Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عمارة

حيي

حيي: {الحيوان}: الحيوة [الحياة]، وكل ذي روح. والواو بدل من ياء عند سيبويه. وقال غيره: الواو أصل، وهي مادة مركبة من حاء وياء وواو.
ح ي ي

أحياه الله فحي وحي، وحيوا بخير وحيوا، وهو حي من الأحياء. ولا حي علي ينفعني أي لا أحد، وما بالدار حيّ. وناقة محي ومحيية: لا يموت لها ولد، خلاف مميت ومميتة. واستحييت أسيري: تركته حياً. وفي الحديث: " اقتلوا المشركين واستحيوا شرخهم ". ومررت بحي من أحياء العرب. وحياء الله، وأكرمك الله بتحيته وبتحاياه. وبي شوق إلى محياك. وتحايا القوم، وحايا بعضهم بعضاً. وحكم المكاتبة حكم المحاياة. وحييت منه أحيا حياء، واستحييته، واستحييت منه، واستحيت، وأنا أستحي منه، وهو رجل حيي، وهو أحيى من مخدرة. قالت ليلى:

وأحيى حياء من فتاة حيية ... وأشجع من ليث بخفان خادر

وحيّ على الغداء: أقبل وعجل. قال ابن أحمر:

أنشأت أسله ما بال رفقته ... فقال حيّ فإن الركب قد ذهبا

وأرض محياة ومحواة: كثرة الحيات.

ومن المجاز: أتيت الأرض فأحييتها أي وجدتها حية النبات مخصبة. ووقع في الأرض الحيا وهو المطر، وأحيا القوم: أخصبوا، وحييت أرضهم، وأحيا أرضاً ميتة. وأحييت النار وحاييتها: نفخت فيها حتى تحيا، وطلبت حياة النار بالنفخ. قال:

حياة النار للمتنور

ويقول الرجل لصاحبه: كيف الحي، كما يقول كيف الهل، يريد امرأته. وسترت حياءها. وهو حيّة الوادي: للحامي حوزته، وهم حيات الأرض: لدواهيها وفرسانها، وهو حية ذكر: للشهم. ورأسه رأس حية: للذكي المتوقد، وأكلت حياتنا حياتكم إذا قتلت فرسانهم فرسانهم. وسقاك الله دم الحيات أي أهلكك. وقال أبو النجم يصف نهراً:

إذا أرادوا رفعهن انفجرا ... بذي حباب يستحي أن يسكرا

أي لا يقدر على سكره بالحجارة يمتنع من ذلك. 

حيي


حَيِىَ(n. ac. حَيَاة [] )
a. Lived; came to life.
b.(n. ac. حَيَآء
[حَيَاْي]) [Min], Was ashamed of.
حَيَّيَa. Kept alive; let live; brought to life; made to live
preserved.
b. Saluted, greeted.

حَاْيَيَa. Made to blush.
b. Fed (child).
c. Stirred (fire).
أَحْيَيَa. see II (a)b. Vivified; fertilized (ground).
c. Raised from the dead.
d. Watched ( at night ).
e. Flourished.

إِسْتَحْيَيَa. see II (a)b. [Bi
or
Min], Blushed at, was ashamed of; refrained from.
c. Veiled ( herself: woman ).
حَيّ (pl.
أَحْيَآء [] )
a. Living, alive; animated, lively.
b. Tribe.
c. Neighbours; neighbourhood.

حَِيّ [حَيّ]
a. Be quick! Make haste! Hasten!

حَيَّةa. Serpent.
b. Wicked, vile (man).
حَيَاa. Rain.

حَيَاة []
a. Life.

حَاوٍa. Serpent-tamer, juggler.

حَيَآء []
a. Shame, modesty; fear of blame.

حَيَوَان []
a. Living creature; animal.
b. ( ), Bestial, brutish, animal.
مُحَيَّى [ N. P.
a. II], Face, visage.

مُحْيِى [ N. Ag.
a. IV], Author of life, life giver.
b. He who raises from the dead (God).

تَحِيَّة [ N.
Ac.
حَيَّيَ
(حِيّ)]
a. Salutation, greeting.

إِحْيَآء [ N.
Ac.
a. IV], Preservation of life.
b. Act of vivifying.

حَيَوٰاة حَيَوٰة
a. see [ ].
حَيْوَان
a. see [ ].
ح ي ي : حَيِيَ يَحْيَا مِنْ بَابِ تَعِبَ حَيَاةً فَهُوَ حَيٌّ وَتَصْغِيرُهُ حُيَيٌّ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ وَالْجَمْعُ أَحْيَاءٌ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَحْيَاهُ اللَّهُ وَاسْتَحْيَيْتَهُ بِيَاءَيْنِ إذَا تَرَكْتَهُ حَيًّا فَلَمْ تَقْتُلْهُ لَيْسَ فِيهِ إلَّا هَذِهِ اللُّغَةُ وَحَيِيَ مِنْهُ حَيَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ فَهُوَ حَيِيٌّ عَلَى فَعِيلٍ.

وَاسْتَحْيَا مِنْهُ وَهُوَ الِانْقِبَاضُ وَالِانْزِوَاءُ قَالَ الْأَخْفَشُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْحَرْفِ فَيُقَالُ اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ وَاسْتَحْيَيْتُهُ وَفِيهِ لُغَتَانِ إحْدَاهُمَا لُغَةُ الْحِجَازِ وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ بِيَاءَيْنِ وَالثَّانِيَةُ لِتَمِيمٍ بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ وَحَيَاءُ الشَّاةِ مَمْدُودٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ الْحَيَاءُ اسْمٌ لِلدُّبُرِ مِنْ كُلِّ أُنْثَى مِنْ الظِّلْفِ وَالْخُفِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَقَالَ الْفَارَابِيَّ فِي بَابِ فَعَالٍ الْحَيَاءُ فَرْجُ الْجَارِيَةِ وَالنَّاقَةِ وَالْحَيَا مَقْصُورٌ الْغَيْثُ.

وَحَيَّاهُ تَحِيَّةً أَصْلُهُ الدُّعَاءُ بِالْحَيَاةِ وَمِنْهُ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ أَيْ الْبَقَاءُ وَقِيلَ الْمُلْكُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ فِي مُطْلَقِ الدُّعَاءِ ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُ الشَّرْعُ فِي دُعَاءٍ مَخْصُوصٍ وَهُوَ سَلَامٌ عَلَيْكَ وَحَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ وَنَحْوِهَا دُعَاءٌ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ مَعْنَاهُ هَلُمَّ إلَيْهَا وَيُقَالُ حَيَّ عَلَى الْغَدَاءِ وَحَيَّ إلَى الْغَدَاءِ أَيْ أَقْبِلْ قَالُوا وَلَمْ يُشْتَقَّ مِنْهُ فِعْلٌ وَالْحَيْعَلَةُ قَوْلُ الْمُؤَذِّنِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ وَالْحَيُّ الْقَبِيلَةُ مِنْ الْعَرَبِ وَالْجَمْعُ أَحْيَاءٌ وَالْحَيَوَانُ كُلُّ ذِي رُوحٍ نَاطِقًا كَانَ أَوْ غَيْرَ نَاطِقٍ مَأْخُوذٌ مِنْ الْحَيَاةِ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ وقَوْله تَعَالَى {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت: 64]
قِيلَ هِيَ الْحَيَاةُ الَّتِي لَا يَعْقُبُهَا مَوْتٌ وَقِيلَ الْحَيَوَانُ هُنَا مُبَالَغَةٌ فِي الْحَيَاةِ كَمَا قِيلَ لِلْمَوْتِ الْكَثِيرِ مَوَتَانٌ وَالْحَيَّةُ الْأَفْعَى تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ الْحَيَّةُ وَهِيَ الْحَيَّةُ. 
(ح ي ي) : (حَيِيَ) حَيَاةً فَهُوَ حَيٌّ (وَبِهِ سُمِّيَ) جَدُّ جَدِّ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيٍّ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ (وَبِتَأْنِيثِهِ) عَلَى قَلْبِ الْيَاءِ وَاوًا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ (وَاسْتَحْيَاهُ) تَرَكَهُ حَيًّا وَمِنْهُ) «وَاسْتَحْيَوْا شَرْخَهُمْ» وَحَيَاةُ الشَّمْسِ بَقَاءُ ضَوْئِهَا وَبَيَاضِهَا وَقِيلَ بَقَاءُ حَرِّهَا وَقُوَّتِهَا وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْعُرْفُ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ
فَلَمَّا اسْتَبَانَ اللَّيْلُ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ ... حَيَاةَ الَّتِي تَقْضِي حُشَاشَةَ نَازِعِ
أَلَا تَرَى كَيْفَ شَبَّهَ حَالَةَ الشَّمْسِ بَعْدَمَا دَنَتْ لِلْمَغِيبِ بِحَالِ نَفْسٍ شَارَفَتْ أَنْ تَمُوتَ فَهِيَ كَأَنَّهَا تَقْضِي دَيْنَ الْحَيَاةِ وَتُؤَدِّي مَا عِنْدَهَا مِنْ وَدِيعَةِ الرَّمَقِ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ مُشَافَهَةَ طَلَائِعِ اللَّيْلِ وَمُشَاهَدَةَ أَوَائِلِهِ فَأَيْنَ هَذِهِ الْحَالَةُ مِنْ بَقَاءِ قُوَّتِهَا وَحَرَارَتِهَا (وَحَيِيَ) مِنْهُ حَيَاءً بِمَعْنَى اسْتَحَيَا فَهُوَ حَيِيٌّ (وَقَوْلُ) ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - حَيٌّ أَيْ يُعَامَلُ مُعَامَلَةَ مَنْ لَهُ حَيَاءٌ لِأَنَّ حَقِيقَةَ الْحَيَاءِ انْكِسَارٌ وَآفَةٌ تُصِيبُ الْحَيَاةَ وَذَلِكَ لَا يَصِحُّ فِيهِ تَعَالَى (وَحَيَّاهُ) بِمَعْنَى أَحْيَاهُ تَحِيَّةً كبقاه بِمَعْنَى أَبْقَاهُ تَبْقِيَةً هَذَا أَصْلُهَا ثُمَّ سُمِّيَ مَا يُحَيَّا بِهِ مِنْ سَلَامٍ وَنَحْوِهِ تَحِيَّةً (قَالَ اللَّهُ تَعَالَى) {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب: 44] فَإِذَا جُمِعَتْ فَقِيلَ وَتَحَايَا وَتَحَايَلُوا وَحَقِيقَتُهُ حَيَّيْتُ فُلَانًا قَلْتُ لَهُ حَيَّاك اللَّهُ أَيْ عَمَّرَك اللَّهُ وَأَحْيَاك وَأَطَالَ حَيَاتَك كَقَوْلِهِمْ صَلَّى عَلَى النَّبِيُّ إذَا دَعَا لَهُ وَمَعْنَاهُ قَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْك وَمَنْ فَسَّرَ التَّحِيَّةَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ} [النساء: 86] بِالْعَطِيَّةِ فَقَدْ سَهَا وَكَذَلِكَ مَنْ ادَّعَى أَنَّ حَقِيقَتَهَا الْمُلْكُ وَإِنَّمَا هِيَ مَجَازٌ وَذَاكَ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يُحَيُّونَ الْمُلُوكَ بِقَوْلِهِمْ أَبَيْتَ اللَّعْنَ وَلَا يُخَاطِبُونَ بِهِ غَيْرَهُمْ حَتَّى إنَّ أَحَدَهُمْ إذَا تَوَلَّى الْإِمَارَةَ وَالْمُلْكَ قِيلَ لَهُ فُلَانٌ نَالَ التَّحِيَّة (وَمِنْهُ) بَيْتُ الْإِصْلَاحِ
وَلِكُلِّ مَا نَالَ الْفَتَى ... قَدْ نِلْتُهُ إلَّا التَّحِيَّةَ
أَيْ إلَّا الْمِلْكَ وَأَمَّا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ فَمَعْنَاهَا أَنَّ كَلِمَاتِ التَّحَايَا وَالْأَدْعِيَةِ لِلَّهِ تَعَالَى وَفِي مَلَكَتِهِ لَا أَنَّ هَذِهِ تَحِيَّةٌ لَهُ وَتَسْلِيمٌ عَلَيْهِ فَإِنَّ ذَلِكَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ عَلَى مَا قَرَأْتُ «أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قُلْنَا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ فَقَالَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَا تَقُولُوا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ وَلَكِنْ قُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ» إلَى آخِرِ الْحَدِيثِ وَحَيَّ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَفْعَالِ (وَمِنْهُ) حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ أَيْ هَلُمَّ وَعَجِّلْ إلَى الْفَوْزِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
حيي
حيِيَ حَيِيتُ، يَحيَا، احْيَ، حياةً وحيوانًا، فهو حيّ
• حيِي فلانٌ:
1 - عاش وصار ذا حياة، كان ذا نماء، سرت فيه الرُّوح، عكسه مات "كان يريد أن يحيا حياة حرّة كريمة- {وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} - {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} " ° يحيا الشّعب: هتاف يقال في المظاهرات السياسيّة تأييدًا للشعب.
2 - كان ذا نماء وقدرة على التطوّر " {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ} ". 

حيِيَ من يَحيَا، احْيَ، حياءً، فهو حَيِيّ، والمفعول مَحْيىّ منه
• حيِي منه: احتشم، خجل منه "َالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ [حديث] ".
• حيِي من القبيح: انقبضت نفسُه عنه "حيِي ممّا رآه من أعمال سيِّئة". 

أحيا يُحيِى، أَحْيِ، إحْياءً، فهو مُحيٍ، والمفعول مُحيًا
• أحياه اللهُ:
1 - أبقاه، جعله حيًّا " {لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ} " ° أحيا الأملَ في نفوسهم: جدّده.
2 - أصلحه،
 هداه إلى الطَّريق الصَّواب " {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} ".
3 - أوجد فيه الحياة " {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} ".
• أحيا اللهُ الأرضَ: أخصبها، أخرجَ منها النّبات " {فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} ".
• أحيا ذكراه: احتفل بها وأشاد بصاحبها "أقيم احتفال لإحياء ذكرى الشاعر شوقي".
• أحيا سيرتَه: استعادَها وأثنى عليها "أحيا الأبناءُ سيرةَ جدّهم المتوفَّى".
• أحيا حفلةً: قدّم عرضًا غنائيًّا "أحيا المطربُ حَفْلاً جميلاً".
• أحيا اللَّيلَ: ترك النومَ فيه وصرفه للعبادة "أحيا ليلتَه في الصلاة" ° أحيا البكاءُ ليلَه: أسهره.
• أحيا النَّارَ: نفخ فيها فاضطرمت. 

استحى/ استحى من يستحي، اسْتَحِ، استحياءً، فهو مُسْتحٍ، والمفعول مُسْتَحًى
• استحى فلانٌ فلانًا/ استحى فلانٌ من فلان: خجل منه "إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ [حديث]- {وَاللهُ لاَ يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ} [ق]- {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} ".
• استحى الأسيرَ: تركه حيًّا فلم يقتله. 

اسْتَحْيا/ اسْتَحْيا من يَستحْيِي، اسْتَحْي، استحياءً، فهو مُسْتحٍ، والمفعول مُسْتحيًى
• استحيا فلانٌ فلانًا/ استحيا فلانٌ من فلان: استحاه؛ خجل منه "إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ [حديث]- {إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} - {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} ".
• استحيا الأسيرَ: استحاه؛ ترَكَه حيًّا فلم يقتله " {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} ". 

حيَّا يحيِّي، حَيِّ، تحيَّةً، فهو مُحَيٍّ، والمفعول مُحيًّا
• حيَّا صديقَه: سلَّم عليه " {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} ".
• حيَّاه اللهُ:
1 - أبقاه، وأطال عمره ° حيَّاك الله: أطال عمرك- حيَّاك اللهُ وبيَّاك: أبقاك وبوَّأكَ مكانًا حسنًا.
2 - ملَّكه اللهُ. 

إحياء [مفرد]:
1 - مصدر أحيا ° إحياء الأرض: مباشرتها بتأثير شيء منها من إحاطة أو زرع أو عمارة، إخراج النبات منها.
2 - بعث الحيويّة والنشاط والإنعاش والتجديد.
• إحياء التُّراث الأدبيّ: (دب) نشر الأدب العربيّ القديم واتّخاذه مثالاً رفيعًا في الإنتاج الأدبيّ.
• إحياء علوم الأدب: (دب) تسمية أطلقت على حركة إحياء التراث القديم اليونانيّ والرومانيّ في الحياة الأدبيّة لعصر النهضة في الغرب.
• مدرسة الإحياء والبعث: مدرسة أدبيّة عربيّة ساعدت على نهضة الأدب، رائدها البارودي. 

أحيائيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى أحياء: على غير قياس "علوم/ تجارب أحيائية".
• منطقة أحيائية: منطقة مأهولة بالسكان. 

إحيائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى إحياء.
2 - مصدر صناعيّ من إحياء: نزعة ترمي إلى إحياء ما يتّصل بالماضي من تراث وفكر. 

استحياء [مفرد]: مصدر استحى/ استحى من واسْتَحْيا/ اسْتَحْيا من. 

تحيَّة [مفرد]: ج تحيّات (لغير المصدر) وتَحايا (لغير المصدر):
1 - مصدر حيَّا.
2 - سلامُ، إكرامُ، إحسان "التحيّات لله: الملك لله- بلِّغ فلانًا تحيّاتي- {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} " ° تحيَّات واحترامات: تعابير مُؤَدَّبة للاحترام والتقدير- تحيّة لذكراه: إحياءً لها وإكرامًا. 

حَيَا [مفرد]
• الحَيَا:
1 - الخِصْب "الحيا مرهون بوفرة الماء".
2 - المطر "*جبل التوباد حيّاك الحَيَا*". 

حَياء [مفرد]:
1 - مصدر حيِيَ من ° ذاب حياءً: غلبه الحياءُ.
2 - رحم الناقة.
3 - فَرْج ذوات الظّلف والخُفّ. 

حَياة [مفرد]: ج حَيَوات (لغير المصدر):
1 - مصدر حيِيَ.
2 - استمرار بقاء الكائنات بروحها، عيشة، نقيض الموت "احرص على الموت تُوهَبْ لك الحياة- *ولكن لا حياة لمن تنادي*- سئمت تكاليفَ الحياة ومن يعشْ ... ثمانين حَوْلا- لا أبالك- يسأمِ- {عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: متاعها الزائل- {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} " ° أودى الشَّيء بحياة فلان: ذهب به، أهلكه- الحياة الأَبَديَّة: الحياة الآخرة- الحياة الباقيةُ: الحياة الآخرة، ما بعد الموت، دار البقاء- الحياة الدُّنيا: الحياة في عالمنا هذا، عكسها الحياة الآخرة- الحياة العصريَّة: مواكبة الموضة ومتطلّبات العصر- بين الحياة والموت: يعاني سكرات الموت، في حالة النزع- تجارب الحياة: الخبرة التي يكتسبها الإنسان من المواقف والأحداث والأشخاص- حياة أدبيّة: ما يشهده الأدب من فعاليات ونشاط- حياة اجتماعيّة: ما يتصل بالوضع الاجتماعيّ عامّة- حياة التَّشرُّد: الضَّياع والتّشرذم- حياة خشنة: فقيرة- حياة عائليّة: تتصل بالأسرة- حياةُ كلابٍ: تعيسة، بائسة- دخَل حياته: صار جزءًا منها- شريكة الحياة: الزوجة- عادت له الحياة: بُعث من جديد، جُدِّد الاهتمام به- عركته الحياة: محنَّك، مجرِّب- على قَيْد الحياة: ما زال حيًّا- في خِضَمّ الحياة: في مشاغلها الكثيرة- لمدى الحياة: طوال عمره- ماء الحياة: عرق (شراب مسكر) - مسألة حياة أو موت: لا تحتمل التأجيل، أمر لابدّ من الحسم فيه- مستوى الحياة: مستوى المعيشة، طريقة حياة مَنْ عنده دخل متوسِّط في بلدٍ ما- مظاهر الحياة: الفعاليات الظاهرة التي يعبِّر بها الكائن الحيّ عن حيويّته- مقومات الحياة: أساسياتها- وضَع حياتَه على كفِّه: خاطر، غامر، جازف- وقَف حياته على كذا: خصصها.
3 - (حي) مجموع ما يميِّز الكائنات الحيّة، حيوانيّة كانت أو نباتيّة عن غيرها من الجمادات مثل التغذية والنموّ والتناسل والحساسية وغيرها.
• علم الحياة: (حي) علم يبحث في بنيان الكائنات الحيّة ووظائفها ومألفها الطبيعيّ، ونشأتها منذ أزمنة ما قبل التاريخ، وهو قسمان: علم الحيوان، وعلم النبات.
• دورة الحياة: (حي) سلسلة من التطوُّرات والتغيُّرات التي من خلالها يمرُّ الكائن الحيّ في مرحلة تكوُّنه كلاقح مُخصَّب إلى مرحلة البلوغ التي قد يتكوّن فيها لاقح آخر.
• قُبْلة الحياة: تنفُّس صناعيّ عن طريق نفخ الهواء من فم المعالِج في فم المغمى عليه من غَرق وغيره. 

حَياتيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَياة: "الواقعيّة تعني الانفعال الحياتيّ الصادق بالواقع- أمور حياتيَّة". 

حياتيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَياة.
2 - مصدر صناعيّ من حَياة.
3 - (سف) مذهب يردُّ الحياة والحركة إلى قوّة باطنة أو قوّة الأحياء، يعرف كذلك باسم أحيائيّة. 

حَيَوان [مفرد]:
1 - مصدر حيِيَ.
2 - حياة، جسم نامٍ حسّاس متحرِّك بالإرادة " {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} ".
3 - ما عدا الإنسان من أنواع الحيوانات "حيوان بريّ/ مفترس/ بحريّ/ أليف/ طفيليّ- جمعية الرفق بالحيوان- حيوانات مجترَّة/ ثدييّة/ فقاريّة/ قشريّة/ قاضمة/ داجنة" ° الحيوانات الأهليّة: هي ما دُجِّن من الحيوانات- الحيوانات الشَّرسة: هي التي تعيش في الغابات البرّيّة كالأسد والنمر- حديقة الحيوان: تشتمل على أصناف من الحيوانات الحيَّة للعرض.
4 - حياة دائمة باقية، حياة لا يعقبها موت " {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ}: وقيل مبالغة في الحياة".
5 - من به غلظة وغباء وبلادة "كيف تتعامل مع هذا الحيوان؟ ".
• علم الحيوان: (حن) فرع من علم الأحياء المسمَّى التّاريخ الطّبيعيّ، وهو يبحث في الحيوان من حيث بنيانه ونموّه وتصنيفه.
• الحيوان المَنَوِيّ: (شر) الخليّة التَّناسليّة الذَّكريّة التي تتَّحد بالبويضة أي بالخليّة التَّناسليّة الأنثويّة لتكوّن الزّيجوت. 

حيوانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَيَوان: "غريزة حيوانيّة" ° قوّة حيوانيّة: إحساس يعني الحاسة والحس.
2 - مصدر صناعيّ من حَيَوان: بهيميّة، جنسيَّة، جانب حيوانيّ من الطبيعة البشريّة.
• زراعة حيوانيَّة: (رع) فرع من الزراعة يعني بتربية الدواجن. 

حَيويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَيّ: في الاستعمال
 الغالب "أمر حيويّ: ذو خطورة وأهميَّة، ضروريّ- مبدأ/ عامل/ تغيير/ مجال حيويّ".
2 - اسم منسوب إلى حَياة: "إنّ مصالحنا الحيويّة مهدّدة بخطر الحرب".
3 - (سف) مبدأ مغاير للمادّة ومغاير للقوى الفيزيائيّة والكيميائيّة.
4 - ضروريّ للحياة والعيش، ذو أهمية "المال حيويّ لمواجهة الأزمات".
• الكشف الحيويّ: (حي) كشف أو فحص طبِّي للجسم لتحديد وجود الحياة أو عدم وجودها.
• مضادّ حيويّ: (كم) دواء مثل البنسلين يقضي على البكتريا أو يمنع تكاثرَها. 

حَيَويَّات [جمع]: مف حَيَويّ: (كم) مواد كيميائيّة مثل البنسلين قادرة على إبادة الجراثيم. 

حيويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَياة.
2 - مصدر صناعيّ من حَياة: مقدرة الحيّ على تأدية وظيفته، ويراد بها الفاعليّة غير الاعتياديّة، نشاط وعافية "يفتقر إلى الحيويّة- حيويّة النفس تؤدّي إلى العمل- ضرورة/ منشآت حيويّة- مسألة ذات أهمية حيويّة".
• الجغرافيا الحيويَّة: (جغ) دراسة التَّوزيع الجُغرافيّ للكائنات الحيّة.
• فيزياء حيويَّة: (فز) علم يتناول تطبيق علم الفيزياء على العمليّات والظواهر الحيويَّة.
• الكيمياء الحيويَّة: (كم) فرع في علم الكيمياء يختصّ بدراسة تركيب الموادّ الحيويّة والتغيُّرات التي تحدث في أجسام الكائنات الحيّة.
• إحصائيَّات حيويَّة: ما يتعلّق بأهمّ الأحداث في حياة الإنسان كالمواليد والموتى وعدد الزِّيجات. 

حَيّ [مفرد]: ج أحياء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حيِيَ ° أَرْض حيّة: خصبة- بحر حيّ: إذا كان فيه مدّ وجزر ضدّ بحر ميِّت- حَيّ الضَّمير: صادق أمين، صاحب ضمير يقظ- ذخيرة حيّة: حربيّة حقيقيّة- صورة حيَّة: مشهد عفويّ أخّاذ- فلانٌ حَيُّ القلْب: للدلالة على الشهامة والنفاد والجد- لُغَة حيّة: متداولة في حياة الناس اليوميّة- مثال حي: محسوس- وسيلة حيَّة: جادّة.
2 - مَنْ يحيا، ضدّ ميِّت، كلُّ متكلِّم ناطق " {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ} ".
3 - نشيط، ذو حيويّة وفاعليّة ملحوظة.
4 - محلة أو مجتمع سكنيّ في مدينة "حيّ جامعيّ/ تجاريّ".
• الحيّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الدّائم الوجود، الباقي حيًّا بذاته أزلاً وأبدًا الذي تندرج جميع المُدركات تحت إدراكه، وجميع الموجودات تحت فعله " {اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ".
• سلك حَيٌّ: (فز) ما ينقُل تيَّارًا كهربائيًّا.
• علم الأحياء: (حي) علم الحياة أو البيولوجيا، وهو علم يتناول مجموع ما يشاهد في الإنسان والحيوانات والنباتات من مميِّزاتٍ تفرّق بينها وبين الجمادات، كالتغذية والنموّ والتناسل ونحو ذلك. 

حَيَّ/ حَيَّ إلى/ حَيَّ على [كلمة وظيفيَّة]
• حيَّ إلى كذا/ حيَّ على كذا: اسم فعل أمر بمعنى هَلُمَّ أو أقبل أوعجّل "حيّ على الصَّلاة: هلمَّ وأقبلْ- حيّ على العمل- حيّ على الفلاح: هلمُّوا إلى طريق الفوز والنّجاة". 

حَيَّة [مفرد]: ج حَيَّات وحَيَوات:
1 - مؤنَّث حَيّ.
2 - (حن) رتبة من الزَّواحف، منها أنواع كثيرة كالثَّعبان والأفعى وغيرهما (تقال للذكّر والأنّثى) (انظر: ح و ي - حَيَّة) "مَنْ لدغته الحيّة يخاف من الحبل [مثل]: يعني أنّ مَنْ تعرَّض لتجربةٍ قاسيةٍ يذكرها دائمًا، فيُضاعف الحَذَر خشية تكرارها- {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} " ° رأسه رأس حيَّة: ذكيّ متوقّد- سقاه اللهُ دم الحيّات: أهلكه- شِدْقا الحيَّة: حَنَكاها- هم حيَّات الأرض: دواهيها وفرسانها- هو حيَّة الوادي: حامي حوزته- هو حيَّة ذكر: شهم. 

حَيِيّ [مفرد]: مؤ حَييّة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حيِيَ من.
2 - ذو حياء "شاب حييّ- بدت على عينيها نظرة حييّة".
• الحييّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: أنّه يكره أن
 يردّ العبدَ إذا دعاه فسأله ممّا لا يمتنع في الحكمة إعطاؤه إيّاه وإجابته إليه "إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا [حديث] ". 

مُحْيٍ [مفرد]: اسم فاعل من أحيا.
• المُحْيي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يخلق الحياة في النُّطفة والعَلَقة، وفي الموتى للحساب يوم القيامة، وفي الأرض بإنزال الغيث عليهما وإنبات الرّزق، وهو باعث الحياة في جميع الكائنات الحيّة " {إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى} ". 

مَحْيا [مفرد]: ج محايٍ: مصدر ميميّ من حيِيَ: حياة، عكسه ممات " {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ} - {سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ} " ° لَيْلَةُ المَحْيَا: ليلة الحياة.
• المَحْيا: الموضع الذي يُحيا فيه "كلّ نفس تحبّ مَحْياها". 

