Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عبد_الرحيم

دَير حَشْيان

دَير حَشْيان:
بالحاء المهملة، والشين المعجمة الساكنة، وياء مثناة من تحت، وآخره نون: بنواحي حلب من العواصم، ذكره حمدان بن عبد الرحيم فقال:
يا لهف نفسي مما أكابده، ... إن لاح برق من دير حشيان
وإن بدت نفحة من الجانب ال ... غربيّ فاضت غروب أجفاني
وما سمعت الحمام في فنن ... إلا وخلت الحمام فاجاني
ما اعتضت مذ غبت عنكم بدلا، ... حاشا وكلّا! ما الغدر من شاني
كيف سلوّي أرضا نعمت بها، ... أم كيف أنسى أهلي وجيراني؟
لا خلق رقن لي معالمها، ... ولا اطّبتني أنهار بطنان
ولا ازدهتني في منبج فرص ... راقت لغيري من آل حمدان
لكن زماني بالجزر أذكرني ... طيب زماني به فأبكاني

سِمْنَك

سِمْنَك:
بكسر أوّله، وبعد الميم الساكنة نون، وآخره كاف: بليدة ملاصقة لسمنان المذكورة آنفا، وقد نسبوا إليها قوما من أهل العلم المتأخرين، منهم:
أبو الحسن القاسم بن محمد بن الليث السمنكي، سمع أبا خلف عبد الرحيم بن محمد بن خلف الآملي وغيره، ذكره أبو سعد في شيوخه وقال: توفي بعد سنة 531.

مَيْسَانُ

مَيْسَانُ:
بالفتح ثم السكون، وسين مهملة، وآخره نون: اسم كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط قصبتها ميسان، وفي هذه الكورة أيضا قرية فيها قبر عزير النبي، عليه السّلام، مشهور معمور يقوم بخدمته اليهود ولهم عليه وقوف وتأتيه النذور وأنا رأيته، وينسب إليه ميساني وميسناني بنونين، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لما فتحت ميسان في أيامه ولّاها النعمان بن عدي بن نضلة بن عبد العزّى بن حرثان بن عوف بن
عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤيّ بن غالب وكان من مهاجرة الحبشة ولم يولّ عمر أحدا من قوم بني عدي ولاية قط غيره لما كان في نفسه من صلاحة، وأراد النعمان امرأته معه على الخروج إلى ميسان فأبت عليه، فكتب النعمان إلى زوجته:
ألا هل أتى الحسناء أن حليلها ... بميسان يسقى في زجاج وحنتم؟
إذا شئت غنّتني دهاقين قرية ... وصنّاجة تجثو على حرف منسم
فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني، ... ولا تسقني بالأصغر المتثلّم
لعلّ أمير المؤمنين يسوءه ... تنادمنا في الجوسق المتهدّم
فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فكتب إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم: حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلا هو، أما بعد فقد بلغني قولك:
لعلّ أمير المؤمنين يسوءه ... تنادمنا في الجوسق المتهدّم
وايم الله لقد ساءني ذلك وقد عزلتك! فلما قدم عليه قال له: والله ما كان من ذلك شيء وما كان إلا فصل من شعر وجدته وما شربتها قط. فقال عمر:
أظنّ ذلك ولكن لا تعمل لي عملا أبدا، وكان بميسان مسكين الدارمي فقال يرثي زيادا:
رأيت زيادة الإسلام ولّت ... جهارا حين فارقنا زياد
فقال الفرزدق:
أمسكين أبكى الله عينك إنما ... جرى في ضلال دمعها فتحدّرا
أتبكي امرأ من آل ميسان كافرا ... ككسرى على عدّانه أو كقيصرا
أقول له لما أتاني نعيّه ... به لا بظبي بالصريمة أعفرا

أسن

أسن: {آسن}: متغير الطعم والريح.
(أ س ن) : (مَاءٌ أَسِنٌ وَآسِنٌ مُتَغَيِّرُ الرَّائِحَةِ مِنْ بَابَيْ طَلَبَ وَلَبِسَ.
(أسن) نَبتَت سنه وَكَبرت سنه أَي عمره وَالله سنه أنبتها وَالرمْح جعل لَهُ سِنَانًا
أ س ن

ماء آسن، وتقول: بعض الوسن شبيه بالأسن، وهو الغشي من ريح البئر. أسن المائح فهو آسن.
(أسن)
المَاء أسنا وأسونا تغير فَلَا يشرب

(أسن) المَاء والهواء أسنا أسن وَفُلَان أُغمي عَلَيْهِ من فَسَاد الْهَوَاء فَهُوَ أسن
أ س ن: (الْآسِنُ) مِنَ الْمَاءِ مِثْلُ الْآجِنِ وَقَدْ (أَسَنَ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَدَخَلَ وَ (أَسِنَ) فَهُوَ (أَسِنٌ) مِنْ بَابِ طَرِبَ لُغَةٌ فِيهِ. 
[أسن] نه فيه: رميت ظبياً "فأسن" فمات أي أصابه دوار وهو الغشي. ومن ماء غير "أسن" أو يأسن من أسن الماء إذا تغيرت ريحه. ومنه قول عباس: خل بيننا وبين صاحبنا فإنه "ياسن" كما "ياسن" الناس أي يتغير حين قال عمر: إنه لم يمت ولكنه صعق ومنعهم عن دفنه.
(أسن) - في حديث عُمَر رضي الله عنه: "أنَّ رجلاً رَمَى ظَبْياً وهو مُحرِم فأَصابَ خُشَشَاءَه، فركِب رَدْعَهُ فأَسِن فمات".
قوله: أَسِن: أيْ دِيرَ به. يقال للرَّجل إذا دَخَل بِئْرا فاشتَدَّت عليه رِيحُها حتى يُصِيبَه دُوارٌ يُسقِطه: أسِن يَأْسَن أَسَنًا.
أسِن
يقال: أَسِنَ الماء يَأْسَنُ، وأَسَنَ يَأْسُنُ : إذا تغيّر ريحه تغيّراً منكراً، وماء آسن، قال تعالى:
مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ [محمد/ 15] ، وأسن
 الرجل: مرض، من: أسن الماء، إذا غشي عليه ، قال الشاعر:
يميد في الرّمح ميد المائح الأسن
وقيل: تَأَسَّن الرجل إذا اعتلّ تشبيهاً به.
أُسُنٌ:
بضمتين: اسم واد باليمن، وقيل: واد في بلاد بني العجلان، قال ابن مقبل:
زارتك دهماء وهنا، بعد ما هجعت ... عنها العيون، بأعلى القاع من أسن
وقال نصر: أسن واد باليمن، وقيل: من أرض بني عامر المتصلة باليمن، وقال ابن مقبل أيضا:
قالت سليمى ببطن القاع من أسن:
 ... لا خير في العيش بعد الشيب والكبر
لولا الحياء، ولولا الدين عبتكما ... ببعض ما فيكما، إذ عبتما عوري
أسن
أسَنَ يأسُن، أَسْنًا، فهو آسِن
• أسَن الماءُ: فَسَد، تغيَّر طعمًا ورائحةً ولونًا فلا يُشرب " {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ} ". 

أسِنَ يَأسَن، أَسَنًا، فهو أَسِن
• أسِن الماءُ: أسَن، فَسَد، تغيَّر طعمًا ورائحةً ولونًا فلا يُشرب. 

تأسَّنَ يتأسَّن، تَأَسُّنًا، فهو مُتأسِّن
• تأسَّن الماءُ: أسَن، فَسَد، تغيَّر طعمًا ورائحةً ولونًا فلا يُشرب.
• تأسَّن وُدُّه: تغيّر. 

أَسْن [مفرد]: مصدر أسَنَ. 

أَسَن [مفرد]: مصدر أسِنَ. 

أَسِن [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أسِنَ. 
[أسن] الآسِنُ من الماء، مثل الآجِنِ. وقد أَسَنَ الماء يَأْسَنُ ويأْسُنُ أُسُوناً. ويقال أيضاً: أسِنَ الماء بالكسر يأْسَنُ أَسَناً، فهو أسن. وأسن الرجل أيضا، إذا دخل البئر فأصابته ريح منتِنة من ريح البئر أو غير ذلك فغُشيَ عليه، أو دارَ رأسه. قال زهير: قد أترك القرن مصفرَّاً أَنامِلُهُ يَميدُ في الرمح ميد المائح الاسن ويروى " الوسن ". وتأسن الماء: تغيَّر. أبو زيد: تأَسَّنَ عليّ تَأَسُّناً، اعتلّ وأبطأ. أبو عمرو: تأَسَّنَ الرجلُ أباه، إذا أخذ أخلاقه. وقال اللحيانيّ: إذا نزع إليه في الشّبَهِ. يقال هو على آسانٍ من أبيه، أي على شمائلَ من أبيه، أو على أخلاق من أبيه، واحدها أُسُنٌ مثل خُلُقٍ وأخْلاقٍ. والاسُنُ أيضاً: واحد الآسانِ، وهي طاقات النِسْعِ والحَبْلِ، عن أبي عمرو. وأنشد الفراء لسعد بن زيد مناة بن تميم، ولقب سعد الفِزْرُ: لقد كنتُ أَهْوى الناقِمِيَّةَ حقبة فقد جعلت آسان وصل تقطع والاسن أيضا: بقية الشحم. يقال: سمنتْ ناقته عن أُسُنٍ، أي عن شحمٍ قديمٍ. والجمع آسان. وتأسن على، أي اعتل.
أس ن

أَسَنَ الماءُ يأسِنُ ويأْسُنُ أَسْناً وأُسوناً وأسِنَ أَسَناً تَغَيَّر غير أنه شَرُوبٌ ومِياهٌ آسانٌ قال عَوْفُ بن الخَزِع

(وتَشْرَبُ آسانَ الحِياضِ تَسُوفُها ... ولوْ وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجما)

أراد آجِناً فأَبْدَلَ وأَسِنَ الرجلُ أَسَناً فهو أَسِنٌ وأَسِنَ ووَسِنَ غُشِيَ عليه من خُبْثِ رِيحِ البِئْر وأَسِنَ لا غير اسْتِدارَ رَأَسُه من رِيحٍ تُصِيبُه وتَأَسَّنَ عَلَيَّ اعْتَلَّ وأَبْطَأَ والأَسَانُ والآسَانُ والإسَانُ والأُسُنُ والأُسُونُ قُوَى الحَبْلِ والوَتَر والزِّمام وكذلك الأَسَائِن واحدتها أَسِينَةٌ والآسَانُ الآثارُ القَدِيمَة والأُسُنُ بَقِيَّة الشَّحْم القَدِيم والجَمْع آسانٌ وآسانُ الثّيابِ ما تَقَطَّع منها وَبَلِيَ وهو على آسانٍ من أَبِيه أي مَشَابِهَ واحدها أُسُنٌ كَعُسُنٍ وقد تَأَسَّنَ أباه وما أَسَنَ لذلك يَأْسُنُ أَسْناً أي ما فَطِن والتَّأَسُّنُ التَّوَهُّمُ والنِّسْيانُ وأَسَنَ الشيءَ أَثْبَتَه والمآسِنُ مَنَابِتُ العَرْفَجِ وأُسُنٌ ماءٌ لَبَنِي تَمِيم
أسن
أَسَنَ الماءُ أسناً وأُسُوْناً؛ فهو آسِنٌ: مُتَغَيِّرُ الطَّعْمِ. وماءٌ أَسِنٌ وأَسْنٌ وآسِنٌ. وأسَنْتُ له من اللحْمِ أسْناً: أي أبْقَيْت له منه بَقِيَّةً. والأسُنُ: البَقِيةُ، وجَمْعُه آسَانٌ.
وأَسِنَ الرَّجُلُ يَأْسَنُ أسَناً: إذا دَخَلَ بِئْراً فأصابَتْه رِيْحُ الماءِ الأسِنِ فَغُشِيَ عليه.
وتَأَسنَ وُد فُلانٍ وعَهْدُه: أي تَغَيرَ. وتَأسنَ عَلَيَّ تَأَسناً: اعْتَلَّ وأبْطَأ. والأسُنُ: قَدِيْمُ الشجَرِ والشحْمِ، سَمِنَتِ الناقَةُ على أُسُنٍ وعُسُنٍ - وقد تُشَددُ النُوْنُ منه - وإسْنٍ وعِسْنٍ.
والأسِيْنَةُ: سَيْرٌ واحِدٌ من سُيُوْرٍ تُضْفَرُ فَتُجْعَلُ نِسْعاً. وكذلك كُلُّ قُوَّةٍ من قُوى الوَتَرِ: أسِيْنَةٌ، والجَميعُ أَسَائنُ؛ وأُسُنٌ وأُسُوْنٌ وآسَانٌ. وهو الأسْنُ أيضاً. والأسْنُ: صَنْعَةُ العَقَب. وهو على آسَانٍ من أبيَه: أي عَلَاماتٍ ومَشَابِهَ، واحِدُها أُسْن وإسْنٌ. ومَعَارِفُ الدار: آسَانُها. وكذلك خُطُوْطُ البُرْدِ اليَمَانيِّ: آسَانٌ.
وهذا إسْنُ هذا: أي مِثْلُه. والتَأَسن: التقَيُلُ، تَأسنَ أبَاه: أي نَزَعَ إليه في الشبَهِ. وهو التَذَكرُ أيضاً. والتَغَيُّرُ.
وما زالَ على إسْنِ الدَّهْرِ مَجْنُوْناً: كقَوْلهم على است الدَّهْرِ.
أسن
: (} الآسِنُ مِن الماءِ) :) مِثْلُ (الآجِنِ) ، وَقد تقدَّمَ الفَرْقُ بَيْنهما هُنَاكَ؛ (والفِعْلُ كالفِعْل) .) يقالُ: {أَسَنَ الماءُ} يَأْسِنُ {ويَأْسُنُ} أَسْناً {وأُسُوناً} وأَسِنَ، بالكَسْرِ، {أَسَناً: تَغيَّر غَيْر أَنَّه شروبٌ.
وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {من ماءٍ غيرِ} آسِنٍ} .
قالَ الفرَّاءُ: غَيْر متغيِّرٍ وَلَا آجِنٍ.
( {وأَسَنَ لَهُ يأْسِنُهُ ويأْسُنُه) ، من حَدَّيْ، ضَرَبَ ونَصَرَ: إِذا (كَسَعَهُ بِرِجْلِهِ.
(و) } أَسِنَ الرَّجُلُ، (كفَرِحَ: دَخَلَ البئْرَ فأَصابَتْهُ رِيحٌ مْنْتِنَةٌ) مِنْهَا (فَغُشِيَ عَلَيْهِ) ودارَ رأْسَه، فَهُوَ أَسِنٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لزهيرٍ:
يُغادِرُ القِرْنَ مُصْفرًّا أَنَامِلُه يَميدُ فِي الرُّمْحِ مَيْدَ المائِحِ {الأَسِن ِقالَ الأَزْهرِيُّ: هُوَ} اليَسِنُ {والأَسِنُ؛ ويُرْوى الوَسَنُ أَيْضاً وسَيَأْتي إِن شاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
(} وتأَسَّنَ) الرَّجلُ: (تَذَكَّرَ العَهْدَ الماضِي) القَدِيمِ.
(و) {تأَسَّنَ: (أَبْطَأَ) ، كتأَسَّرَ.
(و) تأَسَّنَ عليَّ} تأَسُّناً: (اعْتَلَ) ؛) نَقَلَه الجوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ.
(و) تَأَسَّنَ أَبَاهُ: (أَخذ أخلاقه) نَقَلَه الجوْهرِيُّ عَن أَبي عَمْرٍ و.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: إِذا نَزَعَ إِلَيْهِ فِي الشَّبَه؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، لبشيرٍ الفريري:
تأَسَّنَ زيدٌ فِعْلَ عَمْرٍ ووخالدٍ أُبُوَّة صِدْقٍ من فريرٍ وبُحْتُر (و) تأَسَّنَ (الماءُ: تَغَيَّرَ) ؛) نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
( {والأُسُنُ، بضمَّتَيْن: الخُلُقُ) ، زِنَةً ومعْنًى، والجَمْعُ} آسانٌ. يقالُ: هُوَ على آسانٍ مِن أَبيهِ وآسالٍ، أَي على شَمائلَ مِن أَبيهِ وعَلى أخْلاقٍ من أَبيهِ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وَالَّذِي هُوَ فِي التَّهْذيبِ: {الأَسْنُ والعُسُنُ، سَاكِنة العَيْن، والجَمْعُ آسانٌ وأَعْسانٌ.
(و) } أُسُنٌ: (وادٍ باليَمَنِ) فِي أَرضِ بَنِي عامِرٍ؛ قالَهُ نَصْر.
وقيلَ: فِي بلادِ بَني العجلانِ.
وقيلَ: ماءٌ لتميمٍ؛ قالَ ابنُ مُقْبل:
قَالَت سُلَيْمَى ببَطْنِ القاعِ من أُسُنٍ لَا خَيْرَ فِي العَيْشِ بعدَ الشَّيْبِ والكِبَرِ (و) {الأُسُنُ: (طاقَةُ النِّسْعِ والحَبْلِ) ؛) عَن أَبي عَمْرو، وجَمْعُه آسانٌ، وأَنْشَدَ الفرَّاءُ لابنِ زيْدِ مَنَاة:
لقد كنتُ أَهْوَى الناقِمِيَّةَ حِقْبةًفقد جعلَتْ آسانُ وَصْلٍ تَقطَّعُقالَ ابنُ بَرِّي، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: جعلَ قُوَى الوَصْلِ بمنْزِلَةِ قُوَى الحبْلِ.
(و) الأُسُنُ: (بقِيَّةُ الشَّحْمِ) القدِيمِ؛ عَن ابنِ السِّكِّيت. يقالُ: سَمِنُتُ على أُسُنٍ أَي على أَثارَة شَحْمٍ قدِيمٍ كانَ قبْلَ ذلِكَ؛ (} كالإِسْنِ، بالكسْرِ.
(و) {الأُسُنُّ، (كعُتُلَ: ج آسانٌ) .
(وقالَ الفرَّاءُ: إِذا بَقِيَتْ مِن شَحْمِ الناقَةِ ولَحْمِها بقِيَّةً فاسْمُها الأُسُنُ والعُسُنُ، والجَمْعُ آسانٌ وأَعْسانٌ.
(} والأَسِينَةُ: القُوَّةُ من قُوَى الوَتَرِ، ج {أسائِنُ) } وأُسُنُ، كسَفائِنٍ وسُفُنٍ.
(و) ! الأسِينَةُ: (سَيْرٌ من سُيورٍ تُضْفَرُ جَميعاً فتُجْعَلُ نِسْعاً أَو عِناناً) ، والجَمْعُ كالجَمْعِ.
( {وأَسَنْتُ لَهُ) } أَسناً: (أَبْقَيْتُ لَهُ.
( {وإِسْنَى، بالكسْرِ ويُفْتَحُ: د بصَعيدِ مِصْرَ) فِي أَقْصاهُ وليسَ وَرَاءه إلاَّ أُدفو} وأُسْوانَ ثمَّ بِلاد النَّوْبةِ، وَهُوَ على شاطِىءِ النِّيلِ المُبارَكِ فِي الجانِبِ الغَرْبي مَدينَةٌ عامِرَةٌ طيِّبةٌ كثيرَةُ النَّخْلِ والبَساتِين والتِّجارَةِ، وإليها نُسِبَ جماعَةٌ مِن العُلَماءِ، رحِمَهم اللَّهُ تَعَالَى، كالجمال عَبْدِ الرَّحيمِ بن الحَسَنِ الأُمَويّ {الإِسنائيّ صاحِبِ التَّصانِيفِ فِي الفقْهِ والأُصولِ، وأَخِيه عِمَاد الدِّيْن، وآلِ بَيْتِهما، رحِمَهُم اللَّهُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
مِياهٌ} آسانٌ: مُتغيِّرَةٌ؛ قالَ عوفُ بنُ الخَرِع:
وتَشْربُ آسانَ الحِياضِ تَسوفُهاولوْ وَرَدَتْ ماءَ المُرَبدةِ آجِماأَرادَ آجِناً، فقَلَبَ وأَبْدَلَ.
{وتأَسَّنَ عَهْدُه ووُدُّه: إِذا تَغيَّرَ؛ قالَ رُؤْبَة:
راجَعَه عَهداً من} التأَسُّن {والإِسْنُ، بِالْكَسْرِ: قُوَّةٌ مِن قُوَى الحَبْلِ، والجمْعُ} أُسُونٌ؛ قالَ الطرمَّاحُ:
كحلْقومِ القَطاة أُمِرَّ شَزْراً كإِمْرارِ المُحْدَرجِ ذِي {الأُسونِ ويقالُ: أَعْطِني} إِسْناً من عَقَبٍ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: {الأَسْنُ لُعْبةٌ لَهُم يُسَمّونَها الضَّبْطَة والمَنَسةَ.
} وآسانُ الرَّجلِ: مَذَاهِبُه.
{والآسانُ: الآثارُ القدِيمَةُ.
وآسانُ الثِّيابِ: مَا تَقَطَّعَ مِنْهَا وبَلِيَ. ويقالُ: مَا بَقِيَ مِن الثَّوْبِ إلاَّ} آسانٌ أَي بَقايا؛ والواحِدُ أُسُنٌ؛ قالَ الشاعِرُ:
يَا أَخَوَيْنا من تَمِيمٍ عَرِّجان َسْتَخْبِرُ الرَّبْعَ {كآسانِ الخَلَقْ وَمَا} أَسَنَ لذلِكَ: أَي مَا فَطَنَ.
{والتَّأَسُّنُ: التوهُّمُ والنِّسْيانُ.
} وأَسَنَ الشيءَ: أَثْبَتَه.
{والمآسِنُ: منابِتُ العَرْفجِ.

