Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: صابئة

صبأ

صبأ: {والصابئين}: الخارجين من دين إلى دين.
ص ب أ: (صَبَأَ) خَرَجَ مِنْ دِينٍ إِلَى دِينٍ وَبَابُهُ خَضَعَ. وَصَبَأَ أَيْضًا صَارَ (صَابِئًا) . وَ (الصَّابِئُونَ) جِنْسٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ. 
ص ب أ

صبأ من دين إلى دين، وهو من الصابئين والــصابئة. وصبأ ناب البعير، وصبأ النجم: طلع. وصبأت على القوم: هجمت. وقال:

أقيمي في تهامة لا تصيفي ... إلى نجد فقد صبأ الشتاء

وقال:

وكنت إذا ما خلة لم توانني ... صيأت على هجرانها غير حافل
صبأ
صَبَأ نابُ البَعِيْرِ: إذا طَلَعَ حَده؛ يَصْبَأُ صُبُوْءاً. وصَبَأَتِ النُّجُوْمُ: خَرَجَتْ من مَطالِعِها. وأصْبَأ: إذا أضَاءَ عِنْدَ صُبُوْئه.
وصَبَأ فلانٌ: دانَ بدِيْنِ الصابِئين. وأصْبَأْتُ على القَوْمِ إصْبَاءً: هَجَمْتُ عليهم ولا أدْري مَكانَهم. وصَبَاْتُ عليهم وأصْبَاْتُ: أي طَرَأْت عليهم. وصَبَأ عليه: دَرَأ عليه، وكذلك إذا دَل عليه.
(صبأ) في حديث بني جُذَيْمَة: "كانوا يَقُولُون: صَبأْنَا صَبَأْنَا حين أَسْلمُوا".
يقال: صَبأ فلانٌ في دِيِنهِ صُبُوءًا، إذا خرج منه إلى ديِن غَيْره، من قولهم: صَبَأَت النُّجومُ: إذا خَرَجت من مَطالِعها، وصَبَأَ نابُ البَعيِر: طَلَع، وكانت قُريشٌ تقول لمن يَدخُل في الإسلام: صَبَوْتَ لأنّهم كانوا لا يهَمزِون، فأَبدلوا من الهمزةِ واواً.
وأما الصَّابِئون فقِيلَ: إنه من هذا أيضا؛ لأنهم كانوا يَعبُدون الكَواكب، فدَخَلوا في دِين النَّصارى، وقِيلَ فيه غَيرُ ذلك.
[صبأ] صبَأْتُ على القوم أَصْبَأُ صَبْأً وصُبوءاً، إذا طلَعْتُ عليهم. وصبأ ناب البعير صُبوءاً: طَلَعَ حَدُّهُ. وصبَأَتْ ثَنِيَّةُ الغلام: طَلَعَتْ. واصْبَأَ النجمُ، أي: طَلَعَ الثريَّا. قال الشاعر يصف قحطاً : وأَصْبَأَ النجمُ في غبراَء مُظْلِمَةٍ * كأنه بائس مجتاب أخلاق وصبأ الرجل صُبوءًا، إذا خرج من دينٍ إلى دين. قال أبو عبيدة: صبأ من دينِهِ إلى دينٍ آخر كما تصبأ النجوم، أي تخرج من مطالعها، وصبأ أيضاً، إذا صار صابئا. والصابئون: جنس من أهل الكتاب.
الصاد والباء والهمزة ص ب أ

الصابئونَ قومٌ يَزَعْمُونَ أنهم على دِينِ نُوحٍ بِكَذِبِهِمْ وقِبْلَتُهم من مَهَبِّ الشَّمالِ عند مُنْتَصَفِ النهارِ وقد صَبَأَ يَصْبَأ صُبُوءاً وصَبَأَ يَصْبَأ صَبْأً وصُبُوءاً كلاهما خرج من دِينٍ إلى دِينٍ آخَرَ وصَبَأ عليهم يَصْبَأُ صَبْأً دَلّ وصَبَأَ عليهم صَبْأ وصُبُوءاً وأَصْبَأ كلاهما طَلَعَ وصَبَأَ نابُ الظِّلْفِ والحافرِ يَصْبَأُ صُبُوءاً طَلَعَ وصَبَأَ النَّجمُ والقمرُ يَصْبَأ وأصْبَأ كذلك قال

(وأَصْبَأَ النَّجْمُ في غَبْراءَ كاسِفةٍ ... كأنَّه بائسٌ مُجْتابُ أخْلاقِ)

وقُدْمَ إليه طَعامٌ فما صَبَأَ ولا أصْبَأَ أي ما وَضَعَ فيه يَدَه عن ابن الأعرابي
صبأ
صَبَأْتُ على القوم أصْبَأُ صَبْأً وصُبُوْءً: إذا طَلعت عليهم. وصَبَأَ ناب البعير صُبُوْءً: طلع حدَّه، وكذلك ثَنِيَّةُ الغلام.
وصَبَأَ الرجل صُبُوْءً: خرج من دين إلى دين آخر، كما تَصْبَأُ النجوم: أي تخرج من مطالعها.
وصَبَأَ - أيضاً -: إذا صار صابِئاً، والصّابئون: جنس من أهل الكتاب.
وصَبَأْتُ على القوم وصَبَعْتُ: وهو أن تدل عليهم غيرهم.
وأصْبَأَ النجم: أي طلع الثُّرَيا، قال أُثيْلَةُ العبدي، ويروى لسلمة بن حنش بن أُثيلة، والأول أصح:
وأصْبَأَ النَّجْمُ في غَبْرَاءَ كاسِفَةٍ ... كأنَّه بائسٌ مُجتابُ أخْلاقِ
وأصْبَأْتُ القوم أصْبَاءً: إذا هجمت عليهم وأنت لا تشعر بمكانهم، عن أبي زيد، وأنشد:
هوى عليهم مُصبئاً مُنقَضّا ... فغادر الجَمعَ به مُرفَضّا
وقال ابن الأعرابي: قُرِّبَ إليه طعامٌ فما أصبأَ فيه: أي فما وَضَعَ إصبَعَهُ فيه، وقُرِّب إليه طعامٌ فاقتَفَّه والتَمَأه والتَمَأَ عليه.
والتركيبُ يدلُّ على خُروجٍ وبُروز.
صبأ
صبَأَ يَصبَأ، صُبوءًا، فهو صابِئ
• صبَأ الرَّجُلُ: ترك دينَه ودَان بدين آخر. 

صابئة [جمع]: مف صابِئ: من يتركون ديَنهم ويدينون بدين آخر.
• الــصَّابِئة: (دن) الصابئون؛ قوم كانوا يعبدون الكواكبَ أو الملائكةَ أو النُّجومَ، ويزعمون أنّهم على ملَّة نوح، وقبلتهم مهبّ ريح الشّمال عند منتصف النَّهار. 

صابِئون [جمع]: مف صابِئ: صابئة، من يتركون ديَنهم ويدينون بدين آخر " {إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} ".
• الصَّابِئون: (دن) الــصابئة؛ قوم كانوا يعبدون الكواكبَ أو الملائكةَ أو النُّجومَ ويزعمون أنّهم على ملَّة نوح وقبلتهم مهبّ ريح الشّمال عند منتصف النَّهار، ومنهم صابئة تعبد إلهًا واحدًا، وتصلِّي إلى القبلة، وتقرأ الزَّبور " {إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ} ". 

صُبوء [مفرد]: مصدر صبَأَ. 
[صبأ] نه: في ح بنى جذيمة: كانوا يقولون لما أسلموا: "صبأنا صبأنا"، من صبأ إذا خرج من دين إلى دين، من صبأ ناب البعير إذا طلع، وكانوا يسمونه صلى الله عليه وسلم الصابيء ومن أسلم مصبوا والمسلمين صباة كقضاة يجعل المهموز معتلًا. ط: لما كان معناه الخروج من دين أحتمل عند خالد أن يكون غير الإسلام ولعله ظن أنهم إنما عدلوا عن أسم الإسلام أنفة من الإنقياد وكان هذا اللفظ مذمومًا ولذا سموا النبي صلى الله عليه وسلم به وأستنكف ثمامة لما قيل له: صبأت، فبدا من خالد ما بدا، وإنما نقم صلى الله عليه وسلم من خالد العجلة وترك التثبت، قوله: حتى إذا كان يوم، أى دفع إلينا وأمرنا بحفظه إلى يوم يأمرنا بقتله، فلما زجد ذلك اليوم أمرنا به، فقلت: لا يقتله أحد منا بل يحفظه حتى يقدم النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: أبرأ إليك، أي أنهى إليك براءتي. ك: طفق خالد يقتل من يقول: صبأنا، ظن أنه لا يكفي في الإخبار عن الإسلام وإن عجز عن تلفظ أسلمنا. وفيه: إلى هذا "الصابىء" قالًا: نعم، هو الذي تعنين، هو بالهمزة ويروى بتسهيل ياء من صبي يصبى المائل، تعنين أي تربدين إشارة إلى ذاته الشريفة لا إلى تسميته، وفيه تخلص حسن إذ فى نعم تقرير ولا تفويت للمقصود، فاستنزلوها أي طلبوا منها النزول عنه. ومنه: قد أو يتم "الصباة" وهو بمد وقصر. ط: "صبأت" قال: لا، ولكني أسلمت، هو بالهمزة؛ فإن قيل: كيف قال لا وقد خرج من دين الشرك؟ قلت: هو من أسلوب حكيم كأنه قال الشرك ليس دينًا حتى أخرج عنه بل أستحدثت دين الله وأسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن قلت: مع تقتضي الشركة! قلت: لا يضر فيكون منه صلى الله عليه وسلم أستدامة ومنه أستحداثًا، قوله: ولا والله، أي لا أرفق بكم فى هذه السنين المجدبة. ومنه: قال: "الصابىء" أي صاحب محمد. غ: ومنه: ("والصابئون").

صبأ: الصابِئون: قوم يَزعُمون أَنهم على دين نوح، عليه السلام، بكذبهم.

وفي الصحاح: جنسٌ من أَهل الكتاب وقِبْلَتُهم من مَهَبِّ الشَّمال عند مُنْتَصَف النهار.

التهذيب، الليث: الصابِئون قوم يُشْبِه دِينُهم دِينَ النَّصارى إِلاَّ

أَنَّ قِبْلَتَهم نحو مَهَبِّ الجَنُوبِ، يَزْعُمون أَنهم على دِين نوحٍ،

وهم كاذبون. وكان يقال للرجلِ إِذا أَسْلمَ في زمن النبي صلى اللّه عليه وسلم: قد صَبَأَ، عَنَوْا أَنه خرج من دين إِلى دين.

وقد صَبَأَ يَصْبَأُ صَبْأً وصُبُوءاً، وصَبُؤَ يَصْبُؤُ صَبْأً وصُبُوءاً كلاهما: خرج من دين إِلى دين آخر، كما تَصْبَأُ النُّجوم أَي تَخْرُجُ من مَطالِعها. وفي التهذيب: صَبَأَ الرَّجُلُ في دينه يَصْبَأُ صُبُوءاً إِذا كان صابِئاً. أَبو إِسحق الزجَّاج في قوله تعالى والصَّابِئين: معناه الخارِجِين من دينٍ إِلى دين. يقال: صَبَأَ فلان يَصْبَأُ إِذا خرج من دينه.

أَبو زيد يقال: أَصْبَأْتُ القومَ إِصْباءً إِذا هجمت عليهم، وأَنت لا

تَشْعرُ بمكانهم، وأَنشد:

هَوَى عليهم مُصْبِئاً مُنْقَضَّا

وفي حديث بني جَذيِمة: كانوا يقولون، لما أَسْلَموا، صَبَأْنا، صَبَأْنا.

وكانت العرب تسمي النبي، صلى اللّه عليه وسلم، الصابِئَ، لأَنه خرج مِن دين قُرَيْش إِلى الإِسلام، ويسمون مَن يدخل في دين الإسلام مَصْبُوّاً، لأَنهم كانوا لا يهمزون، فأَبدلوا من الهمزة واواً، ويسمون المسلمين الصُّباةَ، بغير همز، كأَنه جَمْع الصابي، غير مهموز، كقاضٍ وقُضاةٍ وغازٍ وغُزاةٍ.

وصَبَأَ عليهم يَصْبَأُ صَبْأً وصُبُوءاً وأَصْبأَ كلاهما: طَلَعَ

عليهم. وصَبَأَ نابُ الخُفِّ والظِّلْف والحافِر يَصْبَأُ صُبُوءاً: طَلَعَ

حَدُّه وخرج. وصَبَأَتْ سِنُّ الغلامِ: طَلَعَت. وصبَأَ النجمُ والقمرُ

يَصْبَأُ، وأَصْبأَ: كذلك. وفي الصحاح: أَي طلع الثريَّا. قال الشاعر يصف قحطاً:

وأَصْبَأَ النَّجْمُ في غَبْراءَ كاسِفةٍ، * كأَنَّه بائِسٌ، مُجْتابُ أَخْلاقِ

وصَبَأَتِ النُّجومُ إِذا ظَهَرَت. وقُدِّم إليه طَعام فما صَبَأَ ولا أَصْبأَ فيه أَي ما وَضَع فيه يَدَه، عن ابن الأَعرابي.

أَبو زيد يقال: صَبَأْت على القوم صَبْأً وصَبَعتُ وهو أَن تَدُلَّ

عليهم غيرهم.

وقال ابن الأَعرابي: صَبَأَ عليه إِذا خَرج عليه ومالَ عليه بالعَداوة.

وجعلَ قوله، عليه الصلاة والسلام، لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبًّى:

فُعَّلاً من هذا خُفِّف همزه. أَراد أَنهم كالحيَّات التي يَمِيل بعضها على بعض.

صب

أ1 صَبَأَ, (S, M, K,) aor. ـَ (M, K,) inf. n. صُبُوْءٌ, (S, M, K, [in the last of which it is implied that this verb in all its senses except the last has صَبْءٌ also for an inf. n., and likewise صَبُؤَ as a syn. form, but this I do not find authorized by any other lexicon,]) said of the tush (S, M, K) of a camel (S, M) and of a cloven-hoofed animal and of a solid-hoofed animal, (M,) and said of a cloven hoof, (K, [but this, I doubt not, is a mistake, for in the place of صَبَأَ الظِّلْفُ والنَّابُ, the reading in the K, I find in the M صَبَأَ نَابُ الظِّلْفِ وَالخُفِّ وَالحَافِرِ, and the like in the L,]) It grew forth; (M, K;) or its point, or extremity, grew forth: (S:) and accord. to the K, it appears that ↓ اصبأ signifies the same; but this is not the case. (TA.) And صَبَأَت said of the ثَنِيَّة [i. e. a central incisor] of a boy, It grew forth. (S.) b2: Also, said of a star, (M, K,) and of the moon, (M,) It rose; and so ↓ اصبأ: (M, K:) or تَصْبَأَ النُّجُومُ the stars come forth from their places of rising: (AO, S:) or صَبَأَتِ النُّجُومُ the stars appeared: (TA:) and النَّجْمُ ↓ اصبأ the Pleiades [antonomastically called النجم] rose. (S.) b3: [Hence,] صَبَأَ, (S, M, K,) or صَبَأَ مِنْ دِينِهِ إِلَى دِينٍ آخَرَ, (AO, S, Msb, *) aor. ـَ (M, Msb, K,) inf. n. صُبُوْءٌ (S, M, K) and صَبْءٌ; and صَبُؤَ, (M, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. صُبُوْءَةٌ; (CK [but not in the TA nor in my MS. copy of the K];) (assumed tropical:) He departed from his religion to another religion; (S, M, Msb, K;) like as the stars come forth from their place of rising. (AO, S.) And صَبَأَ, (S,) or صَبَأَ فِى دِينِهِ, aor. ـَ inf. n. صُبُوْءٌ, (T, TA,) He was, or became, a صَابِئ [or Sabian]. (T, S, TA. [See صَابِئٌ, below.]) b4: And صَبَأَ عَلَيْهِمْ, (S, M,) aor. ـَ (S,) inf. n. صَبْءٌ and صُبُوْءٌ, He came forth upon them; (S, M;) as also ↓ اصبأ: (M:) and accord. to IAar, صَبَأَ عَلَيْهِ he came forth, or went forth, upon him, or against him: and he inclined against him with enmity: (TA:) or he came, or came forth, upon him unexpectedly: whence, he says, the word صُبًّا in the saying of the Prophet, لَتَعُودُونَّ فِيهَا أَسَاوِدَ صُبًّا, [which see in art. صب,] the said word being of the measure فُعَّلًا, [originally صُبَّأً,] and the ء being suppressed: (L in art. صب:) and ↓ أَصْبَأَهُمْ signifies he came upon them suddenly, not having knowledge of their place. (K.) A2: One says also, صَبَأَ عَلَيْهِمُ العَدُوَّ, (M, * K,) aor. ـَ inf. n. صَبْءٌ; (M;) as also صَبَعَ; (TA;) He guided to them (M, K) the enemy: (K:) mentioned by IAar, from Az. (TA.) b2: And قُدِّمَ

↓ إِلَيْهِ طَعَامٌ فَمَا صَبَأَ وَلَا أَصْبَأَ Food was presented to him, and he did not put (M, K *) his hand (M) or his finger (إِصْبَعَهُ K) into it, or upon it: (M,) K: [see also صَبَعَ:]) mentioned by IAar. (M.) And صَبَأَ فِى الطَّعَامِ, aor. ـُ He [app. a camel] put his head into the food: as also صَبَغَ. (O in art. صبغ.) And صَبَأَتْ فِيهَا رَأْسَهَا [or فِيهِ, She put her head into it]; like صَبَغَتْ. (TA in that art.) 4 أَصْبَاَ see the preceding paragraph, in six places.

صَابِئٌ [part. n. of صَبَأَ: and as such signifying] One who departs from his religion to another religion. (Msb.) The Arabs used to call the Prophet الصَّابِى [for الصَّابِئُ], because he departed from the religion of Kureysh to El-Islám; and him who entered the religion of El-Islám, مَصْبُوٌّ, changing the ء to و; and the Muslims [collectively], الصُّبَاةٌ, as though pl. of الصَّابِىِ, without ء, like قُضَاةٌ and غُزَاةٌ pls. of قَاضٍ and غَازٍ. (TA.) And [the pl.] الصَّابِئُونَ in the Kur [v. 73, &c.,] is said by Zj to mean Those who depart from one religion to another. (TA.) b2: Then this appellation, صَابِئٌ, was applied to [Any individual of] a certain sect of the unbelievers, [the Sabians,] said to worship the stars secretly, and openly to profess themselves to belong to the Christians: they are called الــصَّابِئَةُ and الضَّابِئُونَ: and they assert that they are of the religion of Sábi the son of Sheyth [or Seth] the son of Adam: their appellation may also be pronounced الصَّابِيُونَ, and thus Náfi' read it [in the Kur]: (Msb:) or the صَابِئُونَ are a certain class of the people who possess revealed scripture: (S:) or a people whose religion resembles that of the Christians, except that their kibleh is towards the place whence blows the [south, or southerly, wind called] جَنُوب: (Lth, T, TA:) [or] whose kibleh is from (مِنْ [or this may mean some point of]) the place whence blows the [north, or northerly, wind called] شَمَال at midday: (M, K:) or, accord. to some, their kibleh is the Kaabeh: (MF:) and they assert that they are of the religion of Noah, (Lth, T, M, K,) lyingly: (Lth, T, M:) in the R it is said that they are thus called in relation to Sábi the son of Lámak [or Lamech], the brother of Noah: Bd says, it is said that they are worshippers of the angels: and it is said that they are worshippers of the stars: and that their appellation is Arabic; from صَبَأَ “ he departed from a religion; ” or from صَبَا “ he inclined,” because of their inclining from truth to falsehood. (MF, TA.)

