Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شجري

أمالي ابن الشجري

أمالي ابن الــشجري
هو: أبو السعادات: هبة الله بن علي.
المتوفى: سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
وهي في: خمسة فنون من الأدب.
ثماني مجلدات.
فرغ من إملاء المجلس التاسع عشر: في سابع عشر من رجب، سنة 524.
قال ابن خلكان: أملاه في أربعة وثمانين مجلسا.
وختمه: بمجلس قصره، على أبيات من شعر المتنبي، تكلم عليها.
وذكر ما قاله الشراح فيها، وزاد من عنده.
وهو من الكتب الممتعة.
يشتمل على: فوائد جمة من الأدب.
ولما فرغ من إملائه، حضر إليه: أبو محمد بن الخشاب، والتمس منه سماعه عليه، فلم يجبه، فرد عليه في مواضع، فوقف: أبو السعادات على رده، فرد عليه، وبين وجوه غلطه في كتاب، سماه: (الانتصار).
وهو على صغر حجمه، كثير الفائدة. انتهى.

شجر

شجر: {شجر}: اختلط، والشجرة: ما قام على ساق.
(شجر) النَّبَات صَار شَجرا وَالْأَرْض غرس فِيهَا الشّجر (مو) وَالثَّوْب وَنَحْوه رسم فِيهِ صُورَة الشّجر وَالنّسب وَنَحْوه فَصله فِي بَيَان على صُورَة شَجَرَة وَالنَّخْل وضع قنوانه على الجريد لِئَلَّا تنكسر
(شجر)
الْأَمر بَينهم شجورا اضْطربَ وَتَنَازَعُوا فِيهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم} وَالشَّجر والنبات شَجرا رفع مَا تدلى من أغصانه وَالشَّيْء ربطه وَفُلَانًا عَن الْأَمر صرفه وَالشَّيْء طَرحه على المشجر
(شجر) - وفي الحديث : "كُنتُ في الشَّجراء".
: أي بين الأشْجارِ المُتكاثِفة، اسمُ جَمعِ الشَّجَرة كالقَصْبَاء والطَّرْفاء.
- في حديث عائِشة : "بَينْ شَجْرِي ونَحْرِى".
قال الأصمعى: هو الذَّقَن بعينه حيث اشْتَجر طَرَفا اللِّحْيَيْن من أسفل.
وقيل: هو التَّشْبِيك؛ أي أنها ضَمَّتْه إلى نَحرِها مُشَبِّكة أَصابِعَها.
ش ج ر : الشَّجَرُ مَا لَهُ سَاقٌ صُلْبٌ يَقُومُ بِهِ كَالنَّخْلِ وَغَيْرِهِ الْوَاحِدَةُ شَجَرَةٌ وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى شَجَرَاتٍ وَأَشْجَارٍ وَشَجَرَ الْأَمْرُ بَيْنَهُمْ شَجْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ اضْطَرَبَ وَاشْتَجَرُوا تَنَازَعُوا وَتَشَاجَرُوا بِالرِّمَاحِ تَطَاعَنُوا وَأَرْضٌ شَجْرَاءُ كَثِيرَةُ الشَّجَرِ وَالْمَشْجَرَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْجِيمِ مَوْضِعُ الشَّجَرِ.

وَالْمِشْجَرُ بِكَسْرِ الْمِيمِ أَعْوَادٌ تُرْبَطُ وَيُوضَعُ عَلَيْهَا الْمَتَاعُ كَالْمِشْجَبِ. 
(ش ج ر) : (الشَّجَرُ) فِي الْعُرْفِ مَا لَهُ سَاقُ عُودٍ صُلْبَةٌ وَفِي الْمُنْتَقَى كُلُّ نَابِتٍ إذَا تُرِكَ حَتَّى إذَا بَزَّرَ انْقَطَعَ فَلَيْسَ بِشَجَرٍ وَكُلُّ شَيْءٍ يُبَزِّرُ وَلَا يَنْقَطِعُ مِنْ سَنَتِهِ فَهُوَ شَجَرٌ (وَبِالْوَاحِدَةِ) مِنْهُ سُمِّيَ وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَجَرَةَ الْأَزْدِيُّ خَلِيفَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَلَى بَيْتِ الْمَالِ (وَالْمَشْجَرَةُ) مَوْضِعُهُ وَمَنْبِتُهُ (وَاشْتَجَرَ الْقَوْمُ وَتَشَاجَرُوا) اخْتَلَفُوا وَتَنَازَعُوا (وَمِنْهُ) قَوْله تَعَالَى {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65] أَيْ فِيمَا وَقَعَ بَيْنَهُمْ مِنْ الِاخْتِلَافِ.
ش ج ر

واد شجير، وأرض شجرة: كثيرة الشجر، وهذه الأرض أشجر من هذه. وكنا في الشجراء وهي الجشر الملتف كالأجمة. وقد شاجر المال إذا فنى البقل فصار إلى الشجر يرعاه. وبعير مشاجر. واشتجر القوم وتشاجروا: اختلفوا، وبينهم مشاجرة، وشجر ما بينهم. وبات مرتفقاً ومشتجراً: من شجر الفم وهو مفتحه. والضاد من الحروف الــشجريــة. وشجرته بالرمح: طعنته، وتشاجروا بالرماح. وفلان شجير وشطير: غريب. وتقول: ما رأيت شجيرين، إلا سجيرين: صديقين. وما شجرك عن كذا: ما صرفك. وشجروا فاه فأوجروه إذا فتحوه بعود.

ومن المجاز: هو من شجرة النبوّة. ومن شجرة طيبة. وما أحسن شجرة ضرعها أي شكله وهيئته.

شجر


شَجَرَ(n. ac. شَجْر)
a. [acc. & 'An], Diverted from; withheld, hindered from; averted
estranged from.
b. Supported, propped up; raised, lifted; forced open (
mouth ).
c. Put on a stand (clothes).
d.(n. ac. شَجْر
شُجُوْر), Was in dispute (affair).
شَجِرَ(n. ac. شَجَر)
a. Was numerous.

شَجَّرَa. Became woody.
b. Propped up.
c. Embroidered with sprays &c. (cloth).

شَاْجَرَa. Quarreled, disagreed with.

أَشْجَرَa. Was well-wooded (country).
تَشَاْجَرَa. Quarreled, disagreed.
b. Became knit together, intertwined, commingled
blended.

إِنْشَجَرَa. Fled (sleep).
b. ['Ala], Preceded, outstripped.
إِشْتَجَرَa. see VI
& VII (a).
d. Rested his chin on his hand.

شَجْرa. Subject of dispute, controversy, question.
b. (pl.
شِجَاْر شُجُوْر
أَشْجَاْر), Corner of the mouth; chin.
شَجْرَةa. Speek.

شَجَر
(pl.
أَشْجَاْر)
a. Shrub, bush; tree.

شَجَرَة
(pl.
شَجَر أَشْجَاْر)
a. Tree.

شِجَر
شِجَرَةa. see 4
مَشْجَرa. Plantation, copse.

مِشْجَر
(pl.
مَشَاْجِرُ)
a. Wooden frame-work, clothes-stand.

شَجَاْرa. Small litter.

شَجَّاْر
(pl.
شُجُر)
a. Bar, bolt.
b. Gag.
c. see 22
شَجِيْر
(pl.
شُجَرَآءُ)
a. Strange; stranger.
b. Bad companion.
c. Sword.

N. Ac.
شَاْجَرَ
[ ]
a. Dispute, controversy, debate; quarrel.
ش ج ر: (الشَّجَرُ) وَ (الشَّجَرَةُ) مَا كَانَ عَلَى سَاقٍ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ، وَأَرْضٌ (شَجِيرَةٌ) وَ (شَجْرَاءُ) بِوَزْنِ صَحْرَاءَ أَيْ كَثِيرَةُ (الْأَشْجَارِ) . وَوَادٍ (شَجِيرٌ) وَلَا يُقَالُ: وَادٍ أَشْجَرُ. وَوَاحِدُ (الشَّجْرَاءِ) شَجَرَةٌ لَمْ يَأْتِ مِنَ الْجَمْعِ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ إِلَّا أَحْرُفٌ يَسِيرَةٌ: شَجَرَةٌ وَشَجْرَاءُ وَقَصَبَةٌ وَقَصْبَاءُ وَطَرَفَةٌ وَطَرْفَاءُ وَحَلَفَةٌ وَحَلْفَاءُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَاحِدُ الْحَلْفَاءِ حَلِفَةٌ بِكَسْرِ اللَّامِ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ. وَالْمَشْجَرُ بِوَزْنِ الْمَذْهَبِ مَوْضِعُ الشَّجَرِ وَأَرْضٌ (مَشْجَرَةٌ) بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ. وَهَذِهِ الْأَرْضُ أَشْجَرُ مِنْ هَذِهِ أَيْ أَكْثَرُ شَجَرًا. وَ (شَجَرَ) بَيْنَ الْقَوْمِ أَيِ اخْتَلَفَ الْأَمْرُ بَيْنَهُمْ وَبَابُهُ نَصَرَ وَدَخَلَ. وَ (اشْتَجَرَ) الْقَوْمُ وَ (تَشَاجَرُوا) تَنَازَعُوا، وَ (الْمُشَاجَرَةُ) الْمُنَازَعَةُ. 
شجر
الشَّجَرَةُ الواحِدَةُ تُجْمَعُ على شَجَرَاتٍ وشَجَرٍ وأشْجَارٍ. والشَّجْرَاءُ: المُجْتَمِعُ الكَثِيرُ منه في مَنْبَتِه. والمُشَجَّرُ: أرْضٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ، وأرْضٌ شَجِيْرٌ. ووادٍ شَجِيْرٌ. وهذه أشْجَرُ من غيرِها.
والمُشَجَّرُ من التَّصاويرِ: ما يصَوَّرُ على صَنْعَةِ الشَّجَرِ.
وإذا تَدَلَّتْ أغصانُ شَجَرٍ أو ثَوْبٍ فَرَفَعْتَه فأجْفَيْتَه قلتَ: شَجَرْتُه فهو مَشْجُوْرٌ.
والشِّجَارُ: خَشَبُ الهَوْدَج. وهو - أيضاً -: خَشَبَةٌ تُوضَعُ خَلْفَ البابِ كالمَتَّرْسَ.
والمِشْجَرُ: عِيْدَانُ الهَوْدَج. وهو مَرْكَبٌ للنَساءِ. ويكونُ - أيضاً - كالمِشْجَبِ. والمِحَفّةُ أيضاً.
والشَّجِيْرُ: القِدْحُ يكونُ مَعَ القِدَاح ليس من شَجَرَتها التي هي منها.
وشجَر بينهم أمْر وخُصُومَةٌ شَجْراً وشُجُوْراً: أي اخْتِلافٌ واخْتِلاطٌ.
وشَجَرَ كذلك. وقد اشْتَجَرَ القَوْمُ: تَنَازَعُوا، وتَشَاجَروا: خْتَلَفوا.
والرِّمَاحُ شَوَاجِرُ: مُخْتَلِفٌ بعضُها في بعضٍ.
وكُل ما فَرَجَ بين الشَّيْئيْن: فهو شاجِرٌ.
والشَّجْرُ: مَفْرَجُ الفَم. والأمْرُ المُخْتَلِفُ.
وباتَ فلان مُشْتَجِراً: أي واضِعاً كَفَّه على شَجْرِهِ. وقيل: هو المَهْمُومُ الذي يَجْعَلُ يَدَه شِجَاراً لرأسه وخَدِّه.
وقيل: الشَّجْرُ: الذَّقَنُ بعَيْنِه.
ويُقال: ما أحْسَنَ شَجْرَةَ ضَرْع الناقَةِ: أي قَدْرَه وهَيْئَتَه، وقيل: عُرُوْقَه ولَحْمَه وجِلْدَه.
وكلُّ شَيْءٍ اجْتَمَعَ ثمَّ انْفَرَق فما بين الشَّيْئيْن: شَجْرٌ، وجَمْعُه شُجُوْرٌ. والانْشِجَارُ والاشْتِجَارُ: النَّجَاءُ.
والشَّجِيْرُ: الغَرِيْبُ من الإِبل والناس، وجَمْعُه شُجْرٌ.
وشَجَرَ عنّي: أي نأى. ونَوىً شَجُوْرٌ: بعِيدةٌ.
وما شَجَرَك عنّي: أي ما صَرَفَكَ يَشْجُرُكَ شَجْراً، وكذلك: أشْجَرَكَ. والمُشَاجِرُ: البَعِيرُ الذي إذا اشْتَدَّ الزَّمَانُ دَخَلَ في شَجْرٍ وأكلَه فَسَمِنَ. وكذلك الرَّجُلُ الذي لا يَبْرَحُ ولا يَكْتَسِبُ شَيْئاً.
والشِّجَارُ: سِمَاتٌ من سِمَاتِ الإِبل طَوِيلةٌ مُخْتَلِفةٌ.
[شجر] الشَجَرُ والشَجَرَةُ: ما كان على ساقٍ من نبات الأرض. وأرضٌ شَجيرَةٌ وشَجْراءُ، أي كثيرة الأَشْجارِ. ووادٍ شَجيرٌ، ولا يقال وادٍ أَشْجَرُ. وواحد الشَجْراءِ شَجَرَةٌ. ولم يأت من الجمع على هذا المثال إلا أحرف يسيرة: شجرة وشجراء، وقصبة وقصباء، وطرفة وطرفاء، وحلفة وحلفاء. وكان الاصمعي يقول في واحد الحلفاء: حلفة بكسر اللام، مخالفة لاخواتها. وقال سيبويه: الشَجْراءُ واحدٌ وجمعٌ، وكذلك القَصْباءُ والطَرْفاءُ والحَلْفاءُ. والمَشْجَرَةُ: موضعُ الأَشْجارِ. وأرضٌ مَشْجَرَةٌ. وهذه الأَرْضُ أَشْجَرُ من هذه، أي أكثر شَجَراً. والمِشْجَرُ بكسر الميم: المِشْجَبُ. قال الأصمعيّ: المَشاجِرُ: عيدان الهودجِ. وقال أبو عمرو: مراكبُ دون الهودج مكشوفة الرؤوس. قال: ويقال لها الشُجُر أيضاً، الواحد شِجارٌ. قال: والشِجارُ أيضاً الخشبة التي تُوضَع خلف الباب، ويقال لها بالفارسية " مَتَرْسْ ". وكذلك الخشبة التي يُضَبَّبُ بها السريرُ من تَحْتُ. والشِجارُ أيضاً: خشب البئر. قال الراجز:

لتروين أو ليبيدن الشجر والشِجارُ: سمةٌ من سماتِ الإبلِ. أبو عمرو: الشَجيرُ: الغريبُ من الناس والإبل. وربَّما سمَّوا القِدْحَ شَجيراً، إذا ألقَوه في القِداحِ التي ليست من شجرها. والشَجْرُ بالفتح: ما بين اللَحْيَيْنِ. والشَجْرُ: الصَرْفُ. يقال: ما شَجَرك عنه، أي ما صَرَفك. وقد شَجَرَتْني عنه الشَواجِرُ. وشَجَرَهُ بالرمح، أي طعَنَه وشَجَرَ بيتَه، أي عَمَدَهُ بعمودٍ. وشِجَرَ بين القوم، إذا اختلف الامر بينهم. وشجرت الشئ: طرحته على المِشْجَرِ، وهو المِشْجَبُ. واشْتَجَرَ القومُ وتَشاجَروا، أي تنازعوا. والمُشاجَرَةُ: المنازَعةُ. وتَشاجَروا بالرماح: تطاعَنوا. واشْتَجَرَ الرجُل، إذا وضع يده تحت شَجْرِهِ على حَنَكِهِ. قال أبو ذؤيب: نامَ الخَلِيّ وبِتُّ الليل مشتجرا * كأن عينى فيها الصابُ مَذْبوحُ - ابن السكيت: يقال شاجر المال، إذا رعى العشب والبقل فلم يبق منهما شئ، فصار إلى الشجر يرعاه. قال الراجز : تعرف في أوجهها البشائر * آسان كل آفق مشاجر - وديباج مشجر: نقشه على هيئة الشجر.
[شجر] فيه إياكم وما "شجر" بين أصحابي، أي ما وقع بينهم من الاختلاف، من شجر الأمر إذا اختلط، واشتجر القوم وتشاجروا تناوعوا واختلفوا. ومنه ح: "يشتجرون أشجار" أطباق الرأس، أي يشتبكون في الفتنة والحرب اشتباك عظام الرأس التي يدخل بعضها في بعض، وقيل: أي يختلفون. وفيه ح: كنت أخذًا بحكمة بغلته صلى الله عليه وسلم وقد "شجرتها" بها، أي ضربتها بلجامها أكفها حتى فتحت فاهًا، وروى: والعباس "يشتجرها" بلجامها، والشجر مفتح الفم، وقيل: الذقن. ومنه: قبض صلى الله عليه وسلم بين "شجري" ونحري، وقيل: هو التشبيك، أي إنها ضمته إلى نحرها مشبكة أصابعها. ومن الأول ح أم سعد: فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها أو يسقوها "شجروا" فاهًا، أي أدخلوا في شجره عودًا حتى يفتحوه به. ن: أي فتحوه، وروى: شحوا فاهًا - بحاء مهملة، أي أوسعوه، وإنما شجروه بالعصا لئلا تطبقه فيمتنع وصول الطعام إلى الجوف. نه: وح: تفقد في طهارتك كذا وكذا والشاكل و"الشجر" أي مجتمع اللحيين تحت العنفقة. وفي ح الشراة "فشجرناهم" بالرماح، أي طعناهم بها حتى اشتبكت فيهم. وفيه: في "شجار" له، هو مركب مكشوف دون الهودج ويقال له: مشجر - أيضًا. وح: الصخرة و"الشجرة" من الجنة، أراد بالشجرة الكرمة، وقيل: لعلها شجرة بيعة الرضوان. وفيه: حتى كنت في "الشجراء" أي بين الأشجار المتكاثفة، وهو للشجرة كالقصباء للقصبة، فهو مفرد يراد به الجمع وقيل جمع. ومنه: ونأي بي "الشجر" أي بعد بي المرعى في الشجر. ك: قضى صلى الله عليه وسلم إذا "تشاجروا" في الطريق بسبعة أذرع، أي تنازعوا، وهذا في أمهات الطريق لمداخلة الأحمال والأثقال والركبان وطرح ما لا بد لهم وما يكثر المشي عليه، وأما بناء الطريق فيجوز في أفنيتها ما اتفق عليه الجيران ويقتطعونها بالحمصص على قدر أملاكهم. ومنه: وأما الذي "شجر" بيني وبينك، أي وقع النزاع والاختلاف. ن: و"شجرهم" الناس برماحهم، بفتح معجمة وجيم مخففة، أي مدوها إليهم وطاعنوهم بهم، قوله: وما أصيب الناس إلا رجلان، أي من أصحاب علي وأما الخوارج فقتلوا بعضهم على بعض. وفيه: من أكل هذه "الشجرة" أي الثوم، ويلحق به كل ذي ريح كالفجل والتجشئ ومن به بخر في فيه أو جرح ذو رائحة، وجمعية المساجد يرد على من خصه بمسجده المشرف، ويلحق به مصلى العهد ومجامع العلم والذكر ولو لائم لا نحو السوق. ج: فيما "شجر" بينهم من شجر الأمر بينهم إذا خاضوا واختصموا. ومنه: فإن "اشتجروا" فالسلطان أولى، والتشاجر الخصومة، والمراد المنع من العقد دون المشاحة في السبق إلى العقد، فأما إذا تشاجروا في العقد ومراتبهم في الولاية سواء فالعقد لمن سبق إليه منهم إذا كان ذلك نظرًا منه في مصلحتها، قوله: بغير إذن وليها، أي يلي العقد بنفسه أو وكيله. وأصحاب "الشجرة" صحابة بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة سمرة في الحديبية بيعة الرضوان.
باب الجيم والشين والراء معهما ش ج ر، ج ش ر، ش ر ج، ج ر ش مستعملات

شجر: يقال لمجتمع الشَّجَرِ: شَجراءُ. والمَشجَرَةُ: أرض تنبت الشَّجَر الكثير، وقلَّ ما يقال: الأرض شَجيرة، وماء شجير. وهذه أشجَرُ من هذه أي أكثر شَجَراً. والشَّجَرُ أصناف، فأما جِلُّ الشَّجَر فعِظامُه وما بقي على الشِّتاء، وأمّا دِقٌّ الشَّجَر فصنفانِ، أحدهما تبقى له أرومة في الأرض في الشتاء، ويُنبتٌ في الربيع، وما يَنبت من الحَبِّ كما يَنبت من البقل، وفَرقٌ ما بين الشجَر والبقل، أنَّ الشَّجَرَ يبقى له أرُومةٌ على الشتاء ولا يبقى للبقل شيءٌ. وأهل الحجاز يقولون: هذه الشَجَرُ، وهذه البُرُّ، وهي الشَّعيرُ، (وهي التَّمرُ) ، وهي الذَّهبُ، لأن القِطعة منه ذَهَبةٌ وبلُغتهم نَزَلَ: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، ولذلك لم يقُل: يُنفقونَه لأن المذكَّر غالبٌ للمؤنَّث، فإذا اجتمعا فالذَّهبُ مذكَّر والفِضَّةُ مؤنَّثةٌ. ويقال: شَجَرةٌ وشَجَراتٌ وشَجَر. والمُشَجَّرُ ضربٌ من التَّصاوير على صِفةِ الشَّجَر . وقد شَجَرَ بينهم أمرٌ وخصُومةٌ أي اختلط واختلف، واشتَجَرَ بينهم. وتَشاجَرَ القومُ: تنازعوا واختلفوا. ويقال: سُمِّيَ الشَّجَر لاختلاف أغصانِه ودخولِ بعضها في بعض، واشتقَّ من تشاجر القوم. والشَّجَرُ: مَفرِجُ الفمِ، قال يصفُ فَحلاً:

ينحي إذا ما جاهلٌ تَرَمرَمَا ... شَجراً لإعناقِ الدَّواهي محِطَما

والشَّجيرُ: الغريبُ الذي لا قِدحَ له. والشَّجُورُ البعير. وإذا تَدَلَّت أغصان شَجَرٍ أو ثوب فرفعته وأخفيته قلت: شَجَرتُه، وهو مَشجُورٌ، قال العجاج:

رفع من جلاله المَشجُور

والجِلالُ واحدٌ وهو الغطاء، وجمعه أجِلَّةٌ. والشَّجارُ: خشبُ الهَوَدَجِ فإذا غُشِّيَ غِشاوةً صار هَودَجاً. والرِّماح شَواجِرُ يختلف بعضها في بعضٍ، واشتَجَرَتِ الرِّماحُ في جَنبِه. والمَشجور الممسُوك، وهي خَشَبة فيها شِراعُ السفينة. والسَّجيرُ والشَّجيرُ واحدٌ، وهما الخليط والصديق

جشر: الجشر بقول الربيع. وجَشَّروا الدَّوابَّ: أرسلوها في الجَشر. والجَشَرُ: ما يكون في سواحل البحر وقراره من الحصى والأصداف وأشباه ذلك، وربَّما اجتمع فلزق بعضه ببعض وصار حجراً تُنحَتُ منه أرحيةٌ بالبصرة لا تصلح للطَّحن، فيُجعلُ لرءوس البلاليعِ. قال زائدة: وجدنا أرضا بها جَشرٌ من بُقولٍ أي خليط من ضروبه. وجَشَرَ الصُّبحُ: انكشط عنه الظَّلام،

وعن عثمانَ: لا يَغُرَّنَّكم جَشركُم عن صلاتِكم.

وقال زائدة: أرضٌ جَشِرةٌ أي صفّاء . والجاشِرُ: الغليظ. ومالٌ جَشرٌ أي يأوي إلى أهله. قال أبو الدُّقَيش: أصبح بنو فُلانٍ جَشراً أي يأوُونَ إلى مكانهم في الإبلِ. والجَشيرُ: الجُوالقُ الضخم. والجاشِريَّةُ: امرأةٌ منسُوبةٌ.

شرج: الشَّرَجُ: عُرى المُصحف، والعَيبةِ والخِباء ونحوهِ مِمّا يُشرَجُ بعضهُ ببعض. وشَرَّجَتِ اللبن تَشريجاً أي نضدت بعضه ببعض. والشَّريجةُ: جَديلة من قصب للحمام. والشِّريجان: لونانِ مختلفان من كل شيءٍ، قال في وصف القطا:

شَرائجَ بين كُدريٍّ وجُونِ

والعُودُ الواحد يشقُّ منه القوسان يُدعى الشَّريج. والشَّريجُ: العقب، يقال: أعطني شريجةً منه. والشَّرجُ شَرَجُ الوادي إذا بَلَغَ مُنفسحه، ورُبما اجتمعت أشراجُ أوديةٍ في موضعٍ واحدٍ، قال العجّاج:

بحيثُ كان الواديان شَرَجَا

أي بحيث يلتقيان ويَتفَرَّقان. قال زائدة: شَرَجُ الوادي مُنعرجة ومُلتقاه. والأشرَجُ الذي له خٌصيَةٌ واحدةٌ، ويقال: هو الذي خُصيتُه في صَفَنِها فلحقت. وقال زائدةُ: تَشَرَّجَ اللَّبن خالطه دمٌ يخرج من أثر صِرار النّاقة. وشَرَّجتُه أنا إذا خلطتُه بدُهنٍ أو بشيءٍ من دسمٍ. وشَرَجتُ الثَّوب وشَمرَجتهُ إذا خِطتُه خِياطَةَ سُوءٍ. والشَّريجةُ من أدواتِ النِّساء: ما تعدُّه للنَّدف. وانشَرَج القوسُ والقناةُ: أصابها انكسار غير بات. جرش: الجرش: حَكُّ شيءٍ خَشنٍ بشيءٍ مثله كما تجرُشَ الأفعى أثناءها إذا احتكَّت أطواؤها فتسمع لها صوتاً وجَرّشاً. والملح: الجريش كأنه حَكُّ بعضه بعضاً حتى تفتَّت. والجَرشُ: الأكل. وجرش: موضع باليمن. ومُجرَئِشٌّ الجَبَيين بوزن مُجرَعِشّ حيث انتفخ أوساطها من ظاهرٍ وباطنٍ. قال: ومن العُنوق: حمراءُ جُرَشيَّةٌ. ومعنى جَرشٌ من الليل أي ساعة. ومن العِنب جُرَشيٌّ منسوبٌ إلى جُرَش وهو جيدٌ بالِغٌ. والجَريشُ يُتخذ من لُبابِ القمحِ. والجِرِشَّى بوزن فعلى: النفس، قال الشاعر:

بكى جزعاً من أن يموت وأجهشت ... إليه الجِرِشَّي وارمَعلَّ حَنينها
(ش ج ر)

الشَّجَر، والشِّجَر من النَّبَات: مَا قَامَ على سَاق.

وَقيل: الشَّجَر: كل مَا سما بِنَفسِهِ دق أَو جلّ، قاوم الشتَاء أَو عجز عَنهُ.

والواحدة من كل ذَلِك: شَجَرة، وشِجَرة.

وَقَالُوا: شِيَرة فابدلوا، فإمَّا أَن يكون على لُغَة من قَالَ: شَجَرة، وإمَّا أَن تكون الكسرة لمجاورتها الْيَاء، قَالَ:

تحسبه بَين الإكام شِيّره

وَقَالُوا فِي تصغيرها: شِيَيْرَة وشُيَيرة، قَالَ: وَقَالَ مرّة: قلبت الْجِيم فِي شِيَرة كَمَا يقلبون الْيَاء جيما فِي نَحْو قَوْلهم: أَنا تميمج، أَي تميمي، وكما رُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود: " على كل غَنِجٍّ ... " يُرِيد غنى. هَكَذَا حَكَاهُ أَبُو حنيفَة بتحريك الْجِيم وَالَّذِي حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ: أَن نَاسا من بني سعد يبدلون الْجِيم مَكَان الْيَاء فِي الْوَقْف خَاصَّة، وَذَلِكَ لِأَن الْيَاء خُفْيَة فأبدلوا من موضعهَا أبين الْحُرُوف، وَذَلِكَ قَوْلهم: تميمج فِي تميمي، فَإِذا اوصلوا لم يبدلوا، فَأَما مَا انشده سِيبَوَيْهٍ من قَوْله:

خَالِي عُوَيف وَأَبُو علجِّ

الْمُطْعِمَانِ اللَّحْم بالعشِجِّ

وبالغداة فِلَق البَرْنِجِّ

فَإِنَّهُ اضْطر إِلَى القافية فابدل الْجِيم من الْيَاء فِي الْوَصْل كَمَا يبدلها مِنْهَا فِي الْوَقْف.

قَالَ ابْن جني: أما قَوْلهم فِي شَجَرَة شِيَرة فَيَنْبَغِي أَن تكون الْيَاء فِيهَا أصلا، وَلَا تكون مبدلة من الْجِيم لأمرين: أَحدهمَا: ثبات الْيَاء فِي تصغيرها فِي وَلَهُم: شُييرة وَلَو كَانَت بَدَلا من الْجِيم لكانوا خلقاء إِذا حقروا الِاسْم أَن يردوها إِلَى الْجِيم ليدلوا على الأَصْل.

وَالْآخر: أَن شين شَجرة مَفْتُوحَة، وشين شِيَرة مَكْسُورَة، وَالْبدل لَا تغير فِيهِ الحركات، إِنَّمَا يُوقع حرف موقع حرف، وَلَا يُقَال للنخلة شَجَرة. هَذَا قَول أبي حنيفَة فِي كِتَابه الموسوم بالنبات.

وَأَرْض شجِرة، وشَجِيرة، وشَجْراء: كَثِيرَة الشَّجَر.

والشَّجراء: الشَّجر.

وَقيل: اسْم لجَماعَة الشّجر.

والمَشْجَر: منبت الشَّجَر.

وَأَرْض مَشْجَرة: كَثِيرَة الشَّجر، هَذِه عَن أبي حنيفَة. وَهَذَا الْمَكَان أشجر من هَذَا: أَي اكثر شَجرا، وَلَا اعرف لَهُ فعلا.

ووادٍ أشجر وشَجِير، ومُشْجِر: كثير الشّجر.

وشاجَرَ المَال: رعى الشجَرَ، قَالَ:

تعرف فِي أوجهها البشائر ... آسانَ كلّ آفِق مشاجر

وكل مَا سمك وَرفع: فقد شُجِر.

وشَجَر الشجرةَ والنبات شَجْرا: رفع مَا تدلَّى من أَغْصَانهَا.

والمُشَجَّر من التصاوير: مَا كَانَ على صَنْعَة الشّجر.

والشَّجرةُ الَّتِي بُويِعَ تحتهَا النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قيل: كَانَت سَمُرَة.

واشتجر الْقَوْم: تخالفوا.

ورماح شواجِر، ومُشْتجِرة، ومتشاجِرة: مُخْتَلفَة متداخلة.

وشَجَر بَينهم الْأَمر يشجُر شَجْرا: تنازعوا فِيهِ، وَفِي التَّنْزِيل: (حتَّى يحكِّموك فِيمَا شَجَر بَينهم) .

وتشاجروا فِيهِ.

وكلُّ مَا تدَاخل: فقد تشّاجر، واشتجر.

وشَجَره شَجْرا: ربطه.

وشَجَره عَن الْأَمر يَشْجره شَجْرا: صرفه.

والشَّجْر: مخرج الْفَم.

وَقيل: هُوَ مؤخره.

وَقيل: هُوَ الصامغ.

وَقيل: هُوَ مَا انْفَتح من منطبق الْفَم.

وَقيل: هُوَ ملتقى اللهمزتين.

وَقيل: هُوَ مَا بَين اللحيين.

وشَجْرُ الْفرس: مَا بَين أعالي لحييْهِ من معظمهما.

وَالْجمع: أَشجَار، وشُجُور. واشتجر الرجل: وضع يَده تَحت شَجْره، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

نَام الخَلِيُّ وبتُّ الليلَ مُشْتجِرا ... كأنَ عينيَ فِيهَا الصَّابُ مذبوحُ

مَذْبُوح: مشقوق.

والشَّجْر من الرّحل: مَا بَين الكَرَّين، وَهُوَ الَّذِي يلتهم ظهر الْبَعِير.

والمِشْجَر: أَعْوَاد ترْبط كالمشجب، يوضع عَلَيْهَا الْمَتَاع.

والمِشْجَر، والمَشْجَر، والشِّجَار، والشَّجَار: عود الهودج.

وَقيل: هُوَ مركب اصغر من الهودج مَكْشُوف الرَّأْس.

والشِّجَار: الْخَشَبَة الَّتِي يضبب بهَا السرير من تَحت، يُقَال لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ: المترس.

والشَّجِير: الْغَرِيب والصاحب، وَالْجمع: شُجَراء.

والشَّجِير: قدح يكون مَعَ القداح غَرِيبا من غير شجرتها، قَالَ المنخل:

ألفيتِني هَشّ اليدي ... ن بَمْرى قِدْحى أَو شَجِيرى

والشجير: الرَّدِيء، عَن كرَاع.

والانشجار: التَّقَدُّم والنَّجَاء، قَالَ عويف القوافي:

عمدا تعدَّيناك وانشجرتْ بِنَا ... طوالُ الهَوادي مُطْبَعات من الوِقْر

والاشتجار: أَن تتكيء على مرفقك وَلَا تضع جَنْبك على الْفراش.

والتَّشجير فِي النّخل: أَن تُوضَع العذوق على الجريد، وَذَلِكَ إِذا كثر حمل النَّخْلَة وعظمت الكبائس فخيف على الجُمَّارة أَو على العُرْجُون.

والشَّجِير: السَّيْف.
شجر
شجَرَ1 يَشجُر، شُجورًا، فهو شاجر
• شجَر الخلافُ بينهم: نشأ, وقع "شجَر اضطرابٌ سياسيّ بين الدولتين".
• شجَر الأمرُ بينهم: اضطرب وتنازعوا فيه " {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} ". 

شجَرَ2 يشجُر، شجْرًا، فهو شاجِر، والمفعول مَشْجور
• شجَر النباتَ: رفع ما تدلّى من أغصانه.
• شجَره بالرُّمْح: طعنه.
• شجَره عن الشّيء: صرَفه "ما شجَرك عنّا؟ ". 

أشجرَ يُشجِر، إشجارًا، فهو مُشجِر
• أشجرتِ الأرضُ: كثُر شجرُها "أشجَر الوادي". 

اشتجرَ يشتجر، اشتجارًا، فهو مُشتجِر
• اشتجر الشَّيءُ: اشتبك وتداخل بعضُه في بعض "اشتجرتِ السيوفُ في المعركة".
• اشتجر القومُ: تنازعوا وتخالفوا. 

تشاجرَ/ تشاجرَ بـ يتشاجر، تشاجُرًا، فهو مُتشاجِر، والمفعول مُتشاجَر به
• تشاجر الرَّجُلان: اشتجرا، تنازعا واختلفا.
• تشاجرت الأغصانُ: اشتبكت، وتداخل بعضُها في بعض "تشاجَرتِ الرِّماحُ في المعركة".
• تشاجروا بالرِّماح: تطاعنوا وتضاربوا بها. 

شاجرَ يشاجر، مُشاجَرَةً وشِجارًا، فهو مُشاجِر، والمفعول مُشاجَر
• شاجَر جارَه: نازعَه، قاتلَه، عاركه، ضاربَه "شِجارٌ حادّ- مشاجرة يختلط فيها الحابلُ بالنابل". 

شجَّرَ يشجِّر، تشجيرًا، فهو مُشجِّر، والمفعول مُشجَّر (للمتعدِّي)
• شجَّر الزَّرعُ: قوي, وصار شجرًا "شجَّرت شتلةُ البرتقال".
• شجَّر الشَّارعَ: غرس فيه الشّجر.
• شجَّر القُماشَ ونحوَه: رسم فيه صورة الشّجر "شجّر الحائطَ".
• شجَّر النَّسَبَ ونحوَه: فصَّله في بيانٍ على صورة شجرة. 

أشجرُ [مفرد]: ج شُجْر، مؤ شجراءُ، ج مؤ شجراوات وشُجْر: كثيرُ الشّجر "وادٍ أشجرُ". 

شِجَار [مفرد]: ج شُجُر (لغير المصدر):
1 - مصدر شاجرَ ° شِجار تلاحُميّ: حالة تتَّصف بالخشونة.
2 - هَوْدج صغير؛ محمل له قبَّة يوضع على ظهر الجمل لتركب فيه النساء. 

شِجارة [مفرد]: زراعة الأشجار والعناية بها. 

شَجْر [مفرد]: ج أشجار (لغير المصدر) وشجور (لغير المصدر):
1 - مصدر شجَرَ2.
2 - (شر) ما بين الحنكين، وهو مخرجُ الفَمِ، وما انفتح من منطبق الفَمِ وملتقى اللّهْزِمَتَيْن. 

شَجَر [جمع]: جج أشجار، مف شجرَة: (نت) نباتٌ يقوم على جذعٍ صُلب وله ساق وقمَّة متميّزة "شجَر التفَّاح- أشجار الزِّينة- شجرةُ ظلّ: الهدف منها التظليل- {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} - {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} " ° الشَّجرة الملعونة في القرآن: شجرةُ الزّقّوم- شجَرة الحياة/ شجَرة المعصية: التي نهى الله تعالى سيدنا آدمَ عليه السَّلام عن الأكل منها في الجنّة- شجرةُ النّسب/ شجرة العائلة: بيان
 على صورة شجرة يُفصِّل تسلسُلَ النّسب من الجدّ الأعلى إلى الفروع الدّنيا- مقطوع من شجَرة: لا أهل له، وحيد- مِنْ شجَرة طيِّبة/ مِنْ شجَرة مُباركة: من أصلٍ كريم. 

شَجْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَجْر.
• حرف شجْريّ: (لغ) حرف من الحروف الــشجْريّــة، وهي: الجيم، والشين، والضّاد والياء؛ لخروجها من شجْر الفَمِ. 

شَجَريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَجَر: ما له شكلُ الشّجرة أو حَجْمُها أو بعضُ صفاتِها "رسم شجَريّ: متفرّع على هيئة أغصان الشّجَرة".
• النِّطاق الــشَّجَريّ: (جو) مساحة لا ينمو الشَّجَر فيها، وتكون فوق الجبال المرتفعة، أو شمال الدَّائرة القطبيّة الشَّماليَّة، وجنوب الدَّائرة القطبيَّة الجنوبيَّة؛ بسبب الانخفاض الشَّديد في درجات الحرارة. 

شُجور [مفرد]: مصدر شجَرَ1. 

شجير [مفرد]: أشجرُ؛ كثيرُ الشّجَر "مررتُ بوادٍ شجير". 

شواجرُ [جمع]: موانعُ، شواغلُ "قد منعتني عن الكتابة إليك الشّواجرُ". 

مُشجَّر [مفرد]:
1 - اسم مفعول من شجَّرَ.
2 - ما كان فيه صورة الشّجَر "ثوب مُشجّر" ° الكتابة المشجّرة: كتابة أهل الصِّين التي هي مشتبكة كالشّجر- ديباج مُشجَّر: منقوش بهيئة الشّجَر. 

مَشْجَر [مفرد]: ج مَشاجرُ: اسم مكان من شجَرَ2: مَشْتل، مكان تُزرع فيه الأشجار لأغراضٍ علميَّة. 

مَشْجَرة [مفرد]: اسم مكان من شجَرَ2: مكان كثير الشّجر. 

شجر: الشَّجَرَة الواحدة تجمع على الشَّجَر والشَّجَرَات والأَشْجارِ،

والمُجْتَمِعُ الكثيرُ منه في مَنْبِتِه: شَجْرَاءُ. الشَّجَر والشَّجَر

من النبات: ما قام على ساق؛ وقيل: الشَّجَر كل ما سما بنفسه، دَقَّ أَو

جلَّ، قاوَمَ الشِّتاءَ أَو عَجَزَ عنه، والواحدة من كل ذلك شَجَرَة

وشِجَرَة، وقالوا شِيَرَةٌ فأَبدلوا، فإِمَّا أَن يكون على لغة من قال شِجَرَة،

وإِمَّا أَن تكون الكسرة لمجاورتها الياء؛ قال:

تَحْسَبُه بين الأَكامِ شِيَرَهْ

وقالوا في تصغيرها: شِيَيْرَة وشُيَيْرَة. قال وقال مرة: قلبت الجيم ياء

في شِيَيْرَة كما قلبوا الياء جيماً في قولهم أَنا تَمِيمِجٌّ أَي

تميميّ، وكما روي عن ابن مسعود: على كل غَنِجٍّ، يريد غَنِيٍّ؛ هكذا حكاه أَبو

حنيفة، بتحريك الجيم، والذي حكاه سيبويه أَن ناساً من بني سعد يبدلون

الجيم مكان الياء في الوقف خاصة، وذلك لأَن الياء خفيفة فأَبدلوا من موضعها

أَبْين الحروف، وذلك قولهم تَمِيمِجْ في تَمِيميْ، فإِذا وصلوا لم

يبدلوا؛ فأَما ما أَنشده سيبويه من قولهم:

خالي عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ،

المُطْعِمانِ اللحمَ بالعَشِجِّ،

وفي الغَداةِ فِلَقَ البَرْنِجِّ

فإِنه اضطر إِلى القافية فأَبدل الجيم من الياء في الوصل كما يبدلها

منها في الوقف. قال ابن جني: أَما قولهم في شَجَرَة شِيَرَة فينبغي أَن تكون

الياء فيها أَصلاً ولا تكون مبدلة من الجيم لأَمرين: أَحدهما ثبات الياء

في تصغيرها في قولهم شُيَيْرَةُ ولو كانت بدلاً من الجيم لكانوا

خُلَقَاء إِذا حَقَّروا الاسم أَن يردّوها إِلى الجيم ليدلوا على الأَصل، والآخر

أَن شين شَجَرة مفتوحة وشين شِيرَةَ مكسورة، والبدل لا تغير فيه الحركات

إِنما يوقع حرف موضع حرف. ولا يقال للنخلة شجرة؛ قال ابن سيده: هذا قول

أَبي حنيفة في كتابه الموسوم بالنبات. وأَرض شَجِرَة وشَجِيرة وشَجْرَاء:

كثيرة الشَّجَرِ.

والشَّجْراءُ: الشَّجَرُ، وقيل: اسم لجماعة الشَّجَر، وواحد الشَّجْراء

شَجَرَة، ولم يأْت من الجمع على هذا المثال إِلاَّ أَحرف يسيرة: شَجَرَة

وشَجراء، وقَصَبَة وقَصْباء، وطَرَفة وطَرْفاء، وحَلَفَة وحَلْفاء؛ وكان

الأَصمعي يقول في واحد الحلفاء حَلِفة، بكسر اللام، مُخالفة لأَخَواتها.

وقال سيبويه: الشَّجْراء واحد وجمع، وكذلك القَصْباء والطَّرْفاء

والحَلْفاء. وفي حديث ابن الأَكوع: حتى كنت

(* قوله: «حتى كنت» الذي في النهاية

فإِذا كنت). في الشَّجْراء أَي بين الأَشجار المُتَكاثِفَة، قال ابن

الأَثير: هو الشَّجَرة كالقَصْباء للقَصَبة، فهو اسم مفرد يراد به الجمع،

وقيل: هو جمع، والأَول أَوجه.

والمَشْجَرُ: مَنْبِت الشَجر. والمَشْجَرَة: أَرض تُنبِت الشجر الكثير.

