من رسائل:
الشيخ: جلال الجدين السيوطي.
المتوفى: سنة 911.
صهــب: الــصُّهْــبةُ: الشُّقْرة في شعر الرأْس، وهي الــصُّهُــوبةُ.
الأَزهري: الــصَّهَــبُ والــصُّهْــبة: لونُ حُمْرةٍ في شعر الرأْس واللحية، إِذا كان في الظاهر حُمْرةٌ، وفي الباطن اسودادٌ، وكذلك في لون الإِبل؛ بعيرٌ أَــصْهَــبُ وصُهــابيٌّ وناقة صَهْــباء وصُهــابِـيَّةٌ؛ قال طَرَفة:
صُهــابِـيَّةُ العُثْنُونِ، مُؤْجَدَةُ القَرَا، * بَعيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ، مَوَّارَةُ اليَدِ
الأَصمعي: الأَــصْهَــبُ: قريبٌ من الأَصْـبَح. والــصَّهَــبُ والــصُّهْــبَة:
أَن يَعْلُوَ الشعرَ حُمْرَةٌ، وأُصُولُه سُودٌ، فإِذا دُهِنَ خُيِّل إِليك أَنه أَسود. وقيل: هو أَن يَحْمَرَّ الشعر كُـلُّهُ.
صَهِــبَ صَهَــباً واصْهَــبَّ واصْهــابَّ وهو أَــصْهَــبُ. وقيل: الأَــصْهَــبُ من الشَّعر الذي يُخالط بياضَه حمرةٌ.
وفي حديث اللِّعانِ: إِن جاءَت به أَــصْهَــبَ فهو لفلان؛ هو الذي يَعْلُو لونَه صُهْــبَةٌ، وهي كالشُّقْرة، قاله الخطابي. والمعروف أَن الــصُّهْــبة مختصة بالشعر، وهي حُمْرَة يعلوها سواد.
والأَــصْهَــبُ من الإِبل: الذي ليس بشديد البياض. وقال ابن الأَعرابي: العرب تقول: قُريشُ(1)
(1 قوله «قريش الإبل إلخ» بـإضافة قريش للإبل كما ضبطه
في المحكم ولا يخفى وجهه) . الإِبل صُهْــبُها وأُدْمُها؛ يذهبون في ذلك إِلى تشريفها على سائر الإِبل. وقد أَوضحوا ذلك بقولهم: خيرُ الإِبل صُهْــبُها وحُمْرُها، فجعلوها خير الإِبل، كما أَن قريشاً خيرُ الناس عندهم.
وقيل: الأَــصْهَــبُ من الإِبل الذي يخالط بياضَه حُمْرةٌ، وهو أَن يَحْمَرَّ أَعلى الوَبَر وتَبْيَضَّ أَجْوافُه. وفي التهذيب: وليستْ أَجوافُه
بالشديدةِ البياضِ، وأَقْرابُه ودُفُوفه فيها تَوضِـيحٌ أَي بَياض. قال:
والأَــصْهَــبُ أَقلُّ بياضاً من الآدَم، في أَعاليه كُدْرة، وفي أَسافله بياضٌ. ابن الأَعرابي: الأَــصْهَــبُ من الإِبل الأَبيضُ. الأَصمعي: الآدَمُ من الإِبل: الأَبيضُ، فإِن خالطته حُمْرة، فهو أَــصْهَــبُ. قال ابن الأَعرابي: قال حُنَيْفُ الـحَناتِم، وكان آبَلَ الناس: الرَّمْكَاءُ بُهْيَا، والـحَمْراءُ صُبْرَى، والخَوَّارَةُ غُزْرَى، والــصَّهْــبَاءُ سُرْعَى. قال: والــصُّهْــبَةُ أَشْهَرُ الأَلوان وأَحسنُها، حين تَنْظُر إِليها؛ ورأَيتُ في حاشيةٍ: البُهْيا تأْنيث البَهِـيَّةِ، وهي الرائعة.
وجَمَلٌ صُهــابيٌّ أَي أَــصْهَــبُ اللون، ويقال: هو منسوب إِلى صُهــابٍ: اسم فَحل أَو موضع. التهذيب: وإِبل صُهــابِـيَّةٌ: منسوبة إِلى فحل اسمه صُهــابٌ. قال: وإِذا لم يُضِـيفُوا الــصُّهــابِـيَّة، فهي من أَولاد صُهــابٍ؛ قال ذو الرمة:
صُهــابِـيَّةٌ غُلْبُ الرِّقابِ، كأَنـَّما * يُناطُ بأَلْحِـيها فَراعِلَةٌ غُثْرُ
قيل: نُسبت إِلى فَحْل في شِقِّ اليمن. وفي الحديث: كان يَرْمي الجِمارَ على ناقةٍ له صَهْــباء.
