Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: صدق_أو_لا_تصدق

الكليات الْفَرْضِيَّة

الكليات الْفَرْضِيَّة: هِيَ الَّتِي لَا يُمكن صدقهَا فِي نفس الْأَمر على شَيْء من الْأَشْيَاء الخارجية والذهنية كاللاشيء واللاموجود واللاممكن بالإمكان الْعَام فَإِن كل مَا يفْرض فِي الْخَارِج فَهُوَ شَيْء فِي الْخَارِج ضَرُورَة وكل مَا يفْرض فِي الذِّهْن فَهُوَ شَيْء فِي الذِّهْن ضَرُورَة فَلَا يصدق فِي نفس الْأَمر على شَيْء مِنْهُمَا أَنه لَا شَيْء وكل مَا فِي الْخَارِج يصدق عَلَيْهِ أَنه مَوْجُود فِيهِ وكل مَا فِي الذِّهْن يصدق عَلَيْهِ أَنه مَوْجُود فِي الذِّهْن فَلَا يُمكن صدق نقيضه أَعنِي اللاموجود على شَيْء أصلا وَكَذَا كل مَفْهُوم يصدق عَلَيْهِ فِي نفس الْأَمر أَنه مُمكن بالإمكان الْعَام فَيمْتَنع صدق نقيضه أَعنِي اللاممكن بالإمكان الْعَام على مَفْهُوم من المفهومات.

البرهان

البرهان
لعبد الواحد بن خلف الأنصاري.
المتوفى: سنة...
البُرْهان: هو القياس من اليقينيات سواء كانت ابتداءً وهي الضروريات أو بواسطةٍ وهي النظريات قال النسفي: " البرهان بيانٌ يظهر به الحقُّ من الباطل".
البرهان: كالرجحان، علم قاطع الدلالة غالب القوة بما تشعر به، صيغة الفعلان، ذكره الحرالي. وقال الراغب: بيان الحجة. والبرهة مدة من الزمان. فالبرهان آكد الأدلة وهو الذي يقتضي الصدق أبدا لا محالة، وذلك أن الأدلة خمسة أضرب: دلالة تقتضي الصدق أبدا، ودلالة تقتضي الكذب أبدا، ودلالة إلى الصدق أقرب، ودلالة إلى الكذب أقرب، ودلالة هي إليهما سواء، ذكره الراغب. وفي عرف الأصوليين البرهان ما فصل الحق عن الباطل، وميز الصحيح عن الفاسد بالبيان الذي فيه. وعند أهل الميزان. قياس مؤلف من التعيينيات سواء كانت ابتداء وهي الضروريات أو بواسطة وهي النطريات والحد الأوسط فيه لا بد أن يكون علة لنسبة الأكبر إلى الأصغر، فإن كان مع ذلك علة لوجود النسبة في الخارج فهو برهان لمي نحو هذا متعفن الأخلاط، وكل متعفن الأخلاط محموم فهذا محموم فمتعفن الأخلاط كما أنه علة لثبوت الحمى في الذهن عله لثبوت الحمى في الخارج وإن لم يكن كذلك بل لا يكون علة للنسبة إلا في الذهن فهو أتى نحو هذا محموم، وكل محموم متعفن الأخلاط فهذا متعفن الأخلاط، فالحمى وإن كانت علة لثبوت بعض الأخلاط في الذهن لكنها غير علة له في الخارج بل الأمر بعكسه.
البرهان:
[في الانكليزية] Demonstration ،proof ،-
[ في الفرنسية] Demonstration ،preuve
بالضم وسكون الراء المهملة بيان الحجة وإيضاحها على ما قال الخليل. وقد يطلق على الحجّة نفسها وهي التي يلزم من التصديق بها التصديق بشيء. وأهل الميزان يخصونه بحجّة مقدماتها يقينية كذا في البرجندي شرح مختصر الوقاية. والبرهان عند الأطباء هو الطريق القياسي الذي يليق بالطبّ لا المؤلّف من اليقينيات كذا في بحر الجواهر.
ثم البرهان الميزاني إما برهان لم ويسمّى برهانا لمّيّا وتعليلا أيضا، أو برهان إنّ ويسمّى برهانا إنّيّا واستدلالا أيضا، لأنّ الحدّ الأوسط في البرهان لا بدّ أن يكون علّة لنسبة الأكبر إلى الأصغر في الذهن، أي علّة للتصديق بثبوت الأكبر للأصغر فيه، فإن كان مع ذلك علّة بوجود تلك النسبة في الخارج أيضا فهو برهان لمّي لأنه يعطي اللّمّيّة في الخارج والذهن كقولنا: هذا متعفّن الأخلاط، وكلّ متعفّن الأخلاط فهو محموم، فهذا محموم.
فتعفّن الأخلاط كما أنه علّة لثبوت الحمّى في الذّهن كذلك علّة لثبوتها في الخارج. وإن لم يكن علّة لوجودها في الخارج بل في الذّهن فقط فهو برهان إنّي، لأنه مفيد إنّية النسبة في الخارج دون لمّيتها كقولنا: هذا محموم وكل محموم متعفّن الأخلاط فهذا متعفن الأخلاط.
فالحمّى وإن كانت علّة لثبوت تعفّن الأخلاط في الذّهن إلّا أنّها ليست علّة له في الخارج بل الأمر بالعكس. والحاصل أنّ الاستدلال من المعلول على العلّة برهان إنّي، وعكسه برهان لمّي، وصاحب البرهان يسمّى حكيما، هذا خلاصة ما في شرح المطالع وشرح الشمسية وحواشيه وشرح المواقف. وقال صاحب السلم: الأوسط: إن كان علّة للحكم في الواقع فالبرهان لمّي وإلّا فإنّي، سواء كان معلولا أو لا، والاستدلال بوجود المعلول على أنّ له علّة ما كقولنا كل جسم مؤلف ولكل مؤلف مؤلّف لمّي وهو الحقّ، فإنّ المعتبر في برهان اللمّ عليّة الأوسط لثبوت الأكبر للأصغر لا لثبوته في نفسه وبينهما بون انتهى.
بقي هاهنا أنّ القياس المشتمل على الأوسط هو الاقتراني إذ لا وسط في غير الاقتراني اصطلاحا؛ فتخصيص البرهان بالاقترانيات ليس على ما ينبغي إلّا أن يقال:
المراد بالأوسط نسبة الأوسط إلى الأصغر وما في حكمها ممّا يتضمنه القياس الاستثنائي على ما قال أبو الفتح في حاشية تهذيب المنطق. اعلم أنّ لبعض البراهين أسماء كبرهان التطبيق والبرهان السلمي والتّرسي والعرشي وبرهان التضايف وبرهان المسامّة.

فَجَرَ

(فَجَرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَأنْ يُقَدَّمَ أحدُكم فتُضْربَ عُنُقه خيرٌ لَهُ مِنْ أنْ يخَوض غَمراتِ»
الدُّنْيَا، يَا هادِيَ الطَّريقِ جُرْتَ، إنَّما هُوَ الفَجْر أَوِ البَحْرُ» يَقُولُ:
إِنِ انتَظرت حتَّى يُضيء لَكَ الفَجْر أبْصَرت قَصْدك، وَإِنْ خَبَطْتَ الظَّلْماء ورَكِبْت العَشْواء هَجَمَا بِك عَلَى المكْروه، فضرَبَ الفَجْر والبَحْر مثَلا لِغَمرات الدُّنْيَا.
ورُوي «البَجْر» بِالْجِيمِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَرْفِ الْبَاءِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أُعَرِّس إِذَا أَفْجَرْتُ، وأرْتَحِل إِذَا أسْفَرْتُ» أَيْ أنْزِل للنَّوم والتعَّريس إِذَا قَرُبْت مِنَ الفَجْر، وأرْتَحل إِذَا أَضَاءَ.
وَفِيهِ «إنَّ التُّجَّار يُبْعَثون يومَ الْقِيَامَةِ فُجَّاراً إلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ» الفُجَّار: جَمْعُ فَاجِر، وَهُوَ المُنْبَعِث فِي المَعاصِي والمحَارِم. وَقَدْ فَجَرَ يَفْجُرُ فُجُوراً. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَرْفِ التَّاءِ مَعْنَى تَسْمِيَتِهم فُجَّاراً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «كَانُوا يَرَوْن العُمْرَة فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِن أَفْجَرِ الفُجُور» أَيْ مِنْ أَعْظَمِ الذُّنُوبِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ أمَةً لآلِ رَسُولِ اللَّهِ فَجَرَتْ» أَيْ زنَت.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «إيَّاكُم والكَذِبَ فَإِنَّهُ مَعَ الفُجُور، وَهُمَا فِي النَّارِ» يُريد المَيْل عَنِ الصِّدق وأعْمِال الخَير.
وَحَدِيثُ عُمَرَ «اسْتَحْمَله أعرابيٌّ وَقَالَ: إِنْ نَاقَتِي قَدْ نَقِبَتْ، فَقَالَ لَهُ: كذبتَ وَلَمْ يَحْمله، فَقَالَ:
أقْسَمَ باللَّه أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ ... مَا مَسَّها مِنْ نَقَبٍ وَلَا دَبَرْ
فاغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ إن كان فَجَرَ أَيْ كَذَب وَمَالَ عَنِ الصِّدْق.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «أنَّ رجُلا اسْتَأْذَنَهُ فِي الجِهاد فمنَعه لضَعْف بَدَنه، فَقَالَ لَهُ: إنْ أطْلَقْتَني وإلَّا فَجَرْتُك» أَيْ عصَيْتُك وخالَفْتُك ومَضَيْتُ إِلَى الغَزْوِ.
(هـ) وَمِنْهُ مَا جَاءَ فِي دُعَاءِ الوِتْر «ونخْلَعُ ونَتُركُ مَن يَفْجُرُك» أَيْ يَعْصِيك ويُخَالِفُك.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَاتِكَةَ «يَا لَفُجَرُ» هُوَ مَعْدول عَنْ فَاجِر لِلْمُبَالَغَةِ، وَلَا يُسْتَعمل إلَّا فِي النِّداء غَالِبًا.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ «فَجَّرْتَ بنَفْسك» أَيْ نسَبْتَها إِلَى الفُجُور، كَمَا يُقَالُ:
فَسَّقْته وكَفَّرْته.
(هـ) وَفِيهِ «كنتُ يومَ الفِجَار أُنَبِّل عَلَى عُمومَتي» هُوَ يَوْمُ حَرْبٍ كَانَتْ بَيْنَ قُريش ومَن مَعَهَا مِنْ كِنانة، وَبَيْنَ قَيْس عَيْلانَ فِي الجاهِلية. سُمّيت فِجَاراً لِأَنَّهَا كَانَتْ فِي الأْشهر الحُرُم.

زجو

زجو: {يزجي}: يسوق. {مزجاة}: قليلة مشتقة من يُزجي العيش أي: يقطعه بالقليل.

زجو


زَجَا(n. ac. زَجْو)
a. Drove along.
b.(n. ac. زَجْوزَجَآء []
, زُجُوّ [زُجُوّ]), Went well, succeeded.
c. Was collected without difficulty (tax).

زَجَّوَأَزْجَوَ
IVإِزْتَجَوَ
(د)
a. see I (a)
زَجَآء []
a. Success.

مُزَجًّى
a. Weak. _ast; زَحَّ(n. ac. زَجْو), Removed, thrust away.
b. Withdrew, retired.
زجو: التَّزْجِيةُ: دَفْعُ الشَّيْءِ كما تُزْجِّي البَقَرَةُ وَلَدَها أي تَسُوْقُه. والرِّيْحُ تُزْجي السَّحَابَ. والمُزْجى: القَليلُ، وكذلك المُزْجَاةُ. وزَجَا الخَرَاجُ يَزْجُو زَجَاءً مَمْدُوداً: إذا انْتَشَرَتْ جِبَايَتُه. والزَّجَاءُ: المُضِيُّ.
(ز ج و)

زَجا الشَّيْء يَزْجُو زَجْوا، وزُجُوّاً، وزَجَاء: تيَسّر واستقام.

وزَجَاءُ الْخراج: وَهُوَ تيَسّر جبايته.

وزَجَّى الشَّيْء، وأزجاه: سَاقه وَدفعه، وَفِي التَّنْزِيل: (ألم تَرَ أَن الله يُزْجِي سَحَابا) وَقَالَ الْأَعْشَى:

إِلَى هَوْذَةَ الوهَّابِ أُزْجِي مَطِيَّتي ... أُرَجِّى عَطاء فَاضلا من نوالكا

وَقيل: زجَّاه، وأزْجاه: سَاقه سوقا لينًا، وَبِه فسر بَعضهم قَول النَّابِغَة:

تُزْجِى الشمَال عَلَيْهِ جامد الْبرد

وَرجل مِزْجاء: كثير الإزجاء للمطي.

وبضاعة مُزْجاة: قَليلَة، وَفِي التَّنْزِيل: (وجِئْنَا ببضاعة مزجاة) وَقَالَ ثَعْلَب: بضَاعَة مزجاة: فِيهَا إغماض لم يتم صَلَاحهَا، وَقَوله، (فَتصدق علينا) أَي بِفضل مَا بَين الْجيد والرديء.

والمزَجَّى من كل شَيْء: الَّذِي لَيْسَ بتام الشّرف وَلَا غَيره من الْخلال المحمودة، قَالَ:

فَذَاك الْفَتى كلُّ الفَتىَ كَانَ بَينه ... وَبَين المُزَجَّى نَفْنَفٌ متباعِد

الْحِكَايَة عَن ابْن الْأَعرَابِي والانشاد لغيره.

وَقيل: إِن المُزَجَّى هُنَا كَانَ ابْن عَم لأهبان هَذَا المرثي، وَقد قيل: إِنَّه المسوق إِلَى الْكَرم على كره مِنْهُ.
زجو
زجَا يَزجُو، ازْجُ، زَجْوًا وزَجاءً وزُجُوًّا، فهو زاجٍ، والمفعول مزجُوّ
• زجا الشَّيءَ: ساقَه ودفَعه بِرِفْق "تَزجُو الرياحُ أوراقَ الشجر". 

أزجى يُزجي، أَزْجِ، إزجاءً، فهو مُزْجٍ، والمفعول مُزْجًى
• أزجى اللهُ الفلكَ: زجاها، ساقها، جعلها تمضي في رِفق "أزجي الفلاحُ ماشيتَه- {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ} - {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحَابًا} ".
• أزجى الشُّكر: قدّمه "أزجى شكره للمسئولين للاهتمام بقضيَّته". 

زجَّى يزجِّي، زَجِّ، تزجيةً، فهو مُزَجٍّ، والمفعول مُزَجًّى
• زجَّى فلانٌ الشَّيءَ: دفعه برفق "زجّى الفلاحُ حمارَه أمامه- زجَّى القائدُ السَّيّارة". 

إزجاء [مفرد]: مصدر أزجى. 

تزجية [مفرد]: مصدر زجَّى. 

زَجاء [مفرد]: مصدر زجَا. 

زَجْو [مفرد]: مصدر زجَا. 

زُجُوّ [مفرد]: مصدر زجَا. 

مُزْجًى [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أزجى.
2 - كلّ قليل رديء لا يقبله أحد " {مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ}: قليلة مردودة تُدفع وتُرفض رغبة عنها؛ لرداءتها وكسادها". 
زجو
: (و} زَجاهُ) {يَزْجُوهُ} زَجْواً: (ساقَهُ) سَوْقاً ضَعِيفاً رفِيقاً.
(و) أَيْضاً: (دَفَعَهُ) برِفْقٍ ليَنْساقَ؛ ( {كزَجَّاهُ) } تَزْجِيةً.
يقالُ: كيفَ {تُزَجِّي الأَيّامَ، أَي كيفَ تُدافِعُها؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
وصاحِبٍ ذِي غِمْرةٍ داجَيْتُهُ
زَجَّيْتُه بالقَوْلِ} وازْدَجَيْتُه أَنْشَدَه الأزهرِيُّ.
( {وأَزْجاهُ؛) وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ} يُزْجِي سَحاباً} وَقَوله تَعَالَى: {ربكُم الَّذِي يُزْجِي لَكُم الفُلْكَ فِي البَحْرِ} وقالَ ابنُ الرِّقاعِ:
{تُزْجِي أَغَنَّ كأَنَّ إِبْرةَ رَوْقِه
قَلَمٌ أَصابَ مِن الدَّواةِ مِدادُهاوقالَ الأَعْشى:
إِلَى هوذَةَ الوَهَّابِ} أُزْجِي مَطِيَّتي
أُرَجِّي عَطاءً فاضِلاً من نَوالِكا (و) {زَجا (الأَمْرُ} زَجْواً! وزُجُوّاً) ، كعُلُوَ، ( {وزَجاءً) ، كسَحابٍ: (تَيَسَّرَ واسْتَقامَ) .
وَمِنْه الحدِيثُ: (لَا} تَزْجُو صلاةٌ لَا يُقْرأُ فِيهَا بفاتِحَةِ الكِتابِ) ، أَي لَا تَسْتَقِيمُ وَلَا تَصِحُّ.
(و) مِنْهُ أَيْضاً: {زَجا (الخَراجُ} زَجاءً) : إِذا (تَيَسَّرَ جبايَتُه) .
وَفِي الصِّحاحِ: تَيَسَّرَتْ جِبايَتُه؛ زَاد فِي الأساسِ: وسَوْقه إِلَى أَهْلِه؛ وخَراجٌ {زاجٍ.
وَفِي المفْرداتِ: هُوَ مُسْتعارٌ مِن} أَزْجَيْتُ رَدِيءَ الدِّرْهَم {فزَجا.
(وفلانٌ) ضَحِكَ حَتَّى} زَجا: أَي (انْقَطَعَ ضَحِكُه) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(وبضاعَةٌ {مَزْجاةٌ: قَليلَةٌ) ؛ وَبِه فُسِّرَتِ الآيَةُ.
وَفِي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ: أَي يَسِيرَةٌ.
وَفِي الأساسِ: أَي خَسِيسَةٌ يدفَعُها كلُّ مَنْ عُرِضَتْ عَلَيْهِ.
وَفِي المِصْباح: تدفَعُ بهَا الأَيَّام لقلَّتِها.
وَفِي كتابِ الْغرَر والدرر للشَّريفِ المرتضى: أَي مسوقة شَيْئا بَعْدَ شيءٍ على قلَّةٍ وضَعْفٍ.
(أَو) بضاعَةٌ} مُزْجاةٌ فِيهَا إغْماضٌ (لم يَتِمَّ صَلاحُها) ؛ عَن ثَعْلَب؛ وَبِه فَسَّر الآيَةَ؛ قالَ: وقَوْله تَعَالَى: {وتصدَّق عَلَيْنا} ، أَي بفَضْلِ مَا بَيْنَ الجيّدِ والرَّدِيء.
وقالَ بعضُ المُفَسرين: قيلَ: كانتْ حَبَّةَ الخَضْراءِ والصَّنَوْبَرِ. وقيلَ: مَتاعُ الأَعْرابِ الصّوفُ والسّمْنُ، وقيلَ دَراهِمُ ناقِصَة.
( {والزَّجاءُ) ، كسَحابٍ: (النَّفاذُ فِي الأَمْرِ.
(و) يقالُ: (هُوَ} أَزْجَى مِنْهُ) بِهَذَا الأَمْرِ، أَي (أَشَدُّ نَفاذاً) فِيهِ مِنْهُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(! والزَّواجِي: ة بالمَهْجَمِ) مِن أَرْضِ اليَمَنِ.
قُلْتُ: الصَّوابُ أنَّ هَذَا بالحاءِ المُهْملَةِ.
قالَ الصَّاغانيُّ فِي التكْمِلَةِ بَعْدَ ذِكْرِه زَجا بِالْجِيم: رَحا بالحاءِ المُهْمِلَةِ وذَكَرَ فِيهَا الزَّواحِي، وقالَ: قَرْيَةٌ مِن مِخلافِ حران، ثمَّ مِن أَعْمالِ المَهْجَم، فتأَمَّل ذلكَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{أَزْجَيْتُ الدِّرْهَم} فزَجا: رَوَّجْته فَراجَ.
ورجُلٌ {مِزْجاءٌ: كثيرُ} الإِزجاءِ للمَطِيِّ.
{والمُزَجَّى مِن كِّل شيءٍ، كمُعَظَّم: الَّذِي ليسَ بتامِّ الشَّرف وَلَا غَيْره مِن الخِلالِ المَحْمودَةِ؛ قَالَ الشاعِرُ:
فذَاكَ الفَتى كلُّ الفَتَى كانَ بَيْنه
وبينَ} المُزَجَّى نَفْنَفٌ مُتَباعِدٌ وقيلَ: المُزَجَّى هُنَا كانَ ابنَ عمَ لأُهْبانَ هَذَا المَرْثِي، وَقد قيلَ: إنَّه الْمَسْبُوق إِلَى الكَرَمِ على كُرْهٍ مِنْهُ.
{وازْدَجاهُ: ساقَهُ؛ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ الَّذِي سَبَقَ:
} زَجَّيْتُه بالقَوْلِ {وازْدَجَيْتُه ورجُلٌ} مُزَجَ: أَي مُزَلِّج.
{وزَجَّى حاجَتِي: سَهَّلَ تَحْصِيلَها.
وَهُوَ} يَتَزَجَّى ببلاغٍ: يكْتَفي بِهِ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ:
{تَزَجَّ من دُنْياكَ بالبَلاغِ وَفِي التَّهْذِيبِ:} أَزْجَى الشيءَ {إزْجاءً: دافَعَ بقلِيلِهِ.
ويقالُ: هَذَا الأَمْرُ قد} زَجَوْنا عَلَيْهِ نَزْجُو.
قالَ وسَمِعْتُ فزارِيّاً يقولُ: أَنْتُم مَعْشَر الحاضِرَةِ قَبِلْتُم دُنْياكُم بقُبْلانٍ، وَنحن {نُزَجِّيها} زَجاةً، أَي نَتَبَلَّغ فِيهَا بقَلِيلِ القُوتِ ونَجْتَزِىءُ بِهِ.
! والمُزْجَى، كمُكْرَمٍ: الشيءُ القليلُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ؛ وقولُ الشاعِرِ: وحاجة غَيْرَ {مُزْجاةٍ مِنَ الحاجِ قالَ الراغبُ: أَي غَيْر يَسِيرةٍ يُمْكِنُ دَفْعها وسَوْقها لقلَّةِ الاعْتِدادِ بهَا.

