Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: سميت

عبس

عبس


عَبَسَ(n. ac. عَبْس
عُبُوْس)
a. Frowned, scowled; darkened (face).

عَبِسَ(n. ac. عَبَس)
a. Became dirty, filthy.

عَبَّسَa. see I
أَعْبَسَa. see (عَبِسَ)

تَعَبَّسَa. see I
عَبَسa. Dry dung.

عَاْبِسa. Morose; austere; grim, grim-faced.
b. [art.], The lion.
عَبُوْسa. see 21
عُبُوْسa. Moroseness; austerity.

عَبَّاْسa. see 21
عَنْبَس
a. see 21 (b)
عبس: {عبس}: كلح وكرُه وجهه. 
ع ب س: (عَبَسَ) الرَّجُلُ كَلَحَ وَبَابُهُ جَلَسَ. وَعَبَّسَ وَجْهَهُ شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ وَ (التَّعَبُّسُ) التَّجَهُّمُ. وَيَوْمٌ (عَبُوسٌ) أَيْ شَدِيدٌ. 
عبس
هو عابِسُ الوَجْه، عُبُوْساً: أي غَضْبَان. والعَبَسُ من الإبلكالوَذَح من الشاء: ما يَبِسَ على هُلْب ذَنَبها من البَوْل والبعْر. ويَوْمٌ عبُوسٌ: شَديد.
والعَبْسُ: ماءُ الفَحْل. وضِرَابُه، وبه سمي: عَبْسٌ.وهو جِبْسٌ عِبْسٌ - إتْباعٌ -: أي لَئيم.
(ع ب س) : (الْعَبْسُ) مَا جَفَّ عَلَى أَفْخَاذِ الْإِبِلِ مِنْ أَبِعَارِهَا وَأَبْوَالِهَا (وَبِتَصْغِيرِهِ) كُنِّيَتْ أُمُّ عُبَيْسٍ مَوْلَاةُ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَهِيَ إحْدَى الْمُعَذَّبَاتِ فِي اللَّهِ (وَبِالْقِطْعَةِ مِنْهُ) سُمِّيَ وَالِدُ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رَاوِي قَوْلِهِ تُسْجَرُ فِيهَا جَهَنَّمُ.
عبس
العُبُوسُ: قُطُوبُ الوجهِ من ضيق الصّدر. قال تعالى: عَبَسَ وَتَوَلَّى
[عبس/ 1] ، ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ [المدثر/ 22] ، ومنه قيل: يوم عَبُوسٌ. قال تعالى: يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً
[الإنسان/ 10] ، وباعتبار ذلك قيل العَبَسُ: لِمَا يَبِسَ على هُلْبِ الذَّنَبِ من البعر والبول، وعَبِسَ الوسخُ على وجهه .
عبس: عَبْس: حزن، غمّ. ففي ألف ليلة (برسل 12: 401) كدت أن أموت عبساً.
عَبس: كئيب، مغتم، حزين. (بوشر، باين سميث 1658).
عبوس السرج: قربوس السرج، متن السرج (بوشر).
عبوسة: حزن، غمّ (يابن سميث 1958).
عَبَّاسي: طَراغُس آخر، عنب بحري (شجيرة، جنبه) (بوشر).
اعباس: في المستعيني: حب القلقل وهو الاعباس ... وقد كتبت الكلمة بوضوح في مخطوطة ن. وفي مخطوطة لا: لعله الأعياس.
طقس مُعَبّس: جوّ معتم، (بوشر).
(عبس)
فلَان عبسا وعبوسا جمع جلد مَا بَين عَيْنَيْهِ وَجلد جَبهته وتجهم وَالْيَوْم اشْتَدَّ فَهُوَ عَابس وعباس وعبوس

(عبس) عبسا اتسخ يُقَال عبس فلَان وَعَبس الثَّوْب وَيُقَال عبس الْوَسخ عَلَيْهِ وَفِيه يبس وَالْإِبِل كَانَ بهَا العبس وَفِي الحَدِيث (أَنه نظر إِلَى عنم بني المصطلق وَقد عبست فِي أبوالها وأبعارها)

(عبس) عبس
[عبس] في صفته صلى الله عليه وسلم: لا "عابس" ولا مفند، هو الكريه الملقى الجهم المحيا، عبس يعبس فهو عابس وعبس فهو معبس. ومنه ح: يبتغي دفع بأس يوم "عبوس"، هو صفة لأصحاب اليوم كليل نائم. وفيه: إنه نظر إلى نعم وقد "عبست" في أبوالها وأبعارها من السمن، هو أن تجف على أفخاذها وذلك يكون من كثرة السمن والشحم، وعدي بقي لتضمين معنى انغمس. ومنه ح شريح: كان يرد من "العبس"، أي العبد البوال في فراشه إذا تعوده وبان أثره على بدنه.
ع ب س : عَبَسَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ عُبُوسًا قَطَّبَ وَجْهَهُ فَهُوَ عَابِسٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَعَبَّاسٌ أَيْضًا لِلْمُبَالَغَةِ وَبِهِ سُمِّيَ وَعَبَسَ الْيَوْمُ اشْتَدَّ فَهُوَ عَبُوسٌ وِزَانُ رَسُولٍ وَالْعَبَسُ مَا يَبِسَ عَلَى أَذْنَابِ الشَّاءِ وَنَحْوِهَا مِنْ الْبَوْلِ وَالْبَعْرِ الْوَاحِدَةُ عَبَسَةٌ مِثْلُ قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ وَبِالْوَاحِدَةِ سُمِّيَ وَمِنْهُ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ. 
[عبس] عَبَسَ الرجل يَعْبِسُ عُبوساً: كَلَحَ. وعَبَّسَ وجهه، شدّد للمبالغة. والتعبس: التجهم. والعبس: ما يتعلق في أذناب الإبل من أبوالها وأبعارها فيجف عليها. قال جرير يصف امرأة: ترى العَبَسَ الحوْلِيَّ جَوْناً بكوعِها * لها مَسَكاً من غير عاجٍ ولا ذبل * يقال: أعبست الإبل، أي صارت ذات عَبَسٍ. وقد عَبِسَ الوسَخُ في يد فلان، بالكسر، أي يَبِسَ. ويومٌ عبوس، أي شديد. وعبس: أبو قبيلة من قيس، وهو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان. والعنبس: الاسد ومنه سمى الرجل، وهو فَنْعَلٌ من العُبوس. والعنابس من قريش: أولاد أمية بن عبد شمس الاكبر. وهم ستة: حرب، وأبو حرب، وسفيان، وأبو سفيان، وعمرو، وأبو عمرو. وسموا بالاسد. والباقون يقال لهم الاعياص .
عبس وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه مرّ هُوَ وَأَصْحَابه على إبل لحيّ يُقَال لَهُم بَنو الملوح أَو بَنو المصطلق قد عبست فِي أبوالها من السّمن فتقنّع بِثَوْبِهِ ثمَّ [مر -] لقَوْل اللَّه عز وَجل {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِه أزْوَاجا مِّنْهُمْ} إِلَى آخر الْآيَة. قَوْله: عبست فِي أبوالها يَعْنِي أَن تَجف أبوالها وأبعارها على أفخاذها وَذَلِكَ إِنَّمَا يكون من كَثْرَة الشَّحْم فَذَلِك العبس قَالَ جرير يذكر امْرَأَة أَنَّهَا كَانَت راعية: [الطَّوِيل]

ترى العبَس الحولي جَونا بِكوعها ... لَهَا مَسَكا من غير عاج وَلَا ذبْلِ

ويروى: مسك.
عبس
عبَسَ يعبِس، عَبْسًا وعُبوسًا، فهو عابِس وعَبُوس
• عبَس الشَّخصُ: قطَّب ما بين عينيه وتجهَّم لإبداء الاستياء وعدم الرِّضا، ظهر أثرُ الحزن على وجهه، اكفهرَّ "عبَس وجهُه: كلح- {عَبَسَ وَتَوَلَّى. أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى} " ° مزاج عابِس: عكِر مُنَفِّر.
• عَبَس: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 80 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها اثنتان وأربعون آية. 

عبَّسَ يعبِّس، تعبيسًا، فهو مُعبِّس، والمفعول مُعبَّس
• عبَّس وجهَه: قطَّبه "عبَّس وجهَه عند رؤية آثار الجريمة". 

عَبَّاس [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من عبَسَ.
2 - أسد تهرب منه الأسود. 

عَبْس [مفرد]: مصدر عبَسَ. 

عَبوس [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من عبَسَ: "لا تكن دائمًا عَبوسًا".
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عبَسَ.
• يومٌ عَبوسٌ: شديد، عصيب كريه المنظر " {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} ". 

عُبوس [مفرد]: مصدر عبَسَ. 
(ع ب س)

عَبَس يَعْبِسُ عَبْسا وعُبُوسا. وعَبَّس: قطب. وَرجل عابِسٌ، من قوم عُبُوس. وَيَوْم عابسٌ وعَبُوس: شَدِيد.

وعَنْبَسٌ وعَنْبَسَةُ وعُنابِس والعَنْبَسِيُّ: من أَسمَاء الْأسد، أَخذ من العُبُوس، وَبهَا سمي الرجل. قَالَ الْقطَامِي:

وَمَا غَرَّ الغُوَاةَ بعَنْبَسِيٍّ ... يُشَرِّدُ عَن فَرائِسِه السِّباعا

والعَبَسُ: مَا يبس على هلب الذَّنب من الْبَوْل والبعر. قَالَ أَبُو النَّجْم:

كأنَّ فِي أذنابِهِنَّ الشُّوَّلِ

مِن عَبَس الصَّيْف قُرُونَ الأُيَّلِ وأنشده بَعضهم: " الأُجَّل " على بدل الْجِيم من الْيَاء الْمُشَدّدَة. وَقد عَبِسَتِ الْإِبِل عَبَسا، وأعْبَسَتْ: علاها ذَاك.

وعَبِس الْوَسخ عَلَيْهِ عَبَسا: يبس. وعَبِس الثَّوْب عَبَسا: يبس عَلَيْهِ الْوَسخ. وعَبِسَ الرجل: اتسخ. قَالَ الراجز:

وقَيِّم الماءِ عَلَيْهِ قد عَبِس

وَقَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا هُوَ: " قد عَبَسْ " من العُبُوس، الَّذِي هُوَ القطوب. وَقَول الْهُذلِيّ:

ولقَدْ شَهِدْتُ الماءَ لم يَشْرَبْ بِهِ ... زمنَ الرَّبيع إِلَى شُهُور الصَّيِّفِ

إلاَّ عَوَابِسُ كالمِرَاطِ مُعِيَدةٌ ... باللَّيْلِ مَوْرِدَ أِّيمٍ مُتَغَضّفِ

قَالَ يَعْقُوب: يَعْنِي بالعَوابِس: الذئاب العاقدة أذنابها. وبالمراط: السِّهَام الَّتِي قد تمرط ريشها. وَقد أعْبَسَه هُوَ.

والعَبُوس: الْجمع الْكثير.

والعَبْس: ضرب من النَّبَات، يُسمى بِالْفَارِسِيَّةِ: " سيسنبر ".

وعَبْسٌ: قَبيلَة.

وعابِس، وعَبَّاس، وَالْعَبَّاس: اسْم علم. فَمن قَالَ عَبَّاس فَهُوَ يجريه مجْرى زيد. وَمن قَالَ العَبَّاس، فَإِنَّمَا أَرَادَ أَن يَجْعَل الرجل هُوَ الشَّيْء بِعَيْنِه، قَالَ ابْن جني: العَبَّاس وَمَا أشبه من الْأَوْصَاف الْغَالِبَة، إِنَّمَا تعرفت بِالْوَضْعِ دون اللَّام، وَإِنَّمَا أُقرت اللَّام فِيهَا بعد النَّقْل، وَكَونهَا أعلاما مُرَاعَاة لمَذْهَب الْوَصْف فِيهَا قبل النَّقْل.

" وعَبْسٌ وعَبَسٌ " وعُبَيس: أَسمَاء أَصْلهَا الصّفة. وَقد يكون عُبَيْس: تَصْغِير عَبْس وعَبَس. وَقد يكون تَصْغِير عَبَّاس وعابِس، تَصْغِير التَّرْخِيم.

والعَبْسان: اسْم أَرض. قَالَ الرَّاعِي:

أشاقَتْكَ بالعَبْسَين دارٌ تنَكَّرَتْ ... مَعارفُها إلاَّ البِلادَ البَلاقِعا 

عبس

1 عَبَسَ, (S, L, Msb,) or عَبَسَ وَجْهَهُ, (A, O, K, TA,) or وَجْهُهُ, (Bd in lxxvi. 10,) aor. ـِ inf. n. عُبُوسٌ [app. properly used only when the verb is intrans.] (S, A, O, Msb, K) and عَبْسٌ [app. only when the verb is trans.]; (A, O, K;) and ↓ عبّس, (L, K, TA,) inf. n. تَعْبِيسٌ; (TA;) He frowned; [looked sternly, austerely, or morosely;] or contracted his face: (Msb:) or he contracted the part between his eyes: (L, TA:) or he grinned, or displayed his teeth, frowning, or contracting his face, or looking sternly, austerely, or morosely; syn. كَلَحَ: (S, A, O, K:) or ↓ عبّس has an intensive signification; (S, O, TA;) عبّس وَجْهَهُ meaning he did so much: (S, O:) or عبّس [alone], he had [or made] a hateful face: but when one displays his teeth, or grins, the epithet كَالِحٌ is applied to him: (TA:) and [in like manner] ↓ تعبّس signifies تَجَهَّمَ, (S, O, K,) i. e. he showed a sour, a crabbed, or an austere, face; (TK;) and تَقَطَّبَ [which is syn. with عَبَسَ]. (TA.) b2: [Hence,] عَبَسَ اليَوْمُ [ for عَبَسَ مِنْ شَهِدَ اليَوْمَ He who witnessed the day frowned, or contracted his face, &c., (see يُوْمٌ عَبُوسٌ,)] means (assumed tropical:) the day was, or became, distressful, afflictive, or calamitous. (Msb.) A2: عَبِسَتْ said of camels: see 4. b2: [Hence,] عَبِسَ said of a man, He was, or became, dirty, or filthy. (TA.) b3: And said of a garment, It had dirt, or filth, that had dried upon it. (TA.) b4: And عَبِسَ الوَسَخُ فِى يَدِهِ (S, K, TA) and عَلَى يَدِهِ (TA) The dirt, or filth, dried upon his hand, or arm. (S, K, TA.) b5: And [the inf. n.] عَبَسٌ signifies A slave's voiding his urine in, or on, his bed, when he has a habit of doing so and the effect thereof appears upon his person, (O, TA,) by reason of its muchness, (O,) and upon his bed: (TA:) for doing this he may be returned; (O, TA;) but not if it is little and rare. (O.) 2 عَبَّسَ see the first sentence above, in two places.4 أَعْبَسَتِ الإِبِلُ The camels had dried urine and dung clinging upon their tails; (S, O, K;) as also ↓ عَبِسَت, inf. n. عَبَسٌ; (A'Obeyd, TA;) whence, (TA,) عَبِسَتْ فِى أَبْوَالِهَا وَأَبْعَارِهَا, [meaning the same,] a phrase occurring in a trad. (O, TA.) 5 تَعَبَّسَ see 1, first sentence.

عَبَسٌ [an inf. n.: see 1, latter part; and see also 4. b2: Also a subst. signifying] Urine and dung that have clung to the tails of camels, drying thereon, (S, O, K, TA,) and on their thighs; occasioned only by fat: (TA:) and also dung and urine that have clung to the wool of sheep, or to their tails and the inner sides of the roots of their things, becoming dry [thereon]; syn. وَذَحٌ: (TA:) or dung and urine that have dried upon the thighs of camels: (Mgh:) or urine and dung that dry upon the tails of sheep or goats and the like: n. un. with ة. (Msb.) عَبِسٌ [part. n. of عَبِسَ. b2: And occurring in the A, art. دعب, in the phrase المُنَافِقُ عَبِسٌ قَطِبٌ, in which both of the epithets are app. altered in form to assimilate them to دَعِبٌ and لَعِبٌ by which they are there preceded]: see عَابِسٌ.

عَبُوسٌ: see عَابِسٌ, in two places. b2: [Hence,] يَوْمٌ عَبُوسٌ (assumed tropical:) A distressful, an afflictive, or a calamitous, day; (S, Msb, TA;) as also يَوْمٌ

↓ عَابِسٌ: (TA:) or a hateful day, on account of which faces frown, or contract themselves, &c.: (O, K:) or a day in which one frowns, or contracts his face, &c. (TA.) عَبَّاسٌ: see عَابِسٌ, in three places.

عَبَّاسِىٌّ: see the next paragraph.

عَابِسٌ [and ↓ عَبِسٌ, mentioned above,] A man frowning, or contracting his face: (Msb:) [grimfaced; or looking sternly, austerely, or morosely:] or contracting the part between his eyes; &c.: (TA:) and ↓ عَبَّاسٌ one who does so much [or habitually; stern, austere, or morose, in look or countenance; as also ↓ عَبُوسٌ and ↓ مُعَبِّسٌ]: (Msb:) or ↓ عَبَّاسٌ and ↓ مُعَبِّسٌ signify a man having a hateful face: and ↓ عَبَّاسِىٌّ, hateful to encounter or meet; stern, austere, or morose, in countenance. (TA.) b2: [Hence,] العَابِسُ signifies The lion; (O, K;) as also ↓ العَبُوسُ, and ↓ العَبَّاسُ, (IAar, O, K,) and ↓ العَنْبَسُ, (S, and mentioned in the K in art. عنبس, q. v.,) [accord. to some,] of the measure فَنْعَل, (S,) and ↓ العُنَابِسُ: (K in art. عنبس:) or the lion from whom other lions flee. (TA.) b3: See also عَبُوسٌ.

العَنْبَسُ and العُنَابِسُ: see the next preceding paragraph.

مُعَبِّسٌ: see عَابِسٌ, in two places.

عبس: عَبَسَ يَعْبِسُ عَبْساً وعَبَّس: قَطَّبَ ما بين عينيه، ورجل

عابِسٌ من قوم عُبُوسٍ. ويوم عابِسٌ وعَبُوسٌ: شديدٌ؛ ومنه حديث قُس:

يَبْتَغِي دَفْعَ باسِ يَومٍ عَبُوسٍ؛ هو صفة لأَصحاب اليوم أَي يوم يُعَبَّسُ

فيه فأَجراه صفة على اليوم كقولهم ليل نائم أَي يُنام فيه. وعَبَّسَ

تَعْبِيساً، فهو مُعَبِّسٌ وعَبَّاسٌ إِذا كَرَّه وجهه، شُدِّدَ للمبالغة،

فإِن كَشَر عن أَسنانه فهو كالِحٌ، وقيل: عَبَّسَ كَلَحَ. وفي صفته، صلى

اللَّه عليه وسلم: لا عابِسٌ ولا مُفْنِدٌ

(* قوله «ولا مفند» بهامش النهاية

ما نصه: كسر النون من مفند أَولى لأن الفتح شمله قولها أَي أم معبد ولا

هذر، وأَما الكسر ففيه أَنه لا يفند غيره بدليل أَنه كان لا يقابل أَحداً

في وجهه بما يكره ولانه يدل على الخلق العظيم.) ؛ العابسُ: الكريهُ

المَلْقى الجَهْمُ المُحَيَّا. والتَّعَبُّسُ: التَّجَهُّم.

وعَنْبَسٌ وعَنْبَسَةُ وعَنابِسٌ والعَنْبَسيُّ: من أَسماء الأَسد أُخذ

من العُبُوسِ، وبها سمي الرجل؛ وقال القطامي:

وما غَرَّ الغُواةَ بَعَنْبَسِيٍّ،

يَشَرَّدُ عن فَرائِسِه السِّباعا

وفي الصحاح: والعَنْبَسُ الأَسد، وهو فَنْعَلٌ من العُبوس.

والعَبَسُ: ما يَبِسَ على هُلْبِ الذَّنَب من البول والبعر؛ قال أَبو

النجم:

كأَنَّ في أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ،

مِنْ عَبَسِ الصَّيف، قرونَ الأُيَّلِ

وأَنشده بعضهم: الأُجَّلِ، على بدل الجيم من الياء المشددة؛ وقد

عَبِسَتِ الإِبلُ عَبَساً وأَعْبَسَتْ: علاها ذلك. وفي الحديث: أَنه نظر إِلى

نَعَمِ بني المُصْطَلِق وقد عَبِسَتْ في أَبوالها وأَبعارها من السِّمَنِ

فَتَقَنَّعَ بثوبه وقرأَ: ولا تَمُدَّنَّ عينيك إِلى ما مَتَّعْنا به

أَزْواجاً منهم؛ قال أَبو عبيد: عَبِسَتْ في أَبوالها يعني أَن تَجِفَّ

أَبوالُها وأَبعارُها على أَفخاذها وذلك إِنما يكون من الشحم، وذلك العَبَسُ،

وإِنما عدّاه بفي لأَنه في معنى انغمست؛ قال جرير يصف راعية:

تَرى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْناً بِكُوعِها،

لها مَسَكاً مِن غَيرِ عاجٍ ولا ذَبْلِ

والعَبَسُ: الوَذَحُ أَيضاً. وعَبِسَ الوَسَخُ عليه وفيه عَبَساً:

يَبِسَ. وعَبِسَ الثوبُ عَبَساً: يَبِسَ عليه الوَسَخُ. وفي حديث شريح: أَنه

كان يَرُدُّ من العَبَس؛ يعني العَبْدَ البَوَّال في فراشه إِذا تعوَّده

وبان أَثره على بدنه وفراشه. وعَبِسَ الرجلُ: اتسخ؛ قال الراجز:

وقَيِّمُ الماءِ عَليْهِ قَدْ عَبِسْ

وقال ثعلب: إِنما هو قد عَبَسَ من العُبوسِ الذي هو القُطُوبُ؛ وقول

الهذلي:

ولَقَدْ شَهِدْتُ الماءَ لم يَشْرَبْ بِهِ،

زَمَنَ الرَّبيعِ إِلى شُهور الصَّيِّفِ،

إِلا عَوابسُ كالمِراطِ مُعِيدَةٌ،

بالليلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ

قال يعقوب: يعني بالعوابس الذئاب العاقدة أَذنابها، وبالمراط السهام

التي قد تَمَرَّط ريشها؛ وقد أَعْبَسَه هو.

والعَبْوَسُ: الجمع الكثير. والعَبْسُ: ضرب من النبات، يسمى بالفارسية

سِيسَنْبَر.

وعَبْسٌ: قبيلة من قَيْسِ عَيْلانَ، وهي إِحدى الجَمَراتِ، وهو عَبْسُ

بنُ بَغِيضِ بن رَيْث بن غَطَفان بن سَعْد بن قَيس بن عَيْلان.

والعَنابِسُ من قريش: أَولاد أُمَيَّةَ بن عبد شمس الأَكبر وهم ستة: حَرْبٌ وأَبو

حرب وسفيان وأَبو سفيان وعمرو وأَبو عمرو، وسُمُّوا بالأُسْد، والباقون

يقال لهم الأَعْياصُ. وعابِسٌ وعَبَّاس والعباس اسْمٌ عَلَمٌ، فمن قال عباس

فهو يجريه مجرى زيد، ومن قال العباس فإِنما أَراد أَن يجعل الرجل هو

الشيء بعينه. قال ابن جني: العباس وما أَشبهه من الأَوصاف الغالبة إِنما

تعرّفت بالوضع دون اللام، وإِنما أُقرت اللام فيها بعد النقل وكونها

أَعلاماً مراعاة لمذهب الوصف فيها قبل النقل.

وعَبْسٌ وعَبَسٌ وعُبَيْسٌ: أَسماء أَصلها الصفة، وقد يكون عبيس تصغير

عَبْسٍ وعَبَسٍ، وقد يكون تصغير عَبَّاسٍ وعابِسٍ تصغير الترخيم. ابن

الأَعرابي: العَبَّاسُ الأَسد الذي تهرب منه الأُسْدُ؛ وبه سمي الرجل

عَبَّاساً. وقال أَبو تراب: هو جِبْسٌ عِبْس لِبْسٌ إِتباعٌ. والعَبْسانِ: اسم

أَرض؛ قال الراعي:

أَشاقَتْكَ بالعَبْسَيْنِ دارٌ تَنَكَّرَتْ

مَعارِفُهاْ إِلا البِلادَ البَلاقِعا؟

عبس
عَوْبَس - مثال كَوْثَر -: اسم ناقة غَزيرَة، قال مُزَرِّد واسمه يَزيد بن ضِرار:
فَلمّا رَأيْنا ذاكَ لم يُغْنِ نَقْرَةً ... صَبَبْنا له ذا وَطْبِ عَوْبَسَ أجْمَعا
ذو وَطْبِها: اللَّبَن.
وعَبَسَ الرجل وَجْهَه يَعْبِسُه - بالكسر - عَبْساً وعُبُوْساً: إذا كَلَحَ، قال الله تعالى:) عَبَسَ وتَوَلّى (، وقال زيد الخَيل رضي الله عنه:
ولَسْتُ بذي كُهْرُوْرَةٍ غَيْرَ أنَّني ... إذا طَلَعْتُ أُوْلى المُغِيرةِ أعْبِسُ
وأنشد ابن دريد:
يُحَيَّوْنَ بَسَّامِيْنَ طَوْراً وتارةً ... يُحَيَّوْنَ عَبّاسِيْنَ شُوْسَ الحَواجِب
والعابِس: سيفُ عبد الرحمن بن سُلَيم الكَلْبي؛ قال ابن الكَلْبي، وفي شِعْرِ الفَرَزْدَق: عبد الرحيم، وقال يَمْدَحُه:
إذا ما تردّى عابِساً فاضَ سَيْفُه ... دِماءً ويُعطي مالَهُ إنْ تَبَسَّما
وعابِس بن ربيعة الغُطَيْفي، وعابِس الغِفَاريّ، وعابِس مَوْلى حُوَيْطِب بن عبد العُزّى - رضي الله عنهم -: لهم صُحبَة.
والعابِس والعَبُوْسُ والعَبّاس: الأسَد، وُصِفَ بذلك لِكُلُوح وَجهِه، قال طُرَيْح بن إسماعيل يصف أسُوداً:
حتّى بَرَزْنَ لنا وهُنَّ عَوَابِسٌ ... غُمٌ كأنَّ عُيُوْنَهُنَّ نُجومُ
والعَبّاسِيَّة: قريةٌ من قُرى نَهَرِ المَلِكِ. ومن قُرى الخالِص أيضاً.
وقوله تعالى:) يَوْماً عَبُوْساً (أي كريهاً تُعَبَّسُ منه الوجوه.
وقال أبو تُراب: هو جِبْسٌ عِبْسٌ لِبْسٌ.
والعَبَس - بالتحريك -: ما تَعَلَّقَ بأذناب الإبِل من أبوالِها وأبعارِها فَيَجِفُّ عليها، قال جرير يَهجو أم البَعيث:
ترى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْناً تَسوْفُهُ ... لها مَسَكاً من غَيْرِ عاجٍ ولا ذَبْلٍ
وقال أبو النجم:
كأنَّ في أذنابِهِنَّ الشُّوَّلِ ... من عَبَسِ الصَّيْفِ قُرُوْنَ الإيَّلِ
وقد عَبِسَ الوَسَخ في يد فُلان - بالكسر -: أي يَبِسَ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه مرَّ هو وأصحابُه على ابِلٍ لِحَيٍّ يقال لهم بنو الملوَّح أو بَنو المُصْطَلِق قد عَبِسَت في أبوالها من السِّمَن، فَتَقَنَّعَ بثَوبِه ثمَّ مرَّ، لقول الله تعالى:) ولا تَمُدُّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما مَتَّعْنا به أزْواجاً منهم (الآية. ومنه حديث شُرَيْح: أنَّه كان يَرُدُّ من العَبَسِ. أي كان يرُدُّ العَبْدَ البَوّالَ في الفِراشِ؛ الذي اعْتيدَ منه ذلك حتى بانَ أثَرُهُ على بَدَنِه من كَثْرَتِه، وإنْ كان شيئاً يسيراً نادِراً لم يَرُدَّه.
وعَلْقَمَة بن عَبَس: أحّد الستَّة الذين وَلُوا عثمان رضي الله عنه.
وأبو نَجِيح عمرو بن عَبَس بن خالِد - رضي الله عنه -: له صحبة.
وعَبْسٌ: أبو قبيلة من قَيْس، وهو عَبْسُ بن بَغِيْضِ بن رَيْثِ بن غَطَفان بن سَعْدِ بن قَيس عَيلان.
وقال ابن دريد: العَبْس: ضَرْبٌ من النَّبْت، قال أبو حاتِم: يُسَمّى بالفارِسِيَّة: شابابَكْ، وقال مَرَّة: سِيْسَنْبَرَ، ولم يَذْكُر العَبْسَ الدِّيْنَوَرِيُّ.
وعَبْس: جبل.
وعَبْس: ماء بنجد في ديار بني أسد.
وعَبْس: محلة بالكوفة، نُسِبَت إلى عَبْس بن بَغيض.
والعَبْسِيّة: ماءة بالعُرَيمة بين جَبَلَي طَيِّئٍ.
والعبّاسة: بُليدة على خمسة عشر فرسخاً من القاهرة، سُمِّيَت بِعَبّاسة بنتِ أحمد بن طولون.
وعُبَيْس - مصغرّاً -: هو عُبَيْس بن بَيْهَس.
وعُبَيْس بن ميمون: من أصحاب الحديث، وضَعَّفوا ابن ميمون.
وعُبَيْس بن هشام الناشري: من شيوخ الشيعة.
وعَبُّوس - مثال سَفُّود -: موضع، قال كُثَيِّر يصف الضُّعْنَ:
طالعاتِ الغَميس مِنْ عَبُّوسٍ ... سالِكاتِ الخَوِيِّ مِن أملالِ ويُروى: عَبُّودٍ.
وقال ابن دريد: عَبْوّسٌ - مثال جَرْوَل -: جمع كثير.
ويقال: أعْبَسَت الإبل: أي صارت ذاتَ عَبَسٍ.
وعَبَّسَ وَجْهَه: شُدِّدَ للمبالغة، ومنه قراءة زيد بن علي:) عَبَّسَ وتَوَلَّى (بتشديد الباء على إرادة أنَّه دام ذلك إلى انْصِرافِه؛ فكأنَّه تَكَرَّرَ.
والتَّعَبُّس: التَّجَهُّم.
والتركيب يدل على تَكَرُّهٍ للشَّيءِ.
عبس
عَوْبَسٌ، كجَوْهَرٍ: اسْم ناقَةٍ غزِيرةٍ، قَالَ المُزَرِّد: عَوْبَسٌ، كجَوْهَرٍ: اسْم ناقَةٍ غَزِيرةٍ، قَالَ المُزَرِّد:
(فلَمَّا رأَيْنَا ذاكَ لم يُغْنِ نَقْرَةً ... صَبَبْنَا لَهُ ذَا وَطْبِ عَوْبَسَ أَجْمَعَا)
وعَبَسَ وَجْهُهُ يَعْبِسُ عَبْساً وعُبُوساً، من حَدِّ ضَرَبَ: كَلَحَ، كعَبَّسَ تَعْبِيساً. وقِيلَ: عَبَسَ وَجْهُه عَبْساً وعَبَّس: قَطَّبَ مَا بَيْنَ عَيْنَيهِ. ورجُلٌ عابِسٌ. وعَبَّسَ تَعْبِيساً فَهُوَ مُعَبِّسٌ وعَبَّاسٌ، إِذا كَرَّةَ وَجْهه. شُدِّدَ للمُبَالَغَةِ، وَمِنْه قِرَاءَةُ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ عبَّسَ وتَوَلَّى فإِنْ كَشَرَ عَن أَسْنَانِه فَهُوَ كالِحٌ وَقيل: العَبَّاسُ: الكَرِيهُ المَلْقَى والجَهْمُ المُحَيَّا. والعَابِسُ: سَيْفُ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ سُلَيْمٍ الكَلْبِيّ، نَقَله الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ الكلبيِّ، وَفِي شِعر الفَرَزْدَقِ: عبد الرَّحِيمِ، وَقَالَ يَمْدَحُه:
(إِذا مَا تَرَدَّ عابِساً فاضَ سَيْفُه ... دِمَاءً ويُعطِي مالَه إِن تَبَسَّمَا)
والعَابِسُ: الأَسَدُ الذِي تَهْرُبُ مِنْهُ الأُسود، وَقَالَ ابْن الأعْرابِيّ: كالعَبُوسِ والعَبّاسِ، قَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: وَبِه سُمِّيَ الرجُلُ عَبَّاساً. قلت: عَبّاسٌ والعَبّاسُ: اسْم عَلَمٍ، فمَن قَالَ: عَبّاسٌ، فَهُوَ يُجْزِيه مُجْرَى زَيْدٍ، ومَن قَال: العَبّاسُ، فإِنَّمَا أَرادَ أَن يَجْعَلَ الرجلَ هُوَ الشيءَ بعَيْنِه، قَالَ ابْن جِنِّى: العَبّاسُ وَمَا أَشبهه من الأَوصَافِ الغالِبَة إِنَّمَا تَعرَّفَتْ بالوَضْعِ دُونَ اللامِ، وإِنما اُقِرَّت اللامُ فِيهَا بعدَ النَّقْلِ، وكونِهَا أَعلاماوالعَبَسُ، مُحَرَّكَةً: مَا تَعَلَّقَ بأَذْنَابِ الإِبِلِ مِنْ أَبْوالِهَا وأَبْعَارِها، قالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَنْ يَجِفَّ عَلَيْهَا وعَلى أَفْخَاذِهَا، وَذَلِكَ إنَّمَا يَكُونُ من الشَّحْم، قَالَ أَبُو النَّجْم:
(كأَنَّ فِي أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ ... مِنْ عَبَسِ الصَّيْفِ قُرُوَ الأُيَّلِ)
وأَنْشَدَهُ بعضُهم: الأُجَلِ، على إِبْدَالِ الجيمِ من اليَاءِ المُشَدَّدة. وَقد أَعْبَسَت الإِبِلُ وعَبِستْ عَبَساً: عَلاَهَا ذلكَ، الأَخِيرُ عَن أَبِي عُبَيْدٍ وَمِنْه الحَدِيث: أَنَّه نَظرَ إِلى نَعَمِِ بَنِي المُصْطَلِق. وَقد عَبِسَتْ فِي أَبْوالِهَا وأَبْعَارِها من السِّمَنِ فتَقَنَّع بثَوْبهِ وقَرَأَ: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى مَا مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ قَالَ: وإِنَّمَا عَدَّاه بفِي لأَنَّه فِي مَعْنَى: انْغَمَسَتْ. وذَكَرَ اللُّغَتَيْنِ جَمِيعاً ابنُ القَطَّع فِي الأَبْنِيَة، فاقْتِصَارُ المصنِّفِ رَحِمَه الله تعالَى على إِحْدَاهُمَا قُصُورٌ. وعَبِسَ الوَسَخُ فِي يَدِه وعَلى يَدِهِ عَبَساً، كفَرِحَ: يَبِسَ. وعَلْقَمَةُ بنُ عَبَسٍ، مُحَرَّكَةً: أَحَدُ السِّتَّةِ الَّذِينَ وَلَّوْا عُثْمانَ، رضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ. هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، ومثلُه فِي التّكْمِلَة والعُبَابِ، وَهُوَ غَلَطٌ نشَأَ عَن تَحْرِيفٍ تَبِع فِيهِ الصّاغَانِيُّ، وَصَوَابه وَرَوْا عُثْمَانَ، ويَشْهَدُ لَهُ مَا فِي التَّبْصِير: أَحدُ السِّتَّةِ الَّذِين دَفَنُوا عُثْمَانَ.
قَالَ: وذَكَرَه ابنُ قُتَيْبَةَ فِي غَرِيبِه. وعَمْرُو بنُ عَبَسةَ بنِ عامِرٍ السُّلَمِيُّ: صَحابِيٌ مشهورٌ سابِقٌ، نَزَلَ دِمَشْقَ. والعَبْسُ بالفَتْح: نَبَاتٌ، ذكَرَه ابنُ دُرَيْدٌ، وَقَالَ أَبو حاتِمٍ: فَارِسِيَّتُه: شابابَك، وَقَالَ مَرَّةً: أَو سِيسَنْبَر، ويُقَال هُو البُرْنُوفُ، بالمِصْرِيَّةِ، كَمَا سيأْتِي فِي مَحَلَّه وعَبْسٌ: جَبَلٌ، وقِيلَ:)
ماءٌ بِنَجْدٍ بدِيَارِ بَنِي أَسَدٍ. وعَبْسٌ: مَحَلَّةٌ بالكُوفَةِ نَزَلَها بنُو عَبْسٍ، وَمِنْهَا العَبْسِيُّون المُحَدِّثُونَ.
وَمن الضَّوابِطِ أَنَّ مَن كانَ من أَهْلِ الكُوفَةِ فَهُوَ بالمُوَحَّدةِ، مَنْسوب إِلى هَذِه المَحَلَّة، وَمن كانَ من أَهْلِ الشّامِ فَهُوَ بالنُّون، وَمن كانَ من أَهْلِ البَصْرَةِ فَهُوَ بالشِّينِ الْمُعْجَمَة، نَقله الحافِظُ.
وعَبْسٌ: اسمٌ أَصْلُه الصَّفَةُ، وَهُوَ عَبْسُ بنُ بَغِيضٍ بنِ رَيْث بن غَطَفَانَ بنِ سَعْدِ بنِ قَيٍ سِ بنِ عَيْلانَ: أَبو قَبِيلَة مَشْهُورَة. وعَقِبُه الْمَشْهُور من قُطَيْعَةَ، ووَرَقَةَ، وَهُوَ إِحدى الحَجَرات، وَقد مَرَّ لَهَا ذِكْرٌ فِي م ر ر. وعُبَيْسٌ، كزُبَيْرٍ، تصغيرُ عَبْسٍ وعَبَسٍ، وَقد يكونُ تَصْغِيرَ عَبّاسٍ وعابسٍ، على التَّرْخِيمِ، وقدت سُمِّيَ بِهِ، مِنْهُم عُبَيْسُ بنُ بَيْهَسٍ، وعُبَيْسُ بنُ مَيْمُونٍ ضعَّفُوه: مُحَدِّثَانِ، بل الأَخِيرُ من أَتْبَاعِ التابِعِينَ. وعُبَيْسُ بن هِشَامٍ الناشِرِيُّ، شيخٌ للشِّيعَةِ، أَلَّفَ فِي مَذْهَبِهم. وعَبُّوسٌ، كتَنُّورٍ: ع، نَقله الصّاغَانِيُّ. قَالَ كُثَيِّرٌ يَصِفُ الظَّعُنَ:
(طالِعَاتِ الغَمِيسِ مِنْ عَبُّوسٍ ... سالِكَاتِ الخَوِيِّ مِن أَمْلاَلِ)
وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: العَبْوَسُ، كجَرْوَلٍ: الجَمْع الكَثِيرُ، هَكَذَا ضَبَطَه الصّاغَانِيُّ. وتَعبَّسَ الرجلُ، إِذا تَجَهَّمَ وتَقَطَّبَ. ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: العَبَسُ، محرَّكةً: الوَذَحُ. وعَبِسَ الثَّوْبُ، كفَرِح: يَبِسً عَلَيْهِ الوَسَخُ. والرَّجُلُ اتَّسَخَ. والعَبَسُ أَيضاً: بَوْلُ العَبْدِ فِي الفِرَاشِ إِذا تَعَوَّدَه وبانَ أَثَرُه على بَدَنِه وفِراشِه، على التَّشْبِيه، وَمِنْه حديثُ شُرَيْح: أَنَّه كانَ يَرُدُّ مِن العَبَسِ.
والعَوَابِسُ: الذِّئابُ العاقِدَةُ أَذْنابَها، قالَهُ ابنُ السِّكِّيت، وأَنْشَدَ بيتَ الهُذَلِيّ:
(وَلَقَد شَهِدْتُ الماءَ لم يَشْرَبْ بِهِ ... زَمَنَ الرَّبِيع إِلَى شُهُورِ الصَّيِّفِ)

(إِلَّا عَوَابِسُ كالمِرَاطِ مُعِيدَةٌ ... باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ)
وَقد أَعْبَسَ الذِّئْبُ، وَقَالَ أَبُو تُرابٍ: هُوَ جِبْسٌ عِبْسٌ لِبْسٌ، إِتْبَاعٌ. والعَبَسانِ: اسمُ أرضٍ، قَالَ الراعِي:
(أشاقَتْكَ بالعَبْسَيْنِ دَارٌ تَنَكَّرَتْ ... مَعارِفُها إِلاَّ البِلادَ البَلاقِعَا)
وأَبُو الفَرَج عبدُ القاهِرِ بنُ نَصْرِ بنِ أَسدِ بنِ عَبْسُونٍ، قاضِي سِنْجارَ، رَوَى عَن أَبِيه، عَن أَنَسٍ، بخَبَرٍ باطلٍ، وَعنهُ أَسْعَدُ بنُ يَحْيَى. ومُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْسُونٍ البَغْدَادِيُّ، عَن الهَيْثَم بن خَلَفٍ الدُّورِيِّ. والعَبَّاسِّيةُ: قَريةٌ بخالِصِ بَغْدادَ، غيرُ الَّتِي فِي نَهْرِ المَلِك. ومَحَلَّةٌ كانَتْ ببغدادَ قُرْبَ بابِ البَصْرَة، وَقد خَرِبَت الآنَ، تُنْسَب إِلَى العَبّاس بنِ محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عَبّاس.
والعَبْسِيَّةُ: ماءَةٌ بالعُرَيْمَة بَيْن جَبَلَىْ طَيِّءٍ، الثلاثَةُ نَقَلَها لصاغانيّ. ومُنْيَةُ العَبْسِيّ قَرْيَةٌ بَغَرْبِيَّةِ) مِصْر، مِنْهَا العِزُّ بن عبد الْعَزِيز بن محمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القاهِرِيُّ، ناظِر دِيوَانِ الأَحْبَاسِ، مَاتَ سنة. وعَبْسُ بنُ عَامِر بنِ عَدِيّ السُلَمِيّ: صَحَابِي عَقَبيٌّ بَدْرِيٌّ. وعَبْسُ بنُ سُمَارَةَ بنِ غالِبِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَكِّ بنِ عُدْثانَ: قَبِيلةٌ عظيمةٌ باليَمَنِ تَحْتَوِي على شُعُوبٍ وأَفْخاذٍ، يُذْكَرُ بعضُها فِي مواضِعها.
ع ب س

تقول: أعوذ بالله من ليلة بوس، ويوم عبوس.