مُحَيّا [مفرد]: وجه ° طَلْق المُحَيّا: متهلّل ومشرق، باشّ. 
حييّ
: (ى ( {الحِيُّ، بكسْر الحاءِ) :} الحَياةُ زَعَمُوا؛ قالَهُ ابنُ سِيدَه، وأَنْشَدَ للعجَّاجِ:
كأنَّها إذِ الحَياةُ حِيُّ
وإِذْ زَمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ (و) وكذلِك ( {الحَيَوانُ بالتَّحْرِيكِ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وإنَّ الدارَ الآخرَةَ لَهِيَ الحَيَوانُ} ، أَي دارُ الحَياةِ الَّدائِمَةِ.
قالَ الفرَّاءُ: كسر أَوَّل} حِيَ لئَلاَّ تُبْدَل الياءُ واواً كَمَا قَالُوا بِيضٌ وعِينٌ.
قَالَ ابنُ برِّي: الحِيُّ {والحَيَوانُ (} والحَياةُ) مَصادِرُ، ويكونُ الحَيَوانُ صِفَةً {كالحِيِّ كالصّمَيانِ للسَّرِيعِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: والحَياةُ كُتِبَتْ فِي المصْحفِ بالواوِ ليعلمَ أنَّ الواوَ بعْدَ الياءِ فِي حَدِّ الجَمْعِ، وقيلَ: على تَفْخِيم الألفِ.
(و) حَكَى ابنُ جنِّي عَن قُطْرُب أنَّ أَهْلَ اليَمَنِ يقُولُونَ: (الحَيَوْةُ، بسكونِ الواوِ) قبْلَها فَتْحة، فَهَذِهِ الواوُ بدلٌ مِن أَلفِ} حَيَاةٍ وليسَتْ بلامِ الفِعْل من حَيِوْتُ، أَلا تَرى أَنَّ لامَ الفِعْل ياءٌ؟ وكَذلِكَ يَفْعَل أَهْل اليَمَنِ بكلِّ أَلفٍ مُنْقلِبَة عَن واوٍ كالصَّلاة والزَّكَاة: (نَقِيضُ المَوْتِ) .
وقالَ الراغبُ: الحَياةُ تُسْتَعْمل على أَوْجُهٍ:
الأولى: للقوَّةِ النامِيَةِ المَوْجودَةِ فِي النَّباتِ والحَيَوانِ، وَمِنْه قيلَ نَباتٌ {حيٌّ {وجَعَلْنا مِن الماءِ كلَّ شيءٍ حيّ} .
والثَّانِيَة: للقوَّةِ الحسَّاسةِ، وَبِه سُمِّي الحَيَوانُ} حَيَواناً.
والثَّالِثَةُ: للقوَّة العاقِلَةِ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {أَو من كانَ مَيِّتاً {فأَحْيَيْناه} ؛ وقالَ الشاعِرُ:
لقد أَسْمَعْت لَو نادَيْت حَيّاً
وَلَكِن لَا حَياةَ لمَنْ تُنادِيوالَّرابعَةُ: عبارَةً عَن ارْتِفاعِ الغَمِّ؛ وَبِهَذَا النَّظَر قالَ الشاعِرُ:
ليسَ من ماتَ فاسْتَراحَ بمَيِّتٍ
إنَّما المَيِّتُ مَيِّتُ} الأَحْياء والخامِسَةُ: الحَياةُ الأُخْروِيَّة الأبَدِيَّة، وذلكَ يتوصلُ إِلَيْهَا {بالحَيَاةِ الَّتِي هِيَ العَقْلُ والعِلْم، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {يَا لَيْتَني قدَّمْت} لحيَاتِي} ، يعْنِي بِهِ الحَياةَ الأُخْروِيَّة الَّدائِمَة.
والسَّادِسَةُ: الحَياةُ الَّتِي يُوصَفُ بهَا البارِي تَعَالَى، فإنَّه إِذا قيلَ فِيهِ تَعَالَى إنَّه حيٌّ فمعْناه لَا يصحُّ عَلَيْهِ المَوْتُ وليسَ ذلِكَ إلاَّ للَّهِ تَعَالَى، انتَهَى. ( {حَيِيَ، كرَضِيَ، حَياةً، و) لُغَةٌ أُخْرى: (حَيَّ} يَحَيُّ {ويَحْيَا، فَهُوَ حَيٌّ.
قالَ الجَوهرِيُّ: والادْغامُ أَكْثَر لأنَّ الحرَكَةَ لازِمَةٌ، فَإِذا لم تكنِ الحَرَكَةُ لازِمَةً لم تدْغم كقوْلِه تَعَالَى: {أَلَيْس ابقادِرٍ على أَنْ} يُحْيِيَ المَوْتَى} ؛ ويُقْرأُ { {ويحييّ من حَيَّ عَن بَيِّنة} ، انتَهَى.
قالَ الفرَّاءُ: كِتابَتُها على الإدْغامِ بياءٍ واحِدَةٍ وَهِي أَكْثَر قِراءَة القرَّاء، وقَرَأَ بعضُهم مَنْ حَيِيَ عَن بيِّنةٍ، بإظهارِها؛ قالَ وإنَّما أَدْغَموا الياءَ مَعَ الياءِ وكانَ يَنْبغِي أنْ يَفْعلوا لأنَّ الياءَ الأخيرَةَ لَزِمَها النَّصْبُ فِي فِعْلٍ، فأُدْغِم لمَّا الْتَقَى حَرْفانِ مُتَحرِّكانِ من جنْسٍ واحِدٍ؛ قالَ: ويَجوزُ الإدْغام للاثْنَيْن فِي الحركَةِ اللاَّزمَةِ للياءِ الأَخيرَةِ فتقولُ} حَيَّا {وحَيِيَا، ويَنْبغِي للجَمْع أَن لَا يُدْغَم إلاَّ بياءٍ، لأنَّ ياءَها نَصيبُها الرَّفْع وَمَا قَبْلها مَكْسُور، فَيَنْبغِي لَهَا أَن تسكنَ فيسقطُ بواوِ الجِماعِ، ورُبَّما أَظْهَرَتِ العَرَبُ الإدْغامَ فِي الجَمْعِ إرادَةَ تأْليفِ الافْعالِ، وَأَن تكونَ كُلّها مُشَدَّدَة، فَقَالُوا فِي} حَييتُ {حَيُّوا وَفِي عَييتُ عَيُّوا.
قالَ: وأَجْمَعَتِ العَرَبُ على إدْغامِ} التَّحِيَّةِ بحرَكةِ الياءِ الأَخيرَةِ، كَمَا اسْتَحبُّوا إدْغامَ حَيَّ وعَيَّ للحرَكةِ اللاَّزمَة فِيهَا فَأَما إِذا سكنتِ الياءُ الأخِيرَة فَلَا يَجوزُ الإدْغامُ من! يَحْيِا ويُعْيِي، وَقد جاءَ فِي الشِّعْرِ الإدْغام وليسَ بالوَجْه.
وأَنْكَر البَصْرِيُّونَ الْإِدْغَام فِي هَذَا الموْضِعِ.
(و) قَوْلُه تَعَالَى: { {فلنُحْيِيَنَّه حَياةً طيِّبةً} ؛ رُوِي عَن ابنِ عبّاسٍ: أنَّ (الحَياةَ الطيِّبَةَ: الرِّزْقُ الحَلالُ) فِي الدُّنْيا؛ (أَو) هِيَ (الجَنّةُ.
(} والحَيُّ) مِن كلِّ شيءٍ: (ضِدُّ المَيِّتِ، ج {أَحْياءٌ) ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَمَا يَسْتوي} الأَحْياءُ وَلَا الأَمْواتُ} .
(و) {الحَيُّ: (فَرْجُ المرْأَةِ) ؛ نَقَلَه الأزْهرِيُّ.
قالَ: ورأَى أعْرابيٌّ جهازَ عَرُوسٍ فقالَ: هَذَا سَعَفُ الحَيِّ، أَي جِهازُ فَرْجِ المرْأَةِ.
(و) حَكَى اللَّحْيانيُّ: (ضُرِبَ ضَرْبَةً لَيْسَ بحاءٍ مِنْهَا) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ ليسَ بحائِي مِنْهَا، (أَي ليسَ يَحْيَى) مِنْهَا، قالَ: وَلَا يقالُ ليسَ} بحَيَ مِنْهَا إلاَّ أَن يُخْبِرَ أنَّه ليسَ بحَيَ، أَي هُوَ مَيِّتٌ، فَإِن أَرَدْتَ أنَّه لَا يَحْيَى قُلْتَ ليسَ بحائِي، وكذلِكَ أَخَوَاتُ هَذَا (كقَوْلِكَ) عُدْ فُلاناً فإنَّه مرِيضٌ تُريدُ الحالَ، وتقولُ: (لَا تَأْكُلْ كَذَا) مِن الطَّعامِ (فإنَّكَ مارِضٌ، أَي) أنَّكَ (تَمرَضُ إِن أَكَلْتَهْ.
( {وأَحْياهُ) } إحْياءً: (جَعَلَهُ {حَيّاً) ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {أَلَيْسَ ذلكَ بقادرٍ على أَنْ يُحْييَ المَوْتَى} .
(} واسْتَحْياهُ: استَبْقاهُ) هُوَ اسْتَفْعَل مِن الحَياةِ، أَي تَرَكَهُ حَيّاً، وليسَ فِيهِ إلاَّ لُغَة واحِدَةٌ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: { {ويَسْتَحِيي نِساءَهُم} ، أَي يَتْركهنَّ أَحْياءً.
وَفِي الحديثِ: (اقْتُلُوا شُيُوخَ المُشْرِكِين} واسْتَحْيُوا شَرْخَهم، أَي اسْتَبْقُوا شَبابَهم وَلَا تَقْتُلُوهم.
(قيلَ: وَمِنْه) قَوْلُه تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ لَا {يَسْتَحيي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً} ، أَي لَا يَسْتَبْقي، كَذَا وُجِدَ بخطِّ الجَوهريُّ.
(وطَريقٌ حَيٌّ) : أَي (بَيِّنٌ) ، والجَمْعُ أَحْياءٌ؛ قالَ الحُطَيْئة:
إِذا مَخَارِمُ أَحْياءٍ عَرَضْنَ لَه (} وحَيِيَ) ، كرَضِيَ: (اسْتَبَانَ) . يقالُ: إِذا حَيِيَ لكَ الطَّريقُ فخُذْ يَمْنَةً.
(وأَرضٌ {حَيَّةٌ: مُخْصِبةٌ) ، كَمَا قَالُوا فِي الجَدْبِ مَيِّتَةٌ.
(} وأَحْيَيْنا الأرضَ: وَجَدْناها حَيَّةً) خصْبَةً (غَضَّةَ النَّباتِ.
( {والحَيَوانُ، مُحرَّكةً: جِنْسُ الحَيِّ، أَصْلُه} حَيَيانٌ) ، فقُلِبَتِ الياءُ الَّتِي هِيَ لامٌ واواً اسْتِكْراهاً لتَوالِي الياءَيْن لتَخْتلفَ الحَرَكاتُ؛ هَذَا مَذْهَبُ الخَلِيلِ وسِيْبَوَيْه؛
وذَهَبَ أَبو عُثمان إِلَى أنَّ الحَيوانَ غيْرُ مُبْدلِ الواوِ وأنَّ الواوَ فِيهِ أَصْلٌ وَإِن لم يكنْ مِنْهُ فعل، وَشبه هَذَا بقَوْلِهم فَاظَ المَيِّتَ يَفِيظُ فَيْظاً وفَوْظاً، وَإِن لم يَسْتَعْمِلُوا من فَوْظٍ فِعْلاً، كَذلِكَ الحَيَوانُ عنْدَهُ مَصْدَر لم يُشْتَقّ مِنْهُ فِعْل.
قالَ أَبو عليَ: هَذَا غَيْرُ مرضيَ من أَبي عُثْمان من قِبَل أنَّه لَا يَمْتَنع أَن يكونَ فِي الكَلامِ مَصْدَر عَيْنه واوٌ فاؤُه ولامُه صَحِيحانِ مِثْل فَوْظٍ وصَوْغٍ وقَوْلٍ ومَوْتٍ وأَشْبَاه ذلكَ، فأَمَّا أَن يُوجدَ فِي الكَلامِ كَلِمَة عَيْنها يَاء ولامُها وَاو فَلَا، فحَمْلُه الحَيَوانَ على فَوْظٍ خَطَأٌ، لأنَّه شَبَّه مَا لَا يُوجَد فِي الكَلامِ بِمَا هُوَ مَوْجُود مُطَّرد.
قالَ أَبو عليَ: وكأنَّهم اسْتَجازُوا قَلْبَ الياءِ واواً لغَيْرِ علَّةٍ، وَإِن كانتِ الواوُ أَثْقَل من الياءِ، ليَكُون ذلكَ عوضا للواوِ من كَثْرةِ دُخُولِ الياءِ وغَلَبتها عَلَيْهَا. .
( {والمُحاياةُ: الغِذاءُ للصَّبِّيِّ) بِمَا بِهِ} حَيَاته.
وَفِي المُحْكَم: لأنَّ حَيَاتَه بِهِ.
(والحَيُّ: البَطْنُ من بُطُونِهم) ، أَي العَرَب، (ج أَحْياءٌ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: الحَيُّ يَقَعُ على بَني أَبٍ كَثُرُوا أَو قَلُّوا، وعَلى شَعْبٍ يجمَعُ القَبائِلَ؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
قاتَلَ اللَّهُ قيسَ عَيْلانَ حَيّاً مَا لَهُمْ دُونَ عذرَةِ مِنْ حِجابِ ( {والحَيَى) ، مَقْصوراً: (الخِصْبُ) وَمَا يَحْيَى بِهِ الأَرْضُ والنَّاسُ.
(و) قَالَ اللَّحْيانيُّ: هُوَ (المَطَرُ) } لإحْيائِهِ الأَرْضَ، وَإِذا ثَنَّيْت قُلْت حَيَيان، فتُبَيِّن الياءَ لأَنَّ الحرَكَةَ غَيْرُ لازِمَةٍ، وإنَّما سُمِّي الخِصْب حَياء لأنَّه يَتَسَبَّب عَنهُ. (ويُمَدُّ) فيهمَا، والجَمْعُ أَحْياءٌ.
(و) {الحَيَا: (اسمُ امْرأَةٍ) ؛ قَالَ الرَّاعي:
إنَّ الحَيَا وَلَدَتْ أَبي وعُمُومَتِي
ونَبَتُّ فِي وَسطِ الفُرُوعِ نُضارِ قُلْتُ: وابنُ الحَيَا الَّذِي قالَ فِيهِ الجعْدِيُّ:
جهلت عليّ ابْن الحيا وظلمتني
وجمعت قولا جانبيّاً مضللا (و) } الحَيَاءُ، (بالمدِّ: التَّوبة والحِشْمَةُ) .
وَقَالَ الرَّاغبُ: هُوَ انْقِباضُ النَّفْسِ عَن القَبائِحِ.
وَقد (حَييَ مِنْهُ) ، كرَضِيَ، ( {حَياءً) : اسْتَحْيى؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ وأَنْشَدَ:
أَلا} تَحْيَوْنَ من تَكْثير قَوْمٍ
لعَلاَّتٍ وأُمُّكُم رَقُوبُ؟ أَي أَلا {تَسْتَحْيُونَ.
قالَ: وتقولُ فِي الجَمْعِ} حَيُوا كَمَا يقالُ خَشُوا.
قالَ سِيْبَوَيْه: ذَهَبتِ الياءُ لإلْتقاءِ السَّاكِنَيْنِ لأنَّ الواوَ ساكِنَةٌ وحَرَكَة الياءِ قد زَالَتْ كَمَا زَالَتْ فِي ضَرَبُوا إِلَى الضمِّ، وَلم تحرَّك الْيَاء بالضمِّ لثِقْلِه عَلَيْهَا فحُذِفَتْ وضُمَّت الياءُ الباقِيَة لأجْلِ الواوِ.
وقالَ بعضُهم: {حَيُّوا، بالتَّشْديدِ، تَرَكَه على مَا كانَ عَلَيْهِ للإدْغامِ.
(} واسْتَحْيى مِنْهُ) ، بياءَيْنِ ( {واسْتَحَى مِنْهُ) ، بياءٍ واحِدَةٍ، حَذَفُوا الياءَ الأَخيرَةَ كَراهِية الْتِقاءِ الياءَيْن.
وقالَ الجَوهرِيُّ: أَعَلُّوا الياءَ الأُولى وأَلْقُوا حَرَكَتَها على الحاءِ فَقَالُوا} اسْتَحَيْتُ اسْتِثْقالاً لمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهَا الزَّوائد.
قالَ سِيْبَوَيْه: حُذِفَتْ لالْتِقاءِ الساكِنَيْن لأنَّ الياءَ الأُولى تُقْلَبُ أَلِفاً لتحركها، قالَ: وإنَّما فَعَلُوا ذلكَ حيثُ كَثُرَ فِي كَلامِهم.
وقالَ أَبو عُثْمان المازِنيُّ: لم تُحْذَف لإلْتِقاءِ السَّاكنَيْن لأنَّها لَو حُذِفَتْ لذلكَ لرَدّوها إِذْ قَالُوا هُوَ {يَسْتَحِي، ولقالوا} يَسْتَحِيي.
قالَ ابنُ بَرِّي: قَوْل أَبي عُثْمان مُوافِقٌ لقَوْلِ سِيْبَوَيْه، وَالَّذِي حَكَاه عَن سِيْبَوَيْه ليسَ هُوَ قَوْله، وإنَّما هُوَ قَوْلُ الخلِيلِ، لأنَّ الخَليلَ يَرى أنَّ {اسْتَحَيْتُ أَصْلُه} اسْتَحَيْيتُ، فأُعِلَّ إعْلال اسْتَعَيْت، وأَصْلُه أستَعْيَيْتُ، وذلكَ بأنْ تُنْقَل حَركَة الياءِ على مَا قَبْلَها وتُقْلَب أَلِفاً لالْتِقاءِ السَّاكنَيْن، وأَمَّا سِيْبَوَيْه فيَرى أنَّها حُذِفَتْ تَخْفيفاً لاجْتِماعِ الياءَيْن لَا لإعْلالٍ مُوجِب لحذْفِها، كَمَا حذفَت السِّيْن فِي أَحْسَسْت حَتَّى قلتَ أَحَسْتُ، ونقلتَ حَركَتَها على مَا قَبْلها تَخْفيفاً، انتَهَى.
ثمَّ قالَ الجَوهرِيُّ: وقالَ الأَخْفَش: {اسْتَحَى، بياءٍ واحِدَةٍ، لُغَةُ تَمِيمٍ، وبياءَيْن لُغَةُ أَهْلِ الحِجازِ، وَهُوَ الأَصْلُ، لأنَّ مَا كانَ موضعُ لامه مُعْتلاً لم يُعِلُّوا عَيْنَه، أَلا تَرى أنَّهم قَالُوا} أَحْيَيْتُ وحَوَيْتُ؟ ويقُولُونَ: قُلْتُ وبِعْتُ فيُعِلُّون العَيْنَ لمَّا لم تَعْتَلَّ اللامُ، وإنَّما حَذَفُوا الياءَ لكثْرَةِ اسْتِعْمالِهم لهَذِهِ الكَلِمَةِ كَمَا قَالُوا لَا أَدْرِ فِي لَا أَدْري.
( {واسْتَحياهُ) } واسْتَحاهُ يَتَعدَّيانِ بحَرْفٍ وبغَيْر حَرْفٍ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: للعَرَب فِي هَذَا الحَرْف لُغَتانِ يَسْتَحِي بياءٍ واحِدَةٍ وبياءَيْن، والقُرْآنُ نَزَلَ بِهَذِهِ اللغَةِ الثانِيَةِ فِي قوْلِه تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي أنْ يَضْرِبَ مَثَلاً} .
وقالَ ابنُ برِّي: شاهِدُ الحَياءِ بمعْنَى! الاسْتِحْياء قوْلُ جريرٍ:
لَوْلَا الحيَاءُ لَهَاج لي اسْتِعْبارُ
ولَزُرْتُ قَبْرَكِ والحبيبُ يُزَارُوفي الحدِيثِ: (الحَياءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمانِ) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: وإنَّما جعلَ الحَياء بَعْض الإِيمانِ لأنَّ الإِيمانَ يَنْقَسِم إِلَى ائْتِمارٍ بِمَا أَمر الله بِهِ وانْتِهاءٍ عمَّا نَهَى اللَّهُ عَنهُ، فَإِذا حصلَ الإنْتِهاءُ {بالحَياءِ كانَ بَعْض الإيمانِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إِذا لم تَسْتَحِ فاصْنَعْ مَا شِئْتَ) ؛ لَفْظُه أَمْرٌ ومعْناهُ تَوْبيخٌ وتَهْديدٌ.
(وَهُوَ} حَيِيٌّ، كغَنِيَ: ذُو حَياءٍ) ؛ والأُنْثى بالهاءِ.
(و) الحَياءُ: (الفَرْجُ من ذَواتِ الخُفِّ والظِّلْفِ وَالسِّباعِ) .
قالَ ابنُ سِيدَه: وخَصَّ ابنُ الأعرابيِّ بِهِ الشَّاةَ والبَقَرةَ والظَّبْيَةَ. (وَقد يُقْصَرُ) عَن الليْثِ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: هُوَ خَطَأٌ لَا يجوزُ قَصْرُه إِلَّا لشاعِرٍ ضَرُورَة، وَمَا جاءَ عَن العَرَبِ إلاَّ مَمْدوداً، وإنَّما سُمِّي حَياءً باسْمِ الحَياءِ من الاسْتِحْياءِ لأنَّه يُسْتَر عَن الآدَمِي مِن الحَيَوانِ، ويُستَفْحش التَّصْرِيحُ بذِكْرِه واسْمه المَوْضُوع لَهُ {ويُسْتَحى من ذلكَ ويُكْنى عَنه.
وقالَ ابنُ برِّي: وَقد جاءَ الحَياءُ لرَحِمِ الناقَةِ مَقْصوراً فِي شِعْرِ أَبي النَّجْم، وَهُوَ قوْلُه:
جَعْدٌ حَياها سَبِطٌ لَحْيَاها (ج أَحْياءٌ) ؛ عَن أَبي زيْدٍ.
وحَمَلَه ابنُ جنِّي على أنَّه جَمْعُ حَياءٍ بالمدِّ، قالَ: كَسَّرُوا فَعالاً على أَفْعالٍ حَتَّى كأنَّهم إنَّما كَسَّرُوا فَعَلاء.
(} وأَحْيِيَةٌ) ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن الأصْمعيّ.
وقالَ ابنُ برِّي: فِي كتابِ سِيْبَوَيْه {أَحْيِيَة جَمْع حَياءٍ لفَرْجِ الناقَةِ، وذكرَ أَنَّ منَ العَرَبِ مَنْ يَدْغمه فيَقول} أَحِيَّة.
ونَقَلَ غيرُهُ عَن سِيْبَوَيْه قالَ: ظَهَرتِ الياءُ فِي أَحْييَة لظُهورِها فِي حَيِيَ، والإدْغامُ أَحْسَن لأنَّ الحركَةَ لازِمَةٌ، فإنْ أَظْهَرت فأَحْسَنُ ذلكَ أنْ تُخفي كَراهِية تَلاقِي المَثَلَيْن، وَهِي مَعَ ذلكَ بزِنَتِها متحرِّكةً.
( {وحَيٌّ) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ) ، كِلاهُما عَن سِيْبَوَيْه أَيْضاً.
(} والتَّحِيَّةُ: السَّلامُ) ؛ عَن أَبي عبيدٍ.
وقالَ أَبو الهَيُثم: {التَّحِيَّةُ فِي كَلامِ العَرَبِ مَا} يُحَيِّي بِهِ بعضُهم بَعْضاً إِذا تَلاقَوْا، قالَ: {وتَحِيَّةُ اللَّهِ الَّتِي جَعَلَها فِي الدُّنْيا لمُؤْمِنِي عِبادِه إِذا تَلاقَوْا ودَعا بعضُهم لبعضٍ فأَجْمع الدّعاء أَن يَقُولُوا: السَّلامُ عَلَيْكم ورحْمةُ اللَّهِ وبركَاتُه. قالَ اللَّهُ، عزَّ وجلَّ: {} تَحِيَّتُهُمْ يوْمَ يَلْقَوْنَه سَلامٌ} ؛ (و) قد ( {حَيَّاهُ} تَحِيَّةً) .
وحكَى اللَّحْيانيُّ:! حَيَّاكَ تَحِيَّةَ المُؤْمِن، أَي سَلَّم عَلَيْك.
(و) التَّحِيَّةُ: (البَقاءُ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ وَبِه فسر قَوْل زُهَيْر بنِ جَنابٍ الكَلْبيّ، وكانَ ملكا فِي قوْمِه:
ولكُلُّ مَا نالَ الفَتَى
قَدْ نِلْتُه إلاَّ التَّحِيَّهْقالَ ابنُ برِّي: زهيرٌ هَذَا سيِّدُ كَلْبٍ فِي زمانِه، وكانَ كثيرَ الغَارَات وعُمِّرَ عُمراً طَويلاً، وَهُوَ القائِلُ لمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ:
أَبَنِيَّ إنْ أَهْلِكْ فإنِّي قَدْ
بَنَيتُ لَكُمْ بَنِيَّهْوتَرَكْتُكِم أَوْلادَ سا
داتٍ زِنادُكُم وَرِيَّهْولَكُلُّ مَا نالَ الفَتَى
قَدْ نِلْتُه إلاَّ التَّحِيَّهْ (و) التَّحِيَّةُ: (المُلْكُ) ، وَهُوَ قَوْلُ الفرَّاء وأَبي عَمْروٍ؛ وَبِه فَسَّر الجَوهرِيُّ قَوْلَ زُهَير المَذْكُور، قالَ: وإنَّما أُدْغِمَتْ لأنَّها تَفْعِلَة، والهاءُ لازِمَةٌ، أَي تَفْعِلَة من الحَياةِ، وإنَّما أُدْغِمَتْ لاجْتِماعِ الأمْثالِ، والتاءُ زائِدَةٌ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: تَحِيَّة تَفْعِلة، والهاءُ لازِمَةٌ والمُضاعَفُ من الياءِ قَليلٌ، لأنَّ الياءَ قد تثقل وَحْدها لاماً، فَإِذا كانَ قَبْلها ياءٌ كانَ أَثْقَل لَهَا.
قالَ ابنُ برِّي: والمَعْروفُ فِي التَّحِيَّة هُنَا إنَّما هِيَ البَقاءُ لَا بمعْنَى المُلْكِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو قَوْلَ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يَكْرب:
أَسِيرُ بهِ إِلَى النُّعْمانِ حتَّى
أُنِيخَ على {تَحِيَّتِهِ بجُنْدي يعْنِي على مُلْكِه؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وقيلَ فِي قَوْلِ زُهَيْر: إلاَّ التَّحِيَّة؛ إلاَّ السَّلامَة مِنَ المَنِيَّة والآفاتِ، فإنَّ أَحَداً لَا يَسْلَم مِن المَوْتِ على طُولِ البَقاءِ.
(و) قَوْلُهم: (حَيَّاكَ اللَّهُ) ، أَي (أَبْقاكَ أَو مَلَّكَكَ) ، أَو سَلَّمكَ، الثَّلاثَةُ عَن الفرَّاء؛ واقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ على الثانِيَةِ.
وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي (ب ي ي) : قَوْلُهم حَيَّاكَ اللَّهُ وبَيَّاكَ، اعْتَمَدَكَ بالمُلْكِ، وقيلَ أَضْحَكَكَ.
وسُئِلَ سَلَمة بنُ عاصِمٍ عَن حَيَّاكَ اللَّهُ فقالَ: هُوَ بمنْزِلَةِ} أَحْيَاك اللَّهُ أَي أَبْقَاك مِثْل كَرَّم وأَكْرَم.
وسُئِلَ أَبو عُثمان المازنيُّ عَنهُ فَقَالَ: أَي عَمَّركَ اللَّهُ.
وقالَ الليْثُ فِي قوْلِهم! التَّحِيَّات للَّهِ: أَي البَقاءُ للَّهِ، أَو المُلْكُ للَّهِ.
وقالَ الفرَّاءُ: يُنْوَى بهَا البَقاءُ للَّهِ والسلامُ مِن الآفاتِ والمُلْكُ للَّهِ ونحوُ ذَلِك.
وقالَ خالِدُ بنُ يزيدٍ: لَو كَانَت التَّحِيَّة المُلْكَ لمَا قيلَ التَّحِيَّات للَّهِ، والمعْنَى السَّلاماتُ مِن الآفاتِ كُلِّها، وجَمَعها لأنَّه أَرادَ السَّلامَةَ مِن كلِّ آفَةٍ.
وقالَ القُتَيبيُّ: أَي الأَلْفاظُ الَّتِي تدلُّ على المُلْكِ والبَقاءِ ويُكْنى بهَا عَن المُلْكِ فَهِيَ للَّهِ، عزَّ وجلَّ.
وقالَ أَبُو الهَيْثم: أَي السَّلامُ لَهُ مِن جَمِيع الآفاتِ الَّتِي تَلْحقُ العِبادَ مِن الفناءِ وسائِرِ أَسْباب الفناءِ.
( {وحَيَّا الخَمْسينَ: دَنَا مِنْهَا) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(} والمُحَيَّا، كالحُمَيَّا: جماعَةُ الوَجْهِ، أَو حُرُّهُ.
( {والحَيَّةُ: م) مَعْروفَةٌ.
قالَ الجَوهرِيُّ: يكونُ للذَّكَرِ والأُنْثى، وإنَّما دَخَلَتْه التاءُ لأنَّه واحِدٌ مِن جِنْس مِثْل بَطَّة ودَجَاجَة، على أنَّه قد رُوِي عَن العَرَبِ: رأَيْت حَيّاً على حَيَّة أَي ذَكَراً على أُنْثَى، انتَهَى.
واشْتِقاقُه من الحَياةِ فِي قوْلِ بعضِهم؛ قالَ سِيْبَوَيْهِ: والدَّليلُ على ذلكَ قَوْلُ العَرَبِ فِي الإضَافةِ إِلَى حَيَّةَ بنِ بَهْدَلَة حَيَوِيٌّ، فَلَو كانَ مِن الواوِ لكانَ حَوَوِيّ كقَوْلِكَ فِي الإضافَةِ إِلَى لَيَّة لَوَوِيُّ.
قالَ بعضُهم: فإنْ قُلْتُ فهلاَّ كانتِ} الحَيَّةُ ممَّا عَيْنُه واوٌ اسْتِدلالاً بقَوْلهم رجُلٌ حَوَّاء لظهورِ الْوَاو عَيْناً فِي حَوَّاء؟ فالجَوابُ أنَّ أَبا عليَ ذَهَبَ إِلَى أنَّ حَيَّة وحَوَّاء كسَبِطٍ وسِبَطْرٍ ولُؤْلؤٍ ولآلٍ ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ ودِلاصٍ ودُلامِصٍ، فِي قوْلِ أَبي عُثْمان، وإنَّ هَذِه الأَلْفاظَ اقْتَرَبَتْ أُصُولُها واتَّفَقَتْ مَعانِيها، وكلُّ واحِدٍ لَفْظُه غَيْر لَفْظِ صاحِبهِ فكذَلِكَ حَيَّةٌ ممَّا عَيْنه ولامُه يَا آنِ، وحَوَّاء ممَّا عَيْنه وَاو ولامُه يَاء، كَمَا أنَّ لُؤْلُؤاً رُباعِيٌّ ولآلٍ ثلاثيٌّ، لَفْظاهُما مُقْترِنانِ ومَعْناهما مُتَّفِقانِ، ونَظِيرُ ذلكَ قَوْلهم جُبْتُ جَيْبَ القَميصِ، وإنَّما جَعَلُوا حَوَّاء ممَّا عَيْنه وَاو ولامُه يَاء وَإِن كانَ يُمْكِن لَفْظه أَن يكونَ ممَّا عَيْنه ولامُه واوان من قِبَل أَن هَذَا هُوَ الأكْثَر فِي كَلامِهم، وَلم يأْتِ الفاءُ والعَيْنُ واللامُ يَا آتٍ إلاَّ فِي قوْلِهم يَيَّيْتُ يَاء حَسَنَةً، على أنَّ فِيهِ ضَعْفاً مِن طرِيقِ الرِّوايَةِ، ويجوزُ أَن يكونَ من التَّحَوِّي لانْطِوائِها، وَقد ذُكِرَ فِي حوي، ويقالُ: هِيَ فِي الأصْل حَيْوَة فأُدْغِمَتِ الياءُ فِي الواوِ وجُعلتا شَدِيدَة.
(يقالُ: لَا تَمُوتُ إلاَّ بعَرَضٍ) . وَقَالُوا للرَّجُلِ إِذا طَالَ عُمرُه وكَذا للمرْأَةِ:: مَا هُوَ إلاَّ حَيَّةٌ، وذلكَ لَطُولِ عُمر الحَيَّة، كأنَّه سُمِّي حَيَّة لطولِ {حياتِه؛ (ج} حَيَّاتٌ {وحَيْواتٌ) ؛ وَمِنْه الحَدِيثُ: (لَا بأْسَ بقَتْلِ} الحَيَواتِ) .
( {والحَيُّوتُ، كتَنُّور: ذَكَرُ} الحَيَّاتِ) .
قالَ الْأَزْهَرِي التاءُ زائِدَةٌ لأنَّ أَصْلَه {الحَيُّو.
وقالَ أَيْضاً: العَرَبُ تُذَكِّرُ الحَيَّةَ وتُؤَنِّثُها، فَإِذا قَالُوا} الحَيُّوت عَنَوا الحَيَّة الذَّكَرَ؛ وأَنْشَدَ الأصْمعيُّ:
ويأْكُلُ الحَيَّةَ {والحَيُّوتَا
ويَخْنُقُ العَجُوزَ أَو تَمُوتَا (ورَجُلٌ حَوَّاءٌ) ، وحاوٍ: يَجْمَعُ الحَيَّاتِ) .
وقالَ الأزهرِيُّ: من قَالَ لصاحِبِ الحَيَّاتِ} حايٍ فَهُوَ فاعِلٌ مِن هَذَا البِناءِ، صارَتِ الواوُ كسْرَةً كواوِ الغازِي والغالِي وَمن قالَ حَوَّاء فَهُوَ على بِناءِ فَعَّال فإنَّه يقولُ اشْتِقاقهُ مِن حَوَيْتُ لأنَّها تُتَحَوَّى فِي الْتِوائِها، وكُلّ ذلكَ تقولُه العَرَبُ.
