وَحَكَى ابْنُ دُرَيْدٍ: فَشَأَ الْمَرَضُ فِيهِمْ فُشُوءًا، وَتَفَشَّأَ تَفَشُّؤًا.
وَحَكَى ابْنُ دُرَيْدٍ: فَشَأَ الْمَرَضُ فِيهِمْ فُشُوءًا، وَتَفَشَّأَ تَفَشُّؤًا.
محج: مَحَجَ الأَديمَ يَمْحَجُه مَحْجاً: دَلَكَه لِيَمْرُنَ.
والمَحْجُ: مَسْحُ شيء عن شيء حتى ينالَ المَسْحُ جلد الشيء لِشِدَّةِ مَسْحِكَ،
ونحو ذلك. والرِّيحُ تَمْحَجُ الأَرضَ مَحْجاً: تَذْهَبُ بالتراب حتى
تتناوَلَ من أَرُومةِ العَجَاجِ؛ قال العَجَّاجُ:
ومَحْجُ أَرْواحٍ يُبارِينَ الصَّبا،
أَغْــشَيْنَ مَعرُوفَ الدِّيارِ التَّيْرَبَا
ويروى التَّوْرَبا، وكلاهما التراب.
ومَحَجَ المرأَةَ يَمْحَجُها مَحْجاً نَكَحَها، وكذلك مَخَجَها. قال ابن
الأَعرابي: اختصم شَيْخانِ غَنَوِيٌّ وباهِليٌّ، فقال أَحدهما لصاحبه:
الكاذِبُ مَحَجَ أُمَّه، فقال الآخر: انظروا ما قال لي: الكتذب مَحَجَ
أُمَّه أَي ناكَ أُمَّه؛ فقال له الغنوي: كذب ما قلت له هكذا، ولكني قلت:
مَلَجَ أُمَّه أَي رَضَعها.
ابن الأَعرابي: المَحَّاجُ الكذَّابُ؛ وأَنشد:
ومَحَّاجٌ إِذا كَثُرَ التَّجَنِّي
قال الأَزهري: فَمَحَجَ، عند ابن الأَعرابي، له معنيان: أَحدهما
الجِماعُ، والآخر الكَذِبُ.
ومَحَجَ مَحْجاً: أَسرَعَ. ومَحَجَ العُودَ مَحْجاً: قشره. ومَحَجَ
الدَّلْوَ مَحْجاً: خَضْخَضَها كمَخَجَها؛ عن اللحياني؛ قال:
قد صَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما،
يَزِيدُها مَحْجُ الدِّلا جُمُوما
ويروى: مَخْجُ الدِّلا، وهي أَعرفُ وأَشهر.
وماحَجَه: ماطَله.
ومَحَجَ اللبنَ ومَخَجَه إِذا مَخَضَه.
ابن سيده: ومِحاجٌ ومَحاجِ: اسم فَرسٍ معروفة من خيل العرب؛ قال:
اقْدُمْ مَحاجِ، إِنه يَومٌ نُكُرْ،
مِثْلي على مِثْلِكَ يَحْمِي ويَكُرْ
ومَحاجٌ: اسم موضع؛ أَنشد ثعلب:
لَعَنَ اللهُ بَطْنَ لَقْفٍ مَسِيلاً
ومَحاجاً، فلا أُحِبُّ مَحاجَا
قال ابن سيده: وقد يكون مَحاجٌ مَفْعَلاً كالمَقالِ والمَقامِ، فيكون من
غير هذا الباب.
وقال ابن الأَثير في كتابه في هذه الترجمة: المَحَجَّةُ جادَّةُ
الطريقِ، مَفْعَلَةٌ من الحَجِّ القَصْدِ، والميم زائدة، وجمعها المَحاجُّ،
بتشديد الجيم. وفي حديث عليّ: ظَهَرَتْ مَعالِمُ الجَوْرِ وتُرِكَتْ مَحاجُّ
السُّنَنِ، وقد ذكر ذلك في موضعه.