ثأد

[ثأد] في ح عمر: هممت أن أجعل مع كل أهل بيت مثلهم فإن الإنسان لا يهلك على نصف شبعه، فقيل: لو فعلته ما كنت فيها بابن "ثاداء" أي بابن أمة أي ما كنت لئيماً، وقيل: ضعيفاً عاجزاً. غ: "ثئد" بالبعير مبركه: فسد.
ث أ د

مكان ثئد وليلة ثئدة وذات ثأد وهو الندى. ومنه قولهم: يا بن الثأداء وهي الأمة، كما يقال: يا بن الرطبة. وإذا استضعف رأى الرجل قيل إنه لابن ثأداء.

ومن المجاز: أقمت فلاناً على ثأد إذا أقلقه، لأن المكان الندي لا يقر عليه. ويقال لأثئدن مبركك، ولأدعن نومك توثاباُ. وفخذ ثئدة: ناعمة، عبر عن النعمة بالرطوبة.
ثأد قَالَ أَبُو عبيد: وَذَلِكَ الَّذِي أَرَادَ الْحَارِث. وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: أصل الأزم الشدّة وإمساك الْأَسْنَان بَعْضهَا على بعض وَمِنْه قيل للْفرس: قد أزمَ على فأس اللِجام إِذا قبض عَلَيْهِ وَلِهَذَا سميت السَّنة أزمة إِذا أَصَابَتْهُم فِيهَا مجاعَة وَشدَّة يُقَال: قد أزَمتْ تأزِم أزما. فَأَرَادَ بالأزم الْإِمْسَاك عَن الْمطعم. 
[ث أد] التَّأَد: الثَّرَى والنَّدَى. وثَئِدَ النََّبْتُ ثَأَداً، فهو ثَئِدٌ: نَدِيَ. وفَخِذٌ ثَئِدَةٌ: رَيَّا مُمْتَلِئَةٌ. وما أَنَا بابْنِ ثَأْدَاءَ ولا دَأْثاءَ: أي لَسْتُ بعاجِز. وقِيلَ في الثَّأْداءِ ما قِيل في الدَّأْثاءِ من أَنَّها الأَمُةَ والحَمْقاءًُ جَمِيعاً، قال:

(وما كُنَّا بَنِي ثَأْداءَ لَمَّا ... شَفَيْنا بالأَسِنَّةِ كُلَّ وِتْرِ)

ورَواهُ يَعْقُوبُ: ((حَتَّى شَفَيْنَا)) . ومالَهُ: ثَئِدَتْ أُمَّهُ، كما يُقالُ: حَمُقَتْ.

ثأد: الثَّأَدُ: الثرى. والثَّأَدُ: النَّدَى نفسُه. والثَّئِيد: المكان

النَّدِيُّ: وثَئِدَ النبتُ ثَأَداً، فهو ثَئِدٌ: نَدِيَ؛ قال الأَصمعي:

قيل لبعض العرب: أَصِبْ لنا موضعاً أَي اطْلُبْ، فقال رائدهم: وجدتُ

مكاناً ثَئِداً مَئِداً. وقال زيد بن كُثْوَةَ: بعثوا رائداً فجاء وقال:

عُشْبٌ ثَأْدٌ مَأْدٌ كأَنه أَسْوُقُ نساء بني سَعد؛ وقال رائد آخر: سَيْلٌ

وبَقْلٌ وبَقِيلٌ، فوجدوا الأَخير أَعقلهما. ابن الأَعرابي: الثَّأْدُ

النَّدَى والقذر والأَمر القبيح؛ الصحاح: الثأْدُ النَّدَى والقُرُّ؛ قال

ذو الرمة:

فَباتَ يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ، ويُسْهِرُهُ

تَذَؤُّبُ الريحِ، والوَسْواسُ والهَضَبُ

قال: وقد يحرّك.

ومكان ثَئِدٌ أَي ندٍ. ورجل ثَئِدٌ أَي مَقْرورٌ؛ وقيل: الأَثْآدُ

العُيوبُ، وأَصله البَلَلُ.

ابن شميل: يقال للمرأَة إِنها لَثَأْدَةُ الخَلْق أَي كثيرة اللحم.

وفيها ثَآدَةٌ مثل سعادة. وفخذٌ ثَئِدَةٌ: رَيَّاء ممتلئة.

وما أَنا بابن ثَأْداءَ ولا ثَأَداء أَي لستُ بعاجز؛ وقيل: أَي لم أَكن

بخيلاً لئيماً. وهذا المعنى أَراد الذي قال لعمر بن الخطاب، رضي الله

تعالى عنه، عامَ الرَّمادَة: لقد انكشفتْ وما كنتَ فيها ابنَ ثَأْداءَ أَي

لم تكن فيها كابن الأَمة لئيماً، فقال: ذلك لو كنتُ أُنفق عليهم من مال

الخطاب؛ وقيل في الثأْداء ما قيل في الدَّأْثاءِ من أَنها الأَمة والحمقاء

جميعاً. وما لَهُ ثَئِدَت أُمُّه كما يقال حَمَِقَتْ. الفراء:

الثَّأَداءُ والدَّأَثاءُ الأَمة، على القلب؛ قال أَبو عبيد: ولم أَسمع أَحداً يقول

هذا بالفتح غيرَ الفراء، والمعروف ثَأْداءُ ودَأْثاءُ؛ قال الكميت:

وما كُنَّا بني ثَأْدَاءَ، لَمَّا

شَفَيْنا بالأَسِنَّةِ كلَّ وَتْرِ

ورواه يعقوب: حتى شفينا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال في عام

الرمادة: لقد هممتُ أَن أَجعل مع كل أَهل بيت من المسلمين مثلَهُم فإِن

الإِنسان لا يَهْلِكُ على نصف شِبَعِه، فقيل له: لو فعلتَ ذلك ما كنتَ فيها بابن

ثَأْدَاءَ؛ يعني بابن أَمة أَي ما كنت لئيماً؛ وقيل: ضعيفاً عاجزاً.

وكان الفراء يقول: دَأَثاءَ وسَحَناء لمكان حروف الحلق؛ قال ابن السكيت:

وليس في الكلام فَعَلاءُ، بالتحريك، إِلاَّ حرف واحد وهو الثَّأَدَاءُ، وقد

يسكن يعني في الصفات؛ قال: وأَما الأَسماء فقد جاءَ فيه حرفان قَرَماءُ

وجَنَفَاءُ، وهما موضعان؛ قال الشيخ أَبو محمد بن بري: قد جاء على

فَعَلاءَ ستة أَمثلة وهي ثَأَداءُ وسَحَناءُ ونَفَساءُ لغة في نُفَساء،

وجَنَفاءُ وقَرَماءُ وحَسَداءُ، هذه الثلاثة أَسماء مواضعَ؛ قال الشاعر في

جَنَفاءَ:

رَحَلْتُ إِلَيْكَ من جَنَفاءَ، حتى

أَنَخْتُ فِناءَ بَيْتِك بالمَطَالي

وقال السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ في قَرَماءَ:

على قَرَماءَ عالِيَة شواه،

كَأَنَّ بياضَ غُرَّته خِمارُ

وقال لبيد في حَسَداءَ:

فَبِتْنا حيثُ أَمْسَيْنا ثلاثاً

على حَسَداءَ، تَنْبَحُنا الكِلابُ

شَحَذَ 

(شَحَذَ) الشِّينُ وَالْحَاءُ وَالذَّالُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى خِفَّةٍ وَحِدَّةٍ. مِنْ ذَلِكَ شَحَذْتُ الْحَدِيدَ، إِذَا حَدَّدْتَهُ. وَيُقَالُ: إِنَّ الْمَشَاحِيذَ رُءُوسُ الْجِبَالِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِلْحِدَّةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا. وَمِنَ الْخِفَّةِ قَوْلُهُمْ لِلْجَائِعِ: شَحْذَانُ. وَيُقَالُ: إِنَّ الشَّحْذَانَ الْخَفِيفُ فِي سَعْيِهِ.

شحا

(شحا)
فلَان شحوا أوسع خطاه وأسرع وَأبْعد مَا بَين خطاه وَيُقَال شحا فِي الْفِتْنَة أمعن فِيهَا وَتوسع وفمه فَتحه
[شحا] شَحا فاه يَشْحوهُ ويَشْحاهُ شَحْواً، أي فتح فاه. وفرسٌ بعيد الشَحْوَةِ، أي بعيد الخطوة. وجاءت الخيل شَواحيَ، أي فاتحاتٍ أفواهها. وشحا فوهُ يَشْحُو، أي انفتح، يتعدى ولا يتعدى.
[شحا] نه: في ح الفتنة "لتشحون" فيها "شحوا" لا يدركك الرجل السريع، الشحو سعة الخطو، يريد أنك تسعى فيها وتتقدم. ومنه ح وصفها: ويكون فيها فتى من قريش "يشحو" فيها "شحوًا" كبيرًا، أي يمعن فيها ويتوسع، وناقة شحواء أي واسعة الخطو. وح: كان للنبي صلى الله عليه وسلم فرس يقال له "الشحاء" روى بمد وفسر بالواسع الخطو.

شحا: شَحا فاهُ يَشْحوه ويَشْحاه شَحْواً: فتَحه. وشَحا فُوهُ يَشْحُو:

انفَتَحَ، يَتعدَّى ولا يتَعدَّى. ابن الأَعرابي: شَحا فاهُ وشَحا فُوهُ

وأَشْحى فاهُ وشَحَّى فُوه، ولا يقال أَشْحى فُوهُ. ويقال: شَحا فاهُ

يَشْحاهُ شَحْياً فتَحه، وهو بالواو أَعرف. واللجامُ يَشْحى فمَ الفرس

شَحْياً؛ وأَنشد:

كأَن فاها، واللِّجامُ شاحِيهْ،

جَنْبا غَبِيطٍ سَلِسٍ نَواحِيهْ

وجاءت الخيلُ شَواحِيَ وشاحِياتٍ: فاتَحاتٍ أَفواهَها. وشَحا الرجلُ

يَشْحُو شَحْواً: باعَد ما بينَ خُطاهُ. والشَّحْوةُ: الخَطْوةُ. ويقال

للفرس إذا كان واسِعَ الذَّرْعِ: إنه لرَغِيب الشَّحْوةِ. وفي حديث علي، عليه

السلام، ذكرَ فِتْنةً فقال لعمّارٍ: واللهِ لتَشْحُوَن فيها شَحْواً لا

يُدْرِكُك الرجلُ السريعُ؛ الشَّحْوُ: سَعَةُ الخَطْوِ، يريد بذلك

تَسْعى فيها وتتَقَدَّم؛ ومنه حديث كعب يصف فتنة قال: ويَكونُ فيها فَتىً من

قُرَيْشٍ يَشْحُو فيها شَحْواً كَثيراً أَي يُمْعِنُ فيها ويتَوسَّعُ.

ويقال: ناقةٌ شَحْوى أَي واسِعَةُ الخَطْو؛ ومنه: أَنه كان للنبي، صلى الله

عليه وسلم، فرس يقال لها الشَّحَاءُ كذا رُوي بالمدِّ وفُسِّرَ

بالواسِعِ الخَطْوَة. وفرسٌ رَغِيبُ الشَّحْوةِ كثيرُ الأَخْذِ من الأَرض وفرسٌ

بعيدُ الشَّحْوةِ أََي بعِيدُ الخَطْو. وجاءَنا شاحِياً أَي في غير حاجة،

وشاحِياً خاطِياً من الخَطْوة. وبيْرُ واسِعة الشَّحْوَة وضَيِّقَتُها

أَي الفَمِ.

وتَشَحَّى الرجلُ في السَّوْمِ: اسْتامَ بسِلْعَته وتَباعَدَ عن الحقِّ.

أَبو سعيد: تَشَحَّى فلان على فلان إذا بَسَط لسانَهُ فيه، وأَصله

التَّوَسُّع في كلِّ شيءٍ.

وشَحاةُ: ماءٌ، وكذلك شَحا؛ قال:

ساقي شَحا يميلُ مَيْلَ السَّكْرانْ

وقد قيل: إنما هو وَشْحى، فاحتاج الشاعر فغَيَّره. الأَزهري: الفراء

شَحا ماءَةٌ لبعض العرب، يُكْتَب بالياء وإن شئتَ بالأَلف، لأَنه يقال

شَحَوْت وشحَيْت ولا تُجْرِيها، تقول هذه شَحى، فاعلم. قال ابن الأَعرابي:

سَجا، بالسين والجيم، اسم بئرٍ، قال: وماءَةٌ أُخرى يقال لها وَشْحى، بفتح

الواو وتسكين الشين؛ قال الراجز:

صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحى قَلِيباً سُكَّا

وقال ابن بري: شَحى اسم بئرٍ؛ وأَنشد:

ساقي شَحى يَميل مَيْلَ المَخْمُورْ

قال: وهذا قول الفراء، قال: وقال ابن جني سُميت شَحى لأَنها كفَمٍ

مَشْحُوٍّ، قال ابن بري: وأَما ابن الأَعرابي فقال: هي سَجا بالسين والجيم،

قال: وهو الصحيح، وقول الفراء غلط.

وأَشْحى: اسم موضع؛ قال معن بن أَوس:

قعْرِيَّة أَكَلَتْ أَشْحى، ومَدْفَعُه

أَكْنافُ أَشْحى، ولم تُعْقَلْ بأَقْيادِ

(* قوله «قعرية إلخ» هكذا في الأصل والمحكم).

هَجَرَ 

(هَجَرَ) الْهَاءُ وَالْجِيمُ وَالرَّاءُ أَصْلَانِ يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى قَطِيعَةٍ وَقَطْعٍ، وَالْآخَرُ عَلَى شَدِّ شَيْءٍ وَرَبْطِهِ.

فَالْأَوَّلُ الْهَجْرُ: ضِدُ الْوَصْلِ. وَكَذَلِكَ الْهِجْرَانُ. وَهَاجَرَ الْقَوْمُ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ: تَرَكُوا الْأُولَى لِلثَّانِيَةِ، كَمَا فَعَلَ الْمُهَاجِرُونَ حِينَ هَاجَرُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ. وَتَهَجَّرَ الرَّجُلُ وَتَمَهْجَرَ: تَشَبَّهَ بِالْمُهَاجِرِينَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «هَاجِرُوا وَلَا تَهَجَّرُوا» ، أَيْ كُونُوا مِنْهُمْ. وَ [قِيلَ] لَا يُقَالُ تَمَهْجَرُوا، وَالْأَوَّلُ أَصْوَبُ عِنْدَنَا. وَالْهَجْرُ وَالْهَجِيرُ وَالْهَاجِرَةُ: نِصْفُ النَّهَارِ عِنْدَ اشْتِدَادِ الْحَرِّ. وَهَجَّرُوا: سَارُوا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. وَــسُمِّيَتْ هَاجِرَةً لِأَنَّ النَّاسَ يَسْتَكِنُّونَ فِي بُيُوتِهِمْ، كَأَنَّهُمْ قَدْ تَهَاجَرُوا. وَالْهَجِيرُ: يَبِيسُ النَّبْتِ الَّذِي كَسَرَتْهُ الْمَاشِيَةُ، وَسُمِّيَ لِأَنَّ الرَّاعِيَ يَهْجُرُهُ. قَالَ:

وَلَمْ يَبْقَ بِالْخَلْصَاءِ مِمَّا عَنَتْ ... مِنَ النَّبْتِ إِلَّا يُبْسُهَا وَهَجِيرُهَا

وَمِنَ الْبَابِ الْهُجْرُ: الْهَذَيَانُ. يُقَالُ هَجَرَ الرَّجُلُ. وَالْهُجْرُ: الْإِفْحَاشُ فِي الْمَنْطِقِ، يُقَالُ: أَهْجَرَ الرَّجُلُ فِي مَنْطِقِهِ. قَالَ:

كَمَاجِدَةِ الْأَعْرَاقِ قَالَ ابْنُ ضَرَّةٍ ... عَلَيْهَا كَلَامًا جَارَ فِيهِ وَأَهْجَرَا

وَرَمَاهُ بِالْهَاجِرَاتِ، وَهِيَ الْفَضَائِحُ، وَسُمِّيَ هَذَا كُلُّهُ لِأَنَّهُ مِنَ الْمَهْجُورِ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ. وَيَقُولُونَ: هَذَا شَيْءٌ هَجْرٌ، أَيْ لَا نَظِيرَ لَهُ، كَأَنَّهُ مِنْ جَوْدَتِهِ وَمُبَايَنَتِهِ الْأَشْيَاءَ قَدْ هَجَرَهَا. وَيَقُولُونَ: هَذَا أَهْجَرُ مِنْ هَذَا، أَيْ أَكْرَمُ. وَقَدْ يُقَالُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ:

وَمَاءٍ يَمَانٍ دُونَهُ طَلْقٌ هَجْرُ

يَقُولُونَ: هُوَ طَلَقٌ لَا طَلَقَ مِثْلُهُ.

وَالْهَجِيرُ: الْحَوْضُ الْكَبِيرُ، سُمِّيَ لِأَنَّهُ شَيْءٌ يُقْتَطَعُ لِلْمَاءِ. قَالَ: تَفْرِي الْفَرِيَّ بِالْهَجِيرِ الْوَاسِعِ

وَقَالَ:

ظَلَّتْ تَلُوبُ رَشَقًا هَجِيرُهَا ... لَوْبَ الرَّعَايَا لَمْ يَجِئْ أَجِيرُهَا

أله

أله: أَلَّه بالتضعيف، ألّهه: اتخذه إلهاً، ونزله منزلة إله، قدّس، مجّد، عظم (بوشر، وكذلك عند فريتاج، وانظر: لين).
تَأَلَّه: ادعى الألوهية (المقري 2: 136).
-: تعبد وتنسك (فوك).
-: انظر تَأَلُّه فيما يلي: إلاهة: مؤنث إله، ربة (بوشر).
اللهم: إن ابن خلدون وغيره من الكتاب المغاربة يهملون أحياناً القاعدة التي توجب اتباع كلمة اللهم بأداة الاستثناء إلا، مثل ما جاء في المقدمة 1: 2، 13، 402، 304.
التأله: حب الذات ونظرة المرء لنفسه كأنه إله (المقدمة 1: 360، 2: 393). غير أن ما جاء في تاريخ البربر (1: 641): والتاله على الندمان (وفي مخطوطتنا رقم 1351: والتاته) والصواب: والتأبه (انظر لين تأبه في مادة أبه).
(أل هـ)

الإِلاهُ: الله عز وَجل، وكل مَا اتُّخذ من دونه معبودا إلاَهٌ عِنْد متخذه، والجميع آلِهَةٌ وَهُوَ بَين الإلاهَةِ والأُلهْانِيةِ، وَفِي حَدِيث وهيب: " إِذا وَقع العَبْد فِي أُلهانِيَّةِ الرَّبِّ لم يجد أحدا يَأْخُذ بِقَلْبِه " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والإلاهَة، والأُلوهَة، والأُلُوهِيَّةُ: الْعِبَادَة وَقد قرئَ: (ويَذَرَك وآلهَتك) ، (ويَذَرَك وإلاهَتَك) وَهَذِه الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب، كَأَنَّهَا هِيَ المختارة، قَالَ: لِأَن فِرْعَوْن كَانَ يُعبد وَلَا يَعبد، فَهُوَ على هَذَا ذُو إلاهَةٍ، لَا ذُو آلهَةٍ.

والتَّأَلُّهُ: التنسك قَالَ: سَبَّحْنَ واستَرْجَعْنَ مِنْ تَألُّهِي

والأُلاهَة: الشَّمْس الحارة، حكى عَن ثَعْلَب.

والأَلِيهَة، والإلاهَةُ، والألاهَةُ، وأُلاهَةُ، كُله: الشَّمْس اسْم لَهَا، الضَّم فِي أَولهَا عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ:

تَرَوَّحْنا مِنَ اللَّعْباءِ قَصْراً ... فَأعْجَلْنا إلاهَةَ أنْ تَؤُوبا

وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: أُلاهَة، وَرَوَاهُ بَعضهم: " فأعجلنا الأَلاهَةَ " وَإِنَّمَا سميت بذلك لأَنهم كَانُوا يعظمونها ويعبدونها، وَقد أوجدنا الله عز وَجل ذَلِك فِي كِتَابه حِين قَالَ: (وَمِنْ آياتهِ اللَّيْلُ والنهارُ والشَّمسُ والقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا للشَّمْسِ وَلَا للقَمَرِ واسجُدُوا للهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إنْ كُنْتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدونَ) وَقد أَنْعَمت تَعْلِيل هَذِه الْكَلِمَة وَشَرحهَا فِي " الكاب الْمُخَصّص ".

وَقَالُوا: يَا الله فَقطعُوا، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَهَذَا نَادِر، وَحكى ثَعْلَب انهم يَقُولُونَ: يالله، فيصلون. قَالَ: وهما لُغَتَانِ، يَعْنِي الْقطع والوصل، وَقَول الشَّاعِر:

إنِّي إِذا مَا حَدَثٌ أَلَّما

دَعَوْتُ ياللَّهُمَّ يَا للَّهُمَّا

فَإِن الْمِيم الْمُشَدّدَة بدل من " يَا " فَجمع بَين الْبَدَل والمبدل مِنْهُ، وَقد خففها الْأَعْشَى، فَقَالَ:

كَحَلْفَةِ مِنْ أبيِ رَبَاحٍ ... يَسْمَعُها لاهُمَ الكُبارُ

وَقَوله:

أَلا لَا بارَكَ اللهُ فِي سُهَيْلٍ ... إِذا مَا اللهُ بارَكَ فِي الرِّجالِ

إِنَّمَا أَرَادَ " الله " فقصر ضَرُورَة. والإلاهة: الحيَّة الْعَظِيمَة، عَن ثَعْلَب.

وإِلاهَةُ: مَوضِع.
أ ل هـ: (أَلَهَ) يَأْلَهُ بِالْفَتْحِ فِيهِمَا (إِلَاهَةً) أَيْ عَبَدَ. وَمِنْهُ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «وَيَذَرَكَ وَ (إِلَاهَتَكَ) » بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ أَيْ وَعِبَادَتَكَ وَكَانَ يَقُولُ إِنَّ فِرْعَوْنَ كَانَ يُعْبَدُ. وَمِنْهُ قَوْلُنَا اللَّهُ وَأَصْلُهُ (إِلَاهٌ) عَلَى
فِعَالٍ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ لِأَنَّهُ مَأْلُوهٌ أَيْ مَعْبُودٌ كَقَوْلِنَا إِمَامٌ بِمَعْنَى مُؤْتَمٍّ بِهِ، فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ تَخْفِيفًا لِكَثْرَتِهِ فِي الْكَلَامِ وَلَوْ كَانَتَا عِوَضًا مِنْهُمَا لَمَا اجْتَمَعَتَا مَعَ الْمُعَوَّضِ فِي قَوْلِهِمُ (الْإِلَهُ) وَقُطِعَتِ الْهَمْزَةُ فِي النِّدَاءِ لِلُزُومِهَا تَفْخِيمًا لِهَذَا الِاسْمِ. وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ النَّحْوِيَّ يَقُولُ: إِنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ عِوَضٌ. قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ اسْتِجَازَتُهُمْ لِقَطْعِ الْهَمْزَةِ الْمَوْصُولَةِ الدَّاخِلَةِ عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ فِي الْقَسَمِ وَالنِّدَاءِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: أَفَأَللَّهِ لَتَفْعَلَنَّ، وَيَا أَللَّهُ اغْفِرْ لِي. أَلَا تَرَى أَنَّهَا لَوْ كَانَتْ غَيْرَ عِوَضٍ لَمْ تَثْبُتْ كَمَا لَمْ تَثْبُتْ فِي غَيْرِ هَذَا الِاسْمِ. قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِلُزُومِ الْحَرْفِ لِأَنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ أَنْ تُقْطَعَ هَمْزَةُ الَّذِي وَالَّتِي وَلَا يَجُوزُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ لِأَنَّهَا هَمْزَةٌ مَفْتُوحَةٌ وَإِنْ كَانَتْ مَوْصُولَةً كَمَا لَمْ يَجُزْ فِي: ايْمُ اللَّهِ وَايْمُنُ اللَّهِ، الَّتِي هِيَ هَمْزَةُ وَصْلٍ وَهِيَ مَفْتُوحَةٌ. قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ لِأَنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ أَنْ تُقْطَعَ الْهَمْزَةُ أَيْضًا فِي غَيْرِ هَذَا مِمَّا يَكْثُرُ اسْتِعْمَالُهُمْ لَهُ فَعَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ لِمَعْنًى اخْتُصَّتْ بِهِ لَيْسَ فِي غَيْرِهَا وَلَا شَيْءَ أَوْلَى بِذَلِكَ الْمَعْنَى مِنْ أَنْ يَكُونَ الْمُعَوَّضَ مِنَ الْحَرْفِ الْمَحْذُوفِ الَّذِي هُوَ الْفَاءُ. وَجَوَّزَ سِيبَوَيْهِ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ لَاهًا عَلَى مَا نَذْكُرُهُ بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَ (إِلَاهَةُ) اسْمٌ لِلشَّمْسِ غَيْرُ مَصْرُوفٍ بِلَا أَلِفٍ وَلَامٍ، وَرُبَّمَا صَرَفُوهُ وَأَدْخَلُوا فِيهِ الْأَلِفَ وَاللَّامَ فَقَالُوا: الْإِلَاهَةُ وَأَنْشَدَنِي أَبُو عَلِيٍّ:

وَأَعْجَلْنَا الْإِلَاهَةَ أَنْ تَئُوبَا
وَلَهُ نَظَائِرُ فِي دُخُولِ لَامِ التَّعْرِيفِ وَسُقُوطِهَا. مِنْ ذَلِكَ نَسْرٌ وَالنَّسْرُ اسْمُ صَنَمٍ، وَكَأَنَّهُمْ سَمَّوْهَا إِلَاهَةَ لِتَعْظِيمِهِمْ لَهَا وَعِبَادَتِهِمْ إِيَّاهَا وَ (الْآلِهَةُ) الْأَصْنَامُ سُمُّوا بِذَلِكَ لِاعْتِقَادِهِمْ أَنَّ الْعِبَادَةَ تَحِقُّ لَهَا وَأَسْمَاؤُهُمْ تَتْبَعُ اعْتِقَادَاتِهِمْ لَا مَا عَلَيْهِ الشَّيْءُ فِي نَفْسِهِ. وَ (التَّأْلِيهُ) التَّعْبِيدُ وَ (التَّأَلُّهُ) التَّنَسُّكُ وَالتَّعَبُّدُ وَتَقُولُ: (أَلِهَ) أَيْ تَحَيَّرَ وَبَابُهُ طَرِبَ وَأَصْلُهُ وَلِهَ يَوْلَهُ وَلَهًا. 
(أ ل هـ) : (التَّأَلُّهُ) تَفَعُّلٌ مِنْ أَلِهَ ألو قَوْلُهُ لَمْ يَأْلُ أَنْ يَعْدِلَ فِي ذَلِكَ أَيْ لَمْ يُقَصِّرْ فِي الْعَدْلِ وَالتَّسْوِيَةِ مِنْ أَلَا فِي الْأَمْرِ يَأْلُو أُلُوًّا وَأُلِيًّا إذَا قَصَّرَ فِيهِ وَأَمَّا لَفْظُ الرِّوَايَةِ فَقَسَمَاهَا نِصْفَيْنِ وَلَمْ يَأْلُوا مِنْ الْعَدْلِ فَعَلَى التَّضْمِينِ وَقَوْلُهُمْ لَا آلُوكَ نُصْحًا مَعْنَاهُ لَا أَمْنَعُكَهُ وَلَا أَنْقُصُكَهُ وَهُوَ تَضْمِينٌ أَيْضًا (وَالْأَلِيَّةُ) الْحَلِفُ يُقَالُ آلَى يُولِي إيلَاءً مِثْلُ أَعْطَى يُعْطِي إعْطَاءً وَالْجَمْعُ أَلَايَا مِثْلُ عَطِيَّةٍ وَعَطَايَا.
أله
الله: قيل: أصله إله فحذفت همزته، وأدخل عليها الألف واللام، فخصّ بالباري تعالى، ولتخصصه به قال تعالى: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم/ 65] . وإله جعلوه اسما لكل معبود لهم، وكذا اللات، وسمّوا الشمس إِلَاهَة لاتخاذهم إياها معبودا.
وأَلَهَ فلان يَأْلُهُ الآلهة: عبد، وقيل: تَأَلَّهَ.
فالإله على هذا هو المعبود . وقيل: هو من: أَلِهَ، أي: تحيّر، وتــسميتــه بذلك إشارة إلى ما قال أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه: (كلّ دون صفاته تحبير الصفات، وضلّ هناك تصاريف اللغات) وذلك أنّ العبد إذا تفكّر في صفاته تحيّر فيها، ولهذا روي: «تفكّروا في آلاء الله ولا تفكّروا في الله».
وقيل: أصله: ولاه، فأبدل من الواو همزة، وتــسميتــه بذلك لكون كل مخلوق والها نحوه، إمّا بالتسخير فقط كالجمادات والحيوانات، وإمّا بالتسخير والإرادة معا كبعض الناس، ومن هذا الوجه قال بعض الحكماء: الله محبوب الأشياء كلها ، وعليه دلّ قوله تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء/ 44] .

وقيل: أصله من: لاه يلوه لياها، أي:
احتجب. قالوا: وذلك إشارة إلى ما قال تعالى:
لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ [الأنعام/ 103] ، والمشار إليه بالباطن في قوله:
وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ [الحديد/ 3] . وإِلَهٌ حقّه ألا يجمع، إذ لا معبود سواه، لكن العرب لاعتقادهم أنّ هاهنا معبودات جمعوه، فقالوا: الآلهة. قال تعالى: أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا [الأنبياء/ 43] ، وقال:
وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ [الأعراف/ 127] وقرئ:
(وإلاهتك) أي: عبادتك. ولاه أنت، أي:
لله، وحذف إحدى اللامين.
«اللهم» قيل: معناه: يا الله، فأبدل من الياء في أوله الميمان في آخره ، وخصّ بدعاء الله، وقيل: تقديره: يا الله أمّنا بخير ، مركّب تركيب حيّهلا.
[أله] أَلهَ بالفتح إِلاهَةً، أي عبد عبادة. ومنه قرأ ابن عباس رضي الله عنهما: (ويذرك وإلاهتك) بكسر الهمزة. قال. وعبادتك. وكان يقول: إن فرعون كان يعبد [في الارض ] . (*) ومنه قولنا " الله " وأصله إلاه على فعال، بمعنى مفعول، لانه مألوه أي معبود، كقولنا: إمام فعال بمعنى مفعول، لانه مؤتم به، فلما أدخلت عليه الالف واللام حذفت الهمزة تخفيفا لكثرته في الكلام. ولو كانتا عوضا منها لما اجتمعتا مع المعوض منه في قولهم: الاله. وقطعت الهمزة في النداء للزومها تفخيما لهذا الاسم. وسمعت أبا على النحوي يقول: إن الالف واللام عوض منها. قال: ويدل على ذلك استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف في القسم والنداء، وذلك قولهم: أفألله ليفعلن، ويا ألله اغفر لى. ألا ترى أنها لو كانت غير عوض لم تثبت كما لم تثبت في غير هذا الاسم. قال: ولا يجوز أيضا أن يكون للزوم الحرف، لان ذلك يوجب أن تقطع همزة الذى والتى. ولا يجوز أيضا أن يكون لانها همزة مفتوحة وإن كانت موصولة، كما لم يجز في ايم الله وايمن الله التى هي همزة وصل فإنها مفتوحة. قال: ولا يجوز أيضا أن يكون ذلك لكثرة الاستعمال، لان ذلك يوجب أن تقطع الهمزة أيضا في غير هذا مما يكثر استعمالهم له. فعلمنا أن ذلك لمعنى اختصت به ليس في غيرها، ولا شئ أولى بذلك لمعنى من أن يكون المعوض من الحرف المحذوف الذى هو الفاء. وجوز سيبويه أن يكون أصله لاها على ما نذكره من بعد. وإلاهة: اسم موضع بالجزيرة. وقال : كفى حزنا أن يرحل الركب غدوة * وأصبح في عليا إلاهة ثاويا وكان قد نهشته حية. وإلاهة أيضا: اسم للشمس غير مصروف بلا ألف ولام، وربما صرفوه وأدخلوا فيه الالف واللام فقالوا الالاهة . وأنشدني أبو علي: تروحنا من اللعباء قصرا * وأعجلنا الالاهة أن تؤوبا  (*) وقد جاء على هذا غير شئ من دخول لام المعرفة مرة وسقوطها أخرى، قالوا: لقيته الندرى وفى ندرى، وفينة والفينة بعد الفينة، ونسر والنسر: اسم صنم، فكم سموها إلاهة لتعظيمهم لها وعبادتهم إياها. والآلهة: الاصنام، سموها بذلك لاعتقادهم أنَّ العبادة تَحُقُّ لها، وأسماؤهم تَتْبَعُ اعتقاداتِهم لا ما عليه الشئ في نفسه. والتأليه: التعبيد. والتَأَلُّهُ: التَّنَسُّكُ والتَعَبُّدُ. قال رؤبة:

سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهي * وتقول: أَلِهَ يَأْلَهُ أَلَهاً، أي تحير ; وأصله وله يوله ولها. وقد ألِهْتُ على فلانٍ، أي اشتدَّ جزعي عليه، مثل ولِهْتُ.
ألهـ
تألَّهَ يتألَّه، تألُّهًا، فهو مُتألِّه
• تألَّه الشَّخصُ:
1 - تنسَّك وتعبَّد "تألَّه المؤمنُ".
2 - ادَّعى الألوهيّةَ "تألَّه العاتي". 

إلاهيَّات [جمع]
• الإلاهيَّات: الإلهيّات؛ ما يتعلّق بذات الإله وصفاته.
• علم الإلاهيَّات: (دن) علم الإلهيّات؛ علم يبحث فيما يتعلّق بالإله. 

إله [مفرد]: ج آلِهة، مؤ إلهة وإلاهة، ج مؤ آلِهة: كلّ ما اتُّخذ معبودًا بحقّ أو بغير حقّ، ويستعمل لغير الله عند بعض الأقوام في الأساطير القديمة "يا إلهي! ما هذا الجمال؟ - {قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ} " ° إله الخصب: تمُّوز عند البابليّين- إله الشِّعر والموسيقى: أبولّو عند قدماء اليونان- إلهة الخصب والأمومة: إيزيس عند قدماء المصريّين.
• الإله: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المعبود بحقّ " {قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ} ". 

إلهيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إله: "العناية الإلهيَّة:
 حفظُ الله ورعايتُه" ° الحقّ الإلهيّ: أصل استند إليه بعض ملوك أوربا في القرون الوسطى يقرِّر أن حكم الملك تفويض إلهيّ. 

إلهيَّات [جمع]
• الإلهيَّات: الإلاهيّات.
• علم الإلهيَّات: (دن) علم الإلاهيّات. 

إلهيَّة [مفرد]
• العلوم الإلهيَّة: (دن) علم ما بعد الطبيعة ويبحث عن الوجود المطلق وعمّا يتعلّق بأمور غير مادِّيّة كالواجب والممكن والعلّة والمعلول ويدخل فيها البحث في الله وفي الرّوح. 

ألوهيَّة [مفرد]: صفة الذات الإلهيّة.
• توحيد الألوهيَّة: صرف جميع أنواع العبادة الظَّاهرة والباطنة لله تعالى دون شرك أو رياء كالخوف والرَّجاء والصَّلاة والزَّكاة. 

اللَّهُمَّ [مفرد]: صيغة نداء ودعاء مثل: يا الله، حذف منها حرف النداء وعُوِّض عنه بميم مشدَّدة "اللّهم ارحمني- {قُلِ اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ".
• اللَّهُمَّ إلاَّ: صيغة استثناء تفيد إثبات ما فيه شك "سيسافر اللهُمَّ إلاّ أن يكون قد غيَّر رأيه".
• اللَّهُمَّ نعم: صيغة تفيد تمكين الجواب في نفس السَّامع "أيوسف قائم؟ تقول: اللهُمَّ نعم". 

الله [مفرد]
• الله: علم على الذَّات العليَّة الواجبة الوجود، الجامعة لصفات الألوهيّة، ولذا لا يجوز أن يتسمَّى به أحد، وسائر الأسماء قد يتسمَّى بها غيرُه، وهو أوّل أسمائه سبحانه وأعظمها، وينطق باللاّم المفخَّمة ما لم تسبقه الكسرة أو الياء، ويذكر عادة مقرونًا بألفاظ تدلّ على الإجلال مثل: الله تعالى، الله سبحانه وتعالى، وقد يُكتفى بذكر ألفاظ الإجلال فقط مثل: قال تعالى "لا إله إلاّ الله- بسم الله الرحمن الرحيم- ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلٌ ... وكُلُّ نعيم لا محالة زائلُ" ° بالله عليك: أتوسّل إليك/ أرجوك- حدود الله: ما حدّه بأوامره ونواهيه- خليلُ الله: سيِّدنا إبراهيم عليه السلام- لله دَرُّك: عبارة تعجّب ومدح، أي لله ما بذلت من خيرٍ وما قُمْت به من عملٍ، ما أحسن ما أتيت به من قول أو عمل- ما شاء الله!: عبارة استحسان وتعجُّب- والله/ بالله: أقسم بالله- يا الله!: أسلوب تعجُّب.
• اللَّهُمَّ: لفظ الجلالة بعد إضافة الميم إليه عوضًا عن حذف حرف النِّداء " {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهُمَّ} ". 
أ ل هـ

فلان يتأله: يتعبد. وهو عابد متأله.