زجو

1 زَجَا, (S, K,) aor. ـْ (S,) inf. n. زَجَآءٌ (S, K, and Ham p. 78) and زَجْوٌ (K and Ham) and زُجُوٌّ, (K,) It (a thing) went, or became urged on or along, quickly. (Ham ubi suprà: there indicated by the context, but not expressed.) b2: It (a bad piece of money) passed, or had currency. (Er-Rághib, TA.) b3: It (an affair) was, or became, easy; and right, in a right state, or right in its direction or tendency. (K, TA.) Hence the trad., لَا تَزْجُو صَلَاةٌ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ i. e. [A prayer in which the opening chapter of the Book (meaning the Kur-án) is not recited] will not be right. (TA.) b4: Also, inf. n. زَجَآءٌ, said of the [tax called] خَرَاج, It was, or became, easy of collection. (S.) b5: زَجَآءٌ also signifies The acting with penetrative energy, and effectiveness, in an affair. (S, K.) One says, هٰذَا الأَمْرُ قَدْ زَجَوْنَا عَلَيْهِ [app. meaning This affair, we have effected it, or accomplished it; like as one says, مَضَيْنَا عَلَى الأَمْرِ]. (T, TA.) And عَطَآءٌ قَلِيلٌ يَزْجُو خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ لَا يَزْجُو [A small gift that is effective is better than much that will not be effective]. (S.) A2: One says also, ضَحِكَ حَتَّى زَجَا i. e. [He laughed until] his laughing became stopped, or cut short. (S, K. *) A3: See also what next follows, in two places.2 زجّاهُ, (S, Msb, TA,) inf. n. تَزْجِيَةٌ, (S, TA,) He pushed it gently, (S, Msb, TA,) in order that it might go on; as also ↓ ازجاهُ; and ↓ زَجَاهُ, aor. ـْ inf. n. زَجْوٌ: and this last, he drove it, or urged it on, gently; (TA;) [and so زجّاهُ and ↓ ازجاهُ, as will be shown by what follows:] or ↓ زَجَاهُ signifies [simply] he drove it, or urged it on: and he pushed it: and so [app. in both of these senses] زجّاهُ and ↓ ازجاهُ. (K.) Hence, i. e. from زَجَّيْتُهُ meaning “ I pushed it gently,” (Har p. 304,) one says, كَيْفَ تُزَجِّى الأَيَّامَ (S, Har) i. e. كَيْفَ تُدَافِعُهَا [How dost thou strive with the days in pushing them on, or making them to pass away?]: (S:) or كيف تَدْفَعُهَا [how dost thou push on the days? and thus may mean also كيف تدافعها]: (Har:) [or how dost thou make the days to pass away? for] زجّى الأَيَّامَ means he made the days to pass away: (MA:) [or how dost thou pass the days? for it is also said that] تَزْجِيَةٌ signifies the passing [one's] days. (KL.) [زجّى الأَيَّامَ may be well rendered He made the days to pass away by means of exertion; and so دَفَعَهَا and دَافَعَهَا.

Har (ubi suprà) uses the phrase أُزَجِّى أَيَّامًا مُسْوَدَّةً as meaning I push on evil and hard days.] ↓ ازجى

الشَّىْءَ, also, inf. n. إِزْجَآءٌ, is expl. by Az as signifying دَافَعَ بِقَلِيلِهِ [app. meaning He strove to push on life, or to repel want or the like, with little of the thing]: and accord. to a saying heard by him from a man of the tribe of Fezárah, نُزَجِّىدُنْيَانَا [or the correct reading may be ↓ نُزْجِى, and accord. to either reading the phrase may be rendered We strive to push on life, or to repel want &c., with little of our worldly possessions,] means we content ourselves in respect of our worldly possessions with scanty sustenance. (TA. [See also 5.]) One says also CCC الإِبِلَ ↓ أَزْجَيْتُ I drove the camels. (S.) And CCC وَلَدَهَا ↓ البَقَرَةُ تُزْجِى

The [wild] cow drives her young one. (S.) الرِّيحُ السَّحَابَ ↓ تُزْجِىِ CCC The wind drives along the clouds: (S:) or drives along gently the clouds; as also تُزَجِّيهِ, but in an intensive sense. (Msb.) In like manner, سَحَابًا ↓ يُزْجِى is said of God, in the Kur [xxiv. 43]: and in the same [xvii. 68], رَبُّكُمُ الَّذِى

لَكُمُ الْفُلْكَ فِى البَحْرِ ↓ يُزْجِى CCC [Your Lord is He who driveth along for you the ship in the sea]. (TA.) And a poet says, ↓ زَجَّيْتُهُ بِالقَوْلِ وَازْدَجَيْتُهُ i. e. [I drove him with speech, and] urged him on: for اِزْدَجَاهُ signifies سَاقَهُ [like زَجَّاهُ &c.]. (TA.) b2: And زجّى حَاجَتِى He made easy the attainment of my want. (TA.) A2: زجّى الرُّمْحَ i. q. أَزَجَّهُ q. v. in art. زج. (TA in that art.) 4 أَزْجَوَ see 2, in ten places. ازجى also signifies He made money, or bad money, to pass, or be current. (Er-Rághib, TA.) 5 تَزَجَّيْتُ بِكَذَا I contented myself with such a thing: a rájiz says, تَزَجَّ مِنْ دُنْيَاكَ بِالبَلَاغِ [Content thyself with what is sufficient of thy worldly possessions]. (S. [See also 2.]) 8 إِزْتَجَوَ see 2, near the end of the paragraph.

أَزْجَى More penetrating and effective in an affair than another: (S, K:) so in the saying, فُلَانٌ أَزْجَى بِهٰذَا الأَمْرِ مِنْ فُلَانٍ [Such a one is more penetrating and effective in this affair than such a one]. (S, K. *) مُزْجًى, applied to a horse [or other beast], That is driven, or urged on, (يزجى, [i. e. يُزْجَى,]) in his pace, by little and little. (Ham p. 158.) b2: A small, or scanty, thing; (S, Er-Rághib, TA;) or such as is mean, or paltry; that may be pushed and driven away because of the little account that is made of it. (Er-Rághib, TA.) بِضَاعَةٌ مُزْجَاةٌ means Small, or scanty, merchandise; little in quantity: (S, K:) and so it is said to mean in the Kur [xii. 88]: or, as in some copies of the S, little, or mean, or paltry, merchandise: (TA:) or mean, or paltry, merchandise, rejected by every one to whom it is offered: (A, TA:) or merchandise wherewith the days are pushed on (تُدْفَعُ [i. e. made to pass away by means of exertion]) because of its scantiness: (Msb, TA: [for مُزْجَاةٌ بِهَا:]) or, accord. to the shereef El-Murtadà, merchandise driven along portion after portion, scantily and feebly: (TA:) or merchandise in respect of which a lowering of the price is demanded on account of its badness (فِيهَا إِغْمَاضٌ); (Th, TA;) not in perfect condition: (Th, K, TA:) thus, too, it is expl. as used in the Kur: and some say that what is there mentioned consisted of fruit of the terebinth-tree, or of صَنَوْبَر [app. here meaning pine-cones]: some say, of commodities of the Arabs of the desert, wool, and clarified butter: and some say, of deficient pieces of money. (TA.) مُزَجًّى Weak: so termed because of his lagging behind, and requiring to be urged on: (Ham p. 441:) or anything not perfect in nobility, nor in any other praiseworthy quality: or, as some say, one driven to generosity against his will: (TA:) and also, (TA,) applied to a man, i. q. مُزَلَّجٌ [q. v., app. here meaning deficient in manliness, or manly virtue, or the like]. (S, TA.) [الزَّمَانُ المُزَجَّى, a phrase used by Har, is expl. (p. 429) as meaning حَقُّهُ أَنْ يُزَجِّيهِ النَّاسُ, i. e. Time that requires men to push it on, or to make it to pass away by means-of exertion.]

مِزْجَآءٌ A man who urges on much the camel, or beast, that he rides. (TA.)

الضَّرُورَة الأزلية

الضَّرُورَة الأزلية: وَالْأول باسم الضَّرُورَة الذاتية فَإِن ضَرُورَة ثُبُوت الْحَيَوَان للْإنْسَان فِي وَقت وجوده فَهِيَ ضَرُورَة مُقَيّدَة إِذْ لَو لم يُوجد الْإِنْسَان أصلا لم يكن حَيَوَانا وَلَا يلْزم من ذَلِك محَال بِخِلَاف ضَرُورَة ثُبُوت الْمَحْمُول لَهُ تَعَالَى فَإِنَّهَا ضَرُورَة غير مُقَيّدَة بِشَرْط فَإِن انْتِفَاء ثُبُوت الْمَحْمُول لَهُ تَعَالَى مُسْتَحِيل لذاته. وَاعْلَم أَن الضَّرُورَة الأزلية أخص مُطلقًا من الضَّرُورَة الْمُطلقَة أَي الضَّرُورَة الذاتية وَأَن الْمنَافِي للضَّرُورَة الذاتية هُوَ الْإِمْكَان بِمَعْنى رفع الضَّرُورَة بِشَرْط الْوُجُود والمنافي للضَّرُورَة الذاتية هُوَ الْإِمْكَان الذاتي وَإِنَّمَا قُلْنَا بِشَرْط وجود الْمَوْضُوع فِي التَّعْرِيف لَا مَا دَامَ الْوُجُود أَي فِي جَمِيع أَوْقَات وجود الْمَوْضُوع لِئَلَّا يُرَاد أَنه لَو كَانَ معنى الضَّرُورَة الْمُطلقَة ضَرُورَة نِسْبَة الْمَحْمُول إِلَى الْمَوْضُوع فِي جَمِيع أَوْقَات وجوده لزم أَن لَا تصدق إِلَّا فِي مَادَّة الضَّرُورَة الأزلية لَا فِي مثل كل إِنْسَان مَوْجُود بِالضَّرُورَةِ فَيلْزم أَن لَا تكون الضَّرُورَة الْمُطلقَة أَعم من الضَّرُورَة الأزلية لِأَن وجود الْمَوْضُوع إِذا لم يكن ضَرُورِيًّا فِي وَقت وجوده لم يكن ثُبُوت الْمَحْمُول لَهُ ضَرُورِيًّا فِي ذَلِك الْوَقْت لكنه ضَرُورِيّ الثُّبُوت بِشَرْط وجوده. فَإِن قلت لما اعْتبر شَرط الْوُجُود فِي الضرورية الْمُطلقَة لم يبْق فرق فِي الْمَعْنى بَينهَا وَبَين الْمَشْرُوطَة الْعَامَّة فِيمَا إِذا كَانَ الْوَصْف العنواني مَفْهُوم الْوُجُود مثل كل مَوْجُود شَيْء بِالضَّرُورَةِ. قيل لَا مَحْذُور فِي ذَلِك لجَوَاز أَن تكون قَضِيَّة وَاحِدَة ضَرُورِيَّة مُطلقَة من حَيْثُ إِنَّهَا مُشْتَمِلَة على ضَرُورَة مُقَيّدَة بأوقات الْوُجُود مُطلقًا. ومشروطة عَامَّة من حَيْثُ إِنَّهَا مُشْتَمِلَة على ضَرُورَة مُقَيّدَة بأوقات الْوَصْف العنواني. هَذَا مَا يَلِيق بِهَذَا الْكتاب، وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.

سَفَرَ

(سَفَرَ)
فِيهِ «مَثَلُ الماهِر بِالْقُرْآنِ مَثَلُ السَّفَرَةِ» هُمُ الْمَلَائِكَةُ، جمعُ سَافِرٍ، والسَّافِرُ فِي الْأَصْلِ الْكَاتِبُ، سُمِّىَ بِهِ لِأَنَّهُ يبَين الشَّيْءَ ويُوَضِّحه.
وَمِنْهُ قوله تعالى بِأَيْدِي سَفَرَةٍ. كِرامٍ بَرَرَةٍ.
وَفِي حَدِيثِ الْمَسْحِ عَلَى الُخْفَّين «أُمِرْنَا إِذَا كُنَّا سَفْراً أَوْ مُسَافِرِينَ» ، الشكُّ مِنَ الرَّاوِي فِي السَّفْر وَالْمُسَافِرِينَ. السَّفْرُ: جمعُ سَافِرٍ، كَصَاحِبٍ وصَحْب. والْمُسَافِرُونَ جمعُ مُسَافِرٍ. والسَّفْرُ والْمُسَافِرُونَ بِمَعْنًى وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ قَالَ لأهلِ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ: يَا أهلَ البلَد صلُّوا أَرْبَعًا فإنَّا سَفْرٌ» ويُجْمَعُ السَّفْرُ عَلَى أَسْفَارٍ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ، وَذِكْرُ قَوْم لُوط قَالَ «وتُتُبِّعت أَسْفَارُهُمْ بالحجَارَة» أَيِ القَوم الَّذِينَ سَافَرُوا مِنْهُمْ.
(س) وَفِيهِ «أَسْفِرُوا بالفَجْر فَإِنَّهُ أعْظَم للأجْر» أَسْفَرَ الصبح إذ انكَشَف وأضاءَ.
قَالُوا: يَحتَمل أَنَّهُمْ حِينَ أَمَرَهُمْ بتَغْلِيس صلاةِ الفجْر فِي أَوَّلِ وقتِها كَانُوا يُصَلُّونها عِنْدَ الْفَجْرِ الْأَوَّلِ حِرصاً وَرَغْبَةً، فَقَالَ أَسْفِرُوا بِهَا: أَيْ أخّرُوها إِلَى أَنْ يَطلُع الفجْر الثَّاني وتتحقَّقُوه، ويُقَوّى ذَلِكَ أنَّه قَالَ لِبِلَالٍ: نّوِّر بِالْفَجْرِ قدْرَ مَا يُبْصِر القومُ مواقعَ نَبْلهم.
وَقِيلَ إنِّ الأمرَ بالإسْفار خاصٌّ فِي اللَّيالي المُقمرة؛ لِأَنَّ أَوَّلَ الصبُّح لَا يَتَبين فِيهَا، فأُمِرُوا بِالْإِسْفَارِ احْتِيَاطًا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «صَلُّوا المَغْرب والفِجَاجُ مُسْفِرَةٌ» أَيْ بَيِّنَةٌ مضيئةٌ لَا تخْفَى.
وَحَدِيثُ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ «كَانَ يَأتِينا بِلاَلٌ بِفطْرِنا ونحنُ مُسْفِرُونَ جِدّاً» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أمَرْت بِهَذَا البَيت فَسُفِرَ» أَيْ كُنِس. والْمِسْفَرَةُ: المِكْنَسة، وأصلُه الكشْف.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيِّ «أَنَّهُ سَفَرَ شَعْره» أَيِ استأصَله وَكَشَفَهُ عَنْ رَأْسِهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ «قَالَ: قرأتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفْراً سَفْراً، فَقَالَ:
هَكَذَا فاقْرأ» جَاءَ تفْسيره فِي الْحَدِيثِ «هَذّاً هَذَاً» قَالَ الحرْبي: إِنْ صَحَّ فَهُوَ مِنَ السُّرْعة وَالذَّهَابِ. يُقَالُ أَسْفَرَتِ الإبلُ إِذَا ذهَبت فِي الْأَرْضِ، وإلاَّ فَلَا أعْرف وجْهه .
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «أَنَّهُ قَالَ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. إِنَّ النَّاس قَدِ اسْتَسْفَرُونِي بينَك وَبَيْنَهُمْ» أَيْ جَعَلُوني سَفِيراً بينَك وبينَهم، وَهُوَ الرَّسُول المُصْلح بَيْنَ القَوم، يُقَالُ سَفَرْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ أَسْفِرُ سِفَارَةً إذا سعيت بينهم فى الإصلاح. (هـ) وَفِيهِ «فَوَضَعَ يدَه عَلَى رَأسِ البَعير ثُمَّ قَالَ: هَاتِ السِّفَارَ، فأخَذَه فوضَعه فِي رَأسه» السِّفَارُ: الزمامُ، والحديدةُ الَّتِي يُخْطمُ بِهَا البَعير ليّذِلّ ويَنْقَاد. يُقَالُ سَفَرْتُ البَعير وأَسْفَرْتُهُ:
إِذَا خَطَمته وذلَّلته بالسِّفار.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ابْغِني ثَلَاثَ رَوَاحِل مُسْفَرَات» أَيْ عَلَيْهِنَّ السِّفار، وَإِنْ رُوِيَ بِكَسْرِ الْفَاءِ فَمَعْنَاهُ القَوِية عَلَى السَّفَرِ، يُقَالُ مِنْهُ: أَسْفَرَ الْبَعِيرُ واسْتَسْفَرَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْبَاقِرِ «تصدَّقْ بجِلال بُدْنك وسُفْرِهَا» هُوَ جمعُ السِّفَارِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «قَالَ لَهُ ابنُ السَّعْدي: خَرجْت فِي السَّحر أَسْفِرُ فَرَسًا لِي، فمرْرت بمسْجِد بَني حَنِيفَةَ» أرادَ أَنَّهُ خَرَجَ يُدَمِّنُه عَلَى السَّير ويُرَوِّضه ليَقْوي عَلَى السَّفَر.
وَقِيلَ هُوَ مِنْ سَفَرْتُ البَعير إِذَا رَعَيته السَّفِير، وَهُوَ أسافلُ الزَّرع. ويُروى بِالْقَافِ وَالدَّالِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ «قَالَ: ذَبَحْنا شَاةً فجعلناَهَا سُفْرَتَنَا أَوْ فِي سُفْرَتِنا» السُّفْرَةُ طعامٌ يتَّخذه المُسَافر، وأكثُر مَا يُحمل فِي جِلْدٍ مُسْتدِير، فنُقِل اسمُ الطَّعام إِلَى الجِلْدِ وَسُمِّيَ بِهِ كَمَا سُمِّيت المَزَادة رَاوِيَةً، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَسْمَاءِ المَنقُولة. فالسُّفرة فِي طَعام السَّفَر كاللُّهنة للطَّعام الَّذِي يُؤْكَلُ بُكْرة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «صَنَعنا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِأَبِي بَكْر سُفْرَةً فِي جِرَابٍ» أَيْ طَعَامًا لمَّا هَاجَرَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ «لَوْلَا أصواتُ السَّافِرَةِ لَسَمِعْتُمْ وجْبَةَ الشَّمْسِ [وَ] السَّافِرَةُ أُمَّة مِنَ الرُّوم» ، هَكَذَا جَاءَ مُتَّصلا بِالْحَدِيثِ.

