للشيخ، تاج الدين: علي بن محمد بن الدريهم الموصلي.
المتوفى: سنة 762، اثنتين وستين وسبعمائة.
ظرب: الــظَّرِــبُ، بكسر الراءِ: كلُّ ما نَتأَ من الحجارة، وحُدَّ
طَرَفُه؛ وقيل: هو الجَبَل الـمُنْبَسِط؛ وقيل: هو الجَبَلُ الصغير؛ وقيل: الرَّوابي الصغار، والجمعُ: ظِرابٌ؛ وكذلك فسر في الحديث: الشَّمْسُ على الــظِّرَــابِ. وفي حديث الاستسقاءِ: اللهم على الآكام، والــظِّرابِ، وبُطونِ الأَوْدية، والتِّلالِ. والــظِّرابُ: الرَّوابي الصِّغارُ، واحدها ظَرِــبٌ، بوزن كَتِفٍ، وقد يجمع، في القلة، على أَــظْرُــبٍ. وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: أَيْنَ أَهْلُكَ يا مَسْعُودُ؟ فقال: بهذه الأَــظْرُــبِ السَّوَاقِطِ؛ السَّواقِطُ: الخاشعةُ المنخفضةُ. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها:
رأَيتُ كأَني على ظَرِــبٍ. ويُصَغَّر على ظُرَــيْبٍ. وفي حديث أَبي أُمامة في ذكر الدجال: حتى ينزلَ على الــظُّرَــيْبِ الأَحمر. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: إِذا غَسَقَ الليلُ على الــظِّرابِ؛ إِنما خَصَّ الــظِّراب لِقَصرها؛ أَراد أَنّ ظُلْمة الليل تَقْرُبُ من الأَرض.
الليث: الــظَّرِــبُ من الحجارة ما كان ناتِئاً في جَبَلٍ، أَو أَرضٍ
خَرِبةٍ، وكان طَرَفُه الثاني مُحَدَّداً، وإِذا كان خِلْقَةُ الجَبَلِ كذلك،
سُمِّيَ ظَرِــباً. وقيل: الــظَّرِــبُ أَصْغَرُ الإِكامِ وأَحَدُّه حَجراً، لا يكون حَجَرُه إِلاَّ طُرَراً، أَبيضُه وأَسْودُه وكلُّ لونٍ، وجمعه: أَــظْرابٌ. والــظَّرِــبُ: اسم رجل، منه. ومنه سُمِّي عامِرُ بن الــظَّرِــبِ العَدْوانيّ، أَحدُ فُرْسانِ بني حِمَّانَ بنِ عبدِالعُزَّى؛ وفي الصحاح:
أَحَدُ حُكَّامِ العَرَب. قال مَعْد يِكرب، المعروفُ بغَلْفاءَ، يَرْثي أَخاه
شُرَحْبيلَ، وكان قُتِلَ يومَ الكُلابِ الأَوَّل:
إِنَّ جَنْبِـي عن الفِراشِ لَنابِ، * كَتَجافي الأَسَرّ فَوْقَ الــظِّرابِ
من حديثٍ نَمَى إِليَّ، فما تَرْقأُ * عَيْني، ولا أُسِـيغُ شَرابِـي
من شُرَحْبيلَ، إِذ تَعاوَرَهُ الأَرْ * ماحُ في حالِ صَبْوةٍ وشَبَابِ
والكُلابُ: اسمُ ماءٍ. وكان ذلك اليومَ رئيس بَكْرٍ. والأَسَرُّ: البعير
الذي في كِرْكِرَتِه
دَبْرَةٌ؛ وقال الـمُفَضَّلُ: الـمُــظَرَّــبُ الذي لَوَّحَتْهُ الــظِّرابُ؛ قال رؤْبة:
شَدَّ الشَّظِـيُّ الجَنْدَلَ الـمُــظَرَّــبا
وقال غيره: ظُرِّــبَتْ حَوافِرُ الدابةِ تَــظْريباً، فهي مُــظَرَّــبة، إِذا
صَلُبَتْ واشْتَدَّتْ. وفي الحديث: كان له فرسٌ يقال له الــظَّرِــبُ،
تشبيهاً بالجُبَيْل، لقُوَّته.
وأَــظْرابُ اللِّجَامِ: العُقَدُ التي في أَطْرافِ الـحَديدِ؛ قال:
بادٍ نَواجِذُه عنِ الأَــظْرابِ
وهذا البيتُ ذكره الجوهريّ شاهداً على قوله: والأَــظْرابُ أَسْناخُ
الأَسْنانِ؛ قال عامر بن الطُّفَيْلِ:
ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالةِ سابِـحٍ، * بادٍ نَواجِذُه عنِ الأَــظْرابِ
وقال ابن بري: البيت للَبيد يصف فرساً، وليس لعامر بن الطفيل، وكذلك أَورده الأَزهري للبيد أَيضاً، وقال: يقول يُقَطِّعُ حَلَقَ الرِّحالةِ بوثُوبِه، وتَبْدو نَواجِذُه، إِذا وَطِـئَ على الــظِّرابِ أَي كَلَح. يقول: هو هكذا، وهذه قُوَّتُه، قال: وصوابه ومُقَطِّعٌ، بالرفع، لأَن قبله:
تَهْدي أَوائِلَهُنَّ كلُّ طِمِرَّةٍ، * جَرْداءُ مثلُ هِراوةِ الأَعْزابِ
والنَّواجذُ، ههنا: الضَّواحِكُ؛ وهو الذي اختاره الهروي. وفي الحديث: أَنه، صلى اللّه عليه وسلم، ضَحِكَ حتى بَدَتْ نواجذُه؛ قال: لأَن جُلَّ ضَحِكِه كان التَّبَسُّمَ. والنواجذُ، هنا: آخر الأَضراس، وذلك لا يَبينُ عند الضَّحِك. ويقوّي أَن الناجذَ الضاحكُ قول الفرزدق:
ولو سأَلَتْ عنِّي النَّوارُ وقَوْمُها، * إِذَنْ لم تُوارِ الناجِذَ الشَّـفَتانِ
وقال أَبو زُبَيْدٍ الطائي:
بارِزاً ناجذاه، قد بَرَدَ الـمَوْ * تُ، على مُصْطَلاهُ، أَيَّ بُرودِ
والــظُّرُــبُ، على مثال عُتُلٍّ: القصير الغليظُ اللَّحِيمُ، عن اللحياني؛
وأَنشد:
يا أُمَّ عبدِاللّهِ أُمَّ العبدِ،
يا أَحسَنَ الناسِ مَناطَ عِقْدِ،
لا تَعْدِليني بــظُرُــبٍّ جَعْدِ
أَبو زيد: الــظَّرِــباءُ، ممدود على فَعِلاءَ (1)
(1 قوله «الــظرباء ممدود الخ» أي بفتح الظاء وكسر الراء مخفف الباء ويقصر كما في التكملة، وبكسر الظاء وسكون الراء ممدوداً ومقصوراً كما في الصحاح والقاموس.): دابة شبه
القرد. قال أَبو عمرو: هو الــظَّرِــبانُ، بالنون، وهو على قدر الـهِرِّ ونحوه.
