من (غ م ز) نسبة إلى الــغَامِز.
من (غ م ز) نسبة إلى الــغَامِز.
غمز: الغَمْزُ: الإِشارة بالعين والحاجب والجَفْنِ، غَمَزَه يَغْمِزُه
غَمْزاً. قال الله تعالى: وإِذا مَرُّوا بهم يَتَــغامَزُــون؛ ومنه الغَمْزُ
بالناس. قال ابن الأَثير: وقد فسر الغمز في بعض الأَحاديث بالإِشارة
كالرَّمْزِ بالعين والحاجب واليد. وجارية غَمَّازَةٌ: حَسَنَةُ الغَمْزِ
للأَعضاء. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه دخل عليه وعنده غُلَيِّم
يَغْمِزُ ظهرَه. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: اللَّدُود مكانَ الغَمْزِ؛ هو
أَن تَسْقُطَ اللَّهاةُ فَتُغْمَزَ باليد أَي تُكْبَسَ. والغَمْزُ في
الدابة: الظَّلْعُ من قِبَلِ الرِّجْل، غَمَزَتْ تَغْمِزُ، وقيل: هو ظَلْعٌ
خَفِيٌّ. والغَمْزُ: العَصْرُ باليد؛ قال زِيادٌ الأَعْجَمُ:
وكنتُ إِذا غَمَزْتُ قَناةَ قَوْمٍ،
كَسَرْتُ كُعُوبَها، أَو تَسْتقِيما
قال ابن بري: هكذا ذكر سيبويه هذا البيت بنصب تسقيم بأَو، وجميع
البصريين؛ قال: هو في شعره تستقيم بالرفع والأَبيات كلها ثلاثة لا غير
وهي:أَلم تَرَ أَنَّني وَتَّرْتُ قَوْسِي
لأَبْقَعَ من كِلابِ بَنِي تَمِيمِ
عَوَى، فَرَمَيْتُه بِسِهامِ مَوْتٍ،
تَرُدُّ عَوادِيَ الحَنِقِ اللَّئِيمِ
وكنت إِذا غمزت قناة قوم، كسرت كعوبها، أَو تَسْتَقِيمُ
(* في هذا البيت إقواء.)
قال: والحجة لسيبويه في هذا أَنه سمع من العرب من ينشد هذا البيت بالنصب
فكان إِنشاده حجة، كما عمل أَيضاً في البيت المنسوب لعُقْبَةَ الأَسَدِي
وهو:
مُعاوِيَ، إِنَّنا بَشَرٌ فأَسْجِحْ،
فَلَسْنا بالجِبالِ ولا الحَدِيدا
هكذا سمع من ينشده بالنصب ولم تحفظ الأَبيات التي قبله والتي بعده؛ وهذه
القصيدة من شعره مخفوضة الروي؛ وبعده:
أَكَلْتُمْ أَرْضَنا فَجَرَدْتُموها
فهل مِنْ قائِمٍ أَو مِنْ حَصِيدِ؟
والمعنى في شعر زياد الأَعجم أَنه هجا قوماً زعم أَنه أَثارهم بالهجاء
وأَهلكهم إِلا أَن يتركوا سَبَّه وهِجاءه، وكان يُهاجِي المُغِيرةَ بن
حَبْناءَ التميمي، ومعنى غَمَزْتُ لَيَّنْتُ،وهذا مَثَلٌ، والمعنى إِذا
اشتدّ عليّ جانب قوم رُمْتُ تليينه أَو يستقيم. وغَمَزْتُ الكَبْشَ والناقة
أَغْمِزُها غَمْزاً إِذا وضعت يدك على ظهرها لتنظر أَبها طِرْقٌ أَم لا؛
وناقة غَمُوزٌ، والجمع غُمُزٌ. والغَمُوزُ من النُّوق: مثل العَرُوك
والشَّكُوكِ؛ عن أَبي عبيد. وفي حديث الغُسْلِ: قال لها: اغْمِزِي قُرونَكِ
أَي اكْبِسي ضفائر شعرك عند الغسل. والغَمْزُ: العَصْر والكبس باليد.
والغَمَزُ، بالتحريك: رُذالُ المال من الإِبل والغنم، والضِّعافُ من الرجال،
يقال: رجل غَمَزٌ من قوم غَمَزٍ وأَغْمازٍ؛ والقَمَزُ مثل الغَمَز؛ وأَنشد
الأَصمعي:
أَخَذْتُ بَكْراً نَقَزاً من النَّقَزْ،
ونابَ سَوْءٍ قَمَزاً من القَمَزْ،
هذا وهذا غَمَزٌ من الغَمَزْ
وناقة غَمُوزٌ إِذا صار في سَنامِها شحم قليل يُغْمَزُ، وقد أَغْمَزَتِ
اناقة إِغْمازاً. وأَغْمَزَ في الرجل إِغْمازاً: استضعفه وعابه وصَغَّرَ
شأْنه؛ قال الكميت:
ومن يُطِعِ النّساءَ يُلاقِ منها،
إِذا أَغْمَزْنَ فيه، الأَقْوَرِينا
الأَقْوَرينا: الدواهي يقول: من يطع النساء إِذا عِبْنه وزَهِدْنَ فيه
يلاقِ الدواهي التي لا طاقة له بها.
والغَمِيزُ والغَمِيزَةُ: ضَعْفٌ في العملِ وفَهَّةٌ في العَقْل، وفي
التهذيب: وجَهْلَة في العقل. ورجل غَمَزٌ أَي ضعيف. وسَمِعَ مني كلمةً
فاغْتَمَزَها في عقله أَي استضعفها. والغَمِيزة: العَيْب. وليس في فلان
غَمِيزة ولا غَمِيزٌ ولا مَغْمَزٌ أَي ما فيه ما يُغْمَزُ فَيُعاب به ولا
مَطْعَنٌ؛ قال حسان:
وما وَجَدَ الأَعْداءُ فِيَّ غَمِيزَةً،
ولا طافَ لي منهم بِوَحْشِيَ صائِدُ
والمَــغامِزُ: المعايب. وفعلتُ شيئاً فاغْتَمَزَه فلانٌ أَي طَعَنَ عليّ
ووجد بذلك مَغْمَزاً، أَبو عمرو: غَمَزَ عَيْبُ فلان وغَمَزَ داؤُه إِذا
ظهر؛ قال الشاعر:
وبَلْدَة، لَلدَّاءُ فيها غامِزُ،
مَيْتٌ بها العِرْقُ الصحيحُ الرَّاقِزُ
الرَّاقِزُ: الضاربُ. والمَغْمُوزُ: المُتَّهَمُ. والمَغْمَزُ:
المَطْمَعُ؛ قال:
أَكَلْتَ القِطاطَ فأَفْنَيْتَها
فهل في الخَنانِيصِ من مَغْمَزِ؟
ويقال: ما في هذا الأَمر مَغْمَزٌ أَي مَطْمَعٌ. ابن السكيت: أَغْمَزَني
الحَرُّ أَي فَتَر فاجْتَرَأْتُ عليه وركبت الطريق. وفي التهذيب:
غَمَزَني الحَرُّ؛ عن أَبي عمرو، وقد غَمَزْتُ الشيء غَمْزاً.
وغُمازٌ وغُمازَة: موضع، وقيل: هي بئر أَو عين؛ وفي التهذيب: وعين
غُمازَةَ معروفة ذكرها ذو الرمة فقال:
تَوَخَّى بها العَيْنَيْنِ، عَيْنَيْ غُمازَة،
أَقَبُّ رَباعٌ أَو قُوَيْرِحُ عامِ
قال: وبالسَّوْدَةِ عين أُخرى يقال لها عُيَيْنَةُ غُمازَةَ، نسبت إِلى
غُمازَة من وَلَدِ جَرِير، قال: وغُمازَةُ عين أُخرى بالزاي؛ قال ذو
الرمة يصف الوحش وانتقاض جَرْوِها:
صَوافِنُ لا يَعْدِلْنَ بالوِرْدِ غَيْرَهُ،
ولكنها في مَوْردَيْنِ عِدالُها
أَعَيْنُ بَني بَوٍّ غُمازَةُ مَوْرِدٌ
لها، حين تجْتابُ الدُّجَى، أَم أُثالُها؟
قال شمر: عادلت بين كذا وكذا أَيُّهما أَتى.
ظلع: الظَّلْعُ: كالغَمْزِ. ظَلَعَ الرجلُ والدابةُ في مَشْيِه يَظْلَعُ
ظَلْعاً: عَرَجَ وغمزَ في مَشْيِه؛ قال مُدْرِكُ بن محصن
(* قوله« محصن»
كذا في الأصل، وفي شرح القاموس حصن) :
رَغا صاحِبي بعد البُكاءِ، كما رَغَتْ
مُوَشَّمَةُ الأَطْرافِ رَخْصٌ عَرِينُها
مِنَ الملْحِ لا تَدْرِي أَرِجْلٌ شِمالُها
بها الظَّلْعُ، لَمَّا هَرْوَلَتْ، أَمْ يَمِينُها
وقال كثيِّر:
وكنتُ كَذاتِ الظَّلْعِ، لَمَّا تحامَلَتْ
على ظَلْعِها يومَ العِثارِ، اسْتَقَلَّتِ
وقال أَبو ذؤَيب يذكر فرساً:
يَعْدُو به نَهِشُ المُشاشِ كأَنَّه
صَدْعٌ سَلِيمٌ، رَجْعُه لا يَظْلَعُ
النَّهِيشُ المُشاشِ: الخَفِيفُ القَوائِمِ، ورَجْعُه: عطْفُ يديه.
ودابّة ظالِعٌ وبِرْذَوْنٌ ظالِعٌ، بغير هاء فيهما، إِن كان مذكراً فعلى
الفعل، وإِن كان مؤنثاً فعلى النسب. وقال الجوهريّ: هو ظالِعٌ والأُنثى
ظالعة.وفي مَثَل: ارْقَ على ظَلْعِكَ أَن يُهاضَا أَي ارْبَعْ على نفسك
وافْعَلْ بقدر ما تُطِيقُ ولا تَحْمِلْ عليها أَكثر مما تطيق. ابن الأَعرابي:
يقال ارْقَ على ظلْعِك، فتقول: رَقِيتُ رُقِيًّا، ويقال: ارْقَأْ على ظلعك،
بالهمز، فتقول: رَقَأْتُ، ومعناه أَصْلِحْ أَمرَك أَوَّلاً. ويقال: قِ
على ظَلْعِك، فتجيبه: وَقَيْتُ أَقي وَقْياً. وروى ابن هانئ عن أَبي زيد:
تقول العرب ارْقَأْ على ظَلْعِكَ أَي كُفَّ فإِني عالم بمَساوِيكَ. وفي
النوادر: فلان يَرْقَأُ على ظَلْعِه أَي يَسكُتُ على دائِه وعَيْبِه،
وقيل: معنى قوله ارْقَ على ظَلْعِكَ أَي تَصَعَّدْ في الجبل وأَنت تعلم أَنك
ظالِعٌ لا تُجْهِدُ نفسَك.