أله: الإلَهُ: الله عز وجل، وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إلَهٌ عند

متخذه، والجمع آلِهَةٌ. والآلِهَةُ: الأَصنام، سموا بذلك لاعتقادهم أَن

العبادة تَحُقُّ لها، وأَسماؤُهم تَتْبَعُ اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في

نفسه، وهو بَيِّنُ الإلَهةِ والأُلْهانيَّةِ: وفي حديث وُهَيْب ابن الوَرْد:

إذا وقع العبد في أُلْهانيَّة الرَّبِّ، ومُهَيْمِنِيَّة الصِّدِّيقين،

ورَهْبانِيَّةِ الأَبْرار لم يَجِدْ أَحداً يأْخذ بقلبه أَي لم يجد

أَحداً ولم يُحِبَّ إلاَّ الله سبحانه؛ قال ابن الأَثير: هو مأْخوذ من إلَهٍ،

وتقديرها فُعْلانِيَّة، بالضم، تقول إلَهٌ بَيِّنُ الإلَهيَّة

والأُلْهانِيَّة، وأَصله من أَلِهَ يَأْلَهُ إذا تَحَيَّر، يريد إذا وقع العبد في

عظمة الله وجلاله وغير ذلك من صفات الربوبية وصَرَفَ وَهْمَه إليها،

أَبْغَضَ الناس حتى لا يميل قلبه إلى أَحد. الأَزهري: قال الليث بلغنا أَن اسم

الله الأَكبر هو الله لا إله إلاَّ هو وحده

(* قوله «إلا هو وحده» كذا

في الأصل المعوّل عليه، وفي نسخة التهذيب: الله لا إله إلا هو والله وحده

ا هـ. ولعله إلا الله وحده): قال: وتقول العرب للهِ ما فعلت ذاك، يريدون

والله ما فعلت. وقال الخليل: الله لا تطرح الأَلف من الاسم إنما هو الله

عز ذكره على التمام؛ قال: وليس هو من الأَسماء التي يجوز منها اشْتقاق

فِعْلٍ كما يجوز في الرحمن والرحيم. وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه

سأَله عن اشتقاق اسم الله تعالى في اللغة فقال: كان حقه إلاهٌ، أُدخلت

الأَلف واللام تعريفاً، فقيل أَلإلاهُ، ثم حذفت العرب الهمزة استثقالاً لها،

فلما تركوا الهمزة حَوَّلوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف، وذهبت

الهمزة أَصلاً فقالوا أَلِلاهٌ، فحرَّكوا لام التعريف التي لا تكون إلاَّ

ساكنة، ثم التقى لامان متحركتان فأَدغموا الأُولى في الثانية، فقالوا

الله، كما قال الله عز وجل: لكنا هو الله ربي؛ معناه لكنْ أَنا، ثم إن العرب

لما سمعوا اللهم جرت في كلام الخلق توهموا أَنه إذا أُلقيت الأَلف

واللام من الله كان الباقي لاه، فقالوا لاهُمَّ؛ وأَنشد:

لاهُمَّ أَنتَ تَجْبُرُ الكَسِيرَا،

أَنت وَهَبْتَ جِلَّةً جُرْجُورا

ويقولون: لاهِ أَبوك، يريدون الله أَبوك، وهي لام التعجب؛ وأَنشد لذي

الإِصبع:

لاهِ ابنُ عَمِّي ما يَخا

فُ الحادثاتِ من العواقِبْ

قال أَبو الهيثم: وقد قالت العرب بسم الله، بغير مَدَّة اللام وحذف

مَدَّة لاهِ؛ وأَنشد:

أَقْبَلَ سَيْلٌ جاءَ من أَمر اللهْ،

يَحْرِدْ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّه

وأَنشد:

لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوسِيمةٌ،

على هَنَواتٍ كاذبٍ من يَقُولُها

إنما هو للهِ إنَّكِ، فحذف الأَلف واللام فقال لاهِ: إنك، ثم ترك همزة

إنك فقال لَهِنَّك؛ وقال الآخر:

أَبائِنةٌ سُعْدَى، نَعَمْ وتُماضِرُ،

لَهِنَّا لمَقْضِيٌّ علينا التَّهاجُرُ

يقول: لاهِ إنَّا، فحذف مَدَّةِ لاهِ وترك همزة إنا كقوله:

لاهِ ابنُ عَمِّكَ والنَّوَى يَعْدُو

وقال الفراء في قول الشاعر لَهِنَّك: أَرادَ لإنَّك، فأبدل الهمزة هاء

مثل هَراقَ الماءَ وأَراق، وأَدخل اللام في إن لليمين، ولذلك أَجابها

باللام في لوسيمة. قال أَبو زيد: قال لي الكسائي أَلَّفت كتاباً في معاني

القرآن فقلت له: أَسمعتَ الحمدُ لاهِ رَبِّ العالمين؟ فقال: لا، فقلت:

اسمَعْها. قال الأَزهري: ولا يجوز في القرآن إلاَّ الحمدُ للهِ بمدَّةِ اللام،

وإِنما يقرأُ ما حكاه أَبو زيد الأَعرابُ ومن لا يعرف سُنَّةَ القرآن.

قال أَبو الهيثم: فالله أَصله إلاهٌ، قال الله عز وجل: ما اتَّخذ اللهُ من

وَلَدٍ وما كان معه من إلَهٍ إذاً لَذَهَبَ كُلُّ إلَهٍ بما خَلَقَ.

قال: ولا يكون إلَهاً حتى يكون مَعْبُوداً، وحتى يكونَ لعابده خالقاً

ورازقاً ومُدبِّراً، وعليه مقتدراً فمن لم يكن كذلك فليس بإله، وإِن عُبِدَ

ظُلْماً، بل هو مخلوق ومُتَعَبَّد. قال: وأَصل إلَهٍ وِلاهٌ، فقلبت الواو

همزة كما قالوا للوِشاح إشاحٌ وللوِجاحِ وهو السِّتْر إِجاحٌ، ومعنى ولاهٍ

أَن الخَلْقَ يَوْلَهُون إليه في حوائجهم، ويَضْرَعُون إليه فيما يصيبهم،

ويَفْزَعون إليه في كل ما ينوبهم، كم يَوْلَهُ كل طِفْل إلى أُمه. وقد

سمت العرب الشمس لما عبدوها إلاهَةً. والأُلَهةُ: الشمسُ الحارَّةُ؛ حكي

عن ثعلب، والأَلِيهَةُ والأَلاهَةُ والإلاهَةُ وأُلاهَةُ، كلُّه: الشمسُ

اسم لها؛ الضم في أَوَّلها عن ابن الأَعرابي؛ قالت مَيَّةُ بنت أُمّ

عُتْبَة

(* قوله «ام عتبة» كذا بالأصل عتبة في موضع مكبراً وفي موضعين مصغراً)

بن الحرث كما قال ابن بري:

تروَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً،

فأَعْجَلْنا الإلَهةَ أَن تَؤُوبا

(* قوله «عصراً والالهة» هكذا رواية

التهذيب، ورواية المحكم: قسراً والهة).

على مثْل ابن مَيَّة، فانْعَياه،

تَشُقُّ نَواعِمُ البَشَر الجُيُوبا

قال ابن بري: وقيل هو لبنت عبد الحرث اليَرْبوعي، ويقال لنائحة

عُتَيْبة بن الحرث؛ قال: وقال أَبو عبيدة هو لأُمِّ البنين بنت عُتيبة بن الحرث

ترثيه؛ قال ابن سيده: ورواه ابن الأَعرابي أُلاهَةَ، قال: ورواه بعضهم

فأَعجلنا الأَلاهَةَ يصرف ولا يصرف. غيره: وتدخلها الأَلف واللام ولا

تدخلها، وقد جاء على هذا غير شيء من دخول لام المعرفة الاسمَ مَرَّة وسُقوطها

أُخرى. قالوا: لقيته النَّدَرَى وفي نَدَرَى، وفَيْنَةً والفَيْنَةَ بعد

الفَيْنة، ونَسْرٌ والنَّسْرُ اسمُ صنم، فكأَنهم سَمَّوْها الإلَهة

لتعظيمهم لها وعبادتهم إياها، فإنهم كانوا يُعَظِّمُونها ويَعْبُدُونها، وقد

أَوْجَدَنا اللهُ عز وجل ذلك في كتابه حين قال: ومن آياته الليلُ والنهارُ

والشمسُ والقمرُ لا تَسْجُدُوا للشمس ولا للقمر واسجُدُوا لله الذي

خَلَقَهُنَّ إن كنتم إياه تعبدون. ابن سيده: والإلاهَةُ والأُلُوهة

والأُلُوهِيَّةُ العبادة. وقد قرئ: ويَذَرَكَ وآلِهتَكَ، وقرأَ ابن عباس:

ويَذَرَك وإِلاهَتَك، بكسر الهمزة، أَي وعبادتك؛ وهذه الأَخيرة عند ثعلب كأَنها

هي المختارة، قال: لأَن فرعون كان يُعْبَدُ ولا يَعْبُدُ، فهو على هذا ذو

إلاهَةٍ لا ذو آلِهة، والقراءة الأُولى أَكثر والقُرّاء عليها. قال ابن

بري: يُقَوِّي ما ذهب إليه ابن عباس في قراءته: ويذرك وإِلاهَتَك، قولُ

فرعون: أَنا ربكم الأَعلى، وقوله: ما علمتُ لكم من إله غيري؛ ولهذا قال

سبحانه: فأَخَذه اللهُ نَكالَ الآخرةِ والأُولى؛ وهو الذي أَشار إِليه

الجوهري بقوله عن ابن عباس: إن فرعون كان يُعْبَدُ. ويقال: إلَه بَيِّنُ

الإلَهةِ والأُلْهانِيَّة. وكانت العرب في الجاهلية يَدْعُونَ معبوداتهم من

الأَوثان والأَصنام آلهةً، وهي جمع إلاهة؛ قال الله عز وجل: ويَذَرَك

وآلِهَتَك، وهي أَصنام عَبَدَها قوم فرعون معه. والله: أَصله إلاهٌ، على

فِعالٍ بمعنى مفعول، لأَنه مأَلُوه أَي معبود، كقولنا إمامٌ

فِعَالٌ بمعنى مَفْعول لأَنه مُؤْتَمّ به، فلما أُدخلت عليه الأَلف

واللام حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرته في الكلام، ولو كانتا عوضاً منها لما

اجتمعتا مع المعوَّض منه في قولهم الإلاهُ، وقطعت الهمزة في النداء للزومها

تفخيماً لهذا الاسم. قال الجوهري: وسمعت أَبا علي النحوي يقول إِن الأَلف

واللام عوض منها، قال: ويدل على ذلك استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة

الداخلة على لام التعريف في القسم والنداء، وذلك قولهم: أَفأَللهِ

لَتفْعَلَنّ ويا الله اغفر لي، أَلا ترى أَنها لو كانت غير عوض لم تثبت كما لم تثبت

في غير هذا الاسم؟ قال: ولا يجوز أَيضاً أَن يكون للزوم الحرف لأَن ذلك

يوجب أَن تقطع همزة الذي والتي، ولا يجوز أَيضاً أَن يكون لأَنها همزة

مفتوحة وإن كانت موصولة كما لم يجز في ايْمُ الله وايْمُن الله التي هي

همزة وصل، فإنها مفتوحة، قال: ولا يجوز أَيضاً أَن يكون ذلك لكثرة

الاستعمال، لأَن ذلك يوجب أَن تقطع الهمزة أَيضاً في غير هذا مما يكثر استعمالهم

له، فعلمنا أَن ذلك لمعنى اختصت به ليس في غيرها، ولا شيء أَولى بذلك

المعنى من أَن يكون المُعَوَّضَ من الحرف المحذوف الذي هو الفاء، وجوّز

سيبويه أَن يكون أَصله لاهاً على ما نذكره. قال ابن بري عند قول الجوهري: ولو

كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوَّض عنه في قولهم الإلَهُ، قال:

هذا رد على أَبي علي الفارسي لأَنه كان يجعل الأَلف واللام في اسم الباري

سبحانه عوضاً من الهمزة، ولا يلزمه ما ذكره الجوهري من قولهم الإلَهُ،

لأَن اسم الله لا يجوز فيه الإلَهُ، ولا يكون إلا محذوف الهمزة، تَفَرَّد

سبحانه بهذا الاسم لا يشركه فيه غيره، فإذا قيل الإلاه انطلق على الله

سبحانه وعلى ما يعبد من الأَصنام، وإذا قلت الله لم ينطلق إلا عليه سبحانه

وتعالى، ولهذا جاز أَن ينادي اسم الله، وفيه لام التعريف وتقطع همزته،

فيقال يا ألله، ولا يجوز يالإلهُ على وجه من الوجوه، مقطوعة همزته ولا

موصولة، قال: وقيل في اسم الباري سبحانه إنه مأْخوذ من أَلِهَ يَأْلَه إذا

تحير، لأَن العقول تَأْلَهُ في عظمته. وأَلِهَ أَلَهاً أَي تحير، وأَصله

وَلِهَ يَوْلَهُ وَلَهاً. وقد أَلِهْتُ على فلان أَي اشتدّ جزعي عليه، مثل

وَلِهْتُ، وقيل: هو مأْخوذ من أَلِهَ يَأْلَهُ إلى كذا أَي لجأَ إليه

لأَنه سبحانه المَفْزَعُ الذي يُلْجأُ إليه في كل أَمر؛ قال الشاعر:

أَلِهْتَ إلينا والحَوادِثُ جَمَّةٌ

وقال آخر:

أَلِهْتُ إليها والرَّكائِبُ وُقَّف

والتَّأَلُّهُ: التَّنَسُّك والتَّعَبُّد. والتأْليهُ: التَّعْبيد؛ قال:

لله دَرُّ الغَانِياتِ المُدَّهِ

سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهِي

ابن سيده: وقالوا يا أَلله فقَطَعُوا، قال: حكاه سيبويه، وهذا نادر.

وحكى ثعلب أَنهم يقولون: يا الله، فيصلون وهما لغتان يعني القطع والوصل؛

وقول الشاعر:

إنِّي إذا ما حَدَثٌ أَلَمَّا

دَعَوْت: يا اللَّهُمَّ يا اللَّهُمَّا

فإن الميم المشددة بدل من يا، فجمع بين البدل والمبدل منه؛ وقد خففها

الأعشى فقال:

كحَلْفَةٍ من أَبي رَباحٍ

يَسْمَعُها لاهُمَ الكُبارُ

(* قوله «من أبي رباح» كذا بالأصل بفتح الراء والباء الموحدة ومثله في

البيضاوي، إلا أن فيه حلقة بالقاف، والذي في المحكم والتهذيب كحلفة من أبي

رياح بكسر الراء وبياء مثناة تحتية، وبالجملة فالبيت رواياته كثيرة).

وإنشاد العامة:

يَسْمَعُها لاهُهُ الكُبارُ

قال: وأَنشده الكسائي:

يَسْمَعُها الله والله كبار

(* وقوله: يسمعها الله والله كبار

كذا بالأصل ونسخة من التهذيب).

الأَزهري: أَما إعراب اللهم فضم الهاء وفتح الميم لا اختلاف فيه بين

النحويين في اللفظ، فأَما العلة والتفسير فقد اختلف فيه النحويون، فقال

الفراء: معنى اللهم يا أَللهُ أُمَّ بخير، وقال الزجاج: هذا إقدام عظيم لأَن

كل ما كان من هذا الهمز الذي طرح فأَكثر الكلام الإتيان به. يقال: وَيْلُ

أُمِّه ووَيْلُ امِّهِ، والأَكثر إثبات الهمزة، ولو كان كما قال هذا

القائل لجاز الله أُومُمْ واللهُ أُمَّ، وكان يجب أَن يلزمه يا لأَن العرب

تقول يا ألله اغفر لنا، ولم يقل أَحد من العرب إلا اللهم، ولم يقل أَحد يا

اللهم، قال الله عز وجل: قُلِ اللهم فاطرَ السمواتِ والأَرضِ؛ فهذا

القول يبطل من جهات: إحداها أَن يا ليست في الكلام، والأُخرى أَن هذا المحذوف

لم يتكلم به على أَصله كما تكلم بمثله، وأَنه لا يُقَدَّمُ أَمامَ

الدُّعاء هذا الذي ذكره؛ قال الزجاج: وزعم الفراء أَن الضمة التي هي في الهاء

ضمة الهمزة التي كانت في أُمِّ وهذا محال أَن يُتْرَكَ الضمُّ الذي هو

دليل على نداء المفرد، وأَن يجعل في اسم الله ضمةُ أُمَّ، هذا إلحاد في اسم

الله؛ قال: وزعم الفراء أَن قولنا هَلُمَّ مثل ذلك أَن أَصلها هَلْ

أُمَّ، وإنما هي لُمَّ وها التنبيه، قال: وقال الفراء إن يا قد يقال مع اللهم

فيقال يا أَللهم؛ واستشهد بشعر لا يكون مثله حجة:

وما عليكِ أَن تَقُولِي كُلَّما

صَلَّيْتِ أَو سَبَّحْت: يا أَللَّهُمَا،

ارْدُدْ علينا شَيْخَنَا مُسَلَّما

قال أَبو إسحق: وقال الخليل وسيبويه وجميع النحويين الموثوق بعلمهم

اللهم بمعنى يا أَلله، وإن الميم المشددة عوض من يا، لأَنهم لم يجدوا يا مع

هذه الميم في كلمة واحدة، ووجدوا اسم الله مستعملاً بيا إذا لم يذكروا

الميم في آخر الكلمة، فعلموا أَن الميم في آخر الكلمة بمنزلة يا في أَولها،

والضمة التي هي في الهاء هي ضمة الاسم المنادى المفرد، والميم مفتوحة

لسكونها وسكون الميم قبلها؛ الفراء: ومن العرب من يقول إذا طرح الميم يا

ألله اغفر لي، بهمزة، ومنهم من يقول يا الله بغير همز، فمن حذف الهمزة فهو

على السبيل، لأَنها أَلف ولام مثل لام الحرث من الأَسماء وأَشباهه، ومن

همزها توهم الهمزة من الحرف إذ كانت لا تسقط منه الهمزة؛ وأَنشد:

مُبارَكٌ هُوَّ ومن سَمَّاهُ،

على اسْمكَ، اللَّهُمَّ يا أَللهُ

قال: وكثرت اللهم في الكلام حتى خففت ميمها في بعض اللغات. قال الكسائي:

العرب تقول يا أَلله اغفر لي، ويَلّله اغفر لي، قال: وسمعت الخليل يقول

يكرهون أَن ينقصوا من هذا الاسم شيئاً يا أَلله أَي لا يقولون يَلَهُ.

الزجاج في قوله تعالى: قال عيسى بنُ مريم اللهم ربنا؛ ذكر سيبويه أَن اللهم

كالصوت وأَنه لا يوصف، وأَن ربنا منصوب على نداء آخر؛ الأَزهري:

وأَنشد قُطْرُب:

إِني إِذا ما مُعْظَمٌ أَلَمّا

أَقولُ: يا اللَّهُمَّ يا اللَّهُمّا

قال: والدليل على صحة قول الفراء وأَبي العباس في اللهم إِنه بمعنى يا

أَلله أُمَّ إِدخالُ العرب يا على اللهم؛ وقول الشاعر:

أَلا لا بارَكَ اللهُ في سُهَيْلٍ،

إِذا ما اللهُ بارك في الرجالِ

إِنما أَراد الله فقَصَر ضرورة.

والإِلاهَةُ: الحية العظيمة؛ عن ثعلب، وهي الهِلالُ. وإِلاهَةُ: اسم

موضع بالجزيرة؛ قال الشاعر:

كفى حَزَناً أَن يَرْحَلَ الركبُ غُدْوةً،

وأُصْبِحَ في عُلْيا إِلاهَةِ ثاوِيا

وكان قد نَهَسته حية. قال ابن بري: قال بعض أَهل اللغة الرواية:

وأُتْرَكَ في عُلْيَا أُلاهَةَ، بضم الهمزة، قال: وهي مَغارَةُ سَمَاوَة كَلْب؛

قال ابن بري: وهذا هو الصحيح لأَن بها دفن قائل هذا البيت، وهو أُفْنُونٌ

التَّغْلَبيّ، واسمه صُرَيْمُ بن مَعْشَرٍ

(* قوله «واسمه صريم بن معشر»

أي ابن ذهل بن تيم بن عمرو بن تغلب، سأل كاهناً عن موته فأخبر أنه يموت

بمكان يقال له ألاهة، وكان افنون قد سار في رهط إلى الشام فأتوها ثم

انصرفوا فضلوا الطريق فاستقبلهم رجل فسألوه عن طريقهم فقال: خذوا كذا وكذا

فإذا عنت لكم الالاهة وهي قارة بالسماوة وضح لكم الطريق. فلما سمع افنون

ذكر الالاهة تطير وقال لأصحابه: إني ميت، قالوا: ما عليك بأس، قال: لست

بارحاً. فنهش حماره ونهق فسقط فقال: اني ميت، قالوا: ما عليك بأس، قال: ولم

ركض الحمار؟ فأرسلها مثلاً ثم قال يرثي نفسه وهو يجود بها:

ألا لست في شيء فروحاً معاويا * ولا المشفقات يتقين الجواريا

فلا خير فيما يكذب المرء نفسه * وتقواله للشيء يا ليت ذا ليا

لعمرك إلخ. كذا في ياقوت لكن قوله وهي قارة مخالف للاصل في قوله وهي

مغارة)؛ وقبله:

لَعَمْرُكَ، ما يَدْري الفَتى كيف يَتَّقي،

إِذا هو لم يَجْعَلْ له اللهُ واقِيَا

الْأَفْعَال النَّاقِصَة

الْأَفْعَال النَّاقِصَة: أَفعَال وضع كل وَاحِد مِنْهَا لتقرير فَاعله وتثبيته إِيجَابا أَو سلبا على صفة يدل عَلَيْهَا خَبره. وَإِنَّمَا سميت نَاقِصَة لِأَنَّهَا لَا تتمّ بمرفوعها كالأفعال الْغَيْر النَّاقِصَة فَفِيهَا احْتِيَاج إِلَى الْخَبَر. وكل شَيْء فِيهِ احْتِيَاج فِيهِ نُقْصَان وَإِن أردْت الِاطِّلَاع على الْحَقَائِق والدقائق فِي هَذَا الْمقَام فَارْجِع إِلَى جَامع الغموض منبع الفيوض.

مدن

(مدن)
فلَان مدونا أَتَى الْمَدِينَة
مدن
المَدينة فَعِيلَةٌ عند قوم، وجمعها مُدُن، وقد مَدَنْتُ مَدِينةً، وناس يجعلون الميم زائدة، قال تعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ [التوبة/ 101] قال: وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى [يس/ 20] ، وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها [القصص/ 15] .
[م د ن] مَدَن بالمَكانِ: أَقامَ، فِعْلٌ مُماتٌ. والمَدِينَةُ: الحِصْنُ يُبْنَى فِي أُصْطُمَّةِ الأَرْضِ، مُشْتَِقٌّ من ذلك، والجَمْعُ: مَدائِنُ ومُدُنٌ. ومن هُنا حَكَمَ أَبُو الحَسَنِ فيما حَكَى الفارِسِيُّ عنه أَنَّ مَدِينَةً فَعِيلَةٌ. والمَديِنَةُ: مَدِينَةُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، غَلَبَتْ عليها تَفْخِيماًُ، وإذا نَسَبْتَ إِلى المَدِينَةِ فالرَّجُلُ والثَّوْبُ: مَدَنِيُّ، والطَّيْرُ ونَحْوُه مَدِينٌّ ي. فأَمّا قولُهم: مَداينِيٌّ فإِنَّهُم جَعَلُوا هَذَا البِناءَ اسْماً للبَلَدِ. ومَدْيَنُ: اسمٌ أَعْجَمِيٌّ، وإِن اشْتَقَقْتَه من العَرَبِيةِ فالياءُ زائِدَةٌ، وقد يَكُونُ مَفْعَلاً، وهو أَظْهَرُ، وسَيَأْتِي في بابِه. والمَدانُ: صَنَمٌ. وبَنُو المَدانِ: بَطْنٌ، على أَنَّ الميمَ في الَمدانِ قد تَكُون زائِدةً.

مدن



مَيْدَانٌ : see art. ميد.

هُوَ ابْنُ مَدِينَتِهَا , said of a skilful guide: see بَجْدَةٌ.
[مدن] نه: فيه: "مدان"- بفتح ميم، ويقال: فيفاء مدان، وهو واد. ن: كان راعيًا لأهل "المدينة"، وروى: فقال لرجل من أهل المدينة، اراد بهما مكة. و"المدائن"- بالهمز وتركه، جمع مدينة.
مدن
المَدِيْنَةُ: مَدِيْنَةُ الرسُوْلِ - صلى الله عليه وسلم -، والنِّسْبَةُ إليها: مَدَنِي، وفي الطيْرِ: مَدِيْنِي.
وكُلُّ أرْضٍ يُبْنى لها حِصْن في أصْطمَّتِها: فهومَدِيْنَتُها. وتَمَدْيَنَ فلانٌ: إذا تَمَلَكَ وتَنَعَّمَ. ومَدَنَ بالمَكان: أقَامَ به.
والمَدَانُ: اسْمُ صَنَمٍ، وإليه يُنْسَبُ عَبْدُ المدَانِ.

مدن


مَدَنَ(n. ac. مُدُوْن)
a. Came to; dwelt, lived in ( a town ).

مَدَّنَa. Founded, built cities.
b. [ coll. ], Civilized.

تَمَدَّنَ
a. [ coll. ], Became civilized;
became united together in cities-
مَدَنِيّa. Urban; municipal; townsman, citizen; burgher
burgess.
b. Of Medina.

مَدَاْن
a. [art.], A certain idol.
مَدِيْن
a. [art.], Lion.
مَدِيْنَة
(pl.
مُدْن
مُدُن مَدَاْئِنُ)
a. Town; city.
b. [art.], Medina.
مَدِيْنِيّa. see 4yi (a)
N.Ac.
تَمَدَّنَa. Civilization.

مَدِيْنَة السَّلَام
a. Bagdad.

تَمَديَنَ
a. He enjoyed the comforts of life.
م د ن : الْمَدِينَةُ الْمِصْرُ الْجَامِعُ وَوَزْنُهَا فَعِيلَةٌ لِأَنَّهَا مِنْ مَدَنَ وَقِيلَ مَفْعِلَةٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ لِأَنَّهَا مِنْ دَانَ وَالْجَمْعُ مُدُنٌ وَمَدَائِنُ بِالْهَمْزِ عَلَىالْقَوْلِ بِأَصَالَةِ الْمِيمِ وَوَزْنُهَا فَعَائِلُ وَبِغَيْرِ هَمْزٍ عَلَى الْقَوْلِ بِزِيَادَةِ الْمِيمِ وَوَزْنُهَا مَفَاعِلُ لِأَنَّ لِلْيَاءِ أَصْلًا فِي الْحَرَكَةِ فَتُرَدُّ إلَيْهِ وَنَظِيرُهَا فِي الِاخْتِلَافِ مَعَايِشُ وَتَقَدَّمَ. 
[مدن] مَدَنَ بالمكان: أقام به. ومنه سمِّيت. المَدينَةُ، وهي فَعيلَةٌ، وتجمع على مَدائِنَ بالهمز، وتجمع أيضا على مدن ومدن، بالتخفيف والتثقيل. وفيه قول آخر: أنها مفعلة من دنت، أي ملكت. وفلان مَدَّنَ المَدائِنَ، كما يقال: مَصَّرَ الامصار. وسألت أبا على الفسوى عن همز مدائن فقال: فيه قولان، من جعله فعيلة من قولك: مدن بالمكان، أي أقام به، همزه. ومن جعله مفعلة من قولك دين، أي ملك لم يهمزه، كما لا يهمز معايش. وإذا نسبت إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم قلت مَدَنيٌّ، وإلى مدينة المنصور مَدينيٌّ، وإلى مَدائِنِ كسرى مَدائِنِيٌّ، للفرق بين النَسب، لئِّلا يختلط. ومدين: قرية شعيب عليه السلام. 
م د ن: (مَدَنَ) بِالْمَكَانِ أَقَامَ بِهِ وَبَابُهُ دَخَلَ وَمِنْهُ (الْمَدِينَةُ) وَجَمْعُهَا (مَدَائِنُ) بِالْهَمْزَةِ وَ (مُدْنٌ) وَ (مُدُنٌ) مُخَفَّفًا وَمُثَقَّلًا. وَقِيلَ: هِيَ مِنْ دِينَتْ أَيْ مُلِكَتْ. وَفُلَانٌ (مَدَّنَ) الْمَدَائِنَ (تَمْدِينًا) كَمَا يُقَالُ: مَصَّرَ الْأَمْصَارَ. وَسَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْفَسَوِيَّ عَنْ هَمْزِ مَدَائِنَ فَقَالَ: مَنْ جَعَلَهُ مِنَ الْإِقَامَةِ هَمَزَهُ وَمَنْ جَعَلَهُ مِنَ الْمِلْكِ لَمْ يَهْمِزْهُ كَمَا لَا يُهْمَزُ مَعَايِشُ. وَالنِّسْبَةُ إِلَى مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَدَنِيٌّ) ، وَإِلَى مَدِينَةِ الْمَنْصُورِ (مَدِينِيٌّ) ، وَإِلَى مَدَائِنِ كِسْرَى (مَدَائِنِيٌّ) لِلْفَرْقِ بَيْنَهُمَا كَيْ لَا يَخْتَلِطَ. وَ (مَدْيَنُ) قَرْيَةُ شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. 

مدن: مَدَنَ بالمكان: أَقام به، فِعْلٌ مُمات، ومنه المَدِينة، وهي

فَعِيلة، وتجمع على مَدَائن، بالهمز، ومُدْنٍ ومُدُن بالتخفيف والتثقيل؛ وفيه

قول آخر: أَنه مَفْعِلة من دِنْتُ أَي مُلِكْتُ؛ قال ابن بري: لو كانت

الميم في مدينة زائدة لم يجز جمعها على مُدْنٍ. وفلان مَدَّنَ المَدائنَ:

كما يقال مَصَّرَ الأَمصارَ. قال وسئل أَبو عليّ الفَسَوِيُّ عن همزة

مدائن فقال: فيه قولان، من جعله فَعِيلة من قولك مَدَنَ بالمكان أَي أَقام

به همزه، ومن جعله مَفْعِلة من قولك دِينَ أَي مُلِكَ لم يهمزه كما لا

يهمز معايش. والمَدِينة: الحِصْنُ يبنى في أُصطُمَّةِ الأَرض، مشتق من ذلك.

وكلُّ أَرض يبنى بها حِصْنٌ في أُصطُمَّتِها فهي مدينة، والنسبة إِليها

مَدِينّي، والجمع مَدائنُ ومُدُنٌ. قال ابن سيده: ومن هنا حكم أَبو الحسن

فيما حكاه الفارسي أَن مَدِينة فعيلة. الفراء وغيره: المدينة فعيلة، تهمز

في الفعائل لأَن الياء زائدة، ولا تهمز ياء المعايش لأَن الياء أَصلية.

والمدينة: اسم مدينة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خاصة غلبت

عليها تفخيماً لها، شرَّفها الله وصانها، وإِذا نسبت إِلى المدينة فالرجل

والثوب مَدَنيٌّ، والطير ونحوه مَدِينّي، لا يقال غير ذلك. قال سيبويه:

فأَما قولهم مَدَائِني فإِنهم جعلوا هذا البناء اسماً للبلد، وحمامةٌ

مَدِينيَّة وجارية مَدِينيَّة. ويقال للرجل العالم بالأَمر الفَطِنِ: هو ابن

بَجْدَتِها وابنُ مَدِينتها وابن بَلْدَتها وابن بُعْثُطها وابن

سُرْسُورها؛ قال الأَخطل:

رَبَتْ ورَبا في كَرْمِها ابنُ مَدِينةٍ

يَظَلُّ على مِسْحاته يتَرَكَّلُ

ابنُ مَدِينةٍ أَي العالم بأَمرها. ويقال للأَمة: مَدِينة أَي مملوكة،

والميم ميم مَفْعُول، وذكر الأَحولُ أَنه يقال للأَمة ابنُ مَدِينة،

وأَنشد بيت الأَخطل، قال: وكذلك قال ابن الأَعرابي ابنُ مَدِينة ابنُ أَمة،

قال ابن خالويه: يقال للعبد مَدِينٌ وللأَمة مَدِينة، وقد فسر قوله تعالى:

إِنا لمَدِينُون؛ أَي مملوكون بعد الموت، والذي قاله أَهل التفسير

لمَجْزِيُّون. ومَدَنَ الرجلُ إِذا أَتى المدينة. قال أَبو منصور: هذا يدل على

أَن الميم أَصلية. قال: وقال بعض من لا يوثق بعلمه مَدَن بالمكان أَي

أَقام به. قال: ولا أَدري ما صحته، وإِذا نسبت إِلى مدينة الرسول، عليه

الصلاة والسلام، قلت مَدَنيٌّ، وإِلى مدينة المنصور مَدِينيّ، وإِلى مدائن

كِسْرَى مَدائِنيٌّ، للفرق بين النسب لئلا يختلط.

ومَدْيَنُ: اسم أَعجمي، وإِن اشتققته من العربية فالياء زائدة، وقد يكون

مَفْعَلاً وهو أَظهر. ومَدْيَنُ: اسم قرية شعيب، على نبينا وعليه أَفضل

الصلاة والسلام، والنسب إِليها مَدْيَنِيٌّ. والمَدَانُ: صنم. وبَنُو

المَدَانِ: بطْنٌ، على أَن الميم في المَدَان قد تكون زائدة. وفي الحديث

ذِكْرُ مَدَان، بفتح الميم، له ذكر في غزوة زيد بن حارثة بني جُذَام، ويقال

له فَيْفاءُ مَدَانَ؛ قال: وهو وادٍ في بلاد قُضاعَة.

مدن: تمدن: في م. المحيط (تمدن الرجل تخلق بأخلاق أهل المدن وانتقل من حالة الخشونة والبربرية والجهل إلى حالة الظرف والأنس والمعرفة).
تمدن: انظر الكلمة عند (فوك) في مادة ( Civitas) ، التمدن: المدنية (مقدمة ابن خلدون 3: 255 المقري 3: 674).
مدني: السياسة المدنية: انظر بداية الكلمة.
مدني ومديني: هي عند (فوك) cristatus: كلمة لاتينية معناها عرف، عرف الديك، رأس الخوذة.
مدينة: عاصمة المنطقة أو الإقليم أو الجريرة أو المملكة وعلى سبيل المثال أن غرناطة كانت مدينة كورة البيرة وقرطبة مدينة الأندلس والقيروان مدينة أفريقية (ترجمة دي جاينجوس للمقري 1: 529). المدينة التي كانت النصارى تطلق عليها اسم بالرموكان المسلمون يطلقون عليها اسم المدينة (ابن جبير 12: 328).
المدينة: الحي القديم لمدينة قرطبة (عبد الواحد 4: 28) مثل حي (السيتي Cite) في باريس وحي (الستي City) في لندن.
مدينة: إقليم عند اليهود والآراميين (معجم الجغرافيا، ياقوت 1: 348) (مرادف كورة) (القزويني 2: 337).
مدينة: نوع من خبز، في الأندلس، من الطحين العالي الجودة والزعفران يرمز إلى مدينة من المدن ويهيأ ويقدم يوم النيروز (المقري 2: 363 والصحائف التي تلي ذلك).
مدينة: وجار، عرين، حجر الأرنب، (الكالا-: madriguera de conejo وكذلك حجر الثعلب، حجر الجزر (بوسييه).
مدينة: المدينة، فلسفيا، وهي موضع اجتماع الناس (في مجمع) (مقدمة ابن خلدون 2: 338)، ويرة الفلاسفة (وجدت من الأفضل أن أقدم للقارئ الكريم نص ما ورد في كتاب آراء أهل المدينة الفاضلة لأبي نصر الفارابي -قدم له وشرحه إبراهيم جزيني من منشورات دار القاموس الحديث -بيروت- بدلا من ترجمة ما ذكره المصنف وذلك بمقدار يزيد عنه قليلا أن لم يطابقه تماما) في قسم 26: الاجتماع والتعاون: وكل واحد من الناس مفطور على أنه يحتاج، في قوامه، وفي أن يبلغ أفضل كمالاته، إلى أشياء كثيرة لا يمكنه أن يقوم بها كلها هو وحده، بل يحتاج إلى قوم له كل واحد منهم بشيء مما يحتاج إليه. وكل واحد من كل واحد بهذه الحال. فلذلك لا يمكن أن يكون الإنسان ينال الكمال، الذي لأجله جعلت له الفطرة، إلا باجتماعات جماعة كثيرة، متعاونين، يقوم كل واحد لكل واحد ببعض ما يحتاج إليه في قوامه فيجتمع عما يقوم به جملة الجماعة لكل واحد جميع ما يحتاج إليه في قوامه وفي أن يبلغ الكمال. ولهذا كثرت أشخاص الإنسان، فحصلوا في المعمورة من الأرض، فحدثت منها الاجتماعات الإنسانية ..
-أنواع الاجتماعات: فمنها الكاملة، ومنها غير الكاملة والكاملة ثلاث: عظمى ووسطى وصغرى. فالعظمى اجتماعات الجماعة كلها في المعمورة، والوسطى اجتماع أمة في جزء من المعمورة، والصغرى اجتماع أهل مدينة في جزء من مسكن أمة.
وغير الكاملة: أهل القرية، واجتماع أهل المحلة، ثم اجتماع في سكة، ثم اجتماع في منزل وأصغرها المنزل والمحلة والقرية هما جميعا لأهل المدينة، إلا أن القرية للمدينة على إنها خادمة للمدينة والمحلة للمدينة على إنها جزؤها ... والمدينة التي يقصد بالاجتماع فيها التعاون على الأشياء التي تنال بها السعادة في الحقيقة، هي المدينة الفاضلة. والاجتماع الذي به يتعاون على نيل السعادة هي الأمة الفاضلة. وكذلك المعمورة الفاضلة إنما تكون إذا كانت الأمة التيس فيها يتعاون على بلوغ السعادة.
وفي قسم 29 - مضادات المدينة الفاضلة- والمدينة الفاضلة تضادها المدينة الجاهلة والمدينة الفاسقة والمدينة المتبدلة والمدينة الضالة (انظر التفصيلات في كتاب الفارابي- أهل المدينة الفاضلة).
أما (دي سلان الذي ترجم مقدمة ابن خلدون فقد ذكر أن المقدمة في ص141 من جزئها أو قسمها الثاني قد ورد فيها ما يأتي مما لم نعثر عليه لكي نثبت نصه الذي ذكره ابن خلدون): .. في الدولة الكاملة يرتبط، المواطنون، جميعا، ببعضهم بالحب وهم، كلهم، متساوون لذلك لا حاجة لهم بالسلطان، ويتغذون بطريقة صحية ملائمة لأجسامهم لذلك لا حاجة لهم بالطب. كل إنسان في هذه المدينة يمتلك أعلى درجات الكمال التي يستطيع أن يصلها الإنسان. في أنموذج هذه الجمهورية يمتلك الإنسان القدرة على التفكير بأعلى أنواع الفكر الصائب ولا يوجد أي فرد جاهل بالأعراف والقوانين. لن يكون هناك أي زلل ولا مزاح ولا تحايل.
المدن السماوية: أنظر في المعجم اللاتيني العربي cives etherei؟ المداني: نوع من أنواع الحمام (مخطوطة الاسكوريال 893).
مدن
: (مَدَنَ) بالمَكانِ: (أَقامَ) بِهِ.
قالَ الأَزْهريُّ: وَلَا أَدْرِي مَا صحَّتُه وَهُوَ (فِعْلٌ مُمَاتٌ، وَمِنْه المَدينَةُ) ، وَهِي فَعِيلَةٌ، (للحِصْنِ يُبْنى فِي أُصْطُمَّةِ الأَرْضِ، ج مَدائِنُ) ، بالهَمْزِ، (ومُدُنٌ ومُدْنٌ) ، بالتَّثْقيلِ والتَّخْفِيفِ.
وَفِيه قَوْلٌ آخَرُ أنَّه مَفْعِلَةٌ من دِنْتُ أَي مُلِكْتُ.
قالَ ابنُ بَرِّي: لَو كانتِ الميمُ فِي مَدينَةٍ زَائِدَة لم يجُزْ جَمْعَها على مُدْنٍ.
وسُئِلَ أَبو عليَ الفَسَويّ عَن هَمْزَةِ مَدائِنَ فقالَ: فِيهَا قَوْلان: من جَعَلَهُ فَعِيلَةً هَمَزَةً، وَمن جَعَلَهُ مَفْعِلَة لم يَهْمِزْه.
(ومَدَنَ) مَدناً: إِذا (أَتاها) .
(قالَ الأزْهرِيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَهَذَا يدلُّ على أنَّ المِيمَ أَصْليَّةٌ.
(والمَدينَةُ: الأَمَةُ) وَهِي مَفْعِلَةٌ لَا فَعِيلةٌ.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ لابنِ الأمَةِ ابنُ مَدينَةٍ؛ وَقد ذُكِرَ فِي دين.
(و) المَدينَةُ: (سِتَّةَ عَشَرَ بَلَدا) ، يُسَمَّى كلُّ واحِدٍ بذلِكَ.
(ومَدَّنَ المَدائِنَ تَمْديناً) :) أَي (مَصَّرَها.
(ومَدْيَنُ) ، كجَعْفَرٍ: اسمٌ أَعْجَميٌّ، وَإِن اشْتَقَقْته مِن العَربيَّةِ فالياءُ زائِدَةٌ، وَقد يكونُ مَفْعَلاً وَهُوَ أَظْهَرُ.
ومَدْيَنُ: (قَرْيةُ شُعَيْب، عَلَيْهِ السّلام) ، نُسِبَ إِلَى مَدْيَنِ بنِ إبراهيمَ، عَلَيْهِ السَّلامِ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا مَدينيٌّ.
والمَدِينَةُ: اسْمُ مَدينَةِ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خاصَّةً، غَلَبَتْ عَلَيْهَا تَفْخِيماً لَهَا، شرَّفَها اللَّهُ تَعَالَى وصَانَها، وَلها أَسْماءُ جَمَعْتُها فِي كرَّاسَةِ.
وَقد أَوْرَدَ المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى مِنْهَا فِي كتابِهِ هَذَا جمْلَةٌ.
(والنِّسْبَةُ إِلَى مَدينَةِ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَدَنِيٌّ، وَإِلَى مَدينَةِ المَنْصورِ وأَصْفَهان وغيرِهِما: مَدِيْنِيٌّ) ، وَإِلَى مَدَائِنَ كسْرى مَدائِنِيُّ، للفَرْقِ بينَ النّسبِ لئَلاَّ تَخْتَلِط.
(أَو الإِنسانُ) والثَّوْبُ (مَدَنِيٌّ والطَّائِرُ ونَحْوُه مَدِينيُّ) ، لَا يقالُ غيرُ ذلِكَ.
قالَ سِيْبَوَيْه: فأَمَّا قَوْلُهم: مَدَائِنِيّ فإنّهم جَعَلُوا هَذَا البِناءَ اسْماً للبَلَدِ.
(و) يقالُ للرَّجُلِ العالِمِ بالأَمْرِ الفَطِنِ: (هُوَ ابنُ مَدِينَتِها) ، و (ابنُ بَجْدَتِها) ، وابنُ بَلْدَتِها، وابنُ بُعْثُطِها، وابنُ سُرْسُورِها؛ قالَ الأَخْطَلُ:
رَبَتْ ورَبا فِي كَرْمِها ابنُ مَدِينةٍ يَظَلُّ على مِسْحاتِه يَتَرَكَّلُوفسَّرَه الأَحْولُ بابنِ أَمةٍ.
(والمَدائِنُ: مَدِينَةُ كِسْرَى قُرْبَ بَغْدادَ) على سَبْعَةِ فَراسِخَ مِنْهَا، (سُمِّيَت لكِبَرِها) ، وَهِي دارُ مَمْلَكةِ الفُرْسِ: وأَوَّل من نَزلَها أَنُوشَرْوان، وَبهَا إيوانُه وارْتِفاعُه ثَمانُونَ ذِراعاً بهَا كانَ سَلْمانُ وحذيفَةُ، وَبهَا قَبْرَاهُما افْتَتَحها سعْدُ بنُ أَبي وقَّاصٍ سَنَة أَرْبَع عَشَرَةَ.
وقيلَ: هِيَ عدَّةُ مُدُنِ مُتقارِبَةُ الميلين وَالثَّلَاث، والنِّسْبَةُ مَدائِنِيٌّ على القِياسِ، مِنْهَا: أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبي سيْفٍ المَدَائِنيُّ صاحِبُ التَّصانِيفِ المَشْهورَةِ، رَوى عَنهُ الزُّبَيْرُ بنُ بكَّارِ.
(والمَدانُ، كسَحابٍ: صَنَمٌ) ، وَبِه سُمِّي عبْدُ المُدَانِ، وَهُوَ أَبُو قَبيلَةٍ من بَني الحارِثِ، مِنْهُم: عليُّ بنُ الرَّبيعِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبْدِ المَدَانِ الحارِثيُّ المدانيُّ، وَلِيَ صَنْعاءَ أَيَّام السفَّاحِ، وعبْدِ المَدانِ اسْمُه عَمْرُو وعبدُ اللَّهِ ابْنُه، هَذَا كانَ يُسَمَّى عَبْد الحَجَرِ، لَهُ وِفادَةٌ، فسَمَّاه النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَبْد اللَّهِ.
(و) المَدِينُ، (كأَميرٍ: الأَسَدُ) ، وَقد تكونُ الميمُ فيهمَا زائِدَةٌ.
(والمَيْدانُ) :) ذُكِرَ (فِي (م ي د) .
(وتَمَدْيَنَ) الرَّجُلُ: (تَنَعَّمَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: أَبو مَدينَةَ عبدُ اللَّهِ بنُ حِصْنٍ السَّدُوسِيُّ تابِعِيٌّ رَوَى عَنهُ قَتادَةُ.
والمُسْتَنصرُ بنُ المُنْذرِ المَدِينيُّ، بسكونِ الدالِ وفتْحِ التَّحْتانِيَّة، ذَكَرَه الهَمَدَانيُّ.
وأَبو مُسْلمٍ عبدُ الرَّحمنِ بنُ محمدِ بنِ مَدْيَنٍ المَدينيُّ الأَصْبهانيُّ إِلَى جَدِّه، رَوَى عَن أَبي بكْرِ بنِ أَبي عاصِمٍ، وَعنهُ ابنُ مَرْدَوَيه.
وأَبو مَدينِ الغَوْث شُعَيْبُ بنُ الحُسَيْنِ الأنْصارِيُّ التَّلمسانيُّ مَشْهورٌ.
ومديانُ: اسمُ ولدِ سيِّدِنا إبْراهيم، عَلَيْهِ السّلام، ذَكَرَه السَّهيليّ.
وفَيْفَاءُ مَدَانٍ، كسَحابٍ: وادٍ بالشامِ لقُضاعَةَ بناحِيَةِ حَرَّة الرجلى، جاءَ ذِكْرُه فِي غَزْوَةِ زيْدِ بَني جُذَام بناحِيَة حِسْمَى.
مدن
مدَنَ يمدُن، مُدونًا، فهو مادِن
• مدَن الشَّخصُ: أتى المدينةَ "مدَن البدويُّ حامِلاً بضاعتَه من لَبَن وزُبْد". 