والمَشْجَر: موضع الأَشجار وأَرض مَشْجَرَة: كثيرة الشجر؛ عن أَبي حنيفة.

وهذا المكان الأَشْجَرُ من هذا أَي أَكثر شَجَرَاً؛ قال: ولا أَعرف له

فِعْلاً. وهذه الأَرض أَشجر من هذه أَي أَكثر شَجَراً. ووادٍ أَشْجَرُ

وشَجِيرٌ ومُشْجرٌ: كثير الشجر. الجوهري: وادٍ شَجِيرٌ ولا يقال وادٍ

أَشْجَرُ. وفي الحديث: ونأَى بي الشَّجَرُ؛ أَي بَعُدَ بيَ المرعَى في

الشَّجَر. وأَرض عَشِبَة: كثيرة العُشْب، وبَقِيلة وعاشِبَة وبَقِلة وثَمِيرة

إِذا كان ثَمَرَتها

(* قوله: «إِذا كان ثمرتها» كذا بالأَصل ولعل فيها

تحريفاً أَو سقطاً، والأَصل إِذا كثرت ثمرتها أَو كانت ثمرتها كثيرة أَو نحو

ذلك). وأَرض مُبْقِلَة ومُعْشِبَة. التهذيب: الشجر أَصناف، فأَما جِلُّ

الشجر فَعِظامُه لتي تبقى على الشِّتاء، وأَما دُقُّ الشجر فصنفان: أَحدهما

يبقى على الشِّتاء، وتَنْبْتُ في الربيع، ومنه ما يَنْبُت من الحَبَّة

كما تَنْبُتُ البقُول، وفرق ما بين دِقِّ الشجر والبقل أَن الشجر له

أَرُومة تبقى على الشتاء ولا يبقى للبقْل شيء، وأَهل الحجاز يقولون هذه الشجر،

بغير هاء، وهم يقولون هي البُرُّ وهي الشَّعير. وهي التمر، ويقولون في

الذهب لأَن القطعة منه ذهَبَة؛ وبِلُغَتهم نزل قوله تعالى: والذين

يَكِنزُون الذهب والفِضَّة ولا يُنْفقونَها؛ فأَنَّثَ.

ابن السكيت: شاجَرَ المالُ إِذا رَعَى العُشْبَ والبَقْلَ فلم يُبْق

منها شيئاً فصار إِلى الشجر يرعاه؛ قال الراجز يصف إِبلاً:

تَعْرِفُ في أَوْجُهِها البشائِرِ

آسانَ كلِّ آفقٍ مُشاجِرِ

وكل ما سُمِك ورُفِعَ، فقد شُجِرِ. وشَجَرَ الشجَرة والنبات شَجْراً:

رَفَع ما تَدَلَّى من أَغصانها. التهذيب قال: وإِذا نزلتْ أَغصانُ شَجَرٍ

أَو ثوب فرفعته وأَجفيتَه قلت شَجَرْته، فهو مَشْجُور؛ قال العجاج:

رَفَّعَ من جِلالِه المَشْجُور

والمُشَجَّرُ من التَّصَاوير: ما كان على صفة الشجر. وديباج مُشَجَّرٌ:

نَقْشُه على هيئة الشجر. والشجرة التي بويع تحتها سيدُنا رسولُ الله، صلى

الله عليه وسلم، قيل كانت سَمُرَة. وفي الحديث: الصَّخْرةُ والشجَرة من

الجنة، قيل: أَراد بالشجرة الكَرْمَة، وقيل: يحتمل أَن يكون أَراد

بالشجرة شَجَرَة بَيْعَة الرِّضوان لأَن أَصحابها اسْتَوجَبوا الجنة.

واشْتَجَرَ القومُ: تخالفوا: ورماح شواجِرُ ومُشْتَجِرة ومُتَشاجِرَة:

مُخْتلفةٌ مُتَداخلة. وشَجَر بينهم الأَمْرُ يَشْجُرُ شَجْراً

(* قوله:

«وشجر بينهم الأَمر شجراً» في القاموس وشجر بينهم الأَمر شجوراً). تنازعوا

فيه. وشَجَر بين القوم إِذا اختلف الأَمر بينهم. واشْتَجَرَ القوم

وتَشاجَرُوا أَي تنازعوا. والمُشاجَرة: المنازعة. وفي التنزيل العزيز: فلا

ورَبِّك لا يُؤمنون حتى يُحَكِّمُوك فيما شَجَر بينهم؛ قال الزجاج: أَي فيما

وقع من الاختلاف في الخصومات حتى اشْتَجَرُوا وتشاجَرُوا أَي تشابَكُوا

مختلفين. وفي الحديث: إِياكم وما شَجَرَ بين أَصحابي؛ أَي ما وقع بينهم من

الاختلاف. وفي حديث أَبي عمرو النخعي: وذكَرَ فتنة يَشْتَجِرون فيها

اشْتِجارَ أَطْباق الرَّأْس؛ أَراد أَنهم يشتبكون في الفتنة والحرب اشْتباك

أَطْباق الرَّأْس، وهي عظامه التي يدخل بعضُها في بعض؛ وقيل: أَراد

يختلفون كما تَشْتَجِرُ الأَصابع إِذا دخل بعضها في بعض. وكلُّ ما تداخل، فقد

تشاجَرِ واشْتَجَرَ. ويقال: التَقَى فئتان فتشاجَرُوا برماحهم أَي

تشابكوا. واشْتَجَرُوا بِرِماحِهِم وتشاجَرُوا بالرِّماح: تطاعنوا. وشجَرَ:

طَعن بالرُّمح. وشَجَره بالرمح: طعنه. وفي حديث الشُّرَاة: فَشَجَرْناهم

بالرماح: أَي طعنَّاهم بها حتى اشتبكتْ فيهم، وكذلك كل شيء يأْلَفُ بعضُه

بعضاً، فقد اشْتَبك واشْتَجَر. وسمي الشجَرُ شَجَرَاً لدخول بعض أَغصانه في

بعض؛ ومن هذا قيل لِمَراكبِ النِّساء: مَشاجِرُ، لِتشابُك عِيدان

الهَوْدَج بعضِها في بعض. وشَجَرَهُ شَجْراً: رَبَطَه. وشَجَرَه عن الأَمر

يَشْجُرهُ شَجْراً: صرفه. والشَّجْرُ: الصَّرْف. يقال: ما شَجَرَك عنه؟ أَي

ما صَرَفك؛ وقد شَجَرَتْني عنه الشَّواجر. أَبو عبيد: كلُّ شيء اجتمع ثم

فَرَّق بينه شيء فانفرق يقال له: شُجِرَ؛ وقول أَبي وَجْزَة:

طَافَ الخَيالُ بنا وَهْناً، فأَرَّقَنَا،

من آلِ سُعْدَى، فباتَ النومُ مُشْتَجِرَا

معنى اشْتِجار النوم تَجافيه عنه، وكأَنه من الشَّجِير وهو الغَرِيبُ؛

ومنه شَجَرَ الشيءَ عن الشيء إِذا نَحَّاه؛ وقال العجاج:

شَجَرَ الهُدَّابَ عنه فَجفَا

أَي جافاه عنه فَتَجَافى، وإِذا تَجافى قيل: اشْتَجَر وانْشَجَر.

والشَّجْرُ: مَفْرَحُ الفَم، وقيل: مُؤَخَّرُه، وقيل: هو الصَّامِغ،

وقيل: هو ما انفتح من مُنْطَبِقِ الفَم، وقيل: هو مُلْتَقَى

اللِّهْزِمَتَيْن، وقيل: هو ما بين اللَّحْيَيْن. وشَجْرُ الفرس: ما بين أَعالي

لَحْيَيْه من مُعْظَمها، والجمع أَشْجَار وشُجُور.

واشْتَجَر الرجل: وضع يده تحت شَجْرِهِ على حَنَكه؛ قال أَبو ذؤيب:

نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ الليلَ مُشْتَجِراً،

كأَن عَيْنَيَّ فيها الصَّابُ مَذْبُوحُ

مذبوح: مَشْقُوق. أَبو عمرو: الشَّجْرُ ما بين اللَّحْيَيْنِ. غيره: بات

فلان مُشْتَجِراً إِذا اعتمد بشَجْرِهِ على كفه. وفي حديث العباس قال:

كنت آخذاً بِحَكَمَةِ بغلة رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يوم حُنَين

وقد شَجَرْتُها بها أَي ضَربْتُها بلجامها أَكُفُّها حتى فتحتْ فاها؛ وفي

رواية: والعباس يَشْجُرها أَو يَشْتَجِرُها بلجامها؛ قال ابن الأَثير:

الشَّجْر مَفْتَح الفم، وقيل: هو الذَّقَن. وفي حديث سعد

(* قوله: «وفي حديث

سعد» الذي في النهاية حديث أَم سعد). أَنَّ أُمَّه قالت له: لا أَطْعَمُ

طَعاماً ولا أَشرب شراباً أَو تكفُرَ بمجد قال: فكانوا إذا أَرادوا أَن

يطعموها أَو يَسْقُوهَا شَجَرُوا فاها أَي أَدْخَلوا في شَجْرِه عُوداً

ففتحوه. وكل شيء عَمَدته بِعماد، فقد شَجَرْتَه. وفي حديث عائشة، رضي

الله عنها، في إِحدى الروايات: قُبض رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بين

شَجْرِي ونَحْرِي؛ قيل: هو التشبيك، أَي أَنها ضَمَّته إِلى نحرها

مُشبِّكَة أَصابعها. وفي حديث بعض التابعين: تَفَقَّدْ في طهارَتِكَ كذا وكذا

والشِّاكِلَ والشَّجْرَ أَي مُجْتَمَعَ اللَّحْيَيْن تحت العَنْفَقَة.

والشِّجارُ: عود يُجعل في فم الجَدْي لئلا يَرْضَع أُمَّه. والشَّجْرُ

من الرَّحْل: ما بين الكَرَّيْنِ، وهو الذي يَلْتَهِم ظهر البعير.

والمِشْجَرُ، بكسر الميم: المِشْجَب، وفي المحكم: المَشْجَر أَعواد تربط

كالمِشْجَب بوضع عليها المتاع.

وشَجَرْت الشيء: طرحتُه على المِشْجَر، وهو المِشْجَب. والمِشْجَر

والمَشْجَر والشِّجار والشَّجار: عود الهودج، واحدتها مَِشْجَرة وشِجَارة،

وقيل: هو مَرْكَب أَصغر من الهودج مكشوفُ الرأْس. التهذيب: والمِشْجَر مركب

من مراكب النساء؛ ومنه قول لبيد:

وأَرْتَدَ فارسُ الهَيْجا، إِذا ما

تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بالقيام

الليث: الشِّجار خشب الهودج، فإِذا غُشِّيَ غِشَاءَه صار هَوْدَجاً.

الجوهري: والمَشَاجر عيدان الهودج، وقال أَبو عمرو: مراكب دون الهوادج

مكشوفةُ الرأْس، قال: لها الشُّجُرُ أَيضاً، الواحد شِجار

(* قوله: «الواحد

شجار» بفتح أَوله وكسره وكذلك المشجر كما في القاموس). وفي حديث حُنَين:

ودُرَيْدُ بن الصِّمَّة يومئذٍ في شِجار له؛ هو مركب مكشوف دون الهودج،

ويقال له مَِشْجَر أَيضاً. والشِّجارُ: خشب البئر؛ قال الراجز:

لَتَرْوَيَنْ أَو لَتَبِيدَنَّ الشُّجُرْ

والشِّجارُ: سِمَةٌ من سمات الإِبل. والشِّجارُ: الخشبة التي يُضَبَّب

بها السرير من تحت، يقال لها بالفارسية المَتَرْس. التهذيب: والشِّجار

الخشبة التي توضع خَلْف الباب، يقال لها بالفارسية المَتَرْس، وبخط الأَزهري

مَتَّرس، بفتح الميم وتشديد التاء؛ وأَنشد الأَصمعي:

لولا طُفَيْلٌ ضاعتِ الغَرائرُ،

وفاءَ، والمُعْتَقُ شيء بائرُ،

غُلَيِّمٌ رَطْلٌ وشَيْخٌ دامِرُ،

كأَنما عِظامُنا المَشَاجِرُ

والشِّجارُ: الهَوْدَجُ الصغير الذي يكفي واحداً حَسْب. والشَّجيرُ:

الغريبُ من الناس والإِبل. ابن سيده: والشَّجِيرُ الغريبُ والصاحبُ، والجمع

شُجَراء. والشَّجِيرُ: قِدْح يكون مع القِدَاح غريباً من غير شَجَرَتِها؛

قال المتنخل:

وإِذا الرِّياحُ تَكَمَّشَتْ

بِجَوانِبِ البَيْتِ القَصِيرِ،

أَلْفَيْتَني هَشَّ اليَدَيـ

ـنِ بِمَرْي قِدْحي، أَو شَجِيرِي

والقِدْحُ الشَّجِيرُ: هو المستعار الذي يُتَيَمَّنُ بِفَوْزِهِ

والشَّرِيجُ: قِدْحُهُ الذي هو له. يقال: هو شَرِيجُ هذا وشِرْجُهُ أَي مثله.

والشَّجِيرُ: الردِيءُ؛ عن كراع.

والانْشِجارُ والاشْتِجارُ: التقدّم والنَّجاء؛ قال عُوَيْفٌ

الهُذَليُّ:عَمْداً تَعَدَّيْنَاكَ، وانْشَجَرَتْ بِنَا

طِوالُ الهَوادِيُ مُطْبَعَاتٌ مِنَ الوِقْرِ

ويروى: واشْتَجَرَتْ. والاشتجارُ أَن تَتَّكِئَ على مَرْفِقِكَ ولا

تَضَعَ جَنْبَكَ على الفراش.

والتَّشْجيرُ في النخلِ: أَن تُوضَعَ العُذُوقُ على الجريد، وذلك إِذا

كثر حمل النخلة وعَظُمَتِ الكَبائِسُ فَخِيفَ على الجُمَّارَةِ أَو على

العُرْجُونِ. والشَّجِيرُ: السَّيفُ. وشَجَرَ بيته أَي عَمَدَه بِعَمُودٍ.

ويقال: فلان من شَجَرَةٍ مباركة أَي من أَصل مبارك.

ابن الأَعرابي: الشَّجْرَةُ النُّقْطَةُ الصغيرة في ذَقَنِ الغُلامِ.

شجر

1 شَجْرٌ is an inf. n. of شَجَرَ, and signifies The being, or becoming, intricate, complicated, perplexed, confused, or intricately intermixed; as also ↓ اِشْتِجَارٌ. (TA.) You say, شَجَرَ الأَمْرُ بَيْنَهُمْ, (Msb, K,) aor. ـُ inf. n. شَجْرٌ (Msb, TA) and شُجُورٌ, (K, TA,) The affair, or case, was, or became, complicated, intricate, or confused, so as to be a subject of disagreement, or difference, between them; syn. اِضْطَرَبَ; (Msb;) and so شَجَرَ بَيْنَهُمْ [in which الأَمْرُ is understood]; syn. اِخْتَلَفَ: (S:) it was, or became, an occasion of contention, or dispute, or of disagreement, or difference, between them. (K, TA.) فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ, in the Kur 4:65, means Respecting that which hath become complicated, or intricate, or confused, [so as to be a subject of disagreement, or difference,] between them: and hence the word شَجَرٌ, [“ trees,” and “ shrubs,”] because of the intermixing, or confusion, of the branches: (Bd:) or respecting the disagreement, or difference, that has happened between them. (Zj, Mgh.) And it is said in a trad., إِيَّاكُمْ وَمَا شَجَرَ بَيْنَ أَصْحَابِى Avoid ye the disagreement, or difference, that hath occurred among my companions. (TA.) A2: شَجَرَهُ, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. شَجْرٌ, He tied it; namely, a thing. (K.) b2: شَجَرَهُ بِالرُّمْحِ He thrust, or pierced, him with the spear, (S, A, K, TA,) so that it stuck fast in him. (TA.) b3: شَجَرَهُ عَنْهُ, (S, A, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. شَجْرٌ, (S,) He, or it, averted, or diverted, him, from it; (S, A, K;) namely, an affair: (K:) he removed, or put away, (TS, K,) him, (K,) or it, (TS,) from it: (TS, K:) he withheld, or debarred, and repelled, him from it. (K.) You say, مَا شَجَرَكَ عَنْهُ What has averted thee, or diverted thee, from it? (S, A.) b4: شَجَرَ البَيْتَ, (S, K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He propped up the بيت [or tent] with a pole. (S, K, TA. [In some copies of the K, بِعُودٍ is erroneously put for بِعَمُودٍ.]) In like manner شَجَرْتُهُ is said of anything as meaning I propped it up with a pole or the like. (TA.) and شَجَرَ الشَّجَرَةَ, (T, K, TA,) and النَّبَاتَ, (T, TA,) inf. n. as above, (TA,) He raised the hanging branches of the tree, or shrub, (T, K, TA,) and of the plant. (T, TA.) And شَجَرَ الثَّوْبَ He raised the garment, it having gone down. (T, TA.) And شُجِرَ, inf. n. as above, is said of anything as meaning It was raised, upraised, uplifted, or elevated. (TA.) b5: شَجَرَ فَاهُ He opened his mouth (A, K, * TA) with a stick, or a piece of wood, (A, TA,) by inserting this into the part of the mouth called its شَجْر, (TA,) فَأَوْجَرَهُ [and then put, or poured, medicine, or water, &c., into his mouth]. (A, TA.) And شَجَرَ الدَّابَّةَ, (TS, K, TA,) aor. and inf. n. as above; or, accord. to one relation of a trad. in which it occurs, اِشْتَجَرَهَا ↓ بِلِجَامِهَا; (TA;) He made the beast to open its mouth by jerking its bridle to curb it. (TS, K, TA.) b6: And شَجَرَ الشَّىْءَ He threw the thing upon the مِشْجَر [q. v.], (S, K,) i. e. the مِشْجَب. (S.) A3: شَجِرَ, aor. ـَ i. q. كَثُرَ جَمْعُهُ [app. meaning Its aggregate became large in quantity; or it became much in the aggregate]: (TS, K, TA:) but accord. to As, [it seems to signify it became collected together, and then scattered, or dispersed, by something: for he says that] ↓ شَجِرٌ [its reg. part. n.] is applied to anything collected together, and then scattered, or dispersed, by something (TA.) 2 تَشْجِيرُ النَّخْلِ i. q. تَشْخِيرُهُ, (K,) The laying of the racemes of the palm-trees upon the branches, lest they should break: (K in art. شخر:) this is done when the fruit is much in quantity, and the racemes are large, and one fears for the heart of the tree, and for the base, or lower part, of the raceme. (TA in the present art.) 3 شاجر المَالُ The cattle pastured upon شَجَر [i. e. trees, or shrubs], (ISk, S, A, K,) having consumed the herbs and leguminous plants. (ISk, S, A. *) b2: شاجر فُلَانٌ فُلَانًا, (K,) inf. n. مُشَاجَرَةٌ (S,) Such a one contended, disputed, or litigated, with such a one. (S, * K, TA.) 4 اشجرت الأَرْضُ The land produced شَجَر [i. e. trees, or shrubs]. (K.) 6 تَشَاْجَرَ see 8, in three places.7 إِنْشَجَرَ see 8, in two places, and see 7 in art. سجر.8 اشتجر It was, or became, knit, or connected, together, one part with another; as also اِشْتَبَكَ: it was, or became, commingled, one part amid, or within, another; (TA;) and so ↓ تشاجر: (Ham p. 161:) it was, or became, intricate, complicated, perplexed, confused, or intricately intermixed. (TA: see 1, first sentence.) It is said in a trad., relating to conflict and faction فِتْنَة), يَشْتَجِرُونَ فِيهَا اشْتِجَارَ أَطْبَاقِ الرَّأْسِ) They become knit together therein, like the knitting together of the bones of the head that interjoin, one with another, one entering into another: or the meaning is, they disagree, or differ, one with another. (TA.) You say, اشتجروا بِرِمَاحِهِمْ (TA) and بِهَا ↓ تشاجروا (S, A, Msb, TA) They became knit together, or commingled, one with another, [in conflict,] with their spears: (TA:) or they thrust, or pierced, one another with their spears. (S, A, Mgh, Msb, TA.) And اشتجروا (Zj, S, A, Msb, K) and ↓ تشاجروا (Zj, S, A, Mgh, K) They became commingled, or confused, or embroiled, disagreeing, or differing: (Zj, TA:) they contended, or disputed, together; (S, A, Mgh, Msb;) or disagreed, or differed. (S, * A, * Mgh, Msb, * K.) b2: Also He preceded, outwent, or outstripped; (K, * TA;) and so ↓ انشجر. (K.) b3: And, said of sleep, It withdrew, or kept aloof, from one; (K, * TA;) as also ↓ انشجر. (K.) A2: Also (S, K) said of a man, (S,) He put his hand beneath his شَجْر, against the part beneath his chin: (S:) or he put his hand beneath his chin and leaned upon his elbow, (K, TA,) not laying his side upon the bed. (TA.) b2: [And, said of a horse, He was bridled, reined, or curbed: (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees:) or perhaps the verb in this sense is in the passive form:] A3: see 1, last sentence but two.

شَجْرٌ A discordant, or complicated, or confused, affair, or case. (O, K.) A2: Also The part, of a رَحْل [or camel's saddle], that is between the كَرَّانِ, (K, TA, [this word erroneously written in the CK with ز,]) which are the قَادِمَة and the آخِرَة, (TA in art. شخر,) [i. e. the شَرْخَانِ,] the كَرّ being what conjoins the ظَلِفَتَانِ [in the fore part of the saddle and in like manner in the hinder part]: the part between the كَرَّانِ is also called the شَخْر. (TA in the present art. [It is there said that this part is also called the شَرْخ as well as the شَخْر: but this is a mistake.]) b2: And The chin: (As, O, K:) or (TA, in the K “ and,”) the place of opening (مَفْرَج, [as in the K voce شِينٌ,] in the K here erroneously written مَخْرَج, the meaning being مَفْتَح,) of the mouth: (K, * TA:) or the part between the two lower jaws: (AA, S, K:) or the hinder part of the mouth: or the side of the mouth, where the upper and lower lips unite: or what has opened of the part where the mouth closes [when medicine or the like is put into it]; expl. by مَا انْفَتَحَ مِنْ مُنْطَبَقِ الفَمِ: or the place of meeting of the لِهْزِمَتَانِ [q. v., a word variously explained]: (K:) or the part where the two sides of the lower jaw unite, beneath the hair that grows between the lower lip and the chin: and, in a horse, the part between the upper, main, portions of the two sides of the lower jaw: (TA:) pl. [of pauc.] أَشْجَارٌ and [of mult.] شُجُورٌ and شِجَارٌ. (K.) شَجَرٌ (S, A, Mgh, Msb, K, &c.) and ↓ شِجَرٌ and شِيَرٌ, (K,) in which last the ج is changed into ى, like as the ى is changed into ج, as in غَنِجٌّ, originally غَنِىٌّ, or, accord. to IJ, the ى in شِيَرٌ is not changed from ج because it remains ى in the dim., in which, where it so changed, it should be changed back into ج, whereas the dim. of شِيَرَةٌ is said to be شُيَيْرَةٌ and شِيَيْرَةٌ, and because it has kesr instead of fet-h to the ش, [whence it appears that IJ knew not شِجَرٌ,] (TA,) [as coll. gen. ns., Trees; and shrubs, or bushes; which latter are also called, for distinction, دِقُّ الشَّجَرِ; and sometimes applied to plants in general; and, as a gen. n., sometimes meaning the tree, &c.;] the kind of plant that has a trunk, or stem: (S, A, K:) or the kind that has a hard trunk, or stem, (Mgh, Msb,) like the نَخْل &c.: (Msb:) or such as produces seed, and does not come to an end in its year: (Mgh:) or such as rises, or rises high, of itself, whether slender or large, and whether it withstand the winter or lack strength to do so: (K:) called شَجَرٌ from شَجَرَ, because of the intermixing, or confusion, of the branches: (Bd in iv. 68, and TA: *) n. un. with ة, (Msb, K,) i. e. شَجَرَةٌ (S, Mgh, Msb, TA) and ↓ شِجَرَةٌ and شِيَرَةٌ: (TA:) the pl. [of شَجَرٌ] is أَشْجَارٌ (S, Msb) and [of شَجَرَةٌ] شَجَرَاتٌ (Msb, TA) and [of شِيَرَةٌ] شِيَرَاتٌ: (TA:) ↓ شَجْرَآءُ also signifies the same as شَجَرٌ: (K:) or it is a pl. [or rather a quasi-pl. n.] of شَجَرَةٌ; a pl. [or quasi-pl. n.] of which there are few other instances; قَصْبَآءُ of قَصَبَةٌ, and طَرْفَآءُ of طَرَفَةٌ, and حَلْفَآءُ of حَلَفَةٌ; or, accord. to As, the sing. [or n. un.] of حلفآءُ is حَلِفَةٌ: and accord. to Sb, شَجْرَآءُ is sing. and pl., and so are قَصْبَآءُ and طَرْفَآءُ and حَلْفَآءُ: (S:) or شَجْرَآءُ signifies tangled, or luxuriant, or abundant and dense, شَجَر: (A:) or a collection of شَجَر. (TA.) b2: شَجَرَةُ البَقِّ &c.: see in arts. بق &c. b3: In the saying in a trad., that the شَجَرَة and the صَخْرَة are of, or from, Paradise, by the former is said to be meant The grape-vine: or the tree beneath which allegiance was sworn to the Prophet; and which, it is said, was a شَمُرَة [or gum-acacia-tree]: (TA:) and by the latter, the صخرة [or rock] of Jerusalem. (TA in art. صخر, q. v.) b4: By الشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ, mentioned in the Kur in xiv. 29, is said to be meant The palm-tree: or a certain tree in Paradise: and by الشَّجَرَةُ الخَبِيثَةُ, in the next verse but one, the colocynth, and the كَشُوث: [see art. خبث:] or each may have a more general application. (Bd in xiv. 31.) And الشَّجَرَةُ المَلْعُونَةُ, mentioned in the Kur xvii. 62, means The tree called الزَّقُّوم: and some explain it as meaning the Devil: and Aboo-Jahl: and El-Hakam Ibn-Abi-l-'As. (Bd.) b5: شَجَرَةٌ also signifies (tropical:) The stock, or origin, of a man: (O, TA:) [hence,] one says, هُوَ مِنْ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ (tropical:) [He is of a good stock or origin]; and مِنْ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ (tropical:) [of the prophetic stock, meaning of the stock of the Prophet]. (A.) [And (assumed tropical:) A genealogical tree; a pedigree.] b6: Also, (CK,) or ↓ شَجْرَةٌ, (O, and K accord. to the TA, [but probably thus in the TA only because found to be so in the O,]) (assumed tropical:) A small speck, or speckle, on the chin of a boy: (O, K:) on the authority of IAar. (TA.) b7: And one says, مَا أَحْسَنَ شَجَرَةَ ضَرْعِهَا, (so in my copy of the A, and accord. to the CK,) or ضرعها ↓ شَجْرَةَ, (O, and so accord. to the text of the K as given in the TA, [but Z has, in the A, distinguished the phrase as tropical, and hence it seems that he held the former reading to be the right,]) (tropical:) How goodly are the shape, (A,) or the size, (O, K,) and the appearance, of her udder! (A, O, K:) or the veins and skin and flesh thereof! referring to a she-camel. (O, K.) شَجِرٌ: see 1, last sentence: A2: and its fem., with ة, see voce شَجِيرٌ.

شِجَرٌ; and its n. un., with ة: see شَجَرٌ.

شَجْرَةٌ: see شَجَرٌ, last two sentences.

شَجْرَآءُ, as a quasi-pl. n.: see شَجَرٌ.

A2: Also fem. of أَشْجَرُ as syn. with شَجِيرٌ.

الحُرُوفُ الــشَّجْرِيَّــةُ [The letters of which the شَجْر is the place of utterance; (in the CK, الــشَّجَرِيَّــةُ;)] the letters ج and ش and ض. (K.) شَجَارٌ: see مِشْجَرٌ, in two places.

شِجَارٌ: see مِشْجَرٌ, in four places. b2: Also The wood of a well, (S, K, KL,) by means of which the bucket is drawn out therefrom: (KL:) pl. شُجُرٌ: (S:) this pl. occurs in a verse, accord. to J; but the right reading in that instance is سُجُل, as is shown by the rhyme of the poem. (Sgh, TA.) b3: Also [A wooden bar of a door;] a piece of wood which is put behind a door; called in Pers\. مَتَرْس, (S, K, TA,) written by Az مَتَّرْس. (TA.) b4: And A piece of wood with which a couch-frame (سَرِير) is repaired, by its being affixed as a ضَبَّة [q. v.], (S, K,) beneath it. (S.) b5: And A piece of wood which is put in the mouth of a kid, to prevent its sucking. (TS, K.) b6: And A certain brand, or mark made with a hot iron, upon camels. (S, K.) وَادٍ شَجِيرٌ, and ↓ أَشْجَرُ, (K,) or the former, (S, A,) but not the latter, (S,) and ↓ مُشْجِرٌ; (K;) and أَرْضٌ شَجِيرَةٌ, (S, TA,) and ↓ شَجِرَةٌ, (A, K,) and ↓ شَجْرَآءُ, (S, Msb, K,) and ↓ مَشْجَرَةٌ; (AHn, S, * K;) A valley, and a land, abounding with شَجَر or أَشْجَار [i. e. trees, or shrubs]. (S, A, Msb, K.) b2: شَجِيرٌ also signifies Strange, or a stranger; applied to a man, (S, A, K,) and to a camel. (S, K.) b3: And An arrow that is used in the game called المَيْسِر, thrown among arrows not from its kind of tree: (S, K:) or one that is borrowed, and from the winning of which [on former occasions] one augurs good. (TA.) b4: Also Bad, corrupt, or disapproved. (Kr, K.) b5: And A companion: (M, K:) or a friend: (A:) pl. شُجَرَآءُ. (M, TA.) b6: And A sword. (K.) شَجَارَةٌ: see مِشْجَرٌ.

شَوَاجِرُ [pl. of شَاجِرَةٌ fem. of شَاجِرٌ]: see مُشْتَجِرٌ. b2: Also Withholding, or debarring, and diverting, things. (TA.) You say, شَجَرَتْنِى عَنْهُ شَوَاجِرُ [Withholding, or debarring, or diverting, things withheld, or debarred, or diverted, me from it]. (S.) أَشْجَرُ; and its fem., شَجْرَآءُ: see شَجِيرٌ. b2: Also (K) Containing more شَجَر [i. e. trees, or shrubs]: (S, K:) so in the saying, هٰذِهِ الأَرْضُ أَشْجَرُ مِنْ هٰذِهِ [This land is one containing more trees than this]. (S, K. *) It has no known verb. (TA.) مَشْجَرٌ (S, K, TA) [and] ↓ مَشْجَرَةٌ (Mgh, Msb) A place (S, Mgh, Msb, K) of growth (Mgh, K) of شَجَر or أَشْجَار [i. e. trees, or shrubs]: (S, Mgh, Msb, K:) or, as some say, the former signifies many شَجَر. (TA.) b2: The former also signifies A place of مُشَاجَرَة [i. e. contending, disputing, or litigating]: pl. مَشَاجِرُ: and, some say, it is an inf. n. (Har p. 473.) b3: See also مِشْجَرٌ, in two places.

مُشْجِرٌ: see شَجِيرٌ. b2: You say also أَرْضٌ مُشْجِرَةٌ meaning A land giving growth to شَجَر [i. e. trees, or shrubs]. (TA. [See also مَشْجَرٌ.]) مِشْجَرٌ i. q. مِشْجَبٌ [i. e. A thing composed of pieces of wood, or sticks, the heads of which are bound together, and the feet parted asunder, upon which clothes &c. are put]: (S:) or pieces of wood, or sticks, tied together, like the مِشْجَب, upon which articles of furniture, or utensils, are put: (M, Msb:) pl. مَشَاجِرُ. (M, TA.) b2: and hence, (M,) The wood, (K,) or pieces of wood, (M,) of the [kind of camel-vehicle for women called] هَوْدَج; (M, K;) as also ↓ مَشْجَرٌ and ↓ شِجَارٌ and ↓ شَجَارٌ: (L, K:) n. un. مَشْجَرَةٌ and ↓ شَجَارَةٌ: (TA:) or a vehicle used by women, smaller than the هَوْدَج, having the head uncovered; (AA, K, * TA;) as also ↓ مَشْجَرٌ and ↓ شِجَارٌ and ↓ شَجَارٌ: (K:) accord. to Lth, ↓ شِجَارٌ signifies the wood [or frame-work] of the هودج, which when covered becomes a هودج: (TA:) As says that مَشَاجِرُ signifies the pieces of wood of a هودج: AA, that it signifies vehicles smaller than هَوَادِج, having the heads uncovered; also called سُجُرٌ, of which the sing. is ↓ شِجَارٌ. (S.) مَشْجَرَةٌ: see شَجِيرٌ: b2: and see also مَشْجَرٌ.