الشّرك

(الشّرك) النَّصِيب (ج) أشراك واعتقاد تعدد الْآلهَة

(الشّرك) حبالة الصَّيْد (ج) أشراك وشرك
الشّرك:
[في الانكليزية] Polytheism ،idolatry
[ في الفرنسية] Polytheisme ،idolaterie
بالكسر وهي مصدر معناه الإشراك والاعتقاد بشريك للرّبّ الذي لا شريك له. كما في المنتخب. قال العلماء: الشّرك على أربعة أنحاء. الشّرك في الألوهية، والشّرك في وجوب الوجود، والشرك في التدبير، والشّرك في العبادة. وليس أحد أثبت لله تعالى شريكا يساويه في الألوهية والوجوب والقدرة والحكمة إلّا الثنوية، فإنّهم يثبتون إلهين أحدهما حكيم يفعل الخير والثاني سفيه يفعل الشّرّ، ويسمّون الأول باسم يزدان والثاني باسم أهرمن وهو الشيطان بزعمهم. وأمّا الشّريك في العبادة والتدبير ففي الذاهبين إليه كثرة. فمنهم عبدة الكواكب وهم فريقان، منهم من يقول إنّه سبحانه خلق هذه الكواكب وفوّض تدبير العالم السّفلي إليها، فهذه الكواكب هي المدبّرات لهذا العالم، قالوا فيجب علينا أن نعبد هذه الكواكب تعبّدا لله ونطيعه، وهؤلاء هم الفلاسفة. ومنهم قوم غلاة ينكرون الصانع ويقولون هذه الأفلاك والكواكب أجسام واجبة الوجود لذواتها ويمتنع عليها العدم فهي المدبّرة لأحوال العالم السّفلي وهؤلاء هم الدّهرية الخالصة. وممّن يعبد غير الله النصارى الذين يعبدون المسيح ومنهم أيضا عبدة الأوثان.
ولا بدّ من بيان سبب عبادة الأوثان، إذ عبادة الأحجار من جمّ غفير عقلاء ظاهر البطلان، وقد ذكروا لها وجوها. الوجه الأوّل أنّ الناس لمّا رأوا تغيّرات هذا العالم منوطة ومربوطة بتغييرات أحوال الكواكب فإنّ بحسب قرب الشمس وبعدها عن سمت الرأس تحدث الفصول الأربعة التي بسببها تحدث الأحوال المختلفة في هذا العالم. ثم إنّ الناس رصدوا أحوال سائر الكواكب فاعتقدوا انبساط السعادات والنحوسات بكيفيّة وقوعها في طوالع الناس على أحوال مختلفة. فلما اعتقدوا ذلك غلبت على ظنونهم أنّ مبدأ الحوادث هو الاتصالات الكوكبية، فبالغوا في تعظيمها.
فمنهم من اعتقادها واجبة الوجود لذواتها وهي خلقت هذا العالم. ومنهم من اعتقد حدوثها وكونها مخلوقة للإله الأكبر إلّا أنها هي المدبّرة لأحوال هذا العالم؛ وهؤلاء هم الذي أثبتوا الوسائط بين الإله الأكبر وبين أحوال هذا العالم. ثم إنّهم لمّا رأوا أنّ هذه الكواكب قد تغيب عن الأبصار في أكثر الأوقات اتخذوا لكلّ كوكب صنما من الجوهر المنسوب إليه كاتخاذهم صنم الشمس من الذهب والياقوت والألماس، ثم اشتغلوا بعبادة تلك الأصنام.
وغرضهم منها عبادة تلك الكواكب والتقرّب إليها. وأمّا الأنبياء فلهم مقامان: أحدهما إقامة الدليل على أنّ هذه الكواكب لا تأثير لها البتة في أحوال هذا العالم لما قال الله تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ بعد أن بيّن أنها مسخّرات.
وثانيهما أنّ بتقدير تأثيرها دلائل الحدوث حاصلة فيها فوجب كونها مخلوقة. والاشتغال بعبادة الخالق أولى من الاشتغال بعبادة المخلوق. في الكشاف في تفسير قوله تعالى:
فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ. النّد المماثل في الذات المخالف في الصفات. فإن قلت كانوا يسمّون أصنامهم باسمه ويعظمونها بما يعظّم به من القرب، وما كانوا يزعمون أنّها تخالف الله وتناديه؟ قلت: لمّا تقرّبوا إليها وعظّموها وسمّوها آلهة اشتبهت حالهم حال من يعتقد أنّها آلهة مثله قادرة على مخالفته ومضادّته، فقيل لهم ذلك على سبيل التّهكم.
الوجه الثاني ما ذكره أبو معشر وهو أنّ كثيرا من أهل الصين والهند كانوا يثبتون الإله والملائكة إلّا أنّهم يعتقدون أنه تعالى جسم ذو صورة حسنة وكذا الملائكة، لكنهم احتجبوا عنّا بالسماوات فاتخذوا صورا وتماثيل، فيتّخذون صورة في غاية الحسن ويقولون إنّها هيكل الإله وصورة أخرى دونها في الحسن ويجعلونها صورة الملائكة، ثم يواظبون على عبادتها قاصدين بتلك العبادة الزّلفى من الله وملائكته.
فالسبب على عبادة الأوثان على هذا اعتقاد أنّ الله سبحانه جسم وفي مكان. الوجه الثالث أنّ القوم يعتقدون أنّ الله فوّض تدبير كلّ من الأقاليم إلى ملك معيّن وفوّض تدبير كلّ قسم من أقسام العالم إلى روح سماوي بعينه، فيقولون مدبّر البحار ملك، ومدبّر الجبال ملك آخر وهكذا، فاتخذوا لكلّ واحد من الملائكة المدبّرة صنما مخصوصا، ويطلبون من كلّ صنم ما يليق بذلك الروح الكلّي. وللقوم هاهنا تأويلات أخر تركناها لمخافة الإطناب.
اعلم أنّهم اختلفوا في أنّ لفظ المشرك يتناول الكفّار من أهل الكتاب فأنكر بعضهم ذلك وقال: اسم المشرك لا يتناول إلّا عبدة الأوثان لقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ الآية. فالله تعالى عطف المشركين على أهل الكتاب، والعطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه.
والأكثرون من العلماء على أنّ المشرك يتناول الكفار من أهل الكتاب أيضا، وهو المختار.
قال أبو بكر الأصم كلّ من جحد رسالته فهو مشرك، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ. فقد دلّت الآية على أنّ ما سوى الشّرك قد يغفر الله تعالى في الجملة. فلو كان كفر اليهود والنصارى ليس بشرك لوجب أن يغفر لهم الله تعالى في الجملة، وذلك باطل.

والجواب عن الآية بوجهين: الأول أنّ لفظ المشركين عطف على الذين الخ، والمعنى أنّ الذين كانوا مؤمنين بنبي من الأنبياء أو كانوا من أهل الكتاب ثم كفروا بمحمد صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلّم ولم يؤمنوا به فأشركوا، به، وإنّ الذين كانوا مشركين من الابتداء كلاهما في نار جهنم الخ. والثاني أنّ عطف المشركين على أهل الكتاب من قبيل عطف العام على الخاص، والمعنى أنّ الذين كفروا من أهل الكتاب وجميع المشركين سواء كانوا من أهل الكتاب كاليهود والنصارى وعبدة الأوثان كلّهم في نار جهنم. ثم القائلون بدخول اليهود والنصارى تحت اسم المشرك اختلفوا على قولين: فقال قوم وقوع هذا الاسم عليها من حيث اللغة. وقال الجبائي والقاضي هذا الاسم من جملة الأسماء الشّرعية لأنّه تواتر النقل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنّه كان يسمّي كلّ من كان كافرا بالمشرك، وقد كان في الكفار من لا يثبت إلها أصلا أو كان شاكّا في وجوده، أو كان شاكّا في وجود الشّريك. وقد كان فيهم من كان عند البعثة منكرا للبعث والقيمة، فلا جرم كان منكرا للبعثة وللتكليف، وما كان يعبد شيئا من الأوثان. وعابدوا الأوثان فيهم من كانوا لا يقولون إنّهم شركاء الله في الخلق، وتدبير العالم، بل كانوا يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. فثبت أنّ الأكثر منهم كانوا مقرّين بأنّ [الله] إله العالم واحد، وإنّه ليس له في الإلهية بمعنى خلق العالم وتدبيره شريك ونظير كما يدلّ عليه قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ فإذا ثبت أنّ وقوع اسم المشرك على الكافر ليس من الأسماء اللغوية بل من الأسماء الشّرعية كالزكاة والصلاة وغيرهما وجب اندراج كلّ كافر تحت هذا الاسم. هذا كلّه خلاصة ما في التفسير الكبير في سورة الأنعام في تفسير قوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً، وفي سورة البقرة في تفسير قوله تعالى: وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ. والمفهوم من الإنسان الكامل أيضا أنّ المشرك لا يتناول الكفار بأجمعهم. قال: ما في الوجود حيوان إلّا وهو يعبد الله إمّا على التقييد بمحدث ومظهر وهو المشرك وإمّا على الإطلاق وهو الموحّد، وكلّهم عباد الله على الحقيقة لأجل الوجود الحق، فإنّ الحقّ تعالى من حيث ذاته يقتضي أن لا يظهر في شيء إلّا ويعبد ذلك الشيء، وقد ظهرت في ذات الوجود. فمن الناس من عبد الطبائع أي العناصر وهي أصل العالم، ومنهم من عبد الكواكب، ومنهم من عبد المعدن، ومنهم من عبد النار، ولم يبق شيء في الوجود إلّا وقد عبد شيئا من العالم إلّا المحمّديون فإنّهم عبدوه من حيث الإطلاق بغير تقييد بشيء آخر من المحدثات انتهى.

ينبغي أن يعلم أنّ العلماء قالوا: الشّرك على أربعة أوجه: حينا في العدد. وقد نفي بقوله تعالى: أحد، أي «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ». وحينا في المرتبة: وقد نفي بقوله تعالى: صمد، أي «اللَّهُ الصَّمَدُ». وحينا بالنسبة (للزوجة والولد) وقد نفاه بقوله سبحانه «لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ». وحينا في العمل والتأثير وقد نفاه سبحانه بقوله: «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ». وقالوا أيضا: إن أصحاب المذاهب الباطلة ينقسمون إلى خمس فرق:

الفرقة الأولى: الدّهرية القائلون بأنّه ليس للعالم صانع، وأنّ المواد اجتمعت هكذا وتشكّلت منها الصّور الموجودة. وعليه متى ذكر المسلمون بلسانهم لفظة هو فذلك هو التبرّي من عقائد الدّهرية.

الفرقة الثانية هم الفلاسفة: وهم الذين يقرّون بوجود الصّانع ولكن لا صفة له عندهم.
أي أنّ التأثير في العوالم من الوسائط وليس من الصّانع. وفي الحقيقة: الهنود على هذا الرأي.

ومتى قال الرجل المؤمن: الله، فإنّ ذلك يعني وصفه بجميع صفات الكمال، وبذلك ينجو ويبتعد من عقائد هذه الفرق.

والفرقة الثالثة: الثّنوية: وهم القائلون بأنّ العالم لا يكفي وجود صانع لجميع ما في العالم، وذلك لأنّ العالم فيه الخير والشّرّ موجودان، فلا بدّ للخير من خالق وللشّرّ من خالق. إذن لا بدّ من صانعين اثنين. وخالق الخير يسمّى عندهم يزدان وأمّا خالق الشّرّ فهو عندهم أهرمن. فإذن، متى نطق المؤمن بلفظ، أحد، فقد نجا من شرّ شرك هؤلاء.

والفرقة الرابعة: عبدة الأوثان؛ الذين يعتقدون بأنّ عبادة الأوثان وسيلة لقضاء حاجاتهم الدنيوية والدينية، والمؤمن حين يقول: الله الصّمد، فإنّه يخلص من هذه العقيدة.
وهكذا الضالون من أهل الكتاب من اليهود الذين يقولون بأنّ العزير هو ابن الله، والنصارى القائلين بأنّ المسيح هو ابن الله. فإذن متى قال المؤمن: لم يلد ولم يولد فإنّه يطهّر من هذه العقيدة.

والفرقة الخامسة: المجوس القائلون بأنّ (أهرمن) إبليس له نفس القدرة الإلهية في التأثير، والمنازعة دائمة بين جنود الرحمن والشيطان. ففي بعض الأحيان: يجري حكم الله في عالم الخير ويكون هو الغالب، وحينا يتغلّب جيش إبليس. وهو يظهر في عالم الشّرّ والقبح.

إذن: فالمؤمن حين يقول: ولم يكن له كفوا أحد ينجو من شرّ هذا الاعتقاد، ولذلك سمّيت هذه السورة سورة الإخلاص.
إذن فليعلم أنّ تفصيل أنواع الشّرك في عالم الواقع هو: ثمّة فرقة تعتقد بوجود صانعين للعالم؛ أحدهما حكيم وهو مصدر الخير والفضائل، وذاك الذي يدعى يزدان، وآخر:
سفيه هو مصدر الشّرّ والرذائل وذاك ما يدعونه أهرمن. ويقال لهذه الجماعة: الثنوية. وبطلان مذهبهم بلسانهم أيضا ظاهر؛ لأنّ ذلك الصانع السفيه إذا كان من عمل الصانع الحكيم، فيلزم إذن أن يكون الشّرّ صادرا عن الحكيم أيضا.
وأمّا إذا كان ظهوره بذاته فهو إذن واجب، وتجب له حينئذ صفات الكمال كالعلم والقدرة والحكمة. إذن هذا الواجب الموجود صار سفيها وجاهلا؟
والفرقة الثانية هي التي تسمّى صابئة وتقول: على رغم أنّ صفات واجب الوجود كالعلم والقدرة والحكمة هي خاصة بالله، لكنه سبحانه جعل أمور هذا العالم مرتبطة بنجوم السماء، وفوّض إليها تدبير أمور الخير والشّرّ، فعلينا إذن أن ننظّم أرواح هذه الكواكب كلّ التنظيم حتى تنتظم أمورنا. ومذهب هؤلاء باطل بلسانهم وذلك أنّه إذا كان الله جلّ جلاله يعلم عبادتنا، فتكون عبادة الكواكب لغوا ولا نتيجة لها، لأنّ التّقرّب الذي يحصل لنا من عبادته يغنينا عن التوسّل بأرواح هذه الكواكب، وأمّا إذا كان الله سبحانه لا يدري بعبادتنا، فحينئذ يطرأ على علمه القصور، فلا يكون واجب الوجود، ويضاف لذلك أنّ تلك النجوم التي تسيّر أمور معاشنا إن كانت تفعل ذلك من عندها فهي إذن مساوية في القدرة لله، وصار الشّرك في القدرة الإلهية لازما. وإذا كانت تفعل ما تفعل بقدرة معطاة لها من الله. إذن فكما أنّه سبحانه جعلها واسطة لتسيير مصالحنا وأمورنا، فكذلك يمكن أن يلقي في روعها أن تفيض علينا (من بركاتها) وأيضا تصبح عبادتها مساوية لعبادة الله.
وحينئذ يكون هؤلاء (الــصابئة) قد ساووا بينها وبين الله، فيحصل الشّرك في العبادة.

والفرقة الثالثة هم الهنود القائلون: بأنّ الروحانيات الغيبية التي تدبّر شئون العالم لها صور ملوّنة، وهي محجوبة عنّا بالحجب والسّتائر فعلينا إذن أن نتقدّم منها بالأشياء النفيسة كالذّهب والفضّة، لأنّ تعظيم تلك الصور في الحقيقة هو تعظيم لها، لكي ترضى عنّا تلك الروحانيات وتسيّر أمورنا.
وهذا المذهب باطل بنفس البرهان الذي تبطل به عقيدة الفرقة الثانية أي (الــصابئة).

والفرقة الرابعة: عبّاد الشيوخ. القائلون:
بأنّ الرجل الكبير قد صار بسبب كمال الرياضة والمجاهدة الروحية مستجاب الدّعوة ومقبول الشفاعة، فتصل إلى روحه قوة عظيمة واسعة وفخمة جدا من هذا العالم. فكلّ من يجعل من صورته برزخا أو يتذلّل على قبره ويسجد أو يذكر مكان عبادته أو ينذر باسمه ويتضرّع له وما شابه، وحينئذ تطلع عليه روح ذلك الشيخ بسبب كمالها وتشفع له في الدنيا والآخرة.
والفرقة الخامسة وهم عوام الهنود القائلين بأنّ: الحقّ ذاته منزّهة عن أن يستطيع أحد أن يعبده، ذلك لأنّه سبحانه لا يأتي في عقلنا وذهننا، وبسبب كونه منزّها عن الجسمية أو التمكّن بمكان فلا يمكن تصوره، إذن فلا سبيل إلى عبادته إلّا بالاتّجاه إلى مخلوق من مخلوقاته المقرّبين والمقبولين لديه، فيكون توجّهنا نحو تلك القبلة هو عين التوجّه نحو الله، والمخلوق الذي هو أهل لهذا الأمر ليس مخصوصا بجنس معيّن، بل أيّ واحد مقبول لدى أعتابه، أو أي شيء مشتمل على أمر عجيب وغريب يمكن أن يكون قبلة مثل مياه نهر الغانج أو شجرة ضخمة وأمثال ذلك.
وهؤلاء الأقوام يساوون غيرهم في العبادة شركاء مع الله.
وأمّا الذين يسوّون بين الله وغيره في غير العبادة فكثيرون. فمن جملتهم، من يذكرون الآخرين مع الله كذكرهم لله، كما يقولون عن الملوك: مالك الملك ومالك رقاب الأمم، وملك الأملاك، وأحكم الحاكمين، وأمثال ذلك.