وقال أَبو الهيثم: هو الــظَّرِــبَـى، مقصور، والــظَّرِــباءُ، ممدود، لحن؛ وأَنشد قول الفرزدق:
فكيف تُكَلِّمُ الــظَّرِــبَـى، عليها * فِراءُ اللُّؤْمِ، أَرْباباً غِضابا
قال: والــظَّرِــبَـى جمع، على غير معنى التوحيد. قال أَبو منصور وقال الليث: هو الــظَّرِــبَـى، مقصور، كما قال أَبو الهيثم، وهو الصواب. وروى شمر عن أَبي زيد: هي الــظَّرِــبانُ، وهي الــظَّرابِـيُّ، بغير نون، وهي الــظِّرْــبَـى، الظاء مكسورة، والراء جزم، والباء مفتوحة، وكلاهما جِماعٌ: وهي دابة تشبه القرد؛ وأَنشد:
لو كنتُ في نارٍ جحيمٍ، لأَصْبَحَت * ظَرابِـيُّ، من حِمّانَ، عنِّي تُثيرُها
قال أَبو زيد: والأُنثى ظَرِــبانةٌ؛ وقال البَعِـيثُ:
سَواسِـيَةٌ سُودُ الوجوهِ، كأَنهم * ظَرابِـيُّ غِربانٍ بمَجْرودةٍ مَحْلِ
والــظَّرِــبانُ: دُوَيْبَّة شِـبْهُ الكلب، أَصَمُّ الأُذنين، صِماخاه يَهْوِيانِ، طويلُ الخُرْطوم، أَسودُ السَّراة، أَبيضُ البطن، كثير الفَسْوِ،
مُنْتِنُ الرائحة، يَفْسُو في جُحْرِ الضَّبِّ، فيَسْدَرُ من خُبْث رائحته، فيأْكله. وتزعم الأَعراب: أَنها تفسو في ثوب أَحدهم، إِذا صادها، فلا تذهب رائحته حتى يَبْلى الثوبُ. أَبو الهيثم: يقال هو أَفْسى من الــظَّرِــبانِ؛ وذلك أَنها تَفْسُو على باب جُحْرِ الضَّبِّ حتى يَخْرُجَ، فيُصادَ. الجوهري في المثل: فَسا بَيْنَنا الــظَّرِــبانُ؛ وذلك إِذا تَقاطَعَ القومُ. ابن سيده: قيل هي دابة شِبْهُ القِرْد، وقيل: هي على قَدْرِ الـهِرِّ ونحوه؛ قال عبداللّه بن حَجَّاج الزُّبَيْدِيّ التَّغْلَبـيّ:
أَلا أََبْلِغا قَيْساً وخِنْدِفَ أَنني * ضَرَبْتُ كَثِـيراً مَضْرِبَ الــظَّرِــبانِ
يعني كثير بن شهاب الـمَذْحِجيّ، وكان معاويةُ ولاّه خُراسان، فاحْتازَ مالاً، واستتر عند هانئ بن عُروة الـمُراديّ، فأَخذه من عنده وقتله. وقوله مَضْرِبَ الــظَّرِــبانِ أَي ضَرَبْتُه في وجهه، وذلك أَن للــظَّرِــبان خَطّاً في وجهه، فشَبَّه ضربته في وجهه بالخَطِّ الذي في وَجْهِ الــظَّرِــبانِ؛ وبعده:
فيا لَيْتَ لا يَنْفَكُّ مِخْطَمُ أَنفِه، * يُسَبُّ ويُخْزَى، الدَّهْرَ، كُلُّ يَمانِ
قال: ومن رواه ضَرَبْتُ عُبَيْداً، فليس هو لعبداللّه ابن حَجَّاج،
وإِنما هو لأَسَدِ بن ناغِصةَ، وهو الذي قَتَلَ عُبيداً بأَمر النُّعْمان يوم بُوسَةَ؛ والبيت:
أَلا أَبلغا فِتْيانَ دُودانَ أَنـَّني * ضَرَبْتُ عُبيداً مَضْرِبَ الــظَّرِــبانِ
غَداةَ تَوَخَّى الـمُلْكَ، يَلتَمِسُ الـحِبا، * فَصادَفَ نَحْساً كانَ كالدَّبَرانِ
الأَزهري: قال قرأْت بخط أَبي الهيثم، قال: الــظِّرْــبانُ دابة صغير
القوائم، يكون طُولُ قوائمه قدر نصف إِصبع، وهو عريضٌ، يكون عُرْضُه شبراً أَو فتراً، وطُولُه مقدار ذراع، وهو مُكَربَسُ الرأْس أَي مجتمعه؛ قال: وأُذناه كأُذُنَي السِّنَّوْر، وجمعه الــظِّرْــبَـى.
وقيل: الــظِّرْــبَـى الواحدُ، وجمعه ظِرْــبانٌ. ابن سيده: والجمعُ ظَرابينُ وظَرابِـيُّ؛ الياء الأُولى بدل من الأَلف، والثانية بدل من النون، والقول فيه كالقول في إِنسانٍ، وسيأْتي ذكره. الجوهري: الــظِّرْــبَـى على فِعْلَى، جمع مثل حِجْلَى جمع حَجَلٍ؛ قال الفرزدق:
وما جعل الــظِّرْــبَـى، القِصارُ أُنوفُها، إِلى الطِّمِّ من مَوْجِ البحارِ الخَضارمِ وربما مُدَّ وجُمع على ظَرابِـيّ، مثل حِرْباءٍ وحَرابيّ، كأَنه جمع ظِرْــباء؛ وقال:
وهل أَنتُم إِلاّ ظَرابِـيُّ مَذْحِجٍ، * تَفَاسَى وتَسْتَنْشِـي بآنُفِها الطُّخْمِ
وظِرْــبَـى وظِرْــباء: اسمان للجمع، ويُشْتَمُ به الرجلُ، فيقال: يا
ظَرِــبانُ. ويقال: تَشاتَما فكأَنما جَزَرا بينهما ظَرِــباناً؛ شَبَّهوا فُحْشَ
تشاتمهما بنَتْنِ الــظَّربان. وقالوا: هما يَتنازعان جِلْدَ الــظَّرِــبانِ
أَي يَتَسابَّانِ، فكَـأَنَّ بينهما جِلْدَ ظَرِــبانٍ، يَتَناولانِه ويَتَجاذَبانِه. ابن الأَعرابي: من أَمثالهم: هما يَتَماشَنانِ جِلْدَ الــظَّرِــبانِ أَي
يَتَشاتمان. والـمَشْنُ: مَسْحُ اليدين بالشيءِ الخَشِنِ.
نــظر: النَّــظَر: حِسُّ العين، نَــظَره يَنْــظُره نَــظَراً ومَنْــظَراً
ومَنْــظَرة ونَــظَر إِليه. والمَنْــظَر: مصدر نَــظَر. الليث: العرب تقول نَــظَرَ
يَنْــظُر نَــظَراً، قال: ويجوز تخفيف المصدر تحمله على لفظ العامة من المصادر،
وتقول نَــظَرت إِلى كذا وكذا مِنْ نَــظَر العين ونَــظَر القلب، ويقول
القائل للمؤمَّل يرجوه: إِنما نَنْــظُر إِلى الله ثم إِليك أَي إِنما
أَتَوَقَّع فضل الله ثم فَضْلك. الجوهري: النَّــظَر تأَمُّل الشيء بالعين، وكذلك
النَّــظَرانُ، بالتحريك، وقد نَــظَرت إِلى الشيء. وفي حديث عِمران بن حُصَين
قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: النَّــظَر إِلى وجه عليّ عِبادة؛
قال ابن الأَثير: قيل معناه أَن عليًّا، كرم الله وجهه، كان إِذا بَرَزَ
قال الناس: لا إِله إِلا الله ما أَشرفَ هذا الفتى لا إِله إِلا الله
ما أَعلمَ هذا الفتى لا إِله إِلا الله ما أَكرم هذا الفتى أَي ما
أَتْقَى، لا إِله إِلا الله ما أَشْجَع هذا الفتى فكانت رؤيته، عليه السلام،
تحملُهم على كلمة التوحيد.
