضِعَهُ وَقَالَ ابنُ جِنِّيٍّ قَوْلُهُم أَتَى عَلَى ذِي بِلِّيَانَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ هُوَ عَلَمٌ للبُعْدِ وَقَوْلُه

(يَنَامُ وَيَذْهَبُ الأَقْوَامُ حَتَّى ... يُقَالَ أَتَوا عَلَى ذِي بِلَيَانٍ)

فَإِنَّهُ صَرَفَهُ عَلَى مَذْهَبِهِ للضَّرُورَةِ وفي حَدِيثِ خَالِدِ بن الوَلِيد إِذَا كانَ النَّاسُ بِذِي بَلِيٍّ أَرَادَ تَفَرُّقَهُمْ وَأَنْ يَكُونُوا طَوَائِفَ والبَلِيَّةُ النَّاقَةُ يَمُوتُ رَبُّهَا فَتُشَــدُّ عند قَبْرِه حَتَّى تَمُوتَ وَتَبْلَى وبَلِيٌّ اسمُ قَبِيْلَةٍ
بلي
: (ي} بَلِيَ الثَّوْبُ، كرَضِيَ، {يَبْلَى) .
(قالَ شيْخُنا: جَرَى على خِلافِ قواعِدِه فإنَّه وَزَنَ الفِعْل برَضِيَ فدَلَّ على أنَّه مَكْسورُ المَاضِي مَفْتوحُ المُضارِع، ثمَّ أَتْبَعَه بالمُضارِعِ فدَلَّ على أنَّه كضَرَبَ، وَالثَّانِي لَا قائِلَ بِهِ، فَهِيَ زِيادَةٌ مفسدَةٌ.
(} بِلىً) ، بالكسْرِ والقَصْرِ، ( {وبَلاءً) ، بالفتْحِ والمدِّ وقَضيَّة يَقْتَضي الفَتْح فيهمَا وليسَ كَذلِكَ.
قالَ الجَوْهريُّ: إنْ كَسَرْتَها قَصَرْتَ، وَإِن فَتَحْتَها مَدَدْتَ.
قُلْتُ: ومثْلُه القِرَى والقَراءُ والصِّلى والصَّلاءُ.
(} وأبْلاهُ هُوَ) ؛) وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للعجَّاجِ: والمَرْءُ {يُبْلِيهِ} بَلاءَ السِّرْبالْ
كرُّ اللَّيَالِي واخْتِلافُ الأَحْوالْويقالُ للمُجِدِّ: {أَبْلِ ويُخْلِفُ الله.
قُلْتُ: وقَوْلُ العجَّاجِ: بَلاءَ السِّرْبالْ، أَي} إبْلاء السِّرْبال، أَو فيَبْلى بَلاءَ السِّرْبال.
( {وبَلاَّهُ) ، بالتَّشْديدِ؛ وَمِنْه قولُ العُجَيْر السَّلولي:
وقائِلَةٍ هَذَا العُجَيْرُ تَقَلَّبَتْ
بهِ أَبْطُنٌ} بَلَّيْنَهُ وظُهوررَأَتنِي تَجاذَبْتُ العَدَاةَ ومَنْ يَكُنْ
فَتىً عامَ عامَ عَام فَهْوَ كَبيروأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
قَلُوصانِ عَوْجاوانِ {بَلَّى عَليهِما
دُؤوبُ السُّرَى ثمَّ اقْتِداحُ الهَواجِر (وَفُلَان} بلْيُ أَسْفارِ {وبلْوُها) ، بكسْر الباءِ فيهمَا: (أَي} بَلاَهُ الهَمُّ والسَّفَرُ والتَّجارِبُ) .
(وَالَّذِي فِي الصِّحاحِ والأَساسِ: ناقَةٌ {بِلْوُ سَفَرٍ} وبِلْيُ سَفَرٍ للَّتي قد {أَبْلاَها السَّفَرُ؛ والجَمْعُ} أَبْلاءٌ؛ وأَنْشَدَ الأَصْمعيُّ:
ومَنْهَلٍ من الأَنِيس نائي شَبيهِ لَوْنِ الأَرْضِ بالسَّماءِ داوَيْتُه برُجَّعٍ أَبْلاءِ قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُ جَنْدَل بنِ المُثَنَّى.
زادَ ابنُ سِيدَه: وكَذلِكَ الرَّجُلُ والبَعيرُ.
فكأنَّ المصنِّفَ أَخَذَه مِن هُنَا، وزادَ كابنِ سِيدَه الهَمّ والتَّجارِبَ وَلم يَشِرْ إِلَى الناقَةِ أَو البَعيرِ، وَلَا إِلَى الجَمْعِ وَهُوَ قُصُورٌ. كَمَا أنَّ الجَوْهرِيَّ لم يَذْكر الرّجلَ واقْتَصَر على {بَلاهُ السَّفَر.
(و) رجُلٌ (} بِلْيُ شَرَ) أَو خَيْرٍ ( {وبِلْوُهُ) :) أَي (قَوِيٌّ عَلَيْهِ} مُبْتَلىً بِهِ.
(و) هُوَ ( {بِلْوٌ} وبِلْيٌ مِن {أَبْلاءِ المالِ) :) أَي (قَيِّمٌ عَلَيْهِ) ؛) يقالُ ذلِكَ للرَّاعي الحَسَنِ الرِّعْيَة، وكَذلِكَ هُوَ حِبْلٌ مِن أَحْبالِها، وعِسْلٌ مِن أَعْسالِها؛ وزِرٌّ مِن أَزْرارِها؛ قالَ عمرُ بن لَجأٍ:
فصادَفَتْ أَعْصَلَ من} أَبْلائِها
يُعْجِبُه النَّزْعَ إِلَى ظمائِهاقُلِبَتِ الواوُ فِي كلِّ ذلِكَ يَاء للكسْرَةِ، وضعْفِ الحاجِزِ فصارَتِ الكسْرَةُ كأَنَّها باشَرَتِ الواوَ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وجَعَلَ ابنُ جنِّي الياءَ فِي هَذَا بَدَلا مِن الواوِ لضعْفِ حجزِ اللامِ كَمَا سيُذْكَر فِي قوْلِهم: فلانٌ من عِلْيَةِ الناسِ.
(و) يقالُ: (هُوَ بِذِي {بَلَّى، كحَتَّى) ، الجارَّةِ، (وإلاَّ) الاسْتِثْنائِيَّة، (ورَضِيَ ويُكْسَرُ،} وبَلَيانٍ، محرَّكةً، و) بِذِي {بِلِيَّانٍ، (بكَسْرَتَيْن مُشددةَ الثَّالثِ) ، وَكَذَا بتَشْديدِ الثَّانِي وَقد مَرَّ فِي اللامِ؛ وأَنْشَدَ الكِسائيُّ فِي رجلٍ يطيلُ النَّومَ:
تَنامُ ويَذْهَبُ الأَقْوامُ حَتَّى
يُقالَ أَتَوْا على ذِي} بِلّيان ِيقالُ ذلِكَ (إِذا بَعُدَ عَنْك حَتَّى لَا تَعْرِفَ مَوْضِعَهُ) .
(وقالَ الكِسائيُّ فِي شرْحِ البيتِ المَذْكورِ: يعْنِي أنَّه أَطالَ النَّوْمَ ومَضَى أَصْحابُه فِي سَفَرِهم حَتَّى صارُوا إِلَى المَوْضِعِ الَّذِي لَا يَعْرِف مَكانَهم مِن طُولِ نَوْمِه.
قالَ ابنُ سِيدَه: وصَرَفَه على مَذْهَبِه.
وقالَ ابنُ جنِّي قَوْلُهم أَتَى على ذِي بِلِيَّانَ غَيْر مَصْروفٍ وَهُوَ عَلَم البعدِ.
وَفِي حدِيث خالِدِ بن الوَلِيدِ: (وَلَكِن ذاكَ إِذا كانَ الناسُ بِذِي {بَلِيٍّ وذِي بَلّى) .
قالَ أَبو عبيدٍ: أَرادَ تفرّقَ الناسِ وأَن يكُونوا طَوائِفَ وفِرقاً مَعَ غيرِ إمامٍ يَجْمعُهم، وكَذلِكَ كُلّ مَنْ بَعُدَ عنْكَ حَتَّى لَا تَعْرِفَ مَوْضِعَه فَهُوَ بذِي بلّيَ، وجعلَ اشْتِقاقَه مِن بَلَّ الأَرض: إِذا ذَهَبَ، أَرادَ ضِياعَ أُمورِ الناسِ بَعْده؛ وَقد ذُكِرَ هَذَا الحدِيثُ فِي بثن، وتقدَّمَ زِيادَة تَحْقيق فِي بَلل.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: يقالُ: فلانٌ بِذِي بِليَ وذِي} بِليَّان إِذا كانَ ضائِعاً بعِيداً عَن أَهْلِه.
( {والبَلِيَّةُ) ، كغنِيَّةٍ: (النَّاقَةُ) الَّتِي (يموتُ رَبُّها فَتُشَــدُّ عندَ قبرِهِ) فَلَا تُعْلَفُ وَلَا تُسْقَى (حَتَّى تموتَ) جُوعاً وعَطَشاً، أَو يُحْفَرُ لَهَا وتُتْرَكُ فِيهَا إِلَى أَنْ تَموتَ، لأنَّهم (كَانُوا يقولونَ: صاحِبُها يُحْشَرُ عَلَيْهَا) .
(وَفِي الصِّحاحِ: كَانُوا يزْعمُونَ أنَّ الناسَ يُحْشَرُونَ ركباناً على} البَلايَا، ومُشاةً إِذا لم تُعْكَس مَطايَاهُم عنْدَ قُبورِهم، انتَهَى.
وَفِي حدِيثِ عبْدِ الرزَّاقِ: كَانُوا فِي الجاهِلِيَّةِ يَعْقِرُونَ عندَ القبْرِ بَقَرةً أَو ناقَةً أَو شَاة ويُسمُّونَ العَقِيرَةَ! البَلِيَّة.
وقالَ السَّهيلي: وَفِي فِعْلِهم هَذَا دَلِيلٌ على أنَّهم كَانُوا يرونَ فِي الجاهِلِيَّةِ البَعثَ والحَشْرَ بالأَجْسادِ، وهُم الأَقَلّ، وَمِنْهُم زُهَيْرٌ.
وأَوْرَدَ مثْلَ ذلِكَ الخطابيُّ وغيرُهُ. (وَقد {بُلِيَتْ، كعُنِيَ) ، هَكَذَا فِي النسخِ، وَالَّذِي فِي المُحْكَم: قالَ غَيْلان الرَّبعِيّ:
باتَتْ وباتُوا} كَبَلايا {الأَبْلاءْ
مطلنفئين عِندَها كالأَطْلاءيَصِفُ حَلْبَة قادَها أَصْحابُها إِلَى الغايَةِ، وَقد بُلِيَتْ، فقَوْلُه: وَقد} بُلِيَتْ إنَّما مرْجعُ ضَمِيره إِلَى الحَلْبة لَا إِلَى البَلِيَّة كَمَا زَعَمَه المصنِّف، فتأَمَّل ذلِكَ.
( {وبَلِيٌّ، كرَضِيَ؛) قالَ الجَوْهرِيُّ: فَعِيل؛ (قَبيلَةٌ م) مَعْروفَةٌ، وَهُوَ ابنُ عَمْرو بن الحافي بن قُضاعَةَ، (وَهُوَ} بَلَوِيٌّ) ، كعَلَوِيَ، مِنْهُم فِي الصَّحابَةِ، وَمن بعْدِهم خَلْقٌ كَثيرٌ يُنْسَبُونَ هَكَذَا.
( {وبَلْيانَةُ) ، بفتْحٍ فسكونٍ: (د بالمَغْرِبِ) .) وضَبَطَه الصَّاغانيُّ بالكسْرِ، وقالَ: بالأَنْدَلُسِ.
(} وابْتَلَيْتُهُ: اخْتَبَرْتُه) وجَرَّبْتُه.
(و) {ابْتَلَيْتُ (الرَّجُلَ} فأَبْلانِي) :) أَي (اسْتَخْبَرْتُه فأَخْبَرَني) .
(قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: {أَبْلَى بمعْنَى أَخْبَرَ؛ وَمِنْه حدِيثُ حذيفَةَ: (لَا} أُبْلي أَحداً بَعْدَك أَبَداً) ، أَي لَا أُخْبِرُ، وأَصْلُه مِن قَوْلِهم: أَبْلَيْتُ فلَانا يَمِيناً.
(و) {ابْتَلَيْتُه: (امْتَحَنْتُه واخْتَبَرْتُه) ؛) هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ: اخْتَرْتُه؛ وَمِنْه حدِيثُ حذيفَةَ: (أَنَّه أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فتَدَافَعُوها فتَقَدَّمَ حديفةُ فلمَّا سَلَّم مِن صلاتِهِ قَالَ:} لتَبْتَلُنَّ لَهَا إِمَامًا أَو لتُصَلُّنَّ وُحْداناً) .
قالَ شَمِرٌ: أَي لتَخْتارُنَّ لَهَا إِمَامًا، وأَصْلُ {الابْتِلاءِ الاخْتِبار؛ (} كَبَلَوْتُه {بَلْواً} وبَلاءً) .
(قالَ الرَّاغبُ: وَإِذا قيلَ ابتلى فلانٌ كَذَا! وأَبَلاَهُ فذلِكَ يَتَضَمَّنُ أَمْرَيْن: أَحَدُهما: تَعَرّفُ حالهُ والوُقُوفُ على مَا يُجْهَلُ مِن أَمْرِه؛ وَالثَّانِي: ظهورُ جودَتِه ورَداءَتِه، ورُبَّما قُصِدَ بِهِ الأَمْران، ورُبَّما يُقْصَدُ بِهِ أَحَدُهما، فَإِذا قيلَ فِي الله {بَلَى كَذَا أَو} ابْتَلاه، فليسَ المُراد مِنْهُ إلاَّ ظُهُور جودَتِه ورَداءَته دونَ التَّعرُّفِ لحالِهِ والوُقُوفِ على مَا يجهَلُ مِنْهُ، إِذْ كانَ اللَّهُ علاَّمَ الغُيوبِ، وعَلى هَذَا قَوْلُه تَعَالَى: {وَإِذا {ابْتَلَى إِبْرَاهِيم ربه بكلماتٍ فأَتَمَّهُنَّ} .
(والاسْمُ} البَلْوَى {والبَلِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ؛ كَذَا بخطِّ الصّقليّ فِي نسخةِ الصِّحاحِ، وبخطِّ أَبي زكريَّا} البِلْيَة بالكسْرِ؛ ( {والبِلْوَةُ، بالكسْرِ) كَمَا فِي الصِّحاحِ أَيْضاً، وجَمَعَ بعيْنهما ابنُ سِيدَه زادَ:} والبَلاءُ.
(والبَلاءُ: الغَمُّ كأنَّه {يُبْلي الجِسْمَ) ، نَقَلَهُ الرَّاغبُ؛ قالَ: (والتَّكْليفُ} بَلاءٌ) مِن أَوْجُهٍ، (لأنَّه شاقٌّ على البَدَنِ) ، فصارَ بِهَذَا الوَجْه بَلاءٌ، (أَو لأنَّه اخْتِبارٌ) ، وَلِهَذَا قالَ تَعَالَى: { {ولنَبْلونَّكُم حَتَّى نَعْلَم المُجاهِدِينَ منْكُم والصَّابِرِين} ؛ أَو لأنَّ اخْتِبارَ اللَّهِ العِبادَ تارَةً بالمَسَار ليَشْكرُوا وتارَةً بالمَضارِّ ليَصْبُروا.
(و) لهَذَا قَالُوا: (} البَلاءُ يكونُ مِنْحَةً ويكونُ مِحْنَةً) ، فالمِحْنَةُ مُقْتَضِيةٌ للصَّبْرِ، والمِنْحَةُ أَعْظَمَ {البَلاءَيْنِ. وَبِهَذَا النَّظَرِ قالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: (} بُلِينا بالضَّرَّاءِ فصَبَرْنا! وبُلِينا بالسَّرَّاءِ فَلم نَصْبر) . وَلِهَذَا قالَ عليٌّ، رضِيَ اللَّهُ عَنهُ: (مَنْ وسِّع عَلَيْهِ دُنْياهُ فَلم يَعْلَم أنَّه مَكْرٌ بِهِ فَهُوَ مَخْدوعٌ عَن عَقْلِه) .
وقالَ تَعَالَى: { {ونَبْلُوكُم بالشَّرِّ والخَيْر فِتْنَة} ، {} - وليُبليَ المُؤْمِنِين مِنْهُ بَلاءً حَسَناً} ؛ وقَوْلُه: {وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِن رَبِّكم عَظِيمٌ} ، رَاجِعٌ إِلَى الأَمْرَيْن: إِلَى المِحْنَةِ الَّتِي فِي قوْلِه: {يذبحون أَبْناءَكُمْ} ، الآيَة؛ وَإِلَى المِنْحَة الَّتِي أَنْجاهُم، وكَذلِكَ قَوْلُه تَعَالَى: {وآتَيْناهُم مِن الآياتِ مَا فِيهِ بَلاءٌ مُبِينٌ} ، راجِعٌ إِلَى الأَمْرَين، كَمَا وَصَفَ كتابَه بقَوْله: {قُلْ هُوَ للَّذين آمَنُوا هُدىً} ، الآيَة، انتَهَى.
(و) يقولونَ: (نَزَلَتْ {بَلاءٍ) على الكُفَّارِ، (كقَطامِ، أَي البَلاءُ) .
قالَ الجَوْهرِيُّ: حَكَاهُ الأَحْمر عَن العَرَبِ.
(} وأَبْلاهُ عُذْراً: أَدَّاهُ إِلَيْهِ فَقَبِلَهُ) ؛ وقيلَ: بَيَّنَ وَجْهَ العذْرِ ليُزِيلَ عَنهُ اللّومَ؛ وكَذلِكَ {أَبْلاهُ جُهده ونائِلَهُ.
وَفِي الأساسِ: وحَقِيقَتُه جَعَله بالِياً لعُذْرِه، أَي خَابِراً لَهُ عالِماً بكُنْهِه.
وَفِي حدِيثِ برِّ الوَالِدَيْن: (} أَبْلِ الله تَعَالَى عُذْراً فِي بِرّها) أَي أَعْطِه وأَبْلِغ العُذْرَ فِيهَا إِلَيْهِ، المعْنَى أَحْسِن فيمَا بَيْنك وبَيْنَ اللَّهِ ببِرِّك إيَّاها.
(و) {أَبْلَى (الرَّجُلَ) يَمِيناً} إِبلاءً (أَحْلَفَهُ و) أَبْلَى الرَّجُلَ: (حَلَفَ لَهُ) فطَيَّبَ بهَا نَفْسَه؛ قالَ الشاعِرُ:
وَإِنِّي {لأُبْلِي الناسَ فِي حُبِّ غَيْرها
فأَمَّا على جُمْلٍ فإنيَ لَا} أُبْلي أَي أَحْلف للناسَ إِذا قَالُوا هَل تحبُّ غَيْرها أَنِّي لَا أُحبُّ غَيْرَها، فأَمَّا عَلَيْهَا فَإِنِّي لَا أَحْلف؛ وقالَ أَوْس:
كأنَّ جَدِيدَ الأَرضِ {يُبْلِيكَ عَنْهُمُ
تَقِيُّ اليَمِينِ بَعْدَ عَهْدِكَ حالِفُأَي يَحْلفُ لَكَ جَدِيدُ الأَرضِ أنَّه مَا حَلَّ بِهَذِهِ الدارِ أَحَدٌ لدُرُوسِ مَعاهِدِها؛ وقالَ الراجزُ:
فَأَوْجِع الجَنْبَ وأَعْرِ الظَّهْرا
أَو} يُبْلِيَ الله يَمِيناً صَبْرَا فَهُوَ (لازِمٌ مُتَعَدَ.
( {وابْتُلِيَ: اسْتُحْلِفَ واسْتُعْرِفَ) ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
تُبَغّي أَباها فِي الرِّفاقِ} وتَبْتَلِي
وأَوْدَى بِهِ فِي لُجَّةِ البَحْرِ تَمْسَحُأَي تَسْأَلُهم أَنْ يَحْلفُوا لَهَا، وتقولُ لَهُم: ناشَدْتُكم اللَّهَ هَل تَعْرِفُونَ لأَبي خَبراً؟
وقالَ أَبو سعيدٍ: تَبْتَلِي هُنَا تَخْتَبِر؛ {والابْتِلاءُ: الاخْتِبارُ بيَمِينٍ كانَ أَو غَيْرها؛ وقالَ آخَرُ:
تُسائِلُ أَسْماءُ الرِّفاقَ وتَبْتَلي
ومِنْ دُونِ مَا يَهْوَيْنَ بابٌ وحاجبُ (و) يقالُ: (مَا} أُبالِيه {بالَةً} وبِلاءً) ، بالكسْرِ والمدِّ، ( {وبالاً} ومُبالاةً) .
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {البَلاءُ هُوَ أَنْ يقولَ لَا أُبالِي مَا صَنَعْتُ} مُبالاةً {وبِلاءً، وليسَ هُوَ مِن بَلِيَ الثَّوبُ.
وَفِي كَلامِ الحَسَن: لم} يُبالِهِمْ اللَّهُ بالَةً.
وقوْلُهم: مَا! أُبالِيهِ، (أَي مَا أَكْتَرِثُ) لَهُ.
قالَ شيْخُنا: وَقد صَحَّحوا أنَّه يَتَعدَّى بالباءِ أَيْضاً كَمَا قالَهُ البَدْرُ الدّمامِيني فِي حواشِي المغْنِي، انتَهَى.
أَي يُقالُ: مَا {بالَيْتُ بِهِ، أَي لم أَكْتَرِثْ بِهِ؛ وَبِهِمَا رُوِي الحدِيثُ: (وتَبْقَى حُثالَةٌ لَا} يُبالِيهمُ اللَّهُ {بالةً) ؛ وَفِي رِوايَةٍ: (لَا} يُبالِي بِهمْ بالَةً) .
وَلَكِن صَرَّحَ الزَّمَخْشريّ فِي الأساسِ: أنَّ الأُولى أَفْصَح، وفَسَّر {المُبالاةَ هُنَا بعَدَمِ الإكْتِراثِ؛ ومَرَّ لَهُ فِي الثاءِ تَفْسِيره بعَدَمَ المُبالاةِ، والأكْثَر فِي اسْتِعْمالِهما لازِمَيْن للنَّفْي، والمعْنَى: لَا يَرْفع لَهُم قَدْراً وَلَا يُقيمُ لَهُم وَزْناً.
وَجَاء فِي الحدِيثِ: (هَؤُلَاءِ فِي الجنَّةِ وَلَا} أُبالِي وَهَؤُلَاء فِي النارِ وَلَا أُبالي.
وحَكَى الأزْهرِيُّ عَن جماعَةٍ مِن العُلماءِ أَنَّ مَعْناه لَا أَكْرَه.
قالَ الزَّمَخْشرِيُّ: وقيلَ لَا {أُبالِيهِ: قَلْبُ لَا أُبَاوِلُه مِن البَالِ أَي لَا أَخْطِرهُ ببَالِي وَلَا أُلْقِي إِلَيْهِ بَالا.
قالَ شيْخُنا:} وبالَةُ قيلَ: اسمُ مَصْدَرٍ، وقيلَ: مَصْدَر {كالمُبالاةِ؛ كَذَا فِي التَوْشيحِ.
قُلْتُ: ومَرَّ عَن ابنِ دُرَيْدٍ مَا يُشِيرُ إِلَى أنَّه مَصْدرٌ؛ قالَ ابنُ أَحْمر:
وشَوْقاً لَا} يُبالِي العَيْنَ بَالا (و) قَالُوا: (لم {أُبالِ وَلم} أُبَلْ) ، حَذَفُوا الألفَ تَخْفِيفاً لكَثْرةِ الاسْتِعْمالِ، كَمَا حَذَفُوا الياءَ مِن قوْلِهم لَا أَدْرِ، وكَذلِك يَفْعلُونَ فِي المَصْدَرِ فيَقُولونَ مَا {أُبالِيهِ بالَةً، والأصْلُ} بالِيَةً، مثْل عَافَاهُ اللَّهُ عافِيَةً، حَذَفُوا الياءَ مِنْهَا بِنَاء على قَوْلِهم لم أُبَلْ، وليسَ مِن بابِ الطاعَةِ والجابَةِ والطاقَةِ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: لم تُحْذَفِ الأَلفُ مِن قَوْلِهم: لم أُبَل تَخْفِيفاً، وإنَّما حُذِفَتْ لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ.
وَفِي المُحْكَم: قالَ سِيْبَوَيْه: وسَأَلْتُ الخَلِيلَ عَن قَوْلِهِم لم أُبَلْ فقالَ: هِيَ من {بالَيْتُ، ولكنَّهم لمَّا أَسْكَنُوا اللامَ حَذَفُوا الأَلِفَ لئَلاَّ يَلْتَقِي ساكِنانِ، وإنَّما فَعَلُوا ذلِكَ بالجَزْمِ لأنَّه مَوْضِعُ حَذْفٍ، فلمَّا حَذَفُوا الياءَ، الَّتِي هِيَ مِن نَفْسِ الحَرْفِ بَعْد اللامِ، صارَتْ عنْدَهُم بمنْزِلَةِ نونِ يكنْ حيثُ أُسْكِنَتْ، فإسْكانُ اللامِ هُنَا بمنْزِلَةِ حَذْف النونِ مِن يكنْ، وإنَّما فَعَلُوا هَذَا بِهَذَيْنِ حَيْثُ كَثُرَ فِي كَلامِهم حَذْفُ النونِ والحَرَكاتِ، وذلِكَ نَحْو مُذْ ولد، وإنَّما الأَصْلُ مُنْذ ولدن، وَهَذَا مِن الشَّواذ وليسَ ممَّا يُقاسُ عَلَيْهِ، (و) زَعَمَ أَنَّ نَاسا مِنَ العَرَبِ قَالُوا: (لم} أُبَلِ، بكسْرِ الَّلامِ) ، لَا يزيدُونَ على حَذْفِ الأَلفِ كَمَا حَذَفُوا عُلَبِطاً، حيثُ كَثُرَ الحَذْفُ فِي كَلامِهم، وَلم يَحْذفُوا لَا أُبالِي لأَنَّ الحَذْفَ لَا يَقْوَى هُنَا وَلَا يلزَمُه حَذْف، كَمَا أنَّهم إِذْ قَالُوا لم يكن الرَّجُل فكانتْ فِي مَوْضِع تحرّك لم تُحْذَفْ، وجَعَلُوا الأَلفَ تثبتُ مَعَ الحَرَكَةِ، أَلا تَرى أَنَّها لَا تُحْذَفُ فِي أُبالِي فِي غَيْرِ مَوْضِع الجَزْمِ، وإنَّما يحذفُ فِي المَوْضِعِ الَّذِي تُحْذَفُ مِنْهُ الحركَةُ.
( {والأَبْلاءُ: ع) .
وقالَ ياقوتُ، اسمُ بئْرٍ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: وليسَ فِي الكَلامِ اسمٌ على أَفْعال إلاَّ الأَنْبارِ والأَبْواء والأَبْلاء.
(و) } أُبْلَى، (كحُبْلَى: ع بالمَدينَةِ) بينَ الأَرْحَضية وقُرَّانَ؛ هَكَذَا ضَبَطَه أَبو نُعَيمٍ وفَسَّره.
وقالَ عَرَّامٌ: تمْضِي مِن المدينَةِ مُصْعداً إِلَى مكَّةَ فتميلُ إِلَى وادٍ يقالُ لَهُ عُرَيْفِطان، وحِذاءَهُ جِبالٌ يقالُ لَهَا أُبْلَى فِيهَا مِياهٌ مِنْهَا بِئْر مَعُونَةَ وذُو ساعِدَةَ وذُو جَماجِم والوَسْبَا، وَهَذِه لبَني سُلَيْم وَهِي قِنانٌ مُتَّصِلَةٌ بعضُها ببعضٍ؛ قالَ فِيهَا الشاعِرُ:
أَلا لَيْتَ شِعْري هَل تغير بَعْدَنا
أَرُوم فآرام فشَابَة فالحَضْرُوهل تركتْ أُبْلَى سوادَ جِبالها
وَهل زالَ بَعْدِي عَن قنيته الحِجْرُ؟ (! وبَلَى: جَوابُ اسْتِفْهامٍ مَعْقُودٍ بالجَحْدِ) ؛ وَفِي الصِّحاحِ: جَوابٌ للتَّحْقِيقِ؛ (تُوجِبُ مَا يقالُ لَك) ، لأنَّها ترك للنَّفْي، وَهِي حَرْفٌ لأَنَّها نَقِيضةُ لَا.
قالَ سِيْبَوَيْه: ليسَ بَلَى ونَعَم اسْمَيْن، انتَهَى.
وقالَ الرَّاغبُ: بَلَى رَدٌّ للنَّفْي، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَقَالُوا لن تَمسَّنا النَّار} ، الآيَةُ، {بَلَى مِن كسب سَيِّئَة} ؛ وجوابٌ لاسْتِفْهامٍ مُقْتَرنٍ بنَفْيٍ نَحْو: {أَلَسْتُ برَبِّكم؟ قَالُوا: بَلَى} ؛ ونَعَم يقالُ فِي الاسْتِفْهامِ نَحْو {هَل وَجَدْتُم مَا وَعَد رَبّكم حَقّاً؟ قَالُوا: نَعَم} ، وَلَا يُقالُ هُنَا بَلَى، فَإِذا قيلَ: مَا عنْدِي شيءٌ، فقُلْتُ بَلَى، فَهُوَ رَدُّ لكَلامِه، فَإِذا قُلْت نَعَم فإقْرارٌ منْكَ، انْتَهَى.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: إنَّما صارَتْ بَلَى تَتَّصِل بالجَحْدِ لأنَّها رجوعٌ عَن الجَحْدِ إِلَى التّحْقِيقِ، فَهُوَ بمنْزِلَةِ بَلْ، وبَلْ سَبِيلُها أَنْ تأْتي بَعْدَ الجَحْدِ كقَوْلِكَ: مَا قامَ أَخُوكَ بَلْ أَبُوكَ، وَإِذا قالَ الرَّجُلُ للرَّجُلِ أَلا تَقومُ؟ فَقَالَ لَهُ: بَلَى، أَرادَ: بَلْ أَقُومُ، فزادُوا الألِفَ على بَلْ ليحسن السُّكوتُ عَلَيْهَا، لأنَّه لَو قالَ بَلْ كانَ يتوقَّعُ كَلاماً بَعْد بَلْ، فَزادُوا الألِفَ ليزولَ عَن المخاطبِ هَذَا التَّوهُّم.
وقالَ المبرِّدُ: بَلْ حكمُها الاسْتِدْراك أَيْنما وَقَعَتْ فِي جَحْدٍ أَو إِيجابٍ، وبَلَى يكونُ إِيجَابا للنَّفْي لَا غَيْر.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَقد قيلَ إنَّ الإمالَةَ جائِزَةٌ فِي بَلَى، فَإِذا كانَ ذلِكَ فَهُوَ مِن الياءِ.
وقالَ بعضُ النَّحْوِيين: إنَّما جازَتِ الإمالَةُ فِي بَلَى لأنَّها شابَهَتْ بتَمامِ الكَلامِ واسْتِقلالِه بهَا وغِنائِها عمَّا بَعْدَها كالأَسْماءِ المُسْتَقِلّةِ بأَنْفُسِها، فَمن حَيْثُ جازَتْ إمالَةُ الأسْماءِ جازَتْ أَيْضاً إمالَةُ بَلَى، كَمَا جازَتْ فِي أَي وَمَتى.
( {وابْلَوْلَى العُشْبُ: طالَ واسْتَمْكَنَتْ مِنْهُ الإِبِلُ.
(و) قوْلُهم: (بِذِي} بُلَّى، كرُبَّى) ، مَرَّ ذِكْرُه (فِي الَّلامِ) ، وَكَذَا بَقِيَّة لُغاتِها.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
جَمْعُ {البَلِيَّةِ} البَلايا، قالَ الجَوْهرِيُّ: صَرَفُوا فَعائِل إِلَى فَعالَى، كَمَا قيلَ فِي إِداوة؛ وَهِي أَيْضاً جَمْعُ البَلِيَّة للناقَةِ المَذْكُورَة؛ قالَ أَبو زبيد:
{كالبَلايا رُؤُوسُها فِي الوَلايا
مَا نِجاةِ السَّمومِ حُرَّ الخُدُودِوقد} بَلَّيْتُ {وأَبْلَيْتُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للطّرمَّاح:
مَنازِل لَا تَرَى الأَنْصابَ فِيهَا
وَلَا حُفَرَ} المُبَلّي للمَنُون أَي أَنَّها مَنازلُ أَهْلِ الإِسْلامِ دُونَ الجاهِلِيَّةِ. {وبَلِيَّةُ بِمَعْنى} مُبْلاةٍ أَو {مُبَلاَّة كالرَّدِيَّةِ بمعْنَى المُرَدَّاةِ، فَعِيلَةٌ بمعْنَى مُفْعَلة.
} وأَبْلاهُ اللَّهُ {ببَلِيَّةٍ وأَبْلاه إبْلاءً حَسَناً: إِذا صَنَعَ بِهِ صُنْعاً جَمِيلاً وأبْلاه مَعْروفاً؛ قالَ زُهَيْرٌ:
جَزَى اللَّهُ بالإحْسانِ مَا فَعَلا بِكُمْ
} وأَبْلاهُما خيرَ البَلاءِ الَّذِي {يَبْلُو أَي صَنَعَ بهما خيرَ الصَّنيعِ الَّذِي يَبْلُو بِهِ عِبادَه.
وأَبْلاهُ: امْتَحَنَه؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (اللَّهُمَّ لَا} تُبْلِنا إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن) ، أَي لَا تَمْتَحِنَّا.
وَفِي الحدِيثِ: (إنَّما النّذْرُ مَا {ابْتُلِيَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ) ، أَي أُرِيد بِهِ وَجْههُ وقُصِدَ بِهِ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ أَبْلَى فلانٌ إِذا اجْتَهَدَ فِي صفَةِ حَرْبٍ أَو كرمٍ.
يقالُ: أَبْلَى ذلِكَ اليومَ بَلاءً حَسَناً، قالَ: ومِثْله} بَالَى {مُبالاةً؛ وأَنْشَدَ:
مَا لي أَراكَ قَائِما} تُبالي
وأَنتَ قد قُمتَ من الهُزالِ؟ قالَ: سَمعه وَهُوَ يقولُ أَكَلْنا وشَرِبْنا وفَعَلْنا، يُعَدِّد المَكارِمَ وَهُوَ فِي ذلِكَ كاذبٌ؛ وقالَ فِي مَوْضِع آخر: معْنَى تُبالِي تَنْظُرُ أَيّهم أَحْسَن بَالا وأَنْتَ هالِكٌ، قالَ: ويقالُ {بَاَلاه مُبالاةً فاخَرَهُ،} وبَالاهُ {يُبالِيهِ إِذا ناقَضَهُ.
} وبالَى بالشَّيءِ! يُبالِي بهِ: اهْتَمَّ بِهِ {وتَبَلاّه مثْل} بَلاّهُ؛ قالَ ابنُ أَحْمر:
لَبِسْتُ أَبي حَتَّى {تَبَلَّيْتُ عُمْرَه
} وبَلَّيْتُ أَعْمامِي وبَلَّيْتُ خالِيايُريدُ: عشْتُ المدَّةُ الَّتِي عَاشَها أَبي، وقيلَ: عامَرْتُه طُول حَياتِي.
{وبَلَّى عَلَيْهِ السَّفَرَ:} أَبْلاَهُ.
وناقَةٌ {بَلِيَّة: الَّتِي ذَكَرَها المصنِّف فِي معْنى مُبْلاةٍ أَو} مُبْلاَّة، والجَمْعُ البَلايا؛ وَقد مَرَّ شاهِدُه مِن قَوْل غَيْلان الرَّبعِي.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: {البَلِيُّ} والبَلِيَّةُ {والبَلايا الَّتِي قد أَعْيَت وصارَتْ نِضْواً هالِكاً.
} وتَبْلَى، كترضى: قَبيلَةٌ مِن العَرَبِ.
{وبَلِيٌّ، كغَنِيَ: قَرْيَةٌ ببَلَخ، مِنْهَا أَحْمَدُ بنُ أَبي سعيدٍ} البَلَويُّ رَوَى لَهُ المَالِيني.
وأَبو {بُلَيّ، مُصَغَّراً: عبيدُ بنُ ثَعْلبةَ مِن بَني مجاشع بنِ دَارِم جَدّ عَمْرو بنِ شاسٍ الصَّحابيّ.
} وبُلَيٌّ، مُصَغّراً: تَلّ قَصْر أَسْفَل حاذة بَيْنها وبينَ ذاتِ عِرْق، ورُبَّما يُثَنَّى فِي الشِّعْر؛ قالَهُ نَصْر.
{وأُبْلِيُّ، بضمٍ فسكونٍ فكسْرِ الَّلامِ وتَشْديدِ الياءِ: جَبَلٌ عندَ أَجَأَ وسُلْمَى؛ قالَ الأَخطَل:
يَنْصَبّ فِي بطن} أُبْليَ ويَبْحَثهُ
فِي كلّ مُنْبَطحٍ مِنْهُ أخاديدُ {وبَلَوْتُ الشَّيءَ: شَمَمْتُه؛ وَهُوَ مجازٌ كَمَا فِي الأساسِ.
} وبُلَيَّةُ، كسُمَيَّة: جَبَلٌ بنَواحِي اليَمامَة، عَن نَصْر. 