شنتر: الشُّنْتُرَة: الإِصبع بالحميريَّة؛ قال حميريٌّ منهم يَرْثي
امرأَة أَكلها الذئب:
أَيا جَحْمَتا بَكِّي على أُمِّ واهِبِ
أَكِيلَة قِلَّوْبٍ ببعض المَذانِبِ
فلم يبق منها غير شَطْرِ عِجانها،
وشُنْتُرَةٍ مِنها، وإِحْدَى الذَّوائِبِ
التهذيب: الشَّنْتَرَةُ والشِّنْتِيرَةُ الإِصبع بلغة أَهل اليَمَن؛
وأَنشد أَبو زيد:
ولم يبق منها غير نصف عِجانِها،
وشِنْتِيرَةٍ مِنها، وإِحْدَى الذَّوائِبِ
وقولهم: لأَضُمَّنَّك ضَمَّ الشَّناتِر، وهي الأَصابع، ويقال القِرَطَة
لغة يَمانِيَة؛ الواحدة شنْتُرَة.
وذو شَناتِرَ: من مُلوك اليَمَن، يقال: معناه ذُو القِرَطة.
لمس: اللَّمْس: الجَسُّ، وقيل: اللَّمْسُ المَسُّ باليد، لمَسَه
يَلْمِسُهُ ويَلْمُسُه لَمْساً ولامَسَه.
وناقة لَمُوس: شُك في سَنامِها أَبِها طِرْقٌ أَم لا فَلُمِسَ، والجمع
لُمْسٌ.
واللَّمْس: كناية عن الجماع، لَمَسَها يَلْمِسُها ولامَسَها، وكذلك
المُلامَسَة. وفي التنزيل العزيز: أَو لَمَسْتُمُ النِّساء، وقُرِئ: أَو
لامَسْتُمُ النساء، وروي عن عبد اللَّه بن عُمَر وابن مسعود أَنهما قالا:
القُبْلَة من اللَّمْس وفيها الوُضوء. وكان ابن عباس يقول: اللَّمْسُ
واللِّماسُ والمُلامَسَة كِناية عن الجماع؛ ومما يُسْتَدلّ به على صحة قوله
قول العرب في المرأَة تُزَنُّ بالفجور: هي لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ، وجاء
رجل إِلى النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، فقال له: إِن امرأَتي لا تَرُدُّ
يَدَ لامِس، فأَمرَه بتطليقها؛ أَراد أَنها لا تردُّ عن نفسها كلَّ من
أَراد مُراوَدَتها عن نفسها. قال ابن الأَثير: وقوله في سياق الحديث
فاسْتَمْتِعْ بها أَي لا تُمْسِكْها إِلا بقدْر ما تَقْضِي مُتْعَةَ النَّفْس
منها ومن وَطَرِها، وخاف النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، إِن أَوْجَبَ عليه
طَلاقَها أَن تتُوق نفسُه إِليها فيَقَع في الحَرام، وقيل: معنى لا تردُّ
يدَ لامِس أَنها تُعطِي من ماله من يطلُب منها، قال: وهذا أَشبه، قال
أَحمد: لم يكن ليأْمُرَه بإِمْساكِها وهي تَفْجُر. قال عليٌّ وابن مسعود، رضي
اللَّه عنهما: إِذا جاءكم الحديث عن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم،
فظُنُّوا أَنه الذي هو أَهْدى وأَتْقَى. أَبو عمرو: اللَّمْس الجماع.
واللَّمِيس: المرأَة اللَّيِّنة المَلْمَس.
وقال ابن الأَعرابي: لَمَسْتُه لَمْساً ولامَسْتُه مُلامَسَة، ويفرق
بينهما فيقال: اللَّمْسُ قد يكون مَسَّ الشيء بالشيء ويكون مَعْرِفَة الشيء
وإِن لم يكن ثَمَّ مَسٌّ لجَوْهَرٍ على جوهر، والمُلامَسَة أَكثر ما جاءت
من اثنين.
والالْتِماسُ: الطَّلَب. والتَلَمُّسُ: التَّطَلُّب مرَّة بعد أُخرى.