جامع عمرو بن العاص

جامع عمرو بن العاص
فهو في مصر وهو العامر المسكون، وكان عمرو بن العاص لما حاصر الحصن بالفسطاط نصب رايته بتلك المحلة فسميت محلة الراية إلى الآن، وكان موضع هذا الجامع جبّانة، حاز موضعه قيسبة بن كلثوم التجيبي ويكنى أبا عبد الرحمن ونزله، فلما رجعوا من الإسكندرية سأل عمرو بن العاص قيسبة في منزله هذا أن يجعله مسجدا فتصدق به قيسبة على المسلمين واختط مع قومه بني سوم في تجيب فبني سنة 21، وكان طوله خمسين ذراعا في عرض ثلاثين ذراعا، ويقال إنه وقف على إقامة قبلته ثمانون رجلا من الصحابة الكرام، منهم الزبير بن العوّام والمقداد بن الأسود وعبادة ابن الصامت وابو الدرداء وأبو ذرّ الغفاري وغيرهم، قيل إنها كانت مشرقة قليلا حتّى أعاد بناءها على ما هي اليوم قرّة بن شريك لما هدم المسجد في أيام الوليد بن عبد الملك وبناه، ثم ولي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري صحابي من قبل معاوية سنة 53 وبيّضه وزخرفه وزاد في أرجائه وأبّهته وكثّر مؤذّنيه، ثم لما ولي مصر قرة بن شريك العبسي في سنة 92 هدمه بأمر الوليد بن عبد الملك فزاد فيه ونمقه وحسّنه على عادة الوليد بن عبد الملك في بناء الجوامع، ثم ولي صالح بن علي بن عبد الله بن العباس في أيام السفاح فزاد أيضا فيه، وهو أول من ولي مصر من بني هاشم، وذلك في سنة 133، ويقال إنه أدخل في الجامع دار الزبير بن العوّام، ثم ولي موسى بن عيسى في أيام الرشيد في سنة 175 فزاد فيه أيضا، ثم قدم عبد الله بن طاهر بن الحسين في أيام المأمون في سنة 211 لقتال الخوارج ولما ظفر بهم ورجع أمر بالزيادة في الجامع فزيد فيه من غربيه، وكان وروده إلى مصر في ربيع الأول وخروجه في رجب من هذه السنة، ثم زاد فيه في أيام المعتصم أبو أيوب أحمد بن محمد بن شجاع ابن أخت أبي الوزير أحمد بن خالد، وكان صاحب الخراج بمصر، وذلك في سنة 258، ثم وقع في الجامع حريق في سنة 275 فهلك فيه أكثر زيادة عبد الله بن طاهر فأمر خمارويه بن أحمد بن طولون بعمارته وكتب اسمه عليه، ثم زاد فيه أبو حفص عمر القاضي العباسي في رجب سنة 336، ثم زاد فيه أبو بكر محمد بن عبد الله بن الخازن رواقا واحدا مقداره تسعة أذرع في سنة 357 ومات قبل تتمتها فأتمها ابنه علي وفرغت في سنة 358، ثم زاد فيه في أيام الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس الفوّارة التي تحت قبة بيت المال وذلك في سنة 378 وجدد الحاكم بياض مسجد الجامع وقلع ما كان عليه من الفسفس وبيّض مواضعه، قال الشريف محمد بن أسعد ابن علي بن الحسن الجوّاني المعروف بابن النحوي في كتاب سماه النّقط لمعجم ما أشكل عليه من الخطط:
وكان السبب في خراب الفسطاط وإخلاء الخطط حتى بقيت كالتلال أنه توالت في أيام المستنصر بن الظاهر بن الحاكم سبع سنين أولها سنة 457 إلى سنة 464 من الغلاء والوباء الذي أفنى أهلها وخرب دورها ثم ورد أمير الجيوش بدر الجمالي من الشام في سنة 466 وقد عم الخراب جانبي الفسطاط الشرقي والغربي، فأما الغربي فخرب الشرف منه ومن قنطرة خليج بني وائل مع عقبة يحصب إلى الشرف ومراد والعبسيين وحبشان وأعين والكلاع والالبوع والاكحول والرّبذ والقرافة، ومن الشرقي الصدف وغافق وحضرموت والمقوقف والبقنق والعسكر إلى المنظر والمعافر بأجمعها إلى دار أبي قتيل وهو الكوم الذي شرقي عفصة الكبرى وهي سقاية ابن طولون، فدخل أمير الجيوش مصر وهذه المواضع خاوية على عروشها وقد أقام النيل سبع سنين يمدّ وينزل فلا يجد من يزرع الأرض، وقد بقي من أهل مصر بقايا يسيرة ضعيفة كاسفة البال وقد انقطعت عنها الطرق وخيفت السبل وبلغ الحال بهم إلى أن الرغيف الذي وزنه رطل من الخبز يباع في زقاق القناديل كبيع الطّرف في النداء بأربعة عشر درهما وبخمسة عشر درهما ويباع إردب القمح بثمانين دينارا، ثم عرم ذلك وتزايد إلى أن أكلت الدوابّ والكلاب والقطاط ثم اشتدت الحال إلى أن أكل الرجال الرجال ولذلك سمي الزقاق الذي يحضره الغشم زقاق القتلى لما كان يقتل فيه، وكان جماعة من العبيد الأقوياء قد سكنوا بيوتا قصيرة السقوف قريبة ممن يسعى في الطرقات ويطوف وقد أعدوا سكاكين وخطاطيف وهراوات ومجاذيف فإذا اجتاز أحد في الطريق رموا عليه الكلاليب وأشالوه إليهم في أقرب وقت وأسرع أمر ثم ضربوه بتلك الهراوات والأخشاب وشرحوا لحمه وشووه وأكلوه، فلما دخل أمير الجيوش فسّح للناس والعسكر في عمارة المساكن مما خرّب فعمّروا بعضه وبقي بعضه على خرابه، ثم اتفق في سنة 564 نزول الأفرنج على القاهرة فأضرمت النار في مصر لئلا يملكها العدوّ إذ لم يكن لهم بها طاقة، قال: ومن الدليل على دثور الخطط أنني سمعت الأمير تأييد الدولة تميم بن محمد المعروف بالصمصام يقول: حدثني القاضي أبو الحسن علي بن الحسين الخلعي يقول عن القاضي أبي عبد الله القضاعي انه قال: كان في مصر من المساجد ستة وثلاثون ألف مسجد وثمانية آلاف شارع مسلوك وألف ومائة وسبعون حمّاما، وفي سنة 572 قدم صلاح الدين يوسف بن أيوب من الشام بعد تملكه عليها إلى مصر وأمر ببناء سور على الفسطاط والقاهرة والقلعة التي على جبل المقطم فذرع دوره فكان تسعة وعشرين ألف ذراع وثلاثمائة ذراع بالذراع الهاشمي، ولم يزل العمل فيه إلى أن مات صلاح الدين فبلغ دوره على هذا سبعة أميال ونصف الميل وهي فرسخان ونصف.

هلع

هلع


هَلِعَ(n. ac. هَلَع)
a. Was uneasy.

هَلَعa. Uneasiness; alarm.

هَلِعa. Restless; nervous; terrorstricken.

هُلَعa. Impatient; greedy.

هُلَعَةa. see 5 & 9
هَاْلِعa. Quick (ostrich).
هَلُوْعa. see 5 & 9
هِلَّع
a. Kid.

هَوْلَع
a. see 21
(هلع)
هلعا جزع جزعا شَدِيدا فَهُوَ هلع وَهِي هلعة وَهُوَ وَهِي هَالِع وهلوع وهلواع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن الْإِنْسَان خلق هلوعا} شَدِيد الْجزع والبخيل شح بِالْمَالِ وَالرجل جَاع
هـ ل ع

رجل هلوع وهلع، وبه هلع: جزع شديد. وناقة هلواعٌ: سريعة.
هـ ل ع : هَلِعَ هَلَعًا مِنْ بَابِ تَعِبَ جَزِعَ فَهُوَ هَلِعٌ وَهَلُوعٌ مُبَالَغَةٌ 
هلع: {هلوعا}: ضجورا. والهلاع إسراع الجزع. 
[هلع] نه: فيه: من شر ما أعطى العبد شح "هالع" وجبن خالع، الهلع: أشد الجزع والضجر. وفيه: إنها لمسياع "هلواع"، هي التي فيها خفة وحدة.
هلع
الهَلَعُ: شدَّة الحِرْص. والجَزَع، رجلٌ هَلُوْع وهُلَع وهِلْواع وهِلْواعَة. وناقةٌ هِلْواعَةٌ: سريعةٌ حَديدة. والهَوَالِعُ: النَّعام؛ لذلك أيضاً. ورجلٌ هَوْلَع: سريع. والهَيْلَعُ: الضعيف. وذئبٌ هُلَعٌ بُلَع: لِشدًة حِرصه.
(هلع) - في حديث هشام في صِفَة ناقة: "إنها لَمِسْيَاعٌ هِلْواعٌ" الهِلْواعُ: التي فيها نَزَقٌ وخِفَّةٌ؛ أي سَريعة حدِيدَةٌ؛ مِن قَولهم: هَلِع: إذا جَزَعَ وخَفَّ؛ وَهو مبالغة الهَلَع. والهَوالِعُ: النَّعامُ لِسُرعَتِها وحِدَّتِها.
هـ ل ع: (الْهَلَعُ) أَفْحَشُ الْجَزَعِ وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (هَلِعٌ) وَ (هَلُوعٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «مِنْ شَرِّ مَا أُوتِيَ الْعَبْدُ شُحٌ (هَالِعٌ) وَجُبْنٌ خَالِعٌ» أَيْ يَجْزَعُ فِيهِ الْعَبْدُ وَيَحْزَنُ كَيَوْمٍ عَاصِفٍ وَلَيْلٍ نَائِمٍ. وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَالِعٌ جَاءَ لِلِازْدِوَاجِ مَعَ خَالِعٍ. وَالْخَالِعُ الَّذِي كَأَنَّهُ يَخْلَعُ فُؤَادَهُ لِشِدَّتِهِ. 
هلع وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِن من شَرّ مَا 87 / الف أعطي / العَبْد أَو كَلَام هَذَا مَعْنَاهُ شُحّ هَالِع وَجبن خَالع. قَالَ أَبُو عُبَيْد: أما قَوْله: الهالع فَإِنَّهُ المحزن وَأَصله من الْجزع قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَالِاسْم مِنْهُ الهُلاع وَهُوَ أَشد الْجزع [وَقد رُوِيَ عَن الْحسن فِي قَوْله {اِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوْعَاً} قَالَ: بَخِيلًا بِالْخَيرِ -] ويروى عَن عِكْرِمَة فِي قَوْله: هلوعا قَالَ: ضجورا
هلع:
قدّم لنا (فوك) اسم المصدر timere: هلوع بجانب هَلَع. وفي (الكامل 4:536): والهلَع من الجبن عند ملاقاة الأقران. وفقهاء اللغة العربي يفسّرون الهلع ب الجَزع؛ أنظر (أبي الفرج2:481): هلعوا وجزعوا أفحش الجزع. وفي (4:518): هلعوا وجزعوا كثيراً.
أهلع: أثار القلق والخوف (الكامل 7:533 و 4:536): (= افزع وروّع).
هلَع: خوف، قلق وهو المرادف ل: جزّع (عبد الواحد 15:99): وقد خامرهم الجزع وخالط قلوبهم الهلع (المقري 7:396:1): وحصل له في هذه النكبة من الهلع والجزع ما لا يُظن انه يصدر من مثله. وفي (3:808:2): ولم يظهروا مع ذلك هلعاً ولا ضعفاً.
هلِع: مملوء خوفاً (كليلة ودمنة 4:214): فأفلت هلعاً على وجهه.
هلاعّ = هَلَعَ؛ الكامل 536:8. هلوع: باللاتينية timidus ( المعجم اللاتيني) (قرطاس 3:186). وولى ولده المنتصر صبياً صغيراً هلوعاً لم يبلغ الحلم ولا جرّب الأمور.
[هلع] الهَلَعُ: أفحشُ الجزعِ. وقد هَلِعَ بالكسر، فهو هَلِعٌ وهَلوعٌ. وقد جاء في الحديث: " من شرِّ ما أوتِيَ العبدُ شُحٌّ هالِعٌ، وجبنٌ خالِعٌ " أي يجزع فيه العبد ويحزن، كما يقال: يوم عاصف، وليل نائم. ويحتمل أيضا أن يكون هالع لمكان خالع للازدواج. والخالع: الذى كأنه يخلع فؤاده لشدته. وحكى يعقوب: رجل هلعة، مثال همزة، إذا كان يهلع ويجزع ويستجيع سريعا. ويقال: ماله هلع ولا هلعة، أي ماله جدى ولا عناق. ويقال: ناقةٌ هِلْواعٌ وهِلْواعَةٌ، أي سريعةٌ حديدةٌ مِذْعانٌ. وقد هَلْوَعَتْ أي أسرعتْ. وذئبٌ هُلَعٌ بُلَعٌ. فالهَلَعُ من الحرص، والبَلَعُ من الابتلاع. والهالِعُ: النعامُ السريعُ في مضيه، والنعامة هالعة.
هـلع
هلَعَ يَهلَع، هَلْعًا، فهو هالع
• هلَع الرَّجلُ عندما جاءه نبأ الوفاة: جزِع. 

هلِعَ يهلَع، هَلَعًا وهُلوعًا، فهو هَلِع وهَلوع
• هلِع فلانٌ:
1 - جزِع، خاف خوفًا شديدًا "أصيب النّاسُ
 بالهَلَع جرّاء الزّلزال- {إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا} ".
2 - جاعَ. 

هَلْع [مفرد]: مصدر هلَعَ. 

هَلَع [مفرد]: مصدر هلِعَ.
• الهَلَع: (نف) خوف مرضيّ مبالغ فيه أنواعه كثيرة، ومن أمثلته الخوف من الفأر والخوف من الأمكنة العالية وغيرهما، وهو في كلّ الأحوال خوف غير معقول وغير مبرَّر. 

هَلِع [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هلِعَ.
2 - حزين "أصبح هلِعًا بعد أن فقد زوجتَه". 

هَلوع [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هلِعَ.
2 - مَنْ يحرص على المال "تصدَّق على المحتاجين ولا تكن هَلوعًا- {إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا} ". 

هُلوع [مفرد]: مصدر هلِعَ. 

هلع: الهَلَعُ: الحِرْصُ، وقيل: الجَزَعُ وقِلّةُ الصبرِ، وقيل: هو

أَسْوأُ الجَزَعِ وأَفْحَشُه، هَلِعَ يَهْلَعُ هَلَعاً وهُلوعاً، فهو هَلِعٌ

وهَلُوعٌ؛ ومنه قول هشام بن عبد الملك لِشَبَّةَ بن عَقَّالٍ حين أَراد

أَن يقبِّل يده: مَهْلاً يا شبَّةُ فإِن العرب لا تفعل هذا إِلا هُلُوعاً

وإِن العَجَم لم تفعله إِلا خُضوعاً. والهِلاعُ والهُلاعُ: كالهُلُوعِ.

ورجلٌ هَلِعٌ وهالِعٌ وهَلُوعٌ وهِلْواعٌ وهِلْواعةٌ: جَزُوعٌ حرِيصٌ.

والهَلَعُ: الحُزْنُ، تميميَّة. والهَلِعُ: الحَزِينُ. وشُحٌّ هالِعٌ:

مُحْزِنٌ. وفي التنزيل: إِنّ الإِنسان خُلِقَ هَلُوعاً؛ قال معمر والحسن: هو

الشَّرِهُ، وقال الفراء: الهَلُوعُ الضَّجُورُ، وصفته كما قال تعالى: إِذا

مَسَّه الشر جَزُوعاً وإِذا مسه الخيرُ مَنُوعاً، فهذه صفته.

والهَلُوعُ: الذي يَفْزَعُ ويَجْزَعُ من الشرّ. قال ابن بري: قال أَبو العباس

المبرد: رجلٌ هَلُوعٌ إِذا كان لا يصبر على خير ولا شرّ حتى يفعل في كل واحد

منهما غير الحق، وأَورد الآية وقال بعدها: قال الشاعر:

ولي قَلْبٌ سَقِيمٌ ليس يَصْخُو،

ونَفْسٌ ما تُفِيقُ من الهُلاعِ

وفي الحديث: من شَرِّ ما أُعْطِيَ المَرءُ شُحٌّ هالِعٌ وجُبْنٌ خالِعٌ

أَي يَجْزَعُ فيه العبدُ ويَحْزَنُ كما يقال: يومٌ عاصِفٌ ولَيْلٌ

نائِمٌ، ويحتمل أَيضاً أَن يقول هالِعٌ للازدواج مع خالِع، والخالِعُ: الذي

كأَنه يَخْلَعُ فُؤادَه لشِدَّتِه. وهَلِعَ هَلَعاً: جاعَ. والهَلَعُ

والهُلاعُ والهَلَعانُ: الجُبْنُ عند اللِّقاءِ. وحكى يعقوب: رجل هُلَعةٌ مثل

هُمَزةٍ إِذا كان يَهْلَعُ ويَجْزَعُ ويَسْتَجِيعُ سَرِيعاً.

وفي ترجمة هَرع قال أَبو عمرو: الهَيْرَعُ والهَيْلَعُ الضعيف. ابن

الأَعرابي: الهَوْلَعُ الجَزِعُ. وذئبٌ هَلَعٌ بُلَعٌ؛ الهُلَعُ من الحِرْصِ

أَي الحَرِيصُ على الشيء، والبُلَعُ من الابْتِلاعِ. ورجل هَمَلَّعٌ

وهَوَلَّعٌ: وهو من السرْعةِ.

وناقة هِلْواعٌ وهِلْواعةٌ: سَرِيعةٌ شَهْمةُ الفُؤادِ تخافُ السَّوْط.

وفي حديث هشام: إِنها لَمِسْياعٌ هِلْواعٌ، هي التي فيها خفَّة وحِدَّةٌ،

وقيل: سَرِيعةٌ شديدةٌ مِذْعانٌ؛ أَنشد ثعلب للطرمّاح:

قد تَبَطَّنْتُ بِهِلْواعةٍ،

غُبْر أَسْفرٍ كَتُومِ البُغام

وقيل: هي التي تَضْجَرُ فَتُسْرِعُ في السير، وقد هَلْوَعَتْ هَلْوَعةٍ

أَي أَسْرَعَتْ ومَضَتْ وجَدَّت.والهَوالِعُ من النّعامِ، والهالِعُ:

النعامُ السَّرِيعُ في مُضِيِّهِ. ونَعَامةٌ هالِعٌ وهالِعةٌ: نافرةٌ، وقيل:

حَدِيدةٌ في مُضِيِّها؛ وأَنشد الباهِليّ للمُسَيَّب بن عَلَسٍ يصف ناقة

شبهها بالنعامة:

صَكَّاء ذِعْلِبة إِذا اسْتَدْبَرْتَها

حَرَج إِذا اسْتَقْبَلْتَها هِلْواع

وناقة هِلْواعٌ: فيها نَزَقٌ وخِفَّةٌ، وقيل: هي النَّفُورُ. وقال

الباهلي: قوله صَكَّاءُ شبهها بالنعامة ثم وصف النعامةَ بالصَّكَكِ، وليس

الصَّكَّاءُ من وصْفِ الناقةِ. وهَلْوَعْتُ: مَضَيْتُ نافِراً، وقيل:

مَضَيْتُ فأَسْرَعْتُ. والهُلائِعُ: اللَّئيمُ. و ما له هِلَّعٌ ولا هِلَّعةٌ

أَي ما لَه شيء قليل، وقيل: ما له هِلَّعٌ ولا هِلَّعةٌ أَي ما له جَدْيٌ

ولا عَناقٌ. قال اللحياني: الهِلَّع الجدي، والهِلَّعة العناق،

فَفَصَّلَها.