فلي

(فلي) فَلَا انْقَطع
(ف ل ي) : (فَلَى رَأْسَهُ وَثِيَابَهُ فَلْيًا) فَتَّشَ عَنْ الْقَمْلِ (وَمِنْهُ) دَفَعَ إلَى رَجُلٍ ثَوْبًا لِيَفْلِيَهُ.

فلي


فَلَى(n. ac. فَلْي)
a. Loused, cleansed from lice.
b. Examined, investigated; studied.
c. Passed through.

فَلَّيَa. see I (a)
تَفَلَّيَa. Caught lice; cleansed himself from lice.

فَالٍa. Lousing; louser, vermin-hunter.

فَالِيَة [] ( pl.
reg. &
فَوَالٍ [] )
a. fem. of
فَاْلِيb. Speckled beetle.

فِلَايَة []
a. Lousing, verminhunting.

تَفْلِيَة
a. see 23t
فَالِيَة الافَاعِي
a. see 21t (b)b. The beginnings of evil.

فَلْيُوْن
a. [ coll. ], God-son.
فَلْيُوْنَة
a. [ coll. ], God-daughter.

فَلِّيْن
a. Cork.

فَُِم (pl.
أَفْوَاة)
a. Mouth; orifice, aperture, opening; estuary ( of a
river ).
b. Point ( of the sword ).
فَمّ
a. see supra.

فَمَانِ فَمَوَانِ
a. du. of
فَمْ

فَمِيّ فَمَوِيّ
a. Oral, referring to the mouth.

فُمَّ
a. see ثُمَّ
ف ل ي

فليت رأسي واستفليته، واستفليت رأسي: طلبت أن يفلى. قال:

وقد أختلس الطّعن ... ة لا يدمى لها نصلي كجيب الدّفنس الورها ... ء ريعت وهي تستفلي

وتفالى الحماران. قال ذو الرمة:

وظلت بملقى واحفٍ جرع المعى ... صياماً تفالى مصلخماً أميرها

أي عظيماً في نفسه متكبراً. ورأيت النساء يتفالين. " وما أشبهك إلا بفالية الأفاعي " وهي هنيّة من جنس الخنافس منقّطة تكون عند جحرة الحيات تفليهنّ، قال أبو الدفيش: هي سيدة الخنافس. تقوله لذي الشفقة على الظّلمة.

ومن المجاز: فليت الشعر: تدبرته وفتشــت عن معانيه. يقال: إفل هذا البيت فإنه صعب. وفليت القوم بعيني وافتليتهم: تأملتهم، كما تقول: جسستهم بعيني، وفليت خبرهم وافتليته. وفليت القوم وفلوتهم حتى لقيت فلاناً أي تخلّلتهم، ومنه فليت رأسه بالسيف وفلوته. وفلا المفازة، والفلاة فعلةٌ منه. وفلانة بدوية فلوية. وتقول: أترك الناس للصّلوات، أهل الفلوات. وأفلينا: دخلنا في الفلاة، ومنه: فلوت المهر عن أمه وافتليته: فصلته. قال:

تعود جيادهنّ ونفتليها ... ولا نغذو التّيوس ولا القهادا

وله فلوّ وأفلاءٌ.
فلي
فلَى يفلِي، افْلِ، فَلْيًا، فهو فالٍ، والمفعول مفليّ
• فلَى رأسَه:
1 - بحث فيه عن القُمَّل.
2 - ضربه وقطعه.
• فلَى القومَ: نظر إليهم متأمّلاً.
• فلَى الشِّعرَ: استخرج معانيه وغريبه.
• فلَى القضيةَ: تدبَّرها؛ أطال التأمُّل فيها والنظر. 

تفلَّى يتفَلَّى، تَفَلَّ، تفلّيًا، فهو مُتفلٍّ
• تفلَّى فلانٌ: نقَّى شعره أو ثوبه من القُمَّل ونحوه.
• تفلَّى الطَّائرُ: احتكَّ بنقر منقاره بين ريشه. 