ومن جملة هؤلاء أيضا: من ينذر لغير الله أو يذبح ويقرّب القرابين تعظيما لغير الله، أو تقرّبا لغير الله، وهم بذلك يسوّون بين الله وبين مخلوقاته في تلك الأمور. كما أنّ من جملة هؤلاء من يتسمّى باسم عبد فلان أو غلام فلان وهذا نوع من الشّرك في الأسماء. كما ذكر ذلك الترمذي في الحديث وأخرجه الحاكم في تفسير قوله تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ، فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ في سورة الأعراف؛ بما أنّه لم يعش لهود عليه السلام ولد، فتمثّل إبليس بهيئة رجل كبير وقال: إذا ولد لك غلام هذه المرة فسمّه عبد الحارث لكي يعيش. وبناء على ذلك هكذا فعلوا وعاش الغلام. ومن جملة هؤلاء أيضا:
أولئك الذي يدعون غير الله لدفع بلاء، وكذلك لجلب المنافع يتوجّهون لغير الله. ويعدّون هؤلاء عالمين بالغيب ولهم القدرة المطلقة. وهذا نوع من الشّرك في العلم والقدرة.
كذلك من جملة هؤلاء قوم يسوّون بين اسم الله وبين اسم كائن آخر في مقام العلم الشامل أو المشيئة الشاملة أو الإرادة المطلقة، وذلك كما أخرج النسائي وابن ماجة في الحديث الذي ورد فيه أنّ أحدهم قال للنبي صلّى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت. فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم: جعلتني لله ندّا، بل ما شاء الله وحده.
وينبغي أن يعلم هنا بأنّ عبادة غير الله تعدّ شركا وكفرا، فكذلك إطاعة غيره سبحانه على وجه الاستقلال كفر. وهذا يعني أنّه لا يعدّ ذلك الغير مبلّغا لحكم الله، فيطيعه ويرى اتّباعه لازما، ومع معرفته بأنّ حكم الغير مخالف للحكم الإلهي فإنّه يستمرّ في ضلاله، ولا ينزع عن عبادة غيره، وهذا نوع من اتخاذ الأنداد كما ورد في القرآن قوله سبحانه: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ. التوبة: 31. ويشبه هذا من يعتقد بأنّ حكم الحاكم أو الملك الذي هو مخالف لحكم الله هو حقّ وواجب الإتباع كحكم الله. وهذا الأمر ينطبق عليه قوله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ. المائدة:
44. هكذا قال مولانا عبد العزيز الدهلوي في التفسير العزيزي في تفسير سورة الاخلاص وسورة البقرة وغيرها. 

الهَرَمانِ

الهَرَمانِ:
هي أهرام كثيرة إلّا أن المشهور منها اثنان، واختلف الناس في أهرام مصر اختلافا جمّا وتكاد أن تكون حقيقة أقوالهم فيها كالمنام إلّا أنّا نحكي من ذلك ما يحسن عندنا، فمن ذلك ما ذكره أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي في كتاب خطط مصر أنه وجد في قبر من قبور الأوائل صحيفة فالتمسوا لها قارئا فوجدوا شيخا في دير القلمون فقرأها فإذا فيها: إنا نظرنا فيما تدل عليه النجوم فرأينا أنّ آفة نازلة من السماء وخارجة من الأرض ثم نظرنا فوجدناه ماء مفسدا للأرض وحيوانها ونباتها، فلما تمّ اليقين من ذلك عندنا قلنا لملكنا سوريد بن سهلوق: مر ببناء افرونيات وقبر لك وقبور لأهل بيتك، فبنى لنفسه الهرم الشرقي وبنى لأخيه هو جيب الهرم الغربي وبنى لابن هو جيب الهرم المؤزّر وبنيت الافرونيات في أسفل مصر وأعلاها وكتبنا في حيطانها علما غامضا من معرفة النجوم وعللها والصنعة والهندسة والطبّ وغير ذلك مما ينفع ويضر ملخّصا مفسرا لمن عرف كلامنا وكتابتنا، وانّ هذه الآفة نازلة بأقطار العالم وذلك عند نزول قلب الأسد في أول دقيقة من رأس السرطان وتكون الكواكب عند نزوله إياها في هذه المواضع من الفلك: الشمس والقمر في أول دقيقة من رأس الحمل، وزحل في درجة وثمان وعشرين دقيقة من الحمل، والمشتري في الحوت في تسع وعشرين درجة وثمان وعشرين دقيقة، والمريخ في الحوت في تسع وعشرين درجة وثلاث دقائق، والزهرة في الحوت في ثمان وعشرين درجة ودقائق، وعطارد في الحوت في
سبع وعشرين درجة ودقائق، والجوزهر في الميزان وأوج القمر في الأسد في خمس درج ودقائق، ثم نظرنا هل يكون بعد هذه الآفة كون مضرّ بالعالم فاحتسبنا الكواكب فإذا هي تدلّ على أنّ آفة من السماء نازلة إلى الأرض وأنها ضدّ الآفة الأولى وهي نار محرقة لأقطار العالم، ثم نظرنا متى يكون هذا الكون المضر فرأيناه يكون عند حلول قلب الأسد في آخر دقيقة من الدرجة الخامسة عشرة من الأسد ويكون إيليس وهو الشمس معه في دقيقة واحدة متصلة بستورنس وهو زحل من تثليث الرامي ويكون المشتري وهو زاويس في أول الأسد في آخر احتراقه ومعه المرّيخ وهو آرس في دقيقة ويكون سلين وهو القمر في الدلو مقابلا لإيليس مع الذنب في اثنتين وعشرين ويكون كسوف شديد له بثلث سلين القمر ويكون عطارد في بعده الأبعد أمامها مقبلين أما الزهرة فللاستقامة وأما عطارد فللرجعة، قال الملك:
فهل عندكم من خبر توقفوننا عليه غير هذين الاثنين؟
قالوا: إذا قطع قلب الأسد ثلثي سدس أدواره لم يبق من حيوان الأرض متحرّك إلّا تلف فإذا استتمّ أدواره تحلّلت عقود الفلك وسقط على الأرض، قال لهم: ومتى يكون يوم انحلال الفلك؟ قالوا:
اليوم الثاني من بدو حركة الفلك، فهذا ما كان في القرطاس، فلما مات سوريد دفن في الهرم الشرقي ودفن هوجيب في الهرم الغربي ودفن كرورس في الهرم الذي أسفله من حجارة أسوان وأعلاها كدان، ولهذه الأهرام أبواب في آزاج تحت الأرض طول كلّ أزج منها مائة وخمسون ذراعا، فأما باب الهرم الشرقي فمن الناحية البحرية، وأما باب الهرم الغربي فمن الناحية الغربية، وأما باب الهرم المؤزر فمن الناحية القبلية، وفي الأهرام من الذهب وحجارة الزمرد ما لا يحتمله الوصف، وإنّ مترجم هذا الكتاب من القبطي إلى العربي أجمل التاريخات إلى أول يوم من توت الأحد وطلوع شمسه سنة خمس وعشرين ومائتين من سني العرب فبلغت أربعة آلاف وثلاثمائة وإحدى وعشرين سنة لسني الشمس ثم نظر كم مضى من الطوفان إلى يومه هذا فوجده ثلاثة آلاف وتسعمائة وإحدى وأربعين سنة وتسعة وخمسين يوما فألقاها من هذه الجملة فبقي معه ثلاثمائة وتسع وتسعون سنة وخمسة أيام فعلم أن هذا الكتاب المؤرّخ كتب قبل الطوفان بهذه السنين، وحكى ابن زولاق: ومن عجائب مصر أمر الهرمين الكبيرين في جانبها الغربي ولا يعلم في الدنيا حجر على حجر أعلى ولا أوسع منها، طولها في الأرض أربعمائة ذراع في أربعمائة، وكذلك علوها أربعمائة ذراع، وفي أحدهما قبر هرمس وهو إدريس، عليه السّلام، وفي الآخر قبر تلميذه أغا تيمون، وإليهما تحج الــصابئة، قال:
وكانا أولا مكسوّين بالديباج وعليهما مكتوب:
وقد كسوناهما بالديباج فمن استطاع بعدنا فليكسهما بالحصير، قال: وقال حكيم من حكماء مصر:
إذا رأيت الهرمين ظننت أن الإنس والجنّ لا يقدرون على عمل مثلهما ولم يتولّهما إلا خالق الأرض، ولذلك قال بعض من رآهما: ليس من شيء إلا وأنا أرحمه من الدهر إلا الهرمين فإني أرحم الدهر منهما، قال عبيد الله مؤلف هذا الكتاب: وقد رأيت الهرمين وقلت لمن كان في صحبتي غير مرّة إن الذي يتصوّر في ذهني أنه لو اجتمع كل من بأرض مصر من أولها إلى آخرها على سعتها وكثرة أهلها وصمدوا بأنفسهم عشر سنين مجتهدين لما أمكنهم أن يعملوا مثل الهرمين وما سمعت بشيء تعظّم عمارته فجئته إلا ورأيته دون
صفته إلا الهرمين فإن رؤيتهما أعظم من صفتهما، قال ابن زولاق: ولم يمرّ الطوفان على شيء إلا وأهلكه وقد مرّ عليهما لأن هرمس وهو إدريس، عليه السّلام، قبل نوح وقبل الطوفان، وأما الهرم الذي بدير هرميس فإنه قبر قرباس وكان فارس مصر وكان يعدّ بألف فارس فإذا لقيهم وحده لم يقوموا له وانهزموا، وإنه مات فجزع عليه الملك والرعية ودفنوه بدير هرميس وبنوا عليه الهرم مدرجا وبقي طينه الذي بني به مع الحجارة من الفيوم وهذا معروف إذا نظر إلى طينه لم يعرف له معدن إلا بالفيوم وليس بمنف ووسيم له شبه من الطين، وقال ابن عفير وابن عبد الحكم: وفي زمان شداد بن عاد بنيت الأهرام فيما ذكر عن بعض المحدثين ولم نجد عند أحد من أهل العلم من أهل مصر معرفة في الأهرام ولا خبرا ثبت إلا أن الذي يظن أنها بنيت قبل الطوفان فلذلك خفي خبرها ولو بنيت بعده لكان خبرها عند الناس، ولذلك يقول بعضهم:
حسرت عقول ذوي النّهى الأهرام، ... واستصغرت لعظيمها الأحلام
ملس منبّقة البناء شواهق، ... قصرت لغال دونهنّ سهام
لم أدر حين كبا التفكّر دونها، ... واستوهمت بعجيبها الأوهام
أقبور أملاك الأعاجم هنّ أم ... طلّسم رمل كنّ أم أعلام
وقال ابن عفير: لم تزل مشايخ مصر يقولون إن الأهرام بناها شداد بن عاد وهو الذي بنى المغار وجند الأجناد، والمغار والأجناد هي الدفائن، وكانوا يقولون بالرجعة فكان إذا مات أحدهم دفنوا معه ماله كائنا ما كان وإن كان صانعا دفنت معه آلته، وذكر أن الــصابئة تحجّها، ومن عجائب مصر الهرمان إذ ليس على وجه الأرض بناء باليد حجر على حجر أطول منهما وإذا رأيتهما ظننت أنهما جبلان موضعان، ولذلك قيل: ليس من شيء إلا وأنا أرحمه من الدهر إلا الهرمين فإني أرحم الدهر منهما، وعلى ركن أحدهما صنم كبير يقال إنه بلهيت ويقال إنه طلسم للرمل لئلا يغلب على كورة الجيزة وإن الذي طلسمه بلهيت، وسبب تطلسمه أن الرمال غربيه وشماليه كثيرة متكاثفة فإذا انتهت إليه لا تتعداه، وهو صورة رأس آدمي ورقبته ورأسا كتفيه كالأسد وهو عظيم جدّا، حدثني من رأى نسرا عشش في أذنه:
وهو صورة مليحة كأن الصانع فرغ منه عن قرب، وهو مصبوغ بحمرة موجودة إلى الآن مع تطاول المدة وتقدم الأعوام، قال المعرّي:
تضلّ العقول الهبرزيّات رشدها، ... ولا يسلم الرأي القويم من الأفن
وقد كان أرباب الفصاحة كلما ... رأوا حسنا عدّوه من صنعة الجنّ
وقال أبو الصّلت: وأي شيء أعجب وأغرب بعد مقدورات الله، عز وجل، ومصنوعاته من القدرة على بناء جسم من أعظم الحجارة مربع القاعدة مخروط الشكل ارتفاع عموده ثلاثمائة ذراع ونحو سبعة عشر ذراعا تحيط به أربعة سطوح مثلثات متساويات الأضلاع طول كل ضلع منها أربعمائة ذراع وستون ذراعا وهو مع هذا العظم من إحكام الصنعة وإتقان الهندام وحسن التقدير بحيث لم يتأثر إلى هلمّ جرّا بتضاعف الرياح وهطل السحاب وزعزعة الزلازل، وهذه صفة كل واحد من الهرمين المحاذيين للفسطاط 26- 5
من الجانب الغربي على ما شاهدناه منهما، قال:
واتفق أن خرجنا يوما فلما طفنا بهما وكثر تعجبنا منهما تعاطينا القول فيهما فقال بعضنا يعني نفسه:
بعيشك هل أبصرت أحسن منظرا، ... على طول ما أبصرت، من هرمي مصر
أطافا بأعنان السماء وأشرفا ... على الجوّ إشراف السّماك أو النسر
وقد وافيا نشزا من الأرض عاليا ... كأنهما ثديان قاما على صدر
قال: وزعم قوم أن الأهرام الموجودة بمصر قبور الملوك العظام آثروا أن يتميزوا بها عن سائر الملوك بعد مماتهم كما تميزوا عنهم في حياتهم وتوخوا أن يبقى ذكرهم بسببها على تطاول الدهور وتراخي العصور، ولما وصل المأمون إلى مصر أمر بنقبهما فنقب أحد الهرمين المحاذيين للفسطاط بعد جهد شديد وعناء طويل فوجد في داخله مهاو ومراق يهول أمرها ويعسر السلوك فيها ووجد في أعلاها بيت مكعب طول كل ضلع من أضلاعه ثمانية أذرع وفي وسطه حوض رخام مطبق فلما كشف غطاؤه لم يجدوا فيه غير رمة بالية قد أتت عليها العصور الخالية فأمر المأمون بالكف عن نقب ما سواه، وفي سفح أحد الهرمين صورة آدميّ عظيم مصبغة وقد غطى الرمل أكثرها وهي عجيبة غريبة، وفيها يقول ظافر الحداد الإسكندري:
تأمّل بنية الهرمين وانظر ... وبينهما أبو الهول العجيب
كعمّاريّتين على رحيل ... لمحبوبين بينهما رقيب
وماء النيل تحتهما دموع، ... وصوت الريح عندهما نحيب
قال: ومن الناس من زعم أن هرمس الأول المدعو بالمثلث بالحكمة وهو الذي يسميه العبرانيون أخنوخ ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم وهو إدريس النبي، عليه السّلام، استدل من أحوال الكواكب على كون الطوفان فأمر ببنيان الأهرام وإيداعها الأموال وصحائف العلوم إشفاقا عليها من الذهاب والدروس وحفظا لها واحتياطا عليها، وقيل إن الذي بناها سوريد بن سهلوق بن سرياق، وقال البحتري في قصيدة:
ولا بسنان بن المشلّل عند ما ... بنى هرميها من حجارة لابها
وذكر قوم أنه قد كتب على الهرمين بالمسند: إني بنيتهما فمن يدّعي قوة في ملكه فليهدمهما فإن الهدم أيسر من البناء، وذكر أن حجارتهما نقلت من الجبل الذي بين طرا وحلوان، وهما قريتان من مصر، وأثر ذلك باق إلى الآن.

تَرْعُ عُوز

تَرْعُ عُوز:
العينان مهملتان، والواو ساكنة، وزاي: قرية مشهورة بحرّان من بناء الــصابئة، كان لهم بها هيكل، وكانوا يبنون الهياكل على أسماء الكواكب، وكان الهيكل الذي بهذه القرية باسم
الزّهرة، ومعنى ترع عوز بلغة الــصابئة باب الزهرة، وأهل حرّان في أيامنا يسمونها ترعوز، وينسبون إليها نوعا من القثاء يزرعونه بها عذيا.

مصر

المصر: ما لا يسع أكبر مساجده أهله.
(م ص ر) : (الْمَصَارِينُ) الْأَمْعَاءُ جَمْعُ مُصْرَانٍ جَمْعُ مَصِيرٍ عَلَى تَوَهُّمِ أَصَالَةِ الْمِيمِ وَقَوْلُهُ وَلَوْ صَلَّى وَمَعَهُ أَصَارِينُ مَيْتَةٍ تَحْرِيفٌ (وَمُصْرَانُ الْفَأْرِ) ضَرْبٌ مِنْ رَدِيءِ التَّمْرِ.
(مصر) عَلَيْهِ عطاءه أعطَاهُ قَلِيلا قليلاو الْقَوْم الْمَكَان جَعَلُوهُ مصرا وَيُقَال مصر الْأَمْصَار بناها والدولة الشّركَة وَنَحْوهَا أخضعتها لإدارة مصرية خَالِيَة من النّفُوذ الْأَجْنَبِيّ (محدثة) وَالثَّوْب صبغه بِالْمِصْرِ أَو بحمرة خَفِيفَة
م ص ر : مِصْرُ مَدِينَةٌ مَعْرُوفَةٌ.

وَالْمِصْرُ كُلُّ كُورَةٍ يُقْسَمُ فِيهَا الْفَيْءُ وَالصَّدَقَاتُ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَهَذِهِ يَجُوزُ فِيهَا التَّذْكِيرُ فَتُصْرَفُ وَالتَّأْنِيثُ فَتُمْنَعُ وَالْجَمْعُ أَمْصَارٌ.