والنَّظَّارة: القوم ينــظُرون إِلى الشيء. وقوله عز وجل: وأَغرقنا آل
فرعون وأَنتم تَنــظُرون. قال أَبو إِسحق: قيل معناه وأَنتم تَرَوْنَهم
يغرَقون؛ قال: ويجوز أَن يكون معناه وأَنتم مُشاهدون تعلمون ذلك وإِن شَغَلهم
عن أَن يَروهم في ذلك الوقت شاغل. تقول العرب: دُور آل فلان تنــظُر إِلى
دُور آل فلان أَي هي بإِزائها ومقابِلَةٌ لها. وتَنَــظَّر: كنَــظَر. والعرب
تقول: داري تنــظُر إِلى دار فلان، ودُورُنا تُناظِرُ أَي تُقابِل، وقيل:
إِذا كانت مُحاذِيَةً. ويقال: حَيٌّ حِلالٌ ونَــظَرٌ أَي متجاورون ينــظر
بعضهم بعضاً.
التهذيب: وناظِرُ العَيْنِ النُّقْطَةُ السوداء الصافية التي في وسط
سواد العين وبها يرى النَّاظِرُ ما يَرَى، وقيل: الناظر في العين كالمرآة
إِذا استقبلتها أَبصرت فيها شخصك. والنَّاظِرُ في المُقْلَةِ: السوادُ
الأَصغر الذي فيه إِنْسانُ العَيْنِ، ويقال: العَيْنُ النَّاظِرَــةُ. ابن
سيده: والنَّاظِرُ النقطة السوداء في العين، وقيل: هي البصر نفسه، وقيل: هي
عِرْقٌ في الأَنف وفيه ماء البصر. والناظران: عرقان على حرفي الأَنف
يسيلان من المُوقَين، وقيل: هما عرقان في العين يسقيان الأَنف، وقيل: الناظران
عرقان في مجرى الدمع على الأَنف من جانبيه. ابن السكيت: الناظران عرقان
مكتنفا الأَنف؛ وأَنشد لجرير:
وأَشْفِي من تَخَلُّجِ كُلِّ جِنٍّ،
وأَكْوِي النَّاظِرَــيْنِ من الخُنَانِ
والخنان: داء يأْخذ الناس والإِبل، وقيل: إِنه كالزكام؛ قال الآخر:
ولقد قَطَعْتُ نَواظِراً أَوجَمْتُها،
ممن تَعَرَّضَ لي من الشُّعَراءِ
قال أَبو زيد: هما عرقان في مَجْرَى الدمع على الأَنف من جانبيه؛ وقال
عتيبة بن مرداس ويعرف بابن فَسْوة:
قَلِيلَة لَحْمِ النَّاظِرَــيْنِ، يَزِينُها
شَبَابٌ ومخفوضٌ من العَيْشِ بارِدُ
تَناهَى إِلى لَهْوِ الحَدِيثِ كأَنها
أَخُو سَقْطَة، قد أَسْلَمَتْهُ العَوائِدُ
وصف محبوبته بأَسالة الخدّ وقلة لحمه، وهو المستحب. والعيش البارد: هو
الهَنِيُّ الرَّغَدُ. والعرب تكني بالبَرْدِ عن النعيم وبالحَرِّ عن
البُؤسِ، وعلى هذا سُمِّيَ النَّوْمُ بَرْداً لأَنه راحة وتَنَعُّمٌ. قال الله
تعالى: لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شَراباً؛ قيل: نوماً؛ وقوله: تناهى
أَي تنتهي في مشيها إِلى جاراتها لِتَلْهُوَ مَعَهُنَّ، وشبهها في
انتهارها عند المشي بعليل ساقط لا يطيق النهوض قد أَسلمته العوائد لشدّة
ضعفه.وتَناظَرَــتِ النخلتان: نَــظَرَــتِ الأُنثى منهما إِلى الفُحَّالِ فلم
ينفعهما تلقيح حتى تُلْقَحَ منه؛ قال ابن سيده: حكى ذلك أَبو حنيفة.
والتَّنْظارُ: النَّــظَرُ؛ قال الحطيئة:
فما لَكَ غَيْرُ تَنْظارٍ إِليها،
كما نَــظَرَ اليَتِيمُ إِلى الوَصِيِّ
والنَّــظَرُ: الانتظار. ويقال: نَــظَرْــتُ فلاناً وانْتَــظَرْــتُه بمعنى
واحد، فإِذا قلت انْتَــظَرْــتُ فلم يُجاوِزْك فعلك فمعناه وقفت وتمهلت. ومنه
قوله تعالى: انْــظُرُــونا نَقْتَبِسْ من نُوركم، قرئ: انْــظُرُــونا
وأَنْــظِرُــونا بقطع الأَلف، فمن قرأَ انْــظُرُــونا، بضم الأَلف، فمعناه انْتَــظِرُــونا،
ومن قرأَ أَنْــظِرُــونا فمعناه أَخِّرُونا؛ وقال الزجاج: قيل معنى
أَنْــظِرُــونا انْتَــظِرُــونا أَيضاً؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم:
أَبا هِنْدٍ فلا تَعْجَلْ علينا،
وأَنْــظِرْــنا نُخَبِّرْكَ اليَقِينا
وقال الفرّاء: تقول العرب أَنْــظِرْــني أَي انْتَــظِرْــني قليلاً، ويقول
المتكلم لمن يُعْجِلُه: أَنْــظِرْــني أَبْتَلِع رِيقِي أَي أَمْهِلْنِي. وقوله
تعالى: وُجُوهٌ يومئذ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَــةٌ؛ الأُولى بالضاد
والأُخرى بالظاءِ؛ قال أَبو إِسحق: يقول نَضِرَت بِنَعِيم الجنة
والنَّــظَرِ إِلى ربها. وقال الله تعالى: تَعْرِفُ في وُجُوههم نَضْرَةَ النَّعِيم؛
قال أبو منصور: ومن قال إِن معنى قوله إِلى ربها ناظرة يعني منتــظرة فقد
أَخطأَ، لأَن العرب لا تقول نَــظَرْــتُ إِلى الشيء بمعنى انتــظرته، إِنما
تقول نَــظَرْــتُ فلاناً أَي انتــظرته؛ ومنه قول الحطيئة:
نَــظَرْــتُكُمُ أَبْناءَ صَادِرَةٍ
لِلْوِرْدِ، طَالَ بها حَوْزِي وتَنْساسِي
وإِذا قلت نَــظَرْــتُ إِليه لم يكن إِلا بالعين، وإِذا قلت نــظرت في الأَمر
احتمل أَن يكون تَفَكُّراً فيه وتدبراً بالقلب.
وفرس نَظَّارٌ إِذا كان شَهْماً طامِحَ الطَّرْفِ حدِيدَ القلبِ؛ قال
الراجز أَبو نُخَيْلَةَ:
يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّةً لم تُهْجَمِ
نَظَّارِيَّةٌ: ناقة نجيبة من نِتاجِ النَّظَّارِ، وهو فحل من فحول
العرب؛ قال جرير:
والأَرْحَبِيّ وجَدّها النَّظَّار
لم تُهْجَم: لم تُحْلَبْ.
والمُناظَرَــةُ: أَن تُناظِرَ أَخاك في أَمر إِذا نَــظَرْــتُما فيه معاً
كيف تأْتيانه.
والمَنْــظَرُ والمَنْــظَرَــةُ: ما نــظرت إِليه فأَعجبك أَو ساءك، وفي
التهذيب: المَنْــظَرَــةُ مَنْــظَرُ الرجل إِذا نــظرت إِليه فأَعجبك، وامرأَة
حَسَنَةُ المَنْــظَرِ والمَنْــظَرة أَيضاً. ويقال: إِنه لذو مَنْــظَرَــةٍ بلا
مَخْبَرَةٍ. والمَنْــظَرُ: الشيء الذي يعجب الناظر إِذا نــظر إِليه ويَسُرُّه.