أسن: الآسِنُ من الماء: مثلُ الآجِن. أَسَنَ الماءُ يأْسِنُ ويأْسُنُ

أَسْناً وأُسوناً وأَسِنَ، بالكسر، يأْسَنُ أَسَناً: تغيَّر غير أَنه

شروبٌ، وفي نسخة: تغيَّرت ريحُه، ومياهٌ آسانٌ؛ قال عوْفُ بن الخَرِع:

وتشْربُ آسانَ الحِياضِ تَسوفُها،

ولوْ ورَدَتْ ماءَ المُرَيرةِ آجِما

أَرادَ آجِناً، فقلبَ وأَبدلَ. التهذيب: أَسَنَ الماءُ يأْسِنُ أَسْناً

وأُسوناً، وهو الذي لا يشربه أَحدٌ من نَتْنِه. قال الله تعالى: من ماءٍ

غيرِ آسِنٍ؛ قال الفراء: غير متغيّرٍ وآجِنٍ، وروى الأَعمش عن شَقِيق

قال: قال رجل يقال له نَهيك بن سنان: يا أَبا عبد الرحمن، أَياءً

تجدُ هذه الآية أَم أَلفاً من ماءٍ غيرِ آسِنٍ؟ قال عبد الله: وقد علمتُ

القرآنُ كله غير هذه، قال: إني أَقرأُ المفصَّل في ركعة واحدة، فقال عبد

الله: كهذِّ الشِّعْر، قال الشيخ: أَراد غيرَ آسِنٍ أَم ياسِنٍ، وهي لغة

لبعض العرب. وفي حديث عمر: أَن قَبيصةَ بن جابر أَتاه فقال: إنِّي

دَمَّيْتُ ظَبياً وأَنا مُحْرِم فأَصَبْتُ خُشَشَاءَه فأَسِنَ فمات؛ قال أَبو

عبيد: قوله فأَسِنَ فمات يعني دِيرَ به فأَخذه دُوارٌ، وهو الغَشْيُ،

ولهذا قيل للرجل إذا دخل بِئراً فاشتدَّت عليه ريحُها حتى يُصيبَه دُوارٌ

فيسقط: قد أَسِنَ؛ وقال زهير:

يُغادِرُ القِرْنَ مُصْفرَّا أَنامِلُه،

يميدُ في الرُّمْحِ مَيْدَ المائحِ الأَسِنِ

قال أَبو منصور: هو اليَسِنُ والآَسِنُ؛ قال: سمعته من غير واحد من

العرب مثلَ اليَزَنِيِّ والأَزَنِيّ، واليَلَنْدَدِ والأَلَنْدَدِ، ويروى

الوَسِن. قال ابن بري: أَسِنَ الرجلُ من ريح البئر، بالكسر، لا غير. قال:

والذي في شعره يميل في الرمح مثلَ المائح، وأَورده الجوهري: قد أَترك

القرن، وصوابه يغادر القرن، وكذا في شعره لأَنه من صفة الممدوح؛ وقبله:

أَلَمْ ترَ ابنَ سِنانٍ كيفَ فَضَّلَه،

ما يُشْتَرى فيه حَمْدُ الناسِ بالثَّمن؟

قال: وإنّما غلَّط الجوهريّ قولُ الآخر:

قد أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه،

كأَنَّ أَثوابَه مُجَّت بفِرْصاد

وأَسِنَ الرجلُ أَسَناً، فهو أَسِنٌ، وأَسِنَ يأْسَنُ ووَسِنَ: غُشِيَ

عليه من خُبْث ريحِ البئر. وأَسِنَ لا غير: استدارَ رأْسُه من ريح تُصيبه.

أَبو زيد: ركيّة مُوسِنةٌ يَوْسَنُ فيها الإنسانُ وَسَناً، وهو غَشْيٌ

يأْخذه، وبعضهم يهمز فيقول أَسِن. الجوهري: أَسِنَ الرجلُ إذا دخل البئر

فأَصابته ريحٌ مُنْتِنة من ريح البئر أَو غير ذلك فغُشِيَ عليه أَو دار

رأْسُه، وأَنشد بيت زهير أَيضاً. وتأَسَّنَ الماءُ: تغيّر. وتأَّسَّنَ عليّ

فلانٌ تأَسناً: اعْتَلَّ وأَبْطَأَ، ويروى تأَسَّرَ، بالراء. وتأَسَّنَ

عَهْدُ فلان ووُدُّه إذا تغيَّر؛ قال رؤبة:

راجَعَه عهداً عن التأّسُّن

التهذيب: والأَسينةُ سَيْرٌ واحد من سُيور تُضْفَر جميعُها فتُجعل

نِسعاً أَو عِناناً، وكلُّ قُوَّة من قُوَى الوَتَر أَسِينةٌ، والجمع

أَسائِنُ. والأُسونُ: وهي الآسانُ

(* قوله «والأسون وهي الآسان أيضاً» هذه الجملة

ليست من عبارة التهذيب وهما جمعان لآسن كحمل لا لأسينة). أَيضاً.

الجوهري: الأُسُن جمع الآسان، وهي طاقات النِّسْع والحَبْل؛ عن أَبي عمرو؛

وأَنشد الفراء لسعد بن زيد مناة:

لقد كنتُ أَهْوَى الناقِميَّة حِقْبةً،

وقد جعلَتْ آسانُ وَصْلٍ تَقطَّعُ

قال ابن بري: جعل قُوَى الوصْلِ بمنزلة قُوى الحبْل، وصواب قول الجوهري

أَن يقول: والآسان جمع الأُسُن، والأُسُنُ جمع أَسينة، وتجمع أَسينة

أَيضاً على أَسائنَ فتصير مثل سفينة وسُفُن وسَفائنَ، وقيل: الواحد إسْنٌ،

والجمع أُسُونٌ وآسانٌ؛ قال: وكذا فسر بيت الطرماح:

كحلْقومِ القَطاة أُمِرَّ شَزْراً،

كإمْرارِ المُحَدْرَجِ ذي الأُسونِ

ويقال: أَعطِني إسْناً من عَقَبٍ. والإسْنُ: العَقَبةُ، والجمعُ أُسونٌ؛

ومنه قوله:

ولا أَخا طريدةٍ وإسْنِ

وأَسَنَ الرجلُ لأَخيه يأْسِنُه ويأْسُنُه إذا كسَعَه برجلِه. أَبو

عمرو: الأََسْنُ لُعْبة لهم يسمونها الضَّبْطَة والمَسَّة. وآسانُ الرجل:

مَذاهبُه وأَخلاقُه؛ قال ضابئٌ البُرْجُمِيّ في الآسانِ الأَخلاق:

وقائلةٍ لا يُبْعِدُ اللهُ ضابئاً،

ولا تبْعَدَنْ آسانه وشمائله

والآسانُ والإسانُ: الآثار القديمةُ. والأُسُن: بقيَّة الشحم القديم.

وسَمِنت على أُسُنٍ أَي على أَثارةَ شحم قديم كان قبل ذلك. وقال يعقوب:

الأُسُنُ الشحمُ القديم والجمع آسانٌ. الفراء: إذا أَبقيتَ من شحم الناقة

ولحمها بقيةً فاسمُها الأُسُنُ والعُسُنُ، وجمعها آسانٌ وأَعْسانٌ. يقال:

سَمِنَت ناقتُه عن أُسُنٍ أَي عن شحمٍ قديم. وآسانُ الثّيابِ: ما تقطَّع

منها وبَلِيَ. يقال: ما بقي من الثوب إلا آسانٌ أَي بقايا، والواحد

أُسُنٌ؛ قال الشاعر:

يا أَخَوَيْنا من تَميمٍ، عَرِّجا

نَسْتَخْبِر الرَّبْعَ كآسانِ الخَلَقْ.

وهو على آسانٍ من أَبيه أَي مَشابِهَ، واحدُها أُسُنٌ كعُسُنٍ. وقد

تأَسَّنَ أَباه إذا تَقَيّله. أَبو عمرو: تأَسَّنَ الرجلُ أَباه إذا أَخذ

أَخْلاقَه؛ قال اللحياني: إذا نزَعَ إليه في الشَّبَه. يقال: هو على آسانٍ

من أَبيه أَي على شَمائلَ من أَبيه وأَخْلاقٍ من أَبيه، واحدُها أُسُنٌ

مثل خُلُقٍ وأَخلاق؛ قال ابن بري: شاهد تأَسَّنَ الرجلُ أَباه قول بشير

الفريري:

تأَسَّنَ زيدٌ فِعْلَ عَمْرو وخالدٍ،

أُبُوّة صِدْقٍ من فريرٍ وبُحْتُر.

وقال ابن الأَعرابي: الأُسُنُ الشبَهُ، وجمعُه آسانٌ؛ وأَنشد:

تعْرِفُ، في أَوْجُهِها البَشائِرِ،

آسانَ كلِّ أَفِقٍ مُشاجِرِ.

وفي حديث العباس في موت النبي، صلى الله عليه وسلم: قال لعُمَرَ خَلِّ

بيننا وبين صاحبنا فإنه يأْسَنُ كما يأْسَنُ الناسُ أَي يتغيَّر، وذلك أَن

عمر كان قد قال: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لم يَمُتْ ولكنه

صَعِقَ كما صَعِقَ موسى، ومنعهم عن دَفْنِه. وما أَسَنَ لذلك يأْسُنُ

أَسْناً أَي ما فَطَنَ. والتأَسُّنُ: التوهُّم والنِّسْيانُ. وأَسَنَ الشيءَ:

أَثْبَتَه. والمآسِنُ: منابتُ العَرْفجِ. وأُسُنٌ: ماءٌ لبني تميم؛ قال

ابن مقبل:

قالت سُلَيْمَى ببَطْنِ القاعِ من أُسُنٍ:

لا خَيْرَ في العَيْشِ بعدَ الشَّيْبِ والكِبَر

وروي عن ابن عمر: أَنه كان في بيتِه الميْسُوسَنُ، فقال: أَخْرِجُوه

فإنه رِجْسٌ؛ قال شمر: قال البكراوي المَيْسُوسَنُ شيء تجعله النساء في

الغِسْلة لرؤوسهن.

فارس العرب

فارس العرب:
[في الانكليزية]
Persian- Arabic( discourse beginning in Persian and ending in Arabic )
[ في الفرنسية]
Persan- arabe( discours qui commence en persan et se termine en arabe )
هو عند البلغاء أن يؤتى بألفاظ عربية لأهل الترسّل بدون أن يخالطها كلمات فارسية تكون تتمة لكلام مقدمته فارسية، ولكن نهايته كلمات عربية. وهذا النوع من الصّنائع الأدبية من مخترعات الشاعر أمير خسرو دهلوي. وقد جاء في (إعجاز خسرو): لقد بذلت جهودا كثيرة بحيث لم يمكن أن تتم المقدّمات بدون ترتيب كامل، ومثال ذلك: «هذه الرقعة لحضرة المقام العالي»، الكبير الكريم العادل المجاهد المقسط الغازي عزّ الدّولة والدّين عضد الإسلام والمسلمين زاد الله نصفته. من المخلص القديم الحميد القريشي مبلغ الخدمات الوافرة والأدعية المتواترة بالغا ما بلغ، والمتمني تقبيل ركاب دولته من هو فوق البيان والرقم؛ وبفضل الباري عمّت نعماؤه، أموره مقرونة بالانتظام وأحوال الأحباء بالخير متصلة والأعزة بضمان السّلامة. 

ويقول بعضهم: بل الصّغرى مركّبة من سبب ثقيل وخفيف، والكبرى من سبب ثقيل ووتد مجموع. ويقول إبراهيم بن عبد الرحيم؛ العروض كلمة ذات أربعة حروف هي الفاصلة، بصاد غير منقوطة. والكلمة ذات الخمس حروف فاضلة بضاد منقوطة. وسبب ذلك وجود حرف زائد على الفاصلة. والفضل لغة هو الزّيادة.

ويقول ابن الخبّاز: يقول بعضهم بأنّ كلا منهما يسمّى فاضلة بضاد منقوطة، ويقيدون الأولى بالصّغرى والثانية بالكبرى، كما يقيّدون الفاصلة بصاد بدون نقطة بالصغرى أو الكبرى.
ومنها ما عرفت في لفظ الجزء من أنّ الأجزاء تسمّى فواصل وأركانا. ومنها كلمة آخر الآية كقافية الشّعر وقرينة السجع. وقال الداني كلمة آخر الجملة. قال الجعبري وهو خلاف المصطلح ولا دليل له في تمثيل سيبويه بيوم يأت وما كنّا نبغ، وليسا رأس آية، لأنّ مراده الفواصل اللغوية لا الصناعية. وقال القاضي أبو بكر: الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع يقع بها إفهام المعاني. وفرّق الدّاني بين الفواصل ورءوس الآي، فقال الفاصلة هي الكلام المنفصل عمّا بعده، والكلام المنفصل قد يكون رأس آية وقد يكون غيره، وكذلك الفواصل تكون رءوس آي وغيرها، وكلّ رأس آية فاصلة ولا عكس أي ليس كلّ فاصلة رأس آية. قال ولأجل كون معنى الفاصلة هذا ذكر سيبويه في تمثيل القوافي يوم يأت وما كنّا نبغ، وليسا رأس آية بإجماع، مع إذا يسر وهو رأس آية باتفاق. وقال الجعبري: لمعرفة الفواصل طريقان: توقيفي وقياسي أمّا التوقيفي فما ثبت أنّه صلّى الله عليه وسلم وقف عليه دائما تحقّقنا أنّه فاصلة، وما وصله دائما تحقّقنا أنّه ليس بفاصلة، وما وقف عليه مرة ووصله أخرى احتمل الوقف أن يكون لتعريف الفاصلة أو لتعريف الوقف التّام أو للاستراحة، والوصل أن يكون غير فاصلة أو فاصلة وصلها لتقدّم تعريفها. وأمّا القياسي فهو ما ألحق من المحتمل غير المنصوص بالمنصوص لمناسب ولا محذور في ذلك لأنّه لا زيادة فيه ولا نقصان، وإنّما غايته أنّه محلّ فصل أو وصل، والوقف على كلّ كلمة جائز، ووصل القرآن كلّه جائز، فاحتاج القياسي إلى طريق تعرّفه، فنقول:
فاصلة الآية كقرينة السجع في النثر وقافية البيت في الشعر، وما يذكر من عيوب القافية من اختلاف الحدّ والإشباع والتوجيه فليس بعيب في الفاصلة، وجاز الانتقال في الفاصلة والقرينة وقافية الأرجوزة من نوع إلى نوع آخر، بخلاف قافية القصيدة، ومن ثمّ ترى يرجعون مع عليم، والميعاد مع التّوّاب، والطارق مع الثاقب. وقال غيره: تقع الفاصلة عند الاستراحة في الخطاب لتحسين الكلام بها وهي الطريقة التي يباين القرآن بها سائر الكلام وتسمّى فواصل لأنّه ينفصل عنده الكلامان، ولا يجوز تسميتها قوافي إجماعا، وفي تسميتها بالسّجع اختلاف سبق في لفظ السجع. قال ابن أبي الإصبع: لا يخرج فواصل القرآن عن أحد أربعة أشياء التمكين والتصدير والتوشيح والإيغال، وتفصيل كل في موضعه هكذا في الإتقان.

شوث

شوث
: ( {الشُّوَيْثِيُّ، كزُبَيْرِيّ) هَكَذَا فِي نُسْخَة صَحِيحَة، وَفِي بعض إِسقاطُ (كزُبَيْرِيّ) وَقد أَهمله الجوهريُّ وصاحِبُ اللّسانِ، وَقَالَ الصّاغَانيّ: هُوَ (نَوْعٌ من التَّمْرِ) ، كَذَا فِي التكملة.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} شِيثٌ، كمِيلٍ: ابنُ آدَمَ عليهِ السّلام.
وأَبو عُمَر! شِيثُ بنُ جَمَاهِيرَ بنِ يُوسُفَ بن شِبْلٍ الهِنَائِيّ البُخَاريّ، حَدَّثَ عَن مُحَمَّدِ بن سَلاّم البِيكَنْدِيّ.
وأَبُو نَصْرٍ إِسَحْاقُ بنُ أَحمَدَ بنِ شِيث: شيخٌ لأَبِي الولِيدِ البَلْخِيّ.
وأَبو المَحَامِدِ حَمَّادُ بنُ إِبراهيمَ بنِ إِسماعيلَ بنِ أَحمدَ بنِ شِيثِ بنِ الحَكَم الصَّفّار البُخَارِيّ، قدمَ بغدادَ سنة 560 وحَدَّثَ.
وعبدُ الرّحيم بنُ عَليّ بنِ شِيثٍ الكاتبُ المِصريّ، سَكنَ بيتَ المَقْدِس.

حيا

ح ي ا: (الْحَيَاةُ) ضِدُّ الْمَوْتِ وَ (الْحَيُّ) ضِدُّ الْمَيِّتِ. وَ (الْمَحْيَا) مَفْعَلٌ مِنَ الْحَيَاةِ تَقُولُ: مَحْيَايَ وَمَمَاتِي. وَ (الْحَيُّ) وَاحِدُ (أَحْيَاءِ) الْعَرَبِ. وَ (أَحْيَاهُ) اللَّهُ (فَحَيِيَ) وَ (حَيَّ) أَيْضًا وَالْإِدْغَامُ أَكْثَرُ. وَقُرِئَ: {وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42] ، وَتَقُولُ فِي الْجَمْعِ: حَيُوا مُخَفَّفًا. وَ (اسْتَحْيَاهُ) وَ (اسْتَحْيَا) مِنْهُ بِمَعْنًى مِنَ الْحَيَاءِ. وَيُقَالُ: (اسْتَحَيْتُ) بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ وَأَصْلُهُ اسْتَحْيَيْتُ فَأَعَلُّوا الْيَاءَ الْأُولَى وَأَلْقَوْا حَرَكَتَهَا عَلَى الْحَاءِ، فَقَالُوا: اسْتَحَيْتُ لَمَّا كَثُرَ فِي كَلَامِهِمْ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: اسْتَحَى بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ لُغَةُ تَمِيمٍ وَبِيَاءَيْنِ لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ وَهُوَ الْأَصْلُ. وَإِنَّمَا حَذَفُوا الْيَاءَ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ كَمَا قَالُوا لَا أَدْرِ فِي لَا أَدْرِي. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} [البقرة: 49] وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا} [البقرة: 26] أَيْ لَا يَسْتَبْقِي. وَ (الْحَيَّةُ) تُقَالُ لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْهَاءُ لِلْإِفْرَادِ كَبَطَّةٍ وَدَجَاجَةٍ. عَلَى أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنِ الْعَرَبِ رَأَيْتُ (حَيًّا) عَلَى (حَيَّةٍ) أَيْ ذَكَرًا عَلَى أُنْثَى. وَفُلَانٌ حَيَّةٌ أَيْ ذَكَرٌ. وَ (الْحَاوِي) صَاحِبُ الْحَيَّاتِ. وَ (الْحَيَا) مَقْصُورٌ الْمَطَرُ وَالْخِصْبُ وَ (الْحَيَاءُ) مَمْدُودٌ الِاسْتِحْيَاءُ. وَ (الْحَيَوَانُ) ضِدُّ الْمَوَتَانِ وَ (الْمُحَيَّا) الْوَجْهُ وَ (التَّحِيَّةُ) الْمُلْكُ وَيُقَالُ (حَيَّاكَ اللَّهُ) أَيْ مَلَّكَكَ. وَ (التَّحِيَّاتُ) لِلَّهِ أَيِ الْمُلْكُ. وَالرَّجُلُ (مُحَيِّي) وَالْمَرْأَةُ (مُحَيِّيَةٌ) فَاعِلٌ مِنْ حَيَّا. وَقَوْلُهُمْ (حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ) أَيْ هَلُمَّ وَأَقْبِلْ وَهُوَ اسْمٌ لِفِعْلِ الْأَمْرِ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: حَيَّ عَلَى الثَّرِيدِ.
[حيا] الحَياة: ضد الموت والحَيُّ: ضدُّ الميّت. والمَحْيا مَفْعَلٌ من الحياة. تقول: مَحْيَاي ومماتي. والجمع المحايى. وزعموا أن الحى بالكسر: جمع الحَياةِ. قال العجاج:

وقد ترى إذا الحياة حى * (*) والحى: واحد أَحْياءِ العرب. وأَحْياهُ الله فَحَييَ وحَيَّ أيضاً، والإدغام أكثرَ لأنَّ الحركة لازمه، فإذا لم تكن الحركة لازمةٌ لم تُدغَم كقوله تعالى: (أليسَ ذلك بقادرٍ على أن يُحْييَ الموتى) ويقرأ: (يَحْيا من حَيِيَ عن بيّنة) . وقال أبو زيد: حَيِيتُ منه أَحْيا: اسْتَحْيَيْتُ. وتقول في الجمع: حيَوا، كما يقال خَشوا. قال سيبويه: ذهبت الياء لالتقاء الساكنين، لان الواو ساكنة وحركة الياء قد زالت كما زالت في ضربوا إلى الضم، ولم تحرك الياء بالضم لثقله عليها، فحذفت وضمت الياء الباقية لاجل الواو. قال الشاعر : وكُنَّا حَسِبْناهُمْ فَوارِسَ كَهْمَسٍ * حيوا بعدما ماتوا من الدهر أعْصُرا وقال بعضهم: حَيُّوا بالتشديد، تركه على ما كان عليه للادغام. قال ابن مفرغ : عَيُّوا بأمرهم كما * عَيَّتْ ببيضتها الحمامة قال أبو عمرو: أجيا القوم، إذا حسنت حال مواشيهم. فإن أردتَ أنفسهم قلت: حَيُوا. وأُحْيَتِ الناقةُ، إذا حَيِيَ ولدُها، فهي مُحْيٍ ومُحْيِيَةٌ، لا يكاد لها ولد. وأحيا القوم، أي صاروا في الحَيا، وهو الخِصْبُ. وقد أتيت الأرض فأَحْيَيْتُها، أي وجدتها خِصبةً. واسْتَحْياهُ واسْتَحْيا منه بمعنىً، من الحَياءِ. ويقال استحيت بياء واحدة، وأصله استحييت مثل استعييت، فأعلوا الياء الاولى وألقوا حركتها على الحاء فقالوا: استحيت كما قالوا استعيت، استثقالا لما دخلت عليها الزوائد. قال سيبويه: حذفت لالتقاء الساكنين لان الياء الاولى تقلب ألفا لتحركها. قال: وإنما فعلوا ذلك حيث كثر في كلامهم. وقال أبو عثمان المازنى: لم تحذف لالتقاء الساكنين، لانها لو حذفت لذلك لردوها إذا قالوا هو يستحى، ولقالوا يستحى كما قالوا يستبيع. وقال أبو الحسن الأخفش: اسْتَحى بياء واحدة لغة تميم، وبياءين لغة أهل الحجاز، وهو الأصل، لان ما كان موضع لامه معتلا لم يعلوا عينه، ألا ترى أنهم قالوا أحييت وحويت. ويقولون: قلت وبعت، فيعلون العين لما لم تعتل اللام، وإنما حذفوا الياء لكثرة استعمالهم لهذه الكلمة، كما قالوا لا أدر في لا أدرى. وقوله تعالى: (ويَسْتَحيونَ نساءكم) وقوله تعالى: (إنَّ الله لا يَسْتَحْيي أن يضرب مثلاً) أي لا يستبقي. والحَيَّةُ تكون للذَكَر والأنثى، وإنّما دخلتْه الهاء لأنّه واحد ٌمن جنسٍ، كبَطّةٍ ودجاجةٍ، على أنَّه قد رُوي عن العرب: رأيت حَيَّا على حَيَّةٍ، أي ذكراً على أنثى. وفلان حَيَّةٌ ذَكَرٌ. والنسبة إلى حَيَّةٍ حَيَّويٌّ. والحَيُّوتُ: ذَكَرُ الحَيَّاتِ. وأنشد الأصمعي:

ويأكل الحَيَّةَ والحَيَّوتا * والحاوي: صاحب الحَيّاتِ، وهو فاعلٌ. والحَيا، مقصورٌ: المطر والخصب، إذا ثنيت قلت حَيَيانِ، فتبيِّن الياء، لأن الحركة غير لازمة. والحَياءُ ممدودٌ: الاستحياءُ. والحَياءُ أيضاً: رَحِمُ الناقةِ، والجمع أحيية، عن الاصمعي. والحيوان خلاف الموتان. وأرض محياة ومحواة أيضا، حكاه ابن السراج، أي ذات حيات. وحيوة: اسم رجل، وإنما لم يدغم كما أدغم هين وميت لانه اسم مرتجل موضوع لا على وجه الفعل. والمحيا: الوجه. والتحية: الملك. قال زُهَير بن جنابٍ الكلبيّ: ولَكُلُّ ما نالَ الفَتَى قد نِلْتُهُ إلاَّ التَحِيَّهْ وإنَّما أُدْغِمَتْ لأنها تَفْعِلَةٌ والهاء لازمةٌ. قال عمرو بن معد يكرب: أَسِيرُ به إلى النعمان حتى * أُنيخَ على تَحِيَّتِهِ بِجُنْدِ أي على مُلْكِهِ. ويقال: حَيَّاكَ الله، أي مَلَّكَكَ الله. والتَحِيَّاتُ لله، قال يعقوب: أي المُلْكُ لله والرجل محيى والمرأة محيية. وكل اسم اجتمع فيه ثلاث ياءات فينظر، فإن كان غير مبنى على فعل حذفت منه اللام نحو قولك عطى في تصغير عطاء، وفى تصغير أحوى أحى. وإن كان مبنيا (*) على فعل ثبتت نحو قولك محيى من حيا يحيى. وقولهم: حَيَّ على الصلاة، معناه هَلُمَّ وأقبل. وفتحت الياء لسكونها وسكون ما قبلها، كما قيل ليت ولعل. والعرب تقول: حى على الثريد، وهو اسم لفعل الامر. وقد ذكرنا (حيهل) في باب اللام. وحاحيت مكتوب في آخر الكتاب.
[حيا] نه فيه: "الحياء" من الإيمان، لأن المستحيي ينقطع بحيائه عن المعاصي وإن لم يكن له تقية كالإيمان يقطع عنها، وجعله بعض الإيمان لأنه ينقسم إلى ائتمار وانتهاء فالانتهاء بعضه. ك: يعظ أخاه في "الحياء" لأنه كان كثير الحياء وكان يمنعه من استيفاء حقوقه فيقول: لا تستحي. وفيه: "الحياء" شعبة من الإيمان، لأنه كالداعي إلى سائر الشعب إذا الحيي يخاف فضيحة الدنيا والآخرة، وورد مرفوعاً: ولكن "الاستحياء" من الله حق "الحيا" أن تحفظ الرأس وما وعي والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، واختلف في أن عدد الشعب يراد به حقيقته أو التكثير، والمراد بها أركان الكامل من الإيمان. وفيه: فإن "الحياء" لا يأتي إلا بخير، فإن قيل: قد يستحيي أن يواجه بالحق من يعظمه أو يحمله الحياء على الإخلال ببعض الحقوق، قلت: هو عجز لا حياء، والحكمة مر بيانها، والوقار الحلم والرزانة، والسكينة الدعة والسكون، وإنما غضب عمران لأن الحجة إنما هو في الحديث لا في كتب الحكمة لأنه لا يدري ما حقيقتها ولا يعرف صدقها. وفيه: إنك لتستحييبسم الله الرحمن الرحيم

حيا: الحَياةُ: نقيض الموت، كُتِبَتْ في المصحف بالواو ليعلم أَن الواو

بعد الياء في حَدِّ الجمع، وقيل: على تفخيم الأَلف، وحكى ابن جني عن

قُطْرُب: أَن أَهل اليمن يقولون الحَيَوْةُ، بواو قبلها فتحة، فهذه الواو بدل

من أَلف حياةٍ وليست بلام الفعل من حَيِوْتُ، أَلا ترى أَن لام الفعل

ياء؟ وكذلك يفعل أَهل اليمن بكل أَلف منقلبة عن واو كالصلوة والزكوة.

حَيِيَ حَياةً

(* قوله «حيي حياة إلى قوله خفيفة» هكذا في الأصل والتهذيب).

وحَيَّ يَحْيَا ويَحَيُّ فهو حَيٌّ، وللجميع حَيُّوا، بالتشديد، قال: ولغة

أُخرى حَيَّ وللجميع حَيُوا، خفيفة. وقرأَ أَهل المدينة: ويَحْيا مَنْ

حَيِيَ عن بيِّنة، وغيرهم: مَنْ حَيَّ عن بيِّنة؛ قال الفراء: كتابتُها على

الإدغام بياء واحدة وهي أَكثر قراءات القراء، وقرأَ بعضهم: حَيِيَ عن

بينة، بإظهارها؛ قال: وإنما أَدغموا الياء مع الياء، وكان ينبغي أَن لا

يفعلوا لأَن الياء الأََخيرة لزمها النصب في فِعْلٍ، فأُدغم لمَّا التَقى

حرفان متحركان من جنس واحد، قال: ويجوز الإدغام في الاثنين للحركة اللازمة

للياء الأَخيرة فتقول حَيَّا وحَيِيَا، وينبغي للجمع أَن لا يُدْغَم إلا

بياء لأَن ياءها يصيبها الرفع وما قبلها مكسور، فينبغي له أَن تسكن فتسقط

بواو الجِماعِ، وربما أَظهرت العرب الإدغام في الجمع إرادةَ تأْليفِ

الأفَعال وأَن تكون كلها مشددة، فقالوا في حَيِيتُ حَيُّوا، وفي عَيِيتُ

عَيُّوا؛ قال: وأَنشدني بعضهم:

يَحِدْنَ بنا عن كلِّ حَيٍّ، كأَنَّنا

أَخارِيسُ عَيُّوا بالسَّلامِ وبالكتب

(* قوله «وبالكتب» كذا بالأصل، والذي في التهذيب: وبالنسب).

قال: وأَجمعت العرب على إدغام التَّحِيَّة لحركة الياء الأَخيرة، كما

استحبوا إدغام حَيَّ وعَيَّ للحركة اللازمة فيها، فأَما إذا سكنت الياء

الأَخيرة فلا يجوز الإدغام مثل يُحْيِي ويُعْيِي، وقد جاء في الشعر الإدغام

وليس بالوجه، وأَنكر البصريون الإدغام في مثل هذا الموضع، ولم يَعْبإ

الزجاج بالبيت الذي احتج به الفراء، وهو قوله:

وكأَنَّها، بينَ النساء، سَبِيكةٌ

تَمْشِي بسُدّةِ بَيْتِها فتُعيِّي

وأَحْياه اللهُ فَحَيِيَ وحَيَّ أَيضاً، والإدغام أَكثر لأَن الحركة

لازمة، وإذا لم تكن الحركة لازمة لم تدغم كقوله: أَليس ذلك بقادر على أَن

يُحْيِيَ المَوْتَى.

والمَحْيا: مَفْعَلٌ من الحَياة. وتقول: مَحْيايَ ومَماتي، والجمع

المَحايِي. وقوله تعالى: فلنُحْيِيَنَّه حَياةً طَيِّبَةً، قال: نرْزُقُه

حَلالاً، وقيل: الحياة الطيبة الجنة، وروي عن ابن عباس قال: فلنحيينه حياة

طيبة هو الرزق الحلال في الدنيا، ولنَجْزِيَنَّهم أَجْرَهم بأَحسن ما كانوا

يعملون إذا صاروا إلى الله جَزاهُم أَجرَهُم في الآخرة بأَحسنِ ما

عملوا. والحَيُّ من كل شيء: نقيضُ الميت، والجمع أَحْياء. والحَيُّ: كل متكلم

ناطق. والحيُّ من النبات: ما كان طَرِيّاً يَهْتَزّ. وقوله تعالى: وما

يَسْتوي الأَحْياءُ ولا الأَمْواتُ؛ فسره ثعلب فقال الحَيُّ هو المسلم

والميت هو الكافر. قال الزجاج: الأَحْياءُ المؤمنون والأَموات الكافرون، قال:

ودليل ذلك قوله: أَمواتٌ غيرُ أَحياء وما يَشْعرون، وكذلك قوله:

ليُنْذِرَ من كان حَيّاً؛ أَي من كان مؤمناً وكان يَعْقِلُ ما يُخاطب به، فإن

الكافر كالميت. وقوله عز وجل: ولا تَقُولوا لمن يُقْتَلُ في سبيل الله

أَمواتٌ بل أَحياء؛ أَمواتٌ بإضْمار مَكْنِيٍّ أَي لا تقولوا هم أَمواتٌ،

فنهاهم الله أَن يُسَمُّوا من قُتِل في سبيل الله ميتاً وأَمرهم بأَن

يُسَمُّوهم شُهداء فقال: بل أَحياء؛ المعنى: بل هم أَحياء عند ربهم يرزقون،

فأَعْلَمنا أَن من قُتل في سبيله حَيٌّ، فإن قال قائل: فما بالُنا نَرى

جُثَّتَه غيرَ مُتَصَرِّفة؟ فإن دليلَ ذلك مثلُ ما يراه الإنسانُ في منامه

وجُثَّتُه غيرُ متصرفة على قَدْرِ ما يُرى، والله جَلَّ ثناؤُه قد تَوَفَّى

نفسه في نومه فقال: الله يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حينَ مَوْتِها والتي لم

تَمُتْ في مَنامها، ويَنْتَبِهُ النائمُ وقد رَأَى ما اغْتَمَّ به في نومه

فيُدْرِكُه الانْتِباهُ وهو في بَقِيَّةِ ذلك، فهذا دليل على أَن

أَرْواحَ الشُّهداء جائز أَن تُفارقَ أَجْسامَهم وهم عند الله أَحْياء،

فالأمْرُ فيمن قُتِلَ في سبيل الله لا يُوجِبُ أَن يُقالَ له ميت، ولكن يقال هو

شهيد وهو عند الله حيّ، وقد قيل فيها قول غير هذا، قالوا: معنى أَموات

أَي لا تقولوا هم أَموات في دينهم أَي قُولوا بل هم أَحياء في دينهم، وقال

أَصحاب هذا القول دليلُنا قوله: أَوَمَنْ كان مَيْتاً فأَحْيَيْناه

وجعَلْنا له نُوراً يمشي به في الناسِ كمَنْ مَثَلُه في الظُّلُمات ليس بخارج

منها؛ فجَعَلَ المُهْتَدِيَ حَيّاً وأَنه حين كان على الضَّلالة كان

ميتاً، والقول الأَوَّلُ أَشْبَهُ بالدِّين وأَلْصَقُ بالتفسير. وحكى

اللحياني: ضُرِبَ ضَرْبةً ليس بِحايٍ منها أَي ليس يَحْيا منها، قال: ولا يقال

ليس بحَيٍّ منها إلا أَن يُخْبِرَ أَنه ليس بحَيٍّ أَي هو ميت، فإن أَردت

أَنه لا يَحْيا قلت ليس بحايٍ، وكذلك أَخوات هذا كقولك عُدْ فُلاناً فإنه

مريض تُريد الحالَ، وتقول: لا تأْكل هذا الطعامَ فإنك مارِضٌ أَي أَنك

تَمْرَضُ إن أَكلته. وأَحْياهُ: جَعَله حَيّاً. وفي التنزيل: أَلَيْسَ ذلك

بقادرٍ على أَن يُحْيِيَ الموتى؛ قرأه بعضهم: على أَن يُحْيِي الموتى،

أَجْرى النصبَ مُجْرى الرفع الذي لا تلزم فيه الحركة، ومُجْرى الجزم الذي

يلزم فيه الحذف. أَبو عبيدة في قوله: ولكمْ في القِصاص حَياةٌ؛ أَي

مَنْفَعة؛ ومنه قولهم: ليس لفلان حياةٌ أَي ليس عنده نَفْع ولا خَيْر. وقال

الله عز وجل مُخْبِراً عن الكفار لم يُؤمِنُوا بالبَعْثِ والنُّشُور: ما

هِيَ إلاّ حَياتُنا الدُّنْيا نَمُوت ونَحْيا وما نَحْنُ بمبْعُوثِينَ؛ قال

أَبو العباس: اختلف فيه فقالت طائفة هو مُقَدَّم ومُؤَخَّرِ، ومعناه

نَحْيا ونَمُوتُ ولا نَحْيا بعد ذلك، وقالت طائفة: معناه نحيا ونموت ولا

نحيا أَبداً وتَحْيا أَوْلادُنا بعدَنا، فجعلوا حياة أَولادهم بعدهم

كحياتهم، ثم قالوا: وتموت أَولادُنا فلا نَحْيا ولا هُمْ. وفي حديث حُنَيْنٍ قال

للأَنصار: المَحْيا مَحياكُمْ والمَماتُ مَمَاتُكُمْ؛ المَحْيا:

مَفْعَلٌ من الحَياة ويقع على المصدر والزمان والمكان. وقوله تعالى: رَبَّنا

أَمَتَّنا اثْنَتَيْن وأَحْيَيْتَنا اثنتين؛ أَراد خَلَقْتنا أَمواتاً ثم

أَحْيَيْتَنا ثم أَمَتَّنا بعدُ ثم بَعَثْتَنا بعد الموت، قال الزجاج: وقد

جاء في بعض التفسير أَنَّ إحْدى الحَياتَين وإحْدى المَيْتَتَيْنِ أَن

يَحْيا في القبر ثم يموت، فذلك أَدَلُّ على أَحْيَيْتَنا وأَمَتَّنا،

والأَول أَكثر في التفسير. واسْتَحْياه: أَبقاهُ حَيّاً. وقال اللحياني:

استَحْياه استَبقاه ولم يقتله، وبه فسر قوله تعالى: ويَسْتَحْيُون نِساءَكم؛

أَي يَسْتَبْقُونَهُنَّ، وقوله: إن الله لا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ

مثلاً ما بَعُوضَةً؛ أَي لا يسْتَبْقي. التهذيب: ويقال حايَيْتُ النارَ

بالنَّفْخِ كقولك أَحْيَيْتُها؛ قال الأَصمعي: أَنشد بعضُ العرب بيتَ ذي

الرمة:فقُلْتُ له: ارْفَعْها إليكَ وحايِهَا

برُوحِكَ، واقْتَتْه لها قِيتَةً قَدْرا

وقال أَبو حنيفة: حَيَّت النار تَحَيُّ حياة، فهي حَيَّة، كما تقول

ماتَتْ، فهي ميتة؛ وقوله:

ونار قُبَيْلَ الصُّبجِ بادَرْتُ قَدْحَها

حَيَا النارِ، قَدْ أَوْقَدْتُها للمُسافِرِ

أَراد حياةَ النارِ فحذف الهاء؛ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه

أَنشده:أَلا حَيَّ لي مِنْ لَيْلَةِ القَبْرِ أَنَّه

مآبٌ، ولَوْ كُلِّفْتُه، أَنَا آيبُهْ

أَراد: أَلا أَحَدَ يُنْجِيني من ليلة القبر، قال: وسمعت العرب تقول إذا

ذكرت ميتاً كُنَّا سنة كذا وكذا بمكان كذا وكذا وحَيُّ عمرٍو مَعَنا،

يريدون وعمرٌو َمَعَنا حيٌّ بذلك المكان. ويقولون: أَتيت فلاناً وحَيُّ

فلانٍ شاهدٌ وحيُّ فلانَة شاهدةٌ؛ المعنى فلان وفلانة إذ ذاك حَيٌّ؛ وأَنشد

الفراء في مثله:

أَلا قَبَح الإلَهُ بَني زِيادٍ،

وحَيَّ أَبِيهِمُ قَبْحَ الحِمارِ

أَي قَبَحَ الله بَني زياد وأَباهُمْ. وقال ابن شميل: أَتانا حَيُّ

فُلانٍ أَي أَتانا في حَياتِهِ. وسَمِعتُ حَيَّ فلان يقول كذا أَي سمعته يقول

في حياته. وقال الكِسائي: يقال لا حَيَّ عنه أَي لا مَنْعَ منه؛ وأَنشد:

ومَنْ يَكُ يَعْيا بالبَيان فإنَّهُ

أَبُو مَعْقِل، لا حَيَّ عَنْهُ ولا حَدَدْ

قال الفراء: معناه لا يَحُدُّ عنه شيءٌ، ورواه:

فإن تَسْأَلُونِي بالبَيانِ فإنَّه

أبو مَعْقِل، لا حَيَّ عَنْهُ ولا حَدَدْ

ابن بري: وحَيُّ فلانٍ فلانٌ نَفْسُه؛ وأَنشد أَبو الحسن لأَبي الأَسود

الدؤلي:

أَبو بَحْرٍ أَشَدُّ الناسِ مَنّاً

عَلَيْنَا، بَعدَ حَيِّ أَبي المُغِيرَهْ

أَي بعد أَبي المُغيرَة. ويقال: قاله حَيُّ رِياح أَي رِياحٌ. وحَيِيَ

القوم في أَنْفُسِهم وأَحْيَوْا في دَوابِّهِم وماشِيَتِهم. الجوهري:

أَحْيا القومُ حَسُنت حالُ مواشِيهمْ، فإن أَردت أَنفُسَهم قلت حَيُوا.

وأَرضٌ حَيَّة: مُخْصِبة كما قالوا في الجَدْبِ ميّتة. وأَحْيَيْنا الأَرضَ:

وجدناها حيَّة النباتِ غَضَّة. وأحْيا القومُ أَي صاروا في الحَيا، وهو

الخِصْب. وأَتَيْت الأَرضَ فأَحْيَيتها أَي وجدتها خِصْبة. وقال أَبو

حنيفة: أُحْيِيَت الأَرض إذا اسْتُخْرِجَت. وفي الحديث: من أَحْيا مَواتاً

فَهو أَحقُّ به؛ المَوَات: الأَرض التي لم يَجْرِ عليها ملك أَحد،

وإحْياؤُها مباشَرَتها بتأْثير شيء فيها من إحاطة أَو زرع أَو عمارة ونحو ذلك

تشبيهاً بإحياء الميت؛ ومنه حديث عمرو: قيل سلمانَ أَحْيُوا ما بَيْنَ

العِشاءَيْن أَي اشغلوه بالصلاة والعبادة والذكر ولا تعطِّلوه فتجعلوه كالميت

بعُطْلَته، وقيل: أَراد لا تناموا فيه خوفاً من فوات صلاة العشاء لأَن

النوم موت واليقطة حياة. وإحْياءُ الليل: السهر فيه بالعبادة وترك النوم،

ومرجع الصفة إلى صاحب الليل؛ وهو من باب قوله:

فأَتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً

سُهُداً، إذا ما نَامَ لَيْلُ الهَوْجَلِ

أَي نام فيه، ويريد بالعشاءين المغرب والعشاء فغلب. وفي الحديث: أَنه

كان يصلي العصر والشمس حَيَّة أَي صافية اللون لم يدخلها التغيير بدُنُوِّ

المَغِيب، كأنه جعل مَغِيبَها لَها مَوْتاً وأَراد تقديم وقتها. وطَريقٌ

حَيٌّ: بَيِّنٌ، والجمع أَحْياء؛ قال الحطيئة:

إذا مَخَارِمُ أَحْياءٍ عَرَضْنَ لَه

ويروى: أَحياناً عرضن له. وحَيِيَ الطريقُ: استَبَان، يقال: إذا حَيِيَ

لك الطريقُ فخُذْ يَمْنَةً. وأَحْيَت الناقة إذا حَيِيَ ولَدُها فهي

مُحْيٍ ومُحْيِيَة لا يكاد يموت لها ولد.

والحِيُّ، بكسر الحاء: جمعُ الحَياةِ. وقال ابن سيده: الحِيُّ الحيَاةُ

زَعَموا؛ قال العجاج:

كأنَّها إذِ الحَياةُ حِيُّ،

وإذْ زَمانُ النَّاسِ دَغْفَلِيُّ

وكذلك الحيوان. وفي التنزيل: وإن الدارَ الآخرةَ لَهِيَ الحَيَوانُ؛ أَي

دارُ الحياةِ الدائمة. قال الفراء: كسروا أَوَّل حِيٍّ لئلا تتبدل الياء

واواً كما قالوا بِيضٌ وعِينٌ. قال ابن بري: الحَياةُ والحَيَوان

والحِيِّ مَصادِر، وتكون الحَيَاة صفةً كالحِيُّ كالصَّمَيانِ للسريع. التهذيب:

وفي حديث ابن عمر: إنَّ الرجلَ لَيُسْأَلُ عن كلِّ شيءٍ حتى عن حَيَّةِ

أَهْلِه؛ قال: معناه عن كلِّ شيءٍ حَيٍّ في منزله مثلِ الهرّ وغيره،

فأَنَّث الحيّ فقال حَيَّة، ونحوَ ذلك قال أَبو عبيدة في تفسير هذا الحديث

قال: وإنما قال حَيَّة لأَنه ذهب إلى كلّ نفس أَو دابة فأَنث لذلك. أَبو

عمرو: العرب تقول كيف أَنت وكيف حَيَّةُ أَهْلِكَ أَي كيف من بَقِيَ منهم

حَيّاً ؛ قال مالك ابن الحرث الكاهلي:

فلا يَنْجُو نَجَاتِي ثَمَّ حَيٌّ،

مِنَ الحَيَواتِ، لَيْسَ لَهُ جَنَاحُ

أَي كلّ ما هو حَيٌّ فجمعه حَيَوات، وتُجْمع الحيةُ حَيَواتٍ.

والحيوانُ: اسم يقع على كل شيء حيٍّ، وسمى الله عز وجل الآخرة حَيَواناً فقال:

وإنَّ الدارَ الآخرَة لَهِيَ الحَيَوان؛ قال قتادة: هي الحياة. الأَزهري:

المعنى أَن من صار إلى الآخرة لم يمت ودام حيّاً فيها لا يموت، فمن أُدخل

الجنة حَيِيَ فيها حياة طيبة، ومن دخل النار فإنه لا يموت فيها ولا

يَحْيَا، كما قال تعالى. وكلُّ ذي رُوح حَيَوان، والجمع والواحد فيه سواء. قال:

والحَيَوان عينٌ في الجَنَّة، وقال: الحَيَوان ماء في الجنة لا يصيب

شيئاً إلا حَيِيَ بإذن الله عز وجل. وفي حديث القيامة: يُصَبُّ عليه ماءُ

الحَيَا؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في بعض الروايات، والمشهور: يُصَبُّ

عليه ماءُ الحَيَاةِ. ابن سيده: والحَيَوان أَيضاً جنس الحَيِّ، وأَصْلُهُ

حَيَيانٌ فقلبت الياء التي هي لام واواً، استكراهاً لتوالي الياءين

لتختلف الحركات؛ هذا مذهب الخليل وسيبويه، وذهب أَبو عثمان إلى أَن الحيوان

غير مبدل الواو، وأَن الواو فيه أَصل وإن لم يكن منه فعل، وشبه هذا بقولهم

فَاظَ المَيْت يَفِيظُ فَيْظاً وفَوْظاً، وإن لم يَسْتَعْمِلُوا من

فَوْظٍ فِعْلاً، كذلك الحيوان عنده مصدر لم يُشْتَقّ منه فعل. قال أَبو علي:

هذا غير مرضي من أَبي عثمان من قِبَل أَنه لا يمتنع أَن يكون في الكلام

مصدر عينه واو وفاؤه ولامه صحيحان مثل فَوْظٍ وصَوْغٍ وقَوْل ومَوْت

وأَشباه ذلك، فأَما أَن يوجد في الكلام كلمة عينها ياء ولامها واو فلا،

فحَمْلُه الحيوانَ على فَوْظٍ خطأٌ، لأَنه شبه ما لا يوجد في الكلام بما هو

موجود مطرد؛ قال أَبو علي: وكأَنهم استجازوا قلب الياء واواً لغير علة، وإن

كانت الواو أَثقل من الياء، ليكون ذلك عوضاً للواو من كثرة دخول الياء

وغلبتها عليها.