قالَ: وَإِن قيلَ حاوِي على فاعِلٍ فَهُوَ جائِزٌ، والفَرْقُ بَيْنه وبينَ غازِي أنَّ عَينَ الفِعْل من حاوِي واوٌ وعينَ الفِعْل من غازِي الزَّاي فبَيْنهما فرْق، وَهَذَا يجوزُ على قَوْلِ مَنْ جَعَل الحَيَّة فِي أَصْلِ البِناءِ حَوْيَةً.
(والحَيَّةُ: كَواكِبُ مَا بَيْنَ الفَرْقَدَيْنِ وبَناتِ نَعْشٍ) ، على التَّشْبيهِ.
( {وحَيٌّ: قَبيلَةٌ) مِن العَرَبِ، (والنِّسْبَةُ حَيَوِيٌّ) ، حَكَاه سِيْبَوَيْه عَن الخَليلِ عَن العَرَبِ، وبذلكَ اسْتُدِلَّ على أنَّ الإضافَةَ إِلَى لَيَّة لَوَوِيٌّ.
(و) أَمَّا أَبو عَمْروٍ فكانَ يقولُ: (} حَيَيِيٌّ) ولَيَيٌّ.
قُلْتُ: وَهَذِه النِّسْبَة إِلَى حَيَّة بن بَهْدَلَة بَطْن مِن العَرَبَ، كَمَا هُوَ نَصّ سِيْبَوَيْه، لَا إِلَى حَيّ كَمَا ذَكَرَه المصنِّف، فَفِي العِبارَةِ سَقْطٌ أَو قُصُورٌ فتأَمَّل.
(وبَنُو {حِيَ، بالكسْرِ: بَطْنانِ) .
وَالَّذِي فِي المُحْكَم: وبَنُو} حَيَ بَطْنٌ مِن العَرَبِ، وكذلكَ بَنُو حِيَ.
( {ومَحْياةٌ: ع) . هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي النسخِ، وكأنَّه سُمِّي بِهِ لكَثْرةِ الحَيَّاتِ بهِ.
ووَجَدْتُ فِي كتابِ نَصْر بضمِّ الميمِ وتَشْديدِ الياءِ وقالَ: ماءَةٌ لأهْلِ النبهانية؛ وقَرْيةٌ ضَخْمَةٌ لبَنِي والِبَة، فتأَمَّل ذلكَ.
(} وأَحْيَتِ النَّاقَةُ: حَييَ وَلَدُها) ، فَهِيَ {مُحْيٌ} ومُحْيِيَة لَا يَكادُ يَمُوتُ لَهَا وَلَدٌ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
(و) {أَحْيَا (القَوْمُ:} حَيِيَتْ ماشِيَتُهُم أَو حَسُنَتْ حالُها) ، فَإِن أَرَدْتَ أَنْفُسَهم قلْتُ حَيُوا؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن أبي عَمْروٍ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: {أَحْيَا القومُ إِذا مُطِرُوا فأَصابَتْ دَوابُّهُم العُشْبَ حَتَّى سَمِنَتْ، وَإِن أَرادُوا أَنْفُسَهم قَالُوا حَيُوا بعدَ الهُزالِ؛
(أَو صارُوا فِي) } الحَياءِ، وَهُوَ (الخِصْبُ) ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ أَيْضاً.
(وسَمَّوا {حَيَّةَ} وحَيْوانَ، ككَيْوانٍ، {وحَيِيَّةَ) ، كغَنِيَّةٍ، (} وحَيُّويَةَ) ، كشَبُّويَة، (! وحَيُّونَ) ، كتَنُّورٍ.
فَمن الأوَّل: حَيَّةُ بنُ بَهدَلَة، الَّذِي ذَكَرَه سِيْبَوَيهْ، أَبو بَطْنٍ؛ وحَيَّةُ بنُ بكْرِ بنِ ذُهْل مِن بَني سامَةَ، قدِيمٌ جاهِلِيٌّ؛ وحَيَّةُ بنُ ربيعَةَ بنِ سعْدِ بنِ عَجلٍ مِن أَجْدادِ الفُراتِ بنِ حَبَّان الصَّحابيِّ؛ وحَيَّةُ بنُ حابسٍ صَحابيٌّ، وضَبَطَه ابنُ أَبي عاصِمٍ بالموحَّدَةِ وخَطَّؤوه؛ وجُبَيْرُ بنُ حَيَّة الثَّقَفيُّ عَن المغيرَةَ بن شعْبَةَ وابْناه زِيادُ وعبدُ اللَّهِ؛ والحَسَنُ بنُ حَيَّةَ البُخارِيُّ لَهُ رِوايَةٌ؛ وأَبو أَحمدَ محمدُ بنُ حامِدِ بنِ محمدِ بنِ حَيَّةَ البُخارِيُّ أَخَذَ عَنهُ خلفُ الخيَّام؛ وصالِحُ بنُ حَيَّةَ مِن أَجْدادِ أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ سهْلٍ شيخُ تَمام الرَّازِي؛ وأَحْمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ إسْحاق بنِ عتبَةَ بنِ حَيَّة الرَّازِي محدِّثٌ مَشْهورٌ بمِصْرَ؛ وآمِنَةُ بنْتُ حَيَّةَ بنِ إِيَاس قدِيمةٌ؛ وأَحْمدُ بنُ حَيَّةَ الأَنْصارِيُّ الطّلَيطليُّ سَنَة 439. قيَّدَه مَنْصور؛وحَيَّةُ بنُ حَبيبِ بنِ شعيبٍ عَن أَبيهِ وَعنهُ ابْنه الرَّبيعُ.
وَفِي الكُنَى: أَبُو حَيَّةَ الوَادِعيّ، وابنُ قَيْس، والكَلْبي، وأَبو حَيَّةَ خالِدُ بنُ عَلْقَمَة تابِعِيُّونَ، وَعَن الثالثِ ابْنُه يَحْيَى بنُ أَبي حَيَّة؛ وأَبو حَيَّةَ النميريُّ شاعِرٌ واسْمُه الهَيْثمُ ابنُ الرَّبيعِ بنِ زُرَارَةَ، قالَ ابنُ ناصِرِ: لَهُ صحْبَةٌ، وأَخْطَأَ فِي ذلِكَ؛ وأَبو حَيَّةَ ودعانُ بنُ محرزٍ الفَزارِيُّ شاعِرُ فارِسَ؛ وأَبو حَيَّةَ الكِنْدِيُّ شيخٌ لزيادِ بنِ عبدِ اللَّهِ؛ وأَبو هِلالٍ يَحْيَى بنُ أَبي حَيَّة. الكُوفيُّ ثقَةٌ عَن سُفْيان؛ وأَبو حَيَّةَ بنُ الأَسْحم جَدُّ هُدْبَةَ بنِ خَشْرمٍ؛ وزِيادُ بنُ أَبي حَيَّةَ شيخٌ للبُخارِي.
قالَ الحافِظُ: ومِن ظريفِ مَا يَلْتَبسُ بِهَذَا الفَصْل: عَبْد الوهَابِ بن أَبي حَيَّة وعَبْد الوهابِ بن أَبي حَبَّة، الأوَّلُ بالياءِ الأَخيرَةِ، وَالثَّانِي بالموحَّدَةِ، فالأَوَّل هُوَ عبدُ الوهابِ بنُ عيسَى بن أَبي حَيَّة الوَرَّاقُ قد يُنْسَبُ إِلَى جَدِّه رَوَى عَن إسْحاقِ بنِ أَبي إسْرائيل ويَعْقوب بنِ شيبَةَ وكانَ وَرَّاقاً للجاحِظِ وعاشَ إِلَى رأْسِ الثلثمائة، وَالثَّانِي هُوَ عبدُ الوهابِ بنُ هبَةَ بنِ أَبي حَبَّة العَطَّار وَقد يُنْسَبُ إِلَى جَدِّه، رَوَى عَن أَبي القاسِمِ بنِ الحصينِ المُسْندَ، والزهدَ وَكَانَ يَسْكنُ حرَّان على رأْسِ الستمائةِ، وأَمَّا الثَّاني فسَيَأْتي للمصنِّفِ فِي آخرِ الحَرْف.
والثَّالِثُ: مِن أَسْماءِ النِّساءِ. والرَّابعُ: يأْتي ذِكْرُه.
{وحَيُّونَ: اسمُ جماعَةٍ.
(وأَبو} تِحْيَى، بكسْرِ التَّاءِ المُثَنَّاةِ من فَوْقُ: صَحابيٌّ) مِن الأنْصارِ، (شَبَّه) النبيُّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَيْنَ الدَّجَّالِ بعَيْنِه) ، ذَكَرَه الحافِظُ،
(و) أَبو تِحْيَى؛ (تابِعِيَّانِ) ،، أَحَدُهُما يَرْوِي عَن عُثْمَان بن عَفَّان، وَالثَّانِي عَن عليَ واسْمه حُكَيْمُ بنُ سَعْدٍ.
(ومُعاوِيَةُ بنُ أَبي تِحْيَى: تابِعِيٌّ) عَن أَبي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ جَعْفرُ بنُ برْقَان.
(وحَمَّادُ بنُ {تُحْيَى، بالضَّمِّ، مُحدِّثٌ) رَوَى عَن عونِ ابنِ أَبي جُحيفَةَ، وَعنهُ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أَبي العَنْبِسِ.
(ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ} تُحَيَّا) المرسيُّ، (بالضَّمِّ وفتْحِ الحاءِ وشَدِّ الياءِ: فَقِيهٌ) أَخَذَ عَنهُ ابْن مسدى.
( {وتَحيَّةُ الرَّاسِبِيَّةُ؛ و) تحيَّةُ (بنْتُ سُلَيْمانَ مُحدِّثتانِ) ، الأُولى: شيخةٌ لمُسْلم بنِ إبراهِيم.
(ويعقوبُ بنُ إسْحاق بنِ} تَحِيَّةَ) الوَاسِطيُّ، (عَن يَزِيدَ بن هارونَ) ، وَعنهُ بكيرُ بنُ أَحمدَ.
(وذُو الحَيَّات: سَيْفُ) مالِكِ بنِ ظالمٍ المريّ؛ وأَيْضاً سيْفُ مَعْقلِ بنِ خُوَيْلد الهُذَلي وَفِيه يقولُ:
وَمَا عَرَّيْتُ ذَا الحيّاتِ إلاّ
لأقْطَعَ دَابِرَ العيشِ الحُبَابِسُمِّي بِهِ على التَّشْبيهِ.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: (فُلانٌ حَيَّةُ الوادِي، أَو الأَرضِ، أَو البَلَدِ، أَو الحَماطِ، أَي: داهٍ خَبيثٌ) ؛ ونَصَّ ابنِ الأَعرابيِّ: إِذا كانَ نهايَةً فِي الدَّهاءِ والخُبْثِ والعَقْل؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء: كمِثْل شَيْطانِ الحَمَاطِ أَعْرَفُ وأَنْشَدَ ابنُ الكَلْبي لرجُلٍ من حَضْرَمَوْت:
وليسَ يفرج ريب الكُفْرِ عَن خلد
أفظه الجَهْل إلاَّ حَيَّة الوادِي ( {وحايَيْتُ النَّارَ بالنَّفْخِ) ، كقَوْلِكَ (} أَحْيَيْتُها) ؛ قالَ الأصْمعيُّ أَنْشَدَ بعضُ العَرَبِ بيتَ ذِي الرُّمَّة:
فقُلْتُ لَهُ: ارْفَعْها إليكَ {وحايِها
برُوحِكَ واقْتَتْه لَهَا قِيتَةً قَدْرا (} وحَيَّ على الصَّلاةِ، بفتْحِ الياءِ: أَي هَلُمَّ وأَقْبِل) .
قالَ الجَوهرِيُّ: فُتِحَتِ الياءُ لسكونِها وسكونِ مَا قَبْلها كَمَا قيلَ فِي لَيتَ ولعلَّ.
وَفِي المُحْكَم: حَيَّ على الغَداءِ والصَّلاةِ: ائْتُوهُما، فحيَّ اسمُ الفِعْل ولذلكَ عُلِّق حَرْفُ الجرِّ الَّذِي هُوَ على بِهِ.
وقالَ الأزهرِيُّ: حَيَّ، مُثَقَّلة، يُنْدَبُ بهَا ويُدْعَى بهَا، فيُقالُ:! حَيَّ على الغَداءِ حَيَّ على الخيْرِ، وَلم يُشْتَق مِنْهُ فِعْل، قالَ ذلِكَ الليْثُ، وقالَ غيرُهُ: حَيَّ حَثٌّ ودُعاءٌ؛ وَمِنْه حدِيثُ الأَذان: (حَيَّ على الصَّلاة حَيَّ على الفَلاحِ) ، أَي هَلُمُّوا إِلَيْهَا وأَقْبِلُوا مُسْرِعِيْن، وقيلَ: مَعْناهُما عَجِّلُوا؛ قالَ ابنُ أَحُمر:
أَنْشَأْتُ أَسْأَلُه مَا بالُ رُفْقَتِه
حَيَّ الحُمولَ فإنَّ الركْبَ قد ذَهَبا أَي عَلَيك بالحُمولِ.
وقالَ شَمِرٌ: أَنْشَدَ مُحارِبٌ لأَعْرابيَ:
وَنحن فِي مَسْجِدٍ يَدْعُو مُؤَذِّنُه
حَيَّ تَعالَوْا وَمَا نَامُوا وَمَا غَفَلواقالَ: ذَهَبَ بِهِ إِلَى الصَّوْت نَحْو طاقٍ طاقٍ وغاقٍ غاقٍ.
(وحَيَّ هَلاً، وحَيَّ هَلاً على كَذَا وَإِلَى كَذَا، وحَيَّ هَلَ كخَمْسَةَ عَشَرَ، وحَيْ هَلْ كصَهْ ومَهْ، وحَيَّهْلَ بسكونِ الهاءِ) ،
و (حَيَّ) هلا: (أَي اعْجَلْ، وهَلاً: أَي صِلْهُ؛ أَو حَيَّ: أَي هَلُمَّ، وهَلاً: أَي حَثِيثاً أَو أَسْرِعْ، أَو هَلاً: أَي اسْكُنْ، ومَعْناهُ أَسْرِعْ عنْدَ ذِكْرِه واسْكُنْ حَتَّى تَنْقضِيَ) ؛ قالَ مُزاحِمُ:
{بحَيَّهَلاً يُزْجونَ كُلَّ مَطِيَّةٍ
أمامَ المَطايا سَيْرُها المُتَقاذِفُوزَعَمَ أَبو الخطَّاب أنَّ العَرَبَ تقولُ: حَيَّ هَلَ الصَّلاةَ، أَي ائْتِ الصَّلاةَ، جَعَلَهُما اسْمَيْن فَنَصَبَهما.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: حَيَّ هَلْ بفُلانٍ و (حَيَّ هَلاً بفُلانٍ) وحَيَّ هَلَ بفُلانٍ: (أَي) اعْجَلْ.
وَفِي حدِيثِ ابنِ مَسْعودٍ: (إِذا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ} فحيَّ هَلاً بعُمَرَ) ، أَي (عليكَ بِهِ) وابْدَأْ بِهِ (وادْعُهُ) وعَجِّلْ بذِكْرِه، وهُما كَلِمَتَانِ جُعِلَتا كَلِمةٌ واحِدَةٌ؛ وهَلا: حَثٌّ واسْتِعْجالٌ.
وقالَ ابنُ برِّي: صَوْتانِ رُكّباً، ومعْنَى حَيَّ أَعْجِلْ.
(و) قالَ بعضُ النَّحْوِيين: (إِذا قلتَ حَيَّ هَلاً، مُنَوَّنَةً، فكأَنَّكَ قلتَ حَثّاً، وَإِذا لم تُنَوِّنْ فكأَنَّك قلتَ: الحَثَّ، جعلُوا التَّنْوينَ عَلَماً على النَّكِرَةِ وتَرْكَهُ عَلَماً للمَعْرِفَةِ، وَكَذَا فِي جَمِيع مَا هَذَا) صَوابه هَذِه (حالُهُ من المَبْنِيَّاتِ) ، إِذا اعْتُقِد فِيهِ التَّنْكير نُوِّن، وَإِذا اعْتُقِد فِيهِ التَّعْريفُ حُذِف التَّنْوينُ. قالَ أَبو عبيدٍ: سَمِعَ أَبو مَهْدِيَّة رجلا مِن العَجَمِ يقولُ لصاحِبهِ: زُودْ زُودْ، مرَّتَيْن بالفارِسِيَّة، فسَأَلَه أَبو مَهْدِيَّة عَنْهَا فَقيل لَهُ: يقولُ عَجِّلْ عَجِّلْ؛ قالَ أَبُو مَهْدِيَّة: فهَلاَّ، بَال لَهُ: {حَيَّهَلَكَ، فَقيل لَهُ: مَا كانَ اللَّهُ ليَجْمَعَ لهُم إِلَى العَرَبيَّةِ العَجَمِيَّة.
(و) يقالُ: (لَا حَيَّ عَنهُ) ، أَي (لَا مَنْعَ) مِنْهُ؛ نَقَلَه الكِسائيُّ وأَنْشَدَ:
ومَنْ يَكُ يَعْيا بالبَيانِ فإنَّهُ
أَبُو مَعْقِل لَا حَيَّ عَنْهُ وَلَا حَدَدْوقالَ الفرَّاءُ: مَعْناهُ لَا يَحُدُّ عَنهُ شيءٌ: ورَواهُ:
فإنْ تَسْأَلُوني بالبَيانِ فإنَّه (و) فلانٌ (لَا يَعْرِفُ} الحَيَّ من اللَّيِّ) ، أَي (الحَقَّ من الباطِلِ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وكَذلِكَ الحَوّ مِن اللّوِّ؛ وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِه.
(أَو) الحَيُّ الحَوِيَّةُ، واللَّيُّ فَتْلُ الحَبْلِ، أَي (لَا يَعْرِفُ الحَوِيَّةَ من فَتْلِ الحَبْلِ) ؛ قالَ: يُضْرَبُ هَذَا للأَحْمقِ الَّذِي لَا يَعْرِفُ شَيْئا.
( {والتَّحايِي: كواكِبُ ثلاثةٌ حِذَاءَ الهَنْعَةِ) ، ورُبَّما عَدَل القَمَر عَن الهَنعَةِ فنزلَ} بالتَّحايِي، الواحِدَةُ تِحْيَاة؛ قالَهُ ابنُ قتيبَةَ فِي أدبِ الكاتِبِ؛ وَهِي بينَ المَجَرَّةِ وتَوابِعِ العَيُّوق، وَكَانَ أَبُو زيادٍ الكِلابيّ يقولُ:! التَّحايِي هِيَ الهَنْعَة، وتُهْمَز فيُقالُ: التَّحَائي.
وقالَ أَبو حنيفَةَ: بهنَّ ينزلُ القَمَرُ لَا بالهَنْعَةِ نَفْسِها، وواحِدُه تِحْياة.
قالَ ابنُ برِّي: فَهُوَ على هَذَا تِفْعَلَةٌ كتِحْلَيَة مِن الأَبْنِيَة، ومَنَعْناهُ من فِعْلاةٍ كفِرْهاةٍ أنَّ تحي مهملٌ وأنَّ جَعْلَه وَحي تَكَلُّفٌ لإبْدالِ الياءِ دونَ أنْ تكونَ أَصْلاً، فَلهَذَا جَعَلْناها مِن الحَياءِ، فإنَّ نَوءَها كثيرُ {الحَياِ مِن أَنْواءِ الجَوْزاءِ، وكيفَ كانَ فالهَمْز فِي جَمْعِها شاذٌّ من جهَةِ القِياسِ، وَإِن صحَّ بِهِ السّماع فَهُوَ كمَصائِبَ ومَعائِشَ فِي قرَاءَة خارجَةَ، شُبِّهَت تَحِيَّة بفَعِيلَة، فَكَمَا قيلَ} تَحَوِيٌّ فِي النَّسَبِ قيلَ تَحائِيٌّ حَتَّى كأَنَّه فَعِيلةٌ وفَعائِلُ.
(وحَيَّةُ الوادِي: الأسَدُ) لدهائِهِ.
(وذُو الحَيَّةِ) زَعَمُوا أنَّه (مَلِكٌ مَلَكَ أَلْفَ عامٍ) فلطُولِ عمرِه لَقَّبُوه بذلكَ، لأنَّ الحَيَّة طَويلَةُ العمرِ كَمَا تقدَّمَ.
( {والأَحْياءُ: ماءٌ) أَسْفَل مِن ثنيةِ المَرَة (غَزاهُ عُبَيْدةُ بنُ الحارِثِ) بنِ عبْدِ المطَّلِبِ، (سَيَّرَهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؛ ذَكَرَه ابنُ إسْحاق.
(و) الأحْياءُ أيْضاً: (ع) ؛ صَوابُه عدَّةُ قُرىً؛ (قُرْبَ مِصْرَ) على النِّيلِ من جهَةِ الصَّعيدِ، (يُضافُ إِلَى بَني الخَزْرَجِ) ، وَهِي الحيُّ الكَبيرُ والحيُّ الصَّغيرُ وبَيْنها وبينَ الفسْطاطِ نَحْو عَشرَةِ فَراسِخَ، قالَهُ ياقوت.
(وأَبو عُمَرَ) محمدُ بنُ العباسِ بنِ زَكريَّا (بن} حَيَّوَيْه) الخرَّاز البَغْدادِيُّ، (كعَمْرَوَيْه، مُحدِّثٌ) شهيرٌ؛ (وإمامُ الحَرَمَيْنِ) أَبو المَعالي (عبدُ الملِكِ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ يوسفَ بنِ محمدِ بنِ حَيَّوَيْه) الجوينيُّ، وشهْرَتُه تُغْنِي عَن ذِكْرِه، تَفَقَّه على أَبيهِ وغيرِهِ، تُوفي بنَيْسابُورَ سَنَة 476، وتُوفي بهَا أَبُوه سَنَة 434، وَقد تَفَقَّه على أَبي الطيَّبِ الصَّعلوكيّ وأَبي بكْرٍ القفَّال، وأَخُوه أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ عبدِ اللَّهِ المُلَقَّب بشيخ الحِجازِ تُوفي سَنَة 465 رَوَى عَن شُيُوخ أَخِيهِ.
(وفاتَهُ:
(أَبو الحَسَنِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ زكريَّا بنِ حَيَّوَيْه النَّيْسابُورِيُّ ثمَّ المِصْرِيُّ أَحدُ الثِّقَاتِ رَوَى عَن النّسائي تُوفي سَنَة 366.
( {وحُيَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: والِدَةُ عَمْروٍ بنِ شُعَيْبِ) بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْروِ بنِ الْعَاصِ؛
(ومَعْمَرُ بنُ أَبي} حُيَيَّةَ: مُحدِّثٌ) رَوَى عَنهُ يَزيدُ بنُ أَبي حبيبٍ.
(وصالِحُ بنُ {حَيْوانَ، ككَيْوانَ؛} وحَيْوانُ بنُ خالِدٍ) أَبو شيخٍ الهُتائي، حدَّثَ عَن الأخيرِ بكْرُ بنُ سوادَةَ المِصْريّ، (أَو كِلاهُما بالخاءِ، مُحدِّثانِ.
(و) أَبو الحَسَنِ (سَعْدُ اللَّهِ بنُ نَصْر) بنِ سعْدِ الدّجاجيُّ ( {الحَيَوانيُّ، محرَّكَةَ) ، إِلَى بَيْعِ} الحَيَوانِ، وَهُوَ الطّيورُ خاصَّةً، شيخٌ فاضِلٌ واعِظٌ سَمِعَ أَبا الخَطَّاب بن الجرَّاحِ وأَبا مَنْصورٍ الخيَّاط، وَعنهُ السّمعانيُّ، وُلِدَ فِي رَجَبَ سَنَة 480. (وابْنُهُ محمدٌ) سَمِعَ من قاضِي المَارِسْتان؛ (وابنُ أَخيهِ عبدُ الحقِّ) بنُ الحَسَنِ؛ (مُحدِّثونَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{المَحْيَا: مَفْعَلٌ مِن الحَياةِ.
وتقولُ:} مَحْيايَ ومَمَاتِي، والجَمْعُ {المَحايِي؛ ذَكَرَه الجَوهرِيُّ، ويَقَعُ على المَصْدَرِ والزَّمانِ والمَكان. والحَيُّ مِن النَّباتِ: مَا كانَ طَرِيّاً يَهْتَزُّ.
} والحَيُّ: المُسْلمُ كَمَا قيلَ للكَافِرِ مَيِّتٌ.
{والحَياةُ: المَنْفَعَةُ؛ وَبِه فُسِّرَتِ الآيَةُ: {ولكُم فِي القِصاصِ} حَياةٌ} ؛ وَمِنْه قوْلُهم: ليسَ لفلانٍ {حَياةٌ، أَي ليسَ عنْدَه نَفْعٌ وَلَا خَيْر.
وقالَ أَبُو حنيفَةَ:} حَيَّت النَّار {تَحَيُّ حَيَاة، فَهِيَ حَيَّة، كَمَا تقولُ: ماتَتْ فَهِيَ مَيِّتَة.} وحَيَا النارِ: {حَياتُها.
وقالَ ابنُ برِّي: حَيُّ فلانٍ نَفْسُه؛ وأَنْشَدَ أَبو الحَسَنِ لأبي الأَسْود الدُّؤَليّ:
أَبو بَحْرٍ أَشَدَّ الناسِ مَنّاً
عَلَيْنَا بَعْدَ حَيِّ أبي المُغِيرَةْ أَي بَعْدَ أَبي المُغِيرَةِ، وأَنْشَدَ الفرَّاء فِي مثْلِه:
أَلا قَبَحَ الإلَهُ بَني زِيادٍ
وحَيَّ أَبِيهِمُ قَبْحَ الحِمارِأَي قَبَحَ اللَّهُ بَني زِيادٍ وآباءَهُم.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: أَتانا حَيُّ فُلانٍ، أَي فِي حَياتِهِ.
وسَمِعْتُ حَيَّ فلانٍ يقولُ كَذَا، أَي سَمِعْته يقولُ فِي حياتِهِ.
وقالَ أَبُو حَنيفَةَ:} أُحْيِيَتِ الأرضُ أَي اسْتُخْرِجَت.
{وإحْياءُ المَواتِ: مُباشَرَتها بتأْثِيرِ شيءٍ فِيهَا مِن إحاطَةٍ أَو زرع أَو عمارَةٍ ونَحْو ذلكَ تَشْبيهاً} بإحْياءِ المَيِّتِ.
وإحياءُ الليْلِ: السَّهَرُ فِيهِ بالعِبادَةِ وتَرْك النَّوْمِ.
والشمسُ حيةٌ أَي صافيةُ اللّونِ لم يَدْخلها التَّفْسِير بدُنُوِّ المغِيبِ كَأَنَّهُ جَعَلَ مغيبها لَهَا موتا {والحيُّ بِالْكَسْرِ جمع الحياةِ وَيَقُولُونَ كَيفَ أَنْت وَكَيف حَيَّةُ أَهْلكَ، أَي كيفَ من بَقِيَ مِنْهُم} حَيّاً.
وكلُّ مَا هُوَ حَيٌّ فجَمْعُه {حَيَواتٌ؛ وَمِنْه قولُ مالِكِ بنِ الحارِثِ الكاهِلِيِّ:
فَلَا يَنْجُو نَجَاتِي ثَمَّ حَيٌّ
منَ} الحَيَواتِ لَيْسَ لَهُ جَنَاح ُوسَمَّى اللَّهُ دارَ الآخِرَة {حَيَواناً لأنَّ كلَّ مَنْ صارَ إِلَى الآخِرَةِ لم يَمُتْ ودامَ حَيّاً فِيهَا إمَّا فِي الجنَّةِ وإمَّا فِي النارِ.
والحَيَوانُ: عَيْنٌ فِي الجنَّةِ، لَا تصيبُ شَيْئا إلاَّ حَيِيَ بإذْنِ اللَّهِ تَعَالَى.
وحَيْوَةُ: اسمُ رجُلٍ، وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ فِي حوي. وإنَّما لم يُدْغَم لأنَّه اسمٌ مَوْضوعٌ لَا على وَجْهِ الفعْلِ؛ قالَهُ الجَوهرِيُّ.
} وحَيَا الرَّبيعِ: مَا {تَحْيَا بِهِ الأرْضُ مِن الغَيْثِ.
} وأَحْيَا اللَّهُ الأرضَ: أَخْرَجَ فِيهَا النَّباتَ، أَو {أَحْيَاها بالغَيْثِ.
ورجُلٌ} مُحَيِّيٌ، وامْرأَةٌ {مُحَيِّيَةٌ مِن التّحِيَّةِ.
ودائِرَةُ} المُحَيَّا فِي الفَرَسِ حيثُ يَنْفرِقُ تحْتَ الناصِيَةِ فِي أَعْلَى الجَبْهَةِ.
واسْتَحى مِن كَذَا: أَنفَ مِنْهُ؛ وَفِي الحدِيثِ: (إنَّ اللَّهَ {يَسْتَحي مِن ذِي الشَّيبةِ المُسْلم أَنْ يعذِّبَه) ، ليسَ المُرادُ بِهِ انْقِباض النَّفس إِذْ هُوَ تَعَالَى مُنَزَّه عَن ذلكَ وإنَّما هُوَ تَرْك تَعْذِيبِه؛ قالَهُ الرَّاغبُ.
ويقالُ: فلانٌ} أَحْيَى من الهَدِيِّ {وأَحْيَى من مُخَدَّرَة وهُما مِن الحَياءِ، وأَحْيَى من ضَبَ مِن الحَياةِ.
} وتَحَيَّا مِنْهُ: انْقَبَضَ وانْزَوَى، مَأْخُوذٌ مِن الحَياءِ على طريقِ التَّمْثيلِ، لأنَّ مِن شأْنِ {الحَيِيِّ أَن يَنْقَبَض، أَو أَصْله تَحَوَّى قُلِبَتْ واوُه يَاء، أَو تَفعلَ، مِن} الحَيِّ وَهُوَ الجَمْعُ، كتَحَيَّز من الحَوْزِ.
وَأَرْضٌ! مَحْياةٌ ومَحْواةٌ أَيْضاً، حَكَاه ابنُ السرَّاج، أَي ذَات حَيَّات، نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
ومِن الأمْثالِ فِي الحَيَّةِ: يقولونَ: هُوَ أَبْصَرُ مِن حَيَّةٍ، لحدَّةِ بَصَرِها، وأَظْلَم مِن حَيَّةٍ؛ لأنَّها تأْتِي جُحْر الضَّبِّ فتأْكُلُ حِسْلَها وتسكُنُ جُحْرَها.
وفلانٌ حَيَّةُ الوادِي: إِذا كانَ شَدِيدَ الشَّكِيمة حامِياً لحَوْزَتِه؛ وهُم حَيَّةُ الأرضِ؛ وَمِنْه قوْلُ ذِي الإِصْبَعِ العَدْوانيّ:
عَذِيرَ الحَيِّ منْ عَدْوا
نَ كانُوا حَيَّةَ الأرضِأَرادَ: أنَّهم كانُوا ذوِي إِرْبٍ وشِدَّةٍ لَا يُضَيِّعونَ ثَأْراً.
ويقالُ: رأْسُه رأْسُ حَيَّةٍ، إِذا كانَ مُتَوَقِّداً شَهْماً عاقِلاً؛ ومَرَّ شاهِدُه فِي خشش.
وفلانٌ حَيَّةٌ ذَكَرٌ: أَي شجاعٌ شدِيدٌ.
وسَقاهُ اللَّهُ دَمَ الحَيَّاتِ: أَي أَهْلَكَه.
ورأَيْتُ فِي كتابِه حَيَّاتٍ وعَقارِبَ إِذا وَشَى بِهِ كاتِبُه إِلَى سُلْطانٍ ليُوقِعَه فِي وَرْطَةٍ.
ورُوِي عَن زيْدِ بنِ كَثْوَة: مِن أَمْثالِهم: {حَيْهٍ حِمارِي وحِمَارَ صاحِبي، حَيْهٍ حِمارِي وَحْدِي؛ يقالُ ذَلكَ عنْدَ المَزْرِيَةِ على الَّذِي يَسْتَحق مَا لَا يَمْلكُ مُكابَرَةً وظُلْماً.
والحَيَّةُ مِن سِماتِ الإِبلِ: وَسْمٌ يكونُ فِي العُنُقِ والفَخذِ مُلْتَوِياً مثْلَ الحَيَّة؛ عَن ابنِ حبيبٍ مِن تَذْكرَةِ أَبي عليَ.
وبَنُو} الحَيَا، مَقْصوراً: بَطْنٌ مِن العَرَبِ؛ عَن ابنِ برِّي.
قُلْتُ: مِن خَوْلانَ، وَمِنْهُم: عبدُ اللَّهِ بنُ أَبي طَلْحَةَ {الحَيَاوِيُّ الخَوْلانيُّ، شَهِدَ فتْحَ مِصْرَ؛ والسمحُ بنُ مالِكٍ الحَيَاوِيُّ أَميرُ الأَنْدَلُسِ قُتِلَ بهَا سَنَة 103؛
والحَسَنُ بنُ صالِحِ بنِ حيَ مُحدِّثٌ.
وسَمَّوا} حُيَيّاً، كسُمَيَ، مِنْهُم: {حُيَيُّ بنُ أَخْطَبَ وغيرُهُ.
وبَنُو حُيَيَ: قَبيلَةٌ.
} ويَحْيَى {وحِيٌّ، بالكسْرِ،} وحَيَّان: أَسْماءٌ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {إنَّا نُبَشِّرُكَ بغُلامٍ اسْمُه {يَحْيَى} .
قالَ الرَّاغبُ: نَبَّه على أنَّه سَمَّاه بذلكَ مِن حيثُ أنَّه لم تُمِتْه الذّنوبُ كَمَا أَماتَتْ كثيرا مِن ولدِ آدَمَ، لَا أنَّه كانَ يُعْرَف بذلكَ فَقَط، فإنَّ هَذَا قَلِيل الفائِدَةِ، انتَهَى.
} وحياةُ بنُ قَيْسٍ الحرَّاني وليٌّ مَشْهورٌ.
وأَبو! حيَّان: شيخُ العَربيَّةِ بمِصْرَ مَشْهورٌ. وموسَى بنُ محمدِ بنِ حَيَّان شيخٌ لأبي يَعْلى المَوْصِليُّ إنْ كانَ مِن الحَياةِ، وَإِن كانَ مِن الْحِين فقد تقدَّمَ فِي مَوْضِعِه.
{وَالْحَيَّانِ: نَخْلة منجبة.
وسوارُ بنُ الحياءِ القُشَيْريُّ، بالمدِّ، وبالكسْرِ مَقْصوراً: السَّمَوْءَلُ بنُ عادِياء بن} حِيَا الَّذِي يُضْرَبُ المَثَلُ بِهِ فِي الوَفَاءِ، ضَبَطَه ابنُ دُرَيْدٍ فِي الاشْتِقاقِ.
وأَبو يَحْيَى: كُنْيَةُ المَوْتِ.
وَكفر أبي يحيى: قَريَةٌ بمِصْرَ فِي البحيرَةِ.
{والمحيا: مَشْهدُ الذِّكْر، عاميَّة.
} والمحياتان: ظربان بأَبانين عَن نصر.
وأَبو {تُحْياة، بالضَّمِّ: كُنْيَةُ رجُلٍ، وَالتَّاء ليسَت بأَصْلِيَّة.
ومِن أَمْثالِهم: لَا تَلِدُ الحَيَّة إلاَّ} حُيَيَّة، فِي الداهي الخَبِيثِ.
ويُرْوَى: (إنَّ اللَّهَ {حَيِيٌّ) ، أَي تارِكٌ القَبَائِح، فاعِلٌ للمَحاسِنِ، نَقَلَه الرَّاغبُ.