ويقال: مَنْــظَرُــه خير من مَخْبَرِه. ورجل مَنْــظَرِــيٌّ ومَنْــظَرانيٌّ،
الأَخيرة على غير قياس: حَسَنُ المَنْــظَرِ؛ ورجل مَنْــظَرانيٌّ مَخْبَرانيّ.
ويقال: إِن فلاناً لفي مَنْــظَرٍ ومُستَمَعٍ، وفي رِيٍّ ومَشْبَع، أَي
فيما أَحَبَّ النَّــظَرَ إِليه والاستماع. ويقال: لقد كنت عن هذا المَقامِ
بِمَنْــظَرٍ أَي بمَعْزَل فيما أَحْبَبْتَ؛ وقال أَبو زيد يخاطب غلاماً قد
أَبَقَ فَقُتِلَ:
قد كنتَ في مَنْــظَرٍ ومُسْتَمَعٍ،
عن نَصْرِ بَهْرَاءَ ، غَيرَ ذي فَرَسِ
وإِنه لسديدُ النَّاظِرِ أَي بَرِيءٌ من التهمة ينــظر بمِلءِ عينيه.
وبنو نَــظَرَــى ونَــظَّرَــى: أَهلُ النَّــظَرِ إِلى النساء والتَّغَزُّل بهن؛
ومنه قول الأَعرابية لبعلها: مُرَّ بي على بَني نَــظَرَــى، ولا تَمُرَّ بي
على بنات نَقَرَى، أَي مُرَّ بي على الرجال الذين ينــظرون إِليّ فأُعجبهم
وأَرُوقُهم ولا يَعِيبُونَني من ورائي، ولا تَمُرَّ بي على النساء
اللائي ينــظرنني فيَعِبْنَني حسداً ويُنَقِّرْنَ عن عيوب من مَرَّ بهن.
وامرأَة سُمْعُنَةٌ نُــظْرُــنَةٌ وسِمْعَنَةٌ نِــظْرَــنة، كلاهما بالتخفيف؛
حكاهما يعقوب وحده: وهي التي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَنَــظَّرَــتْ فلم تَرَ
شيئاً فَظَنَّتْ. والنَّــظَرُ: الفكر في الشيء تُقَدِّره وتقيسه منك.
والنَّــظْرَــةُ: اللَّمْحَة بالعَجَلَة؛ ومنه الحديث: أَن النبي، صلى الله
عليه وسلم، قال لعلي: لا تُتْبِعِ النَّــظْرَــةَ النَّــظْرَــةَ، فإِن لك
الأُولى وليست لك الآخرةُ. والنَّــظْرَــةُ: الهيئةُ. وقال بعض الحكماء: من لم
يَعْمَلْ نَــظَرُــه لم يَعْمَلْ لسانُه؛ ومعناه أَن النَّــظْرَــةَ إِذا خرجت
بإِبكار القلب عَمِلَتْ في القلب، وإِذا خرجت بإِنكار العين دون القلب لم
تعمل، ومعناه أَن من لم يَرْتَدِعْ بالنــظر إِليه من ذنب أَذنبه لم يرتدع
بالقول. الجوهري وغيره: ونَــظَرَ الدَّهْرُ إِلى بني فلان فأَهلكهم؛ قال
ابن سيده: هو على المَثَلِ، قال: ولستُ منه على ثِقَةٍ.
والمَنْــظَرَــةُ: موضع الرَّبِيئَةِ. غيره: والمَنــظَرَــةُ موضع في رأْس جبل
فيه رقيب ينــظر العدوَّ يَحْرُسُه. الجوهري: والمَنــظَرَــةُ المَرْقَبَةُ.
ورجلٌ نَظُورٌ ونَظُورَةٌ وناظُورَةٌ ونَظِيرَةٌ: سَيِّدٌ يُنْــظَر
إِليه، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء. الفراء: يقال فلان
نَظُورةُ قومه ونَظِيرَةُ قومهِ، وهو الذي يَنْــظُرُ إِليه قومه فيمتثلون ما
امتثله، وكذلك هو طَرِيقَتُهم بهذا المعنى. ويقال: هو نَظِيرَةُ القوم
وسَيِّقَتُهم أَي طَلِيعَتُهم. والنَّظُورُ: الذي لا يُغٌفِلُ النَّــظَرَ إِلى
ما أَهمه.
والمَناظِر: أَشرافُ الأَرضِ لأَنه يُنْــظَرُ منها. وتَناظَرَــتِ
الدَّارانِ: تقابلتا. ونَــظَرَ إِليك الجبلُ: قابلك. وإِذا أَخذت في طريق كذا
فَنَــظَر إِليك الجبلُ فَخُذْ عن يمينه أَو يساره. وقوله تعالى: وتَراهُمْ
يَنْــظُرونَ إِليك وهم لا يبصرون؛ ذهب أَبو عبيد إِلى أَنه أَراد الأَصنام
أَي تقابلك، وليس هنالك نَــظَرٌ لكن لما كان النَّــظَرُ لا يكون إِلا
بمقابلةٍ حَسُنَ وقال: وتراهم، وإِن كانت لا تعقل لأَنهم يضعونها موضع من
يعقل.والنَّاظِرُ: الحافظ. وناظُورُ الزرع والنخل وغيرهما: حَافِظُه؛ والطاء
نَبَطِيَّة.
وقالوا: انْــظُرْــني اي اصْغ إِليَّ؛ ومنه قوله عز وجل: وقولوا انْــظُرْــنا
واسمعوا. والنَّــظْرَــةُ: الرحمةُ. وقوله تعالى: ولا يَنْــظُر إِليهم يوم
القيامة؛ أَي لا يَرْحَمُهُمْ. وفي الحديث: إِن الله لا يَنْــظُر إِلى
صُوَرِكم وأَموالكم ولكن إِلى قلوبكم وأَعمالكم؛ قال ابن الأَثير: معنى النــظر
ههنا الإِحسان والرحمة والعَطْفُ لأَن النــظر في الشاهد دليل المحبة، وترك
النــظر دليل البغض والكراهة، ومَيْلُ الناسِ إِلى الصور المعجبة والأَموال
الفائقة، والله سبحانه يتقدس عن شبه المخلوقين، فجعل نَــظَرَــهُ إِلى ما هو
للسَّرِّ واللُّبِّ، وهو القلب والعمل؛ والنــظر يقع على الأَجسام والمعاني،
فما كان بالأَبصار فهو للأَجسام، وما كان بالبصائر كان للمعاني. وفي
الحديث: مَنِ ابتاعَ مِصَرَّاةً فهو بخير النَّــظَرَــيْنِ أَي خير الأَمرين
له: إِما إِمساك المبيع أَو ردُّه، أَيُّهما كان خيراً له واختاره فَعَلَه؛
وكذلك حديث القصاص: من قُتل له قتيل فهو بخير النَّــظَرَــيْنِ؛ يعني
القصاص والدية؛ أَيُّهُما اختار كان له؛ وكل هذه معانٍ لا صُوَرٌ. ونَــظَرَ
الرجلَ ينــظره وانْتَــظَرَــه وتَنَــظَّرَــه: تَأَنى عليه؛ قال عُرْوَةُ بن
الوَرْدِ:
إِذا بَعُدُوا لا يأْمَنُونَ اقْتِرابَهُ،
تَشَوُّفَ أَهلِ الغائبِ المُنتَنَــظَّرِ
وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
ولا أَجْعَلُ المعروفَ حلَّ أَلِيَّةٍ،
ولا عِدَةً في النَّاظِرِ المُتَغَيِّبِ
فسره فقال: الناظر هنا على النَّسَبِ أَو على وضع فاعل موضع مفعول؛ هذا
معنى قوله، ومَثَّلَه بِسِّرٍ كاتم أَي مكتوم. قال ابن سيده: وهكذا وجدته
بخط الحَامِضِ
(* قوله« الحامض» هو لقب ابي موسى سليمان بن محمد بن أحمد
النحوي أخذ عن ثعلب، صحبه اربعين سنة وألف في اللغة غريب الحديث وخلق
الانسان والوحوش والنبات، روى عنه أبو عمر الزاهد وأبو جعفر الاصبهاني. مات
سنة ؟؟) ، بفتح الياء، كأَنه لما جعل فاعلاً في معنى مفعول استجاز
أَيضاً أَن يجعل مُتَفَعَّلاً في موضع مُتَفَعِّلٍ والصحيح المتَغَيِّب،
بالكسر. والتَّنَــظُّرُ: تَوَقَّع الشيء. ابن سيده: والتَّنَــظُّرُ تَوَقُّعُ
ما تَنْتَــظِرُــهُ. والنَّــظِرَــةُ، بكسر الظاء: التأْخير في الأَمر. وفي
التنزيل العزيز: فَنَــظِرَــةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ، وقرأَ بعضهم: فناظِرَــةٌ، كقوله
عز وجل: ليس لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ؛ أَي تكذيبٌ. ويقال: بِعْتُ فلاناً
فأَنْــظَرْــتُه أَي أَمهلتُه، والاسم منه النَّــظِرَــةُ. وقال الليث: يقال
اشتريته منه بِنَــظِرَــةٍ وإِنْظارٍ. وقوله تعالى: فَنَــظِرَــة إِلى مَيْسَرَةٍ؛
أَي إِنظارٌ. وفي الحديث: كنتُ أُبايِعُ الناس فكنتُ أُنْــظِر المُعْسِرَ؛
الإِنظار: التأْخير والإِمهال. يقال: أَنْــظَرْــتُه أُنْــظِره. ونَــظَرَ
الشيءَ: باعه بِنَــظِرَــة. وأَنْــظَرَ الرجلَ: باع منه الشيء بِنَــظِرَــةٍ.