ويقال: فرس مِظْلاعٌ؛ قال الأَجْدَعُ الهَمْدانِيّ:
والخَيْلُ تَعْلَمُ أَنَّني جارَيْتُها
بأَجَشَّ، لا ثَلِبٍ ولا مِظْلاعِ
وقيل: أَصل قوله ارْبَعْ على ظَلْعِكَ من رَبَعْتُ الحجَر إِذا
رَفَعْتَه أَي ارْفعْه بمقدار طاقتك، هذا أَصله ثم صار المعنى ارْفُقْ على نفسك
فيما تحاوله. وفي الحديث: فإِنه لا يَرْبَع على ظَلْعِكَ من ليس يَحْزُنه
أَمرك؛ الظلْع، بالسكون: العَرَجُ؛ المعنى لا يقيم عليك في حال ضعفك
وعرَجِك إِلا مَنْ يهتم لأَمرك وشأْنك ويُحْزِنُه أَمرُك. وفي حديث الأَضاحِي:
ولا العَرْجاءُ البَيِّنُ ظَلَعُها. وفي حديث عليّ يصف أَبا بكر، رضي الله
عنهما: عَلَوْتَ إِذْ ظَلَعُوا أَي انْقَطَعُوا وتأَخَّروا لتَقْصِيرهِم،
وفي حديثه الآخر: ولْيَسْتَأْنِ بِذاتِ النَّقْب
(* قوله« النقب» ضبط في
نسخة من النهاية بالضم وفي القاموس هو بالفتح ويضم.) والظَّالِعِ أَي بذات
الجَرَب والعَرْجاءِ؛ قال ابن بري: وقول بَعْثَر بنِ لقيط:
لا ظَلْعَ لي أَرْقِي عليه، وإِنَّما
يَرْقِي على رَثَياتِه المَنْكُوبُ
أَي أَنا صحيح لا عِلَّة بي.
والظُّلاعُ: يأْخذ في قوائِم الدّوابِّ والإِبل من غير سير ولا تعَب
فَتظْلَعُ منه. وفي الحديث: أُعْطِي قوماً أَخافُ ظَلَعَهم، هو بفتح اللام،
أَي مَيْلَهم عن الحق وضَعْفَ إِيمانهم، وقيل: ذَنْبَهم، وأَصله داء في
قوائم الدابة تَغْمِزُ منه. ورجل ظالِعٌ أَي مائل مُذْنِبٌ، وقيل: المائل
بالضاد، وقد تقدم. وظلَع الكلْبُ: أَراد السِّفادَ وقد سَفِدَ. وروى أَبو
عبيد عن الأَصمعي في باب تأَخّر الحاجة ثم قضائها في آخر وقتها: من أَمثالهم
في هذا: إِذا نام ظالِعُ الكلابِ، قال: وذلك أَن الظالِعَ منها لا
يَقْدِرُ أَن يُعاطِلَ مع صِحاحِها لضعفه، فهو يؤخر ذلك وينتظر فراغ آخرها فلا
ينام حتى إِذا لم يبق منها شيء سَفِدَ حينئذ ثم ينام، وقيل: من أَمثال
العرب: لا أَفعل ذلك حتى ينام ظالِعُ الكلاب، قال: والظالع من الكلاب
الصَّارِفُ؛ يقال صَرَفَتِ الكلبةُ وظَلَعَتْ وأَجْعَلَتْ واسْتَجْعَلَتْ
واسْتَطارَت إِذا اشتهت الفحل. قال: والظالع من الكلاب لا ينام فيضرب مثلاً
للمُهْتَمِّ بأَمره الذي لا ينام عنه ولا يُهْمِلُه؛ وأَنشد خالد بن زيد
قول الحطيئة يُخاطِبُ خَيالَ امرأَةٍ طَرَقَه:
تَسَدَّيْتَنا من بعدِ ما نامَ ظالِعُ الـ
ـكِلابِ، وأخْبى نارَه كلُّ مُوقِدِ
ويروى: وأَخْفى. وقال بعضهم: ظالع الكلاب الكلبة الصارِفُ. يقال:
ظَلَعَت الكلبةُ وصَرَفَت لأَن الذكور يَتْبَعْنها ولا يَدَعْنَها تنام.
والظَّالِعُ: المُتَّهَمُ؛ ومنه قوله: ظالِمُ الرَّبِّ ظالِعُ، هذا بالظاء لا
غير؛ وقوله:
وما ذاكَ مِنْ جُرْمٍ أَتَيْتُهُمُ به،
ولا حَسَدٍ مِنِّي لَهُمْ يتَظَلَّعُ
قال ابن سيده: عندي أَن معناه يقوم في أَوْهامِهم ويَسْبِقُ إِلى
أَفهامهم. وظَلَعَ يَظْلَعُ ظَلْعاً: مال؛ قال النابغة:
أَتُوعِدُ عَبْداً لم يَخُنْكَ أَمانةً،
وتَتْرُكُ عَبْداً ظالِماً، وهو ظالِعُ؟
وظَلَعَتِ المرأَةُ عينَها: كسَرَتْها وأَمالَتْها؛ وقول رؤبة:
فإِنْ تَخالَجْنَ العُيُونَ الظُّلَّعا
إِنما أَراد المَظْلُوعة فأَخرجه على النسب. وظَلَعَتِ الأَرضُ بأَهلها
تَظْلَعُ أَي ضاقتْ بهم من كثرتهم والظُّلَعُ: جبل لِسُلَيْم .
وفي الحديث: الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الذي لا يَنْقَطِعُ إِظْهارُ
البِدَعِ؛ المُضْلِعُ المُثْقِلُ، وقد تقدم في موضعه؛ قال ابن الأَثير:
ولو روي بالظاء من الظُّلْع العَرَجِ والغَمْزِ
(* قوله «من الظلع العرج
والغمز» تقدم في مادة ضلع ضبط الظلع بتحريك اللام تبعاً لضبط نسخة النهاية)
لكان وجهاً.
مصع: المَصْع: التحريك، وقيل: هو عَدْوٌ شديد يحرك فيه الذنب. ومرّ
يَمْصَعُ أَي يُسْرِعُ مثل يَمْزَعُ؛ وأَنشد أَبو عمرو:
يَمْصَع في قِطْعةِ طَيْلَسانِ
مَصْعاً، كَمَصْعِ ذكَرِ الوِرْلانِ
ومَصَعَتِ الدابةُ بذَنَبِها مَصْعاً: حركته من غير عَدْوٍ، والدابة
تَمْصَعُ بذنبها؛ قال رؤبة:
إِذا بَدا مِنْهُنّ إِنْقاضُ النُّقَقْ،
بَصْبَصْنَ واقْشَعْرَوْنَ من خوْفِ الرَّهَقْ،
يَمْصَعْنَ بالأَذْنابِ من لُوحٍ وَبَقْ
اللوح: العطش، والإِنْقاض: الصوتُ، والنُّقَقُ: الضَّفادِعُ، جمع
نَقُوقٍ، وكان حقه نُقُقٌ ففتح لتوالي الضمتين. وفي حديث زيد بن ثابت: والفتنةُ
قد مَصَعَتْهم أَي عَرَكَتْهم ونالت منهم؛ هو من المَصْعِ الذي هو الحركة
والضرْبُ. والمُماصَعةُ والمِصاعُ: المُجالدَة والمُضارَبةُ. وفي حديث
عبيد ابن عمير في الموقوذة: إِذا مَصَعَتْ بذَنبها أَي حرّكَتْه وضربَتْ به.
وفي حديث دم الحيض: فَمَصَعَتْه بظُفُرِها أَي حرّكته وفَرَكَتْه.
ومَصَعَ الفرسُ يَمْصَعُ مَصْعاً: مَرَّ مَرًّا خفيفاً. ومَصَع البعيرُ
يَمْصَعُ مَصْعاً: أَسْرَعَ. ومَصَعَ الرجُلُ في الأَرض يَمْصَعُ مَصْعاً
وامْتَصَعَ إِذا ذهب فيها؛ قال الأَغلب العجلي:
وهُنَّ يَمْصَعْنَ امْتِصاعَ الأَظْبِ،
مُتَّسِقاتٍ كاتِّساقِ الجَنْبِ
ومَصَعَ لبنُ الناقة منه يَمْصَعُ مُصُوعاً؛ الآتي والمصدر جميعاً عن
اللحياني: ذهب، فهي ماصِعةُ الدَّرِّ. وكلّ شيء ولَّى وقد ذهَب، فقد
مَصَعَ. وأَمْصَعَ الرجلُ إِذا ذهَب لبَنُ إِبِلِه. وأَمْصَعَ القومُ: مَصَعَتْ
أَلْبانُ إِبِلِهم، ومَصَعَت إِبلهم: ذهَبَت أَلبانُها؛ واستعاره بعضهم
للماء فقال أَنشده اللحياني:
أَصْبَحَ حوْضاكَ، لِمَنْ يَراهما،
مُسَمِّلَيْنِ ماصِعاً قِراهُما
ومَصَعَ البردُ أَي ذهَب. ومَصَعْتُ ضَرْعَ الناقةِ إِذا ضَرَبْتَه
بالماءِ البارِدِ. والمَصْعُ: القِلّةُ. ومَصَعَ الحوْضَ بماء قليل: بَلَّه
ونضحَه. ومَصَعَ الحوضُ إِذا نَشِفَ ماؤه. ومَصَعَ ماءُ الحوض إِذا
نَشَّفَه الحوضُ. ومَصَعَت الناقةُ هُزالاً، قال: وكلُّ مُولٍّ ماصِعٌ.