ويقال للأَعداء: صُهْــبُ السِّبالِ، وسُود الأَكباد، وإِن لم يكونوا
صُهْــبَ السِّبال، فكذلك يقال لهم؛ قال:
جاؤوا يَجُرُّونَ الـحَديدَ جَرَّا، * صُهْــبَ السِّبالِ يَبْتَغُونَ الشَّـرَّا
وإِنما يريد أَنَّ عداوتهم لنا كعداوة الروم. والرومُ صُهْــبُ السِّبال
والشعور، وإِلاّ فهم عَرَبٌ، وأَلوانهم: الأُدْمَةُ والسُّمْرةُ والسَّوادُ؛ وقال ابنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:
فَظِلالُ السُّيوفِ شَيَّبْنَ رأْسِـي، * واعْتِناقي في القَوْمِ صُهْــبَ السِّبالِ
ويقال: أَصله للروم، لأَن الــصُّهُــوبةَ فيهم، وهم أَعداءُ العرب.
الأَزهري: ويقال للجَراد صُهــابِـيَّةٌ؛ وأَنشد:
صُهــابِـيَّةٌ زُرْقٌ بعيدٌ مَسيرُها
والــصَّهْــباءُ: الخَمْر؛ سميت بذلك للونها. قيل: هي التي عُصِرَت من عنب أَبيضَ؛ وقيل: هي التي
تكون منه ومن غيره، وذلك إِذا ضَرَبَتْ إِلى البَياض؛ قال أَبو حنيفة: الــصَّهْــباءُ اسم لها كالعَلَم، وقد جاءَ بغير أَلف ولام لأَنها في الأَصل صفة؛ قال الأَعشى:
وصَهْــباءَ طافَ يَهودِيها، * وأَبْرَزَها، وعليها خَتَمْ
ويقال للظَّلِـيم: أَــصْهَــبُ البَلَدِ أَي جِلْدُه.
والموتُ الــصُّهــابيُّ: الشديد كالموت الأَحمر؛ قال الجَعْدِيُّ:
فَجِئْنا إِلى الـمَوتِ الــصُّهــابيِّ بعدما * تَجَرَّدَ عُرْيانٌ، من الشَّرِّ، أَحدَبُ
وأَــصْهَــبَ الرجلُ: وُلِدَ له أَولادٌ صُهْــبٌ. والــصُّهــابيُّ: كالأَــصْهَــب؛ وقولُ هِمْيانَ:
يُطيرُ عنها الوَبَرَ الــصُّهَــابِجَا
أَراد الــصُّهَــابيَّ، فخفَّف وأَبدل؛ وقول العجاج:
بِشَعْشَعانيٍّ صُهــابيٍّ هَدِلْ
إِنما عنى به الـمِشْفَرَ وحدَه، وصفه بما توصف به الجملة. وصُهْــبى: اسم فرسِ النَّمِر بن تَوْلَب، وإِياها عَنَى بقوله:
لقد غَدَوْتُ بــصُهْــبَـى ، وهي مُلْهِبَةٌ، * إِلْهَابُها كضِرامِ النارِ في الشِّيحِ
قال: ولا أَدري أَشْـتَقَّه من الــصَّهَــبِ، الذي هو اللون، أَم
ارْتَجَلَه عَلَماً.
والــصُّهَــابيُّ: الوافر الذي لم يَنْقُصْ. ونَعَمٌ صُهَــابيٌّ: لم تُؤْخَذْ صَدَقتُه بل هو بِوَفْرِه. والــصُّهَــابيُّ من الرجال: الذي لا ديوان
له.ورَجُلٌ صَيْهَبٌ: طَويلٌ. التهذيب: جَمَلٌ صَيْهَبٌ، وناقة صَيْهَبَة
إِذا كانا شديدين، شُبِّها بالصَّيْهَبِ، الـحِجارةِ؛ قال هِمْيَانُ:
حَتَّى إِذا ظَلْماؤُها تَكَشَّفَتْ * عَنِّي، وعَنْ صَيْهَبَةٍ قد شَدِفَتْ
أَي عن ناقةٍ صُلْبَةٍ قد تَحَنَّتْ. وصَخرةٌ صَيْهَبٌ: صُلْبَة.
والصَّيْهَبُ الحجارة؛ قال شمر: وقال بعضهم هي الأَرض المستوية؛ قال القُطاميّ:
حَدا، في صَحَارَى ذي حماسٍ وعَرْعَرٍ، * لِقاحاً يُغَشِّيها رُؤُوسَ الصَّياهِب(1)
(1 « ذي حماس وعرعر» موضعان كما في ياقوت والبيت في التكملة أيضاً.)
قال شمر: ويقال الصَّيْهَبُ الموضع الشديد؛ قال كثير:
على لاحِبٍ، يَعْلُو الصَّيَاهِبَ، مَهْيَعِ
ويومٌ صَيْهَبٌ وصَيْهَدٌ: شَديد الـحَرِّ. والصَّيْهَبُ شِدَّةُ الـحَرِّ؛ عن ابن الأَعرابي وحده ولم يَحْكِهِ غيرهُ إِلا وَصْفاً. وصُهــابُ:
موضع جعلوه اسماً للبُقْعة؛ أَنشد الأَصمعي:
وأَبي الذي تَرَكَ الـمُلُوكَ وجَمْعَهم، * بــصُهــابِ هامِدةٍ، كأَمْسِ الدَّابِر
وبين البَصْرة والبحرين عينٌ تُعرف بعين الأَــصْهَــبِ. قال ذو الرمة، فجمعه على الأَــصْهَــبِـيَّات:
دَعاهُنَّ من ثَـأْجٍ، فأَزْمَعْنَ وِرْدَه، * أَو الأَــصْهَــبِـيَّات، العُيُونُ السَّوائحُ
وفي الحديث ذِكْرُ الــصَّهْــباءِ، وهو موضع على رَوْحةٍ من خَيْبَر.