وحَيَّةُ أَرْضٍ: مِن جَبَلَيْ طيِّيٍ.
وَيُقَال:} حَيَا الناقَةِ، بالقَصْرِ: لُغَةٌ فِي المدِّ؛ نَقَلَه الفرَّاءُ عَن بعضِ العَرَبِ وأَنْكَرَه الليْثُ.

أزى

أزى
: (ي} أَزَى إِلَيْهِ {أَزْياً،) بالفتْحِ، (} وأُزِيّاً،) كعُتِيَ: (انْضَمَّ؛) قالَ أَبو النَّجْم:
إِذا زاء مَحْلوقَاً أَكَبَّ برأْسِه
وأبْصَرْته! يَأْزِي إليَّ ويَزْحَلأَي يَنْقبِضُ إليَّ ويَنْضَمُّ.
وقالَ اللَّيْثُ: أَزَى الشيءُ بعضُه إِلَى بعضٍ يَأْزِي، نَحْو اكْتِنازِ اللحْمِ وَمَا انضَمَّ من نحوِهِ.
(وأَزَى أَزْياً: (ضَمَّهذا هُوَ مُقْتَضى سِياقِه والصَّوابُ {آزَاهُ هُوَ، بالمدِّ، أَي ضمَّهُ، ويدلُّ لذلِكَ قَوْلُ رُؤْبَة:
نَغْرِفُ من ذِي غَيِّثٍ} ونُؤْزِي (وأَزَى (الظِّلُّ يَأْزى ( {أُزِيّاً، كعُتِيَ: قَلَصَ وتَقَبَّضَ ودنَا بعضُه إِلَى بعضٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لكثيرٍ المُحارِبي:
ونائحةٍ كَلَّفْتُها العِيسَ بَعْدَماأَزى الظِّلُّ والحِرباءُ مُوفٍ على جِدْل (} كأَزِيَ، كَرضِيَ،) فَهُوَ {آزٍ فيهمَا؛ وأَنْشَدَ ابنُ بُزُرْج:
الظِّلُّ آزٍ والسُّقاةُ تَنْتَحِي وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لعبدِ اللَّهِ بنِ رِبْعي الأَسدِيّ:
وغَلَّسَتْ والظِّلُّ آزٍ مَا زَحَلْ
وحاضِرُ الماءِ هَجُودٌ ومُصَلّ (وأَزَى (لَهُ أَزْياً: أَتاهُ من وجْهِ مَأْمَنِهِ لِيَخْتِلَهُ؛) نَقَلَهُ اللَّيْثُ.
(وأَزى (الرَّجلَ) أَزياً: (أَجْهَدَهُ} كآزاهُ فَهُوَ {مَأْزُوٌّ؛) هُوَ مِن} أَزاهُ {يَأْزُوهُ} أَزواً كمَدْعوَ مِن دَعاهُ يَدْعُوه، فالصَّوابُ إشارَةُ الواوِ عَلَيْهِ، وَقد أَشَرْنَا إِلَيْهِ.
(ومُؤْزىً،) هُوَ مِن {أَزَاهُ} يأْزِيه أَزْياً.
(و) {أَزى (مالَهُ: نَقَصَه.
(ويومٌ آزٍ: شَديدُ الحَرِّ يَغُمُّ الأَنْفاسَ ويُضَيِّقها.
(} وتَآزَى القومُ: تَدانَوْا، أَو خاصٌّ بالجُلوسِ.
ونَصّ اللّحْيانِيّ: هُوَ فِي الجلُوسِ خاصَّةً؛ وأَنْشَدَ:
لمَّا {تَآزَّيْنا إِلَى دِفْءِ الْكَتف (} والإِزاءُ، ككِتابٍ: سَبَبُ العَيْشِ؛ أَو مَا سُبِّبَ من رَغدِهِ وفَضْلِهِ.
((و) {الإزاءُ (للحَرْبِ: مُقِيمُها.
(وللمالِ: سائِسُها) والمحسنُ رِعْيَتها والقائِمُ عَلَيْهَا؛ وكلُّ مَنْ جُعِل قَيِّماً بأَمْرٍ فَهُوَ} إزاؤُه؛ وَمِنْه قَوْلُ ابنِ الخَطِيم:
ثَأَرْتُ عَدِيّاً والخَطِيمِ فَلم أُضِعْ
وَصِيَّةَ أَقوامٍ جُعِلْتُ {إزاءَها أَي جُعِلْتُ القَيِّم بهَا.
وقالَ غيرُهُ:
ولَكِنِّي جُعِلْتُ} إزاءَ مالٍ
فأَمْنَع بَعْدَ ذلكَ أَو أُنِيلويقالُ: فلانٌ إزاءُ فلانٍ إِذا كانَ قِرْناً لَهُ يُقاوِمُه؛ وقالَ زهيرٌ يمدَحُ قوْماً:
تَجِدْهُمْ على مَا خَيَّلَتْ هم {إزاؤها
وَإِن أَفْسَدَ المالَ الجماعاتُ والأَزْلُوقالَ ابنُ جنِّي: هُوَ فِعالٌ مِن} أَزى الشيءُ إِذا تَقَبَّض واجْتَمَع؛ وكذلِكَ الأُنْثى بغيرِها؛ قالَ حُمَيْدٌ يَصِفُ امْرأَةً تقومُ بمعاشِها:
إزاءُ مَعاشٍ لَا يَزالُ نِطاقُها
شَديداً وفيهَا سَوْرةٌ وَهِي قاعِدُوهذا البيتُ فِي المُحْكم:
إزاء مَعاشٍ مَا تَحُلُّ إزارَها
مِنَ الكَيْس فِيهَا سَوْرَةٌ وهْي قاعِدُ (و) ! الإزاءُ: (جميعُ،) كَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ جَمْعُ (مَا بينَ الحَوْضِ إِلَى مَهْوَى الرَّكِيَّةِ مِن الطَّيِّ، أوهو (حَجَرٌ أَو جِلْدٌ أَو جَلَّةٌ يُوضَعُ عَلَيْهَا الحَوْضُ؛) الصَّوابُ: على فَمِ الحَوْضِ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: هُوَ صَخْرةٌ وَمَا جَعَلْت وِقايَة على مَصَبِّ الماءِ حينَ يُفَرَّغُ مِن الدَّلْوِ؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ:
فَرَماها فِي مَرابِضِها
{بإِزاءِ الحَوْضِ أَو عُقُرِه (أَو هُوَ (مَصَبُّ الماءِ فِي الحَوْضِ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ الأَصْمعيُّ:
مَا بَيْنَ صُنْبُور إِلَى إزاءِ وقالَ خُفافُ بنُ نُدْبة:
كأنَّ محافير السِّباعِ حفاضه
لتَعْرِيسِها جَنْبَ الإزاءِ المُمَزَّققالَ الجَوْهرِيُّ: وأَمَّا قَوْلُ القائِلِ فِي صفَةِ الحَوْض:
أفرغ لَهَا فِي فرق نشوف
إزاؤُه كالظَّرِبانِ المُوفيفإنَّما عَنَى بِهِ القَيِّم.
قالَ ابنُ بَرِّي: قالَ ابنُ قتيبَةَ: حَدَّثَني أَبو العَمَيْثَل الأَعْرابيِّ، وَقد رَوَى عَنهُ الأصْمعيّ قالَ: سَأَلَني الأَصْمعيّ عَن قوْلِ الرَّاجزِ فِي وصْفِ ماءٍ:
} إزاؤُه كالظَّرِبانِ المُوفي فقالَ: كيفَ يُشَبِّه مَصَبَّ الماءِ بالظَّرِبانِ؟ فقُلْتُ لَهُ: مَا عنْدَك فِيهِ؟ فقالَ لي: إنَّما أَرادَ المُسْتَقِيَ، وشَبَّهه بالظَّرِبانِ لذَفَرِ عَرَقِه ورائِحَتِهِ.
(وهُمْ! إزاؤُهُمْ: أَي (أَقْرانُهُم يُقاوِمِونَهم ويُصْلِحُون أَمْرَهُم؛ قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ سليم الأزْدِيُّ:
لقدْ عَلِمَ الشَّعْبُ أَنَّا لهمإزاءٌ وأَنَّا لهُم مَعْقِل ُوأَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ للكُمَيْتِ، وَهُوَ خَطَأٌ نَبَّه عَلَيْهِ ابنُ بَرِّي،
( {وآزَى على صَنِيعِهِ إيزاءً: أَفْضَلَ.
وَفِي الصِّحاحِ: عَن أَبي زيْدٍ أَضْعَفَ عَلَيْهِ وَبِه فسّرَ قَوْل رُؤْبَة:
نَغْرِفُ من ذِي غَيِّثٍ ونُوزي أَي نُفْضِل عَلَيْهِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا رُوِي ونُوزِي بالتَّخْفيفِ على أنَّ هَذَا الشِّعْرَ كُلَّه غيرُ مُرْدَفٍ.
((و) } آزَى فلانٌ (عَن فُلانٍ: هابَهُ.
(وآزَى (الشَّيءَ: حاذَاهُ؛ وَلَا تَقُل وَازَاهُ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقد جاءَ فِي حدِيثِ صلاةِ الخَوْفِ: (فَوَازَيْنا العَدُوَّ) ؛ أَي قابَلْناهُم.
( {وآزَاهُ: (جارَاهُ وقاوَمهُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (وفِرْقَةٌ} آزَتِ المُلُوكَ فقاتَلَتْهم على دِينِ اللَّهِ) .
( {وتَأَزَّى عَنهُ: نَكَصَ وهابَهُ؛ عَن أَبي عَمْروٍ.
وقالَ غيرُهُ:} تَأَزَّيْت عَن الشيءِ إِذا كَعَعْت عَنهُ.
((و) {تَأَزَّى (القِدْحُ: أَصابَ الرَّمِيَّةَ فاهْتَزَّ فِيهَا؛ عَن أَبي عَمْروٍ.
(وتَأَزَّى (الحَوْضَ: جَعَل لَهُ إزاءً، وَهُوَ أَن يَضَعَ على فَمِه حَجَرَاً أَو جُلَّةً أَو نَحْو ذَلِك؛ (} كأَزَّاه {تَأْزِيَةً؛ عَن الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ نادِرٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} أَزَى الشيءُ {يَأْزي} أَزْياً {وأُزِيّاً: تَقَبَّضَ واجْتَمَعَ.
ورجُلٌ} مُتَآزِي الخَلْق: تَدَانَى بعضُه إِلَى بعضٍ.
ورجُلٌ آزِيٌّ: مُكْتَنزُ اللَّحْمِ؛ قالَ رُؤْبَة: غضّ الشّعارِ فَهُوَ آزِيّ زِيم ويَوْمٌ أَزِيٌّ، ككَتِفِ: ضَيِّقٌ قَليلُ الخَيْرِ؛ قالَ الباهِليُّ:
ظَلَّ لَهَا يَوْمٌ مِنَ الشِّعْرى {أَز ِيتعُوذُ مِنْهُ بِزَرانِيقِ الرَّكيوكَذلِكَ يَوْمٌ آزِي، بالمدِّ؛ قالَ عُمارَةُ:
هَذَا الزَّمانُ مُوَلَ خَيْرُه} آزِي {وأَزَى المالُ: نَقَصَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
وإِنْ أَزَى مالُه لم يَأْزِ نائِلُهوإنْ أَصابَ غِنىً لم يُلْفَ غَضْباناوهو} بإزاءِ فلانٍ: أَي بَحذَائِه.
{وأَزَى الثّوْب} يَأْزِي: إِذا غُسِلَ.
{وأَزَتِ الشمسُ} أُزِيّاً: دنَتْ للمَغِيبِ.
وإنَّه {لإِزاءُ خيرٍ أَو شَرَ: أَي صاحِبُه.
} وأَزَّى الحَوْضَ {تَأَزِيًّاً} وتوزِيئاً، الأخيرَةُ عنِ الجوْهرِيِّ: جَعَلَ لَهُ {إزاءً،} كآزَاهُ {إيزاءً.
} وآزَاهُ: صَبَّ الماءَ مِن {إِزائِهِ.
} وآزَى فِيه: صب على إزائِهِ.
{وآزَاهُ: أَصْلَحَ} إزاءَهُ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
يُعْجَزُ عَن {إِيزائِهِ ومَدْرِه مَدْرُه: إصْلاحُه بالمَدَر.
وناقَةٌ} آزِيَةٌ {وأَزْيَةٌ، بالمدِّ والقصْرِ، كِلاهُما على النَّسَبِ: تَشْربُ مِن} الإِزاءِ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: ويقالُ للنَّاقَةِ الَّتِي لَا تَرِدُ النضيح حَتَّى يَخْلُو لَهَا: {الأزِيَةُ،} والأزِيَةُ، {والآزِيَةُ، والقَذُورُ.
وَفِي الصِّحاحِ: يقالُ للناقَةِ إِذا لم تَشْرب إلاَّ مِنَ الإزاءِ:} أَزِيَةٌ؛ وَإِذا لم تَشْرب إلاَّ من العُقْر: عَقِرَة.
{وآزَاهُ فَهُوَ} مُؤزى: جَهَدَه؛ عَن ابنِ بُزُرْج.
(أزى) الْحَوْض جعل لَهُ إزاء
(أزى)
أزيا وأزيا تقبض والظل تقلص وَيُقَال أزى الثَّوْب انكمش بعد الْغسْل وَله أزيا أَتَاهُ من وَجه مأمنه ليختله
(أزى) - في قِصَّة موسَى عليه الصلاة والسلام "أنَّه وَقَف بإزاءِ الحَوضِ" .
وهو مَصَبُّ الدَّلْو، وناقَةٌ أَزيَةٌ، إذا لم تَشْرَب إلَّا منه.
أز ى

يقال: جلس إزاءه وبإزائه أي بحذائه. ثم قالوا على سبيل المجاز هو حافظ ماله وأزاؤه: للقيم به. قال:

إزاء معاش ما تحل إزارها ... من الكيس فيها سورة وهي قاعد

ويقال: بنو فلان يؤازون بني فلان أي يقاومونهم في كونهم إزاء للحرب، وفلان لا يؤازيه أحدٌ.

جدي

جدي


جَدَى
أَجْدَيَa. Bled (wound).
جَدْي
(pl.
أَجْدٍ []
جِدَآء []
جَدْيَان [] )
a. Kid.
b. Capricornus.
c. Polar star.

جَدْيَةa. Pad, saddle-stuffing.
جدي: جَدْي: ينطقها أهل الأندلس جِدي بكسرتين (فوك، الكالا) ويريدون بها صغار المواشي ذوات الأربع التي تساق إلى المرعى (جدي الوَعَل: صغير الأيل لم يتجاوز السنة (ألكالا).
والجدي وهو في الأصل الذكر من أولاد المعز ويطلق على نجم من نجوم الدب الأصغر ويسمى عادة النجم القطبي وتعرف به القبلة.
(رينو أبو الفدا. الجريدة الآسيوية 1848، 2: 186، رقم 1).
جادِي: زعفران ويكتب بالدال والذال فيما يقول ابن البيطار (1: 139).
(ج د ي) : (الْجَدْيُ) مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ فِي السَّنَةِ الْأُولَى وَجَمْعُهُ جِدَاءٌ وَبِهِ سُمِّيَ الْعَاشِرُ مِنْ الْبُرُوجِ وَيُقَالُ لِكَوْكَبِ الْقِبْلَةِ جَدْيُ الْفَرْقَدِ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِي تَحَرِّي الْقِبْلَةِ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَجْعَلُونَ الْجَدْيَ خَلْفَ الْقَفَا وَالْمُنَجِّمُونَ يُسَمُّونَهُ الْجُدَيَّ عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبُرْجِ.
ج د ي: (الْجَدْيُ) مِنْ وَلَدِ الْمَعْزِ وَثَلَاثَةُ (أَجْدٍ) فَإِذَا كَثُرَتْ فَهِيَ (الْجِدَاءُ) وَلَا تَقُلِ الْجَدَايَا وَلَا الْجِدَى بِكَسْرِ الْجِيمِ وَ (الْجَدَا) بِالْقَصْرِ وَ (الْجَدْوَى) الْعَطِيَّةُ وَ (جَدَاهُ) وَ (اجْتَدَاهُ) وَ (اسْتَجْدَاهُ) أَيْ طَلَبَ جَدْوَاهُ وَ (أَجْدَاهُ) أَعْطَاهُ (الْجَدْوَى) وَمَا (يُجْدِي) عَنْكَ هَذَا أَيْ مَا يُغْنِي. 
جدي
جَدْي/ جِدْي [مفرد]: ج أجدٍ وجِداء وجِدْيان: (حن) الذَّكر من أولاد المعز (الذي لم يبلغ سنة).
• الجَدْي:
1 - مدار في النِّصف الجنوبيّ من الكرة الأرضيّة موازٍ لخطّ الاستواء عند خط عرض 23.5 درجة جنوبًا.
2 - (فك) أحد أبراج السَّماء، ترتيبه العاشر بين القوس والدّلو، وزمنه من 22 من ديسمبر إلى 19 من يناير. 
ج د ي : الْجَدْيُ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ هُوَ الذَّكَرُ مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ وَالْأُنْثَى عَنَاقٌ وَقَيَّدَهُ بَعْضُهُمْ بِكَوْنِهِ فِي السَّنَةِ الْأُولَى وَالْجَمْعُ أَجْدٍ وَجِدَاءٌ مِثْلُ: دَلْوٍ وَأَدْلٍ وَدِلَاءٍ وَالْجِدْيُ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ وَالْجَدْيُ بِالْفَتْحِ أَيْضًا كَوْكَبٌ تُعْرَفُ بِهِ الْقِبْلَةُ وَيُقَالُ لَهُ جَدْيُ الْفَرْقَدِ وَجَدَا فُلَانٌ عَلَيْنَا جَدْوًا وَجَدًا وِزَانُ عَصًا إذَا أَفْضَلَ وَالِاسْمُ الْجَدْوَى وَجَدَوْتُهُ وَاجْتَدَيْتُهُ وَاسْتَجْدَيْتُهُ سَأَلْتُهُ فَأَجْدَى عَلَيَّ إذَا
أَعْطَاكَ وَأَجْدَى أَيْضًا أَصَابَ الْجَدْوَى وَمَا أَجْدَى فِعْلُهُ شَيْئًا مُسْتَعَارٌ مِنْ الْإِعْطَاءِ إذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ نَفْعٌ وَأَجْدَى عَلَيْكَ الشَّيْءُ كَفَاكَ. 
الْجِيم وَالدَّال وَالْيَاء

الجَدْي: الذّكر من أَوْلَاد الْمعز.

وَالْجمع: أجدٍ، وجِداء.

والجَدْي من النُّجُوم جَدْيان: أَحدهمَا: الَّذِي يَدُور مَعَ بَنَات نعش، وَالْآخر: الَّذِي بلزق الدَّلْو، وَهُوَ من البروج وَلَا تعرفه الْعَرَب، وَكِلَاهُمَا على التَّشْبِيه بالجدي فِي مرْآة الْعين.

والجَدَاية، والجِدَاية جَمِيعًا: الذّكر وَالْأُنْثَى من أَوْلَاد الظباء إِذا بلغ سِتَّة اشهر أَو سَبْعَة وَعدا وتشدد، وَخص بَعضهم بِهِ الذّكر مِنْهَا.

والجَدْية، والجَدِيَّة: الْقطعَة المحشوة تَحت السرج وظلفة الرحل.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جمع الجَدْية جَدَيات، قَالَ: وَلم يكسروا الجَدْية على الْأَكْثَر اسْتغْنَاء بِجمع السَّلامَة؛ إِذْ جَازَ أَن يعنوا الْكثير، يَعْنِي أَن فعلة قد تجمع على فعلات يعْنى بِهِ الْأَكْثَر، كَمَا انشد لحسان:

لنا الجفنات....

وجَدَّي الرحل: جعل لَهُ جَدْية.

والجَدِيَّة: لون الْوَجْه.

والجَدِيَّة من الدَّم: مَا لصق بالجسد.

وَقَالَ اللحياني: الجَدِيَّة: الدَّم السَّائِل، فَأَما البصيرة فَإِنَّهُ مَا لم يسل.

وأجْدَى الْجرْح: سَالَتْ مِنْهُ جَدِيَّة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وَإِن أجْدَى أظَلاّها ومَرَّت ... لمنهبها عَقَامٌ خنشليل

والجادِيُّ: الزَّعْفَرَان. وجَدَيْته: طلبت جَدواه، لُغَة فِي جدوته.
ج د ي

وقع الجدا وهو المطر العام. وأجداه أعطاه، وهو عظيم الجدا والجدوى. قال العجاج:

ما بال رياً لا نرى جدواها ... نلقى هوى رياً ولا نلقاها

وجدا علينا فلان: أفضل. وجدوته، واجتديته، واستجديته: سألته. قال:

جدوت أناساً موسرين فما جدوا ... ألا الله أجدوه إذا كنت جادياً

وقوم جداة، ومجتدية، ومستجدية. وفلان سخي جدي. وما يجدي عليك وقل جداء عنك وهو الغناء. قال:

لقل جداء على مالك ... إذا الحرب شبت بأجذالها

وتقول: أكل الجداء، قليل الجداء. وتقول ثلاثة في اثنين، جداء ذلك ستة أي مبلغه. ولها جيد جداية وهي الغزالة. قال جميل:

بجيد جداية وبعين أحوى ... تراعى بين أكثبة مهاها

وأوثر جديتي سرجك لا يعقر، وهما ما يبطن به الدفتان من لبد محشو، وكذلك جديتا الرحل والجمع جديٌ وجديات. قال مسكين الدارمي:

ما مس رحلي العنكبوت ولا ... جدياته من وضعه غبر

ويقال لهما: الجديتان، والعوام تسميهما: الجديدتين. ويقال جدا عليه شؤمه إذا جر عليه وهو من باب التعكيس، كقوله تعالى: " فبشره بعذاب أليم " قال ابن شعاء الفزاري:

رعى طرفها الواشون حتى تبينوا ... هواها وقد يجدو على النفس شؤمها

ولا أفعل ذلك جدا الدهر أي أبداً. قال الأعشى:

رواح العشي وسير الغدو ... جدا الدهر حتى تلاقي الخيارا

وتضمخ بالجادي وهو الزعفران، نسب إلى الجادية وهي من أعمال البلقاء. سمعت من يقول: أرضالبلقاء تلد الزعفران.
جدي
) (ي ( {الجَدْيُ: من أَولادِ المَعَزِ ذَكَرُها) ، كَذَا فِي الصِّحاحِ والمُحْكَم. وَمِنْهُم مَنْ قَيَّدَه بأنَّه الَّذِي لم يَبْلغ سَنَة؛ (ج} أَجْدٍ) فِي القلَّةِ، (و) إِذا كَثُرَتْ فَهِيَ ( {جِداءٌ} وجِدْيانٌ، بكسْرِهِما.
(وَلم يَذْكُرِ الجَوْهريُّ الأَخيرَةَ، قالَ: وَلَا تَقُل {الجَدَايا وَلَا} الجِدْي، بكسْرِ الجيمِ. (و) مِن المجازِ: الجَدْيُ (مِن النّجومِ) {جَدْيانِ: أَحَدُهُما (الدَّائِرُ مَعَ بَناتِ نَعْشٍ، و) الآخَرُ: (الَّذِي بلِزْقِ الدَّلُوِ) ، وَهُوَ (بُرْجٌ) مِن البروجِ، و (لاَ تَعْرِفُه العَرَبُ، وكِلاهُما على التَّشْبِيهِ} بالجَدْي فِي مَرآةِ العَيْنِ؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصِّحاح: الجَدْيُ بُرْجٌ فِي السَّماءِ؛ {والجَدْيُ: نَجْمٌ إِلَى جنبِ القُطْبِ تُعْرَفُ بِهِ القِبْلَةُ.
قالَ شيْخُنا: والمَشْهورُ عنْدَ المُنَجِّمِين أنَّ الَّذِي مَعَ بَناتِ نَعْشِ يُعْرَفُ} بالجُدَيِّ مُصَغّراً؛ قالَ فِي المغربِ: تميزاً للفَرْقِ بَيْنه وبينَ البرجِ.
( {والجَدِيَّةُ، كالرَّمِيَّةِ: القِطْعَةُ) مِن الكِساءِ (المَحْشُوَّةُ تحتَ) دَفَّتَي (السَّرْجِ والرَّحْلِ) ، والجَمْعُ الجَدَايا، وَلَا تَقُل جَدِيدَةٌ، والعامَّةُ تَقُولُه؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(} كالجَدْيَةِ ج {جَدْياتٌ، بالفَتْح) ، كَذَا فِي النُّسخ تِبْعاً للصَّاغاني فِي التّكْمِلَة ونَصَّه: قالَ أَبو عبيدٍ وأَبو عَمْروٍ والنَّضْر: جَمْع} جَديةِ السَّرْجِ والرَّحْلِ جَدَياتٌ بالتَّخْفيفِ، انتَهَى وضُبِطَ فِي بَعضِ الأُصولِ بالتَّحْريكِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ سِيْبَوَيْه: جَمْعُ {الجَدْيَةِ} جَدَيات، وَلم يُكَسِّرُوا الجَدْيَة على الأكْثَر اسْتِغْناء بجَمْع السَّلامَةِ إِذْ جازَ أَن يَعْنُوا الكَثِيرَ، يَعْني أنَّ فَعْلَة تُجْمَع فَعَلاتٍ يُعْنِى بهِ الأكْثَر كَمَا أَنْشَدَ لحَسَّانَ:
لَنَا الجَفَناتُ.
قَالَ الْجَوْهَرِي وتُجْمَعُ الجديةُ على! جَدىً قَالَ ابنُ بَرِّي صَوَابه {جَدْي كَشْريةٍ وشَرْىٍ واغفال المصنِّف إِيَّاه قُصُورٌ.
(وقالَ اللَّحْيانيُّ:} الجَدِيَّةُ (الدَّمُ السَّائِلُ) والبَصِيرَةُ مِنْهُ مَا لم يسل.
وقالَ أَبو زيْدٍ: الجَدِيَّةُ من الدَّمِ: مَا لَصِقَ بالجَسَدِ، والبَصِيرَةُ مَا كانَ على الأرْضِ.
(و) الجَدِيَّةُ: (النَّاحيةُ) يقالُ: هُوَ على {جديَّتِه، أَي ناحِيَتِه.
(و) أَيْضاً (القِطْعَةُ من المِسْكِ.
(و) أَيْضاً: (لَوْنُ الوَجْهِ) يقالُ: اصْفَرَّتْ} جَدِيَّةُ وَجْهِه؛ قالَ الشَّاعِرُ:
تَخالُ جَدِيَّةَ الأَبْطالِ فِيهَا
غَداةَ الرَّوعِ {جَادِيّاً مَدُوفا (وكَسُمَيَّةَ: جَبَلٌ) . (} والجادِيُّ: الزَّعْفَرانُ) ، نُسِبَ إِلَى {الجادِيَةِ مِن أَعْمالِ البَلْقاء.
قالَ الزَّمْخشريُّ: سمعْتُ مَنْ يقولُ: أَرْضُ البَلْقاءَ تَلِدُ الزَّعْفَرانَ.
هَكَذَا ذَكَرَه الأزْهرِيُّ وابنُ فارِسَ فِي هَذَا التَّرْكيبِ، وَهُوَ عنْدَهما فاعول.
وذَكَرَه الجَوْهرِيُّ فِي (ج ود) على أنَّه فعلى؛ (} كالجادِيَاء) ذَكَرَه الصَّاغانيُّ فِي ترْكيبِ (م ل ب) .
(و) {الجادِيُّ: (الخَمْرُ) على التَّشْبيهِ فِي اللَّوْنِ.
(} وأَجْدَى الجُرْحُ: سَالَ) دَمُه؛ أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
وإنْ {أَجْدَى أَظَلاَّها ومَرَّتْ
لَمَنْهبِها عَقامٌ خَنْشَلِيلُ (} وجَدَيْتُه: طَلَبْتُ جَداهُ،) لُغَةٌ فِي جَدَوْته.
(! والجَدَايَةُ، ويُكْسَرُ الغَزالُ.
(قالَ الأصْمعيُّ: هُوَ بمنْزِلَةِ العَناقِ من الغَنَمِ؛ قالَ جِرانُ العَوْد: تُريحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِإِراحَة {الجَدَايَةِ النَّفُوزِكذا فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكَم: هُوَ الذَّكَرُ والأُنْثى مِن أَوْلادِ الظِّباءِ إِذا بَلَغَ ستَّة أَشْهر أَو سَبْعَة وعَدَا وتَشَدَّد، وخصَّ بعضُهم الذَّكَرَ مِنْهَا، والجَمْعُ} الجَدَايا؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (أُتِيَ {بجَدَايا وضَغابِيسَ) .
(وكسُميَ:} جُدَيُّ بنُ أَخْطَبَ أَخُو حُيَيِّ.
(و) جُدَيُّ بنُ تدولِ (بنِ بُحْتُرِ) بنِ عتودِ بنِ عتيرِ بنِ سَلامَانِ بنِ ثعلٍ (الشاعِرُ) مِن طيِّىءٍ، ومِن ولدِه القَيْسان.
وجابرُ بنُ ظالمٍ {الجدويُّ: لَهُ صُحْبَةٌ.
(} والجُدَاءُ، كغُرابٍ: مَبْلَغُ حِسابِ الضَّرْبِ) ، كقَوْلِكَ: (ثلاثةٌ فِي ثلاثةٍ {جُداؤُه تِسعَةٌ) ؛) نَقَلَهُ ابنُ بَرِّي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} جَدَّى الرَّحْلَ {تَجْديةً: جَعَلَ لَهُ} جَدْيَةً.
{وجادِيَةُ: قرْيَةٌ بالشامِ إِلَيْهَا نُسِبَ الزَّعْفرانُ؛ ويقالُ} جِدْياً بالكسْر أَيْضاً؛ مِنْهَا: عُمَرُ بنُ حفصَ بنِ صَالح المريُّ: {الجديانيُّ المُحَدِّثُ.
} والجَدِيَّةُ: أَوَّلُ دفْعةٍ مِن الدَّم.
وقيلَ: هِيَ الطَّريقَةُ مِن الدَّم.
{والجادِيُّ: الجرادُ لأَنَّه} يَجْدِي كلَّ شَيْء، أَي يأْكُلُه؛ وَبِه رُوِي قَوْلُ الهُذَليّ:
حتَّى كأَنَّ عَلَيها {جادِياً لُبَدا والمَعْروفُ جابِياً، وَقد تقدَّم.
وَفِي كنانَةَ:} جُدَيُّ بنُ ضمرَةَ بنِ بكْرٍ، مِن ولدِهِ عمارَةُ بنُ مخشنٍ لَهُ صحْبَةٌ.
{والجَدِيَّةُ، كغَنِيَّة: أَرضٌ نَجْديَّةٌ لبَني شَيْبان.
وكسُمَيَّة: جَبَلٌ نَجْدِيٌّ فِي دِيارِ طيِّىءٍ.
(جدي) : يُجمْعَ الجَدْيُ جِدْياناً.