هلع
الهَلَعُ، مُحَرَّكَةً: الجَزَعُ وقِلَّةُ الصَّبْرِ، وقيلَ: هُوَ أفْحَشُ الجَزَعِ وأسْوَؤُه.
ويُقَالُ: ذِئْبٌ هُلَعٌ بُلَعٌ، كصُرَدٍ فيهمَا، فالهُلَعُ: الحَرِيصُ، والبُلَعُ: المُبْتَلِعُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ قلتُ: وَقد اخْتُصِرَ ذلكَ فرُكِّبَ وقيلَ: ذِئْبٌ هُلَبِعٌ، كعُلَبِطٍ، لحِرْصِهِ على البَلْعِ، كَمَا تَقَدَّمَ ذَلِك عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَهَذَا يُقَوِّي من ذَهَبَ إِلَى أَن الكَلِمَةَ مَنْحُوتَةٌ.
وَفِي التَّنْزِيلِ قَوْلُه تَعَالَى: إنّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً، واخْتُلِفَ فِي تَفْسِيرِ الهَلُوع فقيلَ: هُوَ مَنْ يَجْزَعُ ويَفْزَعُ منَ الشَّرِّ، وقيلَ: هُوَ الّذِي يَحْرِصُ ويَشِحُّ على المالِ، وقالَ مَعْمَرُ والحَسَنُ: هُوَ الشَّرِهُ، أَو الضَّجُورُ، قالَهُ الفَرّاءُ، قالَ: وصِفَتُه كَمَا قالَ اللهُ تَعَالَى: إِذا مَسَّه الشَّرُّ جَزُوعاً. وَإِذا مَسَّهُ الخَيْرُ مَنُوعاً. فَهَذِهِ صِفَتُه، وقيلَ: هُوَ الّذِي لَا يَصْبِرُ على المَصَائِبِ. وقالَ ابنُ بَرِّيّ: قَالَ أَبُو العَبّاسِ المُبَرِّدُ: رَجُلٌ هَلُوعٌ: إِذا كانَ لَا يَصْبِرُ على خَيْرٍ وَلَا شَرٍّ حَتَّى يَفْعَلَ فِي كُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا غَيْرَ الحَقِّ، وأوْرَدَ الآيَةَ.
قالَ الجَوْهَرِيُّ: وحكَى يَعْقوبُ: رَجُلٌ هُلَعَةٌ، كهُمَزَةَ، وَهُوَ: من يَهْلَعُ ويَجْزَعُ ويَسْتَجِيعُ سَرِيعاً.
وقالَ ابنُ عَبّادِ: الهَوْلَعُ كجَوْهَرٍ: السَّرِيعُ.
وقالَ أَبُو عَمْروٍ: الهَيْلَعُ، كحَيْدَرٍ: الضَّعِيفُ، كالهَيْرَعِ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الهِلْواعَةُ، بالكَسْرِ: الحَرِيصُ.
وهُوَ النَّفُورُ حِدّةً ونَشَاطَاً. نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن بَعْضِهِمْ.
والهِلْوَاعَةُ: السَّرِيعَةُ الخَفِيفَةُ، الحَديدَةُ المِذْعانُ، شَهْمَةُ الفُؤَادِ من النُّوقِ الّتِي تَخافُ السَّوطَ، كالهِلْواعِ، ومنْهُ حديثُ هِشَامٍ: إِنَّهَا لمِيْسَاعٌ هِلْواعٌ، وأنْشَدَ ثَعْلَبٌ للطِّرِمّاحِ:
(قَدْ تَبَطَّنْتُ بهِلْواعَةٍ ... عُبْرِ أسْفَارٍ كَتُومِ البُغامِ)
وقيلَ: هيَ الّتِي تَضْجَرُ فتُسْرِعُ فِي السَّيْرِ، وأنْشَدَ الباهِلِيُّ للمُسَيَّبِ بنِ عَلَسِ، يَصِفُ ناقَةً، شَبَّهَهَا بالنَّعَامَةِ:
(صَكّاءَ ذِعْلِبَةٍ إِذا اسْتَدْبَرْتَها ... حَرَِجٍ إِذا اسْتَقْبَلْتَها هِلْواعِ)
وقالَ أَبُو قَيْسِ بنُ الأسْلَتِ:
(وأقْطَعُ الخَرْقَ يُخَافُ الرَّدَى ... فيهِ على أدْمَاءَ هِلْواعِ)

والهالِعُ: النَّعَامُ السَّرِيعُ فِي مُضِيِّهِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ قالَ: والنَّعَامَةُ هالِعَةٌ.
وقالَ غَيرُه: نَعامَةٌ هالِعٌ وهالِعَةٌ: نافِرَةٌ، وقيلَ: حَديدَةٌ، وهُنَّ هَوَالِعُ.
ويُقَالُ: مالَهُ هِلَّعٌ وَلَا هِلَّعَةٌ، كإمَّرٍ وإمَّرَةٍ، أَي: مالَهُ جَدْيٌ وَلَا عَنَاقٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وقالَ اللِّحْيَانِيِّ: الهِلَّعُ: الجَدْيُ، والهِلَّعَةُ: العَنَاقُ، ففَصَّلَهَا، وقيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِم: مالَهُ هِلَّعٌ وَلَا هِلَّعَةٌ، أَي: مالَهُ شَيءٌ قَليلٌ.
وهَلْوَعَ: أسْرَعَ وقيلَ: مَضَِى نافِراً، وهَلْوَعَتِ النَّاقَةُ هَلْوَعَةً: أسْرَعَتْ ومَضَتْ وجَدَّتْ.
والهِلْيَاعُ بالكَسْرِ: سَبُعٌ صَغِيرٌ، قالَهُ ابنُ فارِسٍ أَو هُوَ: ذَكَرَ الدَّلادِلِ كَمَا قالَهُ العُزَيْزِيُّ فِي تَكْمِلَةِ العَيْنِ، أَو الصَّوَاب بالغين الْمُعْجَمَة كَمَا ذكَرَهُ اللَّيْثُ. وابنُ دُرَيدٍ ونَبَّهَ عليهِ الصّاغَانِيُّ وسيأْتِي للمُصَنِّفِ هُنَاك.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ: الهَلَعُ، مُحَرَّكَةً: الحِرْصُ.
والهُلُوعُ بالضَّمِّ: مَصْدَرُ هَلِعَ يَهْلَعُ كفَرِحَ: إِذا حَرَصَ، فهُوَ هَلِعٌ ككَتِفٍ، وَمِنْه قَوْلُ هِشَام بن عَبْدِ المَلِكِ لشَبَّةَ ابنِ عَقّالٍ، حينَ أرادَ أنْ يُقَبِّلَ يدَهُ: مَهْلاً يَا شَبَّةُ، فإنَّ العَرَبَ لَا تَفْعَلُ هَذَا إِلَّا هُلُوعاً، وإنَّ العَجَمَ لمْ تَفْعَلْهُ إِلَّا خُضوعاً.
والهِلاعُ، والهُلاعُ، ككِتابٍ: وغُرابٍ: الهُلُوعُ، وأنْشَدَ المُبَرِّدُ:
(وَلِي قَلْبٌ سَقيمٌ لَيْسَ يَصْحُو ... ونَفْسٌ مَا تُفِيقُ منَ الهُلاعِ)
ورَجُلٌ هالِعٌ، وهِلْواعٌ: جَزُوعٌ حَرِيصٌ.
والهَلَعُ، مُحَرَّكَةً: الحُزْنُ، تَمِيمِيَّةٌ.
والهَلِعُ: الحَزِينُ.
وشُحٌّ هالِعٌ: مُحْزِنٌ، كقَوْلِهِمْ: يَوْمٌ عاصِفٌ، ولَيْلٌ نائِمٌ. وهَلِعَ، كفَرِحَ: جاعَ.
والهَلَعُ، والهُلاعُ، والهَلَعانُ: الجُبْنُ عِنْدَ اللِّقَاءِ.
والهَوْلَعُ: الجَزِعُ، عَن ابْنِ الأعْرابِيِّ.
وقالَ الأشْجَعِيُّ: رَجُلٌ هَمَلَّعٌ وهَوَلَّعٌ، كعَمَلَّسٍ فيهِمَا، أَي: سَرِيعٌ.
والهِلْواعُ: الحَرِيصُ.)
والهُلائعُ، كعُلابِطٍ: اللَّئِيمُ، ولَيْسَ بتَصْحِيفِ الهُلابِعِ، بالباءِ.

عَنَى 

(عَنَى) الْعَيْنُ وَالنُّونُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ: الْأَوَّلُ الْقَصْدُ لِلشَّيْءِ بِانْكِمَاشٍ فِيهِ وَحِرْصٍ عَلَيْهِ، وَالثَّانِي دَالٌّ عَلَى خُضُوعٍ وَذُلٍّ، وَالثَّالِثُ ظُهُورُ شَيْءٍ وَبُرُوزُهُ.

فَالْأَوَّلُ مِنْهُ عُنِيتُ بِالْأَمْرِ وَبِالْحَاجَةِ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَنِيَ بِحَاجَتِي وَعُنِيَ - وَغَيْرُهُ قَالَ أَيْضًا ذَلِكَ. وَيُقَالُ مِثْلُ ذَلِكَ: تَعَنَّيْتُ أَيْضًا، كُلُّ ذَلِكَ يُقَالُ - عِنَايَةً وَعُنِيًّا فَأَنَا مَعْنِيٌّ بِهِ وَعَنٍ بِهِ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: لَا يُقَالُ عَنِيَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ عَانٍ بِأَمْرِي، أَيْ مَعْنِيٌّ بِهِ. وَأَنْشَدَ:

عَانٍ بِقَصْوَاهَا طَوِيلُ الشُّغْلِ ... لَهُ جَفِيرَانِ وَأَيُّ نَبْلِ

وَمِنَ الْبَابِ: عَنَانِي هَذَا الْأَمْرُ يَعْنِينِي عِنَايَةً، وَأَنَا مَعْنِيٌّ [بِهِ] وَاعْتَنَيْتُ بِهِ وَبِأَمْرِهِ.

وَالْأَصْلُ الثَّانِي قَوْلُهُمْ: عَنَا يَعْنُو، إِذَا خَضَعَ. وَالْأَسِيرُ عَانٍ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَعْنِ هَذَا الْأَسِيرَ، أَيْ دَعْهُ حَتَّى يَيْبَسَ الْقِدُّ عَلَيْهِ. قَالَ زُهَيْرٌ: وَلَوْلَا أَنْ يَنَالَ أَبَا طَرِيفٍ ... إِسَارٌ مِنْ مَلِيكٍ أَوْ عَنَاءُ

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعُنُوُّ وَالْعَنَاءُ: مَصْدَرٌ لِلْعَانِي. يُقَالُ عَانٍ أَقَرَّ بِالْعُنُوِّ، وَهُوَ الْأَسِيرُ. وَالْعَانِي: الْخَاضِعُ الْمُتَذَلِّلُ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه: 111] . وَهِيَ تَعْنُو عُنُوًّا. وَيُقَالُ لِلْأَسِيرِ: عَنَّا يَعْنُو. قَالَ:

وَلَا يُقَالُ طَوَالَ الدَّهْرِ عَانِيهَا

وَرُبَّمَا قَالُوا: أَعْنُوهُ، أَيْ أَلْقُوهُ فِي الْإِسَارِ. وَكَانَتْ تَلْبِيَةُ أَهْلِ الْيَمَنِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ هَذَا:

جَاءَتْ إِلَيْكَ عَانِيَهْ ... عِبَادُكَ الْيَمَانِيَهْ كَيْمَا تَحُجَّ الثَّانِيَهْ

عَلَى قِلَاصٍ نَاجِيَهْ

وَيَقُولُونَ: الْعَانِي: الْعَبْدُ. وَالْعَانِيَةُ: الْأَمَةُ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَأَعْنَيْتُهُ إِذَا جَعَلْتَهُ مَمْلُوكًا. وَهُوَ عَانٍ بَيِّنُ الْعَنَاءِ. وَالْعَنْوَةُ: الْقَهْرُ. يُقَالُ أَخَذْنَاهَا عَنْوَةً، أَيْ قَهْرًا بِالسَّيْفِ. وَيُقَالُ: جِئْتُ إِلَيْكَ عَانِيًا، أَيْ خَاضِعًا. وَيَقُولُونَ: الْعَنْوَةُ: الطَّاعَةُ. قَالَ:

هَلْ أَنْتَ مُطِيعِي أَيُّهَا الْقَلْبُ عَنْوَةً

وَالْعَنَاءُ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مِنْ هَذَا. قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: رُبَّتْ عَنْوَةٍ لَكَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ، أَيْ: عَنَاءٍ. قَالَ الْقَطَامِيُّ:

وَنَأَتْ بِحَاجَتِنَا وَرُبَّتَ عَنْوَةٍ ... لَكَ مِنْ مُوَاعِدِهَا الَّتِي لَمْ تَصْدُقِ قَالُوا: وَتَقُولُ الْعَرَبُ: عَنَوْتُ عِنْدَ فُلَانٍ عُنُوًّا، إِذَا كُنْتَ أَسِيرًا عِنْدَهُ. وَيَقُولُونَ فِي الدُّعَاءِ عَلَى الْأَسِيرِ: لَا فَكَّ اللَّهُ عُنْوَتَهُ! بِالضَّمِّ، أَيْ إِسَارَهُ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ، وَهُوَ عِنْدَنَا قِيَاسٌ صَحِيحٌ: الْعَنِيَّةُ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تُعَنِّي كَأَنَّهَا تُذِلُّ وَتَقْهَرُ وَتَشْتَدُّ عَلَى مَنْ طُلِيَ بِهَا. وَالْعَنِيَّةُ: أَبْوَالُ الْإِبِلِ تَخْثُرُ، وَذَلِكَ إِذَا وُضِعَتْ فِي الشَّمْسِ. وَيَقُولُونَ: بَلِ الْعَنِيَّةُ بَوْلٌ يُعْقَدُ بِالْبَعْرِ. قَالَ أَوْسٌ:

كَأَنَّ كُحَيْلًا مُعْقَدًا أَوْ عَنِيَّةً عَلَى ... رَجْعِ ذِفْرَاهَا مِنَ اللِّيثِ وَاكِفُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ أَمْثَالِ الْعَرَبِ: " عَنِيَّةٌ تَشْفِي الْجَرَبَ "، يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يُتَدَاوَى بِعَقْلِهِ وَرَأْيِهِ، كَمَا تُدَاوَى الْإِبِلُ الْجَرْبَى بِالْعَنِيَّةِ. قَالَ بَعْضُهُمْ: عَنَّيْتُ الْبَعِيرَ، أَيْ طَلَيْتُهُ بِالْعَنِيَّةِ. وَأَنْشَدَ:

عَلَى كُلِّ حَرْبَاءَ رَعِيلٌ كَأَنَّهُ ... حَمُولَةُ طَالٍ بِالْعَنِيَّةِ مُمْهِلِ

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: عُنْيَانُ الْكِتَابِ، وَعُنْوَانُهُ، وَعُنْيَانُهُ. وَتَفْسِيرُهُ عِنْدَنَا أَنَّهُ الْبَارِزُ مِنْهُ إِذَا خُتِمَ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ مَعْنَى الشَّيْءِ. وَلَمْ يَزِدِ الْخَلِيلُ عَلَى أَنْ قَالَ: مَعْنَى كُلِّ شَيْءٍ: مِحْنَتُهُ وَحَالُهُ الَّتِي يَصِيرُ إِلَيْهَا أَمْرُهُ.

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ مَا أَعْرِفُ مَعْنَاهُ وَمَعْنَاتَهُ. وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ قِيَاسُ اللُّغَةِ أَنَّ الْمَعْنَى هُوَ الْقَصْدُ الَّذِي يَبْرُزُ وَيَظْهَرُ فِي الشَّيْءِ إِذَا بُحِثَ عَنْهُ. يُقَالُ: هَذَا مَعْنَى الْكَلَامِ وَمَعْنَى الشِّعْرِ، أَيِ الَّذِي يَبْرُزُ مِنْ مَكْنُونِ مَا تَضَمَّنَهُ اللَّفْظُ. وَالدَّلِيلُ عَلَى الْقِيَاسِ قَوْلُ الْعَرَبِ: لَمْ تَعْنِ هَذِهِ الْأَرْضُ شَيْئًا وَلَمْ تَعْنُ أَيْضًا، وَذَلِكَ إِذَا لَمْ تُنْبِتْ، فَكَأَنَّهَا إِذْ كَانَتْ كَذَا فَإِنَّهَا لَمْ تُفِدْ شَيْئًا وَلَمْ تُبْرِزْ خَيْرًا. وَمِمَّا يُصَحِّحُهُ قَوْلُ الْقَائِلِ:

وَلَمْ يَبْقَ بِالْخُلَصَاءِ مِمَّابِهِ ... مِنَ الْبَقْلِ إِلَّا يُبْسُهَا وَهَجِيرُهَا

وَمِمَّا يُصَحِّحُهُ أَيْضًا قَوْلُهُمْ: عَنَتِ الْقِرْبَةُ تَعْنُو، وَذَلِكَ إِذَا سَالَ مَاؤُهَا. قَالَ الْمُتَنَخِّلُ:

تَعْنُو بِمَخْرُوتٍ

قَالَ الْخَلِيلُ: عُنْوَانُ الْكِتَابِ يُقَالُ مِنْهُ: عَنَّيْتُ الْكِتَابَ، وَعَنَّنْتُهُ، وَعَنْوَنْتُهُ. قَالَ: وَهُوَ فِيمَا ذَكَرُوا مُشْتَقٌّ مِنَ الْمَعْنَى. قَالَ غَيْرُهُ: مَنْ جَعَلَ الْعُنْوَانَ مِنَ الْمَعْنَى قَالَ: عَنَّيْتُ بِالْيَاءِ فِي الْأَصْلِ. وَعُنْوَانٌ تَقْدِيرُهُ فُعْوَالٌ. وَقَوْلُكَ عَنْوَنْتُ فَهُوَ فَعْوَلْتُ. قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: يُقَالُ مَا عَنَا مِنْ فُلَانٍ خَيْرٌ، وَمَا يَعْنُو مِنْ عَمَلِكَ هَذَا خَيْرٌ عَنْوًا.

سقا

[سقا] فيه: كل مأثرة في الجاهلية تحت قدمى إلا "سقاية" الحاج، هي ما كانت قريش تسقيه الحجاج من الزبيب المنبوذ في الماء وكان يليها العباس بن عبد المطلب في الجاهلية والإسلام. وفيه: خرج "يستسقى" فقلب رداءه، وهو استفعال من طلب السقيا أي إنزال الغيث، سقى الله عباده الغيث وأسقاهم، واستقيت فلانًا إذا طلبت منه أن يسقيك. وفي ح عثمان: وأبلغت الراتع "مسقاته" هي بالفتح والكسر موضع الشرب، وقيل: بالكسر الته، يريد أنه رفق برعيته ولأن لهم في السياسة كمن خلى المال يرعى حيث شاء ثم يبلغه المورد في رفق. وفيه: يا أمير المؤمنين "اسقنى" شبكة على ظهر جلال بقلة الحزن، الشبكة بئار مجتمعة، واسقنى أيواستقوا أي لأنفسكم، وكان آخر ذلك أن أعطى، هو اسم كان وآخر خبره، ويجوز عكسه، وإنما أخذوا ماءها لأنها كانت حربية. وفيه: نهى عن "الأسقية" قيل مقتضى السياق أن يقال: عن الأوعية. لا عن الأسقية، ويحتمل كون عن للسبب أي نهى بسبب الأسقية، قوله فرخص في الجرثم رخص في كل الأوعية. وفيه: وهو قائل "بالسقيا" هو قرية بين مكة والمدينة، وقائل بمثناة تحت بغير همزة وبه، أي تركته وعزمه القيلولة بالسقيا، وروى: قابل - بموحدة، بمعنى ان تعهن مقابل السقيا. نه: ومنه ح: كان يستعذب له الماء من بيوت "السقيا" قيل: هي على يومين من المدينة. ك: و"السقاية" بمعنى صاع كان يستقى بها الملك ثم جعلت صاعا يكال به. نه: صاع "سقاية" من ذهب بأكثر من وزنها، هي إناء يشرب فيه. وفيه: "سقى" بطنه ثلاثين سنة، من سقى بطنه واستسقى بطنه أي حصل فيه الماء الأصفر، والاسم السقى بالكسر. ط: ومنه: فلما ذكر اسم الله "استقى" ما في بطنه، أي صار ما كان له وبالا عليه مسلبا عنه بالتسمية. نه: وفيه: إنه تفل في فم عبد الله وقال: أرجو أن يكون"سقاه" أي لا يعطش.