واسْتَنْــظَره: طلب منه النَّــظرَــةَ واسْتَمْهَلَه. ويقول أَحد الرجلين لصاحبه:
بيْعٌ، فيقول: نِــظْرٌ أَي أَنْــظِرْــني حتى أَشْتَرِيَ منك. وتَنَــظَّرْــه
أَي انْتَــظِرْــهُ في مُهْلَةٍ.
وفي حديث أَنس: نَــظَرْــنا النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، ذاتَ ليلة حتى
كان شَطْرُ الليلِ. يقال: نَــظَرتُهُ وانْتَــظَرْــتُه إِذا ارْتَقَبْتَ
حضورَه. ويقال: نَظَارِ مثل قَطامِ كقولك: انْتَــظِرْ، اسم وضع موضع الأَمر.
وأَنْــظَرَــه: أَخَّرَهُ. وفي التنزيل العزيز: قال أَنْــظِرْــني إِلى يوم
يُبْعَثُونَ.
والتَّناظُرُ: التَّراوُضُ في الأَمر. ونَظِيرُك: الذي يُراوِضُك
وتُناظِرُــهُ، وناظَرَــه من المُناظَرَــة. والنَّظِيرُ: المِثْلُ، وقيل: المثل في
كل شيء. وفلان نَظِيرُك أَي مِثْلُك لأَنه إِذا نَــظَر إِليهما النَّاظِرُ
رآهما سواءً. الجوهري: ونَظِيرُ الشيء مِثْلُه. وحكى أَبو عبيدة:
النِّــظْر والنَّظِير بمعنًى مثل النِّدِّ والنَّدِيدِ؛ وأَنشد لعبد يَغُوثَ بن
وَقَّاصٍ الحارِثيِّ:
أَلا هل أَتى نِــظْرِــيُ مُلَيْكَةَ أَنَّني
أَنا الليثُ، مَعْدِيّاً عليه وعادِيا؟
(* روي هذا البيت في قصيدة عبد يغوث على الصورة التالية:
وقد عَلِمت عِرسِي مُلَيكةُ أنني * أنا الليثُ، مَعدُوّاً عليّ
وعَاديا)
وقد كنتُ نَجَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْـ
ـسَطِيِّ، وأَمْضِي حيثُ لا حَيَّ ماضِيَا
ويروى: عِرْسِي مُلَيْكَةَ بدل نِــظْرِــي مليكة. قال الفرّاء: يقال
نَظِيرَةُ قومه ونَظُورَةُ قومه للذي يُنْــظَر إِليه منهم، ويجمعان على
نَظَائِرَ، وجَمْعُ النَّظِير نُــظَرَــاءُ، والأُنثى نَظِيرَةٌ، والجمع النَّظائر
في الكلام والأَشياء كلها. وفي حديث ابن مسعود: لقد عرفتُ النَّظائِرَ
التي كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يَقُومُ بها عشرين سُورَةً من
المُفَصَّل، يعني سُوَرَ المفصل، سميت نظائر لاشتباه بعضها ببعض في الطُّول.
وقول عَديّ: لم تُخطِئْ نِظارتي أَي لم تُخْطِئْ فِراسَتي. والنَّظائِرُ:
جمع نَظِيرة، وهي المِثْلُ والشِّبْهُ في الأَشكال، الأَخلاق والأَفعال
والأَقوال. ويقال: لا تُناظِرْ بكتاب الله ولا بكلام رسول الله، وفي رواية:
ولا بِسُنَّةِ رسول الله؛ قال أَبو عبيد: أَراد لا تجعل شيئاً نظيراً لكتاب
ا ولا لكلام رسول الله فتدعهما وتأْخذ به؛ يقول: لا تتبع قول قائل من كان
وتدعهما له. قال أَبو عبيد: ويجوز أَيضاً في وجه آخر أَن يجعلهما مثلاً
للشيء يعرض مثل قول إِبراهيم النخعي: كانوا يكرهون أَن يذكروا الآية عند
الشيء يَعْرِضُ من أَمر الدنيا، كقول القائل للرجل إِذا جاء في الوقت الذي
يُرِيدُ صاحبُه: جئت على قَدَرٍ يا موسى، هذا وما أَشبهه من الكلام،
قال: والأَوّل أَشبه. ويقال: ناظَرْــت فلاناً أَي صِرْتُ نظيراً له في
المخاطبة. وناظَرْــتُ فلاناً بفلان أَي جعلته نَظِيراً له. ويقال للسلطان إِذا
بعث أَميناً يَسْتبرئ أَمْرَ جماعةِ قريةٍ: بَعث ناظِراً.
وقال الأَصمعي: عَدَدْتُ إِبِلَ فلان نَظائِرَ أَي مَثْنَى مثنى،
وعددتها جَمَاراً إِذا عددتها وأَنت تنــظر إِلى جماعتها.