وصُهَــيْبُ بنِ سِنانٍ: رجل، وهو الذي أَراده المشركون مع نَفَرٍ معه على ترك الإِسلام، وقتلوا بعض النَّفَرِ الذين كانوا معه، فقال لهم صُهَــيْبٌ:أَنا شيخ كبير، إِنْ كنتُ عليكم لم أَضُرَّكُم، وإِن كنتُ معكم لم أَنفعكم، فخَلُّوني وما أَنا عليه، وخُذُوا مالي. فقَبلوا منه، وأَتى المدينةَ فلقيه أَبو بكر الصديقُ، رضي اللّه عنه، فقال له: رَبِحَ البيع يا صُهَــيْبُ. فقال له: وأَنتَ رَبِحَ بيعُك يا أَبا بكر. وتلا قوله تعالى: ومن الناسِ من يَشْري نَفْسَه ابتغاءَ مَرْضاةِ اللّه. وفي حاشيةٍ: والـمُــصَهَّــبُ: صَفِـيفُ الشِّواءِ والوَحْشِ الـمُخْتَلِطُ.
صهــر:الــصَّهْــرُ: القرابة. والــصِّهْــرُ: حُرْمة الخُتُونة، وخَتَنُ الرجل
صِهْــرُه، والمتزوَّجُ فيهم أَــصْهــارُ الخَتَنِ، والأَــصْهــارُ أَهلُ بيت
المرأَة ولا يقال لأَهل بيت الرجل إِلاَّ أَخْتان، وأَهل بيت المرأَة
أَــصْهــار، ومن العرب من يجعل الــصَّهْــرَ من الأَحماءِ والأَخْتان جميعاً. يقال:
صاهَرْتُ القوم إِذا تزوجت فيهم، وأَــصْهَــرْتُ بهم إِذا اتَّصلت بهم
وتحرَّمت بجِوار أَو نسب أَو تزوُّجٍ. وصِهْــرُ القوم: خَتَنَهُم، والجمع
أَضْهارٌ وصُهَــراءُ؛ الأَخيرة نادرة، وقيل: أَهلُ بيتِ المرأَة أَــصْهــارٌ وأَهل
بيت الرجل أَخْتانٌ. وقال ابن الأَعرابي: الــصِّهْــرُ زوجُ بنتِ الرجل وزوج
أُخته. والخَتَنُ أَبو امرأَة الرجل وأَخو امرأَته، ومن العرب من يجعلهم
أَــصْهــاراً كلهم وصِهْــراً، والفعل المُصاهَرَةُ، وقد صاهَرَهُمْ وصاهَرَ
فيهم؛ وأَنشد ثعلب:
حَرَائِرُ صاهَرْنَ المُلُوكَ، ولم يَزَلْ
على النَّاسِ، مِنْ أَبْنائِهِنَّ، أَميرُ
وأَــصْهَــرَ بِهِمْ وإِليهم: صار فيهم صِهْــراً؛ وفي التهذيب: أَــصْهَــرَ بهم
الخَتَن. وأَــصْهَــرَ: مَتَّ بالــصِّهْــر. الأَصمعي: الأَحْماءُ من قِبَل
الزّوج والأَخْتانُ من قِبَل المرأَة والــصِّهْــرُ يجمعهما، قال: لا يقال
غيره. قال ابن سيده: وربما كَنَوْا بالــصِّهــرِ عن القَبْر لأَنهم كانوا
يَئِدُونَ البنات فيدفنو نهن، فيقولون: زوّجناهن من القَبْر، ثم استعمل هذا
اللفظ في الإِسلام فقيل: نِعْمَ الــصِّهْــرُ القَبْرُ، وقيل: إِنما هذا على
المثل أَي الذي يقوم مَقام الــصِّهْــرِ، قال: وهو الصحيح. أَبو عبيد: يقال
فلان مُــصْهِــرٌ بنا، وهو من القرابة؛ قال زهير:
قَوْد الجِيادِ، وإِــصْهــار المُلُوك، وصَبْـ
ـر في مَوَاطِنَ، لو كانوا بها سَئِمُوا
وقال الفراء في قوله تعالى: وهو الذي خَلَقَ من الماء بشراً فجعله
نَسَباً وصِهْــراً؛ فأَما النَّسَبُ فهو النَّسَبُ الذي يَحِلُّ نكاحه كبنات
العم والخال وأَشباههن من القرابة التي يحل تزويجها، وقال الزجاج:
الأَــصْهــارُ من النسب لا يجوز لهم التزويج، والنَّسَبُ الذي ليس بِــصِهْــرٍ من قوله:
حُرّمت عليكم أُمهاتكم . . . إِلى قوله: وأَن تجمعوا بين الأُختين؛ قال
أَبو منصور: وقد رويْنا عن ابن عباس في تفسير النَّسَبِ والــصِّهْــرِ خلافَ
ما قال الفراءُ جُمْلَةً وخلافَ بعضِ ما قال الزجاج. قال ابن عباس:
حرَّم الله من النسب سبعاً ومن الــصِّهْــرِ سبعاً: حُرّمَتْ عليكم أُمهاتُكم
وبناتُكم وأَخواتُكم وعماتُكم وخالاتُكم وبناتُ الأَخِ وبناتُ الأُختِ من
النسب، ومن الــصهــر: وأُمهاتكم اللاتي أَرْضَعْنَكم وأَخواتُكم من الرَّضاعة
وأُمهاتُ نسائكم ورَبائِبُكُم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم
بهن وحلائلُ أَبنائِكم الذين من أَصلابكم ولا تنكحوا ما نكحَ آباؤكم من
النساء وأَن تجمعوا بين الأُختين؛ قال أَبو منصور: ونَحْوَ ما رويْنا عن
ابن عباس قال الشافعي: حرم الله تعالى سبعاً نَسَباً وسبعاً سَبَباً فجعل
السببَ القرابةَ الحادثةَ بسبب المُصاهَرَة والرَّضاع، وهذا هو الصحيح لا
ارْتِيابَ فيه.