والمَصْعُ: السوْقُ. ومَصَعَه بالسوط: ضرَبه ضرَباتٍ قليلةً ثلاثاً أَو أَربعاً.
والمصْع: الضرْبُ بالسيف، ورجل مَصِعٌ؛ وأَنشد:
رُبْ هَيْضَلٍ مَصِعٍ لَفَفْتُ بِهَيْضَلِ
والمُماصَعةُ: المُقاتَلةُ والمُجالَدة بالسيوف؛ وأَنشد القُطامي:
تَراهُم يَغْمِزُونَ مَنِ اسْتَرَكُّوا،
ويَجْتَنِبُونَ مَنْ صَدَقَ المِصاعا
وفي حديث ثقِيفٍ: تركوا المِصاعَ أَي الجِلادَ والضِّرابَ: وماصَعَ
قِرْنَه مُماصَعةً ومِصاعاً: جالَده بالسيف ونحوه؛ وأَنشد سيبويه للزبرقان:
يَهْدِي الخَمِيسَ نِجاداً في مَطالِعِها،
إِمّا المِصاعُ، وإِمّا ضَرْبةٌ رُعبُ
وأَنشد الأَصمعي يصف الجواري:
إِذا هُنَّ نازَلْنَ أَقْرانَهُنَّ،
وكان المِصاع في الجُؤَنْ
يعني قتال النساءِ الرجالَ بما عليهن من الطيب والزينة. ورجل مَصِعٌ:
مقاتل بالسيف؛ قال:
ووراء الثَّأْرِ مِنِّي ابن أُخْتٍ
مَصِعٌ، عُقْدَتُه ما تُحَلُّ
والمَصِعُ: الغلامُ الذي يَلْعَب بالمِخْراقِ. ومَصَعَ البرْعقُ أَي
أَوْمَضَ. قال ابن الأَعرابي: وسئل أَعرابي عن البرق فقال: مَصْعةُ مَلَكٍ
أَي يَضْرِبُ السحابةَ ضَرْبةً فَتَرى النِّيرانَ. وفي حديث مجاهد: البرْقُ
مَصْعُ مَلَكٍ يسُوقُ السحابَ أَي يضرب السحاب ضربة فتَرى البرْقَ
يَلْمَعُ، وقيل: معناه في اللغة التحريك والضرب فكأَن السوط يقع به للسحاب
وتحريك له. والماصِعُ: البَرَّاقُ، وقيل المُتَغيرُ؛ ومنه قول ابن مقبل:
فأَفْرَغْنَ من ماصِعٍ لوْنُه
على قُلُصٍ يَنْتَهِبْنَ السِّجالا
هكذا رواه أَبو عبيد؛ والرواية: فأَفْرَغْتُ من ماصِعٍ، لأَن قبله:
فأَوْرَدْتُها مَنْهَلاً آجِناً،
نُعاجِلُ حِلاًّ به وارْتِحالا
ويروى: نُعالِجُ؛ قوله فأَفْرَغْتُ من ماصِعٍ لوْنُه أَي سَقَيْتُها من
ماء خالص أَبيض له لَمَعانٌ كَلَمْعِ البرق من صَفائِه، والسِّجالُ: جمع
سَجْلٍ للدَّلْوِ. وقال الأَزهري في ترجمة نصع عند ذكر هذا البيت: وقد
قال ذو الرمة ماصِع فجعله ماء قليلاً. وقال شمر: ماصِعٌ يريد ناصِعٌ، صير
النون ميماً؛ قال الأَزهري: وقد قال ابن مقبل في شِعْرٍ له آخَرَ فجعل
الماصِعَ كَدراً فقال:
عَبَّتْ، بِمِشْفَرِها وفضْلِ زِمامِها،
في فَضْلةٍ من ماصِعٍ مُتَكَدِّرِ
والمَصِعُ: الشيْخُ الزَّحّارُ. قال الأَزهريّ: ومن هذا قولهم قَبَّحَه
اللهُ وأُمًّا مَصَعَتْ به وهو أَن تُلْقِيَ المرأَةُ ولدَها بزَحْرةٍ
واحدةٍ وتَرْمِيَه. ومَصَعَ بالشيء: رمى به. ومَصَعَ الطائرُ بذَرْقِه
مَصْعاً: رمى. وقال الأَصمعي: يقال مَصَعَتِ الأُمّ بولدها وأَمْصَعَت به،
بالأَلف، وأَخْفَدَت به وحَطَأَتْ به وزَكَبَت به. ومَصَعَ بسَلْحِه
مَصْعاً: رمى به من فَرَقٍ أَو عَجَلةٍ، وقيل: كلُّ ما رُمِيَ به فقد مُصِعَ
به مَصْعاً؛ وقوله أَنشده ثعلب ولم يفسره:
تَرى أَثَرَ الحيّاتِ فيها، كأَنَّها
مَماصِعُ وِلْدانٍ بقُضْبانِ إِسْحِلِ
قال ابن سيده: وعندي أَنها المَرامي أَو المَلاعِبُ أَو ما أَشْبَه ذلك.
والمَصُوعُ: الفَرُوقُ.
والمُصْعُ والمُصَعُ: حَمْلُ العَوْسَجِ وثَمَرُه، وهو أَحمر يؤكل،
الواحدة مُصْعةٌ ومُصَعة، يقال: هو أَحمر كالمُصَعَةِ يعني ثمرة العوْسَجِ،
ومنه ضَرْبٌ أَسود لا يؤكل على أَرْدإِ العَوْسَجِ وأَخْبَثِه شوْكاً؛ قال
ابن بري: شاهد المُصَعِ قول الضبّيّ:
أَكانَ كَرِّي وإِقْدامي بِفي جُرَذٍ،
بين العَواسِجِ، أَحْنى حَوْلَه المُصَعُ؟
والمُصْعةُ والمُصَعةُ مثال الهُمَزة: طائر صغير أَخضرُ يأْخذه الفخ؛
والأَخيرة عن كراع؛ ويروى قول الشمّاخِ يصِفُ نَبْعةً:
فَمَظَّعَها شَهْرَيْن ماءَ لِحائِها،
ويَنْظُرُ فيها أَيَّها هو غامِزُ
بالصاد غير معجمة؛ يقول: ترَك عليها قِشْرها حتى جَفَّ عليها لِيطُها،
وأَيَّها منصوب بــغامِزٌ، والصحيح في الرواية فمَظَّعَها أَي شَرَّبَها ماءَ
لِحائِها، وهو فِعْلٌ مُتَعَدٍّ إِلى مفعولين كَشَرَّبَ. وفي نوادر
الأَعراب: يقال أَنْصَعْتُ له بالحقّ وأَمْصَعْتُ وعَجَّرْتُ وعَنَّقْتُ إِذا
أَقرّ به وأَعطاه عفواً.
زغم: تَزَغَّمَ الجمل: رَدَّدَ رُغاءه في لهَازِمه، هذا الأصل، ثم
كثرحتى قالوا: تَزَغَّمَ الرجلُ إذا تَكلم تَكَلُّمَ المُتَغَضِّبِ مع
تَغَضُّبٍ. والتَّزَغُّمُ: التغضُّب وتَزَمْزُمُ الشفة في بَرْطَمَةٍ،
وتَزَغٍّمت الناقةُ. وقال أَبو عبيد: التَّزَغُّمُ التغضّب مع كلام، وقيل مع كلام
لا يُفهم، وقال غيره: التَّزَغُّمُ صوت ضعيف؛ قال البَعِيثُ:
وقد خَلَّفَتْ أَسْرابَ جُونٍ من القَطا
زَواحِفَ، إلاَّ أَنها تَتَزَغَّمُ
وقيل: التَّزَغُّم الغضب بكلام وغير كلام؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
فأَصْبَحْنَ ما ينطِقْنَ إلا تَزَغُّماً
عليَّ، إذا أَبْكى الوَليدَ وَلِيدُ
يصف جورهنَّ أَي أَنه إذا أبكى صَبيٌّ
صَبيّاً غضبْنَ عليه تَجَنِّياً؛ وقال أَبو ذؤيب يصف رجلاً جاء إلى مكة
على ناقة بين نُوقٍ:
فجاء وجاءتْ بينهن، وإنَّهُ
ليَمْسَحُ ذِفْراها تَزَغُّمُ كالفحل
قال الأَصمعي: تَزَغُّمُها صياحها وحدّتها، وإنما يمسح ذفراها ليسكنها.
والتَّزَغُّمُ: حَنِينٌ خفيّ كحنين الفَصيل؛ قال لبيد:
فأَبْلغْ بَني بَكْرٍ، إذاما لقيتها،
على خير ما يُلْقى به من تَزَغَّما
ويروى بالراء. التهذيب: وأَما التَّرَغُّمُ، بالراء، فهو التغضّب. وإن
لم يكن معه كلام. وتَزَغَّمَ الفَصيل: حَنَّ حَنيناً خفيفاً. ورجل
زُغْمُوم: عَييُّ اللسان.
وزُغَيْمٌ: طائر، وقيل بالراء، وزُغْمَة: موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وروي
البيت الذي في زغب:
عليهنَّ أَطْرافٌ من القوم، لم يكن
طعامُهُمُ حَبّاً بزُغْمَةَ أَسْمَرا
وهو بزُغْبة، بالباء، في رواية ثعلب.
رقز: التهذيب: العرب تقول: رَقَزَ ورَقَصَ، وهو رَقَّاز ورَقَّاصٌ؛
وأَنشد:
وبلدة للداء فيها غامز
ميت بها العرق الصحيح الراقز
وقال: الراقز الضارب. يقال: ما يَرْقِزُ منه عرق أَي ما يضرب.
رفز: قال الليث: قرأْت في بعض الكتب شعراً لا أَدري ما صحته، وهو:
وبَلْدَة للدَّاء فيها غامِزُ
ميت بها العِرْقُ الصَّحيحُ الرافِزُ
قال: هكذا كان مُقَيِّداً وفسره: رَفَزَ العِرْقُ إِذا ضَرَبَ. وإِن
عرقه لَرَفَّاز أَي نَبَّاضٌ. قال الأَزهري: ولا أَعرف الرَّفَّازَ بمعنى
النَّبَّاضِ، ولعله راقِزٌ، بالقاف، قال: وينبغي أَن يبحث عنه.