سقي

(س ق ي) : (سَقَاهُ الْمَاءَ سَقْيًا) (وَالسِّقَايَةُ) مَا يُبْنَى لِلْمَاءِ وَفِي قَوْله تَعَالَى {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ} [التوبة: 19] مَصْدَرٌ وَفِي قَوْله تَعَالَى {جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} [يوسف: 70] مِشْرَبَةُ الْمَلِكِ (وَالسَّاقِيَةُ) وَاحِدَةُ السَّوَاقِي وَهِيَ فَوْقَ الْجَدْوَلِ وَدُونَ النَّهْرِ (وَالسَّقِيُّ) بِوَزْنِ الشَّقِيِّ وَالصَّبِيِّ مَا يُسْقَى سَيْحًا فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَالْبَخْسُ خِلَافُهُ وَمِثْلُهُمَا فِي الْمَعْنَى الْمَسْقَوِيُّ وَالْمَظْمَئِيُّ فِي الْحَدِيثِ وَقَوْله السَّقِّيُّ بِتَشْدِيدِ الْقَافِ مَعَ النَّخْشَبِيِّ كِلَاهُمَا خَطَأٌ.

سقي


سَقَى(n. ac. سَقْي)
a. Gave to drink; watered; irrigated; sent rain
to.
b. Tempered (iron).
c. ( n. ac.

سَقْوة [] )
a. [ coll. ], Poisoned.

سَقَّيَa. see I (a)
& IV (b), (c).
سَاْقَيَa. Drank with; gave to drink to.
b. Drew water with.

أَسْقَيَa. see I (a)b. Pledged; wished rain to.
c. Watered the cattle or the fields of.
d. Pointed out water to.
تَسَقَّيَa. Was irrigated, succulent.

إِسْتَسْقَيَa. Asked for water; wished, prayed for rain.
b. Was dropsical.

سَقْيa. Watering; irrigation.
b. Well-watered country.

سِقْي (pl.
أَسْقِيَة)
a. Water, drink; draught.
b. Watered, irrigated.

مَِسْقَاة [مَسْقَي
مِسْقَيَة
20t
a. A], Water-; drinking vessel; tank, cistern
&c.

سَاقٍ (pl.
سُقَاة []
سَقَآء [] )
a. Cup-bearer.
b. Watercarrier.

سَاقِيَة [] (pl.
سَوَاق [] & reg. )
a. Streamlet, rivulet, rill.

سَقَايَة []
a. see 17t
سِقَآء [] (pl.
أَسْقِيَة)
a. Waterskin.

سِقَايَة []
a. see 17tb. Drinking vessel.

سَقِيّa. Papyrus (plant).
سَقَّآء []
a. Water-carrier; water-bearer; waterer.
b. Pelican.

مُسْتَسْقٍ [ N.
Ag.
a. X], Dropsical.

إِسْتِسْقَآء [ N.
Ac.
a. X], Dropsy.
س ق ي : سَقَيْتُ الزَّرْعَ سَقْيًا فَأَنَا سَاقٍ وَهُوَ مَسْقِيٌّ عَلَى مَفْعُولٍ وَيُقَالُ لِلْقَنَاةِ الصَّغِيرَةِ سَاقِيَةٌ لِأَنَّهَا تَسْقِي الْأَرْضَ وَأَسْقَيْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَسَقَانَا اللَّهُ الْغَيْثَ وَأَسْقَانَا وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ سَقَيْتُهُ إذَا كَانَ بِيَدِكَ وَأَسْقَيْتُهُ بِالْأَلِفِ إذَا جَعَلْتُ لَهُ سِقْيًا وَسَقَيْتُهُ وَأَسْقَيْتُهُ دَعَوْتُ لَهُ فَقُلْتُ لَهُ سَقْيًا لَكَ وَفِي الدُّعَاءِ سُقْيَا رَحْمَةٍ وَلَا سُقْيَا عَذَابٍ عَلَى فُعْلَى بِالضَّمِّ أَيْ اسْقِنَا غَيْثًا فِيهِ نَفْعٌ بِلَا ضَرَرٍ وَلَا تَخْرِيبٍ وَالسِّقَايَةُ بِالْكَسْرِ الْمَوْضِعُ يُتَّخَذُ لِسَقْيِ النَّاسِ وَالسِّقَاءُ يَكُونُ لِلْمَاءِ وَاللَّبَنِ وَالِاسْتِسْقَاءُ طَلَبُ السَّقْيِ مِثْلُ: الِاسْتِمْطَارِ لِطَلَبِ الْمَطَرِ وَاسْتَسْقَى الْبَطْنُ لَازِمًا وَالسِّقْيُ مَاءٌ أَصْفَرُ يَقَعُ فِيهِ وَلَا يَكَادُ يَبْرَأُ. 
س ق ي

سقاكم الله تعالى الغيث والدر وأسقاكم " نسقيكم مما في بطونه " وقيل: سقاه لشفته، وأسقاه لدابته. وسقيته قلت له: سقاك الله تعالى. وله سقي من النهر، وشرب من السقاية، وله سقاية، ومسقاة: يشرب بها وهي المشربة. وسقى أرضه، واسق أرضك فقد حان مسقاها: وقت سقيها. وساقاه في أرضه، وكره أبو حنيفة المساقاة. وملأ السقاء والأسقية. وساق كالسقية وهي البردية، وسوق كالسقي.

ومن المجاز: سقى ثوبه منا من العصفر، وسقاه تسقية: كرر غمسه في الصبغ، وسقي قلبه بالعداوة. وسقى المسن الماء: أكثر سقيه: وتسقى الماء والصبغ: تشربه. وتساقوا كأس الموت، وساقيته إياها، وإنه لمسقي الدم حمرة كقولك: مشرب الدم حمرة. وساقيت الحرب مالي: أنفقته فيها. قال وقد ورد سابقاً:

إنا إذا الحرب نساقيها المال ... وجعلت تلقح ثم تحتال

يرهب عنا الناس طعن إيغال ... شزر كأفواه المزاد الشلشال

وسقى العرق: سال، وبه عرق يسقى، لا يرقئه من يرقى؛ وسقى بطنه واستسقى، وبه سقي وهو أن يقع الماء الأصفر في بطنه، وأسقاه الله تعالى، وتقول: أسقاك الله تعالى ولا أسقاك. وتقول: من لقي جالينوس استجهل الرواقي، ومن ورد البحر استقل السواقي.
(سقي)
فِيهِ «كُلُّ مأثُرة مِن مآثِر الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَىَّ إَّلا سِقَايَةَ الحاجِّ وسِدَانةَ البيت» هِيَ مَا كَانَتْ قريشٌ تَسْقِيهِ الحُجَّاج مِنَ الزَّبيبِ المَنْبوذِ فِي الماءٍ، وَكَانَ يَلِيها الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمَطْلَبِ فِي الجاهِلية والإسْلامِ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ خَرج يَسْتَسْقِي فقَلب رِداءَه» قَدْ تَكَرَّرَ ذكْر الِاسْتِسْقَاء فِي الْحَدِيثِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ. وَهُوَ اسْتفعال مِنْ طَلَب السُّقْيَا: أَيْ إنْزَال الغَيث عَلَى البِلادِ والعبادِ. يُقَالُ سَقَى اللهِ عِباَده الْغَيْثَ، وأَسْقَاهُمْ. والاسمُ السُّقْيَا بِالضَّمِّ. واسْتَسْقَيْتُ فُلَانًا إِذَا طَلَبتَ مِنْهُ أَنْ يَسْقِيَكَ.
(هـ) وفى حديث عثمان «وأبلغت الرّاتع مَسْقَاته مِسْقَاته» الْمَسْقَاةُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: موضعُ الشُّرب. وَقِيلَ هُوَ بِالْكَسْرِ آلَةُ الشُّرب، يُرِيدُ أَنَّهُ رَفق بِرَعيَّته ولاَنَ لَهُمْ فِي السِّياسةِ؛ كَمَنْ خلَّى المالَ يَرعى حَيْثُ شَاءَ ثُمَّ يُبْلِغُه المَورِدَ فِي رِفْقٍ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّ رجُلا مِنْ بَنِى تَميم قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْقِنِي شَبكَةً عَلَى ظَهْر جَلاَّل بقُلَّة الحَزن» الشَّبكةُ: بِئارٌ مُجْتمعةٌ، وَاسْقِنِي أَيِ اجْعَلها لِي سُقْياً وأقْطِعْنِيها تكونُ لِي خاصَّةً.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أعجَلتُهم أَنْ يَشْربوا سِقْيَهُمْ» هُوَ بِالْكَسْرِ اسْمُ الشَّيْءِ الْمُسْقَى.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ فِي الْخَرَاجِ «وَإِنْ كَانَ نَشْر أرضٍ يُسْلِم عَلَيْهَا صاحبُها، فَإِنَّهُ يُخْرِجُ مِنْهَا مَا أَعْطَى نَشْرُهَا رُبع الْمَسْقَوِيِّ وَعُشْرَ المَظْمَئىِّ» الْمَسْقَوِيُّ- بِالْفَتْحِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ مِنَ الزَّرْعِ- مَا يُسْقَى بالسَّيح. والمَظْمئِىُّ مَا تَسقِيه السماءُ. وَهُمَا فِي الْأَصْلِ مصدَرا أَسْقَى وَأَظْمَأَ، أَوْ سَقَى وَظَمِئَ مَنْسُوبًا إِلَيْهِمَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «إِنَّهُ كَانَ إمَام قَومِه، فمرَّ فَتًى بناضِحه يُرِيدُ سَقِيّاً» وَفِي رِوَايَةٍ «يُريد سَقِيَّة» السَّقِيُّ والسَّقِيَّةُ: النَّخْلُ الَّذِي يُسْقى بِالسَّوَاقِي: أَيْ بالدَّوالِي.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لمُحْرِم قَتَلَ ظَبْيًا: خُذْ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ فتصدَّق بلَحْمِها، وأَسْقِ إهَابَها» أَيْ أعْط جِلدَها مَنْ يتَّخِذه سِقاءً. والسِّقَاءُ: ظرفُ الماءِ مِنَ الجلْدِ، ويُجْمع عَلَى أَسْقِيَةٍ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدًا وَمَجْمُوعًا. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «إِنَّهُ بَاعَ سِقَايَة مِنْ ذَهَب بأكثَر مِنْ وزْنها» السِّقَايَةُ: إناءٌ يُشْرب فِيهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ «أَنَّهُ سُقِيَ بطنُه ثَلَاثِينَ سنَةً» يُقَالُ سُقِيَ بطنُه، وسَقَى بطنُه، واسْتَسْقَى بطنُه: أَيْ حَصَل فِيهِ الماءُ الأصفرُ. والأسمُ السِّقْيُ بِالْكَسْرِ. وَالْجَوْهَرِيُّ لَمْ يَذْكر إلاَّ سَقَى بطنُه وَاسْتَسْقَى.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ «وَهُوَ قائلٌ السُّقْيَا» السُّقْيَا: منزلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. قِيلَ هِيَ عَلَى يَومَين مِنَ الْمَدِينَةِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كَانَ يُسْتَعْذَبُ لَهُ الْمَاءُ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا» .
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ تفَلَ فِي فَمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عامِر وَقَالَ: أرجُو أَنْ تَكون سِقَاءً» أَيْ لَا تَعطَش.
(س ق ي)

سقَاهُ سقيا، وسقاه، وأسقاه. وَقيل سقَاهُ بالشفة، وأسقاه: دله على مَوضِع المَاء.

سِيبَوَيْهٍ: سقَاهُ، وأسقاه: جعل لَهُ مَاء أَو سقيا فَسَقَاهُ، ككساه. وأسقى: كألبس.

أَبُو الْحسن: يذهب إِلَى التَّسْوِيَة بَين " فعلت " و" أفعلت "، وَأَن " أفعلت " غير منقولة من " فعلت " لضرب من الْمعَانِي، كنقل " أدخلت ".

وَفِي الدُّعَاء: سقيا لَهُ ورعياً.

وسقاه ورعاه: قَالَ لَهُ: سقيا ورعياً.

والسقي: مَا اسقاه إِيَّاه.

وَكم سقى أَرْضك؟: أَي كم حظها من الشّرْب؟ وَقد اسقاه على ركيته.

واسقاه نَهرا: جعله لَهُ سقيا.

والمسقاة، والمسقاة، والسقاية: مَوضِع السَّقْي.

والسقاية: الْإِنَاء يسقى بِهِ.

وَقَالَ ثَعْلَب: السِّقَايَة، هُوَ الصَّاع والصواع بِعَيْنِه.

والسقاء: جلد السخلة إِذا اجذع، وَلَا يكون إِلَّا للْمَاء، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

يجبن بِنَا عرض الفلاة وَمَا لنا ... عَلَيْهِنَّ إِلَّا وخدهن سقاء

الوخد: سير سهل: أَي لَا نحتاج إِلَى سقاء للْمَاء، لِأَنَّهُنَّ يردن بِنَا المَاء وَقت حاجتنا اليه، وَقبل ذَلِك.

وَالْجمع: أسقية، وأسقيات، وأساق.

وأسقاه سقاء: وهبه لَهُ.

واسقاه إهاباً: أعطَاهُ إِيَّاه ليتَّخذ مِنْهُ سقاء.

وَرجل سَاق من قوم سقِِي.

وسقاء، وسقاء، على التكثير، من قوم سقائين وَالْأُنْثَى: سقاءة، وسقاية، الْهمزَة على التَّذْكِير، وَالْيَاء على التانيث، كشقاء وشقاوة.

وَفِي الْمثل: " اسْقِ رقاش إِنَّهَا سقايه " ويروى: سقاءة.

واستقى الرجل، واستسقاه: طلب مِنْهُ السَّقْي.

واستقى من النَّهر والبئر: اخذ من مائهما، وَقَول الْقَائِل: فَجعلُوا المران أرشية الْمَوْت فاستقوا بهَا ارواحهم، إِنَّمَا استعاره، وَإِن لم يكن هُنَالك مَاء وَلَا رشاء وَلَا استقاء.

وتسقى الشَّيْء: قبل السَّقْي. وَقيل: ثرى، انشد ثَعْلَب للمرار الفقعسي:

هَنِيئًا لخوط من بشام ترفه ... إِلَى برد شهد بِهن مشوب

بِمَا قد تسقى من سلاف وضمه ... بنان كهداب الدمقس خضيب

وَزرع سقِِي: يسقى بِالْمَاءِ.

والمسقوي: كالسقي، حَكَاهُ أَبُو عبيد، كَأَنَّهُ نسبه إِلَى مسقى، كمرمى، وَلَا يكون مَنْسُوبا إِلَى مسقي، لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لقَالَ: مسقى. وَقد صرح سِيبَوَيْهٍ بذلك.

والسقي: المسقي.

والسقي: البردي، واحدته: سقيه، سمي بذلك لنباته فِي المَاء أَو قَرِيبا مِنْهُ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

وكشح لطيف كالجديل مخصر ... وسَاق كأنبوب السَّقْي الْمُذَلل

والسقي، والسقي: مَاء يَقع فِي الْبَطن، وانكر بَعضهم الْكسر.

وَقد سقى بَطْنه، واستسقى، وأسقاه الله.

والسقي: جلدَة فِيهَا مَاء اصفر، تَنْشَق عَن رَأس الْوَلَد عِنْد خُرُوجه.

وَسَقَى الْعرق: أمد فَلم يَنْقَطِع.

واسقى الرجل: اغتابه، قَالَ ابْن احمر:

وَلَا علم لي مَا نوطة مستكنة ... وَلَا أرى من فَارَقت اسقى سقائبا

وَسقي قلبه عَدَاوَة: أشْرب.

وسقىالثوب، وسقاه: أشربه صبغاً. واستقى الرجل، واستسقى: تقيأ، قَالَ رؤبة:

وَكنت من دائك ذَا اقلاس ... فاستسقين بثمر القسقاس
سقي
سقَى/ سقَى لـ يَسقِي، اسْقِ، سَقْيًا، فهو ساقٍ، والمفعول مَسْقِيّ (للمتعدِّي) وسَقِيّ (للمتعدِّي)
• سقَى بطنُه: (طب) اجتمع في تجويفه البريتونيّ سائل مَصْليّ لا يكاد يبرأ منه ° سقى العرقُ: سال ولم ينقطع.
• سقَى الشَّخصُ: تزوّد بالماء " {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} ".
• سقاه/ سقَى له:
1 - جعله يشرب، أو ناوله ما يُشْرب، زوّده بالماء "سقاه الماءَ/ الدواءَ- {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} - {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} " ° سقَى اللهُ أيّامَه: دعاء بجعل أيّامه جميلة.
2 - أرواه "سقَى النباتَ/ الأرضَ/ الحيوانَ- سقى ضريحَه وردًا ودمعًا- {وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ} - {تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي
 الْحَرْثَ} " ° سقَى الله الأرضَ غيثًا أو مطرًا: أنزله عليها. 

سُقِيَ يُسقَى، سَقْيًا، والمفعول مَسْقِيّ
• سُقِيَ بطنُه: (طب) سقَى؛ اجتمع في تجويفه البريتونيّ سائل مَصْليّ لا يكاد يبرأ منه.
• سُقِي قلبُه عداوةً: أُشربها. 

أسقى/ أسقى لـ يُسقي، أَسْقِ، إسقاءً، فهو مُسْقٍ، والمفعول مُسْقًى
• أسقى الرَّجُلَ/ أسقى الرَّجُلَ الشَّرابَ: سقاه؛ جعله يشرب، أو ناوله ما يُشرب "أسقاه ماءً- {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} " ° أسقاه اللهُ الغيثَ: أنزله له.
• أسقى له: استقى له " {قَالَتَا لاَ تُسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} [ق]: وفي قراءة أخرى: (لا نُسقي) ". 

استسقى/ استسقى لـ/ استسقى من يستَسْقي، استَسْقِ، استسقاءً، فهو مُسْتَسْقٍ، والمفعول مُسْتَسْقًى (للمتعدِّي)
• استسقى بطنُه: (طب) سقَى؛ اجتمع في تجويفه البريتونيّ سائل مَصْليّ لا يكاد يبرأ منه، أصيب بداء الاستسقاء.
• استسقاه الرَّجلُ/ استسقى الرَّجلُ منه: طلب منه أن يسقيَه؛ أي يعطيه ماءً يشربه " {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ} ".
• استسقى له: طلب السُّقيا " {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ} ". 

استقى/ استقى من يَستقِي، استَقِ، استقاءً، فهو مُسْتَقٍ، والمفعول مُستقًى
• استقاه/ استقى منه: استسقاه؛ طلب منه أن يسقيَه، أي يشرِّبه.
• استقى المعلوماتِ ونحوَها من كذا: استمدّها، وحصل عليها "استقى معلوماته من الوثائق".
• استقى من البئر ونحوِها: أخذ من مائها. 

تساقى يتساقَى، تساقَ، تساقيًا، فهو مُتساقٍ
• تساقى القومُ: سقَى كلُّ واحد صاحبَه ° تساقَوا كئوس المنيَّة: حارب بعضُهم بعضًا. 

ساقى يساقِي، ساقِ، مُساقاةً، فهو مُساقٍ، والمفعول مُساقًى
• ساقاه: سقاه، جعله يشرب "ساقاه ماءً أو شرابًا".
• ساقى فلانًا شجرَه أو أرضَه: (رع) دفع شجرَه وأرضَه إليه واستعمله فيها ليعمِّرها ويسقيها ويقوم على إصلاحها على أن يكون له سهمٌ معلوم من الرِّيع والمحصول. 

إسْقاء [مفرد]: مصدر أسقى/ أسقى لـ. 

استسقاء [مفرد]:
1 - مصدر استسقى/ استسقى لـ/ استسقى من.
2 - طلبُ السُّقْيا، طلب الإنسان من الله تعالى إنزال المطر عند شدّة الحاجة إليه ° خُطبتا الاستسقاء: لطلب المطر- دعاء الاستسقاء: تضرّعٌ إلى الله تعالى لينزل المطر- صلاة الاستسقاء: صلاة تقام إلى الله لينزل المطر.
3 - (طب) مرض يتجمّع معه سائل مَصْليّ في التجويف البريتونيّ لا يكاد يُبرأ منه.
4 - (طب) ارتشاح الجزء المائيّ من الدّم من جدران الأوردة إلى البطن، تراكم كُلّيّ للسَّائل المَصْليّ في أنسجة وتجاويف مختلفة في الجسم.
• الاستسقاء البطنيّ: (طب) تجمُّع غير طبيعيّ لسائل مصليّ في البطن.
• الاستسقاء الدِّماغيّ/ استسقاء الرَّأس: (طب) مرض خِلْقيّ في الغالب، يحدث فيه تجمُّع غير طبيعي للسَّائل المخّيّ الشّوكيّ في بُطينات الدِّماغ ممّا يؤدِّي إلى تضخُّم الجمجمة وانضغاط الدِّماغ مسبِّبًا هدمًا في أنسجة الأعصاب. 