مُشَجَّرٌ Figured work (TA) having the form of شَجَر [i. e. trees, or shrubs]: (K, * TA:) and silk brocade (دِيبَاج) figured with the forms of شَجَر. (S, K.) مُشْتَجَرُ الرِّمَاحِ [The place of the commingling of spears; or of the thrusting, or piercing, therewith]. (Ham p. 161.) مُشْتَجِرٌ and ↓ مُتَشَاجِرٌ Commingled [and confused]: you say رِمَاحٌ مُشْتَجِٰرَةٌ and ↓ مُتَشَاجِرَةٌ and ↓ شَوَاجِرُ Spears commingled and confused. (TA.) مُتَشَاجِرٌ: see what next precedes, in two places.
شجر
: (الشَّجَرُ) ، محرّكةً، (والشِّجَرُ) ، بِكَسْر فَفتح، فِي لُغَة بني سُلَيْم، قَالَه الدِّينَوَرِيّ، (والشَّجْرَاءُ) ، كجَبَل وعِنَبٍ وصَحْرَاء، (و) كذالك (الشِّيَرُ، باليَاءِ، كعِنَب) ، أَبدلوا الْجِيم يَاء إِمّا أَن تكونَ على لُغَةِ من قَالَ شِجَر، وإِمّا أَن تكونَ الكسرةُ لمجاوَرَتِها الياءَ، قَالَ:
تَحْسَبُه بَيْنَ الأَكامِ شِيَرَهْ
وَقَالُوا فِي تصغيرها: شِيَيْرَة، وهاذا كَمَا يقلبون الياءَ جِيماً فِي قَوْلهم: أَنا تَمِيمِجٌّ، أَي تَمِيمِيٌّ، وكما رُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود: (عَلَى كُلِّ غَنِجَ) يُرِيد غَنِيّ، هاكذا حَكَاهُ أَبو حنيفَة بتحرِيكِ الجِيمِ، وَالَّذِي حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ أَنّ نَاسا من بني سَعْدٍ يُبْدِلُون الجيمَ مكانَ الياءِ فِي الوقْف خاصّةً؛ وذالك لأَن الياءَ خفيفةٌ، فأَبدلوا من موضِعِها أَبْيَنَ الحروفِ، وذالك قَوْلهم فِي تَمِيمِيْ: نَيمِجْ، فإِذا وَصَلوا لم يُبْدِلُوا.
وَقَالَ ابْن جِنِّي: أَما قَوْلهم فِي شَجَرَة: شِيَرَة، فينبغِي أَن تكون الياءُ فِيهَا أَصْلاً، وَلَا تكون مُبدلةً من الْجِيم؛ لأَمْرَيْن:
أَحدهما: ثَبَاتُ الياءِ فِي تصغيرِهَا فِي شُيَيْرة، وَلَو كَانَت بَدَلا من الْجِيم لكانوا خُلَقَاءَ إِذا حَقَّرُوا الاسمَ أَن يَرُدُّوها إِلى الْجِيم؛ ليَدُلّوا على الأَصل.
وَالْآخر: أَنَّ شينَ شَجَرَة مَفْتُوحَة، وشين شِيَرَةٍ مَكْسُورَة، وَالْبدل لَا تُغَيَّرُ فِيهِ الحركات، إِنما يُوقَع حرْفٌ موضعَ حرفٍ.
(مِنَ النَّبَاتِ: مَا قَامَ على سَاقٍ) (أَو) هُوَ كُلّ (مَا سَمَا بِنَفْسِه، دَقَّ أَو جَلَّ، قاوَمَ الشِّتَاءِ أَو عَجَزَ عَنْه) .
و (الواحِدَةُ) من كُلِّ ذالك (بهاءٍ) ، ويُجْمَع أَيضاً على الأَشْجَارِ، والشَّجَراتِ والشِّيَرَاتِ، قَالَ:
إِذا لَمْ يكُنْ فِيكُنَّ ظِلٌّ وَلَا جَنًى
فأَبْعَدَكُنّ اللَّهُ من شِيَرَاتِ (وأَرضٌ شَجِرَةٌ) ، كفَرِحَةٍ، وشَجِيرَةٌ (ومَشْجَرَةٌ) ، وهاذه عَن أَبي حنيفَة، (وشَجْرَاءُ: كَثِيرَتُه) ، أَي الشَّجَرِ.
وَقيل: الشَّجْرَاءُ: اسمٌ لجَماعَة الشَّجَرِ، وَوَاحِد الشَّجْرَاءِ شَجَرَةٌ، وَلم يأْتِ من الْجمع على هاذا المِثَالِ إِلاّ أَحرفٌ يَسيرة: شَجَرَةٌ وشَجْرَاءُ، وقَصَبَةٌ وقَصْبَاءُ، وطَرَفَةٌ وطَرْفَاءُ، وحَلَفَةٌ وحَلْفَاءُ.
وَقَالَ سِيبويهِ: الشَّجْرَاءُ واحدٌ وجمْعٌ، وكذالك القَصْباءُ، والطَّرْفاءُ، والحَلْفَاءُ.
وَفِي حديثِ ابنِ الأَكْوَعِ: (حَتَّى كنتُ فِي الشَّجْرَاءِ) ، أَي بَين الأَشْجَارِ المُتَكاثفة، قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ الشَّجَرَة اسمٌ مفردٌ يُراد بِهِ الْجمع، وَقيل: هُوَ جَمْع. والأَوّل أَوْجَهُ.
(والمَشْجَرُ) ، بِالْفَتْح: (مَنْبِتُه) ، أَي الشَجرِ، وَقيل: الشَّجَرُ الْكثير.
(ووَادٍ أَشْجَرُ وشَجِيرٌ) ، كأَمِيرٍ، (ومُشْجِرٌ) ، كمُحْسِن: (كَثِيرُه) ، أَي الشَّجَرِ. وَفِي الصّحاح: وَادٍ شَجِير، وَلَا يُقَال: وَادٍ أَشْجَرُ.
(و) يُقَال: (هاذا المَكَانُ أَشْجَرُ مِنْه) ، أَي (أَكْثَرُ شَجَراً) ، وكذالك هاذه الأَرْضُ أَشْجَرُ من هاذه، أَي أَكثرُ شَجَراً، وَلَا يُعْرَف لَهُ فِعْلٌ، هاكذا قَالُوهُ.
(وأَشْجَرَتِ الأَرْضُ: أَنْبَتَتْه) ، كأَعْشَبَتْ وأَبْقَلتْ، فَهِيَ مُشْجِرَةٌ ومُعْشِبَةٌ ومُبْقِلَةٌ.
(وإِبْرَاهِيمُ بنُ يَحْيَى) بنِ محمّد بن عَبّادِ بنِ هانِىء (الــشَّجَرِيّ) ، مَدَنِيّ، (شَيْخُ) الإِمام أَبي عبدِ الله (البُخَارِيِّ) ، روَى عَن أَبيه يَحيى، وأَبوه يحيى قَالَ فِيهِ عبدُ الغَنِيّ بنُ سَعِيد: يحيَى بنُ هانىءٍ نِسْبَة إِلى جَدّ أَبيهِ، وَقد رَوَى عَنهُ عبدُ الجَبّارِ بنُ سعيد.
وَقَالَ الحافظُ فِي التبصير: قَالَ ابنُ عَدِيّ: حدّثنا أَحمدُ بن حَمْدُونَ النَّيْسَابُورِيّ، حدَّثَنا عبد اللَّهِ بن شَبِيب، حدّثنا إِبراهِيمُ بنُ محمّد بنِ يَحْيَى الــشَّجَرِيّ، عَن أَبيه. فانْقَلَبَ عَلَيْهِ، وإِنما هُوَ إِبراهِيمُ بنُ يَحْيَى بنِ محمّد، وتَبِعَه حَمْزَةُ فِي تَارِيخ جُرْجانَ، وَهُوَ وَهَمٌ نبَّهَ عَلَيْهِ الأَميرُ.
وَقَالَ الْحَافِظ أَيضاً: إِبراهِيمُ الــشَّجَرِيّ هاذا منسوبٌ إِلى شَجَرَةَ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ رَبِيعَةَ الكِنْدِيّ، قَالَه الرُّشَاطِيّ، وَفِيه نَظَرٌ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْد: بَنو شَجَرَةَ بن مُعاوية يُقَال لَهُم: الشَّجَرَاتُ، وَلَهُم مَسْجِدٌ بالكوفَة.
(و) الشَّرِيف النَّقِيبُ (أَبو السَّعَادَاتِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ) النَّقِيبِ الطَّاهِر (أَبو السَّعَادَاتِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ) النَّقِيبِ الطَّاهِر بالكَرْخ أَبي الحَسَن (عليِّ بنِ) محمّد بنِ حَمْزَة بنِ أَبي القاسِمِ عليّ بن أَبِي عليَ عُبَيْدِ الله بن حَمْزَة الشَّبِيه بن محمّد بن عُبَيْدِ الله بن أَبي الحَسَن عليّ بن عبيدِ الله بنِ عبدِ الله بن الحَسَن بن عليّ بن محمّد بن الحَسَن بن جَعْفَر بن الحَسَن المُثَنَّى (الــشَّجَرِيّ العَلَوِيّ، نَحْوِيُّ العِرَاقِ) ومُحَدِّثُه، اجْتمع بِهِ الزَّمَخْشَرِيّ ببغدادَ، وأَثنَى عَلَيْهِ، وتُوُفِّي بهَا سنة 542 وَدفن بداره بالكَرْخِ، وَله فِي المُستَفَاد فِي تَارِيخ بَغْدَاد تَرْجَمَة مُطَوَّلَة لَيْسَ هاذا محلَّها.
قلْت: وجَدّه أَبو الحَسَن عليّ بن عُبَيْد الله هُوَ الملقّب بباغر تَرْجمهُ السَّمْعَانِيّ فِي الأَنْسَاب، والحافظ فِي التَّبْصِير، وَقد أَشَرْنا إِليه آنِفاً وكذالك ذكرَا حفيدَه أَبا طالبٍ عليَّ بن الحُسَيْن بن عُبَيْدِ الله بن عليّ، نقيب الْكُوفَة.
قلت: وممّا بقيَ عَلَيْهِ أَحمدُ بنُ كامِلِ بنِ خَلَفِ بن شَجَرَة بنِ مَنْظُورٍ الــشَّجَرِيّ البغدادِيّ، مشهورٌ. وبنْته أُمُّ الفَتْح أَمَةُ السّلام، حدَّثتْ وعُمِّرت، وماتَت سنة 680.
وَيحيى بنُ إِبراهِيمَ بنِ عُمَر الــشَّجَرِيّ سمعَ عبدَ الحميدِ بنَ عبدِ الرَّشِيد سبْطَ الْحَافِظ أَبي العَلاءِ العَطَّار.
(وشَاجَرَ المالُ) ، بِرَفْع المَال على أَنّه فاعلٌ، وَقَوله: (رَعَاهُ) ، أَي الشَّجَرَ.
زَاد الزَّمَخْشَرِيّ: وبَعِيرٌ مُشَاجِرٌ.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: شاجَرَ المالُ، إِذا رَعَى العُشْبَ والبَقْلَ، فَلم يُبْقِ مِنْهَا شَيْئاً، فصارَ إِلى الشَّجَر يَرْعَاه، قَالَ الراجِزُ يصف إِبِلاً:
تَعْرِفُ فِي أَوْجُهِها البَشَائِرِ
آسَانَ كلِّ آفِقٍ مُشَاجِرِ
قَالَ الصّاغانِيّ: الرَّجَزُ لِدُكَيْن.
(و) شاجَرَ (فُلانٌ فلَانا) مُشَاجَرَةً: (نَازَعَه) وخاصَمَه.
(والمُشَجَّرُ) من التَّصاوير: (مَا كانَ على صَنْعَةِ الشَّجَرِ) ، هاكذا بالصَّاد وَالنُّون وَالْعين الْمُهْملَة، فِي النُّسَخ، وَفِي بعض الأُصول على صِيغَةِ الشَّجَرِ، بالصَّاد والتحتيّة والغين الْمُعْجَمَة، أَي على هَيْئَتِه.
وَيُقَال: دِيباجٌ مُشَجَّرٌ، إِذا كَانَ نَقْشُه على هَيْئَةِ الشَّجَرِ.
(واشْتَجَرُوا: تَخَالَفُوا، كتَشاجَرُوا) وَبينهمْ مُشاجَرَةٌ.
وَفِي حَدِيث النَّخَعِيّ، وذكرَ فِتْنَةً: (يَشْتَجِرُونَ فِيهَا اشْتِجَارَ أَطْبَاقِ الرَّأْسِ) أَرادَ أَنَّهم يَشْتَبِكُونَ فِي الفِتْنَة والحَرْبِ اشْتِباكَ أَطباقِ الرأْس، وَهِي عِظَامُه الَّتِي يَدخُل بعضُها فِي بعضٍ، وَقيل: أَرادَ يَخْتَلِفُون كَمَا تَشْتَجِرُ الأَصَابِعُ إِذا دَخَلَ بعُها فِي بعض.
وَيُقَال: الْتَقَى فِئَتَان فتَشَاجَرُوا برماحِهِم، أَي تَشَابَكُوا، واشْتَجَرُوا برِماحِهم.
وكلّ شيْءٍ يأْلَفُ بعضُه بَعْضًا فقد اشْتَبَك واشْتَجَرَ، وإِنَّمَا سُمِّيَ الشَّجَرُ شَجَراً؛ لدُخُول بعض أَغصانِه فِي بعض.
(وشَجَرَ بينَهُم الأَمْرُ) يَشْجُر (شُجُوراً) ، بالضّمّ، وشَجْراً، بالفَتْح: (تَنازَعُوا فِيهِ) .
وشَجَرَ بينَ القَوْمِ، إِذا اخْتَلَفَ الأَمْرُ بينَهم، وَفِي التَّنْزِيل: {فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (النِّسَاء: 65) ، قَالَ الزَّجّاجُ: أَي فِيمَا وَقَع من الاخْتِلاف فِي الخُصُوماتِ، حَتَّى اشْتَجَرُوا وتَشَاجَرُوا، أَي تَشَابَكُوا مُخْتَلِفِينَ. وَفِي الحَدِيث: (إِيّاكُمْ وَمَا شَجَرَ بينَ أَصْحَابِي) أَي مَا وَقَعَ بينَهُم من الاخْتِلاف.
(و) شَجَرَ (الشَّيْءَ) يَشْجُره (شَجْراً) بِالْفَتْح: (رَبَطَه) .
(و) شَجَر (الرَّجُلَ عَن الأَمرِ) يَشْجُرُه شَجْراً: (صَرَفَه) ، يُقَال: مَا شَجَرَك عَنهُ، أَي مَا صَرَفك.
(و) فِي التكملة: شَجَرَ الشّيءَ عَن الشَّيْءِ، إِذا (نَحّاهُ) ، قَالَ العَجّاج:
وشَجَرَ الهُدَّابَ عَنْهُ فجَفَا
أَي جَافَاهُ عَنهُ فتَجَافَى، وإِذا تَجَافَى قيل: اشْتَجَرَ، وانْشَجرَ.
(و) شَجَرَ الرَّجلَ عَن الأَمْر يَشْجُرُه شَجْراً، إِذا (مَنَعَه ودَفَعَه) .
(و) شَجَرَ (الفَمَ: فَتَحَه) ، وَقد جاءَ فِي حَدِيثِ سَعْدٍ: (أَنّ أُمّه قالَتْ لَهُ: لَا أَطْعَمُ طَعاماً، وَلَا أَشْرَبُ شَراباً أَو تَكْفُرَ بمحمّد، قَالَ: فكانُوا إِذا أَرادوا أَنْ يُطْعِموها أَوْ يسقُوها شَجَرُوا فَاهَا) ، أَي أَدْخَلُوا فِي شَجْرِه عُوداً ففَتَحُوه.
وَفِي الأَساس: شَجَرُوا فَاه فأَوْجَرُوه، إِذا فتحوه بعُودٍ. فَفِي إِطْلاق المُصَنّف الفتْح نَظَرٌ.
(و) شَجَرَ (الدَّابَّةَ) يَشْجُرُها شَجْراً: (ضَرَبَ لِجَامَهَا: ليَكُفَّهَا حتَّى فَتَحَتْ فاهَا) ، وَمِنْه حديثُ العبّاس بنِ عبدِ المُطَّلِب، رَضِي الله عَنهُ قَالَ: (كُنْتُ آخِذاً بحَكَمَةِ بَغْلَةِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلميوم حُنَيْن، وَقد شَجَرْتُها) كَذَا فِي التَّكْمِلَة. قلت: وَفِي روايةٍ: (والعَبّاسُ يَشْجُرُها أَو يَشْتَجِرُها بلِجامِها) .
(و) شَجَرَ (البَيْتَ) يَشْجُرُه شَجْراً (عَمَدَه بِعُودٍ) ، هاكذا فِي النُّسخ، والصّواب بعَمُودٍ، كَذَا فِي اللِّسَان، وكلُّ شيْءٍ عَمَدْتَه بعِمَادٍ فقد شَجَرْتَه.
(و) شَجَرَ (الشَّجَرَةَ) والنَّبَاتَ شَجْراً: (رَفَعَ مَا تَدَلَّى من أَغْصَانِها) . وَفِي التَّهْذِيب: وإِذا نَزَلَتْ أَغصانُ شَجَرٍ أَو ثَوْب فرفَعْتَه وأَجْفَيْتَه قلْتَ: شَجَرْته، فَهُوَ مَشْجُورٌ.
(و) شَجَرَه (بالرُّمْحِ: طَعَنَه) حَتَّى اشْتَبَكَ فِيهِ.
وتَشَاجَرُوا بالرِّمَاح: تَطاعَنُوا، وَكَذَا اشْتَجَرُوا برماحِهِم.
(و) شَجَرَ (الشَّيْءَ: طَرَحَه على المِشْجَرِ) ، وَهُوَ المِشْجَبُ، وسيأْتِي قَرِيبا فِي المَادّة.
(وشَجِرَ، كفَرِحَ: كَثُرَ جَمْعُه) هاكذا أَورده الصاغانيّ فِي التكملة، وَكَانَ الأَصْمَعيّ يَقُول: كُلُّ شَيْءٍ اجْتَمَعَ ثُمّ فَرَّقَ بينَه شيْءٌ فانْفَرَقَ فَهُوَ شَجَرٌ.
(والشَّجْرُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (الأَمْرُ المُخْتَلِفُ) ، وَقد شَجَرَ الأَمْرُ بَينهم، وَقد تَقَدَّم.
(و) الشَّجْرُ: (مَا بَيْنَ الكَرَّيْنِ مِنَ الرَّحْلِ) ، أَي رَحْلِ البَعيرِ، وَهُوَ الَّذِي يَلْتَهِمُ ظَهْرَه، والكَرُّ مَا ضَمَّ الظَّلِفَتَيْنِ، كَمَا سيأْتِي، وَيُقَال لما بَين الكَرَّيْنِ أَيضاً: الشَّرْخُ والشَّخْرُ، بالخاءِ الْمُعْجَمَة، كَمَا سيأْتي.
(و) الشَّجْرُ: (الذَّقَنُ) ، عزاهُ الصّاغانيّ إِلى الأَصْمَعِيّ.
(و) قيل: الشَّجْرُ: (مَخْرَجُ الفَمِ) ومَفْتَحُه، هاكذا بالخاءِ الْمُعْجَمَة والرّاءِ من خرج، فِي النّسخ، وَالصَّوَاب مَفْرَجُ الفمِ، بالفاءِ.
(أَو) شَجْرُ الفَمِ (مُؤَخَّرُه، أَو) هُوَ (الصّامِغُ، أَو) هُوَ (مَا انْفَتَحَ من مُنْطَبِق الفَمِ، أَو) هُوَ (مُلْتَقَى اللِّهْزِمَتَيْنِ، أَو) هُوَ (مَا بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ) الأَخِيرُ عَن أَبي عَمْرٍ و. وَقيل: هُوَ مُجْتَمَع اللَّحْيَيْنِ تحتَ العَنْفَقَة، وَبِه فُسِّر حديثُ بعضِ التّابِعِين (تَفَقَّدْ فِي طَهَارَتِك كَذَا وَكَذَا، والشَّاكِلَ والشَّجْرَ) وَكَذَا حديثُ عائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا فِي إِحْدَى الرِّواياتِ: (قُبِضَ رسولُ الله بَين شَجْرِي ونَحْرِي) .
وشَجْرُ الفَرَسِ: مَا بَين أَعَالِي لَحْيَيْهِ من مُعْظَمِها.
(ج: أَشْجَارٌ، وشُجُورٌ) ، بالضَّمّ، (وشِجَارٌ) ، بِالْكَسْرِ.
(و) الضّادُ من (الحُرُوف الــشَّجْرِيَّــة) ويَجْمَعُها قَوْلك (شضج) ، الشين وَالضَّاد وَالْجِيم.
(واشْتَجَرَ) الرّجلُ: (وضَعَ يَدَهُ تحتَ ذَقَنِه، وأَتَّكَأَ على المِرْفَقِ) وَلم يَضَعْ جَنْبَه على الفَرْش، وَقيل: وَضعَ يَدَه على حَنَكِه، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ اللَّيْلَ مُشْتَجِراً
كَأَنَّ عَيْنِيَ فِيهَا الصّابُ مَذْبُوحُ
وَقيل: باتَ مُشْتَجِراً، إِذا اعْتَمَدَ بشَجْرِه على كَفِّه.
(والمِشْجَرُ، كمِنْبَرٍ، و) الشِّجَارُ، مثل: (كِتَابٍ، ويُفْتَحان) وَقد أَنكر شيخُنَا الفتحَ فِي الأَوّل، وادَّعَى أَنّه غيرُ مَعْرُوف وَلَا سَلف لَهُ فِي ذالك، مَعَ أَنه مُصَرَّحٌ بِهِ فِي اللِّسَان، بل وَغَيره من الأُمَّهَاتِ: (عُودُ الهَوْدَجِ) ، الواحدةُ مَشْجَرَةٌ وشِجَارَةٌ.
وَفِي الْمُحكم: المَشْجَرُ: أَعوادٌ تُرْبَط كالمِشْجَب يوضع عَلَيْهَا المَتَاع، والجمعُ المَشَاجِرُ، سُمِّيَتْ لتَشابُكِ عِيدَانِ الهَوْدَجِ بعضِها فِي بعض.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الشِّجَارُ: خَشَبُ الهَوْدَجِ، فإِذا غُشِّي غِشَاءَه صَار هَوْدَجاً. (أَو مَرْكَبٌ) من مَرَاكِب النِّسَاءِ (أَصْغَرُ مِنْهُ مَكْشُوف) الرَّأْسِ، قَالَه أَبو عَمرو، وَمِنْه قولُ لَبِيدٍ:
وأَرْبَدُ فارِسُ الهَيْجا إِذَا مَا
تَقَعَّرَتِ المَشَاجِرُ بالفِئامِ
وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: ويَكْفِي واحِداً حَسْبُ، وَبِه فُسِّر حديثُ حُنَيْن: (ودُرَيْد بن الصِّمَّة يَوْمَئِذٍ فِي شِجَارٍ لَهُ) .
(و) الشِّجَارُ (ككِتَابٍ: خَشَبَةٌ يُضَبَّبُ بهَا السَّرِيرُ) من تَحْت، (وَهُوَ بالفارسيّة مترس) ، هاكذا بِفَتْح الْمِيم والمثناة وَسُكُون الراءِ، وبخطّ الأَزْهَرِيّ بِفَتْح الْمِيم وتَشديد المُثَنّاة وَقَالَ: هِيَ الخَشَبَة الَّتِي تُوضَع خلْفَ الْبَاب.
(و) الشِّجَارُ: (خَشَبُ البِئرِ) قَالَ الرّاجِزُ:
لتَرْوَيَنْ أَو لَتَبِيدَنَّ الشُّجُرْ
جمع شِجَار، ككِتَاب وكُتُب، هاكذا أَنشده الجوهريّ فِي الصِّحَاح.
قَالَ الصاغانيّ: والروايةُ: (السُّجُل) بِالسِّين الْمُهْملَة واللاّم، وَالرجز لاَمِيٌّ، وبعدَه:
أَو لأَرُوحَنْ أُصُلاً لَا أَشْتَمِلْ
والرجزُ لأَبِي محمّد الفَقْعَسِيّ.
(و) الشِّجَارُ: (سِمَةٌ للإِبِلِ) .
(و) الشِّجَارُ: (عُودٌ يُجْعَلُ فِي فَمِ الجَدْيِ؛ لِئَلاّ يرْضَعَ) أُمّه، كَذَا فِي التَّكْمِلَة.
(و) شَجَار، كسَحَابٍ: (ع) بَين الأَهْوَازِ ومَرْجِ القَلْعَة، وَهُوَ الَّذِي كَانَ النُّعْمَانُ بنُ مُقَرِّنٍ أَمَرَ مُجَاشِعَ بنَ مَسْعُودٍ أَن يُقِيمَ بِهِ فِي غَزْوَة نَهَاوَنْدَ وَيُقَال لَهُ شَجَرٌ أَيضاً. (وعُلاثَةُ بنُ شَجّارٍ، ككَتّانٍ: صَحابِيّ) من بني سَلِيطٍ، أَخرجه ابنُ عبدِ البَرِّ وابنُ مَنْدَه، رَوَى عَنهُ الحَسَن، وروَى عَنهُ خارِجَةُ بنُ الصَّلْتِ، وَهُوَ عَمُّ خارِجَة، (ووَهِمَ الذَّهَبِيُّ فِي تَخْفِيفِه) وتَبِعَه الحافظُ فِي التَّبْصِير فذَكَره بِالتَّخْفِيفِ، وضُبط فِي التكملة: شِجَار، ككِتَابٍ، هاكذا، وَعَلِيهِ علامةُ الصِّحَّة.
(وأَبو شَجَّارٍ) ، ككَتّانٍ: (عَبْدُ الحَكَمِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بن شَجَّار) الرَّقِّيّ: (مُحَدِّثٌ) ، عَن أَبي الْمليح الرَّقِّيّ، وَغَيره.
(والشَّجِيرُ، كأَمِيرٍ: السَّيْفُ) .
(و) الشَّجِيرُ والشَّطِيرُ: (الغَرِيبُ مِنّا) . وَمن سجعات الأَساس: مَا رَأَيْتُ شَجِيرَيْنِ إِلاَّ شَجِيرَيْن. الشَّجِيرُ الأَوّلُ بمعنَى الغَرِيب، والثّاني بِمَعْنى الصَّدِيق، وسيأْتي.
(و) الشَّجِيرُ (من الإِبِلِ) : الغَرِيبُ.
(و) الشَّجِيرُ: (القِدْحُ) يكونُ (بينَ قِدَاحٍ) غَرِيباً (لَيْسَ من شَجَرِهَا) ، وَيُقَال: هُوَ المُسْتَعَار الَّذِي يُتَيَمَّنُ بفَوزه، والشَّرِيجُ: قِدْحُه الَّذِي هُوَ لَهُ، قَالَ المُنخَّل:
وإِذا الرِّياحُ تَكَمَّشَتْ
بجَوَانِبِ البَيْتِ القَصِيرِ
أَلْفَيْتنِي هَشَّ اليَدَيْ
نِ بَمَرْيِ قِدْحِي أَو شَجِيرِي
(و) فِي المُحْكَم: الشَّجِيرُ: (الصّاحِبُ) ، وَجمعه شُجَرَاءُ.
وَقَالَ كُرَاع: الشَّجِيرُ هُوَ (الرَّدِيءُ) .
(والاشْتِجَارُ: تَجَافَى النَّوْمِ عَن صاحِبِه) أَنشدَ الصَّاغانيّ لأَبي وَجْزَةَ:
طافَ الخَيالُ بِنَا وَهْناً فأَرَّقَنا
مِنْ آلِ سُعْدَى فَبَاتَ النَّوْمُ مُشْتَجِرَا
(و) الاشْتِجارُ: التَّقَدُّمُ و (النَّجَاءُ) ، قَالَ عُوَيْفٌ الهُذَلِيّ، وَفِي التكملة: عُوَيْجٌ النَّبْهَانِيّ:
فعَمْداً تَعَدَّيْنَاكَ واشْتَجَرَتْ بِنا
طِوَالُ الهَوَادِي مُطْبَعَاتٌ من الوِقْرِ
(كالانْشِجارِ فيهِما) . ويروَى فِي بَيت الهُذَلِيّ: (انْشَجَرَتْ) وهاكذا أَنشده صَاحب اللِّسَان، والأَوّل رِوَايَة الصاغانيّ.
(ودِيباجٌ مُشَجَّرٌ) ، كمُعَظَّمٍ: (مُنَقَّشٌ بهَيْئَةِ الشَّجَرِ) . وَلَا يَخفَى أَنه لَو ذُكِرَ فِي أَوّل المادّة عِنْد ضَبطه المُشَجَّر كَانَ أَوفقَ لما هُوَ مُتَصَدَ فِيهِ، مَعَ أَنّ قولَه آنِفاً: (مَا كانَ على صَنْعَةِ الشَّجَرِ) شامِل للدِّيباجِ وَغَيره، فتأَمَّل.
(والشَّجْرَة) ، بِفَتْح فَسُكُون: (النُّقْطَةُ الصَّغِيرَةُ فِي ذَقَنِ الغُلامِ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) من المَجَاز: يُقَال: (مَا أَحْسَنَ شَجْرَةَ ضَرْعِ النَّاقَةِ، أَي قَدْرَهُ وهَيْئَتَه) ، كَذَا فِي التكملة، وَفِي الأَساس: شَكْلَه وهَيْئَتَه، زَاد الصّاغانيّ (أَو عُرُوقَه وجِلْدَه ولَحْمَه) .
(وتَشْجِيرُ النَّخْلِ: تَشْخِيرُه) ، بالشين والخاءِ المعجمتين، وَهُوَ أَن تُوضَع العُذُوقُ على الجَرِيدِ، وذالك إِذا كَثُرَ حَمْلُ النَّخْلَةِ، وعَظُمَت الكَبَائِسَ، وخِيفَ على الجُمّارة، أَو على العُرْجُونِ. وسيأْتي.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الشَّجْرُ: الرَّفْعُ، وكل مَا سُمِكَ ورُفِعَ فقد شُحِرَ.
وَفِي الحَدِيث: (الشَّجَرَةُ والصَّخْرَة من الجَنَّةِ) قيل: أَراد بالشَّجَرَةِ: الكَرْمَةَ، وَقيل: هِيَ الَّتِي بُويِعَ تَحْتَها سيِّدُنا رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي شَجَرَةُ بَيعَةِ الرِّضْوَانِ؛ لأَن أَصحابَهَا اسْتَوْجَبُوا الجَنَّة، قيل: كَانَت سَمُرَةً.
والمُتَشَاجِرُ: المُتَدَاخِلُ، كالمُشْتَجِرِ. ورِمَاحٌ شَوَاجِرُ، ومُشْتَجِرَةٌ ومُتَشَاجِرَةٌ: مُتَدَاخِلَةٌ مُخْتَلِفَةٌ.
والشَّجْرُ والاشْتِجَار: التَّشْبِيكُ.
والشَّوَاجِرُ: المَوَانِعُ والشَّواغِلُ.
والشُّجُرُ، بضمَّتَيْنِ: مَرَاكِبُ دون الهَوَادِجِ، عَن أَبي عَمْرٍ و، وَهُوَ جَمْع شِجَار، ككِتَابٍ.
وَيُقَال: فُلانٌ من شَجَرةِ مبارَكَةٍ، أَي من أَصْل مُبَارَك، وَهُوَ مَجاز، وَقَوله تَعَالَى: {كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ} (إِبْرَاهِيم: 24) ، أَصَحُّ الأَقوالِ أَنّها النَّخْلَة.
ويَزيدُ بن شَجَرَةَ الرُّهَاوِيّ، من التَّابِعين.
ومَعْدِنُ الشَّجَرَتَيْنِ بالذُّهْلُول.
وعَمْرُو بن شُجَيْرَةَ العِجْلِيّ، ذكرَه المَرْزَبانيّ.
والشَّريف أَبو الشّجرِ أَبو بَكْرِ بنُ محمّدِ بنِ إِسماعيلَ بنِ أَبي بكْرٍ الحُسَيْنِيّ، من أَشهر شُيوخِ الْيمن، وَله ذُرِّيَّةٌ طَيِّبة بوادِي سُرْدُدٍ.
شجر
الشَّجَرُ من النّبات: ما له ساق، يقال: شَجَرَةٌ وشَجَرٌ، نحو: ثمرة وثمر. قال تعالى: إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ [الفتح/ 18] ، وقال:
أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها [الواقعة/ 72] ، وقال: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ [الرحمن/ 6] ، لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ [الواقعة/ 52] ، إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ [الدخان/ 43] . وواد شَجِيرٌ: كثير الشّجر، وهذا الوادي أَشْجَرُ من ذلك، والشَّجَارُ الْمُشَاجَرَةُ، والتَّشَاجُرُ:
المنازعة. قال تعالى: حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ
[النساء/ 65] . وشَجَرَنِي عنه:
صرفني عنه بالشّجار، وفي الحديث: «فإن اشْتَجَرُوا فالسّلطان وليّ من لا وليّ له» .
والشِّجَارُ: خشب الهودج، والْمِشْجَرُ: ما يلقى عليه الثّوب، وشَجَرَهُ بالرّمح أي: طعنه بالرّمح، وذلك أن يطعنه به فيتركه فيه.
ش ج ر [شجر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ .
قال: فيما أشكل عليهم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهيرا وهو يقول:
متى يشتجر قوم يقل سرواتهم ... هم بيننا فهم رضا وهم عدل 

الشِّثْرُ

الشِّثْرُ:
بكسر أوّله، وسكون ثانيه، وآخره راء:
جبل، عن العمراني، وهو علم مرتجل غير مستعمل في شيء من كلام العرب.
الشِّثْرُ، بالكسر: حَرْفُ الجَبَلِ
ج: شُثُورٌ، وجَبَلٌ.
والشَّثيرُ، كأَميرٍ: قُماشُ العِيدانِ، وشَكِيرُ النَّبْتِ.
وقناةٌ شَثِرَةٌ: مُتَشَظِّيةٌ.
وشَثِرَتْ عَيْنُه، كفَرِحَ: خَثِرَتْ.
الشَّجَرُ والشِّجَرُ والشَّجْراءُ، كجَبَلٍ وعِنَبٍ وصَحْراءَ،
والشِّيَرُ، بالياءِ كعِنَبٍ، من النباتِ: ما قامَ على ساقٍ، أو ما سَما بنَفْسِه دَقَّ أو جَلَّ، قاوَمَ الشِّتاءَ أو عَجَزَ عنه، الواحِدةُ: بِهاءٍ.
وأرضٌ شَجِرَةٌ ومَشْجَرَةٌ وشَجْرَاءُ: كثيرَتُهُ.
والمَشْجَرُ: مَنْبِتُهُ.
ووادٍ أشْجَرُ وشَجيرٌ ومُشْجِرٌ: كثيرهُ.
وهذا المكانُ أشْجَرُ منه: أكثرُ شَجَراً.
وأشْجَرَتِ الأرضُ: أنبَتَتْه. وإِبراهيمُ بنُ يَحْيَى الــشَّجَرِيُّ: شيخُ البُخارِيِّ. وأبو السَّعاداتِ هِبَةُ اللهِ بنُ علِيِّ بنِ الــشَّجَرِيِّ العلَوِيُّ: نَحْوِيُّ العِراقِ.
وشاجَرَ المالَ: رَعاهُ،
وـ فُلانٌ فُلاناً: نازَعَه.
والمُشَجَّرُ: ما كان على صَنْعَةِ الشَّجَرِ.
واشْتَجَرُوا: تَخالَفُوا.
كتَشاجَرُوا.
وشَجَرَ بينهم الأمرُ شُجُوراً: تَنازعُوا فيه.
وـ الشيءَ شَجْراً: ربَطَه،
وـ الرجلَ عن الأمرِ: صَرَفَه، ونَحَّاه، ومَنَعَه، ودَفَعَهُ،
وـ الفَمَ: فَتَحَه،
وـ الدابَّةَ: ضَرَبَ لِجامَها لِيَكُفَّها حتى فَتَحَتْ فاها،
وـ البيتَ: عَمَدَه بعُودٍ،
وـ الشَّجَرَةَ: رَفَعَ ما تَدَلَّى من أغْصانِها،
وـ بالرُّمْحِ: طَعَنَه،
وـ الشيءَ: طَرَحَهُ على المِشْجَرِ.
وشَجِرَ، كفَرِحَ: كثُر جَمْعُه.
والشَّجْرُ: الأمرُ المُخْتَلِفُ، وما بين الكَرَّينِ من الرَّحْلِ، والذَّقَنُ، ومَخْرَجُ الفَمِ، أو مُؤَخَّرُهُ، أو الصامِغُ، أو ما انْفَتَحَ من مُنْطَبِقِ الفَمِ، أو مُلْتَقَى اللِّهْزِمَتَيْنِ، أو ما بين اللَّحْيَيْنِ
ج: أشْجارٌ وشُجورٌ وشِجارٌ.
والحُرُوفُ الــشَّجْرِيَّــةُ: شضج.
واشْتَجَرَ: وضَعَ يَدَه تَحْتَ ذَقَنِه واتَّكَأَ على المِرْفَقِ.
والمِشْجَرُ، كمِنْبَرٍ وكتابٍ ويُفْتَحانِ: عُودُ الهَوْدَجِ، أو مَرْكَبٌ أصْغَرُ منه مَكْشُوفٌ. وككِتابٍ: خَشَبَةٌ يُضَبَّبُ بها السَّريرُ، وهو بالفارِسِيَّةِ: مَتْرَس، وخَشَبُ البِئْرِ، وسِمَةٌ للإِبِلِ، وعُودٌ يُجْعَلُ في فَمِ الجَدْي لِئلاَّ يَرْضَعَ،
وع. وعُلاثَةُ بنُ شَجَّارٍ، ككتَّانٍ: صحابِيٌّ، ووهِمَ الذَّهَبِيُّ في تَخفيفهِ. وأبو شَجَّارٍ عبدُ الحَكَمِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ شَجَّارٍ: محدِّثٌ.
والشَّجِيرُ، كأَمِيرٍ: السَّيْفُ، والغريبُ مِنَّا ومن الإِبِلِ، والقِدْحُ بين قِداحٍ ليس من شَجَرِها، والصاحبُ الرَّدِيءُ.
والاشْتِجارُ: تَجافِي النَّوْمِ عن صاحِبِهِ، والنَّجاءُ،
كالانْشِجارِ فيهما.
ودِيباجٌ مُشَجَّرٌ: مُنَقَّشٌ بِهيئةِ الشَّجَرِ.
والشَّجْرَةُ: النُّقْطَةُ الصغيرةُ في ذَقَنِ الغُلامِ.
وما أحْسَنَ شَجْرَةَ ضَرْعِ الناقةِ، أي: قَدْرَه وهَيْئَتَه، أو عُروقَه وجِلْدَه ولَحْمه.
وتَشْجِيرُ النَّخْلِ: تَشْخِيرُهُ.

شجَر

شجَر: شَجَّر (بالتشديد). شَجَّر النبات صار شجراً (محيط المحيط).
وشجر: صار شجرة، ففي معجم المنصوري: حنّا: يشجّر بدرعَة والجريد وبلاد المشرق ولا يشجّر بالأندلس. وفي ابن العوام (1: 193): أما فسائل (أوتاد) السفرجل والرمَّان وما يشبههما من هذه الأنواع فيجب أن تزرع قبل أن تبدو براعمها في مربعات للخضر التي تتطلب كثيراً من الماء مثل نبات الباذنجان فهو موافق لها لأنه شجر (يُشَجِر) على
الوتد ويصونه عن الشمس.
شَجَّر: ذكرها فوك في مادة لاتينية معناها: شجرة التين.
شجَّر: صوَّر صور أشجار بالفسيفساء (ابن جبير ص75) وصوّر أشجاراً (المعري 1: 323).
شَجَّر: نظم الخيط وأدخله من طرف إلى الطرف الآخر (بوشر).
تشجَّر: صار شجراً (فوك).
تشجَّر: تشجع، تقوّى (بوشر).
تشاجَر. تشاجَر الأمْرُ بينهما (بدرون ص254) بمعنى شجر الأمر بينهما، أي اضطرب الأمر بينهما وتنازعا فيه. وقد فسرها لين في أول مادة شَجَر.
شَجَر وشِجَر: واحدته شَجَرة وشِجَرة بدل اسم الجمع شِجَر والفتحة فيه على الجيم. وفي معجم فوك: شِجَار.
شَجَر: لما كانت الشين إذا وليتها الجيم صعبة النطق فقد خففت إلى السين (انظر سَجَّة تصحيف شَجُّة، وسَجْعَة تصحيف شجعة) ويذكر بوشر مقابل arbre شجرة أو سجرة، والجمع أشجار وأشجار، واسم الجنس: شجر أو سجر. ويقول شيوب إن أهل الجزائر يقولون دائماً سجرة بدل شجرة. وعند هلو سجرة: عوسج، شوك، عليق، وشجرة: شَجَرة. وأهل غرناطة يقولون: سِجَر وسِجَرة (شجر التين وشجرة التين) وانظر هذا فيما يلي.
شَجَر: صورة الشجرة في الفسيفساء (ابن جبير ص337) شَجَر في الأندلس: شجر التين، واحدته شجرة أي شجرة التين (فوك ص41، وانظر الترجمة اللاتينية القديمة) وفي معجم ألكالا: سِجَر بالسين: شجرة التين التي تثمر تيناً أسود. وعند هرماندو دي بازا فيما نقله ملّر في آخر أيام غرناطة (ص60) باللاتينية ما معناه: الشجرة الكبيرة شجر مضافاً إلى كلمة أخرى مثل: شجر الحبّ: إكليل الملك. ففي المستعيني مادة إكليل الملك: قيل هو شجر الحب. وبعد ذلك: ومنها (ومنه) صنف رابع وهو المنسوب لشجر الحب.
شجر الحاجّ: نبات اسمه العلمي: Hedysarum alhagi وهو عند الرازي نبات اسمه العلمي: erica arborea ( ابن البيطار 1: 207، 278). وقد أسيئت ترجمتها. شجر الحياة: شجرة السندروس، شجرة من طائفة السرو (بوشر).
شجر الذهب: انظر شجر اليسر.
الشجر الريفي: شجر البندق (انظر في مادة ريفي).
شجر العرب: شجر القيقب (بوشر).
شجر العفص: سنديان، بلوط (المعجم اللاتيني - العربي).
شجر فتنة: سنط، أقاقيا، أكاسيا (بوشر).
شجر قناديل: شجر الشمعدان الكبير (برتون 1: 325).
شجر الكافور: نبات اسمه العلمي: laurus camphora ( ابن البيطار 1: 509). شجر المنثور: شجر يشبه شجر الكافور (ابن البيطار 1: 509).
شجر اليُسْر: اسم شجرة، ففي ابن البيطار (1: 444): ونواره أشبه شيء بنوار شجر اليسر المسمى شجر الذهب. وفي مخطوطة ب: شجر النسر، غير أن شجر اليسر موجود في مخطوطة أدل وهي فيها مضبوطة بالشكل ويؤيدها الاسم الآخر: شجر الذهب كلمات مؤلفة من شجرة مضافة إلى كلمة أخرى: شجرة إبراهيم: انظر ابن البيطار (2: 86) ذو الخمس ورقات، وفي المستعيني في مادة: كفّ الجذماء، وفي معجم المنصوري في مادة بنجنكست. ويزرع النوع الصغير منها في البيوت، ويسميها قوم: شجرة مريم (ابن البيطار 2: 79).
شجرة أبي مالك: اسم شجرة وصفها ابن البيطار (2: 48).
شجرة الله: نبات اسمه العلمي: luniperus sabina ( ابن البيطار 2: 85). شجرة باردة: البلاب الصغير (ابن البيطار 2: 86).
شجرة البراغيث: انظرها في مادة برغوث.
شجرة البهق = القنابري، وهو نبات اسمه العلمي Plumbago europea?.
شجرة التنين: اللوف الكبير، لوف الحية (ابن البيطار 2: 86) شجرة التيس: طراغيون (ابن البيطار 2: 86).
الشجرة الثمراء: صنف من الشبرم (ابن العوام 2: 388) شجرة الجن: هي الغبراء (ابن البيطار 1: 326 رقم 5) وفيه وقيل إنه شجرة الجن يجتمعون إليها الخ .. وذكر هذا الاسم أيضاً في كتاب نقل منه كليمنت - موليه (1: 303 رقم 1) وفيه: أطلق عليه هذا الاسم لأنهم يزعمون أن الجن يجتمعون حول هذه الشجرة بعد غروب الشمس.
شجرة جَهَنّم: دند الهند، حمامة الهند.
ونبات الخروع (ألكالا) شجرة الحبة الخضراء: البطم (ابن البيطار 1: 144) شجرة حرَّة: اسمها العلمي: Melia Azederach ( ابن البيطار 2: 85) شجره الحنش: لوف قبطي، آذان الفيل (المستعين في مادة لوف) شجرة الحيات: نبات اسمه العلمي: Cupressus Sempervirens. وسمي كذلك لأن الحيات تحب هذه الشجرة (ابن البيطار 2: 85).
شجرة الخطاطيف: نبات اسمه العلمي: chelidonium ( ابن البيطار 2: 86). شجرة الدبّ: المؤلفون مختلفون في معنى هذا النبات. انظر ابن البيطار (2: 85).
شجرة الدبق. المخيطا (ابن البيطار 2: 85). شجرة الدم: نبات اسمه العلمي: Anchusa tinctoria ( ابن البيطار 2: 85).
شجرة الدم: نبات اسمه العلمي: Polygonum المعجم اللاتيني العربي وفيه ( Poligonos) شجرة رستم: هي Aristolochia longa عند أهل إفريقية (ابن البيطار 2: 86) انظر في المستعيني: زراوند طويل.
شجرة المرقد: هي في الأندلس وإفريقية نبات اسمه العلمي: Datusra Metel ( ابن البيطار 15: 269) أصل هذه الشجرة الكائن في باطن الأرض في صورة صنم قائم ذي يدين ورجلين وله جميع أعضاء الإنسان (ابن البيطار 2: 14)
شجرة الضفادع: نبات اسمه العلمي Ranunculus Asiaticus ( ابن البيطار 2: 85) شجرة الطحال: نبات اسمه العلمي: Lonicera Periclymenum. ( ابن البيطار 2: 85) شجرة الطلق: جينة شائكة في عظم البطيخ الهندي (الرقي) أصلها مستدير يشبه الجزر وأغصانها متشابكة. وسميت شجرة الطلق لأن الماء الذي يغمس فيها دواء يسرع بالولادة ويسهلها (المستعيني، ابن البيطار 2: 85). ويقول الأنطاكي أنها = كَفَّ مَرْيم. غير أني لم أجد هذا في مخطوطتنا لابن البيطار.
شجرة الفرس: شجرة السوس، عرق السوس، سوس (المستعيني في مادة سوسن).
شجرة الفَرَس: نبات اسمه العلمي: Astregalus Poterium ( ابن البيطار 2: 563) (وفي مخطوطة أب: الضمة على الفاء).
شجرة اللبخ (أنظر المستعيني في مادة لبخ).
شجرة الكفّ = كفَّ مَرْيَم (ابن البيطار 2: 87). شجرة الكلب: آلوسن، حشيشة اللجاة (ابن البيطار 2: 85).
شجرة مريم: اسم عدد كبير من النباتات، ففي الأندلس هي نبات Parthenium ( الكالا) وفيه شَجرة مريم: ذو الخمس ورقات، بنجنكشت، (ابن البيطار 2: 86) شجرة مريم: شجرة تشبه شجرة السفرجل. (ابن البيطار 2: 86).
( yerva de Sancta Maria. أي شجرة مريم) وقال ابن جلجل: هو اسم يطلقه العامة في الأندلس (ابن البيطار 2: 86 (وانظر 1: 89)، ابن العوام 1: 31، 2: 312، كلمنت موليه 2: 302 رقم1) شجرة مريم: ليبا نوطس (ابن البيطار 2: 86. المستعيني).
شجرة مريم: نبات اسمه العلمي: Cyclamen Europoeum ابن البيطار 2: 86).
شجرة مريم: أفسنتين (باجني مخطوطات) وهي عند شيرب: شجرة أمنا مريم.
شجرة مريم أمنا: نبات اسمه العلمي: artemisia arborescens. ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 280).
شجرة المْلِك: نبات اسمه العلمي: Anchusa, L. (ancusa) ( المعجم اللاتيني - العميد) شجرة مُوسْى: نبات اسمه العلمي: Rosa canina ( ابن البيطار 2: 86) شجرة اليمام: نبات اسمه العلمي: heliotropium ( ابن البيطار 2: 86) شَجَريَّــة: مشجر صغير، غيضة، أيكة، أجمة (بوشر).
شَجَريّــة: مغرس، مشتل، مستنبت (بوشر).
شَجْرَاء: هذه الكلمة لا تعني في تاريخ البربر (1: 530) الأشجار عامة: بل تعني أشجار التين (انظر مادة شجر) لأنا نقرأ فيه: ثم جمع الأيدي حتى قطع نخيلهم وإقلاع شجرائهم (والصواب واقتلاع كما جاء في مخطوطتنا رقم 1351) وأرى أن هذه الكلمة تعني نفس هذا المعنى في تاريخ البربر (1: 634، 2: 134، 299، 319 الخ).
شجارية: النباتات. وهي المواد التي تدخل في الأدوية المركبة. ففي أماري (ص622): وهو أوّل من عمل بقرطبة ترياق الفاروق على تصحيح الشجارية التي فيه. وقد أربكت هذه الكلمة دي ساسي (عبد اللطيف ص500 رقم12) وهو لم يفهم معناها.
شَجَّار: نباتي، عالم بالنبات (أماري ص622) وفي معجم المنصوري مادة نسرين وليس ما يَدّعيه شجَّار والمغرب بصحيح (ابن البيطار 1: 5، 27، 37، 54، 69 الخ).
مَشْجَر: غيضة، أيكة، أجمة. وتجمع على مَشاجر (أماري ص49. كرتاس ص280).
مُشَجَّر: كثير الأشجار: الآجام والغابات (المقدمة 3: 370).
مُشَجَّر: شمعدان كبير ذو شعب كثيرة (ابن جبير ص151).
مُشَجَّر: نسيج حرير موشي بأزهار (بوشر).
مُشَجَّر: كتابة أهل الصين التي هي مشتبكة كالشجر (محيط المحيط).