وَالْمَصِيرُ الْمِعَى وَالْجَمْعُ مُصْرَانٌ مِثْلُ رَغِيفٍ وَرُغْفَانٍ ثُمَّ الْمَصَارِينُ جَمْعُ الْجَمْعِ

وَمُصْرَانُ الْفَأْرَةِ بِصِيغَةِ الْجَمْعِ ضَرْبٌ مِنْ رَدِيءِ التَّمْرِ. 
مصر
وهم أخلاط من الأمم، إلا أن جمهرتهم: قبط، وإنما اختلطوا لكثرة من تداول ملك مصر من الأمم، كالعمالقة، واليونانيون، والروم، فخفي أنسابهم، فانتسبوا إلى موضعهم، وكانوا في السلف صابئة، ثم تنصروا، إلى الفتح الإسلامي، وكان لقدمائهم عناية بأنواع العلوم، ومنهم: هرمس الهرامسة، قبل الطوفان، وكان بعده علماء بضروب الفلسفة، خاصة: بعلم الطلسمات والنيرنجات، والمرايا المحرقة، والكيميا.
وكانت دار العلم بها: مدينة منف، فلما بنى الإسكندر مدينة رغب الناس في عمارتها، فكانت دار العلم والحكمة إلى الفتح الإسلامي، فمنهم: الإسكندرانيون، الذين اختصروا كتب جالينوس وقيل أن القبط اكتسب العلم الرياضي من الكلدانيين.
[مصر] نه: فيه: ينزل عيسى عليه السلام بين "ممصرتين"، الممصرة من الثياب ما يكون فيه صفرة خفيفة. ومنه: أتى طلحة وعليه ثوبان "ممصران". وفي ح المواقيت: لما فتح هذان "المصران"، أي كوفة والبصرة، والمصر: المدينة، وقيل لهما: المصران، لأن عمر قال لهم: لا تجعلوا البحر فيما بيني وبينكم، مصروها، أي صيروها مصرًا بيني وبين البحر يعني حدًا، والمصر: الحاجز بين الشيئين. ط: "يمصرون أمصارًا"، أي يتخذون بلادًا. نه: وفيه: لا "يمصر" لبنها فيضر ذلك بولدها، المصر: الحلب بثلاث أصابع، يريد لا يكثر من أخذ لبنها. ومنه: كيف تحلبها "مصرًا" أم فطرًا. ومنه: ما لم "تمصر"، أي تحلب، أراد أن تسرق اللبن. وفيه: إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يقطع بها ذنب عنز "مصور" لو بلغت إمامه سفك دمه، المصور من المعز خاصة وهي التي انقطع لبنها، والجمع مصائر.
م ص ر

مصر الأمصار: بناها، ومصر عمر سبعة أمصار منها: المصران: البصرة والكوفة. ويكتب أهل هجر في شروطهم: اشترى فلان الدار بمصورها أي بحدودها. قال عديّ:

وجاعل الشمس مصراً لا خفاء به ... بين النّهار وبين الليل قد فصلا

وناقة مصور: بطيئة خروج الدّرّ لا تحلب إلا مصراً وهو الحلب بأطراف الأصابع، وقد مصرتها وتمصرتها وامتصرتها. وعنز مصور: قليلة الدر. وضربه فنثر مصارينه جمع: مصران جمع: مصير، وقيل: المصارين لم يثبت.

ومن المجاز: عطاء ممصور: قليل، ومصّر عليه عطاءه: أعطاه قليلاً قليلاً. قال الكميت:

حدداً أن يكون سيبك فينا ... زرما أو يجيئنا تمصيرا

ولهم غلة يتمصّرونها ويمتصرونها. وتقول: فلان لا يمتاح نداه إلاّ عصراً، ولا تحلب يداه إلا مصراً.

مصر


مَصَرَ(n. ac. مَصْر)
a. Milked.

مَصَّرَa. Built, founded (city).
b. Made the capital.
c. gave but little milk.
d. gave little; lessened.

تَمَصَّرَa. Became the capital (city).
b. Was little.
c. Sought.
d. Became dispersed.
e. Milked out.
f. see I
إِمْتَصَرَa. see Ib. ( م), Snapped (thread).
مَصْرa. Remains of milk.
b. [ coll. ]
see 2 (c) (d).
مَصْرِيَّةa. see 2yit (b)
مِصْر
(pl.
مُصُوْر
أَمْصَاْر
38)
a. Town, city.
b. Capital, chief town.
c. Cairo.
d. Egypt.
e. Territory.
f. Limit, confine, boundary.
g. Partition; barrier.
h. Case, sheath.
i. Red earth.

مِصْرِيّ
( pl.
a. reg.
مَصَاْرِيّ
& مَصَارٍ ), Egyptian.

مِصْرِيَّة
(pl.
مَصَاْرِيّ)
a. fem. of
مِصْرِيّb. [ coll. ], Para; farthing (
coin ).
مَاْصِرa. see 2 (f) (g) &
مَصُوْر
مَصَاْرِيّ
a. Money, wealth, riches.

مَصِيْر
(pl.
أَمْصِرَة
15t
مُصْرَاْن
&
a. مَصَارِيْن ), Gut, intestine
bowel.
مَصُوْر
(pl.
مِصَاْر مَصَاْئِرُ)
a. Dry, without milk (animal).
N. P.
مَصَّرَa. Dyed red.

المِصْرَانِ
a. Kufa & Busra.

مَُصْطَكَى مَصْطَكَآء
a. Mastic.
[مصر] مصر هي المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث، عن بن السراج. والمصر: واحد الامصار. والمصران: الكوفة والبصرة. والمصر أيضاً: الحدُّ والحاجز بين الشيئين. وقال : وجاعل الشمسِ مُصْراً لا خَفاَء به * بين النهار وبين الليلِ قد فَصَلا - وأهل مِصْرَ يكتبون في شروطهم: اشترى فلان الدار بمُصورِها. أي بحدودها. والمَصيرُ: المعا. وهو فعيل، والجمع المصران، مثل رغيف ورغفان. والمصارين جمع الجمع. وقال بعضهم: مصير إنما هو مفعل من صار إليه الطعام، وإنما قالوا مصران كما قالوا في جمع مسيل الماء مسلان، شبهوا مفعلا بفعيل. ومصران الفأرة: ضرب من ردئ التمر. والمصر: حلب بأطراف الاصابع. وقال ابن السكيت: المصر: حلب كل ما في الضرع. والمتصر: حلب بقايا اللبن في الضَرع. أبو زيد: المصور من المعز خاصة دون الضأن، وهى التى غرزت إلا قليلا. قال: ومثلها من الضأن الجدود. قال: وجمعها مصائر، مثل قلائص. وقال العدبس: جمعها مصار، مثل قلاص. والمصور: الناقة التي يَتَمَصَّرُ لبنها، أي يُحلب قليلاً قليلاً، لأنَّ لبنها بطئ الخروج. ويقال: مصرت العنز تمصيرا، أي صارت مصورا. ابن السكيت: يقال: نعجة ماصرة، ولجبة ، وجدود، وعزوز، أي قليلة اللبن. وفلان مَصَّرَ الأمْصارَ، كما يقال مدَّنَ المدائن.
مصر
المَصْرُ: حَلَمت بأطْرَافِ الأصابِع. وناقَة مَصُوْرٌ: إذا كانَ لَبَنها بَطِيْءَ الخُرُوْجِ ولا تُحْلَبُ إلّا مَصراً.
والتَمَصرُ: حَلَبُ بقايا اللَّبَنِ في الضُّروْعِ بَعْدَ الدِّرَّةِ. ويُسْتَعْمَل في تَتَبُع الغَلَّةِ، يقولون: لهم غَلة يَمْتَصِرُوْنَها.
ومَصَّرَ عليه الشيْءَ: أعْطاه قَليلاً قَليلاً.
وَعطَاءٌ مَمْصُوْر: مَقْطُوع. والمِصْرُ: كُلّ كوْرَةٍ تقَامُ فيها الحُدُودُ وُيغْزى منها الثُّغُوْرُ. ومِصْرُ: كُوْرَة بِعَيْنِها، لا تُصْرَفُ.
والمِصْرانِ: الكُوْفَة والبَصْرَةُ. والمِصْرُ: الحَدُّ، وجَمْعُه مُصوْرٌ. وكُلُّ شَيْءٍ بَيْنَ شَيْئَيْنِ: مِصْرٌ. والمَصِيْرُ: المِعَى، والجَمِيع المُصْرَانُ والمَصَارِيْنُ. ومُصْرَانُ الفَأْرَةِ: ضَرْبٌ من التَمْرِ رَدِيْءٌ. والمُمَصَّرُ: ثَوْب مَصْبُوْغٌ بصُفْرَةٍ قَليلةٍ، وقيل: بِطِيْنٍ أحْمَرَ. وجاءتِ الإبلُ مُمَصرَةً: أي متَفَرقَةً.
والمصر: الضعِيْفُ الجِسْمِ. وعَيْش ماصِر: فيه بُلْغَة لا فَضْلَ فيه. ومنه: مَصْرُ دِرَّةِ الناقَةِ. ومن الغرَرِ: المُتَمَصِّرَةُ؛ وهي التي دَقَّتْ من أمْكِنَةٍ وانْقَطَعَتْ ولا تَسِيلُ في الوَجْهِ. وأصْل التَّمَصُّرِ: التقَطُّع.
(مصر) - قوله عزَّ وجلَّ: {اهْبِطُوا مِصْرًا}
إذا لم يُرِد مِصرًا بعينِه كان نِكرَةً، وجَاز نَصْبُه وَتَنوينُه، وَإذَا أُريدَ به المِصْرُ المعرُوف كان نَصْباً بِلا تَنْوِين، وقد قُرِىءَ بهما.
وقيل: سُمِّيتْ مِصْرُ باسْم بَعضِ أَولادِ نُوحٍ عليه الصلاة والسّلام، كان مالِكَهَا .
وقيل: لأَنَّه حَدٌّ بَين البَرَّ والبَحْرِ.
والمِصْرُ: الحَدُّ، والجَمْعُ: مُصُورٌ. واِلمصْرُ: اسمٌ لِكُلِّ بَلَدٍ مجموع الأَقطَارِ والحُدودِ، وهو في الأصْلِ: اسمٌ للمَمصُورِ؛ أي المضمُوم، مثلُ النِّقْضِ والنِّكثِ للمنْقُوضِ والمنكُوثِ.
وقيل: هو اسمٌ لكُلِّ كُورَةٍ يُقسَمُ فيها الفَئُ والصَّدَقات وتُقامُ فيها الحُدُودُ. وتُغْزَى منه الثُّغُورُ.
- في حديث الحَسن: "ما لم تَمْصُر"
: أي تَحْلُبْ بِإصْبَعَين، أراد أَن تَسْرِقَ اللَّبَنَ. - في حديث سَعيد بن زَيْدٍ - رضي الله عنه -: "حُبِسَتْ له سَفِينَةٌ بالماصِرِ".
وهو موضِعٌ تُحبَسُ فيه السَّفِينَة لأَخذِ الصَّدَقَةِ أو العُشْرِ مِمَّا فيها، والماصِرُ: الحاجِزُ.
وقيل: بفَتح الصَّاد بلَا هَمْزٍ، وَقَدْ يُهمَز، ويكُون من الأَصْرِ وهو الحَبْسُ؛ لَأنّه مَحبِس السُّفُنِ.
مصر: مصر بالتشديد): جمل مدينة (ابن صاحب الصلاة 34): أقام بقرطبة فزادها تمصيرا ومهدها تمهيدا وتبشيرا (وفي 45 منه): وهو الذي مصر اشبيلية.
مصر والجمع أمصار: بقعة، ناحية، قطر (بوشر).
مصر: مروب، منفحة يستخدم لتخثير الحليب (بوشر).
مصرة: انظرها في مادة (فم).
مصري: هو المنسوب إلى مصر ويجمع عند (بوشر) على مصاروة. مصري: عامية مصري: نعت للدياخلون في معجم (فوك). وهي عامية مصري: نعت لصخور عظيمة وثقيلة جدا تستخرج من مصر (المعجم الأسباني 310، 311).
مصرية والجمع مصاري: هي، في المغرب، غرفة أو شقة عليا معزولة، تستغل بمثابة بيت سكن أو أن تكون فوق الدكان أو دارة مدخلها من دهليز البيت ومنفصلة عنه تستخدم لسكنى العبيد.
مصرية: قمرة في السفينة انظر أصل هذه الكلمة باللاتينية في المعجم الأسباني (382 - 4) في (فوك) فهي Solarium وليس Copertum أي الغرفة العليا إلا أن وجه الغرابة هو أن (فوك) يصفها بأنها مكشوفة من دون سقف. مصرية والجمع مصاري؛ باردة (نقد) وفي محيط المحيط (والمصرية للبارة من اصطلاح أهل الشام). وحدة نقدية تركية (بوشر). مصريات: نقود (بوشر).
مصير: فطيرة تحشى باللحم (ألف ليلة، برسل 5: 108) وفيها مصيرة 2: 308؛ (انظر معجم فليشر 45).
مصير: الشراب الذي يدعى (عقيد) أيضا، حليب (انظر صنعته في مادة عضد في الجزء السابع من هذا المعجم المترجم) (بيرتون 1: 238).
مصارة: (انظر المعجم الأسباني 182) وهو باللاتينية stadium ( المعجم اللاتيني العربي): مضمار سباق الخيل (ستاد: ملعب).
مصيرة: انظر مصير.
ماصور: انظر ماصول في مادة مصل.
ماصورة: انظرها فيما تقدم.
مصر
تمصَّرَ يتمصّر، تمصُّرًا، فهو مُتمصِّر
• تمصَّر الشَّخصُ: صار مصريَّ الجنسيّة أو التبعيّة.
• تمصَّر المكانُ: صار مِصرًا، صار منطقة كبيرة تقام فيها الدورُ والأسواقُ والمدارسُ وغيرها. 

مصَّرَ يمصِّر، تمصيرًا، فهو مُمصِّر، والمفعول مُمصَّر
• مصَّره: صيَّره مِصْريًّا "مصَّر الرِّوايةَ الأجنبيّة".
• مصَّرت مصرُ الشَّركةَ ونحوَها: أخضعتها لإدارة مِصْريَّة خالية من النُّفوذ الأجنبيّ "مصَّرت مصرُ قناةَ السُّويس عام 1956م". 

مِصْر1 [مفرد]: ج أمصار ومُصُور: مدينة، منطقة كبيرة تُقام فيها الدُّورُ والأسواقُ والمدارسُ وغيرها من المرافق العامَّة "اهتمّت الخلافةُ العبّاسيّة بالأمصار المترامية في أطرافها". 

مِصْر2 [مفرد]: جمهوريّة في شمال شرقيّ إفريقيا، عاصمتها القاهرة، ويخترقها نهر النيل ووردت في القرآن الكريم أكثر من مرَّة " {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} ". 

مُصران [جمع]: جج مصارينُ، مف مَصير: أمعاء، وهي ما ينتقل إليها الطَّعامُ بعد المَعِدة. 
م ص ر

مَصَرَ الشَّاةَ والنَّاقةَ يَمْصُرُها مَصْراً وتَمَصَّرَها حَلَبَها بأَطرافِ الأصابعِ الثَّلاثِ وقيل هو أن تَأْخُذَ الضَّرْعَ بِكَفّكَ وتُصَيِّرَ إبهامَكَ فوق أصابِعِك وقيل هو الحَلْبُ بالإِبهامِ والسَّبَّابَةِ فقط وناقةٌ ماصِرٌ ومَصُورٌ بَطيئةُ خُرُوجِ اللَّبَنِ وكذلك الشَّاةُ والبقرةُ وخصَّ بعضُهم به المِعْزَى وجمعُها مِصَارٌ ومَصَائِرٌ والمَصْرُ قلَّة اللَّبنِ والتَّمَصُّرُ القليلُ من كل شيءٍ هذا تعبيرُ أهلِ اللغةِ والصحيحُ التَّمَصُّر القِلَّة ومَصَّر عليه العطاءَ قَلَّلَهُ ومَصَّر الرَّجلُ عطِيَّتَهُ قَطَّعها قليلاً مشتقٌّ من ذلك ومَصَرَ الفرسَ اسْتُخْرِجَ جَرْيُه والمُصَارَة الموضعُ الذي تُمْصَرُ فيه الخيلُ حكاه صاحبُ العَيْنِ والتَّمَصُّر التَّتبُّعُ وجاءت الإِبلُ إلى الحوضِ مُتَمَصِّرةً ومُمْصِرةً أي مُتفرِّقةً وغُرَّةٌ مُتَمَصِّرةٌ ضَاقت من موضعِ واتَّسعتْ من آخَرَ والمِصْرُ الحاجزُ بين الشيئينِ قال أُمَيَّةُ يذكر حكمةَ الخالقِ تعالى

(وجَعَلَ الشَّمْسَ مِصْراً لا خَفَاءَ به ... بين النَّهارِ وبَيْنَ اللَّيْلِ قد فَصَلا)

وقيل هو الحدُّ بين الأرضَيْن والجمعُ مُصُورٌ وأهل هَجَرَ يَكتُبونَ اشْتَرَى الدارَ بُمصُورِها أي بحُدودِها والمَصْر الكُورَة والجمعُ أمْصَارٌ ومصَّرُوا المْوضِعَ جَعلوهُ مِصْراً وتمصَّرَ المكانُ صَارَ مِصْراً ومِصْرُ مدينةٌ بعَيْنها سُمِّيتْ بذلك لتَمَصُّرِها وزعموا أن الذي بَناها إنَّما هو المِصْرُ ابنُ نُوحٍ عليه السلامُ ولا أدْرِي كيف ذلك وهي تُصْرَفُ ولا تُصْرفُ قال سيبويه في قولِه تعالى {اهبطوا مصرا} البقرة 61 بَلَغَنَا أنه يريد مِصْرَ بعَيْنِها وحُمُرٌ مَصَارٍ ومَصَارِيٌّ جمعُ مِصْريٍّ عن كُراع وقوله

(وأَدَمْتَ خُبْزِيَ مِنْ صُيَيْرِ ... مِنْ صِيرِ مِصْرِينَ أو البُحَيْرِ)

أراه إنّما عنى مَصْرَ هذه المشهورةَ فاضْطُرَّ إليها فجمعَها على حد سِنِينَ وإنما قلتُ إنه أراد مِصْرَ لأن هذا الصِّيرَ قلَّ ما يوجدُ إلا بها وليس من مأكلِ العربِ وقد يجوزُ أن يكون هذا الشاعرُ غَلِطَ بمصْرَ فقال مِصْرِينَ وذلك لأنه كان بعيداً من الأَرْياف كمِصْرَ وغيرها وغَلَطُ العربِ الأَقْحاحِ الجُفاةِ في مثلِ هذا كثيرٌ وقد رواه بعضُهم من صِيرِ مِصَرَيْنِ كأنَّه أراد المِصْرَيْنِ فحذف اللامَ والمِصْرَانِ الكوفةُ والبصرةُ والمِصْرُ الطينُ الأحمرُ وثوبٌ مُمَصَّرٌ مصْبوغٌ بالطِّينِ الأحمرِ أو بحُمْرَةٍ خفيفَةٍ والمَصِيرُ المِعَي وخَصَّ بعضُهم به الطَّيْرَ وذواتِ الخُفِّ والظِّلْفِ والجمعُ أمْصِرَةٌ ومُصْرَانٌ ومَصارينُ جَمْعُ الجَمْعِ عند سيبويه والمِصْرُ الوِعاءُ عن كراع وقد قدَّمتُ أن المِصْرَ أحدُ أولاد نُوحٍ ولستُ منه على ثقةٍ

مصر: مَصَرَ الشاةَ والناقَةَ يَمْصُرُها مَصْراً وتَمَصَّرها: حَلَبها

بأَطراف الثلاث، وقيل: هو أَن تأْخذ الضَّرْعَ بكفك وتُصَيِّرَ إِبهامَك

فوق أَصابِعِك، وقيل: هو الحَلْبُ بالإِبهامِ والسَّبابةِ فقط. الليث:

المَصْرُ حَلْب بأَطراف الأَصابع والسبابة والوسطى والإِبهام ونحو ذلك. وفي

حديث عبد الملك قال لحالب ناقَتِه: كيف تَحْلُبها مَصْراً أَم فَطْراً؟

وناقة مَصُور إِذا كان لَبَنُها بطيء الخروج لا يُحْلَبُ إِلا مَصْراً.