فلَّى يفلِّي، فَلِّ، تفليةً، فهو مُفلٍّ، والمفعول مُفلًّى
• فلَّى الشَّعرَ أو الثَّوبَ ونحوهما: نقَّاهما من القُمَّل وغيره "فلَّت رأسَ طفلها" ° يُفلِّي البرغوث: يُقالَ لمنْ هو شديد البخل.
• فلَّى الأمرَ: تأمّل وجوهَه ونظر فيها. 

تفلية [مفرد]: مصدر فلَّى. 

فَلاّية [مفرد]: مُشْط ضيِّق المسافات بين أسنانه يُفلَّى به الشَّعر. 

فَلْي [مفرد]: مصدر فلَى. 
[ف ل ي] فَلَى رَأْسَهُ بالسَّيفِ فَلْيًا ضَرَبَهُ وقَطعَهُ واستَفْلاهُ تَعَرَّضَ لِذلِكَ مِنهُ قال

(أَفْلِيهِ بالسَّيْفِ إِذَا استَفْلانِي ... )

وَفَلَى رَأْسَهُ فَلْيًا وَفَلاهُ بَحَثَهُ عن القمْلِ قال

(قَدْ وَعَدَتْنِي أُمُّ عَمْرٍ وأَنْ تَاْ ... )

(تَمْسَحَ رَأْسِي وَتُفَلِّيْنِي وَاْ ... )

(وَتَمْسَحَ القَنْفَاءَ حَتَّى تَنْتَاْ ... )

أَرَادَ تَنْتَاءَ فَأَبْدَلَ الهَمْزَةَ إِبْدَالاً صَحِيحًا وَهِي الفِلايَةُ والتَّفَلِّي التَّكَلُّفُ لِذَلِكَ قَالَ

(إِذَا أَتَتْ جَارَاتِهَا تَفَلاَّ ... )

(تُرِيْكَ أَشْغَى قَلِحًا أَفَلاَّ ... )

وَتَفَالَتِ الحُمْرُ احْتَكَّتْ كَأَنَّ بَعْضَها يَفْلِي بَعْضًا قالَ ذُو الرُّمَّةِ

(ظَلَّتْ تَفَالَى وَظَلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِمًا ... كَأَنَّهُ عَنْ تَنَاهِي الرَّوْضِ مَحْجُومُ)

وَفَلاهُ في عَقْلِهِ فَلْيًا رَازَهُ وَفَالِيَهُ الأَفَاعِي خُنْفَسَاءُ رَقْطَاءُ ضَخْمَةٌ تَكُونُ عِنْدَ الجِحَرَةِ وهي سَيِّدَةُ الخَنَافِسِ وقيلَ فالِيَةُ الأَفَاعِي دَوَابُّ تَكُونُ عِندَ جِحَرَةِ الضَّبَابِ فإِذَا خَرَجَتْ تِلكَ عُلِمَ أَنَّ الضَّبَّ خَارجٌ لا مَحَالَةَ فَيُقَالُ أَتَتْكُم فَالِيَةُ الأَفَاعِي فَدَلَّ هذا عَلَى أَنَّ فَالِيَةَ الأَفَاعِي جَمْعٌ عَلَى أَنَّهُ قَد يُخْبَرُ في مِثلِ هذا عنِ الجَمعِ بالوَاحِدِ
فلي
: (ى ( {فَلاهُ بالسَّيْفِ} يَفْلِيهِ) {فَلْياً: قَطَعَ بِهِ رأْسَه؛ (كيَفْلُوهُ) فَلْواً.
(و) } فَلَى (رأْسَهُ) فَلْياً، (بَحَثَهُ عَن القَمْلِ، {كفَلاَّهُ؛ والاسْمُ:} الفِلاَيَةُ، بالكَسْرِ) .) وَمن هُنَا يقالُ للنِّساءِ {الفَالِياتُ} والفَوَالِي؛ وَمِنْه قولُ عَمْرِو بنِ معديكرب:
تَراهُ كالثَّغامِ يُعَلُّ مِسْكاً
يسُوء الفالِياتِ إِذا فَلَيْنيقالَ الجَوْهرِي: قالَ الأَخْفَش: أَرادَ! فَلَيْتَني فحَذَفَ النونَ الأخيرَةَ لأنَّ هَذِه النُّونَ وِقايَة للفِعْل وليسَتِ اسْماً، وأَمَّا النّونُ الأُولى فَلَا يَجوزُ طَرْحها لأنَّها الاسْمُ المُضْمَرُ.
(و) مِن المجازِ: فَلَى (الشِّعْرَ) يَفْلِيه فَلْياً: إِذا (تدَبَّرَهُ واسْتَخْرَجَ مَعانِيَهُ) وغَرِيبَهُ؛ عَن ابنِ السِّكِّيت؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
وَفِي الأساس: أَي فَتَّشَ عَن مَعانِيه. يقالُ: {افْلِ هَذَا البَيْتَ فإنَّه صَعْبٌ.
(و) فَلَى (فُلاناً فِي عَقْلِه) يَفْلِيه فَلْياً: (رازَهُ) .
(وَفِي التَّهذيبِ: إِذا نَظَرَ مَا عقْلُه، وَهُوَ مجازٌ أَيْضاً.
(} واسْتَفْلَى رَأْسَهُ {وتَفالَى) هُوَ: (اشْتَهَى أَنْ} يُفْلَى) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) {فَلِيَ، (كرَضِيَ: انْقَطَعَ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابي.
(و) } فَلَّى، (كحتَّى: جَبَلٌ) ؛) وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ بفتحٍ فسكونٍ، كَمَا هُوَ نصُّ التكْمِلَةِ.
( {وفالِيَةُ الأَفاعِي: أَوائِلُ الشَّرِّ) .) قالَ ابنُ الأعْرابي: يقولونَ: أَتَتْكُم} فالِيَةُ الأفاعِي؛ يُضْرَبُ مَثَلاً لأوَّلِ الشرِّ يُنْتَظَر؛ والجَمْعُ {الفَوَالِي.
(و) أَيْضاً: (خُنْفُساءُ رَقْطاءُ تَأْلَفُ العَقَارِبَ والحيَّاتِ فَإِذا خَرَجَتْ مِن جُحْرِها آذَنَتْ بهَا) .
(وَفِي الأساس: مِن جِنْسِ الخَنَافِس مُنَقَّطةٌ تكونُ عنْدَ جحَرَةِ الحيَّاتِ} تَفْلِيهِنَّ.
وَفِي المُحْكم: هِيَ سيِّدَةُ الخَنافِسِ. وقيلَ: فالِيَةُ الأَفاعِي دوابٌّ تكونُ عنْدَ جَحَرَةِ الضِّبابِ، فَإِذا خَرَجَتْ عُلِمَ أنَّ الضبَّ خارِجٌ لَا مَحالَةَ، فيقالُ: أَتَتْكُم فالِيَةُ الأفاعِي، فدلَّ هَذَا على أنّها جَمْعٌ، على أنَّه قد يُخْبَر فِي مِثْل هَذَا بالجَمْعِ عَن الواحِدِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اسْتَفْلاهُ: تَعرَّض مِنْهُ فَلَى رأْسه بالسَّيْفِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عبيدٍ:
أَما تَرانِي رابِطُ الجَنانِأَفْلِيه بالسَّيْفِ إِذا} اسْتَفْلاني {والتَّفْلِّي: التَّكَلُّفُ} للفِلايَةِ؛ قالَ:
إِذا أَتَتْ جارَاتِها {تفَلَّى تُرِيك أَشْغَى قَلِحاً أَفَلاّ} َوتفالَتْ الحُمُرُ: احْتَكَّتْ كأَنَّ بعضَها {يَفْلى بَعْضا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة:
ظَلَّتْ} تَفالَى وظَلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِماً كأَنَّه عَن تَناهِي الرَّوْضِ مَحْجُومُ {وفَلَى الأَمْر: تأَمَّلَ وُجُوهَهُ ونَظَرَ إِلَى عاقِبَتِه.
} وفَلَيْتُ القَوْمَ بعَيْنِي {وفَلَيْتُ خَبَرَهُم} وأَفْلَيْتهم {وفَلَيْتهم: أَي تخَلَّلْتهم.
وفَلَى المَفازَةَ: تَخَلَّلَها.
} والفالِيَةُ: السِّكِّين.
{والفِلاءُ، ككِساءٍ:} فِلاَءُ الشّعْر: وَهُوَ أَخْذُكَ مَا فِيهِ؛ رَواهُ ابنُ الأنبارِي عَن أصْحابِه.

ندو

ندو


نَدَا(n. ac. نَدْو)
a. Called; summoned; convoked, assembled;
convened.
b. Was present, congregated, assembled.
c. Held, contained.
d. Was generous.
e. Was scattered.
ن د و : نَدَا الْقَوْمُ نُدُوًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ اجْتَمَعُوا وَمِنْهُ النَّادِي وَهُوَ مَجْلِسُ الْقَوْمِ وَمُتَحَدَّثُهُمْ وَالنَّدِيُّ مُثَقَّلٌ وَالْمُنْتَدَى مِثْلُهُ وَلَا يُقَالُ فِيهِ ذَلِكَ إلَّا وَالْقَوْمُ مُجْتَمِعُونَ فِيهِ فَإِذَا تَفَرَّقُوا زَالَ عَنْهُ هَذِهِ الْأَسْمَاءُ.

وَالنَّدْوَةُ الْمَرَّةُ مِنْ الْفِعْلِ وَمِنْهُ سُمِّيَتْ دَارُ النَّدْوَةِ بِمَكَّةَ الَّتِي بَنَاهَا قُصَيٌّ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَنْدُونَ فِيهَا أَيْ يَجْتَمِعُونَ ثُمَّ صَارَ مَثَلًا لِكُلِّ دَارٍ يُرْجَعُ إلَيْهَا وَيُجْتَمَعُ فِيهَا وَجَمْعُ النَّادِي أَنْدِيَةٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ هَذِهِ أَسْمَاءٌ لِلْقَوْمِ حَالَ اجْتِمَاعِهِمْ.

وَالنَّدَى أَصْلُهُ الْمَطَرُ وَهُوَ مَقْصُورٌ يُطْلَقُ لِمَعَانٍ يُقَالُ أَصَابَهُ نَدًى مِنْ طَلٍّ وَمِنْ عَرَقٍ قَالَ
نَدَى الْمَاءِ مِنْ أَعْطَافِهَا الْمُتَحَلِّبُ
وَنَدَى الْخَيْرِ وَنَدَى الشَّرِّ وَنَدَى الصَّوْتِ وَالنَّدَى مَا أَصَابَ مِنْ بَلَلٍ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ مَا سَقَطَ آخِرَ اللَّيْلِ وَأَمَّا الَّذِي يَسْقُطُ أَوَّلَهُ فَهُوَ السَّدَى وَالْجَمْعُ أَنْدَاءٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَتَقَدَّمَ فِي رَحَى عَنْ بَعْضِهِمْ جَوَازُ أَنْدِيَةٍ وَنَدِيَتْ الْأَرْضُ نَدًى مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهِيَ نَدِيَةُ مِثْلُ تَعِبَةٍ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ وَأَصَابَهَا نَدَاوَةٌ وَنُدُوَّةٌ بِالتَّثْقِيلِ وَفُلَانٌ أَنْدَى مِنْ فُلَانٍ أَيْ أَكْثَرُ فَضْلًا وَخَيْرًا وَأَنْدَى صَوْتًا مِنْهُ كِنَايَةٌ عَنْ قُوَّتِهِ وَحُسْنِهِ.

وَالنِّدَاءُ الدُّعَاءُ وَكَسْرُ النُّونِ أَكْثَرُ مِنْ ضَمِّهَا وَالْمَدُّ فِيهِمَا أَكْثَرُ مِنْ الْقَصْرِ وَنَادَيْتُهُ مُنَادَاةً وَنِدَاءً مِنْ بَابِ قَاتَلَ إذَا دَعَوْتَهُ وَالْمُنْدِيَاتُ الْمُخْزِيَاتُ اسْمُ فَاعِلٍ الْوَاحِدُ مُنْدِيَةٌ وَيُقَالُ.