وحَيْوَة، بسكون الياء: اسمُ رجلٍ، قلبت الياء واواً فيه لضَرْبٍ من

التوَسُّع وكراهة لتضعيف الياء، وإذا كانوا قد كرهوا تضعيف الياء مع الفصل

حتى دعاهم ذلك إلى التغيير في حاحَيْت وهَاهَيْتُ، كان إبدال اللام في

حَيْوةٍ ليختلف الحرفان أَحْرَى، وانضاف إلى ذلك أنَّه عَلَم، والأَعلام قد

يعرض فيها ما لا يوجد في غيرها نحو مَوْرَقٍ ومَوْهَبٍ ومَوْظَبٍ؛ قال

الجوهري: حَيْوَة اسم رجل، وإنما لم يدغم كما أُدغم هَيِّنٌ ومَيّت لأَنه

اسم موضوع لا على وجه الفعل. وحَيَوانٌ: اسم، والقول فيه كالقول في

حَيْوَةَ.

والمُحاياةُ: الغِذاء للصبي بما به حَيَاته، وفي المحكم: المُحاياةُ

الغِذاء للصبيِّ لأَنّ حَياته به.

والحَيُّ: الواحد من أَحْياءِ العَربِ. والحَيُّ: البطن من بطون العرب؛

وقوله:

وحَيَّ بَكْرٍ طَعَنَّا طَعْنَةً فَجَرى

فليس الحَيُّ هنا البطنَ من بطون العرب كما ظنه قوم، وإنما أَراد الشخص

الحيّ المسمَّى بكراً أَي بكراً طَعَنَّا، وهو ما تقدم، فحيٌّ هنا

مُذَكَّرُ حَيَّةٍ حتى كأَنه قال: وشخصَ بكرٍ الحَيَّ طَعَنَّا، فهذا من باب

إضافة المسمى إلى نفسه؛ ومنه قول ابن أَحمر:

أَدْرَكْتَ حَيَّ أَبي حَفْصٍ وَشِيمَتَهُ،

وقَبْلَ ذاكَ، وعَيْشاً بَعْدَهُ كَلِبَا

وقولهم: إن حَيَّ ليلى لشاعرة، هو من ذلك، يُريدون ليلى، والجمع

أَحْياءٌ. الأَزهري: الحَيُّ من أَحْياء العَرب يقع على بَني أَبٍ كَثُروا أَم

قَلُّوا، وعلى شَعْبٍ يجمَعُ القبائلَ؛ من ذلك قول الشاعر:

قَاتَل اللهُ قيسَ عَيْلانَ حَيّاً،

ما لَهُمْ دُونَ غَدْرَةٍ مِنْ حِجابِ

وقوله:

فتُشْبِعُ مَجْلِسَ الحَيَّيْنِ لَحْماً،

وتُلْقي للإماء مِنَ الوَزِيمِ

يعني بالحَيَّينِ حَيَّ الرجلِ وحَيَّ المرأَة، والوَزِيمُ العَضَلُ.

والحَيَا، مقصور: الخِصْبُ، والجمع أَحْياء. وقال اللحياني: الحَيَا،

مقصورٌ، المَطَر وإذا ثنيت قلت حَيَيان، فتُبَيِّن الياءَ لأَن الحركة غير

لازمة. وقال اللحياني مرَّةً: حَيَّاهم الله بِحَياً، مقصور، أَي

أَغاثهم، وقد جاء الحَيَا الذي هو المطر والخصب ممدوداً. وحَيَا الربيعِ: ما

تَحْيا به الأَرض من الغَيْث. وفي حديث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا غَيْثاً

مُغيثاً وَحَياً رَبيعاً؛ الحَيَا، مقصور: المَطَر لإحْيائه الأَرضَ، وقيل:

الخِصْبُ وما تَحْيا به الأَرضُ والناس. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا

آكلُ السَّمِينَ حتى يَحْيا الناسُ من أَوَّلِ ما يَحْيَوْنَ أَي حتى

يُمْطَروا ويُخْصِبُوا فإن المَطَر سبب الخِصْب، ويجوز أَن يكون من الحياة

لأَن الخصب سبب الحياة. وجاء في حديث عن ابن عباس، رحمه الله، أَنه قال:

كان عليٌّ أَميرُ المؤمنين يُشْبِهُ القَمَر الباهِرَ والأَسَدَ الخادِرَ

والفُراتَ الزَّاخِرَ والرَّبيعَ الباكِرَ، أَشْبَهَ من القَمر ضَوْءَهُ

وبَهاءَهُ ومِنَ الأَسَدِ شَجاعَتَهُ ومَضاءَهُ ومن الفُراتِ جُودَه

وسَخاءَهُ ومن الرَّبيعِ خِصْبَه وحَياءَه. أَبو زيد: تقول أَحْيَا القومُ

إذا مُطِرُوا فأَصابَت دَوابُّهُم العُشْبَ حتى سَمِنَتْ، وإن أَرادوا

أَنفُسَهم قالوا حَيُوا بعدَ الهُزال. وأَحْيا الله الأَرضَ: أَخرج فيها

النبات، وقيل: إنما أَحْياها من الحَياة كأَنها كانت ميتة بالمحْل فأَحْياها

بالغيث.

والتَّحِيَّة: السلام، وقد حَيَّاهُ تحِيَّةً، وحكى اللحياني: حَيَّاك

اللهُ تَحِيَّةَ المؤمِن. والتَّحِيَّة: البقاءُ. والتَّحِيَّة: المُلْك؛

وقول زُهَيْر بن جَنابٍ الكَلْبي:

ولَكُلُّ ما نَال الفتى

قَدْ نِلْتُه إلا التَّحِيَّهْ

قيل: أَراد المُلْك، وقال ابن الأَعرابي: أَراد البَقاءَ لأَنه كان

مَلِكاً في قومه؛ قال بن بري: زهيرٌ هذا هو سيّد كَلْبٍ في زمانه، وكان كثير

الغارات وعُمِّرَ عُمْراً طويلاً، وهو القائل لما حضرته الوفاة:

أبَنِيَّ، إنْ أَهْلِكْ فإنْـ

ـنِي قَدْ بَنَيْتُ لَكُمْ بَنِيَّهْ

وتَرَكْتُكُمْ أَولادَ سا

داتٍ، زِنادُكُمُ وَرِيَّهْ

ولَكُلُّ ما نالَ الفَتى

قَدْ نِلْتُه، إلاّ التَّحِيَّهْ

قال: والمعروف بالتَّحِيَّة هنا إنما هي بمعنى البقاء لا بمعنى الملك.

قال سيبويه: تَحِيَّة تَفْعِلَة، والهاء لازمة، والمضاعف من الياء قليل

لأَن الياء قد تثقل وحدها لاماً، فإذا كان قبلها ياءٌ كان أَثقل لها. قال

أَبو عبيد: والتَّحِيَّةُ في غير هذا السلامُ. الأَزهري: قال الليث في

قولهم في الحديث التَّحِيَّات لله، قال: معناه البَقاءُ لله، ويقال: المُلْك

لله، وقيل: أَراد بها السلام. يقال: حَيَّاك الله أَي سلَّم عليك.

والتَّحِيَّة: تَفْعِلَةٌ من الحياة، وإنما أُدغمت لاجتماع الأَمثال، والهاء

لازمة لها والتاء زائدة. وقولهم: حيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ اعتَمَدَكَ

بالمُلْك، وقيل: أَضْحَكَكَ، وقال الفراء: حَيَّكَ اللهُ أبْقاكَ اللهُ.

وحَيَّك الله أَي مَلَّكك الله. وحَيَّاك الله أَي سلَّم عليك؛ قال: وقولنا

في التشهد التَّحِيَّات لله يُنْوَى بها البَقاءُ لله والسلامُ من الآفاتِ

والمُلْكُ لله ونحوُ ذلك. قال أَبو عمرو: التَّحِيَّة المُلك؛ وأَنشد

قول عمرو بن معد يكرب:

أَسيرُ بِهِ إلى النُّعْمانِ، حتَّى

أُنِيخَ على تَحِيَّتِهِ بجُنْدي

يعني على مُلْكِه؛ قال ابن بري: ويروى أَسِيرُ بها، ويروى: أَؤُمُّ بها؛

وقبل البيت:

وكلّ مُفاضَةٍ بَيْضاءَ زَغْفٍ،

وكل مُعاوِدِ الغاراتِ جَلْدِ

وقال خالد بن يزيد: لو كانت التََّحِيَّة المُلْكَ لما قيل التَّحِيَّات

لله، والمعنى السلامات من الآفات كلها، وجَمَعها لأَنه أَراد السلامة من

كل افة؛ وقال القتيبي: إنما قيل التحيات لله لا على الجَمْع لأَنه كان

في الأَرض ملوك يُحَيَّوْنَ بتَحِيّات مختلفة، يقال لبعضهم: أَبَيْتَ

اللَّعْنَ، ولبعضهم: اسْلَمْ وانْعَمْ وعِشْ أَلْفَ سَنَةٍ، ولبعضهم: انْعِمْ

صَباحاً، فقيل لنا: قُولوا التَّحِيَّاتُ لله أَي الأَلفاظُ التي تدل

على الملك والبقاء ويكنى بها عن الملك فهي لله عز وجل. وروي عن أَبي الهيثم

أَنه يقول: التَّحِيَّةُ في كلام العرب ما يُحَيِّي بعضهم بعضاً إذا

تَلاقَوْا، قال: وتَحِيَّةُ الله التي جعلها في الدنيا والآخرة لمؤمني عباده

إذا تَلاقَوْا ودَعا بعضهم لبعض بأَجْمَع الدعاء أَن يقولوا السلامُ

عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه. قال الله عز وجل: تَحِيَّتُهُمْ يوْمَ

يَلْقَوْنَه سَلامٌ. وقال في تحيَّة الدنيا: وإذا حُيِّيتُم بتَحِيَّةٍ فحَيُّوا

بأَحسَنَ منها أَو رُدُّوها؛ وقيل في قوله:

قد نلته إلاّ التحيَّة

يريد: إلا السلامة من المَنِيَّة والآفات فإن أَحداً لا يسلم من الموت

على طول البقاء، فجعل معنى التحيات لله أَي السلام له من جميع الآفات التي

تلحق العباد من العناء وسائر أَسباب الفناء؛ قال الأَزهري: وهذا الذي

قاله أَبو الهيثم حسن ودلائله واضحة، غير أَن التحية وإن كانت في الأصل

سلاماً، كما قال خالد، فجائز أَن يُسَمَّى المُلك في الدنيا تحيةً كما قال

الفراء وأبَو عمرو، لأَن المَلِكَ يُحَيَّا بتَحِيَّةِ المُلْكِ المعروفة

للملوك التي يباينون فيها غيرهم، وكانت تحيَّةُ مُلُوك العَجَم نحواً من

تحيَّة مُلوك العَرَعب، كان يقال لِمَلِكهم: زِهْ هَزَارْ سَالْ؛ المعنى:

عِشْ سالماً أَلْفَ عام، وجائز أَن يقال للبقاء تحية لأَنَّ من سَلِمَ

من الآفات فهو باقٍ، والباقي في صفة الله عز وجل من هذا لأَنه لا يموت

أَبداً، فمعنى؛ حَيّاك الله أَي أَبقاك الله، صحيحٌ، من الحياة، وهو البقاء.

يقال: أَحياه الله وحَيّاه بمعنى واحد، قال: والعرب تسمي الشيء باسم

غيره إذا كان معه أَو من سببه. وسئل سَلَمة بنُ عاصمٍ عن حَيّاك الله فقال:

هو بمنزلة أَحْياك الله أَي أَبقاك الله مثل كرَّم وأَكرم، قال: وسئل

أَبو عثمان المازني عن حَيَّاك الله فقال عَمَّرك الله. وفي الحديث: أَن

الملائكة قالت لآدم، عليه السلام، حَيَّاك الله وبَيَّاك؛ معنى حَيَّاك

اللهُ أَبقاك من الحياة، وقيل: هو من استقبال المُحَيّا، وهو الوَجْه، وقيل:

ملَّكك وفَرَّحك، وقيل: سلَّم عَليك، وهو من التَّحِيَّة السلام، والرجل

مُحَيِّيٌ والمرأَة مُحَيِّيَة، وكل اسم اجتمع فيه ثلاث ياءَات فيُنْظَر،

فإن كان غير مبنيٍّ على فِعْلٍ حذفت منه اللام نحو عُطَيٍّ في تصغير

عَطاءٍ وفي تصغير أَحْوَى أَحَيٍّ، وإن كان مبنيّاً على فِعْلٍ ثبتت نحو

مُحَيِّي من حَيَّا يُحَيِّي. وحَيَّا الخَمْسين: دنا منها؛ عن ابن

الأَعرابي. والمُحَيّا: جماعة الوَجْهِ، وقيل: حُرُّهُ، وهو من الفرَس حيث

انفرَقَ تحتَ الناصِية في أَعلى الجَبْهةِ وهناك دائرةُ المُحَيَّا.

والحياءُ: التوبَة والحِشْمَة، وقد حَيِيَ منه حَياءً واستَحْيا

واسْتَحَى، حذفوا الياء الأَخيرة كراهية التقاء الياءَينِ، والأَخيرتان

تَتَعَدَّيانِ بحرف وبغير حرف، يقولون: استَحْيا منك واستَحْياكَ، واسْتَحَى منك

واستحاك؛ قال ابن بري: شاهد الحياء بمعنى الاستحياء قول جرير:

لولا الحَياءُ لَعَادني اسْتِعْبارُ،

ولَزُرْتُ قَبرَكِ، والحبيبُ يُزارُ

وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: الحَياءُ شُعْبةٌ من

الإيمان؛ قال بعضهم: كيف جعَل الحياءَ وهو غَرِيزةٌ شُعْبةً من الإيمان وهو

اكتساب؟ والجواب في ذلك: أَن المُسْتَحي ينقطع بالحَياء عن المعاصي، وإن

لم تكن له تَقِيَّة، فصار كالإيمان الذي يَقْطَعُ عنها ويَحُولُ بين

المؤمن وبينها؛ قال ابن الأَثير: وإنما جعل الحياء بعض الإيمان لأَن الإيمان

ينقسم إلى ائتمار بما أَمر الله به وانتهاء عمَّا نهى الله عنه، فإذا حصل

الانتهاء بالحياء كان بعضَ الإيمان؛ ومنه الحديث: إذا لم تَسْتَحِ

فاصْنَح ما شئتَ؛ المراد أَنه إذا لم يستح صنع ما شاء، لأَنه لا يكون له حياءٌ

يحْجزُه عن المعاصي والفواحش؛ قال ابن الأَثير: وله تأْويلان: أَحدهما

ظاهر وهو المشهور إذا لم تَسْتَح من العَيْب ولم تخش العارَ بما تفعله

فافعل ما تُحَدِّثُك به نفسُك من أَغراضها حسَناً كان أَو قبيحاً، ولفظُه

أَمرٌ ومعناه توبيخ وتهديد، وفيه إشعار بأَنَّ الذي يردَع الإنسانَ عن

مُواقَعة السُّوء هو الحَياءُ، فإذا انْخَلَعَ منه كان كالمأْمور بارتكاب كل

ضلالة وتعاطي كل سيئة، والثاني أَن يحمل الأَمر على بابه، يقول: إذا كنت

في فعلك آمناً أَن تَسْتَحيَ منه لجَريك فيه على سَنَن الصواب وليس من

الأَفعال التي يُسْتَحَى منها فاصنع منها ما شئت. ابن سيده: قوله، صلى الله

عليه وسلم، إنَّ مما أَدرَك الناسُ من كلام النبوَّة إذا لم تَسْتَحِ

فاصْنَعْ ما شئت

(* قوله «من كلام النبوة إذا لم تستح إلخ» هكذا في الأصل).

أَي من لم يَسْتَحِ صَنَعَ ما شاء على جهة الذمِّ لتَرْكِ الحَياء، وليس

يأْمره بذلك ولكنه أَمرٌ بمعنى الخَبَر، ومعنى الحديث أَنه يأْمُرُ

بالحَياء ويَحُثُّ عليه ويَعِيبُ تَرْكَه. ورجل حَيِيٌّ، ذو حَياءٍ، بوزن

فَعِيلٍ، والأُنثى بالهاء، وامرأَة حَيِيَّة، واسْتَحْيا الرجل واسْتَحْيَت

المرأَة؛ وقوله:

وإنِّي لأَسْتَحْيِي أَخي أَنْ أَرى له

عليَّ من الحَقِّ، الذي لا يَرَى لِيَا

معناه: آنَفُ من ذلك. الأَزهري: للعرب في هذا الحرف لغتان: يقال

اسْتَحَى الرجل يَسْتَحي، بياء واحدة، واسْتَحْيا فلان يَسْتَحْيِي، بياءَين،

والقرآن نزل بهذه اللغة الثانية في قوله عز وجل: إنَّ الله لا يَسْتَحْيِي

أَن يَضْرِبَ مثلاً. وحَيِيتُ منه أَحْيا: استَحْيَيْت. وتقول في الجمع:

حَيُوا كما تقول خَشُوا. قال سيبويه: ذهبت الياء لالتقاء الساكنين لأَن

الواو ساكنة وحركة الياء قد زالت كما زالت في ضربوا إلى الضم، ولم تحرّك

الياء بالضم لثقله عليها فحذفت وضُمَّت الياء الباقية لأَجل الواو؛ قال

أَبو حُزابة الوليدُ بن حَنيفة:

وكنا حَسِبْناهم فَوارِسَ كَهْمَسٍ

حَيُوا بعدما ماتُوا، من الدهْرِ، أَعْصُرا

قال ابن بري: حَيِيتُ من بنات الثلاثة، وقال بعضهم: حَيُّوا، بالتشديد،

تركه عل ما كان عليه للإدغام؛ قال عبيدُ بنُ الأَبْرص:

عَيُّوا بأَمرِهِمُو، كما

عَيَّتْ ببَيْضَتِها الحَمامَهْ

وقال غيره: اسْتَحْياه واسْتَحْيا منه بمعنًى من الحياء، ويقال:

اسْتَحَيْتُ، بياء واحدة، وأَصله اسْتَحْيَيْتُ فأَعَلُّوا الياء الأُولى

وأَلقَوا حَرَكتها على الحاء فقالوا استَحَيْتُ، كما قالوا اسْتنعت استثقالاً

لَمَّا دَخَلَتْ عليها الزوائدُ؛ قال سيبويه: حذفت الياء لالتقاء الساكنين

لأَن الياء الأُولى تقلب أَلفاً لتحركها، قال: وإنما فعلوا ذلك حيث كثر

في كلامهم. وقال المازنيّ: لم تحذف لالتقاء الساكنين لأَنها لو حذفت لذلك

لردوها إذا قالوا هو يَسْتَحِي، ولقالوا يَسْتَحْيي كما قالوا

يَسْتَنِيعُ؛ قال ابن بري: قول أَبي عثمان موافق لقول سيبويه، والذي حكاه عن

سيبويه ليس هو قوله، وإنما هو قول الخليل لأَن الخليل يرى أَن استحيت أَصله

استحييت، فأُعل إعلال اسْتَنَعْت، وأَصله اسْتَنْيَعْتُ، وذلك بأَن تنقل

حركة الفاء على ما قبلها وتقلب أَلفاً ثمتحذف لالتقاء الساكنين، وأما

سيبويه فيرى أَنها حذفت تخفيفاً لاجتماع الياءين لا لإعلال موجب لحذفها، كما

حذفت السينَ من أَحْسَسْت حين قلتَ أَحَسْتُ، ونقلتَ حركتها على ما قبلها

تخفيفاً. وقال الأَخفش: اسْتَحَى بياء واحدة لغة تميم، وبياءين لغة أَهل

الحجاز، وهو الأَصل، لأَن ما كان موضعُ لامه معتّلاً لم يُعِلُّوا عينه،

أَلا ترى أَنهم قالوا أَحْيَيْتُ وحَوَيْتُ؟ ويقولون قُلْتُ وبِعْتُ

فيُعِلُّون العين لَمَّا لم تَعْتَلَّ اللامُ، وإنما حذفوا الياء لكثرة

استعمالهم لهذه الكلمة كما قالوا لا أَدْرِ في لا أدْرِي. ويقال: فلان أَحْيَى

من الهَدِيِّ، وأَحْيَى من كَعابٍ، وأَحْيَى من مُخَدَّرة ومن

مُخَبَّأَةٍ، وهذا كله من الحَياء، ممدود. وأَما قولهم أَحْيَى من ضَبّ، فمن

الحياةِ. وفي حديث البُراقِ: فدنَوْتُ منه لأَرْكَبَه فأَنْكَرَني فتَحَيَّا

مِنِّي أَي انْقَبَض وانْزَوى، ولا يخلو أَن يكون مأْخوداً من الحياء على

طريق التمثيل، لأَن من شأن الحَيِيِّ أَن ينقبض، أَو يكون أَصله تَحَوّى

أَي تَجَمَّع فقلبت واوه ياء، أَو يكون تَفَيْعَلَ من الحَيِّ وهو الجمع،

كتَحَيَّز من الحَوْز. وأَما قوله: ويَسْتَحْيي نساءَهم، فمعناه

يَسْتَفْعِلُ من الحَياة أَي يتركهنَّ أَحياء وليس فيه إلا لغة واحدة. وقال أَبو

زيد: يقال حَيِيتُ من فِعْلِ كذا وكذا أَحْيا حَياءً أَي اسْتَحْيَيْتُ؛

وأَنشد:

أَلا تَحْيَوْنَ من تَكْثير قَوْمٍ

لعَلاَّتٍ، وأُمُّكُمو رَقُوبُ؟

معناه أَلا تَسْتَحْيُونَ. وجاء في الحديث: اقْتُلُوا شُيُوخ المشركين

واسْتَحْيُوا شَرْخَهم أَي اسْتَبْقُوا شَبابَهم ولا تقتلوهم، وكذلك قوله

تعالى: يُذَبِّحُ أَبناءهم ويَسْتَحْيِي نساءَهم؛ أَي يسْتَبْقيهن للخدمة

فلا يقتلهن. الجوهري: الحَياء، ممدود، الاستحياء. والحَياء أَيضاً:

رَحِمُ الناقة، والجمع أَحْيِيةٌ؛ عن الأَصمعي. الليث: حَيا الناقة يقصر ويمدّ

لغتان. الأَزهري: حَياءُ الناقة والشاة وغيرهما ممدود إلاّ أَن يقصره

شاعر ضرورة، وما جاء عن العرب إلا ممدوداً، وإنما سمي حَياءً باسم الحَياء

من الاسْتحياء لأَنه يُسْتَر من الآدمي ويُكْنى عنه من الحيوان،

ويُسْتَفحش التصريحُ بذكره واسمه الموضوع له ويُسْتَحى من ذلك ويُكْنى عنه. وقال

الليث: يجوز قَصْر الحَياء ومَدُّه، وهو غلط لا يجوز قصره لغير الشاعر

لأَن أَصله الحَياءُ من الاستحياء. وفي الحديث: أَنه كَرِهَ من الشاةِ

سَبْعاً: الدَّمَ والمرارة والحَياءَ والعُقْدَةَ والذَّكَر والأُنْثَيين

والمَثانَة؛ الحَياءُ، ممدود: الفرج من ذوات الخُفِّ والظِّلْف، وجمعها

أَحْييَة. قال ابن بري: وقد جاء الحَياء لرحم الناقة مقصوراً في شعر أَبي

النَّجْم، وهو قوله:

جَعْدٌ حَياها سَبِطٌ لَحْياها

قال ابن بري: قال الجوهري في ترجمة عيي: وسمعنا من العرب من يقول

أَعْيِياءُ وأَحْيِيَةٌ فيُبَيِّنُ. قال ابن بري: في كتاب سيبويه أَحْيِيَة جمع

حَياءٍ لفرج الناقة، وذكر أَن من العرب من يدغمه فيقول أَحِيَّه، قال:

والذي رأَيناه في الصحاح سمعنا من العرب من يقول أَعْيِياءُ وأَعْيِيَةٌ

فيبين؛ ابن سيده: وخص ابن الأَعرابي به الشاة والبقرة والظبية، والجمع

أَحْياءٌ؛ عن أَبي زيد، وأَحْيِيَةٌ وحَيٌّ وحِيٌّ؛ عن سيبويه، قال: ظهرت

الياء في أَحْيِيَة لظهورها في حَيِيَ، والإدْغامُ أَحسنُ لأَن الحركة

لازمة، فإن أَظهرت فأحْسَنُ ذلك أَن تُخْفي كراهية تَلاقي المثلين، وهي مع

ذلك بزنتها متحرّكة، وحمل ابن جني أَحْياءً على أَنه جمع حَياءٍ ممدوداً؛

قال: كَسَّرُوا فَعالاً على أَفعال حتى كأنهم إنما كسروا فَعَلاً.