والتَّمَصُّرُ: حَلْبُ بقايا اللَّبَن في الضَّرْع بعد الدرِّ، وصار

مستعملاً في تَتَبُّعِ القِلَّة، يقولون: يَمْتَصِرونها. الجوهري قال ابن

السكيت: المَصْرُ حَلْبُ كل ما في الضَّرْعِ. وفي حديث عليّ، عليه السلام:

ولا يُمْصَرُ لبنُها فَيَضُرَّ ذلك بولدها؛ يريد لا يُكْثَرُ من أَخذ

لبنها. وفي حديث الحسن، عليه السلام: ما لم تَمْصُرْ أَي تَحْلُب، أَراد أَن

تسرق اللبن.

وناقة ماصِرٌ ومَصُورٌ: بطيئة اللبن، وكذلك الشاة والبقرة، وخص بعضهم به

المِعْزى، وجمعها مِصارٌ مثل قِلاصٍ، ومَصائِرُ مثل قَلائِصَ.

والمَصْرُ: قِلة اللبن. الأَصمعي: ناقة مَصُورٌ وهي التي يُتَمَصَّرُ لبنها أَي

يُحْلَب قليلاً قليلاً لأَن لبنها بَطِيءُ الخروج. الجوهري: أَبو زيد

المَصُورُ من المَعزِ خاصَّة دون الضأْن وهي التي قد غَرَزَتْ إِلا قليلاً،

قال: ومثلها من الضأْن الجَدُودُ. ويقال: مَصَّرَتِ العَنْزُ تَمْصِيراً

أَي صارت مَصُوراً. ويقال: نعجة ماصِرٌ ولَجْبَةٌ وجَدُودٌ وغَرُوزٌ أَي

قليلة اللبن. وفي حديث زياد: إِنّ الرجلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكلمة لا يقطع

بها ذَنَبَ عَنْزٍ مَصُورٍ لو بلغت إِمامَه سَفَكَ دَمَه. حكى ابن الأَثير:

المصور من المعز خاصة وهي التي انقطع لبنها.

والتَّمَصُّر: القليل من كل شيء؛ قال ابن سيده: هذا تعبير أَهل اللغة

والصحيح التَّمَصُّر القِلَّةُ. ومَصَّر عليه العَطاءَ تَمْصِيراً: قَلَّله

وفَرَّقَه قليلاً قليلاً. ومَصَّرَ الرجلُ عَطِيَّتَه: قَطَّعَها قليلاً

قليلاً، مشتق من ذلك.

ومُصِرَ الفَرسُ: اسْتُخْرِجَ جَرْيهُ. والمُصارَةُ: الموضع الذي

تُمْصَرُ فيه الخيل، قال: حكاه صاحب العين. والتمصر: التتبع، وجاءت الإِبل إِلى

الحوض مُتَمَصِّرة ومُمْصِرَة أَي متفرقة. وغرة مُتَمَصِّرة: ضاقت من

موضع واتسعت من آخر.

والمَصْرُ: تَقَطُّعُ الغزْلِ وتَمَسُّخُه. وقَدِ امَّصَرَ الغزْلُ إِذا

تَمَسَّخَ. والمُمَصَّرَةُ: كُبَّةُ الغزْلِ، وهي المُسَفَّرَةُ.

والمِصْرُ: الحاجِزُ والحَدُّ بين الشيئين؛ قال أُمية يذكر حِكْمة الخالق تبارك

وتعالى:

وجَعَلَ الشمسَ مِصْراً لا خَفاءَ به،

بين النهارِ وبين الليلِ قد فَصَلا

قال ابن بري: البيت لعدي بن زيد العبادي وهذا البيت أَورده الجوهري:

وجاعل الشمس مصراً، والذي في شعره وجعل الشمس كما أَوردناه عن ابن سيده

وغيره؛ وقبله:

والأَرضَ سَوّى بِساطاً ثم قَدّرَها،

تحتَ السماءِ، سَواءً مثل ما ثَقَلا

قال: ومعنى ثَقَلَ تَرَفَّعَ أَي جعل الشمس حَدًّا وعَلامةً بين الليلِ

والنهارِ؛ قال ابن سيده: وقيل هو الحدُّ بين الأَرضين، والجمع مُصُور.

ويقال: اشترى الدارَ بِمُصُورِها أَي بحدودها. وأَهلُ مِصْرَ يكتبون في

شروطهم: اشترى فلان الدارَ بِمُصُورِها أَي بحدودها، وكذلك يَكْتُبُ أَهلُ

هَجَرَ. والمِصْرُ: الحدّ في كل شيء، وقيل: المصر الحَدُّ في الأَرض

خاصة.الجوهري: مِصْر هي المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث؛ عن ابن السراج.

والمِصْر: واحد الأَمْصار. والمِصْر: الكُورَةُ، والجمع أَمصار. ومَصَّروا

الموضع: جعلوه مِصْراً. وتَمَصَّرَ المكانُ: صار مِصْراً. ومِصْرُ: مدينة

بعينها، سميت بذلك لتَمَصُّرِها، وقد زعموا أَن الذي بناها إِنما هو

المِصْرُ بن نوح، عليه السلام؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذاك، وهي تُصْرفُ

ولا تُصْرَفُ. قال سيبويه في قوله تعالى: اهْبِطُوا مِصْراً؛ قال: بلغنا

أَنه يريد مِصْرَ بعينها. التهذيب في قوله: اهبطوا مصراً، قال أَبو إِسحق:

الأَكثر في القراءَة إِثبات الأَلف، قال: وفيه وجهان جائزان، يراد بها

مصرٌ من الأَمصار لأَنهم كانوا في تيه، قال: وجائز أَن يكون أَراد مِصْرَ

بعينها فجعَلَ مِصْراً اسماً للبلد فَصَرفَ لأَنه مذكر، ومن قرأَ مصر بغير

أَلف أَراد مصر بعينها كما قال: ادخلوا مصر إِن شاء الله، ولم يصرف لأَنه

اسم المدينة، فهو مذكر سمي به مؤنث. وقال الليث: المِصْر في كلام العرب

كل كُورة تقام فيها الحُدود ويقسم فيها الفيءُ والصدَقاتُ من غير مؤامرة

للخليفة. وكان عمر، رضي الله عنه، مَصَّر الأَمصارَ منها البصرة والكوفة.

الجوهري: فلان مَصَّرَ الأَمْصارَ كما يقال مَدّن المُدُنَ، وحُمُرٌ

مَصارٍ. ومَصارِيُّ: جمع مَصْرِيٍّ؛ عن كراع؛ وقوله:

وأَدَمَتْ خُبْزِيَ مِنْ صُيَيْرِ،

من صِيرِ مِصْرِينَ أَو البُحَيْرِ

أَراه إِنما عنى مصر هذه المشهورة فاضطر إِليها فجمعها على حدّ سنين؛

قال ابن سيده: وإِنما قلت إِنه أَراد مصر لأَن هذا الصِّيرَ قلما يوجد إِلا

بها وليس من مآكل العرب؛ قال: وقد يجوز أَن يكون هذا الشاعر غَلِطَ بمصر

فقال مِصْرينَ، وذلك لأَنه كان بعيداً من الأَرياف كمصر وغيرها، وغلطُ

العربِ الأَقْحاح الجُفاةِ في مثل هذا كثير، وقد رواه بعضهم من صِيرِ

مِصْرَيْن كأَنه أَراد المِصْرَيْنِ فحذف اللام. والمِصْران: الكوفةُ

والبصْرةُ؛ قال ابن الأَعرابي: قيل لهما المصران لأَن عمر، رضي الله عنه، قال: لا

تجعلوا البحر فيما بيني وبينكم، مَصِّروها أَي صيروها مِصْراً بين البحر

وبيني أَي حدّاً. والمصر: الحاجز بين الشيئين. وفي حديث مواقيت الحج:

لمَّا قُتِحَ هذان المِصْرانِ؛ المِصْر: البَلَد، ويريد بهما الكوفةَ

والبَصْرَةَ. والمِصْرُ: الطِّينُ الأَحْمَرُ. وثوب مُمَصَّرٌ: مصبوغ بالطين

الأَحمر أَو بحُمْرة خفيفة. وفي التهذيب: ثَوْب مُمَصَّرٌ مصبوغ

بالعِشْرِقِ، وهو نبات أَحْمَرُ طيِّبُ الرائِحَةِ تستعمله العرائس؛

وأَنشد:مُخْتلِطاً عِشْرِقُه وكُرْكُمُهْ

أَبو عبيد: الثياب المُمَصَّرَةُ التي فيها شيء من صفرة ليست بالكثيرة.

وقال شمر: المُمَصَّرُ من الثياب ما كان مصبوغاً فغسل. وقال أَبو سعيد:

التَّمْصِيرُ في الصَّبْغِ أَن يخرج المَصْبُوغُ مُبَقَّعاً لم

يُسْتَحْكْم صَبْغُه. والتمصير في الثياب: أَن تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غيرِ بلى.

وفي حديث عيسى، عليه السلام: ينزل بين مُمَصَّرَتَيْن؛ المُمَصَّرَةُ من

الثياب: التي فيها صُفْرة خفيفة؛ ومنه الحديث: أَتى عليٌّ طَلْحَةَ، رضي

الله عنهما، وعليه ثَوْبانِ مُمَصَّرانِ.

والمَصِيرُ: المِعى، وهو فَعِيلٌ، وخص بعضُهم به الطيرَ وذواتِ الخُفِّ

والظِّلْف، والجمع أَمْصِرَة ومُصْرانٌ مثل رَغِيفٍ ورُغْفانٍ،

ومَصارِينُ جمع الجمع عند سيبويه. وقال الليث: المَصارِينُ خطأٌ؛ قال الأَزهري:

المصارين جمع المُصْران، جمعته العرب كذلك على توهُّم النونِ أَنها أَصلية.

وقال بعضهم: مَصِير إِنما هو مَفْعِلٌ من صار إِليه الطعام، وإِنما

قالوا مُصران كما قالوا في جمع مَسِيل الماء مُسْلان، شبهوا مَفْعِلاً

بفَعِيل، وكذلك قالوا قَعود وقِعْدانٌ، ثم قَعادِينُ جمع الجمع، وكذلك توهموا

الميم في المصير أَنها أَصلية فجمعوها على مُصْران كما قالوا لجماعة

مَصادِ الجَبَل مُصْدانٌ.

والمِصْرُ: الوعاء؛ عن كراع. ومِصْرٌ: أَحدُ أَولاد نوح، عليه السلام؛

قال ابن سيده: ولست منه على ثقة. التهذيب: والماصِرُ في كلامهم الحَبْل

يلقى في الماءِ لِيَمْنَعَ السفُنَ عن السير حتى يُؤدِّيَ صاحبُها ما عليه

من حق السلطان، هذا في دجلة والفرات. ومُصْرانُ الفارةِ: ضرب من رديءِ

التمر.

مصر
مَصَرَ النّاقةَ أَو الشّاةَ، يَمْصُرُها مَصْراً وتَمَصرَها وامْتَصَرَها: حلبَها بأَطرافِ الأَصابع الثَّلاث. وَقيل هُوَ أَن تَأْخُذ الضَّرعَ بكفِّك وتُصَيِّرَ إبهامَكَ فوقَ أَصابعِكَ، أَو هُوَ الحَلْبُ بالإبهام والسَّبّابة فَقَط. وَقَالَ اللَّيْث: المَصْر: حَلْبٌ بأَطراف الأَصابع والسَّبّابة والوُسطى والإبهام وَنَحْو ذَلِك. وَفِي حَدِيث عبد الْملك قَالَ لحالب نَاقَته: كَيفَ تحلُبها، مَصراً أم فَطْراً، وَهِي ماصِرٌ ومَصورٌ: بطيئةُ خروجِ اللَّبَنِ، وَكَذَا الشاةُ والبقرةُ، وخصَّ بَعضهم بِهِ المِعزَى، ج مِصارٌ ومَصائِرُ، كقِلاصٍ وقَلائِص. قَالَ الأَصمعيّ: نَاقَة مَصورٌ، وَهِي الَّتِي يتَمَصَّر لبنُها، أَي يُحلَب قَلِيلا قَلِيلا، لأَنَّ لبنَها بطيءُ الْخُرُوج. وَقَالَ أَبُو زيد: المَصورُ: من المَعْزِ خاصَّة دون الضّأن، وَهِي الَّتِي قد غرَزَت إلاّ قَلِيلا.
قَالَ: ومثلُها من الضَّأنِ الجَدودُ. وَيُقَال: مَصَّرَت العَنْزُ تمْصيراً، أَي صَارَت مَصوراً. وَيُقَال: نعجَة ماصرٌ ولَجْبَةٌ وجَدودُ وغَروزُ أَي قليلةُ اللَّبَنِ. وَقَالَ ابْن القطّاع: ومَصَرَت العَنْزُ مُصُوراً وأمْصَرَت: قَلَّ لبَنُها. والتَمَصُّرُ: الْقَلِيل من كلِّ شيءٍ. قَالَ ابْن سِيدَه: هَذَا تَعْبِير أهل اللُّغَة، وَالصَّحِيح التَّمَصُّر: القِلَّة، والتَمَصُّر: التَتَبُّع، والتَمَصُّر: التَفَرُّق، يُقَال: جَاءَت الإبلُ إِلَى الحَوضِ مُتَمَصِّرَةً ومُمْصِرَة، أَي متفرِّقة. والتَمَصُّر: حَلْبُ بقايا اللَّبَن فِي الضَّرْع بعد الدَّرِّ.
وَصَارَ مُسْتَعْملا فِي التَتَبُّع. والتَّمصير: التَّقليل. والتَّمصير: قَطْعُ العَطِيَّة قَلِيلا، قَلِيلا، يُقَال: مَصَّرَ عَلَيْهِ العَطاءَ تَمْصيراً، إِذا قَلَّله وفرَّقَه قَلِيلا قَلِيلا. ومَصَّرَ الرَّجلُ عَطِيَّتَه: قطَّعَها قَلِيلا قَلِيلا، وَهُوَ مَجاز. ومُصِرَ الفرَسُ كعُنِيَ: استُخرِجَ جَريُه. والمُصارَةُ، بالضَّمّ: الْموضع الَّذِي تُمْصَرُ فِيهِ الخَيلُ، حَكَاهُ صَاحب الْعين. والمِصر، بِالْكَسْرِ: الحاجز والحَدُّ بَين الشَّيْئَيْنِ. قَالَ أُمَيَّة يذكر حِكمة الْخَالِق تبَارك وَتَعَالَى:
(والأَرضَ سوَّى بِساطاً ثُمَّ قَدَّرَها ... تحتَ السَّماءِ سَواءً مثلَ مَا ثَقَلا)

