Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=78812#5b50f3
(الــعصافة) حطام التِّبْن ودقاقه
عصف: العَصْفُ والعَصْفة والعَصِيفة والــعُصافة؛ عن اللحياني: ما كان على
ساق الزرع من الورق الذي يَيْبَسُ فَيَتَفَتَّتُ، وقيل: هو ورقه من غير
أَن يُعَيَّن بيُبْس ولا غيره، وقيل: ورقه وما لا يؤكل. وفي التنزيل:
والحبُّ ذو العَصْف والرَّيْحانُ؛ يعني بالعصف ورق الزرع وما لا يؤكل منه،
وأَمّا الريحان فالرزق وما أُكل منه، وقيل: العَصف والعَصِيفةُ والــعُصافة
التّبْن، وقيل: هو ما على حبّ الحِنطة ونحوها من قُشور التبن. وقال
النضر: العَصْف القَصِيل، وقيل: العصف بقل الزرع لأَن العرب تقول خرجنا
نَعْصِفُ الزرع إذا قطعوا منه شيئاً قبل إدْراكه فذلك العَصْفُ. والعَصْفُ
والعَصِيفةُ: ورق السُّنْبُل. وقال بعضهم: ذو العَصف، يريد المأْكول من
الحبّ، والريحان الصحيح الذي يؤكل، والعصْفُ والعَصِيف: ما قُطِع منه، وقيل:
هما ورق الزرع الذي يميل في أَسفله فتَجُزّه ليكون أَخفّ له، وقيل:
العصْفُ ما جُزَّ من ورق الزرع وهو رَطْب فأُكل. والعَصِيفةُ: الورق
المُجْتَمِع الذي يكون فيه السنبل. والعَصف: السُّنْبل، وجمعه عُصوف. وأَعْصَفَ
الزرعُ: طال عَصْفُه. والعَصِيفةُ: رؤوس سنبل الحِنْطة. والعصف والعَصِيفة:
الورق الذي يَنْفَتح عن الثمرة والــعُصافة: ما سقط من السنبل كالتبن
ونحوه. أَبو العباس: العَصْفانِ التِّبْنانِ، والعُصوفُ الأَتْبانُ. قال أَبو
عبيدة: العصف الذي يُعصف من الزرع فيؤكل، وهو العصيفة؛ وأَنشد لعَلْقَمة
بن عَبْدَة:
تَسقِي مذانِبَ قد مالَتْ عَصِيفَتُها
ويروى: زالت عصيفتها أَي جُزَّ ثم يسقى ليعود ورقه. ويقال: أَعْصَف
الزرع حان أَن يجزَّ. وعَصَفْنا الزرع نَعْصِفُه أَي جززنا ورقه الذي يميل في
أَسفله ليكون أخف للزرع، وقيل: جَزَزْنا ورقه قبل أَن يُدْرِك، وإن لم
يُفعل مالَ بالزرع، وذكر اللّه تعالى في أَول هذه السورة ما دلَّ على
وحدانيته من خَلْقِه الإنسان وتَعْلِيمه البيانَ، ومن خلق الشمس والقمر
والسماء والأَرض وما أَنبت فيها من رزقِ من خلق فيها من إنسيّ وبهيمة، تبارك
اللّه أَحسن الخالقين. واسْتعْصفَ الزرعُ: قَصَّب. وعَصَفَه يَعْصِفُه
عَصْفاً: صرمَه من أَقْصابه. وقوله تعالى كعَصْف مأَْكول، له معنيان:
أَحدهما أَنه جعل أَصحاب الفيل كورق أُخذ ما فيه من الحبّ وبقي هو لا حب فيه،
والآخر أَنه أَراد أَنه جعلهم كعصف قد أَكله البهائم. وروي عن سعيد بن
جبير أَنه قال في قوله تعالى كعصف مأَكول، قال: هو الهَبُّور وهو الشعير
النابت، بالنبطية. وقال أَبو العباس في قوله كعصف قال: يقال فلان يَعْتَصِفُ
إذا طلب الرزق، وروي عن الحسن أَنه الزرع الذي أُكل حبه وبقي تِبْنه؛
وأَنشد أَبو العباس محمد بن يزيد:
فصُيِّروا مِثْلَ كعَصْفٍ مأَْكولْ
أَراد مثل عصف مأْكول، فزاد الكاف لتأْكيد الشبه كما أَكده بزيادة الكاف
في قوله تعالى: ليس كمثله شيء، إلا أنه في الآية أَدخل الحرف على الاسم
وهو سائغ، وفي البيت أَدخل الاسم وهو مثل على الحرف وهو الكاف، فإن قال
قائل بماذا جُرَّ عَصْف أَبالكاف التي تُجاوِرُه أَم بإضافة مثل إليه على
أَنه فصل بين المضاف والمضاف إليه؟ فالجواب أَن العصف في البيت لا يجوز
أَن يكون مجروراً بغير الكاف وإن كانت زائدة، يدُلّك على ذلك أَن الكاف في
كل موضع تقع فيه زائدة لا تكون إلا جارَّة كما أَنَّ من وجميع حروف
الجرّ في أَي موضع وقَعْن زوائد فلا بد من أَن يجررن ما بعدهن، كقولك ما
جاءني من أَحد ولست بقائم، فكذلك الكاف في كعصف مأْكول هي الجارَّة للعصف وإن
كانت زائدة على ما تقدَّم، فإن قال قائل: فمن أَيْنَ جاز للاسم أَن يدخل
على الحرف في قوله مثل كعصف مأْكول؟ فالجواب أَنه إنما جاز ذلك لما بين
الكاف ومثل من المُضارَعة في المعنى، فكما جاز لهم أَن يُدخلوا الكاف على
الكاف في قوله:
وصالِياتٍ كَكما يُؤَثْفَينْ
لمشابهته لمثل حتى كأَنه قال كمثل ما يؤثفين كذلك أَدخلوا أَيضاً مثلاً
على الكاف في قوله مثل كعصف، وجعلوا ذلك تنبيهاً على قوَّة الشبه بين
الكاف ومثل. ومَكان مُعْصِفٌ: كثير الزرع، وقيل: كثير التبن؛ عن اللحياني؛
وأَنشد:
إذا جُمادَى مَنَعَت قَطْرها،
زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ
(* قوله «جنابي» بالجيم مفتوحة وبالباء هو الفناء وعطن بالنون، وتقدم
البيت في مادة جمد بلفظ زان جناني جمع الجنة، ولعلّ الصواب ما هنا.)
هكذا رواه، وروايتنا مُغْضِف، بالضاد المعجمة، ونسب الجوهري هذا البيت
لأَبي قيس بن الأَسلت الأَنصاري؛ قال ابن بري: هو لأُحَيْحةَ بن الجُلاح
لا لأَبي قيس.
وعَصَفَتِ الرِّيحُ تَعْصِف عَصْفاً وعُصوفاً، وهي ريح عاصِف وعاصِفةٌ
ومُعْصِفَة وعَصوف، وأَعْصفت، في لغة أَسد، وهي مُعصِف من رياح مَعاصِفَ
ومَعاصِيفَ إذا اشتدَّت، والعُصوف للرِّياح. وفي التنزيل: والعاصفاتِ
عَصْفاً، يعني الرياح، والرّيحُ تَعْصِفُ ما مَرَّت عليه من جَوَلان التراب
تمضي به، وقد قيل: إن العَصْف الذي هو التِّبْن مشتق منه لأَن الريح تعصف
به؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقوي. وفي الحديث: كان إذا عَصَفَتِ الريحُ
أَي إذا اشتدَّ هُبوبُها. وريح عاصف: شديدة الهُبوب. والــعُصافةُ: ما
عَصَفَت به الريح على لفظ عُصافة السُّنْبُل. وقال الفراء في قوله تعالى:
أَعمالُهم كَرماد اشتدَّت به الريح في يوم عاصف، قال: فجعل العُصوف تابعاً
لليوم في إعرابه، وإنما العُصوف للرياح، قال: وذلك جائز على جهتين: إحداهما
أَن العُصوف وإن كان للريح فإن اليوم قد يوصف به لأَن الريح تكون فيه،