الْمُنْدِيَةُ هِيَ الَّتِي إذَا ذُكِرَتْ نَدِيَ لَهَا الْجَبِينُ حَيَاءً. 
ندو: ندا: دعا (ابن الخطيب 99): فنداه لعهد كان له فلما فرغوا من أكلهم ... الخ.
ندا: ألان الشيء أو طراه بالندى (الكالا).
ندا في: انظرها في (فوك) في مادة vituperare.
نادى: صاح بأعلى صوته (دي يونج) (النويري أسبانيا 453): كانوا ينادون عند انقضاء الأذان الصلاة يا مخمور الصلاة (عباد 1: 71).
نادى ب: أعلن، صاح (معجم الطرائف، دي ساسي كرست، عبد الواحد 98: 7 النويري أسبانيا 437 الخيل ينادون بالأمان (454): نودي بالأمان. وكذلك نادى ب الناس. أي وجه لهم الخطاب (مولر 1: 17): نادى يا أهل المدينة، موعدكم يوم الزينة.
نادته باسم الخلافة: (معجم الطرائف) أي أيها الخليفة (فلان).
نادى على: أي نادى على بيع الشيء الفلاني، أو العثور على الشيء الفلاني (بوشر). البيع بالمزاد العلني (معجم الطرائف، أماري دبلوماسية، معجم التنبيه).
نادى عن: طلب شيئا بصوت عال (حيان، بسام 3: 49): كانت المرأة تطلع من فوق سور المدينة فتنادي من يدنو إليها مرة لنفسها أو لطفلها مثلما نقول بالهولندية: riep om eem teug water zip.
نادى في الجند: أثار حميتهم (أخبار 74: 7) وكذلك دعاهم للحرب وحمل السلاح (البربرية 1: 51 و2: 245 و14: 257 و223: 6).
نادى: نودي عليه للمثول أمام العدالة (هلو).
تندى: أشبع بالرطوبة (فوك) (الكالا، بوشر، ابن العوام) (اقرأها تتندى وفقا لمخطوطتنا) (141، 16، 191، 14 كليلة ودمنة، 220: 10).
ندى: بلية، مصيبة، كارثة (كذا. المترجم) calamite ( انظر عباد 3: 139) (310: 3).
ندى: ذرة بيضاء، دخن (؟) (معجم الجغرافيا).
ندوة: رطوبة (فوك، الكالا) (أنكر -فوك- في طبعته لكتاب لامية الأفعال، الترجمة الثالثة، رقم 6، دون حق، أن يكون لهذه هذا المعنى. ولعلها ندوة التي ذكرها أيضا).
ندية: قطرة (ابن البيطار 2: 120): فربما ندت منه ندية أي قطرة فتقع في العين فكأنها شهاب نار.
نديان: رطب (بوشر).
ناد وندي: مترادفان وفقا للمعاجم إلا أن أحد الوزراء ميز بينهما في البيت الآتي مخاطبا العلماء الذين جاءوا لزيارته (المقري 2: 302):
لله در أفاضل أنجاد ... شرف الندي بقصدهم والنادي
ولعل الأولى يقصد بها البهو (الصالون) والثانية قاعة الاجتماع consil du salle La.
ناد وندى: عند (الكالا): ملاحظة، مذكرة واعتقد أنها تسمى نادي (التي هي عامية ناد) وحرفيا معناها إشارة أو علامة تستدعي الانتباه.
نوادي الشر وفي رواية نوادي الدهر وتفصيل ذلك نوادي الدهر أوائله وكذلك نوادي كل شيء (ديوان الهذليين 214 البيت الرابع).
المندى: نوع تربة تسقى صناعيا (معجم الجغرافيا).
مناد: الذي ينادي (بوشر). منادي الفراق: ملك الموت (دي ساسي كرست 1: 173) منادي النيل: هو الذي ينادي، كل يوم، نوتية النيل (لين طبائع 2: 284).
منادى: المحل الذي تباع فيه البضائع بالمزاد، السوق (معجم الأسبانية).
منادية: بيع بالمزاد (بوشر).
ندو
النادي: المَجْلِسُ يَنْدُو القَوْمُ حَوَالَيْه، وهو النَدِيُّ، والأنْدِيَةُ جَمْعُه. وسُميَتْ دارُ الندْوَةِ بمَكَّةَ لبَنِي هاشِمٍ: لأنَّهم إذا حَزَبَهم أمْرٌ نَدَوْا إليها فاجْتَمَعُوا للتشَاوُرِ. ونَدَا فلانٌ الناسَ: أي دَعَاهم؛ يَنْدُوْهُم. وقيل: دارُ الندْوَةِ: دارُ الدعْوَةِ إلى الطعَامِ.
ونادَيْتُه مُنَادَاةً: أي جالَسْتُه.
وتَنَادَى القَوْمُ: جَلَسُوا في نادِيهم، وانْتَدَوْا: كذلك. والندْوَةُ: أنْ تَنْدُوَ الإبلُ من المَشْرَب إلى مَرْعى قَرِيْبٍ ثُم تَعُوْد إلى الماء من يَومِها، وكذلك تَنْدُو من الحمْضِ إلى الخلةِ، وهي المُنَدى أيضاً.
وإبِلَ نادِيَة. وأنْدَيْتُها فَنَدَتْ.
والندْوَة - أيضاً -: المَكانُ الذي تُنَدى فيه الإبِلُ، والندَاةُ: مِثْلُه. وتَنْدِيَةُ الخَيْل: أنْ تُعَرقَ بقَدْرِ ما تَنْدى لُبُوْدُها.
وشَرِبَ فلانٌ حَتى تَنَدّى: أي انْتَشى. ويقولونَ: إن هذه النّاقَةَ لَتَنْدُو إلى نوْقٍ كِرَامٍ: أي تَنْزعُ إليها في النسَبِ. وهو يُنَادِيْهِ: أي يُفَاخِرُه. وكَلِمَةٌ 
نادِيَةٌ من فلانٍ: أي خارِجَةٌ منه. وهي النَّوَادي والنوَادِرُ. ونادِيَاتُ الشَّيْءِ: أوَائلُه.
ونَوَادِي الدهْرِ: حَوَادِثُه. والندَى: نَدى الماءِ والخَيْرِ والشر والصوْتِ والحُضْرِ. وأرْض نَدِيَةٌ. وَيوْمٌ نَدٍ. والمَصْدَرُ: الندُوةُ. والندْيَانُ: النَّدِي.
وأنْدَى علينا نَدىً كثيراً من خَيْرٍ. وما نَدِيَتْ كَفّي له بشَيْءٍ. وانتَدَى: كَثُرَ نَدَاه. وما نَدِيَني من فلانٍ شَيْء أكرهُه: أي ما نالَني. ونَدى الصَوْتِ: بُعْدُ مَذْهَبِه وصِحةُ جِرْمِه. والمُنْدِيَاتُ من الشَّرِّ: هي البَلايا المُخْزِيَاتُ.
ونَدى الحُضْرِ: بَقَاؤه وحَده. والنَدى: ضَرْب من الدُخْنَةِ من غَيْرِ فِعْلٍ. والمَدى والغايَةُ، وجَمْعُه أنْدِيَةٌ.
وأعْطَاه فأنْدَه: أي أصَابَه بِنَدىً. ورَجُلُ نَدِي: سَخِي، ونَدٍ: كذلك. وفلان لا يُنَدي الوَتَرَ: أي ليس عِنْدَه خَيْرٌ.
ويسَمى الشحْمُ: نَدىً؛ لأنَه بالنَّبْتِ يكُونُ. والندَاءُ: الدعَاءُ برَفْعِ الصَّوْتِ، يقولون: أنَادِيْكَ ولا أنَاجِيْكَ. وهو النُّدَاءُ أيضاً.
وما نَدَا منهم أحَدٌ: أي ما انْفَلَتَ. ونَدَاه بحَجَرٍ: أصَابَه بِه. وما نَدِيْتُه: أي ما قَرِبْتُه. والندَاةُ من الفَرَسِ: ما فَوْقَ السُّرَّةِ، وقيل: هي الغَرُّ الذي بباطِنِ الفائِل، وهما نَدَاتانِ. والنَدْوَةُ: أقْرَبُ إلى الوادي من العِدْوَةِ، وهي نَوَادِي الوادي، الواحِدُ نادٍ.
والنادِيَات: النَخِيْلُ البَعِيْدَةُ من الماء.
[ن د و] نَدَا القومُ ندْواً، وانْتَدَواْ، وتَنادَوْا: اجَتْمَعَوا، قال المُرَقِّشُ:

(لا يُبْعِدُ اللهُ التَّلَبُّبَ والغارات ... إِذْ قالَ الخَمِيسُ نَعَمْ)

(والعَدْوَ بَيْنَ المَجْلِسَيْنِ إِذا ... آدَ العَشِيُّ وتَنادَى العَمّ)

والنَّدْوَةُ: الجَماعَةُ. ونادَى الرَّجُلَ: جالَسَه، وهُوَ من ذِلكَ. والِنَّدىُّ: المَجْلِسُ ما دامُوا مُجْتَمعِينَ فيهِ، فإِذا تَفَرَّفُوا عنه فليسَ بنَدِىٍّ، وقِيلَ: النَّدِىُّ: مَجْلِسُ القَوْمِ نَهاراً، عن كُراع. والنّادِى: كالنَّدِىِّ، وفي التَّنْزِيل: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المْنُكَرَ} [العنكبوت: 29] ، قيل: كانُوا يَحْذِفُونَ النّاس في مجالِسِهم ويَسْخَرُونَ منهم، وقيلَ: كانُوا يَفْسُقُون في مجالِسهِم، فأَعْلَمَ اللهُ أَنّ هذَا من المُنْكَر، وأنه لا يَنْبَغِى أَنْ يَتَعاشَرَ الناسُ عليه، ولا يَجْتَمِعُوا على الهُزْءِ والتَّلَهِّى، وأَلاّ يَجْتَمِعُوا إِلاَّ فيما قَرَّبَ إلى الله وباعَدَ من سَخَطِه، وأَنْشَدُوا شِعْراً - زعموا أَنَّهُ سُمْعَ على عهدِ رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم -:

(وأَهْدَى لَها أكْبُشاً ... تَبَحْبَحُ في المِرْبَدِ)

(وزَوْجُكِ في النّادِى ... ويَعْلَمُ ما فِي غَدِ)

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يعلمُ الغيبَ إلا الله)) . وما يَنْدُرهُم النّادِى: أَي ما يَسَعُهُم، قالَ بِشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ:

(وما يَنْدُرهُمُ النّادِى [ولكنْ] : ... بِكُلِّ مَحَلَّةٍ منهم فِئامُ)

والاسمُ النَّدْوَةُ. ودارُ النّدْوَةٍ بمكَّةًَ، سمِّيَتْ بها لاجْتِماعِهِم فيها. وقِيلَ: النَّدْوَةُ: الجَماعَةُ، ودارُ النَّدْوَةِ منه، أي: دارُ الجَماعَةِ. ونَدَتِ الإِبلُ نَدْواً: خَرَجَتْ من الحَمْضِ إِلى الخُلَّةَ. ونَدَّيْتُها. وقِيلَ: التَّنْدِيَةُ: أَنْ تُورِدَها فتشْــرَبَ قَلِيلاً، ثم تَجِيءَ بِها تَرْعَى، ثم ترُدًّها إلى الماءِ قالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ:

(تُرادَى عَلَى دِمْنِ الحِياضِ فإِنْ تَعَفْ ... فإِنَّ المُنَدَّى رِحْلَةُ فرُكُوبُ)

ويروى: ((ورَكُوبُ)) . وقد تَقَدَّمَ أَنّ رِحْلَةَ ورُكُوب: هَضْبَتانِ. وقد تكونُ التَّنْدِيَةُ في الخَيْلِ. واخْتَصَمَ حَيّانِ من العَرَبِ في موضِعٍ، فقال أَحَدُ الحَيَّينِ: ((مَرْكَزُ رِماحِنا، ومَخْرَجُ نِسائِنا، ومَسْرَحُ بَهْمِنا، ومُنَدَّى خَيْلِنا)) . والاسمُ من كُلِّ ذلك: النُّدْوَةُ، قالَ:

(قَرِيبَةٍ نَدْوَتُه مِنْ مَحْمَضِهْ ... )

ورَاهُ أبو عُبَيْدٍ: ((نَدْوَتُه من مُحْمَضِه)) بفتحِ النُّونِ وضمِّ ميمِ المُحْمَضِ. ونُدْوَةُ: اسمُ فَرَسٍ لأَبِى فَيْدِ بنِ حَرْمَلٍ.
ندو
تنادى يتنادَى، تَنادَ، تناديًا، فهو مُتنادٍ
• تنادى القومُ:
1 - نادَى بعضُهم بعضا، أي تداعوا بصوت مرتفع "تنادوا إلى الاجتماع- تنادى البحّارة- {فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ}: تنادَوا للحرب" ° يَوْمُ التناد: يوم القيامة؛ حيث يتنادى أهلُ الجنة وأهل النار، أو تنادى كلّ أمّة برسولها.
2 - اجتمعوا في النادي. 

نادى/ نادى إلى/ نادى بـ/ نادى على/ نادى في/ نادى لـ ينادي، نادِ، نِداءً ومناداةً، فهو مُنادٍ، والمفعول مُنادًى
• نادى فلانًا/ نادى على فلان/ نادى في فلان:
1 - دعاه وصاح بصوت مرتفع "نادَى صديقه/ حمّالاً/ أحدَ المارّة- *ولكن لا حياة لمن تنادي*- {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} ".
2 - أمره " {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ".
• نادى إلى الصلاة/ نادى للصلاة: أذّن لها " {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا} - {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} ".
• نادى بالشّيء: دعا إليه "نادى بالحلِّ السياسيّ/ بالاستقلال/ ببراءته/ بالحقيقة/ بمحاربة الأمِّيَّة/ بمذهب/ بالثأر" ° نُودِي به: اختير.
• نادى على كذا:
1 - تلا بالترتيب أسماء أفراد جماعة ليثبت حضورهم "نادى على تلاميذ الفصل/ جنود في فصيلة/ الشهود".
2 - دلَّل عليه، باعه بالمناداة "نادى على خُضَر/ الصُّحف" ° بيع المناداة: مزاد علنِيّ. 

مُنادٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من نادى/ نادى إلى/ نادى بـ/ نادى على/ نادى في/ نادى لـ.
2 - مأمور عُموميّ وظيفته إعلان أو إذاعة أيّة مُقرّرات رسميّة يُنادي بها في الساحات العامّة وغيرها. 

مُنادًى [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نادى/ نادى إلى/
 نادى بـ/ نادى على/ نادى في/ نادى لـ.
2 - (نح) اسم يسبقه أداة نداء، كقولنا: يا زينب؛ فتكون زينب المنادى " {يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ} ". 

مُنْتدًى [مفرد]: ج مُنتديات: نادٍ؛ مجلِس القوم ماداموا مجتمعين "يلتقي برفاقه في منتدى الشّعراء- حضر المنتدى الأدبيّ/ الرياضيّ". 

نادٍ [مفرد]: ج أندية ونوادٍ:
1 - مُنتدًى، مجلس القوم ومتحدَّثهم " {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} ".
2 - مكان مهيَّأ لجلوس القوم فيه والغالب أن يتّفقوا في صناعة أو طبقة، يقضون فيه أوقات فراغهم يتبادلون الحديث أو يتلهَّون بالألعاب أو ينصرفون إلى المطالعة، ويتناولون فيه المأكولات والمشروبات "تناول الغداءَ في النادي- النادي الثقافي- النوادي الرياضيّة".
• نادِي الرجلِ: أهلُه وعشيرتُه " {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} ". 