وصَهَــرَتَهُ الشمسُ تَــصْهَــرُه صَهْــراً وصَهَــدَتْهُ: اشتدَّ وقْعُها عليه
وحَرُّها حتى أَلِمَ دِماغهُ وانْــصَهَــرَ هو؛ قال ابن أَحمر يصف فرخ
قطاة:تَرْوِي لَقًى أُلْقِي في صَفْصَفٍ،
تَــصْهَــرُهُ الشَّمْسُ فَما يَنْــصَهِــرْ
أَي تُذُيبه الشمس فيَصْبر على ذلك. تَرْوي: تسوق إِليه الماء أَي تصير
له كالراوِيَةِ. يقال: رَوَيْتُ أَهلي وعليهم رَيّاً أَتيتهم بالماء.
والــصَّهْــرُ: الحارُّ؛ حكاه كراع، وأَنشد:
إِذ لا تَزالُِ لَكُمْ مُغَرْغِرَة
تَغْلي، وأَعْلى لَوْنِها صَهْــرُ
فعلى هذا يقال: شيء صَهْــرٌ حارٌّ. والــصَّهْــرُ: إِذابَةُ الشَّحْم.
وصَهَــرَ الشحمَ ونَحْوه يَــصْهَــرُه صَهْــراً: أَذابه فانْــصَهَــرَ. وفي التنزيل:
يُــصْهَــرُ بِه ما في بطونهم والجلودُ؛ أَي يُذَاب. واصْطَهَرَه: أَذابه
وأَكَلَهُ، والــصُّهــارَةُ: ما أَذبت منه، وقيل: كلُّ قطعة من اللحم، صَغُرَت
أَو كَبُرت، صُهــارَةٌ.
وما بالبعير صُهــارَةٌ، بالضم، أَي نِقْيٌ، وهو المُخّ. الأَزهري:
الــصَّهْــر إِذابة الشحْم، والــصُّهــارَةُ ما ذاب منه، وكذلك الاصْطِهارُ في
إِذابته أَو أَكْلِ صُهــارَتِهِ؛ وقال العجاج:
شَكّ السَفافِيدِ الشَّواءَ المُصْطَهَرْ
والــصَّهْــرُ: المَشْوِي. الأَصمعي: يقال لما أُذيب من الشحم الــصُّهــارة
والجَمِيلُ. وما أُذيب من الأَلْيَة، فهو حَمٌّ، إِذا لم يبق فيه الوَدَكُ.
أَبو زيد: صَهَــرَ خبزَه إِذا أَدَمَه بالــصُّهــارَة، فهو خبز مَــصْهُــورٌ
وصَهِــيرٌ. وفي الحديث: أَن الأَسْوَد كان يَــصْهَــر رِجليه بالشحم وهو محرم؛
أَي كان يُذِيبه ويَدْهُنُهما به. ويقال: صَهَــرَ بدنه إِذا دهنه
بالــصَّهِــيرِ. وصَهَــرَ فلانٌ رأْسَه صَهْــراً إِذا دهنه بالــصُّهــارَة، وهو ما أُذيب
من الشحم. واصْطَهَر الحِرْباءُ واصْهــارَّ: تَلأْلأَ ظهره من شدة حر
الشمس، وقد، صَهَــرَه الحرُّ. وقال الله تعالى: يُــصْهَــرُ به ما في بطونهم حتى
يخرج من أَدبارهم؛ أَبو زيد في قوله: يُــصْهَــرُ به قال: هو الإِحْراق،
صَهَــرْته بالنار أَنَضَجتْه، أَــصْهَــرُه. وقولهم: لأَــصْهَــرَنَّكَ بِيَمِينٍ
مُرَّةٍ، كأَنه يريد الإِذابة. أَبو عبيدة: صَهَــرْتُ فلاناً بيمينٍ كاذبةٍ
توجب له النار. وفي حديث أَهل النار: فَيُسْلَتُ ما في جوفه حتى
يَمْرُقَ من قدميه، وهو الــصَّهْــرُ. يقال: صَهَــرْت الشحم إِذا أَذبته. وفي
الحديث: أَنه كان يؤسِّسُ مسجدَ قُباءٍ فَيَــصْهَــرُ الحجرَ العظيمَ إِلى بطنه؛
أَي يُدْنيه إِليه. يقال: صَهَــرَه وأَــصْهَــرَه إِذا قرَّبه وأَدناه. وفي
حديث علي، رضي الله عنه: قال له ربيعة بن الحرث: نِلْتَ صِهْــرَ محمد فلم
نَحْسُدْك عليه؛ الــصِّهْــرُ حرمة التزويج، والفرق بينه وبين النَّسَب: أَن
النسب ما يرجع إِلى ولادة قريبةٍ من جهة الآباء، والــصِّهْــر ما كان من
خُلْطَةٍ تُشبِه القرابةَ يحدثها التزويج.