(وجعلَ الشَّمسَ مِصراً لَا خَفاءَ بِهِ ... بَين النَّهارِ وبينَ الليلِ قدْ فَصَلا)
قَالَ ابْن بَرِّيّ: الْبَيْت لعَدِيّ بن زيدٍ العِباديّ، وَقد أوردَه الجَوْهَرِيّ وجاعل الشَّمس، وَالَّذِي فِي شعرِه: وجَعَل الشِّمس، وَهَكَذَا أوردَه ابْن سِيدَه أَيضاً. كالمَاصِر. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: والماصِرانِ: الحَدَّان. والمِصْر: الحَدُّ فِي كلِّ شيءٍ، وَقيل: بينَ الأَرْضَيْنِ خاصَّةً، وَالْجمع المُصور. والمِصرُ: الوِعاءُ، عَن كُراع، وَقَالَ اللَّيْث: المِصر، فِي كَلَام العَرَب: الكورة تُقَام فِيهَا الْحُدُود ويُقسم فِيهَا الفيءُ والصَّدقاتُ من غير مُؤَامَرَة الْخَلِيفَة. والمِصر: الطِّينُ الأَحمر.
والمُمَصَّر، كمُعَظَّم: الثَّوْب الْمَصْبُوغ بِهِ أَو بحُمرةٍ خَفِيفَة. وَفِي التَّهْذِيب: ثوبٌ ممَصَّر: مصبوغ بالعِشْرِق، وَهُوَ نباتٌ أَحمرُ طيِّب الرَّائِحَة، تستعملُه العرائسُ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الثِّياب المُمَصَّرة: الَّتِي فِيهَا شيءٌ من صُفرَةٍ ليستْ بالكثيرة. وَقَالَ شَمِرٌ: المُمَصَّر من الثِّيَاب: مَا كَانَ مصبوغاً فغُسِلَ، وَمِنْه الحَدِيث: ينزِلُ عِيسَى عَلَيْهِ السّلامُ بينَ مُمَصَّرتينِ ومَصَّروا المكانَ تمْصيراً: جَعَلُوهُ مِصراً، فتَمَصَّرَ: صَار مِصراً. وَكَانَ عمر رَضِي الله عَنهُ قد مَصَّرَ)
الأَمصارَ، مِنْهَا الْبَصْرَة والكوفة، وَقَالَ الجوهريّ فلانٌ مصَّرَ الأَمصارَ، كَمَا يُقَال: مَدَّنَ المُدُنَ.
ومِصْرُ: الكَسرُ فِيهَا أَشهر، فَلَا يُتَوَهَّم فِيهَا غَيره، كَمَا قَالَه شَيخنَا، قلتُ: والعامَّة تفتحها، هِيَ الْمَدِينَة الْمَعْرُوفَة الْآن، سُمِّيَتْ بذلك لتَمَصُّرها أَي تَمَدُّنها، أَو لأنَّه بناها المِصرُ بنُ نوح عَلَيْهِ السَّلَام فسُمِّيت بِهِ. قَالَ ابْن سِيدَه وَلَا أَدْرِي كيفَ ذاكَ، وَفِي الرَّوضِ: إنَّها سُمِّيَت باسم بانيها، وَنقل شَيخنَا عَن الجاحِظ فِي تَعْلِيل تَسْمِيَتهَا: لِمَصيرِ النَّاس إِلَيْهَا.
وَهُوَ لَا يَخْلُو عَن نظرٍ. وَفِي الْمُقدمَة الفاضليّة لِابْنِ الجوّانيّ النّسَّابة، عِنْد ذكر نسب القبط مَا نَصُّه: وذكرَ أَبو هاشمٍ أَحمدُ بن جَعْفَر العبّاسيُّ الصّالحيُّ النَّسّابةُ قِبْطَ مِصرَ فِي كِتَابه فَقَالَ: هم ولَدُ قِبْطَ بن مِصرَ بن قُوط بن حام، وأَنَّ مِصرَ هَذَا هُوَ الَّذِي سُمِّيَتْ مِصرُ بِهِ مِصْرَ. وذكرَ شيوخُ التَّواريخ وغيرُهم أَنَّ الَّذِي سُمِّيَتْ مِصْرً بِهِ هُوَ مِصرُ بن بَيْصَرَ بن حام. انْتهى. وقرأت فِي بعض تواريخ مِصْرَ مَا نَصُّه: وَاخْتلف أَهلُ الْعلم فِي الْمَعْنى الَّذِي لأَجله سُمِّيَت هَذِه الأَرْض بمِصْرَ، فَقيل: سَمِّيَت بمِصْرَيْم بن مُركَايِل، وَهُوَ الأَوّل، وَقيل بل سُمِّيَت بمِصر الثَّانِي. وَهُوَ مِصرام بن نقراوش بن مصْريم الأَوّل، وعَلى اسْمه تسمَّى مِصْرُ بن بَيْصَر وَقيل: بل سُمِّيَت باسم مِصر الثَّالِث، وَهُوَ مصرُ بن بَيْصَر بن حام بن نوح، وَهُوَ أَبُو قِبطِيم بن مِصر الَّذِي وَلِيَ المُلْك بعدَه، وَإِلَيْهِ يُنْسَب القبط. وَقَالَ الْحَافِظ أَبو الخَطَّاب بن دِحيةَ: مِصرُ أَخْصَب بِلَاد الله، وسمّاها الله تَعَالَى بمِصْرَ وَهِي هَذِه دون غَيرهَا، وَمن أَسمائها أُمّ الْبِلَاد، والأَرضُ المُباركة، وغَوْثُ العِبادِ، وأُمّ خَنُّور، وَتَفْسِيره: النِّعمة الْكَثِيرَة، وَذَلِكَ لما فِيهَا من الْخيرَات الَّتِي لَا تُوجد فِي غَيرهَا، وساكِنُها لَا يَخْلُو من خير يَدِرُّ عَلَيْهِ فِيهَا، فكأَنَّها الْبَقَرَة الحَلوبُ النافعة، وَكَانَت فِيمَا مضى أَكثر من ثَمَانِينَ كورَةً عامِرَةً قبلَ الْإِسْلَام،مُتَمَصِّرَة إِلَى الْحَوْض، ومُمْصِرَة، أَي متفرِّقة. وامَّصَرَ الغَزْلُ، بتَشْديد الْمِيم كافتعَلَ، إِذا تَمَسَّخَ، أَي تَقَطَّع. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: قَالَ ابْن السِّكّيت: المَصْرُ: حَلْبُ كلِّ مَا فِي الضَّرْعِ، وَمِنْه حَدِيث عَليّ: لَا يُمْصَرُ لبَنُها فيَضُرَّ ذَلِك بولدِها، يُرِيد لَا يُكثَرُ من أَخذ لَبنهَا. والمَصْرُ: قِلَّةُ اللَّبَن. وَقَالَ أَبُو سعيد: المَصْرُ: تَقَطُّع الْغَزل وتَمَسُّخُه. والمُمَصَّرَة: كُبَّة الغَزْلِ.
والتَّمْصيرُ فِي الثِّياب: أَنْ تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غير بِلىً. ومِصْرٌ: أحد أولادِ نوح عَلَيْهِ السَّلَام. قَالَ ابْن سِيدَه: وَلست مِنْهُ على ثِقَة، قلت قد تقدّم مَا فِيهِ. وَفِي التَّهْذِيب: والمَاصِرُ فِي كَلَامهم: الحَبْلُ يُلْقى فِي المَاء لِيَمْنَعَ السُّفُنَ عَن السَّيْرِ حتّى يُؤَدِّيَ صاحبُها مَا عَلَيْهِ من حقِّ السّلطان، هَذَا فِي دجلة والفرات. وَيُقَال: لهُم غَلَّةٌ يَمْتَصرونَها، أَي هِيَ قليلةٌ، فهم يَتَبَلَّغونَ بهَا، كَذَا فِي التكملة، وَكَذَلِكَ يتَمَصَّرونَها، قَالَه الزمخشريّ، وَهُوَ مَجاز. وعَطاءٌ مَصورٌ، كصَبور: قليلٌ، وَهُوَ مَجاز.
م ص ر: (مِصْرُ) هِيَ الْمَدِينَةُ الْمَعْرُوفَةُ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ. وَ (الْمِصْرُ) وَاحِدُ (الْأَمْصَارِ) . وَ (الْمِصْرَانِ) الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ. وَ (الْمَصِيرُ) بِوَزْنِ الْبَصِيرِ الْمِعَى وَجَمْعُهُ (مُصْرَانٌ) كَرَغِيفٍ وَرُغْفَانٍ، ثُمَّ (الْمَصَارِينُ) جَمْعُ الْجَمْعِ. وَفُلَانٌ (مَصَّرَ) الْأَمْصَارَ (تَمْصِيرًا) كَمَا يُقَالُ: مَدَّنَ الْمُدُنَ. 
مصر
المِصْرُ اسم لكلّ بلد ممصور، أي: محدود، يقال: مَصَرْتُ مَصْراً. أي: بنيته، والمِصْرُ:
الحدُّ، وكان من شروط هجر: اشترى فلان الدّار بِمُصُورِهَا. أي: حدودها . قال الشاعر:
وجاعل الشمس مصرا لا خفاء به بين النهار وبين الليل قد فصلا
وقوله تعالى: اهْبِطُوا مِصْراً
[البقرة/ 61] فهو البلد المعروف، وصرفه لخفّته، وقيل:
بل عنى بلدا من البلدان. والماصر: الحاجز بين الماءين، ومَصَرْتُ الناقةَ: إذا جمعت أطراف الأصابع على ضرعها فحلبتها، ومنه قيل: لهم غلة يمتصرونها . أي: يحتلبون منها قليلا قليلا، وثوب ممصّر: مُشَبَّع الصَّبْغ، وناقة مَصُورٌ: مانع للّبن لا تسمح به، وقال الحسن: لا بأس بكسب التّيّاس ما لم يَمْصُرْ ولم يبسر ، أي: يحتلب بإصبعيه، ويبسر على الشاة قبل وقتها. والمَصِيرُ: المِعَى، وجمعه مُصْرَانُ، وقيل:
بل هو مفعل من صار، لأنه مستقرّ الطعام.

مصر

2 مصّرهُ He made it (namely a town) a مِصْر, i. e. a limit, or boundary, between two things. (IAar.) b2: مَصَّرُوا المَكَانَ, inf. n. تَمْصِيرٌ, They made the place, or appointed it to be, a مِصْر [meaning a city, or town, such as is thus called]. (M, * K.) It is said of 'Omar, مَصَّرَ الأَمْصَارَ, (TA,) which is a phrase like مَدَّنَ المُدُنَ, (S,) [and signifying He appointed the cities, or towns called أَمْصَار: or] مصّر الامصار signifies he built the [cities, or towns, called] امصار: (A:) among which امصار were El-Basrah and El-Koofeh. (A, TA.) 5 تمصّر It (a place) became a مِصْر [meaning a city, or town, such as is thus called]. (M, K.) مِصْرٌ A partition, barrier, or thing intervening, between two things: (S, M, K:) as also ↓ مَاصِرٌ: (K:) and (S) or limit, or boundary, between two lands: (M, K:) pl. مُصُورٌ. (S, M.) The people of Egypt, (S,) or of Hejer, (M,) or of both, (TA,) write in their contracts, (S, M, *) إِشْتَرَى

فُلَانٌ الدَّارَ بِمُصُورِهَا Such a one bought the house with its limits, or boundaries. (S, M, * K. *) b2: Hence, A great town; syn. بَلَدٌ عَظِيمٌ; (Bd, ii.

58;). a كُورَة [here meaning city, or provincial city]: (M, K:) or a كُورَة (Lth, IF, Msb) in which the [ordinances of God which are termed]

حُدُود are executed, and (Lth, TA) in which the [spoil or tribute termed] فَىْء and the [alms termed] صَدَقَات are divided (Lth, IF, Msb) without consulting the Khaleefeh; such is its signification in the language of the Arabs: (Lth, TA:) or that [town] whereof the greatest of its mosques will not hold, or contain, its inhabitants: (KT:) it is masc. and perfectly decl., and fem. and imperfectly decl.: (Msb:) [but this remark seems properly to relate to the word when used as the name of the metropolis of Egypt, and of Egypt itself, agreeably with what is said in the S, M, and K:] pl. أَمْصَارٌ. (S, M, Msb.) The dual, المِصْرَانِ, is applied to El-Koofeh and El-Basrah. (S, M, A, K.) مَصِيرٌ A gut, an intestine, or a bowel, into which the food passes from the stomach; syn. مِعًى: (S, M, Msb, K:) or specially, as some say, of a bird, and of an animal which has a soft foot, or خُفّ, [as the camel,] and of such as have a cloven hoof: (M, TA:) pl. [of pauc.] أَمْصِرَةٌ (M, K) and [of mult.] مُصْرَانٌ, and pl. pl. مَصَارِينُ: (S, M, A, Msb, K:) the last accord. to Sb; (M;) but some say that it is not established; (A;) and Lth says, that it is a mistake; but Az says, that it is pl. of مُصْرَانٌ, and that the Arabs have given it this form of pl. imagining the م to be a radical letter; (TA;) and some say, that مَصِيرٌ is of the measure مَفْعِلٌ, [originally مَصْيِرٌ,] derived from صَار إِلَيْهِ الطَّعَامُ [“ the food passed to it ”], and they say مُصْرَانٌ in like manner as they say مُسْلَانٌ as pl. of مَسِيلُ المَآءِ, likening مَفْعِلٌ to فَعِيلٌ: (S, TA:) مِصْرَانٌ also is a dial. form of مُصْرَانٌ. (Fr, Sgh, TA.) [See also مَصَارّ, in art. صر.] b2: مُصْرَانُ الفَارَةِ, (S, Msb,) or مُصْرَانُ الفَأْرِ, (Mgh, K,) (tropical:) A bad kind of dates. (S, Mgh, Msb, K.) مَاصِرٌ: see مِصْرٌ; and see مَأْصِرٌ, in art. اصر.

وجج

[وجج] وج: بلد الطائف. وفى الحديث: " آخر وطأة وطئها الله بوج "، يريد غزاة الطائف. قال الشاعر : فإن تسق من أعناب وج فإننا لنا العين تجرى من كسيس ومن خمر والوج: ضرب من الادوية ، فارسي معرب.
(وجج) - في الحديث : "آخِر وَطْأةٍ وَطِئَها الله - عزّ وجلّ - بِوَجٍّ"
وهي من ناحِيَةِ الطَّائف.
قال سُفيان بن عُيينَة: يعنى آخر غزوَةٍ غَزاها رسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - الطَّائف. وحُنَين: وادٍ قِبَل الطَّائف؛ وهو آخر مَا أوقع الله عز وجلّ بالمُشركين.
- ورُوى عن كعب: "إنَّ وَجًّا مُقَدَّسٌ، منه عَرَجَ الرَّبُّ تَبارَكَ وتعالى إلى السَّماءِ يَوْمَ قَضَى الأَرضَ، ومنه قَضَى الأرضَ، ثم خَلَق بعد ذلك السَّماءَ"
والحديث يَحتَمل المعْنَيَينْ.
- وفي حديث ابنِ مَسعُود - رضي الله عنه -: "سُبحانَ الذي في الأَرضِ مَوْطِئُهُ"
- وفي حديث آخر: "صَيْدُ وَجٍّ وعِضَاهُه حَرامُ مُحَرَّمٌ"
فيَحْتَمِل أن يكون على سَبِيل الحِمَى له، وَيحتَمِل أن يكُون حرَّمَه فِى وَقْتٍ مَعْلُومٍ، ثم نُسِخَ؛ لَأنّه جاء في الحديثِ أنه قال: "وذَلكَ قبل نُزولِه الطَّائف وحِصاره ثَقِيف"

وجج


وَجَّ(n. ac. وَجّ)
a. Hastened.

وَجّa. Haste.
b. (pl.
وُجُج), Ostrich.
و ج ج : وَجُّ الطَّائِفِ بَلَدٌ بِالطَّائِفِ وَقِيلَ هُوَ الطَّائِفُ وَقِيلَ وَادٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ وَهُوَ مُذَكَّرٌ مُنْصَرِفٌ. 
[وجج] نه: فيه: صيد "وج" وعضاهه حرام محرم، وج: موضع بناحية الطائف، وهو يحتمل أن يكون على سبيل الحمى أو حرم في وقت ثم نسخ. ومنه ج: إن "وجا" مقدس منه عرج الرب إلى السماء.
و ج ج: (وَجٌّ) بَلَدٌ بِالطَّائِفِ وَفِي الْحَدِيثِ: «آخِرُ وَطْأَةٍ وَطِئَهَا اللَّهُ بِوَجٍّ» يُرِيدُ غَزَاةَ الطَّائِفِ. 

وجج: الوَجُّ: عِيدانٌ يُتبخر بها، وفي التهذيب: يُتَداوَى بها؛ قال

الأَزهري: ما أُراه عربيّاً محضاً؛ وقيل: الوَجُّ ضَرْب من الأَدوية، فارسي

معرّب. والوَجُّ: خشبة الفَدَّانِ.

ووَجٌّ: موضع بالبادية، وقيل: هي بلد بالطائف، وقيل: هي الطائف؛ قال

أَبو الهِنْدِيِّ واسمه عبد المؤمن بن عبد القدّوس:

فإِن تُسْقَ من أَعْنابِ وَجٍّ فإِننا

لنا العَيْنُ تَجْرِي، من كَسِيسٍ ومن خَمْرِ

الكَسِيسُ: نبيذ التمر؛ وقال:

لَحاها اللهُ صابِئَةً بِوَجٍّ،

بمكةَ أَو بأَطْرَافِ الحَجُونِ

وأَنشد ابن دريد:

صَبَحْتُ بها وَجّاً، فكانت صَبِيحَةً

على أَهل وَجٍّ، مثلَ راغِيةِ البَكْرِ

وفي الحديث: صَيْدُ وَجٍّ وعِضاهُه حرامٌ مُحَرَّمٌ؛ قال: هو موضع

بناحية الطائف ويحتمل أَن يكون حَرّمه في وقت معلوم ثم نسخ. وفي حديث كعب: أَن

وَجًّا مُقَدَّسٌ، منه عَرَجَ الربُّ إِلى السماء؛ وفي الحديث: إِن

آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها اللهُ بِوَجٍّ، قال: وَجٌّ هو الطائف، وأَراد

بالوطأَة الغَزاةَ ههنا، وكانت غزوة الطائف آخر غزواته، صلى الله عليه وسلم.

ابن الأَعرابي: الوَجُّ السُّرعة.

والوُجُجُ: النعام السريعة العَدْوِ؛ وقال طرفة:

وَرِثَتْ في قَيسَ مَلْقَى نُمْرُقٍ،

ومَشَتْ بين الحَشايَا مَشْيَ وَجّ

وقيل: الوَجُّ القَطا.

وجج
: (} الوَجُّ: السُّرْعةُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) الوَجُّ: عِيدانٌ يُتبَخَّرُ بهَا. وَفِي (التَّهْذِيب) : يُتدَوَى بهَا. وَقيل: هُوَ (دَوَاءٌ) من الأَدوِيَة. قَالَ ابْن الجَواليقيّ: وَمَا أُراه عَربيًّا مَحْضاً. أَي فَهُوَ فارسيّ معرّب، كَمَا قَالَه بَعضهم.
(و) قيل: الوَجُّ (القَطَا) ، كَذَا فِي (اللّسان) و (المعجم) . (و) الوَجُّ: (النَّعامُ) . ( {ووَجٌّ: اسمُ وَاد بالطائفِ) ، بالباديةِ سُمِّيَ بوَجِّ بن عبد الحَي من العَمالقة. وَقيل: من خُزَاعَة. قَالَ عُرْوَةُ بن حِزامٍ:
أَحَقًّا يَا حَمامةَ بَطْنِ} وَجٍ
بهاذا النَّوْحِ أَنّكِ تَصْدُقِينَا
غلبتُك بالبُكاءِ لأَنّ لَيلِي
أُواصِلُه وأَنّك تَهْجَعِينَا
وأَنّي إِنْ بَكَيْتُ بَكَيْتُ حَقًّا
وأَنَّك فِي بُكائِك تَكْذِيبنا
فلَسْتِ وإِنْ بَكَيْتِ أَشدَّ شَوْقاً
ولاكنِّي أُسِرُّ وتُعْلِنينا
فنُوحِي يَا حَمَامةَ بَطْنِ وَجَت
فَقَدْ هَيَّجتِ مُشتاقاً حَزينا
قرأَتُ هاذه الأَبياتَ فِي الحماسةِ لأَبي تَمام. والّذي ذكرتُ هُنَا رِواية (المُعجم) ، وَبَينهمَا تَفاوُتٌ قليلٌ، (لَا) اسمُ (بَلَدٍ بِهِ. وغَلِطَ الجَوْهريّ) ، نَبَّه على ذالك أَبو سَهْلٍ فِي هَامِش (الصّحاح) وغيرُه. (وَهُوَ مَا بَين جَبَلَي المُحْتَرِق والأُحَيْدَيْن، بالتّصغير) وَفِي الحَدِيث: (صَيْدُ وَجَ وعِضَاهُه حَرَامٌ مُحرَّمٌ) . قَالَ ابْن الأَثير: هُوَ موضعٌ بناحيةِ الطَّائِف، (وَقيل: هُوَ اسمٌ جامعٌ لحُصُونها، وَقيل: اسمُ واحدٍ مِنْهَا يحْتَمل أَن يكون على سَبيلِ الحِمَى لَهُ) ويحْتَمل أَن يكون حَرَّمَه فِي وَقْتٍ مَعلومٍ ثمَّ نُسِخَ. وَفِي حَدِيث كَعْبٍ: (إِنّ {وَجًّا مُقَدَّسٌ، مِنْهُ عَرَجَ الرَّبُّ إِلى السَّماءِ) (وَمِنْه) الحَدِيث: (آخِرُ وَطْأَةٍ) ، أَي أَخْذَةٍ ووَقْعَةٍ (وَطِئها اللَّهُ تَعالى) أَي أَوْقَعَها بالكُفَّار كَانَت (} بوَجٍّ، يُرِيد) بذالك (غَزْوةَ حُنَينٍ لَا الطّائفِ) ، وهاذا خلاف مَا ذَكره المُحَدِّثون، (وغَلِطَ الجَوهريّ) . ونقلَ عَن الحافظِ عبدِ العظيمِ المُنْذِرِيّ فِي معنى الحَدِيث، أَي آخرُ غَزْوَةٍ وَطِىء اللَّهُ بهَا أَهْلَ الشَّرْكِ غَزْوَةُ الطّائفِ بأَثَرِ فتْحِ مكةَ. وهاكذا فسَّره أَهلُ الْغَرِيب، (وحُنَيْنٌ وَادٍ قِبَلَ وَجَ. وأَمّا غَزْوَةُ الطَّائِفِ فَلم يكُنْ فِيهَا قِتالٌ) . قد يُقَال: إِنّه لَا يُشتَرطُ فِي الغَزْوِ القِتالُ، وَلَا فِي التَّمْهِيدِ بالتَّوَجُّهِ إِلى مَوْضع العَدوِّ وإِرهابِه بالإِقدام عَلَيْهِ المقاتَلَةُ والمُكافحةُ، كَمَا تَوهَّمه بعضُهم.
( {والوُجُجُ، بضمَّتين: النَّعامُ السَّريعةُ) العَدْوِ. وَقَالَ طَرَفَةُ.
وعرِثَتْ فِي قَيْسَ مُلْقَى نُمْرُقٍ
ومَشَتْ بَين الحَشَايَا مَشْيَ وَجّ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الوَجُّ: خَشَبةُ الفَدَّانِ؛ ذكره ابْن منظورٍ.