نِداء [مفرد]: ج نداءات (لغير المصدر):
1 - مصدر نادى/ نادى إلى/ نادى بـ/ نادى على/ نادى في/ نادى لـ.
2 - بيان، دعوة، إعلان "حرّر نداء- علّق نداء على الجدار- أصدر الزعيمُ نداءً لأتباعه- يوجه نداء للأطراف المعنيّة- يستجيب لنداء الواجب" ° لبَّى نداء ربِّه: مات، تُوُفِّي.
3 - صوت، صوت خال من المعنى "سمع نداء- {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً} " ° جهاز النِّداء الآليّ: جهاز إلكترونيّ يطلق صَوْتًا عندما يتمّ الاتِّصال بالشّخص الذي يحمله- نداء الاستغاثة: طلب النجدة والمعونة- نداء الدَّم: الغريزة أو العاطفة العائليَّة، القرابة- نداء الضمير- نداء هاتفيّ: اتِّصال هاتفيّ.
4 - دُعاء وأذان "سمعت النداء".
5 - (نح) طلب الإقبال من المخاطب بحرف من أحرف النداء، وأشهرها يا (باغي الخير أقبل ويا باغي الشَّرَ أقصر). 

نَدْوة [مفرد]: ج نَدَوات ونَدْواتٌ: جماعة يلتقون في نادٍ أو نحوه للبحث والمشاورة في موضوع معيَّن "أقامت الجمعيّة ندوة للمتطوِّعين- ندوة ثقافيّة/ سياسيّة/ صحفيّة/ علميّة/ أدبيّة" ° دار النَّدوة: كلّ مكان يجتمع فيه الناسُ للبحث والمشاورة. 

نَدِيّ [مفرد]
• نديّ القوم: مجلسهم ومجتمعهم " {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} ". 

فَقَأَ

(فَقَأَ) مُبَالغَة فِي فَقَأَ
(فَقَأَ)
الْعين أَو الْبشرَة وَنَحْوهَا فَقَأَ شقها فَخرج مَا فِيهَا وَحب الرُّمَّان وَنَحْوه ضغطه وعصره
فَقَأَ العَيْنَ والبَثْرَةَ ونَحْوَهُما، كمنع: كَسَرَهَا، أو قَلَعَها، أو بخَقَها،
كفَقَّأها فانْفَقَأَتْ وتَفَقَّأَتْ،
وـ ناظِرَيْهِ: أَذْهَبَ غَضَبَهُ،
وـ البُهْمَى فُقُوءاً: تَرَّبَها المَطَرُ والسَّيْلُ فلا تَأكُلُها النَّعَمُ،
والفَقْءُ، بالفتح، والفُقْأَةُ، بالضم وبالتَّحْرِيك،
والفاقِياءُ: السابِياءُ التي تَنْفَقِئُ عن رَأْسِ الولدِ، أو جُلَيْدَةٌ رَقِيقَةٌ على أنْفِهِ إن لم تُكْشَفْ عنه ماتَ.
والفَقْأَى، كَسكْرى: ناقَةٌ بها الحَقْوَةُ فلا تَبُولُ ولا تَبْعَرُ، والجَمَلُ فَقِيءٌ، كَقَتِيلٍ.
والفَقِيءُ أيضاً: الدَّاءُ بِعَيْنِهِ.
والفَقْءُ: نَقْرٌ في حَجَرٍ، أو غِلَظٌ يَجْمَعُ الماءَ كالفَقِئِ،
وع. وافْتَقَأ الخَرْزَ: أعَادَ عليه، وجَعَلَ بين الكُلْيَتَيْنِ كُلْيَةً أخْرَى.
والمُفَقِّئةُ: الأَوْدِيَةُ تَشُقُّ الأَرضَ.
(فَقَأَ)
(س) فِيهِ «لَوْ أَنَّ رجُلا اطَّلع فِي بيت قوم بغير إذْنِهم ففَقَأُوا عينَه لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمْ شَيْءٌ» أَيْ شَقُّوها. والفَقْء: الشَّقُّ والبَخْصُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ «أَنَّهُ فَقَأَ عيْن مَلَك الموْت» وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْناه فِي حَرْفِ الْعَيْنِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وجْهه حَبُّ الرُّمّان» أَيْ بُخِص.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «تَفَقَّأَتْ» أَيِ انفَلَقَتْ وانْشَقَّتْ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ فِي حَدِيثِ النَّاقَةِ المُنْكَسِرة: وَاللَّهِ ما هي بكذا وكذا، ولا هي بِفَقِئٍ فتشــرق [عروقها ] » الفَقِئ: الَّذِي يأخُذه داءٌ فِي البَطن يُقَالُ لَهُ الحَقْوَة، فَلَا يَبُول وَلَا يَبْعَرُ، ورُبَّما شَرِقَت عُروقُه ولَحمُه بِالدَّمِ فيَنْتَفِخ، وربَّما انْفَقَأَتْ كَرِشُه من شدّة انتفاخه، فهو الفَقِئ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذُبح وَطُبخ امْتَلَأت القِدْرُ مِنْهُ دَماً. وفَعِيل يقال للذَّكَر والأنثى. 
فَقَأَ
: (} فَقَأَ العَيْنَ والبَثْرَةَ ونَحْوَهُما) كالدُّمَّلِ والقَرْحِ، كَذَا فِي نسختنا بالتثنية، وَفِي نُسْخَة شَيخنَا: ونَحْوَها، فتكلَّف فِي مَعْنَاهُ (كمَنَع) {يَفْقَؤُها} فَقْأً (: كَسَرَها) كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) و (الأَساس) . وَبِه فَسَّر غيرُ واحدٍ من أَئمة اللُّغَة، فَلَا يُلْتَفت إِلى مَا قَالَه شيخُنا: لَا يُعْرَفُ تَفْسِيرُ! الفَقْءِ بِالكَسْرِ وَلَا قَالَه أَحدٌ من اللُّغويّين، وَلَا يطْهَر لَهُ مَعْنى وَلَا هُنَاكَ شيءُ يَتَّصِف بالكَسْر، وَلَا حاجَةَ لِدَعْوَى المجازِ وَكفى بالزمخشريِّ وابنِ منظورٍ حُجَّةً وَكفى بالزمخشريِّ وابنِ منظورٍ حُجَّةً فِيمَا قَالَاه (أَو قَلَعَها) وَقيل: أَي أَخرج حَدَقَتَهَا الَّتِي تُبْصِرُ بهَا، وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: أَطْفَأَ ضَوْءَها، وَقيل: أَعْماها وعَوَّرَهَا بأَن أَدخل فِيهَا أُصْبُعاً فشَقَّها، (أَو بَحَقَها) كَذَا فِي النُّسخ، وَهُوَ أَيضاً فِي (لِسان الْعَرَب) عَن اللحيانيِّ، وَفِي (الْمِصْبَاح) : بَخَصَها، بالصَّاد الْمُهْملَة بدل الْقَاف، قَالَ: قَالَ السَّرَقُسْطِي: بَخَص العَيْنَ: أَدْخَل أَصْبُعَه فِيهَا وأَخْرجَها، وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: أَطْفَأَ ضَوْءَها، وَقَالَ غيرُ وَاحِد: شَقَّها ( {كَفَقَّأَهَا) } تَفْقِئَةً، إِلحاقاً للمهموز بالمعتلّ ( {فانْفَقْأَتْ} وَتَفَقَّأَتْ) وَفِي (أَحكام الأَساس) : {وفُقِئَتْ عَيْنُ (عَدِيّ بنِ) حَاتمٍ يَوْمَ الجَمَلِ وَكَانَت بِهِ بَثْرَةٌ فانْفَقَأَتْ (و) فَقَأَ (نَاظِرَيْه) أَي (أَذْهَبَ غَضَبَهُ) قيل: هُوَ من الْمجَاز. وَفِي الحَدِيث (لَو أَنَّ رَجُلاً اطَّلع فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ} ففقئُوا عَيْنَه لم يَكُنْ عَلَيْهِم شَيْءٌ) أَي شَقُّوها. والفَقْءُ. الشَّقُّ والبَخْصُ، وَفِي حَدِيث مُوسى عَلَيْهِ السَّلَام أَنه فَقَأَ عَيْنَ مَلَكِ المَوْتِ، وَمِنْه (الحَدِيث) كأَنَّما {فُقِىءَ فِي عَيْنِه حَبُّ الرُّمَّانِ، أَي بُخِصَ.
وَمِمَّا بَقِي على المُصَنّف:
قَول النَّحْوِيين:} تَفَقَّأَ زَيْدٌ شَحْماً، تنصبه على التَّمْيِيز، أَي تَفَقَّأَ شَحْمُه، وَهُوَ من مسائِل كِتاب سِيبوَيْه، قَالَ:
{تَفَقَّأَتْ شَحْماً كَمَا الإِوَزِّ
مِنْ أَكْلِهَا البَهَطَّ بِالأَوُزِّ
وَقَالَ الليثُ:} انفقأَت العينُ وانفقأَت البَثْرَةُ، وبَكَى حتّى كادَ يَنْفَقِيءُ بَطْنُه أَي يَنْشَقُّ، وَفِي (أَحكام الأَساس) : أَكَل حَتّى كَاد بَطْنُه يَنَفَقَّأُ، انْتهى، وَكَانَت العربُ فِي الجاهليَّة إِذا بلغَ إِبِلُ الرجل مِنْهُم أَلْفاً فَقَأَ عينَ بعيرٍ مِنْهَا وسَرَّحه لَا يَنْتَفِعُ بِهِ، وأَنشد:
غَلَبْتُكَ {بِالمُفَقِّىءِ وَالمُعَنِّي
وبَيْتِ المُحْتَبِي والخَافِقَاتِ
قَالَ الأَزهري: لَيْسَ معنى المُفَقِّيءِ فِي هَذَا الْبَيْت مَا ذَهب إِليه الليثُ، وإِنما أَراد بِهِ الفرزدَقُ قولَه لجريرٍ:
وَلَسْتَ وَلَوْ} فَقَّأْتَ عَيْنَكَ وَاجِداً
أَبَالَكَ إِن عُدَّ المَسَاعِي كَدَارِمِ وَقَالَ ابْن جِنِّي: وَيُقَال للضعيف الوادع: إِنه لَا {يُفَقِّىءُ البَيْضَ. وَالَّذِي فِي الأَساس: وفُلانٌ لَا يَرُدُّ الرَّاوِيَة وَلَا يُنْضِجُ الكُرَاعَ وَلَا يَفْقَأُ البَيْضَ، يُقَال ذَلِك للعاجز (و) فَقَأَت (البُهْمَي) وَهِي نَبْتٌ (فُقُوءًا) كقُعودٍ، كَذَا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) فَقْأً: وَيُقَال: تَفَقَّأَتْ} تَفَقُّؤاً، وَبِه صَدَّر غيرُ واحدٍ، وَجعل الثلاثيَّ قولا، بل سكَت الجوهريُّ عَن ذكر الثلاثيّ، وَمثله فِي الأَفعال، أَي انحشَقَّتْ لفائفُها عَن نَوْرِها، وَفَقَأَتْ إِذا تَشَقَّقَتْ لفائفُها عَن ثَمرتها، وَفسّر المؤلّف بقوله (تَرَّبَها المَطَرُ والسَّيْلُ فَلَا تَأْكُلُها النَّعَمُّ) ، وَلم يذكر ذَلِك أَحدٌ من أَهل اللُّغَة، كَمَا نبه عَلَيْهِ شَيخنَا.
قلت: كَيفَ يكون ذَلِك وَهُوَ مَوْجُود فِي (العُباب) وَنَصه: وفقَأَت البُهْمَى فُقُوءًا إِذا حَمَل عَلَيْهَا المَطَرُ أَو السَّيْلُ تُراباً فَلَا تَأْكلها النَّعَمُ حَتَّى يَسْقُط عَنْهَا وَكَذَلِكَ كلُّ نبت.
وتَفقَّأَ الدُّمَّلُ والقَرْحُ، وَتَفَقَّأَت السَّحابَةُ عَن مَائِهَا: تشقَّقَتْ، وَتَفَقَّأَتْ تَبَعَّجَتْ بِمائها، قَالَ عَمْرو بن أَحْمَرَ الباهليُّ:
بِهَجْلٍ مِنْ قَساً ذَفِرِ الخُزَامَي
تَهَادَي الجِرْبِيَاءُ بِهِ الحَنيِنَا
تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّوَارِي
وَجُنَّ الخَازِبَازِ بِهِ جُنُونَا
الهَجْلُ: هُوَ المطمئِنُّ من الأَرض، والجِرْبِياءُ: الشَّمالُ. وَقَالَ شَيخنَا: صرَّح سُرَّاحُ الفصيحِ بأَن استعمالَ الفُقوءِ فِي النَّباتِ والأَرضِ والسحابِ ونَحْوِها كلُّه من الْمجَاز، مأْخوذ من فَقَأَ العَيْنَ، وَظَاهر كَلَام المُصَنّف والجوهريّ أَنه من المُشترك، انْتهى.
وَفِي (أَحكام الأَساس) : وَمن الْمجَاز: فَقَأَ اللَّهُ عَنْك عَيْنَ الكَمَالِ، وتَفَقَّأَت السحابةُ: تَبَعَّجَتْ عَن مَائِهَا.
(والفَقْءُ بِالْفَتْح، والفُقْأَةُ، بِالضَّمِّ، و) يُقَال أَيضاً (بالتَّحْرِيك) عَن الْكسَائي وَالْفراء، وَيُوجد هُنَا فِي بعض النّسخ تَشْدِيد الْقَاف مَعَ الضَّم وَالْمدّ (و) كَذَا ( {الفَاقِيَاءُ) الثَّلَاثَة بمنى (السَّابِيَاء هِيَ) أَي السابياءُ على مَا يأْتي فِي المعتل (الَّتِي تَتَفَقَّأُ) وَفِي نُسْخَة شَيخنَا:} تَنْفَقِىءُ من بَابا لانفعال، أَي تَنشقُّ (عَن رَأْس الوَلَدِ) وَفِي (الصِّحَاح) : وَهُوَ الَّذِي يَخرُج على رأْس الْوَلَد، وَالْجمع {فُقُوءٌ، وَحكى كُرَاع فِي جمعه} فَاقياءَ، قَالَ: وَهَذَا غَلَطٌ، لأَن مثل هَذَا لم يأْتِ فِي الْجمع، قَالَ: وأَرَى الفاقياء لُغة فِي الفَقْءِ كالسَّابِيَاءِ وأَصله {فاقِئَاءُ بالهمزتين، فَكُرِه اجْتِمَاع الهمزتين لَيْسَ بَينهمَا إِلا أَلف، فقُلبت الأُولى يَاء، وَعَن الأَصمعي: المَاء الَّذِي يكون على رأْس الْوَلَد، وَعَن ابْن الأَعرابيّ: السابياء: السَّلَي الَّذِي يكون فِيهِ الولَدُ. وكَثُرَ سَابِيَاؤهم العَامَ: كَثُرَ نِتَاجُهُم، والفَقْءُ: المَاء الَّذِي فِي المَشِيمَةِ، وَهُوَ السُّخْدُ والنُّخْط. (أَو جُلَيْدَةٌ) وَهُوَ تَفْسِير للفُقْأَة، عَنَّا بن الأَعرابي، فَفِي كَلَام المُؤلّف لَفٌّ ونَشْرٌ (رَقِيقَةٌ) تكون (على أَنْفِه) أَي الْوَلَد (إِنْ لم تُكْشَف عَنهُ مَاتَ) الولدُ.
وَيُقَال أَصَابَتْنَا فَقْأَةٌ أَي سَحابَةٌ لَا رعْدَ فِيهَا وَلَا بَرْق وَمَطَرُها مُتقارِبٌ، وَهُوَ مجَاز.
(} والفَقْأَى كَسَكْرَى) هِيَ (نَاقَةٌ بِهَا الحَقْوَةُ) وَهِي داءٌ يَأْخُذها (فَلَا تَبُولُ وَلَا تَبْعَرُ) ورُبَّما شَرِقَت عُروقُها ولَحْمُها بالدَّمِ فانتَفخَتْ وَرُبمَا انفقَأَت كَرِشُها من شِدَّة انتفاخِها. وَفِي الحَدِيث أَن عُمَر رَضِي الله عَنهُ قَالَ فِي نَاقَةٍ مُنكَسِرة: مَا هِيَ بِكَذَا وَلَا كَذَا، وَلَا هِيَ بفَقْأَى فَتَشْــرَق عُرُوقُها (والجَمَلُ فَقِيءٌ كَقَتيل) هُوَ الَّذِي يأْخُذه دَاءٌ فِي البَطْنِ، فإِن ذُبِح وطُبِخ امتلأَت القِدْرُ مِنْهُ دَماً، وفَعِيلٌ يُقَال للذّكر والأُنثى (! والفَقِىءُ أَيضاً: الدَّاءُ بِعَيْنِه) وَهُوَ دَاءُ الحَقْوَة.
والفَقَأُ: خُروجُ الصَّدْرِ. والفَسَأُ: دُخُول الصُّلْبِ، وَعَن ابْن الأَعرابيّ: أَفقَأَ إِذا انخَسَفَ صَدْرُه مِن عِلَّةٍ. (والفَقْءُ) بِالْفَتْح (: نَقْرٌ فِي حَجَرٍ أَو غِلَظٌ) مَعْطُوف على حجرٍ أَو على نقر (يَجْمَعُ الماءَ) وَفِي بعض النّسخ: يَجتمِع فِيهِ الماءُ. وَقَالَ شَمِرٌ: هُوَ كالحفرة يكون فِي وَسَطِ الحَرَّة، وَقيل فِي وَسط الجَبَلِ، وشكَّ أَو عُبَيْدٍ فِي الحُفْرَةِ أَو الجُفْرَةِ، قَالَ: وهما سَواءٌ (كالفَقِيءِ) كأَميرٍ، أَنشد ثَعْلَب:
فِي صَدْرِه مِثْلُ {- الفَقِيءِ المُطْمَئِنّ
وَرَوَاهُ بَعضهم بِصِيغَة التصغير، وجَمْع الفَقِيءِ، فَقْآنٌ.
(و) الفَقْءُ: (ع) .
(} وافْتَقَأَ الخَرْزَ) بِفَتْح فَسُكُون (أَعَادَ عَلَيْهِ) وَهَذَا الْمَعْنى عَن اللحيانيّ فِي قفأَ، بِتَقْدِيم الْقَاف على الْفَاء على مَا سيأْتي، وأَنا أَتعجَّبُ من شَيخنَا كَيفَ لم يُنَبِّه على ذَلِك، فإِن ابْن مَنْظُور وَغَيره ذَكرُوهُ فِي قفأَ (وجَعَل بَيْنَ الكُلْبَتَيْنِ كُلْبَةً أُخْرَى) بِالضَّمِّ: السَّيْرُ والطَّاقَةُ من الليف، وَفِي (الصِّحَاح) هِيَ جُلَيدة مُستديرة تَحت عُرْوَةِ المَزادةِ تُخْرَز مَعَ الأَديم، وسيأْتي زِيَادَة تَحْقِيق إِن شاءَ الله تَعَالَى فِي قفأَ.
( {والمُفَقِّئَةُ) هِيَ (الأَوْدِيَةُ) الَّتِي (تَشُقُّ الأَرْضَ) شَقًّا، وأَنشد للفرزدق:
أَتَعْدِلُ دَارِماً بِبَنِي كُلَيْبٍ
وَتَعْدِلُ} بِالمُفَقِّئَةِ الشِّعَابَا