تمدَّنَ يتمدَّن، تمدُّنًا، فهو مُتمدِّن
• تمدَّن أهلُ الرِّيف: عاشوا عيشة أهل المدن وأخذوا بأسباب الحضارة، تحضّروا وتخلَّقوا بأخلاق سُكّان المدن منتقلين من الخشونة إلى الأنس وحالة الظَّرف "عاش في مجتمع متمدِّن- تمدّن شعب". 

تمدينَ يتمدين، تَمَدْيُنًا، فهو مُتمديِن
• تمدين الشَّخصُ: مُطاوع مدينَ: تنعَّم، تمدَّن، عاش عيشةَ أهل المدن وأخذ بأسباب الحضارة "ريفيّ مُتمديِن- هذه الفظائع التي صدمت ضميرَ الأمم المُتمدينة". 

مدَّنَ يمدِّن، تمدينًا، فهو مُمدِّن، والمفعول مُمدَّن
• مدَّن المدائِنَ: بناها ومصّرها.
• مدَّن الشَّخصَ/ مدَّن الشَّيءَ: حضَّره، نقله إلى حالة الرقيّ والحضارة "مدّن الريفَ/ أهلَ القُرى- ليس كالتعليم يمدّن الإنسانَ ويدفعه إلى الرُّقيّ". 

مدينَ يُمديِن، مَدْيَنةً، فهو مُمدْيِن، والمفعول مُمدْيَن
• مدين الشَّخصُ حياتَه: جعلها تتَّسم بالمدنيَّة، أخذ بأسباب الحضارة. 

تمدينيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تَمَدْيُن: "حملة تمدينيَّة- رسالة/ مهمّة تمدينيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من تَمَدْيُن: حالة من التحضّر والتنعُّم التي تعيشها بلد ما أو شخص ما "لم تستطع التمدينيّة بكلِّ وسائلها إيقافَ الغزو الوحشيّ للعراق". 

مَدَنِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَدينة.
2 - خاصّ بالمواطن أو بمجموع المواطنين، عكس عسكريّ "التحق بالدِّفاع المدنيّ- قتل السّفاحُ المدنيين الأبرياء- زيٌّ مدنيٌّ".
3 - (قن) فرع من فروع القضاء، يتناول حالة الأفراد وأهليّتهم والميراث ونقل الممتلكات والعقود "قانون مدنيّ- مسئوليّة مدنيّة".
• الدِّفاع المدنيّ: النظم والخطط والأبنية المُصمَّمة لحماية المدنيين من الكوارث الطَّبيعيّة واعتداءات العدوّ.
• الموت المدنيّ: (قن) الحرمان من الحقوق المدنيّة نتيجة الإدانة بالخيانة أو جريمة كبرى غيرها.
• الطَّيران المدنيّ: الإدارة العامّة المشرفة على الطّائرات والمنشآت المستخدمة لنقل الرُّكّاب والبضائع جوًّا.
• الحقوق المدنيَّة: (قن) الحقوق التي يخوِّلها القانون لجميع المقيمين في الدَّولة، وهي أشمل من الحقوق السِّياسيّة المتَّصلة باختيار الحاكم، كما أنَّها تتميَّز عن الحقوق الطَّبيعيّة في أنّ لها قيمة قانونيّة إلى جانب قيمتها الفلسفيّة المثاليّة، والحقوق المدنيَّة نسبيَّة غير مُطلقة تتكيَّف أوضاعُها مع الزَّمان والمكان.
• التَّربيَة المدنيَّة: التَّربيّة المعتمدة على الرُّوح المدنيّة، وقيم المجتمع مع الاعتراف بحريّة الفكرة والعقيدة والتَّعبير عن الرَّأي.
• الحريَّات المدنيَّة: (قن) أن يُترك للفرد الحقّ في التَّعبير عن رأيه وفكره بصراحة ووضوح، وكذلك حريّة اختيار المهنة التي يريد مزاولتها، وحريّة الانضمام إلى الجمعيَّات التَّطوّعية وحريّة العبادة.
• المجتمع المدنيّ: (مع) مؤسَّسات المجتمع المستقلَّة عن سلطة الدَّولة التي تقوم العلاقات بينها على أساس رابطة اختياريّة طوعيّة، مثل النِّقابات والأحزاب والجمعيّات الأهليّة ومنظَّمات حقوق الإنسان. 

مَدَنِيَّة [مفرد]
• المَدَنِيَّة: الجانب المادّيّ من الحضارة كالعمران ووسائل الاتّصال والتّرفيه، يقابلها الجانب الفكريّ والرُّوحيّ والخلقيّ من الحضارة "انبهر بالمدنيّة الأوربيّة".
• دعوى مدنيَّة: (قن) دعوى ترفع لحمل الخَصْم على دفع مبلغ من النقود أو أداء شيء خاصّ ذي صفة مدنيّة محضة أو لاستيفاء حقوق مدنيّة خصوصيّة. 

مُدون [مفرد]: مصدر مدَنَ. 

مَدِينة [مفرد]: ج مَدائِنُ ومُدْن ومُدُن: تجمُّع سكَّانيّ متحضِّر يزيد على تجمُّع القرية (انظر: د ي ن - مَدِينة) "اهتمتِ الدولة بالمدن الجامعيّة- تجوّل في ضواحي المدينة- القاهرة مدينة كبيرة- مدينة المدائن بناها أحد القادة- مدينةٌ آهلةٌ بالسُّكَّان: " ° هو ابن مدينتها: عالم بها- المدينة الفاضلة: المجتمع الإنسانيّ المثاليّ الذي يسير على هدي الأخلاق وحكمة رئيس فيلسوف أو نبيّ اكتملت لديه الخصال التي لا تتوافر لدى عامّة النَّاس- المدينة المقدّسة: القدس- المدينة المنوَّرة: يثرب، مدينة الرسول صلّى الله عليه وسلّم- مَجْلِس المدينة.
• مدينة الملاهي: مواضع تعرض فيها ألعاب بهلوانيّة للتسلية. 
مدن: {مدين}: اسم أرض، وزنها: {مَفْيَل} وإن كانت من دان فوزنها: {مَفْعَل} وتصحيح بائها شاذ قليل، والقياس مدان.

غل

غل
أغْلَلْتُ في الإِهاب غَلَلاً: إذا أبْقَيْتَ عليه شَحْماً بَعْدَ السَّلْخ.
وغَلَّ البَعِيرُ يَغُل غُلَةً: إذا لم يَقْض رِيَّه.
والغَلِيْلُ: حَرُّ الجَوْفِ لَوْحاً. والمُغْتَلُّ: الذي اغْتَلَّ جَوْفُه من الحَر والشَّوْق.
وأنا غَلِيْلٌ إليه: أي مُشْتاق.
وبَعِيرٌ غَلاّنٌ: أي عَطْشان.
ورَجُلٌ مَغْلُولٌ: به غُلَةُ العَطَش.
والغِلُّ: الغلَّة.
والغُلاّنُ: من منابِتِ الطَّلْحِ، الواحِدُ غالٌّ. وأغَلَّ الوادي: أنْبَتَ الغُلاّنَ. وقيل: الغالُّ من الأرض: المُطْمَئنٌّ الكثيرُ الشَّجَرِ، والجميع الغُلاّنُ. وقيل: هي الأوْدِيَةُ، واحِدُها غَلِيلٌ.
والغَلَلُ: الماءُ يَجْري بَيْنَ الشَّجَر، وجَنعُه أغلال.
وانْغَلَّ القَوْمُ للقَوم في الخَمَرِ.
وغَلَلْتُ الشَّيْءَ في الشَّيْءِ: أدْخَلْتَه فيه.
والرَّسُولُ يَتَغَلْغَلُ في الحاجَةِ ويَتَغَلْغَلُ: أي يَلْطُف.
والغُل: جامِعَةٌ تُشَدُّ بها العُنُقُ واليَدُ. ويقولون: إن من النساء غلاَّ قَمِلاً.
والغِلُّ: الحِقْدُ الكامِنُ رَجُلٌ مُغِلٌ: مُضِبٌ على غِلٍّ. وغَلَّ صَدْرُه يَغِلُّ. والغُلُولُ: خِيانة الفَيْءِ، ورَجُل مُغِلٌّ، وهو يَغُلُّ. وفي الحَديث: " لا إغْلالَ ولا إسْلاَل " أي لا خِيانَةَ ولا سَرِقَةَ، وعلى ذا فُسِّرَ قولُه عَز وجَل: " وما كانَ لِنَبيٍّ أن يَغُلَّ ". وقيل: الإغلال لُبْسُ الدُّرُوعِ والإسلالُ سَلُّ السيف.
ويُقال: أغلَلْتَ بي: إذا أضَرَّ به. وا
لغَلَّةُ: الدَّخْلُ، وهذه الضَّيْعَةُ أغلَّتْ: أي أعْطَتِ الغَلَّةَ، وما أغَلَّها. والغَلْغَلَةُ: سُرْعَةُ السَّيْرِ، وهي كالغَرْغَرَة.
ورِسالة
مُغَلْغَلَةٌ: مَحْمُولَةٌ من بَلَدٍ إلى بَلدٍ، وقيل: هي الدَّخّالةُ.
والغِلالَةُ: شِعَارٌ تُلْبَسُ تَحْتَ الثَّوب للبَدَن خاصَّةً. وهي العُظّامةُ أيضاً.
وتقول من الغالِيَة: غَلَّلْتُ.
والغَلِيْلُ: عَلَفٌ للخَيْل وهو خِلْطانِ من قَتٍّ ونَوىً.
ونِعْمَ غُلُوْلُ الشَّيْخ: لِما أدْخَلَه جَوْفَه من الطَّعام.
والمُغْتَلُّ: الذي لا يَقْدِرُ على الحَمْض وهو إليه مُخْتَلٌّ.
والغَلَلُ والغِلالَة: داءٌ يأْخُذُ الغَنَمَ، وقد اغتَلَّتْ. وأغَلَّ الرجُلُ: اغتَلَّتْ غّنَمَهُ. وهذا الطَّعامُ غُلُوْلُ صِدْقٍ: أي طَعامُ صِدْقٍ. وغَلَّ بَهْرَةُ اللَّبَنِ.
غل
الغَلَلُ أصله: تدرّع الشيء وتوسّطه، ومنه:
الغَلَلُ للماء الجاري بين الشّجر، وقد يقال له:
الغيل، وانْغَلَّ فيما بين الشّجر: دخل فيه، فَالْغُلُّ مختصّ بما يقيّد به فيجعل الأعضاء وسطه، وجمعه أَغْلَالٌ، وغُلَّ فلان: قيّد به. قال تعالى:
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ
[الحاقة/ 30] ، وقال: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ
[غافر/ 71] . وقيل للبخيل: هو مَغْلُولُ اليد. قال: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ
[الأعراف/ 157] ، وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ
[الإسراء/ 29] ، وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ
[المائدة/ 64] ، أي:
ذمّوه بالبخل. وقيل: إنّهم لمّا سمعوا أنّ الله قد قضى كلّ شيء قالوا: إذا يد الله مَغْلُولَةٌ ، أي:
في حكم المقيّد لكونها فارغة، فقال الله تعالى ذلك. وقوله: إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا
[يس/ 8] ، أي: منعهم فعل الخير، وذلك نحو وصفهم بالطّبع والختم على قلوبهم، وعلى سمعهم وأبصارهم، وقيل: بل ذلك- وإن كان لفظه ماضيا- فهو إشارة إلى ما يفعل بهم في الآخرة كقوله: وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا
[سبأ/ 33] . والْغُلَالَةُ: ما يلبس بين الثّوبين، فالشّعار: لما يلبس تحت الثّوب، والدّثار: لما يلبس فوقه، والْغُلَالَةُ: لما يلبس بينهما. وقد تستعار الْغُلَالَةُ للدّرع كما يستعار الدّرع لها، والْغُلُولُ: تدرّع الخيانة، والغِلُّ:
العداوة. قال تعالى: وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ
[الأعراف/ 43] ، وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ
[الحشر/ 10] . وغَلَّ يَغِلُّ: إذا صار ذا غِلٍّ ، أي: ضغن، وأَغَلَّ، أي: صار ذا إِغْلَالٍ. أي:
خيانة، وغَلَّ يَغُلُّ: إذا خان، وأَغْلَلْتُ فلانا: نسبته إلى الغُلُولِ. قال: وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ
[آل عمران/ 161] ، وقرئ: أَنْ يَغُلَ
أي: ينسب إلى الخيانة، من أَغْلَلْتُهُ. قال: وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ
[آل عمران/ 161] ، وروي: «لا إِغْلَالَ ولا إسلال» أي: لا خيانة ولا سرقة. وقوله عليه الصلاة والسلام: «ثلاث لا يَغِلُّ عليهنّ قلب المؤمن» أي: لا يضطغن. وروي: «لا يُغِلُّ» أي: لا يصير ذا خيانة، وأَغَلَّ الجازر والسالخ:
إذا ترك في الإهاب من اللّحم شيئا، وهو من الْإِغْلَالِ، أي: الخيانة، فكأنّه خان في اللّحم وتركه في الجلد الذي يحمله. والغُلَّةُ والغَلِيلُ:
ما يتدرّعه الإنسان في داخله من العطش، ومن شدّة الوجد والغيظ. يقال: شفا فلان غَلِيلَهُ، أي: غيظه. والغَلَّةُ: ما يتناوله الإنسان من دخل أرضه، وقد أَغَلَّتْ ضيعته. والْمُغَلْغَلَةُ: الرّسالة التي تَتَغَلْغَلُ بين القوم الذين تَتَغَلْغَلُ نفوسُهُمْ، كما قال الشاعر:
تَغَلْغَلُ حيث لم يبلغ شراب ولا حزن ولم يبلغ سرور

غل

1 غَلَّهُ, (S, O, K, *) aor. ـُ (S,) inf. n. غَلٌّ, (K,) He made it, or caused it, to enter, (S, O, K, * [in the CK اُدْخِلَ is erroneously put for أَدْخَلَ,]) فِى

شَىْءٍ into a thing; (O, K;) as also ↓ غَلْغَلَهُ, (K, * TA,) inf. n. غَلْغَلَةٌ; or this last word signifies the making, or causing, a thing to enter a thing so as to become confused with, and a part of, that into which it enters: (TA:) b2: and غَلَّ, (S, O, K,) aor. as above, (S) and so the inf. n., (TK,) signifies also It entered [into a thing]; (S, O, K;) being intrans. as well as trans.; (S, O;) and so does ↓ اِنْغَلَّ, (S, O, K,) and ↓ تغلّل, and ↓ تَغَلْغَلَ; (K, TA;) said of [what are termed by logicians] substances and of [what are termed by them] accidents. (TA.) b3: يَغُلُّ said of a ram means Penem suum inserit (يُدْخِلُ قَضِيبَهُ) non sublatâ caudâ. (S, O, * TA.) And غَلَّ signifies also Inivit (حَشَأَ, in some copies of the K without the hemzeh,) feminam: (K, TA; in which latter is added ولا يكون الّا من ضَخْمٍ [app. meaning that this is not said of any but such as is big, or bulky]:) mentioned by IAar. (TA.) b4: غَلَّ الدُّهْنَ فِى

رَأْسِهِ He made the oil to enter amid the roots of the hair of his head. (K.) And غَلَّ شَعَرَهُ بِالطِّيبِ He made the perfume to enter amid his hair. (TA.) b5: And غَلَّهُ لَهُ He made it to be unapparent to him (دَسَّهُ لَهُ), he [the latter] having no knowledge of it. (TA: in which the pronoun affixed to the verb relates to a dagger, and to a spear-head.) b6: غَلَّ المَفَاوِزَ He (a man) entered into the midst of the deserts, or waterless deserts. (S, O.) b7: غَلَّ المَآءُ بَيْنَ الأَشْجَارِ, (S, O, K,) aor. ـُ (S, O,) The water ran amid the trees. (S, O, K.) And المَآءُ فِى الشَّجَرِ ↓ تَغَلْغَلَ The water entered amid the breaks, or interspaces, of the trees. (S.) b8: غَلَّ الغِلَالَةَ He clad himself with, or wore, the غلالة [q. v.] (K, TA) beneath the [other] garments; because he who does so enters into it. (TA.) And الثَّوْبَ ↓ اِغْتَلَلْتُ [in like manner] signifies I clad myself with, or wore, the garment beneath the [other] garments. (K.) b9: غَلَّ فُلَانًا, (K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He put upon the neck, or the hand, of such a one, the غُلّ [i. e. ring, or collar, of iron, for the neck, or pinion or manacle for the hand]. (K, TA.) and غُلَّ He had the غُلّ put upon him. (S, * TA.) And غَلَلْتُ يَدَهُ إِلِى عُنُقِهِ [I confined his hand to his neck with the غُلّ]. (S, O.) And غَلَّ أَسِيرًا بِغُلٍّ

مِنْ قِدٍّ وَعَلَيْهِ شَعَرٌ [He confined a captive with a غُلّ of thongs upon which was hair]. (TA.) One says, مَا لَهُ أُلَّ وَغُلَّ, (S, O, K, TA, [in some copies of the S and K, which have misled Golius and Freytag, ماله أُلٌّ وَغُلٌّ,]) a form of imprecation, (K, TA,) meaning [What ails him?] may he be thrust, or pushed, in the back of his neck, and become possessed, or insane, (IB, TA in the present art. and in art. ال,) and therefore have the غُلّ put upon him. (TA in the present art.) and غُلَّتْ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ [sometimes] means (assumed tropical:) His hand was withheld from expenditure. (TA.) A2: غُلَّ, (S, K,) aor. ـَ inf. n. غَلَلٌ, said of a man, (S,) He was, or became, thirsty; or vehemently thirsty; (K, TA;) or affected with burning of thirst, (S, TA,) little or much; (TA;) or with burning of the inside, (K, TA,) from thirst, and from anger and vexation. (TA.) b2: And غَلَّ said of a camel, (S, O, K,) originally غَلِلَ, (MF, TA,) aor. ـَ and ↓ اغتلّ also; He was, or became, thirsty; or vehemently thirsty; or affected with burning of the inside: (K:) or he did not fully satisfy his thirst; (S and O in explanation of the former, and TA in explanation of both;) and غَلَّتْ is said of camels in like manner, agreeably with this last explanation: (K:) and ↓ اِغْتَلَّتْ is also said of sheep or goats, (K, TA,) signifying they thirsted. (TA.) A3: غَلَّ صَدْرُهُ, aor. ـِ (S, O, K, TA, [in the CK, erroneously, يَغَلُّ,]) with kesr, (S, O,) inf. n. غِلٌّ, with kesr, (O,) His bosom was, or became, affected with rancour, malevolence, malice, or spite: (S, O, K:) and with dishonesty, or insincerity. (S, O.) [See also غِلٌّ, below.] It is said in a trad., ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ المُؤْمِنِ i. e. [There are three habits, (خِصَال being understood, these, as is said in the O, being “ the acting sincerely towards God,” and “ giving honest counsel to those in command,” and “ keeping to the community ” of the Muslims,)] while conforming to which the heart of the believer will not be invaded by rancour, malevolence, malice, or spite, causing it to swerve from that which is right; (S, * O;) a saying of the Prophet; thus related by some: accord. to others, ↓ يُغِلُّ, (S, O,) with damm to the ى, (O,) which is from the meaning expl. in the next sentence here following. (S, * O.) A4: غَلَّ, (S, Mgh, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, O,) inf. n. غُلُولٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) He acted unfaithfully; as also ↓ اغلّ: (S, O, Msb, K:) or thus the latter, (S, Mgh, O, Msb, K,) accord. to ISk (S, Msb) and A'Obeyd, (S,) in a general sense; (Mgh, Msb;) and he became unfaithful: (TA:) but the former verb is used only in relation to spoil, or booty; (S, Mgh, O, * Msb, K;) you say, غَلَّ مِنَ المَغْنَمِ meaning خَانَ [i. e. He acted unfaithfully in taking from the spoil, or booty]; (S, O;) or meaning he acted unfaithfully in relation to the spoil, or booty: (Mgh:) or غَلَّ, (IAth, Mgh, TA,) aor. as above, (Mgh,) inf. n. غُلُولٌ, (IAth, TA,) or غَلٌّ, (Mgh, [thus in my copy, accord. to which it is trans., as will be shown by what follows,]) signifies also he stole; and was unfaithful in respect of a thing privily; and such conduct is termed غُلُولٌ because, in the case thereof, the hands, or arms, have the غُلّ [q. v.] put upon them: (IAth, TA:) or it signifies also he took a thing and hid it amid his goods; and it occurs in a trad. as meaning he took a شَمْلَة privily. (Mgh.) It is said in the Kur [iii. 155], وَمَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَنْ يَغُلَّ and أَنْ

↓ يُغَلَّ, accord. to different readers; the former meaning [And it is not attributable to a prophet] that he would act unfaithfully; and ↓ ان يُغَلَّ meaning, [agreeably with an explanation of أَغَلَّ فُلَانًا in the K,] that unfaithful conduct should be imputed to him; or that there should be taken from his [share of the] spoil, or booty; (S, O, TA;) [or this may mean, that he should be found to be acting unfaithfully; for, accord. to the TA, اغلّ الرَّجُلَ means وَجَدَهُ غَالًّا;] but IB says that a pass. aor. is seldom found in the language of the Arabs in a phrase of this kind. (TA.) And it is said in a trad. وَلَا إِسْلَالَ ↓ لَا إِغْلَالَ i. e. There shall be no acting unfaithfully nor stealing: or there shall be no act of bribery [nor stealing]: (S, O:) or, as some say, there shall be no aiding another to act unfaithfully [&c.]. (TA.) A5: غَلَلْتُ لِلنَّاقَةِ I fed the she-camel with غَلِيل i. e. date-stones mixed with [the species of trefoil called] قِتّ. (S, * O, TA.) A6: غَلَّ الإِهَابَ: see أَغَلَّ فِى الإِهَابِ.

A7: غَلَّ عَلَى الشَّىْءِ, inf. n. غَلٌّ; and ↓ اغلّ; He was silent at the thing: and also he was intent upon the thing. (TA.) 2 غلّلهُ, (K,) or غلّل لِحْيَتَهُ, (S, O,) بِالغَالِيَةِ, (S, O, K,) inf. n. تَغْلِيلٌ, (K,) He perfumed him, (K,) or daubed, or smeared, his beard, much, (O,) the teshdeed denoting muchness, (S, O,) with غَالِيَة: (S, O, K:) and بالغالية ↓ تغلّل and ↓ اغتلّ and ↓ تَغَلْغَلَ He perfumed himself with غالية: (K:) Lh mentions تَغَلَّى بِالغَالِيَةِ, which is either from the word غَالِيَة or originally تَغَلَّلَ, in the latter case being like تَظَنَّيْتُ for تَظَنَّنْتُ, but the former is the more agreeable with analogy: accord. to Fr, one says, بالغالية ↓ تَغَلَّلْتُ, and not تَغَلَّيْتُ: (TA:) As held ↓ تَغَلَّلْتُ from الغالية to be allowable if meaning I introduced the غالية into my beard or my mustache; (S, O;) and the like is the case with respect to غَلَّلْتُ بِهَا لِحْيَتِى: (S:) accord. to Lth, one says, from الغالية, غَلَّلْتُ and غَلَّفْتُ and غَلَّيْتُ. (TA. [See also 1 in art. غلف; and see art. غلى.]) 4 اغلّ إِبِلَهُ, (K,) inf. n. إِغْلَالٌ, (TA,) He watered his camels ill, so that they did not satisfy their thirst: (K, TA:) or he brought, or sent, them back from the water without satisfying their thirst: (O, TA:) thus expl. by Az, who says that it is incorrectly mentioned by A'Obeyd, on the authority of Az, [in this sense,] with the unpointed ع. (TA. [But see 4 in art. عل.]) b2: And اغلّ signifies also اغتلّت غَنَمُهُ (O, K) [accord. to the TA as meaning His sheep, or goats, thirsted: but this I think doubtful: see 8].

A2: اغلّ and its aor. and inf. n. as relating to unfaithfulness, see in the latter half of the first paragraph, in five places.

A3: اغلّت الضَّيْعَهُ, (Mgh, Msb, K, [in the CK غَلَّت,]) and الضِّيَاعُ, (S, O, K,) from الغَلَّةُ, (S, O,) [The estate, and estates, consisting of land, &c.,] became in the condition of having غَلَّة [or proceeds, revenue, or income, accruing from the produce, &c.]: (Mgh, Msb:) or yielded غَلَّة: (K, TA:) i. e. yielded somewhat, the source thereof remaining. (TA.) b2: And اغلّ القَوْمُ meaning بَلَغَتْ غَلَّتُهُمْ [i. e. The غَلَّة of the people, or party, arrived; as expl. in the PS and TA; or the people, or party, had their غلّة brought to them]. (S, O, K.) And The people, or party, became in [or entered upon] the time of the غَلَّة. (TA.) b3: And فُلَانٌ يُغِلُّ عَلَى عِيَالِهِ Such a one brings the غَلَّة to his family, or household. (S, O.) A4: اغلّ الوَادِى The valley gave growth to what are termed غُلَّان, (S, O, K,) pl. of غَالٌّ. (TA.) A5: اغلّ فِى الإِهَابِ, (S, O,) He (a butcher) left some of the flesh sticking in the hide, in stripping it off: (S, O:) or he took some of the flesh and of the fat [in the hide] in the skinning: (K:) and الإِهَابَ ↓ غلّ he left somewhat [of the flesh, or of the flesh and of the fat,] remaining in the hide on the occasion of the skinning: a dial. var. of أَغَلَّ. (TA.) b2: And accord. to AA, الإِغْلَالُ signifies The milking of the she-camel when milk remains [app. afterwards] in her udder. (O.) [Perhaps the meaning is The leaving some remaining in the udder on the occasion of milking.]

A6: اغلّ الخَطِيبُ The orator, or preacher, said, or spoke, what was not right, or correct. (TA.) A7: اغلّ بَصَرَهُ, (S, O,) or البَصَرَ, (K,) He (a man, S, O) looked intensely, or intently. (S, O, K.) b2: See also 1, last sentence.

A8: إِغْلَالٌ signifies also The making an overt, or open, hostile, or predatory, incursion. (TA.) A9: And The clothing oneself with, or wearing, a coat of mail. (TA.) 5 تَغَلَّّ see 1, first sentence: A2: and see also 2, in three places.7 إِنْغَلَ3َ see 1, first sentence.8 اِغْتَلَلْتُ الثَّوْبَ: see 1, former half.

A2: اِغْتَلَلْتُ الشَّرَابَ I drank the beverage. (K.) A3: لَهُ أُرَيْضَةٌ يَغْتَلُّهَا: see 10.

A4: اغتلّ said of a camel, and اِغْتَلَّتْ said of sheep or goats: see 1, near the middle of the paragraph. (See also the next sentence but one.) A5: اغتلّ بِالغَالِيَةِ: see 2.

A6: اِغْتَلَّتْ said of sheep or goats, They became affected with the disease termed غَلَل [q. v.]. (O, K.) 10 اِسْتِغْلَالٌ signifies The desiring, or demanding, or [tasking a person,] to bring غَلَّة [i. e. proceeds, revenue, or income, accruing from the produce, or yield, of land, &c.]. (PS.) One says, استغلّ عَبْدَهُ, meaning He tasked his slave to bring غَلَّة to him. (S, O, K. [In the explanation in the CK, يَغُلَّ is erroneously put for يُغِلَّ.]) b2: and The taking, or receiving, [or obtaining,] of غَلَّة: (PS:) or the bringing of غَلَّة from a place [or an estate]. (KL.) One says, ↓ استغلّ المُسْتَغَلَّاتِ He took the غَلَّة of the مستغلّات [i. e. of the lands, or estates, from which غلّة is obtained]. (S, O, K.) And ↓ لَهُ أُرَيْضَةٌ يَغْتَلُّهَا like يَسْتَغِلُّهَا [i. e. To him belongs a small portion of land of which he takes, or receives, or obtains, the غَلَّة]. (TA.) b3: and [hence] one says of a hard man, لَا يُسْتَغَلُّ مِنْهُ شَىْءٌ (assumed tropical:) [Nothing, meaning no profit or advantage, is reaped, or obtained, from him]. (L and TA in art. مرس: see 5 in that art.) R. Q. 1 غَلْغَلَ, inf. n. غَلْغَلَةٌ: see 1, first sentence. b2: غَلْغَلَ رِسَالَةٌ إِلَى صَاحِبِهَا [He conveyed a message, or letter, to the person to whom it pertained: see the pass. part. n., below]. (Ham p. 500.) A2: And غَلْغَلَةٌ signifies also A breaking [of the bone of the nose, and of the head of a flask or bottle], like غَرْغَرَةٌ. (TA.) A3: [See مُغَلْغِلَةٌ.I do not find any instance of the usage of غَلْغَلَ otherwise than as trans.: but in the TK, and hence by Freytag, غَلْغَلَةٌ in a sense in which it is expl. below is regarded as an inf. n., and consequently the verb is said to signify He went quickly; which is a meaning of R. Q. 2.] R. Q. 2 تَغَلْغَلَ: see 1, first quarter, in two places. قَدْ تَغَلْغَلْتَ يَا عَدُوَّ اللّٰهِ, said to the مُخَنَّث Heet, when he described a woman, as is related in a trad., is expl. as meaning Thou hast reached, in thy looking, of the beauties of this woman, a point which no looker, nor any one having close communion, nor any describer, has reached [beside thee, O enemy of God]. (TA.) b2: Also He went quickly: (K, * TA:) one says, تَغَلْغَلُوا فَمَضَوْا [They went quickly, and passed, or passed away]. (TA.) A2: تغلغل بِالغَالِيَةِ: see 2.

غُلٌّ A ring, or collar, of iron, which is put upon the neck: (Msb:) a shackle for the neck or for the hand: [i. e. a ring, or collar, for the neck, or a pinion or manacle for the hand:] (MA:) or a [shackle of the kind called] جَامِعَة, (TA, and so in the S and K in art. جمع,) of iron, (TA,) collecting together the two hands to the neck: (S in art. جمع; and Jel * in xxxvi. 7:) [sometimes, a shackle for the neck and hands, consisting of two rings, one for the neck and the other for the hands, connected by a bar of iron: (see زَمَّارَةٌ:)] and a shackle with which the Arabs used to confine a captive when they took him, made of thongs, upon which was hair, so that sometimes, when it dried, it became infested with lice upon his neck: (TA:) the pl. is أَغْلَالٌ: (S, O, Msb, K:) which repeatedly occurs in the Kur-án and the Sunneh as meaning (assumed tropical:) difficult tasks and fatiguing works [as being likened to shackles upon the necks]. (TA.) b2: [Hence] the Arabs apply it metonymically to denote (tropical:) A wife. (TA.) And غُلٌّ قَمِلٌ [lit. A lousy shackle for the neck &c.] is an appellation of (assumed tropical:) a woman of evil disposition; originating from the fact that the غُلّ used to be of thongs, upon which was hair, so that it became infested with lice. (S.) A2: Also, and ↓ غُلَّةٌ, (S, O, K,) and ↓ غَلَلٌ, (K,) or this is the inf. n. of غُلَّ, (S,) [and accord. to analogy of غَلَّ as originally غَلِلَ,] and ↓ غَلِيلٌ, (S, O, K,) Thirst: or vehement thirst: (K, TA:) or the burning of thirst; (S, O, TA;) little or much: (TA:) or burning of the inside, (K, TA,) from thirst, and from anger and vexation (TA.) غِلٌّ and ↓ غَلِيلٌ Rancour, malevolence, malice, or spite: (S, O, Msb, K, TA:) or latent rancour &c.: (JK in explanation of the former:) and envy; so each signifies; (TA;) [and so the former in the Kur vii. 41 and xv. 47:] and enmity: (TA in explanation of the latter:) and the former signifies also dishonesty, or insincerity. (S, O.) غَلَّةٌ Proceeds, revenue, or income, (Mgh, Msb, K, TA, [in the CK, الدَّخَلَةُ is put for الدَّخْلُ,]) of any kind, (Mgh, Msb,) accruing from the produce, or yield, of land, (Mgh, Msb, K, TA,) or from the rent thereof, (Mgh, Msb, TA,) [in which sense ↓ مَغَلٌّ is also used, as a subst., pl. مُغَلَّاتٌ,] or from seed-produce, and from fruits, and from milk, and from hire, and from the increase of cattle, and the like, (TA,) and from the rent of a house, (K, TA,) and from the hire of a slave, (Mgh, K, TA,) and the like; (Mgh, Msb;) [generally meaning corn, or grain; ??] wheat and barley and rice and the like; (KL;) the غَلَّة of the slave is the payment imposed by the master, and made to him: (TA voce ضَرِيبَةٌ:) pl. غَلَّاتٌ (S, O, Msb, TA) and غِلَالٌ. (Msb, TA.) b2: Also Dirhems [or pieces of money] that are clipped (مُقَطَّعَة), in a single piece thereof [the quantity clipped being] a قِيرَاط or a طَسُّوج or a grain; of which it is said in the “ Eedáh,” that one's lending غَلَّة in order to have such as are free from defect returned to him is disapproved: (Mgh:) or dirhems [or pieces of money] that are rejected by the treasury of the state, but taken by the merchants. (KT. [Freytag has given this latter explanation, but has erroneously assigned it to غُلَّةٌ.]) غُلَّةٌ A thing in which one hides himself. (IAar, TA.) b2: See also غِلَالَةٌ, in two places: b3: and غَلَلٌ.

A2: And see غُلٌّ, last sentence.

غَلَلٌ Water amid trees: pl. أَغْلَالٌ. (S, O. [See an ex. voce عَذْبٌ.]) And Water having no current, only appearing a little upon the surface of the earth, disappearing at one time and appearing at another: (AA, S, O:) or, accord. to AHn, a feeble flow of water from the bottom of a valley or water-course, amid trees. (TA.) Aboo-Sa'eed says, لَا يَذْهَبُ كَلَامُنَا غَلَلَا [Our speech shall not pass away as a feeble flow of water]: meaning that it ought not to be concealed from men, but should be made public. (TA.) A2: Also A strainer, or clarifier: occur-ring in a verse of Lebeed, cited voce رَازِقِىٌّ: where it means the فِدَام (S, O, TA) on the heads of the أَبَارِيق, (S,) or on the head of the إِبْرِيق: (O, TA:) or, as some relate the verse, the word is غُلَلٌ, pl. of ↓ غُلَّةٌ; (S, O, TA;) which signifies [the same, i. e.] a piece of rag bound on the head of the ابريق [to act as a strainer]. (IAar, TA.) A3: And The flesh that is left upon the thumb when one skins [a beast]. (TA.) A4: See also غُلٌّ, last sentence.

A5: Also, (O, K,) and ↓ غَلَالَةٌ, (O, and so in copies of the K,) or ↓ غُلَالَةٌ, (so in other copies of the K, and accord. to the TA,) A certain disease that attacks sheep, or goats, (O, K, TA,) in the orifice of the teat, occasioned by the milker's not exhausting the udder, but leaving in it some milk, which becomes blood, or coagulates and is mixed with a yellow fluid. (TA.) غَلُولُ الشَّيْخِ The food of the old man, which he ingests into his belly [or stomach]: (S, O, K:) and likewise the beverage drunk by him. (TA.) One says, نِعْمَ غَلُولُ الشَّيْخِ هٰذَا [Excellent, or most excellent, is this food of the old man &c.!]. (S, O, K.) غَلِيلٌ: see غُلٌّ, last sentence. b2: [Hence,] sometimes, (TA,) (assumed tropical:) The burning of love, and of grief. (K, TA.) b3: See also غِلٌّ.