وَجج

(وَج ج)

الوَجّ: عَبْدَانِ يتبخر بهَا.

والوَجّ: خَشَبَة الفدان.

ووَجّ: مَوضِع بالبادية.

وَقيل: هِيَ الطَّائِف، قَالَ:

فَإِن تُسْقَ من أعناب وجٍّ فإنّنا ... لنا العَيْنُ تجرِي من كَسِيس وَمن خمر

وَقَالَ:

لحاها الله صابئةً بوجّ ... بمكَّة أَو بأطرافِ الحَجُون وَأنْشد ابْن دُرَيْد:

صَبَحْتُ بهَا وَجًّا فَكَانَت صَبِيحةً ... على أهلِ وَجّ مثل راغية الَبْكِر

صبي

(صبي)
صبا وصباء فعل فعل الصَّبِي وإليها حن وَمَال
(ص ب ي) : (الصَّبِيُّ) الصَّغِيرُ قَبْلَ الْغُلَامِ وَجَمْعُهُ صِبْيَةٌ وَصِبْيَانٌ (وَبِتَصْغِيرِهِ) مُرَخَّمًا سُمِّيَ صُبَيُّ بْنُ مَعْبَدٍ التَّغْلِبِيُّ أَسْلَمَ وَلَقِيَ زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ.

صبي


صَبَى(n. ac. صَبَاْي)
a. see supra
(a)
صَاْبَيَa. Inclined (spear); put back, sheathed (
sword ).
أَصْبَيَa. Captivated, fascinated.

تَصَبَّيَa. Deceived, beguiled; seduced.

تَصَاْبَيَإِسْتَصْبَيَa. see I (a)
صَبْوَة []
a. Boyishness; youthful folly.

صَبًا (pl.
أَصْبَآء []
صَبَوَات )
a. East wind.
b. Breeze; zephyr.
صِبًاa. Inclination, liking.
b. Amorous dalliance.

صَابِيَة []
a. North-east wind.

صَبِيّ [] (pl.
صِبْيَة []
أَصْبِيَة [] صُِبْيَان [صِبْيَاْن صَبڤيَ])
a. Boy; youth, lad.

صَبِيَّة [] (pl.
صَبَايَا)
a. Girl; maiden; lass.
ص ب ي : الصَّبِيُّ الصَّغِيرُ وَالْجَمْعُ صِبْيَةٌ بِالْكَسْرِ وَصِبْيَانٌ وَالصِّبَا بِالْكَسْرِ مَقْصُورٌ الصِّغَرُ وَالصَّبَاءُ وِزَانُ كَلَامٍ لُغَةٌ فِيهِ يُقَالُ كَانَ ذَلِكَ فِي صِبَاهُ وَفِي صَبَائِهِ وَالصَّبَا وِزَانُ الْعَصَا الرِّيحُ تَهُبُّ مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ وَصَبَا صُبُوًّا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَصَبْوَةً أَيْضًا مِثْلُ شَهْوَةِ مَالٍ وَصَبَأَ مِنْ دِينٍ إلَى دِينٍ يَصْبَأُ مَهْمُوزٌ بِفَتْحَتَيْنِ خَرَجَ فَهُوَ صَابِئٌ ثُمَّ جُعِلَ هَذَا اللَّقَبُ عَلَمًا عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ الْكُفَّارِ يُقَالُ إنَّهَا تَعْبُدُ الْكَوَاكِبَ فِي الْبَاطِنِ وَتُنْسَبُ إلَى النَّصْرَانِيَّةِ فِي الظَّاهِرِ وَهُمْ الــصَّابِئَةُ وَالصَّابِئُونَ وَيَدَّعُونَ أَنَّهُمْ عَلَى دِينِ
صَابِئِ بْنِ شِيثِ بْنِ آدَمَ وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ فَيُقَالُ الصَّابُونُ وَقَرَأَ بِهِ نَافِعٌ. 
صبي
صبِيَ/ صبِيَ إلى يصْبَى، اصْبَ، صَبًا وصَباءً، فهو صابٍ، والمفعول مَصْبيٌّ إليه
• صبِي فلانٌ: فعَل فِعْل الصَّبِيّ "صبِي الشَّيْخُ".
• صبِي إلى الشَّخص وغيره: صَبَا إليه، حَنَّ وتشَوَّق "صبِي إلى المرأة/ وطنه". 

أصبى يُصبي، أصْبِ، إصباءً، فهو مُصْبٍ، والمفعول مُصْبًى (للمتعدِّي)
• أصبتِ المرأةُ:
1 - كثُر صِبْيانُها "امرأةٌ مُصْبٍ/ مُصْبيةٌ".
2 - كان لها ولدٌ، ذكرًا كان أو أنثى.
• أصبى الرَّجلُ المَرأةَ: استمالها وجذبها واستهواها "أصباها بكلامه المعسول- أصبتِ المرأةُ الرجلَ برقّتها وعذوبة حديثها". 

استصبى يستصبي، اسْتَصْبِ، استصباءً، فهو مُستصبٍ
• استصبى الرَّجُلُ: تكلَّف الصِّبا، تصرَّف تصرُّف الصِّبيان "استصبى الشَّيخُ- شيخٌ يستصبِي". 

تصابى يتصابى، تصابَ، تَصابيًا، فهو مُتصابٍ، والمفعول مُتصابًى (للمتعدِّي)
• تصابى الشَّخصُ: تصرَّف تصرُّف الصِّبيان، مال إلى اللَهو واللّعب "تصابى العجوزُ- شيخ يتصابى".
• تصابى الرَّجلُ المَرأةَ: أَصْبَاها؛ استمالها، جذبَها واستهواها. 

تصبَّى يتصبَّى، تَصَبَّ، تصبّيًا، فهو مُتصَبٍّ، والمفعول مُتصبًّى (للمتعدِّي)
• تصبَّى الشَّيخُ: تصابَى، تصرَّف تصرُّف الصِّبيان، مال إلى اللهو واللعب "ما أقبح العجوز إذا تصبّى".
 • تصبَّى الفتاةَ: أَصْبَاها، استمالها وجذبها، فتنها وخدعها. 

إصباء [مفرد]: مصدر أصبى. 

استصباء [مفرد]: مصدر استصبى. 

تَصَابٍ [مفرد]: مصدر تصابى. 

تَصَبٍّ [مفرد]: مصدر تصبَّى. 

صَبًا [مفرد]: مصدر صبِيَ/ صبِيَ إلى. 

صَباء [مفرد]: مصدر صبِيَ/ صبِيَ إلى. 

يزيدية

اليزيدية: هم أصحاب يزيد بن أنيسة زادوا على الإباضية أن قالوا: سيبعث نبي من العجم بكتاب سيكتب في السماء وينزل عليه جملة واحدة، وتترك شريعة محمد صلى الله عليه وسلم إلى ملة الــصابئة المذكورة في القرآن، وقالوا: أصحاب الحدود مشركون، وكل ذنب شرك، كبيرة كانت أو صغيرة. 

الروم

الروم: بالضم، الجيل المعروف، ويقال لجمع رومي كالعجم.
(الروم) : قال الجواليقي: (هو أعجمي اسم هذا الجيل من الناس) .
الروم
وهم أيضا: صابئة، إلى أن قام قسطنطين بدين المسيح، وقسرهم على التشرع به، فأطاعوه، ولم يزل دين النصرانية يقوى، إلى أن دخل فيه أكثر الأمم المجاورة للروم، وجميع أهل مصر، وكان لهم حكماء وعلماء بأنواع الفلسفة.
وكثير من الناس يقول: إن الفلاسفة المشهورين روميون، والصحيح أنهم يونانيون، ولتجاور الأمتين دخل بعضهم في بعض، واختلط خبرهم، وكلتا الأمتين مشهور العناية بالفلسفة، إلا أن لليونان من المزية والتفضيل ما لا ينكر، وقاعدة مملكتهم: رومية الكبرى، ولغتهم: مخالفة للغة اليونان.
وقيل: لغة اليونان: الإغريقية، ولغة الروم: اللطينية، وقلم اليونان والروم: من اليسار إلى اليمين، مرتب على ترتيب أبجد، وحروفهم: أبج وزطي كلمن سعفص قرشت ثخ ظغ، فالدال، والهاء، والحاء، والذال، والضاد، ولام ألف سواقط.
ولهم: قلم يعرف (بالساميا)، ولا نظير له عندنا، فإن الحرف الواحد منه يحيط بالمعاني الكثيرة، ويجمع عدة كلمات.
قال جالينوس في بعض كتبه: كنت في مجلس عام، فتكلمت في التشريح كلاما عاما، فلما كان بعد أيام، لقيني صديق لي، فقال: إن فلانا يحفظ عليك في مجلسك، أنك تكلمت بكلمة كذا، وأعاد علي ألفاظي، فقلت من أين لك هذا؟ فقال: إني لقيت بكاتب ماهر بالساميا، فكان يسبقك بالكتابة في كلامك، وهذا العلم يتعلمه الملوك، وجلة الكتاب، ويمنع منه سائر الناس لجلالته، كذا قال ابن النديم في (، الفهرس).
وذكر أيضا: أن رجلا متطببا، جاء إليه من بعلبك، سنة ثمان وأربعين، وزعم انه يكتب بالساميا، قال: فجربنا عليه، فأصبناه إذا تكلمنا بعشر كلمات أصغى إليها، ثم كتب كلمة، فاستعدناها، فأعادها بألفاظها. انتهى.
تبصرة:
ذكر في السبب الذي من أجله يكتب الروم من اليسار إلى اليمين بلا تركيب، أنهم يعتقدون أن سبيل الجالس أن يستقبل المشرق في كل حالاته، فإنه إذا توجه إلى المشرق، يكون الشمال على يساره، فإن كان كذلك، فاليسار يعطى اليمين، فسبيل الكاتب أن يبتدئ من الشمال إلى الجنوب، وعلل بعضهم: بكون الاستمداد عن حركة الكبد على القلب.

اليزيدية

اليزيدية:
[في الانكليزية] Al -Yazidiyya (sect)
[ في الفرنسية] Al -Yazidiyya (secte)
فرقة من الإباضية أصحاب يزيد بن أنيسة وقد سبق.
اليزيدية: أصحاب يزيد بن أنيسة. زادوا على الإباضية أن قالوا: سيبعث نبي من العجم بكتاب سيكتب في السماء وينزل عليه جملة واحدة، وينزل بشريعة محمد إلى ملة الــصابئة المذكورة في القرآن. وقالوا: كل ذنب شرك كبيرة أو صغيرة.

الصبة

(الصبة) السفرة والصبابة وَالْجَمَاعَة يُقَال صبة من النَّاس وَمن الْحَيَوَان وَمَضَت عَلَيْهِ صبة من اللَّيْل طَائِفَة مِنْهُ (ج) صبب الــصابئة بلغَة أهل الْعرَاق محرفة عَن الصبأ

علم دعوة الكواكب

علم دعوة الكواكب
قال في مدينة العلوم: كما أن استحضار الجن وبعض الملائكة ممكن فكذلك يمكن تسخير روحانية الكواكب سيما السبعة السيارة فيتوصل بذلك إلى المقاصد المهمة. من قتل الأعداء وإحضار المال والغائب وأمثال ذلك فيستحضرها متى شاء بعد الدعوة بلا تكلف ومشقة.
حكي أن ملكا كان مشتغلا بدعوة زحل وكان أصحابه يلومونه في ذلك وفي بعض الأيام عرض له عدو وكان ذلك العدو ملكا عظيما أعجزه دفعه بالمحاربة فاشتغل ذلك الملك بدعوة زحل فإذا نزل من السماء شيء فخاف أهل المجلس عنه فتفرقوا فدعاهم الملك وأحضروا عنده فرأوا ظروفا من نحاس مثلث الشكل وفيه رأس الملك الذي خاصمه مقطوعا ففرحوا بذلك
وهرب العسكر ونصر الملك بروحانية زحل وقال أنتم سفهتموني باشتغالي بالدعوة وهذا نفعه الأدنى فاعتقدوا الدعوة كلهم.
وأما كون الظرف من النحاس وكونه مثلثا فلاقتضاء طبيعة زحل ذلك المعدن وذلك الشكل.
واعلم أن دعوة الكواكب كانت مما اشتغل فيها الــصابئة فبعث عليهم إبراهيم عليه السلام مبطلا لمقالتهم ورادا عليهم وإذا جاء نهر الله بطل نهر العقل انتهى.
قلت: وليست هذه الدعوة بعد ما نزل شرع نبينا - صلى الله عليه وسلم - في شيء من أمر الدين بل هو شرك بحت وكفر محض أعاذنا الله وإخواننا المسلمين عن أمثال هذه العلوم.

الهند

الهند
اعلم أن لون الهندي، وإن كان في أول مراتب السودان، فصار بذلك من جملتهم، إلا أنه - سبحانه وتعالى - جبنهم سوء أخلاق السودان، ودناءة شيمهم، وسفاهة أحلامهم، وفضلهم على كثير من السمر والبيض، وعلل ذلك بعض أهل التخييم، بأن زحل وعطارد يتوليان بالقسمة، لطبيعة الهند، فلولاية زحل اسودت ألوانهم، ولولاية عطارد خلصت عقولهم، ولطفت أذهانهم، فهم: أهل الآراء الفاضلة، والأحلام الراجحة، لهم التحقق: بعلم العدد، والهندسة، والطب، والنجوم، والعلم الطبيعي، والإلهي.
فمنهم: براهمة، وهي: فرقة قليلة العدد، ومذهبهم إبطال النبوات، وتحريم ذبح الحيوان.
ومنهم: صابئة، وهم جمهور الهند، ولهم في تعظيم الكواكب وأدوارها آراء ومذاهب، والمشهور في كتبهم: مذهب السند هند، أي دهر الداهر، ومذهب الأرجهير، ومذهب الأركند، ولهم في الحساب والأخلاق والموسيقى: تأليفات.

اليونان

اليونان
هم أمة عظيمة القدر، بلادهم بلاد روم إيلي، وآناطولي، وقرامان، وكانت عامتهم صابئة عبدة الأصنام، وكان الإسكندر من ملوكهم، وهو الذي أجمع ملوك الأرض على الطاعة لسلطانه، وبعده البطالسة، إلى أن غلب عليهم الروم، وكان علماؤهم يسمون: فلاسفة إلهيين، أعظمهم خمسة:
بندقليس: كان في عصر داود - عليه السلام -، ثم فيثاغورس، ثم سقراط، ثم أفلاطون، ثم أرسطاليس.
ولهم تصانيف في أنواع الفنون، وهم من أرفع الناس طبقة، واجل أهل العلم منزلة، لما ظهر منهم من الاعتناء الصحيح بفنون الحكمة، من العلوم الرياضية، والمنطقية، والمعارف الطبيعية، والإلهية، والسياسات المنزلية، والمدنية؛ وجميع العلوم العقلية: مأخوذة عنهم.
ولغة قدمائهم تسمى: الإغريقية، وهي من أوسع اللغات، ولغة المتأخرين تسمى: اللطيني، لأنهم فرقتان: الإغريقيونس، واللطينيون.

حرَّانُ

حرَّانُ:
تشديد الراء، وآخره نون، يجوز أن يكون فعّالا من حرن الفرس إذا لم ينقد، ويجوز أن يكون فعلان من الحرّ، يقال: رجل حرّان أي عطشان، وأصله من الحر، وامرأة حرّى، وهو حرّان يرّان، والنسبة إليها حرناني، بعد الراء الساكنة نون على غير قياس، كما قالوا: مناني في النسبة إلى ماني والقياس مانويّ وحرّاني والعامة عليهما، قال بطليموس: طول حرّان اثنتان وسبعون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها سبع وعشرون درجة وثلاثون دقيقة، وهي في الإقليم الرابع، طالعها القوس ولها شركة في العوّاء تسع درج ولها النسر الواقع كله ولها بنات نعش كلها تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان، وقال أبو عون في زيجه: طول حرّان سبع وسبعون درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة، وهي مدينة عظيمة مشهورة من جزيرة أقور، وهي قصبة ديار مضر، بينها وبين الرّها يوم وبين الرّقّة يومان، وهي على طريق الموصل والشام والروم، قيل:
سميت بهاران أخي إبراهيم، عليه السلام، لأنه أول من بناها فعرّبت فقيل حرّان، وذكر قوم أنها أول مدينة بنيت على الأرض بعد الطوفان، وكانت منازل الــصابئة وهم الحرانيّون الذين يذكرهم أصحاب كتب الملل والنحل، وقال المفسرون في قوله تعالى: إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي 29: 26، إنه أراد حرّان، وقالوا في قوله تعالى: وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ 21: 71، هي حرّان، وقول سديف بن ميمون:
قد كنت أحسبني جلدا، فضعضعني ... قبر بحرّان فيه عصمة الدين
يريد إبراهيم ابن الإمام محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وكان مروان بن محمد حبسه بحرّان حتى مات بها بعد شهرين في الطاعون، وقيل: بل قتل، وذلك في سنة 232، حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد السرخسي النحوي قال: حدثني ابن النبيه الشاعر المصري قال: مررت مع الملك الأشرف بن العادل ابن أيوب في يوم شديد الحر بظاهر حرّان على مقابرها ولها أهداف طوال على حجارة كأنها الرجال القيام، وقال لي الأشرف: بأيّ شيء تشبّه هذه؟ فقلت ارتجالا:
هواء حرّانكم غليظ، ... مكدّر مفرط الحرارة
كأنّ أجداثها جحيم، ... وقودها الناس والحجاره
وفتحت في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على يد عياض بن غنم نزل عليها قبل الرّها فخرج إليه مقدموها فقالوا له: ليس بنا امتناع عليكم ولكنا نسألكم أن تمضوا إلى الرّها فمهما دخل فيه أهل الرها فعلينا مثله، فأجابهم عياض إلى ذلك ونزل على الرها وصالحهم، كما نذكره في الرها، فصالح أهل حران على مثاله، وينسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم، ولها تاريخ، منهم: أبو الحسن علي بن علّان بن عبد الرحمن الحرّاني الحافظ، صنف تاريخ الجزيرة، وروى عن أبي يعلى الموصلي وأبي بكر محمد بن أحمد ابن شيبة البغدادي وأبي بكر محمد بن علي الباغندي ومحمد بن جرير وأبي القاسم البغوي وأبي عروبة الحرّاني وغيرهم كثير، روى عنه تمّام بن محمد الدمشقي وأبو عبد الله بن مندة وأبو الطبير عبد الرحمن بن عبد العزيز وغيرهم، وتوفي يوم عيد الأضحى سنة 355، وكان حافظا ثقة نبيلا، وأبو عروبة الحسن بن محمد بن أبي معشر الحرّاني الحافظ الإمام صاحب تاريخ الجزيرة، مات في ذي الحجة سنة 318 عن ست وتسعين سنة، وغيرهما كثير. وحرّان أيضا: من قرى حلب. وحرّان الكبرى وحرّان الصغرى: قريتان بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. وحرّان أيضا: قرية بغوطة دمشق.