فجاز أَن يقال يوم عاصف كما يقال يوم بارد ويوم حارّ والبرد والحرّ فيهما،
والوجه الآخر أَن يريد في يوم عاصِف الريحِ فتحذف الريح لأَنها قد ذكرت
في أَوَّل كلمة كما قال:
إذا جاء يومٌ مُظْلِمُ الشمسِ كاسِفُ
يريد كاسِف الشمس فحذفه لأَنه قدم ذكره. وقال الجوهري: يوم عاصف أَي
تَعْصِف فيه الريح، وهو فاعل بمعنى مفعول فيه، مثل قولهم لَيْلٌ نائمٌ
وهَمٌّ ناصبٌ، وجمع العاصِف عَواصِفُ. والمُعْصِفاتُ: الرِّياحُ التي تُثير
السَّحاب والوَرَق وعَصْفَ الزَّرعِ. والعَصْفُ والتعصُّف: السُّرعة، على
التشبيه بذلك. وأَعْصَفَتِ الناقةُ في السير: أَسْرَعتْ، فهي مُعْصفة؛
وأَنشد:
ومن كلِّ مِسْحاجٍ، إذا ابْتَلَّ لِيتُها،
تَخَلَّبَ منها ثائبٌ مُتَعَصِّفُ
يعني العَرَق. وأَعْصَفَ الفَرِسُ إذا مرَّ مرّاً سَريعاً، لغة في
أَحْصَف. وحكى أَبو عبيدة: أَعْصَف الرجل أَي هَلَك. والعَصيفةُ: الوَرقُ
المجتمع الذي يكون فيه السُّنْبُل. والعَصُوف: السريعة من الإبل. قال شمر:
ناقة عاصف وعَصُوفٌ سريعة؛ قال الشمَّاخ:
فأَضْحَت بصَحْراء البَسِيطةِ عاصفاً،
تُوالي الحَصى سُمْرَ العُجاياتِ مُجْمِرَا
وتُجْمَعُ الناقةُ العَصوفُ عُصُفاً؛ قال رؤبة:
بعُصُفِ المَرِّ خِماصِ الأَقْصابْ
يعني الأَمعاء. وقال النضر: إعْصافُ الإبل اسْتِدارتها حول البِئر
حِرْصاً على الماء وهي تطحنُ التراب حوله وتُثِيره. ونَعامة عَصُوفٌ: سريعة،
وكذلك الناقة، وهي التي تَعْصِفُ براكبها فتَمضي به.
والإعصاف: الإهْلاك. وأَعْصَف الرجلُ: هلَك. والحَرب تَعْصِف بالقوم:
تَذهَب بهم وتُهْلِكُهم؛ قال الأَعشى:
في فَيْلَقٍ جَأْواء مَلْمُومةٍ
تَعْصِف بالدَّارِعِ والحاسِر
أَي تُهْلِكهما. وأَعصَف الرجلُ: جار عن الطريق. قال المُفَضَّل: إذا
رمى الرجل غَرَضاً فصاف نبلُه قيل إن سهمك لعاصِفٌ، قال: وكلُّ مائل
عاصِفٌ؛ وقال كثِّير:
فَمَرّت بلَيْلٍ، وهي شَدْفاء عاصِفٌ
بمُنْخَرَقِ الدَّوداة، مَرَّ الخَفَيدَدِ
(* قوله «الدوداة» كذا بالأصل مضبوطاً ومثله شرح القاموس، وهي الجلبة
والأرجوحة كما في القاموس وغيره. وفي معجم ياقوت: الدوداء، بالمدّ، موضع
قرب المدينة ا هـ. وشكلت الدوداء فيه بالضم.)
قال اللحياني: هو يَعْصِفُ ويَعْتَصِفُ ويَصْرِفُ ويَصْطَرِف أَي يكسب.
وعَصَفَ يَعْصِفُ عَصْفاً واعتصَف: كسَب وطلَب واحْتالَ، وقيل: هو
كَسْبُه لأَهله. والعَصْفُ: الكسب؛ ومنه قول العجاج:
قد يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافي،
بغَير ما عَصْفٍ ولا اصْطِرافِ
والعُصُوفُ: الكَدُّ
(* قوله «والعصوف الكد» عبارة القاموس وشرحه: قال
ابن الاعرابي: العصوف الكدرة، هكذا في سائر النسخ، وفي العباب: الكدر، وفي
اللسان: الكد.). والعُصوفُ: الخُمور.