قَول

قَول
! القَوْلُ: الكلامُ على التَّرْتِيب، أَو كلُّ لَفظٍ مَذَلَ بِهِ اللِّسان تامّاً كَانَ أَو ناقِصاً، تَقول: {قَالَ} يقولُ {قَوْلاً، وَالْفَاعِل:} قائِلٌ، وَالْمَفْعُول: {مَقُولٌ، وَقَالَ الحَرَاليّ: القَوْلُ ابْداءُ صُوَرِ التكَلُّمِ نَظْمَاً، بمنزلةِ ائْتِلافِ الصُّوَرِ المَحسوسةِ جَمْعَاً،} فالقَولُ مَشْهُودُ القَلبِ بواسطةِ الأُذُنِ، كَمَا أنّ المحسوسَ مَشْهُودُ القَلبِ بواسطةِ العَينِ وغيرِها. وَقَالَ الراغبُ: القَولُ يُستعمَلُ على أَوْجُهٍ أَظْهَرُها أَن يكونَ للمُرَكَّبِ من الحروفِ المَنْطوقِ بهَا مُفرداً كَانَ أَو جُملَةً، وَالثَّانِي: يُقال للمُتَصَوَّرِ فِي النَّفسِ قبلَ التلَفُّظِ {قَوْلٌ، فَيُقَال: فِي نَفْسِي قولٌ لم أُظْهِرْه، وَالثَّالِث: الِاعْتِقَاد، نَحْو: فلانٌ يقولُ} بقَوْلِ الشافعيِّ، وَالرَّابِع: يُقَال للدَّلالَةِ على الشيءِ، نَحْو: امْتَلأَ الحَوضُ {فقالَ قَطْنِي والخامسُ: يُقَال للعِنايةِ الصادقةِ بالشيءِ نَحْو: فلانٌ يقولُ بِكَذَا، وَالسَّادِس: يستعملُه المَنْطِقيُّونَ فَيَقُولُونَ: قَوْلُ الجَوْهَرِ كَذَا، وقولُ العَرَضِ كَذَا، أَي حدُّهما، وَالسَّابِع: فِي الإلهامِ نحوَ:} قُلْنا يَا ذَا القَرنَيْنِ إمّا أَن تُعَذِّبَ فإنّ ذَلِك لم يُخاطَبْ بِهِ، بل كَانَ إلْهاماً فسُمِّي قَوْلاً، انْتهى. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: واعْلَمْ أنّ {قُلْتُ فِي كَلَام العربِ إنّما وَقَعَتْ على أَن تحكي بهَا مَا كانَ كَلاماً لَا قَوْلاً.
يَعْنِي بالكلامِ الجُمَلَ، كقولِك: زَيدٌ مُنْطَلِقٌ، وقامَ زَيدٌ، وَيَعْنِي} بالقَولِ الألفاظَ المُفردَةَ الَّتِي يُبنى)
الكلامُ مِنْهَا، كَزَيْدٍ من قولِك: زَيدٌ مُنطَلِقٌ، وأمّا تجَوُّزُهم فِي تسميتهم الاعتقاداتِ والآراءَ قَوْلاً فلأنَّ الاعتقادَ يَخْفَى فَلَا يُعرفُ إلاّ بالقَولِ أَو بِمَا يقومُ مقامَ القَوْلِ من شاهدِ الحالِ، فلمّا كَانَت لَا تَظْهَرُ إلاّ بالقَولِ سُمِّيَتْ قَوْلاً إذْ كانتْ سَبَبَاً لَهُ، وَكَانَ القولُ دَليلاً عَلَيْهَا، كَمَا يُسمّى الشيءُ باسمِ غيرِه إِذا كَانَ مُلابِساً وَكَانَ القَولُ دَلِيلا عَلَيْهِ، وَقد يُستعمَلُ القولُ فِي غيرِ الإنسانِ، قَالَ أَبُو النَّجْم: {قالَتْ لَهُ الطَّيْرُ تقدَّمْ راشِداً إنّكَ لَا تَرْجِعُ إلاّ حامِدا وَقَالَ آخَرُ:
(قالتْ لَهُ العَيْنانِ سَمْعَاً وطاعَةً ... وحَدَّرَتا كالدُّرِّ لمّا يُثَقَّبِ)
وَقَالَ آخر:
(بَيْنَما نَحْنُ مُرْتِعونَ بفَلْجٍ ... قَالَت الدُّلَّحُ الرِّواءُ إنِيْهِ)
إنيه: صَوْتُ رَزْمَةِ السحابِ وحَنينِ الرَّعد، وَإِذا جازَ أَن يُسمّى الرأيُ والاعتقادُ قَوْلاً وَإِن لم يكن صَوْتَاً كَانَ تسميتَهُم مَا هُوَ أَصْوَاتٌ قَوْلاً أَجْدَرَ بالجَواز، أَلا ترى أنّ الطيرَ لَهَا هَديرٌ، والحَوضَ لَهُ غَطيطٌ، والسَّحابَ لَهُ دَوِيٌّ، فأمّا قَوْله: قالتْ لَهُ العَيْنانِ: سَمْعَاً وطاعَةً فإنّه وَإِن لم يكن مِنْهُمَا صَوتٌ فإنّ الحالَ آذَنَتْ بأنْ لَو كَانَ لَهما جارِحَةُ نُطْقٍ لقالَتا سَمْعَاً وطاعَةً، قَالَ ابنُ جِنِّي: وَقد حرَّرَ هَذَا المَوضِعَ وأَوْضَحَه عَنْتَرةُ بقَولِه:
(لَو كَانَ يدْرِي مَا المُحاوَرةُ اشْتَكى ... أَو كانَ يدْرِي مَا جَوابُ تَكَلُّمِ)
ج:} أَقْوَالٌ، جج جمعُ الجمعِ {أقاوِيل، وَهُوَ الَّذِي صرَّحَ بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَهُوَ القياسُ، وَقَالَ قَومٌ: هُوَ جَمْعُ} أُقْوُولَةٍ كأُضْحُوكَةٍ، قَالَ شيخُنا: وَإِذا ثَبَتَ فالقياسُ لَا يَأْبَاه. أَو القَولُ فِي الخَيرِ والشرِّ {والقال،} والقيل، {والقالَةُ فِي الشرِّ خاصّةً، يُقَال: كَثُرَتْ} قالَةُ الناسِ فِيهِ، وَقد رَدَّ هَذِه التَّفرِقَةِ أَقوام، وضَعَّفوها بوُرودِ كلٍّ من! القالِ والقِيلِ فِي الخَير، وناهِيكَ بقولِه تَعالى: {وقِيلِه يَا رَبِّ إنّ هؤلاءِ الْآيَة، قَالَه شيخُنا. أَو القَولُ مصدرٌ، والقِيلُ والقال: اسْمانِ لَهُ، الأوّلُ مَقِيسٌ فِي الثُّلاثيِّ المُتعدِّي مُطلقًا، والأخيرانِ غيرُ مَقيسَيْن. أَو قالَ} قَوْلاً {وقِيلاً} وقَوْلَةً {ومَقالَةً} ومَقالاً فيهمَا وَكَذَلِكَ {قَالَا، وأنشدَ ابنُ بَرِّيٍّ للحُطَيْئة:)
(تحَنَّنْ عليَّ هَداكَ المَليكُ ... فإنّ لكلِّ مَقامٍ} مَقالا)
وَيُقَال: كَثُرَ القِيلُ والقالُ، وَفِي الحَدِيث: نَهَىَ عَن {قِيلٍ} وقالٍ، وإضاعةِ المالِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فِي قِيلٍ وقالٍ نَحْوٌ وَعَرَبيَّةٌ، وَذَلِكَ أنّ جَعَلَ القالَ مَصْدَراً، أَلا ترَاهُ يقولُ عَن قيلٍ وقالٍ، كأنّه قَالَ: عَن قِيلٍ {وقَوْلٍ، يُقَال على هَذَا:} قلتُ قَوْلاً وقِيلاً {وَقَالا، قَالَ: وسمعتُ الكِسائيَّ يَقُول فِي قراءةِ عَبْد الله بن مسعودٍ: ذَلِك عِيسَى بنُ مَرْيَمَ} قالُ الحقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرون فَهَذَا من هَذَا.
وَقَالَ الفَرّاءُ: {القالُ فِي معنى القَوْلِ، مثلُ العَيبِ والعابِ، وَقَالَ ابنُ الأثيرِ فِي معنى الحَدِيث: نهى عَن فُضولِ مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ المُتَجالِسونَ من قولِهم: قِيلَ كَذَا، وَقَالَ فلانٌ كَذَا، قَالَ: وبِناؤُهما على كونِهما فِعلَيْنِ مَحْكِيَّيْنِ مُتَضَمِّنَيْنِ للضَّمير، والإعرابُ على إجرائِهما مُجْرى الأسماءِ خِلْوَيْنِ من الضَّمير، وَمِنْه قولُهم: إنّما الدُّنيا قالٌ} وقِيلُ. وإدخالُ حَرْفِ التعريفِ عَلَيْهِمَا لذَلِك فِي قولِهم: مَا يَعْرِفُ {القالَ من} القِيلَ. فَهُوَ {قائِلٌ} وقالٌ، وَمِنْه {قولُ بعضِهم لقَصيدةٍ: أَنا} قالُها: أَي {قائِلُها،} وقَؤُولٌ، كصَبُورٍ بالهَمزِ وبالواو، قَالَ كَعْبُ بنُ سَعدٍ الغَنَويّ:
(وَمَا أَنا للشيءِ الَّذِي لَيْسَ نافِعي ... وَيَغْضَبُ مِنْهُ صاحِبي {بقَؤُولِ)
ج:} قُوَّلٌ! وقُيَّلٌ بالواوِ وبالياء، كرُكَّعٍ فيهمَا، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لرُؤبَة: فاليومَ قد نَهْنَهني تَنَهْنُهي وأوّلُ حِلْمٍ لَيْسَ بالمُسَفَّهِ {وقُوَّلٌ إلاّ دَهْ فَلَا دَهِ} وقالَةٌ عَن ثَعْلَبٍ، {وقُؤُولٌ مَضْمُوماً بالهَمزِ والواوِ هَكَذَا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي الصِّحاح: رجلٌ} قَؤُولٌ وقومٌ {قُوُلٌ، مثل صَبُورٍ وصُبُرٍ، وَإِن شِئتَ سَكَّنْتَ الواوَ، قَالَ ابنُ بَرِّي: المعروفُ عِنْد أهلِ العربيّةِ} قَؤُولٌ {وقُوْلٌ بإسكانِ الواوِ، يَقُولُونَ: عَوانٌ وعُوْنٌ، والأصلُ عُوُنٌ، وَلَا يُحرَّكُ إلاّ فِي الشِّعرِ، كقولِه: ... . تَمْنَحُه سُوُكَ الإسْحِلِ ورجلٌ} قَوّالٌ {وقَوّالَةٌ، بالتشديدِ فيهمَا، من قومٍ قَوّالين،} وتِقْوَلَةٌ {وتِقْوالَةٌ، بكسرِهما: الأُولى عَن الفَرّاءِ والثانيةُ عَن الكِسائيِّ، حكى سِيبَوَيْهٍ:} مِقْوَلٌ، كمِنبَرٍ، قَالَ: وَلَا يُجمَعُ بالواوِ وَالنُّون لأنّ مُؤَنَّثَه لَا تدخلُه الهاءُ، قالَ {ومِقْوالٌ، كمِحْرابٍ، هُوَ على النَّسَب،} وقُوَلَةٌ، كهُمَزَةٍ، كلُّ ذَلِك: حسَنُ القَولِ أَو كثيرُه، لَسِنٌ، كَمَا فِي الصِّحاح، وَهِي مِقْوَلٌ ومِقْوالٌ وقَوّالَةٌ. والاسمُ {القالَةُ} والقِيلُ {والقال)
. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ:} يُقَال للرجلِ: إنّه {لمِقْوَلٌ: إِذا كَانَ بَيِّناً ظَريفَ اللِّسان،} والتَّقْوَلَة: الكثيرُ الكلامِ البَليغُ فِي حاجتِه وأمرِه، ورجلٌ تِقْوالَةٌ: مِنْطِيقٌ. وَهُوَ ابنُ {أَقْوَالٍ، وابنُ} قَوّالٍ: فَصيحٌ، جَيِّدُ الكلامِ، وَفِي التَّهْذِيب: تَقُولُ للرجلِ، إِذا كَانَ ذَا لسانٍ طَلْقٍ: إنّه لابْنُ {قَوْلٍ، وابنُ} أَقْوَالٍ. {وأَقْوَلَه مَا لم} يقُلْ، وَهُوَ شاذٌّ كقَولِه: صَدَدْتِ فَأَطْوَلْتِ الصُّدُودَ ...فَقَصَره على السَّماع، والصوابُ خِلافُه، وَفِيه كلامٌ طويلٌ لابنِ الــشجَريِّ وغيرِه، وادَّعى فِيهِ البَدرُ الدَّمامينيُّ فِي شرحِ المُغْني أنّهم تصَرَّفوا فِيهِ للفَرْقِ، نَقله شيخُنا. سُمِّي بِهِ لأنّه يقولُ مَا شاءَ فَيَنْفُذُ، وَهَذَا على أنّه واوِيٌّ، وأصلُ قَيِّلٍ: {قَيْوِلٌ، كسَيِّدٍ وسَيْوِدٍ، وحُذِفَتْ عينُه، وذهبَ بعضُهم إِلَى أنّه يائِيُّ العَينِ من} القِيالَةِ وَهِي الإمارَة، أَو من {تقَيَّلَه: إِذا تابعَه أَو شابَهَه، ج أَي جَمْعُ} القَيِّل: {أَقْوَالٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كَسَّروه على أَفْعَالٍ تَشْبِيهاً بفاعِلٍ، مَن جَمَعَه على} أَقْيَالٍ لم) يَجْعَلْ الواحدَ مِنْهُ مُشدّداً، كَمَا فِي الصِّحاح، وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: أَقْيَالٌ مَحْمُولٌ على لفظِ {قَيْلٍ، كَمَا قِيلَ فِي جمعِ رِيحٍ أَرْيَاحٌ، والسائغُ المَقيسُ أَرْوَاحٌ، وَفِي التَّهْذِيب: هم} الأَقْوالُ {والأَقْيال، الواحدُ قَيْلٌ، فَمن قالَ: أَقْيَالٌ بناهُ على لَفْظِ قَيْلٍ، وَمن قالَ: أَقْوَالٌ بناهُ على الأصلِ، وأصلُه من ذَواتِ الْوَاو. جمع} المِقْوَلِ {مَقاوِل، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للَبيدٍ:
(لَهَا غَلَلٌ من رازِقِيٍّ وكُرْسُفٍ ... بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفونَ} المَقاوِلا)
أَي يَخْدِمون المُلوكَ، {ومَقاوِلَةٌ، دَخَلَت الهاءُ فِيهِ على حَدِّ دخولِها فِي القَشاعِمَة.} واقْتالَ عَلَيْهِم: احْتَكمَ، وأنشدَ ابنُ بَرِّي للغَطَمَّشِ من بَني شَقِرَةَ:
(فبالخَيرِ لَا بالشَّرِّ فارْجُ مَوَدَّتي ... وإنّي امرؤٌ {يَقْتَالُ مِنّي التَّرَهُّبُ)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ الهَيثمَ بنَ عَدِيٍّ يَقُول: سَمِعْتُ عبدَ العزيزِ بن عُمرَ بن عبدِ العزيزِ يقولُ فِي رُقْيَةِ النَّملةِ: العَروسُ تَحْتَفِلْ،} وتَقْتَالُ وتَكْتَحِلْ، وكلُّ شيءٍ تَفْتَعِلْ، غيرَ أَن لَا تَعْصِي الرجُلْ.
قَالَ: {تَقْتَال: تَحْتَكِمُ على زَوْجِها، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لكَعبِ بن سَعدٍ الغَنَويِّ:
(وَمَنْزِلَةٍ فِي دارِ صِدْقٍ وغِبْطَةٍ ... وَمَا} اقْتالَ مِن حُكمٍ عليَّ طَبيبُ) وأنشدَ ابنُ بَرِّي للأعشى:
(ولمِثلِ الَّذِي جَمَعْتَ لرَيْبِ الدّْ ... هْرِ تَأْبَى حُكومَةُ {المُقْتالِ)
(و) } اقْتالَ الشيءَ: اختارَه هَكَذَا فِي النّسخ، وَفِي الأساسِ واللِّسان: {واقْتالَ قَوْلاً: اجْتَرَّه إِلَى نَفْسِه من خَيرٍ أَو شرٍّ.} وقالَ بِهِ: أَي غَلَبَ بِهِ، وَمِنْه حديثُ الدُّعاء: سُبْحانَ من تعَطَّفَ بالعِزِّ، والروايةُ: تعَطَّفَ العِزَّ وَقَالَ بِهِ قَالَ الصَّاغانِيّ: وَهَذَا منَ المَجاز الحُكْميِّ، كقولِهم: نهارُه صائمٌ، والمُرادُ وَصْفُ الرجلِ بالصَّومِ، وَوَصْفُ اللهِ بالعِزِّ، أَي غَلَبَ بِهِ كلَّ عزيزٍ، وَمَلَكَ عَلَيْهِ أَمْرَه، وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: تعَطَّفَ العِزَّ: أَي اشتملَ بِهِ فَغَلَبَ بالعِزِّ كلَّ عزيزٍ، وَقيل: معنى قالَ بِهِ: أَي أحَبَّه واخْتَصَّه لنَفسِه، كَمَا يُقَال: فلانٌ يَقُول بفلانٍ: أَي بمحَبَّتِه واختِصاصِه. وَقيل: مَعْنَاهُ حَكَمَ بِهِ، فإنّ القَولَ يُستعمَلُ فِي معنى الحُكْمِ، وَفِي الرَّوضِ للسُّهَيْليِّ فِي تَسْبِيحِه صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم: الَّذِي لَبِسَ العِزَّ وقالَ بِهِ أَي مَلَكَ بِهِ وقَهَرَ، وَكَذَا فسَّرَه الهرَوِيُّ فِي الغَريبَيْن. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: العربُ تقولُ: قالَ القومُ بفلانٍ: أَي قتَلوه، {وقُلْنا بِهِ: أَي قَتَلْناه، وَهُوَ مَجاز، وأنشدَ لزِنْباعٍ المُراديِّ: نَحْنُ ضَرَبْناهُ على نِطابِه) } قُلْنا بِهِ، قُلْنا بِهِ، قُلْنا بِهِ نَحْنُ أَرَحْنا الناسَ من عَذابِهِ فليَأْتِنا الدهرُ بِمَا أَتَى بهِ وَقَالَ ابنُ الأَنْباريّ اللُّغَويُّ: قالَ يجيءُ بِمَعْنى تكلَّمَ، وضَرَبَ، وغَلَبَ، وماتَ، ومالَ، واستراحَ، وأَقْبَلَ، وَهَكَذَا نَقله أَيْضا ابنُ الْأَثِير، وكلُّ ذَلِك على الاتِّساعِ والمَجاز، فَفِي الأساس: قَالَ بِيَدِه: أَهْوَى بهَا، وقالَ برأسِه: أشارَ، وَقَالَ الحائِطُ فَسَقَطَ: أَي مالَ. ويُعَبَّرُ بهَا عَن التهَيُّؤِ للأفعالِ والاستعدادِ لَهَا، يُقَال: قالَ فَأَكَلَ، وقالَ فَضَرَبَ، وقالَ فتكلَّمَ، وَنَحْوه، كقالَ بيدِه: أَخَذَ، وبرِجلِه: مَشى أَو ضَرَبَ، وبرأسِه: أشارَ، وبالماءِ على يدِه: صبَّه، وبثَوبِه: رَفَعَه، وتقدّمَ قَوْلُ الشَّاعِر: وقالَتْ لَهُ العَينانِ سَمْعَاً وَطَاعَة أَي أَوْمَأَتْ، وروى فِي حديثِ السَّهو: مَا يقولُ ذُو اليَدَيْن قَالُوا صَدَقَ، رُوِيَ أنّهم أَوْمَئُوا برؤوسِهم: أَي نَعَمْ، وَلم يَتَكَلَّموا. قَالَ بعضُهم فِي تأويلِ الحديثِ: نهى عَن قِيلَ وَقَالَ القال: الابتِداءُ، والقِيل، بالكَسْر: الجَواب، ونَظيرُ ذَلِك قولُهم: أَعْيَيْتِني من شُبَّ إِلَى دُبَّ، وَمن شُبٍّ إِلَى دُبٍّ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَهَذَا إنّما يَصِحُّ إِذا كانتِ الروايةُ: قيلَ وقالَ، على أنّهما فِعلان، فيكونُ النهيُ عَن القَولِ بِمَا لَا يصحُّ وَلَا تُعلَمُ حَقيقتُه، وَهُوَ كحديثِه الآخر: بِئسَ مَطِيَّةُ الرجلِ زَعَمُوا وأمّا من حكى مَا يصِحُّ وتُعرَفُ حقيقتُه وأسندَه إِلَى ثقةٍ صادقٍ فَلَا وَجْهَ للنهيِ عَنهُ وَلَا ذَمَّ.
{والقَوْلِيَّة: الغَوْغاءُ وَقَتَلةُ الْأَنْبِيَاء، هَكَذَا تُسمِّيه اليهودُ، وَمِنْه حديثُ جُرَيْجٍ: فَأَسْرعَتِ} القَوْلِيّةُ إِلَى صَوْمَعتِه. {وقُوْلَ، بالضَّمّ: لغةٌ فِي} قِيلَ بالكَسْر، نَقله الفَرّاءُ عَن بَني أسَدٍ، وَأنْشد: وابْتَدَأَتْ غَضْبَى وأمُّ الرَّحَّالْ وقُوْلَ لَا أَهْلَ لَهُ وَلَا مالْ وَيُقَال: {قُيِلَ على بناءِ فُعِلَ، غَلَبَت الكسرةُ فقُلِبتْ الواوُ يَاء. العربُ تُجري} تَقُولُ وَحْدَها فِي الاستفهامِ كتَظُنُّ فِي العملِ، قَالَ هُدْبَةُ بنُ خَشْرَمٍ: مَتى تقولُ الذُّبَّلَ الرَّواسِما والجِلَّةَ الناجِيَةَ العَياهِما إِذا هَبَطْنَ مُسْتَجيراً قاتِما ورَفَّعَ الْهَادِي لَهَا الهَماهِما) أَرْجَفْنَ بالسَّوالِفِ الجَماجِما يَبْلُغْنَ أمَّ خازِمٍ وخازِما وَقَالَ الأحْوَلُ: حازمٍ وحازِما بالحاءِ المُهملة، قَالَ الصَّاغانِيّ: وروايةُ النَّحْوِيِّين: مَتى {تقولُ القُلَّصَ الرواسِما يُدْنِينَ أمَّ قاسمٍ وقاسِما وَهُوَ تَحريفٌ، فَنَصَبَ الذُّبَّلَ كَمَا يَنْتَصِبُ بالظَّنِّ. قلتُ: وأنشدَه الجَوْهَرِيّ كَمَا رَوَاهُ النَّحْويُّون، وأنشدَ أَيْضا لعَمروِ بن مَعدِ يكرِبَ:
(عَلامَ تَقولُ الرُّمحَ يُثْقِلُ عاتِقي ... إِذا أَنا لم أَطْعُنْ إِذا الخَيلُ كَرَّتِ)
وَقَالَ عُمرُ بنُ أبي رَبيعة:
(أمّا الرَّحيلُ فدونَ بعدَ غَدٍ ... فَمَتَى تَقولُ الدارَ تَجْمَعُنا)
قَالَ: وبَنو سليم يُجْرونَ مُتَصَرِّفَ قُلْتُ فِي غيرِ الاستفهامِ أَيْضا مُجرى الظنِّ، فيُعَدُّونَه إِلَى مَفْعُولَيْن، فعلى مَذْهَبِهم يجوزُ فَتْحُ أنَّ بعدَ القَوْل. والقالُ: القُلَةُ مقلوبٌ مُغَيَّرٌ، أَو خَشَبَتُها الَّتِي تُضرَبُ بهَا، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن الأَصْمَعِيّ، وَأنْشد:
(كأنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ بَيْنَهمُ ... نَزْوَ القِلاتِ قَلاها قالُ} قالينا)
قَالَ ابنُ بَرِّي: هَذَا البيتُ يُروى لابنِ مُقْبلٍ، قَالَ: وَلم أَجِدْه فِي شِعرِه. ج: {قِيلانٌ، كخالٍ وخِيلانٍ، قَالَ: وَأَنا فِي ضُرّابِ قِيلانِ القُلَهْ} وقُولَةُ، بالضَّمّ: لقَبُ ابنِ خُرَّشِيدَ، بضمِّ الخاءِ وتشديدِ الراءِ المفتوحةِ وكسرِ الشينِ، وأصلُه خُورْشِيد، بِالتَّخْفِيفِ، فارِسيّة بِمَعْنى الشمسِ، وَهُوَ شَيْخُ أبي القاسمِ القُشَيْرِيِّ صاحبِ الرِّسالة.
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {القالَة: القَوْلُ الفاشي فِي الناسِ خَيْرَاً كَانَ أَو شَرّاً.} والقالَة: {القائِلَة. وابنُ} القَوّالَةِ: عبدُ الْبَاقِي بنُ مُحَمَّد بن أبي العِزِّ الصُّوفيُّ، سَمِعَ أَبَا الحسينِ ابْن الطُّيُورِيّ، مَاتَ سنة. {وقاوَلْتُه فِي أَمْرِي:} وَتَقَاوَلْنا: أَي تَفاوَضْنا. {واقْتالَه:} قالَه، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للَبيدٍ:
(فإنَّ اللهَ نافِلَةٌ تُقاهُ ... وَلَا {يَقْتَالُها إلاّ السَّعيدُ)
أَي لَا} يَقُولُها. وَقَالَ ابنُ بَرِّي: {اقْتالَ بالبَعيرِ بَعيراً، وبالثوبِ ثَوْبَاً: أَي اسْتبدلَه بِهِ. ويُقال: اقْتالَ باللَّونِ لَوْنَاً آخر: إِذا تغيَّرَ من سفَرٍ أَو كِبَرٍ، قَالَ الراجز:)
} فاقْتَلْتُ بالجِدَّةِ لَوْنَاً أَطْحَلا وكانَ هُدّابُ الشبابِ أَجْمَلا وقالَ عَنهُ: أَخْبَر. وقالَ لَهُ: خاطبَ. وقالَ عَلَيْهِ: افْترى. وقالَ فِيهِ: اجتهدَ. وقالَ كَذَا: ذَكَرَه.
ويُقالُ عَلَيْهِ: يُحمَلُ ويُطلَق. وَمن الشَّواذِّ فِي القراءاتِ: {فاقْتالُوا أَنْفُسَكُم كَذَا فِي المُحْتَسَبِ لابنِ جِنِّي، وقرأَ الحسَنُ:} قُولُ الحَقِّ الَّذِي فِيهِ تَمْتَرون بالضَّمّ.

ج

(ج) صفح
(ج) رهاب
ج: مختصر كلمة جواب (بوشر).
(ج) مناحس
(ج) أردان
(ج) رصائف
(ج) نحانحة
(ج) كنائن وَأَرْض مصر (على الْمجَاز)

ج


ج
a. Jīm . The fifth letter of the Alphabet. Its numerical value is Three, (3).
(ج) أليات وليت الرمل مَا رق مِنْهُ وَطَالَ
(ج) شظاف وانتكاث اللَّحْم عَن أصل إكليل الظفر
ج
ج [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الخامس من حروف الهجاء، وهو صوتٌ غاريّ (من الغار ومقدم اللّسان)، مجهور، ساكن مُركَّب، مُرقَّق. 
(الْجِيم) الْحَرْف الْخَامِس من حُرُوف الهجاء وَهُوَ مجهور مزدوج
ومخرجه من أول اللِّسَان مَعَ الحنك الْأَعْلَى وَقد يحرف عَن مَوْضِعه إِلَى أقْصَى الْفَم فَيقرب من الْكَاف أَو الْقَاف وَيُصْبِح شَدِيدا كالجيم القاهرية وَقد يحرف إِلَى وسط الْفَم فَيقرب من الشين أَو الزَّاي وَيُصْبِح رخوا كالجيم الشامية
(ج) السَّبَبِيَّة وَذَلِكَ غَالب فِي العاطفة جملَة أَو صفة فَالْأول نَحْو {فوكزه مُوسَى فَقضى عَلَيْهِ} وَينصب بعْدهَا الْفِعْل الْمُضَارع إِذا وَقع بعد نفي أَو طلب محضين نَحْو قَوْله تَعَالَى {لَا يقْضى عَلَيْهِم فيموتوا} وَالثَّانِي كَقَوْلِه تَعَالَى {ثمَّ إِنَّكُم أَيهَا الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالئون مِنْهَا الْبُطُون فشاربون عَلَيْهِ من الْحَمِيم}
2 - وَتَكون فِي جملَة الشَّرْط وَذَلِكَ أَن الشَّرْط وَالْجَوَاب يكونَانِ فِي الْمُسْتَقْبل بتأثير أَدَاة الشَّرْط فَإِذا كَانَ الْجَواب دَالا على الْوَاقِع وَجَبت الْفَاء كَقَوْلِه تَعَالَى {وَإِن يمسسك بِخَير فَهُوَ على كل شَيْء قدير} وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ دَالا على الِاسْتِقْبَال من غير تَأْثِير أَدَاة الشَّرْط كَقَوْلِه تَعَالَى {وَمَا يَفْعَلُوا من خير فَلَنْ يكفروه} وَقَوله تَعَالَى {من يرْتَد مِنْكُم عَن دينه فَسَوف يَأْتِي الله بِقوم يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} وَقَوله تَعَالَى {وَمن يفعل ذَلِك فَلَيْسَ من الله فِي شَيْء} وَقَوله تَعَالَى {إِن كُنْتُم تحبون الله فَاتبعُوني يحببكم الله}
3 - أَن تكون زَائِدَة دَالَّة على التوكيد فِي الْكَلَام كَقَوْلِه تَعَالَى {قل إِن الْمَوْت الَّذِي تفرون مِنْهُ فَإِنَّهُ ملاقيكم} وقولك كل رجل يدْخل الدَّار أَو فِي الدَّار فَلهُ دِرْهَم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وثيابك فطهر} وَنَحْو وَأَنت فرعاك الله

ج alphabetical letter ج

The fifth letter of the alphabet: called جِيمٌ, which is one of the names of letters of the fem.

gender, but which it is allowable to make masc.: it is one of the letters termed مَجْهُورَة [or vocal, i. e. pronounced with the voice, and not with the breath only]: and of the number of the letters termed مَحْقُورَة, and حُرُوفُ القَلْقَلَةِ, because it cannot be uttered in a case of pause without a strong compression, and a strong sound: and it is also one of those termed شَجْرِيَّــة, from الشَّجْرُ, which is the place of opening of the mouth. (TA.)

b2: It is sometimes substituted for ى, when the latter letter is doubled, (K,) or is so substituted by some of the Arabs; (AA, S;) as in فُقَيْمِجٌّ, for فُقَيْمِىٌّ; (AA, S, K;) and مُرِّجٌّ, for مُرِّىٌّ. (AA, S.) An Arab of the desert recited to Khalaf El-Ahmar, الْمُطْعِمَانِ الَّحْمَ بِالْعَشِجِّ خَالِى عُوَيْفٌ وَأَبُو عَلِجِّ

[My maternal uncle is 'Oweyf, and Aboo-'Alijj, who feed with flesh-meat at nightfall]; meaning عَلِىّ and عَشِىّ. (S.) It is also sometimes substituted for a single ى. (S, K.) Az gives the following ex.: يَا رَبِّ إِنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حُجَّتِجْ

فَلَا يَزَالُ شَاحِجٌ يَأْتِيكَ بِجْ

[O my Lord, if Thou accept my plea, a brayer (or mule) shall not cease to bring me to Thee (i. e. to thy temple)]; (S;) meaning حُجَّتِى (K) [and بِى]. أَمْسَجَتْ and أَمْسَجَا are also mentioned as occurring in a verse, for أَمْسَتْ and أَمْسَى [because originally أَمْسَيَتْ and أَمْسَىَ]. (S.) But all these substitutions are abominable, (S, Ibn-'Osfoor,) and only allowable in cases of poetical necessity. (Ibn-'Osfoor.) It is further said that some of the Arabs, among whom were the tribe of Kudá'ah, changed ى, when occurring immediately after ع, into ج; and said, for رَاعٍ, [originally رَاعِىٌ,] رَاعِجٌ: this is what is termed عَجْعَجَةٌ: Fr attributes the substitution of ج for ى to the tribe of Teiyi, and some of the tribe of Asad. (TA.)

b3: Some of the Arabs also changed it into ى; saying شَيَرَةٌ for شَجَرَةٌ, and جَثْيَاثٌ for جَثْجَاثٌ, and يَصَّصَ for جَصَّصَ. (Az, S in art. يص.)

A2: [As a numeral, ج denotes Three; and, as such, is generally written without the dot, but thus ح, or thus ح, to distinguish it from ح, which denotes eight.]
(ج) الِامْتِنَاع وَعَن هَذِه قَالَ جمَاعَة هِيَ حرف امْتنَاع لِامْتِنَاع أَي امْتنَاع الْجَواب لِامْتِنَاع الشَّرْط وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ هِيَ حرف لما كَانَ سيقع لوُقُوع غَيره
2 - أَن تكون حرف شَرط فِي الْمُسْتَقْبل إِلَّا أَنَّهَا لَا تجزم نَحْو
(وَلَو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا ... وَمن دون رمسينا من الارض سبسب
(لظل صدى صوتي وَإِن كنت رمة ... لصوت صدى ليلى يهش ويطرب)
وَالْفرق بَين هَذَا الْقسم وَمَا قبله أَن الشَّرْط مَتى كَانَ مُسْتَقْبلا كَانَت لَو بِمَعْنى إِن وَمَتى كَانَ مَاضِيا كَانَت حرف امْتنَاع
وَمَتى وَقع بعْدهَا مضارع فَإِنَّهَا تقلب مَعْنَاهُ إِلَى الْمُضِيّ نَحْو لَو تقوم أقوم أَي لَو قُمْت قُمْت
3 - أَن تكون حرفا مصدريا بِمَنْزِلَة أَن إِلَّا أَنَّهَا لَا تنصب وَأكْثر وُقُوع هَذِه بعد ود وَيَوَد نَحْو {ودوا لَو تدهن فيدهنون} و {يود أحدهم لَو يعمر} وَمن وُقُوعهَا بدونهما قَول قتيلة بنت النَّضر (مَا كَانَ ضرك لَو مننت وَرُبمَا ... من الْفَتى وَهُوَ المغيظ المحنق)
فَإِذا وَليهَا مَاض بَقِي على مضيه وَإِذا وَليهَا مضارع تخلص للاستقبال
4 - أَن تكون لِلتَّمَنِّي وَيَأْتِي جوابها بِالْفَاءِ مَنْصُوبًا نَحْو لَو تَأتِينِي فتحدثني (بِنصب تحدث)
5 - أَن تكون للعرض مثل أَلا وَيَأْتِي جوابها بِالْفَاءِ مَنْصُوبًا أَيْضا نَحْو لَو تنزل عندنَا فتصيب خيرا
6 - أَن تكون للتقليل نَحْو تصدقوا وَلَو بظلف محرق

ج: الجيم من الحروف المجهورة، وهي ستة عشر حرفاً، وهي أَيضاً من الحروف

المحقورة وهي: القاف والجيم والطاء والدال والباء، يجمعها قولك: «جدقطب»

سميت بذلك لأَنها تُحقر في الوقف، وتُضْغَطُ عن مواضعها، وهي حروف

القلقلة لأَنك لا تستطيع الوقوف عليها إِلاَّ بصوت، وذلك لشدة الحَقْرِ

والضَّغْطِ، وذلك نحو الْحَقْ، واذْهَبْ، واخْرُجْ. وبعض العرب أَشدَّ تصويتاً

من بعض، والجيم والشين والضاد ثلاثة في حيز واحد، وهي من الحروف

الــشَّجْريــة، والشَّجْرُ مَفْرَجُ الفم، ومخرج الجيم والقاف والكاف بين عَكَدَةِ

اللسان، وبين اللَّهاةِ في أَقصى الفَم. وقال أَبو عمرو بن العلاء: بعض

العرب يبدل الجيم من الياء المشددة، قال: وقلت لرجل من حنظلة: ممن أَنت؟

فقال: فُقَيْمِجٌّ، فقلت: مِن أَيهم؟ قال: مُرِّجٌّ؛: يريد فُقَيْمِيٌّ

مُرِّيٌّ؛ وأَنشد لِهمْيان بن قحافة السعدي:

يُطِيرُ عَنْهَا الوَبَرَ الصُّهابِجا

قال: يريد الصُّهابِيَّا، من الصُّهْبة؛ وقال خلف الأَحمر: أَنشدني رجل

من أَهل البادية:

خالي عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ،

المُطْعِمانِ اللَّحْمَ بالعَشِجِّ،

وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ

يريد عليّاً، والعشيً، والبرنيّ. قال: وقد أَبدلوها من الياء المخففة

أَيضاً؛ وأَنشد أَبو زيد:

يا رَبِّ، إِنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حَجَّتِجْ،

فلا يزال شاحِجٌ يأْتيك بِجْ،

أَقْمَرُ نَهَّازٌ يُنَزِّي وَفْرَتِجْ

وأَنشد أَيضاً:

حتى إِذا ما أَمْسَجَتْ وأَمْسَجا

يريد أَمست وأَمسى، قال: وهذا كله قبيح؛ قال أَبو عمر الجرمي: ولو

رَدَّهُ إِنسانٌ لكان مذهباً؛ قال محمد بن المكرم: أَمست وأَمسى ليس فيهما ياء

ظاهرة ينطق بها، وقوله: أَمسجت وأَمسجا، يقتضي أَن يكون الكلام أَمسيت

وأَمسيا، وليس النطق كذلك، ولا ذكر أَيضاً أَنهم يبدلونها في التقدير

المعنوي، وفي هذا نظر. والجيم حرف هجاء، وهي من الحروف التي تؤنث، ويجوز

تذكيرها. وقد جَيَّمْتُ جِيماً إِذا كتبتها.

ج: الجيم من الحروف المجهورة، وهي ستة عشر حرفاً، وهي أَيضاً من الحروف

المحقورة وهي: القاف والجيم والطاء والدال والباء، يجمعها قولك: «جدقطب»

سميت بذلك لأَنها تُحقر في الوقف، وتُضْغَطُ عن مواضعها، وهي حروف

القلقلة لأَنك لا تستطيع الوقوف عليها إِلاَّ بصوت، وذلك لشدة الحَقْرِ

والضَّغْطِ، وذلك نحو الْحَقْ، واذْهَبْ، واخْرُجْ. وبعض العرب أَشدَّ تصويتاً

من بعض، والجيم والشين والضاد ثلاثة في حيز واحد، وهي من الحروف

الــشَّجْريــة، والشَّجْرُ مَفْرَجُ الفم، ومخرج الجيم والقاف والكاف بين عَكَدَةِ

اللسان، وبين اللَّهاةِ في أَقصى الفَم. وقال أَبو عمرو بن العلاء: بعض

العرب يبدل الجيم من الياء المشددة، قال: وقلت لرجل من حنظلة: ممن أَنت؟

فقال: فُقَيْمِجٌّ، فقلت: مِن أَيهم؟ قال: مُرِّجٌّ؛: يريد فُقَيْمِيٌّ

مُرِّيٌّ؛ وأَنشد لِهمْيان بن قحافة السعدي:

يُطِيرُ عَنْهَا الوَبَرَ الصُّهابِجا

قال: يريد الصُّهابِيَّا، من الصُّهْبة؛ وقال خلف الأَحمر: أَنشدني رجل

من أَهل البادية:

خالي عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ،

المُطْعِمانِ اللَّحْمَ بالعَشِجِّ،

وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ

يريد عليّاً، والعشيً، والبرنيّ. قال: وقد أَبدلوها من الياء المخففة

أَيضاً؛ وأَنشد أَبو زيد:

يا رَبِّ، إِنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حَجَّتِجْ،

فلا يزال شاحِجٌ يأْتيك بِجْ،

أَقْمَرُ نَهَّازٌ يُنَزِّي وَفْرَتِجْ

وأَنشد أَيضاً:

حتى إِذا ما أَمْسَجَتْ وأَمْسَجا

يريد أَمست وأَمسى، قال: وهذا كله قبيح؛ قال أَبو عمر الجرمي: ولو

رَدَّهُ إِنسانٌ لكان مذهباً؛ قال محمد بن المكرم: أَمست وأَمسى ليس فيهما ياء

ظاهرة ينطق بها، وقوله: أَمسجت وأَمسجا، يقتضي أَن يكون الكلام أَمسيت

وأَمسيا، وليس النطق كذلك، ولا ذكر أَيضاً أَنهم يبدلونها في التقدير

المعنوي، وفي هذا نظر. والجيم حرف هجاء، وهي من الحروف التي تؤنث، ويجوز

تذكيرها. وقد جَيَّمْتُ جِيماً إِذا كتبتها.

جبلق: التهذيب: جابَلَقُ

(* قوله «جابلق» ضبطت اللام في القاموس بالفتح.

وقال في معجم ياقوت بسكون اللام وأما جابلص فحكي في القاموس في اللام

السكون والفتح). وجابَلَصُ مدينتان إحداهما بالمشرِق والأُخرى بالمغرب ليس

وراءهما إنسي؛ روي عن الحسن بن علي، رضي الله عنهما، أَنه ذكر حديثاً ذكر

فيه هاتين المدينتين.

من الْحُرُوف الَّتِي تُؤَنَّثُ وَيجوز تَذْكِيرُها، وَقد جَيَّمْتُ جِيماً: كَتَبْتُها، وَهِي من الْحُرُوف المَجْهُورَةِ، وَهِي ستَّةَ عشرَ حرفا، وَهِي أَيضاً من الحُروف المَحْقُورَةِ وهيلله: الْقَاف، وَالْجِيم، والطّاءُ، وَالدَّال، واباءُ، يجمعُهَا قَوْلك قطب جد. سُمِّيَت بذالك لأَنّهَا تُحْقَرُ فِي الوَقْف، وتُضْغَطُ عَن موَاضعهَا، وَهِي حُرُوف القَلْقَلَةِ؛ لأَنك لَا تستطيعُ الوقوفَ عَلَيْهَا إِلا بصَوْتٍ، وذالك لشدّةِ الحَقْرِ والضَّغْط، وذالك نَحْو: الْحَقْ، واذْهَبْ، واخْرُجْ.
وبعضُ العربِ أَشدُّ تصويتاً من بعضٍ، والجيمُ والشّين والضّاد ثلاثةٌ فِي حيِّزٍ واحِد، وَهِي من الحُرُوفِ الــشَّجْرِيّــة والشَّجْر: مَفْرَجُ الفمِ، ومَخْرَجُ الجِيمِ والكافِ والقافِ بَين عَكَدَة اللّسانِ وبينَ اللَّهَاةِ فِي أَقْصى الفَم.
وَقَالَ أَبو عَمرو: (قد تُبْدَلُ الجِيمُ من الياءِ المُشَدَّدَةِ) ، قَالَ: (و) قد أَبدَلوها من اليَاءِ (المُخَفَّفةِ) أَيضاً (كُفُقَيْمِجَ) مِثال المُشَدّدة. قَالَ وقُلْت لرجُلٍ من حَنْظَلَةَ: مِمَّن أَنت؟ فَقَالَ: فُقَيْمِجٌّ، فَقلت: من أَيّهم؟ قَالَ: مُرِّجٌّ. (و) أَنشد أَبو زيد فِي المُخَفَّفَةِ:
يَا رَبّ إِن كُنْتَ قَبِلْتَ (حَجَّتِجْ)
فَلَا يَزالُ شاحِجٌ يأْتِيكَ بِجْ
أَقْمَرُ نَهّازٌ يُنَزِّيَ وَفْرَتِجْ
(فِي فُقَيْمِيَ وحَجَّتِي) ، وأَنشد أَبو عمرٍ ولهِيْمانَ بنِ قُحافةَ السَّعْديّ:
يُطِيرُ عَنْهَا الوَبَرَ الصُّهابِجَا
قَالَ: يُريد الصُّهابِيَّ من الصُّهْبَة. وَقَالَ خلفٌ الأَحمرُ: أَنشدني رجلٌ من أَهلِ البادِيَة:
خالِي عُوَيْفٌ وأَبُو عَلِجِّ
المُطْعِمَانِ اللَّحْمَ بالعَشِجِّ
وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ
يُرِيد: عَلِيّاً والعَشِيَّ والبَرْنِيَّ، وَهُوَ مُعرب بَرْنِيك، أَي الحَمْلُ المُبَارَك ذكَرَ ذالك الجوهَرِيّ فِي الصّحاح، وابنُ مَالك فِي شَرْحَيْهِ الكافِيةِ والتَّسْهِيل، والرَّضِيّ فِي شَرْح شواهِدِ الشّافية، وابنُ عُصْفُورٍ فِي كتاب الضّرائِر، وصَرّح بأَنّها لَا تجوز فِي غير الضَّرُورَة، وأَوردها ابنُ جِنِّي فِي كتابِ سِرِّ الصنَاعَة، وسبقهم بذالك أُستاذُ الصَّنْعَة سِيبَوَيْه، فكتابُه البحرُ الْجَامِع.
قَالَ شَيخنَا: وَقَوله: المشَدَّدة، أَي سواءٌ كَانَت للنسب، كَمَا حَكَاهُ أَبو عَمْرو، أَوْ لَا، كالأَبيات، وَقَوله: والمُخَفَّفَة، أَي وَهِي لَا تكون للنَّسَب، كإِبْدَالها من ياءِ الضّمير، وياءِ أَمْسَيَتْ وأَمْسَى فِي قَوْله:
حَتَّى إِذا مَا أَمْسَجَتْ وأَمْسَجَا
وَنَحْوهمَا، وصرّح ابنُ عُصْفُور، وَغَيره بأَنّ ذالك كُلَّه قبيحٌ، وَهُوَ مأْخوذٌ من كلامِ سِيبَوَيْهٍ، وَغَيره من الأَئِمَّة.
وَمن العَرب طائِفَةٌ مِنْهُم قُضَاعَةُ يُبْدِلُونَ اليَاءَ إِذا وَقَعَتْ بعد الْعين جيماً، فَيَقُولُونَ فِي (هَذا رَاعِيَّ خَرَجَ مَعِي) : هاذا راعِجَّ خَرَجَ مَعِجْ، وَهِي الَّتِي يَقُولُونَ لَها: العَجْعَجَةُ، وَقد تقدَّم طَرف من ذالِكَ فِي الْخطْبَة، ويأْتي أَيضاً مَا يتعلَّق بِهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وكلامُ القَرافِيّ أَنّ مثلَهُ لغةٌ لطَيِّىءٍ ولبعض أَسد، وأَنشد الفَرّاءُ:
بَكَيْتُ والمُحْتَرِزُ البَكِجُّ
وإِنَّمَا يأْتي الصِّبا الصَّبِجُّ أَي البَكِيّ والصَّبِيُّ، وأَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ ويعقوبُ:
كأَنَّ فِي أَذْنَابِهِنَّ الشُّوَّلِ
من عَبَس الصَّيْفِ قُرُونَ الإِجَّلِ
يُرِيد: الإِيَّل.
وَقَالَ ابْن مَنْظُور عِنْد إِنشادِ قَوْله:
حتّى إِذا مَا أَمْسَجَتْ وأَمْسَجَا
مَا نَصه: أَمْسَتْ وأَمْسَى، لَيْسَ فيهمَا ياءٌ ظاهرةٌ يُنْطَق بهَا، وَقَوله: أَمْسَجَتْ وأَمْسَجَا، يقتضى أَن يكونَ الكلامُ أَمْسَيَتْ وأَمْسَيا، وَلَيْسَ النُّطْقُ كذالك، وَلَا ذُكِرَ أَيضاً أَنم يُبْدِلُونَها فِي التَّقْدِيرِ المَعْنَويّ، وَفِي هَذَا نَظَرٌ.