الأَزهري: والحَيُّ فرج المرأَة. ورأى أَعرابي جهاز عَرُوسٍ فقال: هذا سَعَفُ

الحَيِّ أَي جِهازُ فرج المرأَة.

والحَيَّةُ: الحَنَشُ المعروف، اشتقاقه من الحَياة في قول بعضهم؛ قال

سيبويه: والدليل على ذلك قول العرب في الإضافة إلى حَيَّةَ بن بَهْدَلة

حَيَوِيٌّ، فلو كان من الواو لكان حَوَوِيّ كقولك في الإضافة إلى لَيَّة

لَوَوِيٌّ. قال بعضهم: فإن قلت فهلاَّ كانت الحَيَّةُ مما عينه واو

استدلالاً بقولهم رجل حَوَّاء لظهور الواو عيناً في حَوَّاء؟ فالجواب أَنَّ أَبا

عليّ ذهب إلى أَن حَيَّة وحَوَّاء كسَبِطٍ وسِبَطْرٍ ولؤلؤٍ ولأْآلٍ

ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ ودِلاصٍ ودُلامِصٍ، في قول أبي عثمان، وإن هذه الأَلفاظ

اقتربت أُصولها واتفقت معانيها، وكل واحد لفظه غير لفظ صاحبه فكذلك حَيَّةٌ

مما عينه ولامه ياءَان، وحَوَّاء مما عينه واو ولامه ياء، كما أَن

لُؤلُؤاً رُباعِيٌّ ولأْآل ثلاثي، لفظاهما مقتربان ومعنياهما متفقان، ونظير

ذلك قولهم جُبْتُ جَيْبَ القَميص، وإنما جعلوا حَوَّاء مما عينه واو ولامه

ياء، وإن كان يمكن لفظه أَن يكون مما عينه ولامه واوان من قِبَل أَن هذا

هو الأَكثر في كلامهم، ولم يأْت الفاء والعين واللام ياءَات إلاَّ في

قولهم يَيَّيْتُ ياءً حَسَنة، على أَن فيه ضَعْفاً من طريق الرواية، ويجوز

أَن يكون من التّحَوِّي لانْطوائها، والمذكر والمؤنث في ذلك سواء. قال

الجوهري: الحَيَّة تكون للذكر والأُنثى، وإنما دخلته الياء لأَنه واحد من

جنس مثل بَطَّة ودَجاجة، على أَنه قد روي عن العرب: رأَيت حَيّاً على حَيّة

أَي ذكراً على أُنثى، وفلان حَيّةٌ ذكر. والحاوِي: صاحب الحَيَّات، وهو

فاعل. والحَيُّوت: ذَكَر الحَيَّات؛ قال الأَزهري: التاء في الحَيُّوت:

زائدة لأَن أَصله الحَيُّو، وتُجْمع الحَيَّة حَيَواتٍ. وفي الحديث: لا

بأْسَ بقَتْلِ الحَيَواتِ، جمع الحَيَّة. قال: واشتقاقُ الحَيَّةِ من

الحَياة، ويقال: هي في الأَصل حَيْوَة فأُدْغِمَت الياء في الواو وجُعلتا ياءً

شديدة، قال: ومن قال لصاحب الحَيَّاتِ حايٍ فهو فاعل من هذا البناء

وصارت الواو كسرة

(* قوله «وصارت الواو كسرة» هكذا في الأصل الذي بيدنا ولعل

فيه تحريفاً، والأصل: وصارت الواو ياء للكسرة). كواو الغازي والعالي، ومن

قال حَوَّاء فهو على بناء فَعَّال، فإنه يقول اشتقاقُ الحَيَّة من

حَوَيْتُ لأَنها تَتَحَوَّى في الْتِوائِها، وكل ذلك تقوله العرب. قال أَبو

منصور: وإن قيل حاوٍ على فاعل فهو جائز، والفرق بينه وبين غازٍ أن عين

الفعل من حاوٍ واو وعين الفعل من الغازي الزاي فبينهما فرق، وهذا يجوز على

قول من جعل الحَيَّة في أَصل البناء حَوْيَةً. قال الأَزهري: والعرب

تُذَكّر الحَيَّة وتؤنثها، فإذا قالوا الحَيُّوت عَنَوا الحَيَّة الذكَرَ؛

وأَنشد الأَصمعي:

ويأكُلُ الحَيَّةَ والحَيُّوتَا،

ويَدْمُقُ الأَغْفالَ والتَّابُوتَا،

ويَخْنُقُ العَجُوزَ أَو تَمُوتَا

وأَرض مَحْياة ومَحْواة: كثيرة الحيّات. قال الأَزهري: وللعرب أَمثال

كثيرة في الحَيَّة نَذْكُرُ ما حَضَرَنَا منها، يقولون: هو أَبْصَر من

حَيَّةٍ؛ لحِدَّةِ بَصَرها، ويقولون: هو أَظْلَم من حَيَّةٍ؛ لأنها تأْتي

جُحْر الضَّبِّ فتأْكلُ حِسْلَها وتسكُنُ جُحْرَها، ويقولون: فلان حَيَّةُ

الوادِي إذا كان شديد الشَّكِيمَةِ حامِياً لحَوْزَتِه، وهُمْ حَيَّةُ

الأَرض؛ ومنه قول ذِي الإصْبعِ العَدْواني:

عَذِيرَ الحَيِّ منْ عَدْوا

نَ، كانُوا حَيَّةَ الأَرض

أَراد أَنهم كانوا ذوي إربٍ وشِدَّةٍ لا يُضَيِّعون ثَأْراً، ويقال

رأْسُه رأْسُ حَيَّةٍ إذا كان مُتَوقِّداً شَهْماً عاقلاً. وفلان حَيّةٌ

ذكَرٌ أَي شجاع شديد. ويدعون على الرجل فيقولون: سقاه الله دَمَ الحَيَّاتِ

أَي أَهْلَكَه. ويقال: رأَيت في كتابه حَيَّاتٍ وعَقارِبَ إذا مَحَلَ

كاتِبُهُ بِرَجُلٍ إلى سُلْطانٍ ووَشَى به ليُوقِعَه في وَرْطة. ويقال للرجل

إذا طال عُمْره وللمرأَة إذا طال عمرها: ما هُو إلاّ حَيَّةٌ وما هي إلاّ

حَيَّةٌ، وذلك لطول عمر الحَيَّة كأَنَّه سُمِّي حَيَّةً لطول حياته.

ابن الأَعرابي: فلانٌ حَيَّةُ الوادي وحَيَّة الأرض وحَيَّةُ الحَمَاطِ إذا

كان نِهايةً في الدَّهاء والخبث والعقل؛ وأَنشد الفراء:

كمِثْلِ شَيْطانِ الحَمَاطِ أَعْرَفُ

وروي عن زيد بن كَثْوَة: من أَمثالهم حَيْهٍ حِمَارِي وحِمَارَ صاحبي،

حَيْهٍ حِمَارِي وَحْدِي؛ يقال ذلك عند المَزْرِيَةِ على الذي يَسْتحق ما

لا يملك مكابره وظلماً، وأَصله أَن امرأَة كانت رافقت رجلاً في سفر وهي

راجلة وهو على حمار، قال فأَوَى لها وأَفْقَرَها ظَهْرَ حماره ومَشَى

عنها، فبَيْنَما هما في سيرهما إذ قالت وهي راكبة عليه: حيهٍ حِمَارِي

وحِمَارَ صاحبي، فسمع الرجل مقالتها فقال: حَيْهٍ حِمارِي وَحْدِي ولم

يَحْفِلْ لقولها ولم يُنْغِضْها، فلم يزالا كذلك حتى بَلَغَتِ الناسَ فلما

وَثِقَتْ قالت: حَيْهٍ حِمَاري وَحْدِي؛ وهي عليه فنازعها الرجلُ إياه

فاستغاثت عليه، فاجتمع لهما الناسُ والمرأَةُ راكبة على الحمار والرجل راجل،

فقُضِيَ لها عليه بالحمار لما رأَوها، فَذَهَبَتْ مَثَلاً. والحَيَّةُ من

سِماتِ الإبل: وَسْمٌ يكون في العُنُقِ والفَخِذ مُلْتَوِياً مثلَ

الحَيَّة؛ عن ابن حبيب من تذكرة أبي عليّ.

وحَيَّةُ بنُ بَهْدَلَةَ: قبيلة، النسب إليها حَيَوِيٌّ؛ حكاه سيبويه عن

الخليل عن العرب، وبذلك استُدِلّ على أَن الإضافة إلى لَيَّةٍ

لَوَوِيٌّ، قال: وأَما أَبو عمرو فكان يقول لَيَيِيٌّ وحَيَيِيٌّ. وبَنُو حِيٍّ:

بطنٌ من العرب، وكذلك بَنُو حَيٍّ. ابن بري: وبَنُو الحَيَا، مقصور، بَطْن

من العرب. ومُحَيَّاةُ: اسم موضع. وقد سَمَّوْا: يَحْيَى وحُيَيّاً

وحَيّاً وحِيّاً وحَيّانَ وحُيَيَّةَ. والحَيَا: اسم امرأَة؛ قال

الراعي:إنَّ الحَيَا وَلَدَتْ أَبي وَعُمُومَتِي،

ونَبَتُّ في سَبِطِ الفُرُوعِ نُضارِ

وأَبو تِحْيَاةَ: كنية رجل من حَيِيتَ تِحْيا وتَحْيا، والتاء ليست

بأَصلية.

ابن سيده: وَحَيَّ على الغَداء والصلاةِ ائتُوهَا، فحَيَّ اسم للفعل

ولذلك عُلّق حرفُ الجرّ الذي هو على به.

وحَيَّهَلْ وحَيَّهَلاً وحَيَّهَلا، مُنَوَّناً وغيرَ منوّن، كلّه: كلمة

يُسْتَحَثُّ بها؛ قال مُزاحم:

بِحَيَّهَلاً يُزْجُونَ كُلَّ مَطِيَّةٍ

أَمامَ المَطايا، سَيْرُها المُتَقاذِفُ

(* قوله «سيرها المتقاذف» هكذا في الأصل؛ وفي التهذيب: سيرهن تقاذف).

قال بعض النحويين: إذا قلت حَيَّهَلاً فنوّنت قلت حَثّاً، وإذا قلت

حَيَّهَلا فلم تُنون فكأَنَّك قلت الحَثَّ، فصار التنوين علم التنكير وتركه

علم التعريف وكذلك جميع ما هذه حاله من المبنيَّات، إذا اعْتُقِد فيه

التنكير نُوِّن، وإذا اعتُقِد فيه التعريف حذف التنوين. قال أَبو عبيد: سمع

أَبو مَهْدِيَّة رجلاً من العجم يقول لصاحبه زُوذْ زُوذْ، مرتين

بالفارسية، فسأَله أَبو مَهْدِيَّة عنها فقيل له: يقول عَجِّلْ عَجِّلْ، قال أَبو

مَهْدِيَّة: فهَلاَّ قال له حَيَّهَلَكَ، فقيل له: ما كان الله ليجمع لهم

إلى العَجَمِيّة العَرَبِيّة. الجوهري: وقولهم حَيّ على الصلاة معناه

هَلُمَّ وأَقْبِلْ، وفُتِحتالياءُ لسكونها وسكون ما قبلها كما قيل لَيتَ

ولعلَّ، والعرب تقول: حَيَّ على الثَّرِيدِ، وهو اسمٌ لِفعل الأَمر، وذكر

الجوهري حَيَّهَلْ في باب اللام، وحاحَيْتُ في فصل الحاء والأَلف آخرَ

الكتاب. الأَزهري: حَيّ، مثَقَّلة، يُنْدَبُ بها ويُدْعَى بها، يقال: حَيَّ

على الغَداء حَيَّ على الخير، قال: ولم يُشْتَق منه فعل؛ قال ذلك الليث،

وقال غيره: حَيَّ حَثٌّ ودُعاء؛ ومنه حديث الأَذان: حَيَّ على الصلاة

حَيَّ على الفَلاح أَي هَلُمُّوا إليها وأَقبلوا وتَعالَوْا مسرعين، وقيل:

معناهما عَجِّلوا إلى الصلاح وإلى الفلاح؛ قال ابن أَحمر:

أَنشَأْتُ أَسْأَلُه ما بالُ رُفْقَته،

حَيَّ الحُمولَ، فإنَّ الركْبَ قد ذَهَبا

أَي عليك بالحمول فقد ذهبوا؛ قال شمر أَنشد محارب لأَعرابي:

ونحن في مَسْجدٍ يَدْع مُؤَذِّنُه:

حَيَّ تَعالَوْا، وما نَاموا وما غَفَلوا

قال: ذهب به إلى الصوت نحو طاقٍ طاقٍ وغاقٍ غاقٍ. وزعم أَبو الخطاب أَن

العرب تقول: حَيَّ هَلَ الصلاةَ أَي ائْتِ الصلاة، جَعَلَهُما اسمين

فَنصَبَهما. ابن الأَعرابي: حَيَّ هَلْ بفلان وحَيَّ هَلَ بفلان وحَيَّ هَلاً

بفلان أَي اعْجَلْ. وفي حديث ابن مسعود: إذا ذُكِرَ الصَّالِحُون

فَحَيَّ هَلاً بِعُمَرَ أَي ابْدَأ به وعَجِّلْ بذكره، وهما كلمتان جعلتا كلمة

واحدة وفيها لغات. وهَلا: حَثٌّ واستعجال؛ وقال ابن بري: صَوْتان

رُكِّبا، ومعنى حَيَّ أَعْجِلْ؛ وأَنشد بيت ابن أَحمر:

أَنْشَأْتُ أَسْأَلُه عن حَالِ رُفْقَتِهِ،

فقالَ: حَيَّ، فإنَّ الرَّكْبَ قد ذَهَبا

قال: وحَاحَيْتُ من بَناتِ الأَرْبعة؛ قال امرؤ القيس:

قَوْمٌ يُحاحُونَ بالبِهام، ونِسْـ

وَانٌ قِصارٌ كهَيْئَةِ الحَجَلِ

قال ابن بري: ومن هذا الفصل التَّحايِي. قال ابن قتيبةَ: رُبّما عَدَل

القَمَر عن الهَنْعة فنزل بالتَّحابي، وهي ثلاثة كواكب حِذَاءَ الهَنْعَة،

الواحدة منها تِحْيَاة وهي بين المَجَرَّةِ وتَوابِعِ العَيُّوق، وكان

أَبو زياد الكلابي يقول: التَّحايي هي النهَنْقة، وتهمز فيقال التَّحَائي؛

قال أَبو حنيفة: بِهِنَّ ينزل القمر لا بالهَنْعة نَفْسِها، وواحدتها

تِحْياة؛ قال الشيخ: فهو على هذا تِفْعَلة كتِحْلَبَة من الأَبنية،

ومَنَعْناهُ من فِعْلاةٍ كعِزْهاةٍ أَنَّ ت ح ي مهملٌ وأَنَّ جَعْلَه و ح ي

تَكَلُّفٌ، لإبدال التاء دون أَن تكون أَصلاً، فلهذا جَعَلناها من الحَيَاء

لأَنهم قالوا لها تَحِيَّة، تسمَّى الهَنْعة التَّحِيّة فهذا من ح ي ي ليس

إلاّ، وأَصلها تحْيِيَة تَفْعِلة، وأَيضاً فإنَّ نوءَها كبير الحيا من

أَنواء الجوزاء؛ يدل على ذلك قول النابغة:

سَرَتْ عليه منَ الجَوْزاء ساريةٌ،

تُزْجي الشَّمالُ عَليَه سالِفَ البَرَد

والنَّوْءُ للغارب، وكما أَن طلوع الجوزاء في الحر الشديد كذلك نوؤها في

البرد والمطر والشتاء، وكيف كانت واحدتها أَتِحْيَاةٌ، على ما ذكر أَبو

حنيفة، أَمْ تَحِيَّة على ما قال غيره، فالهمز في جمعها شاذ من جهة

القياس، فإن صح به السماع فهو كمصائبَ ومعائِشَ في قراءة خارجة، شُبِّهَت

تَحِيَّة بفَعِيلة، فكما قيل تَحَوِيٌّ في النسب، وقيل في مَسِيل مُسْلان في

أَحد القولين قيل تَحائي، حتى كأَنه فَعِيلة وفَعائل. وذكر الأَزهري في

هذه الترجمة: الحَيْهَل شجرٌ؛ قال النضر: رأَيت حَيْهَلاً وهذا حَيْهَلٌ

كثير. قال أَبو عمرو: الهَرْمُ من الحَمْضِ يقال له حَيْهَلٌ، الواحدة

حَيْهَلَةٌ، قال: ويسمى به لأَنه إِذا أَصابه المطر نَبَت سريعاً، وإِذا

أَكلته الناقة أَو الإِبل ولم تَبْعَرْ ولم تَسْلَحْ سريعاً ماتت.

ابن الأَعرابي: الحَيُّ الحَقٌّ واللَّيُّ الباطل؛ ومنه قولهم: لا

يَعْرِف الحَيَّ من اللَّيِّ، وكذلك الحَوَّ من اللَّوِّ في الموضعين، وقيل:

لا يَعْرِف الحَوَّ من اللَّوِّ؛ الحَوُّ: نَعَمْ، واللَّوُّ لَوْ، قال:

والحَيُّ الحَوِيّةُ، واللَّيُّ لَيُّ الحَبْلِ أَي فتله؛ يُضرب هذا

للأَحْمق الذي لا يَعْرف شيئاً.

وأَحْيَا، بفتح الهمزة وسكون الحاء وياءٍ تحتَها نقطتان: ماءٌ بالحجاز

كانت به غَزاة عُبيدَة بن الحرث بن عبد المطلب.

بنس

بنس: بِنِّيس، ويجمع على بنانيس: وعاء، إناء (فوك).
بنس
بَنَسَ الرجُلُ: قَعَدَ.
[بنس] بنست عنه تبنيسا، أي تأخرت. حكاه جماعة.
[بنس] نه فيه: "بنسوا" عن البيوت، لا تطم امرأة أو صبي يسمع كلامكم، أي تأخروا لئلا يسمعوا ما يستضرون به من الرفث الجاري بينكم.
(بنس) - في حديث عُمرَ، رضي الله عنه: " بَنِّسوا عن البُيوتِ، لا تَطُمُّ امرأةٌ أو صَبِىّ"
: أي تَأَخَّروا، قال ابنُ أَحمر:
* طَلٌّ وَبنَّس عنها فَرقَدٌ خَصِرُ *
بنس
ابن الأعرابي: البَنَس - بالتحريك -: الفِرار من الشر.
قال: وأبنَسَ الرجل: إذا هرب من سلطان.
وقال اللحياني: بَنَّسَ وبَنَّشَ تَبنِيسَاً وتَبنِيشَاً: أي تأخَّرَ.

بنس


بَنِسَ(n. ac. بَنَس)
a. Shunned danger.

أَبْنَسَ
a. see I
بِنِش
T.
a. A kind of inverness.

بِنْصِر (pl.
بَنَاْسِ4ُ)
a. Ring-finger.

بُنْطَالُوْن
a. Pantaloon, trousers.

بُنْظُر
a. Clitoris.