والنَّــظْرَــةُ: سُوءُ الهيئة. ورجل فيه نَــظْرَــةٌ أَي شُحُوبٌ؛ وأَنشد
شمر:وفي الهامِ منها نَــظْرَــةٌ وشُنُوعُ
قال أَبو عمرو: النَّــظْرَــةُ الشُّنْعَةُ والقُبْحُ. ويقال: إِن في هذه
الجارية لَنَــظْرَــةً إِذا كانت قبيحة. ابن الأَعرابي: يقال فيه نَــظْرَــةٌ
ورَدَّةٌ أَي يَرْتَدُّ النــظر عنه من قُبْحِهِ. وفيه نَــظْرَــةٌ أَي قبح؛
وأَنشد الرِّياشِيُّ:
لقد رَابَني أَن ابْنَ جَعْدَةَ بادِنٌ،
وفي جِسْمِ لَيْلى نَــظْرَــةٌ وشُحُوبُ
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، رأَى جارية فقال: إِن بها
نَــظْرَــةً فاسْتَرْقُوا لها؛ وقيل: معناه إِن بها إِصابة عين من نَــظَرِ
الجِنِّ إِليها، وكذلك بها سَفْعَةٌ؛ ومنه قوله تعالى: غيرَ ناظِرِــينَ
إِناهُ؛ قال أَهل اللغة: معناه غير منتــظرين بلوغه وإِدراكه. وفي الحديث: أَن
عبد الله أَبا النبي، صلى الله عليه وسلم، مرّ بامرأَة تَنْــظُرُ وتَعْتافُ،
فرأَتْ في وجهه نُوراً فدعته إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها وتُعْطِيَهُ
مائةً من الإِبل فأَبى، قوله: تَنْــظُرُ أَي تَتَكَهَّنُ، وهو نَــظَرُ
تَعَلُّمٍ وفِراسةٍ، وهذه المرأَة هي كاظمةُ بنتُ مُرٍّ، وكانت مُتَهَوِّدَةً قد
قرأَت الكتب، وقيل: هي أُختُ ورَقَةَ بن نَوْفَلٍ. والنَّــظْرَــةُ: عين
الجن. والنَّــظْرَــةُ: الغَشْيَةُ أَو الطائف من لجن، وقد نُــظِرَ. ورجل فيه
نَــظْرَــةٌ أَي عيبٌ.
والمنظورُ: الذي أَصابته نَــظْرَــةٌ. وصبي مَنْظُورٌ: أَصابته العين.
والمنظورُ: الذي يُرْجَى خَيْرُه. ويقال: ما كان نَظِيراً لهذا ولقد
أَنْــظَرْــتُه، وما كان خَطِيراً ولقد أَخْطَرْتُه. ومَنْظُورُ بن سَيَّارٍ: رجلٌ.
ومَنْظُورٌ: اسمُ جِنِّيٍّ؛ قال:
ولو أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أَسْلما
لِنَزْعِ القَذَى، لم يُبْرِئا لي قَذَاكُما
وحَبَّةُ: اسم امرأَة عَلِقَها هذا الجني فكانت تَطَبَّبُ بما
يُعَلِّمُها. وناظِرَــةُ: جبل معروف أَو موضع. ونَواظِرُ: اسم موضع؛ قال ابن
أَحمر:وصَدَّتْ عن نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ
قَتَاماً، هاجَ عَيْفِيًّا وآلا
(* قوله « عيفياً» كذا بالأصل.)
وبنو النَّظَّارِ: قوم من عُكْلٍ، وإِبل نَظَّاريَّة: منسوبة إِليهم؛
قال الراجز:
يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّة سَعُومَا
السَّعْمُ: ضَرْبٌ من سير الإِبل.
ظرف: الــظَّرف: البَراعةُ وذكاء القلب، يُوصَف به الفِتْيانُ الأَزْوالُ
والفَتَياتُ الزَّوْلاتُ ولا يوصف به الشيخ ولا السيد، وقيل: الــظرفُ حسنُ
العِبارة، وقيل: حسن الهيئة، وقيل: الحِذْقُ بالشيء، وقد ظَرُــفَ ظَرْــفاً
ويجوز في الشعر ظَرافة. والــظَّرْــفُ: مصدر الــظريف، وقد ظَرُــف يَــظْرُــف،
وهم الــظُّرَــفاء، ورجل ظَريفٌ من قوم ظِراف وظُروف وظُراف، على التخفيف من
قوم ظُرفاء؛ هذه عن اللحياني، وظُرَّــافٌ من قوم ظُرَّــافِين. وتقول: فِتْية
ظُروف أَي ظُرَــفاء، وهذا في الشعْر يَحسن. قال الجوهري: كأَنهم جمعوا
ظَرْــفاً بعد حذف الزيادة، قال: وزعم الخليل أَنه بمنزلة مَذاكِير لم يكسْر
على ذكر، وذكر ابن بري أَنَّ الجوهري قال: وقوم ظُرفاء وظِراف، وقد قالوا
ظُرُــفٌ، قال: والذي ذكره سيبويه ظُرُــوف، قال: كأَنه جمع ظَرْــف.
وتَــظَرَّــف فلان أَي تكلَّف الــظَّرْــف؛ وامرأَة ظَريفة من نِسوة ظَرائِفَ وظِرافٍ.
قال سيبويه: وافق مُذكَّره في التكسير يعني في ظِراف، وحكى اللحياني
اظْرُــفْ إن كنت ظارِفاً، وقالوا في الحال: إنه لــظَرِــيف. الأَصمعي وابن
الأَعرابي: الــظَّرِــيف البَلِيغ الجَيِّد الكلام، وقالا: الــظَّرْــف في اللسان،
واحتجا بقول عمر في الحديث: إذا كان اللِّصُّ ظَريفاً لم يُقْطع؛ معناه إذا
كان بَلِيغاً جيِّد الكلام احتج عن نفسه بما يُسقط عنه الحَدَّ، وقال
غيرهما: الــظَّريف الحسَنُ الوجه واللسان، يقال: لسان ظَرِــيف ووجه ظريف،
وأَجاز: ما أَــظْرَــفُ زيدٍ، في الاستفهام: أَلسانه أَــظْرَــفُ أَم وجهه؟
والــظَّرفُ في اللسان البلاغةُ، وفي الوجه الحُسْنُ، وفي القلب الذَّكاء. ابن
الأعرابي: الــظرْــفُِ في اللسانِ، والحَلاوةُ في العينين، والملاحةُ في الفم،
والجمالُ في الأَنف. وقال محمد بن يزيد: الــظَّرِــيفُ مشتقّ من الــظرْــف،
وهو الوِعاء، كأَنه جعل الــظَّرِــيفَ وعاء للأَدَب ومَكارِم الأَخلاق. ويقال:
فلان يَتَــظَرَّــفُ وليس بــظَرِــيف. والــظرف: الكِياسة. وقد ظَرُــف الرجلُ،
بالضم، ظَرافةً، فهو ظَرِــيف. وفي حديث مَعاوية قال: كيف ابنُ زياد؟ قالوا:
ظَريف على أَنه يَلْحَن، قال: أَوليس ذلك أَــظرَــفَ له؟ وفي حديث ابن
سِيرين: الكلامُ أَكثرُ من أَن يكذب ظَريف أَي أَنَّ الــظَّرِــيف لا تَضِيق عليه
مَعاني الكلام، فهو يَكْني ويُعَرِّض ولا يكذب.
وأَــظْرَــفَ بالرجل: ذكره بــظَرْــف. وأَــظْرَــفَ الرجُلُ: وُلد له أَولاد
ظُرَــفاء.
وظَرْــفُ الشيء: وِعاؤه، والجمع ظُروف، ومنه ظُروف الأَزمنة والأَمكنة.
الليث: الــظَّرْــف وعاء كل شيء حتى إنّ الإبْريق ظرف لما فيه. الليث:
والصفات في الكلام التي تكون مواضع لغيرها تسمى ظروفاً من نحو أَمام وقدَّام
وأَشباه ذلك، تقول: خَلْفَك زيد، إنما انتصب لأَنه ظرف لما فيه وهو موضع
لغيره، وقال غيره: الخليل يسميها ظروفاً، والكسائي يسميها المَحالّ،
والفرّاء يسميها الصّفات والمعنى واحد. وقالوا: إنك لَغَضِيضُ الطَّرْف نَقِيُّ
الــظَّرْــف، يعني بالــظرف وعاءه. يقال: إنك لست بخائن؛ قال أَبو حنيفة:
أَكِنَّة النبات كلّ ظَرْــف فيه حبة فجعل الــظرفَ للحبة.