جيم

جيم: الجِيْمُ تُؤنِّثُهُ العَرَبُ، هذه جِيْمٌ.
(ج ي م)

الجِيم: حرف هجاء، وَهُوَ حرف مجهور.

جيم

2 جيّم جِيمًا He wrote a ج. (K.) جِيمٌ The letter ج: masc. and fem.: (T, K, * TA:) pl. أَجْيَامٌ and جِيمَاتٌ. (TA.) Quasi

جيم: الجيم: حرف هجاء، وهو حرف مجهور؛ التهذيب: الجيم من الحروف التي

تؤنث ويجوز تذكيرها. وقد جَيَّمْتُ جِيماً إِذا كتبتها

(* زاد في شرح

القاموس: الجيم بالكسر الجعل المغتلم، نقله في البصائر عن الخليل، وأنشد :

كأني جيم في الوغى ذو شكيمة * ترى البزل فيه راتعات ضوامرا

والجيم: الديباج، عن أبي عمرو الشيباني، وبه سمى كتابه في اللغة لحسنه،

نقله في البصائر).

جيم

( {الجِيمُ، بالكَسْر) أهمله الجَوْهَرِيّ، وقولُه: (الإِبِلُ المُغْتَلِمَةُ) وَهَمٌ، والّذي نَقَلَهُ بِنَفْسِه فِي البصائر عَن الخَلِيل قَالَ: الجِيمُ عِنْدَهُم: الجَمَلُ المُغْتَلِم، وَأنْشد:
(كَأَنِّيَ} جِيمٌ فِي الوَغَى ذُو شَكِيمَةٍ ... تَرَى البُزْلَ فِيهِ راتِعاتٍ ضَوامِرا)

(و) الجِيمُ أَيْضا (الدِّيباجُ) هَكَذَا (سَمِعْتُه من بَعْضِ العُلَماء نَقْلاً عَن أبي عَمْرٍ و) الشَّيْبانِيّ (مؤلِّف كِتابِ الْجِيم) .
قلتُ: نَقَلَ المُصَنِّف فِي البَصائر مَا نَصُّه: قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبانِيُّ: الجِيمُ فِي لُغَة العَرَب: الدِّيباج، ثمَّ قالَ: وَله كِتابٌ فِي اللُّغَة سَمَّاه الجِيم، كَأَنَّهُ شَبَّهَه بالدِّيباجِ لحُسْنِه، وَله حِكايَةٌ حَسَنَةٌ مَشْهُورَة، انْتهى. فَلَو قالَ المُصَنِّف هُنَا: والدِّيباجُ؛ ثمَّ قالَ: عَن أبي عَمْرٍ وَفِي كِتاب الجِيم، لكانَ مُفِيداً مُخْتَصرا. وقولُه: سَمِعْتُه إِلَى آخِرِه يَدُلُّ على أَنَّ المصنِّفَ لم يَطَّلِع على كِتابِ الجِيمِ، كَمَا هُوَ ظِاهرٌ. وكَلامه فِي البصائِر محتمِلٌ أنّه نَقَلَه مِنْهُ بِلَا واسِطَةٍ أَو نَقَلَ مِمَّن نَقَلَه مِنْهُ، فتأَمَّل.
(و) الجِيمُ: (حَرْفُ) هِجاءٍ مَجْهُور، وَفِي البَصائِر: اسمٌ لحَرْفٍ شَجْرِيٍّ، مَخْرِجُه مُفْتَتَحُ الفَم قَرِيبا من مَخارِج الْبَاء، يُذَكَّر (ويُؤَنَّثُ) . وَفِي التَّهْذيب: من الحُرُوف الَّتِي تَؤَنَّثُ ويَجُوز تَذْكِيرُها.
( {وجَيَّمَ} جِيماً) حَسَنَة: أَي: (كَتبَها) ، وجَمْعُه {أَجْيامٌ} وجِيماتٌ.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
{الجِيمُ: يُكْنَى بِهِ عَن الجِسْمِ، أَو الرُّوح، قَالَ الشَّاعِر:
(أَلاَ تَتَّقِينَ اللهَ فِي جِيمِ عاشِقٍ ... لَهُ كَبِدٌ حَرَّى عَلَيْكِ تَقَطَّعُ)

ويُرْوَى " فِي جَنْبِ عاشِقٍ " ويُكْنَى بِهِ أَيْضا عَن شُعُورِ الأَصْداغِ، قَالَ الشاعِرُ:
(لَهُ} جِيمُ صُدْغٍ فَوْقَ عاجٍ مُصَقَّلٍ ... كَلَيْلٍ على شَمْسِ النَّهارِ يَمُوجُ)

ك

ك: قال الليث: أُهملت القاف والكاف ووجوههما مع سائر الحروف.

ك


كَ
a. [ prefix ], Like; as; as well as; as also.

ضَرَبَكَ [ mas. ]
a. ضَرَبَكِ
[ fem.], He struck thee.
كِتَابُكَ [ mas.]
a. كِتَابُكِ
[ fem.], Thy book.
ذٰلِكَ لَكَ
a. That is for thee.

كَالأَسَدِ
a. Like, as the lion.

كَمَا قِيْلَ
a. As it was said.
ك alphabetical letter ك

[The twenty-second letter of the Alphabet, called كَافٌ. It is one of the letters termed مَهْمُوسَة, or non-vocal, i. e. pronounced with the breath only, without the voice; and it also belongs to the class called شَجَرِيَّــة. It is a radical letter.

b2: As a numeral it denotes twenty.

A2: ك, as a pronominal suffix, as a preposition, and as a particle of allocution, see Supplement.]

ك: الكاف من الحروف المَهْموسة وهي ضد المَجْهورة، قال الأَزهري: ومعنى

المَجْهور أَنه لَزِمَ موضعه إِلى انقضاء حروفه وحَبَس النَّفَس أَن

يَجْريَ معه فصار مجهوراً لأَنه لم يخالطه شيء غيره، وهي تسعة عشر حرفاً: ا ب

ج د ذ ر ز ض ط ظ ع غ ق ل م ن وي والهمزة؛ قال: والمهموس حرف لانَ في

مَخْرجه دون المَجْهور وجَرَى معه النفَسُ فكان دون المجهور في رفع الصوت،

وعدة حروفه عشرة: ت ث ح خ س ش ص و ك هـ؛ قال: ومخرج الجيم والقاف والكاف

بين عَكَدَةِ اللسان وبين اللَّهاةِ في أَقصى الفم.

وَهُوَ من الْحُرُوف المهموزة قَالَ الْأَزْهَرِي والمهموس: حرف لَان فِي مخرجة دون المجهور وَجرى مَعَه النَّفس فَكَانَ دون المجهور فِي رفع الصَّوْت وعدة حُرُوفه عشرَة هِيَ: ت ث خَ س ش ص ف ك هـ قَالَ: ومخرج الْجِيم وَالْقَاف وَالْكَاف بَين عكدة اللِّسَان وَبَين اللهاة فِي أقْصَى الْفَم قَالَ شَيخنَا: أبدلت الْكَاف من حرفين: الْقَاف فِي قَوْلهم عَرَبِيّ كح أَي قح وَالتَّاء فِي قَول الراجز: يَا ابْن الزبير طالما عصيكا أَي عصيت أنْشدهُ أَبُو عَليّ قَالَ ابْن أم قَاسم قلت: وَمن ابدال الْقَاف كافا قَوْلهم للمجنون هُوَ مألوق ومألوك نَقله ابْن عباد وَسَيَأْتِي ويبدل أَيْضا بِالْجِيم يُقَال: مَا تلوكت بألوك وعلوك وعلوج وَكَذَلِكَ مر يرتك ويرتج عَن يَعْقُوب
ك
1 [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الثَّاني والعشرون من -حروف الهجاء، وهو صوتٌ طبقيّ (من الطّبق ومؤخِّر اللِّسان)، مهموس، ساكن انفجاريّ (شديد)، مُرقَّق. 

ك2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جرّ يفيد التَّشبيه "تصرّف كما يجب- هو كالحديد صلابة- {كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ} ".
2 - حرف جرّ زائد، يفيد التوكيد "أنا كباحث أقرّ هذا الرأي- {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}: التقدير: ليس شيء مثله".
3 - حرف جرّ يفيد التعليل " {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ}: لهدايته إيَّاكم".
4 - حرف جرّ بمعنى (على) يفيد الاستعلاء "كن كما أنت: كن على الحال الذي أنت عليه".
5 - حرف خطاب يلحق اسمَ الإشارة مثل (ذاك، ذلك، تلك) والضمير المنفصل مثل (إيّاكَ، إيّاكِ)، وبعض أسماء الأفعال مثل (رويدك) "رويدك يا عمر- {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ} - {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ".
6 - ضمير خطاب متّصل للمفرد في محلّ نصب أو جرّ يفتح للمذكّر ويُكسر للمؤنّث، فإذا أريد المثنّى زيد على الكاف ميم وألف، وإذا أريد الجمع زيدت ميم فقط "احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ [حديث]- {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} - {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} - {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} - {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ} ". 

شَجَرَ

(شَجَرَ)
فِيهِ «إيَّاكُم وَمَا شَجَرَ بَيْنَ أَصْحَابِي» أَيْ مَا وقَعَ بْينهم مِنَ الاخْتِلافِ. يُقَالُ شَجَرَ الْأَمْرُ يَشْجُرُ شُجُوراً إِذَا اخْتلط. واشْتَجَرَ القومُ وتَشَاجَرُوا إِذَا تنازَعُوا واخْتَلَفوا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي عَمْرٍو النَّخَعِيِّ «يَشْتَجِرُونَ اشْتِجَارَ أطْباقِ الرَّأْس» أَرَادَ أنَّهم يَشْتَبِكُون فِي الفِتْنَة والحَرْب اشتِباَك أطْباَق الرَّأْسِ، وَهِيَ عِظامُه الَّتِي يدخُل بعضُها فِي بَعْض.
وَقِيلَ أَرَادَ يَخْتَلفون.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كنتُ آخِذًا بحَكَمة بَغْلة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَين وَقَدْ شَجَرْتُهَا بِهَا» أَيْ ضَربْتُها بِلجاَمِها أكُفُّها حَتَّى فتَحتْ فاَها، وَفِي رِوَايَةٍ «والعَبَّاس يَشْجُرُهَا، أَوْ يَشْتَجِرُهَا بلجامِهاَ» والشَّجْرُ: مَفْتَحُ الفَم. وَقِيلَ هُوَ الذَّقَن.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي إِحْدَى رِوَايَاتِهِ «قُبِض رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ شَجْرِي ونَحْرِي» وَقِيلَ هُوَ التَّشْبيك: أَيْ أَنَّهَا ضَمتَّه إِلَى نَحْرِهَا مُشبِّكة أَصَابِعَهَا.
(هـ) وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ أُمِّ سَعْدٍ «فَكَانُوا إِذَا أرادُوا أَنْ يُطْعِمُوها أَوْ يَسْقُوها شَجَرُوا فَاهَا» أَيْ أدْخَلوا فِي شَجْرِهِ عُوداً حَتَّى يَفْتحوه بِهِ.
وَحَدِيثُ بَعْضِ التَّابِعِينَ «تَفَقَّد فِي طَهَارَتِكِ كَذَا وَكَذَا، والشَّاكِلَ، والشَّجْرَ» أَيْ مُجْتَمَع اللَّحْيين تَحْتَ العَنْفَقَة.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الشُّرَاة «فَشَجَرْنَاهُم بالرِّماح» أَيْ طَعَنَّاهم بِهَا حَتَّى اشتَبَكت فِيهِمْ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ «ودُرَيدُ بْنُ الصِّمَّةِ يَوْمَئِذٍ فِي شِجَارٍ لَهُ» هُوَ مَرْكبٌ مكشُوفٌ دون الهوْدَج، ويقال له مَشْجَرٌ مِشْجَرٌ أَيْضًا.
وَفِيهِ «الصَّخْرة والشَّجَرَة مِنَ الْجَنَّةِ» قِيلَ أَرَادَ بالشَّجَرَةِ الكَرْمَةَ. وَقِيلَ يُحْتَمَلُ أَنْ يكونَ أَرَادَ شَجَرَةَ بَيْعَةِ الرِّضْوان بالحُدَيبَية؛ لِأَنَّ أَصْحَابَهَا اسْتَوْجَبُوا الْجَنَّةَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْأَكْوَعِ «حَتَّى كنتُ فِي الشَّجْرَاءِ» أَيْ بَيْنَ الْأَشْجَارِ المتكاَثِفًة، وَهُوَ للشَّجَرة كالقَصْباَء للقَصَبة، فَهُوَ اسمٌ مُفْردٌ يُراد بِهِ الجمعُ. وَقِيلَ هُوَ جَمْعٌ، وَالْأَوَّلُ أوجَه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ونأَى بِي الشَّجَر» أَيْ بَعُدَ بِي المرْعَى فِي الشَّجَرُ. 

ش

(الشِّينُ) حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ. 

ش


ش
a. Šīn The thirteenth letter of the alphabet. Its numerical value Three Hundred, (300).

ش: الشين من الحروف المَهْموسة، والمهْموس حرف لانَ في مَخْرَجه دون

المَجْهور وجرى مع النَّفَس، فكان دون المجهور في رفع الصوت، وهو من الحروف

الــشَّجْريَّــة أَيضاً.

ش
ش [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الثَّالث عشر من حروف الهجاء، وهو صوتٌ غاريّ (من الغار ومقدم اللِّسان)، مهموس، ساكن احتكاكيّ (رخو)، مُرقَّق. 
ش alphabetical letter ش

The thirteenth letter of the alphabet: called

شِينٌ. It is one of the letters termed مَهْمُوسَة [or non-vocal, i. e. pronounced with the breath only, without the voice]; and of the letters termed شَجْرِيَّــة, (TA,) from الشَّجْرُ, which means “ the place of the opening of the mouth. ” (TA on the letter ج. See also شِيْنٌ in art. شين.) It is sometimes substituted for the affixed pronoun of the second Pers\. fem., كِ; as in رَأَيْتُشِ for رَأَيْتُكِ, and as in the following verse, 
فَعَيْنَاشِ عَيْنَاهَا وَجِيدُشِ جِيدُهَا
وَلٰكِنَّ السَّاقِ مِنْشِ رَقِيقُ

[And thy two eyes are her two eyes, and thy neck is her neck; but the bone of thy shank is slender]; i. e. عَيْنَاكَ and جِيْدُكِ and مِنْكِ: this substitution for the affixed pronoun of the second Pers\. fem. is of dial. of Benoo-'Amr and Temeem; and is not restricted to cases of pausation, as is shown by the verse above cited, though some assert it to be so: it is also substituted for the ك of دِيك, when with kesr, so that they said دِيشٍ: also for جٍ, as in مُدَمَّشٌ[or مُدْمَشٌ], for مُدَمَّجٌ [or مُدْمَجٌ]: and for س, as in جَعْشُوشٌ, for جَعْسُوسٌ. (MF. [See also De Sacy's Chrest, Arabe, sec.

ed., iii. 530-31.])

A2: [As a numeral, it denotes Three hundred.]

لا

لا
ربما تأتي قبل الفعل لإثبات ضده كقوله:
{لا يُحِبُّ اَلظَلِمِينَ} .
أي يبغضهم :
ومنه قوله تعالى:
{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} .
أي يبطل ما علموه ، ويعلموا خلافه: وهو أن يعلموا أنهم لا يقدرون . والدليل على معنى الإثبات ما جاء من قوله:
{وأنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} .

لا: الليث: لا حَرْفٌ يُنْفَى به ويُجْحَد به، وقد تجيء زائدة مع اليمين

كقولك لا أُقْسِمُ بالله. قال أَبو إِسحق في قول الله عز وجل: لا

أُقْسِمُ بيومِ القيامة، وأَشْكالِها في القرآن: لا اختلاف بين الناس أَن

معناه أُقْسِمُ بيوم القيامة، واختلفوا في تفسير لا فقال بعضهم لا لَغْوٌ،

وإِن كانت في أَوَّل السُّورة، لأَن القرآن كله كالسورة الواحدة لأَنه متصل

بعضه ببعض؛ وقال الفرّاء: لا ردٌّ لكلام تقدَّم كأَنه قيل ليس الأَمر

كما ذكرتم؛ قال الفراء: وكان كثير من النحويين يقولون لا صِلةٌ، قال: ولا

يبتدأُ بجحد ثم يجعل صلة يراد به الطرح، لأَنَّ هذا لو جاز لم يُعْرف خَبر

فيه جَحْد من خبر لا جَحْد فيه، ولكن القرآن العزيز نزل بالردّ على

الذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنةَ والنار، فجاء الإِقْسامُ بالردّ عليهم في

كثير من الكلام المُبْتدإ منه وغير المبتدإ كقولك في الكلام لا واللهِ لا

أَفعل ذلك، جعلوا لا، وإِن رأَيتَها مُبتدأَةً، ردًّا لكلامٍ قد مَضَى،

فلو أُلْغِيَتْ لا مِمّا يُنْوَى به الجوابُ لم يكن بين اليمين التي تكون

جواباً واليمين التي تستأْنف فرق. وقال الليث: العرب تَطرح لا وهي

مَنْوِيّة كقولك واللهِ أضْرِبُكَ، تُريد والله لا أَضْرِبُكَ؛ وأَنشد:

وآلَيْتُ آسَى على هالِكِ،

وأَسْأَلُ نائحةً ما لَها

أَراد: لا آسَى ولا أَسأَلُ. قال أَبو منصور: وأَفادَنِي المُنْذري عن

اليزِيدي عن أَبي زيد في قول الله عز وجل: يُبَيِّن اللهُ لكم أَن

تَضِلُّوا؛ قال: مَخافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارَ أَن تَضِلوا، ولو كان يُبَيّنُ

الله لكم أَنْ لا تَضِلوا لكان صواباً، قال أَبو منصور: وكذلك أَنْ لا

تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعنى واحد. قال: ومما جاء في القرآن العزيز مِن هذا

قوله عز وجل: إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السمواتِ والأَرضَ أَنْ تَزُولا؛ يريد

أَن لا تزولا، وكذلك قوله عز وجل: أَن تَحْبَطَ أَعمالُكم وأَنتم لا

تَشْعُرون؛ أَي أَن لا تَحْبَطَ، وقوله تعالى: أَن تقولوا إِنما أُنْزِلَ

الكتابُ على طائفَتَيْنِ مِن قَبْلنا؛ معناه أَن لا تقولوا، قال: وقولك

أَسأَلُك بالله أَنْ لا تقولَه وأَنْ تَقُولَه، فأَمَّا أَنْ لا تقولَه

فجاءَت لا لأَنك لم تُرد أَن يَقُوله، وقولك أَسأَلك بالله أَن تقوله سأَلتك

هذا فيها معنى النَّهْي، أَلا ترى أَنك تقول في الكلام والله أَقول ذلك

أَبداً، والله لا أَقول ذلك أَبداً؟ لا ههنا طَرْحُها وإِدْخالُها سواء

وذلك أَن الكلام له إِباء وإِنْعامٌ، فإِذا كان من الكلام ما يجيء من باب

الإِنعام موافقاً للإٍباء كان سَواء وما لم يكن لم يكن، أَلا ترى أَنك

تقول آتِيكَ غَداً وأَقومُ معك فلا يكون إِلا على معنى الإِنعام؟ فإذا قلت

واللهِ أَقولُ ذلك على معنى واللهِ لا أَقول ذلك صَلَحَ، وذلك لأَنَّ

الإِنْعام واللهِ لأَقُولَنَّه واللهِ لأَذْهَبَنَّ معك لا يكون واللهِ أَذهب

معك وأَنت تريد أَن تفعل، قال: واعلم أَنَّ لا لا تكون صِلةً إِلاَّ في

معنى الإِباء ولا تكون في معنى الإِنعام. التهذيب: قال الفراء والعرب

تجعل لا صلة إِذا اتصلت بجَحْدٍ قبلَها؛ قال الشاعر:

ما كانَ يَرْضَى رسولُ اللهِ دِيْنَهُمُ،

والأَطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ ولا عُمَر

أَرادَ: والطَّيِّبانِ أَبو بكر وعمر. وقال في قوله تعالى: لِئلاَّ

يَعْلَمَ أَهْلُ الكتابِ أَنْ لا يَقْدِرُونَ على شيء من فَضْلِ اللهِ؛ قال:

العرب تقول لا صِلةً في كلّ كلام دخَل في أَوَّله جَحْدٌ أَو في آخره جحد

غير مُصرَّح، فهذا مما دخَل آخِرَه الجَحْدُ فجُعلت لا في أَوَّله

صِلةً، قال: وأَما الجَحْدُ السابق الذي لم يصرَّحْ به فقولك ما مَنَعَكَ أَن

لا تَسْجُد، وقوله: وما يُشْعِرُكُمْ أَنها إِذا جاءت لا يُؤْمِنون،

وقوله عز وجل: وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنهم لا يَرْجِعُون؛ وفي

الحَرام معنى جَحْدٍ ومَنْعٍ، وفي قوله وما يُشْعركم مثله، فلذلك جُعِلت لا

بعده صِلةً معناها السُّقوط من الكلام، قال: وقد قال بعضُ مَن لا يَعرف

العربية، قال: وأُراه عَرْضَ بأَبِي عُبيدة، إِن معنى غير في قول الله عز

وجل: غير المغضوب عليهم، معنى سِوَى وإِنَّ لا صلةٌ في الكلام؛ واحتج

بقوله:

في بئْرِ لا حُورٍ سرى وما شَعَرْ

بإِفْكِه، حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْ

قال: وهذا جائز لأَن المعنى وقَعَ فيما لا يتبيَّنْ فيه عَمَلَه، فهو

جَحْدُ محض لأَنه أَراد في بئرِ ما لا يُحِيرُ عليه شيئاً، كأَنك قلت إِلى

غير رُشْد توجَّه وما يَدْرِي. وقال الفراء: معنى غير في قوله غير

المغضوب معنى لا، ولذلك زِدْتَ عليها لا كما تقول فلان غيرُ مُحْسِنٍ ولا

مُجْمِلٍ، فإِذا كانت غير بمعنى سِوَى لم يجز أَن تَكُرّ عليه، أَلا ترَى أَنه

لا يجوز أَن تقول عندي سِوَى عبدِ الله ولا زيدٍ؟ وروي عن ثعلب أَنه سمع

ابن الأَعرابي قال في قوله:

في بئر لا حُورٍ سرى وما شَعَر

أَراد: حُؤُورٍ أَي رُجُوع، المعنى أَنه وقع في بئرِ هَلَكةٍ لا رُجُوعَ

فيها وما شَعَرَ بذلك كقولك وَقع في هَلَكَةٍ وما شَعَرَ بذلك، قال:

ويجيء لا بمعنى غير؛ قال الله عز وجل: وقِفُوهُمْ إِنَّهم مسؤُولون ما لكم

لا تَناصَرُون؛ في موضع نصب على الحال، المعنى ما لكم غيرَ مُتناصِرين؛

قاله الزجاج؛ وقال أَبو عبيد: أَنشد الأَصمعي لساعدة الهذلي:

أَفَعَنْك لا بَرْقٌ كأَنَّ وَمِيضَه

غابٌ تَسَنَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ

قال: يريد أَمِنك بَرْقٌ، ولا صلة. قال أَبو منصور: وهذا يخالف ما قاله

الفراء إِن لا لا تكون صلة إِلا مع حرف نفي تقدَّمه؛ وأَنشد الباهلي

للشماخ:

إِذا ما أَدْلَجْتْ وضَعَتْ يَداها،

لَها الإِدْلاج لَيْلَه لا هُجُوعِ

أَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ التي لا يُهْجَعُ فيها، يعني الناقة

ونَفَى بلا الهُجُوعَ ولم يُعْمِلْ، وترك هُجُوع مجروراً على ما كان

عليه من الإِضافة؛ قال: ومثله قول رؤبة:

لقد عرَفْتُ حِينَ لا اعْتِرافِ

نَفى بلا وترَكَه مجروراً؛ ومثله:

أَمْسَى بِبَلْدَةِ لا عَمٍّ ولا خال

وقال المبرد في قوله عز وجل: غَيْرِ المَغْضوبِ عليهم ولا الضالِّين؛

إِنما جاز أَن تقع لا في قوله ولا الضَّالين لأَن معنى غير متضمن معنى

النَّفْي، والنحويون يُجيزون أَنتَ زيداً غَيْرُ ضارِبٍ لأَنه في معنى قولك

أَنتَ زيداً لا ضارِبٌ، ولا يجيزون أَنت زيداً مِثْلُ ضارِب لأَن زيداً من

صلة ضارِبٍ فلا تتقدَّم عليه، قال: فجاءت لا تُشَدِّد من هذا النفي الذي

تضمنه غيرُ لأَنها تُقارِبُ الداخلة، أَلا ترى أَنك تقول جاءَني زيد

وعمرو، فيقول السامع ما جاءَك زيد وعَمرو؟ فجائز أَن يكون جاءَه أَحدُهما،

فإِذا قال ما جاءَني زيد ولا عمرو فقد تَبَيَّن أَنه لم يأْت واحد منهما.

وقوله تعالى: ولا تَسْتَوي الحَسَنةُ ولا السَّيِّئةُ؛ يقارب ما ذكرناه

وإِن لم يَكُنْه. غيره: لا حرفُ جَحْد وأَصل ألفها ياء، عند قطرب، حكاية

عن بعضهم أَنه قال لا أَفعل ذلك فأَمال لا. الجوهري: لا حرف نفي لقولك

يَفْعَل ولم يقع الفعل، إِذا قال هو يَفْعَلُ غَداً قلت لا يَفْعَلُ غداً،

وقد يكون ضدّاً لبَلَى ونَعَمْ، وقد يكون للنَّهْي كقولك لا تَقُمْ ولا

يَقُمْ زيد، يُنهى به كلُّ مَنْهِيٍّ من غائب وحاضِر، وقد يكون لَغْواً؛

قال العجاج:

في بِئرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ

وفي التنزيل العزيز: ما مَنَعَك أَن لا تَسْجُد؛ أَي ما منعك أَن

تسْجُد، وقد يكون حرفَ عطف لإِخراج الثاني مما دخل فيه الأَول كقولك رأَيت

زيداً لا عَمراً، فإَن أَدْخَلْتَ عليها الواو خَرَجَتْ من أَن تكون حَرْفَ

عطفٍ كقولك لم يقم زيد ولا عمرو، لأَن حُروف النسق لا يَدخل بعضُها على

بعض، فتكون الواو للعطف ولا إِنما هي لتأْكيد النفي؛ وقد تُزاد فيها التاء

فيقال لاتَ؛ قال أَبو زبيد:

طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ

وإِذا استقبلها الأَلف واللام ذهبت أَلفه كما قال:

أَبَى جُودُه لا البُخْلَ، واستَعْجلتْ نَعَمْ

بهِ مِنْ فَتًى، لا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْ

قال: وذكر يونس أَن أَبا عمرو بن العلاء كان يجرّ البُخل ويجعل لا

مُضافة إِليه لأَنَّ لا قد تكون للجُود والبُخْلِ، أَلا ترى أَنه لو قيل له

امْنَعِ الحَقَّ فقال لا كان جُوداً منه؟ فأَمَّا إِنْ جَعَلْتَها لغواً

نصَبْتَ البُخل بالفعل وإِن شئت نصَبْتَه على البدل؛ قال أَبو عمرو: أَراد

أَبَى جُودُه لا التي تُبَخِّلُ الإِنسان كأَنه إِذا قيل له لا تُسْرِفُ

ولا تُبَذِّرْ أَبَى جُوده قولَ لا هذه، واستعجلت نعم فقال نَغَم

أَفْعلُ ولا أَترك الجُودَ؛ قال: حكى ذلك الزجاج لأَبي عمرو ثم قال: وفيه قولان

آخران على رواية مَن روى أَبَى جُودُه لا البُخْل: أَحدهما معناه أَبَى

جُوده البُخْلَ وتَجعل لا صِلةً كقوله تعالى: ما منَعك أَن لا تَسْجُدَ،

ومعناه ما منعكَ أَن تسجُدَ، قال: والقول الثاني وهو حَسَن، قال: أرى أَن

يكون لا غيرَ لَغْوٍ وأَن يكون البُخل منصوباً بدلاً من لا، المعنى: أبي

جُودُه لا التي هي للبُخْل، فكأَنك قلت أَبَى جُوده البُخْلَ وعَجَّلَتْ

به نَعَمْ. قال ابن بري في معنى البيت: أَي لا يَمْنَعُ الجُوعَ

الطُّعْمَ الذي يَقْتُله؛ قال: ومن خفض البُخْلَ فعلى الإِضافةِ، ومَن نصب

جَعَله نعتاً للا، ولا في البيت اسمٌ، وهو مفعول لأَبَى، وإِنما أَضاف لا إِلى

البُخل لأَنَّ لا قد تكون للجُود كقول القائل: أَتَمْنَعُني من عَطائك،

فيقول المسؤول: لا، ولا هنا جُودٌ. قال: وقوله وإِن شئت نصبته على البدل،

قال: يعني البخل تنصبه على البدل من لا لأَن لا هي البُخل في المعنى،

فلا يكون لَغْواً على هذا القول.

لا الناهية: هي التي يطلب بها ترك الفعل وإسناد الفعل إليها مجازًا؛ لأن الناهي هو المتكلم بواسطتها.
لا: تكونُ نافِيَةً، وهي على خَمْسَةِ أوْجُهٍ: عامِلَةٌ عَمَلَ إنَّ، وعَمَلَ ليس، ولا تَعْمَلُ إلا في النَّكِراتِ، كقولِهِ:
مَنْ صَدَّ عن نِيرانِها ... فأَنَا ابنُ قَيْسٍ لا بَراح
وتكونُ عاطِفةً بِشَرْطِ أن يَتَقَدَّمَها إثْباتٌ: كجاءَ زَيْدَ لا عَمْرٌو، أو أمْرٌ: كاضْرِبْ زَيْداً لا عمْراً، وأن يَتَغَايَرَ مُتعاطِفاها، فلا يجوزُ: جاءَنِي رجلٌ لا زَيْدٌ، لأنه يَصْدُقُ على زيدٍ اسمُ الرَّجُلِ، وتكونُ جَوَاباً مُناقضاً لِنَعَمْ، وتُحْذَفُ الجُمَلُ بعدَها كثيراً، وتُعْرَضُ بين الخافِضِ والمَخْفوضِ، نحوُ: جِئْتُ بِلا زادٍ، وغَضِبْتُ من لا شيءٍ، وتكونُ مَوْضوعةً لِطَلَبِ التَّرْكِ، وتَخْتَصُّ بالدُّخولِ على المُضارِعِ، وتَقْتَضِي جَزْمَهُ واسْتِقْبالَه: {لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أوْلِياءَ} وتكونُ زائِدةً: {ما مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ألاَّ تَتَّبِعَني} ، {ما مَنَعَكَ أنْ لا تَسْجُدَ} ، {لِئَلاَّ يَعْلَمَ أهلُ الكِتابِ} .
ل ا: لَا حَرْفُ نَفْيٍ لِقَوْلِكَ يَفْعَلُ وَلَمْ يَقَعِ الْفِعْلُ. إِذَا قَالَ: هُوَ يَفْعَلُ غَدًا قُلْتَ: لَا يَفْعَلُ غَدًا. وَقَدْ يَكُونُ ضِدًّا لِبِلَى وَنَعَمْ. وَقَدْ يَكُونُ لِلنَّهْيِ كَقَوْلِكَ: لَا تَقُمْ وَلَا يَقُمْ زَيْدٌ يُنْهَى بِهِ كُلُّ مَنْهِيٍّ مِنْ غَائِبٍ وَحَاضِرٍ. وَقَدْ يَكُونُ لَغْوًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} [الأعراف: 12] أَيْ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ. وَقَدْ يَكُونُ حَرْفَ عَطْفٍ لِإِخْرَاجِ الثَّانِي مِمَّا دَخَلَ فِيهِ الْأَوَّلُ كَقَوْلِكَ: رَأَيْتُ زَيْدًا لَا عَمْرًا، فَإِنْ أَدْخَلَتْ عَلَيْهَا الْوَاوَ خَرَجَتْ مِنْ أَنْ تَكُونَ حَرْفَ عَطْفٍ كَقَوْلِكَ: لَمْ يَقُمْ زَيْدٌ وَلَا عَمْرٌو لِأَنَّ حُرُوفَ الْعَطْفِ لَا يَدْخُلُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فَتَكُونُ الْوَاوُ لِلْعَطْفِ وَلَا لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ. وَقَدْ تُزَادُ فِيهَا التَّاءُ فَيُقَالُ: لَاتَ كَمَا سَبَقَ فِي [ل ي ت] وَإِذَا اسْتَقْبَلَهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ ذَهَبَتْ أَلِفُهَا لَفْظًا كَقَوْلِكَ: الْجِدُّ يَرْفَعُ لَا الْجَدُّ. 
لا: لا: حرف يُنْفَى به ويُجْحَد، وقد تَجيءُ زائدةً، وإنّما تَزيدها العَرَبُ مع اليَمين، كقولك: لا أُقْسِمُ باللَّه لأُكْرِمَنّك، إنّما تُريد: أُقْسِمُ باللَّه.. وقد تَطْرَحُها العَرَبُ وهي مَنْويّة، كقولك، واللَّهِ أَضْرِبُك، تريد: واللَّه لا أضربك، قالت الخنساء :

فآليتُ آسَى على هالك ... وأسأل باكية مالها

أي: آلت لا آسَى، ولا أسأل. فإِذا قلت: لا واللَّه أكرمُك كان أبين، فإِنْ قلت: لا واللَّه لا أكرمك كان المعنى واحداً. وفي القرآن: ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ، وفي قراءة أخرى: أَنْ تَسْجُدَ والمعنى واحد.. وتقول: أَتَيْتُك لتغضبَ عليّ أيْ: لئلاّ تَغْضَبَ عليّ. وقال ذو الرّمّة :

كأنّهنّ خوافي أَجْدلٍ قَرِمٍ ... ولَّى ليسبقَه بالأَمْعَزِ الخَرَبُ

أي: لئلاّ يسبقه، وقال:

ما كان يَرْضَى رسولُ الله فعلهم والطيبان أبو بكرِ ولا عُمَرُ 

صار (لا) صلة زائدة، لأنّ معناه: والطّيّبان أبو بكر وعمر. ولو قلت: كان يرضى رسول الله فعلهم والطبيان أبو بكر ولا عمر لكان مُحالاً، لأنّ الكلام في الأوّل واجبٌ حَسَنٌ، لأنّه جحود، وفي الثّاني متناقض. وأمّا قَوْلًه: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ف (لا) بمعنى (لم) كأنّه قال: فلم يَقْتَحِمِ العَقَبة. ومثله قوله عز وجل: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى  ، إلاّ أنّ (لا) بهذا المعنى إذا كُرِّرت أَفْصَحُ منها إذا لم تُكَرَّرْ، وقد قال أميّة :

وأيُّ عبدٍ لك لا ألما

أي: لم تُلْمِمْ. [وإذا جعلتَ (لا) اسماً قلت ] : هذه لاءٌ مكتوبة، فتَمُدُّها لِتَتِمَّ الكلمة اسماً، ولو صَغّرت قلت: هذه لُوَيّة مَكتوبَةٌ إذا كانت صغيرة الكِتْبة غير جليلة.
لا
لا [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف نفي يكون جوابًا، عكس نَعَم "هل جاء الطبيب؟ فتقول: لا".
2 - حرف يدخل على الجملة الاسميّة؛ فينصب المبتدأ ويرفع الخبر، وتسمَّى لا النافية للجنس "لا شكّ في صدقك- {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} " ° لا أبا لك/ لا أَب لك: تعبير يُقال للمبالغة في المدح لاعتماده في حياته على ذاته لا على والده- لا جرمَ: لابدّ أو حقًّا- لا ناقَةَ له فيه ولا جَمَل [مثل]: لا شأن له فيه.
3 - حرف يعمل عمل ليس، وتسمَّى (لا) النافية للوحدة "لا ولدٌ واقفًا".
4 - حرف نفي وعطف بشرط أن يتقدّمه إثبات "جاء محمدٌ لا عليٌ".
5 - حرف جزم يفيد النهي أو الدّعاء، يختصّ بالدخول على المضارع مع معنى الاستقبال، وتسمَّى (لا) الناهية " {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ. وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ} - {وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} ".
6 - حرف يفيد الدُّعاء بالخير أو بالشرّ إذا دخل على الماضي ولم يتكرّر "لا عدمناك- لا رحمه الله- لا فُضَّ فوك".
7 - سابقة تلحق صدر الكلمة لتدلّ على الفقد أو الانقطاع أو الكفّ أو التلاشي، وتدخل في تركيب عدد من الكلمات "لا شعور/ لا مبالاة/ لاسلكيّة/ لا إنسانيّ/ لا أدريّة/ لا فقاريّة/ لا عقلانيّة/ لا نهاية/ لا مركزيّة/ لا نهائيّ".
8 - حرف زائد للتقوية والتأكيد " {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ}: لا تستوي الحسنة والسيئة".
9 - حرف نفي غير عامل " {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِم وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ".
10 - حرف نفي يعترض بين الجارّ والمجرور "جئت بلا زاد". 

لاءات [جمع]: مف لا: عبارات نفي مبدوءة بـ (لا) "أصدر المؤتمر ثلاث لاءات حاسمة". 
[لا] لا: حرف نفى لقولك يفعل ولم يقع الفعل، إذا قال هو يفعل غدا . وقد يكون ضدا لبلى ونعم. وقد يكون للنهى، كقولك: لا تقم ولا يقم زيد، ينهى به كل منهى من غائب أو حاضر. وقد يكون لغوا. قال العجاج:

في بئر لا حور سرى وما شعر  وقال تعالى: (ما منعك أن لا تسجد) أي ما منعك أن تسجد. وقد يكون حرف عطف لاخراج الثاني مما دخل فيه الاول، كقولك: رأيت زيدا لا عمرا. فإن أدخلت عليها الواو خرجت من أن تكون حرف عطف، كقولك: لم يقم زيد ولا عمرو ; لان حروف النسق لا يدخل بعضها على بعض، فتكون الواو للعطف ولا إنما هي لتوكيد النفى. وقد تزاد فيه التاء فيقال: لات، وقد ذكرناه في باب التاء. وإذا استقبلها الالف واللام ذهبت ألفه، كما قال: أبى جوده لا البخل واستعجلت نعم * به من فتى لا يمنع الجوع قاتله وذكر يونس أن أبا عمرو بن العلاء كان يجر البخل ويجعل لا مضافة إليه، لان لا قد تكون للجود وللبخل، ألا ترى أنه لو قيل له امنع الحق فقال لا، كان جودا منه. فأما إن جعلتها لغوا نصبت البخل بالفعل , وإن شئت نصبته على البدل. وقولهم: إما لى فافعل كذا، بالامالة، أصله إن لا، وما صلة، ومعناه إن لا يكون ذلك الامر فافعل كذا. وأما قول الكميت: كلا وكذا تغميضة ثم هجتم * لدى حين أن كانوا إلى النوم أفقرا فيقول: كان نومهم في القلة والسرعة كقول القائل: لا وذا. و (لو) : حرف تمن، وهو لامتناع الثاني من أجل امتناع الأوَّل، تقول: لَوْ جِئتني لأكرمتك. وهو خلافُ إنْ التي للجزاء، لانها توقع الثاني من أجل وجود الاول. وأما (لولا) فمركبة من معنى إنْ ولَوْ، وذلك أنْ لولا يمنع الثاني من أجل وجود الأول، تقول: لولا زيدٌ لهلكنا، أي امتنع وقوع الهلاك من أجل وجود زيد هناك. وقد تكون بمعنى هَلاَّ، كقول الشاعر : تَعُدَّونَ عَقْرَ النيبِ أفضلَ مجدِكم * بنى ضَوْطرى لولا الكَمِيَّ المقنعا وهو كثير في القرآن. وإن جعلت لو اسماً شدَّدته فقلت قد أكثرتَ من اللو ; لان حروف المعاني والاسماء الناقصة إذا صيرت أسماء تامة، بإدخال الالف واللام عليها أو بإعرابها، شدد ما هو منها على حرفين ; لانه يزاد في آخره حرف من جنسه فيدغم ويصرف، إلا الالف فإنك تزيد عليها مثلها فتمدها، لانها تنقلب عند التحريك لاجتماع الساكنين همزة، فتقول في لا: كتبت لاء جيدة. قال أبو زبيد: ليتَ شعري وأين منِّيَ لَيْتٌ * إنَّ لَيْتاً وإنَّ لوًّا عَناءُ
لا
«لَا» يستعمل للعدم المحض. نحو: زيد لا عالم، وذلك يدلّ على كونه جاهلا، وذلك يكون للنّفي، ويستعمل في الأزمنة الثّلاثة، ومع الاسم والفعل غير أنه إذا نفي به الماضي، فإمّا أن لا يؤتى بعده بالفعل، نحو أن يقال لك: هل خرجت؟ فتقول: لَا، وتقديره: لا خرجت.
ويكون قلّما يذكر بعده الفعل الماضي إلا إذا فصل بينهما بشيء. نحو: لا رجلا ضربت ولا امرأة، أو يكون عطفا. نحو: لا خرجت ولَا ركبت، أو عند تكريره. نحو: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى [القيامة/ 31] أو عند الدّعاء. نحو قولهم: لا كان، ولا أفلح، ونحو ذلك. فممّا نفي به المستقبل قوله: لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ [سبأ/ 3] وفي أخرى: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ [يونس/ 61] وقد يجيء «لَا» داخلا على كلام مثبت، ويكون هو نافيا لكلام محذوف وقد حمل على ذلك قوله: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ [القيامة/ 1] ، فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ [المعارج/ 40] ، فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ [الواقعة/ 75] ، فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ [النساء/ 65] وعلى ذلك قول الشاعر: لا وأبيك ابنة العامريّ
وقد حمل على ذلك قول عمر رضي الله عنه- وقد أفطر يوما في رمضان فظنّ أنّ الشمس قد غربت ثم طلعت-: لا، نقضيه ما تجانفنا لإثم فيه، وذلك أنّ قائلا قال له قد أثمنا فقال لا، نقضيه. فقوله: «لَا» ردّ لكلامه قد أثمنا، ثم استأنف فقال: نقضيه . وقد يكون لَا للنّهي نحو: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ [الحجرات/ 11] ، وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ [الحجرات/ 11] ، وعلى هذا النّحو: يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ [الأعراف/ 27] ، وعلى ذلك: لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ [النمل/ 18] ، وقوله: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ [البقرة/ 83] فنفي قيل تقديره: إنهم لا يعبدون، وعلى هذا: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ [البقرة/ 84] وقوله:
ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ [النساء/ 75] يصحّ أن يكون «لا تقاتلون» في موضع الحال : ما لكم غير مقاتلين. ويجعل «لَا» مبنيّا مع النّكرة بعده فيقصد به النّفي. نحو: فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ [البقرة/ 197] ، [وقد يكرّر الكلام في المتضادّين ويراد إثبات الأمر فيهما جميعا. نحو أن يقال: ليس زيد بمقيم ولا ظاعن. أي: يكون تارة كذا وتارة كذا، وقد يقال ذلك ويراد إثبات حالة بينهما. نحو أن يقال: ليس بأبيض ولا أسود] ، وإنما يراد إثبات حالة أخرى له، وقوله: لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ [النور/ 35] .
فقد قيل معناه: إنها شرقيّة وغربيّة . وقيل معناه:
مصونة عن الإفراط والتّفريط. وقد يذكر «لَا» ويراد به سلب المعنى دون إثبات شيء، ويقال له الاسم غير المحصّل. نحو: لا إنسان، إذا قصدت سلب الإنسانيّة، وعلى هذا قول العامّة:
لا حدّ. أي: لا أحد.