بَنَفْسَج
P.
a. Violet ( violeta odorata ).
b. [], Violet (colour).
ب ن س

بَنَّس عَنْه تأخَّر قال ابنُ أحْمَرَ

(كأنَّها من نَقَا العَزَّافِ طاوِيَةٌ ... لَمّا انْطَوَى بطْنُها واخرْوَّطَ السَّفَر)

ُ

(ماوِيَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ أوَّدَها ... طَلٌّ وبَنَّسَ عنْها فَرْقَدٌ خَصِرُ)

وقال ابن جنّي قولُه بَنَّسَ عنْها إغا هو من النَّوْمِ غير أنه إنما يُقالُ للبَقرةِ ولا أعْلمُ هذا من غير ابن جِنِّي قال وقال الأصمعيُّ وهي أحد الألفاظِ التي انْفَرَدَ بها ابن أحمرَ قال ولم يُسْند أبو زَيْد هذين البيتين إلى ابن أحمرَ ولا هما أيضاً في ديوانه ولا أَنْشَدَهُما الأصمعيُّ فيما أنشده له من الأبيات التي أورد فيها كلماته قال ويَنْبَغِي أن يكونَ ذلك شيئاً جاء به غير ابن أحمر تابِعاً له فيه ومُتَقبِّلاً أَثَرَه هذا أَوْفَقُ من قولِ الأصمعيِّ أنه لم يأت به غيرُه وبَنَّسْ اقْعُدْ عن كُراع كذلك حكاها بالأَمْرِ والشينُ لغة وقد تقَدَّمَتْ

بنس: بَنَّسَ عنه تَبْنِيساً: تأَخر؛ قال ابن أَحمر:

كأَنها من نَفا العَزَّافِ طاوِيَةٌ،

لَمَّا انْطَوى بطنُها واخْرَوَّطَ السَفَرُ

ماوِيَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ، اَوَّدَها

طَلٌّ، وبَنَّسَ عنها فَرْقَدٌ خَصِرُ

قال ابن سيده: قال ابن جني قوله بَنَّسَ عنها إِنما هو من النوم غير

أَنه إنما يقال للبقرة، قال: ولا أَعلم هذا القول عن غير ابن جني، قال: وقال

الأَصمعي هي أَحد الأَلفاظ التي انفرد بها بن أَحمر، قال: ولم يسند أَبو

زيد هذين البيتين إِلى ابن أَحمر ولا هما أَيضاً في ديوانه ولا أَنشدهما

الأَصمعي فيما أَنشده له من الأَبيات التي أَورد فيها كلماته، قال:

وينبغي أَن يكون ذلك شيء جاء به غير ابن أَحمر تابعاً له فيه ومُتَقَبِّلاً

أَثره، هذا أَوفق من قول الأَصمعي إِنه لم يأْتِ به غيره. وقال شمر: ولم

أَسمع بَنَّسَ إِذا تأَخر إِلا لابن أَحمر. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه:

بَنِّسوا عن البيوت لا تَطُمُّ امرأَة ولا صبي يسمع كلامكم؛ أَي تأَخروا

لئلا يسمعوا ما يَسْتَضِرُّون به من الرَّفَثِ الجاري بينكم. وبَنِّسْ:

اقْعُدْ؛ عن كراع كذلك حكاها بالأَمر، والشين لغة، وسيأْتي ذكرها.

اللحياني: بَنَّسَ وبَنَّشَ إِذا قعد؛ وأَنشد:

إِن كنتَ غيرَ صائدٍ فَبَنِّسِ

ابن الأَعرابي: أَبْنَسَ الرجلُ إِذا هرب من سلطان، قال: والبَنَسُ

الفرار من الشر.

بنس
البَنَس، محرّكةً: الفِرارُ من الشَّرِّ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، كالإبْناس، وَهُوَ الفِرارُ من السُّلْطَان، عَنهُ أَيْضا. وبَنَّسَ عَنهُ تَبْنِيساً تأخَّرَ، قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(كأنَّها من نَقى العَزَّافِ طاوِيَةٌ ... لمّا انْطوى بَطْنُها واخرَوَّطَ السَّفَرُ)

(مارِيَّةٌ لُؤْلؤانُ اللَّونِ أوَّدها ... طلٌّ وبَنَّسَ عَنْهَا فَرْقَدٌ خَصِرُ)
نَقله ابنُ سِيدَه عَن ابنِ جِنِّي، قَالَ: وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: هِيَ أحدُ الألفاظِ الَّتِي انفردَ بهَا ابنُ أحمرَ، وَقَالَ شَمِرٌ: لم أسمعْ بَنَّسَ إلاّ لابنِ أَحْمَرَ. وَعَن كُراع: بَنِّسْ، اقْعُدْ، هَكَذَا حَكَاهُ بالأمرِ، والشينُ لغةٌ فِيهِ، قَالَ اللِّحْيانيُّ: بَنَّسَ، وبَنَّشَ، إِذا قَعَدَ، وَأنْشد: إنْ كنتَ غَيْرَ صائدٍ فبَنِّسْ ويُروى: فبَنِّشْ، وسيُذكَرُ فِي مَوْضِعه. وإبْناسُ، بالكَسْر: ة، بمِصر من الغربيّة، وَهِي فِي الدِّيوانِ ابْنَهْس، ويُنسَبُ إِلَيْهَا خلقٌ من المُحدِّثين، مِنْهُم البُرهانُ إبراهيمُ بنُ مُوسَى الإبْناسيُّ الشافعيُّ، مِمَّن سَمِعَ عَن المَيْدوميِّ، وَعنهُ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ، والزَّيْنُ عبدُ الرحيمِ بنُ حَجّاجِ بنِ مُحرِزٍ الإبْناسيُّ، أَخَذَ عَن العِناياتي وابنِ حَجَرٍ والعلَمِ البُلْقينيِّ مَاتَ سنة. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: بَنُوسُ بنُ أَحْمد الواسِطيُّ، كصَبُور: مُحدِّثٌ تُكُلِّمَ فِيهِ. وبانْياس: من أنهارِ دمشق، وَيُقَال أَيْضا: باناس، يَدْخُلُ إِلَى وَسَطِ المدينةِ فيكونُ مِنْهُ بعضُ مياهِ قَنَوَاتِها، ويَنْفَصِلُ باقِيه فيَسقي)
الزُّروعَ من جهةِ البابِ الصغيرِ والشرقيِّ، وَفِيه يَقُول العِمادُ الكاتبُ الأَصْبَهانيُّ مَعَ ذِكرِ غيرِه من الْأَنْهَار:
(إِلَى ناسِ باناسَ لي صَبْوَةٌ ... لَهَا الوَجدُ داعٍ وذِكرى مُثيرُ)

(يزيدُ اشْتِياقي ويَنمو كَمَا ... يزيدُ يزيدُ وثَوْرا يَثُورُ)

(ومِن بَردى بَرْدُ قلبِي المَشوقِ ... فها أَنا من حَرِّهِ أَسْتَجيرُ)
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ أَيْضا: بُونَس، بالضَّمّ وَفتح النُّون: قريةٌ من أعمالِ شَريش، وَمِنْهَا إبراهيمُ بنُ عليٍّ الشَّريشيُّ، وَله تَصانيفُ، ذَكَرَه الدّاووديُّ. قلتُ: مَاتَ سنة. ويُستدرَكُ عَلَيْهِ أَيْضا: آبِنُوسُ، بمَدِّ الألِفِ وكسرِ المُوَحَّدة، قيل: هُوَ السّاسَم، وَقيل: هُوَ غَيْرُه، واختُلِفَ فِي وَزْنِه، وَهنا محَلُّ ذِكرِه. وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أحمدَ بن مُحَمَّد بن عليِّ بنِ الآبِنُوسيِّ الصَّيْرَفيُّ، لَهُ جُزءٌ مَشْهُورٌ، وَقَعَ لنا من روايةِ ابْن طَبَرْزَدَ عَن أبي غالبِ بنِ البَنّاءِ، عَنهُ.

بيس

بيس: ضرب من سمك الأنهار (مخطوطة الاسكوريال ص888 رقم 5) ويرى سيمونه الذي زودني بهذا أنها الكلمة الأسبانية Pez.
ب ي س: (بَيْسَانُ) مَوْضِعٌ تُنْسَبُ إِلَيْهِ الْخَمْرُ. 
بيس
بَيْسَانُ: مَوْضِع.
ويقولونَ: بَيْسَ الرجُلُ أنْتَ - بفَتْح الباء - وبَيْسَكَ: بمعنى ويسَكَ.
ب ي س

بَيْسَان موضع بالأُرْدُنِّ فيه نُخْلٌ لا يُثْمِرُ إلى خُرُوجِ الدَّجَّال وحكى الفارسي بِيسَ لغة في بِئْسَ
[بيس] بيسان: موضع تنسب إليه الخمر. قال حسان بن ثابت: من خمر بيسان تخيرتها * ترياقة توشك فتر العظام * 

بيس: الفراء: ياسَ إِذا تبختر. قال أَبو منصور: ماس يميس بهذا المعنى

أَكثر، والباء والميم يتعاقبان، وقال: باسَ ارجلُ يَبِيسُ إِذا تكبر على

الناس وآذاهم.

وبَيْسانُ: موضع بالأُرْدُنِّ فيه نخل لا يثمر إِلى خروج الدجال.

التهذيب: بَيْسانُ موضع فيه كُروم من بلاد الشام؛ وقول الشاعر:

شُرْباً بِبَيسانَ من الأُردُنِّ

هو موضع. قال الجوهري: بَيْسانُ موضع تنسب إِليه الخمر؛ قال حسان بن

ثابت:

نَشْرَبُها صِرْفاً ومَمْزُوجَةً،

ثم نُغَنِّي في بُيوتِ الرُّخامْ

من خَمْرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها،

تُرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ

قال ابن بري: الذي في شعره تُسْرعُ فتر العظام، قال: وهو الصحيح لأَن

أَوشك بابه أَن يكون بعده أَن والفعل، كقول جرير:

إِذا جَهِلَ الشَّقِيُّ ولم يُقَدِّرْ

لبعضِ الأَمْرِ، أَوْشَكَ أَن يُصابا

وقد تحذف أَن بعده كما تحذف بعد عسى، كقول أُمية:

يُوشِكُ مَنْ فَرَّ من مَنِيَّتِه،

في بعضِ غِرَّاتِه، يُوافِقُها

فهذا هو الأَكثر في أَوشك يوشك، وحكى الفارسي بِيْسَ لغة في بِئْسَ،

واللَّه أَعلم.

بيس
بَيْسَان: موضع بالشام تُنسَب إليه الخمر، قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
من خَمْرِ بَيْسَانَ تَخيَّرتُها ... دِرياقَةً توْشِكُ فَتْرَ العِظامْ
وقال أبو دُوَادٍ جارية بن الحجّاج الإيادي:
نَخَلاتٌ من نخل بَيْسان أيْنَعْ ... نَ جميعاً ونَبْتُهًنَّ تُؤامُ
وفي حديث تميم الداريّ - رضي الله عنه - وذِكرِ الجَسّاسَةِ والدَّجّال: أخبرني عن نخل بَيْسان، قُلنا: عن أيِّ شأنِها تستخبِرُ، قال: أسألُكُم عن نخلِها هل تُثمِرُ؟ قُلنا نعم، قال أما أنها توشِك ألاّ تثمِرَ.
وباليمامة موضعٌ يقال له: بَيسان.
وبمَرو قريةٌ يقال لها: بَيْسان. وقال ابنُ عبّاد: يقولون: بَيْسَ الرجل - بفتح الباء -.
وبَيْسَك: بمعنى وَيْسَك.
وبَيْسُ: ناحية بسَرقُسْطة من الأندُلُس.
وقال ابن الأعرابي: باسَ يبيسُ بَيساً: إذا تكبَّرَ على الناس وآذاهُم.
بيس
{بَيْسٌ: ناحيَةٌ بسَرَقُسْطَة من الأَندلُسِ.} وبَيْسانُ: ة، بمَرْوَ. {بَيْسانُ أَيضاً: ة، بالشّام فِيهَا كُرُومٌ، وإليها يُنْسَبُ الخَمْرُ قَالَ حَسَّان:
(من خَمْرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها ... تِرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ)
وَقَالَ بعضُهم: هُوَ مَوضِعٌ بالأُرْدُنِّ، فِيهِ نَخْلٌ لَا يُثْمِرُ إِلَى خروجِ الدَّجَّالِ، وَفِيه قبرُ أَبي عُبيدةَ بن الجرَّاحِ، وَبِه كَانَ يَنزِلُ رَجاءُ بنُ حَيْوَةَ. قلتُ: وأَورَدَ الجَوْهَرِيُّ بيسانَ أَيضاً فِي بسن، وأَنشدَ عَلَيْهِ قَول حسَّان، فلْيُتَأَمَّلْ، مِنْهَا القَاضِي الفاضِلُ الأَشرفُ مُحيى الدِّين أَبو عليٍّ عبد الرَّحيمِ بن عليّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَحمدَ بنِ الفرَجِ بنِ أَحمدَ اللَّخْمِيُّ} - البَيْسانِيُّ العَسْقَلانِيُّ صاحبُ دواوينِ الإنشاءِ، وَوَزير السُّلطان صلاحِ الدِّين يوسُف بن أَيُّوب، وُلد سنة سَمِعَ من السَّلَفِيِّ وابنِ عساكِر، وتُوفِّيَ سنة ودُفِنَ هُوَ والشَّاطِبيُّ فِي مَحَلٍّ واحِدٍ بالقربِ من تُربَةِ الكِيزانِيِّ، نقلتُه من كتاب الْفَتْح الواهِبِيّ فِي مناقِبِ الإِمَام الشَّاطِبيّ للشِّهاب العَسْقَلانِيّ شارِحِ البُخارِيّ. بَيْسانُ أَيضاً: ع، باليَمامَةِ،نَقله الصَّاغانِيُّ. قلتُ: وَهُوَ جبَل لبَني سَعدِ بنِ زيدِ مَنَاة.
{وبَيْسَكَ: مثلُ وَيْسَكَ.} وبَاسَ الرَّجُلُ {يَبِيسُ} بَيْساً: تكَبَّرَ على النّاس وآذاهُمْ، قَالَه الفَرَّاءُ. {بَيَاسُ، كسَحاب: ة، من الشّامِ، قربَ جبل اللُّكامِ، ويُروَى فِيهِ التَّشْديد. وَمِمَّا يُستدرَك عَلَيْهِ:} بَيْس، بِالْفَتْح، لغةٌ فِي بِئْسَ، حَكَاهُ الفارسِيُّ. وَقَالَ الفرَّاءُ: {باسَ} يَبِيسُ، إِذا تبَخْتَرَ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: ماسَ يَميسُ بِهَذَا الْمَعْنى أَكثرُ، والباءُ والميمُ يتعاقَبانِ. {وبَياسَةُ، كسَحابَة: مدينةٌ كبيرةٌ بالأَندلُسِ من كُورَة جَيَّانَ، مِنْهَا أَبو الحجَّاج} - البَياسيُّ صاحبُ المُصَنَّفاتِ.! وبَياس كسَحابٍ: نَهْرٌ عَظيمٌ بالسِّنْدِ، يَصُبُّ فِي المُلْتانِ.

يرنس

يرنس
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {يَرْنَاسُ، بِالْفَتْح: قَبِيلَةٌ من البَرْبَرِ فِي المَغْرِب، مِنْهُم عبدُ الرَّحِيم ابنُ إِبرَاهِيمَ} - اليَرْناسِي، قاضِي فاس، تَرْجَمَه السَّخَاوِيّ فِي الضَّوْءِ اللاّمع.

هتر

(هتر) الْعرض مُبَالغَة فِي هتر
(هتر)
هترا حمق وَجَهل وَفُلَانًا الْكبر وَنَحْوه أفقده عقله وصيره خرفا وَعرضه مزقه
(هتر) - في الحديث: "مُتَهاتِرَانِ"
قيل: المُهَاتَرَةُ: القَولُ الذي ينقُضُ بعضُه بَعْضًا.
والهِتْرُ: القَبِيحُ من القَولِ. ورَجُلٌ هِتْرٌ: كثِير الكَلامِ في حُمقٍ وسَقَطٍ.
(هـ ت ر) : (تَهَاتَرَتْ) الشَّهَادَاتُ تَسَاقَطَتْ وَبَطَلَتْ (وَتَهَاتَرَ الْقَوْمُ) ادَّعَى كُلٌّ مِنْهُمْ عَلَى صَاحِبِهِ بَاطِلًا مَأْخُوذٌ مِنْ الْهِتْرِ وَهُوَ السَّقَطُ مِنْ الْكَلَامِ وَالْخَطَأُ فِيهِ وَقِيلَ كُلُّ بَيِّنَةٍ لَا تَكُونُ حُجَّةً شَرْعًا فَهِيَ مِنْ التَّهَاتُرِ.
هـ ت ر: يُقَالُ: فُلَانٌ (مُسْتَهْتَرٌ) بِالشَّرَابِ بِفَتْحِ التَّاءَيْنِ أَيْ مُولَعٌ بِهِ لَا يُبَالِي مَا قِيلَ فِيهِ. وَ (تَهَاتَرَ) الرَّجُلَانِ إِذَا ادَّعَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ بَاطِلًا. 
هتر
الهَتْرُ: مَزْقُ العِرْضِ. ورَجُلٌ مُسْتَهْتِرٌ: لا يُبالي بما قِيْلَ له. وأُهْتِرَ الرَّجُلُ: إذا فُقِدَ عَقْلُه من كَبِرٍ، واسْتُهْتِرَ. ورَجُلٌ مُهْتِرٌ: لا يُبالي. والتَّهْتَارُ: من الحُمْقِ والجَهْلِ، ورَجُلٌ هِتْرٌ: كثيرُ الكلام في حُمْقٍ وسَقَطٍ، وجَمْعُه هِتْرَةٌ. ويقولون في الرَّجُلِ الداهِيَة: إنَّه لَهِتْرُ أهْتَارٍ. والتَّهَاتُرُ: الشَّهاداتُ الذي يُكَذِّبُ بعضُها بعضاً، وتَهَاتَرَ الرَّجُلانِ.
هـ ت ر

" إنه لهتر أهتار ": داهية من الدواهي. وجاء بهترٍ من القول: بسقط. وتهاترت الشهادات: كذّب بعضها بعضاً. وتهاتر الرجلان: ادّعى كلّ واحد على الآخر باطلاً. وفي الحديث: " المستبّان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان وما قالا فهو على البادئ ما لم يعتد الآخر ". وهو مهتر وهي مهترة، وأهتر: خرف. ومن المجاز: هو مهتر به، ومستهتر به: مفتون به ذاهب العقل، وقد أهتر بفلانة واستهتر بها.
هـ ت ر : الْهِتْرُ الدَّاهِيَةُ وَالْجَمْعُ أَهْتَارٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ.

وَالْهِتْرُ أَيْضًا السَّقَطُ مِنْ الْكَلَامِ وَالْخَطَأُ مِنْهُ.

وَمِنْهُ قِيلَ تَهَاتَرَ الرَّجُلَانِ إذَا ادَّعَى كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى الْآخَرِ بَاطِلًا ثُمَّ قِيلَ تَهَاتَرَتْ الْبَيِّنَاتُ إذَا تَسَاقَطَتْ وَبَطَلَتْ.

وَاسْتُهْتِرَ اتَّبَعَ هَوَاهُ فَلَا يُبَالِي بِمَا يَفْعَلُ. 
[هتر] الهِتْرُ بالكسر: السَقَط من الكلام. يقال: هِتْرٌ هاتِرٌ، وهو توكيد له. قال أوس بن حجر:

يُراجِعُ هِتراً من تُماضِرَ هاتِرا * والهِتْرُ أيضاُ: العَجبُ والداهية. يقال للرجل إذا كان داهياً: إنه لهتر أهتار. وأهتر الرجل فهو مُهْتَرٌ، أي صار خَرِفاً من الكِبَرِ. وفلانٌ مُسْتَهْتَرٌ بالشراب، أي مولع به لا يبالي ما قيل فيه. وتَهاتَرَ الرجلان، إذا ادعى كل واحد منها على صاحبه باطلا.
[هتر] نه: فيه: سبق المفردون، قال: الذين "أهتروا" في ذكر الله، أي أولعوا بهن من أهتر فلان به واستهتر فهو مهتر به ومستهتر أي مولع به لا يتحدث بغيره ولا يفعل، وقيل: أراد به أي كبروا في طاعة الله وهلك أقرانهم، من أهتر فهو مهتر - إذا سقط في كلامه من الكبر. ومنه: المستبان شيطانان "يتهاتران" ويتكاذبان، أي يتقاولان ويتقابحان في القول، من الهتر - بالكسر - وهو الباطل، والسقط من الكلام. ومنه: أعوذ بك أن أكون من "المستهترين"، أي المبطلين في القول، وقيل: الذين لا يبالون ما قيل لهم وما شتموا به، وقيل: أراد المستهترين بالدنيا.
هتر:
تهاترت البينات: في (محيط المحيط): ( .. إذا تساقطت وبطلت).
استهُتر بالنساء: أولع بهن (حيان 22، 93).
استهتر في: (المقدمة 1: 28): أحوال الفسّاق المستهترين في التطواف بالليل وفي (2: 355: 12): المستهتر في المحبة؛ وفي (فوك) المستهتر في pecare.
استهتر بفلان: تحدّاه. (بقطر).
استهتر ب: استخفّ به، تلاعب به، سخر منه وفي (محيط المحيط): (والعامة تقول استهتر بالشيء أي لم يبال به ولا يهتم به).
هوتري: أحمق (ألف ليلة 1: 166). وفي (برسل 4: 336: مجنون).
هترك هترك: ( N) ؟ نعناع. أنظر (المستعيني في نمّام، إلا أن نسخة ما تحمل هترما مما جعل أمر التحقق من صحة هذه الكلمة أمراً مشكوكاً فيه ويبدو انه قد أصابه التحريف).

هتر


هَتَرَ(n. ac. هَتْر)
a. Weakened, impaired, disordered the mind of.
b. see II
هَتَّرَa. Defamed, blackened the character of.

هَاْتَرَa. Reviled, taunted.

أَهْتَرَ
[& pass. ]
a. Rambled; doted; became imbecile.
b. [pass.], Was at a loss.
تَهَاْتَرَa. Was arrogant.
b. Slandered, libelled each other.
c. Was contradictory, invalid (testimony).

إِسْتَهْتَرَa. Was frivolous, empty-headed.
b. [pass.] [Bi], Was infatuated by; doted on.
c. [Bi] [ coll. ], Neglected.
d. see IV (a)
هَتْرَةa. see 3
هِتْر
(pl.
أَهْتَاْر)
a. Lie, falsehood.
b. Frivolity, chatter; fatuity, absurdity
nonsense.
c. Wonder, prodigy; misfortune, calamity.
d. False (saying).
e. First half of the night.

هُتْرa. Stupidity; silliness; dotage; imbecility;
insanity.

تَهْتَاْرa. see 3
تَهَاْتِرa. Worthless, invalid testimonies.

N. Ag.
أَهْتَرَa. Erring in speech.

N. P.
أَهْتَرَa. Delirious; rambling, doting.
b. Babbler.

N. Ac.
تَهَتَّرَa. see 3
N. Ac.
تَهَاْتَرَa. see 3b. Mutual recriminations.

N. Ag.
إِسْتَهْتَرَ
a. [ coll. ], Negligent.

N. P.
إِسْتَهْتَرَa. Vain, frivolous.
b. [Bi], Addicted to, fond of.
هِتْر هَاتِر
a. Great absurdity, nonsense.

هِتْر أَهْتَار
a. Cunning, sly.

هَتْرَك
a. Lion.
باب الهاء والتاء والراء معهما هـ ت ر، هـ ر ت، ت ر هـ مستعملات

هتر: الهُتْرُ: مَزْقُ العِرْض. رجلٌ مُسْتَهْتَر لا يُبالي ما قِيلَ فيه. وما شُتِمَ به. وأُهْتِرَ الرَّجُلُ: فَقَدَ عَقْلَه من الكبر فهو المهتر. والتَّهتارُ من الحُمُق والجَهْل، كما قال :

إنّ الفَزَاريَّ لا ينفك مغتلماً ... من النَّواكَةِ تهتارأ بتهتارِ

ولغة للعرب في هذا خاصّة: دَهْدادٌ بدَهْدار، وذلك أنّ منهم من يقلب بعض التّاءات في الصُّدور دالاً نحو: الدِّرياق، لغة في التِّرياق. والدِّخريص والتَّخريص. والهِتْرُ [السّقط] من الكلام مثل الهَذَيان.