استِقاء [مفرد]: مصدر استقى/ استقى من. 

ساقٍ [مفرد]: ج ساقون وسُقَاة وسُقَّاء: اسم فاعل من سقَى/ سقَى لـ. 

ساقية [مفرد]: ج ساقيات وسَواقٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل سقَى/ سقَى لـ.
2 - قناة تسقي الأرضَ والزّرع، مجرى مائيّ طبيعيّ أو صناعيّ.
3 - اسم آلة من سقَى/ سقَى لـ: آلة تدار على محور لرفع الماء إلى قناة تسقي الحقل. 

سِقاء [مفرد]: ج أَسْقية، جج أساقٍ: قربة، وعاء من
 جلد يوضع فيه الماء أو اللّبن ونحوهما "سِقاء لَبنٍ حليب". 

سِقاية [مفرد]:
1 - صاع، إناءٌ يُسقى به وقد يُكال به " {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} ".
2 - حرفة السَّقّاء.
• سِقاية الحاجّ: سقيهم الماء، توفير الماء لهم، وكانت من مآثر قريش " {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} ". 

سَقّاء [مفرد]: ج سَقَّاءون، مؤ سَقّاءة وسَقّاية: من حرفته حمل الماء إلى المنازل ونحوها "انتهى عهد السّقّائين". 

سَقْي [مفرد]: مصدر سُقِيَ وسقَى/ سقَى لـ ° سَقْيًا له ورَعْيًا: دعاء له بالسقيا والمرعى الخصيب. 

سُقْيا [مفرد]: إعطاء نصيب محدّد من الماء "اللّهم سُقيا رحمة لا سُقيا عذاب: دعاء، أي اسقنا غيثا فيه نفع بلا ضرر- {نَاقَةَ اللهِ وَسُقْيَاهَا} ".
• سُقْيًا: دعاء بالرزق ° سُقْيًا له ورَعْيًا: دعاء له بالسقيا والمرعى الخصيب. 

سَقِيّ [مفرد]:
1 - صفة ثابتة للمفعول من سقَى/ سقَى لـ: "بستانٌ سَقِيٌّ".
2 - سحابة عظيمة القَطْر شديدة الوَقْع. 

مَسْقاة [مفرد]: ج مَساقٍ: قناة يُسقى منها الزرعُ أو الحيوانُ "إن نضبت المَسْقاة قلَّ الخير". 

مِسْقاة [مفرد]: ج مَساقٍ:
1 - اسم آلة من سقَى/ سقَى لـ: أداة يُسقى بها.
2 - مَسْقاة، قناة يُسقى منها الزرع أو الحيوان. 

مَسْقويّ [مفرد]: زرعٌ يُسقى بالماء الظَّاهر الجاري على وجه الأرض لا بالأمطار، كأنّه نسبة إلى المَسْقَى "يحتاج المَسْقويّ من الزَّرع إلى متابعة دائمة". 

مَسْقًى [مفرد]: ج مَساقٍ: اسم مكان من سقَى/ سقَى لـ: منهل؛ موضع الشُّرب "قاد الإبلَ إلى المسقى". 

التَّسَاوِي

التَّسَاوِي: الْمُسَاوَاة وَمِنْه أَن الكليين أَن تَصَادقا كليا فمتساويان كالإنسان والناطق فَإِن كل وَاحِد مِنْهُمَا يصدق على كل مَا يصدق عَلَيْهِ الآخر لِأَنَّك تَقول كل إِنْسَان نَاطِق وكل نَاطِق إِنْسَان. ثمَّ اعْلَم أَنهم اخْتلفُوا فِي اشْتِرَاط اتِّحَاد زمَان التصادق فِي النّسَب وَعدم اشْتِرَاطه وَالْجُمْهُور على عدم الِاشْتِرَاط. وَلذَا قَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي حَاشِيَته على شرح الشمسية وَالْمُعْتَبر صدق كل مِنْهُمَا على جَمِيع أَفْرَاد الآخر وَلَا يلْزم من ذَلِك أَن يصدقا مَعًا فِي زمَان وَاحِد إِلَى آخِره.
والتوضيح أَن التصادق الْمُعْتَبر فِي النّسَب إِيجَابا وسلبا عِنْد الْجُمْهُور لَيْسَ بمشروط بِأَن يكون فِي زمَان وَاحِد بل يَكْفِي أَن يصدق كلي فِي زمَان على مَا يصدق عَلَيْهِ كلي آخر وَإِن كَانَ فِي زمَان آخر وَلذَا وَلذَا قَالُوا إِن مرجع التَّسَاوِي إِلَى موجبتين كليتين مطلقتين عامتين ومرجع الْعُمُوم الْمُطلق إِلَى مُوجبَة كُلية مُطلقَة عَامَّة وسالبة جزئية دائمة. فَكَمَا أَن بَين النَّائِم والمستيقظ تَسَاويا مَعَ امْتنَاع اجْتِمَاعهمَا فِي زمَان وَاحِد كَذَلِك بَين النَّائِم المستلقي والمستيقظ عُمُوما مُطلقًا. وَعند الْبَعْض التصادق الْمَذْكُور مَشْرُوط باتحاد زمَان الصدْق وَهُوَ يَقُول إِن التَّسَاوِي إِنَّمَا هُوَ بَين النَّائِم فِي الْجُمْلَة والمستيقظ فِي الْجُمْلَة وهما يتصادقان فِي زمَان وَاحِد وَقس عَلَيْهِ الصدْق الْمُعْتَبر فِي الْعُمُوم مُطلقًا وَمن وَجه فَافْهَم. وَالنِّسْبَة بَين ذَيْنك الكليين نِسْبَة التَّسَاوِي. وَأَيْضًا التَّسَاوِي نِسْبَة بَين العددين يُقَال لَهَا التَّمَاثُل كَمَا مر فِي التباين مفصلا.

أَعْطَى لـ

أَعْطَى لـ
الجذر: ع ط

مثال: أَعْطَيت للمحتاج صدقة
الرأي: مرفوضة
السبب: لتعدِّي الفعل «أَعْطَى» بحرف الجرّ «اللام»، وهو متعدٍّ بنفسه.

الصواب والرتبة: -أَعْطَيت المحتاجَ صدقة [فصيحة]-أَعْطَيت للمحتاج صدقة [صحيحة]
التعليق: أوردت المعاجم الفعل «أَعْطَى» متعديًا بنفسه إلى مفعولين، ويصحّ كذلك استعماله متعديًا بنفسه إلى مفعول واحد والآخر باللاّم اعتمادًا على رأي المبرّد الذي أجاز ذلك، أو على تضمين «أَعْطَى» معنى «قدّم»، أو على جواز ذلك حين يتقدّم المفعول الثاني، فيقال: أَعْطَيت صدقة للمحتاج. وقد ورد الاستعمال المرفوض عند إخوان الصفا في قولهم: «إنّ الله تعالى ما بعثَ نبيًّا إلاّ وهو شاب، ولا أعطى لعبد حكمة إلاّ وهو شاب».

الكلّ

الكلّ:
[في الانكليزية] Universal
[ في الفرنسية] Universel
بالضم والتشديد عند المنطقيين وغيرهم يطلق بالاشتراك على ثلاثة مفهومات. الكلّي أي ما لا يمنع نفس تصوّره من وقوع الشركة، والكلّ من حيث هو كلّ أي الكلّ المجموعي، وكلّ واحد واحد أي الكلّ الإفرادي. والفرق بين هذه المفهومات من وجهين: الأول أنّ الكلّ المجموعي ينقسم إلى كلّ واحد واحد، والكلّي ينقسم إليه إلّا أنّ الانقسام الكلّ المجموعي انقسام الشيء إلى أجزائه وانقسام الكلّي انقسامه إلى جزئياته. والثاني أنّه يصدق على كلّ واحد منها ما لا يصدق على الآخرين فإنّه يصدق على الجيم الكلّي أنّه لا يخلو عن أحد الكلّيات الخمس وعلى كلّ واحد أنّه شخص وعلى الكلّ من حيث هو كل أنّه يتمكّن من حمل الف عليه بأن يقال كل الإنسان ألف، ولا يصدق على الآخرين. ثم المعتبر عندهم في القياسات والعلوم هو المعنى الثالث أي الكلّ الإفرادي وإن كان المعنيان الأوّلان مستعملين أيضا لأنّه لو كان المعتبر أحد المعنيين الأولين لم ينتج الشكل الأول، فإنّك إذا قلت كلّ الإنسان حيوان وكلّ الحيوان ألوف ألوف لم يلزم أن يكون كلّ الإنسان ألوفا ألوفا، وكذا إذا قلت الإنسان حيوان والحيوان جنس لا يلزم النتيجة، كذا في شرح المطالع في تحقيق المحصورات.
واعلم أنّ لفظ كلّ لا يرد في التعريف إذ التعريف إنّما هو للحقيقة إلّا أن يراد به التسهيل على فهم المبتدئ لئلّا يتوهّم التخصيص بفرد دون فرد كما مرّ في لفظ الرسوب. والكلّ في اصطلاح الصوفية هو الواحد المطلق لأنّ الكلّ هو اسم الحقّ سبحانه وتعالى باعتبار حضرة الواحدية والإلهية وجامع لمجموع الأسماء. كذا في لطائف اللغات. وقالوا لهذا المعنى: إنّه أحد بالذات وكلّ بالأسماء. كذا في كشف اللغات.

بأبأ

[بأبأ] أأبأت الصبى ، إذا قلت له: بأبى أنت وأمى. قال الراجز: وصاحب ذى غمرة داجيته بأبأته وإن أبى فديته حتى أتى الحى وما آذيته والبؤبؤ: الاصل، ويقال: العالم، مثل السرسور. يقال: فلان في بؤبؤ الكرم، أي في أصل الكرم .
ب أ ب أ: (بَأْبَأْتُ) الصَّبِيَّ إِذَا قُلْتَ لَهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. وَبَأْبَأَ الرَّجُلُ أَسْرَعَ. وَ (الْبُؤْبُؤُ) بِالضَّمِّ أَصْلُ الشَّيْءِ وَإِنْسَانُ الْعَيْنِ. 
ب أب أ

هو ابن بجدتها، وبؤبؤها. قال رجل من قريش:

ومن يبت والهموم قادحة ... في صدره بالزناد لم ينم

جربت ذا الجهر أنت بؤبؤه ... لست بعيابة ولا برم

وفلان في بؤبؤ المجد أي في مصاصه. وهو أعز علي من بؤبؤ عيني وهو إنسانها.
بأبأ
بأبأَ يبأبئ، بأْبأَةً، فهو مُبأبِئ
• بأبأ الرَّجلُ: ردّد الباء في نطقه.
• بأبأ الطِّفلُ: قال: بابا. 

بُؤْبُؤ [مفرد]
• بُؤْبُؤ العين: (طب) فتحة مدوّرة أو بيضاويّة تحيط بها القزحيّة، تسمح للضّوء بالدّخول إلى مؤخّر المقلة "هو أعزّ عليّ مِن بُؤْبُؤ عيني". 
بَأْبَأْ
بأبأ
تُ الصَّبي: إذا قلت له: بأبي أنت وأمي، قال:
وصاحبِ ذي غِمْرةٍ دَاجَيْتُهُ ... زَجَّيْتُهُ بالقولِ وازْدَجَيْتُه
بأبأتُهُ وإنْ أبى فَدَّيْتُهُ ... حتّى أتى الحيَّ ومَا آذَيْتُه
والبؤبؤ: الأصل، قال:
في بُؤبُؤِ المجدِ وبُحْبُوح الكَرَمْ
والبؤبؤ؟ أيضاً -: رأس المكحلة. وبدن الجرادة بلا رأس ولا قوائم. وإنسان العين. وبحبوحة كل شيء: بؤبؤه.
البؤبؤُ؟ مثال السرور -: العالِم والبأباءُ: زَجْرُ السِّنّور.
ويقال: أنا بأباؤها: أي عالمها. وقال الأموي: تبأبأتُ: إذا عدوتَ، وقال الأحمر: بأبأ: أسرَعْ.
[ب أب أ] بَأْبَأْتُ الرَّجُلَ وَبَأْبَأْت بهِ قُلْتُ له بِأَبِيْ أَو بأَبَاْ وقالوا بأْبَأَ الصبيَّ أبوهُ إذا قال له بِأَبي وبَأْبَأَهُ الصبيُّ إذا قال له بَأْبا وقالَ الفَراءُ بَأْبَأْتُ بالصَّبِيِّ بِئبَاءً إِذا قُلْتَ بأَبي قال ابنُ جنيٍّ سأَلتُ أَبا عليٍّ فَقُلتُ قالوا بَأْبَأْتُ الصبِيَّ بَأْبَأَةً إذا قُلْتَ له بِأَبَاْ فما مِثَالُ البَأْبأَةِ عندكَ الآنَ أَتَزِنُهَا على لَفْظِها في الأصْلِ فَتَقُولُ مِثَالُهَا البَقْبقَةُ أَمْ تَزِنُهَا على ما هي الآنَ فتقولُ الفَعْلَلَةُ بمنزِلَةِ الصَّلصَلَة والقَلْقَلَةِ فقال بل أَزِنُهَا على ما صَارَت إِلَيه وأَتْرُكُ ما كانَتْ قَبْلُ عَلِيه فأَقُولُ الفَعْلَلَةُ قالَ وهو كما ذَكَرَ وبه انعقادُ هذا البَابِ وقالَ أيضًا إِذا قُلْتَ بأَبي أَنتَ فالباءُ في أَوَّلِ الاسم حَرفُ جَرٍّ بمنزلةِ اللام في قولكَ للهِ أَنْتَ فإذا اشتَقَقْتَ منه فعْلاً اشتقاقًا صوتيّا استحالَ ذلكَ التقدِيرُ فقلتَ بَأْبَأتُ به بئْباءً وقد أكْثَرتَ منَ البَأْبَأَةِ فالبَاءُ الآنَ في لفظِ الأصلِ وإِنْ كُنَّا قد أَحَطْنَا علمًا بأَنَّها فيما اشتُقَّتْ منهُ زائدةٌ للجَرِّ وعلى هذا اشْتَقُّوا مِنها البِأَبَ فَصارَ فِعَلاً مِن بَابِ سَلِسَ وقَلِقَ قال

(يَا بِأَبِي أَنتَ وَيَا فَوقَ البِأَبْ ... )

فَالبِأَبُ الآنَ بمَنزِلَةِ الضِّلَعِ والعنَبِ وبَأْبَؤُوه أَظهرَوُا إِلطَافَهُ قال

(إِذا مَا القبائِلُ بَأْبَأْنَنَا ... فمَاذَا تُرَجِّي بِبِئْبَائِهَا)

وكذلكَ تَبَأْبَؤُا عَلَيه وبَأْبَأَ الفَحْلُ وهو تَرجيعُ الباءِ في هَدِيرِهِ والبُؤْبُؤُ السَّيِّدُ الظَّرِيفُ الخَفِيفُ والبُؤْبُؤُ الأصْلُ
بأبأ
: قَالَ اللَّيثُ بن مُظَفَّر:} البَأْبَأَةُ: قولُ الإِنسان لصَاحبه: بِأَبِي أَنْتَ، وَمَعْنَاهُ: أَفْدِيك بِأَبِي، فيُشْتَقُّ من ذَلِك فعل فَيُقَال:
( {بَأْبَأَهُ) } بَأْبَأَةً (و) {بَأْبَأَ (بِهِ) إِذا (قَالَ لَهُ: بِأَبِي أَنتَ) ، قَالَ ابنُ جِنِّي: إِذا قلتَ: بِأَبِي أَنت، فالباءُ فِي أَوَّل الاسمِ حَرْفُ جرَ، بِمَنْزِلَة اللَّام فِي قَوْلك: للَّهِ أَنتَ، فإِذا اشتققْت مِنْهُ فِعْلاً اشتقاقاً صَوْتيًّا اسْتَحَالَ ذَلِك التقديرُ، فَقلت:} بَأْبَأْتُ {بِئْباءً، وَقد أَكثرْتُ من البَأْبَأَةِ. فالباءُ الآنَ فِي لفظِ الأَصْلِ، وإِن كَانَ قد عُلِم أَنَّها فِيمَا اشتُقَّتْ مِنْهُ زائدةٌ للجَرِّ، وعَلى هَذَا مِنْهَا:} البِأَبُ، فَصَارَ فِعْلاً من بَابِ سَلِسَ وقَلِقَ، قَالَ: (يَا) بِأَبِي أَنْتَ وَيَا فَوْقَ البِأَبْ.
{فالبِأَبُ الآنَ بزِنة الضِّلَع والعِنَبِ. انْتهى. وَقَالَ الراجِز:
وصَاحِبٍ ذِي غَمْرَةٍ دَاجَيْتُهُ
} بَأْبَأْتُهُ وَإِنْ أَبَي فَدَّيْتُهُ
حَتَّى أَتَي الحَيَّ وَمَا آذَيْتُه
قَالَ: ومنِ العَرَبِ من يَقُول: (وَا) بِأَبَا أَنتَ، جعلوها كلمة مبنيَّةً على هَذَا التأْسيسِ. قَالَ أَبو مَنصورٍ: هَذَا كَقَوْلِه: يَا وَيْلَتَا، مَعْنَاهُ: يَا وَيْلَتِي، فقُلِبت الياءُ أَلفاً، وَكَذَلِكَ يَا أَبَتَا، مَعْنَاهُ يَا أَبَتِي، وَمن قَالَ: يَا بِيَبَا، حَوَّلَ الهمزَة يَاء، والأَصل يَا بِأَبَا، مَعْنَاهُ يَا بِأَبِي.
{وَبَأْبَأْتُه، أَيضاً،} وَبَأْبَأْتُ بِهِ: قلت لَهُ: بَابَا. وَقَالُوا: بَأْبَأْ الصبيَّ أَبوه إِذا قَالَ لَهُ بَابَا. (و) بَأْبَأَه (الصَّبِيُّ) إِذا (قَالَ) لَهُ: (بَابَا) . وَقَالَ الفَرَّاءُ: بَأْبأْتُ الصبيَّ بِئْبَاءً إِذا قلْت لَهُ: بِأَبِي. وَقَالَ ابْن جَنِّي: سأَلْتُ عَلِيَ فَقلت لَهُ: بَأْبأْتُ الصبيَّ بَأْبَأَةً إِذا قلت لَهُ: بَابَا، فَمَا مِثال البَأْبَأَةِ عنْدك الآنَ؟ أَتَزِنُها على لَفْظِها فِي الأَصل فتقولِ: مِثالُها البَقْبَقَة، مثل الصَّلْصَلَة (والقَلْقَلة) فَقَالَ: بل أَزِنها على مَا صَارتْ إِليه، وأَترك مَا كانتْ قبلُ عَلَيْهِ، فأَقول: الفَعْلَلَة. قَالَ: وَهُوَ كَمَا ذَكَر، وَعَلِيهِ انعقادُ هَذَا الْبَاب.
( {والبُؤْبُؤُ كَهُدْهُدِ) ، وَفِي نُسْخَة، كالهُدهد، قَالُوا: لَا نَظِير لَهُ فِي كَلَام الْعَرَب إِلاَّ جُؤْجُؤ ودُؤْدُؤ ولُؤْلُؤ، لَا خَامِس لَهَا، وَزَاد المصنّف: ضُؤْضُؤ، وَحكى ابْن دِحْيَة فِي التَّنْوِير سُؤْسُؤ (: الأَصْلُ) ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَقيل: الأَصلُ الكريمُ أَو الخَسِيس، وَقَالَ شَمِر:} بُؤْبُؤُ الرجلِ: أَصلُه. وأَنشد ابنُ خَالَوَيه لجرير:
فِي بُؤْبُؤِ المَجْدِ وبُحبُوحِ الكَرَمْ
وأَما أَبو عَليَ القالِي فأَنشده:
فِي ضِئْضِيِء الْمجد! وبُؤْبُوءِ الكَرَمْ وعَلى هَذِه الرِّوَايَة يَصحّ مَا ذكره من أَنه على مِثال سُرْسُور، بِمَعْنَاهُ، قَالَ: وكأَنهما لُغتان. (و) البُؤْبؤُ (: السَّيِّدُ الظَّرِيفُ) الخفيفُ. والأُثْنى بِهاءٍ، نَقله ابنُ خالوَيه. وأَنشد قَول الرَّاجز فِي صِفة امرأَةٍ.
قَدْ فَاقَتِ {البُؤْبُؤَ وَالبُؤَيْبِيَهْ
وَالجِلْدُ مِنْهَا غِرْقِيءُ القُوَيْقِيَهْ
(و) البُؤْبؤُ (: رَأْسُ المُكْحُلَةِ) ، وسيأْتي فِي يُؤْيُؤ أَنه مصحَّف مِنْهُ.
(و) البُؤْبؤُ (: بَدَنُ الجَرَادَةِ) بِلَا رَأْسٍ وَلَا قوائمَ.
(وإِنْسَانُ العَيْنِ) ، وَفِي (التَّهْذِيب) : عَيْنُ العَيْنِ. وَهُوَ أَعزُّ عليَّ من بُؤْبُؤِ عَيْني.
(و) البُؤْبُؤُ (: وَسَطُ الشيءِ) ، كالبُحْبُوحِ.
(وَكَسُرْسُورٍ ودَحْدَاح) الأَخير من المُحكم (: العَالِمُ) المُعَلِّم.
(} وَتَبَأْبَأَ) {تَبَأْبُؤاً (: عَدَا) ، نَقله أَبو عُبيد عَن الأُمويِّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
بَأْبَأَ الرجلُ: أَسرَع، نَقله الصَّغانيُّ عَن الأَحمر.
} والبَأْبَاءُ: زَجْرُ السِّنَّوْرِ. قَالَه الصَّغانيُّ.