لا التي تكون للتبرئة: النحويون يجعلون لها وجوهاً في نصب المُفرد

والمُكَرَّر وتنوين ما يُنوَّنُ وما لا يُنوَّن، والاخْتِيارُ عند جميعهم

أَن يُنصَب بها ما لا تُعادُ فيه كقوله عز وجل: أَلم ذلك الكتابُ لا

رَيْبَ فيه؛ أَجمع القراء على نصبه. وقال ابن بُزرْج: لا صلاةَ لا رُكُوعَ

فيها، جاء بالتبرئة مرتين، وإِذا أَعَدْتَ لا كقوله لابَيْعَ لا بَيْعَ فيه

ولا خُلَّة ولا شفاعة فأَنتَ بالخيار، إِن شئت نصبت بلا تنوين، وإِن شئت

رَفَعْتَ ونوَّنْتَ، وفيها لُغاتٌ كثيرة سوى ما ذكرتُ جائزةٌ عندهم.

وقال الليث: تقول هذه لاء مَكْتوبةٌ فتَمُدُّها لتَتِمَّ الكلمة اسماً، ولو

صغرت لقلت هذه لُوَيَّةٌ مكتوبة إِذا كانت صغيرة الكِتْبة غيرَ جَليلةٍ.

وحكى ثعلب: لَوَّيْت لاء حَسَنَةً عَمِلْتها، ومدَّ لا لأَنه قد صيَّرَها

اسماً، والاسمُ لا يكون على حرفين وَضْعاً، واخْتارَ الأَلف من بين حروف

المَدِّ واللين لمكان الفَتْحة، قال: وإِذا نسبت إِليها قلت لَوَوِيٌّ

(* قوله« لووي إلخ» كذا في الأصل وتأمله مع قول ابن مالك:

وضاعف الثاني من ثنائي * ثانيه ذو لين كلا ولائي)

وقصِيدةٌ لَوَوِيَّةٌ: قافِيَتُها لا. وأَما قول الله عز وجل: فلا

اقْتَحَمَ العَقَبةَ، فلا بمعنى فَلَمْ كأَنه قال فلم يَقْتَحِمِ العَقَبةَ،

ومثله: فلا صَدَّقَ ولا صَلَّى، إِلاَّ أَنَّ لا بهذا المعنى إِذا

كُرِّرَتْ أَسْوَغُ وأَفْصَحُ منها إِذا لم تُكَرَّرْ؛ وقد قال الشاعر:

إِنْ تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ جَمَّا،

وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا؟

وقال بعضهم في قوله: فلا اقْتَحَمَ العَقَبةَ؛ معناها فما، وقيل:

فَهَلاَّ، وقال الزجاج: المعنى فلم يَقْتَحِم العقبةَ كما قال فلا صَدَّق ولا

صَلَّى ولم يذكر لا ههنا إِلاَّ مرة واحدة، وقلَّما تتَكَلَّم العرب في

مثل هذا المكان إِلاَّ بلا مَرَّتَيْنِ أَو أَكثر، لا تكاد تقول لا

جِئْتَني تُريد ما جِئْتَني ولا نري صلح

(*قوله «نري صلح» كذا في الأصل بلا نقط

مرموزاً له في الهامش بعلامة وقفة.) والمعنى في فلا اقْتَحَمَ موجود لأَن

لا ثابتة كلها في الكلام، لأَن قوله ثم كان من الذين آمنوا يَدُلُّ على

معنى فلا اقْتَحَمَ ولا آمَنَ، قال: ونحوَ ذلك قال الفراء، قال الليث:

وقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيقال أَلا لا؛ وأَنشد: فقامَ

يَذُودُ الناسَ عنها بسَيْفِه

وقال: أَلا لا من سَبيلٍ إِلى هِنْدِ

ويقال للرجل: هل كان كذا وكذا؟ فيقال: أَلا لا ؛ جَعَلَ أَلا تَنْبيهاً

ولا نفياً. وقال الليث في لي قال: هما حَرْفانِ مُتباينان قُرِنا

واللامُ لامُ الملكِ والياء ياء الإضافة؛ وأَما قول الكميت:

كَلا وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمُ

لَدى حين أَنْ كانُوا إِلى النَّوْمِ، أَفْقَرا

فيقول: كانَ نَوْمُهم في القِلَّةِ كقول القائل لا وذا، والعرب إِذا

أَرادوا تَقْلِيل مُدَّة فِعْلٍ أَو ظهور شيء خَفِيَ قالوا كان فِعْلُه

كَلا، وربما كَرَّروا فقالوا كلا ولا؛ ومن ذلك قول ذي الرمة:

أَصابَ خَصاصةً فبَدا كَليلاً

كلا، وانْغَلَّ سائرُه انْغِلالا

وقال آخر:

يكونُ نُزولُ القَوْمِ فيها كَلا ولا

[لا] ن: "لا" وقرة عيني! هي زائدة أو نافية لمحذوف، أي لا شيء غير ما أقول. وكذا ح: "لا" أريد أن أخبركم عن نبيكم، لا زائدة، أو المعنى: لا أريد الخبر عنه بل أعظكم من عند نفسي، لكني الآن أزيدكم على ما أردت بحديثه صلى الله عليه وسلم. وح: "لا" وهو يدافعه الأخبثان، أي لا صلاة لمصل وهو يدافعه، وروى برك "لا" فهو مبتدأ ويدافعه خبره، والجملة معطوفة على أخرى، وفيه حذف أي لا صلاة حين يدافعه. وح: "لا" إنا ظننا، أي لا مانع إلا توهم أن البعض قائم فنزعجه. وح: "لا" عليكم أن لا تفعلوا، أي ما عليكم ضرر في ترك العزل، فإن ما قدر يكون وما لا فلا، فلا فائدة في العزل ولا ضرر في تركه. ك: أي ليس عدم الفعل واجبًا عليكم، وقيل: "لا" زائدة، أي لا بأس عليكم في فعله، قوله: نصيب سبيًا، أي نجامع الإماء المسبية. ن: "لا" إلا بالمعروف، أي لا حرج، ثم ابتدأ فقال: إلا بالمعروف، أو معناه: لا حرج إذا لم تنفقي إلا بالمعروف. وح: "لا" ها الله إذا لا نعمد إلى أسد، صوابه: ذا- بلا ألف، أي هذا يميني، وها- بالمد والقصر، ويلزم الجر بعدها لأنها بمعنى واو القسم، ونعمد- بنون التكلم، وكذا فنعطيك. ط: لا- نفي لكلام الرجل، ولا يعمد- جواب القسم، أي لا يقصد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أسد قتال فيأخذ سلبه، فيعطيك- بالنصب،أي لا كافي لك غير نفسك، وقد يذكر للذم وللتعجب ودفعًا للعين. وح "لا" واستغفر الله، أي استغفر الله إن كان الأمر على خلاف ذلك، وهو إن لم يكن يمينًا لكن شابهه حيث أكد الكلام وقرره. وح: "لا" هو حرام، أي لا تبيعوها فإن بيعه حرام، وأما الانتفاع به حلال عند الشافعي وأصحابه خلافًا للجمهور. وح: "لا" يكسب عبد مال حرام فيتصدق به فيقبل، هما بالرفع عطفًا على يكسب أي لا يكون اجتماع الكسب والتصدق سببًا للقبول. وح: ابسط يدك فلأبايعك، اللام مقحمة، أو الفاء مقحمة واللام للتعليل للأمر، ويحتمل كون اللام مفتوحة بتقدير: فإني أبايعك، والفاء جزائية. وح: "فلا" عليه أن يموت يهوديًا أو نصرانيًا، أي لا يتفاوت حال موته يهوديًا أو نصرانيًا بل هي سواء في كفران النعمة، وهو تشديد.
باب لي
(لا) - قوله تَبارك وتعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى}
: أي لَم يَتصدَّق، ولم يُصَلِّ، وأكثَر مَا تجىء مكررة
- في الحديث: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ "
: أي لَم يُؤمِنْ. ومنه قَول عُمَر - رضي الله عنه -: "وأَىُّ عَبدٍ لكَ لَا ألَمَّا "
: أي لم يُلِمَّ بالذّنب.
وقد تَجِيءُ "لاَ" زَائِدة نحو قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}
: أىَ ليَعْلَم أهل الكتاب، وهي من حُروُف العَطْفِ، وتُزادُ فيها التَّاء فيخفض بها، كقَول الشاعِرِ:
* طَلَبُوا صُلْحَنَا ولاتَ أَوَانٍ * - في حديث أبى قَتادةَ وغَيْره: "إِمَّا لا فلا تَفعَلُوا"
فالعَربُ تُمِيل هذه اللام؛ وقد تُكْتَب بالياء فيُغْلَط فيه، فيظنُّونَها لى التي هي قَرِينَةُ لك، وليس كذلك، ذكره الميداني.
- في حديث بَريرَةَ - رَضى الله عنها - مِن طَرِيق هِشَام بن عُرْوةَ: "اشْتَرِطى لَهُم الوَلَاءَ "
قيل: إنّ هذه اللَّفظَةَ غِيرُ محْفُوظَةٍ، ولَوْ صَحَّتْ لَكانَ معناهَا: لا تُبالِى بقَولِهم لا أَن تَشْتَرِطِيهِ لَهُم، فَيكُون خلفاً لِمَوعودِ شَرْطٍ، وَكان المُزَنيّ يتأوّله فيقُول: [معناه] : اشْتَرطِى عليهم، كمَا قالَ تعالى: {لَهُمُ اللَّعْنَةُ} : أي عليهم.
ولِلَّام وُجُوهٌ صُنِّفَ فيها كُتُبٌ مُفرَدةٌ:
قال الطحاوىُّ: هذه اللَّفْظَة لم نَجِدْها إلَّا في رِوَاية مَالِك وجَرِير بن عبد الحَميدِ، عن هِشَام بن عُرْوَة، ويزيد بن رُومَان، عن عُرْوَةَ. وقيل: هو كقَولَه تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} : أي عليها. وهو قول عبد الملِكِ بن هِشَام النّحوى. قال مُحمَّد بن العَبَّاس: فَذَكَرتُ ذلك لأَحمَدَ بن أبى عِمْرَان، فَقال: قد كَان مُحمّد بن شُجَاع يحمل ذلك على الوَعِيد الذي ظاهِرُه الأَمرُ وباطنه النَّهى.
- ومنه قوله تعالَى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ..} الآية. وَقولُه تعالى {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} ؛ وقال: أَلا تَراه قد أَتْبَع ذلك صُعُودَ المِنبَر وخُطبتَه بِقَوله: "مَا بَال رِجَالٍ يَشتَرِطُون .. " الحديث، ثم أتبع ذلك بِقَوله عليه الصّلاة وَالسّلام: "إنما الوَلَاءُ لمن أعْتِق" وَذكر أبو بكرٍ الأثرم؛ أنّه سَأل أحمدَ بنَ حَنبَل - رحمه الله -: عن وجهه، فقال: نُرى - والله أعلَم -: أنَّ هذا كَانَ [قَدْ ] تَقدَّم مِن النبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - القولُ فيه، فتقدَّم هؤلاء على نَهى النَّبىِّ - صلَّى الله عليه وسلّم - فقالَ: اشتَرِطى لهم. قال: قلتُ له: فَكأنّه عندك، لمّا تقَدَّمُوا على نَهْىِ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم [وخلافِه ]. كان هذا تَغلِيظاً مِن النّبىّ - صلّى الله عليه وَسلم وغَضَباً، فقال: هكَذَا هو عِندنا - والله تعالى أعلم.
أخبرنا هِبَة الله السَّيِّدى [إجازَةً ]، أنا أبو بكر البَيْهَقِى، أنا الحاكم أبو عبد الله، أخبرني أبو أحمد بن أبى الحسَن، أنا عبد الرحمَنِ - يعنى - ابن محمد، ثنا أبى، ثنا حَرمَلة، سمعتُ الشافعىَّ - رحمه الله - يقول: في حديث النّبىّ - صلَّى الله عليه وسلّم - حَيثُ قال: اشتَرطِى لهم الوَلاء. معناه: اشترطى عليهم الولاء. قال الله - عزّ وجلّ - {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ}
: أي عليهم اللَّعْنة.
قال الحاكِمُ: ثنا الأصَمُّ، أنا الرّبيع، قال الشّافِعى: حَدِيثُ يحيى بن مَعين ، عن عَمْرَة، عن عائشةَ: أثبَتُ من حديث هِشَامٍ، وأَحسِبُه غلط في قوله: "واشتَرِطى لهم الوَلاءَ". وأحْسِبُ حديث عَمْرَةَ: أنَّ عائشة كانت شرطت لهم بِغَير أمْرِ النَّبى - صلّى الله عليه وسلّم -، وهي تَرى ذلك يَجوز، فأَعْلَمها رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - أَنَّها إن أَعتَقتْها فالوَلَاء لها، وقال: لا يَمْنَعَنْك عنها مَا تقدَّم من شرطِكِ، ولا أَرَى أنّه أَمرَها أن تشتَرِط لهم ما لا يَجوُز.
لَا
: (! لَا: تكونُ نافِيَةً) ، أَي حَرْفٌ يُنْفَى بِهِ ويُجْحَدُ بِهِ، وأَصْلُ ألِفِها ياءٌ عنْدَ قُطْرب حِكايَةً عَن بعضِهم أَنَّه قالَ: لَا أَفْعَلُ ذلكَ فأمالَ لَا.
وقالَ اللَّيْثُ: يقالُ: هَذِه لَا مَكْتُوبةٌ، فتَمُدُّها لتتم الكَلِمة اسْماً، وَلَو صَغَّرْتَ لقُلْتَ: هَذِه لُوَيَّةٌ مَكْتوبَةٌ إِذا كانتْ صَغِيرَة الكتبةِ غَيْر جَلِيلةٍ.
وحكَى ثَعْلب لَوَّيْتُ لاءً حَسَنَةً عَمِلْتُها، ومَدَّلا لأنَّه قد صَيَّرها اسْماً، والاسْمُ لَا يكونُ على حَرْفَيْن وضعا، واخْتَار الألِفَ مِن بينِ حُروفِ المَدِّ واللِّين لمَكانِ الفَتْحةِ؛ قالَ: وَإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهَا قلْتَ: لَوَوِيٌّ. وقَصِيدَةٌ لَوَوِيَّةٌ: قافِيَتُها لَا.
(وَهِي على خَمْسةِ أَوْجُهٍ) .
الأوَّل: (عامِلَةٌ عَمَلَ إنَّ) ، وإنَّما يَظْهَرُ نَصْب اسْمِها إِذا كانَ خافِضاً نَحْو: لَا صاحِبَ جُودٍ مَمْقوتٌ، وَمِنْه قولُ المُتَنبِّي:
فَلَا ثَوْبَ مَجْدٍ غَيْرُ ثَوْبِ ابنِ أَحْمد
على أَحَدٍ إلاَّ بلُؤْمٍ مُرقع أَو رافِعاً نَحْو: لَا حَسَناً فِعْلُه مَذْمومٌ؛ أَو ناصِباً لَا طالِعاً جَبَلاً حاضِرٌ؛ وَمِنْه لَا خَيْرَ مِن زيْدٍ عنْدَنا؛ وقولُ المتنبِّي:
قفَا قَليلاً بهَا عليّ فَلَا
أَقَلّ مِن نَظْرةٍ أُزوَّدُها (و) الثَّاني: عامِلَةٌ (عَمَلَ ليسَ) ، وَهُوَ نَفْيُ غَيْر الْعَام نَحْو: لَا رَجُلَ فِي الدَّارِ وَلَا امْرأَةً، والفَرْقُ بينَ نَفْي الْعَام ونَفْي غَيْر الْعَام أنَّ نَفْيَ العامِ نَفْيٌ للجِنْسِ تقولُ: لَا رَجُل فِي الدارِ أَي ليسَ فِيهَا مِن جِنْسِه أَحَدٌ؛ ونَفْيَ غَيْر الْعَام نَفْيٌ للجُزْءِ فإنَّ قوْلَكَ: لَا رَجُل فِي الدَّارِ! وَلَا امْرأَة، يَجوزُ أَنْ يكونَ فِي الدَّارِ رَجُلانِ أَو رِجالٌ وامْرأَتانِ أَو نِساءٌ. (وَلَا تَعْمَلُ إلاَّ فِي النّكِراتِ كقولهِ) ، أَي الشَّاعِر وَهُوَ سعْدُ بنُ ناشبٍ، وقيلَ سعْدُ بنُ مالِكٍ يُعَرِّضُ بالحارِثِ بنِ عبَّادٍ اليَشْكُري وَكَانَ قد اعْتَزَلَ حَرْبَ تَغْلب وبَكْر ابْنَي وائِلٍ:
(مَنْ صَدَّ عَن نِيرانَها (فأَنَا ابنُ قَيْسٍ لَا بَراح) والقَصِيدَةُ مَرْفوعَةٌ وفيهَا يقولُ: بِئْسَ الخِلائِفُ بَعدنَا
أَولادُ يَشْكُر واللّقاحِوأَرادَ باللّقاحِ بَني حنيفَةَ وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي الحاءِ. وقَوْلُهم: لَا بَراح مَنْصوبٌ كقَوْلهم: لَا رَيْبَ، ويَجوزُ رَفْعه فتكونُ لَا بِمَنْزِلَة ليسَ.
قُلْتُ: وَهَذِه عِنْدَهم تُسَمَّى لَا التَّبْرِئةِ، وَلها وُجُوهٌ فِي نَصْبِ الْمُفْرد والمُبكَرَّ وتَنْوِين مَا يُنَوَّن وَمَا لَا يُنَوَّن كَمَا سَيَأتي؛ والاخْتِيارُ عنْدَ جمِيعِ النّحويِّين أَن يُنْصَبَ بهَا مَا لَا يُعادُ فِيهِ كَقَوْلِه، عزَّ وجلَّ: {ألم، ذلكَ الكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} ، أَجْمع القُراءُ على نَصْبِه.
وَفِي المِصْباح: وجاءَتْ بمعْنَى ليسَ نَحْو: لَا فِيهَا غُول، أَي ليسَ فِيهَا؛ وَمِنْه قولُهم: لَا هَاء الله ذَا، أَي ليسَ واللهاِ ذَا، والمعَنْى لَا يكونُ هَذَا الأَمْر.
(و) الثَّالثُ: أنْ (تكونَ عاطِفَةً بشَرْطِ أَنْ يَتَقَدَّمَها إثْباتٌ: كجاءَ زَيْدٌ لَا عَمْرٌ و؛ أَو أمْرٌ: كاضْرِبْ زَيْداً لَا عَمْراً) ؛ أَو نِداءٌ نَحْو: يَا ابنَ أَخي لَا ابنَ عَمِّي. (و) بشَرْطِ (أَن يَتَغايَرَ مُتَعاطِفاها فَلَا يجوزُ جاءَني رجُلٌ لَا زَيْدٌ لأنَّه يَصْدُقُ على زيدٍ اسْمُ الرَّجُلِ) بخِلافِ جاءَني رجُلٌ لَا امْرأَة، وبشَرْط أَنْ لَا تَقْتَرِن بعاطِفٍ. فَهِيَ شُروطٌ ثلاثَةٌ ذكرَ مِنْهَا الشَّرْطَيْن وأغفلَ عَن الثالثِ، وَقد ذَكَرَه الجَوْهرِي وغيرُه كَمَا سَيَأْتي.
وَفِي المِصْباح: وتكونُ عاطِفَةً بعْدَ الأَمْرِ والدُّعاءِ والإِيجابِ، نَحْو: أَكْرِمْ زَيْداً لَا عَمْراً، واللهُمَّ اغْفِرْ لزَيْد، لَا عَمْرٍ و، وقامَ زَيْدٌ لَا عَمْرٌ و، وَلَا يجوزُ ظُهور فِعْل ماضٍ بعْدَها لئَلاَّ يلتبسُ بالدُّعاءِ، فَلَا يقالُ قامَ زَيْدٌ لَا قامَ عَمْرو. وَقَالَ ابنُ الدهان: وَلَا تَقَعُ بعْدَ كَلام مَنْفيَ لأنَّها تَنْفي عَن الثَّانِي مَا وَجَبَ للأوَّلِ، فَإِذا كانَ الأوَّلُ مَنْفيّاً فَمَاذَا يَنْفي، انتَهَى.
وَفِي الصِّحاح: وَقد تكونُ حَرْفَ عَطْفٍ لإخْراجِ الثَّانِي ممَّا دخلَ فِيهِ الأوَّل كقَوْلكَ: رَأَيْت زَيْداً لَا عَمْراً، فإنْ أَدْخَلْت عَلَيْهَا الْوَاو خَرَجَتْ مِن أَنْ تكونَ حَرْف عَطْفٍ كقَوْلكَ: لم يَقُمْ زَيْدٌ وَلَا عَمرو، لأنَّ حُرُوفَ النِّسَق لَا يَدْخلُ بعضُها على بعضٍ، فتكونُ الواوُ للعطْفِ وَلَا إنَّما هِيَ لتَوْكيدِ النَّفْي، انتَهَى.
وَفِي المِصْباح: قَالَ ابنُ السَّراج وتَبِعَه ابنُ جنِّي: مَعْنى لَا العاطِفَة التَّحْقيق للأَوّل والنَّفْي عَن الثَّانِي فتقولُ قامَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، واضْرِبْ زَيْداً لَا عَمْراً، ولذلكَ لَا يجوزُ وُقُوعُها بعْدَ حُروفِ الاسْتِثْناءِ فَلَا يقالُ قامَ القَوْمُ إلاَّ زَيْداً وَلَا عَمْراً، وشبْه ذلكَ، وذلكَ أَنَّها للإخْراجِ مماَّ دَخَلَ فِيهِ الأوَّل، والأوّل هُنَا مَنْفيٌّ، ولأنَّ الواوَ للعَطْفِ وَلَا للعَطْفِ وَلَا يَجْتَمِعُ حَرْفانِ بمعْنًى واحِدٍ، قالَ: والنَّفْي فِي جَمِيعِ العربِيَّةِ متّسقٌ بِلاَ إلاَّ فِي الاسْتِثْناءِ، وَهَذَا القسْمُ داخِلٌ فِي عُمومِ قَوْلهم لَا يَجوزُ وُقُوعها بعْدَ كَلامٍ مَنْفيَ. قالَ السّهيلي: ومِن شَرْط العَطْف أَن لَا يصدق المَعْطوف عَلَيْهِ على المَعْطوف فَلَا يَجوزُ قامَ رجُلٌ لَا زَيْدٌ، وَلَا قامَتِ امرأَةٌ لَا هِنْد، وَقد نَصّوا على جَوازِ اضْربْ رجُلاً لَا زَيْداً فيحتاجُ إِلَى الفَرْقِ، انتَهَى الغَرَض مِنْهُ، وللحافِظِ تَقِيّ الدِّيْن السّبكي فِي هَذِه المَسْأَلةِ رِسَالَة بالخُصوصِ سَمَّاها نَيْل العُلا فِي العَطْفِ! بِلا، وَهِي جَوابٌ عَن سؤالٍ لولدِه القاضِي بَهاء الدِّيْن أَبي حامِدٍ أَحْمد بن عليَ السَّبكي وَقد قَرَأَها الصَّلاح الصَّفدي على التَّقي فِي دِمَشْق سَنَة 753، وحَضَرَ القِراءَةَ جُمْلةٌ مِن الفُضَلاءِ وَفِي آخِرها حَضَرَه القاضِي تَاج الدِّيْن عَبْدُ الوَهاب وَلَدُ المصنِّف، وفيهَا يقولُ الصَّفدي مقرظاً:
يَا مَنْ غَدا فِي العِلْم ذَا همةٍ
عَظِيمة بالفَضْلِ تملا الملالم تَرْقَ فِي النَّحْوِ إِلَى رتْبَةٍ
سامِيَةٍ إلاَّ بنَيْلِ العُلاوسأَخْتَصِرُ لكَ السَّؤالَ والجَوابَ، وأَذْكر مِنْهُمَا مَا يَتَعلَّقُ بِهِ الغَرَض:
قالَ يُخاطِبُ وَلَدَه: سَأَلْتَ أَكْرَمَك اللهاُ عَن قامَ رجُلٌ لَا زَيْد، هَل يصحُّ هَذَا التَّرْكِيب، وأنَّ الشَّيْخ أَبَا حيَّان جَزَمَ بامْتِناعِهِامْتَنَع جاءَ رَجُل لَا زَيْد كَمَا قَالُوهُ فَهَل يَمْتَنِع ذلكَ فِي العامِّ والخاصِ مِثْل قامَ الناسُ لَا زَيْد، وكيفَ يمنعُ أَحدٌ مَعَ تَصْريح ابنِ مالِكٍ وغيرِه بغيَّةِ قامَ الناسُ وزَيْدٌ، ولأيِّ شيءٍ يَمْتَنع العَطْف بِلا فِي نَحْو مَا قامَ إلاَّ زَيْدٌ لَا عَمْرو، وَهُوَ عَطْفٌ على مُوجبٍ لأنَّ زَيْداً مُوجبٌ وتعْلِيلهم بِأَنَّهُ يلْزمُ نَفْيه مَرَّتَيْن ضَعِيف لأنَّ الإطْنابَ قد يَقْتَضِي مِثْلَ ذلكَ لَا سيَّما والنَّفْي الأوَّل عامٌّ والنَّفْي الثَّانِي خاصٌّ، فأَسْوأُ دَرَجاتِه أَنْ يكونَ مِثْل مَا قامَ الناسُ وَلَا زَيْد؛ هَذَا جُمْلةَ مَا تضمَّنَه كتابك فِي ذلكَ، بارَكَ اللهاُ فِيك.
والجَوابُ: أَمَّا الشَّرْط الَّذِي ذَكَره أَبو حيَّان فِي العَطْفِ بِلا، فقد ذَكَرَه أَيْضاً أَبو الحَسَنِ الأبدي فِي شَرح الجَزُوليَّة فقالَ: لَا يُعْطَفُ بِلا إلاَّ بشَرْطٍ وَهُوَ أَنْ يكونَ الكَلامُ الَّذِي قَبْلها يتضَمَّنُ بمفْهومِ الخِطابِ نَفْي الفِعْل عمَّا بَعْدَها، فيكونُ الأوَّل لَا يَتَناوَلُ الثَّانِي نَحْو قَوْله جاءَني رجُلٌ لَا امْرَأَة، وجاءَني عالِمٌ لَا جاهِلٌ، وَلَو قُلْتَ: مَرَرْتُ برجُلٍ لَا عَاقِل لم يجزْ لأنَّه ليسَ فِي مَفْهومِ الكَلامِ الأوَّل يَنْفِي الفِعْلَ عَن الثَّانِي، وَهِي لَا تَدْخُل إلاَّ لتَأْكيدِ النَّفْي فإنْ أَرَدْتَ ذلكَ المَعْنى جِئْتَ بغَيْر فتقولُ: مَرَرْتُ برَجُلٍ غَيْر عَاقِلَ وغَيْر زَيْد، ومَرَرْت بِزَيْدٍ لَا عَمْرو، لأنَّ الأوَّل لَا يَتَناوَلُ الثَّانِي.
وَقد تضمَّنَ كلامُ الأبدي هَذَا زِيادَةً على مَا قالَهُ السَّهيلي وأَبو حيَّان، وَهِي قَوْله: إنَّها لَا تَدْخُل إلاَّ لتَأْكِيدِ المنَّفْي، وَإِذا ثَبَتَ أَنَّ لَا لَا تَدْخُلُ إلاَّ لتَأْكيدِ النَّفْي اتَّضَحَ اشْتِراط الشَّرْط المَذْكُور، لأَنَّ مَفْهوم الخِطابِ اقْتَضَى فِي قولِكَ قامَ رجُلٌ نَفْيَ المَرْأَةِ فدَخَلَتْ لَا للتَّصْريحِ بِمَا اقْتضاهُ المَفْهُوم، وكذلكَ قامَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، أمَّا قامَ رجُلٌ لَا زَيْد فَلم يَقْتضِ المَفْهوم نَفْي زَيْد فلذلكَ لم يجزْ العَطْفُ! بِلا لأنَّها لَا تكونُ لتَأْكِيدِ نَفْي بل لتأَسِيسِه، وَهِي وَإِن كانَ يُؤْتَى بهَا لتَأْسِيسِ النَّفْي فكذلكَ فِي نَفْيٍ يقصدُ تَأْكِيدُه بهَا بخِلافِ غيرِها مِن أَدَواتِ النَّفي كلَمْ وَمَا، وَهُوَ كَلامٌ حَسَنٌ.
وأَيْضاً تَمْثِيل ابْن السَّراج فإنَّه قالَ فِي كتابِ الأُصول: وَهِي تَقَعُ لإخْراجِ الثَّانِي ممَّا دَخَلَ فِيهِ الأوَّل، وذلكَ قَوْله: ضَرَبْت زيْداً لَا عَمْراً، ومَرَرْتُ برجُلٍ لَا امْرأَةٍ، وجاءَني زَيْدٌ لَا عَمْرو، فانْظُرْ أَمْثِلَته لم يَذْكُر فِيهَا إلاَّ مَا اقْتَضاهُ الشَّرْطُ المَذْكُور.
وأيْضاً تَمْثِيل جَماعَة مِن النُّحاة مِنْهُم ابْن الــشَّجَري فِي الأمالِي قالَ: إنَّها تكونُ عاطِفَةً فتَشْركُ مَا بَعْدَها فِي إعْرابِ مَا قَبْلها وتَنْفي عَن الثَّانِي مَا ثَبَتَ للأوَّل كَقَوْلِك: خَرَجَ زَيْدٌ لَا بكر، ولَقِيتُ أَخاكَ لَا أَباكَ، ومَرَرْتُ بحَمِيكَ لَا أَبِيكَ، وَلم يَذْكُر أَحدٌ مِن النّحاةِ فِي أَمْثلتِه مَا كونُ الأوَّل فِيهِ يحتملُ أَن يَنْدرجَ فِيهِ الثَّانِي، وخَطَرَ لي فِي سَبَبِ ذلكَ أَمْران: أَحَدُهما: أَنَّ العَطْفَ يَقْتَضِي المُغايَرَةَ، فَهَذِهِ القاعِدَةُ تَقْتَضِي أنَّه لَا بُدَّ فِي المَعْطوفِ أنْ يكونَ غَيْرَ المَعْطوفِ عَلَيْهِ، والمُغايَرَةُ عنْدَ الإطْلاقِ تَقْتَضِي المُبايَنَةَ لأنَّها المَفْهومُ مِنْهَا عنْدَ أَكْثَر الناسِ وإنْ كانَ التَّحْقيقُ أنَّ بينَ الأعَمِّ والأخَصِّ والعامِّ والخاصِّ والجُزْء، والكُلِّ مغايَرَةً، ولكنَّ المُغايَرَةَ عنْدَمَعَ إرادَةِ مَدْلُول رَجُل فِي احْتِمالِه لزَيْد وغَيْره لَا فائِدَةَ فِيهِ، ونقولُ أنَّه مُتنَاقِضٌ لأنَّه إِن أَرَدْتَ الإخبْارَ بنَفْي قِيامِ زَيْد وبالإخْبار بقِيامِ رجُلٍ المُحْتمل لَهُ ولغيْرِه كانَ مُتَناقِضاً، وَإِن أَرَدْتَ الإخْبارَ بقِيامِ رجُلٍ غَيْر زَيْد كَانَ طَرِيقُك أَنْ تقولَ غَيْر زَيْد، فَإِن قُلْتَ لَا بمعْنَى غَيْر لم تَكُنْ عاطِفَةً، ونحنُ إنَّما نَتَكلَّمُ على العَاطِفَةِ، والفَرْقُ بَيْنهما أنَّ الَّتِي بمعْنَى غَيْر مُقَيّدَةٌ للأُولى مُبَيِّنَةٌ لوَصْفِه، والعاطِفَة مُبَيِّنة حُكماً جَدِيداً لغَيْرِه، فَهَذَا هُوَ الَّذِي خَطَرَ لي فِي ذلكَ وَبِه يُتَبَيَّنُ أنَّه لَا فَرْقَ بينَ قَوْلك قامَ رَجُلٌ لَا زَيْد، وقَوْلك قامَ زَيْدٌ لَا رَجُل، كِلاهُما مُمْتَنِعٌ إلاَّ أَن يُرادَ بالرَّجُلِ غَيْرُ زَيْدٍ فحينَئِذٍ يصحُّ فيهمَا إنْ كانَ يصحُّ وَضْع لَا فِي هَذَا المَوْضِع مَوْضِع غَيْر وَفِيه نَظَرٌ وتَفْصيلٌ سنَذْكُره، وإلاَّ فنَعْدلُ عَنْهَا إِلَى صِيغَةِ غَيْر إِذا أُرِيدَ ذلكَ المَعْنى.
وبَيْنَ العَطْفِ ومَعْنى غَيْر فَرْقٌ، وَهُوَ أنَّ العَطْفَ يَقْتضِي النَّفْيَ عَن الثَّانِي بالمَنْطوقِ وَلَا تعرض لَهُ للأوَّل إلاَّ بتَأْكِيدِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ بالمَفْهوم إنْ سَلِم، ومَعْنى غَيْر يَقْتَضِي تَقْييِد الأوَّل وَلَا تعرض لَهُ للثَّانِي إلاَّ بالمَفْهومِ إِن جَعَلْتها صِفَةً، وإنْ جَعَلْتها اسْتِثْناءً فحُكْمُه حُكْم الاسْتِثْناء فِي أَنَّ الدَّلالَةَ هَل هِيَ بالمَنْطوقِ أَو بالمَفْهومِ وَفِيه بَحْثْ.
والتَّفْصِيلُ الَّذِي وَعَدْنا بِهِ هُوَ أنَّه يَجوزُ قامَ رجُلٌ غَيْر زَيْد، وامْررْ برَجُلٍ غَيْر عاقِلٍ، وَهَذَا رَجُل لَا امْرأَة، وَرَأَيْت طَويلا لَا قَصِيرا. وَلَا يجوز: هَذَا رجل غير زيد،! وَلَا: رَأَيْتُ طَويلاً غَيْر قَصِيرٍ، فإنْ كَانَا عَلَمْين جازَ فِيهِ لَا وغَيْر، وهذانِ الوَجْهانِ اللذانِ خَطَرَا لي زائِدَانِ على مَا قالَهُ السّهيلي والأبدي مِن مَفْهومِ الخِطابِ لأنَّه إنَّما يَأْتي على القَوْلِ بمَفْهومِ اللّقَبِ وَهُوَ ضَعِيفٌ عنْدَ الأُصُوليِّين، وَمَا ذَكَرْته يأْتي عَلَيْهِ وعَلى غَيْرِه على أنَّ الَّذِي قَالَاه أَيْضاً وَجْه حَسَن يَصِيرُ مَعَه العَطْف فِي حُكْمِ المُبَيّن لمعْنَى الأَول مِن انْفِرادِه بذلِكَ الحُكْم وَحْده والتَّصْريح بعَدَمِ مُشارَكَة الثَّانِي لَهُ فِيهِ وإلاَّ لكانَ فِي حُكْم كَلامٍ آخر مُسْتَقِل، وليسَ هُوَ المَسْأَلةُ وَهُوَ مطردٌ أَيْضاً فِي قوْلكَ قامَ رجُلٌ لَا زَيْد وَقَامَ زيدٌ لَا رَجُل، لأنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا عنْدَ الأُصُولِيِّين لَهُ حُكْم اللّقَب، وَهَذَا الوَجْه مَعَ الوَجْهَيْن اللذينِ خَطَرَا لي إنَّما هُوَ فِي لَفْظَةٍ لَا خاصَّة لاخْتِصاصِها بسَعَةِ النَّفْي ونَفْي المُسْتَقْبَل على خِلافٍ فِيهِ وَوضع الكَلام فِي عَطْفِ المُفْرداتِ لَا عَطْف الجُمَل، فَلَو جِئْتَ مَكانَها بِمَا أَو لم أَو ليسَ وجَعَلْته كَلاماً مُسْتَقلاَّ لم يَأْتِ المَسْأَلة وَلم يَمْتَنع.
وأَمَّا قولُ البَيانيين فِي قَصْرِ المَوْصُوف إفْراداً زَيْد كاتِبٌ لَا شاعِرٌ فصَحِيح لَا مُنافَاة بَيْنه وبَيْنَ مَا قُلْناه، وقَوْلُهم عَدَم تَنافِي الوَصْفَيْن مَعْناه أنَّه يُمْكِنُ صِدْقهما على ذاتٍ واحِدَةٍ كالعالِمِ والجاهِلِ، فإنَّ الوَصْفَ بأحَدِما يَنْفي الوَصْفَ بالآخرِ لاسْتِحالَةِ اجْتماعِهما، وأَمَّا شَاعِرٌ وكاتِبٌ فالوَصْفُ بأحدِهما لَا يَنْفِي الوَصْفَ بالآخرِ لإِمْكانِ اجْتماعِهما فِي شاعِرٍ كَاتِب فإنَّه يَجِيءُ نَفْي الآخر إِذا أُرِيدَ قَصْر المَوْصُوف على أَحَدِهما بِمَا تَفْهمُه القَرائنُ وسِياقُ الكَلام؛ فَلَا يقالُ مَعَ هَذَا كيفَ يَجْتَمِعُ كَلامُ البَيانِيِّين مَعَ كَلامِ السَّهيلي والشَّيْخ لظُهورِ إمْكانِ اجْتِماعِهما، وأَمَّا قَوْلك قامَ رَجُلٌ وزَيْد فتَرْكِيبٌ صَحِيحٌ ومَعْناهُ قامَ رَجُل غَيْر زَيْد وزَيْد، واسْتَفَدْنا التَّقْييد مِن العَطْفِ لمَا قَدَّمْناه مِن أنَّ العَطْفَ يَقْتَضِي المُغايَرَة، فَهَذَا المُتكلِّمُأنَّ النَّفْيَ الأوَّل عامٌّ وَالثَّانِي خاصٌّ صَحِيحٌ لكنَّه ليسَ مِثْل جاءَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، لمَا ذَكَرْنا أَنَّ النَّفْيَ فِي غَيْرِ زَيْدٍ مَفْهومٌ وَفِي عَمْرٍ ومَنْطوقٌ، وَفِي الناسِ المُسْتَثْنى مِنْهُ مَنْطوقٌ فخَالَفَ ذلِكَ الْبَاب، وقَوْلُك فأَسْوأُ دَرَجاتِه أنْ يكونَ مِثْل مَا قامَ النَّاس وَلَا زَيْد مَمْنُوع وليسَ مِثْله، لأنَّ العَطْفَ فِي وَلَا زَيْد ليسَ بِلا بل بالواوِ، وللعَطْفِ بِلا حُكْم يخصّه ليسَ للواوِ، وليسَ فِيهِ قوْلنا مَا قامَ الناسُ وَلَا زَيْد أَكْثَر مِن خاصّ بَعْدَ عَام. هَذَا مَا قدَّرَه اللهاُ لي مِن كتابَتِي جَوَابا للولدِ بارَكَ اللهاُ فِيهِ، واللهاُ أَعْلم.
قُلْتُ: هَذَا خلاصَةُ السُّؤالِ والجَوابِ نقَلْتُهما مِن نسخةٍ سَقِيمةٍ فليَكُنِ النَّاظِرُ فيمَا ذَكَرْت على أهبةِ التأَمّل فِي سِياقِ الألفاظِ فعَسَى أَن يَجِدَ فِيهِ نَقْصاً أَو مُخالفَةً.
ثمَّ قَالَ المصنِّفُ: (وتكونُ جَواباً مُناقضاً لنَعَمْ) وبَلَى، ونَصُّ الجَوْهرِي: وَقد تكونُ ضِدّاً لبَلَى ونَعَم؛ (وتُحْذَفُ الجُمَلُ بعدَها كثيرا وتُعْرَضُ بينَ الخافِضِ والمَخْفوضِ نحوُ: جِئْتُ بِلا زادٍ، وغَضِبْتُ من لَا شيءٍ) ، وحينَئِذٍ تكونُ بمعْنَى غَيْر لأنَّ المَعْنى جِئْتُ بغَيْرِ زادٍ بغيرِ شيءٍ يُغْضَبُ مِنْهُ، كَمَا فِي المِصْباح. وَعَلِيهِ حَمَلَ بعضُهم قولَه تَعَالَى: {وَلَا الضَّالِّين} على بَحْثٍ فِيهِ.
وَقَالَ المبرِّدُ: إنَّما جازَ أَن تَقَعَ لَا فِي قولِه: {وَلَا الضَّالِّين} ، لأنَّ مَعْنى غَيْر مُتَضمِّنٌ مَعْنى النَّفْي، فجاءَتْ لَا تُشَدِّدُ مِن هَذَا النَّفْي الَّذِي تضمنه غَيْرُ لأنَّها تُقارِبُ الدَّاخِلَة، أَلا تَرى أنَّك تقولُ جاءَني زَيْدٌ وعَمْرو، فيقولُ السَّامِعُ: مَا جاءَكَ زَيْد وعَمْرو؟ فجازَ أَن يكونَ جاءَهُ أَحدُهما، فَإِذا قالَ مَا جاءَني زَيْد وَلَا عَمْرو فقد بيَّن أنَّه لم يَأْتِه واحِدٌ مِنْهُمَا، انْتهى.
وَإِذا جُعِل غَيْر بمعْنَى سِوَى فِي الآيةِ كانتْ لَا صِلَةً فِي الكَلام، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبو عبيدَةَ، فتأَمَّل.
(و) الَّرابعُ: أنْ (تكونَ مَوْضوعةً لطَلَبِ الترْكِ) . قَالَ شيْخُنا: هَذَا مِن عَدَمِ مَعْرفةِ اصْطِلاحِ فإنَّ مُرادَه لَا الناِهيَة، انتَهَى.
قُلْتُ: يبعدُ هَذَا الظَّنَّ على المصنِّفِ وكأنَّه أَرادَ التَّفَنّنَ فِي التَّعْبيرِ.
وَفِي الصِّحاح: وَقد تكونُ للنَّهْي كَقَوْلِك: لَا تَقُمْ وَلَا يَقُمْ زَيْد، يُنْهى بِهِ كلُّ مَنْهيَ مِن غائِبٍ وحاضِرٍ.
(وتَخْتَصُّ بالدُّخولِ على المُضارِعِ وتَقْتَضِي جَزْمَهُ واسْتِقْبالَه) نَحْو: قَوْله تَعَالَى: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُم أَوْلياءَ} قَالَ صاحِبُ المِصْباح: لَا تكونُ للنَّهْي على مُقَابلةِ الأمْرِ لأنَّه يقالُ اضْرِبْ زَيْداً، فتقولُ: لَا تَضْرِبْه، ويقالُ اضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً، فتقولُ: لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا عَمْراً بتَكْرِيرِها لأنَّه جوابٌ عَن اثْنَيْن فكَانَ مُطابقاً لمَا بُني عَلَيْهِ مِن حكْمِ الكَلامِ السابِقِ، فإنَّ قَوْلك اضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً جُمْلتانِ فِي الأصْلِ، قَالَ ابنُ السَّراج: لَوْ قُلْت لَا تَضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً لم يَكُنْ هَذَا نَهْياً عَن الاثْنَيْن على الحَقِيقَةِ لأنَّه لَوْ ضُرِبَ أَحدُهما لم يكُنْ مُخالِفاً، لأنَّ النَّهْيَ لَا يَشْملُهما، فَإِذا أَرَدْتَ الانْتهاءَ عَنْهُمَا جمِيعاً فنَهْيُ ذلكَ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا عَمْراً فمَجِيئها هُنَا لانْتِظامِ النَّهْي بأَسْرِه وخُرُوجها إخْلال بِهِ، انتَهَى.
قَالَ صاحِبُ المِصْباح: ووَجْهُ ذلكَ أنَّ الأصْلَ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا تَضْرِبْ عَمْراً لكنَّهم حذَفُوا الفِعْلَ الثَّانِي اتِّساعاً لدَلالَةِ المعْنى عَلَيْهِ، لأنَّ لَا النَّاهية لَا تَدْخُلُ إلاَّ على فِعْلٍ، فالجُمْلةُ الثانِيَةُ مُسْتقلةٌ بنَفْسِها مَقْصودَةٌ بالنَّهْي كالجُمْلةِ الأُولى، وَقد يَظْهَرُ الفِعْل وتُحْذَفُ لَا لفَهْم المَعْنى أَيْضاً نَحْو: لَا تَضْرِبْ زَيْداً وتَشْتم عَمْراً، وَمِنْه: لَا تأْكُلِ السَّمَك وتَشْرَب اللَّبَنَ، أَي لَا تَفْعَل واحِداً مِنْهُمَا؛ وَهَذَا بخِلافِ لَا تَضْربْ زَيْداً وعَمْراً حيثُ كانَ الظاهِرُ أَنَّ النَّهْي لَا يَشْملُهما لجَوازِ إرادَةِ الجَمْعِ بَيْنهما، وبالجُمْلةِ فالفَرْقُ غامِضٌ وَهُوَ أنَّ العامِلَ فِي لَا تأْكُلِ السَّمك وتَشْرب اللّبن مُتَعينٌ وَهُوَ لَا، وَقد يجوز حَذْف العامِلِ لقَرِينَةٍ، والعامِلُ فِي لَا تَضْرِب زَيْداً وعَمْراً غَيْرُ مُتَعّين إِذْ يَجوزُ أَنْ تكونَ الْوَاو بمعْنَى مَعَ فوَجَب إثْبات لَا رفْعاً للَّبْسِ؛ وَقَالَ بعضُ المُتَأخِّرين: يجوزُ فِي الشِّعْر لَا تَضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً على إرادَةِ وَلَا عَمْراً؛ قالَ: وتكونُ لنَفْي الفِعْل، فَإِذا دَخَلَتْ على المُسْتَقْبل عَمَّتْ جَمِيعَ الأزْمِنَةِ إلاَّ إِذا خصَّ بقَيْدٍ ونَحْوِه، نَحْو: واللهاِ لَا أَقُومُ، وَإِذا دَخَلَتْ على الماضِي نَحْو: واللهاِ لَا قُمْت، قَلَبَتْ مَعْناه إِلَى الاسْتِقْبالِ وصارَ مَعْناه واللهاِ لَا أَقُومُ فإنْ أُريدَ الماضِي قيلَ واللهاِ مَا قُمْت، وَهَذَا كَمَا تَقْلِبُ لم مَعْنى المُسْتَقْبل إِلَى الماضِي نَحْو: لم أقُمْ، والمَعْنى مَا قُمْت.
(و) الْخَامِس: أَن (تكونَ زائِدَةً) للتَّأْكِيدِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَا مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُم ضَلُّوا أَلاَّ تَتَّبِعَن} ، أَي أَن تَتَّبِعَني وَقَالَ الفرَّاء: العَرَبُ تقولُ لَا صِلَة فِي كلَ كَلامٍ دَخَلَ فِي أَوَّله جَحْدٌ أَو فِي آخرهِ جَحْدٌ غَيْر مُصَرَّح، فالجَحْدُ السابقُ الَّذِي لم يُصَرَّح بِهِ كقَوْلهِ تَعَالَى: {مَا مَنَعَك أنْ لَا تَسْجُدَ} ، أَي أنْ تَسْجُدَ.
وَقَالَ السّهيلي: أَي من السُّجودِ إِذْ لَو كانتْ غَيْر زائِدَةٍ لكانَ التَّقْديرُ مَا مَنَعَك مِن عَدَمِ السُّجودِ فيَقْتَضِي أنَّه سَجَدوا لأَمْرٍ بخِلافِه؛ وَقَوله تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُون} ، أَي يُؤْمِنُون.
ومِثالُ مَا دَخَلَ الجَحْدُ آخِرَه قَوْله تَعَالَى: {لئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكِتابِ} أَلاَّ يَقْدِرُونَ على شيءٍ مِن فَضْلِ اللهاِ قالَ: وأَمَّا قولهُ، عزَّ وجلَّ: {وحَرامٌ على قَرْيةٍ أهْلَكْناها أَنَّهم لَا يَرْجِعُونَ} ؛ فلأَنَّ فِي الحَرامِ مَعْنى جَحْدٍ ومَنْعٍ؛ قالَ: وَفِي قولهِ تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم} مِثْله، فلذلكَ جُعِلت بعْدَه صِلةً مَعْناها السُّقُوط مِن الكَلام.
وَقَالَ الجَوْهرِي: وَقد تكونُ لَا لَغْواً؛ وأَنْشَدَ للعجَّاج: فِي بئْرِ لَا حُورٍ سرى وَمَا شَعَرْ
بإفْكِه حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْوقال أَبو عبيدَةَ: إنَّ غَيْر فِي قولهِ تَعَالَى: {غَيْر المَغْضُوبِ عَلَيْهِم} ، بمعْنَى سِوَى. وإنَّ لَا فِي {وَلَا الضَّالِّين} صِلَةٌ، واحْتَجَّ بقولِ العجَّاج هَذَا.
قَالَ الفرَّاء: وَهَذَا جائِزٌ لأنَّ المَعْنى وقَعَ فيمَا لَا يتبيَّن فِيهِ عَمَلَه، فَهُوَ جَحْدٌ محْضٌ لأنَّه أَرادَ فِي بئْرِ مَاء لَا يُحِيرُ عَلَيْهِ شَيْئا، كأَنَّك قلْتَ إِلَى غَيْر رُشْدٍ توَجَّه وَمَا يَدْرِي؛ قالَ: وغَيْر فِي الآيةِ بمعْنَى لَا، ولذلكَ زِدْتَ عَلَيْهَا كَمَا تَقول فلانٌ غيرُ مُحْسِنٍ وَلَا مُجْمِلٍ، فَإِذا كَانَت غَيْر بمعْنَى سِوَى لم يجزْ أَن يكُرَّ عَلَيْهِ، أَلا تَرَى أنَّه لَا يَجوزُ أَن يقولَ: عِنْدِي سِوَى عبدِ اللهاِ وَلَا زيدٍ؟ .
ورَوَى ثَعْلَب أَنَّه سَمِعَ ابنَ الأعْرابي يقولُ فِي قولِ العجَّاج: أَرادَ حُؤُورٍ أَي رُجُوع، المَعْنى أنَّه وَقَعَ فِي بئْرِ هَلَكةٍ لَا رجُوعَ فِيهَا وَمَا شَعَرَ بذلكَ.
وقولهُ تَعَالَى: {وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئةُ} ؛ قالَ المبرِّدُ: لَا صِلَةٌ، أَي والسَّيِّئَة؛ وقولُ الشاعرِ أَنْشَدَه الفرَّاء:
مَا كَانَ يَرْضَى رسولُ اللهاِ دِينَهُمُ
والأطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ قالَ: أَرادَ وعُمَر، وَلَا صِلَةٌ، وَقد اتَّصَلَتْ بجَحْدٍ قَبْلها؛ وأنْشَدَ أَبو عبيدَةَ للشمَّاخ:
أعايش مَا لأَهْلِك لَا أَرَاهُمُ
يُضَيّعونَ الهِجَانَ مَعَ المضيّعِقال: لَا صِلَةٌ، والمَعْنى أَراهُم يُضَيِّعُونَ السّوامَ، وَقد غَلَّطُوه فِي ذلِكَ لأنَّه ظَنَّ أنَّه أَنْكَر عَلَيْهِم فَسادَ المالِ، وليسَ الأَمْرُ كَمَا ظَنَّ لأنَّ امْرأَتَه قالتْ لَهُ: لمَ تُشدِّدُ على نَفْسِك فِي العَيْشِ وتُكْرِم الإِبِلَ؟ فقالَ لَهَا: مَالِي أَرَى أَهْلَكِ يَتَعهَّدُونَ أَمْوالَهم وَلَا يُضَيِّعُونَها وأَنْتِ تَأْمُرِيني بإضاعَةِ المالِ؟ .
وَقَالَ أَبو عبيدٍ: أَنْشَدَ الأصْمعي لساعِدَةَ الهُذَلي:
أَفَعَنْكَ لَا بَرْقٌ كأَنَّ ومِيضَه
غابٌ تَسَنّمه ضِرامٌ مُثْقَبُقالَ يريدُ أمنك بَرْقٌ وَلَا صِلَةٌ.
وَقَالَ الأزْهري: وَهَذَا يُخالِفُ مَا قالَهُ الفرَّاءُ: إنَّ لَا لَا تكونُ صِلَةً إلاَّ مَعَ حَرْفِ نَفْي تقدَّمه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قد تَأْتي لَا جَواباً للاسْتِفْهامِ، يقالُ: هَل قامَ زَيْدٌ؟ فَيُقَال: لَا.
وتكونُ عاطِفَةً بعْدَ الأمْرِ والدُّعاءِ، نَحْو: أَكْرِمْ زَيْداً لَا عَمْراً، واللهُمَّ اغْفِرْ لزَيْدٍ لَا عَمْرو، وَلَا يَجوزُ ظُهورُ فِعْلٍ ماضٍ بَعْدَها لئَلاَّ يلتبسُ بالدُّعاء، فَلَا يقالُ: قامَ زَيْدٌ لَا قامَ عَمْرو.
وتكونُ عِوَضاً مِن حَرْفِ البَيانِ والقصَّة ومِن إحْدَى النُّونَيْن فِي أَنَّ إِذا خُفّف نَحْو قَوْله تَعَالَى: {أَفلا يَرونَ أَنْ لَا يرجعَ إِلَيْهِم قَوْلاً} .
وتكونُ للدُّعاءِ نَحْو: لَا سلم: وَمِنْه {وَلَا تحمل علينا إصْراً} ؛ وتَجْزمُ الفِعْلَ فِي الدُّعاءِ جَزْمه فِي النَّهْي.
وتكونُ مهيئةً نَحْو: لَوْلا زَيْد لكانَ كَذَا، لأنَّ لَو كانتْ تَلِي الفِعْل فلمَّا دَخَلَتْ لَا مَعهَا غَيَّرَتْ مَعْناها وَوليت الِاسْم.
وتَجِيءُ بمعْنَى غَيْر، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مالكُم لَا تَناصَرُونَ} ، فإنَّه فِي مَوْضِع نَصْبٍ على الحالِ، المَعْنى مالَكُم غَيْر مُتناصِرِينَ، قالَهُ الزجَّاج.
وَقد تُزادُ فِيهَا التاءُ فيُقالُ لاتَ، وَقد مَرَّ للمصنِّفِ فِي التَّاءِ.
قَالَ أَبو زَيْدٍ: التاءُ فِيهَا صِلَةٌ، والعَرَبُ تَصِلُ هَذِه التَّاء فِي كَلامِها وتَنْزِعُها؛ والأصْلُ فِيهَا لَا، والمَعْنى لَيْسَ، وَيَقُولُونَ: مَا أَسْتَطِيعُ وَمَا أَسْطِيعُ، وَيَقُولُونَ ثُمَّتَ فِي مَوْضِع ثُمَّ، ورُبَّتَ فِي موضِع رُبَّ، وَيَا وَيْلَتنا وَيَا وَيْلنا.
وذَكَرَ أَبو الهَيْثم عَن نَصيرِ الرَّازِي أنَّه قالَ فِي قولِهم: لاتَ هَنّا أَي ليسَ حينَ ذلكَ، وإنَّما هُوَ لَا هَنَّا فأَنَّثَ لَا فقيلَ لاَةَ ثمَّ أُضِيفَ فتحوَّلَت الهاءُ تَاء، كَمَا أَنَّثُوا رُبَّ رُبَّتَ وثُمَّ ثُمَّتَ، قالَ: وَهَذَا قولُ الكِسائي: ويُنْصَبُ بهَا لأنَّها فِي مَعْنى ليسَ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء:
تَذَكَّر حُبَّ لَيْلى لاتَ حِينا قالَ: ومِن العَرَبِ مَنْ يَخْفِضُ بلاتَ، وأَنْشَدَ: طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ
فأَجْبنا أَنْ ليسَ حِينَ بَقاءِونقلَ شَمِرٌ الإجْماعَ مِن البَصْرِيِّين والكُوفيِّين أَنَّ هَذِه التَّاءَ هاءٌ وُصِلَتْ بِلا لغَيْرِ مَعْنًى حادِثٍ.
وتأْتي لَا بمَعْنى ليسَ؛ وَمِنْه حديثُ العَزْل عَن النِّساءِ فَقَالَ: (لَا عَلَيْكم أَنْ لَا تَفْعَلُوا، أَي ليسَ عَلَيْكم) .
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: لاوَى فلانٌ فلَانا: إِذا خالَفَهُ.
وَقَالَ الفرَّاءُ: لاوَيْتُ قُلْت لَا.
قَالَ ابنُ الأعْرابي: يقالُ لَوْلَيْتُ بِهَذَا المَعْنى.
قُلْت: وَمِنْه قولُ العامَّة: إنَّ اللهاَ لَا يُحبُّ العَبْدَ اللاَّوي أَي الَّذِي يُكْثرُ قَوْلَ لَا فِي كِلامِه.
قَالَ اللّيْث: وَقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيُقال أَلا لَا؛ وأَنْشَدَ:
فقامَ يذُودُ الناسَ عَنْهَا بسَيْفِه
وَقَالَ أَلالا مِن سَبِيلٍ إِلَى هِنْدٍ ويقالُ للرَّجُلِ: هَل كانَ كَذَا وَكَذَا؟ فيُقالُ: أَلالا، جعلَ أَلا تَنْبِيهاً وَلَا نَفْياً؛ وأَمَّا قولُ الكُمَيْت:
كَلا وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمْ
لَدَى حِين أَنْ كانُوا إِلَى النَّوْمِ أَفْقَرافيقولُ: كأَنَّ نَوْمَهم فِي القلَّةِ كقولِ القائِلِ لاوذا، والعَرَبُ إِذا أَرادُوا تَقْلِيلَ مُدَّة فِعْلٍ أَو ظُهورِ شيءٍ خَفِيٍ قَالُوا: كانَ فِعْلُه كَلا، ورُبَّما كَرَّرُوا فَقَالُوا: كَلا وَلَا؛ ومِنَ الأوَّل قولُ ذِي الرُّمّة:
أَصابَ خَصاصَةً فبَدا كَليلاً
كَلا وانْفَلَّ سائِرُه انْفِلالاومِن الثَّانِي قولُ الآخرِ:
يكونُ نُزولُ القَوْمِ فِيهَا كَلا وَلَا ومِن سَجَعاتِ الحَرِيرِي: فَلم يَكُنْ إلاَّ كَلا وَلَا، إشارَة إِلَى تَقْلِيلِ المدَّةِ ومنهَا فِي الحمصيةِ بُورِكَ فِيك مِن طَلا كَمَا بُورِكَ فِي لَا وَلَا، إشارَة إِلَى قولهِ تَعَالَى: {لَا شَرْقِيَّة وَلَا غَرْبِيَّة} .
وَيَقُولُونَ: إمّا نَعَم مُرِيحَة وإمَّا لَا مُرِيحَة، وَيَقُولُونَ: لَا إحْدَى الرَّاحَتَيْن، وَفِي قولِ الأبوصيري يَمْدَحُ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
نَبِيِّنا الآمِرُ الناهِي فَلَا أَحَد
أَبَرّ فِي قوْلِ لَا مِنْهُ وَلَا نَعَموقال آخَرُ:
لَوْلا التَّشَهُّدُ كانتْ لاءهُ نَعَمُ فمدَّها.
مهمة.
اخْتُلِفَ فِي لَا فِي مَواضِع مِن التَّنْزيلِ هَل هِيَ نافِيَةٌ أَو زائِدَةٌ:
الأوَّل: قولهُ تَعَالَى: {لَا أُقْسِمُ بيَوْم القِيامَةِ} ، قَالَ اللَّيْث: تأْتي لَا زائِدَة مَعَ اليَمِين كقَوْلِكَ لَا أُقْسِمُ باللهاِ. وَقَالَ الزجَّاج: لَا اخْتِلافَ بينَ الناسِ أَنَّ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى: {لَا أُقْسِمُ بيَوْم القِيامَةِ} وأشْكالِه فِي القُرْآنَ مَعْناهُ أَقْسِم، واخْتَلَفُوا فِي تَفْسِيرِ لَا فقالَ بعضٌ: لَا لَغْوٌ، وَإِن كَانَت فِي أَوَّل السُّورَةِ، لأنَّ القُرْآنِ كُلّه كالسُورَةِ الواحِدَةِ لأنَّه مُتَّصِلٌ بَعْضه ببعضٍ، وقالَ الفرَّاء: لَا رَدٌّ لكَلامٍ تقدَّمَ، كأنَّه قيلَ ليسَ الأَمْرُ كَمَا ذَكَرْتُم فَجَعلهَا نافِيَةً وَكَانَ يُنْكِرُ على مَنْ يقولُ إنَّها صِلَةٌ، وَكَانَ يقولُ لَا يبتدأُ بجَحْدٍ ثمَّ يجعلُ صِلَةً يُرادُ بِهِ الطَّرْح، لأنَّ هَذَا لَو جازَ لم يُعْرَف خَبَرٌ فِيهِ جَحْد مِن خَبَرٍ لَا جَحْدَ فِيهِ، ولكنَّ القُرْآنَ نزلَ بالرَّدِّ على الَّذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنَّةَ والنارَ، فجاءَ الإقْسامُ بالرَّدِّ عَلَيْهِم فِي كثيرٍ مِن الكَلامِ المُبْتدأِ مِنْهُ وغَيْر المُبْتدأ كقَوْلكَ فِي الكَلامِ لَا واللهاِ لَا أَفْعَل ذَلِك، جَعَلُوا لَا، وَإِن رأَيْتَها مُبْتدأَةً، رَدًّا لكَلامٍ قد مَضَى، فَلَو أُلْغِيَتْ لَا ممَّا يُنْوَى بِهِ الجوابُ لم يَكُنْ بينَ اليَمِينِ الَّتِي تكونُ جَواباً وباليمين الَّتِي تُسْتَأْنفُ فَرْقٌ، انتَهَى.
وَقَالَ التَّقيُّ السَّبكي فِي رِسالَتِه المَذْكورَةِ عنْدَ قولِ الأَبدِي إنَّ لَا لَا تَدْخُلُ إلاَّ لتَأْكِيدِ النَّفْي مُعْتذراً عَنهُ فِي هَذِه المَقالَة بِما نَصَّه: ولعلَّ مُرادَه أنَّها لَا تَدْخُل فِي أثْناءِ الكَلامِ إلاَّ للنَّفْي المُؤَكّد بخِلافِ مَا إِذا جاءَتْ فِي أَوَّلِ الكَلامِ قد يُرادُ بهَا أَصْلُ النَّفْي كَقَوْلِه: لَا أُقْسِمُ وَمَا أَشْبَهه، انتَهَى.
فَهَذَا مَيْلٌ مِنْهُ إِلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الفرَّاء. وَمِنْهُم مَنْ قَالَ إنَّها لمجَرَّدِ التَّوْكيدِ وتَقْوِيَةِ الكَلامِ، فتأَمَّل.
الثَّاني: قولهُ تَعَالَى: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبّكُم عَلَيْكم أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا} ؛ فقيلَ: لَا نافِيَة، وَقيل: ناهِيَة، وَقيل: زائِدَةٌ، والجَمْيعُ مُحْتَمل، وَمَا خَبَرِيَّة بمعْنَى الَّذِي مَنْصُوبَة بأَتْلُ، و {حَرَّم رَبّكُم} صِلَةٌ، و {عَلَيْكم} مُتَعَلِّقٌ بحَرَّمَ.
الثَّالث: قوْلُه تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم أنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُون} ، فيمَنْ فَتَح الهَمْزَةَ، فقالَ الخليلُ والفارِسِيُّ: لَا زائِدَةٌ وإلاَّ لكانَ عُذراً لَهُم، أَي للكُفَّار؛ ورَدَّه الزجَّاجُ وقالَ: إنَّها نافِيَةٌ فِي قراءَةِ الكَسْرِ، فيجبُ ذلكَ فِي قِراءَةِ الفَتْح، وَقيل: نافِيَةٌ وحُذِفَ المَعْطوفُ أَي أَو أنَّهمُ يُؤْمِنُون. وقالَ الخليلُ مَرَّة: أَنّ بمعْنَى لعلَّ وَهِي لُغَةٌ فِيهِ.
الَّرابع: قولُه تَعَالَى: {وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهم لَا يَرْجِعُون} ؛ قيلَ زائِدَة، والمَعْنى مُمْتَنِعٌ على أَهْلِ قَرْيةٍ قَدَّرْنا إهْلاكَهم لكُفْرِهم أَنَّهم يَرْجِعُون عَن الكُفْرِ إِلَى القِيامَةِ، وَهَذَا قَرِيبٌ مِن تَقْريرِ الفرَّاء الَّذِي تقدَّم؛ وَقيل: نافِيَةٌ، والمَعْنى مُمْتَنِعٌ عَلَيْهِم أَنَّهم لَا يَرْجِعُون إِلَى الآخِرَة.
الْخَامِس: قولهُ تَعَالَى: {وَلَا يَأْمُركُم أَنْ تَتَّخِذُوا المَلائِكَةَ والنَّبيِّين أَرْباباً} ، قُرىءَ فِي السَّبْع برَفْع {يَأْمركُم} ونَصْبِه، فمَنْ رَفَعَه قَطَعَه عمَّا قَبْلَه، وفاعِلُه ضَمِيرُه تَعَالَى أَو ضَمِيرُ الرَّسُولِ، وَلَا على هَذِه نافِيَةٌ لَا غَيْر؛ ومَنْ نَصَبَه فَهُوَ مَعْطوفٌ على {يُؤْتِيه ااُ الكِتابَ} ، وعَلى هَذَا لَا زائِدَةٌ مُؤَكِّدَةٌ لمعْنَى النَّفْي.
السَّادس: قولُه تَعَالَى: {فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبةَ} ، قيل: لَا بمعْنَى لم، ومِثْله فِي: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} ، إلاَّ لَا بِهَذَا المَعْنى إِذا كُرِّرَتْ أَسْوَغُ وأَفْصَحُ مِنْهَا إِذا لم تُكَرَّرْ؛ وَقد قالَ الشاعرُ:
وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا؟ وَقَالَ بعضُهم: لَا فِي الآيةِ بمعْنَى مَا، وقيلَ: فَلَا بمعْنَى فهَلاَّ؛ ورَجَّح الزجَّاجُ الأوَّل.
مهمة وفيهَا فَوَائِد:
الأُولى: قولُ الشاعرِ:
أَبَى جُودُه لَا البُخْلَ واسْتَعْجلتْ نَعَمْ
بهِ مِنْ فَتًى لَا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْذَكَرَ يونُسُ أَنَّ أَبا عَمْرو بنَ العَلاءِ كانَ يجرُّ البُخْل ويَجْعَل لَا مُضافَةً إِلَيْهِ، لأنَّ لَا قد تكونُ للجُودِ وللبُخْلِ، أَلا تَرى أَنه لَو قيلَ لَهُ امْنَعِ الحَقَّ فقالَ: لَا كانَ جُوداً مِنْهُ؟ فأَمَّا إنْ جَعَلْتها لَغْواً نصبْتَ البُخْلَ بالفِعْل وإنْ شِئْتَ نصبْتَه على البَدَلِ؛ قَالَ أَبو عَمْرو: أَرادَ أَبى جُودُه لَا الَّتِي تُبَخِّلُ الإِنْسانَ كأنَّه إِذا قيلَ لَا تُسْرِفْ وَلَا تُبَدِّرْ أَبى جُودُه قولَ لَا هَذِه، واسْتَعْجَلَتْ بهِ نَعَمْ فقالَ: نَعَمْ أَفْعَلْ وَلَا أَتْركُ الجُودَ.
قَالَ الزجَّاجُ: وَفِيه قولانِ آخَرانِ على رِوايَةِ مَنْ رَوَى أَبَى جُودُه لَا البُخْل بنَصْبِ اللامِ: أَحَدُهما مَعْناه أَبَى جُودُه البُخْلَ وتَجْعل لَا صِلَةً؛ وَالثَّانِي: أَنْ تكونَ لَا غَيْرَ لَغْوٍ ويكونُ البُخْلُ مَنْصوباً بَدَلاً مِن لَا، المَعْنى أَبَى جُودُه لَا الَّتِي هِيَ للبُخْلِ، فكأَنَّك قُلْتَ أَبَى جُودُه البُخْلَ وعَجَّلَتْ بهِ نَعَم.
وَقَالَ ابنُ برِّي: مَنْ خَفَضَ البُخْل فعَلَى الإضافَةِ، ومَنْ نَصَبَ جَعَلَه نَعْتاً للا، وَلَا فِي البَيْتِ اسْمٌ، وَهُوَ مَفْعولٌ لأَبَى، وإنَّما أَضافَ لَا إِلَى البُخْل لأنَّ لَا قد تكونُ للجُودِ، قَالَ: وقولهُ إنْ شِئْتَ نصبْتَه على البَدَلِ قَالَ: يَعْني البُخْل تَنْصبُه على البَدَلِ مِن لَا لأنَّ لَا هِيَ البُخْل فِي المَعْنى، فَلَا تكونُ لَغْواً على هَذَا القَوْلِ.
الثَّانِيَة: قَالَ اللّيْثُ: العَرَبُ تَطْرحُ لَا وَهِي مَنْوِيَّة كقولِكَ: واللهاِ أَضْربُكَ، تُريدُ واللهاِ لَا أَضْرِبُك؛ وأَنْشَدَ:
وآلَيْتُ آسَى على هالِكٍ
وأَسْأَلُ نائحةً مالَهاأَرادَ لَا آسَى وَلَا أَسْأَل.
قَالَ الأزْهري: وأفادَ ابنُ المُنْذرِي عَن اليَزِيدِي عَن أَبي زيدٍ فِي قولهِ تَعَالَى: {يُبَيِّن ااُ لكُم أَن تَضِلُّوا} ، قَالَ: مَخَافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارِ أَن تَضِلُّوا، وَلَو كانَ أَنْ لَا تَضِلُّوا لكانَ صَواباً؛ قَالَ الأزْهرِي: وكَذلكَ أَن لَا تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعْنًى واحِدٍ، قَالَ: وممَّا جاءَ فِي القُرْآنِ مِن هَذَا: {أَنْ تَزُولا} ، يُريدُ أَنْ لَا تَزُولا، وكَذلكَ قولهُ تَعَالَى: {أَن تَحْبَطَ أَعْمالُكُم وأَنْتُم لَا تَشْعُرونَ} ، أَي أَنْ لَا تَحْبَطَ؛ وقولُه تَعَالَى: {أَن تَقُولُوا إنَّما أُنْزِلَ الكِتابُ على طائِفَتَيْن مِن قَبْلنا} ؛ مَعْناه أَنْ لَا تَقولُوا.
الثَّالثة: أَنْ لَا إِذا كانتْ لنَفْي الجِنْس جازَ حَذْفُ الاسْم لقَرِينَةٍ نَحْو: لَا عَلَيْك، أَي لَا بَأَسَ عَلَيْك، وَقد يُحْذَفُ الخَبَرُ إِذا كانَ مَعْلوماً نَحْو: لَا بَأْسَ.
الرَّابِعَة: أَنْشَدَ الباهِلي للشمَّاخ:
إِذا مَا أدَلَجَتْ وضَعَتْ يَدَاها
لَها الإدْلاجُ لَيْلَة لَا هُجُوعِأَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ الَّتِي لَا تهْجَعُ فِيهَا، يَعْني الناقَةَ، ونَفَى بِلا الهُجُوعَ وَلم يُعْمِلْ، وتَرَكَ هُجُوع مَجْروراً على مَا كانَ عَلَيْهِ مِن الإضافَةِ؛ ومِثْلُه قولُ رُؤْبة:
لقد عرَفْتُ حِينَ لَا اعْتِرافِ نَفَى بِلا وتَرَكَه مَجْروراً؛ ومِثْلُه:
أَمْسَى ببَلْدَةِ لَا عَمَ وَلَا خالِ الخامِسةُ: قد تُحْذَفُ أَلفُ لَا تَخْفيفاً كقِراءَةِ مَنْ قَرَأَ: {واتَّقُوا فِتْنَةً لتصِيبَنَّ الَّذين ظَلَمُوا} ؛ خَرَّجَ على حَذْفِ أَلفِ لَا، والقِراءَةُ العامَّة لَا تصِيبَنَّ، وَهَذَا كَمَا قَالُوا أَم واللهاِ فِي أَما واللهاِ.
السَّادسة: المَنْفِيُّ بِلا قد يكونُ وُجُوداً لاسْمٍ نَحْو: لَا إلَه إلاَّ الله، والمَعْنى لَا إلَه مَوْجودٌ أَو مَعْلومٌ إلاَّ اللهاُ، وَقد يكونُ النَّفْي بِلا نَفْي الصِّحَّة وَعَلِيهِ حَمَلَ الفُقهاءُ: (لَا نِكاحَ إلاَّ بوَلِيَ) ، وَقد يكونُ لنَفْي الفائِدِةٍ والانْتِفاعِ والشّبَه ونحوِه، نَحْو: لَا وَلَدَ لي وَلَا مالَ، أَي لَا وَلَدَ يشْبُهني فِي خُلْقٍ أَو كَرَمٍ وَلَا مالَ أَنْتَفِعُ بِهِ؛ وَقد يكونُ لنَفْي الكَمالِ، وَمِنْه: لَا وُضوءَ لمَنْ لم يُسَمِّ اللهاَ، وَمَا يَحْتمل المَعْنَيَيْن فالوَجْه تَقْديرُ نَفْي الصحَّةِ لانَّ نَفْيها أَقْرَبُ إِلَى الحَقِيقَةِ وَهِي نَفْي الوُجودِ، ولأنَّ فِي العَمَلِ بِهِ وَفاء بالعَمَلِ بالمَعْنى الآخر دون عكس.
السَّابعة: قَالَ ابنُ بُزُوْجَ: لَا صَلاةَ لَا رُكوعَ فِيهَا، جَاءَ بالتَّبْرِئةِ مَرَّتَيْن، وَإِذا أَعَدْتَ لَا كَقَوْلِه: {لَا بَيْعَ فِيهِ وَلَا خُلَّة وَلَا شَفاعَةَ} فأَنْتَ بالخِيارِ إنْ شِئْتَ نَصَبْتَ بِلا تَنْوينٍ، وَإِن شِئْتَ رفعْتَ ونَوَّنْتَ، وفيهَا لُغاتٌ كثيرَةٌ سِوَى مَا ذَكَرْنا.
الثَّامنة: يقولونَ: الْقَ زَيْداً وإلاَّ فَلَا، مَعْناه وإلاَّ تَلْقَ زَيْداً فدَعْ؛ قالَ الشاعرُ:
فطَلِّقْها فلَسْتَ لَهَا بكُفْؤ
وإلاَّ يَعْلُ مَفْرِقَكَ الحُسامُفأَضْمَرَ فِيهِ وإلاَّ تُطَلِّقْها يَعْلُ، وغَيْر البَيانِ أَحْسَن.
وسَيَأْتي قَوْلهم إمَّا لَا فافْعَل قرِيباً فِي بَحْثِ مَا.