ملك: الليث: المَلِكُ هو الله، تعالى ونقدّس، مَلِكُ المُلُوك له
المُلْكُ وهو مالك يوم الدين وهو مَلِيكُ الخلق أي ربهم ومالكهم. وفي التنزيل:
مالك يوم الدين؛ قرأ ابن كثير ونافع وأَبو عمرو وابن عامر وحمزة: مَلِك
يوم الدين، بغير أَلف، وقرأَ عاصم والكسائي ويعقوب مالك، بأَلف، وروى عبد
الوارث عن أَبي عمرو: مَلْكِ يوم الدين، ساكنة اللام، وهذا من اختلاس أبي
عَمرو، وروى المنذر عن أَبي العباس أَنه اختار مالك يوم الدين، وقال: كل
من يَمْلِك فهو مالك لأنه بتأْويل الفعل مالك الدراهم، ومال الثوب،
ومالكُ يوم الدين، يَمْلِكُ إقامة يوم الدين؛ ومنه قوله تعالى: مالِكُ
المُلْكِ، قال: وأما مَلِكُ الناس وسيد الناس ورب الناس فإنه أَراد أَفضل من
هؤلاء، ولم يريد أَنه يملك هؤلاء، وقد قال تعالى: مالِكُ المُلْك؛ أَلا ترى
أنه جعل مالكاً لكل شيءٍ فهذا يدل على الفعل؛ ذكر هذا بعقب قول أَبي
عبيد واختاره.
والمُلْكُ: معروف وهو يذكر ويؤنث كالسُّلْطان؛ ومُلْكُ الله تعالى
ومَلَكُوته: سلطانه وعظمته. ولفلان مَلَكُوتُ العراق أي عزه وسلطانه ومُلْكه؛
عن اللحياني، والمَلَكُوت من المُلْكِ كالرَّهَبُوتِ من الرَّهْبَةِ،
ويقال للمَلَكُوت مَلْكُوَةٌ، يقال: له مَلَكُوت العراق ومَلْكُوةُ العراق
أَيضاً مثال التَّرْقُوَةِ، وهو المُلْكُ والعِزُّ. وفي حديث أَبي سفيان:
هذا مُلْكُ هذه الأُمة قد ظهر، يروى بضم الميم وسكون اللام وبفتحها وكسر
اللام وفي الحديث: هل كان في آبائه مَنْ مَلَكَ؟ يروى بفتح الميمين
واللام وبكسر الميم الأُولى وكسر اللام. والْمَلْكُ والمَلِكُ والمَلِيكُ
والمالِكُ: ذو المُلْكِ. ومَلْك ومَلِكٌ، مثال فَخْذٍ وفَخِذٍ، كأن المَلْكَ
مخفف من مَلِك والمَلِك مقصور من مالك أو مَلِيك، وجمع المَلْكِ مُلوك،
وجمع المَلِك أَمْلاك، وجمع المَلِيك مُلَكاء، وجمع المالِكِ مُلَّكٌ
ومُلاَّك، والأُمْلُوك اسم للجمع. ورجل مَلِكٌ وثلاثة أَمْلاك إلى العشرة،
والكثير مُلُوكٌ، والاسم المُلْكُ، والموضع مَمْلَكَةٌ. وتَمَلَّكه أي
مَلَكه قهراً. ومَلَّكَ القومُ فلاناً على أَنفسهم وأَمْلَكُوه: صَيَّروه
مَلِكاً؛ عن اللحياني. ويقال: مَلَّكَه المالَ والمُلْك، فهو مُمَلَّكٌ؛ قال
الفرزدق في خال هشام بن عبد الملك:
وما مثلُه في الناس إلاّ مُمَلَّكاً،
أَبو أُمِّه حَيٌّ أَبوه يُقارِبُه
يقول: ما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملَّك أَبو أُم ذلك المُمَلَّكِ
أَبوه، ونصب مُمَلَّكاً لأنه استثناء مقدّم، وخال هشام هو إبراهيم بن
إسماعيل المخزومي. وقال بعضهم: المَلِكُ والمَلِيكُ لله وغيره، والمَلْكُ
لغير الله. والمَلِكُ من مُلوك الأرض، ويقال له مَلْكٌ، بالتخفيف، والجمع
مُلُوك وأَمْلاك، والمَلْكُ: ما ملكت اليد من مال وخَوَل. والمَلَكة:
مُلْكُكَ، والمَمْلَكة: سلطانُ المَلِك في رعيته. ويقال: طالت مَمْلَكَتُه
وساءت مَمْلَكَتُه وحَسُنَت مَمْلَكَتُه وعَظُم مُلِكه وكَثُر مُلِكُه.
أَبو إسحق في قوله عزّ وجل: فسبحان الذي بيده مَلَكُوتُ كل شيء؛ مَعناه
تنزيه الله عن أن يوصف بغير القدرة، قال: وقوله تعالى ملكوت كل شيء أي القدرة
على كل شيء وإليه ترجعون أي يبعثكم بعد موتكم. ويقال: ما لفلان مَولَى
مِلاكَةٍ دون الله أي لم يملكه إلا الله تعالى. ابن سيده: المَلْكُ
والمُلْكُ والمِلْك احتواء الشيء والقدرة على الاستبداد به، مَلَكه يَمْلِكه
مَلْكاً ومِلْكاً ومُلْكاً وتَمَلُّكاً؛ الأخيرة عن اللحياني، لم يحكها
غيره. ومَلَكَةً ومَمْلَكَة ومَمْلُكة ومَمْلِكة: كذلك. وما له مَلْكٌ
ومِلْكٌ ومُلْكٌ ومُلُكٌ أي شيء يملكه؛ كل ذلك عن اللحياني، وحكي عن الكسائي:
ارْحَمُوا هذا الشيخ الذي ليس له مُلْكٌ ولا بَصَرٌ أي ليس له شيء؛ بهذا
فسره اللحياني، وقال ليس له شيء يملكه. وأَمْلَكه الشيءَ ومَلَّكه إياه
تَمْليكاً جعله مِلْكاً له يَمْلِكُه. وحكى اللحياني: مَلِّكْ ذا أَمْرٍ
أَمْرَه، كقولك مَلِّك المالَ رَبَّه وإن كان أَحمق، قال هذا نص قوله: ولي
في هذا الوادي مَلْكٌ وملْك ومُلْك ومَلَكٌ يعني مَرْعًى ومَشْرباً
ومالاً وغير ذلك مما تَمْلِكه، وقيل: هي البئر تحفرها وتنفرد بها. وجاء في
التهذيب بصورة النفي: حكي عن ابن الأعرابي قال ما له مَلْكٌ ولا نَفْرٌ،
بالراء غير معجمة، ولا مِلْكٌ ولا مُلْك ولا مَلَكٌ؛ يريد بئراً وماء أي ما
له ماء. ابن بُزُرْج: مياهنا مُلُوكنا. ومات فلانٌ عن مُلُوك كثيرة،
وقالوا: الماء مَلَكُ أَمْرٍ أي إذا كان مع القوم ماء مَلَكُوا أَمْرَهم أي
يقوم به الأمر؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعْدي:
ولم يكن مَلَكٌ للقوم يُنْزِلُهم،
إلا صَلاصِلُ لا تُلْوَى على حَسَبِ
أي يُقْسَم بينهم بالسوية لا يُؤثَرُ به أَحدٌ. الأُمَوِيُّ: ومن
أَمثالهم: الماءُ مَلَكُ أَمْرِه أي أن الماء مِلاكُ الأشياء، يضرب للشيء الذي
به كمال الأمر. وقال ثعلب: يقال ليس لهم مِلْك ولا مَلْكٌ ولا مُلْكٌ إذا
لم يكن لهم ماء. ومَلَكَنا الماءُ: أرْوانا فقَوِينا على مَلْكِ
أَمْرِنا. وهذا مِلْك يَميني ومَلْكُها ومُلْكُها أي ما أَملكه؛ قال الجوهري:
والفتح أفصح. وفي الحديث: كان آخر كلامه الصلاة وما مَلَكَتْ أَيمانكم،
يريد الإحسانَ إلى الرقيق، والتخفيفَ عنهم، وقيل: أَراد حقوق الزكاة
وإخراجها من الأموال التي تملكها الأَيْدي كأَنه علم بما يكون من أَهل الردة،
وإنكارهم وجوب الزكاة وامتناعهم من أَدائها إلى القائم بعده فقطع حجتهم بأن
جعل آخر كلامه الوصية بالصلاة والزكاة فعقل أَبو بكر، رضي الله عنه، هذا
المعنى حين قال: لأَقْتُلَنَّ من فَرَّق بين الصلاة والزكاة. وأَعطاني
من مَلْكِه ومُلْكِه؛ عن ثعلب، أي مما يقدر عليه. ابن السكيت: المَلْكُ ما
مُلِكَ. يقال: هذا مَلْكُ يدي ومِلْكُ يدي، وما لأَحدٍ في هذا مَلْكٌ
غيري ومِلْكٌ، وقولهم: ما في مِلْكِه شيء ومَلْكِه شيء أي لا يملك شيئاً.
وفيه لغة ثالثة ما في مَلَكَته شيء، بالتحريك؛ عن ابن الأَعرابي. ومَلْكُ
الوَليِّ المرأَةَ ومِلْكُه ومُلْكه: حَظْرُه إياها ومِلْكُه لها.
والمَمْلُوك: العبد. ويقال: هو عَبْدُ مَمْلَكَةٍ ومَمْلُكة ومَمْلِكة؛ الأخيرة
عن ابن الأعرابي، إذا مُلِكَ ولم يُمْلَكْ أَبواه. وفي التهذيب: الذي
سُبيَ ولم يُمْلَكْ أَبواه. ابن سيده: ونحن عَبِيدُ مَمْلَكَةٍ لا قِنٍّ أي
أَننا سُبِينا ولم نُمْلَكْ قبلُ. ويقال: هم عبِيدُ مَمْلُكة، وهو أَن
يُغْلَبَ عليهم ويُستْعبدوا وهم أَحرار. والعَبْدُ القنّ: الذي مُلِك هو
وأَبواه، ويقال: القِنُّ المُشْتَرَى. وفي الحديث: أن الأَشْعَثَ بن
قَيْسٍ خاصم أَهل نَجْرانَ إلى عمر في رِقابهم وكان قد استعبدهم في الجاهلية،
فلما أَسلموا أَبَوْا عليه، فقالوا: يا أَمير المؤمنين إنا إنما كنا عبيد
مَمْلُكة ولم نكن عبيدَ قِنٍّ؛ المَمْلُكة، بضم اللام وفتحها، أَن
يَغْلِبَ عليهم فيستعبدَهم وهم في الأصل أَحرار. وطال مَمْلَكَتُهم الناسَ
ومَمْلِكَتُهم إياهم أي مِلْكهم إياهم؛ الأخيرة نادرة لأن مَفْعِلاً
ومَفْعِلَةً قلما يكونان مصدراً. وطال مِلْكُه ومُلْكه ومَلْكه ومَلَكَتُه؛ عن
اللحياني، أَي رِقُّه. ويقال: إنه حسن المِلْكَةِ والمِلْكِ؛ عنه أَيضاً.