ضَبِرَ

(ضَبِرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَهْلِ النَّارِ «يَخرجُون مِنَ النَّار ضَبَائِرَ ضَبَائِر» هُمُ الجماعَات فِي تَفْرِقَة، واحِدتها ضِبَارَة، مِثْلُ عِمارة وَعَمَائِرَ. وَكُلُّ مُجْتَمَعٍ: ضِبَارَة. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى «فيخرُجُون ضِبَارَاتٍ ضِبَارَات» هُوَ جَمْعُ صِحَّة للضِّبَارَة، والأوّلُ جمعُ تَكْسِيرٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أتَتْه الْمَلَائِكَةُ بحَريرة فِيهَا مِسْك وَمِنْ ضَبَائِر الرَّيْحان» .
وَفِي حَدِيثِ سَعْدَ بْنَ أَبِي وقَّاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «الضَّبْرُ ضَبْرُ البَلْقاء، والطعْنُ طعنُ أَبِي مِحْجَن» الضَّبْر: أَنْ يجْمع الفَرسُ قوائمَه ويثبَ. والبَلْقاءُ: فرَس سَعْد.
وَكَانَ سَعْد حبسَ أبَا مِحْجَن الثَّقَفي فِي شُرْب الخَمْر وَهمُ فِي قِتَال الفُرْس، فلمَّا كَانَ يومُ القَادِسيَّة رَأى أَبُو مِحْجَن مِنَ الفُرْس قُوّة، فَقَالَ لامْرَأة سَعْد: أطْلقِيني ولَكِ اللهُ عليَّ إِنْ سَلَّمني اللَّهُ أَنْ أرْجِع حَتَّى أضَعَ رِجْلي فِي القَيْد، فحلَّته فرَكِب فرَساً لِسَعْد يُقَالُ لَهَا البَلْقَاء، فَجَعَلَ لَا يَحْمِل عَلَى نَاحِيَةٍ مِنَ العَدُوِّ إِلَّا هَزَمَهم، ثُمَّ رجَع حَتَّى وَضَع رِجْليه فِي الْقَيْدِ، ووَفَى لَهَا بذمَّته. فلمَّا رَجَعَ سَعْد أَخْبَرَتْهُ بِمَا كَانَ مِنْ أمْرِه، فَخَلَّى سَبِيله.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِي، وذَكر بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ: «جَعل اللَّهُ جَوْزَهم الضَّبْر» هُوَ جَوْز البَرِّ.
وَفِيهِ «إنَّا لَا نَأمن أنْ يَأْتُوا بِضَبُورٍ» هِيَ الدّبَّابَاتُ الَّتِي تُقَرَّب إِلَى الحُصُون ليُنْقب مِنْ تحتِها، الواحِدَةُ ضَبْرَة .

سقي

(س ق ي) : (سَقَاهُ الْمَاءَ سَقْيًا) (وَالسِّقَايَةُ) مَا يُبْنَى لِلْمَاءِ وَفِي قَوْله تَعَالَى {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ} [التوبة: 19] مَصْدَرٌ وَفِي قَوْله تَعَالَى {جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} [يوسف: 70] مِشْرَبَةُ الْمَلِكِ (وَالسَّاقِيَةُ) وَاحِدَةُ السَّوَاقِي وَهِيَ فَوْقَ الْجَدْوَلِ وَدُونَ النَّهْرِ (وَالسَّقِيُّ) بِوَزْنِ الشَّقِيِّ وَالصَّبِيِّ مَا يُسْقَى سَيْحًا فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَالْبَخْسُ خِلَافُهُ وَمِثْلُهُمَا فِي الْمَعْنَى الْمَسْقَوِيُّ وَالْمَظْمَئِيُّ فِي الْحَدِيثِ وَقَوْله السَّقِّيُّ بِتَشْدِيدِ الْقَافِ مَعَ النَّخْشَبِيِّ كِلَاهُمَا خَطَأٌ.

سقي


سَقَى(n. ac. سَقْي)
a. Gave to drink; watered; irrigated; sent rain
to.
b. Tempered (iron).
c. ( n. ac.

سَقْوة [] )
a. [ coll. ], Poisoned.

سَقَّيَa. see I (a)
& IV (b), (c).
سَاْقَيَa. Drank with; gave to drink to.
b. Drew water with.

أَسْقَيَa. see I (a)b. Pledged; wished rain to.
c. Watered the cattle or the fields of.
d. Pointed out water to.
تَسَقَّيَa. Was irrigated, succulent.

إِسْتَسْقَيَa. Asked for water; wished, prayed for rain.
b. Was dropsical.

سَقْيa. Watering; irrigation.
b. Well-watered country.

سِقْي (pl.
أَسْقِيَة)
a. Water, drink; draught.
b. Watered, irrigated.

مَِسْقَاة [مَسْقَي
مِسْقَيَة
20t
a. A], Water-; drinking vessel; tank, cistern
&c.

سَاقٍ (pl.
سُقَاة []
سَقَآء [] )
a. Cup-bearer.
b. Watercarrier.

سَاقِيَة [] (pl.
سَوَاق [] & reg. )
a. Streamlet, rivulet, rill.

سَقَايَة []
a. see 17t
سِقَآء [] (pl.
أَسْقِيَة)
a. Waterskin.

سِقَايَة []
a. see 17tb. Drinking vessel.

سَقِيّa. Papyrus (plant).
سَقَّآء []
a. Water-carrier; water-bearer; waterer.
b. Pelican.

مُسْتَسْقٍ [ N.
Ag.
a. X], Dropsical.

إِسْتِسْقَآء [ N.
Ac.
a. X], Dropsy.
س ق ي : سَقَيْتُ الزَّرْعَ سَقْيًا فَأَنَا سَاقٍ وَهُوَ مَسْقِيٌّ عَلَى مَفْعُولٍ وَيُقَالُ لِلْقَنَاةِ الصَّغِيرَةِ سَاقِيَةٌ لِأَنَّهَا تَسْقِي الْأَرْضَ وَأَسْقَيْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَسَقَانَا اللَّهُ الْغَيْثَ وَأَسْقَانَا وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ سَقَيْتُهُ إذَا كَانَ بِيَدِكَ وَأَسْقَيْتُهُ بِالْأَلِفِ إذَا جَعَلْتُ لَهُ سِقْيًا وَسَقَيْتُهُ وَأَسْقَيْتُهُ دَعَوْتُ لَهُ فَقُلْتُ لَهُ سَقْيًا لَكَ وَفِي الدُّعَاءِ سُقْيَا رَحْمَةٍ وَلَا سُقْيَا عَذَابٍ عَلَى فُعْلَى بِالضَّمِّ أَيْ اسْقِنَا غَيْثًا فِيهِ نَفْعٌ بِلَا ضَرَرٍ وَلَا تَخْرِيبٍ وَالسِّقَايَةُ بِالْكَسْرِ الْمَوْضِعُ يُتَّخَذُ لِسَقْيِ النَّاسِ وَالسِّقَاءُ يَكُونُ لِلْمَاءِ وَاللَّبَنِ وَالِاسْتِسْقَاءُ طَلَبُ السَّقْيِ مِثْلُ: الِاسْتِمْطَارِ لِطَلَبِ الْمَطَرِ وَاسْتَسْقَى الْبَطْنُ لَازِمًا وَالسِّقْيُ مَاءٌ أَصْفَرُ يَقَعُ فِيهِ وَلَا يَكَادُ يَبْرَأُ. 
س ق ي

سقاكم الله تعالى الغيث والدر وأسقاكم " نسقيكم مما في بطونه " وقيل: سقاه لشفته، وأسقاه لدابته. وسقيته قلت له: سقاك الله تعالى. وله سقي من النهر، وشرب من السقاية، وله سقاية، ومسقاة: يشرب بها وهي المشربة. وسقى أرضه، واسق أرضك فقد حان مسقاها: وقت سقيها. وساقاه في أرضه، وكره أبو حنيفة المساقاة. وملأ السقاء والأسقية. وساق كالسقية وهي البردية، وسوق كالسقي.

ومن المجاز: سقى ثوبه منا من العصفر، وسقاه تسقية: كرر غمسه في الصبغ، وسقي قلبه بالعداوة. وسقى المسن الماء: أكثر سقيه: وتسقى الماء والصبغ: تشربه. وتساقوا كأس الموت، وساقيته إياها، وإنه لمسقي الدم حمرة كقولك: مشرب الدم حمرة. وساقيت الحرب مالي: أنفقته فيها. قال وقد ورد سابقاً:

إنا إذا الحرب نساقيها المال ... وجعلت تلقح ثم تحتال

يرهب عنا الناس طعن إيغال ... شزر كأفواه المزاد الشلشال

وسقى العرق: سال، وبه عرق يسقى، لا يرقئه من يرقى؛ وسقى بطنه واستسقى، وبه سقي وهو أن يقع الماء الأصفر في بطنه، وأسقاه الله تعالى، وتقول: أسقاك الله تعالى ولا أسقاك. وتقول: من لقي جالينوس استجهل الرواقي، ومن ورد البحر استقل السواقي.
(سقي)
فِيهِ «كُلُّ مأثُرة مِن مآثِر الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَىَّ إَّلا سِقَايَةَ الحاجِّ وسِدَانةَ البيت» هِيَ مَا كَانَتْ قريشٌ تَسْقِيهِ الحُجَّاج مِنَ الزَّبيبِ المَنْبوذِ فِي الماءٍ، وَكَانَ يَلِيها الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمَطْلَبِ فِي الجاهِلية والإسْلامِ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ خَرج يَسْتَسْقِي فقَلب رِداءَه» قَدْ تَكَرَّرَ ذكْر الِاسْتِسْقَاء فِي الْحَدِيثِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ. وَهُوَ اسْتفعال مِنْ طَلَب السُّقْيَا: أَيْ إنْزَال الغَيث عَلَى البِلادِ والعبادِ. يُقَالُ سَقَى اللهِ عِباَده الْغَيْثَ، وأَسْقَاهُمْ. والاسمُ السُّقْيَا بِالضَّمِّ. واسْتَسْقَيْتُ فُلَانًا إِذَا طَلَبتَ مِنْهُ أَنْ يَسْقِيَكَ.
(هـ) وفى حديث عثمان «وأبلغت الرّاتع مَسْقَاته مِسْقَاته» الْمَسْقَاةُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: موضعُ الشُّرب. وَقِيلَ هُوَ بِالْكَسْرِ آلَةُ الشُّرب، يُرِيدُ أَنَّهُ رَفق بِرَعيَّته ولاَنَ لَهُمْ فِي السِّياسةِ؛ كَمَنْ خلَّى المالَ يَرعى حَيْثُ شَاءَ ثُمَّ يُبْلِغُه المَورِدَ فِي رِفْقٍ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّ رجُلا مِنْ بَنِى تَميم قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْقِنِي شَبكَةً عَلَى ظَهْر جَلاَّل بقُلَّة الحَزن» الشَّبكةُ: بِئارٌ مُجْتمعةٌ، وَاسْقِنِي أَيِ اجْعَلها لِي سُقْياً وأقْطِعْنِيها تكونُ لِي خاصَّةً.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أعجَلتُهم أَنْ يَشْربوا سِقْيَهُمْ» هُوَ بِالْكَسْرِ اسْمُ الشَّيْءِ الْمُسْقَى.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ فِي الْخَرَاجِ «وَإِنْ كَانَ نَشْر أرضٍ يُسْلِم عَلَيْهَا صاحبُها، فَإِنَّهُ يُخْرِجُ مِنْهَا مَا أَعْطَى نَشْرُهَا رُبع الْمَسْقَوِيِّ وَعُشْرَ المَظْمَئىِّ» الْمَسْقَوِيُّ- بِالْفَتْحِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ مِنَ الزَّرْعِ- مَا يُسْقَى بالسَّيح. والمَظْمئِىُّ مَا تَسقِيه السماءُ. وَهُمَا فِي الْأَصْلِ مصدَرا أَسْقَى وَأَظْمَأَ، أَوْ سَقَى وَظَمِئَ مَنْسُوبًا إِلَيْهِمَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «إِنَّهُ كَانَ إمَام قَومِه، فمرَّ فَتًى بناضِحه يُرِيدُ سَقِيّاً» وَفِي رِوَايَةٍ «يُريد سَقِيَّة» السَّقِيُّ والسَّقِيَّةُ: النَّخْلُ الَّذِي يُسْقى بِالسَّوَاقِي: أَيْ بالدَّوالِي.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لمُحْرِم قَتَلَ ظَبْيًا: خُذْ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ فتصدَّق بلَحْمِها، وأَسْقِ إهَابَها» أَيْ أعْط جِلدَها مَنْ يتَّخِذه سِقاءً. والسِّقَاءُ: ظرفُ الماءِ مِنَ الجلْدِ، ويُجْمع عَلَى أَسْقِيَةٍ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدًا وَمَجْمُوعًا. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «إِنَّهُ بَاعَ سِقَايَة مِنْ ذَهَب بأكثَر مِنْ وزْنها» السِّقَايَةُ: إناءٌ يُشْرب فِيهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ «أَنَّهُ سُقِيَ بطنُه ثَلَاثِينَ سنَةً» يُقَالُ سُقِيَ بطنُه، وسَقَى بطنُه، واسْتَسْقَى بطنُه: أَيْ حَصَل فِيهِ الماءُ الأصفرُ. والأسمُ السِّقْيُ بِالْكَسْرِ. وَالْجَوْهَرِيُّ لَمْ يَذْكر إلاَّ سَقَى بطنُه وَاسْتَسْقَى.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ «وَهُوَ قائلٌ السُّقْيَا» السُّقْيَا: منزلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. قِيلَ هِيَ عَلَى يَومَين مِنَ الْمَدِينَةِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كَانَ يُسْتَعْذَبُ لَهُ الْمَاءُ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا» .
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ تفَلَ فِي فَمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عامِر وَقَالَ: أرجُو أَنْ تَكون سِقَاءً» أَيْ لَا تَعطَش.
(س ق ي)

سقَاهُ سقيا، وسقاه، وأسقاه. وَقيل سقَاهُ بالشفة، وأسقاه: دله على مَوضِع المَاء.

سِيبَوَيْهٍ: سقَاهُ، وأسقاه: جعل لَهُ مَاء أَو سقيا فَسَقَاهُ، ككساه. وأسقى: كألبس.

أَبُو الْحسن: يذهب إِلَى التَّسْوِيَة بَين " فعلت " و" أفعلت "، وَأَن " أفعلت " غير منقولة من " فعلت " لضرب من الْمعَانِي، كنقل " أدخلت ".

وَفِي الدُّعَاء: سقيا لَهُ ورعياً.

وسقاه ورعاه: قَالَ لَهُ: سقيا ورعياً.

والسقي: مَا اسقاه إِيَّاه.

وَكم سقى أَرْضك؟: أَي كم حظها من الشّرْب؟ وَقد اسقاه على ركيته.

واسقاه نَهرا: جعله لَهُ سقيا.

والمسقاة، والمسقاة، والسقاية: مَوضِع السَّقْي.

والسقاية: الْإِنَاء يسقى بِهِ.

وَقَالَ ثَعْلَب: السِّقَايَة، هُوَ الصَّاع والصواع بِعَيْنِه.

والسقاء: جلد السخلة إِذا اجذع، وَلَا يكون إِلَّا للْمَاء، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

يجبن بِنَا عرض الفلاة وَمَا لنا ... عَلَيْهِنَّ إِلَّا وخدهن سقاء

الوخد: سير سهل: أَي لَا نحتاج إِلَى سقاء للْمَاء، لِأَنَّهُنَّ يردن بِنَا المَاء وَقت حاجتنا اليه، وَقبل ذَلِك.

وَالْجمع: أسقية، وأسقيات، وأساق.

وأسقاه سقاء: وهبه لَهُ.

واسقاه إهاباً: أعطَاهُ إِيَّاه ليتَّخذ مِنْهُ سقاء.

وَرجل سَاق من قوم سقِِي.

وسقاء، وسقاء، على التكثير، من قوم سقائين وَالْأُنْثَى: سقاءة، وسقاية، الْهمزَة على التَّذْكِير، وَالْيَاء على التانيث، كشقاء وشقاوة.

وَفِي الْمثل: " اسْقِ رقاش إِنَّهَا سقايه " ويروى: سقاءة.

واستقى الرجل، واستسقاه: طلب مِنْهُ السَّقْي.

واستقى من النَّهر والبئر: اخذ من مائهما، وَقَول الْقَائِل: فَجعلُوا المران أرشية الْمَوْت فاستقوا بهَا ارواحهم، إِنَّمَا استعاره، وَإِن لم يكن هُنَالك مَاء وَلَا رشاء وَلَا استقاء.

وتسقى الشَّيْء: قبل السَّقْي. وَقيل: ثرى، انشد ثَعْلَب للمرار الفقعسي:

هَنِيئًا لخوط من بشام ترفه ... إِلَى برد شهد بِهن مشوب

بِمَا قد تسقى من سلاف وضمه ... بنان كهداب الدمقس خضيب

وَزرع سقِِي: يسقى بِالْمَاءِ.

والمسقوي: كالسقي، حَكَاهُ أَبُو عبيد، كَأَنَّهُ نسبه إِلَى مسقى، كمرمى، وَلَا يكون مَنْسُوبا إِلَى مسقي، لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لقَالَ: مسقى. وَقد صرح سِيبَوَيْهٍ بذلك.

والسقي: المسقي.

والسقي: البردي، واحدته: سقيه، سمي بذلك لنباته فِي المَاء أَو قَرِيبا مِنْهُ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

وكشح لطيف كالجديل مخصر ... وسَاق كأنبوب السَّقْي الْمُذَلل

والسقي، والسقي: مَاء يَقع فِي الْبَطن، وانكر بَعضهم الْكسر.

وَقد سقى بَطْنه، واستسقى، وأسقاه الله.

والسقي: جلدَة فِيهَا مَاء اصفر، تَنْشَق عَن رَأس الْوَلَد عِنْد خُرُوجه.

وَسَقَى الْعرق: أمد فَلم يَنْقَطِع.

واسقى الرجل: اغتابه، قَالَ ابْن احمر:

وَلَا علم لي مَا نوطة مستكنة ... وَلَا أرى من فَارَقت اسقى سقائبا

وَسقي قلبه عَدَاوَة: أشْرب.

وسقىالثوب، وسقاه: أشربه صبغاً. واستقى الرجل، واستسقى: تقيأ، قَالَ رؤبة:

وَكنت من دائك ذَا اقلاس ... فاستسقين بثمر القسقاس
سقي
سقَى/ سقَى لـ يَسقِي، اسْقِ، سَقْيًا، فهو ساقٍ، والمفعول مَسْقِيّ (للمتعدِّي) وسَقِيّ (للمتعدِّي)
• سقَى بطنُه: (طب) اجتمع في تجويفه البريتونيّ سائل مَصْليّ لا يكاد يبرأ منه ° سقى العرقُ: سال ولم ينقطع.
• سقَى الشَّخصُ: تزوّد بالماء " {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} ".
• سقاه/ سقَى له:
1 - جعله يشرب، أو ناوله ما يُشْرب، زوّده بالماء "سقاه الماءَ/ الدواءَ- {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} - {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} " ° سقَى اللهُ أيّامَه: دعاء بجعل أيّامه جميلة.
2 - أرواه "سقَى النباتَ/ الأرضَ/ الحيوانَ- سقى ضريحَه وردًا ودمعًا- {وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ} - {تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي
 الْحَرْثَ} " ° سقَى الله الأرضَ غيثًا أو مطرًا: أنزله عليها. 

سُقِيَ يُسقَى، سَقْيًا، والمفعول مَسْقِيّ
• سُقِيَ بطنُه: (طب) سقَى؛ اجتمع في تجويفه البريتونيّ سائل مَصْليّ لا يكاد يبرأ منه.
• سُقِي قلبُه عداوةً: أُشربها. 

أسقى/ أسقى لـ يُسقي، أَسْقِ، إسقاءً، فهو مُسْقٍ، والمفعول مُسْقًى
• أسقى الرَّجُلَ/ أسقى الرَّجُلَ الشَّرابَ: سقاه؛ جعله يشرب، أو ناوله ما يُشرب "أسقاه ماءً- {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} " ° أسقاه اللهُ الغيثَ: أنزله له.
• أسقى له: استقى له " {قَالَتَا لاَ تُسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} [ق]: وفي قراءة أخرى: (لا نُسقي) ". 

استسقى/ استسقى لـ/ استسقى من يستَسْقي، استَسْقِ، استسقاءً، فهو مُسْتَسْقٍ، والمفعول مُسْتَسْقًى (للمتعدِّي)
• استسقى بطنُه: (طب) سقَى؛ اجتمع في تجويفه البريتونيّ سائل مَصْليّ لا يكاد يبرأ منه، أصيب بداء الاستسقاء.
• استسقاه الرَّجلُ/ استسقى الرَّجلُ منه: طلب منه أن يسقيَه؛ أي يعطيه ماءً يشربه " {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ} ".
• استسقى له: طلب السُّقيا " {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ} ". 

استقى/ استقى من يَستقِي، استَقِ، استقاءً، فهو مُسْتَقٍ، والمفعول مُستقًى
• استقاه/ استقى منه: استسقاه؛ طلب منه أن يسقيَه، أي يشرِّبه.
• استقى المعلوماتِ ونحوَها من كذا: استمدّها، وحصل عليها "استقى معلوماته من الوثائق".
• استقى من البئر ونحوِها: أخذ من مائها. 

تساقى يتساقَى، تساقَ، تساقيًا، فهو مُتساقٍ
• تساقى القومُ: سقَى كلُّ واحد صاحبَه ° تساقَوا كئوس المنيَّة: حارب بعضُهم بعضًا. 

ساقى يساقِي، ساقِ، مُساقاةً، فهو مُساقٍ، والمفعول مُساقًى
• ساقاه: سقاه، جعله يشرب "ساقاه ماءً أو شرابًا".
• ساقى فلانًا شجرَه أو أرضَه: (رع) دفع شجرَه وأرضَه إليه واستعمله فيها ليعمِّرها ويسقيها ويقوم على إصلاحها على أن يكون له سهمٌ معلوم من الرِّيع والمحصول. 

إسْقاء [مفرد]: مصدر أسقى/ أسقى لـ. 

استسقاء [مفرد]:
1 - مصدر استسقى/ استسقى لـ/ استسقى من.
2 - طلبُ السُّقْيا، طلب الإنسان من الله تعالى إنزال المطر عند شدّة الحاجة إليه ° خُطبتا الاستسقاء: لطلب المطر- دعاء الاستسقاء: تضرّعٌ إلى الله تعالى لينزل المطر- صلاة الاستسقاء: صلاة تقام إلى الله لينزل المطر.
3 - (طب) مرض يتجمّع معه سائل مَصْليّ في التجويف البريتونيّ لا يكاد يُبرأ منه.
4 - (طب) ارتشاح الجزء المائيّ من الدّم من جدران الأوردة إلى البطن، تراكم كُلّيّ للسَّائل المَصْليّ في أنسجة وتجاويف مختلفة في الجسم.
• الاستسقاء البطنيّ: (طب) تجمُّع غير طبيعيّ لسائل مصليّ في البطن.
• الاستسقاء الدِّماغيّ/ استسقاء الرَّأس: (طب) مرض خِلْقيّ في الغالب، يحدث فيه تجمُّع غير طبيعي للسَّائل المخّيّ الشّوكيّ في بُطينات الدِّماغ ممّا يؤدِّي إلى تضخُّم الجمجمة وانضغاط الدِّماغ مسبِّبًا هدمًا في أنسجة الأعصاب. 

استِقاء [مفرد]: مصدر استقى/ استقى من. 

ساقٍ [مفرد]: ج ساقون وسُقَاة وسُقَّاء: اسم فاعل من سقَى/ سقَى لـ. 

ساقية [مفرد]: ج ساقيات وسَواقٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل سقَى/ سقَى لـ.
2 - قناة تسقي الأرضَ والزّرع، مجرى مائيّ طبيعيّ أو صناعيّ.
3 - اسم آلة من سقَى/ سقَى لـ: آلة تدار على محور لرفع الماء إلى قناة تسقي الحقل. 

سِقاء [مفرد]: ج أَسْقية، جج أساقٍ: قربة، وعاء من
 جلد يوضع فيه الماء أو اللّبن ونحوهما "سِقاء لَبنٍ حليب". 

سِقاية [مفرد]:
1 - صاع، إناءٌ يُسقى به وقد يُكال به " {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} ".
2 - حرفة السَّقّاء.
• سِقاية الحاجّ: سقيهم الماء، توفير الماء لهم، وكانت من مآثر قريش " {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَــعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} ". 

سَقّاء [مفرد]: ج سَقَّاءون، مؤ سَقّاءة وسَقّاية: من حرفته حمل الماء إلى المنازل ونحوها "انتهى عهد السّقّائين". 

سَقْي [مفرد]: مصدر سُقِيَ وسقَى/ سقَى لـ ° سَقْيًا له ورَعْيًا: دعاء له بالسقيا والمرعى الخصيب. 

سُقْيا [مفرد]: إعطاء نصيب محدّد من الماء "اللّهم سُقيا رحمة لا سُقيا عذاب: دعاء، أي اسقنا غيثا فيه نفع بلا ضرر- {نَاقَةَ اللهِ وَسُقْيَاهَا} ".
• سُقْيًا: دعاء بالرزق ° سُقْيًا له ورَعْيًا: دعاء له بالسقيا والمرعى الخصيب. 

سَقِيّ [مفرد]:
1 - صفة ثابتة للمفعول من سقَى/ سقَى لـ: "بستانٌ سَقِيٌّ".
2 - سحابة عظيمة القَطْر شديدة الوَقْع. 

مَسْقاة [مفرد]: ج مَساقٍ: قناة يُسقى منها الزرعُ أو الحيوانُ "إن نضبت المَسْقاة قلَّ الخير". 

مِسْقاة [مفرد]: ج مَساقٍ:
1 - اسم آلة من سقَى/ سقَى لـ: أداة يُسقى بها.
2 - مَسْقاة، قناة يُسقى منها الزرع أو الحيوان. 

مَسْقويّ [مفرد]: زرعٌ يُسقى بالماء الظَّاهر الجاري على وجه الأرض لا بالأمطار، كأنّه نسبة إلى المَسْقَى "يحتاج المَسْقويّ من الزَّرع إلى متابعة دائمة". 

مَسْقًى [مفرد]: ج مَساقٍ: اسم مكان من سقَى/ سقَى لـ: منهل؛ موضع الشُّرب "قاد الإبلَ إلى المسقى". 

خَمص

(خَ م ص)

الخُمْصان والخَمْصان: الجائع الضامر الْبَطن، وَالْأُنْثَى: خُمصانة، وخَمصانة وجمعهما: خِماص، وَلم يجمعوه بِالْوَاو، وَإِن دخلت الْهَاء فِي مؤنثه، حَملاً لَهُ على فَعلان الَّذِي انثاه فَعلى، لِأَنَّهُ مثله فِي العِدّة وَالْحَرَكَة والسكون.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: امْرَأَة خَمْصى، وانشد للاصم عبد الله بن رِبعي الدُّبَيْريّ:

مَا للّذي تُصبي عجوزٌ لَا صَبا سريعةٌ السُّخط بطيئة الرّضا

مبينَة الخُسران حِين تُجتليَ كَأَن فاها مِيلغٌ فِيهِ خٌصي

لكنْ فتاةٌ طَفلة خَمْصى الحَشا عَزيزةٌ تنام نَوْمات الضُّحى

مثل المهاة خذلت عَن المَها وَقد خَمِص بطُنه يَخْمَص، وخَممُص خَمْصا، وخَمَصا، وخَمَاصة.

والخَميص: كالخَمْصان، وَالْأُنْثَى: خميصة. والمِخماص: كالخميص، قَالَ أُميَّة بن أبي عَائِذ:

أَو مُغْزلٍ بالخَلّ أَو بخَلِيَّةٍ تَقْرُو السِّلامَ بشادنٍ مخْماصِ

والخَمْص، والخَمَص، والمَخمصة: الْجُوع. وَفُلَان خميص الْبَطن عَن أَمْوَال النَّاس، أَي عفيف.

والاخَمص: بَاطِن الْقدَم ومارَقّ من اسفلها وتجافَى عَن الأَرْض.

والخَمّصة: بطنٌ من الأَرْض صغيرٌ لينّ الَموطيء.

وخَمَص الجُرْحُ يخْمُص خُموصا، وانخمص: ذهب ورمه، كحمص وانحمص. حَكَاهُ يَعْقُوب، وعده فِي الْبَدَل.

قَالَ ابْن جني: لَا تكون الْخَاء فِيهِ بَدَلا من الْحَاء، وَلَا الْحَاء بَدَلا الْخَاء، أَلا ترى أَن كل وَاحِد من المثالين يتَصَرَّف فِي الْكَلَام تصرُّف صَاحبه، فَلَيْسَتْ لأَحَدهمَا مَزية من التَّصَرُّف والعموم فِي الِاسْتِعْمَال يكون بهَا أصلا لَيست لصَاحبه.

والخَمِيصة: كسَاء اسوء مربَّع لَهُ عَلَمان، قَالَ الْأَعْشَى:

إِذا جُرِّدت يَوْمًا حَسِبْتَ خميصةً عَلَيْهَا وجِرْيالَ النَّضِير الدُّلامِصَا

أَرَادَ شَعرها، شبهه بالخَميصة.

وَقيل: الخمائص: ثِيَاب من خزّ ثخان، سُود وحمر، وَلها اعلام ثخان أَيْضا.