هدل

(هـ د ل) : (رَجُلٌ أَهْدَلُ) مُسْتَرْخِي الشَّفَةِ السُّفْلَى.
هدل:
هَدِل: مائل قليلاً إلى أسفل، متهدل (بقطر) هداول: (؟) تكررت مرتين عند (باين سميث 1365 - 5): اسم لآلة قاطعة.
هـ د ل

هدل الحمام هديلاً. وتهدّلت الثمرة. وتهدّل الثوب: استرسل؛ وهدّلته هدلاً. ومشفر أهدل ومشافر هدلٌ. وشفة هدلاء، وبها هدلٌ.

هدل

1 هَدَلَ He uttered a cry: see هَدَرَ, in two places.5 تَهَدَّلَ It hung down; [it dangled;] said of a branch of a tree, (S, TA,) and of fruit; it hung loosely; said of the former. (TA.) مِشْفَرٌ أَهْدَلُ [A camel's lip] flaccid, or pendulous. (K, TA.)
[هدل] نه: فيه: أعطهم صدقتك وإن أتاك "أهدل" الشفتين، هو المسترخي الشفة السفلى الغليظها، أي وإن كان الأخذ أسود حبشيًا أو زنجيًا، وضمير أعطهم للولاة وأولي الأمر. ومنه ح: أهدب "أهدل". وفي ح قس: وروضة قد "تهدل" أغصانها، أي تدلت واسترخت لثقلها بالثمرة. وح: من ثمار "متهدلة".
(هدل)
الْحمام أَو الْغُلَام هديلا صَوت وَالشَّيْء هدلا أرْسلهُ إِلَى أَسْفَل وأرخاه

(هدل) الْبَعِير هدلا استرخى مشفره وَيُقَال هدل مشفر الْبَعِير وَالرجل استرخت شفته السُّفْلى والسحاب تدلى هيدبه فَهُوَ هادل وهدل وَهُوَ أهدل وَهِي هدلاء (ج) هدل

هدل


هَدَلَ(n. ac. هَدِيْل)
a. Cooed.
b.(n. ac. هَدْل), Let hang down.
هَدِلَ(n. ac. هَدَل)
a. Hung down, dangled.
b. Had an ulcerated & hanging lip ( camel).
تَهَدَّلَa. see (هَدِلَ) (a).
هِدْلa. Thick milk.

هَدِلa. Having a hanging lip.

أَهْدَلُ
(pl.
هُدْل)
a. Hanging (lip).
b. see 5
هَاْدِل
(pl.
هَوَاْدِلُ)
a. Cooing.
b. see 5 & 14
(a).
هَدَاْلa. Hanging branches.

هَدَاْلَةa. Crowd, throng.
b. (pl.
هِدَاْل), A certain tree.
هَدِيْلa. Cooing.
b. Young pigeon.

هِدْلِق
a. Sieve.
b. Lax, flabby.
هدل
هَدَلَتِ الحَمامَةُ تَهْدِلُ هَدِيلاً، والغُلامُ: صَوَّتَ. وهَدِيْلُها: فَرْخها. وهو الذَّكَرُ من الحَمَام أيضاً. والهَدَلُ: اسْتِرْخاءُ المِشْفَر، مِشْفَرٌ هادِلٌ وأهْدَلٌ. وشَفَةٌ هَدْلاء. والتَّهَدُّلُ: اسْتْرِخَاءُ جِلْدَةِ الخُصْيَةِ. وهَدَلْتُ الشَّيْءَ أَهْدِلُه: أرْسَلْتَه إلى أسْفَلَ. والهَدَالُ: ضَرْبٌ من الشَّجَرِ. وكُلُّ غُصْنٍ يَنْبُتُ مُسْتَقيماً في أرَاكةٍ أو طَلْحَةٍ فهي: هَدَالةٌ. ورأيتُ هَدَالةً من الناس: أي جَمَاعَةً. ويقال للعَنْزِ إذا دُعِيَتْ للحَلَب: أهْدِ هَدَالَةَ أسِي سَيَالَة.
هـ د ل: (الْهَدِيلُ) الذَّكَرُ مِنَ الْحَمَامِ. وَهُوَ أَيْضًا صَوْتُ الْحَمَامِ، يُقَالُ: (هَدَلَ) الْقُمْرِيُّ يَهْدِلُ بِالْكَسْرِ (هَدِيلًا) . وَ (الْهَدِيلُ) أَيْضًا فَرْخٌ كَانَ عَلَى عَهْدِ نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَصَادَهُ جَارِحٌ مِنْ جَوَارِحِ الطَّيْرِ، قَالُوا: فَلَيْسَ مِنْ حَمَامَةٍ إِلَّا وَهِيَ تَبْكِي عَلَيْهِ. وَ (هَدَلَ) الشَّيْءَ أَرْخَاهُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى أَسْفَلَ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (تَهَدَّلَتْ) أَغْصَانُ الشَّجَرِ أَيْ تَدَلَّتْ. 
(هدل) - في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "إن أتاكَ أهْدَلُ الشَّفَتَيْن، منفَّشُ المَنْخَرين فأعْطِه الصَّدَقة"
الأَهدَلُ: المُسْتَرْخِى الشَّفَة السُّفْلَى الغَليظُها، وشفَة هَدْلَاء، وجمعُهُ هُدْلٌ، ومِشْفَرٌ هَدِلٌ: إذا كان طَوِيلاً؛ وتهَدَّلَ الغُصْنُ؛ إذا أثقلَه الثَّمرُ فاسْتَرخَى، وسَقطَ بَعْضُه على بَعضٍ، وقد هَدِلَ وهدَلْتُه أنَا؛ أي لَوْ كان الطالِبُ أسْوَدَ حَبَشِيًّا أو زِنْجِيًّا. كما في الحدِيث الآخَرِ: "ولَوْ سُلِّطَ عليكم غُلَامٌ مُجَدَّعٌ"
: أرادَ الطَاعَة لِلوُلاةِ.
- ومنه في حديث زياد: "طَوِيل العُنُق أهْدَبُ أهْدَل"
- وفي حديث الأحنف: "مِن ثِمارٍ مُتَهَدِّلَةٍ"
: أي مُتَدَلِّيةٍ.
[هدل] الهَديلُ: الذكرُ من الحمام. قال جِرانُ العَوْدِ: كأنَّ الهَديلَ الظالعَ الرِجلِ وَسْطها من البَغْي شِرِّيبٌ يُغَرِّدُ مُنْزَفُ والهَديلُ: صوت الحمام. يقال: هَدَلَ القُمْرِيُّ يَهْدِلُ هَديلاً، مثل يَهْدِرُ. قال ذو الرمّة: أرى ناقَتي عندَ المُحَصَّبِ شاقَها رَواحُ اليماني والهَديلُ المُرَجَّعُ والهديل: فرخ كان على عهد نوح عليه السلام فصاده جارح من جوارح الطير. قالوا: فليس من حمامة إلا وتبكى عليه. قال الشاعر : وما من تهتفين به لنصر بأسرع جابة لك من هديل وهدلت الشئ أهدله هدلا، إذا أرخيته وأرسلته إلى أسفل. ويقال: هَدَلَ البعيرُ هَدْلاً، وهو أن تأخذه القَرحةُ فيَهْدِلُ مِشْفَرُهُ، فهو فَصيلٌ هادِلٌ. وبعيرٌ هَدِلٌ، إذا كان طويل المِشفر، وذلك ممَّا يُمْدَحُ به. وقد هَدِلَ بالكسر يهدل هدلا. قال الراجز:

بكل شعشاع صهابى هدل * وبعير أهدل أيضا. وقد تَهَدَّلَتْ شفتُهُ، أي استرختْ. وتَهَدَّلَتْ أغصانُ الشجرة، أي تدلَّتْ. والهَدالُ بالفتح: ما تدلَّى من الغُصن. وقال: يدعو الهَديلُ وساقُ حر فوقه أصلا بأودية ذوات هدال
باب الهاء والدال واللام معهما هـ د ل، د هـ ل، ل هـ د، د ل هـ مستعملات هـ ل د، ل د هـ مهملان

هدل: هَدَلَتِ الحَمامةُ تَهْدِلُ هديلاً. [ويقالُ] : هديلُها فرخُها. والهَدَل : استرخاءٌ في المِشْفَر الأسفل. مِشْفَرٌ هادلٌ، وأَهْدَلُ، وشَفةٌ هَدْلاء: مُنقلبةٌ على الذَّقَنِ. والتَهَدُّل: استرخاءُ جِلْدةِ الخصية ونحوها. قال  كأنّ خُصْيَيْهِ من التّهدُّلِ ... ظرف عجوز فيه ثنتا حَنْظلِ

والهَدَالُ: ضربُ من الشّجر، ويُقال: كلُّ غُصْنٍ ينبت في أراكة أو طلحةٍ مستقيماً فهو هَدالة. كأنّه مُخالفٌ لغيره من الأغصان، وربما يُداوَى به من السِّحْر والجنون.

دهل: لا دَهْلَ بالنَّبطَية: لا تَخَفْ، قال بشّار يَهْجو الطرماح :

فقلت له: لا دهل ما لكمل بعد ما ... مَلاَ نَيْفَقَ التُّبّانِ منه بعاذِرِ

لهد: اللَّهْدُ: الصّدْمُ الشَّديدُ في الصَّدْر. والبَعيرُ اللَّهيدُ: الذي أصاب جنَبْهَ ُضَغْطَةٌ من حِمْلٍ ثَقيلٍ، فأَورثه داءً أفسد عليه رِئَتَهُ، فهو مَلْهودٌ. قال الكميت :

نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهيدَ من الكوم ... ولم نَدْعُ من يُشِيطُ الجَزُورا

ورجلٌ مُلَهَّدٌ، أي: مُدَفَّعٌ من الذُّلِّ. ولَهَدْتُ الرَّجلَ أَلْهَدُهُ لَهْداً، إذا دفعتُه فهو مَلْهُوٌد.