والصَّيْهُورُ: شِبْهُ مِنْبر يُعمل من طين أَو خشب بوضع عليه متاع
البيت من صُفْرٍ أَو نحوه؛ قال ابن سيده: وليس بثبت.
والصَّاهُورُ: غِلاف القمر، أَعجمي معرب.
والــصِّهْــرِيُّ: لغة في الــصِّهْــرِيج، وهو كالحوض؛ قال الأَزهري: وذلك
أَنهم يأْتون أَسفل الشِّعْبَة من الوادي الذي له مَأْزِمانِ فيبنون بينهما
بالطين والحجارة فيترادُّ الماءُ فيشربون به زماناً، قال: ويقال
تَــصَهْــرَجُوا صِهْــرِيّاً.
صهــرج: الــصِّهْــرِيجُ: واحد الــصَّهــاريج، وهي كالحياض يجتمع فيها الماء؛
وقال العجاج:
حتى تَنَاهَى في صَهــارِيجِ الصَّفا
يقول: حتى وقف هذا الماء في صَهــارِيج من حَجَر. ابن سيده: الــصِّهْــرِيج
مَصْنعة يجتمع فيها الماء، وأَصله فارسيّ، وهو الــصِّهْــرِيّ، على البَدَل،
وحكى أَبو زيد في جمعه: صَهــاريّ.
وصَهْــرَجَ الحوضَ: طَلاه، ومنه قول بعض الطُفَيْلِيِّين: وَدِدْتُ أَن
الكُوفة بِرْكَة مُــصَهــرَجَة. وحوض صُهــارِج: مَطْلِيٌّ بالصَّارُوج.
والــصُّهــارج، بالضم: مثل الــصِّهْــرِيج؛ وأَنشد الأَزهري:
قَصَبَّحَتْ حابِيَةً صُهَــارِجا
وقد صَهْــرَجُوا صِهْــرِيجاً؛ قال ذو الرُّمة:
صَوارِي الهامِ، والأَحشاءُ خافِقَة،
تُناوِلُ الهِيمَ أَرْشَافَ الــصَّهــارِيج
(* قوله «صواري الهام» هكذا بالأصل وشرح القاموس.)
بو منصور: وقد رويْنا عن ابن عباس في تفسير النَّسَبِ والــصِّهْــرِ خلافَ
ما قال الفراءُ جُمْلَةً وخلافَ بعضِ ما قال الزجاج. قال ابن عباس:
حرَّم الله من النسب سبعاً ومن الــصِّهْــرِ سبعاً: حُرّمَتْ عليكم أُمهاتُكم
وبناتُكم وأَخواتُكم وعماتُكم وخالاتُكم وبناتُ الأَخِ وبناتُ الأُختِ من
النسب، ومن الــصهــر: وأُمهاتكم اللاتي أَرْضَعْنَكم وأَخواتُكم من الرَّضاعة
وأُمهاتُ نسائكم ورَبائِبُكُم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم
بهن وحلائلُ أَبنائِكم الذين من أَصلابكم ولا تنكحوا ما نكحَ آباؤكم من
النساء وأَن تجمعوا بين الأُختين؛ قال أَبو منصور: ونَحْوَ ما رويْنا عن
ابن عباس قال الشافعي: حرم الله تعالى سبعاً نَسَباً وسبعاً سَبَباً فجعل
السببَ القرابةَ الحادثةَ بسبب المُصاهَرَة والرَّضاع، وهذا هو الصحيح لا
ارْتِيابَ فيه.
وصَهَــرَتَهُ الشمسُ تَــصْهَــرُه صَهْــراً وصَهَــدَتْهُ: اشتدَّ وقْعُها عليه
وحَرُّها حتى أَلِمَ دِماغهُ وانْــصَهَــرَ هو؛ قال ابن أَحمر يصف فرخ
قطاة:تَرْوِي لَقًى أُلْقِي في صَفْصَفٍ،
تَــصْهَــرُهُ الشَّمْسُ فَما يَنْــصَهِــرْ
أَي تُذُيبه الشمس فيَصْبر على ذلك. تَرْوي: تسوق إِليه الماء أَي تصير
له كالراوِيَةِ. يقال: رَوَيْتُ أَهلي وعليهم رَيّاً أَتيتهم بالماء.