حــظر: الحَطْرُ: الحَجْرُ، وهو خلاف الإِباحَةِ. والمَحْظُورُ:
المُحَرَّمُ. حَــظَرَ الشيءَ يَحْــظُرُــه حَــظْراً وحِظاراً وحَــظَرَ عليه: منعه، وكلُّ
ما حال بينك وبين شيء، فقد حَــظَرَــهُ عليك. وفي التنزيل العزيز: وما كان
عَطاءُ رَبّكَ مَحْظُوراً. وقول العرب: لا حِظارَ على الأَسماء يعني أَنه
لا يمنع أَحد أَن يسمي بما شاء أَو يتسمى به. وحَــظَرَ عليه حَــظْراً:
حَجَرَ ومَنَعَ.
والحَظِيرَة: جَرِينُ التمر، نَجْدِيَّة، لأَنه يَحْــظُرُــه ويَحْصُرُه.
والحَظِيرَةُ: ما أَحاط بالشيء، وهي تكون من قَصَبٍ وخَشب؛ قال المَرَّارُ
بن مُنْقِذٍ العَدَوِيُّ:
فإِنَّ لنا حَظائِرَ ناعِماتٍ،
عَطاء اللهِ رَبِّ العالمينا
فاستعاره للنخل. والحِظَارُ: حائطها وصاحبها مُحْتَــظِرٌ إِذا اتخذها
لنفسه، فإِذا لم تَخُصَّهُ بها فهو مُحْــظِرٌ. وكل ما حال بينك وبين شيء، فهو
حِظار وحَظَارٌ. وكل شيء حَجَرَ بين شيئين، فهو حِظارٌ وحِجارٌ.
والحِظارُ: الحَظِيرَةُ تعمل للإِبل من شجر لتقيها البَرْد والريحَ؛ وفي
التهذيب: الحَظارُ، بفتح الحاء. وقال الأَزهري: وجدته بخط شمر الحِظار، بكسر
الحاء. والمُحْتَــظِرُ: الذي يعمل الحَظِيرَةَ، وقرئ: كَهَشِيمِ
المُحْتَــظِر؛ فمن كسره جعله الفاعل، ومن فتحه جعله المفعول به. واحْتَــظَرَ القومُ
وحَــظَرُــوا: اتخذوا حَظِيرَةً. وحَــظَرُــوا أَموالهم: حَبَسُوها في الحظائر من
تضييق. والحَــظِرُ: الشيءُ المُحْتَــظَرُ به. ويقال للرجل القليل الخير:
إِنه لَنكِدُ الحَظِيرَةِ؛ قال أَبو عبيد: أُراه سمى أَمواله حَظِيرَةً
لأَنه حَــظَرَــها عنده ومنعها، وهي فعيلة بمعنى مفعولة.
والحَــظِرُ: الشجر المُحْتَــظَرُ به، وقيل الشوك الرَّطْبُ؛ ووقع في
الحَــظِرِ الرَّطْبِ إِذا وقع فيما لا طاقة له به، وأَصله أَن العرب تجمع الشوك
الرَّطْبَ فَتُحَــظِّرُ به فربما وقع فيه الرجل فَنَشِب فيه فشبهوه بهذا.
وجاء بالحَــظِرِ الرَّطْبِ أَي بكثرة من المال والناس، وقيل بالكذب
المُسْتَشْنَعِ. وأَوْقَدَ في الحَــظِرِ الرطْبِ: نَمَّ. الأَزهري: سمعت العرب
تقول للجدار من الشجر يوضع بعضه على بعض ليكون ذَرًى للمال يَرُدُّ عنه
بَرْدَ الشَّمالِ في الشتاء: حَظارٌ، بفتح الحاء؛ وقد حَــظَرَ فلانٌ على
نَعَمِهِ. قال الله تعالى: إِنا أَرسلنا عليهم صَيْحَةً واحدةً فكانوا
كهَشِيم المُحْتَــظِر؛ وقرئ: المحتــظَر؛ أَراد كالهشيم الذي جمعه صاحب
الحظيرة؛ ومن قرأَ المحتــظَر، بالفتح، فالمحتــظَر اسم للحظيرة، المعنى كهشيم
المكان الذي يحتــظر فيه الهشيم، والهشيم: ما يَبِسَ من المُحْتَــظَرَــاتِ
فارْفَتَّ وتَكَسَّر؛ المعنى أَنهم بادوا وهلكوا فصاروا كَيَبيس الشجر إِذا
تَحَطَّمَ؛ وقال الفرّاء: معنى قوله كهشيم المحتــظر أَي كهشيم الذي يحــظر على
هشيمه، أَراد أَنه حَــظَرَ حِظاراً رَطْباً على حِظارٍ قديم قد يَبِسَ.
ويقال للحَطَبِ الرَّطْبِ الذي يُحْــظَرُ به: الحَــظِرُ؛ ومنه قول الشاعر:
ولم يَمْشِ بين الحَيِّ بالحَــظِرِ الرَّطْبِ
أَي لم يمش بالنميمة.
والحَــظْرُ: المنعُ، ومنه قوله تعالى: وما كان عطاءٌ ربك مَحْظُوراً؛
وكثيراً ما يرد في القرآن ذكر المَحْظُور ويراد به الحرام. وقد حَــظَرْــتُ
الشيءَ إِذا حَرَّمْتَهُ، وهو راجع إِلى المنع. وفي حديث أُكَيْدِرِ
دُوْمَةَ: لا يُحْــظَرُ عليكم النَّباتُ؛ يقول: لا تُمْنَعُونَ من الزراعةِ حيث
شئتم، ويجوز أَن يكون معناه لا يُحْمَى عليكم المَرْتَعُ. وروي عن
النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا حِمَى في الأَراكِ، فقال له رجل:
أَرَاكَةٌ في حِظارِي، فقال: لا حِمَى في الأَراك؛ رواه شمر وقيده بخطه في
حِظاري، بكسر الحاء، وقال: أَراد الأَرض التي فيها الزعر المُحاطُ عليها
كالحَظِيرَةِ، وتفتح الحاء وتكسر، وكانت تلك الأَراكة التي ذكرها في الأَرض
التي أَحياها قبل أَن يحييها فلم يملكها بالإِحياء وملك الأَرض دونها أَو
كانت مَرْعَى السَّارِحَةِ. والمِحْظارُ: ذُبابٌ أَخْضَرُ يَلْسَعُ كذباب
الآجام. وحَظِيرَةُ القُدْسِ: الجَنَّةُ. وفي الحديث: لا يَلِجُ
حَظِيرَةَ القُدْسِ مُدْمِنُ خَمْرٍ؛ أَراد بحظيرة القدس الجنة، وهي في الأَصل
الموضع الذي يُحاطُ عليه لتأْوي إِليه الغنم والإِبل يقيها البرد
والريح.وفي الحديث: أَتته امرأَة فقالت: يا نَبِيَّ الله، ادْعُ اللهَ لي فلقد
دَفَنْتُ ثلاثة، فقال: لقد احْتَــظَرْــت بِحِظارٍ شديد من النار؛
والاحْتِظارُ: فِعْلُ الحِظارِ، أَراد لقد احْتَمَيْتِ بِحِمًى عظيم من النار يقيك
حرها ويؤمنك دُخولَها. وفي حديث مالك بن أَنس: يَشْتَرِطُ صاحبُ الأَرض
على المُساقِي سَدَّ الحِظارِ يريد به حائط البستان.