وأَقرّ بالمَلَكَةِ والمُلُوكةِ أي المِلْكِ. وفي الحديث: لا يدخل الجنةَ
سَيءُ المَلَكَةِ، متحرّك، أي الذي يُسيءُ صُحْبة المماليك. ويقال: فلان
حَسَنُ المَلَكة إذا كان حسن الصُّنْع إلى مماليكه. وفي الحديث: حُسْنُ
المَلَكة نماء، هو من ذلك. ومُلُوك النحْل: يَعاسيبها التي يزعمون أنها
تقتادها، على التشبيه، واحدها مَلِيكٌ؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي:
وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يأْوي مَلِيكُها
إلى طَنَفٍ أََعْيَا بِراقٍ ونازِلِ
يريد يَعْسُوبَها، ويَعْسُوبُ النحل أَميره. والمَمْلَكة والمُمْلُكة:
سلطانُ المَلِكِ وعَبيدُه؛ وقول ابن أَحمر:
بَنَّتْ عليه المُلْكُ أَطْنابها،
كأْسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفًٌ طِمِرّ
قال ابن الأَعرابي: المُلْكُ هنا الكأْس، والطِّرْف الطِّمِرُّ، ولذلك
رفع الملك والكأْس معاً بجعل الكأْس بدلاً من الملك؛ وأَنشد غيره:
بنَّتُ عليه المُلْكَ أَطنابَها
فنصب الملك على أنه مصدر موضوع موضع الحال كأَنه قال مُمَلَّكاً وليس
بحال، ولذلك ثبتت فيه الألف واللام، وهذا كقوله: فأَرْسَلَها العِرَاكَ أي
مُعْتَرِكةً وكأْسٌ حينئذ رفع ببنَّت، ورواه ثعلب بنت عليه الملك، مخفف
النون، ورواه بعضهم مدَّتْ عليه الملكُ، وكل هذا من المِلْكِ لأَن
المُلْكَ مِلْكٌ، وإنما ضموا الميم تفخيماً له. ومَلَّكَ النَّبْعَةَ:
صَلَّبَها، وذلك إذا يَبَّسَها في الشمس مع قشرها. وتَمالَكَ عن الشيء: مَلَكَ
نَفْسَه. وفي الحديث: امْلِكْ عليك لسانَك أي لا تُجْرِه إلا بما يكون لك لا
عليك. وليس له مِلاكٌ أي لا يَتَمالك. وما تَمالَك أن قال ذلك أي ما
تَماسَك ولا يَتَماسَك. وما تَمالَكَ فلان أن وقع في كذا إذا لم يستطع أَن
يحبس نفسه؛ قال الشاعر:
فلا تَمَلَك عن أَرضٍ لها عَمَدُوا
ويقال: نفسي لا تُمالِكُني لأن أَفعلَ كذا أَي لا تُطاوعني. وفلان ما له
مَلاكٌ، بالفتح، أي تَماسُكٌ. وفي حديث آدم: فلما رآه أَجْوَفَ عَرَفَ
أَنه خَلق لا يَتَمالَك أي لا يَتَماسَك. وإذا وصف الإنسان بالخفة
والطَّيْش قيل: إنه لا يَتَمالَكُ. ومِلاكُ الأمر ومَلاكُه: قِوامُه الذي
يُمْلَكُ به وصَلاحُه. وفي التهذيب: ومِلاكُ الأمر الذي يُعْتَمَدُ عليه،
ومَلاكُ الأمر ومِلاكُه ما يقوم به. وفي الحديث: مِلاكُ الدين الورع؛ الملاك،
بالكسر والفتح: قِوامُ الشيء ونِظامُه وما يُعْتَمَد عليه فيه، وقالوا:
لأَذْهَبَنَّ فإما هُلْكاً وإما مُلْكاً ومَلْكاً ومِلْكاً أي إما أن
أَهْلِكَ وإما أن أَمْلِكَ. والإمْلاك: التزويج. ويقال للرجل إذا تزوّج: قد
مَلَكَ فلانٌ يَمْلِكُ مَلْكاً ومُلْكاً ومِلْكاً. وشَهِدْنا إمْلاك فلان
ومِلاكَه ومَلاكه؛ الأخيرتان عن اللحياني، أي عقده مع امرأته. وأَمْلكه
إياها حتى مَلَكَها يَمْلِكها مُلْكاً ومَلْكاً ومِلْكاً: زوَّجه إياها؛
عن اللحياني. وأُمْلِكَ فلانُ يُمْلَكُ إمْلاكاً إذا زُوِّج؛ عنه أَيضاً.
وقد أَمْلَكْنا فلاناً فلانَة إذا زَوَّجناه إياها؛ وجئنا من إمْلاكه ولا
تقل من مِلاكِه. وفي الحديث: من شَهِدَ مِلاكَ امرئ مسلم؛ نقل ابن
الأثير: المِلاكُ والإمْلاكُ التزويجُ وعقد النكاح. وقال الجوهري: لا يقال
مِلاك ولا يقال مَلَك بها
(* قوله «ولا يقال ملك بها إلخ» نقل شارح القاموس
عن شيخه ابن الطيب أن عليه أكثر أهل اللغة حتى كاد أن يكون اجماعاً منهم
وجعلوه من اللحن القبيح ولكن جوزه صاحب المصباح والنووي محافظة على
تصحيح كلام الفقهاء.) ولا أُمْلِك بها. ومَلَكْتُ المرأَة أي تزوّجتها.
وأُمْلِكَتْ فلانةُ أَمرها: طُلّقَتْ؛ عن اللحياني، وقيل: جُعِل أَمر طلاقها
بيدها. قال أَبو منصور: مُلِّكَتْ فلانةُ أَمرها، بالتشديد، أكثر من
أُمْلِكَت؛ والقلب مِلاكُ الجسد. ومَلَك العجينَ يَمْلِكُه مَلْكاً
وأَمْلَكَه: عجنه فأَنْعَمَ عجنه وأَجاده. وفي حديث عمر: أَمْلِكُوا العجين فإِنه
أَحد الرَّيْعَينِ أَي الزيادتين؛ أَراد أَن خُبْزه يزيد بما يحتمله من
الماء لجَوْدة العجْن. ومَلَكَ العجينَ يَمْلِكه مَلْكاً: قَوِيَ عليه.
الجوهري: ومَلَكْتُ العجين أَمْلِكُه مَلْكاً، بالفتح، إِذا شَدَدْتَ عجنه؛
قال قَيْسُ بن الخطيم يصف طعنة:
مَلَكْتُ بها كَفِّي، فأَنْهَرْتُ فَتْقَها،
يَرى قائمٌ مِنْ دُونها ما وَراءَها
يعني شَدَدْتُ بالطعنة. ويقال: عجَنَت المرأَة فأَمْلَكَتْ إِذا بلغت
مِلاكَتَهُ وأَجادت عجنه حتى يأْخذ بعضه بعضاً، وقد مَلَكَتْه تَمْلِكُه
مَلْكاً إِذا أَنعمت عَجنه؛ وقال أَوْسُ بن حَجَر يصف قوساً:
فَمَلَّك بالليِّطِ التي تَحْتَ قِشْرِها،
كغِرْقِئ بيضٍ كَنَّهُ القَيْضُ من عَلُ
قال: مَلَّكَ كما تُمَلِّكُ المرأَةُ العجينَ تَشُدُّ عجنه أَي ترك من
القشر شيئاً تَتمالك القوسُ
به يَكُنُّها لئلا يبدو قلب القوس فيتشقق، وهو يجعلون عليها عَقَباً
إِذا لم يكن عليها قشر، يدلك على ذلك تمثيله إِياه بالقَيْض للغِرْقِئ؛
الفراء عن الدُّبَيْرِيَّة: يقال للعجين إِذا كان متماسكاً متيناً
مَمْلُوكٌ ومُمْلَكٌ ومُمَلَّكٌ، ويروى فمن لك، والأَول أَجود؛ أَلا ترى إِلى
قول الشماخ يصف نَبْعَةً:
فَمَصَّعَها شهرين ماءَ لِحائها،
وينْظُرُ منها أَيَّها هو غامِزُ
والتَّمْصِيع: أَن يترك عليها قشرها حتى يَجِفَّ عليها لِيطُها وذلك
أَصلب لها؛ قال ابن بري: ويروى فمظَّعَها، وهو أَن يبقي قشرها عليها حتى
يجف. ومَلَكَ الخِشْفُ أُمَّه إِذا قَوِيَ وقدَر أَن يَتْبَعها؛ عن ابن
الأَعرابي. وناقةٌ مِلاكُ الإِبل إِذا كانت تتبعها؛ عنه أَيضاً. ومَلْكُ
الطريق ومِلْكُه ومُلْكه: وسطه ومعظمه، وقيل حدّه؛ عن اللحياني. ومِلْكُ
الوادي ومَلْكه ومُلْكه: وسطه وحَدّه؛ عنه أَيضاً. ويقال: خَلِّ عن مِلْكِ
الطريق ومِلْكِ الوادي ومَلْكِه ومُلْكه أَي حَدِّه ووسطه. ويقال: الْزَمْ
مَلْكَ الطريق أَي وسطه؛ قال الطِّرمّاح:
إِذا ما انْتَحتْ أُمَّ الطريقِ، توَسَّمَتْ
رَتِيمَ الحَصى من مَلْكِها المُتَوَضِّحِ
وفي حديث أَنس: البَصْرةُ إِحْدى المؤتفكات فانْزلْ في ضَواحيها، وإِياك
والمَمْلُكَةَ، قال شمر: أَراد بالمَمُلُكة وَسَطَها. ومَلْكُ ا لطريق
ومَمْلُكَتُه: مُعْظمه ووسطه؛ قال الشاعر:
أَقامَتْ على مَلْكِ الطريقِ، فمَلْكُه
لها ولِمَنْكُوبِ المَطايا جَوانِبُهْ
ومُلُك الدابة، بضم الميم واللام: قوائمه وهاديه؛ قال ابن سيده: وعليه
أُوَجِّه ما حكاه اللحياني عن الكسائي من قول الأَعرابي: ارْحَمُوا هذا
الشيخ الذي ليس له مُلُكٌ ولا بَصَرٌ أَي يدان ولا رجلان ولا بَصَرٌ،
وأَصله من قوائم الدابة فاستعاره الشيخ لنفسه. أَبو عبيد: جاءنا تَقُودُه
مُلُكُه يعني قوائمه وهاديه، وقوام كل دابة مُلُكُه؛ ذكره عن الكسائي في كتاب
الخيل، وقال شمر: لم أَسمعه لغيره، يعني المُلُك بمعنى القوائم.