والــصَّهْــرُ: الحارُّ؛ حكاه كراع، وأَنشد:
إِذ لا تَزالُِ لَكُمْ مُغَرْغِرَة
تَغْلي، وأَعْلى لَوْنِها صَهْــرُ
فعلى هذا يقال: شيء صَهْــرٌ حارٌّ. والــصَّهْــرُ: إِذابَةُ الشَّحْم.
وصَهَــرَ الشحمَ ونَحْوه يَــصْهَــرُه صَهْــراً: أَذابه فانْــصَهَــرَ. وفي التنزيل:
يُــصْهَــرُ بِه ما في بطونهم والجلودُ؛ أَي يُذَاب. واصْطَهَرَه: أَذابه
وأَكَلَهُ، والــصُّهــارَةُ: ما أَذبت منه، وقيل: كلُّ قطعة من اللحم، صَغُرَت
أَو كَبُرت، صُهــارَةٌ.
وما بالبعير صُهــارَةٌ، بالضم، أَي نِقْيٌ، وهو المُخّ. الأَزهري:
الــصَّهْــر إِذابة الشحْم، والــصُّهــارَةُ ما ذاب منه، وكذلك الاصْطِهارُ في
إِذابته أَو أَكْلِ صُهــارَتِهِ؛ وقال العجاج:
شَكّ السَفافِيدِ الشَّواءَ المُصْطَهَرْ
والــصَّهْــرُ: المَشْوِي. الأَصمعي: يقال لما أُذيب من الشحم الــصُّهــارة
والجَمِيلُ. وما أُذيب من الأَلْيَة، فهو حَمٌّ، إِذا لم يبق فيه الوَدَكُ.
أَبو زيد: صَهَــرَ خبزَه إِذا أَدَمَه بالــصُّهــارَة، فهو خبز مَــصْهُــورٌ
وصَهِــيرٌ. وفي الحديث: أَن الأَسْوَد كان يَــصْهَــر رِجليه بالشحم وهو محرم؛
أَي كان يُذِيبه ويَدْهُنُهما به. ويقال: صَهَــرَ بدنه إِذا دهنه
بالــصَّهِــيرِ. وصَهَــرَ فلانٌ رأْسَه صَهْــراً إِذا دهنه بالــصُّهــارَة، وهو ما أُذيب
من الشحم. واصْطَهَر الحِرْباءُ واصْهــارَّ: تَلأْلأَ ظهره من شدة حر
الشمس، وقد، صَهَــرَه الحرُّ. وقال الله تعالى: يُــصْهَــرُ به ما في بطونهم حتى
يخرج من أَدبارهم؛ أَبو زيد في قوله: يُــصْهَــرُ به قال: هو الإِحْراق،
صَهَــرْته بالنار أَنَضَجتْه، أَــصْهَــرُه. وقولهم: لأَــصْهَــرَنَّكَ بِيَمِينٍ
مُرَّةٍ، كأَنه يريد الإِذابة. أَبو عبيدة: صَهَــرْتُ فلاناً بيمينٍ كاذبةٍ
توجب له النار. وفي حديث أَهل النار: فَيُسْلَتُ ما في جوفه حتى
يَمْرُقَ من قدميه، وهو الــصَّهْــرُ. يقال: صَهَــرْت الشحم إِذا أَذبته. وفي
الحديث: أَنه كان يؤسِّسُ مسجدَ قُباءٍ فَيَــصْهَــرُ الحجرَ العظيمَ إِلى بطنه؛
أَي يُدْنيه إِليه. يقال: صَهَــرَه وأَــصْهَــرَه إِذا قرَّبه وأَدناه. وفي
حديث علي، رضي الله عنه: قال له ربيعة بن الحرث: نِلْتَ صِهْــرَ محمد فلم
نَحْسُدْك عليه؛ الــصِّهْــرُ حرمة التزويج، والفرق بينه وبين النَّسَب: أَن
النسب ما يرجع إِلى ولادة قريبةٍ من جهة الآباء، والــصِّهْــر ما كان من
خُلْطَةٍ تُشبِه القرابةَ يحدثها التزويج.
والصَّيْهُورُ: شِبْهُ مِنْبر يُعمل من طين أَو خشب بوضع عليه متاع
البيت من صُفْرٍ أَو نحوه؛ قال ابن سيده: وليس بثبت.
والصَّاهُورُ: غِلاف القمر، أَعجمي معرب.
والــصِّهْــرِيُّ: لغة في الــصِّهْــرِيج، وهو كالحوض؛ قال الأَزهري: وذلك
أَنهم يأْتون أَسفل الشِّعْبَة من الوادي الذي له مَأْزِمانِ فيبنون بينهما
بالطين والحجارة فيترادُّ الماءُ فيشربون به زماناً، قال: ويقال
تَــصَهْــرَجُوا صِهْــرِيّاً.