A2: And see مَغْلُولٌ.

A3: Also Date-stones mixed with [the species of trefoil called] قَتّ, (S, O, K, TA,) and in like manner with dough, (TA,) for a she-camel, (S, O, K, TA,) which is fed therewith. (S, O, TA.) A4: See. also غَالٌّ.

غَلَالَةٌ, or غُلَالَةٌ: see غَلَلٌ, last sentence.

غِلَالَةٌ A garment that is worn next the body, beneath the other garment, (S, O, K,) and likewise beneath the coat of mail; (S, O;) also called ↓ غُلَّةٌ: (K, TA:) pl. [of the former] غَلَائِلُ and [of the latter] غُلَلٌ. (TA.) b2: And A piece of cloth with which a woman makes her posteriors [to appear] large, (O, * K, * TA,) binding it upon her hinder part, beneath her waist-wrapper; (TA;) as also ↓ غُلَّةٌ, of which the pl. is غُلَلٌ. (IB, TA.) b3: And The pin that connects the two heads of the ring [of a coat of mail]: (O, K:) pl. غَلَائِلُ. (TA.) And غَلَائِلُ signifies Coats of mail: or the pins thereof that connect the heads of the rings: or linings, or inner coverings, that are worn beneath them, (K, TA,) i. e. beneath the coats of mail: and [it is said that] the sing. thereof is ↓ غَلِيلَةٌ. (K, TA.) غَلِيلَةٌ: see what next precedes.

غَلَّانٌ (S, O, K) and ↓ غَالٌّ, (K,) applied to a camel, (S, O, K,) Thirsty: (K: *) or vehemently thirsty: (S, O, K: *) or affected with burning of the inside: (K: *) and ↓ غَالَّةٌ, and its pl. غَوَالُّ, camels not having fully satisfied their thirst. (TA.) غَالٌّ; and its fem., with ة: see the next preceding paragraph.

A2: Also Low, or depressed, ground, in which are trees, and places of growth of [the trees called] سَلَم and طَلْح: one says غَالٌّ مِنْ سَلَمٍ, like as one says عِيْصٌ مِنْ سِدْرٍ and قَصِيمَةٌ مِنْ غَضًا: (AHn, S, O:) or, as also ↓ غَلِيلٌ, a place of growth of [the trees called] طَلْح: or a low, or depressed, valley or torrent-bed in the ground, (K, TA,) in which are trees: (TA:) pl. غُلَّانٌ. (K.) b2: And A certain plant, (S, O, K,) [said to be] well known: (K: [but I have not found it to be now known:]) pl. غُلَّانٌ. (S, O, K.) غَالَّةٌ [as a subst.] A part broken off from the shore of the sea and become collected together in a place. (TA.) [Expl. by Freytag as signifying “ Pars maris, quæ in litore abrupta est: ” and as being a word of the dial. of El-Yemen: on the authority of IDrd.]

غلغل, [thus in my original,] applied to the root (عِرْق) of a tree, Extending far into the earth: pl. غَلَاغِلُ. (TA.) غَلْغَلَةٌ A quick rate of going. (S, O, K, * TA.) [App. a simple subst.; but perhaps an inf. n., of which the verb is غَلْغَلَ, q. v.]

غُلْغُلَةٌ Clamour and confusion of voices. (TA.) [Like the Pers\. غُلْغُل and غُلْغُلَه.]

مُغَلٌّ, as a subst., pl. مُغَلَّاتٌ: see غَلَّةٌ.

مُغِلٌّ A man cleaving to rancour, malevolence, malice, or spite. (TA.) b2: An unfaithful man; one who acts unfaithfully. (S, * Mgh, O, * TA.) Hence the saying of Shureyh, لَيْسَ عَلَى المُسْتَعِيرِ غَيْرِالمُغِلِّ ضَمَانٌ, (S, Mgh, O, TA,) وَلَاعَلَى

المُسْتَوْدَعِ, (TA,) i. e. [There is no guaranteeship to be imposed upon the asker of a loan, except the unfaithful, nor upon him who is asked to take charge of a deposit, meaning], except in the case of him who has been unfaithful in respect of the loan and the deposit: or, as some say, by the مُغِلّ is here meant the ↓ مُسْتَغِلّ [i. e. the person employed to bring the غَلَّة]: but IAth says that the former is the right explanation. (TA.) A2: مُغِلَّةٌ, applied to a garden (جَنَّة), as in a verse cited voce حَرَدَ, (S, O,) or to an estate (ضَيْعَة), (Mgh, TA,) Having, (Mgh,) or yielding, (TA,) غَلَّة [q. v.; fruitful, or productive]. (Mgh, TA.) مَغْلُولٌ, applied to a man, Having the [shackle called] غُلّ put upon him. (TA.) It is said in the Kur [v. 69], وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدٌ اللّٰهِ مَغْلُولَةٌ [and the Jews said, The hand of God is shackled], meaning, withheld from dispensing. (O.) A2: Also, (S, K,) applied to a man, (S,) and ↓ غَلِيلٌ, and ↓ مُغْتَلٌّ, (K,) Thirsty; or vehemently thirsty; (K, TA;) or affected with burning of thirst, (S, TA,) little or much; (TA;) or with burning of the inside, (K, TA,) from thirst, or from anger and vexation. (TA.) مُغْتَلٌّ: see what next precedes. b2: [Hence,] أَنَا مُغْتَلٌّ إِلَيْهِ (tropical:) I am yearning, or longing, for him, or it. (K, TA.) رِسَالَةٌ مُغَلْغَلَةٌ A message, or letter, conveyed from town to town, or from country to country. (S, O, K.) مُغَلْغِلَةٌ, with kesr to the second غ, Hastening; syn. مُسْرِعَةٌ [which is trans. and intrans.; but generally the latter, like سَرِيعٌ]. (TA.) مُسْتَغَلٌّ A place [or land or an estate] from which غَلَّة is obtained: (KL:) [thus used, as a subst., it has for its pl. مُسْتَغَلَّاتٌ:] see 10.

مُسْتَغِلٌّ: see مُغِلٌّ.
(غل)
الْهَاء بَين الْأَشْجَار غلا تخللها وَجرى فِيهَا وبصر فلَان حاد عَن الصَّوَاب وَفِي الشَّيْء دخل فِيهِ وَالشَّيْء فِي غَيره أدخلهُ فِيهِ وَيُقَال غل فلَان المفاوز دَخلهَا وتوسطها وغل الدّهن أَو الطّيب فِي رَأسه أدخلهُ فِي أصُول شعره وَفُلَانًا وضع فِي يَده أَو عُنُقه الغل وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {خذوه فغلوه} والغلالة لبسهَا تَحت الثِّيَاب وَفُلَان غلولا خَان فِي الْمغنم وَغَيره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمن يغلل يَأْتِ بِمَا غل يَوْم الْقِيَامَة} وصدره غلا وغليلا كَانَ ذَا غش أَو ضغن وحقد

(غل) عَطش أَشد الْعَطش وَيُقَال غلت يَده إِلَى عُنُقه أَمْسَكت عَن الْإِنْفَاق فَهُوَ غليل ومغلول وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَقَالَت الْيَهُود يَد الله مغلولة غلت أَيْديهم}

(غل) الْبَعِير غلَّة صدر عَن المَاء وَلم يرو فَهُوَ غال
باب الغين واللام غ ل فقط

غل: أغْلَلْتُ في الإهاب غَلَلاً أي أبقيت عليه شحماً بعد السلخ. والغَليل: حر الجوف لوحاً وامتعاضاً، قال:

إلى الغَليلِ ولم يقصعنه نُغَبُ

وغَلَّ البعير يَغَلُّ غَلَلاً إذا لم يقضِ ريه، قال:

أنقع من غلتي وأجزؤها  والغُلاَنُ: أودية، الواحد غليلٌ، ويقال: غالٌّ. والغِلَّ: الحقد الكامنُ. ورجل مُغِلٌّ مضب: على غِلٍّ. والمُغِلُّ: الخائن. والغُلُّ: جامعةٌ يشد في العنق واليد.

وفي الحديث: من النساء غل قمل، يقذفه الله في عنق من يشاء ثم لا يخرجه إلا هو

، وذلك أن العرب كانوا إذا أسروا أسيراً غَلُّوه بالقد فربما قمل في عنقهِ. والغَلَّةُ: الدخل. وأَغَلَّتِ الضيعة أي: أعطت الغَلَّةَ. والغُلُولُ: خيانة الفيء،

وفي الحديث. لا إسلال ولا إغلالَ

أي: لا خيانة ولا سرقة. والغَلْغَلَةُ: سرعة السير، يقال: تَغَلْغَلُوا فمضوا. ورسالةٌ مُغَلْغَلَةٌ أي محمولة من بلدٍ إلى بلدٍ. والغِلالة: شعارٌ تحت الثوب للبدن خاصةً. وغَلَّلْتُه وغَلَيْتُه أيضاً: من الغالِية، وكلام العامة: غَلَيْتُه. والغَلْغَلَةُ كالغَرْغَرةِ. والغَلَلُ: الماء بين الشجر.
الْغَيْن وَاللَّام

الغُلّ، والغُلّة، والغَلَل، والغَليل، كُله: شدَّة العَطش وحرارة الْجوف.

وَقيل: هُوَ الْعَطش قَلَّ أَو كَثُر.

رجل مَغلول، وغليل، ومُغْتَلٌّ.

وبعير غالٌّ وغَلاّن: عطشان.

غَلّ يَغَلّ غُلّة، واغْتلّ.

وَرُبمَا سُمِّيت حرارة الحُب والحُزن: غَليلا.

وأغلّ إبِله: أَسَاءَ سَقيها فصدَرت وَلم تَرْوَ.

والغل: الغِش والعَداوة والحقد والحَسد. وَفِي التَّنْزِيل: (ونَزعنا مَا فِي صُدورهم من غِل) . قَالَ الزّجاج: حَقِيقَته، وَالله اعْلَم: انه لَا يَحسد بعض أهل الْجنَّةبَعْضًا فِي عُلو الْمرتبَة، لِأَن الْحَسَد غِلّ، وَهُوَ أَيْضا كَدر، وَالْجنَّة مُبرَّأة من ذَلِك.

غَلّ صدرُه يَغلّ غلاًّ.

وَرجل مُغِلٌّ: مُضِبٌّ على حِقْد.

وغَلّ يَغُلٌّ غُلولا، وأغل ك خَان.

وَخص بَعضهم بِهِ الخون فِي الْفَيْء.

وأغلّه: خَوّنه، وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا كَانَ لنَبِيّ أَن يَغلّ) .

وَالْإِغْلَال: السّرقَة، وَفِي الحَدِيث: " لَا إِغْلَال وَلَا إِسْلَال ".

وأغلّ فِي الْجلد: اخذ بعض اللَّحْم والشَّحم مَعَه فِي السَّلخ.

وَذهب السكين غَلَلاً: دخل بَين اللَّحْم والإهاب.

والغَلل: داءٌ فِي الإحليل، مثل الرَّفَق، وَذَلِكَ أَلا يَنْفُضَ الحالب الضَّرع فَيتْرك فِيهِ شَيْئا من اللَّبن فَيَعُود مَاء أَو خَرَطاً.

وغَلّ فِي الشَّيْء يغُلّ غُلولا، وانغلّ وتغلل، وتَغَلغل: دخل فِيهِ، يكون ذَلِك فِي الْجَوَاهِر والأعراض. قَالَ ذُو الرُّمة فِي الْجَوْهَر، يصف الثور والكناس:

مُحقِّرة عَن كل ساقٍ دَقيقةٍ وَعَن كُل عِرْقٍ فِي الثَّرى مُتغلغلِ

وَقَالَ عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مَسْعُود فِي الْعرض، رَوَاهُ ثَعْلَب:

تَغلغل حُبّ عَثْمة فِي فُؤادي فبادية مَعَ الخافيِ يَسيرُ

وغَلّه يغُلّه غَلاً: أدخلهُ، قَالَ ذُو الرُّمة:

غَلَلْت المَهارَي بَينهَا كُلَّ لَيْلَة وَبَين الدُّجى حَتَّى أَرَاهَا تَمزّقُ

وغَلْغله، كَغلَّه.

والغُلّة: مَا تواريت فِيهِ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والغَلَل: المَاء الَّذِي يَتَغلغل بَين الشَّجر.

وَقيل: هُوَ الظَّاهِر الْجَارِي. وَقَالَ أَبُو حَنيفة: الغَلَل: السَّيل الضَّعِيف يسيل من بطن الْوَادي، أَو التلع فِي الشّجر، وَهُوَ فِي بطن الْوَادي.

وَقيل: أَن يَأْتِي الشجَر غَللٌ من قبل ضَعفه واتِّباعه كل مَا تواطأ من بطن الْوَادي فَلَا يكَاد يرى، وَلَا يتبع إِلَّا الوطاء.

والغِلاَلة: شعار يُلبس تَحت الثَّوْب، لِأَنَّهُ لَا يتغلّل فِيهَا، أَي: يُدخل.

وغَلَّل الغِلالة: لبسهَا تَحت ثِيَابه، هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والغُلّة: الغِلالة.

وَقيل: هِيَ كالغِلالة تُغَل تَحت الدِّرع، أَي: تُدخل.

والغَلائل: الدُّروع.

وَقيل: بطائن تلبس تَحت الدروع.

وَقيل هِيَ مَسامير الدُّروع الَّتِي تجمع بَين رُؤوس الحَلَق، لِأَنَّهَا تُغَل فِيهَا، أَي: تُدخل.

واحدته: غَليلة.

وَقَول النَّابِغَة:

عُلِين بِكدْيَوْنٍ وأبْطِنّ كُرَّةً فهن وضاء صافياتُ الغَلائل

خَصّ الغلائل بالصفاء لِأَنَّهَا آخر مَا يصدأ من الدروع، ومَن جعلهَا البطائن جعل الدُّروع نقّية لم يُصدئن الغلائل.

وغَلَّ الدُّهنَ فِي رَأسه: ادخله فِي أصُول الشّعْر.

وغَلَّ شعره بالطّيب: أدخلهُ فِيهِ.

وتغلَّل بالغالية، واغتل، وتَغَلغل: تغَّلف، قَالَ أَبُو صَخْر:

سراج الدُّجَى تغتلّ بالمسك طِفْلة فَلَا هِيَ مَتْفال وَلَا اللَّون أكْهب

وغلّله بهَا.

وَحكى اللِّحياني: تغَلَّى بالغالية. فإمَّا أَن يكون من لفظ الغالية، وَإِمَّا أَن يكون أَرَادَ: " تغلّل "، فأبدل من اللَّام الْأَخِيرَة يَاء، كَمَا قَالُوا: تظنّيت، فِي " تظننت "، وَالْأولَى أَقيس.

وغل الْمَرْأَة: حشاها، وَلَا يكون إِلَّا من ضخم، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.

والغُلاَّن: منابت الطّلح.

وَقيل: هِيَ أَوديَة غامضة فِي الأَرْض ذَات شجر، وَاحِدهَا: غالّ، وغَلِيل.

قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ بطن غامض فِي الأَرْض.

وَقد انغل.

والغالّة: مَا يقطع من سَاحل الْبَحْر فيجتمع فِي مَوضِع.

والغل: جَامِعَة تُوضع فِي الْعُنُق أَو الْيَد.

وَالْجمع: أغْلال، لَا يكسَّرُ على غير ذَلِك.

وَقَول الله تَعَالَى: (والأغلالَ الَّتِي كَانَت عَلَيْهِم) ، قَالَ الزّجاج: كانَ عَلَيْهِم انه من قَتل قُتل، لَا يُقبل فِي ذَلِك دِيَة، وَكَانَ عَلَيْهِم إِذا أصَاب جُلودهم شَيْء من الْبَوْل يقرضوه، وَكَانَ عَلَيْهِم أَلا يَعملوا فِي السبت، وَهَذَا على المَثل، كَمَا تَقول: جعلت هَذَا طَوْقاً فِي عُنقك وَلَيْسَ هُنَالك طوق، وتأويله: ولَّيتك هَذَا وألزمتك الْقيام بِهِ، فَجعلت لُزُومه لَك كالطَّوق.

وَقَوله تَعَالَى: (إِذْ الأغلال فِي أَعْنَاقهم) ، أَرَادَ بالأغلال: الْأَعْمَال الَّتِي هِيَ الأغلال، وَهِي أَيْضا مؤدية إِلَى كَون الأغلال فِي أَعْنَاقهم يَوْم الْقِيَامَة، لِأَن قَوْلك للرجل: هَذَا غُلٌّ فِي عُنقك، للشَّيْء يُعْمِله، إِنَّمَا مَعْنَاهُ: أَنه لَازم لَك، وَأَنَّك مجازي عَلَيْهِ بِالْعَذَابِ.

وَقد غَلّه يَغُله.

وَقَوله تَعَالَى: (وقَالَت الْيَهُود يدُ الله مَغْلولة غُلت أَيْديهم) ، قيل: أَرَادَ: نعمتُه مَقبوضة عنَّا.

وَقيل: معناهُ: يدُه مغلولة عَن عذابنا.

وَقيل: يَد الله ممسكة عَن الاتساع علينا.

وَقَوله تَعَالَى: (ولَا تَجعل يدك مَغلولة إِلَى عُنقك) تَأْوِيله: لَا تُمسكها عَن الْإِنْفَاق.

وَقد غَلّه يُغله.

وَقَوْلهمْ فِي الْمَرْأَة السَّيئة الخُلق: غُلٌّ قَمِلٌ، أَصله: أَن الْعَرَب كَانُوا إِذا اسروا أَسِير اغلّوه بالقِدّ، فَرُبمَا قَمِل فِي عُنقه.

وَفِي الحَدِيث: " وَإِن من النِّساء غُلاًّ قَمِلا يَقذفه الله فِي عُنق من يَشَاء لَا يُخرجه إِلَّا هُوَ ".

وَقَوْلها: مالَه أُلَّ وغُلَّ. أُلَّ: دُفع فِي قَضَاء. وغُلّ: جُن فُوِضع فِي عُنقه الغُل.

والغَلَّة: الدَّخل، من كِرَاء دَار واجر غُلَام وَفَائِدَة أَرض.

وأغَلّت الضَّيعة: أَعْطَتْ الغَلّة.

وأغلّ الْقَوْم: من الغَلّة.

ونِعْم غَلُول الشَّيْخ هَذَا الطَّعَام، يَعْنِي: التَّغذية.

وغلّ بَصَره: حاد عَن الصَّوَاب.

والغُلّة: خِرْقةٌ تُشدّ على رَأس الإبِريق، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقَول لبيد:

لَهَا غَلَلٌ من رازقيٍّ وكُرْسُفٍ بأيمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُون المقَاولا

يَعْنِي: الْفِدَام الَّذِي على رَأس الأباريق.

والغَليلُ: القَتُّ والنّوى والعجين، تُعلفه الدَّوَابّ.

والغَلغَلة: سُرعة السّير.

وَقد تغلغل.

ورسالة مُغَلْغَلة: مَحمولة من بلد إِلَى بلد.

وغَلْغَلة: مَوضِع، قَالَ:

هُنَالك لَا أخْشَى تنالُ مَقادتي إِذا حَلّ بَيْتِي بَين شُرطٍ وغَلْغَلَهْ

أجأ

[أجأ] أجأ، على فعل بالتحريك: أحد جبلى طيئ، والآخر سلمى، وينسب إليهما الاجئيون، مثال: الاجعيون. 

أجأ: أَجَأ على فَعَلٍ بالتحريك: جبلٌ لطيِّىءٍ يذكَّر ويؤَنَّث. وهنالك ثلاثةُ أَجبُل: أَجَأ وسَلْمَى والعَوْجَاءُ.

وذلك أن أَجَأً اسمُ رجُل تعشَّق سَلْمَى وجمعَتْهما العَوْجاءُ، فهرب أَجأ بسَلمى وذهبَت معهما العوجاءُ، فتبِعهم بعلُ سلمى، فأَدركهم وقتلهم، وصلبَ أَجأً على أَحدِ الأَجْبُلِ، فسمِّيَ أَجأً، وصلب سلمى على الجبل الآخرِ، فسمِّيَ بها، وصلب العوجاءَ على الثالث، فسمِّيَ باسمها. قال:

إِذا أَجَأ تَلفَّعتْ بشِعافِها * عليَّ، وأَمْستْ، بالعماءِ، مُكلَّله

وأَصْبَحَتِ العَوْجاءُ يَهتَزُّ جِيدُها، * كَجِيدِ عَرُوسٍ أَصْبَحَتْ مُتَبَذِّلَه

وقول أَبي النَّجم:

قدْ حيَّرَتْهُ جِنُّ سَلْمى وأَجا

أَراد وأَجأ فخفَّف تخفيفاً قياسيّاً، وعامَلَ اللفظ كما أَجاز الخليل

رأْساً مع ناس، على غير التخفيف البدَلي، ولكن على معاملة اللفظ، واللفظُ كثيراً ما يراعَى في صناعة العربية. أَلا تَرى أَن موضوعَ ما لا ينصرف على ذلك، وهو عند الأَخفَش على البدل. فأَما قوله:

مِثْل خَناذِيذِ أَجا وصخْرِه

فإِنه أَبدل الهمزةَ فقلبها حرف علَّة للضرورة، والخَناذِيذُ رؤُوس الجبال: أَي إِبل مثل قِطع هذا الجبل. الجوهري: أَجأ وسلمى جبلان لطيىءٍ يُنْسب إليهما الأَجئِيّون مثل الأَجعِيُّون.

ابن الأَعرابي: أَجَأَ إِذا فَرَّ.

(أج أ)

أجَأ: جبل لطيء، يذكر وَيُؤَنث.

وهنالك ثَلَاثَة أجبل: أجأ، وسلمى، والعوجاء، وَذَلِكَ أَن أجأ: اسْم رجل تعشق سلمى وجمعتهما العوجاء، فهرب أجأ بسلمى وَذَهَبت مَعَهُمَا العوجاء فَتَبِعهُمْ بعل سلمى فأدركهم وقتلهم، وصلب أجأ على أحد الأجبل فَسُمي أجأ، وسلمى على الْجَبَل الآخر فَسُمي بهَا، وصلب العوجاء على الآخر فَسُمي بهَا. قَالَ:

إِذا أجأٌ تلفعَّت بشِعَابها ... عَلَيّ وامست بالعَمَاء مكلَّلَهْ

وأصبحت العوجاءُ يهتزّ جِيدُها ... كجِيد عَرُوسٍ أَصبَحت متبذَّلهْ

وَقَول أبي النَّجْم:

قد حَيَّرتْه جِنُّ سَلْمى وأجا

أَرَادَ: وأجأ، فَخفف تَخْفِيفًا قياسيا وعامل اللَّفْظ، كَمَا اجاز الْخَلِيل " راساً " مَعَ نَاس على غير التَّخْفِيف البدلي وَلَكِن على مُعَاملَة اللَّفْظ، وَاللَّفْظ كثيرا مَا يُرَاعى فِي صناعَة الْعَرَبيَّة، أَلا ترى أَن مَوْضُوع مَا لَا ينْصَرف على ذَلِك، وَهُوَ عِنْد الاخفش على الْبَدَل، فَأَما قَوْله:

مثل خَنَاذِيذ أجا وصخره

فَإِنَّهُ أبدل الْهمزَة فقلبها حرف عِلّة للضَّرُورَة، والخناذيذ هُنَا: رُءُوس الْجبَال، أَي إبل مثل قطع هَذَا الْجَبَل.
أجأ
: (} أَجَأٌ) مُحرَّكةً مَهموزٌ مقصورٌ: (جَبَلٌ لِطَيِّىءٍ) القبيلةِ المشهورةِ، والنسبةُ إِليه! أَجَئيٌّ، بِوَزْنِ أَجَعِيَ، وَهُوَ عَلَمٌ مُرتَجَلٌ، أَو اسمُ رَجلٍ سُمِّيَ بِهِ الجَبَلُ، وَيجوز أَن يكون مَنقولاً.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَجَأٌ وسَلْمَى: جَبَلانِ عَن يَسارِ سَمِيرَاءَ وَقد رأَيتُهما شَاهِقانِ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ السَّكُونِيُّ: أَجأٌ: أَحَدُ جَبَلَيْ طَيِّىءٍ، وَهُوَ غَرْبِيُّ فَيْدٍ إِلى أَقصَى أَجإٍ، وإِلى القَريتَيْنِ مِن ناحِيةِ الشامِ، وَبَين المدينةِ والجَبلْينِ على غَيْرِ الجَادَّة ثلاثُ مَرَاحِلَ، وَبَين الجَبَلَيْنِة وَتَيْمَاءِ جِبالٌ ذُكِرتْ فِي مَواضِعِها، وَبَين كلِّ جَبلينِ يومٌ، وَبَين الجَبلينِ وَفَدَكَ ليلةٌ، وَبَينهمَا وَبَين خَيْبَرَ خَمْسُ ليالٍ. وَقَالَ أَبو العِرْماس: حَدّثني أَبو مُحَمَّد أَن أَجأَ سُمِّي برجلٍ كَانَ يُقال لَهُ أَجأُ بنُ عبدِ الحَيِّ، وسُمِّي سَلْمى بامرأَةٍ كَانَ يُقَال لَهَا سَلْمى، فــسُمِّيت هَذِه الْجبَال بأَسمائهم، وَقيل فِيهِ غير ذَلِك.
(وبزِنَتِهِ) ، هَكَذَا فِي غَالب النّسخ الَّتِي رأَيناها وتداولَتْ عَلَيْهَا الأَيْدِي، أَي بوَزْن جَبَلٍ، وَلم يُفَسِّروه بأَكثرَ من ذَلِك، وَفِي أَخرى: ومُزَيْنَةَ، وَعَلَيْهَا شَرْحُ شَيخنَا، واعتَرضَ على المُصنِّف بأَنَّه لم يذْكُرْ أَحدٌ من أَهلِ التاريخِ والأَخبارِ أَنَّ هَذَا الجبلَ لمُزينةَ قَدِيما وَلَا حَدِيثا، وإِنما هُوَ لطيِّىءٍ وأَولادِهِ ومَن نزل عِنْدهم.
قلت: وَهَذَا الَّذِي اعتَرَضَ بِهِ مُسلَّمٌ غيرُ منازَعٍ فِيهِ، وَالَّذِي يَظهر من سِياقِ عبارةِ المصنِّفِ على مَا اصطلَحَ عَلَيْهِ هُوَ مَا قدمْنَاهُ، على مَا فِي النُّسخِ الْمَشْهُورَة، أَي وَهُوَ على وَزْنِه، وكأَنه أَشارَ بِهِ إِلى ضَبْطِه، وَهُوَ اصطلاحٌ لَهُ، ويدلُّ لذَلِك مَا سيأْتي لَهُ فِي ق ب ل مَا نَصُّه: وقَبَلٌ: جَبَلٌ، وبزِنَتِهِ، قُرْبَ دُومَةِ الجَنْدَلِ. وَكَذَا قولُه فِي كتن: والمُكْتَئِنُّ ضدُّ المُطمَئِنِّ، وَبِزِنَته. وَقَالَ المَناوِي فِي شَرحه: وَبَرِّيَّةٌ. وفسَّره بالصَّحْراءِ، وَهُوَ غَريبٌ، وَقد تَصحَّفَ عَلَيْهِ، فتأَمَّلْ.
(و) {أَجأُ: (ة بِمصْر) من إقليم الدَّقَهْلِيَّةِ، تُضاف إِلَيْهَا تَلْبَنْت، وأَخرى تُضاف إِلى بَيْلُوق. كَذَا فِي قوانين ابنِ الجَيعَان، (ويُؤَنَّث فيهمَا) ، أَي فِي الجَبَل والقَرْية أَما فِي القَرْية فمُسلَّم، وأَما فِي الجَبل فإِن التَّذْكِير والصَّرْفَ أَصوبُ، لأَنه جبلٌ مُذكّر، وسُمِّيَ باسم رجلٍ، وَهُوَ مُذَكّر.
وَقد وَرد ذِكرُه فِي أَشعارهم، فدمنها قَول عارِقٍ الطائيِّ:
وَمِنْ} أَجَإٍ حَوْلِي رِعَانٌ كَأَنَّهَا
قَبَائِلُ خَيْلٍ مِنْ كُمَيْتٍ ومنْ وَرْدِ
وَقَالَ العَيْزَارُ بنُ الأَخْنَس الطائيُّ، وَكَانَ خارِجِيًّا:
تَحَمَّلْنَ مِنْ سَلْمَى فَوَجَّهْنَ بِالضُّحَى
إِلَى أَجَإٍ يَقْطَعْنَ بِيداً مَهَاوِيَا وَقَالَ زَيْدُ بنُ مُهَلْهِلٍ الطائيُّ:
جَلَبْنَ الخَيْلَ مِنْ أَجَإٍ وَسَلْمَى
تَخُبُّ تَرَائِعاً خَبَبَ الرِّكَابِ
وَقَالَ لَبِيدٌ، يصف كَتِيبةَ النُّعانِ:
كَأَرْكَان سَلْمَى إِذْ بَدَتْ أَوْ كَأَنَّهَا
ذُرَى أَجَا إِذْ لاَحَ فِيهِ مُوَاسِلُ
ومُوَاسِلٌ: قُنَّةٌ فِي أَجإٍ، وَقد جاءَ مَقْصُورا غير مهموزٍ، أَنشد قاسِمُ بنُ ثابتٍ لبَعض الأَعرابِ:
إِلى نَضَدٍ مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ كَأَنّهُمْ
هِضَابُ {أَجاً أَرْكَانُهُ لَمْ تُقَصَّفِ
وَقَالَ العَجَّاجُ:
فَإِنْ تَصِرْ لَيْلَى بِسَلْمَى وَأَجَا
وأَمّا قولُ امرىء القَيْسِ:
أَبَتْ أَجَأٌ أَنْ تُسْلِمَ العَامَ جَارَهَا
فَمَنْ شَاءَ فَلْيَنْهَضْ لَهَا مِنْ مُقَاتِلِ
فالمُراد: أَبَتْ قَبائلُ أَجَإٍ، أَو سُكَّانُ أَجإٍ، أَو مَا أَشبهه، فحذفَ المُضافَ وأَقام المضافَ إِليه مُقامَه، يَدلُّ على ذَلِك عَجُزُ البيتِ، وَهُوَ قولُه:
فَمَنْ شَاءَ فَلْيَنْهَضْ لَهَا مِنْ مُقَاتِلِ
والجَبلُ نفسُه لَا يُقاتِلُ.
قَالَ النَّسَّابةُ الأَخْبارِيُّ عُبيدُ اللَّهِ ياقُوتٌ رَحمَه الله: ووقَفْتُ على جَامِعِ شِعْرِ امرىءِ القيْسِ وَقد نَصَّ (الأَصْمعيُّ) على هَذَا أَنَّ أَجَأً مَوْضِعٌ، وَهُوَ أَحَدُ جَبلَيْ طَيِّىءٍ، والآخرُ سَلْمَى، وإِنما أَراد أَهْلَ أَجإٍ، كقولا لله عَزَّ وجَلّ: {وَاسْئَلِ الْقَرْيَةَ} (يُوسُف: 82) يُريد أَهْلَ القَريةِ، هَذَا لفظُه بِعَيْنِه، ثمَّ وَقَفتُ على نُسخةِ أُخرى من جَامع شِعْره قيل فِيهَا:
أَرى أَجأً لم يُسْلِمِ العَامَ جَارَهُ
ثمَّ قَالَ: المَعْنَى: أَصْحَابُ الجَبَل لَنْ يُسْلِموا جَارَهم.
(و) } أَجَأَ الرجُلُ (كَجَعَلَ) : فَرَّ و (هَرَبَ) ، حَكَاه ثَعلبٌ عَن ابنِ الأَعرابيِّ، يُقَال: إِن اسْم الجَبلِ مَنقولٌ مِنْهُ.
(و) ! الأَجاءَةُ (كَسَحابةٍ: ع لِبَدْرِ بنِ عِقالٍ، فِيهِ بُيُوتٌ) مِن مَتْنِ الجَبلِ (وَمَنازِلُ) فِي أَعلاه، عَن نَصْرٍ، كَذَا فِي المُعجمِ.
قلت: وَهُوَ أَبو الفَتْحِ نَصْرُ بن عبد الرحمان الإِسكندَرِيُّ النَّحْوِيُّ. 

القَرْقَفُ

القَرْقَفُ، كجعفرٍ وعُصْفورٍ: الخَمْرُ يَرْعَدُ عنها صاحِبُها، وقولُ الجَوهرِيِّ: قال: هو اسم، وأنكَرَ أنْ تكونَ سُمِّيَتْ بذلك، كَلامٌ ضائِعٌ، لأنه يُسْنِدْهُ إلى أَحَدٍ، وإنما المُنْكِرُ أبو عُبَيْدَةَ، والمُنْكَر عليه ابنُ الأَعْرابيِّ. وكهُدْهُدٍ: طَيرٌ صغارٌ، أو هو بالباء. وكسرْسورٍ: الدِّرْهَمُ.
ودِيكٌ قُراقِفٌ، بالضم: صَيِّتٌ.
وقَرْقَفَ: أرْعَدَ.
وقُرْقِفَ الصَّرِدُ، بالضم،
وتَقَرْقَفَ: خَصِرَ حتى
تَقَرْقَفَتْ ثَناياهُ بعضُها ببعضٍ، أي: تَصْدِمُ.
والقَرْقَفَةُ في هَديرِ الحَمامِ والفَحْلِ والضَّحِكِ: الشِّدَّةُ.
والقَرْقَفَنَّةُ، بنونٍ مُشَدَّدَة: الكَمَرَةٌ، وطائرٌ يَمْسَحُ جَناحَيْهِ على عَيْنَيِ القُنْذُعِ الدَّيُّوثِ، فَيَزْدادُ لِيناً، وذُكِرَ في العَيْنِ.

دَيرُ خِندِفَ

دَيرُ خِندِفَ:
في نواحي خوزستان، وخندف:
أمّ ولد إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان واسمها ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، والخندف: ضرب من المشي، وبه سميت، وما هذا موضع بسط ذلك.

حلم

الحلم: هو الطمأنينة عند سَوْرة الغضب، وقيل: تأخير مكافأة الظالم.
(حلم)
حلما وحلما رأى فِي نَومه رُؤْيا وَالصَّبِيّ أدْرك وَبلغ مبلغ الرِّجَال وَبِه وَعنهُ رأى لَهُ رُؤْيا وَالشَّيْء وَبِه رَآهُ فِي نَومه وَالْجَلد حلما نزع عَنهُ حلمه

(حلم) الْبَعِير حلما كثر عَلَيْهِ الْحلم وَالْجَلد وَقع فِيهِ دود فتثقب وَفَسَد

(حلم) حلما تأنى وَسكن عِنْد غضب أَو مَكْرُوه مَعَ قدرَة وَقُوَّة وصفح وعقل

حلم


حَلِمَ(n. ac. حَلَم)
a. Had ticks; was worm-eaten.

حَلُمَ(n. ac. حِلْم)
a. ['An], Was gentle, clement, patient, forbearing to.

حَلَّمَa. Rendered gentle, mild.
b. Plucked out the ticks from.

تَحَلَّمَ
a. ['An], Became gentle, forbearing &c.
b. Told false dreams.

تَحَاْلَمَa. Affected forbearance, kindliness.

إِحْتَلَمَa. Attained to puberty.

حِلْم
(pl.
حُلُوْم
أَحْلَاْم)
a. Gentleness, mildness, clemency, patience, forbearance
long-suffering.

حُلْم
(pl.
أَحْلَاْم)
a. Dream, vision.

حَلَمa. Tick.

حَلَمَةa. see 4b. Nipple, teat; mouth-piece ( of a pipe ).

حَلِم
حَلِمَةa. Full of ticks; wormeaten.

حُلُمa. Puberty.
b. see 3
حَاْلِمa. Dreamer.

حَلِيْم
(pl.
أَحْلَاْم
حُلَمَآءُ)
a. Gentle, mild, patient, forbearing
longsuffering.