هبر: الهَبْرُ: قطع اللحم. والهَبْرَةُ: بضعة من اللحم أَو نَحْضَة لا
عظم فيها، وقيل: هي القطعة من اللحم إذا كانت مجتمعة. وأَعطيته هَبْرَةً
من لحم إذا أَعطاه مجتمعاً منه، وكذلك البِضْعَةُ والفِدْرَةُ. وهَبَرَ
يَهْبُرُ هَبْراً:قطع قِطَعاً كباراً. وقد هَبَرْت له من اللحم هَبْرَةً
أَي قطعت له قِطْعَةً. واهْتَبَرَهُ بالسيف إِذا قطعه. وفي حديث عمر: أَنه
هَبَرَ المنافقَ حتى بَرَدَ. وفي حديث علي، عليه السلام: انظروا شَزْراً
واضْرِبُوا هَبْراً؛ الهَبْرُ: الضرب والقطع. وفي حديث الشُّراةِ:
فَهَبَرْناهم بالسيوف. ابن سيده: وضَرْبٌ هَبْرٌ يَهْبُرُ اللحم، وصف بالمصدر
كما قالوا: دِرْهَمٌ ضربٌ. ابن السكيت: ضرب هَبْرٌ أَي يُلْقِي قِطْعَةً
من اللحم إِذا ضربه، وطعنٌ نَتْرٌ فيه اختلاسُ، وكذلك ضربٌ هَبِيرٌ
وضربَةٌ هَبِيرٌ؛ قال المتنخل:
كَلَوْنِ المِلْحِ، ضَرْبَتُه هَبِيرٌ،
يُتِرُّ العَظْمَ، سَقَّاطٌ سُراطِي
وسيف هَبَّارٌ يَنْتَسِفُ القطعة من اللحم فيقطعه، والهِبِرُّ: المنقطع
من ذلك، مثل به سيبويه وفسره السيرافي. وجملٌ هَبِرٌ وأَهْبَرُ: كثير
اللحم. وقد هَبِرَ الجمل، بالكسر، يَهْبَرُ هَبَراً، وناقة هَبِرَةٌ
وهَبْراءُ ومُهَوْبِرَةٌ كذلك. ويقال: بعير هَبِرٌ وَبِرٌ أَي كثير الوَبَرِ
والهَبْرِ، وهو اللحم. وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى: كَعَصْفٍ مأْكول،
قال: هو الهَبُّورُ؛ قيل: هو دُقاقُ الزرع بالنَّبَطِيَّة ويحتمل أَن يكون
من الهَبْرِ القَطْع.
والهُبْرُ: مُشاقَةُ الكتان؛ يمانية؛ قال:
كالهُبْرِ، تحتَ الظُّلَّةِ، المَرْشُوشِ
والهِبْرِيَةُ: ما طار من الزَّغَبِ الرقيق من القطن؛ قال:
في هِبْرِياتِ الكُرْسُفِ المَنْفُوشِ
والهِبْرِيَة والهُبارِية: ما طار من الريش ونحوه. والهِبْرِيَة
والإِبْرِيَةُ والهُبارِيَةُ: ما تعلق بأَسفل الشعر مثل النخالة من وسخ الرأْس.
ويقال: في رأْسه هِبْرِيَةٌ مثلُ فِعْلِيَةٍ؛ وقول أَوسِ بن حَجَرٍ:
لَيْثٌ عليه من البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ،
كالمَرْزُنانِيِّ عَيَّارٌ بأَوْصالِ
قال يعقوب: عنى بالهبرية ما يتناثر من القصب والبردي فيبقى في شعره
متلبداً.
وهَوْبَرَتْ أُذُنُه: احْتَشَى جَوْفُها وَبَراً وفيها شعر واكْتَسَتْ
أَطرافُها وطُرَرُها، وربما اكتَسَى أُصولُ الشعر من أَعالي الأُذنين.