فجأ

فجأ: فَجَأَ الأمْرُ يَفْجَأُ فُجْأَةً، ويُفاجِئُه مُفَاجَأَةً، وفَجِىءَ: لُغَةٌ. وفَجَأَ المَرْأةَ: [إذا] نَكَحَها.
ف ج أ

جاءنا فلان فجأةً ومفاجأة. وفاجأه الأمر وفجئه. وأعوذ بالله من موت الفجاءة، ومن حرق الفجاءه.
[فجأ] فاجأه الأمرُ مفاجأةً وفِجاءً، وكذلك فجثه الامر وفجأه الامر، بالكسر والنصب، فجاءة بالمد والضم. ومنه قطرى بن الفجاءة المازنى.
ف ج أ: (فَاجَأَهُ مُفَاجَأَةً) وَ (فِجَاءً) بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ وَ (فَجِئَهُ) بِالْكَسْرِ (فُجَاءَةً) بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ وَ (فَجَأَهُ) بِالْفَتْحِ أَيْضًا. 
(ف ج أ) : (فِي حَدِيثِ) ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فِي الرَّجُلِ تَفْجَأُهُ الْجِنَازَةُ يُقَالُ فَجِئَهُ وَفَاجَأَهُ إذَا أَتَاهُ فُجَاءَةً أَيْ بَغْتَةً مِنْ غَيْرِ تَوَقُّعٍ وَلَا مَعْرِفَةٍ (وَبِهَا سُمِّيَ) مُصَدِّقُ بَنِي سُلَيْمٍ الْفُجَاءَةُ بْنُ عَبْدِ ياليل.
فجأ: فجاء لبرا: فرس تباعدت إحدى ركبتيه عن الأخرى حين المشي. (دوماس حياة العرب ص189).
فجأ فاجأ: فجأ، باغت، بغتة ولم يكن يتوقعه (بوشر). فجأ: فجأة، بغتة. (بوشر).
فجوة، فجأة، بغتة. (فوك).
في فجاءة: فجأة، بغتة. (النويري الأندلس ص469).
حرف المفاجأة، والفجائية أيضا: إذا، في قولهم: خرجت فإذا السبع بالباب. (محيط المحيط، ابن عقيل ص93).
فجأ
فَجَأ المرأة: جامَعَها.
ابن الأنباري: فَجِئَتِ الناقة: إذا عَظُمَ بطنُها، والمصدر: الفَجَأُ؛ مَهموزاً مَقْصُوراً.
وفجَأَةُ الأمر وفَجِئَه فُجاءةً - بالضم والمدِّ -، ومنها: قَطَرِيُّ بن فُجاءةَ المازنيُّ الشاعر. وكذلك فاجَأه الأمر مُفاجَأة وفِجَاءً.
(ف ج أ)

فجِئه، وفَجَأه يَفْجَؤُه، فَجْأ، وفُجاءة، وافتجأه، وفاجأه مفاجأة: هجم عَلَيْهِ من غير أَن يشْعر بِهِ، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

كأنَّه إذْ فاجأ افْتِجاؤه

أثناءُ لَيل مغدِفٍ أثناؤه

ولقيه فجاءة، وضعوه مَوضِع الْمصدر، وَاسْتَعْملهُ ثَعْلَب بِالْألف وَاللَّام ومكنه فَقَالَ: إِذا قلت: خرجت فَإِذا زيد فَهَذَا هُوَ الْفُجَاءَة، وَلَا ادري أهوَ من كَلَام الْعَرَب أم هُوَ من كَلَامه؟ والفُجَاءة: مَا فاجأك.

وَمَوْت الْفُجَاءَة: مَا يفجأ الْإِنْسَان، من ذَلِك.

والفُجَاءة: رجل.
[فجأ] فجأه الأمر وفجئه فجاءة- بالمد والضم- وفاجأه مفاجأة، إذا جاءه بغتةً من غير تقدم سبب. وقيده بعضهم بفتح فاء وسكون جيم من غير مد على المرة. ك: موت "الفجأة" البغتة، هو بفتح فاء وسكون جيم فهمزة. وروى بضم فاء فجيم فألف فهمزة، وهو الموت بلا سبب مرض، والبغتة بالجر والرفع. ومنه: حتى "فجئه" الحق، بكسر جيم. ومنه: فلم "يفجأ" موسى، وفي بعضها: لم يفج- بأن يخفف الهمزة ألفا ثم تحذف جزما. ط: موت "الفجاءة" أخذة أسف، هو بضم فاء ومد - ومر في أسف. ن: نظر "الفجاءة" -بضم ففتح ومد وبفتح وسكون وقصر: أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد؛ وفيه أن يجب على الرجل صرف البصر ولا يجب على المرأة ستر وجهها بل سنت لها ذلك. ومنه: "فجأة" نقمتك، ومنه: فما "فجئهم" منه إلا وهو ينكص، بكسر جيم وقد تفتح، أي بغتهم.

فجأ: فَجِئَه الأَمْرُ وفَجَأَه، بالكسر والنصب، يَفْجَؤُه فَجْأً

وفُجَاءةً، بالضم والمدّ، وافْتَجَأَه وفاجأَه يُفاجئُه مُفَاجأَةً وفِجاءً:

هَجَمَ عليه من غير أَن يَشْعُر به، وقيل: إِذا جاءه بَغْتةً من غير تقدّم سبب. وأَنشد ابن الأَعرابي:

كأَنْهُ، إِذ فاجأَه افْتِجاؤُهُ، * أَثْناءُ لَيْلٍ، مُغْدِفٍ أَثْناؤُهُ

وكلّ ما هجم عليك من أَمر لم تحتسبه فقد فَجَأَك. ابن الأَعرابي:

أَفْجَأَ إِذا صادَفَ صَدِيقَه على فَضِيحةٍ.

الأصمعي: فَجِئَتِ الناقةُ: عَظُمَ بَطْنُها، والمصدر الفَجَأُ، مهموز

مقصور.

والفُجاءةُ: أَبو قَطَرِيٍّ المازِنِّي. ولَقِيتُه فُجاءةً، وضَعُوه موضعَ المصدر واستعمله ثعلب بالأَلف واللام ومَكَّنه، فقال: إِذا قلت خَرَجتُ فإِذا زيْدٌ، فهذا هو

الفُجاءةُ، فلا يُدْرَى أَهو من كلام العرب، أَو هو من كلامه. والفُجاءةُ: ما فاجأَكَ. ومَوْتُ الفُجاءةِ: ما يَفْجَأُ الإِنسانَ من ذلك، وورد في الحديث في غير موضع، وقيده بعضهم بفتح الفاء وسكون الجيم من غير مدّ على المرّة.

فج

أ1 فَجِئَهُ, (S, Mgh, O, Msb, K,) and فَجَأَهُ, (S, O, Msb, K,) the former of which is the more chaste, (TA,) aor. ـَ (Mgh, Msb, K,) inf. n. ↓ فُجَآءَةٌ, (S, O, K,) or this is a simple subst., (Msb,) and فَجْءٌ, (K, TA,) or ↓ فَجْأَةٌ, (so accord. to the CK, and Ham p. 44,) or this last also is a simple subst.; (Msb;) and ↓ فاجأهُ, (S, Mgh, O, Msb, K,) inf. n. مُفَاجَأَةٌ (S, O, Msb) and فِجَآءٌ; (S, O;) and ↓ افتجأهُ; (K;) It (an affair, or event, S, O, Msb) came upon him, or happened to him, suddenly, or at unawares, (Mgh, K, TA,) unexpectedly, (Mgh,) without his having knowledge of it, (Mgh, TA,) or without any previous cause; (TA;) or hastily; syn. عَاجَلَهُ: (Msb:) [it surprised him; or took him by surprise:] and [in like manner] one says, فَجِئْتُ الرَّجُلَ, and فَجَأْتُهُ, meaning I came upon the man suddenly, or at unawares. (Msb.) b2: And فَجَأَ المَرْأَةَ, (O, K,) aor. ـَ inf. n. فَجْءٌ, (TA,) He compressed the woman. (O, K. *) A2: فَجِئَتِ النَّاقَةُ, (IAmb, O, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. فَجَأٌ, (IAmb, O,) The she-camel became big in her belly. (IAmb, O, K.) b2: And فَجَأَ is said in the A to be syn. with زَادَ [It increased, &c.]. (TA.) 3 فَاْجَاَ see above, first sentence. b2: [Hence,] فُوجِئَ He was taken away by a sudden death; he died suddenly. (S in art. فوت.) 4 افجأ He found, or lighted on, [or surprised,] his friend doing a disgraceful thing. (IAar, TA.) 8 إِفْتَجَاَ see 1, first sentence.

فَجْأَةٌ: see 1, first sentence: b2: and see also what here follows.