بأبأ: الليث: البَأْبَأَةُ قولُ الإِنسان لصاحبهِ بِأَبي أَنـْتَ،ومعناهُ أَفـْدِيكَ بِأَبي، فيُشتقُّ من ذلك فعل فيقال: بَأْبَأَ بِهِ. قال ومن

العربِ من يقول: وابِأَبَا أَنتَ، جعلوها كلمةً مبنِيَّةً على هذا التأْسيس. قال أَبو منصور: وهذا كقوله يَا وَيْلَتَا، معْناهُ

يا وَيْلَتي، فقلبَ الياءَ أَلفاً، وكذلكَ يا أَبَتا معناهُ يا أَبَتِي، وعلى هذا توجه قراءة من قرأَ: يا أَبَتَ إِني، أَراد يا أَبتا، وهو يريد يا أَبَتي، ثم حذفَ الأَلفَ، ومن قالَ يَا بِيَبَا حوَّلَ الهمزة ياءً والأَصل: يَا بِأَبَا معناه يَا بِأَبِي. والفعل من هذا بَأْبأَ يُبَأْبِئُ

بَأْبَأَةً.وبَأْبَأْتُ الصبيَّ وبَأْبأْتُ به: قلتُ له بأَبي أَنتَ وأُمي؛ قال

الراجز:

وصاحِبٍ ذِي غَمْرةٍ داجَيْتُه،

بَأْبَأْتُهُ، وإِنْ أَبَى فَدَّيْتُه،

حَتَّى أَتى الحيَّ، وما آذَيْتُه

وبأْبَأْته أَيضاً، وبأْبأْتُ به قلتُ له: بَابَا. وقالوا: بَأْبَأَ

الصبيَّ أَبوهُ إِذا قال له: بَابَا. وبَأْبَأَهُ الصبيُّ، إِذا قال له: بَابَا. وقال الفَرَّاءُ: بَأْبأْتُ بالصبيِّ بِئْباءً إِذا قلتُ له: بِأَبي.

قال ابنُ جِنِّي: سأَلت أَبا عليّ فقلتُ له: بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ

بَأْبأَةً إِذا قلتُ له بابا، فما مثالُ البَأْبَأَةِ عندكَ الآن؟ أَتزنها على

لفظها في الأَصل، فتقول مثالها البَقْبَقَةُ بمنزلة الصَّلْصَلةِ

والقَلْقَلةِ؟ فقال: بل أَزِنُها على ما صارَت إليه، وأَترك ما كانت قبلُ عليه، فأَقولُ: الفَعْلَلة. قال: وهو كما ذكر، وبه انعقادُ هذا الباب.

وقال أَيضاً: إِذا قلت بأَبي أَنتَ، فالباء في أَوَّلِ الاسمِ حرفُ جر بمنزلة اللامِ في قولكَ: للّه انتَ، فإِذا اشتَقَقْتَ منهُ فِعْلاً اشتقاقاً صَوْتِياًّ اسْتَحَالَ ذلك التقدير فقلت: بَأْبَأْتُ به بِئباءً، وقد أَكثرت من البَأْبأَة، فالباء الآن في لفظِ الأصل، وإِن كان قد عُلم أَنها فيما

اشْتُقَّت منهُ زائدةٌ للجَرِّ؛ وعلى هذا منها البِأَبُ، فصارَ فِعْلاً من باب سَلِسَ وقَلِقَ؛ قال:

يا بِأَبِي أَنـْتَ، ويا فَوْقَ البِأَبْ

فالبِأَبُ الآنَ بمنزلةِ الضِّلَعِ والعِنَبِ. وَبَأْبَؤُوه: أَظْهَروا

لَطافَةً؛ قال:

إِذا ما القبائِلُ بَأْبَأْنَنا، * فَماذا نُرَجِّي بِبئْبائِها؟.

وكذلك تَبأْبؤُوا عليهِ.

والبَأْباءُ، ممدودٌ: تَرْقِيصُ المرأَة ولدَها. والبَأْباءُ: زَجْرُ

السِّنَّوْر، وهو الغِسُّ؛ وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابي لرجلٍ

في الخَيْل:

وهُنَّ أَهلُ ما يَتمازَيْن؛ * وهُنَّ أَهلُ ما يُبَأْبَيْن

أَي يقال لها: بِأَبي فَرَسِي نَجَّانِي من كذا؛ وما فيهما صِلة معناه

أَنهنَّ، يعني الخيْلَ، أَهْلٌ للمُناغاةِ بهذا الكلامِ كما يُرَقَّصُ

الصبيُّ؛ وقوله يَتمازَيْنَ أَي يَتَفاضَلْنَ. وبَأْبَأَ الفَحْلُ، وهو

تَرْجِيعُ الباءِ في هَدِيرهِ. وبَأْبأَ الرَّجُلُ: أَسْرَعَ. وبأْبأْنا أَي

أَسْرَعْنا. وتَبَأْبأْتُ تَبَأْبُؤاً إِذا عَدَوْتُ.

والبُؤْبُؤُ: السيِّد الظَّريفُ الخفيفُ. قال الجوهري: والبؤْبُؤُ:

الأَصلُ، وقيل الأَصلُ الكريمُ أَو الخَسيسُ. وقال شمر: بُؤْبُؤُ الرجلِ: أَصلُهُ. وقال أَبو عَمرو: البُؤْبُؤُ: العالِمُ المُعَلِّمُ. وفي المحكم: العالمُ مثلُ السُّرْ سُورِ، يقال: فلان في بُؤْبُؤ الكَرَمِ. ويقال: البُؤْبُؤُ إِنسانُ العَيْن. وفي التهذيب: البُؤْبُؤُ: عَيْرُ العَيْن. وقال ابن خالَوَيْهِ: البؤْبؤُ بلا مَدّ على مثال الفُلْفُل. قالَ: البؤْبؤُ:

بُؤْبؤُ العَيْنِ، وأَنشدَ شاهداً على البُؤْبؤِ بمعنى السَّيِّد قولَ

الرَّاجز في صفةِ امرأَةٍ:

قَدْ فاقَتِ البؤْبُؤَ الْـبُؤَيْبِيَهْ، والجِلدُ مِنْها غِرْقِئُ القُوَيْقِيَهْ

الغِرْقِئُ: قِشْرُ البَيْضة. والقُويقِيةُ: كناية عن البَيْضة. قال ابنُ خَالَوَيْهِ: البؤْبُؤُ، بغير مدٍّ: السَّيِّد، والبُؤَيْبِيَةُ: السيِّدة، وأَنـْشدَ لجرير:

في بؤْبُؤ الـمَجْدِ وبُحْبوحِ الكَرَمْ

وأَمـَّا القَالي فإِنهُ أَنْشده:

في ضِئْضئِ المـَجْدِ وبُؤْبُوءِ الكَرَمْ

وقال: وكذا رأَيتُهُ في شعرِ جرير؛ قال وعلى هذه الرواية(1)

(1 قوله «وعلى هذه الرواية إلخ» كذا بالنسخ والمراد ظاهر.) مع ما ذكره الجوهري من كونهِ مثال سُرسُور. قال وكأَنهما لغتان، التهذيب، وأَنشدَ ابنُ السكيت:

ولكِنْ يُبَأْبِئُهُ بُؤْبؤٌ، * وبِئباؤُهُ حَجَأ أَحْجَؤُه

قال ابن السِكِّيت: يُبَأْبِئه: يُفَدِّيه، بُؤْبُؤٌ: سيدٌ كريمٌ، بِئبْاؤُهُ: تَفْدِيَتُه، وحَجَأ: أَي فَرَحٌ، أَحْجَؤُهُ: أَفْرَحُ بهِ. ويقالُ فلانٌ في بُؤْبؤِ صِدقٍ أَي أَصْلِ صِدْقٍ، وقال:

أَنا في بُؤْبؤِ صِدْقٍ، * نَعَمْ، وفي أَكْرَمِ أَصْلِ(2)

(2 قوله «انا في بؤبؤ إلخ» كذا بالنسخ وانظر هل البيت من المجتث وتحرّفت في بؤبؤ عن ببؤبؤ أو اختلس الشاعر كلمة في.)

(بأبأ)
بأبأة وبئباء ردد الْبَاء فِي نطقه وَالصَّبِيّ قَالَ بَابا وَالْأَب أَو الصَّبِي وَبِه قَالَ لَهُ بَابا وَفُلَانًا وَبِه قَالَ لَهُ بِأبي أَنْت ولاطفه

السن

(السن) قِطْعَة من الْعظم تنْبت فِي الف ك (مُؤَنّثَة) وَمن الشَّيْء كل جُزْء مسنن محدد على هيئتها مثل سنّ الْمشْط أَو المنجل أَو الْمِنْشَار أَو الْمِفْتَاح أَو الْقَلَم وَسن الفقار وَغَيره والعمر وَفِي الْمثل (صدقني سنّ بكره) يضْرب فِي الصدْق والحبة من رَأس الثوم والترب واللدة يُقَال فلَان سنّ فلَان (ج) أَسْنَان وأسن (جج) أسنة
السن: عظم نابت في فم الحيوان ويطلق الآن للأربع التي في مُقدَّم الفم ويليها الناب وتليها الأضراس.
أما الأطباء فيقولون في فم الإنسان: ثَنِيَّتان ورباعيتان ونابان وخمسةُ أضراس أو أربعةٌ، ويطلقون الأسنان على جميعها فيقولون في كل فم اثنتان وثلاثون سناً، أو ثمان وعشرون، نصفها في الأعلى ونصفها في الأسفل، وأيضاً السِّنُّ مقدار العمر.
السن: بِكَسْر السِّين وَتَشْديد النُّون سَالَ ودندان وَعمر. وَجمعه الْأَسْنَان وَجمع الْجمع أسنة والسنون من الجموع الشاذة كَمَا حققناه فِي جَامع الغموض منبع الفيوض شرح الكافية فِي مَبْحَث الْجمع.
وَاعْلَم أَن أَسْنَان الْإِنْسَان أَرْبَعَة الأول سنّ النمو وَهُوَ من أول الْعُمر إِلَى قريب من ثَلَاثِينَ سنة إِذْ النمو ظَاهر إِلَى عشْرين. وَلَا شكّ أَن بعد الْعشْرين يزِيد حَال الْإِنْسَان فِي الْجمال وَالْقُوَّة والجلادة وَذَلِكَ يدل على عدم وقُوف النامية. وَالثَّانِي سنّ الْوُقُوف وَلَا بُد من القَوْل بِهِ لِأَنَّهُ لَا شكّ فِي النمو وَلَا فِي الانحطاط فَلَا بُد بَين حركتين متضادتين من سُكُون وَيُسمى سنّ الشَّبَاب وَهُوَ من آخر النمو إِلَى أَرْبَعِينَ.
وَالثَّالِث سنّ الانحطاط مَعَ بَقَاء من الْقُوَّة وَهُوَ أَن لَا يكون النُّقْصَان فِيهِ محسوسا وَهُوَ من آخر سنّ الشَّبَاب إِلَى سِتِّينَ سنة وَيُسمى سنّ الكهولة وَيعلم من الْأَشْبَاه والنظائر غير هَذَا كَمَا سَيَجِيءُ فِي الصَّبِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَالرَّابِع سنّ الانحطاط مَعَ ظُهُور الضعْف فِي الْقُوَّة وَهُوَ أَن تصير الرُّطُوبَة الغريزية نَاقِصَة من حفظ الْحَرَارَة الغريزية نُقْصَانا محسوسا وَهُوَ من آخر سنّ الكهولة إِلَى آخر الْعُمر وَيُسمى سنّ الشيخوخة فَالْحَاصِل أَن للْإنْسَان أسنانا أَربع سنّ النمو وَسن الْوُقُوف وَسن الكهولة وَسن الشيخوخة.
ف (58) :
السَّنَد فِي اصْطِلَاح أَرْبَاب المناظرة مَا يذكر لأجل تَقْوِيَة الْمَنْع وَإِن لم يكن مُفِيدا فِي الْوَاقِع إِذْ لَا يلْزم أَن يكون الْغَرَض من الْفِعْل حَاصِلا بِالْفِعْلِ فَهَذَا التَّعْرِيف إِنَّمَا هُوَ لمُطلق السَّنَد الشَّامِل للصحيح وَهُوَ مَا كَانَ مورثا للقوة فِي نفس الْأَمر. وَالْفَاسِد وَهُوَ مَا كَانَ مورثا لَا يكون كَذَلِك. وَمَا قيل إِن السَّنَد مَا كَانَ الْمَنْع مَبْنِيا عَلَيْهِ فَفِيهِ نظر من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَنه يصدق على شَاهد النَّقْض الإجمالي وَدَلِيل الْمعَارض. وَالْجَوَاب أَن المُرَاد بِالْمَنْعِ هَا هُنَا منع الْمُقدمَة الْمعينَة لَا مَا يعم المباحث الثَّلَاثَة. وَثَانِيهمَا: أَنه إِنَّمَا يصدق على السَّنَد الْمسَاوِي. وَالْجَوَاب أَن المُرَاد أَن الْمَنْع مَا يكون مصححا لوُرُود الْمَنْع إِمَّا فِي نفس الْأَمر أَو فِي زعم السَّائِل وَأَلْفَاظه ثَلَاثَة: أَحدهَا: أَن يُقَال لَا نسلم هَذَا لم لَا يجوز أَن يكون كَذَا. وَالثَّانِي: لَا نسلم لُزُوم ذَلِك إِنَّمَا يلْزم إِن لَو كَانَ كَذَا. وَالثَّالِث: لَا نسلم هَذَا كَيفَ يكون هَذَا وَالْحَال أَنه كَذَلِك.

الْكَافِر

(الْكَافِر) وعَاء طلع النّخل وَالثَّمَر (ج) كوافر والظلمة وَمن الأَرْض مَا بعد عَن النَّاس لَا يكَاد ينزله أَو يمر بِهِ أحد والمقيم المختبئ بِالْمَكَانِ من لَا يُؤمن بِاللَّه (ج) كفار
الْكَافِر: من الْكفْر وَهُوَ السّتْر وَالْكَافِر لما ستر الْحق سمي بِهِ وَهُوَ ضد الْمُؤمن. فِي خزانَة المفتيين الْكَافِر إِذا أقرّ بِخِلَاف مَا اعتقده حكم بِإِسْلَامِهِ فَمن يُنكر الوحدانية كالثنوي وَعَبدَة الْأَوْثَان وَالْمُشْرِكين إِذا قَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله أَو قَالَ أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله أَو قَالَ أسلمت أَو آمَنت بِاللَّه وَأَنا على دين الْإِسْلَام أَو على الحنيفية فَهَذَا كُله إِسْلَام. وَفِي الْمُحِيط الْكفَّار على نَوْعَيْنِ مِنْهُم من يجْحَد الْبَارِي عز شَأْنه. وَمِنْهُم من يقربهُ إِلَّا أَنه يُنكر وحدانيته تَعَالَى كعبدة الْأَوْثَان فَمن أنكر إِذا أقرّ بِهِ يحكم بِإِسْلَامِهِ وَمن أقرّ بوحدانيته تَعَالَى وَجحد رِسَالَة مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا أقرّ برسالته يحكم بِإِسْلَامِهِ. وَفِي فَتَاوَى قاضيخان الوثني الَّذِي لَا يقر بوحدانية الله تَعَالَى إِذا قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله يصير مُسلما حَتَّى لَو رَجَعَ عَن ذَلِك يقتل وَلَو قَالَ الله لَا يصير مُسلما وَلَو قَالَ أَنا مُسلم يصير مُسلما وَمذهب أَصْحَاب الشَّرْع الظَّاهِر أَن الْكفَّار مخلدون فِي النَّار. وَقَالَ قدوة الْمُحَقِّقين الشَّيْخ محيي الدّين بن الْعَرَبِيّ رَحمَه الله فِي فص يونسي أما أهل النَّار فمآلهم إِلَى النَّعيم لَكِن فِي النَّار إِذْ لَا بُد لصورة النَّار بعد انْتِهَاء مُدَّة الْعقَاب أَن يكون بردا وَسلَامًا على من فِيهَا وَهَذَا هُوَ النَّعيم وَهُوَ رَحمَه الله يزْعم أَنه لم يرد نَص بخلود عَذَابهمْ بل بخلودهم فِي النَّار. وَقَالَ القيصري فِي شرح فصوص الحكم اعْلَم أَن من اكتحلت عينه بِنور الْحق يعلم أَن الْعَالم بأسره عباد الله وَلَيْسَ لَهُم وجود وَصفَة وَفعل إِلَّا بِاللَّه وَحَوله وقوته وَكلهمْ محتاجون إِلَى رَحمته وَهُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم وَمن شَأْن من هُوَ مَوْصُوف بِهَذِهِ الصِّفَات أَن لَا يعذب أحدا عذَابا أبديا وَلَيْسَ ذَلِك الْمُقدر من الْعَذَاب إِلَّا لأجل إيصالهم إِلَى كمالاتهم الْمقدرَة كَمَا يذاب الذَّهَب وَالْفِضَّة بالنَّار لأجل الْخَلَاص مِمَّا يكدرهما وَينْقص عيارهما وَهُوَ يتَضَمَّن أَمن اللطف وَالرَّحْمَة كَمَا قيل.
(وتعذيبكم عذب وسخطكم رضى ... وقطعكم وصل وجوركم عدل)
وَقَالَ رَحمَه الله فِي فص اسمعيلي الثَّنَاء بِصدق الْوَعْد والحضرة الإلهية يطْلب الثَّنَاء الْمَحْمُود بِالذَّاتِ فيثني عَلَيْهَا بِصدق الْوَعْد لَا يصدق الْوَعيد بل بالتجاوز فَلَا تحسبن الله مخلف وعده رسله. وَلم يقل ووعيده بل قَالَ ويتجاوز عَن سيئاتهم مَعَ أَنه يوعد على ذَلِك. ويلائم هَذَا الْكَلَام. حَدِيث شَفِيع الْأَنَام. عَلَيْهِ وعَلى آله الصَّلَاة وَالسَّلَام. سَيَأْتِي على جَهَنَّم زمَان ينْبت فِي قعرها الجرجير.