صهــل: الــصَّهَــلُ: حِدَّةُ الصوت مع بَحَح كالصَّحَل. يقال: في صوته
صَهَــلٌ وصَحَلٌ، وهو بُحَّة في الصوت، والــصَّهِــيلُ للخيل. قال الجوهري:
الــصَّهِــيل والــصُّهــال صوت الفرس مثل النَّهِيق والنُّهاق. وفي حديث أُمِّ زَرْع:
فَجَعَلَني في أَهْل صَهِــيلٍ وأَطِيطٍ؛ تريد أَنها كانت في أَهل قِلَّة
فَنَقَلها إِلى أَهل كَثْرة وثَرْوة، لأَن أَهل الخيل والإِبل أَكثر من
أَهل الغَنم. ابن سيده: الــصَّهِــيل من أَصوات الخيل، صَهَــلَ الفرسُ يَــصْهَــل
ويَــصْهِــلُ صَهِــيلاً. وفَرَس صَهَّــالٌ: كثير الــصَّهِــيل. وفي حديث أُمِّ
مَعْبَد: في صوته صَهَــلٌ؛ حِدَّةٌ وصَلابة من صَهِــيلِ الخيل وهو صوتها.
ورجُل ذُو صاهِل: شديد الصِّياح والهِياج. والصاهِلُ من الإِبل: الذي
يَخْبِط بيده ورجله وتسمع لجَوْفه دَوِيّاً من عِزَّة نفسه. النضر:
الصَّاهل من الإِبل الذي يَخْبِط ويَعَضُّ ولا يَرْغُو بواحدة من عِزَّة نفسه.
يقال: جَمَلٌ صاهِلٌ وذو صاهِلٍ وناقةٌ ذاتُ صاهل؛ وأَنشد:
وذو صاهِلٍ لا يَأْمَن الخَبْطَ قائدُه
وجعل ابنُ مُقْبل الذِّبَّانَ صَواهِلَ في العُشْب، يُريد عُنَّةَ
طَيرانها وصَوْتَه، فقال:
كأَنَّ صَواهِلَ ذِبَّانِه،
قُبَيْلَ الصَّباحِ، صَهــيلُ الحُصُن
وجعل أَبو زُبَيدٍ الطائي أَصواتِ المَساحِي صَواهلَ فقال:
لها صَواهِلُ في صُمِّ السِّلام، كما
صاح القَسِيَّاتُ في أَيدي الصَّيارِيف
والصَّواهِلُ: جمع الصاهِلة، مصدر على فاعِلَة بمعنى الــصَّهِــيل، وهو
الصوت كقولك سَمِعْتُ رواغِيَ الإِبل.
وصاهِلَةُ: اسمٌ. وبَنُو صاهِلةَ: بطنٌ.
صهــصلق: صوت صَهْــصَلِقٌ أَي شديد؛ وأَنشد:
قد شَيَّبَتْ رأْسِي بصَوْتٍ صَهْــصَلِقْ
ورجل صَهْــصَلِقُ الصوتِ: شديدُه. وامرأَة صَهــصِلقٌ وصَهْــصَليقٌ: شديدة
الصوت صَخَّابة، ومنهم من قَيّد فقال: الــصَّهْــصَلِقُ العجوز الصخّابة؛
ومنه قول الشاعر:
أُمُّ حوار ضَنْؤُها غيرُ أَمِرْ،
صَهْــصَلِقُ الصوتِ بعَينَيْهَا الصَّبِرْ
سائلة أَصْداغُها لا تَخْتَمِرْ،
تَعْدو على الذئب بِعود مُنْكَسِرْ
تُبادِرُ الذئبَ بعَدْوٍ مُشْفَتِرْ،
يَفِرُّ مَنْ قاتَلها، ولا تَفِرُّ
لو نُحِرَتْ في بيتِها عَشْرُ جُزُرْ،
لأَصْبَحَتْ منَ لَحمِهنَّ تَعْتَذِرْ
قال: وكذلك الــصَّهْــصَلِيقُ؛ وأَشد للعُلَيكم الكندي:
نأْآجَةُ العَدْوةِ شَمْشَلِيقها،
شَدِيدة الصَّيْحةِ صَهْــصَليقها،
تُسامِرُ الضِّفْدَعَ في نَقِيقِها
والشَّمْشَلِيقُ: السريعة المشي.
صهــا: صَهْــوَةُ كلّ شيءٍ: أَعْلاهُ؛ وأَنشد بيت عارِقٍ:
فأَقْسَمْتُ لا أَحْتَلُّ إلا بــصَهْــوَةٍ
حَرامٍ عليَّ رَمْلُه وشَقائِقُهْ
(* قوله «حرام علي» هكذا في الأصل، وفي الصحاح: عليك).
وهي منَ الفَرَسِ موضِعُ اللِّبْدِ من ظَهْرِه، وقيل: مَقْعَدُ
الفارِسِ وقيل: هي ما أَسْهَلَ من سَرَاةِ الفَرَسِ من ناحِيتيْها
كِلْتَيْهِما، والــصَّهْــوَةُ: مُؤَخَّر السَّنامِ، وقيل: هي الرَّادِفة تَراها فوْقَ
العَجُزِ؛ قال ذو الرمة يصف ناقة:
إلى صَهْــوَةٍ تَتْلُو مَحالاً كأَنها
صَفاً دَلَّصَتْهُ طَحْمَةُ السَّيْلِ أَخْلَقُ
والجمع صَهَــواتٌ وصِهــاءٌ. الجوهري: أَعْلى كلِّ جَبلٍ صَهْــوَتُهُ.