حَلُّوْم
حَاْلُوْمa. Coagulated milk; cheese.
ح ل م: (الْحُلُمُ) بِضَمِّ اللَّامِ وَسُكُونِهَا مَا يَرَاهُ النَّائِمُ وَقَدْ (حَلَمَ) يَحْلُمُ بِالضَّمِّ (حُلْمًا) وَ (حُلُمًا) وَ (احْتَلَمَ) أَيْضًا. وَ (حَلَمَ) بِكَذَا وَحَلَمَ كَذَا بِمَعْنًى أَيْ رَآهُ فِي النَّوْمِ. وَ (الْحِلْمُ) بِالْكَسْرِ الْأَنَاةُ وَقَدْ (حَلُمَ) بِالضَّمِّ (حِلْمًا) وَ (تَحَلَّمَ) تَكَلَّفَ الْحِلْمَ وَ (تَحَالَمَ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِهِ. وَ (الْحَلَمَةُ) رَأَسُ الثَّدْيِ وَهُمَا حَلَمَتَانِ. وَالْحَلَمَةُ أَيْضًا الْقُرَادُ الْعَظِيمُ وَجَمْعُهَا (حَلَمٌ) . وَ (حَلَّمَهُ تَحْلِيمًا) جَعَلَهُ حَلِيمًا. وَ (الْحَالُومُ) لَبَنٌ يُغَلَّظُ فَيَصِيرُ شَبِيهًا بِالْجُبْنِ الرَّطْبِ وَلَيْسَ بِهِ. 
حلم
الحُلْمُ: الرُّؤْيا، وهو الاحْتِلامُ، ويُجْمَعُ على الأحْلام. والفاعِلُ: حالِمٌ ومُحْتَلِمٌ.
وأحْلامُ نائمٍ: ثِيَابٌ غِلاظٌ مُخَطَّطةٌ. والحِلْمُ: الأناةُ، والجَميعُ: الأحْلامُ، والحَلِيْمُ والحُلَمَاءُ. وأحْلَمَتِ المَرْأةُ: وَلَدَتِ الحُلَمَاءَ. والأحْلامُ: الأجْسامُ. والحَلَمَةُ - والجَيمعُ الحَلَمُ -: القُرَادُ الكَبيرُ. وبَعيرٌ حَلِمٌ: كَثيرُ الحَلَمِ. وأدِيْمٌ حَلِمٌ. وعَنَاقٌ تَحْلِمَهٌ - وجَمْعُه تَحَالِمُ -: كَثُرَ عليها الحَلَمُ. وفي المَثَلِ: " أبْطَأُ من حَلَمَةٍ " وأقْطَفُ من حَلَمَةٍ و:
كدابِغَةٍ وقد حَلِمَ الأدِيْمُ
والحَلَمَةُ: شَجَرُ السَّعْدانِ. ورأْسُ الثَّدْي.
ومُحَلِّمٌ: نهرٌ باليَمَامَةِ. ويَوْمُ حَلِيْمَةَ: يَوْمٌ مَعْروفٌ للعَرَب. والحُلاّمُ: الجَدْيُ. ودَمٌ حُلّامٌ: أي هَدَرٌ، من قولهم:
كُلُّ قَتِيْلٍ في كُلَيْبٍ حُلّامْ
وقيل: هي الجَدْيُ. وحُلَامٌ: حَيٌّ من عُدْاونَ.
والحالُوْمُ: اللَّبَنُ الذي يُجَمَّدُ كالجُبْن. وشاةٌ حَلِيْمَة: سَمِيْنَةٌ، وتَحَلَّمَتِ الإبِلُ: سَمِنَتْ.
ح ل م : حَلَمَ يَحْلُمُ مِنْ بَابِ قَتَلَ حُلُمًا بِضَمَّتَيْنِ وَإِسْكَانُ الثَّانِي تَخْفِيفٌ وَاحْتَلَمَ رَأَى فِي مَنَامِهِ رُؤْيَا وَحَلَمَ الصَّبِيُّ وَاحْتَلَمَ أَدْرَكَ وَبَلَغَ مَبَالِغَ الرِّجَالِ فَهُوَ حَالِمٌ وَمُحْتَلِمٌ وَحَلُمَ بِالضَّمِّ حِلْمًا بِالْكَسْرِ صَفَحَ وَسَتَرَ فَهُوَ حَلِيمٌ وَحَلَّمْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ نَسَبْتُهُ إلَى الْحِلْمِ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ رَجُلًا بِذَحَلِ الْجَاهِلِيَّةِ بَعْدَمَا قَالَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فَقَالَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «اللَّهُمَّ لَا تَرْحَمْ مُحَلِّمًا» فَلَمَّا مَاتَ وَدُفِنَ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَالْحَلَمُ الْقُرَادُ الضَّخْمُ الْوَاحِدَةُ حَلَمَةٌ مِثْلُ: قَصَب وَقَصَبَةٍ وَقِيلَ لِرَأْسِ الثَّدْيِ وَهِيَ اللَّحْمَةُ النَّاتِئَةُ
حَلَمَةٌ عَلَى التَّشْبِيهِ بِقَدْرِهَا قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْحَلَمَةُ الْحَبَّةُ عَلَى رَأْسِ الثَّدْيِ مِنْ الْمَرْأَةِ وَرَأْسِ الثَّنْدُوَةِ مِنْ الرَّجُلِ. 
حلم: حَلَّم (بالتشديد): ذكرها فوك في مادة ( Sompniare) وفي مادة ( Polui in Sopniis) تحلَّم: تكلف الحلم وأظهر أنه حليم ففي كتاب محمد بن الحارث (ص307): فاطرق عمرو بن عبد الله واستعمل احِلم والأَخْذَ بالفضل فقال له سليمان وتتعامل أيضاً وتتحلَّم كأَنَّا لا نعرفك.
احتلم به: حَلَم به. رآه في نومه. ففي تحفة العروس (مخطوطة 330، ص156 ق) وكان في غزاة غاليسيا وكانت بقرطبة جارية يهواها فاحتلم ببعض الليالي بها (وفي مخطوطة ب: يهوها، وفي الأخرى هواها وهو خطأ).
حُلْم: رؤيا أي ما يراه النائم في نومه، ويجمع أيضاً على حلومات (بوشر، أبو الوليد ص228، رقم 42).
وحُلْم: هذيان، بحران (المعجم اللاتيني - العربي).
حَلْمَة: نبات اسمه العلمي: ( Lithospermum callosum) . ( براكس مجلو الشرق والجزائر 4: 196).
حُلْمِيّ: نسبة إلى الحُلْم (الألفية طبعة وبتريشي ص114).
حَلَوم: متثاقل، متراخ، كسول، متوان (المقدمة 2: 359).
حَلَوم: نبات اسمه العلمي ( Anchusa) ( المستعيني). حالوم: يقول تفينو (1: 495): ((جبن مملح يسميه المصريون جبن الحالوم)). ويقول كوين (ص221): ((جبنة الحلوم (جبن الحلوم): جبن مملح. وتقول العامة: حَلُّوم (محيط المحيط).
وحالوم: نبات اسمه العلمي ( Anchusa) ابن البيطار (1: 272).
حالومَة: بعض الكلمات البربرية تردد قبل النوم فتجلب رؤيا تنبئ بما يرغب في معرفته (المقدمة 1: 190).
ح ل م

حلم الغلام واحتلم، وغلام حالم ومحتلم، وبلغ الحلم. ورأى في حلمه كذا. وهو من أضغاث الأحلام. وحلمت بفلانة، وحلمتها. قال الأخطل:

فحلمتها وبنو رفيدة دونها ... لايبعدن خيالها المحلوم

وتحلم فلان ما لم يحتلم إذا قال: حلمت بكذا وهو كاذب. وحلم فلان، فهو حليم، وفيه حلم أي أناة وعقل. وهو من ذوي الأحلام، ولهم أحلام عاد. وتحلم: تكلف الحلم. قال حاتم:

تحلم عن الأدنين واستبق ودهم ... ولن تستطيع الحلم حتى تحلما

وحلم عن السفيه. والله حليم عن العصاة: لا يعاجلهم بالعقاب. وقد حلم الأديم: وقع فيه الحلم. وحلمت بعيري وقردته: ومن المجاز: اسودت حلمتا ثدييه، وقرادا ثدييه. وحلم الأديم أي فسد الأمر. وهذه أحلام نائم: للأمانيّ الكاذبة. ولأهل المدينة ثياب غلاظ مخططة تسمى أحلام نائم. قال:

تبدلت بعد الخيزران جريدة ... وبعد ثياب الخزّ أحلام نائم

يقول كبرت فاستبدلت بقد في لين الخيزران قداً في يبس الجريدة، وبجلد في لين الخز جلداً في خشونة هذه الثياب.
(حلم) في الحَدِيث: "الرُّؤْيا من اللهِ، والحُلْم من الشَّيطان".
قال الحَرْبِىُّ: رأَيتُ الأَحادِيثَ على أَنَّ الرُّؤْيَا: ما رَأَى الرَّجلُ من حَسَن، وقد جاء في القَبِيح أيضا. والحُلْم: ما رَأَى من القَبِيح. قاَلَ اللهُ تَعالى: {أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ} قال الضَّحَّاك: هي الأَحْلام الكَاذِبَة.
- في الحَدِيث: "مَنْ تَحَلَّم كُلِّفَ أن يَعقِد بين شَعِيرَتَيْن".
أي: تَكذَّب بما لم يَرَه في مَنامِه. يقال: حَلَم يَحلُم حُلْماً، إذا رَأَى. وتَحَلَّم، إذا ادَّعَى كَاذِباً.
- حَدِيث ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "إنه كان يَنهَى أن تُنزَع الحَلَمَةُ عن دَابَّتِه".
قال الأصْمَعىُّ: هي القُرادُ الكَبِير الذي يكون في الِإبِل، والحَلمَة أيضا: الدُّودَةُ تكُون بين جِلْدَى الشَّاة حَيَّةً. ومنه يُقالُ: حَلِم الأَدِيمُ، وجِلد حَلِمٌ.
- حَدِيثُ مكحول: "في حَلَمة ثَدْى المَرْأة رُبعُ دِيَتها".
قال الأَصمَعِىُّ: هي رَأسُ الثَّدْى من الرَّجُل والمَرْأة، وهي الهَنَأة النَّاتِئَة منها. - في الحَدِيث: "غُسلُ يوم الجُمُعة وَاجِبٌ على كُلِّ مُحتَلِم" .
: أي بَالِغ مُدْرِك، ولم يُرِد الذي احْتَلَم فأَجْنَب، لأن ذَلِك يَجِب عليه الغُسْل جُمُعَةً كان أو غَيْره، وإنَّما أَرادَ الذي بَلَغ الحُلُم.
(ح ل م) : (الْحَلَمَةُ) وَاحِدَةُ الْحَلَمِ وَهِيَ الْقُرَادُ الضَّخْمُ الْعَظِيمُ (وَيُقَالُ) لِرَأْسِ الثَّدْيِ حَلَمَةٌ عَلَى التَّشْبِيهِ وَيَشْهَدُ لَهُ بَيْتُ الْحَمَاسَةِ
كَأَنَّ قُرَادَيْ زَوْرِهِ طَبَعَتْهُمَا ... بِطِينٍ مِنْ الْجَوْلَانِ كُتَّابُ أَعْجَمِ
(وَحَلَمَ) الْغُلَامُ وَاحْتَلَمَ حُلْمًا مِنْ بَابِ طَلَبَ وَالْحَالِمُ الْمُحْتَلِمُ فِي الْأَصْلِ ثُمَّ عَمَّ فَقِيلَ لِمَنْ بَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجَالِ حَالِمٌ وَهُوَ الْمُرَادُ بِهِ فِي الْحَدِيثِ «خُذْ مِنْ كُلِّ حَالِمٍ وَحَالِمَةٍ دِينَارًا» (وَالْحَلِيمُ) ذُو الْحِلْمِ وَبِمُؤَنَّثِهِ سُمِّيَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ظِئْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ حَلُمَ حِلْمًا مِنْ بَابِ قَرُبَ (وَحَلَّمَهُ) نَسَبَهُ إلَى الْحِلْمِ وَبِاسْمِ فَاعِلِهِ سُمِّيَ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ وَهُوَ الَّذِي قَتْلَ رَجُلًا بِذَحْلِ الْجَاهِلِيَّةِ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «اللَّهُمَّ لَا تَرْحَمْ مُحَلِّمًا فَلَمَّا مَاتَ وَدُفِنَ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ» .
حلم
الحِلْم: ضبط النّفس والطبع عن هيجان الغضب، وجمعه أَحْلَام، قال الله تعالى: أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا [الطور/ 32] ، قيل معناه: عقولهم ، وليس الحلم في الحقيقة هو العقل، لكن فسّروه بذلك لكونه من مسبّبات العقل ، وقد حَلُمَ وحَلَّمَهُ العقل وتَحَلَّمَ، وأَحْلَمَتِ المرأة: ولدت أولادا حلماء ، قال الله تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ
[هود/ 75] ، وقوله تعالى: فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ [الصافات/ 101] ، أي: وجدت فيه قوّة الحلم، وقوله عزّ وجل: وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ
[النور/ 59] ، أي: زمان البلوغ، وسمي الحلم لكون صاحبه جديرا بالحلم، ويقال: حَلَمَ في نومه يَحْلُمُ حُلْماً وحُلَماً، وقيل: حُلُماً نحو: ربع، وتَحَلَّمَ واحتلم، وحَلَمْتُ به في نومي، أي: رأيته في المنام، قال الله تعالى: قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ [يوسف/ 54] ، والحَلَمَة: القراد الكبير، قيل: سميت بذلك لتصوّرها بصورة ذي حلم، لكثرة هدوئها، فأمّا حَلَمَة الثدي فتشبيها بالحلمة من القراد في الهيئة، بدلالة تــسميتــها بالقراد في قول الشاعر:
كأنّ قرادي زوره طبعتهما بطين من الجولان كتّاب أعجمي
وحَلِمَ الجلد: وقعت فيه الحلمة، وحَلَّمْتُ البعير: نزعت عنه الحلمة، ثم يقال: حَلَّمْتُ فلانا: إذا داريته ليسكن وتتمكّن منه تمكّنك من البعير إذا سكّنته بنزع القراد عنه .
[حلم] الحُلْمُ بالضم: ما يراه النائم. تقول منه: حَلَمَ بالفتح واحْتَلَمَ. وتقول: حَلَمْتُ بكذا، وحَلَمْتُهُ أيضا. قال: فحلمتها وبنور فيدة دونها لا يَبْعَدَنَّ خَيالُها المحلومُ والحِلْمُ: بالكسر الأناةُ. تقول منه: حَلُمَ الرجل بالضم. وتَحَلَّمَ: تكلّفَ الخلم. وقال : تحلم عن الادنين واسْتَبْقِ وُدَّهُمْ ولن تستطيعَ الحِلْمَ حتّى تَحَلّما وتَحالَم: أرى من نفسِهِ ذلك وليس به. والحَلَمُ، بالتحريك: أن يَفْسُدَ الإهابُ في الغَمْل ويقع فيه دودٌ فَيَتَثَقَّبَ. تقول منه: حَلمَ الأَديمُ بالكسر. وقال: فإنَّكَ والكتاب إلى عَليٍّ كدابِغَةٍ وقد حَلِمَ الأَديمُ والحَلَمَةُ: رأس الثَدي، وهما حَلَمتانِ. والحَلَمَةُ أيضاً: ضرب من النبت. قال الاصمعي: هي الحلمة والينمة. وتحلم الصبيُّ والضَبُّ، أي سَمِن واكتنز. قال أوس : لحونهم لحو العصا فطردنهم إلى سنة جرذانها لم تحلم وبعير حليم، أي سمين. وقال :

من النى في أصلاب كل حليم * والحلمة: القُرادُ العظيم، وهو مثل العَلِّ، وجمعها حَلَمٌ. والحَلَمَةُ أيضاً: دُودة تقع في جِلد الشاة الأعلى وجلدِها الأسفل، هذا لفظ الأصمعيّ، فإذا دُبِغَ لم يزلْ ذلك الموضعُ رقيقاً. يقال منه تَعيَّنَ الجلد، وحلم الاديم. وحليمات بضم الحاء: موضع، وهن أكمات ببطن فلج. ومحلم في قول الاعشى: ونحن غداة العين يوم فطيمة منعنا بين شيبان شرب محلم نهر يأخذ من عين هجر. قال لبيد يصف ظعنا ويشبهها بنخيل كرعت في هذا النهر: عصب كوارع في خليج محلم حملت فمنها موقر مكموم ومحلم أيضا: اسم رجل. وحلمت الرجل تَحْليماً: جعلته حَليماً. قال المخبَّل: ورَدُّوا صدور الخيل حتى تَنَهْنَهَتْ إلى ذي النُهى واسْتَيْدَهوا للمُحَلِّم يقول: أطاعوا الذي يأمرهم بالحِلْمِ. والحُلاَّمُ: الجَديُ يؤخذ من بطن أمِّه. قال الأصمعيّ: الحُلاَّمُ والحُلاَّنُ، بالميم والنون: صغار الغنم. والحالومُ: لبنٌ يغلظ فيصير شبيهاً بالجبن الرطب وليس به.
[حلم] نه فيه: "الحليم" تعالى لا يستخفه شيء من عصيان العباد، ولا يستفزه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل شيء مقداراً فهو منته إليه. وفيه: ليليني أولوا "الأحلام" والنهي، أي ذوو الألباب والعقول، جمع حلم بالسر وكأنه من الحلم الأناة والتثبت في الأمور، وذلك من شعار العقلاء، ويتم في ولي. وفيه: أمره أن يأخذ من كل "حالم" ديناراً، أي يأخذ الجزية من كل بالغ سواء احتلم أو لم يحتلم. ومنه: غسل الجمعة على كل "محتلم" وروى: حالم. وفيه: الرؤيا من الله و"الحلم" من الشيطان، هما ما يراه النائم لكن غلب الرؤيا على الخير والحسن، والحلم على الشر والقبيح. ومنه: أضغاث "أحلام" ويستعمل كل مكان الآخر، ويضم لام الحلم ويسكن. ومنه: من "تحلم" كلف أن يعقد بين شعيرتين، أي قال إنه رأى في النوم ما لم يره. و"حلم" بالفتح أي رأى و"تحلم" أي ادعى الرؤياالأرنب يقتله المحرم "بحلام" فسره بالجدي، وقيل: يقع على الجدي والحمل حين تضعه أمه، ويروى بنون وقيل هو الصغير الذي حلمه الرضاع أي سمنه أمه.
حلم
حلَمَ1/ حلَمَ بـ يَحلُم، حُلْمًا، فهو حالم، والمفعول محلوم (للمتعدِّي)
• حلَم الشَّخصُ: رأى في نومه رُؤْيا "سأل الشَّيخَ عن تفسير حُلْمِه".
• حلَم الشَّيءَ/ حلَم بالشَّيء: رآه في نومه "يَحلُم دائمًا بالمسجد الحرام". 

حلَمَ2 يَحلُم، حُلُمًا، فهو حالم
• حلَم الصَّبيُّ: أدرك وبلغ مبلغَ الرِّجال " {وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا} ". 

حلُمَ/ حلُمَ على/ حلُمَ عن يَحلُم، حِلمًا، فهو حليم، والمفعول مَحْلُوم عليه
• حلُم الشَّخصُ:
1 - تأنّى وسكن عند غضب أو مكروه مع قدرة وقوّة "احتمل ذلك بطول حِلْمِه- حلْم ساعة يردُّ سبعين آفة [مثل]- {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} " ° أحلم من أحنف [مثل]: يُضرب في الشَّخص الكثير التأنّي والسُّكون.
2 - عقل، رزُن "جعلته تجارب الحياة يحلُم ويكون حكيمًا".
• حلُم القائدُ/ حلُم القائدُ على الجنديّ/ حلُم القائدُ عن الجنديّ: صفح عنه "احلُم فإنَّ الله حليم- من عفا ساد ومن حلُمَ عَظُم [مثل] ". 

احتلمَ يحتلم، احتلامًا، فهو مُحتَلِم
• احتلم الشَّخصُ: حلَم1؛ رأى في نومه رُؤيا.
• احتلم الصَّبيُّ:
1 - حلَم2؛ أدرك وبلغ مبلغَ الرِّجال.
2 - خرَج منه المَنيُّ في المنام "وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ [حديث] ". 

تحالمَ يتحالم، تَحالُمًا، فهو مُتحالِم
• تحالم فلانٌ: تظاهر بضبط النفس "استطاع بتحالمه أن يكسب خَصْمَه". 

تحلَّمَ يتحلَّم، تحلُّمًا، فهو متحلِّم
• تحلَّم فلانٌ: تكلَّف ضبطَ النَّفْس "رأيت كرام النَّاس إن كُفَّ عَنْهُمُ ... بحلم رأوا فضلاً لمن قد تحلَّما- إِنَّما الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ [حديث] ". 

حالِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حلَمَ1/ حلَمَ بـ وحلَمَ2.
2 - من أو ما يغلب عليه الخيال "هو دائمًا في حالٍ حالمة". 

حُلْم [مفرد]: ج أَحلام (لغير المصدر):
1 - مصدر حلَمَ1/ حلَمَ بـ.
2 - ما يراه النَّائم في نومه "رأى حُلْمًا أسعده- {قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ} " ° أضغاث أحلام: ما كان منها ملتبسًا مضطربًا يصعب تأويله- الوعْي الحُلْميّ: شعور النَّفس بذاتها وقت الأحلام.
3 - ما يبدو بعيدًا عن الواقع "يتمنَّى كلُّ شابٍّ أن يحقّق أحلامَه" ° أحلام نائم/ أضغاث أحلام: أمانٍ كاذبة- أَرْض الأحلام: مكان مثاليّ وخياليّ- ذهَبت أحلامُه أدراجَ الرِّياح: فشل في تحقيق شيء
 منها فكانت بلا طائل- فتى الأحلام: صورة خياليّة لشابّ في ذهن الفتاة تتمنّاه زوجًا لها.
• حُلْم اليقظة: (نف) تأمُّل خياليّ واسترسال في رُؤى أثناء اليقظة، يعدّ وسيلة نفسيّة لتحقيق الأمانيّ والرَّغبات غير المُشْبَعة وكأنَّها قد تحقَّقت. 

حُلُم [مفرد]: مصدر حلَمَ2. 

حِلْم [مفرد]: ج أَحلام (لغير المصدر) وحُلوم (لغير المصدر):
1 - مصدر حلُمَ/ حلُمَ على/ حلُمَ عن.
2 - عَقْلٌ ولُبٌّ "إنَّ العصا قُرعت لذي حِلْم [مثل]: يُضرب لمن يتّعظ إذا وُعظ ويتنبّه إذا نُبّه- *جسم البغال وأحلام العصافير*- {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُمْ بِهَذَا} " ° أولو الأحلام والنُّهى: ذوو الألباب والعقول- صِغَار الأحلام: سُذَّجٌ بُسَطَاء. 

حَلَمة [مفرد]: ج حَلَمات وحَلَم:
1 - جزء بارز من رأس الثّدي ترضع منه صغار الثّدييّات.
2 - رأس الثَّنْدوة عند الرجُل.
• حَلَمة اللسان: (طب) نتوء على السطح العلويّ للِّسان. 

حليم [مفرد]: ج حُلَماءُ، مؤ حليمة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حلُمَ/ حلُمَ على/ حلُمَ عن ° لا يَنْتَصف حليمٌ من جهول [مثل]: يُضْرب في غلبة الجهول للحليم؛ لأنّ الجاهل يُزيد عليه في المهاترة والحليم يربَأ بنفسه عن مغالبته في السَّفاهة.
• الحليم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي لا يُعجِّل بالعقوبة والانتقام، والذي لا يحبس إنعامَه عن عباده لأجل ذنوبهم، بل يرزق العاصي كما يرزق المُطيع، وذو الصَّفح مع القدرة على العقاب " {إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} ". 

حُلَيْمَات [جمع]
• الحُلَيْمَات: (جو) رواسب كلسيّة متحجِّرة من تحلُّب المياه، وهي تكون إمَّا في سقوف المغاور أو في أراضيها. 
الْحَاء وَاللَّام وَالْمِيم

الحُلْمُ والحُلُم: الرُّؤْيَا. وَالْجمع أحْلامٌ. وَقد حَلَم فِي نَومه يَحلُم حُلْما، واحتَلَم وانحَلَم، قَالَ بشر بن أبي خازم:

أحَقٌّ مَا رأيتَ أم احتلامُ؟

ويروى: أم انحِلامُ. وتحلَّمَ الحُلْمَ: اسْتَعْملهُ. وحَلَم بِهِ، وحَلَم عَنهُ، وتحلَّم عَنهُ: رأى لَهُ رُؤْيا، أَو رَآهُ فِي النّوم.

والحُلْمُ والاحتلامُ: الْجِمَاع وَنَحْوه فِي النّوم. وَالِاسْم الحُلُم. وَفِي التَّنْزِيل: (والذينَ لم يَبلُغوا الحُلُم) . وَالْفِعْل كالفعل.

والحِلْمُ: الأناة وَالْعقل، وَجمعه أحْلامٌ وحُلومٌ. وَفِي التَّنْزِيل: (أم تأمرُهم أحلامُهم بِهَذَا) قَالَ جرير:

هَل من حُلومٍ لأقوامٍ فتُنذِرَهم ... مَا جَرَّبَ الناسُ من عَضِّى وتَضْريسي

وَهَذَا أحد مَا جمع من المصادر.

وَرجل حَليمٌ من قوم أحْلامٍ وحُلَماءَ. وحَلُمَ حِلْما، صَار حَليما. وحَلُم عَنهُ وتَحلَّم، سَوَاء. وتَحلَّم: تكلّف الحِلْمَ. وحَلَّمه، جعله حَليما، قَالَ المخبل السَّعْدِيّ:

رَدُّوا صُدورَ الخيْلِ حتَّى تَنهنَهتْ ... إِلَى ذِي النُّهى واستيقهتْ للمُحَلِّمِ

أَي أطاعوا الَّذِي يأمُرُهم بالحِلْمِ. وَقيل: حلَّمه، أمره بالحِلْمِ.

وأحَْمت الْمَرْأَة، ولدت الحُلَماءَ.

والأحْلامُ: الْأَجْسَام لَا أعرف وَاحِدهَا.

والحَلَمةُ: الصَّغِيرَة من القردان، وَقيل: الضخم مِنْهَا، وَقيل: هُوَ آخر أسنانها.

وحَلم الْبَعِير حَلَما فَهُوَ حَلِمٌ: كثر عَلَيْهِ الحَلَمُ.

وعناق حَلِمَةٌ وتِحْلِمةٌ، وحَلِمَةٌ: نزع عَنْهَا الحَلَمُ.

والحَلَمةُ: دودة تكون بَين جلد الشَّاة الْأَعْلَى وجلدها الْأَسْفَل. وَقيل: الحَلَمةُ دود يَقع فِي الْجلد فيأكله، فَإِذا دبغ وهى مَوضِع الْأكل. وَالْجمع من ذَلِك كُله حَلَمٌ. وَقد حَلِمَ الْأَدِيم حَلَما، قَالَ:

فانَّك والكتِابَ إِلَى عَليّ ... كَدابِغةٍ وَقد حَلَم الأديمُ قَالَ أَبُو عبيد: الحَلَمُ أَن يَقع فِي الْأَدِيم دَوَاب، فَلم يخص الحَلَمَ، وَهَذَا مِنْهُ إغفال.

وأديم حَلِمٌ وحَليمٌ: فِيهِ الحَلَمُ.

وحَلَمتا الثديين: طرفاهما.

والحلَمَةُ: الثؤلول الَّذِي فِي وسط الثدي.

وتحلَّمَ المَال: سمن.

وتحلَّمَ الصَّبِي والضب واليربوع والجرذ والقراد: أقْبَلَ شحمه، قَالَ:

لَحَيْنَهم لَحْىَ العَصا فطردَنْهم ... إِلَى سَنَةٍ قِردانُها لم تَحَلَّمِ

ويروى: جرذانها. وَأما أَبُو حنيفَة فَخص بِهِ الْإِنْسَان. والحَليمُ، الشَّحْم الْمقبل، وَأنْشد:

فإنَّ قضاءَ المَحْلِ أهْوَنُ ضَيْعةً ... من المُخّ فِي أنقاءِ كُلِّ حَليمِ

وَقيل: الحليمُ هُنَا، الْبَعِير الْمقبل السّمن، فَهُوَ على هَذَا صفة، وَلَا أعرف لَهُ فعلا إِلَّا مزيداً.

وقتيلٌ حُلاَّمٌ: ذهب بَاطِلا قَالَ:

كُلُّ قتيلٍ فِي كُليب حُلاَّمْ

حَتَّى ينالَ القَتلُ آلَ هَمَّامْ

والحُلاَّمُ أَيْضا: ولد الْمعز. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ الجدي وَالْحمل الصَّغِير، يَعْنِي بِالْحملِ الخروف.

والحالومْ: ضرب من الأقط.

والحَلمَةُ: نَبَات ينْبت بِنَجْد فِي الرمل، فِي جعيثنة لَهَا زهر وورقها أخيشن وَعَلِيهِ شوك كَأَنَّهُ اظافير الْإِنْسَان، تطنى الْإِبِل وتزل أحناكها إِذا رعته، من العيدان الْيَابِسَة.

والحَلَمةُ: شَجَرَة السعدان وَهِي من أفاضل المرعى. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحَلمَةُ دون الذِّرَاع، لَهَا ورقة غَلِيظَة وأفنان وزهرة كزهرة شقائق النُّعْمَان، إِلَّا إِنَّهَا أكبر وَأَغْلظ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الحلمَةُ نبت من العشب فِيهِ غبرة، لَهُ مس أخشن، أَحْمَر الثَّمَرَة.

ومُحَلِّمٌ: نهر بِالْيَمَامَةِ، قَالَ الشَّاعِر:

فَسيْلٌ دَنا جَبَّارُه من مُحَلِّمِ

وَبَنُو مُحَلِّمٍ، وَبَنُو حلمَةَ: قبيلتان. وحَليمةُ: اسْم امْرَأَة.

وَيَوْم حَليمةَ: يَوْم مَعْرُوف. قَالَ:

يُورَّثْنَ من أزمانِ يومِ حليمةٍ ... إِلَى اليومِ قد جُرّبْنَ كلَّ التجارِبِ

وأحْلامُ نائمٍ: ضَرْبٌ من الثيابِ، وَلَا أَحُقُّها.

والحُلاَمُ: اسْم قبائل.

وحُلَيْمات: مَوضِع، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

كأنَّ أعناقَ المَطيّ البُزْلِ

بينَ حليماتٍ وبينَ الحَبْلِ

من آخرِ الليلِ جُذوعُ النخلِ

أَرَادَ أنَّها تمد أعناقها من التَّعَب وحُلَيمةُ، على لفظ التصغير: مَوضِع، قَالَ ابْن أَحْمَر يصف إبِلا:

تَتَبَّعُ أَوْضَاحًا بسُرَّةِ يَذبُلِ ... وتَرعى هَشيماً من حُلَيمةَ بالِيا

ومُحَلِّمٌ: نهر بِالْبَحْرَيْنِ. قَالَ الأخطل:

تَسلْسَلَ فِيهَا جدولٌ من مُحَلِّم ... إِذا زعزعْتها الريحُ كادتْ تُميلُها

حلم

1 حَلَمَ, (S, Msb, K, [in the CK, erroneously, حَلُمَ,]) aor. ـُ inf. n. حُلْمٌ (Msb, TA) and حُلُمٌ, of which the former is a contraction, (Msb,) [both used also as simple substs.,] He dreamed, or saw a dream or vision (S, Msb, K) فِى نَوْمِهِ (K) in his sleep; (S, * Msb, K;) as also ↓ احتلم (S, ISd, Msb, K,) and ↓ انحلم, (ISd, K,) and ↓ تحلّم. (K.) You say, حَلَمَ بِهِ, (S, K, [in the CK, again, erroneously, حَلُمَ,]) and عَنْهُ, (K,) and عَنْهُ ↓ تحلّم, (TA,) and حَلَمَهُ also, (S,) He dreamed, or saw a dream or vision, of it: (S, K:) or he saw it in sleep. (M, K.) And حَلَمَ بِالمَرْأَةِ He (a man) dreamed in his sleep that he was compressing the woman. (TA.) b2: [Hence,] حُلْمٌ and ↓ اِحْتِلَامٌ signify [The dreaming of] copulation in sleep: (K:) and the verbs are حَلَمَ and ↓ احتلم. (TA.) And [hence,] both signify The experiencing an emission of the seminal fluid; properly, in dreaming; and tropically if meaning, without dreaming, whether awake or in sleep, or by extension of the signification. (TA.) And hence, (Mgh,) حَلَمَ, (Mgh, Msb,) aor. ـُ inf. n. حُلْمٌ; (Mgh;) and ↓ احتلم; (Mgh, Msb;) He (a boy) attained to puberty, (Msb,) [or] to virility. (Mgh, Msb.) A2: حَلُمَ, with damm [to the ل], inf. n. حِلْمٌ, (S, Msb, K,) [He was, or became, forbearing, or clement;] he forgave and concealed [offences]: or he was, or became, moderate, gentle, deliberate, leisurely in his manner of proceeding or of deportment &c., patient as meaning contr. of hasty, grave, staid, sedate, or calm; (S, K;) and (assumed tropical:) intelligent: (K:) or he managed his soul and temper on the occasion of excitement of anger. (TA.) [See حِلْمٌ below.] You say, حَلْمَ عَنْهُ and ↓ تحلّم [He treated him with forbearance, or clemency, &c.]: both signify the same. (TA.) And يَحْلُمُ عَمَّنْ يَسُبُّهُ [He treats with forbearance, or clemency, &c., him who reviles him]. (TA in art. حمل.) A3: حَلِمَ, aor. ـَ (K,) inf. n. حَلَمٌ, (TA,) He (a camel) had [upon him] many ticks, such as are termed حَلَم. (K.) b2: Also the same verb, (S, K,) with the same inf. n., (S,) It (a hide, or skin,) had in it worms, such as are termed حَلَم, (S, K, TA,) whereby it was spoilt and perforated, (S, TA,) so that it became useless. (TA.) A poet says, (S,) namely, El-Weleed Ibn-'Okbeh, TA,) فَإِنَّكَ وَالكِتَابَ إِلَى عَلِىٍّ

كَذَابِغَةٍ وَقَدْ حَلِمَ الأَدِيمُ [For verily thou, as to the letter, or writing, to 'Alee, art like a woman tanning when the hide has become spoilt and perforated by worms]: (S, TA:) he was urging Mo'áwiyeh to contend in battle with 'Alee, [as though] saying to him, Thou labourest to rectify a matter that has become completely corrupt, like this woman who tans the hide that has become perforated and spoilt by the حَلَم. (TA.) [The latter hemistich of this verse is a prov.: see Freytag's Arab. Prov. ii. 346.]

A4: حَلَمَهُ, (K,) inf. n. حَلْمٌ, (TA,) He plucked the حَلَم from it; [app., accord. to the K, the worms thus called from a hide, or skin;] as also ↓ حلّمهُ: (K:) or, accord. to Az, he took from him, namely, a camel, the [ticks called]

حَلَم. (TA.) 2 حلّمهُ, (S, Mgh, Msb, K,) inf. n. تَحْلِيمٌ (S, K) and حِلَّامٌ, like كِذَّابٌ, (K,) signifies جَعَلَهُ حَلِيمًا [i. e. He made him to be forbearing, or clement, &c.; or he pronounced him to be so; or he called him so; or he held, or believed, or though, him to be so]: (S, K:) or he enjoined him الحِلْم [i. e. forbearance, or clemency, &c.]: (K:) or he attributed to him الحِلْم. (Mgh, Msb.) A2: حلم [so in the TA, evidently حلّم, (see 5, its quasi-pass.,)] also signifies It fattened a lamb, or kid; said of sucking. (TA.) b2: and He filled a skin. (TA.) A3: See also 1, last sentence.4 احلمت She (a woman) brought forth حُلَمَآء

[i. e. children that were forbearing, or clement, &c.]. (K.) 5 تحلّم: see 1, first and second sentences. b2: Also He affected, or pretended, to dream, or see a vision in sleep: whence, in a trad., تَحَلَّمَ مَا لَمْ يَحْلُمْ [He affected, or pretended, to have dreamed that which he did not dream]. (TA.) And He asserted himself falsely to have dreamed, or seen a vision in sleep. (TA.) And تحلّم الحُلْمَ i. q. اِسْتَعْمَلَهُ [He feigned the dream; or made use of it as a pretext]. (K.) A2: He affected, or endeavoured to acquire, (تَكَلَّفَ) [the quality termed] الحِلْم [i. e. forbearance, or clemency, &c.]. (S, K.) A poet says, تَحَلَّمْ عَنِ الأَدْنَيْنَ وَاسْتَبْقِ وُدَّهُمْ وَلَنْ تَسْتَطِيعَ الحِلْمَ حَتَّى تَحَلَّمَا [Endeavour thou to treat with forbearance the meaner sort of people, and preserve their love; for thou wilt not be able to be forbearing unless thou endeavour to be so]. (S.) b2: See also حَلُمَ عَنْهُ. b3: [Hence,] تَحَلَّمَتِ القِدْرُ (tropical:) The cooking-pot ceased to boil; contr. of جَهِلَت (TA in art. جهل.) b4: See also 6.

A3: It became fat; said of the [kind of lizard called] ضَبّ; (L in art. ملح;) and likewise of cattle: (K:) [or] it became fat and compact; said of a child, and of the ضَبّ: (S:) [or] it began to be fat; said of a child, and of the ضَبّ, (K,) and of the jerboa, and of the قُرَاد [or tick]; in the K, erroneously, جَرَاد. (TA.) b2: تَحَلَّمَتِ القِرْبَةُ The skin became full. (TA.) 6 تحالم He made a show of having الحِلْم [i. e. forbearance, or clemency, &c.], not having it; (S, TA; *) and ↓ تحلّم [in like manner] signifies [sometimes] he made a show of الحِلْم; expl. by أَظْهَرَ الحِلْمَ. (TA in art. فصح.) 7 إِنْحَلَمَ see 1.8 إِحْتَلَمَ see 1, in four places.

حَلْمٌ: see حِلْمٌ.

حُلْمٌ an inf. n. of حَلَمَ; as also ↓ حُلُمٌ. (Msb.) b2: And A dream, or vision in sleep; (S, K;) as also ↓ حُلُمٌ: (K:) accord. to most of the lexicologists, as well as F, syn. with رُؤْيَا: or it is specially such as is evil; and رؤيا is the contr.: this is corroborated by the trad., الرُّؤْيَا مِنَ اللّٰهِ وَالحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ [The رؤيا is from God, and the حلم is from the Devil]: (MF:) and by the phrase, in the Kur [xii. 44 and xxi. 5], أَضْغَاثُ

أَحْلَامٍ [The confused circumstances of dreams, or of evil dreams]: but each is used in the place of the other: (TA:) أَحْلَامٌ is the pl. (K.) b3: أَحْلَامُ نَائِمٍ [lit. The dreams of a sleeper;] a kind of thick cloths, or garments, (IKh, Z, TA,) striped, of the people of El-Medeeneh. (Z, TA.) حِلْمٌ [Forbearance; clemency;] the quality of forgiving and concealing [offences]: (Msb:) or moderation; gentleness; deliberateness; a leisurely manner of proceding, or of deportment, &c.; patience, as meaning contr. of hastiness: gravity; staidness; sedateness; calmness: syn. أَنَاةٌ: (S, K:) or these qualities with power or ability [to exercise the contrary qualities]; expl. by أَنَاةٌ and سُكُونٌ with قُدْرَةٌ and قُوَّةٌ: (Kull p. 167:) or the management of one's soul and temper on the occasion of excitement of anger: (TA:) or tranquillity on the occasion of emotion of anger: or delay in requiting the wrongdoer: (KT:) it is described by the term ثِقَلٌ, or gravity; like as its contr. [سَفَهٌ] is described by the terms خِقَّةٌ and عَجَلٌ, or levity, or lightness, and hastiness: (TA in art. رجح:) also (assumed tropical:) intelligence; (K;) which is not its proper signification, but a meaning assigned because it is one of the results of intelligence: and ↓ حَلْمٌ, with fet-h, is likewise said to have this last meaning; but this requires consideration: (TA:) the former is one of those inf. ns. that are [used as simple substs., and therefore] pluralized: (ISd, TA:) the pl. [of pauc.] is أَحْلَامٌ and [of mult.] حُلُومٌ. (K.) Hence, in the Kur [lii. 32], أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهٰذَا (K,) said to mean (assumed tropical:) Do their understandings enjoin them this? (TA.) And أُولُو الأَحْلَامِ, occurring in a trad., means (assumed tropical:) Persons of understanding. (TA.) حَلَمٌ: see حَلَمَةٌ, in two places.

حَلِمٌ A camel having [upon him] many ticks, such as are called حَلَم. (K.) And A camel spoilt by the abundance of those ticks that were upon him. (TA.) b2: Also A hide, or skin, spoilt and perforated by [the worms termed] حَلَم: and ↓ حَلِيمٌ, [in like manner,] a hide, or skin, spoilt by the حَلَم before it is stripped off. (TA.) And عَنَاقٌ حَلِمَةٌ A she-kid whose skin has been spoilt by the حَلَم; (K, * TA;) as also ↓ تَحْلِمَةٌ, of which the pl. is تَحَالِمُ: (K:) the pl. of حَلِمَةٌ is حِلَامٌ. (TA.) حُلُمٌ: see حُلْمٌ, in two places. b2: Also A [dream of] copulation in sleep. (K.) Hence, بَلَغَ الحُلُمَ He attained to puberty, or virility, in an absolute sense. (TA.) It is said in the Kur [xxiv. 58], وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا [And when your children attain to puberty, or virility, they shall ask permission to come into your presence]. (TA.) [And hence,] أَضْرَاسُ الحُلُمِ, (also called أَضْرَاسُ العَقْلِ, TA in art. ضرس,) [The teeth of puberty, or wisdom-teeth,] so called because they grow after the attaining to puberty, and the completion of the intellectual faculties: (S, L, Msb, all in art. نجذ:) they are four teeth that come forth after the [other] teeth have become strong. (TA in art. ضرس.) حَلَمَةٌ A small tick: (K:) or a large tick; (S, Mgh, Msb, K;) like عُلٌّ; (S;) and said to be like the head [or nipple, when small,] of a woman's breast: (Msb:) or a tick in the last stage of its growth; for at first, when small, it is called قَمْقَامَةٌ; then, حَمْنَانَةٌ; then, قُرَادٌ; and then, حَلَمَةٌ: (As, TA:) the pl., (S,) or [rather] coll. gen. n., (Mgh, Msb,) is ↓ حَلَمٌ. (S, Mgh, Msb.) b2: And hence, as being likened thereto, (Mgh,) (assumed tropical:) The head [or nipple, when small,] of a woman's breast, (T, S, Mgh,) in the middle of the سَعْدَانَة [or areola]; (T, TA;) in like manner called قُرَادٌ: (Mgh:) the little thing rising from the breast of a woman: (TA:) the حَبَّة [or small extuberance like a pimple] upon the head of the breast of a woman: (Msb:) the ثُؤْلُول [or small excrescence] in the middle of the breast of a woman: (K:) and the head [or nipple] of each of the two breasts of a man: (Msb:) the two together are termed ِحَلَمَتَان: (S:) the protuberant piece of flesh is termed حَلَمَةٌ as being likened in size to a large tick. (Msb.) b3: Also A certain worm, incident to the upper and lower skin of a sheep or goat, (As, S,) in consequence of which, when the skin is tanned, the place thereof remains thin: (S:) or a certain worm, incident to skin, which it eats, so that, when the skin is tanned, the place of the eating rends: pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ حَلَمٌ. (K.) A2: And A species of plant; (S, K;) accord. to As, also called يَنَمَةٌ: (S:) As is also related to have said that it is a plant of the kind termed عُشْب, having a dusty hue, a rough feel, and a red flower: another says that it grows in Nejd, in the sands, has a blossom, and roughish leaves, and thorns resembling the nails of a man; and that the camels suffer adhesion of the spleen to the side, and their young are cast, [for وتزل اخياكها (an evident mistranscription in the TA), I read وَتزِلُّ أَحْبَالُها,] when they depasture it from the dry branches: accord. to AHn, it is [a plant] less than a cubit [in height], having a thick, or rough, leaf, and branches, and a flower like that of the anemone, except that it is larger, and thicker, or rougher: accord. to the K, it signifies also the tree [or plant] called سَعْدَان; which is one of the most excellent kinds of pasture: but Az says, it has nothing in common with the سعدان, which is a herb having round [heads of] prickles; whereas the حلمة has no prickles, but is a well-known kind of جَنْبَة; and I have seen it: (TA:) [Dmr, accord. to Golius, describes it as “ a herb less than the arnoglossa ” (or arnoglossum), “ whitening in the leaves, and downy. ”]

حَلِيمٌ Having حِلْم [i. e. forbearance, or clemency, &c.; forbearing, or clement, &c.]: (Mgh, Msb, K:) pl. حُلَمَآءُ and أَحْلَامٌ. (K.) In the Kur xi. 89, it is said to be used by way of scoffing [or irony]. (TA.) الحَلِيمُ is one of the names of God; meaning [The Forbearing, or Clement, &c.; or] He Whom the disobedience of the disobedient does not flurry, nor anger against them disquiet, but Who has appointed to everything a term to which it must finally come. (TA.) b2: حَلِيمَةٌ مُغْتَاظَةٌ (tropical:) [lit. Calm, angry; or the like; because what it contains is sometimes still and sometimes boiling;] is an appellation given to a stone cooking-pot. (A and TA in art. غيظ.) A2: A fat camel: (S:) or a camel becoming fat. (ISd, K.) ISd says, I know not any unaugmented verb belonging to it in this sense. (TA.) A3: and Coming fat. (ISd, K.) A4: See also حَلِمٌ.