والهَبْرُ: ما اطمأَنَّ من الأَرض وارتفع ما حوله عنه، وقيل: هو ما
اطمأَن من الرمل؛ قال عدي:
فَتَرى مَحانِيَهُ التي تَسِقُ الثَّرَى،
والهَبْرَ يُونِقُ نَبْتُها رُوَّادَها
والجمع هُبُور؛ قال الشاعر:
هُبُور أَغْواطٍ إِلى أَغْواطِ
وهو الهَبيرُ أَيضاً؛ قال زُمَيْلُ بن أُم دينار:
أَغَرُّ هِجانٌ خَرَّ من بَطْنِ حُرّةٍ
على كَفِّ أُخْرَى حُرَّةٍ بِهَبِيرِ
وقيل: الهبير من الأَرض أَن يكون مطمئناً وما حوله أَرفع منه، والجمع
هُبْرٌ؛ قال عدي:
جَعَلَ القُفَّ شمالاً وانْتَحى،
وعلى الأَيْمَنِ هُبْرٌ وبُرَقْ
ويقال: هي الصُّخُورُ بين الرَّوابي. والهَبْرَةُ: خرزة يُؤَخَّذُ بها
الرجال.
والهَوْبَرُ: الفهد؛ عن كراع. وهَوْبَرٌ: اسم رجل؛ قال ذو الرمة:
عَشِيَّةَ فَرَّ الحارِثِيُّون، بعدما
قَضَى نَحْبَه من مُلْتَقَى القومِ هَوْبَرُ
أَراد ابن هَوْبَر، وهُبَيْرَةُ: اسم. وابنُ هُبَيْرَةَ: رجل. قال
سيبويه: سمعناهم يقولون ما أَكثَرَ الهُبَيْراتِ، واطَّرَحُوا الهُبَيْرِينَ
كراهية أَن يصير بمنزلة ما لا علامة فيه للتأْنيث. والعرب تقول: لا آتيك
هُبَيْرَةَ بنَ سَعْدٍ أَي حتى يَؤُوبَ هُبَيْرَةُ، فأَقاموا هُبَيْرَةَ
مقام الدَّهْرِ ونصبوه على الظرف وهذا منهم اتساع؛ قال اللحياني: إِنما
نصبوه لأَنهم ذهبوا به مذهب الصفات، ومعناه لا آتيك أَبداً، وهو رجل
فُقِدَ؛ وكذلك لا آتيك أَلْوَةَ بْنَ هُبَيْرَةَ، ويقال: إِن أَصله أَن سَعْدَ
بنَ زيد مناةَ عُمِّرَ عُمُراً طويلاً وكَبِرَ، ونظر يوماً إِلى شائه وقد
أُهْمِلَتْ ولم تَرْعَ، فقال لابنه هُبَيْرَةَ: ارْعَ شاءَك، فقال: لا
أَرعاها سِنَّ الحِسْلِ أَي أَبداً، فصار مثلاً. وقيل لا آتيك أَلْوَةَ
هُبَيْرَةَ. والهُبَيْرَةُ: الضَّبُعُ الصغيرة. أَبو عبيدة: من آذان الخيل
مُهَوْبَرَةٌ، وهي التي يَحْتَشِي جَوْفُها وَبَراً وفيها شعر،
وتَكْتَسِي أَطرافُها وطُرَرُها أَيضاً الشَّعْرَ، وقلما يكون إِلا في روائد الخيل
وهي الرَّواعِي. والهَوْبَرُ والأَوْبَرُ: الكثير الوَبَرِ من الإِبل
وغيرها.
ويقال للكانُونَيْنِ: هما الهَبَّارانِ والهَرَّارانِ. أَبو عمرو: يقال
للعنكبوت الهَبُورُ والهَبُونُ. وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، في وقوله
تعالى: فجعلهم كَعَصْفٍ مأْكول؛ قال: الهَبُّورُ،قال سفيان: وهو الذَّرُّ
الصغير. وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: هو الهَبُّورُ عُصافَةُ الزرع
الذي يؤكل، وقيل: الهَبُّورُ بالنَّبَطيَِّة دُقاق الزرع، والــعُصافَةُ ما
تفتت من ورقه، والمأْكول ما أُخذ حبه وبقي لا حب فيه. والهَوْبَرُ:
القِرْدُ الكثير الشعر، وكذلك الهَبَّارُ؛ وقال:
سَفَرَتْ فقلتُ لها: هَجٍ فَتَبَرْقَعَتْ،
فذَكَرْتُ حين تَبَرْقَعَتْ هَبَّارَا
وهَبَّار: اسم رجل من قريش. وهَبَّار وهابِرٌ: اسمان. والهَبِيرُ: موضع،
والله أَعلم.