هرت: الهَرْتُ: هَرْتُكَ الشِّدْق نحو الأذن، والهَرَتُ: مصْدَر الأَهْرَت. تقول: أسَدٌ هَرِيتُ الشِّدْق، أي: مَهْروتٌ ومُنْهَرِتٌ. والهَرْتُ: شَقُّكَ شيئاً توسعه بذلك.

تره: التُّرَّهاتُ: البواطل من الأمور، قال :

وحَقَّةٍ ليستْ بقَوْلِ التُّرَّهِ

والواحدةُ: تُرَّهةٌ.
الْهَاء وَالتَّاء وَالرَّاء

الهَتْرُ: مزق الْعرض، هَتَرَه يَهْتِرُهُ هَتْراً، وهَتَّرَه.

وَرجل مُسْتَهْتَرٌ: لَا يُبَالِي مَا قيل فِيهِ، وَلَا مَا شتم بِهِ.

وَقَول هِتْرٌ: كذب.

والهِتْرُ: السقط من الْكَلَام، وَالْخَطَأ فِيهِ.

وَرجل مُهْتَرٌ: مُخطئ فِي كَلَامه.

والهَتْرَ ذهَاب الْعقل من كبر أَو مرض أَو حزن.

والمُهْتَرُ: الَّذِي أُفقد عقله من أحد هَذِه الاشياء، وَقد أَهْتُرُ، نَادِر، وَقد قَالُوا: أُهْتِرَ، قَالَ يَعْقُوب: قيل لامْرَأَة من الْعَرَب قد أُهْتِرَتْ: إِن فلَانا قد أرسل يخطبك، فَقَالَت: هَل يعجلني أَن أحل؟ مَاله؟ أل وغل، وَمعنى قَوْلهَا أحل: أنزل، وَذَلِكَ لِأَنَّهَا كَانَت على ظهر طَرِيق راكبة بَعِيرًا لَهَا، وَابْنهَا يَقُودهَا، وَرَوَاهُ أَبُو عبيد: تل وغل، أَي صرع، من قَوْله تَعَالَى: (وتَلَّه للجَبِينِ) .

وهَتَرَه الْكبر.

والتَهْتار تفعال من ذَلِك، وَهَذَا الْبناء يجاء بِهِ لتكثير الْمصدر.

والتَّهَتُّر كالتَّهتارِ.

والهِتْرُ: الْعجب، وهِتْرٌ هاتِرٌ، على الْمُبَالغَة، قَالَ أَوْس بن حجر:

وَكَانَ إِذا مَا الْتَمَّ مِنها بِحاجَةٍ ... يُراجعُ هِتْرا منْ تُماضِرَ هاتِراً

وَإنَّهُ لَهِتْرُ أهتارٍ، أَي داهية دواه.

وتَهاتَرَ الْقَوْم: ادَّعى كل وَاحِد مِنْهُم على صَاحبه بَاطِلا.

وَمضى هِتْرٌ من اللَّيْل، إِذا ذهب أقل من نصفه، حُكيَ عَن ابْن الْأَعرَابِي. 

هتر

1 هَتَرَهُ, aor. ـِ (K, TA,) like يَضْرِبُ, (TA [in the CK, ??, but this is evidently a mistake,]) It (old age, K, TA, and disease and grief, TA), made him to be such as is called مُهْتَرٌ; [i. e., made him to lose his reason, or intellect: or to be addicted to, or fond of, speaking of a thing: which latter signification seems to be particularly indicated in the lexicon from which this is taken; but the former seems the more appropriate.] (K.) 3 هاترهُ, [inf. n. مُهَاتَرَةٌ and هِتَارٌ,] He encountered him with mutual reviling, saying what was false: (K, * TA:) so says IAmb, on the authority of Az; but, says Th, accord. to others, المُهَاتَرَةُ signifies the saying [that] whereof one part contradicts, or annuls, another: and hence one says, دَعِ الهِتَارَ [leave the saying that whereof one part contradicts another]. (TA.) 4 أُهْتِرَ He became disordered in his intellect: (A, TA:) or he became so by reason of old age: (S:) or he lost his reason from old age, (Az, A'Obeyd, K,) as also ↓ إِسْتَهْتَرَ, (Az, TA,) or from disease, or grief; as also أَهْتَرَ. (K.) See also 10, in two places.5 تهتّر He was, or became, stupid, and ignorant. (K: but only the inf. n. is there mentioned.) 6 تهاترا They accused each other falsely. (S, A, Mgh, Msb, K.) b2: And hence, تهاترت البَيِّنَاتُ, (Msb,) and الشَّهَادَاتُ, (A, Mgh,) The testimonies, or evidences, became null: (Mgh, Msb:) or belied one another. (A.) 10 إِسْتَهْتَرَ: see 4. b2: He was, or became, much given to false, or vain, sayings, or actions. (TA [but this seems rather to be أُسْتُهْتِرَ: see its part. n., below.]) b3: (assumed tropical:) He followed his own natural desire, not caring what he did. (Msb [but this also seems to be in the pass. form.]) b4: أُسْتُهْتِرَ بِكَذَا (tropical:) He became addicted to, or fond of, such a thing, (K, TA,) not talking of any other thing, (TA,) nor caring what was done to him, (K, TA,) nor how he was reviled: (K:) he became addicted to, or fond of, such a thing, not talking of, nor doing, any other thing: and he became fascinated by such a thing, and lost his reason on account of it, and his strong determination became turned towards it, so that he talked much and vainly respecting it. (TA.) b5: إِسْتَهْتَرَ بِفُلَانَةَ, [or أُسْتُهْتِرَ,] and بِهَا ↓ أَهْتَرَ, [or أُهْتِرَ,] (tropical:) He [became attached, or devoted, to such a woman so that he] cared not what was said of him on her account, nor how he was reviled: (A, TA:) and ↓ أُهْتِرَ also signifies (assumed tropical:) he became addicted or given to, or fond of, speaking of a thing. (K.) هُتْرٌ The loss of reason from old age or disease or grief. (K.) هِتْرٌ An error in speech. (S, A, Mgh, Msb, K.) You say, جَآءَ بِهِتْرٍ مِنَ القَوْلِ He uttered an error of speech. (A.) And ↓ هِتْرٌ هَاتِرٌ A great error of speech. (S, K. *) b2: A falsehood; a lie. (K.) You say, قَوْلٌ هِتْرٌ A false saying (TA.) هَاتِرٌ: see هِتْرٌ.

تَهَاتِرُ Testimonies, or evidences, that belie one another: as though pl. of تَهْتَرٌ: (K:) or any evidences, or testimonies, that are not legal proofs (Mgh [but in my copy of that work written تَهاتُر.]) مُهْتَرٌ Disordered in his intellect, (S,) or having lost his reason, (Az, A'Obeyd, K,) from old age. (Az, A'Obeyd, S, K,) or from disease, or grief: (K:) if from أَهْتَرَ, it is anomalous. (K, TA,) like مُحْصَنٌ, &c. (TA.) b2: (assumed tropical:) Addicted or given to, or fond of, speaking of a thing (K.) See also مُسْتَهْتَرٌ.

مُهْتِرٌ Erring in his speech. (TA.) مُسْتَهْتَرٌ Much given to false, or vain, sayings, or actions: (K:) or one who says what is false or erroneous: or one who cares not what is said of him, nor how he is reviled: or (assumed tropical:) attached, or devoted, (مُسْتَهْتَرٌ,) to the world (IAth, TA) b2: مُسْتَهْتَرٌ بِشَىْءٍ (tropical:) Addicted to, or fond of, a thing, (K, TA,) or fascinated by it, (A,) not talking of any other thing, (TA,) nor caring what is done to him, (A, K, TA,) nor how he is reviled, (K,) having lost his reason; (A.) as also ↓ مُهْتَرٌ. (A.) You say, فُلَانٌ مُسْتَهْتَرٌ بِالشَّرَابِ (tropical:) Such a one is addicted to, or fond of, drink, not caring what is said of him. (S.)
هـتر
هتَرَ يهتُر ويهتِر، هَتْرًا، فهو هاتِر، والمفعول مهتور (للمتعدِّي)
• هتَر الشَّخصُ: حمُق وجهِل.
• هتَر الكبرُ فلانًا: أفقده عقلَه وصيّره خَرِفًا "هتَر الكبرُ الشَّيخَ".
• هتَر عِرضَ فلانٍ: مزَّقه. 

أهترَ يُهْتر، إهتارًا، فهو مُهْتِر
• أهترَ الرَّجلُ: خرِف، فَقَدَ عقله من كبر أو حزن أو مرض. 

استهترَ/ استهترَ بـ يستهتر، استهتارًا، فهو مُستهتِر، والمفعول مُستهتَر به
• استهتر الشَّخصُ: اتَّبع هواه فلا يُبالي بعاقبة أفعاله أو أقواله "استهتر الطِّفلُ على الرغم من تحذيره- استهتر الشابُّ
 بالعادات والتقاليد- امرأة مستهترة".
• استهتر بالشَّيءِ: أهمله، استخفَّ به، لم يبال به، ولم يكترث له. 
5351 - 
تهاترَ يتهاتر، تهاتُرًا، فهو مُتهاتِر
• تهاتر الرَّجلان: ادَّعى كُلّ واحد على الآخر باطلاً "الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَهَاتَرَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ [حديث] ".
• تهاتر الشَّاهدانِ: كذّب أحدُهما الآخر فسقطت شهادتهما "تهاترت الشَّهادات: كذّب بعضُها بعضًا". 

هاترَ يُهاتر، مُهاتَرةً، فهو مُهاتِر، والمفعول مُهاتَر
• هاتر خَصْمَه: سابّه وشاتمه بالقبيح والباطل من القول. 

مُهاترة [مفرد]:
1 - مصدر هاترَ.
2 - قول ينقض بعضُه بعضًا "مُهاترات حِزبيَّة- المهاترات الصُّحفيّة".
3 - ردّ وقِح متطاول. 

هَتْر [مفرد]: مصدر هتَرَ. 

هُتْر [مفرد]:
1 - ذهاب العقل من كِبَر أو مَرَض أو حُزْن ونحوها "أهابُ مَنِيَّتِي وأخافُ ستْري ... وخوف الشَّيخ من هرمٍ وهُتْرِ".
2 - (طب) مجموعة أعراض أهمُّها فقدان القدرة على التّوجُّه في المكان والزَّمان.
3 - (نف) حالة نفسيّة يكون فيها الشُّعور غائمًا، وتكون مصحوبة بالأوهام والهلوسة وبمجرى أفكار غير متناسق، كما يرافقها عدم الراحة والإصابة بالحُمَّى. 

هِتْر [مفرد]: ج أهْتار:
1 - كَذِب، باطل "لقد قلتَ قولاً هِتْرًا".
2 - ما سقط من الكلام. 

هتر: الهَتْرُ: مَزْقُ العِرْضِ؛ هَتَرَه يَهْتِرُه هَتْراً وهَتَّرَه.

ورجل مُسْتَهْتَرٌ: لا يبالي ما قيل فيه ولا ما قيل له ولا ما شُتِمَ به.

قال الأَزهري: قول الليث الهَتْرُ مَزْقُ العرض غير محفوظ، والمعروف

بهذا المعنى الهَرْت إِلا أَن يكون مقلوباً كما قالوا جَبَذَ وجَذَبَ، وأَما

الاسْتِهْتارُ فهو الوُلوعُ بالشيء والإِفراط فيه حتى كأَنه أُهْتِرَ

أَي خَرِفَ. وفي الحديث: سبق المُفْرِدُونَ؛ قالوا: وما المُفْرِدُونَ؟

قال: الذين أُهْتِرُوا في ذكر الله يَضَعُ الذِّكْرُ عنهم أَثْقالَهُمْ

فيأْتون يوم القيامة خِفافاً؛ قال: والمُفْرِدُونَ الشيوخُ الهَرْمى، معناه

أَنهم كَبِرُوا في طاعة الله وماتت لذاتهم وذهب القَرْنُ الذين كانوا فيهم،

قال: ومعنى أُهْتِرُوا في ذكر الله أَي خَرِفُوا وهم يذكرون الله. يقال:

خرف في طاعة الله أَي خَرِفَ وهو يطيع الله؛ قال: والمُفْرِدُونَ يجوز

أَن يكون عني بهم المُتَفَرِّدُونَ المُتَخَلُّونَ لذكر الله،

والمُسْتَهْتَرُونَ المُولَعُونَ بالذكر والتسبيح. وجاء في حديث آخر: هم الذين

اسْتُهْتِرُوا بذكر الله أَي أُولِعُوا به. يقال: اسْتُهْتِرَ بأَمر كذا وكذا

أَي أُولِعَ به لا يتحدّثُ بغيره ولا يفعلُ غيرَه.

وقولٌ هِتْرٌ: كَذِبٌ. والهِتْرُ، بالكسر: السَّقَطُ من الكلام والخطأُ

فيه. الجوهري: يقال هِتْرٌ هاتِرٌ، وهو توكيد له؛ قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ:

أَلمَّ خَيالٌ مَوْهِناً من تُماضِرٍ

هُدُوّاً، ولم يَطْرُقْ من الليل باكرا

وكان، إِذا ما الْتَمَّ منها بِحاجَةٍ،

يُراجِعُ هِتْراً من تُماضِرَ هاتِرَا

قوله هُدُوّاً أَي بعد هَدْءٍ من الليل. ولم يطرق من الليل باكراً أَي

لم يطرق من أَوله. والْتَمَّ: افْتَعَلَ من الإِلمام، يريد أَنه إِذا

أَلمَّ خَيالُها عاوَدَه خَبالُه فَقْدَ كلامِهِ. وقوله يُراجِعُ هِتْراً أَي

يعود إِلى أَن يَهْذِيَ بذكرها. ورجلٌ مُهْتَرٌ: مُخْطِئٌ في كلامه.

والهُتْرُ، بضم الهاء: ذهاب العقل من كبر أَو مرض أَو حزن. والمُهْتَرُ:

الذي فَقَدَ عقلَه من أَحد هذه الأَشياء، وقد أَهْتَرَ، نادرٌ. وقد

قالوا: أَهْتَرَ وأُهْتِرَ الرجلُ، فهو مُهْتَرٌ إِذا فقد عقله من الكِبَرِ

وصار خَرِفاً. وروى أَبو عبيد عن أَبي زيد أَنه قال: إِذا لم يَعْقِلْ من

الكِبَرِ قيل أُهْتِرَ، فهو مُهْتَرٌ، والاستهتارُ مثله. قال يعقوب: قيل

لامرأَة من العرب قد أُهْتِرَتْ: إِن فلاناً قد أَرسل يَخْطُبُكِ، فقالت:

هل يُعْجِلُني أَن أَحِلَّ؛ ما لَه؟ أُلَّ وغُلَّ معنى قولها: أَن

أَحلَّ أَن أَنزل، وذلك لأَنها كانت على ظهر طريق راكبة بعيراً لها وابنها

يقودها. ورواه أَبو عبيد: تُلَّ وغُلَّ أَي صُرِعَ، من قوله تعالى:

وتَلَّهُ للجبين. وفلان مُسْتَهْتَرٌ بالشراب أَي مُولَعٌ به لا يبالي ما قيل

فيه. وهَتَره الكِبَرُ، والتَّهْتارُ تَفْعال من ذلك، وهذا البناء يجاء به

لتكثير المصدر. والتَّهَتُّرُ: كالتَّهْتارِ. وقال ابن الأَنباري في

قوله: فلان يُهاتِرُ فلاناً معناه يُسابُّه بالباطل من القول، قال: هذا قول

أَبي زيد، وقال غيره: المُهاتَرَةُ القول الذي يَنْقُضُ بعضُه بعضاً.

وأُهْتِرَ الرجلُ فهو مُهْتَرٌ إِذا أُولِعَ بالقول في الشيء. واسْتُهْتِرَ

فهو مُسْتَهْتَرٌ إِذا ذهب عقله فيه وانصرفت هِمَمُه إِليه حتى أَكثر

القول فيه بالباطل. وقال النبي، صلي الله عليه وسلم: المُسْتَبَّانِ شيطانان

يَتَهاتَرانِ ويَتَكاذَبانِ ويَتقاوَلانِ ويَتَقابَحانِ في القول، من

الهِتْرِ، بالكسر، وهو الباطل والسَّقَطُ من الكلام. وفي حديث ابن عمر، رضي

الله عنهما: اللهم إِني أَعوذ بك أَن أَكون من المُسْتَهْتَرين. يقال:

اسْتُهْتِر فلان، فهو مُسْتَهْتَر إِذا كان كثير الأَباطيل، والهِتْرُ:

الباطلُ. قال ابن الأَثير: أَي المُبْطِلينَ في القول والمُسْقِطِينَ في

الكلام، وقيل: الذين لا يبالون ما قيل لهم وما شتموا به، وقيل: أَراد

المُسْتَهْتَرِينَ بالدنيا. ابن الأَعرابي: الهُتَيْرَةُ تصغير الهِتْرَةِ، وهي

الحَمْقَةُ المُحْكَمَةُ. الأَزهري: التَّهْتارُ من الحُمْقِ والجهل؛

وأَنشد:

إِن الفَزارِيَّ لا يَنْفَكُّ مُغْتَلِماً،

من النَّواكَةِ، تَهْتاراً بِتَهْتارِ

قال: يريد التَّهَتُّرَ بالتَّهَتُّرِ، قال: ولغة العرب في هذه الكلمة

خاصة دَهْداراً بِدَهْدارِ، وذلك أَن منهم من يجعل بعض التاءات في الصدور

دالاً، نحو الدُّرْياقِ والدِّخْرِيص لغة في التِّخْرِيص، وهما معرّبان.

والهِتْرُ: العَجَبُ والداهية. وهِتْرٌ هاتِرٌ: على المبالغة؛ وأَنشد بيت

أَوس بن حَجَرٍ:

يراجع هتراً من تماضر هاترا

وإِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ أَي داهية دَواهٍ. الأزهري: ومن أَمثالهم في

الداهي المُنْكَرِ: إِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ وإِنه لَصِلُّ أَصْلالٍ.

وتَهاتَرَ القومُ: ادّعى كل واحد منهم على صاحبه باطلاً. ومضى هِتْرٌ من الليل

إِذا مضى أَقَلُّ من نصفه؛ عن ابن الأَعرابي.

هتر
الهَتْرُ، مَزْقُ العِرضِ، قَالَه اللَّيْث، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهُوَ غيرُ محفوظٍ، وَالْمَعْرُوف بِهَذَا الْمَعْنى الهَرْتُ إلاّ أَن يكون مقلوباً كَمَا قَالُوا: جَبَذَ وجَذَبَ، قد هَتَرَه يَهْتِرُه هَتْرَاً، إِذا مَزَقَ عِرضَه، وهَتَّرَهُ تَهْتِيراً، إِذا بالَغَ فِي مَزْقِه. الهِتْرُ، بِالْكَسْرِ: الكَذِب. يُقَال: قولٌ هِتْرٌ، أَي كذبٌ. الهِتْرُ: الدّاهيةُ والأمرُ العَجبُ. والهِترُ: السَّقَطُ من الكلامِ وَالْخَطَأ فِيهِ وَالْبَاطِل، يَقُولُونَ: مضى هِتْرٌ من اللَّيْل، أَي النِّصفُ الأوّلُ من اللَّيْل، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: إِذا مضى أقلُّ من نِصْفه.
الهُتْرُ، بالضمّ: ذَهابُ العقلِ من كِبَرٍ أَو مرضٍ أَو حُزْن، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَقد أَهْتَرَ الرجلُ فَهُوَ مُهْتَرٌ، بِفَتْح التَّاء: فَقَدَ عَقْلَه من أحدِ هَذِه الْأَشْيَاء، وَهُوَ شاذٌّ فيُلحَق بمُسْهَب ومُحصَن ومُفلَج ونَخلَة مُوقَرَة، وأنظارها ممّا مرّ، وَقد قيل: أُهْتِرَ، بالضمّ فَهُوَ مُهْترٌ، وَلم يَذْكُر الجَوْهَرِيّ غيرَه، أَي خَرِفَ. وأُهْتِرَ الرجلُ، بالضمّ فَهُوَ مُهْتَرٌ، إِذا أُولِعَ بالْقَوْل فِي الشيءِ. وَهَتَرَهُ الكِبَرُ يَهْتِره، من حدِّ ضَرَبَ، وَكَذَا المَرضُ والحُزن، وروى أَبُو عُبَيْد عَن أبي زيد أنّه قَالَ: إِذا لم يَعْقِل من الكِبَرِ قيل: أُهْتِرَ فَهُوَ مُهْتَرٌ. والتَّهْتارُ، بِالْفَتْح: الحُمقُ والجَهلُ، كالتَّهَتُّر، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب قَالَ اللَّيْث: التَّهْتارُ من الحمقِ وَالْجهل، وَأنْشد لسالم بن دارة:
(إنّ الفَزاريَّ لَا يَنْفَكُّ مُغْتَلِماً ... من النَّواكَةِ تَهْتَاراً بتَهْتارِ)
قَالَ: يُرِيد التَّهَتُّرَ بالتَّهَتُّر، قَالَ: ولغة الْعَرَب فِي هَذِه الْكَلِمَة خاصّة دَهْدَاراً بدَهْدار، وَذَلِكَ أنّ مِنْهُم من يَجْعَل بعض التاآت فِي الصُّدُور دَالا، نَحْو الدِّرْياق والدَّخْريص، لُغَة فِي التِّرياق والتَّخريص، وهما مُعرّبان، انْتهى. وَقيل: التَّهْتار: تَفْعَالٌ من هَتره الكِبَرُ. وَهَذَا البناءُ يُجاءُ بِهِ لكَثيرِ الْمصدر. عَن ابْن الأَعْرابِيّ: الهُتَيْرَة: تصغيرُ الهَتْرَة وَهِي: الحمقةُ البالِغةُ المُحكَمَة. والمُسْتَهْتِرُ بالشيءِ، بِالْفَتْح: أَي بِفَتْح التاءِ الثَّانِيَة: المُولَعُ بِهِ، لَا يتحدَّث بِغَيْرِهِ، لَا يُبَالِي بِمَا فُعل فِيهِ، وَهُوَ مَجاز. اسْتُهْتِرَ بفلانة وأُهْتِرَ بهَا: لَا يُبَالِي بِمَا قيل فِيهِ لأَجلهَا، وشُتِم لَهُ، وَهُوَ مَجاز. فِي حَدِيث ابْن عمر: اللهُمَّ إنّي أعوذ بك أَن أكون من المُسْتَهْتِرين، المُسْتَهْتَر: الَّذِي كثُرَت أباطيله. يُقَال: اسْتُهْتِرَ فلانٌ)
فَهُوَ مُسْتَهْتَرٌ، إِذا كَانَ كثيرَ الأباطيل. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: أَي المُبْطِلين فِي القَوْل والمُسقطين فِي الْكَلَام، وَقيل: الَّذين لَا يبالون مَا قيل لَهُم وَمَا شُتِموا بِهِ وَقيل: أَرَادَ المُستَهتَرين بالدُّنيا، وَقد اسْتُهْتِرَ بِكَذَا، على مَا لم يُسمَّ فاعلُه، إِذا فُتِنَ بِهِ وَذهب عَقْلُه فِيهِ، وانصرفَتْ هِمَمُه إِلَيْهِ. حَتَّى أكثرَ القولَ فِيهِ بِالْبَاطِلِ. وَهُوَ مَجاز. وتَهاتَرا: ادَّعى كلٌّ على صَاحبه بَاطِلا، وَمِنْه الحَدِيث: المُسْتَبّان شَيْطَانانِ يتَهاتَرانِ ويَتَكاذَبان أَي يَتقاولان ويَتقابَحان فِي القَوْل، من الهِتْر، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْبَاطِل والسَّقَطُ من الْكَلَام. وهاتَرَهُ: سابَّه بِالْبَاطِلِ من القَوْل، نَقله ابنُ الأَنْباريّ، عَن أبي زيد، قَالَ ثَعْلَب: وَأما غَيره فَقَالَ: المُهاتَرَة: القولُ الَّذِي يَنْقُض بعضُه بَعْضًا، يُقَال من ذَلِك: دَعِ الهِتارَ. من ذَلِك التَّهاتِرُ، بِكَسْر التاءِ الثَّانِيَة، وَهِي الشَّهاداتُ الَّتِي يُكذِّبُ بعضُها بَعْضًا، كأنّها جمع تَهْتَرٍ كَجَعْفر وتهاتَرت البَيِّنَتَان: سَقَطَتا وَبَطَلتا. ورجلٌ هِتْرُ أَهْتَارٍ: موصوفٌ بالنَّكراء، أَي داهيةُ دَوَاَهٍ، وهِتْرٌ هاتِرٌ، مبالغةٌ، وَفِي الصّحاح: تَوْكِيد لَهُ، قَالَ أَوْس بن حجر: (ألمَّ خَيَالٌ من تُماضِرَ مَوْهِناً ... هُدُوَّاً وَلم يَطْرُقْ من اللَّيْل باكِرا)