والمُلَيْكَةُ: الصحيفة.
والأُمْلُوك: قوم من العرب من حِمْيَرَ، وفي التهذيب: مَقاوِلُ من حمير
كتب إِليهم النبي، صلى الله عليه وسلم: إِلى أُمْلُوك رَدْمانَ،
ورَدْمانُ موضع باليمن. والأُمْلُوك: دُوَيبَّة تكون في الرمل تشبه العَظاءة.
ومُلَيْكٌ ومُلَيْكَةُ ومالك ومُوَيْلِك ومُمَلَّكٌ ومِلْكانُ، كلها:
أَسماء؛ قال ابن سيده: ورأَيت في بعض الأَشعار مالَكَ الموتِ في مَلَكِ الموت
وهو قوله:
غدا مالَكٌ يبغي نِسائي كأَنما
نسائي، لسَهْمَيْ مالَكٍ، غرَضانِ
قال: وهذا عندي خطأ وقد يجوز أَن يكون من جفاء الأَعراب وجهلهم لأَن
مَلَك الموت مخفف عن مَلأَك، الليث: المَلَكُ واحد الملائكة إِنما هو تخفيف
المَلأَك، واجتمعوا على حذف همزه، وهو مَفْعَلٌ من الأَلُوكِ، وقد ذكرناه
في المعتل. والمَلَكُ من الملائكة: واحد وجمع؛ قال الكسائي: أَصله
مَأْلَكٌ بتقديم الهمزة من الأَلُوكِ، وهي الرسالة، ثم قلبت وقدمت اللام فقيل
مَلأَكٌ؛ وأَنشد أَبو عبيدة لرجل من عبد القَيْس جاهليّ يمدح بعض الملوك
قيل هو النعمان وقال ابن السيرافي هو لأَبي وَجْزة يمدح به عبد الله بن
الزبير:
فَلَسْتَ لإِِنْسِيٍّ، ولكن لِمَلأَكٍ
تَنَزَّلَ من جَوِّ السَّماءِ يَصُوبُ
ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال فقيل مَلَكٌ، فلما جمعوه رَدُّوها إِليه
فقالوا مَلائكة ومَلائك أَيضاً؛ قال أُمية بن أَبي الصَّلْتِ:
وكأَنَّ بِرْقِعَ، والملائكَ حَوْلَه،
سَدِرٌ تَواكَلَهُ القوائمُ أَجْرَبُ
قال ابن بري: صوابه أَجْرَدُ بالدال لأَن القصيدة دالية؛ وقبله:
فأَتَمَّ سِتّاًّ، فاسْتَوَتْ أَطباقُها،
وأَتى بِسابعةٍ فأَنَّى تُورَدُ
وفيها يقول في صفة الهلال:
لا نَقْصَ فيه، غير أَن خَبِيئَه
قَمَرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ
وفي الحديث: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة؛ قال ابن الأَثير:
أَراد الملائكة السَّيَّاحِينَ غير الحفظة والحاضرين عند الموت. وفي
الحديث: لقد حَكَمْت بحكم المَلِكِ؛ يريد الله تعالى، ويروى بفتح اللام،
يعني جبريل، عليه السلام، ونزوله بالوحي. قال ابن بري: مَلأَكٌ مقلوب من
مَأْلَكٍ، ومَأْلَكٌ وزنه مَفْعَل في الأَصل من الأَلوك، قال: وحقه أَن
يذكر في فصل أَلك لا في فصل ملك.
ومالِكٌ الحَزينُ: اسم طائر من طير الماء.
والمالِكان: مالك بن زيد ومالك بن حنظلة. ابن الأَعرابي: أَبو مالك كنية
الكِبَر والسِّنّ كُنِيَ به لأَنه مَلَكه وغلبه؛ قال الشاعر:
أَبا مالِكٍ إِنَّ الغَواني هَجَرْنَني،
أَبا مالِك إِني أَظُنُّكَ دائبا
ويقال للهَرَمِ أَبو مالك؛ وقال آخر:
بئسَ قرينُ اليَفَنِ الهالِكِ:
أُمُّ عُبَيْدٍ وأَبو مالِكِ
وأَبو مالك: كنية الجُوعِ؛ قال الشاعر:
أَبو مالكٍ يَعْتادُنا في الظهائرِ،
يَجيءُ فيُلْقِي رَحْلَه عند عامِرِ
ومِلْكانُ: جبل بالطائف. وحكى ابن الأَنباري عن أَبيه عن شيوخه قال: كل
ما في العرب مِلْكان، بكسر الميم، إِلاَّ مَلْكان بن حزم بن زَبَّانَ
فإِنه بفتحها. ومالك: اسم رمل؛ قال ذو الرمة:
لعَمْرُك إِني يومَ جَرْعاءِ مالِك * لَذو عَبْرةٍ، كَلاً تَفِيضُ وتخْنُقُ
غمس: الغَمْسُ: إِرْسابُ الشيء في الشيء السَّيَّال أَو النَّدَى أَو في
ماء أَو صِبْغ حتى اللّقمة في الحَلِّ، غَمَسَه يَغْمِسُه غَمْساً أَي
مَقَلَه فيه، وقد انْغَمَسَ فيه واغْتَمَس.
والمُغَامَسَة: المُمَاقَلَة، وكذلك إِذا رمَى الرجل نفسه في سِطَة
الحرب أَو الخطب. وفي الحديث عن عامر قال: يكتحِل الصائم ويَرْتَمِسُ ولا
يَغْتَمِس. قال: وقال علي بن حجر: الاغْتِماس أَن يُطِيل اللبُّثَ فيه،
والارْتماس أَن لا يطيل المكث فيه. واخْتَضَبَتِ المرأَة غَمْساً: غَمَسَتْ
يدَيها خِضاباً مُسْتَوِياً من غير تَصْوِير.
والغمَّاسَة: طائر يَغْتَمِس في الماء كثيراً. التهذيب: الغَمَّاسَة من
طير الماء غَطَّاط ينغمس كثيراً.
والطَّعْنَة النَّجْلاء: الواسِعَة، والغَمُوس مثلُها. ابن سيده: الطعنة
الغَمُوس التي انغمست في اللَّحم، وقد عُبِّر عنها بالواسعة النافذة؛
قال أَبو زيد:
ثم أَنقَضْتُه، ونَفَّسْتُ عنه
بغَمُوسٍ أَو طعنةٍ أُخْدُودِ
والأَمر الغَمُوس: الشديد. وفي حديث المَوْلود: يكون غَمِيساً أَربعين
ليلة أَي مَغْمُوساً في الرَّحمِ ؛ ومنه الحديث: فانْغَمَسَ في العَدُوِّ
فقتلوه أَي دخل فيهم وغاصَ. واليمينُ الغَموس: التي تَغْمِس صاحبَها في
الإِثم ثم في النار، وقيل: هي التي لا استثناء فيها، وقيل: هي اليمين
الكاذبة التي تُقْتَطع بها الحُقوق، وسُمِّست غموساً لغمسها صاحبها في الإِثم
ثم في النار. وقال ابن مسعود: أَعظمُ الكبائر اليمين الغَمُوس، وهو أَن
يَحلِف الرجل وهو يعلم أَنه كاذب ليقتطع بها مال أَخيه. وفي الحديث:
اليمين الغَمُوسُ تَذَرُ الدِّيار بَلاقِعَ؛ هي اليمين الكاذبة الفاجرة،
وفَعُول للمبالغة. وفي حديث الهجرة: وقد غَمَس حِلْفاً في آل العاصِ أَي
أَخذَ نصيباً من عَقْدهم وحلفهم يأْمن به، وكانت عادتُهم أَن يُحْضِروا في
جَفْنَةٍ طِيباً أَو دَماً أَو رَماداً فيُدخِلُون فيه أَيديَهم عند
التَّحالف لِيَتِمَّ عقدُهم عليه باشتراكهم في شيء واحد. وناقة غَمُوس: في
بطنِها ولَدٌ، وقيل: هي التي لا تَشُول ولا يُسْتَبان حملُها حتى تُقْرِب.
ابن شميل: الغَمُوس، وجمعها غُمُس: الغَدَويّ، وهي التي في صُلْب الفحل من
الغنم كانوا يتبايعون بها. الأَثرم عن أَبي عبيدة: المَجْرُ ما في بطن
الناقة، والثاني حَبَل الحَبَلَة، والثالث الغَمِيسُ؛ وقال غيره: الثالث من
هذا النوع القُباقب، قال: وهذا هو الكلام، وقيل: الغَمُوس الناقة التي
يُشَك في مُخِّها أَرِيرٌ أَمْ قَصِيدٌ؛ وأَنشد:
مُخْلِصٌ بي لَيْسَ بالمَغْمُوسِ
(* قوله «وأَنشد مخلص بي إلخ» انظر
المستشهد عليه.)