عــظر: عَــظِرَ الرجل: كَرِهَ الشيءَ، ولا يكادون يتكلمون به. والعِظَارُ:
الامتِلاء من الشراب. وأَعْــظَرَــه الشرابُ: كَظّه وثَقُل في جوفه، وهو
الإِعْظارُ. والعُــظُرُ: جمع عَظُورٍ، وهو الممتلئ من أَيّ الشراب كان. ورجل
عِظْيَرٌّ: سيّء الخلُق وقيل مُتظاهِرٌ
(*
كذا بياض بالأَصل) . . . مَرْبُوعٌ. وعِظْيَرٌ، مخفف الراء: غليظ قصير،
وقيل: قصير، وقيل: كَزٌّ متقارب الأَعضاء، وقيل: العِظْيَرُ القويّ
الغليظ؛ وأَنشد:
تُطَلِّحُ العِظْيَرَ ذا اللَّوْثِ الضَّبِثْ
والعَظارِيُّ: ذكورُ الجراد؛ وأَنشد:
غدا كالعَمَلَّس، في حُذْلِه
رُؤوسُ العَظارِيّ كالعُنْجُدِ
العَمَلّس: الذئب. وحُذْلُه: حُجْزة إِزاره. والعُنْجُد: الزبيب.
بــظر: البَــظْرُ: ما بين الإِسْكَتَيْنِ من المرأَة، وفي الصحاح: هَنَةٌ
بَيْنَ الإِسْكَتَيْن لم تُخْفَضْ، والجمع بُظور، وهو البَيْــظَرُ
والبُنْــظُر والبُنظارة والبَظَارَةُ؛ الأَخيرة عن أَبي غسان. وفي الحديث: يا ابنَ
مُقَطِّعَة البُظُور، جمع بَــظْر، ودعاه بذلك لأَن أُمه كانت تَخْتنُ
النساءَ، والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذَّم وإِن لم تكن أُمُّ من يقال
له هذا خاتنةً، وزاد فيها اللحياني فقال: والكَيْنُ والنَّوْفُ
والرَّفْرَف، قال: ويقال للناتئ في أَسفل حياء الناقة البُظارة أَيضاً. وبُظارة
الشاة: هَنَةٌ في طرف حيائها. ابن سيده: والبُظارة طرف حياء الشاة وجميع
المواشي من أَسفله؛ وقال اللحياني: هي الناتئُ في أَسفل حياء الشاة؛
واستعاره جرير للمرأَة فقال:
تُبَرِّئُهُمْ مِنْ عَقْرِ جِعْثِنَ، بَعدما
أَتَتْكَ بِمَسْلوخِ البُظارَةِ وارِمِ
ورواه أَبو غسان البَظارة، بالفتح.
وأَمَةٌ بَــظْرَــاءُ: بينة البَــظْرِ طويلة البَــظْرِ، والاسم البَــظَرُ ولا
فعل له، والجمع بُــظْرٌ، والبَــظَرُ المصدر من غير أَن يقال بَــظِرَــتْ
تَبْــظَرُ لأَنه ليس بحادث ولكنه لازم. ويقال للتي تَخْفُضُ الجواريَ:
مُبَــظِّرَــة. والمُبَــظِّرُ: الخَتَّانُ كأَنه على السلب. ورجل أَبْــظَرُ: لم
يُخْتَنْ. والبُــظْرَــةُ: نُتُوءٌ في الشفة، وتصغيرها بُظَيْرَةٌ. والأَبْــظَرُ:
النَّاتئُ الشفةِ العليا مع طولها، ونُتُوء في وسطها محاذ للأَنف. أَبو
الدقيش: امرأَة بِــظْريرٌ، بالظاء، طويلة اللسان صَخَّابَةٌ. وقال أَبو
خيرة: بِــظْرِــيرٌ شُبِّه لِسانُها بالبَــظْرِ. قال الليث: قول أَبي الدقيش
أَحب إلينا، ونظيرها معروف؛ وروى بعضهم بِطْرِيرٌ، بالطاء، أَي أَنها
بَطِرَتْ وأَشِرَتْ. والبُــظْرَــةُ والبُظَارَةُ: الهَنَةُ الناتِئَة في وسط
الشفة العليا إِذا عظمت قليلاً. ورجل أَبْــظَر: في شفته العليا طول مع نُتُوء
في وسطها، وهي الحِثْرِمَةُ ما لم تطل، فإِذا طالت قليلاً فالرجل حينئذ
أَبْــظر. وروي عن علي أَنه أَتى في فريضة وعنده شريح فقال له عليّ: ما تقول
فيها أَيها العبد الأَبْــظَر؟ وقد بَــظِرَ الرجلُ بَــظَراً وقيل:
الأَبْــظَرُ الذي في شفته العليا طول مع نُتُوء. وفلان يُمِصُّ
(* قوله «وفلان يمص
إلخ» أي قال له امصص بــظر فلانة كما في القاموس). فلاناً ويُبَــظِّره. وذهب
دَمُه بِــظْراً أَي هَدْراً، والطاء فيه لغة، وقد تقدم. والبَــظْرُ
الخاتمُ، حِمْيَرِيَّة، وجمعه بُظُور؛ قال شاعرهم:
كما سَلَّ البُظُورَ مِن الشَّناتِرْ
الشناتر: الأَصابع. التهذيب: والبَــظْرةُ، بسكون الظاء، حَلْقَةُ الخاتم
بلا كرسي، وتصغيرها بُظَيْرة أَيضاً، قال: والبُظَيْرَةُ تصغير البَــظْرَــة
وهي القليل من الشعر في الإِبط يتوانى عن نتفه، فيقال: تحت إِبطه
بُظَيْرَة. قال: والبَضْرُ: بالضاد، نَوْفُ الجارية قبل أَن تُخْفَضَ، ومن
العرب من يبدل الظاء ضاداً فيقول: البَضْرُ، وقد اشتكى ضَهْرِي، ومنهم من
يبدل الضاد ظاء، فيقول: قد عَظَّتِ الحربُ بني تميم.
كــظر: الكُــظْرُ: حرف الفَرْج. أَبو عمرو: الكُــظْرُ جانب الفرج، وجمعه
أَكْظار؛ وأَنشد:
واكْتَشَفَتْ لِنَاشِئٍ دَمَكْمَكِ
عن وارِمٍ، أَكْظارُه عَضَنَّكِ
قال ابن برّيّ: وذكر ابن النحاس أَن الكُــظْرَ رَكَبُ المرأَة؛ وأَنشد:
وذاتِ كُــظْرٍ سَبِطِ المَشافِرِ
ابن سيده: والكُــظْرُ والكُــظْرَــةُ شَحْمُ الكُلْيَتَيْن المحيطُ بهما.
والكُــظْرَــة إَيضاً: الشحمة التي قُدّام الكُلْية فإذا انْتُزِعَت الكُلْية
كان موضعُها كُــظْراً، وهما الكُــظْرانِ. والكُــظْرُ: ما بين
التَّرْقُوَتَيْنِ؛ قال الجوهري: هذا الحرف نقلته من كتاب من غير سماع. والكُــظْرُ:
مَحَزُّ القوس
(* قوله« والكــظر محز القوس إلخ» هذا والذي قبله بضم الكاف
كالذي بعده، وأما بكسرها فهو العقبة تشدّ في أصل فوق السهم؛ نبه عليه المجد.)
الذي تقع فيه حَلَقَةُ الوَتَرِ، وجمعه كِظارٌ، وقد كَــظَرَ القوسَ
كَــظْراً. الأَصمعي في سِيَةِ القَوْسِ: الكُــظْرُ،وهو الفَرْضُ الذي فيه
الوَتَرُ، وجمعه الكِظارَةُ. ويقال: اكْــظُرْ زَنْدَتك أَي حُز فيها
حَزّاً.