وخُماصة: اسْم مَوضِع.
خَمص
. خَمَصَ الجُرْحُ: لُغَةٌ فِي حَمَصَ، وكَذا انْخَمَصَ: لُغَةٌ فِي انْحَمَصَ، وهذِه عَن أَبِي زيْد أَيْ سَكَن وَرَمُه. الأُوْلَى نَقَلَها الجَوْهَرِيُّ عَن ابنِ السَّكِّيتِ فِي كِتابِ القَلْبِ والإِبْدَالِ، والثانِيَةُ نقلهَا الصّاغانِيُّ عَن أَبِي زَيْدٍ، وَقَالَ ابنُ جِنِّى: لَا تكُونُ الخاءُ فِيهِ بَدَلاً مِنَ الحاءِ، وَلَا الحَاءُ بَدَلاً من الخاءِ، أَلا تَرَى أَنَّ كلَّ وَاحِدٍ من المِثَالَيْنِ يَتَصَرَّفُ فِي الكَلامِ تَصَرُّفَ صاحبهِ، فلَيْسَتْ لأَحَدِهَما مَزِيَّةٌ من التَّصَرُّفِ والعُمُومِ فِي الاسْتِعْمَالِ يكونُ بهَا أَصْلاً ليسَتْ لِصَاحِبِه. والخَمْصَةُ: الجَوْعَةُ، يُقال: لَيْسَ لِلْبَطْنَةِ خَيْرٌ مِنْ خَمْصَةِ تَتْبَعُها. وقالَ اللَّيْثُ: الخَمْصَةُ: بَطْنٌ من الأَرْضِ صَغِيرٌ ليِّنُ المَوْطِئِ، نَقَلَهُ الصّاغانِيُّ. والمَخْمَصَةُ: المَجَاعَةُ، وَهُوَ مَصْدَرٌ، مِثْلُ المَغْضَبَةِ والمَعْتبَةِ. وَقد خَمَصَه الجُوعُ خَمْصاً ومَخْمَصَةً، كمَا فِي الصّحاحِ. وخَمِصَ البَطْنُ، مُثَلَّثَةَ المِيمِ: خلا، فَهُوَ خَمِيصٌ، وَمِنْه قَوْلُ الشّاعِر:
(فالبَطْنُ مِنْها خَمِيصٌ ... والوَجْهُ مِثْلُ الهِلاَلِ)
والمَخْمِصُ، كمَنْزِلٍ، وضَبَطَه الصّاغانِيُّ كمَقْعَدٍ: اسْمُ طَرِيقٍ فِي جَبَلِ عَيْرٍ إِلى مَكَّة، حَرَسَها الله تعالَى، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الحَدِيث، قَالَ أَبُو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ يَصِفُ سَحَاباً:
(فجَلَّلَ ذَا عَيْرٍ ووَالَى رِهَامَهُ ... وعَنْ مَخْمِصِ الحُجَّاجِ لَيْسَ بناكِب)
ورَجُلٌ خُمْصَانٌ، بالضّمِّ، وخَمَصَانٌ، بالتَّحْرِيكِ، وهذِه عَن ابنِ عَبّادٍ، وخَمِيصُ الحَشَا: ضامِرُ البَطْنِ دَقِيقُ الخِلْقَةِ، وهِيَ خُمْصانَةٌ، وخَمَصَانةٌ، بالضَّمِ والتَّحْرِيك، الأُوْلَى عَنْ يَعْقُوبَ، وخَمِيصَةٌ، مِنْ نِسْوَةٍ خَمَائصَ، وهُمْ خِمَاصٌ: جِيَاعٌ ضُمْرُالبُطُونِ، ولمْ يَجْمَعُوهُ بالواوِ والنُّونِ، وإِنْ دَخَلتِ الهاءُ فِي مُؤَنَّثُه حَمْلاً لهُ على فُعْلان الَّذِي مُؤَنَّثُه فَعْلَى لأَنَّهُ مِثْلُه فِي العِدَّةِ والحَرَكَةِ والسُّكُونِ، وحَكَى ابنُ الأَعْرَابِيِّ: امْرَأَةٌ خَمْصَى، وأَنْشَد لِلأَصَمِّ الدُّبَيْرِيِّ:
(لكِنْ فَتاةٌ طَفْلَةٌ خُمْصَى الحَشَا ... غَرِيرَةٌ تَنامُ نَوْماتِ الضُّحَى)
وَفِي الحَدِيثِ كالطَّيْرِ تَغْدُو خِمَاصاً وتَرُوحُ بِطاناً وَكَذَا قوْلُه خِمَاصُ البُطُونِ من أَموال النَّاس خِفَافُ الظُّهُورِ من دِمائِهِم أَي أَنّهم أَعِفَّهٌ عَن أَمْوَالِ الناسِ، فهم ضَامِرُ والبُطُونِ من أَكْلِها، خِفَافُ الظُّهُورِ من ثِقَلِ وِزْرِهَا. وأَنشدني بعضُ الشُّيُوخِ: (أَيا مَلِكاً تَأْتِي الخِمَاصُ لِبَابِه ... فتغْدُو بِطَاناً من نَوالٍ ومِنْ جَاهِ)

(إَذا جَاءَ نصْرُ اللهِ والفتْحُ بَعْدَه ... فتَبَّتْ يَدَا شانِيكَ والحَمْدُ للهِ)

والخَمِيصَةُ: كِسَاءٌ أَسْوَدُ مُرَبَّعٌ، لَهُ عَلمَانِ، فإِنْ لمْ يَكُنْ مُعْلَماً فليْسَ بخَمِيصَةٍ، قَالَه الجَوْهَرِيُّ وأَنْشدَ لِلأَعْشَى:
(إِذا جُرِّدَتْ يَوْماً حَسِبْتَ خَمِيصَةً ... عَلَيْها وجِرْيَال النَّضِيرِ الدُّلاَمِصَا)
قالَ الأَصْمَعِيُّ: شَبَّه شَعرَهَا بالخَمِيصَةِ، والخَمِيصَةُ سَوْدَاءُ والجَمْعُ خَمَائِصُ. وقِيلَ: الخَمَائِصُ: ثِيَابٌ من خَزٍّ ثِخَانٌ سُودٌ وحُمْرٌ، وَلها أَعْلامٌ ثِخانٌ أَيْضاً، وكانَتْ من لِبَاسِ النّاسِ قَدِيماً. وأَبُو خَمِيصَة: عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ التُّجِيبيُّ، عَن عَلِيّ. وأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَمِيصَةَ، هَكَذَا فِي سَائِرِ الأُصُولِ، وصَوابُه حَرَمِيّ بنُ أَبِي العَلاءِ بنِ أَبِي خَمِيصَة: مُحَدِّثانِ، الأَخِيرُ عَن الزُّبَيْرِ بنِ بَكّارٍ. وأَبُو خَمِيصَةَ مَعْبَدُ بنُ عَبّادٍ الخَزْرَجِيُّ: صَحَابِيٌّ بَدْرِيٌّ، أَوْ بالضّادِ المُعْجَمَةِ والحَاءِ المُهْمَلَةِ واضْطرَبُوا فِي اسْمِه أَيْضاً، فَقيل: مَعْبَدُ بنُ عُمَارَة، وَقيل: غيرُ ذلِك، وَقيل: هُوَ أَبُو عُصَيْمَة. وفاتَهُ: أَزْهَرُ بنُ خَمِيصَةَ: تَابِعِيّ. وَمن المَجَازِ: تَخَامَصَ عَنْهُ، أَيْ تَجَافَى. وَفِي الأَسَاسِ: وكُلُّ شَئٍ كَرِهْتَ قُرْبَه فقدْ تَخَامَصْتَ عَنْه، وتقُولُ: مَسَسْتُه بيَدِي وهِيَ بَارِدَةٌ فتَخامَصَ عَنْ بَرْدِ يَدِي، وَقَالَ الشَّمّاخُ: (تَخامَصُ عَنْ بَرْدِ الوِشَاحِ إِذا مَشَتْ ... تَخامُصَ حافِي الخَيْلِ فِي الأَمْعَزِ الوَجِي)
وَمن المَجَاز: تخامَصَ اللَّيْلُ، إِذا رَقَّتْ ظُلْمَتُه عندَ السَّحَرِ، قَالَ الفَرَزْدَقُ:
(فَمَا زِلْتُ حَتّى صَعَّدَتْنِي حِبَالُها ... إِليْها ولَيْلِي قد تَخَامَصَ آخِرُهْ)
ومِنَ المَجَازِ: تقُولُ للرَّجُل: تَخامَصْ لِلرَّجُلِ عَنْ حَقِّه، وتَجَافَ لَهُ عَنْ حَقِّه، أَيْ أَعْطِه. كَذَا فِي الأسَاسِ والتَّكْمِلةِ. والأَخْمَصُ: مَا دَخَل مِنْ باطِنِ القَدَمِ مَا لمْ يُصِبِ الأَرْضَ، وهُوَ مَا رَقَّ من أَسْفَلِها، وتَجَافَى عَنِ الأَرْضِ، وقِيلَ: الأَخْمَصُ: خَصْرُ القَدَمِ. وقالَ ثَعْلَبٌ: سَأَلْتُ ابنَ الأَعْرَابِيِّ عَنْ قوْلِ عَلِيٍّ كرَّم اللهُ وَجْهَه: كانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وسَلّمَ، خُمْصانَ الأَخْمَصَيْنِ، فقالَ: إِذا كَانَ خَمَصُ الأَخْمَصِ بقَدْرٍ لمْ يَرْتَفِعُ جِدّاً، ولمْ يَسْتوِ أَسْفلُ القَدَمِ جِدّاً، فهُوَ أَحْسَنُ مَا يَكُونُ، فإِذا اسْتَوى أَو ارتَفَعَ جِدّاً، فهُوَ ذَمٌّ، فيَكُونُ المَعْنَى أَنّ أَخْمَصَه مُعْتَدِلُ الخَمَصِ. وقالَ الأَزْهَرِيُّ: الأَخْمَصُ مِنَ القَدَمِ: المَوْضِعُ الَّذِي لَا يِلْصَقُ بالأَرْضِ مِنْها عِنْدَ الوَطْءِ، والخُمْصَانُ: المُبَالِغُ مِنْه، أَيْ أَنّ ذلِك المَوْضِعَ مِنْ أَسْفلِ قدَمِه شَدِيدُ التَّجافِي عَن الأَرْضِ. ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: المِخْمَاصُ كالخَمِيصِ، قالَ أُمَيّةُ ابنُ أَبِي عائِذٍ:
(أَوْ مُغْزِلٍ بالخَلِّ أَوْ بِحُلَيَّةٍ ... تَقْرُو السَّلامَ بشَادِنٍ مِخْماصِ)

والخَمْصُ، والخَمَصُ، المَخْمَصَةُ. والمَخامِيصُ: خُمُصُ البُطُونِ. وخُمَاصَةُ، بالضَّمِّ: اسْمُ مَوْضِعٍ. وزَمَنٌ خَمِيصٌ: ذُو مَجَاعَةٍ، وَهُوَ مَجَازٌ.

هزو

هزو


هَزَا(n. ac. هَزْو)
a. Departed.
الْهَاء وَالزَّاي وَالْوَاو

هَوَّز الرجل: مَاتَ.

وَمَا أَدْرِي أَي الهُوزِ هُوَ: أَي الْخلق، وَرَوَاهُ بَعضهم: أَي الْهون هُوَ، وَالزَّاي أعرف.

والأهْوازُ: سبع كور بَين الْبَصْرَة وَفَارِس، لكل وَاحِدَة مِنْهَا اسْم، وَجَمعهَا الأهْوازُ أَيْضا، وَلَيْسَ للأهوازِ وَاحِد من لَفظه.

وهَوَّز، وهَوَّاز: حُرُوف وضعت لحساب الْجمل الْهَاء خَمْسَة، وَالْوَاو سِتَّة، وَالزَّاي سَبْعَة. 
هزو
: (و (} هَزَا) : أَهْملَهُ الجَوْهري وصاحِبُ اللِّسانِ.
وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: أَي (سارَ) .
والعَجَبُ مِن صاحِبِ اللّسانِ كيفَ أَغْفلَهُ مَعَ أنَّه ذَكَرَه فِي هَبَا اسْتِطْراداً، فانْظُرْه.
(وأبَو {هَزْوانَ النَّبَطِيُّ) ، كسَحْبانَ: رجُلٌ (مِن حاشِيَةِ هِشامِ بنِ عبْدِ المَلِكِ) بن مَرْوانَ، لَهُ ذِكْرٌ اسْمُه حَسَّان، كَانَ يَسْتَخْرجُ لهِشامٍ الضِّياع.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} هُزُوْ، بضمَّتَيْن وَسُكُون الْوَاو: قَلْعةٌ على جَبَلٍ فِي ساحِلِ البَحْرِ الفارِسِيّ مُقابِلَة لجزيرَةِ كيش، لَهَا ذِكْرٌ فِي أخْبار آلِ بُوَيْه، وأَصْحابُها قَوْمٌ مِن العَرَبِ يقالُ لَهُم بَنُو عمارَةَ يَتَوارَثُونَها ويَنْتَسِبونَ إِلَى الجلندى بن كركر، عَن ياقوت.

حسي

(حسي)
الحسى حسى احتقره ليخرج المَاء وَمَا فِي نَفسه اختبره

حسي


حَسَى(n. ac. حَسْي)
a. Dug for water.

حِسْي (pl.
حِسَآء []
أَحْسَآء [] )
a. Sandy ground which, when dug yields water; artesian
well.

حَسًى [ ]حِسًى [ ]a. see 2
الْحَاء وَالسِّين وَالْيَاء

الحِسْيُ: السهل من الأَرْض يستنقع فِيهِ المَاء، وَقيل: هُوَ غلظ فَوْقه رمل يجْتَمع فِيهِ مَاء السَّمَاء فَكلما نزحت دلوا جَمَّت أُخْرَى. وَحكى الْفَارِسِي عَن احْمَد ابْن يحيى: حِسْيٌ وحِسيً، وَلَا نَظِير لَهَا إِلَّا مِعْيٌ ومِعيً، وَإِنِّي من اللَّيْل وَإِنِّي. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي فِي حِسْيٍ: حَسىً، بِفَتْح الْحَاء مِثَال قفا. وَالْجمع من كل ذَلِك أحساءٌ وحِساءٌ.

واحْتَسَى حِسْياً احتفره. وَقيل: الاحتساءُ نبث التُّرَاب لخُرُوج المَاء.

واحتَسى مَا فِي نَفسه: اختبره. قَالَ:

يَقُول نِساءٌ يَحْتَسِين مودَّتي ... لِيَعلمْنَ مَا أُخفي ويعلمنَ مَا أُبدى

والحَسَي وَذُو حُسَي، مقصوران: موضعان.

وحِسْيٌ: مَوضِع. قَالَ ثَعْلَب: إِذا ذكر كثير غيقة فمعها حِسيً، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فمعها حسْنَي.
حسي
: (ي} الحَسْيُ، ويُكْسَرُ، {والحِسَى كإلى) ؛ حَكَى الأخيرَةَ الفارِسِيُّ عَن أَحمدَ بن يَحْيَى، قالَ: وَلَا نَظِير لَهُما إلاَّ مِعْي ومِعىً، وإنْي من اللَّيْلِ وإنىً، وأَمَّا الفتْح الَّذِي ذَكَرَه فإنَّه غيرُ مَعْروفٍ، والصَّوابُ} حَسَى مِثَالُ قَفَا، وَهُوَ الَّذِي حَكَاهُ ابنُ الأعرابيِّ.
(سَهْلٌ من الأَرْض يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الماءُ أَو غِلَظٌ فَوْقَهُ رَمْلٌ يَجْمَعُ ماءَ المَطَرِ وكلَّما؛ نَزَحْتَ دَلْواً، جَمَّتْ أُخْرى) ، كَذَا فِي المُحْكَم.
وقالَ الجَوهريُّ: {الحِسْيُ مَا تُنَشِّفُه الأرضُ مِن الرَّمْل فَإِذا صارَ إِلَى صَلابَةٍ أَمْسَكْته فتَحْفِر عَنهُ الرَّمْل فتَسْتَخْرجُه.
وقالَ الأزهريُّ: الحِسْي الرَّمْلُ المتُراكِمُ أَسْفَله جَبَلٌ صَلْدٌ، فَإِذا مُطِرَ الرَّمل نَشِفَ ماءُ المَطَرِ، فَإِذا انْتَهَى إِلَى الجَبَلِ الَّذِي تَحْتَه أَمْسَكَ الماءَ ومَنَعَ الرَّمْلُ حَرَّ الشمسِ أنْ يُنَشَّفَ الماءَ، فَإِذا اشْتَدَّ الحَرُّ نَبَتَ وَجْه الرَّمْل عَن الماءِ فنَبَع بارِداً عذْباً يتبرض تبرضاً، (ج} أَحْساءٌ {وحِساءٌ) ، وعَلى الأُولى اقْتَصَرَ الجَوهريُّ.
(} واحْتَسَى {حِسّى: احْتَفَرَهُ) .
وقيلَ:} الاحْتِساءُ نَبْثُ التُّرابِ لخُروجِ الماءِ.
قالَ الأزهريُّ: وسَمِعْتُ غَيْر واحِدٍ من بَني تمِيمٍ يقولُ {احْتَسَيْنا} حِسْياً أَي أَنْبَطْنا ماءَ {حِسْيٍ.
(} كحَساهُ) ، وَهَذِه مِن كتابِ يافع ويفعة.
(و) {احْتسى (مَا فِي نَفْسِه: اخْتَبَرَهُ) ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
يقُولُ نِساءٌ} يَحْتَسِينَ مُوَدَّتي
ليَعْلَمْنَ مَا أُخْفي ويَعْلَمْنَ مَا أُبْدِيقالَ الأزهريُّ: ويقالُ هَل {احْتَسَيَتَ من فُلانٍ شَيْئا، على معْنَى هَل وَجَدْتَ.
(} كَحَسِيَهُ، كَرضِيَهُ) فِي الصِّحاح: {وحَسِيتُ الخَبَر، بالكسْرِ: مِثْلُ حَسِسْتُ، قالَ أَبو زُبَيْدٍ الطائيُّ:
سِوَى أنَّ العِتَاقَ من المَطايا
} حَسِينَ بِهِ وهُنَّ إِلَيْهِ شُوسُ ويُرْوَى: أحسن بِهِ.
( {والحِساءُ، ككِتابٍ: ع) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ نَصْر: مِياهٌ لفزارَةَ بينَ الرَّبْذة ونَخْل؛ قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ رَواحَةَ الأَنْصارِيُّ يخاطِبُ ناقَتَه حينَ توجَّه إِلَى مُوتَةَ مِن أَرضِ الشَّام:
إِذا بَلَّغْتِني وحَمَلْتِ رَحْلِي
مَسِيرةَ أَرْبَعٍ بَعْد} َالحِسَاءِ (و) فِي العَرَبِ أَحْساءٌ كثيرَةٌ مِنْهَا:
(أَحْساءُ بَني سعدٍ: د، بحِذاءِ هَجَرَ) بالبَحْرَيْن (وَهُوَ أَحْساءُ القرامِطَةِ) لأنَّ أَوَّل مَنْ عَمَّره وحَصَّنَه وجَعَلَه قصبَةَ هَجَرَ أَبو طاهِرٍ الحَسَنُ بنُ أَبي سعيدٍ القرمطيُّ.
قالَ الأزهريُّ: وَهِي اليَوْم دارُ القَرامِطَةِ وَبهَا مَنَازِلهم؛ (أَو) هِيَ (غَيْرِها) ، كَمَا يُفْهَم مِن سياقِ ياقوت.
( {وأحْساءُ خِرْشافٍ: د، بسيفِ البَحْرَيْن.
(وأحْساءُ بَنِي وهبٍ) : على خَمْسةِ أَمْيالٍ من المُرتمَى فِيهِ بركَةٌ و (تِسْعَةُ آبارٍ كِبارٍ) وصِغارٍ (بينَ القَرْعاءِ وواقِصَةَ) على طريقِ الحاجِّ.
(} والأَحْساءُ: ماءٌ لغَنِيَ) ؛ قالَ الحسينُ بنُ مطيرٍ الأَسَديُّ:
أَيْن جيراَنُنا على! الأَحْساءِ
أَيْنَ جِيرانُتا على الأَطْواءِفارَقُونا والأَرْض ملبسةٌ نَوْ
رَ الأَقاحِي يجادُ بالأَنْواءِ (و (الأَحْساءُ: (ماءٌ باليَمامَة. (و (أَيْضاً: (ماءَةٌ لجَدِيلَةَ) طيَّىءٍ بأَجَأَ.
( {والمِحْساةُ: ثَوْرُ النُّضوح) .
وممَّا يُستدركُ عَلَيْهِ:
الحِسْيُ، بالكسْر: الماءُ القَلِيلُ، كالحساءِ، عَن ثَعْلَب.
} وأَحْسَيْتُ الخَبَر: مثْلُ {حَسِيتُ نَقَلَه الجَوهريُّ.
} واحْتَسَى: اسْتَخْبَرَ.
{والحَسَى وذُو} حُسَى، مَقْصورانِ: مَوْضِعانِ؛ وأَنْشَدَ ابْن برِّي:
عَفاذُ وحُسىً من فَرْتَنَا فالفَوارِع {وحِسْيٌ، بالكسْرِ: مَوْضِعٌ.
قالَ ثَعْلَب: إِذا ذَكَر كثيرٌ غَيْقَة فمعها} حِسْيٌ.
وقالَ نَصْر: ذُو {حُسَى، كهُدَى: وادٍ بالشَّرَبَّة مِن دِيارِ غَطَفَان.
} والأَحْسَاءُ: وادٍ فِي طريقِ مَكَّةَ بحِذاءِ حاجَر.
{والأَحْسِيَةُ: جَمْعُ} حِسَاءٍ، كسِوَارٍ وأَسْوِرَة.
{وحِسَاءٌ: جَمْع حِسْي، كذِئْبٍ وذِئابٍ.
} والأَحْسِيَةُ: مَوْضِعٌ باليَمَن لَهُ ذِكْرٌ فِي حدِيثِ الرِّدَّةِ؛ نَقَلَه ياقوتٌ.
وحُرَيْثُ بنُ {مُحَسِّي، كمُحدِّثٍ: رَوَى عَن عليَ.
وعمارَةُ بنُ مُحَسِّي: شَهِدَ اليَرْمُوك.

وَصَلَ 

(وَصَلَ) الْوَاوُ وَالصَّادُ وَاللَّامُ: أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى ضَمِّ شَيْءٍ إِلَى شَيْءٍ حَتَّى يَعْلَقَهُ. وَوَصَلْتُهُ بِهِ وَصْلًا. وَالْوَصْلُ: ضِدُّ الْهِجْرَانِ. وَمَوْصِلُ الْبَعِيرِ: مَا بَيْنَ عَجُزِهِ وَفَخِذِهِ. وَالْوَاصِلَةُ فِي الْحَدِيثِ: الَّتِي تَصِلُ شَعْرَهَا بِشِعْرٍ آخَرَ زُورًا. وَيَقُولُ وَصَلْتُ الشَّيْءَ وَصْلًا، وَالْمَوْصُولُ بِهِ وِصْلٌ بِكَسْرِ الْوَاوِ. وَمِنَ الْبَابِ الْوَصِيلَةُ: الْــعِمَارَةُ وَالْخِصْبُ. لِأَنَّهَا تَصِلُ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ، وَإِذَا أَجْدَبُوا تَفَرَّقُوا. وَالْوَصِيلَةُ: الْأَرْضُ الْوَاسِعَةُ، كَأَنَّهَا وُصِلَتْ فَلَا تَنْقَطِعُ. أَمَّا الْوَصِيلَةُ مِنَ الْغَنَمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} [المائدة: 103] . . .

عَرَضَ 

(عَرَضَ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالضَّادُ بِنَاءٌ تَكْثُرُ فُرُوعُهُ، وَهِيَ مَعَ كَثْرَتِهَا تَرْجِعُ إِلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ الْعَرْضُ الَّذِي يُخَالِفُ الطُّولَ. وَمَنْ حَقَّقَ النَّظَرَ وَدَقَّقَهُ عَلِمَ صِحَّةَ مَا قُلْنَاهُ، وَقَدْ شَرَحْنَا ذَلِكَ شَرْحًا شَافِيًا.

فَالْعَرْضُ: خِلَافُ الطُّولِ. تَقُولُ مِنْهُ: عَرُضَ الشَّيْءُ يَعْرُضُ عِرَضًا، فَهُوَ عَرِيضٌ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَرُضَ عَرَاضَةً. وَأَنْشَدَ:

إِذَا ابْتَدَرَ الْقَوْمُ الْمَكَارِمَ عَزَّهُمْ ... عَرَاضَةُ أَخْلَاقِ ابْنِ لَيْلَى وَطُولُهَا

وَقَوْسٌ عُرَاضَةٌ: عَرِيضَةٌ. وَأَعْرَضَتِ الْمَرْأَةُ أَوْلَادَهَا: وَلَدَتْهُمْ عِرَاضًا، كَمَا يُقَالُ أَطَالَتْ فِي الطُّولِ.

وَمِنَ الْبَابِ: عَرَضَ الْمَتَاعَ يَعْرِضُهُ عَرْضًا. وَهُوَ كَأَنَّهُ فِي ذَاكَ قَدْ أَرَاهُ عَرْضَهُ. وَعَرَّضَ الشَّيْءَ تَعْرِيضًا: جَعَلَهُ عَرِيضًا.

وَمِنْ ذَلِكَ عَرْضُ الْجُنْدِ: أَنْ تُمِرَّهُمْ عَلَيْكَ، وَذَلِكَ كَأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى الْعَارِضِ مِنْ حَالِهِمْ. وَيُقَالُ لِلْمَعْرُوضِ مِنْ ذَلِكَ: عَرَضٌ مُتَحَرِّكَةٌ، كَمَا يُقَالُ قَبَضَ قَبَضًا، وَقَدْ أَلْقَاهُ فِي الْقَبَضِ. وَعَرَضُوهُمْ عَلَى السَّيْفِ عَرْضًا، كَأَنَّ السَّيْفَ أَخَذَ عَرْضَ الْقَوْمِ فَلَمْ يَفُتْهُ أَحَدٌ. وَعَرَضْتُ الْعُودَ عَلَى الْإِنَاءِ أَعْرُضُهُ بِضَمِّ الرَّاءِ، إِذَا وَضَعْتَهُ عَلَيْهِ عَرْضًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «هَلَّا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ» . وَيُقَالُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ: عَرَضَ يَعْرِضُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَمَا عَرَضْتُ لِفُلَانٍ وَلَا تَعْرِضْ لَهُ، وَذَلِكَ أَنْ تَجْعَلَ عَرْضَكَ بِإِزَاءِ عَرْضِهِ. وَيُقَالُ: عَرَضَ الرُّمْحَ يَعَرِضُهُ عَرْضًا. قَالَ النَّابِغَةُ:

لَهُنَّ عَلَيْهِمْ عَادَةٌ قَدْ عَرَفْنَهَا ... إِذَا عَرَضُوا الْخَطِّيَّ فَوْقَ الْكَوَاثِبِ

وَعَرَضَ الْفَرَسُ فِي عَدْوِهِ عَرْضًا، كَأَنَّهُ يُرِي النَّاظِرَ عَرْضَهُ. قَالَ:

يَعْرِضُ حَتَّى يَنْصِبَ الْخَيْشُومَا قَالُوا: إِذَا عَدَا عَارِضًا صَدْرَهُ، أَوْ مَائِلًا بِرَأْسِهِ. وَيُقَالُ: عَرَضَ فُلَانٌ مِنْ سِلْعَتِهِ، إِذَا عَارَضَ بِهَا، أَعْطَى وَاحِدَةً وَأَخَذَ أُخْرَى. وَمِنْهُ:

هَلْ لَكَ وَالْعَارِضُ مِنْكَ عَائِضُ

أَيْ يُعَارِضُكِ فَيَأْخُذُ مِنْكِ شَيْئًا، وَيُعْطِيكَ شَيْئًا. وَيُقَالُ: عَرَضْتُ أَعْوَادًا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَاعْتَرَضَتْ هِيَ. قَالَ أَبُو دُوَادٍ:

تَرَى الرِّيشَ فِي جَوْفِهِ طَامِيًا ... كَعَرْضِكَ فَوْقَ نِصَالٍ نِصَالَا

يَصِفُ الْمَاءَ أَنَّ الرِّيشَ بَعْضُهُ مُعْتَرِضٌ فَوْقَ بَعْضٍ، كَمَا يَعْتَرِضُ النَّصْلُ عَلَى النَّصْلِ كَالصَّلِيبِ. وَيُقَالُ: عَرَضْتُ لَهُ مِنْ حَقِّهِ ثَوْبًا فَأَنَا أَعْرِضُهُ، إِذَا كَانَ لَهُ حَقٌّ فَأَعْطَاهُ ثَوْبًا، كَأَنَّهُ جَعَلَ عَرْضَ هَذَا بِإِزَاءِ عَرْضِ حَقِّهِ الَّذِي كَانَ لَهُ. وَيُقَالُ: أَعْيَا فَاعْتَرَضَ عَلَى الْبَعِيرِ.

وَذَكَرَ الْخَلِيلُ: أَعْرَضْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتُهُ عَرِيضًا. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: " أَعْرَضْتَ الْقِرْفَةَ ". وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: " أَعْرَضْتَ الْفُرْقَةَ " وَلَعَلَّهُ أَجْوَدُ، وَذَلِكَ لِلرَّجُلِ يُقَالُ لَهُ: مَنْ تَتَّهِمُ؟ فَيَقُولُ: أَتَّهِمُ بَنِي فُلَانٍ، لِلْقَبِيلَةِ بِأَسْرِهَا. فَيُقَالُ لَهُ: أَعْرَضْتَ الْقِرْفَةَ، أَيْ جِئْتَ بِتُهْمَةٍ عَرِيضَةٍ تَعْتَرِضُ الْقَبِيلَ بِأَسْرِهِ.

وَمِنَ الْبَابِ: أَعْرَضْتُ عَنْ فُلَانٍ، وَأَعْرَضْتُ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، وَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ. وَهَذَا هُوَ الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ; لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَا وَلَّاهُ عَرْضَهُ. وَالْعَارِضُ إِنَّمَا هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَرْضِ الَّذِي هُوَ خِلَافُ الطُّولِ. وَيُقَالُ: أَعْرَضَ لَكَ الشَّيْءُ مِنْ بَعِيدٍ، فَهُوَ مُعْرِضٌ، وَذَلِكَ إِذَا ظَهَرَ لَكَ وَبَدَا. وَالْمَعْنَى أَنَّكَ رَأَيْتَ عَرْضَهُ. قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ:

وَأَعْرَضَتِ الْيَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ ... كَأَسْيَافٍ بِأَيْدِي مُصْلِتِينَا

[وَ] تَقُولُ: عَارَضْتُ فُلَانًا فِي السَّيْرِ، إِذَا سِرْتَ حِيَالَهُ. وَعَارَضْتُهُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، إِذَا أَتَيْتَ إِلَيْهِ مِثْلَ مَا أَتَى إِلَيْكَ. وَمِنْهُ اشْتُقَّتِ الْمُعَارَضَةُ. وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ، كَأَنَّ عَرْضَ الشَّيْءِ الَّذِي يَفْعَلُهُ مِثْلُ عَرْضِ الشَّيْءِ الَّذِي أَتَاهُ. وَقَالَ طُفَيْلٌ:

وَعَارَضْتُهَا رَهْوًا عَلَى مُتَتَابِعٍ ... نَبِيلِ الْقُصَيْرَى خَارِجِيٍّ مُحَنَّبِ

وَيُقَالُ: اعْتَرَضَ فِي الْأَمْرِ فُلَانٌ، إِذَا أَدْخَلَ نَفْسَهُ فِيهِ. وَعَارَضْتُ فُلَانًا فِي الطَّرِيقِ، وَعَارَضْتُهُ بِالْكِتَابِ، وَاعْتَرَضْتُ أُعْطِي مَنْ أَقَبَلَ وَأَدْبَرَ. وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ. وَاعْتَرَضَ فُلَانٌ عِرْضَ فُلَانٍ يَقَعُ فِيهِ، أَيْ يَفْعَلُ فِعْلًا يَأْخُذُ عَرْضَ عِرْضِهِ. وَاعْتَرَضَ الْفَرَسُ، إِذَا لَمْ يَسْتَقِمْ لِقَائِدِهِ. قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

وَأَرَانِي الْمَلِيكُ رُشْدِي وَقَدْ كُنْ ... تُ أَخَا عُنْجُهِيَّةٍ وَاعْتِرَاضِ

وَتَعَرَّضَ لِي فُلَانٌ بِمَا أَكْرَهُ. وَرَجُلٌ عِرِّيضٌ، أَيْ مُتَعَرِّضٌ. وَمِنَ الْبَابِ: اسْتَعْرَضَ الْخَوَارِجُ النَّاسَ، إِذَا لَمْ يُبَالُوا مَنْ قَتَلُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: " «كُلِ الْجُبْنَ عُرْضًا» "، أَيِ اعْتَرِضْهُ كَيْفَ كَانَ وَلَا تَسْأَلْ عَنْهُ. وَهَذَا كَمَا قُلْنَاهُ فِي إِعْرَاضِ الْقِرْفَةِ. وَالْمُعْرِضُ: الَّذِي يَعْتَرِضُ النَّاسَ يَسْتَدِينُ مِمَّنْ أَمْكَنَهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: " أَلَا إِنَّ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ ادَّانَ مُعْرِضًا ".

وَمِنَ الْبَابِ الْعِرْضُ: عِرْضُ الْإِنْسَانِ. قَالَ قَوْمٌ: هُوَ حَسَبُهُ، وَقَالَ آخَرُونَ: نَفْسُهُ. وَأَيَّ ذَلِكَ كَانَ فَهُوَ مِنَ الْعَرْضِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ.

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِرْضَ: رِيحُ الْإِنْسَانِ طَيِّبَةً كَانَتْ أَمْ غَيْرَ طَيِّبَةٍ، فَهَذَا طَرِيقُ الْمُجَاوَزَةِ، لِأَنَّهَا لَمَّا كَانَتْ مِنْ عِرْضِهِ سُمِّيَتْ عِرْضًا. وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّمَا هُوَ عَرَقٌ يَجْرِي مِنْ أَعْرَاضِهِمْ» أَيْ أَبْدَانِهِمْ، يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا. وَاسْتَدَلُّوا عَلَى أَنَّ الْعِرْضَ: النَّفْسُ بِقَوْلِ حَسَّانَ، يَمْدَحُ رَسُولَ اللَّهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -:

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَتِي وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ

وَتَقُولُ: هُوَ نَقِيُ الْعِرْضِ، أَيْ بَعِيدٌ مِنْ أَنْ يُشْتَمَ أَوْ يُعَابَ. وَمِنَ الْبَابِ: مَعَارِيضُ الْكَلَامِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَخْرُجُ فِي مِعْرَضٍ غَيْرِ لَفْظِهِ الظَّاهِرِ، فَيُجْعَلُ هَذَا الْمِعْرَضِ لَهُ كَمِعْرَضِ الْجَارِيَةِ، وَهُوَ لِبَاسُهَا الَّذِي تُعْرَضُ فِيهِ، وَذَلِكَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَرْضِ. وَقَدْ قُلْنَا فِي قِيَاسِ الْعَرْضِ مَا كَفَى.

وَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: عَرَفْتُ ذَاكَ فِي عَرُوضِ كَلَامِهِ، أَيْ فِي مَعَارِيضِ كَلَامِهِ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعَرْضُ: الْجَيْشُ الْعَظِيمُ، وَهَذَا عَلَى مَعْنَى التَّشْبِيهِ بِالْعَرْضِ مِنَ السَّحَابِ، وَهُوَ مَا سَدَّ بِعَرْضِهِ الْأُفُقَ. قَالَ:

كُنَّا إِذَا قُدْنَا لِقَوْمٍ عَرْضَا

أَيْ جَيْشًا كَأَنَّهُ جَبَلٌ أَوْ سَحَابٌ يَسُدُّ الْأُفُقَ، وَقَالَ دُرَيْدٌ:

نَعِيَّةُ مِنْسَرٍ أَوْ عَرْضُ جَيْشٍ ... تَضِيقُ بِهِ خُرُوقُ الْأَرْضِ مَجْرِ

وَكَانَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: الْأَعْرَاضُ: الْجِبَالُ وَالْأَوْدِيَةُ وَالسَّحَابُ، الْوَاحِدُ عِرْضٌ. كَذَا قَالَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا بِالْفَتْحِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْعَرْضُ: سَنَدُ الْجَبَلِ. وَأَنْشَدَ:

أَلَا تَرَى بِكُلِّ عَرْضٍ مُعْرِضِ وَأَنْشَدَ الْأَصْمَعِيُّ:

كَمَا تَدَهْدَى مِنَ الْعَرْضِ الْجَلَامِيدُ

وَالْعَرِيضُ: الْجَدْيُ إِذَا نَزَا [أَوْ] يَكَادُ يَنْزُوَ، وَذَلِكَ إِذَا بَلَغَ. وَهَذَا قِيَاسُهُ أَيْضًا قِيَاسُ الْبَابِ، وَهُوَ مِنَ الْعَرْضِ، وَجَمْعُهُ عُرْضَانٌ.

فَأَمَّا عَرُوضُ الشِّعْرِ فَقَالَ قَوْمٌ: مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَرُوضِ، وَهِيَ النَّاحِيَةُ، كَأَنَّهُ نَاحِيَةٌ مِنَ الْعِلْمِ. وَأَنْشَدَ فِي الْعَرُوضِ:

لِكُلِّ أُنَاسٍ مِنْ مَعَدٍّ عِمَارَةٌ ... عَرُوضٌ إِلَيْهَا يَلْجَئُونَ وَجَانِبُ

وَقَالَ آخَرُونَ: الْعَرِيضُ: الطَّرِيقُ الصَّعْبُ، ذَلِكَ يَكُونُ فِي عَرْضِ جَبَلٍ، فَقَدْ صَارَ بَابُهُ قِيَاسَ سَائِرِ الْبَابِ. قَالُوا: وَهَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ: نَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ، إِذَا كَانَتْ صَعْبَةً. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهَا لَا تَسْتَقِيمُ فِي السَّيْرِ، بَلْ تَعْتَرِضُ. قَالَ الشَّاعِرُ:

وَمَنَحْتُهَا قَوْلِي عَلَى عُرْضِيَّةٍ ... عُلُطٍ أُدَارِي ضِغْنَهَا بِتَوَدُّدِ

وَمِنَ الْبَابِ: عُرْضُ الْحَائِطِ، وَعُرْضُ الْمَالِ، وَعُرْضُ النَّهْرِ، وَيُرَادُ بِهِ وَسَطُهُ. وَذَلِكَ مِنَ الْعَرْضِ أَيْضًا. وَقَالَ لَبِيدٌ:

فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعَا ... مَسْجُورَةً مُتَجَاوِرًا قُلَّامُهَا وَعُرْضُ الْمَالِ مِنْ ذَلِكَ، وَكُلُّهُ الْوَسَطُ. وَكَانَ اللِّحْيَانِيُّ يَقُولُ: فُلَانٌ شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، أَيِ النَّاحِيَةِ. وَالْعَرَضُ مِنْ أَحْدَاثِ الدَّهْرِ، كَالْمَرَضِ وَنَحْوِهِ، سُمِّيَ عَرَضًا لِأَنَّهُ يَعْتَرِضُ، أَيْ يَأْخُذُهُ فِيمَا عَرَضَ مِنْ جَسَدِهِ. وَالْعَرَضُ: طَمَعُ الدُّنْيَا، قَلِيلًا [كَانَ] أَوْ كَثِيرًا. وَسُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يُعْرِضُ، أَيْ يُرِيكَ عُرْضَهُ. وَقَالَ:

مَنْ كَانَ يَرْجُو بَقَاءً لَا نَفَادَ لَهُ ... فَلَا يَكُنْ عَرَضُ الدُّنْيَا لَهُ شَجَنَا

وَيُقَالُ: " الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ، يَأْخُذُ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ". فَأَمَّا قَوْلُهُ: - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرْضِ» . فَإِنِّمَا سَمِعْنَاهُ بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَهُوَ كُلُّ مَا كَانَ مِنَ الْمَالِ غَيْرَ نَقْدٍ ; وَجَمْعُهُ عُرُوضٌ. فَأَمَّا الْعَرَضُ بِفَتْحِ الرَّاءِ، فَمَا يُصِيبُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ حَظِّهِ مِنَ الدُّنْيَا. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} [الأعراف: 169] .

وَقَالَ الْخَلِيلُ: فُلَانٌ عُرْضَةٌ لِلنَّاسِ: لَا يَزَالُونَ يَقَعُونَ فِيهِ. وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَعْتَرِضُونَ عُرْضَهُ. وَالْمِعْرَاضُ: سَهْمٌ لَهُ أَرْبَعُ قُذَذٍ دِقَاقٍ، وَإِذَا رُمِيَ بِهِ اعْتَرَضَ. قَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ السَّهْمُ الَّذِي يُرْمَى بِهِ لَا رِيشَ لَهُ يَمْضِي عَرْضًا.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، فَقَدْ ذَكَرْنَا مَا قَالَهُ اللِّحْيَانِيُّ فِيهِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، أَيْ ذُو جَلَدٍ وَصَرَامَةٍ. وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ، أَيْ شَدِيدٌ مَا يَعْرِضُ لِلنَّاسِ مِنْهُ. وَعَارِضَةُ الْوَجْهِ: مَا يَبْدُو مِنْهُ عِنْدَ الضَّحِكِ. وَزَعَمَ أَنَّ أَسْنَانَ الْمَرْأَةِ تُسَمَّى الْعَوَارِضَ وَالْقِيَاسُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ وَاحِدٌ. قَالَ عَنْتَرَةُ:

وَكَأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... سَبَقَتْ عَوَارِضُهَا إِلَيْكَ مِنَ الْفَمِ

وَرَجُلٌ خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ، يَعْنِي عَارِضَيِ اللِّحْيَةِ. وَقَالَ أَبُو لَيْلَى: الْعَوَارِضُ الضَّوَاحِكُ، لِمَكَانِهَا فِي عَرْضِ الْوَجْهِ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَارِضَا الرَّجُلِ: شَعْرُ خَدَّيْهِ، لَا يُقَالُ لِلْأَمْرَدِ: امْسَحْ عَارِضَيْكَ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: يَمْشِي الْعِرَضْنَى، فَالنُّونُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَهُوَ الَّذِي يَشْتَقُّ فِي عَدْوِهِ مُعْتَرِضًا. قَالَ الْعَجَّاجُ:

تَعْدُو الْعِرَضْنَى خَيْلُهُمْ حَرَاجِلًا

وَامْرَأَةٌ عُرْضَةٌ: ضَخْمَةٌ قَدْ ذَهَبَتْ مِنْ سِمَنِهَا عَرْضًا.

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَوَارِضُ: سَقَائِفُ الْمَحْمَلِ الْعِرَاضُ الَّتِي أَطْرَافُهَا فِي الْعَارِضَيْنِ، وَذَلِكَ أَجْمَعُ هُوَ سَقْفُ الْمِحْمَلِ. وَكَذَلِكَ عَوَارِضُ سَقْفِ الْبَيْتِ إِذَا وُضِعَتْ عَرْضًا. وَقَالَ أَيْضًا: عَارِضَةُ الْبَابِ هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي هِيَ مِسَاكُ الْعِضَادَتَيْنِ مِنْ فَوْقُ. وَالْعَرْضِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ، وَلَعَلَّ لَهُ عَرْضًا. قَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ: هَزَّتْ قَوَامًا يَجْهَدُ الْعَرْضِيَّا ... هَزَّ الْجَنُوبِ النَّخْلَةَ الصَّفِيَّا

وَكُلُّ شَيْءٍ أَمْكَنَكَ مِنْ عَرْضِهِ فَهُوَ مُعْرِضٌ لَكَ، بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَيُقَالُ: أَعْرَضَ لَكَ الظَّبْيُ فَارْمِهِ، إِذَا أَمْكَنَكَ مِنْ عَرْضِهِ ; مِثْلُ أَفْقَرَ وَأَعْوَرَ.

وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: " فُلَانٌ عَرِيضُ الْبِطَانِ "، إِذَا أَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ. وَيُقَالُ: ضَرَبَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ عِرَاضًا، إِذَا ضَرَبَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُقَادَ إِلَيْهَا. وَهَذَا مِنْ قَوْلِنَا: اعْتَرَضَ الشَّيْءَ: أَتَاهُ مِنْ عُرْضٍ، كَأَنَّهُ اعْتَرَضَهَا مِنْ سَائِرِ النُّوقِ: قَالَ الرَّاعِي:

نَجَائِبُ لَا يُلْقَحْنَ إِلَّا يَعَارَةً ... عِرَاضًا وَلَا يُبْتَعْنَ إِلَّا غَوَالِيَا

وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَقِحَتِ النَّاقَةُ عِرَاضًا، أَيْ ذَهَبَتْ إِلَى فَحْلٍ لَمْ تُقَدْ إِلَيْهِ. وَالْعَارِضُ: السَّحَابُ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُ قِيَاسِهِ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى: {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24] . وَالْعَارِضُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا يَسْتَقْبِلُكَ، كَالْعَارِضِ مِنَ السَّحَابِ وَنَحْوِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْعَارِضُ مِنَ السَّحَابِ: الَّذِي يَعْرِضُ فِي قُطْرٍ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاءِ مِنَ الْعَشِيِّ ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ حَبَا وَاسْتَوَى. وَيُقَالُ لَهُ: الْعَانُّ بِالتَّشْدِيدِ.

وَمِنَ الْمُشْتَقِّ مِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: مَرَّ بِي عَارِضٌ مِنْ جَرَادٍ، إِذَا مَلَأَ الْأُفُقَ. وَلِفُلَانٍ عَلَى أَعْدَائِهِ عُرْضِيَّةٌ، أَيْ صُعُوبَةٌ. وَهَذَا مِنْ قَوْلِنَا نَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ، وَقَدْ ذُكِرَ قِيَاسُهُ. وَيُقَالُ: إِنَّ التَّعْرِيضَ مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْإِبِلِ مِنْ مِيرَةٍ أَوْ زَادٍ. وَهَذَا مُشْتَقٌّ مِنْ أَنَّهُ يُعْرَضُ عَلَى مَنْ لَعَلَّهُ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ. وَيُقَالُ: عَرِّضُوا مِنْ مِيرَتِكُمْ، أَيْ أَطْعِمُونَا مِنْهَا. قَالَ: حَمْرَاءَ مِنْ مُعَرِّضَاتِ الْغِرْبَانِ

يَصِفُ نَاقَةً لَهُ عَلَيْهَا الْمِيرَةُ فَهِيَ تَتَقَدَّمُ الْإِبِلَ وَيَنْفَتِحُ مَا عَلَيْهَا لِسُرْعَتِهَا فَتَسْقُطُ الْغِرْبَانُ عَلَى أَحْمَالِهَا، فَكَأَنَّهَا عَرَّضَتْ لِلْغِرْبَانِ مِيرَتَهُمْ. وَيُقَالُ لِلْإِبِلِ الَّتِي تَبْعُدُ آثَارُهَا فِي الْأَرْضِ: الْعُرَاضَاتُ، أَيْ إِنَّهَا تَأْخُذُ فِي الْأَرْضِ عَرْضًا فَتَبِينُ آثَارُهَا. وَيَقُولُونَ: " إِذَا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَرًا، وَلَمْ تَرَ فِيهَا مَطَرًا، فَأَرْسِلِ الْعُرَاضَاتِ أَثَرًا، يَبْغِينَكَ فِي الْأَرْضِ مَعْمَرًا ".

وَيُقَالُ: نَاقَةٌ عُرْضَةٌ لِلسَّفَرِ، أَيْ قَوِيَّةٌ عَلَيْهِ. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهَا لِقُوَّتِهَا تُعْرَضُ أَبَدًا لِلسَّفَرِ. فَأَمَّا الْعَارِضَةُ مِنَ النُّوقِ أَوِ الشَّاءِ، فَإِنَّهَا الَّتِي تُذْبَحُ لِشَيْءٍ يَعْتَرِيهَا. وَقَالَ:

مِنْ شِوَاءٍ لَيْسَ مِنْ عَارِضَةٍ ... بِيَدَيْ كُلِّ هَضُومٍ ذِي نَفَلْ

وَهَذَا عِنْدَنَا مِمَّا جُعِلَ فِيهِ الْفَاعِلُ مَكَانَ الْمَفْعُولِ ; لِأَنَّ الْعَارِضَةَ هِيَ الَّتِي عُرِضَ لَهَا بِمَرَضٍ، كَمَا يَقُولُونَ: سِرٌّ كَاتِمٌ. وَمَعْنَى عُرِضَ لَهَا أَنَّ الْمَرَضَ أَعْرَضَهَا، وَتَوَسَّعُوا فِي ذَلِكَ حَتَّى بَنَوُا الْفِعْلَ مَنْسُوبًا إِلَيْهَا، فَقَالُوا: عَرَضَتْ. قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا عَرَضَتْ مِنْهَا كَهَاةٌ سَمِينَةٌ ... فَلَا تُهْدِ مِنْهَا وَاتَّشِقْ وَتَجَبْجَبِ

وَالْعِرْضُ: الْوَادِي، وَالْعِرْضُ: وَادٍ بِالْيَمَامَةِ. قَالَ الْأَعْشَى:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْعِرْضَ أَصْبَحَ بَطْنُهُ ... نَخِيلًا وَزَرْعًا نَابِتًا وَفَصَافِصَا

وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ:

فَهَذَا أَوَانُ الْعِرْضِ حَيَّ ذُبَابُهُ ... زَنَابِيرُهُ وَالْأَزْرَقُ الْمُتَلَمِّسُ

وَمِنَ الْبَابِ: نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَرْضَ عَيْنٍ، أَيِ اعْتَرَضْتُهُ عَلَى عَيْنِي. وَرَأَيْتُ فُلَانًا عَرْضَ عَيْنٍ، أَيْ لَمْحَةً. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهُ عَرَضَ لِعَيْنِي، فَرَأَيْتُهُ. وَيُقَالُ: عَلِقْتُ فُلَانًا عَرَضًا، أَيِ اعْتِرَاضًا مِنْ غَيْرِ اسْتِعْدَادٍ مِنِّي لِذَلِكَ وَلَا إِرَادَةٍ. وَهَذَا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ عِرَاضِ الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ. وَأَنْشَدَ:

عُلِّقْتُهَا عَرَضًا وَأَقْتُلُ قَوْمَهَا ... زَعْمًا لَعَمْرُ أَبِيكِ لَيْسَ بِمَزْعَمِ

وَيُقَالُ: أَصَابَهُ سَهْمُ عَرَضٍ، إِذَا جَاءَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرِي مَنْ رَمَاهُ. وَهَذَا مِنَ الْبَابِ أَيْضًا كَأَنَّهُ جَاءَهُ عَرَضًا مِنْ حَيْثُ لَمْ يُقْصَدْ بِهِ، كَمَا ذَكَرْنَاهُ فِي الْمِعْرَاضِ مِنَ السِّهَامِ.

وَالْمَعَارِضُ: جَمْعُ مَعْرَضٍ وَهِيَ بِلَادٌ تُعْرَضُ فِيهَا الْمَاشِيَةُ لِلرَّعْيِ. قَالَ: أَقُولُ لِصَاحِبَيَّ وَقَدْ هَبَطْنَا ... وَخَلَّفْنَا الْمَعَارِضَ وَالْهِضَابَا

عَمِيَ 

(عَمِيَ) الْعَيْنُ وَالْمِيمُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى سَتْرٍ وَتَغْطِيَةٍ. مِنْ ذَلِكَ الْعَمَى: ذَهَابُ الْبَصَرِ مِنَ الْعَيْنَيْنِ كِلْتَيْهِمَا. وَالْفِعْلُ مِنْهُ عَمِيَ يَعْمَى عَمًى. وَرُبَّمَا قَالُوا اعْمَايَّ يَعْمَايُّ اعْمِيَاءً، مِثْلَ ادْهَامًّ. أَخْرَجُوهُ عَلَى لَفْظِ الصَّحِيحِ. رَجُلٌ أَعْمَى وَامْرَأَةٌ عَمْيَاءُ. وَلَا يَقَعُ هَذَا النَّعْتُ عَلَى الْعَيْنِ الْوَاحِدَةِ. يُقَالُ: عَمِيَتْ عَيْنَاهُ. فِي النِّسَاءِ عَمْيَاءُ وَعَمْيَاوَانِ وَعَمْيَاوَاتٌ. وَرَجُلٌ عَمٍ، إِذَا كَانَ أَعْمَى الْقَلْبِ; وَقَوْمٌ عَمُونَ. وَيَقُولُونَ فِي هَذَا الْمَعْنَى: مَا أَعْمَاهُ، وَلَا يَقُولُونَ فِي عَمَى الْبَصَرِ مَا أَعْمَاهُ; لِأَنَّ ذَلِكَ نَعْتٌ ظَاهِرٌ يُدْرِكُهُ الْبَصَرُ، وَيَقُولُونَ فِيمَا خَفِيَ مِنَ النُّعُوتِ مَا أَفْعَلَهُ. قَالَ الْخَلِيلُ: لِأَنَّهُ قَبِيحٌ أَنْ تَقُولَ لِلْمُشَارِ إِلَيْهِ: مَا أَعْمَاهُ، وَالْمُخَاطَبُ قَدْ شَارَكَكَ فِي مَعْرِفَةِ عَمَاهُ.

قَالَ: وَالتَّعْمِيَةُ: أَنْ تُعَمِّيَ عَلَى إِنْسَانٍ شَيْئًا فَتَلْبِسَهُ عَلَيْهِ لَبْسًا. وَأَمَّا قَوْلُ الْعَجَّاجِ:

وَبَلَدٍ عَامِيَةٍ أَعْمَاؤُهُ

فَإِنَّهُ جَعَلَ عَمَى اسْمًا ثُمَّ جَمَعَهُ عَلَى الْأَعْمَاءِ. وَيَقُولُونَ: " حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ ". وَيَقُولُونَ: " الْحُبُّ أَعْمَى ". وَرُبَّمَا قَالُوا: أَعْمَيْتَ الرَّجُلَ إِذَا وَجَدْتَهُ أَعْمَى. قَالَ:

فَأَصْمَمْتُ عَمْرًا وَأَعْمَيْتُهُ ... عَنِ الْجُودِ وَالْفَخْرِ يَوْمَ الْفَخَارِ

وَرُبَّمَا قَالُوا: الْعُمْيَانُ لِلْعَمَى، أَخْرَجُوهُ عَلَى مِثَالِ طُغْيَانٍ. وَمِنَ الْبَابِ الْعُمِّيَّةُ: الضَّلَالَةُ، وَكَذَلِكَ الْعِمِّيَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عِمِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ» قَالُوا: أَرَادَ الْكِبْرَ. وَقِيلَ: فُلَانٌ فِي عَمْيَاءٍ، إِذَا لَمْ يَدْرِ وَجْهَ الْحَقِّوَقَتِيلٌ عِمِّيًّا، أَيْ لَمْ يُدْرَ مَنْ قَتَلَهُ. وَالْعَمَايَةُ: الْغَوَايَةُ، وَهِيَ اللَّجَاجَةُ. وَمِنَ الْبَابِ الْعَمَاءُ: السَّحَابُ الْكَثِيفُ الْمُطْبِقُ، وَالْقِطْعَةُ مِنْهُ عَمَاءَةٌ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ فِي عِمَايَةٍ شَدِيدَةٍ وَعَمَاءٍ، أَيْ مُظْلِمٍ.

وَقَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: الْمَعَامِي مِنَ الْأَرَضِينَ: الْأَغْفَالُ الَّتِي لَيْسَ بِهَا أَثَرٌ مِنْ عِمَارَةٍ.

وَمِنْهُ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -، لِأُكَيْدِرَ: «إِنَّ لَنَا الْمَعَامِيَ وَأَغْفَالَ الْأَرْضِ» .

وَمِنَ الْبَابِ: الْعَمْيُ، عَلَى وَزْنِ رَمْيٍ، وَذَلِكَ دَفْعُ الْأَمْوَاجِ الْقَذَى وَالزَّبَدِ فِي أَعَالِيهَا. وَهُوَ الْقِيَاسُ، لِأَنَّ ذَلِكَ يُغَطِّي وَجْهَ الْمَاءِ. قَالَ:

لَهَا زَبَدٌ يَعْمِي بِهِ الْمَوْجُ طَامِيًا

وَالْبَعِيرُ إِذَا هَدَرَ عَمَى بِلُغَامِهِ عَلَى هَامَتِهِ عَمْيًا. قَالَ:

يَعْمِي بِمِثْلِ الْكُرْسُفِ الْمُسَبَّخِ

وَتَقُولُ الْعَرَبُ. أَتَيْتُهُ ظُهْرًا صَكَّةً عُمَيَّ، إِذَا أَتَيْتَهُ فِي الظَّهِيرَةِ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُرَادُ حِينَ يَكَادُ الْحَرُّ يُعْمِي. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُبَرِّدُ: حِينَ يَأْتِي الظَّبْيُ كِنَاسَهُ فَلَا يُبْصِرُ مِنَ الْحَرِّ. وَيُقَالُ: الْعَمَاءُ: الْغُبَارُ. وَيُنْشَدُ لِلْمُرَّارِ:

تَرَاهَا تَدُورُ بِغِيرَانِهَا ... وَيَهْجُمُهَا بَارِحٌ ذُو عَمَاءِ 

دَلَقَ 

(دَلَقَ) الدَّالُ وَاللَّامُ وَالْقَافُ أَصْلٌ وَاحِدٌ مُطَّرِدٌ، يَدُلُّ عَلَى خُرُوجِ الشَّيْءِ وَتَقَدُّمِهِ. فَالنَّاقَةُ الدَّلُوقُ هِيَ الَّتِي تَكَسَّرَ أَسْنَانُهَا فَالْمَاءُ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهَا. وَيُقَالُ انْدَلَقَ السَّيْفُ مِنْ غِمْدِهِ، إِذَا خَرَجَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسَلَّ. وَانْدَلَقَتْ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، إِذَا خَرَجَتْ أَمْعَاؤُهُ. وَانْدَلَقَ السَّيْلُ عَلَى الْقَوْمِ، وَانْدَلَقَ الْجَيْشُ. قَالَ طَرَفَةُ:

دُلُقٌ فِي غَارَةٍ مَسْفُوحَةٍ ... كَرِعَالِ الطَّيْرِ أَسْرَابًا تَمُرُّ

وَنَاقَةٌ دُلُقٌ: شَدِيدَةُ الدُّفْعَةِ. وَالِانْدِلَاقُ: التَّقَدُّمُ. وَكَانَ يُقَالُ لِــعُمَارَةَ بْنِ زِيَادٍ الْعَبْسِيِّ أَخِي الرَّبِيعِ: " دَالِقٌ ".

صَفَحَ

(صَفَحَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ «التسبيحُ لِلرِّجَالِ، والتَّصْفِيح للنساءِ» . التَّصْفِيح والتَّصفيقُ واحدٌ. وَهُوَ مِنْ ضَرْب صَفْحَة الكَفِّ عَلَى صَفْحة الكّفِّ الْآخَرِ، يَعْنِي إِذَا سَهَا الْإِمَامُ نبَّهه الْمَأْمُومُ، إنْ كَانَ رجُلا قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ، وإنْ كَانَ امرَأةً ضرَبَتْ كَفّها عَلَى كَفِّهَا عِوَضَ الْكَلَامِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ «المُصَافَحَة عِنْدَ اللِّقاء» وَهِيَ مُفُاعلَة مِنْ إلْصاقِ صَفْح الكَفِّ بالكَفِّ، وَإِقْبَالِ الوجْه عَلَى الوجْه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قَلبُ الْمُؤْمِنِ مُصْفَحٌ عَلَى الحقِّ» أَيْ مُمَال عَلَيْهِ، كَأَنَّهُ قَدْ جَعَل صَفْحَهُ:
أَيْ جَانِبَهُ عَلَيْهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ والخُدريَ «القلوبُ أربعةٌ: مِنْهَا قَلْبٌ مُصْفَح اجْتَمَعَ فِيهِ النِّفَاقُ والإيمانُ» المُصْفَح: الَّذِي لَهُ وجْهان يَلقَى أهلَ الكُفْر بوجْهٍ وأهلَ الْإِيمَانِ بوجْه. وصَفْحُ كلِّ شَيْءٍ: وجهُه وناحيتُه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «غَيرَ مُقْنع رَأسَه وَلَا صَافِحٍ بخدِّه» أَيْ غَيْرَ مُبْرز صَفْحةَ خدِّه، وَلَا مائلٍ فِي أحَدِ الشِّقَّين.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ فِي شِعْرِهِ:
تَزِلُّ عَنْ صَفْحَتِي المعَابلُ أي احد جانِبيْ وجْهِه.
ومنه حديث الاسْتنْجاء «حجرَيْن للصَّفْحَتَيْن وحَجَراً للمَسرُبة» أَيْ جَانِبَيِ المَخْرج.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ عُبادة «لَوْ وَجَدت مَعَهَا رجُلاً لضربتُه بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَح» يُقَالُ أَصْفَحَهُ بِالسَّيْفِ إِذَا ضرَبَه بعُرْضه دُون حدِّه، فَهُوَ مُصْفِح. والسيفُ مُصْفَح.
ويُرْويان مَعاً.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ: لَنَضْرِبنَّكم بِالسُّيُوفِ غَيْرَ مُصْفَحَات» .
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ «أَنَّهُ ذَكَرَ رجُلا مُصْفَحَ الرأسِ» أَيْ عَرِيضه.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَصِفُ أَبَاهَا «صَفُوح عَنِ الجَاهلين» أَيْ كَثير الصَّفْح والعفْوِ والتَّجاوزِ عَنْهُمْ. وأصلُه مِنَ الإعْراضِ بِصَفْحَةِ الوجْه، كَأَنَّهُ أعرَضَ بوجْهه عَنْ ذَنْبه. والصَّفُوح مِنْ أبْنِيَة المُبَالغة. (هـ) وَمِنْهُ «الصَّفُوح فِي صِفةِ اللَّهِ تَعَالَى» وَهُوَ العَفُوُّ عَنْ ذنُوب العبادِ، المُعْرِضُ عَنْ عُقُوبتهم تكرُّماً.
(هـ) وَفِيهِ «مَلَائِكَةُ الصَّفِيح الْأَعْلَى» الصَّفِيح مِنْ أسْماء السَّماء.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ وعُمارة «الصَّفِيح الأعْلَى مِنْ مَلكُوته» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «أُهدِيت لِي فِدْرَةٌ مِنْ لَحْم، فقلتُ للخادِم ارْفَعيها لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هِيَ قَدْ صارَت فِدرة حَجَر، فَقَصَّت القِصَّة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: لعلَّه قَامَ عَلَى بَابكم سائلٌ فأَصْفَحْتُمُوه» أَيْ خَيَّبْتُموه. يُقَالُ صَفَحْتُهُ إِذَا أعطيتَه، وأَصْفَحْتُهُ إِذَا حَرَمْتَهُ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «الصِّفَاح» هُوَ بِكَسْرِ الصَّادِ وَتَخْفِيفِ الْفَاءِ: موضعٌ بَيْنَ حُنَين وأنْصَابِ الحَرَم يَسْرة الدَّاخل إِلَى مَكَّةَ.

ضَمَنَ

(ضَمَنَ)
(هـ) فِي كِتَابِهِ لأُكَيدِر «وَلَكُمْ الضَّامِنَة من النَّخل» هو ما كان دَاخلاً فِي الْــعِمَارَةِ وتَضَمَّنَتْهُ أمصارُهُم وقُرَاهم. وَقِيلَ سُمِّيت ضَامِنَة، لِأَنَّ أربَابَها ضَمِنُوا عِمَارتَها وحِفْظَها، فَهِيَ ذاتُ ضَمَانٍ، كعِيشة راضِية، أَيْ ذاتِ رِضاً، أَوْ مَرْضِيَّة.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ مَاتَ فِي سَبيل اللَّهِ فَهُوَ ضَامِن عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِله الْجَنَّةَ» أَيْ ذُو ضَمَان، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ هَكَذَا أخرجَه الْهَرَوِيُّ والزَّمخشري مِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ. وَالْحَدِيثُ مرفوعُ فِي الصِّحاحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِمَعْنَاهُ.
فَمِنْ طُرُقه «تَضَمَّنَ اللهُ لمَن خَرَج فِي سَبيله لَا يُخْرجُه إلاَّ جِهاداً فِي سَبِيلي وَإِيمَانًا بِي وتَصدِيقاً برُسُلِي فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِن أَنْ أُدْخِلَه الجنَّة، أَوْ أَرْجِعَه إِلَى مَسْكَنه الَّذِي خرَج مِنْهُ نَائِلًا مَا نَاَل مِنْ أجْرٍ أَوْ غَنِيمة» .
[هـ] وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهى عَنْ بَيْعِ المَضَامِين والمَلاَقِيح» المَضَامِين: مَا فِي أَصْلَابِ الْفُحُولِ، وَهِيَ جمعُ مَضْمُون. يُقَالُ ضَمِنَ الشيءَ، بمعْنى تَضَمَّنَهُ.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «مَضْمُون الْكِتَابِ كَذَا وَكَذَا» والمَلاقِيح: جَمْعُ مَلقُوح، وَهُوَ مَا فِي بَطْن النَّاقَةِ.
وفسَّرهما ماَلِك فِي المُوطَّأ بالعكْسِ، وَحَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ عَنْ ماَلِك عَنِ ابْنِ شِهَاب عَنِ ابْن المسيَّب.
وَحَكَاهُ أَيْضًا عَنْ ثَعْلب عَنِ ابْنِ الأعْرابي. قَالَ: إِذَا كَانَ فِي بَطْن النَّاقة حَمْل فَهُوَ ضَامِن ومِضْمَان، وهُنّ ضَوَامِنُ ومَضَامِينُ. والذَّي فِي بطْنها مَلْقُوح ومَلْقُوحة.
(هـ) وَفِيهِ «الْإِمَامُ ضَامِن وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ» أَرَادَ بالضَّمَان هَاهُنَا الحِفظَ والرِّعاية، لَا ضَمَان الغَرَامة، لِأَنَّهُ يَحْفَظُ عَلَى الْقَوْمِ صَلَاتَهُمْ. وقيل: إنّ صلاة المتقدين بِهِ فِي عُهْدته، وصِحَّتها مقرونةٌ بصِحَّة صَلَاتِهِ، فَهُوَ كالمُتكفِّل لَهُمْ صحَّة صَلَاتِهِمْ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمة «لَا تَشْتَر لبنَ البَقَر والغَنَم مُضَمَّناً، وَلَكِنِ اشتَره كيْلاً مُسَمَّى» أَيْ لَا تَشْتَره وَهُوَ فِي الضرْع، لِأَنَّهُ فِي ضِمْنِهِ. (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «مَنِ اكْتَتب ضَمِناً بَعَثه اللَّهُ ضَمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ» الضَّمِن: الَّذِي بِهِ ضَمَانَة فِي جَسَده، مِنْ زَمانة، أَوْ كَسر، أَوْ بَلاَء. والاسْم الضَّمَن، بِفَتْحِ الْمِيمِ. والضَّمَان والضَّمَانَة:
الزَّمانة. المعْنى: مَنْ كتَب نَفْسَه فِي دِيوَانِ الزَّمْنَي ليُعذَر عَنِ الجِهاد وَلا زَمانَة بِهِ، بَعَثه اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَمِناً. ومَعْنى اكتَتَب: أَيْ سَأل أَنْ يُكْتَب فِي جُمْلَةِ الْمَعْذُورِينَ. وَبَعْضُهُمْ أَخْرَجَهُ عَنْ عَبْدِ الله ابن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَير «مَعْبُوطة غَيْرُ ضَمِنَة» أَيْ أَنَّهَا ذُبحَت لغَير عِلَّة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كَانَ لعامِر بْنِ رَبِيعة ابنٌ أصابَته رَمْيَةٌ يومَ الطَّائِف فضَمِنَ مِنْهَا» أَيْ زَمِن.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُمْ كَانُوا يَدْفَعون المَفاتيحَ إِلَى ضَمْنَاهم، وَيَقُولُونَ إِنِ احْتجْتُم فكُلوا» الضَّمْنَى: الزَّمْنَي، جَمْعُ ضَمِنٍ.