وفي الحديث: اقْتُلُوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأَبْتَرَ فإِنهما يَلْمِسان
البَصَر، وفي رواية: يَلْتَمِسان أَي يَخْطِفان ويَطْمِسان، وقيل: لَمَسَ
عَيْنَه وسَمَل بمعنًى واحد، وقيل: أَراد أَنهما يَقْصِدان البَصَر
باللَّسْع، في الحيَّات نوع يُسَمَّى الناظِر متى وقَد نَظَرُه على عَيْن
إِنسان مات من ساعته، ونوعٌ آخر إِذا سَمِع إِنسانٌ صوته مات؛ وقد جاء في
حديث الخُدْريِّ عن الشاب الأَنصاريِّ الذي طَعَنَ الحَيَّة بِرُمْحِه فماتت
ومات الشاب من ساعته. وفي الحديث: من سَلَكَ طريقاً يَلْتَمِسُ فيه
عِلماً أَي يَطلبُه، فاستعار له اللَّمْس. وحديث عائشة: فالْتَمَسْتُ
عِقْدِي. والْتَمَسَ الشيءَ وتَلَمَّسَه: طَلَبَه. الليث: اللَّمْس باليد أَن
تطلب شيئاً ههنا وههنا؛ ومنه قول لبيد:
يَلْمِسُ الأَحْلاسَ في مَنزِلهِ
بِيَدَيْهِ، كاليَهُوديِّ المُصَلْ
(* قوله «كاليهودي المصل» هو بهذا الضبط في الأصل.)
والمُتَلَمِّسَةُ: من السِّمات؛ يقال: كواه.
والمُتَلَمِّسَةَ والمثلومةً
(* قوله «والمثلومة» هكذا في الأَصل
بالمثلثة، وفي شرح القاموس: المتلومة، بالمثناة الفوقية.) وكَوَاه لَماسَ إِذا
أَصاب مكان دائه بالتَّلَمُّسِ فوقع على داء الرجُل أَو على ما كان
يَكْتُمُ.
والمُتَلَمِّس: اسم شاعر، سمي به لقوله:
فهذا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُهُ،
زَنابِيرُه والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ
يعني الذُّباب الأَخْضَر. وإِكافٌ مَلْمُوسُ الأَحْناء إِذا لُمِسَت
بالأَيدي حتى تَسْتَوي، وفي التهذيب: هو الذي قد أُمِرَّ عليه اليَدُ ونُحِت
ما كان فيه من ارْتفاع وأَوَدٍ.
وبَيْعُ المُلامَسَةِ: أَن تَشْترِيَ المَتاع بأَن تَلمِسَه ولا تنظرَ
إِليه. وفي الحديث النَّهْيُ عن المُلامَسَة؛ قال أَبو عبيد: المُلامَسَة
أَن يقول: إِن لَمَسْتَ ثوبي أَو لمَسْتُ ثوبَك أَو إِذا لَمَسْت المبيع
فقد وجب البيع بيننا بكذا وكذا؛ ويقال: هو أَن يَلْمِسَ المَتاع من وراء
الثوْب ولا ينظر إِليه ثم يُوقِع البيع عليه، وهذا كله غَرَرٌ وقد نُهِي
عنه ولأَنه تعليقٌ أَو عُدولٌ عن الصِّيغَة الشَرْعِيَّة، وقيل: معناه
أَن يجعل اللَّمْس بالي قاطعاً للخيار ويرجع ذلك إِلى تعليق اللُّزُوم وهو
غير نافِذٍ.
واللَّماسَة واللُّماسَة: الحاجة المقاربة؛ وقول الشاعر:
لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا أَزِمَتْ،
فَرِحَ الللَّمُوسُ بثابت الفَقْر
اللَّمُوس: الدَّعِيُّ؛ يقول: نحن وإِن أَزِمَتْ السَّنَةُ أَي عَضَّت
فلا يطمع الدَّعِيُّ فينا أَن نُزوِّجَه، وإِن كان ذا مال كثير.
ولَمِيسُ: اسم امرأَة. ولُمَيْسٌ ولَمَّاس: اسمان.