ورجل غَمُوسٌ: لا يُعَرِّس ليلاً حتى يُصبح؛ قال الأَخطل:
غَمُوسُ الدُّجَى يَنْشَقُّ عن مُتَضَرِّمٍ،
طَلُوبُ الأَعادي لا سؤومٌ ولا وَجْبُ
والمُغَامَسة: المداخلة في القتال، وقد غامسهم. والغَمُوس: الشديد من
الرجال الشجاع، وكذلك المُغامِس. يقال: أَسد مُغامس، ورجل مُغامِسٌ، وقد
غامَس في القتال وغامز فيه. قال: ومُغَامَسة الأَمر دخولك فيه؛ وأَنشد:
أَخُو الحرْبِ، أَما صادراً فَوَشِيقُهُ
حَمِيلٌ، وأَمَّا وارِداً فَمُغامِسُ
والشيء الغَمِيس: الذي لم يظهر للناس ولم يُعرف بَعْدُ. يقال: قَصِيدة
غَمِيس والليل غَميس والأَجمة وكلُّ مُلْتَفّ يُغْتَمَس فيه أَي
يُسْتَخْفَى غَمِيس؛ وقال أَبو زُبَيْد يصف أَسداً:
رَأَى بالمُسْتَوِي سَفْراً وعَيْراً
أُصَيلالاً، وجُنَّته الغَمِيسُ
وقيل: الغَمِيس الليل. ويقال: غامِسْ في أَمرك أَي اعْجَلْ. والمُغامِس:
العَجْلان؛ وقال قعنب:
إِذا مُغَمَّسة قِيلتْ تَلَقَّفَها
ضَبٌّ، ومِنْ دُون منْ يَرْمِي بها عَدَنُ
والتَغْمِيس: أَن يِسْقِيَ الرجل إِبلَه ثم يَذْهب؛ عن كراع.
والغَمِيس من النَّبات: الغَمِير تحت اليَبِيس. والغَمِيس والغَمِيسَة:
الأَجمة، وخص بها بعضهم أَجمة القَصَب؛ قال:
أَتانا بِهِمْ من كلِّ فَجٍّ أَخافُهُ
مِسَحٌّ، كسِرْحان الغَمِيسة، ضامِرُ
والغَمِيس: مَسِيل ماء، وقيل: مَسِيل صغير يَجْمَع الشجر والبَقْل.
والغُمَيْس: موضع. والمُغُمَِّس: موضع من مكة.
خدر: الخِدْرُ: سِتْرٌ يُمَدُّ للجارية في ناحية البيت ثم صار كلُّ ما
واراك من بَيْتِ ونحوه خِدْراً.، والجمع خُدُورٌ وأَخْدارٌ، وأَخادِيرُ
جمع الجمع؛ وأَنشد:
حتى تَــغَامَزَ رَبَّاتُ الأَخادِيرِ
وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام؛ كان إِذا خُطِبَ إِليه إِحدى
بناته أَتى الخِدْرَ فقال»: إِن فلاناً يَخْطُبُ، فإِن طَعَنَتْ في
الخِدْرِ لم يزوّجها؛ معنى طعنت في الخدر دخلت وذهبت كما يقال طعن في المفازة
إِذا دخل فيها؛ وقيل: معناه ضربت بيدها على الخِدْرِ، ويشهد له ما جاء في
رواية أُخْرَى: نَقَرَت الخِدْرَ مكانَ طعنت. وجارية مُخَدَّرَةٌ إِذا
أُلزمت الخِدْرَ، ومَخْدُورَة. والخِدْرُ: خشبات تنصب فوق قَتَبِ البعير
مستورة بثوب، وهو الهَوْدَجُ؛ وهودج مَخْدُورٌ ومُخَدَّر: ذو خِدْرٍ؛ أَنشد
ابن الأَعرابي:
صَوَّى لها ذا كَذْنَةٍ في ظَهْرِه،
كأَنه مُخَدَّرٌ في خِدْرِهِ
أَراد في ظهره سَنامٌ تامك. كأَنه هَوْدَجٌ مُخَدَّرٌ، فأَقام الصفة
التي هي قوله كأَنه مُخَدَّر مقام الموصوف الذي هو قوله سنام، كما قال:
كأَنَّكَ من جِمالٍ بَني أُقَيْشٍ،
يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنَّ
أَي كأَنك جمل من جمال بني أُقيش، فحذف الموصوف واجتزأَ منه بالصفة لعلم
المخاطب بما يعني. وقد أَخْدَرَ الجاريةَ إِخْداراً وخَدَّرَها
وخَدَرَتْ في خِدْرِها وتَخَدَّرَتْ هي واخْتَدَرَتْ؛ قال ابن أَحمر؛
وضَعْنَ بِذِي الجَذاءِ فُصُولَ رَيْطٍ،
لكَيْمَا يَخْتَدِرْنَ ويَرْتَدِينا
ويروى: بذي الجذاةِ. واخْتَدَرَتِ القارَةُ بالسَّرَابِ: استترت به فصار
لها كالخِدْرِ؛ قال ذو الرمة:
حتى أَتى فَلَكَ الدَّهْناءُ دُونَهُمُ،
واعْتَمَّ قُورُ الضُّخعى بالآلِ واخْتَدَرا
وخَدَّرَت الظبيةُ خِشْفَها في الخَمَرِ والهَبَطِ: سَتَرَتْهُ هنالك.
وخِدْرُ الأَسدِ: أَجَمَتُه. وخَدَرَ الأَسدُ خُدُوراً وأَخْدَرَ: لزم
خِدْرَه وأَقام، وأَخْدَرَه عَرِينُه: واراه. والمُخْدِرُ: الذي اتخذ
الأَجَمَةَ خُِدْراً؛ أَنشد ثعلب:
مَحَلاًّ كَوَعْثاء القَنافِذِ ضارِباً
به كَنَفاً، كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ
والخادِرُ: الذي خَدَرَ فيها. وأَسَدٌ خادِرٌ: مقيم في عَرِينهِ داخلٌ
في الخِدْرِ، ومُخْدِرٌ أَيضاً. وخَدَرَ الأَسدُ في عَرِينهِ، ويعني
بالخِدْرِ الأَجَمَةَ؛ وفي قصيد كعب بن زهير:
مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيُوثِ الأُسْدِ، مَسْكَنُهُ،
بِبَطْنِ عَثَّرَ، غِيلٌ دونه غِيلُ
خَدَرَ الأَسَدُ وأَخْدَرَ، فهو خادِرٌ ومُخْدِرٌ إِذا كان في خِدْرِه،
وهو بيته، وخَدَرَ بالمكان وأَخْدَرَ: أَقام؛ قال:
إِنِّي لأَرْجو من شَبِيبٍ بِرّاً
والجَزْءَ إِنْ أَخْدَرْتُ يوماً قَرَّا
وأَخْدَرَ فلان في أَهله أَي أَقام فيهم؛ وأَنشد الفراء:
كأَنَّ تَحْتِي بازِياً رَكَّاضَا،
أَخْدَرَ خَمْساً لم يَذُقْ عَضَاضَا
يعني أَقام في وٍكْرِه. والخَدَرُ: المَطَرُ لأَنه يُخَدِّرُ الناسَ في
بيوتهم؛ قال الراجز:
ويَسْتُرونَ النَّارَ من غيرِ خَدَرْ
والخَدْرَةُ: المَطْرَةُ. ابن السكيت: الخَدَرُ الغيم والمطر؛ وأَنشد
الراجز أَيضاً:
لا يُوقِدُونَ النَّارَ إِلاَّ لِسَحَرْ،
ثُمَّتَ لا تُوقَدُ إِلاَّ بالبَعَرْ،
ويَسْتُرون النَّارَ من غيرِ خَدَرْ
يقول: يسترون النار مخافة الأَضياف من غير غيم ولا مطر. وقد أَخْدَرَ
القوم: أَظلهم المطر؛ وقال:
شمسُ النَّهارِ أَلاحَهَا الإِخْدارُ
ويوم خَدِرٌ: بارِدٌ نَدٍ، وليلة خَدِرَةٌ؛ قال ابن بري: لم يذكر
الجوهري شاهداً على ذلك؛ قال: وفي الحاشية بيت شاهد عليه وقد ذكره غيره،
وهو:وبِلاد زَعِل ظُلِمْانُها،
كالمَخاضِ الجُرْبِ في اليومِ الخَدِرْ
قال ابن بري: البيت لطرفة بن العبد. والظلمان: ذكور النعام، الواحد
ظليم. والزَّعِلُ: النشيط والمَرِحُ. والمخاض: الحوامل؛ شبه النعام بالمخاض
الجُرْبِ لأَن الجُرْبَ تطلى بالقَطِرانِ ويصير لونها كلون النعام، وخص
اليومَ النَّدِيَّ البارد لأَن الجَرْبَى يجتمع فيه بعضُها إِلى بعض؛ ومنه
قيل للعُقابِ: خُدارِيَّة لشدّة سوادها؛ قال العجاج:
وخَدَرَ الليل فَيجْتابُ الخَدَر
وقال ابن الأَعرابي: أَصل الخُداري أَن الليل يخدر الناس أَي
يُلْبِسهُم؛ ومنه قوله:
«والدَّجْنُ مُخْدِرٌ».
أَي ملبس؛ ومنه قيل للأَسد. خادر؛ قال الأَزهري: وأَنشدني عمارة لنفسه:
فِيهِنَّ جائِلَةُ الوِشَاحِ كأَنَّها
شَمسُ النَّهارِ، أَكَلَّها الإِخْدارُ
أَكلها: أَبرزها، وأَصله من الانكِلالِ وهو التبسم. والخَدَرُ
والخَدِرُ: الظلمة. والخُدْرَةُ: الظلمة الشديدة، وليل أَخْدَرُ وخَدِرٌ وخَدُرٌ
وخُدارِيُّ: مظلم؛ وقال بعضهم: الليل خمسة أَجزاء: سُدْفَةٌ وسُتْفَةٌ
وهَجْمَةٌ ويَعْفُورٌ وخُدْرَةٌ؛ فالخُدْرَةُ على هذا آخر الليل. وأَخْدَرَ
القومُ: كأَلْيَلُوا. وأَخْدَرَهُ الليلُ إِذا حبسه، والليل مُخْدِرٌ؛
قال العجاج يصف الليل:
ومُخْدِرُ الأَخْدارِ أَخْدَرِيُّ
والخُدارِيُّ: السحاب الأَسودُ. وبعير خُدارِيُّ أَي شديد السسواد،
وناقةٌ خُدارِيَّة والعُقابُ الخُدارِيَّةُ والجارية الخُدارِيَّةُ
الشَّعَرِ. وعُقابٌ خُدارِيَّةٌ: سوداء؛ قال ذو الرمة:
ولم يَلْفِظِ الغَرْثَى الخُدارِيَّةَ الوَكْرُِ
قال شمر: يعني الوكر لم يلفظ العُقابَ، جعل خروجها من الوكر لفظاً مثل
خروج الكلام من الفم، يقول: بَكَرَتْ هذه المرأَة قبل أَن تطير العُقابُ
من وَكْرِها؛ وقوله:
كأَنَّ عُقاباً خُدارِيَّةً
تُنَشَّرُ في الجَوِّ منها جَناحَا
فسره ثعلب فقال: تكون العُقابُ الطائرة، وتكون الرايَةَ لأَن الراية
يقال لها عُقابٌ. وتكون أَبْراداً أَي أَنهم يبسطون أَبْرادَهُمْ فوقهم.