(وَكَانَ إِذا مَا التَمَّ مِنْهَا بحاجةٍ ... يُراجِعُ هِتْراً من تُماضِرَ هاتِرا)
يُراجع هِتْراً: أَي يعود إِلَى أَن يَهْذِي بذِكرِها. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رجلٌ مُهْتَرٌ: مخطئٌ فِي كَلَامه. واسْتُهْتِر الرجل: لم يَعْقِل من الكِبَرِ، عَن أبي زيد. وهَتْرُونة، بِالْفَتْح: ناحيةٌ بالأندلس من بطن سَرَقُصْطَة. والهِتارُ، ككِتابٍ: لَقَبُ قُطبِ الْيمن طَلْحَة بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم، دَفينُ التُّرَيْبةِ إِحْدَى قرى زَبيد، توفِّي سنة وَآل بَيته مَشْهُورون، وَفِيهِمْ رِياسةٌ وجلالةٌ. وَكَانَ مِنْهُم الشَّيْخ الْعَالم المُرْتاض المُنْجَمِع عَن النَّاس، الطَّاهِر بن المُحَجَّب الهِتاريّ، بكَفْر الحِمَى بمقام سَيِّدي أُوَيْس القرنيّ بالقُرب من زَبيد. وَمُحَمّد بن يُوسُف بن المِهْتار، كمِحْراب، حدَّث وَأَبوهُ صاحبُ الخطّ الْفَائِق. وكمِنْبَر مَعَ تثقيل الراءِ، أَبُو البَدر عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن المِهْتَرّ النَّهاوَنْديّ، سَمِعَ أَبَا الْبَدْر الكَرخيّ وَمُحَمّد بن أبي العلاءِ بن أبي بكر بن المُبارَك النَّجمي المصريّ، يُعرَف بِابْن أخي المِهْتَرّ، سمعَ من مُكرم بن أبي الصَّقْر، مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة عَن ثَمَانِينَ سنة، ذكره الشريف فِي الوَفَيَات. تذنيب: فِي الحَدِيث: سبق المُفْرِدون، قَالُوا: وَمَا المُفرِدون قَالَ: الَّذين أُهْتِروا فِي ذِكرِ الله، يَضَعُ الذِّكرُ عَنْهُم أَثْقَالَهم فَيَأْتون يومَ القيامةِ خِفافاً والمُفردون: الشُّيُوخ الهَرْمى، مَعْنَاهُ أنّهم كَبِروا فِي طاعةِ الله وَمَاتَتْ لَذَّاتُهم، وذهبَ القَرنُ الَّذين كَانُوا فيهم، وَمعنى أُهْتِروا فِي ذِكرِ الله، أَي خرِفوا وهم يَذْكُرون اللهَ، يُقَال: خَرِفَ فِي طاعةِ الله، أَي خَرِفَ وَهُوَ يُطيع الله. وَيجوز أَن يكونَ عَنى بالمُفردين المُتَفَرِّدين المُتخلِّين لذِكرِ الله. والمُستَهتَرون: المُولعون بالذِّكر والتَّسبيح، وَجَاء فِي حَدِيث آخر: هم الَّذين اسْتُهْتِروا بذِكر الله أَي أُولِعوا بِهِ، يُقَال: اسْتُهْتِرَ بأمرِ كَذَا وَكَذَا، أَي أُولِعَ بِهِ لَا يتحدّث بِغَيْرِهِ وَلَا يَفْعَل غَيْرَه. وَالله أعلم.)

راف

راف
إحدى صيغ الإسم رافائيل: شفاه الله وشفاء سماوي.
(راف)
فلَان ريفا أَتَى الرِّيف والماشية رعت الرِّيف
راف
راف: اسم موضع، قال:
وتَنْظُرُ من عَيْنَيْ لِيَاحٍ تَصَيَّفَتْ ... مَخَارِمَ من أجْوازِ أعْفَرَ أوْ رَأْفا
ورجل رأف - أيضاً - ورؤف - على فعل، مثال ندس - ورؤف - مثال صبور -، وأنشد ابن الأنباري:
فآمِنُوا بِنَبّيٍ لا أبا لَكُمُ ... ذي خاتَمٍ صاغَه الرَّحْمانُ مَخْتُوْمِ
رَأْفٍ رَحِيْمٍ بِأهْلِ البِرِّ يَرْحَمُهُمْ ... مُقَرَّبٍ عِنْدَ ذي الكُرْسيِّ مَرْحُوْمِ
وقال جَرِير يمدح هشام بن عبد الملك:
ترى للمُسْلمِينَ عليكَ حَقّاً ... كفِعْلِ الوالِدِ الرَّؤُفِ الرَّحيمِ
وقال كعب بن مالك الأنصاري:
نُطِيْعُ نَبِيَّنا ونُطِيْعُ رَبّاً ... هو الرَّحْمان كانَ بنا رَؤوفا
يقال: رؤفت بالرجل أرؤف رأفة ورآفة، قال الله تعالى:) رَأْفَةً ورَحْمْةً (، وقرأ الخليل:) ورَآفَةً (بالمَدِّ. ورَئفْت به رأفا فهو رئف، وزاد أبو زيد: رأف يرأف رأفاً.
وقال أبن عباد: الرأف: من أسماء الخمر، وانشد غيره للقطامي:
ورَأْفٍ سُلاَفٍ شَعْشَعَ التَّجْرُ مَزْجَها ... لِنْحْمى وما فينا عن الشرب صادف
ويروى: " وراح "، وهذه الرواية أصح وأكثر.
والتركيب يدل على الرقة والرحمة.

صنغ

صنغ
هذا التركيب مهمل في كتب اللغة التي سميتها في صدر هذا الكتاب التي استخرجته منها، وإنما حملني على ذكره أني رأيت بخط ابن العصار السلمي الرقي؛ وهو أبو الحسن علي بن عبد الرحيم بن الحسن، وخطه في الصحة والإتقان حجة؛ وفي مَزَال المعضلات ومعاميها ومَضَال المشكلات ومواميها محجة، في رجز رؤبة:
فلا تسمع للعيي الصُّنَّغِ ... يمارس الأعضالَ بالتَملُّغِ ولم يتعرض في الشرح لمعناه، وكذا في سائر نسخ موجدة ببغداد من أراجيز رؤبة. ورأيت في نسخة مقروءة على ابن دريد من أراجيزه برواية أبي حاتم وتأريخ الفراغ من نسخها ذو الحجة سنة سبع وستين ومائتين:
فلا تسمع للعَنِيِّ الصُّبَّغِ
بالنون في " للعَنيِّ " وبالباء الموحدة في " الصُّبَّغِ " ولم يتعرض لشرحه أيضا، وبإزائه في الحاشية: لم يعرفه أبو بكر أيضاً.
ولاشك بأن اللفظ مصحف، فإنه لو خلا من التصحيف لفُسِّرَ، ولم يخطر ببالي الفحص عن هذا اللفظ إبان البابي ببلاد الهند وأوان ترددي إليها؛ فإن بها نُسخاً متقنة بهذا الديوان وبسائر دواوين العرب، فأما الآن فقد حيل بين العير والنَّزَوان ولاتَ حين أوان، والله تعالى المُستعان.
حنت نوار ولات هنا حَنَّتِ ... وبد الذي كانت نوار أجنت
وأما الذي عندي فإنه " الصَّيِّغُ " فَيْعِلٌ من صاغ ي
صنغ
الصُّنَّغُ، كرُكَّعٍ، أهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ، والأزْهَرِيُّ وابنُ سيدَه، وغَيْرُهُم وَقد جاءَ فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ بنِ العَجّاجِ: فَلَا تَسَمَّعْ للعَيِّي الصُّنَّغِ يُمَارِسُ الأعْضَالَ بالتَّمَلُّغِ قالَ الصّاغَانِيُّ: هُوَ تَصْحِيفٌ وقَعَ فِي غالِبِ نُسَخِ أراجِيزه المَوْجُودَةِ فِي بَغْدادَ، إذْ ذاكَ بخُطُوطِ الأثْبَاتِ كَأبي الحَسَن عليِّ بنِ عَبدِ الرَّحِيمِ بنِ الحَسَنِ السُّلَمِيِّ الرَّقِّيِّ، عُرِفَ بابْنِ العَصّارِ وخَطُه فِي الصِّحَّةِ والإتْقَانِ حُجَةٌ، وَفِي مَزالِّ المُعْضِلاتِ ومعاميها، ومَضَالِّ المُشْكِلاتِ ومَوَامِيها مَحَجَّة، هَكَذَا أوْرَدَهُ وَلم يتَعَرَّضْ فِي الشَّرْحِ لمَعْناه، قَالَ: ورَأيْتُ فِي نُسْخَةٍ مَقْرُءَوةٍ على ابنِ دُرَيدٍ من أراجِيزه بِرِوايَةِ أبي حاتِمٍ، وتاريخُ الفَرَاغِ منْ نُسْخِهَا ذُو الحجَّةِ سنة.
فَلَا تَسَمَّعْ للعَنِيِّ الصُّبَّغِ بالنُّونِ فِي العَنِيِّ وبالباءِ المُوَحَّدَةِ فِي الصُّبَّغِ ولمْ يَتَعَرَّضْ لشَرْحِهِ أيْضاً وبإزائِه فِي الحَاشِيَةِ: لمْ يَعْرِفْهُ أَبُو بَكْرٍ أيْضاً قالَ: وَلَا شَكَّ بأنَّ اللَّفْظَ مُصَحَّفٌ، فإنّهُ لوْ خَلا منَ التَّصْحِيفِ لفُسِّرَ، قَالَ: ولمْ يَخْطُرْ ببالِي الفَحْصُ عَن هَذَا اللَّفْظِ إبّانَ إلْبابِي ببِلادِ الهِنْدِ، وأوانَ تَرَدُّدِي إليْهَا، فإنَّ بهَا نُسَخاً مُتْقَنَةً بهذَا الدِّيَوانِ، وبسائِرِ دَواوِين العَرَبِ، فأمّا الآنَ فقد حِيلَ بَيْنَ العِيرِ والنَّزَوانِ ولاتَ حينَ أَوَان، وَالله المُستعان:
(حَنَّتْ نَوَارُ ولاتَ هَنّا حَنَّتِ ... وبدا الّذِي كانَتْ نَوَارُ أجَنَّتِ)
وقيلَ: الصَّوابُ الصَّيِّغُ، فَيْعِلٌ منْ صاغَ يَصُوغُ، وهُوَ الكَذّابُ الّذِي يَصُوغُ الكَذِبَ ويُزَخْرِفُه، ويُقَرِّطُ الزُّورَ ويُشَنِّفه، أصْلُه صَيْوغٌ، كسَيِّدٍ وصَيِّبٍ، أصْلُه سَيْودٌ وصَيْوبٌ، وأمْثَالهُمُا وَهَذَا الوَجْهُ هُوَ الّذِي صَوَّبَه الصّاغَانِيُّ وأيَّدَهُ.)

فرجط

فرجط
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: فُرْجُوطٌ، كعُصْفُورٍ: مدينَةٌ بالصَّعِيدِ الأَعلى من القُوصِيَّةِ، وَقد دَخَلْتُها مرَّتَيْنِ، هَكَذَا هُوَ فِي كُتُب القَوَانين، ومِثْلُه فِي الطَّالع السَّعيد للكَمال الأُدْفوِيّ حِين ذَكَرَ بعضَ جَماعةٍ من أَهْلِها، يقولُ فِيهِ: فُلانٌ الفُرْجُوطِيُّ، مِنْهُم عُثْمانَ بنُ أَيُّوبَ الفُرْجُوطِيُّ عُرِف بابنِ مُجَاهِدٍ: شاعرٌ مُجيدٌ، تَرْجَمَهُ الأُدْفويّ والصَّفَدِيُّ مَاتَ سنة. وَمِنْهُم: الشَّريفُ المُحَدِّثُ أَبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ الطَّيِّبِ بنِ عبدِ الرَّحيم الحَسَنِيُّ الإِدْريسِيُّ، وُلِدَ بفُرْجُوط سنة، وتوفِّيَ سنة أَوْرَدَه ابنُ شُعَيْبٍ فِي زَهْرِ البَساتين، وسَيَأْتي للمصنِّفِ فِي التَّرْكيبِ الَّذي بعده.

بجربق

بجربق
باجَرْبَقُ أَهمله الجَماعة، وَهُوَ بِفَتْحِ الجِيمِ، كَمَا هُوَ مَضْبوطٌ عندَنا، وضَبَطَه ياقوت بضَمِّها: ة بَينَ البَقعاءِ ونَصِيبِين مِنْهَا الفَقِيهُ الوَرع المُفْتَنُّ جَمال الدِّين عَبْد الرَّحِيم بنُ عَمْرِو بنِ عثمانَ البَاجَربَقِيُّ المَوْصِلِيُّ الشافِعِيُ، قالَ الذَّهَبِي: اشتغلَ بالمَوْصِلِ، ثمَّ قَدِم دمشقَ سنة فخَطَبَ بجامِعِها، ودَرَس بالغَزالِيَّةِ نِيابةً، ووَلىَ تَدْرِيسَ الفَتْحِيَةِ، وَحدث بجامعِ الأصُولِ عَن وَالِده، عَن مؤَلِّفِه، وِله نَظْم ونثر وسَجْعٌ ووَعْظٌ، توُفي خَامِس شَوّال سنة وَهُوَ من مَشايخِ الذَّهَبِي، قالَ: وكانَ لَهُ وَلَدٌ يُرمَى بقَبائِح، اسْمه تَقِي الدِّينِ محَمَّد وحَكَمَ بإِراقَةِ دَمِهِ حُكمَ المالِكيِّ بقَتْله، لضَلالِه وزندقَته، كَمَا فِي التاّرِيخ.

عَهد نامه

عَهد نامه: ذكره في "الدر المختار" بقوله: "كتب على جبهة الميت أو عِمامته أو كَفَنه عهد نامه يُرجى أن يُغفر له"، وفي "رد المحتار": المعنى رسالةُ العهد أي يكتب شيئاً مما يدلُّ على العهد الأزلي الذي بينه وبين ربه يوم أخذ الميثاق من الإيمان والتوحيد والتبرّك بأسمائه تعالى. والأخسُّ ما في الحصن الحصين: "اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ذَا الجَلاَلِ وَالإكْرَام، فَإِنِّي أعْهَدُ إلَيْكَ في هذهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وأشْهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيداً أنِّي أشْهَدُ أنْ لاَ إلهَ إلاّ أنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الْمُلْكُ وَلَكَ الْحَمْدُ وَأَنْتَ علَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وأشْهَدُ أنَّ وَعْدَكَ حَقٌ وَالسَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّكَ تَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ، وَأَنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إلى نَفْسِي تَكِلْنِي إلى ضَعْفٍ وَعَوْرَةً وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍن وأنِّي لاَ أثِقُ إلاَّ بٍرَحْمَتِكَ فَاغُفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّهَا إنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ وَتُبْ عَلَىَّ إنَّكَ أنْتَ التَّوَّابُ الرَّحيم". 
أخرجه الحاكم وأحمد عن زيد بن ثابت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعاه وعلَّمه وأمره أن يتعاهده.

عَرْشِينُ القُصُور

عَرْشِينُ القُصُور:
قرية من قرى الجزر من نواحي حلب، قال فيها حمدان بن عبد الرحيم:
أسكّان عرشين القصور عليكم ... سلامي ما هبّت صبا وقبول
ألا هل إلى حثّ المطيّ إليكم ... وشمّ خزامى حربنوش سبيل؟
وهل غفلات العيش في دير مرقس ... تعود وظلّ اللهو فيه ظليل؟
إذا ذكرت لذّاتها النفس عندكم ... تلاقي عليها زفرة وعويل
بلاد بها أمسى الهوى غير أنني ... أميل مع الأقدار حيث تميل

عَيْنُ أبي نَيْزَرَ

عَيْنُ أبي نَيْزَرَ:
كنية رجل يأتي ذكره، ونيزر، بفتح النون، وياء مثناة من تحت، وزاي مفتوحة، وراء، وهو فيعل من النزارة، وهو القليل، أو من النّزر وهو الإلحاح في السؤال، وروى يونس عن محمد بن إسحاق بن يسار أن أبا نيزر الذي تنسب إليه العين هو مولى عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، كان ابنا للنجاشي ملك الحبشة الذي هاجر إليه المسلمون لصلبه وأن عليّا وجده عند تاجر بمكة فاشتراه منه وأعتقه مكافأة بما صنع أبوه مع المسلمين حين هاجروا إليه، وذكروا أن الحبشة مرج عليها أمرها بعد موت النجاشي وأنهم أرسلوا وفدا منهم إلى أبي نيزر وهو مع علي ليملّكوه عليهم ويتوّجوه ولا يختلفوا عليه، فأبى وقال: ما كنت لأطلب الملك بعد أن من الله عليّ بالإسلام، قال: وكان أبو نيزر من أطول الناس قامة وأحسنهم وجها، قال: ولم يكن لونه كألوان الحبشة ولكنه إذا رأيته قلت هذا رجل عربيّ، قال المبرّد: رووا أن عليّا، رضي الله عنه، لما أوصى إلى الحسن في وقف أمواله وأن يجعل فيها ثلاثة من مواليه وقف فيها عين أبي نيزر والبغيبغة، فهذا غلط لأن وقفه هذين الموضعين كان لسنتين من خلافته، حدثنا أبو محلم محمد بن هشام في إسناده قال: كان أبو نيزر من أبناء بعض الملوك الأعاجم، قال: وصحّ عندي بعد أنه من ولد النجاشي فرغب في الإسلام صغيرا فأتى رسول الله، صلى الله
عليه وسلّم، وكان معه في بيوته، فلما توفي رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، صار مع فاطمة وولدها، رضي الله عنهم، قال أبو نيزر: جاءني عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، وأنا أقوم بالضّيعتين عين أبي نيزر والبغيبغة فقال: هل عندك من طعام؟ فقلت: طعام لا أرضاه لأمير المؤمنين، قرع من قرع الضيّعة صنعته بإهالة سنخة، فقال: عليّ به، فقام إلى الربيع وهو جدول فغسل يديه ثم أصاب من ذلك شيئا ثم رجع إلى الربيع فغسل يديه بالرمل حتى أنقاهما ثم ضمّ يديه كل واحدة منهما إلى أختها وشرب منهما حسى من الربيع ثم قال: يا أبا نيزر إن الأكفّ أنظف الآنية، ثم مسح ندى ذلك الماء على بطنه وقال:
من أدخله بطنه النار فأبعده الله! ثم أخذ المعول وانحدر فجعل يضرب وأبطأ عليه الماء فخرج وقد تنضّح جبينه عرقا فانتكف العرق من جبينه ثم أخذ المعول وعاد إلى العين فأقبل يضرب فيها وجعل يهمهم فانثالت كأنها عنق جزور فخرج مسرعا وقال: أشهد الله أنها صدقة، عليّ بدواة وصحيفة، قال: فعجلت بهما إليه فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما تصدّق به عبد الله عليّ أمير المؤمنين، تصدّق بالضيعتين بعين أبي نيزر والبغيبغة على فقراء أهل المدينة وابن السبيل ليقي بهما وجهه حرّ النار يوم القيامة لا تباعا ولا توهبا حتى يرثهما الله وهو خير الوارثين إلا أن يحتاج إليهما الحسن والحسين فهما طلق لهما وليس لأحد غيرهما، قال أبو محلم محمد بن هشام: فركب الحسين دين فحمل إليه معاوية بعين أبي نيزر مائتي ألف دينار فأبى أن يبيع وقال: إنما تصدّق بهما أبي ليقي الله وجهه حرّ النار ولست بائعهما بشيء. وقد ذكرت هذه القصة في البغيبغة وهو كاف فلا يكتب ههنا.

القَبَلِيّةُ

القَبَلِيّةُ:
بالتحريك، كأنه نسبة الناحية إلى قبل، بالتحريك، وقد تقدم اشتقاقه: وهو من نواحي الفرع بالمدينة، قال العمراني: أخبرني جار الله عن عليّ الشريف قال: القبلية سراة فيما بين المدينة وينبع ما سال منها إلى ينبع سمي بالغور وما سال منها إلى أودية المدينة سمي بالقبلية، وحدّها من الشام ما بين الحتّ، وهو جبل من جبال بني عرك من جهينة، وما بين شرف السّيّالة أرض يطأها الحاجّ، وفيها جبال وأودية قد مرّ ذكرها متفرقا، وقال الطبراني في المعجم الكبير: أنبأنا الحسن بن إسحاق أنبأنا هارون بن عبد الله أنبأنا محمد بن الحسن حدثني حميد بن صالح عن عمّار وبلال ابني يحيى بن بلال ابن الحارث عن أبيهما بلال بن الحارث المزني أن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أقطعه هذه القطيعة وكتب له فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمد رسول الله بلال بن الحارث، أعطاه معادن القبلية غوريّها وجلسيّها غشيّة وذات النّصب وحيث صلح
الزرع من قدس إن كان صادقا، وكتب معاوية:
ويروى وحيث يصلح الزرع من قريس، وفي رواية محمد الصيرفي غشيّة، بالغين والشين معجمتين، وفي رواية فاطمة بالعين والسين مهملتين.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.