حَالِمٌ originally signifies ↓ مُحْتَلِمٌ [i. e. Dreaming: and particularly dreaming of copulation: and experiencing an emission of the seminal fluid in dreaming]. (Mgh.) b2: Hence used in a general sense, (Mgh,) meaning One who has attained to puberty, or virility; (A Heyth, Mgh, Msb, TA;) as also ↓ مُحْتَلِمٌ. (Msb, TA.) حَالُومٌ A sort of أَقِط [q. v. ; i. e. a certain preparation of dried curd]: (ISd, K:) or milk that is made thick, so that it becomes like fresh cheese; (S, K;) but this it is not: (S:) a word of the dial. of Egypt. (TA.) أَحْلَامٌ Bodies; syn. أَجْسَامٌ. (ISd, K.) ISd says, I know not any sing. of it [in this sense]. (TA.) A2: It is also pl. of حُلْمٌ: A3: and of حِلْمٌ: A4: and of حَلِيمٌ. (K.) تَحْلِمَةٌ: see حَلِمٌ.

مُحْتَلِمٌ: see حَالِمٌ, in two places.

حلم: الحُلْمُ والحُلُم: الرُّؤْيا، والجمع أَحْلام. يقال: حَلَمَ

يَحْلُمُ إذا رأَى في المَنام. ابن سيده: حَلَمَ في نومه يَحْلُمُ حُلُماً

واحْتَلَم وانْحَلَمَ؛ قال بشر بن أبي خازم:

أَحَقٌّ ما رأَيتَ أمِ احْتِلامُ؟

ويروى أم انْحِلامُ. وتَحَلَّمَ الحُلْمَ: استعمله. وحَلَمَ به وحَلَمَ

عنه وتَحَلَّم عنه: رأَى له رُؤْيا أو رآه في النوم. وفي الحديث: من

تَحَلَّم ما لم يَحْلُمْ كُلِّفَ أنْ يَعقِدَ بين شَعيرتين، أي قال إنه رأى

في النوم ما لم يَرَهُ. وتَكَلَّفَ حُلُماً: لم يَرَه. يقال: حَلَم،

بالفتح، إذا رأَى، وتَحَلَّم إذا ادعى الرؤْيا كاذباً، قال: فإن قيل كَذِبُ

الكاذِبِ في منامِه لا يزيد على كَذبه في يَقَظَتِه، فلِمَ زادَتْ عُقوبته

ووعيده وتَكليفه عَقْدَ الشعيرتين؟ قيل: قد صح الخَبَرُ أَن الرؤيا

الصادقة جُزْءٌ من النُّبُوَّة، والنبوةُ لا تكون إلاَّ وَحْياً، والكاذب في

رؤياه يَدَّعِي أن الله تعالى أراه ما لم يُرِهِ، وأَعطاه جزءاً من النبوة

ولم يعطه إياه، والكذِبُ على الله أَعظم فِرْيَةً ممن كذب على الخلق أو

على نفسه. والحُلْمُ: الاحتلام أيضاً، يجمع على الأحْلامِ. وفي الحديث:

الرؤيا من الله والحُلْمُ من الشيطان، والرؤيا والحُلْمُ عبارة عما يراه

النائم في نومه من الأَشياء، ولكن غَلَبت الرؤيا على ما يراه من الخير

والشيء الحسن، وغلب الحُلْمُ على ما يراه من الشر والقبيح؛ ومنه قوله:

أَضْغاثُ أَحْلامٍ، ويُستعمل كلُّ واحد منهما موضع الآخر، وتُضَم لامُ

الحُلُمِ وتسكن. الجوهري: الحُلُمُ، بالضم، ما يراه النائم. وتقول: حَلَمْتُ

بكذا وحَلَمْتُه أيضاً؛ قال:

فَحَلَمْتُها وبنُو رُفَيْدَةَ دونها،

لا يَبْعَدَنَّ خَيالُها المَحْلُومُ

(* هذا البيت للأخطل).

ويقال: قد حَلَم الرجلُ بالمرأَة إذا حَلَم في نومه أنه يباشرها، قال:

وهذا البيت شاهد عليه. وقال ابن خالوَيْه: أَحْلامُ نائمٍ ثِيابٌ غِلاظٌ

(* قوله «أحلام نائم ثياب غلاظ» عبارة الأساس: وهذه أحلام نائم للأماني

الكاذبة. ولأهل المدينة ثياب غلاظ مخططة تسمى أحلام نائم، قال:

تبدلت بعد الخيزران جريدة * وبعد ثياب الخز أحلام نائم

يقول: كبرت فاستبدلت بقدّ في لين الخيزران قدّاً في يبس الجريدة وبجلد

في لين الخز جلداً في خشونة هذه الثياب). والحُلْم والاحْتِلامُ: الجِماع

ونحوه في النوم، والاسم الحُلُم. وفي التنزيل العزيز: لم يبلغوا

الحُلُمَ؛ والفِعْل كالفِعْل. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أمر

مُعاذاً أن يأْخذ من كل حالِمٍ ديناراً يعني الجزية؛ قال أَبو الهيثم: أراد

بالحالِمِ كلَّ من بَلَغَ الحُلُمَ وجرى عليه حُكْمُ الرجال، احتَلَمَ

أو لم يَحْتَلِم. وفي الحديث: الغُسْلُ يومَ الجمعة واجب على كل حالِمٍ

إنما هو على من بلغ الحُلُم أي بلغ أن يَحْتَلم أو احْتَلَم قبل ذلك، وفي

رواية: مُحْتَلِمٍ أي بالغ مُدْرِك.

والحِلْمُ، بالكسر: الأَناةُ والعقل، وجمعه أَحْلام وحُلُومٌ. وفي

التنزيل العزيز: أمْ تَأْمُرُهُم أَحْلامُهم بهذا؛ قال جرير:

هَلْ مِنْ حُلُومٍ لأَقوامٍ، فَتُنْذِرَهُم

ما جَرَّبَ الناسُ من عَضِّي وتَضْرِيسي؟

قال ابن سيده: وهذا أحد ما جُمِعَ من المصادر. وأَحْلامُ القوم:

حُلَماؤهم، ورجل حَلِيمٌ من قوم أَحْلامٍ وحُلَماء، وحَلُمَ، بالضم، يحْلُم

حِلْماً: صار حَليماً، وحلُم عنه وتَحَلَّم سواء. وتَحَلَّم: تكلف الحِلْمَ؛

قال:

تَحَلَّمْ عن الأدْنَيْنَ واسْتَبْقِ وُدَّهم،

ولن تستطيعَ الحِلْمَ حتى تَحَلَّما

وتَحالَم: أَرَى من نفسه ذلك وليس به. والحِلْم: نقيضُ السَّفَه؛ وشاهدُ

حَلُمَ الرجُلُ، بالضم، قولُ عبد الله بن قَيْس الرُّقَيَّات:

مُجَرَّبُ الحَزْمِِ في الأُمورِ، وإن

خَفَّتْ حُلُومٌ بأَهلِها حَلُمَا

وحَلَّمه تَحليماً: جعله حَلِيماً؛ قال المُخَبَّل السعدي:

ورَدُّوا صُدورَ الخَيْل حتى تَنَهْنَهَتْ

إلى ذي النُّهَى، واسْتَيْدَهُوا للمُحَلِّمِ

أي أَطاعوا الذي يأْمرهم بالحِلْمِ، وقيل

(* قوله «أي أطاعوا الذي

يأمرهم بالحلم وقيل إلخ» هذه عبارة المحكم، والمناسب أن يقول: أي أطاعوا من

يعلمهم الحلم كما في التهذيب، ثم يقول: وقيل حلمه أمره بالحلم، وعليه فمعنى

البيت أطاعوا الذي يأمرهم بالحلم): حَلَّمه أمره بالحِلْمِ. وفي حديث

النبي، صلى الله عليه وسلم، في صلاة الجماعة: لِيَلِيَنِّي منكم أُولوا

الأَحْلام والنُّهَى أي ذوو الألباب والعقول، واحدها حِلْمٌ، بالكسر، وكأَنه

من الحِلْم الأَناة والتثبُّت في الأُمور، وذلك من شِعار العقلاء.

وأَحْلَمَت المرأَةُ إذا ولدت الحُلَماء.

والحَلِيمُ في صفة الله عز وجل: معناه الصَّبور، وقال: معناه أنه الذي

لا يسْتَخِفُّهُ عِصْيان العُصاة ولا يستفِزّه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل

شيءٍ مِقْداراً، فهو مُنْتَهٍ إليه. وقوله تعالى: إنك لأنت الحَلِيمُ

الرَّشِيدُ؛ قال الأَزهري: جاء في التفسير أَنه كِنايةٌ عن أَنهم قالوا إنك

لأَنتَ السَّفِيهُ الجاهل، وقيل: إنهم قالوه على جهة الاستهزاء؛ قال ابن

عرفة: هذا من أَشدّ سِباب العرب أن يقول الرجل لصاحبه إذا استجهله يا

حَلِيمُ أَي أنت عند نفسك حَلِيمٌ وعند الناس سَفِيهٌ؛ ومنه قوله عز وجل:

ذُقْ إنك أنت العزيز الكريم؛ أي بزعمك وعند نفسك وأَنتَ المَهِينُ

عندنا.ابن سيده: الأَحْلامُ الأَجسام، قال: لا أعرف واحدها.

والحَلَمَةُ: الصغيرة من القِرْدانِ، وقيل: الضخم منها، وقيل: هو آخر

أَسنانها، والجمع الحَلَمُ وهو مثل العَلّ؟؟، وفي حديث ابن عمر: أَنه كان

يَنْهَى أن تُنْزَع الحَلَمَةُ عن دابته؛ الحَلَمَةُ، بالتحريك: القرادة

الكبيرة. وحَلِمَ البعيرُ حَلَماً، فهو حَلِمٌ: كثر عليه الحَلَمُ، وبعِير

حَلِمٌ: قد أفسده الحَلَمُ من كثرتها عليه. الأصمعي: القرادُ أَوّل ما

يكونُ صغيراً قَمْقامَةٌ، ثم يصير حَمْنانةً، ثم يصير قُراداً، ثم حَلَمَة.

وحَلَّمْتُ البعير: نزعت حَلَمَهُ. ويقال: تَحَلَّمَتِ القِرْبةُ امتلأت

ماء، وحَلَّمْتُها ملأْتها. وعَناقٌ حَلِمة وتِحْلِمَةٌ

(* قوله «وعناق

حلمة وتحلمة» كذا هو مضبوط في المحكم بالرفع على الوصفية وبكسر التاء

الأولى من تحملمة وفي التكملة مضبوط بكسر تاء تحلمة والجر بالاضافة وكذا

فيما يأتي من قوله وجماعة تحلمة تحالم): قد أَفسد جلدَها الحَلَمُ، والجمع

الحُلاَّمُ. وحَلَّمَهُ: نزع عنه الحَلَمَ، وخصصه الأزهري فقال:

وحَلَّمْتُ الإبل أخذت عنها الحَلَم، وجماعة تِحْلِمَةٌ تَحالِمُ: قد كثر الحَلَمُ

عليها.

والحَلَمُ، بالتحريك: أن يَفْسُد الإهابُ في العمل ويقعَ فيه دود

فيَتَثَقَّبَ، تقول منه: حَلِمَ، بالكسر.

والحَلَمَةُ: دودة تكون بين جلد الشاة الأَعلى وجلدها الأسفل، وقيل:

الحَلَمةُ دودة تقع في الجلد فتأْكله، فإذا دُبغَ وَهَي موضعُ الأَكل فبقي

رقيقاً، والجمع من ذلك كلِّه حَلَمٌ، تقول منه: تَعَيَّب الجلدُ وحَلِمَ

الأَديمُ يَحْلَمُ حَلَماً؛ قال الوَليد بن عُقْبَةَ ابن أبي عُقْبَةَ

(*

قوله «عقبة بن أبي عقبة» كذا بالأصل، والذي في شرح القاموس: عقبة بن أبي

معيط اهـ. ومثله في القاموس في مادة م ع ط). من أبيات يَحُضُّ فيها

مُعاوية على قتال عليّ، عليه السلام، ويقول له: أنتَ تسعى في إصلاح أمر قد

تمَّ فسادُه، كهذه المرأَة التي تَدْبُغُ الأَديم الحَلِمَ الذي وقعت فيه

الحَلَمَةُ، فنَقَّبَته وأفسدته فلا ينتفع به:

أَلا أَبْلِغْ معاوِيةَ بنَ حَرْبٍ

بأَنَّكَ، من أَخي ثِقَةٍ، مُلِيمُ

قطعتَ الدَّهْرَ كالسَّدِم المُعَنَّى،

تُهَدِّرُ في دِمَشْق وما تَرِيمُ

فإنَّكَ والكتابَ إلى عليٍ،

كدابِغةٍ وقد حَلِمَ الأَدِيمُ

لكَ الوَيْلاتُ، أقْحِمْها عليهم،

فخير الطالِبي التِّرَةِ الغَشُومُ

فقَوْمُكُ بالمدينة قد تَرَدَّوْا،

فَهُمْ صَرْعى كأَنَّهُمُ الهَشِيمُ

فلو كنتَ المُصابَ وكان حَيّاً،

تَجَرَّدَ لا أَلَفُّ ولا سَؤْومُ

يُهَنِّيكَ الإمارةَ كلُّ رَكْبٍ

من الآفاق، سَيْرُهُمُ الرَّسِيمُ

ويروى:

يُهَنِّيك الإمارةَ كلُّ ركبٍ،

لانْضاءِ الفِراقِ بهم رَسِيمُ

قال أبو عبيد: الحَلَمُ أن يقع في الأَديم دوابُّ فلم يَخُصَّ الحَلَم؛

قال ابن سيده: وهذا منه إغفال. وأَديم حَلِمٌ وحَلِيم: أَفسده الحَلَمُ

قبل أن يسلخ. والحَلَمَةُ: رأْس الثَّدْي، وهما حَلَمتان، وحَلَمَتا

الثَّدْيَيْن: طَرَفاهما. والحَلَمَةُ: الثُّؤْلول الذي في وسط

الثَّدْيِ.وتَحَلَّم المالُ: سمن. وتَحَلَّم الصبيُّ والضَّبُّ واليَرْبوع

والجُرَذ والقُراد: أقبل شحمه وسَمن واكتنز؛ قال أوس بن حَجَر:

لحَيْنَهُمُ لَحْيَ العَصا فطرَدْنَهُمْ

إلى سَنةٍ، قِرْدانُها لم تَحَلَّمِ

ويروى: لحَوْنَهم، ويروى: جِرْذانها، وأما أَبو حنيفة فخص به الإنسان.

والحَلِيم: الشحم المقبل؛ وأَنشد:

فإن قَضاءَ المَحْلِ أَهْوَنُ ضَيْعَةً

من المُخِّ في أَنقاءِ كلِّ حَلِيم

وقيل: الحَلِيمُ هنا البعير المُقْبِلُ السِّمَنِ فهو على هذا صفة؛ قال

ابن سيده: ولا أعرف له فعلاً إلاَّ مَزيداً.

وبعير حَلِيمٌ أي سمين.

ومُحَلِّم في قول الأعشى:

ونحن غداةَ العَيْنِ، يومَ فُطَيْمةٍ،

مَنَعْنا بني شَيْبان شُرْبَ مُحَلِّمِ

هو نهر يأْخذ من عين هَجَرَ؛ قال لبيد يصف ظُعُناً ويشبهها بنخيل

كَرَعَتْ في هذا النهر:

عُصَبٌ كَوارِعُ في خَليج مُحَلِّمٍ

حَمَلَت، فمنها مُوقَرٌ مكْمومُ

وقيل: مُحَلِّمٌ نهر باليمامة؛ قال الشاعر:

فَسِيلٌ دنا جَبَّارُه من مُحَلِّمٍ

وفي حديث خزيمة وذكر السنة: وبَضَّت الحَلَمَةُ أَي دَرَّتْ حَلَمةُ

الثدي وهي رأْسه، وقيل: الحَلَمةُ نبات ينبت في السهل، والحديثُ يحتملهما،

وفي حديث مكحول: في حَلَمَةِ ثدي المرأَة رُبع دِيَتِها. وقَتيلٌ

حُلاَّمٌ: ذهب باطلاً؛ قال مُهَلْهِلٌ:

كلُّ قتيلٍ في كُلَيْبٍ حُلاَّمْ،

حتى ينال القَتْلُ آل هَمّامْ

والحُلامُ والحُلاَّمُ: ولد المعز؛ وقال اللحياني: هو الجَدْيُ

والحَمَلُ الصغير، يعني بالحمل الخروفَ. والحُلاَّمُ: الجدي يؤخذ من بطن أُمه؛

قال الأصمعي: الحُلاَّمُ والحُلاَّنُ، بالميم والنون، صغار الغنم. قال ابن

بري: سمي الجدي حُلاَّماً لملازمته الحَلَمَةَ يرضعها؛ قال مُهَلْهِلٌ:

كل قتيل في كليب حُلاَّمْ

ويروى: حُلاّن؛ والبيتُ الثاني:

حتى ينال القتلُ آل شَيْبانْ

يقول: كلُّ من قُتِلَ من كُلَيْبٍ ناقصٌ عن الوفاء به إلا آل همام أو

شيبان. وفي حديث عمر: أنه قَضى في الأَرْنَب يقتلُه المُحْرِمُ بحُلاَّم،

جاء تفسيره في الحديث: أنه هو الجَدْيُ، وقيل: يقع على الجَدْي والحَمَل

حين تضعه أُمّه، ويروى بالنون، والميم بدل منها، وقيل: هو الصغير الذي

حَلَّمهُ الرَّضاعُ أي سَمَّنَهُ فتكون الميم أَصلية؛ قال أَبو منصور: الأصل

حُلاَّن، وهو فُعْلان من التحليل، فقلبت النونُ ميماً. وقال عَرّام:

الحُلاَّنُ ما بَقَرْتَ عنه بطن أُمه فوجدته قد حَمَّمَ وشَعَّرَ، فإن لم

يكن كذلك فهو غَضِينٌ، وقد أَغْضَنَتِ الناقةُ إذا فعلت ذلك. وشاة

حَلِيمةٌ: سمينة. ويقال: حَلَمْتُ خَيالَ فلانة، فهو مَحْلُومٌ؛ وأَنشد بيت

الأخطل:

لا يَبْعَدَنَّ خيالُها المَحْلُوم

والحالُوم، بلغة أَهل مصر: جُبْنٌ لهم. الجوهري: الحالُومُ لبن يغلُط

فيصير شبيهاً بالجبن الرطب وليس به. ابن سيده: الحالُومُ ضرب من

الأَقِط.والحَلَمةُ: نبت؛ قال الأصمعي: هي الحَلَمةُ واليَنَمة، وقيل: الحَلَمةُ

نبات ينبت بنَجْدٍ في الرمل في جُعَيْثنة، لها زهر وورقها أُخَيْشِنٌ

عليه شوك كأَنه أَظافير الإنسان، تَطْنى الإبل وتَزِلُّ أَحناكُها، إذا

رعته، من العيدان اليابسة. والحَلَمَةُ: شجرة السَّعْدان وهي من أَفاضل

المَرْعَى، وقال أَبو حنيفة: الحَلَمةُ دون الذراع، لها ورقة غليظة وأفْنانٌ

وزَهْرَةٌ كزهرة شَقائق النُّعْمانِ إلا أنها أكبر وأَغلظ، وقال

الأَصمعي: الحَلَمةُ نبت من العُشْبِ فيه غُبْرَةٌ له مَسٌّ أَخْشَنُ أَحمر

الثمرة، وجمعها حَلَمٌ؛ قال أَبو منصور: ليست الحَلَمَةُ من شجر السَّعْدان في

شيء؛ السَّعدانُ بَقْلٌ له حَسَكٌ مستدير له شوك مستدير

(* قوله «له شوك

مستدير» كذا بالأصل، وعبارة ابي منصور في التهذيب: له حسك مستدير ذو شوك

كثير)، والحَلَمةُ لا شوك لها، وهي من الجَنْبةِ معروفة؛ قال الأزهري:

وقد رأَيتها، ويقال للحَلَمَةِ الحَماطةُ، قال: والحَلَمةُ رأْس الثَّدْيِ

في وسط السَّعْدانة؛ قال أَبو منصور: الحَلَمةُ الهُنَيَّةُ الشاخصة من

ثَدْيِ المرأَة وثُنْدُوَة الرجل، وهي القُراد، وأَما السَّعْدانة فما

أَحاطَ بالقُراد مما خالف لونُه لون الثَّدْيِ، واللَّوْعَةُ السواد حول

الحَلَمةِ.

ومُحَلِّم: اسم رجل، ومن أَسماء الرجل مُحَلِّمٌ، وهو الذي يُعَلّم

الحِلْمَ؛ قال الأعشى:

فأَمَّا إذا جَلَسُوا بالعَشِيّ

فأَحْلامُ عادٍ، وأَيْدي هُضُمْ

ابن سيده: وبنو مُحَلَّمٍ وبنو حَلَمَةَ قبيلتان. وحَلِيمةُ: اسم

امرأَة. ويوم حَلِيمةَ: يوم معروف أحد أَيام العرب المشهورة، وهو يوم التقى

المُنْذِرُ الأَكبر والحَرثُ الأَكبر الغَسَّانيّ، والعرب تَضْرِبُ المَثَلَ

في كل أمر مُتَعالَمٍ مشهور فتقول: ما يَوْمُ حَلِيمةَ بِسِرٍّ، وقد

يضرب مثلاً للرجل النابهِ الذِّكْرِ، ورواه ابن الأَعرابي وحده: ما يوم

حَلِيمةَ بشَرٍّ، قال: والأَول هو المشهور؛ قال النابغة يصف السيوف:

تُوُرِّثْنَ من أَزمان يومِ حَلِيمةٍ

إلى اليوم، قد جُرّبْنَ كلَّ التَّجارِبِ

وقال الكلبي: هي حَليمةُ بنت الحَرِث بن أَبي شِمْر، وَجَّهَ أَبوها

جيشاً إلى المُنْذِرِ بن ماء السماء، فأَخْرجَتْ حليمةُ لهم مِرْكَناً

فطَيَّبتهم.

وأَحْلام نائمٍ: ضرب من الثياب؛ قال ابن سيده: ولا أَحقُّها.

والحُلاَّمُ: اسم قبائل. وحُلَيْماتٌ، بضم الحاء: موضع، وهُنَّ أكمات بطن فَلْج؛

وأَنشد:

كأَنَّ أَعْناقَ المَطِيِّ البُزْلِ،

بين حُلَيْماتٍ وبين الجَبْلِ

من آخر الليل، جُذُوعُ النَّخلِ

أَراد أنها تَمُدُّ أَعناقها من التعب. وحُلَيْمَةُ، على لفظ التحقير:

موضع؛ قال ابن أَحمر يصف إبلاً:

تَتَبَّعُ أوضاحاً بسُرَّةِ يَذْبُلٍ،

وتَرْعَى هَشِيماً من حُلَيْمةَ بالِياً

ومُحَلِّمٌ: نهر بالبحرين؛ قال الأخطل:

تَسَلسَلَ فيها جَدْوَلٌ من مُحَلِّمٍ،

إذا زَعْزَعَتْها الريحُ كادتْ تُمِيلُها

الأزهري: مُحَلِّمٌ عينٌ ثَرَّةٌ فَوَّارة بالبحرين وما رأَيت عيناً

أكثر ماء منها، وماؤها حارّ في مَنْبَعِه، وإذا بَرَد فهو ماء عَذْبٌ؛ قال:

وأَرى مُحَلِّماً اسمَ رجل نُسِبَت العينُ إليه، ولهذه العين إذا جرت في

نهرها خُلُجٌ كثيرة، تسقي نخيل جُؤاثا وعَسَلَّج وقُرَيَّات من قرى

هَجَرَ.

حلم

(الحُلْمُ، بالضَّمِّ وبِضَمَّتَيْن: الرُّؤْيَا) ، وعَلى الضَّمّ اقْتصر الجوهريُّ، وَقَالَ: هُوَ مَا يَراهُ النائمُ. قَالَ شيخُنا: فَهْمَا مُتَرادِفان، وَعَلِيهِ مَشى أكثرُ أهلِ اللَّغة، وَفرق بَينهمَا الشارعُ فَخَصّ الرُؤْيا بالخَيْر وخَصّ الحُلْمَ بِضِدّه، ويؤيّده حَدِيثُ: ((الرُؤْيا مِنَ اللهِ والحُلْمُ من الشَّيْطان)) . وَقد أَوْضَح الفَرْقَ بَينهمَا صاحبُ حاشِيَة المَواهِب فِي الْأَوَائِل.
قلتُ: ويؤيّده أَيْضا قولُه تعالَى: {أَضْغَثُ أَحْلَمٍ} وَقد يُسْتَعْمَل كلّ مِنْهُمَا فِي موضعِ الآخَرِ: (ج: أَحْلاَمٌ) ، كَقُفْلٍ وَأَقْفالٍ، وعُنُقٍ وَأَعْناقٍ. و (حَلَمَ فِي نَوْمِهِ) يَحْلُمُ حُلْمًا (واحْتَلَمَ، وتَحَلَّمَ، وانْحَلَمَ) ، قَالَ بِشْرُ بن أبي خازِم:

(أَحَقٌّ مَا رَأَيْت أَمِ احْتِلامُ ... )

ويُرْوَى أم انْحِلام، وَاقْتصر الجوهريّ على الأُوليَيْن، وَلم يذكر ابنُ سِيدَه تَحَلَّم.
(وتَحَلَّمَ الحُلْمَ) أَي: (اسْتَعْمَلَهُ) .
(وحَلَمَ بِه، و) حَلَمَ (عَنْهُ) ، وتَحَلَّمَ عَنهُ: (رَأَى لَهُ رُؤْيَا، أَو رَآهُ فِي النَّوْمِ) ، وَفِي الْمُحكم: أَي: رَآه فِي النَّوْم.
وَقَالَ الجوهريّ: حَلَمْتُ بِكَذَا وحَلَمْتُه أَيْضا، وَأنْشد:
(فحَلَمْتُها وبَنُو رُفَيْدَةَ دُونَها ... لَا يَبْعَدَنَّ خَيالُها المَحْلُومُ)

انْتهى. ويُقال: حَلَمَ الرجلُ بالمَرْأَةِ: إِذا حَلَم فِي نَوْمِه أَنّه يُباشِرُها.
(والحُلْمُ، بالضَّمِّ والاحْتِلامُ: الجِماعُ فِي النَّوْمِ، والاسْمُ الحُلُمُ، كَعُنُقٍ) ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {لم يبلغُوا الْحلم} والفِعْلُ كالفِعْلِ. وَفِي الحَدِيث: ((أَمَرَ مُعاذًا أَنْ يَأْخُذَ من كُلّ حالِمٍ دِينارًا)) ، يَعْنِي: الجِزْيَةَ، قَالَ أَبُو الهَيْثَم: أَرَادَ بالحالِمِ كُلَّ مَنْ بَلَغَ الحُلُمَ وجَرَى عَلَيْهِ حُكْم الرِّجال، حَلَمَ أَو لم يَحْتَلِم، وَفِي حديثٍ آخر: ((الغُسْلُ يَوْم الجُمُعَةِ واجِبٌ على كُلّ حالِمٍ)) إِنَّما هُوَ على من بَلَغ الحُلُمَ، أَي: بَلَغ أَنْ يَحْتَلِمَ أَو احْتَلَم قَبْلَ ذلِك، وَفِي رِوايةٍ: ((مُحْتَلِم)) ، أَي: بالِغٍ مُدْرِك.
وَقَالَ التَّقِيُّ السُّبْكِيّ فِي ((إِبْراز الحِكَمِ فِي شَرْحِ حَدِيث: رُفِعَ القَلَم)) مَا نَصُّهُ: أَجْمَعَ العُلماءَ أَنَّ الاحْتِلامَ يَحْصُلُ بِهِ البُلُوغ فِي حقّ الرَّجُلِ، ويَدُلّ لذلِكَ قولُه تعَالَى: {وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَلُ مِنكُمُ الحُلُمَ فَلْيَسْتَئذِنُوا} ، وقولُهُ

فِي هَذَا الحَدِيث: ((وَعَن الصَّبِيّ حَتَّى يَحْتَلِمَ)) وَهِي روايةُ ابْن أبي السَّرْح عَن ابنِ عَبّاس، قَالَ: والآيةُ أَصْرَحُ فَإِنَّها ناطِقَةٌ بالأَمْر بعد الحُلُم، وَورد أَيْضا عَن عَلِيّ رَضِي الله عَنهُ رَفَعَه: ((لَا يُتْمَ بعد احْتِلامٍ وَلَا صَمَاتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْل)) رَوَاهُ أَبُو داوُدَ، وَالْمرَاد بالاحْتِلام خُروجُ المَنِيّ سَوَاء كَانَ فِي اليَقَظَةِ أم فِي المَنامِ بِحُلْمٍ أَو غير حُلْمٍ. ولمّا كَانَ فِي الغَالِبِ لَا يَحْصُلُ إِلاّ فِي النَّوْمِ بِحُلْمٍ أُطْلِقَ عَلَيْهِ الحُلْمُ والاحْتِلامُ، وَلَو وُجِد الاحتلامُ من غير خُرُوج مَنِيّ فَلَا حُلْمَ لَهُ. ثمَّ قَالَ: وقولُه فِي الحَديث: ((حَتَّى يَحْتَلِمَ)) دليلُ البُلُوغ بِذلِك وَهُوَ إِجْماعٌ، وَهُوَ حقيقةٌ فِي خُرُوج المَنِيّ بالاحْتِلام، ومجازٌ فِي خُرُوجه بغيرِ احْتلامٍ يقظَةً أَو مَنامًا، أَو منقولٌ فِيمَا هُوَ أَعَمّ من ذَلِك، وَيخرج مِنْهُ الاحْتِلام بِغَيْر خُرُوجِ مَنِيٍّ إِنْ أَطْلَقْناه عَلَيْهِ مَنْقُولًا عَنهُ، أَو لكَوْنه فَرْدًا من أَفْرادِ الاحْتِلام، انْتهى.
(والحِلْمُ، بالكَسْرِ: الأَناةُ والعَقْلُ) وَقيل: ضَبْطُ النَّفْسِ والطَّبْعِ عَن هَيَجانِ الغَضَب، (ج: أَحْلامٌ وحُلُومٌ) . قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ أَحَدُ مَا جُمِعَ من المَصادِر، (وَمِنْه) قولُه تَعَالَى: { (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَمُهُم بِهَذَا} } . قيل: مَعْناهُ عُقُولُهم وَلَيْسَ الحِلْم فِي الْحَقِيقَة العَقْل، لَكِن فَسَّرُوه بِذلِك لكَوْنِهِ من مُسَبِّبات العَقْل، وَفِي الحَدِيث: ((لَيَلِيَنِّي مِنْكُم أُولُو الأَحْلامِ والنُّهَى)) أَي:: ذَوُو الأَلْباب والعُقول، وَقَالَ جَرِيرٌ:
(هَلْ مِنْ حُلُومٍ لأَقْوامٍ فَتُنْذِرَهُم ... مَا جَرَّبَ الناسُ من عَضِّي وتَضْرِيسي)

(وهُوَ حَلِيمٌ) كَأَمِيرٍ، وَمِنْه قولُه تعالَى: {إِنَّكَ لأَنَتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} . قيل: إِنَّهم قَالُوهُ على جِهَة الاسْتِهْزاء. (ج: حُلَماءُ وَأَحْلامٌ)) كَكُرَماء وكَرِيم وشَهِيدٍ وَأَشْهاد، (وَقد حَلُمَ، بالضَّمِّ،
حِلْماً) : صَار حَلِيمًا، قَالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيّات:
(مُجَرَّبُ الحَزْمِ فِي الأُمُورِ وإِنْ ... خَفَّتْ حُلُومٌ بِأَهْلِها حَلُمَا)

(وَتَحَلَّمَ) الرجلُ: (تَكَلَّفَهُ) ، أنشَدَ الجَوْهَريّ:
(تَحَلَّمْ عَن الأَدْنَيْنَ واسْتَبْقِ وُدَّهُمْ ... ولَنْ تَسْتَطِيعَ الحِلْمَ حَتَّى تَحَلَّما)

(و) تَحَلَّمَ (المالُ: سَمِنَ، و) تَحَلَّم، (الصَّبِيُّ والضَّبُّ) واليَرْبُوعُ (والجَرادُ) ، كَذَا فِي النّسخ وَالصَّوَاب والجِرْذانُ، والقِرْدانُ: (أَقْبَلَ شَحْمُه) وسَمِنَ واكْتَنَزَ، وأَنْشد الجوهريُّ لأَوْسِ بن حَجَرٍ:
(لَحَوْنَهُمُ لَحْوَ العَصَا فَطَردْنَهُمْ ... إِلَى سَنَةٍ جِرْذانُها لَمْ تَحَلَّمِ) ويُرْوى قِرْدانُها. وَأما أَبُو حنيفةَ فَخَصّ بِهِ الإِنْسان.
(وحَلَّمَه تَحْلِيمًا وحِلاّمًا، كَكِذّابٍ: جَعَلَهُ حَلِيمًا) ، قَالَ المُخَبَّل السَّعْدِيّ:
(وَرَدَّوا صَدُورَ الخَيْل حَتَّى تَنَهْنَهَت ... إِلَى ذِي النُّهَى واسْتَيْدَهُوا للمُحَلِّمِ)

(أَو) حَلَّمَه: (أَمَرَهُ بالحِلْمِ) ، وَبِه فُسِّر البيتُ أَيْضا، أَي: أَطاعُوا الَّذِي يَأْمُرُهم بالحِلْم.
(وَأَحْلَمَت) المرأةُ: إِذا (وَلَدَتِ الحُلَماءَ) .
(وذُو الحِلْم) ، بِالْكَسْرِ: (عامِرُ بنُ الظَّرِبِ) العَدْوانِيُّ، وَمِنْه قولُ الشاعِر:
(إِنَّ العَصا قُرِعَتْ لِذِي الحِلْمِ ... )

وَقد ذكر فِي ((ق ر ع)) مُسْتَوْفَى.
(والأَحْلام: الأَجْسامُ بِلَا واحِدٍ) قَالَ ابنُ سِيدَه: لَا أَعْرِفُ لَهَا وَاحِدًا.
(وَأَحْلُم، بِضَمِّ اللاّمِ، ابنُ عُبَيْدٍ البُخارِيّ) ، عَن عِيسَى غُنْجار، وَعنهُ نَصْرُ بنُ محمَّد (وعُمَرُ بنُ حَفْص) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ والصَّوابُ عُمَر أَبُو حَفْص (بن أَحْلُم) ، كَذَا هُوَ نَص التَّبْصِير، عَن سَهْلِ بن المُتَوَكّل وجَماعَة: (محدّثان) .
(والحَلَمَةُ، محرَّكَة: الثُّؤْلُول فِي وَسَطِ الثَّدْي) ، وَفِي الصِّحَاح: الحَلَمَة رأْسُ الثَّدْي، وهُما حَلَمَتانِ.
وَفِي التَّهْذيب: الحَلَمَةُ رأسُ الثَّدْي فِي وسَطِ السَّعْدانة، وَقيل: هِيَ الهُنَيَّةُ الشاخِصَة من ثَدْي المَرْأَة.
(و) الحَلَمَةُ: (شَجَرَةُ السَّعْدانِ) وَهِي من أفاضِل المَرْعَى. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحَلَمَة دُونَ الذِّراعِ، لَهَا وَرَقَةٌ غليظَةٌ وَأَفْنانٌ وزَهْرَة كَزَهْرَةِ شَقائِقِ النُّعْمان إِلاَّ أنّها أَكْبَرُ وأَغْلَظُ. قَالَ الأزهريّ: لَيست الحَلَمَة من السَّعْدان فِي شيءٍ، السَّعْدانُ بَقْلٌ لَهُ شَوْكٌ مستديرٌ، والحَلَمَة لَا شَوْكَ لَهَا، وَهِي من الجَنْبَة معروفةٌ وَقد رَأَيْتُها.
(و) الحَلَمَةُ (نَباتٌ آخَرُ) ، وَفِي الصِّحَاح: ضَرْبٌ من النَّبْتِ، قَالَ الأصمعيّ: هِيَ الحَلَمَةُ واليَنَمَةُ، ونَقَل غيرُه عَن الأَصْمَعِيّ أَنّها نَبْتٌ من العُشْبِ فِيهِ غُبْرَةٌ لَهُ مَسٌّ أَخْشَنُ، أَحْمَرُ الثَّمَرَة. وَقَالَ غيرُه: يَنْبُت بِنَجْدٍ فِي الرَّمْل فِي جُعَيْثِنَةٍ لَهَا زَهْرٌ وَوَرَقُها أُخَيْشِنُ، عَلَيْه شَوْكٌ كَأَنّه أظافِيرُ الإِنْسانِ، تَطْنَى الإِبْلُ وَتَزِلُّ أَحْناكُها إِذا رَعَتْه من العِيدانِ اليابِسَة.
(و) الحَلَمةُ: (الصَّغِيرَةُ من القِرْدانِ) ، جَمْع قُراد، (أَو الضَّخْمَةُ) مِنْهَا، وَفِي الصّحاح: القُرادُ العَظِيم، وَهُوَ مِثْل العَلّ، (ضِدٌّ) ، وقِيلَ: هُوَ آخِرُ أَسْنانِها، وَفِي حَدِيثِ ابْن عُمَر:
((أَنَّه كَانَ يَنْهَى أَنْ تُنْزَعَ الحَلَمَةُ عَن دابَّتِه)) . وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: القُرادُ أَوَّلَ مَا يَكُونُ صَغِيرًا قَمْقامَةٌ، ثُمَّ يصير حَمْنانَةً، ثمّ يَصِيرُ قُرادًا، ثمَّ حَلَمَة.
(وحَلِمَ البَعِيرُ، كَفَرِحَ) ، حَلَمًا: (كَثُرَ حَلَمُهُ، فَهُوَ حَلِمٌ) ككَتِفٍ، وَيُقَال: أَيْضا: بَعِيرٌ حَلِمٌ: قد أَفْسَدَهُ الحَلَم من كَثْرته عَلَيْهِ، (وعَناقٌ حَلِمةٌ) ، كفَرِحَةٍ، (وتَحْلِمَةٌ من تَحالِمَ) قد أَفْسَدَ جِلْدَها الحَلَمُ، وَالْجمع الحُلاّم.
(و) الحَلَمَة أَيْضا: (دُودَةٌ تَقَعُ) فِي جلْدِ الشاةِ الأَعْلَى وجِلْدِها الأَسْفَل، قَالَ الجَوْهَرِيُّ هَذَا لفظُ الأصمعيّ، فَإِذا دُبغَ لم يَزَلْ ذلِكَ المَوضعُ رَقِيقًا. وَقَالَ غيرُه: دُودَةٌ تقع (فِي الجِلْدِ فَتَأْكُلُهُ، فَإِذا دُبغَ وَهَى مَوْضِعُ الأَكْلِ) وبَقِيَ رَقِيقًا، (ج: حَلَمٌ) .
(و) بَنو حَلَمَة: (حَيٌّ) من العَرَبِ.
(و) الحَلَمَةُ: (الهَدَرُ من الدِّماء) . (وحَلِمَ الجِلْدُ كَفَرِحَ: وَقَعَ فِيهِ الحَلَمُ) ، وَهِي الدُودةُ الْمَذْكُورَة فَنَقَبَتْه وَأَفْسَدَتْه فَلَا يُنْتَفَعُ بِهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الحَلَمُ أَنْ يقعَ فِي الأدِيمِ دَوابّ فَلم يَخُصَّ الحَلَم. قَالَ ابنُ سِيْدَه: وَهَذَا مِنْهُ إِغْفال. وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للوَلِيد بن عُقْبَة بن أبي مُعَيْط يَحضُّ مُعاوِيَةَ على قِتالِ عَلِيّ رضيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا _ ويَقُولُ لَهُ: أَنْتَ تسعَى فِي إِصْلاحِ أَمْرٍ قد تَمَّ فَسادُه كَهذِهِ المَرْأَة الَّتِي تَدْبُغُ الأَدِيمَ الحَلِمَ الَّذِي قد نَقَبَتْه الحَلَم، فأَفْسَدَته - فِي أبياتٍ مِنْهَا:
(فَإِنَّكَ والكِتابَ إِلَى عَلِيٍّ ... كدابِغَةٍ وَقد حَلِمَ الأَدِيمُ)