والــصِّهــاءُ: مَنابِعُ الماءِ، الواحدة صَهْــوةٌ؛ وأَنشد ابن بري:
تَظَلَّلُ فِيهِنَّ أَبْصارُها،
كما ظَلَّل الصَّخْر ماء الــصِّهــاءْ
والــصَّهْــوةُ: ما يُتَّخَذُ فوقَ الرَّوابي من البُروُج في
أَعاليها،والجمعُ صهــىً نادِرٌ، وفي التهذيب: والــصَّهَــواتُ؛ وأَنشد:
أَزْنَأَني الحُبُّ في صُهَــى تَلَفٍ،
ماكنتُ لولا الرَّبابُ أَزْنَؤُها
والــصَّهْــوةُ: مكانٌ مُتَطامِنٌ من الأَرض تأْوي إليه ضَوَالُّ الإبِل:
والــصَّهَــواتُ: أَوْساطُ المَتْنَيْنِ إلى القَطاةِ. وهاصاهُ: كسَرَ
صُلْبَه. وصاهاه: رَكِبَ صَهْــوَتَه. والــصَّهْــوة: كالغارِ في الجَبل يكونُ فيه
الماءُ، وقد يكونُ فيه ماءُ المَطَر، والجمعُ صِهــاءٌ.
وصَهَــا الجُرْحُ، بالفتح، يَــصْهــى صَهْــياً: نَدِيَ. وقال الخليل: صَهِــيَ
الجُرْحُ، بالكسر. وأَــصْهَــى الصَّبيَّ: دَهَنه بالسَّمْنِ ووضَعه في
الشمس من مرضٍ يُصِيبهُ. قال ابن سيده: وحَمَلْناهُ على الواوِ لأَنّا لا
نَجِدُ هـ ص ي. ابن الأَعرابي: تَيْسٌ ذو صَهَــواتٍ إذا كان سميناً؛
وأَنشدذا صَهَــواتٍ يَرْتَعِي الأَدْلاسا،
كأَنَّ فوقَ ظَهْرِه أَحْلاسا،
من شَحْمِه ولَحْمِهِ دِحاسا
والدَّلْسُ: أَرضٌ أَنْبَتتْ بعدَما أُكِلَتْ. وصَهــا إذا كَثُرَ مالهُ.
الأَصمعي: إذا أَصابَ الإنسانَ جُرْحٌ فجعَلَ يَنْدَى قيلَ صَهــا يَــصْهــى.
وصِهْــيَوْنُ: هي الرُّوم، وقيل: هي بيتُ المَقْدِس؛ وأَنشد:
وإنْ أَجْلَبَتْ صِهْــيَوْنُ يوماً عليكُما،
فإنَّ رَحى الحَرْبِ الدَّلوك رَحاكُما
صهصه: صَهَّ القَوْمَ وصَهْصَهَ بهم: زَجَرَهُمْ، وقد قالوا صَهْــصَيْتُ
فأَبدلوا الياء من الهاء، كما قالوا دَهْدَيْتُ في دَهْدَهْتُ. وصَهْ:
كلمة زَجْرٍ للسكوت؛ قال:
صَهْ لا تَكَلَّمْ لحَمَّادٍ بداهِيةٍ،
عَلَيْكَ عَيْنٌ من الأَجْذاعِ والقَصَبِ
وصَهْ: كلمة بنيت على السكون، وهو اسم سمي به الفعل، ومعناه اسكت، تقول
للرجل إِذا سَكَّنْته وأَسْكَتَّهُ صَهْ، فإِن وصلت نونت قلت صَهٍ صَهْ،
وكذلك مَهْ، فإِن وصلت قلت مَهٍ مَهْ، وكذلك تقول للشيء، إِذا رضيته بَخْ
وبَخٍ بَخْ، ويقال: صَهِ، بالكسر، قال ابن جني: أَما قولهم صَهٍ إِذا
نوَّنت فكأَنك قلت سُكوتاً، وإِذا لم تنوّن فكأَنك قلت السكوتَ، فصار
التنوين علم التنكير وتركه علم التعريف؛ وأَنشد الليث:
إِذا قال حادِينا لتَشْبِيهِ نَبْأَةٍ:
صَهٍ لم يَكُنْ إِلاَّ دَوِيُّ المَسامع
قال: وكل شيء من موقوفِ الزَّجْر فإِن العرب قد تُنَوِّنُه مخفوضاً، وما
كان غيرَ موقوف فعلى حركةٍ صَرْفُه في الوجوه كلها. وتضاعف صَهْ فيقال:
صَهْصَهْــتُ بالقوم؛ قال المبرد: إِن وصلت فقلت صَهٍ يا رجل بالتنوين
فإِنما تريد الفرق بين التعريف والتنكير لأَن التنوين تنكير، قال ابن
الأَثير: وقد تَكَرَّرَ ذِكْرُ صَه في الحديث، وهي تكون للواحد والاثنين والجمع
والمذكر والمؤنث بمعنى اسْكُتْ؛ قال: وهي من أَسماء الأَفعال، وتنوّن ولا
تنوّن، فهي للتنكير كأَنك قلت اسكت سكوتاً، وإِذا لم تنوّن فللتعريف أَي
اسكت السكوت المعروف منك، والله تعالى أَعلم.
(* قوله «مضارب الضبه» الذي في المحكم: فضارب بالفاء).