دله: الدَّلَهُ: ذَهابُ الفُؤاد من هَمٍّ، كما تُدَلَّهُ المرأةُ على وَلَدها إذا فَقَدَتْهُ، وكما يُدَلَّهُ العَقْلُ من عِشقٍ أو غيره، يُقال: دُلِّهَ الرجل تدليها. 
الْهَاء وَالدَّال وَاللَّام

الهَدِيلُ: صَوت الْحمام، وَخص بَعضهم بِهِ وحشيها كالدباسي والقماري وَنَحْوهَا، هَدَل يَهْدِل هَدِيلا. وَقيل: الهَديلُ: ذكر الْحمام، وَقيل: هُوَ فرخها، وَقَالَ بَعضهم: تزْعم الْأَعْرَاب فِي الهَديلِ أَنه فرخ كَانَ على عهد نوح فَمَاتَ ضَيْعَة وعطشا، فَيَقُولُونَ: إِنَّه لَيْسَ من حمامة إِلَّا وَهِي تبْكي عَلَيْهِ، قَالَ نصيب:

فَقُلتُ أتَبكي ذاتُ طَوْقٍ تذَكَّرَتْ ... هَدِيلاً وقدْ أودَى وَمَا كانَ تُبَّعُ

يَقُول: وَلم يخلق تبع بعد.

وهَدَلَ الشَّيْء يَهدِلُه هَدْلا: أرْسلهُ إِلَى أَسْفَل.

والهَدَلُ: استرخاء المشفر الْأَسْفَل، هَدِلَ يَهَدُل هَدَلا، وَهُوَ هادِلٌ وأهْدَلُ، وشفة هَدْلاءُ: منقلبة عَن الذقن.

وهَدِلَ الْبَعِير هَدَلا: أَخَذته القرحة فَهدِلَ مشفره.

وهَدِلَ فَهُوَ هَدِلٌ: طَال مشفره، وَذَلِكَ مِمَّا يمدح بِهِ قَالَ الشَّاعِر:

بكُلِّ شَعْشاعٍ صُهابِيٍّ هَدِلْ

وَقيل: الهَدَلُ فِي الشّفة: عظمها واسترخاؤها، وَذَلِكَ للبعير، وَإِنَّمَا يُقَال: رجل أهدَلُ، وَامْرَأَة هَدلاءُ مستعارا من الْبَعِير.

والتَّهَدُّلُ: استرخاء جلدَة الخصية وَنَحْو ذَلِك، قَالَ الشَّاعِر:

كأنَّ خُصْيَيْهِ منَ التَّهَدُّلِ

ويروى: من التَّدَلْدُلِ.

والهَدالُ: مَا تهدَّلَ من الأغصان، قَالَ الْأَعْشَى:

ظَبيَةٌ مِنْ ظِباءِ وَجْرَةَ أدْما ... ءُ تَسُفُّ الكَباثَ تَحتَ الهَدالِ والهَدَالَةُ: شَجَرَة تنْبت فِي السمر لَيست مِنْهُ، وتنبت فِي اللوز وَالرُّمَّان، وَفِي كل شَجَرَة، وثمرتها بَيْضَاء، وَقيل: الهدالة: كل غُصْن نبت مُسْتَقِيمًا فِي طَلْحَة أَو أراكة، وَهُوَ مِمَّا يشفى بِهِ المطبوب، وَالْجمع هَدالٌ.

والهَدالُ: شجر بالحجاز لَهُ ورق عراض أَمْثَال الدَّرَاهِم الضخام، لَا ينْبت إِلَّا مَعَ شجر السّلع والسمر، يسحقه أهل الْيمن ويطبخونه.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: لبن هِدْلٌ، لُغَة فِي إدل: لَا يُطَاق حمضا، وَأرَاهُ على الْبَدَل.
هـدل
هدَلَ1 يهدِل، هَدْلاً، فهو هادل، والمفعول مَهْدول
• هدَل السِّتارَ ونحوَه: أرسله إلى أسفل وأرخاه "هَدَل الشَّعْرَ". 

هدَلَ2 يَهدِل، هَديلاً، فهو هادل
• هدَل الحَمامُ: صوَّت "هدَل الغلامُ- وكأنَّ تسبيحًا هديلُ حمامةٍ ... في مجد ربِّك أُلِّفَتْ سجعاتُها". 

هَدِلَ يَهدَل، هَدَلاً، فهو هادل وأهْدَلُ وهَدِل
• هَدِلَ الشخصُ: استرخت شفتُه السُّفلى "هدِلَ البعيرُ: أخذته القرحة فاسترخى مِشْفرُه".
• هدِل السَّحابُ: تدلَّى، دنا من الأرض. 

تهدَّلَ يتهدَّل، تََهدُّلاً، فهو مُتهدِّل
• تهدَّلَ شعرُ الفتاة: هدِلَ؛ استرخى، استرسل "تهدَّلت شفتُه/ أغصانُ الشَّجرة- تَهدّلت الثَّمرةُ: تدَّلت". 

أهدلُ [مفرد]: ج هُدْل، مؤ هَدْلاءُ، ج مؤ هدلاوات وهُدْل: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هَدِلَ. 

مُتهدِّل [مفرد]: اسم فاعل من تهدَّلَ ° قبَّعة متهدِّلة: قبّعة ناعمة ذات حافة عريضة مرنة.
• الصَّفصاف المتهدِّل: (نت) نوع من النّباتات موجود في الصِّين له أغصان متهدِّلة، وأوراق رفيعة. 

هَدَال [جمع]: مف هدالة:
1 - ما تهدّل من أغصان الشجر.
2 - (نت) نبات طفيليّ من الفصيلة العِنبيَّة يعيش على أغصان بعض الأشجار المثمرة، ويمتصَّ نسغها ويسمَّى الدِّبق، له أوراق دائمة الخضرةَ، وهو على أنواع منها أبيض الثِّمار يظهر في فصل الشِّتاء على اللََّوز والتّفّاح، ومنها أحمر الثِّمار يظهر على أغصان الزَّيتون. 

هدْل [مفرد]: مصدر هدَلَ1. 

هدَل [مفرد]: مصدر هَدِلَ. 

هدِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هَدِلَ. 

هَديل [مفرد]: مصدر هدَلَ2. 

هدل: الأَزهري: هَدَر الغلامُ وهَدَل إِذا صوَّت؛ قال ذو الرمة:

طَوى البَطْنَ زَيَّامٌ كأَنَّ سَحِيلَه

عليهنَّ، إِذْ وَلَّى، هَدِيلُ غُلام

أَي غِناءُ غُلام. ابن سيده: الهَدِيل صوتُ الحمام، وخصَّ بعضهم به

وحْشِيَّتها كالدَّباسِيِّ والقَمارِيِّ ونحوها، هَدَل القُمْرِيُّ، وفي

المحكم: هَدَل يَهْدِل هَدِيلاً؛ قال ذو الرمة:

إِذا ناقَتي عند المُحَصَّب شاقَها

رَواحُ اليَماني، والهَدِيلُ المُرَجَّعُ

(* قوله «إذا ناقتي» في الصحاح:ارى ناقتي).

وأَنشد ابن بري:

ما هاجَ شَوْقَك من هَدِيلِ حمامةٍ،

تَدْعُو على فَنَنِ الغُصُون حَماما

قال ابن بري: وقد جاء الهَدِيل في صوت الهُدْهُد؛ قال الراعي:

كَهُداهِدٍ كسَرَ الرُّماةُ جَناحَهُ،

يَدْعُو بِقارِعِه الطريقِ هَدِيلا

قال: وهذا تصغير هُدْهُد أُبْدِلت من يائه أَلف، قال: ومثله دُوابَّةٌ،

حكاهما أَبو عمرو ولم يُعْرَف لهما ثالث. وهَدَلت الحمامة تَهْدِل

هَدِيلاً، وقيل: الهَدِيل ذكَرُ الحمام، وقيل: هو فَرْخها؛ قال جِرانُ

العَوْد:كأَنّ الهَدِيل الظَّالِعَ الرِّجْل وَسْطَها،

من البَغْي، شِرِّيبٌ يُغَرِّد مُنْزَفُ

وقال بعضهم: تزعم الأَعراب في الهَدِيل أَنه فرْخ كانَ غلى عهد نوح،

عليه السلام، فمات ضَيْعةً وعطَشاً فيقولون إِنه ليس من حمامة إِلاَّ وهي

تبكي عليه؛ قال نُصيب

(* قوله «قال نصيب إلخ» في المحكم: قال نصيب، ولم

يذكر خلافاً، وفي التهذيب: قال الاموي وأنشدني ابن أبي وجزة السعدي

لنصيب).وقيل هو لأَبي وجزة:

فقلت: أَتبكي ذاتُ طَوْقٍ تذكَّرتْ

هَدِيلاً، وقد أَوْدى وما كان تُبَّعُ؟

يقول: ولم يخلق تُبَّع بعدُ، قال: ويقال صادَ الهَدِيلَ جارِحٌ من

جَوارِح الطير؛ وأَنشد الكميت الأَسدي:

وما مَنْ تَهْتِفِينَ به لِنَصْرٍ

بأَسْرَعَ، جابةً لكِ، من هَدِيلِ

فمرّة يجعلونه الطائرَ نفسَه، ومرَّة يجعلونه الصَّوْت. والهَدِيلُ

أَيضاً: الرجل الكثير الشعَر، وقيل: هو الأَشْعَث الذي لا يسرِّح رأْسه ولا

يدهنه؛ أَنشد أَبو زيد:

هِدانٌ أَخُو وَطْبٍ، وصاحِبُ عُلْبة،

هَدِيلٌ لِرَثَّاثِ النِّقالِ جَرُورُ

النِّقال: النِّعالُ الخُلْقان. ورجل هَدِيل: ثقيل. وتَهَدَّلتِ

الثِّمارُ وأَغصان الشجرة أَي تدلَّت، فهي مُتَهَدِّلة. وفي حديث قُسّ: وروضةٍ

قد تَهَدَّلت أَغصانها أَي تدلَّت واسترختْ لثِقَلها بالثمر. وفي حديث

الأَحْنف: من ثِمارٍ مُتَهَدِّلةٍ.

وهَدَل الشيءَ يَهْدِله هَدْلاً: أَرسله إِلى أَسفل وأَرخاه. والهَدَل:

استرخاه المِشْفَر الأَسفل، هَدِل هَدَلاً. ومِشْفَر هادِلٌ وأَهْدَل

وشَفة هَدْلاء: مُنْقَلِبة عن الذَّقَن. وهدِل البعير يَهْدَل هَدَلاً فهو

أَهْدَل: أَخذته القرحة فهَدِل مِشْفَره وطال. وهَدِل يَهْدَل هَدلاً فهو

هَدِل: طال مِشْفره، وبعير هَدِل منه. وبعير أَهْدَل، وذلك مما يمدح به؛

قال أَبو محمد الحَذْلَمي:

يُبادِر الحَوْضَ، إِذا الحَوْضُ شُغِلْ،

بكلِّ شَعشاعٍ صُهابيٍّ هَدِلْ

(* قوله «يبادر الحوض إلخ» هكذا في الأصل، وانشده للعجاج في شعشع بلفظ:

تبادر الحوض إذا الحوض شغل * بشعشعانيّ صهابيّ

هدل

والشطر الثاني في المحكم والتهذيب مثل ما هنا).

وقد تَهَدَّلتْ شَفَته أَي استرختْ، وقيل: الهَدَل في الشفة عِظَمُها

واسترخاؤها وذلك للبعير، وإِنما يقال رجل أَهْدَل وامرأَة هَدْلاء مستعاراً

من البعير. وفي حديث ابن عباس: أَعْطِهم صَدَقَتك وإِن أَتاك أَهْدَل

الشفتين؛ الأَهْدَلُ: المسترخي الشفة السفلى الغليظها، أَي وإِن كان الآخذ

أَسود حَبَشيّاً أَو زِنْجيّاً، والضمير في أَعْطِهم للوُلاة وأُولي

الأَمْرِ. وفي حديث زياد: أَهْدَبُ أَهْدَلُ: والسحاب إِذا تدلَّى هَيْدَبُه

فهو أَهدَل؛ قال الكميت:

بِتَهْتانِ دِيمَتِهِ الأَهْدَلِ

ويقال: شِدْق أَهدَل؛ قال الراجز:

يُلْقِيه في طُرْقٍ أَتتها من عَلِ

قُذْف لها جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِ

(* قوله «يلقيه في طرق إلخ» هكذا في الأصل مضبوطاً).

والتَّهَدُّل: استرخاء جلدة الخُصْية ونحو ذلك؛ قال:

كأَنَّ خُصْيَيْهِ من التَّهَدُّلِ،

ظَرْفُ عَجُوز فيه ثِنْتا حَنْظَلِ

ويروى: من التَّدَلْدُل.

والهَدال: ما تَهَدَّل من الأَغصان؛ قال الأَعشى:

ظَبْيَةٌ من ظِباء وَجْرَة أَدْما

ءُ، تَسُفُّ الكَباثَ تحت الهَدالِ

الجوهري: والهَدالُ ما تَدَلَّى من الغصن؛ وقال:

يَدْعُو الهَدِيلُ وساقُ حُرٍّ فَوْقَه،

أُصُلاً، بأَوديةٍ ذَواتِ هدالِ

وأَنشد ابن بري:

طامٍ عليه وَرَقُ الهَدالِ

والهَدالةُ: شجرة تنبت في السَّمُر ليست منه وتنبت في اللَّوْز والرمّان

وفي كل شجرة

(* قوله «وفي كل شجرة» كذا في الأصل والمحكم، وفي الصاغاني:

وفي كل الشجر). وثمرتها بيضاء، وقيل: الهَدالة كلُّ غصن نبت مستقيماً في

طَلْحة أَو أَراكة، وهو مما يُشْفَى به المَطْبوب، والجمع هَدَالٌ،

ويقال: كل غصن ينبت في أَراكة أَو طَلْحة مستقيمة فهي هَدالةٌ، كأَنها مخالفة

لسائرها من الأَغصان، وربما دَاوَوْا به من السِّحْر والجُنون.

والهَدَال: ضرْب من الشجر. والهَدَال: شجر بالحجاز له ورَق عِراض أَمثال

الدَّراهِم الضِّخام لا ينبت إِلاَّ مع أَشجار السَّلَع والسَّمُر؛ يَسْحَقه

أَهلُ اليمن ويطبُخُونه. وقال أَبو حنيفة لَبَن هِدْلٌ لغة في إِدْلٍ لا

يُطاق حَمَضاً، قال ابن سيده: وأُراه على البدَل.

هـدل
(الهَدِيْلُ) ، كَأَمِيْرٍ: (صَوْتُ الحَمامِ، أَو خَاصٌّ بِوَحْشِيِّها) كالدَّباسِيّ والقَمارِيّ وَنَحْوِها، كَذا فِي المُحْكَم، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(إِذا نَاقَتِي عِنْدَ المُحَصَّبِ شَاقَهَا ... رَواحُ اليَمانِي والهَديْلُ المُرَجَّعُ)
وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّي: (مَا هاجَ شَوْقَكَ مِنْ هَدِيْلِ حَمامَةٍ ... تَدْعُو عَلَى فَنَنِ الغُصُونِ حَمامَا)
(هَدَلَ يَهْدِلُ) هَدِيْلًا: إِذا دَعا. (و) قِيْلَ: الهَدِيْلُ: (فَرْخُها) ، الاسْمُ والمَصْدَرُ وَاحِد، وَكَذلِكَ أَهْدَرَ يَهْدِرُ هَدِيْرًا، الاسْمُ والمَصْدَر فِيْهِ وَاحِد ذَكَرَهُ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهَِّ بنِ مُحَمَّد الأَصْبَهانِيّ فِي كِتابِهِ: " غَرائِبُ الحَمام الهديّ "، وَأَنْشَدَ لِلْشَّاعِر:
(أَأَنْ نَادَى هَدِيلاً يَوْمَ بَلْجٍ ... مَعَ التَّشْرافِ مِنْ فَنَنِ الحَمامِ)
وَأَنْشَدَ أَيْضًا:
(وَوَرْقاءَ يَدْعُوهَا الهَدِيْلُ بِسَجْعِهِ ... يُجاوِبُ ذَاكَ السَّجْعَ مِنْها هَدِيْرُها)
(أَو) الهَدِيْلُ: (ذَكَرُها) ، وَأَنْشَدَ الأَصْبهانِيُّ لِجرانِ العَوْدِ النُّمَيْرِيِّ:
(كَأَنَّ الهَدِيْلَ الظَّالِعَ الرِّجْل وَسْطَها ... مِنَ البَغْيِ شِرِّيبٌ يُغَرِّدُ مُنْزَفُ)
(أَو هُوَ فَرْخٌ عَلَى عَهْدِ نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مَاتَ عَطَشًا وَضْيَعةً، أَوْ صَادَهُ جَارِحٌ مِنْ) جَوارحِ (الطَّيْرِ فَما مِنْ حَمَامَةٍ إِلَّا وَهِي تَبْكِي عَلَيْهِ) ، هكَذا تَزْعُمُ العَرَب، قَالَ نُصَيْبٌ:
(وَيَوْمَ اللِّوَى أَبْكَاكَ نَوْحُ حَمامَةٍ ... هَتُوفِ الضُّحَى بِالنَّوْحِ ظَلَّتْ تَفَجَّعُ)

(فَقُلْتُ أَتَبْكِي ذَاتُ طَوْقٍ تَذَكَّرَتْ ... هَدِيلًا وَقَدْ أَوْدَى وَمَا كَانَ تُبَّعُ)

(وَأَدْري وَلَا أَبْكِي وَتَبْكِي وَمَا دَرَتْ ... بَعَوْلَتِهَا غَيْرُ البُكَى كَيْفَ تَصْنَعُ)

(وَلَمْ تَرَ مَا تَبْكِي وَأَتْرُكُ مَا أَرَى ... وَتَحْفَظُ مَا تَبْكِي لَهُ وَأُضَيِّعُ)
هكَذَا أَنْشَدَهُنَّ الأَصْبَهَانِي، وَقِيْلَ: الأَبْيَاتُ لِأَبِي وَجْزَة. وَقَالَ الكُمَيْت: (وَمَا مَنْ تَهْتِفِيْنَ بِهِ لِنَصْرٍ ... بِأَسْرَع جَابَةً لَكِ مِنْ هَدِيْلِ)
فَمَرَّةً يَجْعَلُوَنَهُ الطَّائِرَ نَفْسهُ، وَمَرَّةً يَجْعَلُونَهُ الصَّوْت. (وَهَدَلَهُ يَهْدِلُهُ هَدْلاً: أَرْسَلَهُ اِلَى أَسْفَلَ وَأَرْخاهُ. وَهَدِلَ المِشْفَرُ، كَفَرِحَ) هَدَلاً: (اسْتَرْخَى، فَهُوَ هَادِلٌ وَأَهْدَلُ) مُسْتَرْخٍ. (و) هَدَلَ (البَعِيْرُ) هَدْلاً: (أَخَذَتْهُ القَرْحَةُ فَاسْتَرْخَى مِشْفَرُهُ) فَهُوَ فَصِيْلٌ هَادِلٌ. وَبَعِيْرٌ هَدِلٌ وَأَهْدَلُ: إِذا كَانَ طَوِيْلَ المِشْفَرِ، وَذلِكَ مِمَّا يُمْدَحُ بِهِ، قَالَ ابْنُ شَوال، وَيُقَالُ لِأَبي مُحَمَّد الحَذْلَمِيّ:
(يُبادِرُ الحَوْضَ إِذَا الحَوْضُ شُغِلْ ... )

(بَكُلِّ شَعْشَاعٍ صُهابِيِّ هَدِلْ ... )
(وَشَفَةٌ هَدْلَاءُ: مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الذَّقَنِ) وَقِيْلَ: الهَدَلُ فِي الشَّفَةِ عِظَمُها وَاسْتِرْخاؤُها، وَذلِكَ لِلْبَعِير، وَإِنَّمَا يُقَالُ: رَجُلٌ أَهْدَلُ وَامْرَأَةٌ هَدْلَاءُ مُسْتَعارًا مِنَ البَعِيْرِ. وَفِي حَدْيثِ ابْنِ عَبَّاس: " أَعْطِهِمْ صَدَقَتَكَ وَإِنْ أَتَاكَ أَهْدَلُ الشَّفَتَيْن " أَيْ المُسْتَرْخِي الشّفَة السُّفْلَى الغَلِيْظُها، أَيْ: وَإِنْ كَانَ الآخِذُ حَبَشِيَّا أَوْ زِنْجِيًّا. قُلْتُ: وَبِهِ لُقِّبَ قُطْبُ اليَمَنِ أَبُو الحَسَن عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الأَهْدَل قَدَّس اللَّهُ سِرَّهُ صَاحِبُ المَقامِ العَظِيمِ بِالمُراوَعَة، وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ طَيِّبَةٌ كَثَّرَ اللَّهُ مِنْ أَمْثَالِهِمْ، يُقَالُ لَهُمْ المَهَادِلَة، قَدْ ذَكَرْتُهُم فِي مُــشَجَّرِي. (والتَّهَدُّلُ: اسْتِرخاءُ جِلْدِ الخُصْيَةِ) ، قَالَ الرَّاجِزُ:
(كَأَنَّ خُصْيَيْهِ مِنَ التَّهَدُّلِ ... )

(ظَرْفُ عَجُوزٍ فِيْهِ ثِنْتا حَنْظَلِ ... )
وَيُرْوَى: " مِنَ التَّدَلْدُلِ ". (و) الهَدَالُ، (كَسَحابٍ: مَا تَهَدَّلَ مِنَ الأَغْصانِ) ، أَيْ: تَدَلىَّ، وَقَالَ الجَعْدِيُّ:
(يَدْعُو الهَدِيْلُ وَسَاقُ مُرِّ فَوْقَهُ ... أُصُلاً بِأَوْدِيَةٍ ذَواتِ هَدَالِ)
(و) الهَدَالَةُ، (بِهاءٍ: الجَماعَةُ) يُقَالُ: رَأَيْتُ هَدَالَةً. (و) الهَدَالَةً: (شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي السَّمُرِ) وَفِي اللَّوْزِ والرُّمّانِ وَكُلِّ الشَّجَرِ، (وَلَيْسَتْ مِنْهُ) ، وَثَمَرَتُها بيَضْاء، رَواهُ أَبُو حَنِيْفَةَ عَنْ أَبِي عَمْرٍ و، (ج: هَدالٌ) ، قَالَ: وَقَالَت الكِلَابِيَّة: الهَدالُ: شَجَرٌ يَنْبُتُ بِالحِجَازِ يَلْتَبِسُ بِالشَّجَر، لَهُ وَرَقٌ عِراضٌ أَمْثَالُ الدَّراهِم الضٍّ خام، وَلَا يَنْبُتُ وَحْدَهُ إِلَّا مَعَ شَجَرةٍ، وَأَهْلُ اليَمَنِ يَطْبُخونَ وَرَقَهُ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّي:
(طَامٍ عَلَيْهِ وَرَقُ الهَدالِ ... )
وَيُقَالُ: كُلُّ غُصْنٍ نَبَتَ فِي أَراكَهٍ أَوْ طَلْحَةٍ مُسْتَقِيْمةٍ فَهِىَ هَدَالَة، كَأَنَّها مُخالِفَةٌ لِسَائِرِهَا مِنَ الأَغْصَانِ، وَرُبَّمَا دَاوَوْا بِهِ مِنَ السِّحْرِ والجُنُون. (و) هَدَالَةُ: (ة، بِاليَمَنِ) فِي أَوَائِلها مِن قُرَى " عَثَّر " مِن جِهَةِ القِبْلَة. (والهَيْدَلَةُ: الحُداءُ) ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(كَأَنَّهُ صَوْتُ غُلَامٍ لَعّابْ ... )

(هَبْهَبَ أَو هَيْدَلَ بَعْدَ الهَبْهَابْ ... )
كَذا فِي العُباب. (و) قَالَ أَبُو حَنِيْفَة: (لَبَنٌ هِدْلٌ، بِالكَسْرِ) ، فِي (إِدْل) : لَا يُطاقُ حَمْضًا، قَالَ ابْنُ سِيْدَه: وَأُراهُ عَلَى البَدَلِ.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: هَدَلَ الغُلاَمُ وَهَدَرَ: إِذا صَوَّتَ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(طَوَى البَطْنَ زَمّامٌ كَأَنَّ سَحِيْلَهُ ... عَلَيْهِنَّ إِذْ وَلَّى هَدِيْلُ غُلَامِ) أَيْ: غِنَاءُ غُلاَمٍ، كَمَا فِي التَّهذِيب، قَالَ ابْنُ بَرِّي: وَقَدْ جَاءَ الهَدِيْلُ فِي صَوْتِ الهُدْهُد، قَالَ الرَّاعِي:
(كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جَناحَهُ ... يَدْعُو بِقارِعَةِ الطَّرِيْقِ هَدِيْلاَ)
قُلْتُ: لَيْسَ الهُداهِدُ الهُدْهُدَ كَمَا ظَنَّهُ، بَلْ هُوَ ذَكَرُ الحَمَامِ، حَقَّقَهُ الحَسَنُ بِنُ عَبْدِ اللَّه الأَصْبَهانِيُّ فِي كِتَابِهِ، وَأَنْشَدَ هذَا البَيْت، فَتَأَمَّل ذلِك. وَتَهَدَّلَتِ الثِّمارُ: تَدَلَّت، وَكَذلِكَ الأَغْصانُ، فَهِيَ مُتَهَدِّلَة، وَفِي حَدِيْثِ قُسٍّ: " وَرَوْضَةٌ قَدَْتَهَدَّلَت أَغْصَانُها "، أَيْ: تَدَلَّت وَاسْتَرْخَت لِثقلِها بِالثَّمَرة. وَتَهَدَّلَت شَفَتُهُ: اسْتَرْخَت. والسَّحابُ إِذا تَدَلَّى هَيْدَبُهُ فَهُوَ أَهْدَلُ، قَالَ الكُمَيْت:
(بِتَهْتانِ دِيْمَتِهِ الأَهْدَلِ ... )
والهَدِيْلُ: الثَّقِيْلُ مِنَ الرِّجَالِ. وَيُقَالُ لِلْعَنْزِ إِذا حُلِبَت: اهْدِ هَدالَة أَسِي سَيالَة. والتَّهْدَالُ، بِالفَتْحِ: تَفْعَالٌ مِنَ الهَدِيْلِ، وَأَنْشَدَ الأَصْبهانِي:
(صَدُوحُ الضُّحَى مَعْروفةُ اللَّحْنِ لَمْ تَزَلْ ... يَقُودُ الهَوَى تَهْدَالُها وَيَقُودُها)

شين

ش ي ن

هو فعل شائن، وهذه شائنة من الشوائن. ووجهك شين، ووجهي زين.
ش ي ن: (الشَّيْنُ) ضِدُّ الزَّيْنِ وَقَدْ (شَانَهُ) مِنْ بَابِ بَاعَ.
ش ي ن : شَانَهُ شَيْنًا مِنْ بَابِ بَاعَ وَالشَّيْنُ خِلَافُ الزَّيْنِ وَفِي حَدِيثٍ «مَا شَانَهُ اللَّهُ بِشَيْبٍ» وَالْمَفْعُولُ مَشِينٌ عَلَى النَّقْصِ. 
الشين والنون والياء ش ي ن

الشِّيْنُ خلافُ الزَّيْن وقد شَانَه والشِّينُ حَرْفُ هِجَاءٍ وهو حرْفٌ مَهْمُوسٌ يكونُ أصْلاً لا غَيْرُ وشَيَّن شِيناً عَمِلَها عن ثَعْلبٍ

شين


شَانَ (ي)(n. ac. شَيْن)
a. Defaced, disfigured; dishonoured; disgraced.

شَيْنa. Blemish, disfigurement; dishonour, disgrace.

شِيْنa. Shīn; the thirteenth letter of the alphabet.

شَائِن []
a. Dishonourable, disgraceful, shameful.
شَيِّن [ ]
a. Ugly, disfigured.
b. Dishonouring, shameful.
[شين] نه: فى ح أنس: ما "شانه" الله ببيضاء، الشين العيب، جعله عيبًا وليس به ففي الحديث أنه وقار ونور، والجمع أنه جعل شيب أبي قحافة كالثغامة وأمر بتغييره وكرهه فعلم أنس ذلك من عادته فقاله ولم يسمع الحديث الآخر، ولعل أحدهما ناسخ للآخر. ج: ومنه: يريد "سينه". وح: ذمى "شين". ط: ما كان الفحش في شيء إلا "شأنة" أي لو قدر كونه في شيء ماحتى الجماد عابه وجعله قبيحًا. 
[شين] الشَيْنُ: خلاف الزَيْنِ. يقال: شانه يشينه. والمشاين: المعايب والمقابح.

وقول لبيد:

يشين صحاح البين كلَّ عَشِيَّةٍ ... بِعودِ السَراءِ عند بابٍ مُحَجَّبِ

يريد أنّهم يتفاخَرون ويحطُّونَ بقسيِّهم على الأرض فكأنّهم شانوها بتلك الخطوط.

والشين: حرف من حروف المعجم. المجلد السادس ...
شين: شيَّن: أضعف، أنحف (هلو).
شَيْن: عيب، عار (بوشر، فليشر في تعليقه على المقري 2: 379، بريشت ص307).
شِينَة: قبيحة (دوماس حياة العرب ص182)
شِينى وشينية، وجمعها شَوَانٍ وشواني: قادس، سفينة شراعية حربية. (معجم الادريسي، معجم الأسبانية ص 277 - 278).
شيان: دم التنين، دم الثعبان (ابن البيطار 1: 426) في مادة: دم الأخوين، وفيه: يقال له الشيان أيضاً. (ابن البيطار 2: 117، معجم المنصوري في مادة دم الأخوين، ابن ليون ص43 ق).
شيان في (الأندلس): النوع الكبير من حيّ العالم، ففي ابن البيطار (2: 117): وأما عامة الأندلس فيوقعون هذا الاسم على النوع الكبير من حيّ العالم. وفي لبن ليون (ص43 ق): الشيان هو العالم الكبير. وفي معجم المنصوري: حيّ العالم ويسمى في المغرب شيان الدور. وفي المستعيني: حيّ العالم هو شيّانة، منه صغير وكبير ويسمى الكبير بلغة الأندلس الشيانَة والصغير عنب السقوف.
وأرى أن الكالا ينطق هذه الكلمة على الطريقة الغرناطية فهي عنده (( Xaina)) شيَّانة: انظر ما تقدم. حرف الصاد:
شين
شانَ يَشين، شِنْ، شَيْنًا، فهو شائن، والمفعول مَشين
• شانَ موقفَه: شوّهه وعابه، عكسه زانه "فِعلٌ/ سلوكٌ شائن: مخجل مُخزٍِ، يحطّ من القدر- اتّهام شائن: مهين محقِّر- مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ إلاَّ شَانَهُ [حديث] ". 

أشانَ يُشين، أَشِنْ، إشانةً، فهو مُشِين، والمفعول مُشان
• أشان موقفَه: شانه، شوَّهه وعابه "فعل مُشين: قبيح". 

إشانة [مفرد]: مصدر أشانَ. 

شائن [مفرد]: اسم فاعل من شانَ. 

شَيْن [مفرد]: مصدر شانَ. 

مَشين [مفرد]: اسم مفعول من شانَ. 

مُشين [مفرد]: اسم فاعل من أشانَ. 
شين
: ( {شَانَهُ} يَشِينُهُ) {شَيْناً: (ضِدُّ زَانَهُ) أَي عابَهُ.
(} والشِّينُ) ، بالكسْرِ: (مِن الحُروفِ) الهِجائِيَّةِ (المَهْمُوسةِ، وَلها حَظٌّ من التَّنْغِيمِ والتَّفْشِيَةِ) يكونُ أصْلاً لَا غَيْر، (مَخْرَجُها) مِن (الشَّجْرِ، وَهُوَ مَفْرَجُ الفَمِ) جوَار مَخْرَج الجِيم، وَلذَا يُقالُ لَهَا شَجَرِيَّــة، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ.
( {وشَيَّنَ} شِيناً حَسَنَةً) : أَي (كَتَبَها) .
وقالَ ثَعْلَب: أَي عَمِلَها.
وَفِي التَّهْذيبِ: وَقد شَيَّنَ شِيناً حَسَناً، والجَمْعُ {أَشْيانٌ} وشِينَات.
(والشَّاذُ بنُ {شِينٍ: مُحدِّثٌ) رَوَى عَن قتيبَةَ، وَعنهُ عليُّ بنُ موسَى البريعيّ حدِيثاً مُنْكراً؛ قالَهُ الأميرُ.
(} والمَشايِنُ: المَعايِبُ) والمَقابِحُ؛ عَن الفرَّاءِ، وَهُوَ جَمْعُ شينٍ على غيرِ قِياسٍ.
( {وشانَةُ: ة بمِصْرَ.
(و) أَبو عليِّ بنُ (إدْريس بنِ بَسَّامٍ} الشِّينِيُّ، بالكسْرِ) ، العَبْدرِيُّ (شاعِرٌ أَنْدَلْسِيّ) بعْدَ الأَرْبَعِين والأَرْبَعمائَة؛ وقالَ الحافِظُ: هُوَ لَقَبٌ لَهُ. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الشِّيْنُ، بالكسْرِ: الرَّجلُ الكبيرُ الرقاعِ، عَن الخَليلِ، وأَنْشَدَ:
إِذا مَا الصلب ماهَ بحَاجِبَيْه فأَنْت} الشِّيْن تَفْخَرُ بالرقاعِنَقَلَه المصنِّفُ فِي البَصَائِر.
{والشِّيْنُ أَيْضاً: قَرْيةٌ بمِصْرَ.
} والشِّيْنُ: المَرْكَبُ الطَّويلُ، وَبِه لُقِّبَ إدْريسٌ المَذْكُور.
وقيلَ: هُوَ فعلٌ {شائِنٌ، وَهَذِه شائِنَةٌ من} الشَّوائِنِ.
ووجْهُهُ! شَيْنٌ أَي قَبيحٌ ذُو شَيْنٍ؛ نَقَلَه الأَزْهرِيُّ، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى

شين

1 شَانَهُ, aor. ـِ (S, Msb, K, &c.,) inf. n. شَيْنٌ, (S, * Msb, TA,) He, or it, disgraced him, or dishonoured him; rendered him ugly or unseemly, disfigured him, or blemished him; (MA, PS;) i. q. عَابَهُ; (Msb, TA;) contr. of زَانَهُ; (S, * K;) [and ↓ شيّنهُ, inf. n. تَشْيِينٌ, signifies the same, (the verb alone rendered by Freytag, on the authority of Meyd, “dehonestavit,”) like as the contr. زيّنهُ signifies the same as زَانَهُ.] b2: The saying of Lebeed, يَشِينُ صَحَاحَ البِيدِ كُلَّ عَشِيَّةٍ

بِعُوجِ السَّرَآءِ عِنْدَ بَابٍ مُحَجَّبِ [They deface what is unmarred of the deserts, every evening, with the crooked things (i. e. the bows) of the wood of the tree called سَرَآء, at a veiled door, (referring to a company of men, and therefore the verb is sing.,)] means that they vie, one with another, in glorying, or boasting, and make marks, or lines, with their bows, upon the ground, as though they disfigured it (شَانُوهَا) with those marks, or lines. (S.) 2 شَيَّنَ see 1.

A2: شيّن شِينًا حَسَنًا (T, TA) or حَسَنَةً (K) He made, (Th, TA,) or wrote, (K,) a beautiful ش. (Th, K, TA.) شَيْنٌ is the contr. of زَيْنٌ: (S, Msb;) and ↓ مَشَايِنُ [in the CK مَشائِن] is an anomalous pl. thereof: (TA:) the latter signifies Disgraces or dishonours, i. e. things, or qualities, that cause to be disgraced or dishonoured; things that render ugly or unseemly, that disfigure, or that blemish; syn. مَعَايِبُ, (S, K, TA,) and مَقَابِحُ; (S, TA;) on the authority of Fr.: (TA:) [↓ شَائِنَةٌ, also, signifies the same; and its pl. is شَوَائِنُ;] one says هٰذِهِ شَائِنَةٌ مِنَ الشَّوَائِنِ [This is one of the things that disgrace or dishonour, &c.]. (TA.) b2: [It is also used as epithet, like as is its contr. زَيْنٌ:] one says, وَجْهُهُ شَيْنٌ, i. e. His face is ugly, or unseemly; for ذُو شَيْنٍ; mentioned by Az. (TA.) شِينٌ One of the letters of the alphabet, (S, K,) [i. e. the name of that letter; (see art. ش,)] of the letters termed مَهْمُوسَة [expl. in art. ش], with somewhat of التَّنْغِيم and التَّغْشِيَة [app. meaning that kind of utterance which is undertoned, and muffled, exactly like our “ sh ”], its place of utterance being the شَجْر, i. e. the place of the opening of the mouth, (K, TA,) near the place of utterance of ج: masc. [as meaning a حَرْف, or letter], and fem. [as meaning a كَلِمَة, or word]: pl. أَشْيَانٌ and شيانات [a mistranscription for شِينَاتٌ]. (TA.) A2: Also, thus with kesr, A man having many رِقَاع [i. e. patches in his garment, pl. of رُقْعَةٌ]. (Kh, TA.) A3: And A long مَرْكَب [app. meaning ship or boat]. (TA.) فِعْلٌ شَائِنٌ [An action that disgraces or dishonours, &c.]. (TA.) شَائِنَةٌ [a subst. from شَائِنٌ]: see شَيْنٌ.

مَشِينٌ Disgraced, or dishonoured; rendered ugly or unseemly, disfigured, or blemished; pass. part. n. of 1. (Msb.) مَشَايِنُ an anomalous pl. of شَيْنٌ, q. v. (TA.)

ض

ض


ض
a. Dād . The fifteenth letter of the alphabet. Its unmerical value is Eight Hundred
(800).

ض: الضاد حرف من الحروف المجهورة، وهي تسعة عشر حرفاً، والجيم والشين

والضاد في حيز واحد، وهذه الحروف الثلاثة هي الحروف الــشَّجْريّــة.

ض
ض [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الخامس عشر من حروف الهجاء، وهو صوتٌ أسنانيّ لثويّ، مجهور، ساكن انفجاريّ (شديد)، مُفخَّم "ناطقٌ بالضّاد: عربيّ" ° أبناء الضَّاد/ أهل الضَّاد: العرب- أقْطار الضَّاد: الدُّول العربيّة- لُغَة الضَّاد: اللُّغَة العربيَّة. 
حرف الضاد

قال الخليل بن أحمد: [الضّاد مع الصّاد معقومٌ، لم تَدْخُلا معاً في كَلِمةٍ من كلام العَرَبِ إِلاّ في كلمةٍ وضُعِت مثالاً لبعض حسِاب الجُمل، وهي صعفض هكذا تأسيسُها، وبيانُ ذلك أنَّها تُفَسَّر في الحسابِ على أنّ الضادَ ستّون، والعينَ سبعون، والفاء ثمانون والضّاد تسعون، فلما قَبُحَتْ في اللّفظ، حُوِّلت الضّاد الى الصّاد فقيل: صعفص]
الضَّادُ مَخْرَجُهَا مِنْ أَوَّلِ حَافَّةِ اللِّسَانِ وَمَا يَلِيَهَا مِنْ الْأَضْرَاسِ وَلَا أُخْتَ لَهَا عِنْدَ سِيبَوَيْهِ وَقَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ هِيَ أَحَدُ الْأَحْرُفِ الــشَّجَرِيَّــةِ وَالشَّجْرُ مَفْتَحُ الْفَمِ وَالظَّاءُ مَخْرَجُهَا مِنْ طَرَفِ اللِّسَانِ وَأُصُولِ الثَّنَايَا الْعُلْيَا وَهِيَ أُخْتُ الذَّالِ وَالثَّاءِ بِالِاتِّفَاقِ وَتُسَمَّى هَذِهِ الثَّلَاثُ الْأَحْرُفُ اللَّثَوِيَّةَ لِأَنَّ مَبْدَأُهَا مِنْ اللِّثَةِ وَإِتْقَانُ الْفَصْلِ بَيْنَهَا وَاجِبٌ لِأَنَّ الْأَئِمَّةِ الْمُتْقِنِينَ عَلَى أَنَّ وَضْعَ إحْدَاهُمَا مَوْضِعَ الْآخَرِ مُفْسِدٌ لِلصَّلَاةِ.
ض alphabetical letter ض

The fifteenth letter of the alphabet: called ضَادٌ: it is one of the letters termed مَجْهُورَة [or vocal, i. e. pronounced with the voice, and not with the breath only]; (TA;) and of the letters termed شَجْرِيَّــة, ('Eyn, Mgh, TA,) from الشَّجْرُ, which is the place of the opening of the mouth: ('Eyn, Mgh, TA on the letter ج:) its place of utterance is from the extremity of the tongue [extended so as to reach] to the part next to the [lateral teeth called] أَضْرَاس; and it is more usually pronounced from the left side than from the right: the vulgar [sometimes] pronounce it as ظَآء, making its place of utterance to be between the extremity of the tongue and the central incisors, which pronunciation is peculiar to a dialect, as mentioned by Fr on the authority of El-Fadl: he says [also]

that some of the Arabs substitute it for ظَآء, saying ضَهْر for ظَهْر; but that the doing thus, though allowable in speech, is not allowable in the reciting of the Book of God, which follows the rule, or usage, of the Prophet: (Msb in art. ضود:) or its place of utterance is from the foremost part of the edge of the tongue and the part next to the اضراس; and it has no sister [or analogue] accord. to Sb; but accord. to the 'Eyn, it is a sister of ذ and ث, and these three letters are termed لِثَوِيَّة [or gingival], because proceeding from the gum; the substitution of any of these, however, for another of them, vitiates prayers: (Mgh:) it is of the class termed الحُرُوفُ المُسْتَعْلِيَةُ: (L in art. ضود:) and is a letter peculiar to the Arabs, (L and K in that art.,) accord. to the general and correct opinion; (TA in that art.;) [whence the saying of Mohammad, أَنَا أَفْصَحُ مَنْ نَطَقَ بِالضَّادِ I am the most chaste in speech of those who have pronounced the letter dád; i. e., of the Arabs, agreeably with another saying, ascribed to him, mentioned voce بَيْدَ;] or it is a letter rarely occurring in the language of any other people. (L in that art.)

b2: It is always a radical letter; and is [said to be] not substituted for another letter; (L in art. ضود;) [but it is so substituted in some cases of إِدْغَام, as, for instance, for the ل of the article ال, and in يَضَّرَّعُ for يَتَضَرَّعُ, and the like; and] it is sometimes substituted for ص, as in مَضَّ الرُّمَّانَةَ for مَصَّهَا, as Ibn-Osfoor says, and Ks mentions مَنَاضٌ for مَنَاصٌ; (TA;) and also for ل, as Ibn-Málik says

in the Tes-heel, an instance of which is رَجُلٌ جَضْدٌ for جَلْدٌ, mentioned by J; (MF, TA;) and sometimes it is changed into ل, as in the instance of اِلْطَجَعَ for اِضْطَجَعَ. (S and L &c. in art. ضجع.)

A2: [As a numeral, it denotes Eight hundred.]
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.