الطِّيبُ

الطِّيبُ:
بالكسر ثم السكون، وآخره باء موحدة، بلفظ الطيب وهو الرائحة الطيبة التي يتبخر بها أو
يتضمخ ويتطيّب: بليدة بين واسط وخوزستان وأهلها نبط إلى الآن ولغتهم نبطية، حدثني داود بن أحمد بن سعيد الطيبي التاجر، رحمه الله، قال:
المتعارف عندنا أن الطيب من عمارة شيث بن آدم، عليه السلام، وما زال أهلها على ملة شيث وهو مذهب الــصابئة إلى أن جاء الإسلام فأسلموا، وكان فيها عجائب من الطلّسمات منها ما بطل ومنها ما هو باق إلى الآن، فمنها أنه لا يدخلها زنبور إلا مات، وإلى قريب من زماننا ما كان يوجد فيها حية ولا عقرب ولا يدخلها إلى يومنا هذا غراب أبقع ولا عقعق، قال: والطيب متوسط. بين واسط وخوزستان، وبينها وبين كل واحدة منهما ثمانية عشر فرسخا، وقد نسب إليها جماعة من العلماء، منهم: أحمد ابن إسحاق بن بنجاب الطيبي، وبكر بن محمد بن جعفر الطيبي، وأبو عبد الله الحسين بن الضحاك بن محمد الأنماطي الطيبي، روى عن أبي بكر الشافعي وغير هؤلاء.

الكَعْبَةُ

الكَعْبَةُ:
بيت الله الحرام، قال ابن عباس: لما كان العرش على الماء قبل أن يخلق الله السموات بعث ريحا فصفقت الماء فأبرزت عن خسفة في موضع البيت كأنها قبّة فدحا الأرض من تحتها فمادت فأوتدها بالجبال، الخسفة واحدة الخسف: تنبت في البحر نباتا، وقد جاء في الأخبار: أن أول ما خلق الله في الأرض مكان الكعبة ثم دحا الأرض من تحتها فهي سرّة الأرض ووسط الدنيا وأمّ القرى أولها الكعبة وبكّة حول مكة وحول مكة الحرم وحول الحرم الدنيا، وحدث أبو العباس القاضي أحمد ابن أبي أحمد الطبري حدثني المفضّل بن محمد بن إبراهيم حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا الحسين ابن إبراهيم ومحمد بن جبير الهاشمي قال: حدثني حمزة بن عتبة عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: إن أول خلق هذا البيت أن الله عز وجل قال للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة، قالت الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون، ثم غضب عليهم فأعرض عنهم فطافوا بعرش الله سبعا كما يطوف الناس بالبيت الحرام وبقوا يسترضونه من غضبه يقولون: لبيك اللهم لبيك ربنا معذرة إليك نستغفرك ونتوب إليك، فرضي عنهم وأوحى إليهم أن ابنوا لي في الأرض بيتا يطوف به من عبادي من
أغضب عليه فأرضى عنه كما رضيت عنكم، قال أبو الحسين: ثم أقبل عليّ حمزة بن عتبة الهاشمي فقال:
يا ابن أخي لقد حدثتك والله حديثا لو ركبت فيه إلى العراق لكنت قد اعتفت، وأما صفته فذكر البشّاري وقال: هو في وسط المسجد الحرام مربع الشكل بابه مرتفع عن الأرض نحو قامة عليه مصراعان ملبسان بصفائح الفضة قد طليت بالذهب مقابلا للمشرق، وطول المسجد الحرام ثلاثمائة ذراع وسبعون ذراعا، وعرضه ثلاثمائة وخمسة عشر ذراعا، وطول الكعبة أربعة وعشرون ذراعا وشبر، وعرضها ثلاثة وعشرون ذراعا وشبر، وذرع دور الحجر خمسة وعشرون ذراعا، وذرع الطواف مائة ذراع وسبعة أذرع، وسمكها في السماء سبعة وعشرون ذراعا، والحجر من قبل الشام فيه يقلب الميزاب شبه الأندر قد ألبست حيطانه بالرخام مع أرضه ارتفاعها حقو ويسمونه الحطيم، والطواف من ورائه ولا يجوز الصلاة إليه، والحجر الأسود على الركن الشرقي عند الباب على لسان الزاوية في مقدار رأس الإنسان ينحني إليه من قبّله يسيرا، وقبة زمزم تقابل الباب والطواف بينهما ومن ورائهما قبة الشراب فيها حوض كان يسقى فيه السويق والسكر قديما، ومقام إبراهيم، عليه السلام، بإزاء وسط البيت الذي فيه الباب وهو أقرب إلى البيت من زمزم يدخل في الطواف أيام الموسم، عليه صندوق حديد طوله أكثر من قامة مكسوّ ويرفع المقام في كل موسم إلى البيت فإذا ردّ جعل عليه صندوق خشب له باب يفتح أوقات الصلاة فإذا سلّم الإمام استلمه ثم أغلق الباب، وفيه أثر قدم إبراهيم، عليه السّلام، مخالفة، وهو أسود وأكبر من الحجر الأسود، وقد فرش الطواف بالرمل والمسجد بالحصى وأدير على صحنه أروقة ثلاثة على أعمدة رخام حملها المهدي من الإسكندرية في البحر إلى جدّة، قال وهب بن منبّه: لما أهبط الله عز وجل آدم، عليه السّلام، من الجنة إلى الأرض حزن واشتدّ بكاؤه عليها فعزّاه الله بخيمة من خيامها فجعلها له بمكة في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة وكانت ياقوتة حمراء، وقيل درّة مجوّفة من جوهر الجنة فيها قناديل من ذهب، ونزل معها الركن يومئذ وهو ياقوتة بيضاء وكان كرسيّا لآدم، فلما كان في زمن الطوفان رفع ومكثت الأرض خرابا ألفي سنة أعني موضع البيت حتى أمر الله نبيّه إبراهيم أن يبنيه فجاءت السكينة كأنها سحابة فيها رأس يتكلم فبنى هو وإسماعيل البيت على ما ظلّلته ولم يجعلا له سقفا وحرس الله آدم والبيت بالملائكة، فالحرم مقام الملائكة يومئذ، وقد روي أن خيمة آدم لم تزل منصوبة في مكان البيت إلى أن قبض فلما قبض رفعت فبنى بنوه في موضعها بيتا من الطين والحجارة ثم نسفه الغرق فغيّر مكانه حتى بعث الله إبراهيم، عليه السّلام، فحفر قواعده وبناه على ظل الغمامة، فهو أول بيت وضع للناس كما قال الله عز وجل، وكان الناس قبله يحجون إلى مكة وإلى موضع البيت حتى بوّأ الله مكانه لإبراهيم لما أراد الله من عمارته وإظهاره دينه وشعائره فلم يزل البيت منذ أهبط آدم إلى الأرض معظّما محرّما تناسخه الأمم والملل أمّة بعد أمّة وملة بعد ملة، وكانت الملائكة تحجه قبل آدم، فلما أراد إبراهيم بناءه عرج به إلى السماء فنظر إلى مشارق الأرض ومغاربها وقيل له اختر، فاختار موضع مكة، فقالت الملائكة: يا خليل الله اخترت موضع مكة وحرم الله في الأرض، فبناه وجعل أساسه من سبعة أجبل، ويقال من خمسة أو من أربعة، وكانت الملائكة تأتي بالحجارة إلى إبراهيم
من تلك الجبال، وروي عن مجاهد أنّه قال: أسّس إبراهيم زوايا البيت من أربعة أحجار: حجر من حراء وحجر من ثبير وحجر من طور وحجر من الجودي الذي بأرض الموصل وهو الذي استقرّت عليه سفينة نوح، وروي أن قواعده خلقت قبل الأرض بألفي سنة ثمّ بسطت الأرض من تحت الكعبة، وعن قتادة: بنيت الكعبة من خمسة جبال من طور سيناء وطور زيتا وأحد ولبنان وثبير وجعلت قواعدها من حراء وجعل إبراهيم طولها في السماء سبعة أذرع وعرضها في الأرض اثنين وثلاثين ذراعا من الركن الأسود إلى الركن الشمالي الذي عنده الحجر، وجعل ما بين الركن الشامي إلى الركن الذي فيه الحجر اثنين وثلاثين ذراعا، وجعل طول ظهرها من الركن العراقي إلى الركن اليماني أحدا وثلاثين ذراعا، وجعل عرض شقّها اليماني من الركن الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعا، ولذلك سميت الكعبة لأنّها مكعبة على خلق الكعب، وقيل: التكعيب التربيع، وكلّ بناء مربع كعبة، وقيل: سميت لارتفاع بنائها، وكلّ بناء مرتفع فهو كعبة، ومنه كعب ثدي الجارية إذا علا في صدرها وارتفع، وجعل بابها في الأرض غير مبوّب حتى كان تبّع الحميري هو الذي بوّبها وجعل عليها غلقا فارسيّا وكساها كسوة تامة، ولما فرغ إبراهيم من البناء أتاه جبرائيل، عليه السّلام، فقال له: طف، فطاف هو وإسماعيل سبعا يستلمان الأركان، فلمّا أكملا صلّيا خلف المقام ركعتين وقام معه جبرائيل وأراه المناسك كلّها الصّفا والمروة ومنى ومزدلفة، فلمّا دخل منى وهبط من العقبة مثل له إبليس عند جمرة العقبة فقال له جبرائيل: ارمه، فرماه بسبع حصيات فغاب عنه ثمّ برز له عند الجمرة الوسطى، فقال له جبرائيل: ارمه، فرماه بسبع حصيات فغاب عنه ثمّ برز له عند الجمرة السفلى، فقال له جبرائيل:
ارمه، فرماه بسبع حصيات مثل حصى الخذف ثم مضى وجبرائيل يعلمه المناسك حتى انتهى إلى عرفات، فقال له: أعرفت مناسكك؟ فقال له إبراهيم: نعم، فسميت عرفات لذلك، ثمّ أمره أن يؤذن في المسلمين بالحج، فقال: يا ربّ وما يبلغ من صوتي! فقال الله عزّ وجل: أذّن وعليّ البلاغ، فعلا على المقام فأشرف به حتى صار أعلى الجبال وأشرفها وجمعت له الأرض يومئذ سهلها وجبلها وبرّها وبحرها وجنها وإنسها حتى أسمعهم جميعا وقال: يا أيها الناس كتب عليكم الحجّ إلى بيت الله الحرام فأجيبوا ربكم فمن أجابه ولبّاه فلا بدّ له من أن يحجّ ومن لم يجبه لا سبيل له إلى ذلك، وخصائص الكعبة كثيرة وفضائلها لا تحصى ولا يسع كتابنا إحصاء الفضائل، وليست أمّة في الأرض إلّا وهم يعظّمون ذلك البيت ويعترفون بقدمه وفضله وأنّه من بناء إبراهيم حتى اليهود والنصارى والمجوس والــصابئة، وقد قيل إن زمزم سميت بزمزمة اليهود والمجوس، فأما الصابئون فهو بيت عبادتهم لا يفخرون إلّا به ولا يتعبّدون إلّا بفضله، قالوا: وبقيت الكعبة على ما هي عليه غير مسقفة فكان أوّل من كساها تبّع لما أتى به مالك بن العجلان إلى يثرب وقتل اليهود، في قصة ذكرتها في كتابي المسمى بالمبدإ والمآل في التاريخ، فمرّ بمكّة فأخبر بفضلها وشرفها فكساها الخصف، وهي حصر من خوص النخل، ثم رأى في المنام أن اكسها أحسن من هذا، فكساها الأنطاع، فرأى في المنام أن اكسها أحسن من ذلك، فكساها المعافر والوصائل، والمعافر: ثياب يمانية تنسب إلى قبيلة من همدان يقال لهم المعافر، اسم الثياب والقبيلة والموضع الذي تعمل فيه واحد، وربّما قيل لها المعافرية، وثوب
معافري يتصرّف في النسبة ولا يتصرّف في المفرد لأنّه على زنة الجمع ثالثة ألف، ونسب إلى الجمع لأنّه صار بمنزلة المفرد سمي به مفرد، وكان أوّل من حلّى البيت عبد المطّلب لما حفر بئر زمزم وأصاب فيه من دفن جرهم غزالين من ذهب فضربهما في باب الكعبة، فلمّا قام الإسلام كساها عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، القباطي ثم كساها الحجاج الديباج الخسرواني، ويقال يزيد بن معاوية، وبقيت على هيئتها من عمارة إبراهيم، عليه السّلام، إلى أن بلغ نبينا، صلّى الله عليه وسلّم، خمسا وثلاثين سنة من عمره جاء سيل عظيم فهدمها وكان في جوفها بئر تحرز فيها أموالها وما يهدى إليها من النذور والقربان فسرق رجل يقال له دويك ما كان فيها أو بعضه فقطعت قريش يده واجتمعوا وتشاوروا وأجمعوا على عمارتها، وكان البحر رمى بسفينة بجدّة فتحطّمت فأخذوا خشبها فاستعانوا به على عمارتها، وكان بمكّة رجل قبطيّ نجار فسوّى لهم ذلك وبنوها ثمانية عشر ذراعا، فلمّا انتهوا إلى موضع الركن اختصموا وأراد كلّ قوم أن يكونوا هم الذين يضعونه في موضعه، وتفاقم الأمر بينهم حتى تواعدوا للقتال، ثمّ تحاجزوا وتناصفوا على أن يجعلوا بينهم أول طالع يطلع من باب المسجد يقضي، فخرج عليهم النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فاحتكموا إليه فقال: هلمّوا ثوبا، فأتي به فوضع الركن فيه ثمّ قال: لتأخذ كلّ قبيلة بناحية من الثوب ثمّ ليرفعوا، حتى إذا رفعوه إلى موضعه أخذ النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، الحجر بيده فوضعه في الركن، فرضوا بذلك وانتهوا عن الشرور، ورفعوا بابها عن الأرض مخافة السيل وأن لا يدخل فيها إلّا من أحبّوا، وبقوا على ذلك إلى أيّام عبد الله بن الزبير فحدّثته عائشة، رضي الله عنها، قالت: سألت النبيّ، صلى الله عليه وسلّم، عن الحجر أمن البيت هو؟ قال: نعم، قالت: قلت فما بالهم لم يدخلوه في البيت؟ قال:
إنّ قومك قصّرت بهم النفقة، قلت: فما شأن بابه مرتفعا؟ قال: فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا، ولولا قومك حديثو عهد في الإسلام فأخاف أن تنكر قلوبهم لنظرت أن أدخل الحجر في البيت وأن ألزق بابه بالأرض، فأدخل ابن الزبير عشرة مشايخ من الصحابة حتى سمعوا ذلك منها ثمّ أمر بهدم الكعبة، فاجتمع إليه الناس وأبوا ذلك فأبى إلّا هدمها، فخرج الناس إلى فرسخ خوفا من نزول عذاب وعظم ذلك عليهم ولم يجر إلّا الخير، وذكر ابن القاضي عن مجاهد قال: لما أراد ابن الزبير أن يهدم البيت ويبنيه قال للناس: اهدموا، فأبوا وخافوا أن ينزل العذاب عليهم، قال مجاهد:
فخرجنا إلى منى فأقمنا بها ثلاثا ننتظر العذاب، وارتقى ابن الزبير على جدار الكعبة هو بنفسه فهدم البيت، فلمّا رأوا أنّه لم يصبه شيء اجترؤوا على هدمه وبناها على ما حكت عائشة وتراجع الناس، فلمّا قدم الحجّاج تحرّم ابن الزبير بالكعبة فأمر بوضع المنجنيق على أبي قبيس وقال: ارموا الزيادة التي ابتدعها هذا المتكلّف، فرموا موضع الحطيم، فلمّا قتل ابن الزبير وملك الحجاج ردّ الحائط كما كان قديما وأخذ بقية الأحجار فسدّ منها الباب الغربي ورصف بقيتها في البيت حتى لا تضيع، فهي إلى الآن على ذلك، وقال تبّع لما كسا البيت:
وكسونا البيت الذي حرّم اللّ ... هـ ملاء معضّدا وبرودا
وأقمنا به من الشهر عشرا، ... وجعلنا لبابه إقليدا
وخرجنا منه نؤمّ سهيلا ... قد رفعنا لواءنا المعقودا
ويقال إنّ أوّل من كساه الديباج يزيد بن معاوية، ويقال عبد الله بن الزبير، ويقال عبد الملك بن مروان، وأوّل من خلّق الكعبة عبد الله بن الزبير، وقال ابن جريج: معاوية أوّل من طيّب الكعبة بالخلوق والمجمر وإحراق الزيت بقناديل المسجد من بيت مال المسلمين، ويروى عن عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنّه قال: خلق الله البيت قبل الأرض بأربعين عاما وكان غثاءة على الماء، وقال مجاهد في قوله تعالى:
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً 2: 125، قال: يثوبون إليه ويرجعون ولا يقضون منه وطرا، وفي قوله تعالى: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً من النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ 14: 37، قال:
لو قال أفئدة الناس لازدحمت فارس والروم عليه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.