الذّات

الذّات:
[في الانكليزية] Fitted with ،possessing
[ في الفرنسية] Pourvu de ،doue ،possesseur
هي النّفس اسم ناقص تمامها ذوات. ألا ترى عند التّثنية تقول ذواتان، مثل نواة ونواتان، كذا في بحر الجواهر. ولهذا ذكرناه مع لفظ الذّاتي وذات الجنب وغيرها.
الذّات:
[في الانكليزية] Essence ،substance ،the self
[ في الفرنسية] Essence ،substance ،le soi
هو يطلق على معان. منها الماهيّة بمعنى ما به الشيء هو هو وقد سبق تحقيقه في لفظ الحقيقة. وعلى هذا قال في الإنسان الكامل:
إنّ مطلق الذّات هو الأمر الذي تستند إليه الأسماء والصّفات في عينها لا في وجودها، فكلّ اسم أو صفة استند إلى شيء، فذلك الشيء هو الذّات، سواء كان معدوما كالعنقاء أو موجودا. والموجود نوعان نوع هو موجود محض وهو ذات الباري سبحانه، ونوع هو موجود ملحق بالعدم وهو ذات المخلوقات.
واعلم أنّ ذات الله تعالى عبارة عن نفسه التي هو بها موجود لأنّه قائم بنفسه، وهو الشيء الذي استحقّ الأسماء والصفات بهويّته، فيتصوّر بكلّ صورة تقتضيها منه كل معنى فيه، أعني اتّصف بكلّ صفة تطلبها كلّ نعت واستحقّ بوجوده كلّ اسم دلّ عل مفهوم يقتضيه الكمال.
ومن جملة الكمالات عدم الانتهاء ونفي الإدراك، فحكم بأنّها لا تدرك، وأنّها مدركة له لاستحالة الجهل عليه تعالى. فذاته غيب الأحديّة التي كلّ العبارات واقعة عليها من كلّ وجه غير مستوفية لمعناها من وجوه كثيرة، فهي لا تدرك بمفهوم عبارة ولا تفهم بمعلوم إشارة، لأنّ الشيء انّما يعرف بما يناسبه فيطابقه، وبما ينافيه فيضادّه، وليس لذاته في الوجود مناسب ولا مناف ولا مضادّ فارتفع من حيث الاصطلاح، إذ أمعنّاه في الكلام، وانتفى لذلك أن يدرك للأنام انتهى.
وفي شرح المواقف للمتكلّمين هاهنا مقامان. الأول الوقوع، فذهب جمهور المحقّقين من الفرق الإسلامية وغيرهم إلى أنّ حقيقة الله تعالى غير معلوم للبشر، وقد خالف فيه كثير من المتكلّمين من أصحاب الأشعري والمعتزلة.
والثاني الجواز، وفيه خلاف. فمنعه الفلاسفة وبعض أصحابنا كالغزالي وإمام الحرمين. ومنهم من توقّف كالقاضي أبي بكر وضرار بن عمرو، وكلام الصوفية في الأكثر مشعر بالامتناع.
اعلم أنّهم اختلفوا في أنّ ذاته تعالى مخالفة لسائر الذوات. فذهب نفاة الأحوال إلى التّخالف وهو مذهب الأشعري وأبي الحسين البصري، فهو منزّه عن المثل والنّدّ. وقال قدماء المتكلّمين ذاته مماثلة لسائر الذّوات في الذاتية والحقيقة، وإنّما يمتاز عن سائر الذوات بأحوال أربعة. الوجوب والحياة والعلم التّام والقدرة التامة أي الواجبيّة والحييّة والعالميّة والقادريّة التامّتين هذا عند الجبائي. وأما عند أبي هاشم فإنه يمتاز بحالة خامسة هي الموجبة لهذه الأربعة وهي المسمّاة بالإلهية. والمذهب الحقّ هو الأول انتهى.
ومنها الماهيّة باعتبار الوجود وإطلاق لفظ الذات على هذا المعنى أغلب من الإطلاق الأول وقد سبق أيضا في لفظ الحقيقة.
ومنها ما صدق عليه الماهيّة من الأفراد كما وقع في شرح التجريد في فصل الماهيّة، وبهذا المعنى يقول المنطقيون: ذات الموضوع ما يصدق عليه ذلك الموضوع من الأفراد. ثم المعتبر عندهم في ذات الموضوع في القضية المحصورة ليس أفراده مطلقا، بل الأفراد الشخصية إن كان الموضوع نوعا أو ما يساويه من الخاصّة والفصل، والأفراد الشخصية والنوعية إن كان جنسا أو ما يساويه من العرض العام. وبعضهم خصّ ذلك مطلقا بالأفراد الشخصيّة وهو قريب إلى التحقيق، وتفصيله يطلب من شرح الشمسية وشرح المطالع في تحقيق المحصورات. وهذه المعاني الثّلاثة تشتمل الجوهر والعرض.
ومنها ما يقوم بنفسه وهذا لا يشتمل العرض، وتقابله الصّفة بمعنى ما لا يقوم بنفسه، ومعنى القيام بالذات يجيء في محله، هكذا ذكر أحمد جند في حاشية شرح الشمسية في بحث التّصوّر والتصديق، والسّيد السّند في حاشية المطول في بحث هل في باب الإنشاء.
ومنها ما يقوم به غيره سواء كان قائما بنفسه كزيد في قولنا: زيد العالم قائم، أو لا يكون قائما بنفسه كالسّواد في قولنا: رأيت السّواد الشديد. وبهذا المعنى وقع في تعريف النّعت بأنّه تابع يدلّ على ذات كذا في چلپي المطول في باب القصر.
ومنها الجسم كما في الأطول وحاشية المطوّل للسّيد السّند في بحث الاستفهامية.
ومنها المستقلّ بالمفهومية أي المفهوم الملحوظ بالذّات، وهذا معنى ما قالوا: الذّات ما يصحّ أن يعلم ويخبر عنه وتقابله الصّفة بمعنى ما لا يستقلّ بالمفهومية، أي ما يكون آلة لملاحظة مفهوم آخر. فالنّسب الحكمية صفات بهذا المعنى، وأطرافها من المحكوم عليه والمحكوم به ذوات لاستقلالهما بالمفهومية؛ هكذا ذكر السّيد الشريف أيضا في بحث هل.
قال في الأطول هذا المعنى للذّات والصّفة الذي ادّعاه السّيد الشريف لم يثبت في ألسنة مشاهير الأنام انتهى. وقد ذكر الچلپي أيضا هذا المعنى في حاشية المطوّل في بحث الاستعارة الأصلية.
ومنها الموضوع سمّي به لأنّه ملحوظ على وجه ثبت له الغير كما هو شأن الذّوات وتقابله الصّفة بمعنى المحمول سمّيت به لأنّه ملحوظ على وجه الثّبوت للغير، هكذا في الأطول في بحث هل، وهكذا في العضدي حيث قال: في المبادئ: المفردان من القضية التي جعلت جزء القياس الاقتراني يسمّيها المنطقيون موضوعا ومحمولا، والمتكلّمون ذاتا وصفة، والفقهاء محكوما عليه ومحكوما به، والنحويون مسندا إليه ومسندا انتهى. قيل ما ذكره من اصطلاح المتكلّمين انّما يصحّ في ما هو موضوع ومحمول بالطّبع كقولنا: الإنسان كاتب لا في عكسه أي الكاتب إنسان. وأجيب بأنّ المحكوم عليه يراد به ما صدق عليه وهو الذات والمحكوم به يراد به المفهوم وهو الصّفة، وما قيل إنّ المسند إليه عند النّحاة قد يكون سورا عند المنطقيين كقولك كلّ إنسان حيوان، فجوابه أنّ المحكوم عليه بحسب المعنى هو الإنسان، هكذا ذكر السّيد الشريف في حاشيته، وبقي أنّ ما ذكره من اصطلاح الفقهاء مخالف لما مرّ في محلّه فلينظر ثمّة. منها الاسم الجامد وتقابله الصّفة بمعنى الاسم المشتق. ومنها الجزء الدّاخل بأن يكون محقّق الذاتي وتقابله الصّفة بمعنى الأمر الخارج، هكذا ذكر أحمد جند في حاشية شرح الشمسية في بحث التصوّر والتّصديق ويجيء ما يتعلق بهذا المقام في لفظ الذّاتي.

الْحَقِيقَة

(الْحَقِيقَة) الشَّيْء الثَّابِت يَقِينا و (عِنْد اللغويين) مَا اسْتعْمل فِي مَعْنَاهُ الْأَصْلِيّ وَحَقِيقَة الشَّيْء خالصه وكنهه وَحَقِيقَة الْأَمر يَقِين شَأْنه وَحَقِيقَة الرجل مَا يلْزمه حفظه والدفاع عَنهُ يُقَال فلَان يحمي الْحَقِيقَة والراية (ج) حقائق
الْحَقِيقَة: هِيَ الْقَضِيَّة الْمُنْفَصِلَة الَّتِي حكم فِيهَا بالمنافاة فِي الصدْق وَالْكذب مَعًا أَو بسلبها كَقَوْلِنَا إِمَّا أَن يكون هَذَا الْعدَد زوجا أَو هَذَا الْعدَد فَردا وَقَوْلنَا لَيْسَ إِمَّا أَن يكون هَذَا الْعدَد زوجا أَو منقسما إِلَى المتساويين. الأولى: حَقِيقِيَّة مُوجبَة وَالثَّانيَِة حَقِيقِيَّة سالبة وَإِنَّمَا سميت حَقِيقِيَّة لِأَن التَّنَافِي بَين جزئيها أَشد من التَّنَافِي بَين جزئي مَانِعَة الْجمع ومانعة الْخُلُو لِأَنَّهُ فِي الصدْق وَالْكذب مَعًا فَهِيَ أَحَق باسم الْمُنْفَصِلَة بل هِيَ حَقِيقَة الِانْفِصَال. والحقيقة الْمُقَابلَة للخارجية فِي الْقَضِيَّة الْحَقِيقِيَّة.
الْحَقِيقَة: لَهَا معَان بِحَسب الاستعمالات فَإِنَّهَا. قد تسْتَعْمل فِي مُقَابلَة الِاعْتِبَار فيراد بهَا الذَّات وَالْمرَاد بالاعتبارات الحيثيات اللاحقة للذات. وَقد تطلق فِي مُقَابلَة الْفَرْض وَالوهم وَيُرَاد بهَا حِينَئِذٍ نفس الْأَمر. وَقد تسْتَعْمل فِي مُقَابلَة الْمَفْهُوم كَمَا يُقَال إِن الْبَصَر دَاخل فِي مَفْهُوم الْعَمى لَا فِي حَقِيقَته وَنسبَة تَدْبِير الْبدن دَاخِلَة فِي مَفْهُوم النَّفس لَا فِي حَقِيقَتهَا. وَقد تسْتَعْمل فِي مُقَابلَة الحكم أما سَمِعت أَن اللَّفْظ مَا يتَلَفَّظ بِهِ الْإِنْسَان حَقِيقَة أَو حكما. وَقد تطلق فِي مُقَابلَة الْمجَاز كَمَا يُقَال إِن كلمة الْأسد حَقِيقَة فِي الْحَيَوَان المفترس مجَاز فِي الرجل الشجاع. فالحقيقة هِيَ الْكَلِمَة المستعملة فِيمَا وضعت لَهُ فِي اصْطِلَاح بِهِ التخاطب فَيخرج عَنْهَا الْمجَاز الَّذِي اسْتعْمل فِي غير مَا وضع لَهُ فِي اصْطِلَاح بِهِ التخاطب كَالصَّلَاةِ إِذا استعملها الْمُخَاطب بعرف الشَّرْع فِي الدُّعَاء فَإِنَّهُ يكون مجَازًا لكَون الدُّعَاء غير مَا وضعت هِيَ لَهُ فِي اصْطِلَاح الشَّرْع لِأَنَّهَا فِي اصْطِلَاح الشَّرْع للأركان والأذكار الْمَخْصُوصَة مَعَ أَنَّهَا مَوْضُوعَة للدُّعَاء فِي اصْطِلَاح اللُّغَة والاستعمال شَرط فِي كَونهَا حَقِيقَة كَمَا أَن الِاسْتِعْمَال فِي غير الْمَعْنى الْمَوْضُوع لَهُ شَرط فِي كَونهَا مجَازًا فاللفظ الْمَوْضُوع قبل الِاسْتِعْمَال لَا حَقِيقَة وَلَا مجَاز وَإِنَّمَا سمي ذَلِك اللَّفْظ حَقِيقَة لِأَنَّهَا إِمَّا مَأْخُوذ من حق الْمُتَعَدِّي وَهُوَ الْمُسْتَعْمل فِي الْمَعْنيين يُقَال حق فلَان الْأَمر أَي أثْبته وَيُقَال حَقَّقَهُ إِذا كنت مِنْهُ على يَقِين. فعلى هَذَا الْحَقِيقَة فعيلة بِمَعْنى مفعول سَوَاء كَانَت مَأْخُوذَة من حق الْمُتَعَدِّي بِالْمَعْنَى الأول أَو بِالْمَعْنَى الثَّانِي. وَاللَّفْظ الْمُسْتَعْمل فِي الْمَوْضُوع الْأَصْلِيّ شَيْء مُثبت فِي مقَامه وَمَعْلُوم بِسَبَب معلومية دلَالَته عَلَيْهِ. وَإِمَّا مَأْخُوذَة من حق اللَّازِم فَهِيَ حِينَئِذٍ بِمَعْنى الثَّابِت. وَلَا شكّ أَن اللَّفْظ الْمُسْتَعْمل فِي الْمَوْضُوع لَهُ الْأَصْلِيّ ثَابت فِي وَإِنَّمَا قُلْنَا إِنَّه مَعْلُوم بِسَبَب معلومية دلَالَته عَلَيْهِ لِأَن اللَّفْظ الْمَوْضُوع لَا يعلم إِلَّا إِذا كَانَت دلَالَته على الْمَعْنى مَعْلُومَة.
فَإِن قيل إِن الفعيل إِذا كَانَ بِمَعْنى الْمَفْعُول يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذكر والمؤنث وَيكون عَارِيا عَن التَّاء فَلَا بُد أَن تكون الْحَقِيقَة على المأخذ الأول عَارِية عَن التَّاء، قلت: الْوَاجِب على ذَلِك المأخذ التَّأْوِيل فِي لفظ الْحَقِيقَة بِنَاء على الضابطة الْمَذْكُورَة والتأويل فِيهِ بِوَجْهَيْنِ: أَحدهمَا: أَن التَّاء للنَّقْل من الوضعية إِلَى الاسمية فَإِن الفعيل الَّذِي اسْتَوَى فِيهِ الْمُذكر والمؤنث إِذا نقل من الوصفية الَّتِي علامتها العري عَن التَّاء إِلَى الاسمية الْحق بِآخِرهِ التَّاء للدلالة على عدم بَقَاء الْمَعْنى الوصفي. وَثَانِيهمَا: أَن ذَلِك الفعيل إِذا كَانَ جَارِيا على مَوْصُوف مؤنث غير مَذْكُور لَا بُد لَهُ من التَّاء كَمَا فِي قَوْلك مَرَرْت بقتيلة بني فلَان أَي مَرَرْت بِامْرَأَة قتيلة بني فلَان أَي بِامْرَأَة مقتولة قَتلهَا بَنو فلَان فَيجْعَل لفظ الْحَقِيقَة جَارِيا على مَوْصُوف مؤنث غير مَذْكُور وَأما إِذا كَانَت الْحَقِيقَة مَأْخُوذَة من حق اللَّازِم فَلَا يَسْتَوِي فِيهَا الْمُذكر والمؤنث بل تذكر فِي الْمُذكر وتؤنث فِي الْمُؤَنَّث فَلَا إِشْكَال حِينَئِذٍ فِي التَّاء فَيكون لفظ الْحَقِيقَة الْجَارِي على الْمَوْصُوف الْمُؤَنَّث نقل فِي الِاصْطِلَاح إِلَى اللَّفْظ الْمَذْكُور. هَذَا مَا ذكره السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَوَاشِيه على شرح الشمسية.
ثمَّ اعْلَم أَن الْحَقِيقَة عِنْد الْحُكَمَاء هِيَ الْمَاهِيّة الْمَوْجُودَة فِي الْأَعْيَان أَي الْمَوْجُودَة فِي الْخَارِج بِوُجُود أُصَلِّي - وَلِهَذَا قَالُوا الْحَقِيقَة هِيَ الْأَمر الثَّابِت المتأصل فِي الْوُجُود خص فِي الِاصْطِلَاح بكنه الشَّيْء المتحقق. وَحَقِيقَة الشَّيْء مَا بِهِ الشَّيْء هُوَ كالحيوان النَّاطِق للْإنْسَان بِخِلَاف مثل الضاحك وَالْكَاتِب مِمَّا يُمكن تصور الْإِنْسَان بِدُونِهِ. وَقد يُقَال إِن مَا بِهِ الشَّيْء هُوَ هُوَ بِاعْتِبَار تحَققه حَقِيقَة وَبِاعْتِبَار تشخصه هوية وَمَعَ قطع النّظر عَن ذَلِك مَاهِيَّة. وَتَحْقِيق مَا بِهِ الشَّيْء هُوَ هُوَ والاعتراضات الْوَارِدَة فِيهِ فِي الْمَاهِيّة إِن شَاءَ الله تَعَالَى والحقيقة والماهية مُتَرَادِفَانِ.

فكلمة «عرض» لها معنيان

فكلمة «عرض» لها معنيان: أحدهما مناسب للطول والثاني: الجيش. والمعنى الثاني هو التامّ والمراد برغم أنّ العرض مناسب للطول إلّا أنّه غير مراد. التّداخل:
[في الانكليزية] Interference ،coincidence
[ في الفرنسية] Interference ،coincidence
يطلق على معان. الأول كون الشيئين بحيث يصدق أحدهما على بعض ما يصدق عليه الآخر سواء كان بينهما عموم وخصوص مطلقا أو من وجه وقد سبق في لفظ التخالف. ويجيء أيضا في لفظ الماهية. والثاني كون العددين بحيث يعدّ أحدهما الآخر كعشرة وعشرين فإنّ العشرة تعدّ العشرين أي تفنيه إذا ألقيت منه مرتين، فبينهما تداخل، وهذان العددان متداخلان، وهذا المعنى من مصطلحات المحاسبين. والثالث أن ينفذ أحد الشيئين في الآخر ويلاقيه بأسره بحيث يصير جوهرهما واحدا ويسمّى بالمداخلة أيضا. والشيء أعمّ من المادي والمجرّد فيدخل تداخل المجرّدات.
وذكر الشيئين لبيان أقل ما يوجد فيه التداخل لا للاحتراز عن الأكثر. وقيل هو أن ينفذ أحد الشيئين في الآخر ويلاقيه بأسره بحيث يصير حجمهما واحدا، وحينئذ خرج تداخل المجرّدات. وبعضهم ذكر لفظ الجزء مكان لفظ الشيء ولا ضير في ذلك إذ المراد بالجزء هو الشيء. ويرد على التعريفين حلول الهيولى في الصورة. وأجيب بأن اتحاد جوهر الشيئين وحجمهما يستلزم اتحاد الوضع، ولا وضع للهيولى. ولذا عرّفه البعض بدخول الجواهر بعضها في بعض بحيث يتّحدان في الوضع والحجم. ويخرج من هذا التعريف أيضا تداخل المجردات إذ لا حجم للمجردات. إن قلت يخرج من جميع هذه التعريفات تداخل الأعراض قلت لا ضير في ذلك إذ هذه تعريفات للتداخل المستحيل وهو تداخل الجواهر بخلاف تداخل الأعراض فإنّه غير مستحيل. وقيل هو أن يكون أحد الجزءين داخلا في الآخر بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما عين الإشارة إلى الآخر والتداخل بالمعنى الاصطلاحي والدخول بالمعنى اللغوي، فلا دور. والمراد بالإشارة الإشارة العقلية فدخل تداخل المجرّدات وخرج تداخل الأعراض لعدم كون العرض جزأ. نعم إذا أريد بالجزءين الشيئان وبالإشارة الحسّية لخرج تداخل المجرّدات ودخل تداخل الأعراض وحلول الصورة في الهيولى وحلول نحو الجسم التعليمي في الجسم الطبيعي. وقيل هو ملاقاة أحد الشيئين بكليته كلية الآخر بحيث يكون حيزهما ومقدارهما واحدا. وفيه أنّه لا يشتمل تداخل الجواهر الفردة إذ لا كلية فيها إذ لا تقبل القسمة أصلا. ويدفعه أنّه أراد بتمامه بتمام الآخر ولو بدل بقوله بعينه عين الآخر لكان أسلم وأخصر. هذا كله خلاصة ما ذكره العلمي في حاشية شرح هداية الحكمة في فصل إبطال الجزء الذي لا يتجزأ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.