عَمِي

عَمِي، كَرَضِيَ، عَمًى: ذهبَ بَصَرُهُ كُلُّهُ،
كاعْمايَ يَعْمايُ اعْمِياءً، وقد تُشَدَّدُ الياءُ، وتَعَمَّى،
فهو أعْمَى وعَمٍ، مِْ عُمْيٍ وعُمْيانٍ وعُماةٍ، كأَنَّهُ جَمْعُ عامٍ، وهي عَمْياءُ وعَمِيَةٌ وعَمْيَةٌ.
وعَمَّاهُ تَعْمِيَةً: صَيَّرَهُ أعْمَى،
وـ معنى البيْتِ: أَخْفاهُ.
والعَمَى أيضاً: ذهابُ بَصَرِ القَلْبِ، والفِعْلُ والصِّفَةُ مِثْلُه في غيرِ افْعالَّ. وتقولُ: ما أعْماهُ، في هذه دون الأولى.
وتَعامَى: أظْهَرَهُ.
والعَماءَةُ والعَمايَةُ والعَمِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ ويضمُّ: الغوايَةُ، واللَّجَاجُ.
والعُمِّيَّةُ، بالكسر والضم مُشَدَّدتي الميم والياءِ: الكِبْرُ، أو الضَّلالُ.
وقُتلَ عِمِّيًّا، كرِمِّيًّا: لم يُدْرَ مَنْ قَتَلَهُ.
والأعْماءُ: الجُهَّالُ، جمع أعْمَى، وأغْفالُ الأرضِ التي لا عِمارَةَ بها،
كالمَعامِيِ، والطِوالُ من الناس.
وأعْماءٌ عامِيَةٌ: مُبالَغَةٌ.
ولَقِيتُه صَكَّةَ عُمَيٍّ كسُمَيٍّ،
وعُمْيٍ في الشِعْر،
وأعْمَى، أي: في أشَدِّ الهاجِرَةِ حَرًّا.
أو عُمَيٌّ: اسمٌ لِلحَرِّ، أو رجلٌ كان يُفْتِي في الحَجِّ، فجاءَ في ركْبٍ، فَنَزَلُوا مَنْزِلاً في يومٍ حارٍّ، فقال: من جاءَتْ عليه هذه الساعةُ من غَدٍ وهو حَرامٌ، بَقِيَ حَراماً إلى قابِلٍ. فَوَثَبُوا حتى وافَوُا البَيْتَ من مَسِيرَةِ لَيْلَتَيْنِ جادِّينَ، أو اسمُ رجلٍ أغارَ على قَوْمٍ ظُهْراً، فاجْتاحَهُمْ.
والعَمَاءُ: السَّحابُ المُرْتَفِعُ، أو الكَثِيفُ، أو المُمْطِرُ، أو الرَّقِيقُ، أو الأسْوَدُ، أو الأبْيَضُ، أو هو الذي هَرَقَ ماءَهُ.
وعَمَى يَعْمِي: سَالَ،
وـ المَوْجُ: رَمَى بالقَذَى،
وـ البَعِيرُ بِلُغامِهِ: هَدَرَ فَرَمَى به على هامتِهِ، أو أيًّا كان.
واعْتَمَاهُ: اخْتارَهُ،
والاسم: العِمْيَةُ، وقَصَدَهُ.
والأعْمَيانِ: السَّيْلُ، والحَريقُ، أو واللَّيْلُ، أو والجَمَلُ الهائجُ.
وتَرَكْناهُمْ عُمَّى، كرُبَّى: إذا أشْرَفوا على الموتِ.
وعَمايَةُ: جبلٌ، وثَنَّاهُ الشاعِرُ،
فقال عَمَايَتَيْنِ.
وعَما واللهِ: كأَمَا واللهِ.
وأعْماهُ: وجَدَه أعْمَى.
والعَمَى: القامَةُ، والطُّولُ، والغُبارُ.
والعامِيَةُ: البَكَّاءَةُ.
والمُعْتَمِي: الأسَدُ.

الجَزْرُ

الجَزْرُ:
بالفتح ثم السكون، وراء، أصله في لغة العرب القطع، يقال مدّ البحر والنهر إذا كثر ماؤه، فإذا انقطع قيل جزر جزرا والجزر: موضع بالبادية قال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير: كانت أسماء بنت مطرف بن أبان من بني أبي بكر بن كلاب لسنة لدّاغة اللسان، فنزلت برجل من بني نصر بن معاوية ثم من بني كلفة فلم يقرها، فقالت فيه:
سرت بي فتلاء الذراعين حرّة ... إلى ضوء نار، بين فردة فالجزر
سرت ما سرت من ليلها ثم عرّست ... إلى كلفيّ، لا يضيف ولا يقري
فكن حجرا لا يطعم الدهر قطرة، ... إذا كنت ضيفا نازلا في بني نصر
والجزر أيضا: كورة من كور حلب قال فيها حمدان بن عبد الرحيم من أهل هذه الناحية وهو شاعر عصره بعد الخمسمائة بزمان:
لا جلّق رقن لي معالمها، ... ولا اطّبتني أنهار بطنان
ولا ازدهتني بمنبج فرض ... راقت لغيري من آل حمدان
لكن زماني بالجزر ذكّرني ... طيب زماني، ففيه أبكاني
يا حبّذا الجزر كم نعمت به، ... بين جنان ذوات أفنان
الجَزْرُ: ضِدُّ المَدِّ، وفِعْلُهُ: كَضَرَبَ، والقَطْعُ، ونُضوبُ الماءِ، وقد يضمُّ آتِيهِما، والبَحْرُ، وشَوْرُ العَسَلِ من خَلِيَّتِه،
وع بالبادِيَةِ، وناحِيَةٌ بحَلَبَ. وبالتحريكِ: أرضٌ يَنْجَزِرُ عنها المَدُّ،
كالجَزيرَةِ، وأُرُومَةٌ تُؤْكَلُ، مُعَرَّبَةٌ، وتكسرُ الجيمُ، وهو مُدِرٌّ باهِيٌّ محدِّرٌ للطَّمْثِ، ووَضْعُ ورَقِه مَدْقوقاً على القُروحِ المُتَأَكِّلَةِ نافِعٌ، والشاءُ السمينةُ، واحِدَةُ الكُلِّ بهاءٍ.
وجَزَرَةُ، محرَّكةً: لَقَبُ صالِحِ بنِ محمدٍ الحافِظ.
والجَزورُ: البعيرُ،
أو خاصُّ بالناقَةِ المَجْزورَةِ، ج: جَزائِرُ وجُزُرٌ وجُزُراتٌ، وما يُذْبَحُ من الشاءِ، واحِدَتُها: جَزْرَةٌ.
وأجْزَرَهُ: أعطاه شاةً يَذْبَحُها،
وـ البعيرُ: حانَ له أن يُذْبَحَ،
وـ الشيخُ: أن يَموتَ.
والجَزَّارُ والجِزِّيرُ، كسِكِّيتٍ: مَنْ يَنْحَرُه، وهي
الجِزارَةُ، بالكسر،
والمَجْزَرُ: موضِعُه.
والجُزارَةُ، بالضم: اليَدانِ والرِّجْلانِ، والعُنُقُ، وهي عُمالَةُ الجَزَّارِ.
والجَزيرَةُ: أرضٌ بالبَصْرَةِ.
وجَزيرَةُ قُورَ: بين دِجْلَةَ والفُراتِ، وبها مُدُنٌ كِبارٌ، ولها تاريخٌ،
والنِّسْبَةُ: جَزَرِيٌّ.
والجَزيرَةُ الخَضْراءُ: د بالأَنْدَلُسِ، ولا يُحيطُ به ماءٌ،
والنِّسْبَةُ: جَزيرِيٌّ، وجَزيرةٌ عظيمةٌ بأرضِ الزَّنْجِ فيها سُلْطانانِ لا يَدينُ أحدُهما للآخَرِ،
وأهلُ الأَنْدَلُسِ إذا أطْلَقوا الجَزيرةَ: أَرادوا بها بلادَ مُجاهِدِ بن عبدِ اللهِ شَرْقِيَّ الأَنْدَلُسِ.
وجَزيرةُ الذَّهَبِ: موضِعانِ بأرضِ مِصْرَ.
وجزيرةُ شُكَرَ، كأُخَرَ: د بالأَنْدَلُسِ.
وجَزيرةُ ابن عُمَرَ: د شَمالِيَّ المَوْصِلِ يُحيطُ به دِجْلَةُ مثْلَ الهِلالِ.
وجَزيرةُ شَريكٍ: كورَةٌ بالمَغْرِبِ.
وجَزيرَةُ بني نَصْرٍ: كورَةٌ بِمِصْرَ.
وجزيرةُ قَوْسَنِيَّا: بين مِصْرَ والإِسْكَنْدَرِيَّةِ.
والجَزيرةُ: ع باليَمامةِ، ومحَلَّةٌ بالفُسْطاطِ إذا زادَ النِّيلُ أحاطَ بها، واسْتَقَلَّتْ بِنَفْسِها.
وجَزيرةُ العَرَبِ: ما أحاطَ به بَحْرُ الهِنْدِ وبَحْرُ الشامِ ثم دِجْلَةُ والفُراتُ، أو ما بينَ عَدَنِ أبْيَنَ إلى أطْرافِ الشامِ طُولاً، ومن جُدَّةَ إلى أطْرافِ ريفِ العِراقِ عَرْضاً.
والجَزائرُ الخالِداتُ،
ويقالُ لها جزائرُ السَّعادَةِ: سِتُّ جزائرَ في البَحْرِ المُحيطِ من جِهَةِ المَغْرِبِ، منها يَبْتَدِئُ المُنَجِّمونَ بأَخْذِ أطْوالِ البِلادِ، تُنْبُتُ فيها كُلُّ فاكهةٍ شَرْقِيَّةٍ وغَرْبِيَّةٍ، وكُلُّ رَيْحانٍ وورْدٍ، وكُلُّ حَبٍّ من غيرِ أن يُغْرَسَ أو يُزْرَعَ.
وجزائرُ بني مَرْغَناي: د بالمَغْرِبِ.
والجِزارُ: صِرامُ النَّخْلِ، وجَزَرَه يَجْزُرُه ويَجْزِرُهُ جَزْراً وجِزاراً، بالكسر والفتح.
وأجْزَرَ: حانَ جِزارُه.
وتَجازَرَا: تَشاتَما.
واجْتَزَرُوا في القتالِ،
وتَجَزَّرُوا: تَرَكوهُمْ جَزَراً للسِّباعِ، أي: قِطَعاً.
والجَزيرُ بلُغَةِ أهلِ السَّوادِ: مَنْ يَخْتارُه أهلُ القَرْيَةِ لما يَنوبُهُم في نَفَقَاتِ من يَنْزِلُ بِهِمْ من قِبَلِ السُّلْطانِ.
وجُزْرَةُ، بالضم: ع باليمامةِ، ووادٍ بين الكوفَةِ وفَيْدَ.

كَرَحَيْتُها

كَرَحَيْتُها، نادِرَةٌ فيهما، وهُما رَحَيانِ
ج: أرْحٍ وأرْحاءٌ وأُرْحِيٌّ ورُحِيٌّ ورِحِيٌّ، وأرْحِيَةٌ نادرَةٌ.
والمُرَحِّي: صانِعُها.
والرَّحَى: الصَّدْرُ، وكِرْكِرَةُ البَعيرِ، وقِطْعَةٌ من النَّجَفَةِ مُشْرِفَةٌ تَعْظُمُ نَحْو مِيلٍ، وحَوْمَةُ الحَرْبِ،
ومُعْظَمُهُ كالمَرْحَى، وسَيِّدُ القَوْمِ، وجَمَاعَةُ العِيالِ، والضِّرْسُ، والقَبيلَةُ المُسْتَقِلَّةُ، والإِسْفاناخُ، وفِرْسِنُ البَعيرِ والفيلِ، والكَثيرَةُ من الإِبِلِ المُزْدَحِمَةُ، جَمْعُ الكُلِّ: أرْحاءٌ، وفَرَسٌ، وجَبَلٌ بين اليَمامَةِ والبَصْرَةِ،
وع بِسِجِسْتانَ، منه محمدُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ.
ورَحَى بِطانٍ: أرْضٌ بالبادِيَةِ.
ورَحَى البِطْريقِ: ع بِبَغْدادَ.
ورَحَى جابِرٍ: ع بِبلادِ العَرَبِ.
ورَحَى عُمارَةَ: بالكُوفَةِ.
ورَحَى المِثْلِ: ع.
وأحمدُ بنُ العَبَّاسِ ابنِ الرَّحَى: مُحَدِّثٌ.
وأبو رُحَيٍّ، كسُمَيٍّ: أحمدُ بنُ خُنْبُش، مُحَدِّثٌ. وكسُمَيَّةَ: بِئْرٌ قُرْبَ الجُحْفَةِ.
والأرْحاءُ: ة بواسِطَ، منها: علِيُّ بنُ أبِي الكَرْمِ المُحَدِّثُ الأرْحائِيُّ.

البَطْنُ

البَطْنُ: من الإنسان وسائر الحيوان مذكر، لا يجوز تأنيثه البتة. فإن عنى بطون القبائل جاز تأنيثه؛ لأنه إنما يكنى بالبطن عن القبيلة فيؤنث كما يؤنث حلوان وجرجان إذا عنى بهما البلدة وهما مذكران.
البَطْنُ: خِلافُ الظَّهْرِ، مُذَكَّرٌ
ج: أبْطُنٌ وبُطونٌ
وبُطْنانٌ، ودونَ القبيلةِ، أو دونَ الفَخِذِ، وفَوْقَ الــعِمارةِ
ج: أبْطُنٌ وبُطونٌ، وجَوْفُ كلِّ شيءٍ، والشِّقُّ الأطْولُ من الريشِ
ج: بُطْنانٌ، وعِشرونَ موضِعاً. وككتِفٍ: الأشِرُ المُتَمَوِّلُ، ومَن هَمُّه بَطْنُه، أو الرَّغيبُ لا يَنْتَهي من الأكْل،
كالمِبْطانِ.
ورجلٌ بَطِينٌ: عظيمُ البَطْنِ، وقد بَطُنَ، ككَرُمَ. وكمُعَظَّمٍ: ضامِرُ البَطْنِ.
ومَبْطونٌ: يَشْتَكِيه.
والبَطَنُ، محرَّكة: داءُ البَطْنِ.
وبَطَنَه،
وـ لَه،
وبَطَّنَهُ: ضَرَبَ بَطْنَهُ.
وبَطَنَ: خَفِيَ، فهو باطِنٌ
ج: بَواطِنُ،
وـ خبَرَهُ: عَلِمَه،
وـ من فلانٍ: صارَ من خواصِّهِ.
واسْتَبْطَنَ أمْرَهُ: وقَفَ على دَِخْلَتِه.
والبِطانَةُ، بالكسر: السَّريرَةُ، ووَسطُ الكورةِ، والصاحِبُ، والوَليجةُ،
وـ من الثوبِ: خِلافُ ظِهارَتِه، وقد بَطَّنَ الثوبَ تَبْطِيناً، وأبْطَنَهُ،
وع خارِجَ المدينةِ.
والباطِنُ: داخِلُ كلِّ شيءٍ،
وـ من الأرضِ: ما غَمَضَ
ج: أبْطِنَةٌ وبُطْنانٌ، ومَسِيلُ الماءِ في الغِلَظِ
ج: بُطْنانٌ. وككِتابٍ: عَنْزُ سَوْءٍ، وفَرَسٌ، وهو أبو البَطينِ، وكِلاهُما لِمحمدِ بنِ الوليدِ، وحِزامُ القَتَبِ
ج: أبْطِنَةٌ وبُطْنٌ،
وع بينَ الشُّقُوقِ والثَّعْلَبِيَّةِ،
وع لهُذَيلٍ،
ود ببلادِ اليمنِ.
وأبْطَنَ البعيرَ: شَدَّ بِطانَهُ، كبَطَّنَهُ.
وعَريضُ البِطانِ: رَخِيُّ البالِ.
والبِطْنَةُ، بالكسر: البَطَرُ، والأشَرُ، والكِظَّةُ.
والبَطينُ: البعيدُ، وفَرَسُ محمدِ بنِ الوَليدِ بنِ عبدِ المَلِكِ، ولَقَبُ خارجيّ، ولَقَبُ مُسْلِمِ بنِ أبي عِمْرانَ المُحَدِّثِ الجليلِ. وكزُبَيْرٍ: شاعرٌ، ومَنْزِلٌ للقَمَرِ ثلاثةُ كواكِبَ صِغارٌ، كأَنَّها أثافِيُّ،
وهو بَطْنُ الحَمَلِ.
وذو البُطَيْنِ: أُسامَةُ بنُ زَيْدٍ، رضي اللُّه تعالى عنه. وكمُعَظَّمٍ: الأبْيَضُ الظَّهْرِ والبَطْنِ من الخَيْلِ.
والباطِنَةُ: ة بِساحِلِ بَحْرِ عُمانَ،
وـ من البَصْرةِ والكوفةِ: مُجْتَمَعُ الدُّورِ والأسْواقِ، والضاحِيَةُ: ما تَنَحَّى عن المساكِنِ وكان بارِزاً.
وذو البَطْنِ: الجَعْسُ.
وألْقَتْ ذا بَطْنِها: ولَدَت والدَّجاجة باضَتْ، والذِّئبُ يُغْبَطُ بِذي بَطْنِهِ) ، لأنَّهُ لا يُظَنُّ بهِ الجوعُ أبَداً، وإنَّما تُظَنُّ بِهِ البِطنَةُ لِعَدوِهِ على النَّاسِ والماشِيَةِ.
وتَبطينُ اللحْيَةِ: أن لا يؤخَذَ، مما تَحتَ الذَّقنِ والحَنَكِ.

الحِرْمُ

الحِرْمُ، بالكسرِ: الحَرامُ
ج: حُرُمٌ،
وقد حَرُمَ عليه، ككَرُمَ،
حُرْماً، بالضمِّ،
وحَراماً، كسَحابٍ،
وحَرَّمَهُ اللهُ تَحْريماً،
وحَرُمَتِ الصلاةُ على المَرْأةِ، ككَرُمَ،
حُرْماً، بالضمِّ وبضَمَّتينِ،
وحَرِمَتْ، كفَرِحَ،
حَرَماً وحَراماً، وكذا السّحورُ على الصائم.
والمَحارِمُ: ما حَرَّمَ اللهُ تعالى،
وـ من الليلِ: مَخَاوِفُه.
والحَرَمُ والمُحَرَّمُ: حَرَمُ مكةَ، وهو حَرَمُ الله وحَرَمُ رَسُولِهِ.
والحَرَمَانِ: مكةُ والمَدينَةُ
ج: أحْرامٌ.
وأحْرَمَ: دخَلَ فيه،
أو في حُرْمَةٍ لا تُهْتَكُ، أو في الشَّهْرِ الحَرامِ،
كحَرَّمَ،
وـ الشيءَ: جَعَلَهُ حَراماً،
وـ الحاجُّ أو المُعْتَمِرُ: دَخَلَ في عَمَلٍ حَرُمَ عليه به ما كان حَلالاً،
وـ فُلاناً: قَمَرَهُ،
كحَرَّمَهُ،
وحَرامُ بنُ عُثْمان: مَدَنِيٌّ واهٍ، وهو اسْمٌ شائِعٌ بالمدينَةِ. ومحمدُ بنُ حَفْصٍ، وموسَى بنُ إبراهيمَ الحَرامِيَّانِ: مُحدِّثان. وكأَميرٍ: ما حُرِّمَ فلم يُمَسَّ.
والحَريمُ: الشَّريكُ،
وة باليَمامةِ، ومَحَلَّةٌ ببَغْدادَ، تُنْسَبُ إلى طاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ، منها: ابنُ اللَّتِّيِّ الحرِيمِيُّ، وثَوْبُ المُحْرِمِ، وما كان المُحْرِمونَ يُلْقونه من الثياب، فلا يَلْبَسُونَهُ،
وـ من الدارِ: ما أُضِيْفَ إليها من حُقوقِها ومَرافِقِها، ومَلْقَى نَبيثَةِ البِئْرِ،
وـ منكَ: ما تَحْمِيهِ وتُقاتِلُ عنه،
كالحَرَمِ
ج: أحْرامٌ وحُرُمٌ، بضَمَّتَيْنِ.
وحَرَمَهُ الشيءَ، كضَرَبَهُ وعَلِمَه،
حَريماً وحِرْماناً، بالكسرِ،
وحِرْماً وحِرْمَةً، بكسرِهِما،
وحَرِماً وحَرِمَةً وحَرِيمَةً، بكسر رائِهِنَّ: مَنَعَه.
وأحْرَمَهُ: لُغَيَّةٌ.
والمَحْرُومُ: المَمنوعُ عن الخَيْرِ، ومن لا يَنْمي له مالٌ، والمحارَفُ الذي لا يَكادُ يَكْتَسِبُ،
ود.
وحَريمَةُ الربِّ: التي مَنَعَها مَن شاءَ،
وحَرِمَ، كفَرِحَ: قُمِرَ ولَم يَقْمُرْ هو، ولَجَّ، ومَحَكَ،
وـ ذاتُ الظِّلْفِ،
وـ الذِّئْبَةُ،
وـ الكَلْبَةُ حِراماً، بالكسر: أرادَتِ الفَحْلَ،
كاسْتَحْرَمَتْ،
فهي حَرْمَى، كسَكْرَى
ج: كجِبالٍ وسَكارَى.
والاسْمُ: الحِرْمَةُ، بالكسر وبالتحريكِ. وقد اسْتُعْمِلَ في الحَديثِ لذُكور الأَناسِيِّ.
والمُحَرَّمُ، كمُعَظَّمٍ، من الإِبِلِ: الذَّلولُ الوَسَطُ الصَّعْبُ التَصَرُّفِ حِينَ تَصَرُّفِه، والذي يَلينُ في اليَدِ من الأَنْفِ، والجَديدُ من السِّياطِ، والجِلْدُ لم يُدْبَغْ، وشَهْرُ اللهِ الأَصَبُّ
ج: مَحارِمُ ومَحاريمُ ومُحَرَّماتٌ.
والأَشْهُرُ الحُرُمُ: ذو القَعْدَةِ، وذو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ.
والحُرْمُ، بالضمِّ: الإِحْرَامِ.
والحُرْمَةُ بالضمِّ وبضَمَّتَيْنِ وكهُمَزَةٍ: ما لا يَحِلُّ انْتِهاكُه، والذِّمَّةُ، والمَهابَةُ، والنَّصيبُ،
{ومَن يُعَظِّمْ حُرُمات اللهِ} ، أي: ما وجَبَ القِيامُ به، وحَرُمَ التَّفريطُ فيه.
وحُرَمُكَ، بضمِّ الحاءِ: نِساؤُكَ وما تَحْمِي،
وهي المَحارِمُ،
الواحدَةُ: مَحْرُمَةٌ، كمَكْرُمَةٍ، ويُفْتَحُ راؤُه.
ورَحِمٌ مَحْرَمٌ: مُحَرَّمٌ تَزَوُّجُها.
وتَحَرَّمَ منه بِحُرْمَةٍ: تَمَنَّعَ، وتَحَمَّى بذِمَّةٍ. وكمُحْسِنٍ: المُسالِمُ، ومَن في حَريمِكَ
و {حِرْمٌ على قَرْيَةٍ أهْلَكْناها} ، بالكسر، أي: واجِبٌ.
وكأَميرٍ: ابنُ جُعْفِيِّ بنِ سَعْدِ العَشيرَةِ، ومالِكُ بنُ حَريمٍ الهَمْدَانيُّ جَدُّ مَسْروقٍ. وكزُبَيْرٍ أو كأَميرٍ: بَطْنٌ من حَضْرَمَوْتَ.
منهم: عبدُ اللهِ بنُ نُجَيٍّ الحُرَيْمِيُّ التابِعِيُّ، وجَدٌّ لجُعْشُمِ بنِ خُلَيْبَةَ. وكسَحابٍ: ابنُ عَوْفٍ، وابنُ مِلْحانَ، وابنُ مُعاوِيَة، أَو هو بالزاي، وابنُ أبي كَعْبٍ: صَحابِيُّون. وكأَحْمَدَ: أحْرَمُ بنُ هَبْرَةَ الهَمدانِيُّ: جاهِليٌّ. وكزُبيرٍ: في نَسَبِ حَضْرَمَوْتَ،
ووَلَدَ الصَّدِفُ حُرَيْماً، ويُدْعى بالأُحْرُومِ، وجُذاماً ويُدْعى بالأُجْذومِ.
وكعَرَبِيٍّ: حَرَمِيُّ بنُ حَفْصٍ القَسْمَلِيُّ، وابنُ عُمارَةَ العَتَكِيُّ: ثِقَتانِ، ومَحْمودُ بنُ تُكَشَ الحارِمِيُّ صاحبُ حَماةَ.
وأبو الحُرُمِ، بضمَّتَيْنِ: ابنُ مَذْكورٍ الأَكَّافُ، وبفَتْحَتَيْنِ: جَماعَةٌ. وكمُسْلِمٍ ومُعَظَّمٍ ومَحْرومٌ: أسْماءٌ.
والحَيْرَمُ: البَقَرُ، واحِدَتُهُ: بهاءٍ.
وحَرْمَى والله: أما والله.
والحَرومُ، كصَبورٍ: الناقَةُ المُعْتاطَةُ الرَّحِمِ.
وهو بحارِمِ عَقْلٍ، أي: له عَقْلٌ.
والحَرامِيَّةُ: ماءٌ لبَنِي زِنْباعٍ، وماءَةٌ لبَنِي عَمْرِو بنِ كِلابٍ.
والحِرْمانِ: واديان يَصُبَّانِ في بَطْنِ اللَّيْثِ.
وحِرْمَةُ: ع بجَنْبِ حِمَى ضَرِيَّةَ، وبفَتْحَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الميمِ: إكامٌ صِغارٌ لا تُنْبِتُ شيئاً.
وحِرْمانُ، بالكسرِ: حِصْنٌ باليَمَنِ قثرْبَ الدَّمْلُوَةِ. وكمَقْعَدَةٍ: مَحْضَرٌ من مَحاضِرِ سَلْمَى جَبَلِ طَيِّئٍ.
والحَوْرَمُ: المالُ الكثيرُ من الصامِتِ والناطِقِ.
وإنَّهُ لمُحْرِمٌ عنك، كمُحْسِنٍ، أي: يَحْرُمُ أذاهُ عليك.
وحَرامُ اللهِ لا أفْعَلُ: كقَوْلِهم: يَمينُ الله لا أفْعَلُ.

حَرَقَهُ

حَرَقَهُ: بَرَدَهُ، وحَكَّ بَعْضَهُ ببعضٍ،
وـ نابَهُ يَحْرُقُهُ ويَحْرِقُهُ: سَحَقَهُ حتى سُمِعَ له صَريفٌ.
والحارِقَتانِ: رُؤوسُ الفَخِذَيْنِ في الوَرِكَينِ، أو عَصَبَتَانِ في الوَرِكِ.
والمَحْروقُ: الذي زالَ وَرِكُهُ، والسَّفُّودُ.
والحارِقَةُ: النارُ، والمرأةُ الضَّيِّقَةُ المَلاقِي، والتي تَثْبُتُ للرجُلِ على شِقِّها، والتي تَغْلِبُها الشَّهْوَةُ حتى تَحْرُقَ أنْيابَها بعضَها على بعضٍ إشْفاقاً من أن تَبْلُغَ الشَّهْوَةُ بها الشَّهيقَ أو النَّخيرَ، أو التي تُكْثِرُ سَبَّ جاراتِها، والنِكاحُ على الجَنْبِ، أو الإِبْراكُ.
وامرأةٌ حاروقٌ: نَعْتٌ مَحمودٌ لها عندَ الجِماعِ.
والحِرْقُ، بالكسرِ: شِمْراخُ الفُحَّالِ يُلْقَحُ به، وبالتحريكِ: النارُ، أَو لَهَبُها، وأثَرُ احْتِراقٍ من دَقِّ القَصَّارِ ونَحْوِهِ في الثوب.
وعمامَةٌ حَرَقانِيَّةٌ، مُحرَّكةً: على لَوْنِ ما أحْرَقَتْه النارُ.
وحَرِقَ شَعَرُهُ، كفَرِحَ: تَقَطَّعَ ونَسَلَ، فهو حَرِقُ الشَّعَرِ. وككَتِفٍ: الرجُلُ المُتَشَقِّقُ الأطْرافِ،
وـ من السَّحابِ: الشَّديدُ البَرْقِ. وكشَكورٍ وتَنُّورٍ وجَلُولاءَ وكُناسَةٍ وغُرابٍ، وتَشْديدُهُما، أو تَشْديدُ الأولَى لَحْنٌ: ما يَقَعُ فيه النارُ عند القَدْحِ.
وكسَحابٍ: اسمُ رجُلٍ.
وكغُرابٍ من المِياهِ: الشَّديدُ الملُوحَةِ، ويُشَدّدُ، وـ من الخَيْلِ: العَدَّاءُ، ومن يُفْسِدُ في كلِّ شيءٍ،
كالحِراقِ، بالكسر، والجُشْنُ الذي يُلْقَحُ به النَّخْلُ،
كالحِرْقِ والحِراقِ، بكسرِهما،
والحَرَقِ، مُحرَّكةً، وكصَبورٍ ويُضَمُّ.
ونارٌ حِراقٌ، ككِتابٍ: لا تُبْقِي شيئاً.
ورَمْيٌ حِراقٌ: شَديدٌ.
وفي جَوْفِهِ حَرْقَةٌ، ويُضَمُّ،
وحَريقَةٌ: حَرارَةٌ.
والحَرَّاقاتُ، مُشددَةً: مواضِعُ القَلاَّيينَ والفَحَّامينَ، وسُفُنٌ بالبَصْرَةِ، وفيها مَرامِي نيرانٍ يُرْمَى بها العَدُوُّ.
والحُرْقَةُ، بالضم: اسمٌ من الاحْتِراقِ،
كالحَرِيقِ، وحَيٌّ من قُضاعَةَ. وكهُمَزَةٍ: بِنتُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ،
وـ من السُّيوفِ: الماضِيَةُ،
كالحُرَّاقةِ، كرُمَّانةٍ وماموسَةٍ.
والحُرْقَتانِ: تَيْمٌ وسَعْدٌ ابْنا قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ ط المنذِرِ بن ط عُكابَةَ، والِدَتُهُما: بنْتُ النُّعْمانِ. والعَلاءُ بنُ عبدِ الرحمنِ الحُرَقِيُّ، مَوْلَى الحُرَقَةِ: تابِعِيٌّ.
والحَريقَةُ والحَروقَةُ: طَعامٌ أغْلَظُ من الحَساءِ، أو ماءٌ يُذَرُّ عليه دَقيقٌ قَليلٌ فَيَنْتَفِخُ عندَ الغَلَيانِ.
وأحْرَقَها: اتَّخَذَها.
والحُرْقانُ، بالضم: اصْطِكاكُ الفَخِذَيْن. وكزُبَيْرٍ: أخُو حُرَقَةَ.
والحَرْقُوَةُ، كَتَرْقُوَةٍ: أعْلَى اللَّهاةِ من الحَلْقِ.
ورجلٌ حُرَقْرِيقَةٌ: حديدٌ.
والحارِقُ: سِنُّ السَّبُعِ.
وحَرَقَهُ بالنارِ يَحْرِقُهُ،
وأحْرَقَهُ وحَرَّقَهُ: بمعنًى، فاحْتَرَقَ وتَحَرَّقَ. وكمُحَدِّثٍ: صَنَمٌ لبَكْرِ بنِ وائلٍ، وابنُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ، والشاعِرُ اللَّخْمِيُّ، وعُمارةُ بنُ عبدٍ الشاعِرُ المَدَنِيُّ، وعَمْرُو بنُ هِنْدٍ، لأنه حَرَّقَ مئَةً من بني تَميمٍ، والحَارِثُ بنُ عَمْرٍو، ومَلِكُ الشأمِ، لأنه أوّلُ من حَرَّقَ العَرَب في دِيارِهِم، فهم يُدْعَوْنَ: آلَ مُحَرِّقٍ، وامْرُؤُ القَيْسِ بنُ عَمْرٍو، وهو المرادُ في قولِ الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ:
ماذا أُؤَمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ ... تَرَكوا مَنازِلَهُمْ وبعْدَ إيادِ
والمُحَرَّقَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: ة باليَمامةِ.
وحَرَّقَ المَرْعَى الإِبِلَ: عَطَّشَها.
وحارَقَها: جامَعَها على الجَنْبِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.