عفس: العَفْس: شِدَّة سَوق الإِبل. عَفَس الإِبلَ يَعْفِسُها عَفْساً:
ساقها سَوْقاً شديداً؛ قال:
يَعْفِسُها السَّوّاق كلَّ مَعْفَسِ
والعَفْسُ: أَن يردَّ الراعي غنمه يَثْنِيها ولا يدعُها تمضي على
جهاتها. وعَفَسَه عن حاجته أَي ردَّه. وعَفَسَ الدابة والماشية عَفْساً: حبَسها
على غير مرعى ولا عَلَف؛ قال العجاج يصف بعيراً:
كأَنه من طُولِ جَذْعِ العَفْسِ،
ورَمَلانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ،
يُنْحَتُ من أَقطارِه بِفَأْسِ
والعَفْسُ: الكدّ والإِتعاب والإِذالة والاستعمال. والعَفْس: الحَبْس
والمَعْفُوس: المحبوس والمُبتذَل، وعَفَس الرجلَ عَفْساً، وهو نحو
المَسْجون، وقيل: هو أَن تَسْجُنه سَجْناً. والعَفْسُ: الامتهانُ للشيء.
والعَفْسُ: الضَّباطة في الصِّراع. والعَفْس: الدَّوْس. واعْتَفَس القومُ:
اصْطَرَعُوا. وعَفَسَه يَعْفِسه عَفْساً: جذَبه إِلى الأَرض وضغَطَه ضَغْطاً
شديداً فضرب به؛ يقال من ذلك: عَفَسْتُه وعَكَسْتُه وعَتْرَسْتُه. وقيل
لأَعرابي: إِنك لا تُحسِن أَكلَ الرأْس قال: أَما واللَّهِ إِني لأَعْفِسُ
أُذُنيه وأَفُكُّ لَحْيَيْه وأَسْحى خَدَّيه، وأَرْمي بالمُخِّ إِلى من
هو أَحوجُ مِني إِليه قال الأَزهري: أَجاز ابن الأَعرابي السين والصاد في
هذا الحرف. وعَفَسَه: صَرَعَه. وعَفَسه أَيضاً: أَلزقَه بالتراب.
وعَفَسَه عَفْساً: وطِئَه؛ قال رؤبة:
والشَّيبُ حين أَدْرَك التَّقْويسا،
بَدَّلَ ثَوْبَ الحِدَّةِ الملبُوسا،
والحِبْرَ منه خَلَقاً مَعْفُوسا
وثوب مُعَفِّس: صَبور على الدَّعْك. وعَفَسْتُ ثوبي: ابتذلته. وعَفَسَ
الأَديمَ يَعْفِسُه عَفْساً: دلكَه في الدِّباغ. والعَفْس: الضرب على
العَجُز. وعَفَسَ الرجلُ المرأَة برجله يَعْفِسها: ضربَها على عجيزتها
يُعافِسُها وتُعافِسُه، وعافَسَ أَهله مُعافَسَة وعِفاساً، وهو شبيه
بالمُعالجة.والمُعافَسَة: المُداعَبة والمُمارَسَة؛ يقال: فلان يُعافِس الأُمور أَي
يُمارِسُها ويُعالجها. والعِفاس: العِلاج. والمُعافَسة: المُعَالجَة.
وفي حديث حنظلة الأَسَيْدي: فإِذا رجَعْنا عافَسْنا الأَزواج والضَّيْعَة؛
ومنه حديث علي: كنت أُعافِس وأُمارِس، وحديثه الآخر: يَمنَع من العِفاس
خوفُ الموت وذُكْرُ البعث والحساب. وتَعافسَ القومُ: اعتلَجوا في صراع
ونحوه.
وانعَفَس في الماء: انغَمَسَ.
والعَفَّاس: طائر يَنْعَفِس في الماء.
والعِفاسُ: اسم ناقة ذكرها الراعي في شَعره، وقال الجوهري: العِفاس
وبَرْوَع اسم ناقتين للراعي النميري؛ قال:
إِذا بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلَّةٌ
بمَحْنِيَةٍ، أَشْلَى العِفاسَ وبَرْوَعا