فُجَآءَةٌ: see 1, first sentence. b2: Also A sudden, or an unexpected, event; a thing that comes upon one suddenly, or at unawares. (K, TA.) Hence, مَوْتُ الفُجَآءَةِ [Sudden death]: written by some ↓ الفَجْأَةِ, as an inf. n. of unity. (TA.) المُفَاجِئُ The lion. (Sgh, in his tract on the names of the lion; and K.)
فجأ
: ( {فَجَأَهُ) الأَمرُ (كسَمِعَه وَمَنَعَه) والأَوَّل أَفصحُ،} يَفْجَؤُه (فَجْأً) بِالْفَتْح ( {وفُجَاءَةً) بِالضَّمِّ (: هَجَم عَلَيْهِ) منِ غَيْرِ أَنْ يَشْعُرَ بِهِ، وَقيل: إِذا جاءَه بَغْتةً من غيرِ تَقَدُّمِ سَبَبٍ، وكلُّ مَا هَجَم عَلَيْك من أَمرٍ فقد فَجِئَكَ (} كَفَاجَأَه) {يُفاجِئُه} مُفاجأَةً ( {وافْتَجَأَه) } افْتِجَاءً، وَعَن ابنِ الأَعرابيِّ: {أَفْجَأَ إِذَا صادَفَ صَديقَه على فَضِيحَةٍ. (} والفُجَاءَة) بِالضَّمِّ والمدُّ (: مَا {فَاجَأَكَ) . ومَوْتُ الفُجَاءَةِ، مَا} يَفْجَأُ الإِنسانَ من ذَلِك، وَورد فِي الحَدِيث فِي غير موضعٍ، وقَيَّده بعضُهم بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الْجِيم من غير مَدَ على المَرَّة. ولَقِيتُه فُجَاءَةً، وضعوه موضِعَ المصدرِ، وَاسْتَعْملهُ ثعلبٌ بالأَلف وَاللَّام وَمكَّنَه فَقَالَ: إِذا قلتَ خرجُت فإِذا زَيْدٌ، فَهَذَا هُوَ الفُجاءَة فَلَا يُدْرَى أَهو من كَلَام الْعَرَب أَم هُوَ هُوَ من كَلَامه، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(و) {فُجَاءَةُ (والِدُ) أَبِي نَعَامة (قَطَرِيَ) مُحَرَّكَةً (الشاعرِ) المازنيّ التميميِّ رئيسِ الخوارِجِ، سُلِّم عَلَيْهِ بالخلافة ثلاثَ عشرةَ سنة وقُتِل سنة 179.
(و) عَن الأَصمعي وَابْن الأَنباري: يُقَال (} فَجِئَتِ الناقةُ كفَرِح) إِذا (عَظُمَ بَطْنُها) والمصدر {الفَجَأُ مهموزاً مَقْصُورا.
(و) فِي (الأَساس) و (العُباب) : فَجَأَ (كَمَنَع) } يَفْجَؤُها فَجْأً (جَامَعَ) وَزَاد فِي (الأَساس) : {وفَاجَأَه أَي عاجَلَهُ.
(} والمفاجِىءُ) هُوَ (الأَسد) ذكره الصَّاغَانِي فِي رِسالته الَّتِي ألفها فِي أَسماء الأَسد.
فجأ
فجَأَ يَفجَأ، فَجْئًا وفَجْأةً وفُجاءةً، فهو فاجئ
• فجَأه الأمرُ:
1 - بغَته، جاءه في وقت لم يتوقَّعه فيه، أي دون سابق إنذار وعلى غير انتظار "فجأني بزيارته- فجأه المرض/ المــفتِّش/ اللِّص- وصل فَجْأة- يظهر ويختفي فجأة".
2 - عاجَلَه. 

افتجأَ يفتجئ، افتجاءً، فهو مُفتجئ، والمفعول مُفتجَأ
• افتجأ صديقَه: بغته وجاءه دون توقُّع "افتجأه الموتُ". 

تفاجأَ بـ يتفاجأ، تفاجُؤًا، فهو مُتفاجِئ، والمفعول مُتفاجأ به
• تفاجأ فلانٌ بالأمر: مُطاوع فاجأَ: فُوجئ؛ بُغِت بما لم يكن يتوقّعه "تفاجأ الشّعبُ بتصريحات الحكومة- تفاجأ اللّصوص بوجود قوات الشرطة". 

فاجأَ يفاجئ، مُفاجَأةً، فهو مُفاجِئ، والمفعول مُفاجأ
• فاجأه الموتُ: فجَأه؛ جاءه في وقت لم يتوقّعه فيه "فاجأه بقدومه إليه- توقُّف/ سفر/ تطوّر/ هجوم/ هبوط مفاجِئ- {فَاجَأَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} [ق] ". 

فَجْء [مفرد]: مصدر فجَأَ. 

فَجْأَة [مفرد]: مصدر فجَأَ ° موت الفجْأة: ما يأخذ الإنسانَ بغتةً؛ وهو موت السَّكتة. 

فُجاءة [مفرد]: مصدر فجَأَ ° موت الفُجاءة: ما يأخذ الإنسانَ بغتةً؛ وهو موت السَّكتة. 

فُجائِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فُجاءة: مفاجئ، غير متوقَّع "ضربات فُجائيَّة- موت/ هجوم فجائيّ- كان وصوله
 فُجائيًّا".
• إذا الفجائيَّة: (نح) إذا الدالّة على المفاجأة وتختصّ بالجمل الاسميّة، والاسم بعدها مرفوع على الابتداء. 

مُفاجأة [مفرد]:
1 - مصدر فاجأَ ° حرف المفاجأة: إذا الفجائيّة.
2 - أمر مفاجئ غير متوقّع "مفاجآت الحياة- الأيام مليئة بالمفاجآت- أعدّ له مفاجأة طيّبة". 

بَلِيَ

بَلِيَ الثَّوْبُ، كَرضِيَ، يَبْلَى بِلىً وبَلاءً،
وأبْلاهُ هو: وبَلاَّهُ.
وفلانٌ بِلْيُ أَسْفارٍ وبِلوُها، أي: بَلاَهُ الهَمُّ والسَّفَرُ والتَّجارِبُ
وبِلْيُ شَرٍّ وبِلْوُهُ: قَوِيٌّ عليه مُبْتَلىً به.
وبِلْيٌ وبِلْوٌ من أبْلاءِ المالِ: قَيِّمٌ عليه.
وهو بِذِي بَلَّى، كحَتَّى وإلاَّ ورَضِيٍّ ويُكْسَرُ،
وبَلَيانٍ، محرَّكةً وبكسرتين مشددةَ الثالثِ: إذا بَعُدَ عنك حتى لا تَعْرِفَ مَوْضِعَهُ.
والبلِيَّةُ: الناقةُ يموتُ رَبُّها، فَتُشَــدُّ عندَ قبرِهِ حتى تَموتَ، كانوا يقولونَ: صاحِبُها يُحْشَرُ عليها، وقد بُلِيَتْ، كعُنِيَ.
وبَلِيٌّ، كَرضِيٍّ: قَبيلةٌ م، (وهو: بَلَوِيٌّ.
وبَلْيَانَةُ: د بالْمَغْرِبِ) .
وابْتَلَيْتُهُ: اخْتَبَرْتهُ،
وـ الرَّجُلَ فأبْلانِي: اسْتَخْبَرْتُه فأَخْبَرَنِي، وامْتَحَنْتُه، واخْتَبَرْتُهُ،
كَبَلَوْتهُ بَلْواً وبَلاءً، والاسمُ: البَلْوَى والبَلِيَّةُ والبِلْوَةُ، بالكسر.
والبَلاءُ: الغَمُّ، كأَنَّهُ يُبْلي الجِسْمَ.
والتَّكْليفُ بَلاءٌ، لأنه شاقٌّ على البَدَنِ، أو لأنه اخْتِبارٌ. والبَلاءُ يكونُ مِنْحَةً، ويكونُ مِحْنَةً.
ونَزَلَتْ بلاءِ، كقَطامِ، أي: البلاءُ.
وأبْلاهُ عُذْراً: أدَّاهُ إليه فَقَبِلَه،
وـ الرجلَ: أحْلَفَهُ، وحَلَفَ له، لازِمٌ مُتَعَدٍّ.
وابْتُلِيَ: اسْتُحْلفَ، واسْتُعْرِفَ.
وما أُبالِيه بالَةً وبلاءً وبالاً ومُبالاةً، أي: ما أكْتَرِثُ.
ولم أُبالِ، ولم أُبَلْ، ولم أُبَلِ، بكَسْرِ اللاَّمِ.
والأَبْلاءُ: ع.
وكحُبْلَى: ع بالمَدينَةِ.
وبَلَى: جَوابُ اسْتِفْهامٍ مَعْقُودٍ بالجَحْد، تُوجِبُ ما يقالُ لك.
وابْلَوْلَى العُشْبُ: طالَ، واسْتَمْكَنَتْ منه الإِبِلُ.
وبِذِي بُلَّى، كرُبَّى: في اللاَّمِ.

شارَ

شارَ العَسَلَ شَوْراً وشِيَاراً وشِيارَةً ومَشاراً ومَشارَةً: اسْتَخْرَجَه من الوَقْبَةِ،
كأَشَارَهُ واشْتارَه واسْتَشارَهُ والمَشارُ: الخَلِيَّةُ.
والشَّوْرُ: العَسَلُ المَشُورُ.
والمِشوارُ: ما شارَهُ به، والمَخْبَرُ، والمَنْظَرُ،
كالشُّورَةِ، بالضم، وما أبْقَتِ الدابةُ من عَلَفِها، مُعَرَّبُ نِشْخَوار، والمَكانُ يُعْرَضُ فيه الدَّوابُّ، ومنه: إِيَّاكَ والخُطَبَ، فإِنَّها مِشْوارٌ كثيرُ العِثارِ، ووَتَرُ المِنْدَفِ، وبِهاءٍ: موضِعُ العَسَلِ،
كالشُّورَةِ، بالضم.
ومَاذِيٌّ مُشَارٌ: أُعِينَ على جَنْيِهِ.
والشَّورَةُ والشَّارَةُ والشَّوْرُ والشِّيَارُ والشَّوَارُ: الحُسْنُ، والجَمالُ، والهَيْئَةُ، واللِّباسُ، والسِّمَنُ، والزِّينَةُ،
واسْتَشارَتِ الإِبِلُ،
وأخذَتْ مِشْوارَها ومَشارَتَها: سَمِنَتْ وحَسُنَتْ.
والخَيْلُ شِيارٌ: سِمانٌ حِسانٌ.
وَشَارَها شَوْراً وشِوَاراً وشَوَّرَها وأشَارَهَا: راضَها، أو رَكِبَها عند العَرْضِ على مُشْتَرِيها، أو بَلاهَا يَنْظُرُ ما عندَها، أو قَلَّبَها، وكذا الأَمَةُ.
واسْتَشارَ الفَحْلُ الناقَةَ: كَرَفَهَا فَنَظَر أَلاقِحٌ هي أم لاَ،
وـ فلانٌ: لَبِسَ لِباساً حَسَناً،
وـ أمْرُهُ: تَبَيَّنَ.
والمُسْتَشِيرُ: من يَعْرفُ الحائلَ من غيرِها.
والشُّوارُ، مُثَلَّثَةً: مَتاعُ البَيْتِ، وذَكَرُ الرَّجُلِ وخُصْياهُ واسْتُهُ.
وشَوَّرَ به: فَعَلَ بهِ فِعْلاً يُسْتَحْيَا منه فَتَشَــوَّرَ،
وـ إليه: أوْمَأَ،
كأشارَ، ويكونُ بالكَفِّ والعَيْنِ والحاجِبِ.
وأشارَ عليه بكذا: أمَرَهُ، وهي: الشُّوْرَى.
والمَشُورَةَ: مَفعُلَةٌ لا مَفْعولَةٌ.
واسْتَشارَهُ: طَلَبَ منه المَشُورَةَ.
وأشارَ النار،
وـ بها وأشْوَرَ بها وشَوَّرَ: رَفَعَها.
والمَشَارَةُ: الدَّبْرَةُ في المَزْرَعَةِ
ج: مَشاوِرُ ومَشائِرُ. وشَوْرُ بنُ شَوْرِ بنِ شَوْرِ بنِ شَوْرٍ: اسْمُه دِيْوَاشْتِي جَدٌّ لعبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ ميكالَ، مَمْدوحِ ابنِ دُرَيْدٍ في "مَقْصورَتِه"، وأرْبَعَتُهُم مُلُوكٌ. والقَعْقَاعُ بنُ شَوْرٍ: تابعيٌّ.
والشَّوْرانُ: العُصْفُرُ، وثَوْبٌ مُشَوَّرٌ، وجَبَلٌ قُربَ عَقيقِ المدينةِ، فيه مِياهُ سَمَاءٍ كثيرةٌ.
وحَرَّةُ شَوْرانَ: من حِرارِ الحجازِ.
والشَّوْرَى، كسَكْرَى: نَبْتٌ بَحْرِيٌّ.
وشَيِّرُكَ: مُشاوِرُكَ ووَزِيرُكَ
ج: شُوَرَاءُ. وقَصِيدةٌ شَيِّرَةٌ: حَسناءُ.
والشُّوْرَةُ، بالضم: الناقةُ السمينةُ، وقد شارَتْ، وبالفتح: الخَجْلَةُ.
والمُشِيرَةُ: الإِصْبَعُ السَّبَّابَةُ.
وأشِرْنِي عَسَلاً: أعنّي على جَنْيِه.
وشِيْرَوَانُ، بالكسر: ة بِبُخارا.
وبَنُو شاوِرٍ: بَطْنٌ من هَمْدانَ.
وشيءٌ مَشُورٌ: مُزَيَّنٌ.
والشَّيْرُ، مُمالَةً: لَقَبُ محمدٍ جَدِّ الشريفِ النَّسَّابةِ العُمَرِي، أعْجَمِيَّةٌ، أي: الأَسَدُ.
وريحٌ شَوارٌ، كسحاب: رُخَاءٌ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.