وشَعَرٌ خُدارِيُّ: أَسود. وكل ما منع بصراً عن شيء، فقد أَخْدَرَهُ.
والخَدَرُ: المكان المظلم الغامض؛ قال هدبة؛
إِنِّي إِذا اسْتَخَفَى الجَبانُ بالخَدَرْ
والخَدَرُ: امْذِلالٌ يغشى الأَعضاء: الرِّجلَ واليدَ والجسدَ. وقد
خَدِرَتِ الرِّجْلُ تَخْدَرُ؛ والخَدَرُ من الشراب والدواء: فُتُورٌ يعتري
الشاربَ وضَعْفٌ. ابن الأَعرابي: الخُدْرَةُ ثقل الرِّجل وامتناعها من
المشي. خَدِرَ خَدَراً، فهو خَدِرٌ، وأَخْدَرَهُ ذلك. والخَدَرُ في العين:
فتورها، وقيل: هو ثِقَلٌ فيها من قَذًى يصيبها؛ وعين خَدْراءُ: خَدِرَةٌ.
والخَدَرُ: الكسَلُ والفُتور؛ وخَدِرَتْ عظامه؛ قال طرفة:
جازَتِ البِيدَ إِلى أَرْحُلِنَا،
آخِرَ الليلِ، بِيَعْفُورٍ خَدِرْ
خَدِرٌ: كأَنه ناعس. والخَدِرُ من الظباء: الفاتر العظام. والخادِرُ:
الفاتِرُ الكَسْلانُ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه رَزَقَ الناسَ
الطِّلاءَ فشربه رجل فَتَخَدَّر أَي ضَعُفَ وفَتَرَ كما يصيب الشاربَ قبل
السكر، ومنه خَدَرُ اليدِ والرِّجْلِ. وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما:
أَنه خَدِرَتْ رِجْلُه فقيل له: ما لرجْلكَ؟ قال: اجتمع عَصَبُها، قيل:
اذْكُرْ أَحَبَّ الناسِ إِليك، قال: يا محمدُ، فَبَسَطَها. والخادِرُ:
المُتَحَيِّرُ. والخادِرُ والخَدُورُ من الدواب وغيرها: المُتَخَلِّفُ الذي لم
يَلْحَقْ، وقد خَدَرَ. وخَدَرَتِ الظَّبْيَةُ خَدْراً: تخلفت عن القطيع
مثل خَذَلَتْ. والخَدُورُ من الظباء والإِبل: المتخلفة عن القَطِيع.
والخَدُورُ من الإِبل: التي تكون في آخر الإِبل؛ وقول طرفة:
وتَقْصِير يومِ الدَّجْنِ، والدَّجْنُ مُخْدِرٌ،
بِبَهْكَنَةٍ تحتَ الخِباءِ المُمَدَّدِ
(* رواية ديوان طرفة لهذا البيت:
وتقصيرُ يومِ الدَّجْنِ والدَّجنُ مُعْجِبٌ
ببَهكِنةٍ تحتَ الطَّرافِ المعَّمدِ).
أَراد: تقصير يوم الدَّجْنِ، والدَّجْنُ مُخْدِرٌ، الواو واو الحال أَي
في حال إِخْدارِ الدَّجْنِ؛ وقوله:
ومَرَّتْ على ذاتِ التَّنانِيرِ غُدْوَةً،
وقد رَفَعَتْ أَذْيالَ كُلِّ خَدُورِ
الخَدُورُ: التي تخلفت عن الإِبل فلما نظرت إِلى التي تسير سارت معها؛
قال ومثله:
واحْتَثَّ مُحْتَثَّاتُها الخَدُورَا
قال: ومثله:
إِذْ حُثَّ كُلُّ بازِلٍ دَفُونِ،
حتى رَفَعْنَ سَيْرَةَ اللَّجُونِ
وخَدِرَ النهارُ خَدَراً، فهو خَدِرٌ: اشتد حره وسكنت ريحه ولم تتحرك
فيه ريح ولا يوجد فيه رَوْحٌ. الليث: يوم خَدِرٌ شديد الحر؛ وأَنشد:
كالمَخاضِ الجُرْبِ في اليوم الخَدِرْ
قال أَبو منصور: لأَراد باليوم الخَدِرِ المَطِيرَ ذا الغيم؛ قال ابن
السكيت: وإِنما خص اليوم المطير بالمخاض الجُرْبِ لأَنها إِذا جَرِبَتْ
تَوَسَّفَتْ أَوبارُها فالبَرْدُ إِليها أَسرع.
والخِدارُ: عُودٌ يجمع الدُّجْرَيْن إِلى اللُّؤَمَةِ.
وخُدارُ: اسم فرس؛ أَنشد ابن الأَعرابي لِلقَتَّالِ الكِلابِيِّ:
وتَحْمِلُني وبِزَّةَ مَضْرَحِيٍّ،
إِذا ما ثَوَّبَ الدَّاعِي، خُدارُ
وأَخْدَرُ: فحل من الخيل أُفْلِتَ فَتَوَحَّشَ وحَمَى عدَّةَ غاباتٍ
وضَرَبَ فيها، قيل إِنه كان لسليمان بن داود، على نبينا وعليه الصلاة
والسلام؛ والأَخْدَرِيَّةُ من الخيل: منسوبة إِليه. والأَخْدَرِيَّةُ من
الحُمُرِ: منسوبة إِلى فحل يقال له الأَخْدَرُ: قيل: هو فرس، وقيل: هو حمار،
وقيل: الأَخْدَرِيَّةُ منسوبة إِلى العراق؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف
ذلك. ويقال للأَخْدَرِيَّة من الحُمُرِ: بناتُ الأَخْدَرِ. والأَخْدَرِيُّ:
الحمارُ الوَحْشِيُّ؛ وفي التهذيب: والأَخْدَريُّ من نَعْتِ حمار الوحشِ
كأَنه نسب إِلى فحل اسمه أَخْدَرُ؛ قال: والخُدْرَةُ اسم أَتان كانت
قديمة فيجوز أَن يكون الأَخْدَرِيُّ منسوباً إِليها. الأَصمعي: إِذا تخلف
الوحشي عن القطيع قيل: خَدَرَ وخَذَلَ؛ وقال ابن الأَعرابي: الخُدَرِيُّ
الحمار الأَسود.
الأَصمعي: يقول عاملُ الصدقات: ليس لي حَشَفَةٌ ولا خَدِرَةٌ؛ فالحشفة:
اليابسة، والخَدِرَةُ: التي تقع من النخل قبل أَن تَنْضَجَ. وفي حديث
الأَنصار: اشْتَرَطَ أَن لا يأْخذ ثَمْرَةً خَدِرَةً؛ أَي عَفِنَةً، وهي
التي اسودّ باطنها.
وبنو خُدْرَةَ: بطن من الأَنصار منهم أَبو سعيد الخُدْرِيُّ.
وخَدُورَةُ: موضع ببلاد بني الحرث بن كعب؛ قال لبيد:
دَعَتْني، وفاضَتْ عَيْنُها بِخَدُورَةٍ،
فَجِئتُ غِشاشاً، إِذْ دَعَتْ أُمُّ طارِقِ
مظع: مَظَعَ الوَتَرَ يَمْظَعُه مَظْعاً ومَظَّعَه تَمْظِيعاً: مَلَّسَه
ويبَّسَه، وقيل: وأَلانه، وكذلك الخشبة، وقيل: كلُّ ما أَلانَه
ومَلَّسَه، فقد مَظَعَه، ومَظَعَتِ الريحُ الخَشَبة: امْتَخَرَتْ نُدُوَّتَها.
ومَظَّعْتُ الخشَبةَ إِذا قَطَعْتَها رطْبةً ثم وَضعْتَها بِلِحائها في
الشمس حتى تَتَشَرَّبَ ماءَها ويُتْرَك لِحاؤها عليها لئَلا تَتَصَدَّعَ
وتَتَشَقَّقَ؛ قال أَوس ابن حجر يصف رجلاً قطع شجرة يتخذ منها قوْساً:
فَمَظَّعَها حَوْلَيْنِ ماءَ لِحائِها،
تُعالى على ظَهْر العَرِيشِ وتُنْزَلُ
العريش: البيت؛ يقول تُرْفَع عليه بالليل وتُنْزَلُ بالنهار لئلا تصيبها
الشمس فتتفطر. والتَّمَظُّعُ: شرب القضِيب ماء اللِّحاء تتركه عليه حتى
يَتَشَرَّبَه فيكون أَصلب له، وقد مَظَّعَه الماءَ؛ قال أَوس بن حجر:
فلمّا نَجا من ذلكَ الكَرْبِ، لم يَزَلْ
يُمَظِّعُها ماءَ اللِّحاءِ لِتَذْبُلا
ويقال للرجل إِذا رَوَّى بالدسَمِ الثَّرِيدَ: قد رَوَّغَه ومَرَّغَه
ومَظَّعَه ومَرْطَلَه وسَغْبَلَه وسَغْسَغَه. وقال أَبو حنيفة: مَظَّعَ
القوْسَ والسَّهْمَ شَرّبهما؛ وقال الشماخ يصف قوساً:
فمَظّعَها شَهْرَيْنِ ماءَ لحائِها،
ويَنْظُرُ فِيها أَيَّها هو غامِزُ
والمَظْعُ فعله مُماتٌ، ومنه اشتقاق مَظَّعْت العود إِذا تركته في
لِحائِه ليشرب ماءه. ومَظَّعَ فلان الإِهابَ إِذا سقاه الدُّهْنَ حتى
يَشْرَبَه. وتَمَظَّعَ ما عنده: تَلَحَّسَه كله. وفلان يَتَمَظّعُ الظلَّ أَي
يَتَتَبَّعُه من موضع إِلى موضع. والمُظْعةُ: بَقِيّةٌ من الكَلإِ.