(وحَلَمَهُ) حَلْمًا (وحَلَّمَهُ) ، بالتَّشْدِيد: (نَزَعَهُ عَنْهُ) ، وخَصَّصَه الأزهريُّ فقالَ: وحَلَّمْتُ الإِبِلَ: أَخَذْتُ عَنْهَا الحَلَم.
(والحُلاَّمُ، كَزُنّارٍ: الجَدْيُ) يُؤْخَذ مِنْ بَطْنِ أُمّه، كَمَا فِي الصّحاح. (و) قَالَ اللّحْيانِيّ: هُوَ الجَدْيُ والحَمَلُ الصَّغِيرُ يَعْنِي (الخَرُوف) . قَالَ ابنُ بَرّي: سُمِّي الجَدْيُ حُلاّمًا لِمُلازَمَته الحَلَمَة يَرْضَعُها، وَنقل الجوهريّ عَن الأَصْمَعِيّ: الحُلاّم والحُلاّن بالمِيم والنُّون: صِغارُ الغَنَم.
قلتُ: وَقد ذَكَرَه المُصَنِّف فِي ((ح ل ل)) على أَنَّ النونَ زائِدَةٌ.
وصَرَّحَ السُّهَيْلِيّ فِي الرَّوْضِ بِأَنَّ النونَ بدلُ المِيم. وَقيل: الحُلاّم: هُوَ الصَّغِير الَّذِي حَلَّمَهُ الرَّضاعُ، أَي: سَمَّنَه، فتكونُ الْمِيم أَصْلِيّة، وَقَالَ الْأَزْهَرِي: الأَصْلُ حُلاّن، وَهُوَ فُعْلان من التَّحْلِيل، فقلبت النُّونُ ميمًا. وَقَالَ عَرّام: الحُلاّم: مَا بَقَرْتَ عَنهُ بَطْنَ أُمِّه فَوَجَدْته قد حَمَّمَ وشَعَّر، فَإِن لم يَكُنْ كذلِكَ فَهُوَ غَضِينٌ، وَقد أَغْضَنَتِ الناقةُ: إِذا فَعَلَت ذَلِك. (و) الحُلاّمُ: (حَيٌّ من عَدْوانَ) وَيُقَال: هُمْ وَحَلَمَةُ بَطْنٌ واحدٌ، وَيُقَال: هم قَبائلُ شَتَّى.
(ودَمٌ حُلاّمٌ: هَدَرٌ) باطِلُ، قَالَ مُهلْهِلٌ:
(كُلُّ قَتِيلٍ فِي كُلَيْبٍ حُلاّمْ ... حَتَّى يَنالَ القَتْلُ آلَ هَمّامْ)

ويُرْوَى حُلاّن، والشطر الثَّانِي:
(حَتَّى يَنالَ القَتْلُ آلَ شَيْبانْ ... )

(والحالُومُ: ضَرْبٌ من الأَقِطِ) ، عَن ابنِ سِيدَه، (أَو لَبَنٌ يَغْلُظُ فَيَصِيرُ شَبِيهًا بالجُبْنِ الطَّرِيِّ) ، وَفِي الصّحاح: بالجُبْن الرَّطْبِ ولَيْسَ بِهِ. قلتُ: وَهِي لُغَةٌ مِصْرِيّة.
(والحَلِيمُ: الشَّحْمُ المُقْبِلُ) ، عَن ابْن سِيدَه، وَأَنْشَدَ:

(فإنَّ قَضاءَ المَحْلِ أَهْونُ ضَيْعةً ... من المُخِّ فِي أَنْقاءِ كُلِّ حَلِيمِ)

(و) قِيل: الحَلِيمُ هُنَا: (البَعِيرُ المُقْبِلُ السِّمَنِ) ، فَهُوَ عَلَى هَذَا صِفَةٌ، قَالَ ابنُ سِيده: وَلَا أَعْرِفُ لَهُ فِعْلاً إِلاَّ مَزِيدًا.
(و) حَلِيمُ (بنُ وَضَّاحٍ الفَقِيهُ) شيخٌ لأبي سَعْدٍ الإِدْرِيسيّ.
(و) حَلِيمٌ (جَدٌّ لأَبِي عَبْدِ الله الحُسَيْنِ بنِ مُحَمِّدٍ) ، هَكَذَا فِي النّسَخ، وَالصَّوَاب الحُسَيْن (بن الحَسَنِ) بن محمَّد بن حَلِيم (الحَلِيمِيّ) الْفَقِيه الشافعيّ (ذِي التّصانِيفِ) ، وُلِدَ بِجُرْجانَ سنة ثلاثمائةٍ وثمانٍ وثلاثِينَ، وحُمِلَ إِلَى بُخَارَى وكَتَبَ بهَا الحديثَ وصارَ إِمامًا مُعَظَّمًا، توفّى سنة ثلاثٍ وأربَعِمائةٍ. وسِياقُ عِبارة الرُّشاطِيّ يَقْتَضِي أَنّه منسوبٌ إِلَى حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّة، (وأَخِيهِ الحَسَن) هكَذا فِي النُّسخ، وَهُوَ غَلَطٌ، والمُسَمَّى بالحَسَن بن محمّد رَجُلان، وكلاهُما يُنْسَبان إِلَى الجَدِّ، أحدُهُما: أَبُو محمّد الحَسَن بن مُحَمّد بنِ حَلِيمِ ابْن إِبْراهيمَ بن مَيْمُون الصَّائِغ المَرْوَزِيّ الحَلِيمِيّ، وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي قَرِيبًا ذِكْرُ أَبيه، رَوَى عَنهُ الحاكِمُ أَبُو عبد الله، وَالثَّانِي: أَبُو الفُتُوح الحَسَنُ ابنُ محمّدِ بنِ أَحْمَدَ النَّيْسابُورِيّ الحَلِيمِيّ، سَمِع مِنْهُ ابنُ السَّمْعانِيّ، فَتَأَمّل ذَلِك.
(وحَلِيمُ بنُ دَاوُدَ) الكَشِّي، شَيْخٌ لأَسبْاط بنِ اليَسَع.
(ومُحَمَّدُ بنُ حَلِيمِ) بن إِبْراهِيمَ ابْن مَيْمون الصَّائِغ (المَرْوَزِيّ) ، عَن عليّ بن حُجر، وَعنهُ ابنُه الحَسَنُ بنُ محمّدٍ: (مُحَدِّثان) .
(وكَسَفِينَةٍ: أَبُو حَلِيمَةَ مُعاذ) بن
الحارِثِ الخَزْرَجِيّ البُخارِي (القارِئُ، صَحابِيٌّ) شَهِدَ الخَنْدَقَ، وقِيلَ: لم يُدْرِكْ من حَياةِ النبيّ
إِلاّ ستّ سِنِين، وقُتِلَ يَوْمَ الحَرَّة.
(وحَلِيمَةُ بِنْتُ أبي ذُوَيْبٍ) عبدِ الله بنِ الحارِثِ (مُرْضِعَةُ النِّبِيّ
) ، من بني سَعْدٍ من قَيْسِ عَيلان، أَخْرَجَ لَهَا الثَّلاثَةُ، وَلم يَذْكُروا مَا يَدُلُّ على إِسْلامِها، إِلاّ مَا جاءَ فِي الاسْتِيعابِ لابْنِ عبد البَرّ مَا نصّه: رَوَى زَيْدُ بن أَسْلَمَ عَن عَطاءِ بن يَسارٍ، قَالَ: ((جاءَت حَلِيمَةُ بنتُ عبد اللهِ أُمُّ النبيّ
من الرَّضاعَة إِلَيْه يَوْمَ حُنَيْنٍ، فقامَ إِلَيْها، وَبَسَطَ لَها رِداءَه، فَجَلَسَتْ عَلَيْهِ)) .
(و) حَلِيمَةُ (بِنْتُ الحارِثِ) الأَكْبَرِ (ابنْ أَبِي شِمْرٍ) الغَسّاني، (وَجَّهَ أَبُوها جَيْشًا إِلَى المُنْذِر بنِ ماءِ السَّمَاء فَأَخْرَجَتْ لَهُم مِرْكَنًا من طِيبٍ فَطَيَّبَتْهُم مِنْهُ) ، قَالَه ابنُ الكَلْبِيّ، (فَقالُوا: ((مَا يَوْمُ حَلِيمَةَ بِسِرٍّ)) . يُضْرَبُ لِكُلِّ أَمْرٍ مُتعالَمٍ مَشْهُورٍ، ويُضْرَبُ أَيْضا للشَّرِيفِ النابِهِ الذِّكْرِ) ، ورَواه ابنُ الأعرابيّ وحْدَهُ: مَا يَوْمُ حَلِيمَةَ بِشَرٍّ، قَالَ: والأولّ هُوَ المَشْهُور، وَقَالَ النابِغَة يصف السُّيوفَ:
(تُوُرِّثْنَ من أَزْمانِ يَوْمِ حَلِيمَةٍ ... إِلَى اليَوْم قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجارِبِ)

(و) حُلَيْمة، (كَجُهَيْنَة: ع) ، قَالَ ابنُ أَحْمَر يصف إِبِلاً:
(تَتَبّعُ أَوْضَاحًا بسُرَّةِ يَذْبُلٍ ... وتَرْعَى هَشِيمًا من حُلَيْمَةَ بالِيَا)
(وحَلَيْماتٌ، كَجُهَيْناتٍ: أَنْقاءٌ بالدَّهْناءِ، أَو أَكَماتٌ بِبَطْنِ فَلْجٍ) ، كَمَا فِي الصّحاح قَالَ:
(كَأَنّ أَعْناقَ المَطِيّ البُزْلِ ...
بَيْنَ حُلَيْماتٍ وَبَين الجَبْلِ)

(مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ جُذَوعُ النَّخْلِ ... )

أَرَادَ أَنّها تَمُدّ أَعْناقَها من التَّعَب.
(والحَلَمَتانِ، مُحَرَّكَةً: ع، و) الحَيْلَم، (كَحَيْدَرٍ: دَوابُّ صِغارٌ) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الحَلِيمُ فِي صِفَات اللهِ تَعَالَى: الّذي لَا يَسْتَخِفُّه عِصْيانُ العُصاةِ وَلَا يَسْتَفِزُّه الغَضَب عَلَيْهم، ولكنّه جَعَلَ لكلّ شَيْءٍ مِقْدَارًا فَهُوَ مُنْتَهٍ إِلَيْه.
وتَحَلَّم: تَكَلَّفَ الحِلْمَ، وَمِنْه الحَدِيث: ((مَنْ تَحَلَّم مَا لَمْ يَحْلُمْ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَين شَعِيرَتَيْن))
يُقَال:: تَحَلَّمَ: إِذا ادَّعَى الرُّؤْيا كاذِبًا.
وَأَحْلامُ نائمٍ: ثِيابٌ غِلاظٌ، نَقله ابنُ خالَوَيْهِ، زَاد الزمخشريّ: مُخَطَّطَه لأَهْلِ المَدِينَة، وأَنْشَدَ:
(تَبَدَّلْتُ بعد الخَيْزرانِ جَرِيدَةً ... وبَعْدَ ثِيابِ الخَزِّ أَحْلامَ نائِمِ) وَفِي المُحكم: وَأَحْلامُ نَائِم: ضَرْبٌ من الثِيابِ وَلَا أَحُقُّها.
وحَلُمَ عَنهُ كَكَرُمَ وتَحَلَّم سَواءٌ.
وتَحالَمَ: أَرَى من نَفْسِه ذلِكَ ولَيْسَ بِهِ، نَقله الجوهريّ.
وَتَحَلَّمَت القِرْبَةُ: امْتَلأَتْ.
وحَلَّمْتُها: مَلأْتُها.
وَأَدِيمٌ حَلِيمٌ، كأميرٍ: أَفْسَدَه الحَلَم قَبْلَ أَن يُسْلَخَ.
ومُحَلَّم كَمُعَظّم: نهرٌ يأخذُ من عَيْنِ هَجَرَ، نَقله الجوهريّ وَأنْشد للأَعْشَى:
(وَنَحْنُ غَداةَ العَيْنِ يَوْمَ فُطَيْمَةٍ ... مَنَعْنا بَنِي شَيْبانَ شُرْبَ مُحَلِّمِ)

وَقَالَ الأزْهَريّ: مُحَلّم: عَيْنٌ ثَرَّةٌ، فَوّارةٌ بالبَحْرَيْن وَمَا رأيتُ عَينًا أكثرَ مَاء مِنْهَا، وماؤها حارٌّ فِي مَنْبَعِهِ وإِذا بَرَدَ فَهُوَ ماءٌ عُذْبٌ. قَالَ: وَأَرَى مُحَلَّما اسمَ رَجُلٍ نُسِبَت العَينُ إِلَيْهِ، ولهذه العَيْنُ إِذا جَرَت فِي نَهْرِها خُلُجٌ كثيرةٌ
تَسْقِي نَخِيل جُؤاثَى وَعَسَلَّجَ وقُرَيّاتٍ من قُرَى هَجَرَ، وَقَالَ الأَخطل:
(تَسَلْسَل فِيهَا جَدْوَلٌ من مُحَلَّمٍ ... إِذا زَعْزَعَتْها الرِّيحُ كادَتْ تُمِيلُها)

والحُلام، كغُرابٍ: وَلَدُ المَعَزِ.
وَبَنُو مُحَلَّم كَمُعَظَّم: بطنٌ، عَن ابْن سِيدَه. قلتُ: وَهُوَ مُحلّم بن ذُهْلِ ابْن شَيْبانَ بن ثَعْلَبَة، وَذكر ابنُ الأثِيرِ مُحَلَّم بن تَمِيمٍ، وَقَالَ: مِنْهُم: جَعْفَرُ ابْن الصَّلْتِ. وَأَبُو عَلِيّ زاهِرُ بن أَحْمَدَ ابنِ الحُسَيْن الحَلِيمِيّ النَّسَفِيّ، وَأَبُو المُظَفَّر محمّد بن أَسْعَد بن نَصْرٍ الفَقَيه الحَنَفِيّ، يُعْرَف بابْنِ حَلِيم: مُحَدّثان. وَعبد الْعَزِيز بنُ حَلِيمٍ البَهْرانِيّ من أهلِ الشامِ، عَن عبد الرَّحمْن بن ثابِتٍ، وَعنهُ ابنُه وَحِيدُ بن عَبْدِ العَزِيز، وَعَن وحيد ابنُه أَبُو ضَبارة عبدِ العَزِيز بن وَحِيد. والقاسِمُ بن أبي حَلِيم الجُرْجانِيّ القاضِي، ذكره حَمْزَةُ فِي تاريِخِه.
وإبراهيمُ بنُ يَحْيَى بنِ حَلَمَة، مُحَرَّكَة، المُقْرِئ حَدَّثَ بعد الخَمْسِمائة.
وَنقل شيخُنا عَن عبد الحِكِيم فِي حاشِيَة البَيْضاوِيّ مَا نَصُّه: الحَلْمُ، بِالْفَتْح: العَقْل، وَفِيه نَظَر.
وحَلاّم بن صالِحٍ العَبْسِيّ الكُوفِيّ من أَتبَاع التابِعِين، ثِقَةٌ رَوَى عَنهُ أَهْلُ الكُوفة.
والحالِمَيْنِ، مُثَنًّى: كورَةٌ باليَمَن.

الفَيَاشِلُ

الفَيَاشِلُ:
بعد الألف شين معجمة: ماء لبني حصين ابن الحويرث بن عمرو بن كعب بن عمرو بن عبد
ابن أبي بكر بن كلاب، سميت بذلك بآكام حمر حوالي الماء يقال لها الفياشل، قال القتال الكلابي:
فلا يسترث أهل الفياشل غارتي، ... أتتكم عتاق الطير يحملن أنسرا

مرى

مرى: امترى: تصرف، استثمر، انتفع (البربرية 1: 6، 1: 8): ولهم على ذلك الإقطاع من السلطان يمترونها.
استمرأ امترأ: تلذذ، تمتع وفي معجم (البيان باللاتينية: in pluvam dissolvit) .
امرى. امرى ثمرة: اكثر من استثمارها واستغلالها (ابن العوام 1: 176).
ممارى: متصنع، مراء، متظاهر بالتقوى (بوشر).
مماراة: سلوك المتصنع، المرائي في التقوى (بوشر).
(مرى)
الْفرس مريا جعل يمسح الأَرْض بِيَدِهِ أَو رجله ويجرها من كسر أَو ظلع وَيُقَال مرى الْفرس بيدَيْهِ حركهما على الأَرْض كالعابث وَالشَّيْء استخرجه وَالْفرس حمله على إبراز مقدرته على الجري بِسَوْط أَو غَيره وَيُقَال مريته فَمَا در حاولت إقناعه فَلم يقتنع وَالرِّيح السَّحَاب أنزلت مِنْهُ الْمَطَر وَفُلَانًا حَقه جَحده وَفُلَانًا مائَة سَوط ضربه

مر

ى1 الرِّيحُ تَمْرِى السَّحَابَ and ↓ تَمْتَرِيهِ The wind draws forth the clouds. (M, TA.) See an ex. in a verse cited voce عَزْلَآءُ.3 مَارَاهُ , inf. n. مُمَارَاةٌ and مِرَآءٌ, i. q. جَادَلَهُ; (S, K; *) He disputed with him, or did so obstinately, &c.: (TA:) it is only in opposing [what has been said; not in commencing a disputation]. (Msb.) 6 التَّمَارِى The disputing, or contending, together. (TA.) You say, هُمَا يَتَمَارَيَانِ بِالشِّعْرِ [They two dispute, or contend, together, with verses or poetry]. (TA in art. بده.) 8 اِمْترَى He doubted, به of it. (Kur, xliii. 61.) b2: See 1.10 اِسْتَمْرَتِ الإِبِلُ المحَمْضَ for اِسْتَمْرَأَتْهُ: see 1 in art. عدن.

مَرْوٌ A certain plant: see خَافُورٌ, and حَبَقٌ, and فَاخُورٌ.
مرى
المِرْيَةُ: التّردّد في الأمر، وهو أخصّ من الشّكّ. قال تعالى: وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ [الحج/ 55] ، فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ [هود/ 109] ، فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ [السجدة/ 23] ، أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ [فصلت/ 54] والامتراء والمُمَارَاة: المحاجّة فيما فيه مرية. قال تعالى:
قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ
[مريم/ 34] ، بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ [الحجر/ 63] ، أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى
[النجم/ 12] ، فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً
[الكهف/ 22] وأصله من: مَرَيْتُ النّاقةَ: إذا مسحت ضرعها للحلب.
مرى: المَرِيُّ: النّاقَةُ الكَثِيْرَةُ اللَّبَنِ.
والمَرْيُ خَفِيْفٌ: مَسْحُكَ ضَرْعَ النّاقَةِ تَمْرِيها بيَدَيْكَ لكَي تَسْكُنَ للحَلَبِ. والرِّيْحُ تَمْرِي السَّحَابَ مَرْياً.
ومَرَيْتُ فلاناً بكذا: أي زَكَّيْته بقَوْلٍ حَسَنٍ ومَسَحْته.
وتَمَرّى بكذا: أي تَزَيَّنَ به.
والنّاقَةُ تَمَرّى في السَّيْرِ تَمَرِّياً: وهو سُرْعَتُها، وتَمَرَّتْ برَحْلي: مَضَتْ به، وتَمْري أيضاً: تُسْرعُ، ونُوْقٌ مَوَارٍ. والمِرْيَةُ والمُرْيَةُ: الشَّكُّ في الأمْرِ، ومنه الامْتِرَاءُ والتَّمَارِي، وكذلك المُمَارَاةُ بَيْنَ النّاسِ، والمَصْدَرُ المِرَاءُ. ومَرى في الأمْرِ وامْتَرى: شَكَّ.
وأمْرَيْتُ فلاناً: إذا كَذَّبْته.
والمارِيُّ: كِسَاءٌ صَغِيْرٌ له خُيُوْطٌ مُرْسَلَةٌ. وإزَارُ السّاقِي من الصُّوْفِ وفيه خُيُوْطٌ سُوْدٌ وبِيْضٌ. وقيل: صائدُ القَطا. وقيل: الرِّبْقُ. وثَوْبٌ خَلَقٌ إلى المَأْكِمَتَيْنِ.
والمارِيَةُ خَفشيْفَةُ الياء: البَقَرَةُ الوَحْشِيَّةُ، وهي المُمْرِيَةُ؛ اسْمٌ لها. وهي أيضاً: التي تَدُرُّ على المَسْحِ. وكذلك إذا دَرَّتْ على غَيْرِ وَلَدٍ قيل: أمْرَتْ إمْرَأءً.
ومُرْيَةُ النّاقَةِ: ما امْتُرِيَ من لَبَنِها واسْتُخْرِجَ، وتُكْسَرُ المِيْمُ.
والأمْرُ المُمْري: هو المُسْتَقِيْمُ، وهو مِنْ أمْرَتِ النّاقَةُ: أي سَهُلَتْ في اللَّبَنِ.
وضَرْبٌ من السَّقْيِ يُقال له: المُمَارِيَةُ، وهي وِرْدُ انْتِصَافِ النَّهَارِ، وسُمِّيَتْ بذلك لأنَّه يُمَارى فيها.
ومَرَيْتُ فلاناً: جَحَدْته، من قَوْلِه عَزَّ وجَلَّ: " أفتَمْرُونَه على ما يَرى "، وقُرِىءَ: " أفَتُمَارُوْنَه " أي تُجَاحِدُونَه.
ومارى فلانٌ فلاناً: اسْتَخْرَجَ ما عِنْدَه من الكَلاَمِ والحُجَّةِ.
وفي المَثَل في الحَثِّ على تَحْصِيْلِ الطَّلِبَةِ بما يُقْدَرُ عليه: " خُذْها ولو بقُرْطَيْ مارِيَةَ " وهي اسْمُ امْرَأَةٍ عَزِيْزَةٍ في قَوْمِها، وقيل: هي أُمُّ وَلَدِ جَفْنَةَ.
والمُرِيُّ: مَعْرُوْفٌ.

مزن

[مزن] أبو زيد: المُزْنَةُ: السحابة البيضاء والجمع مُزْنٌ. والبَرَدُ: حُبُّ المزن. والمازن: بيض النمل. ومازن: أبو قبيلة من تميم، وهو مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. ومازن في بنى صعصعة ابن معاوية: ومازن في بنى شيبان. ويقال للهلال: ابن مزنة. قال : كأن ابن مزنتها جانحا * فسيط لدى الافق من خنصر والمزنة: المطرة. قال : ألم ترَ أنَّ الله أنزلَ مُزْنَةً * وعُفْرُ الظِباءِ في الكناس تقمع وكانت العرب تسمى عمان المزون. قال الكميت: وأما الازد أزد أبى سعيد * فأكره أن أسميها المزونا وهو أبو سعيد المهلب المزونى، أي أكره أن أنسبه إلى المزون، وهى أرض عمان. يقول: هو من مضر. وقال أبو عبيدة: يعنى بالمزون الملاحين. قال: وكان أردشير بن بابكان جعل الازد ملاحين بشحر عمان قبل الاسلام بستمائة سنة. ومزينة: قبيلة من مضر وهو مزينة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر ; والنسبة إليهم مزنى.
مزن: مزنة والجمع مزن: السحاب (فوك، بوشر بربرية).
[مزن] نه: فيه ذكر "المزن" وهو الغيم والسحاب، جمع مزنة، وقيل: هو السحابة البيضاء.

مزن



مُزْنٌ Clouds (K, and Ham, p. 564) of any kind: (Ham, ibid:) or white clouds: (S, K, and Ham, p. 53:) or clouds containing water. (K.) إِبْنُ مَازِنٍ The ant. (TA in art. بنى.)
م ز ن : الْمُزْنُ السَّحَابُ الْوَاحِدَةُ مُزْنَةٌ وَتَصْغِيرُهَا مُزَيْنَةٌ وَبِهَا سُمِّيَتْ الْقَبِيلَةُ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا مُزَنِيٌّ بِحَذْفِ يَاءِ التَّصْغِيرِ. 
م ز ن: أَبُو زَيْدٍ: (الْمُزْنَةُ) السَّحَابَةُ الْبَيْضَاءُ وَالْجَمْعُ (مُزْنٌ) . وَ (الْمُزْنَةُ) أَيْضًا الْمَطْرَةُ. 
(مزن)
مزونا مضى مسرعا فِي طلب الْحَاجة وَيُقَال مزن من الْعَدو وَنَحْوه فر وَفُلَان أَضَاء وَجهه وَفُلَانًا فَضله ومدحه فِي غيبته عِنْد ذِي سُلْطَان والقرية مزنا ملأها
مزن
مُزْن [جمع]: مف مُزْنة: (جو) سَحابٌ يُمطر أو يمكن أن يؤدِّي إلى سقوط مطر " {ءَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ} " ° ابن مُزنة: الهلال يخرج من بين السّحب- حَبُّ المُزْن: البَرَدُ. 
مزن
المُزْن: السّحاب المضيء، والقطعة منه:
مُزْنَةٌ. قال تعالى: أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ [الواقعة/ 69] ويقال للهلال الذي يظهر من خلال السّحاب: ابن مزنة، وفلان يتمزّن، أي: يتسخّى ويتشبّه بالمزن، ومزّنت فلاناً: شبّهته بالمزن، وقيل: المازن:
بيض النمل.

مزن


مَزَنَ(n. ac. مَزْن
مُزُوْن)
a. Went away.
b. Fled.
c. Filled.
d. Praised.
e. Had a bright face.

مَزَّنَa. see I (c) (d).
تَمَزَّنَa. see I (a) (b).
c. ['Ala], Accustomed himself to; practised.
d. ['Ala], Surpassed, excelled.
e. Pushed himself forward.

مَزْنa. Departure.
b. Flight.

مُزْنa. Rain-cloud.

مُزْنَةa. Cloud.
b. Rain.

مَزَنa. Custom, usage; manner.
b. State, condition.

مَاْزِنa. Ants' eggs.

حَبَّ المُزْن
a. Hail.

إِبْن مُزْنَة
a. New moon.
م ز ن

عيناه من الحزن، كواكف المزن وكأن يده مزنة هطالة. وطلع ابن مزنة وهو الهلال. قال:

كأن ابن مزنتها جانحاً ... قسيط لدى الأفق من خنصر

وتقول: ما أشبه يدك إلا بمزنه، ووجهك إلا بابن مزنه. وتقول: عندهم بنو مازن، كبنات مازن، وهو بيض النمل وبناته الذرّ. قال:

وترى الذّنين على مراسنهم ... يوم اللقاء كمازن الجثل

وفلان يتمزّن: يتسخّى كأنه يتشبه بالمزن.
[م ز ن] مَزَنَ يَمْزُنَ مَزْناً، ومُزُوناً، وتَمزَّنَ: مَضَى لوَجْهه وذَهبَ. وتَمَزَّنَ على أَصحابِه: تَفَضَّلَ، وأَظهَرَ أكثَرَ مما عِندَه. ومَزَنَه مَزْناً: مَدَحَه. والمُزْنُ: السَّحابُ عامَّةً، وقِيلَ: السَّحابُ ذُو الماءِ، واحِدَتُه مُزْنَةٌ. وابنُ مُزْنَةَ: الهِلالُ، حَكِىَ ذَلِكَ عن ثَعْلَبٍ. ومُزْن: اسْمُ امرأَةٍ، وهو من ذلكَ. والمَازِنُ: بَيْضُ النملِ. ومازِنٌ، ومُزَيْنَةُ: حَيَّانِ. وقولُهم: مَازِ رَأسَكَ والسَّيْفَ)) إنَّما هو تَزْخِيمُ مازِنٍ اسم رَجُل؛ لأَنَّه لو كان صِفَةً لم يَجْزْ تَرْخِيمُه، وكانَ قد قَتَلَه بُجَيْرٌ، وقالَ له هذا القولَ، ثمّ كَثُرَ اسْتعْمالُهم له، فقالُوه لِكُلِّ من أرادُوا قَتْلَه، يُريدُونَ به مُدَّ عُنٌ قَكَ. ومُزُونُ: اسْمُ عُمانَ بالفَارِسِيِةَّ، أنْشَدَ ابنُ الأَعرابِي: (فَأَصْبْحَ العَبْدُ المُزُونِىُّ عَثَرْ ... )
مزن
المُزْنُ: السَّحَابُ، والقِطْعَةُ مُزْنَةٌ، وسُمِّيَ مُزْناً لمُزُوله أي مَضَائه. والهِلاَلُ: ابْنُ مُزْنَةَ. والمازِنُ: بَيْضُ النَّمْلِ. والحَوْضُ الصَّغِيْرُ. وماءٌ مَعْرُوْفٌ. وكانَتِ العَرَبُ تُسَمِّي عُمَانَ: مَزُوْنَ. ومَزَنَ قِرْبَتَه ومَزَنَها: أي مَلأها. ومَزَنَ في الأرْضِ مُزُوْناً: ذَهَبَ فيها. والمازِنُ: الذّاهِبُ على وَجْهِهِ، وبه سُقَيَ الرجُلُ مازِناً. والتمَزنُ: الفِرَارُ والثَفَارُ، وكذلك المُزْنُ.
ومَزَنَ به: أي سَبَقَ. والتَّمَزُّنُ: التَظَرُفُ. وأنْ تَرَى لنَفْسِكَ فَضْلاً على غَيْرِكَ ولَسْتَ هُنَاكَ، وهو يَتَمَزَّنُ: أي يَتَعَظمُ. ومَزَنْتُ الرَّجُلَ: مَدَحْته، والمازِنُ: المادِحُ.

مزن: المَزْنُ: الإِسراع في طلب الحاجة. مَزَنَ يَمْزُنُ مَزْناً

ومُزُوناً وتَمَزَّنَ: مضى لوجهه وذهب ويقال: هذا يومُ مَزْنٍ إِذا كان يوم

فرار من العدوّ. التهذيب: قُطْرُبٌ التَّمَزُّنُ التَّظَرُّف؛ وأَنشد:

بعد ارْقِدادِ العَزَب الجَمْوحِ

في الجَهْلِ والتَّمَزُّنِ الرَّبِيحِ

قال أَبو منصور: التَّمَزُّنُ عندي ههنا تفَعُّل من مَزَن في الأَرض

إِذا ذهب فيها، كما يقال فلان شاطِرٌ وفلان عَيّارٌ؛ قال رؤبة:

وكُنَّ بَعْدَ الضَّرْحِ والتَّمَزُّنِ،

يَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشَاشَ السِّنْسِنِ

قال: هو من المُزُونِ وهو البعد. وتَمَزَّنَ على أَصحابه: تفَضِّلَ

وأَظهر أَكثر مما عنده، وقيل: التَّمَزُّنُ أَن ترى لنفسك فضلاً على غيرك

ولست هناك؛ قال رَكَّاضٌ الدُّبيريّ:

يا عُرْوَ، إِنْ تَكْذِبْ عَليَّ تَمَزُّناً

لما لم يَكُنْ، فاكْذِبْ فلستُ بكاذِبِ

قال المبرد: مَزَّنْتُ الرجلَ تَمْزِيناً إِذا قَرَّظْته من ورائه عند

خليفة أَو وال. ومَزَنَهُ مَزْناً: مدحه. والمُزْنُ: السحاب عامةٌ، وقيل:

السحاب ذو الماء، واحدته مُزْنةٌ، وقيل: المُزْنَةُ السحابة البيضاء،

والجمع مُزْنٌ، والبَرَدُ حَبُّ المُزْنِ، وتكرر في الحديث ذكر المزنِ. قال

ابن الأَثير: المُزْنُ وهو الغيم والسحاب، واحدته مُزْنَةٌ، ومُزَيْنة

تصغير مُزْنةٍ، وهي السحابة البيضاء، قال: ويكون تصغير مَزْنَةٍ. يقال:

مَزَنَ في الأَرض مَزْنَةً واحدة أَي سار عُقْبَةً واحدة، وما أَحسن

مُزْنَتَه، وهو الاسم مثل حُسْوةٍ وحَسْوةٍ. والمُزْنَةُ: المَطْرَةُ؛ قال

أَوْسُ بن حجَرٍ:

أَلم تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مُزْنَةً،

وعُفْرُ الظِّباء في الكِناسِ تَقَمَّعُ؟

وابن مُزْنةَ الهلال؛ حكي ذلك عن ثعلب؛ وأَنشد الجوهري لعمرو بن

قَمِيئة:كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانحاً

فَسِيطٌ لدَى الأُفقِ من خِنْصِرِ

ومُزْنُ: اسم امرأَة، وهو من ذلك. والمازِنُ: بيض النمل؛ وأَنشد:

وتَرَى الذَّنِينَ على مَرَاسِنِهِمْ،

يوم الهِياج، كمازِنِ الجَثْلِ

ومازِنُ ومُزَيْنةُ: حَيّان، وقيل: مازِن أَبو قبيلة من تميم، وهو

مازِنُ بن مالك بن عمرو بن تميم، ومازِنُ في بني صَعْصَعة بن معاوية، ومازِنُ

في بني شيبان.

وقولهم: مازِ رأْسَكَ والسيفَ، إنما هو ترخيم مازِنٍ اسم رجل، لأَنه لو

كان صفة لم يجز ترخيمه، وكان قد قتله بُجَيْرٌ وقال له هذا القول، ثم كثر

استعمالهم له فقالوه لكل من أَرادوا قتله يريدون به مُدَّ عنقك.

ومَزُون: اسم من أَسماء عُمَان بالفارسية؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

فأَصْبَحَ العبدُ المَزُونِيُّ عَثِرْ

الجوهري: كانت العرب تسمِّي عُمَانَ المَزُونَ؛ قال الكُميتُ:

فأَما الأَزْدُ، أَزْدُ سَعِيدٍ،

فأَكْرَهُ أن أُسَمِّيها المَزُونَا

قال الجوهري: وهو أَبو سعيد المُهَلَّبُ المَزُونيُّ أَي أَكره أَن

أَنْسُبَه إلى المَزُونِ، وهي أَرض عُمَانَ، يقول: هم من مُضَرَ. وقال أَبو

عبيدة: يعني بالمَزونِ المَلاَّحين، وكان أَرْدَشِير بابْكان

(* قوله

«أردشير بابكان» هكذا بالأصل والصحاح، والذي في ياقوت: اردشير بن بابك). جعل

الأَزْدَ مَلاَّحين بشِحْر عُمَان قبل الإسلام بستمائة سنة. قال ابن بري:

أَزْدُ أَبي سعيد هم أَزد عُمَانَ، وهم رَهْطُ المُهَلَّبِ بن أَبي

صُفْرَةَ. والمَزُونُ: قرية من قرى عُمَان يسكنها اليهودُ والمَلاّحون ليس

بها غيرهم، وكانت الفرْسُ يسمونَ عُمَانَ المَزُونَ فقال الكميت: إن أَزْدَ

عُمَان يكرهون أَن يُسَمُّوا المَزُونَ وأَنا أَكره ذلك أَيضاً؛ وقال

جرير:

وأَطْفَأْتُ نِيرانَ المَزونِ وأَهْلِها،

وقد حاوَلُوها فِتْنةً أَن تُسَعَّرا

قال أَبو منصور الجَواليقي: المَرُونُ بفتح الميم، لعُمان ولا نقل

المُزُون، بضم الميم، قال: وكذا وجدته في شعر البَعِيث بن عمرو بن مُرَّةَ بن

وُدِّ بن زيد بن مُرَّةَ اليَشْكُرِيِّ يهجو المُهَلَّبَ بن أَبي صُفْرة

لما قدم خُرَاسان:

تبَدَّلَتِ المَنابِرُ من قُرَيْشٍ

مَزُونِيّاً، بفَقْحَتِه الصَّلِيبُ

فأَصْبَحَ قافِلاً كَرَمٌ ومَجْدٌ،

وأَصْبَحَ قادِماً كَذِبٌ وحُوبُ

فلا تَعْجَبْ لكلِّ زمانِ سَوْءٍ

رِجالٌ، والنوائبُ قد تَنُوبُ

قال: وظاهر كلام أَبي عبيدة في هذا الفصل أَنها المُزُون، بضم الميم،

لأَنه جعل المُزُون المَلاَّحين في أَصل التسمية، ومُزَينة: قبيلة من

مُضَرَ، وهو مُزَيْنة ابنُ أُدِّ بنِ طابخة بن إلْياس بن مُضَر، والنسبة إليهم

مُزَنِيٌّ. وقال ابن بري عند قول الجوهري مُزَينة قبيلة من مُضَر، قال:

مُزَيْنةُ بنتُ كَلْبِ بن وَبْرَةَ، وهي أُم عثمانَ وأَوْسِ بن عمرو بن

أُدِّ بن طابخة.

مزن
: (مَزَنَ) يَمْزُنُ (مَزْناً ومُزُوناً: مَضَى) مُسْرعاً فِي طَلَبِ الحاجَةِ (لوَجْهِهِ وذَهَبَ؛ كتَمَزَّنَ) ، كَذَا فِي المُحْكَمِ.
وَفِي التهْذِيبِ: مَزَنَ فِي الأرضِ: ذَهَبَ فِيهَا؛ والتَّمَزُّنُ: تَفَعُّلٌ مِنْهُ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ الشاعِرِ:
بعد ارْقِدادِ العَزَبِ الجَمُوحِفي الجَهْلِ والتَّمَزُّنِ الرَّبِيحِ (و) مزنَ الرَّجُل: (أَضاءَ وَجْهُه.
(و) مَزَنَ (القِرْبَةَ) مَزْناً: (مَلأَهَا، كمَزَّنَها) تَمْزِيناً.
(و) مَزَنَ (فلَانا: مَدَحَهُ) ، عَن المبرِّدِ.
(و) أَيْضاً: (فَضَّلَهُ أَو قَرَّظَهُ من وَرَائِه عنْدَ ذِي سُلْطانٍ) ، كخَلِيفَةٍ أَو والٍ؛ ذَكَرَه المبرِّدُ إلاَّ أنَّه بصِيغَةِ التَّفْعِيل.
(والمُزْنُ، بالضمِّ: السَّحابُ) عامَّةً؛ (أَو أَبْيَضُه، أَو) السَّحابُ (ذُو الماءِ) ؛) وقيلَ: هُوَ المُضِيءُ، (القِطْعَةُ: مُزْنَةُ.
(و) مُزْنٌ، بِلا لامٍ: اسمُ (امْرَأَةٍ.
(وبِلا لامٍ: ة بسَمَرْقَنْدَ) ، مِنْهَا أَحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الغيرار عَن عليِّ بنِ الحَسَنِ البيكَنْدي، وَعنهُ محمدُ بنُ جَعْفرِ بنِ الأشْعَثِ. (وَقد يقالُ) فِيهَا: (مُزْنَةُ) بالهاءِ.
(و) مُزْنُ: (د بالدَّيْلَمِ.
(و) المَزَنُ، (بالتَّحْرِيكِ: العادَةُ والطَّريقَةُ والحالُ) .) يقالُ: مَا زالَ مَزَنَكَ هَكَذَا؛ وَهُوَ على مَزَنٍ واحِدٍ؛ (وليسَ بتَصْحيفِ مَرِنٍ) ، ككَتِفٍ بالرَّاءِ.
(والمازِنُ، كصاحِبٍ: بَيْضُ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ بيظ، (النَّمْلِ) ؛) عَن ابنِ دُرَيْدٍ؛ وأَنْشَدَ:
وتَرَى الذَّنِينَ على مَرَاسِنِهِمْيوم الهِياجِ كمازِنِ الجَثْلِ (و) مازِنُ: (أَبو قَبيلَةٍ) مِن تمِيمٍ، هُوَ مازِنُ بنُ مالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ، وَمِنْهُم النَّضْرُ بنُ شُمَيْل شيخُ مَرْوَ، وشَيْخه أَبو عَمْرو بنُ العَلاءِ أَحَدُ القُرَّاء السَّبْعةِ وأَبو عُثْمان المازِنيُّ صاحِبُ التَّصْريفِ وآخرُون.
(و) مازِنُ: اسمُ (ماءٍ.
(والمُزْنَةُ، بالضَّمِّ: المَطْرَةُ) ؛) قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
أَلم تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مُزْنَةًوعُفْرُ الظِّباءِ فِي الكِناسِ تَقَمَّعُ؟ وقيلَ: المُزْنَةُ السَّحابَةُ البَيْضاءُ.
(وابنُ مُزْنَة، بالضَّمِّ: الهِلالُ) يَخْرجُ مِن خِلالِ السَّحابِ، حكِي ذلكَ عَن ثَعْلَب؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لعَمْرِو بنِ قَمِيئةَ:
كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانحاً فَسِيطٌ لَدَى الأُفْقِ من خِنْصِرِ (والتَّمَزُّنُ: التَّمَرُّنُ) ، وَهُوَ التَّدَرُّبُ.
(و) أَيْضاً: (التَّسَخِّي) ، كأَنَّه مُتَشَبِّه بالمُزْنِ، وَهُوَ مجازٌ.
(و) أَيْضاً: (التفضلي) على أَصْحابِه.
وقيلَ: هُوَ أَنْ ترى لنَفْسِك فَضْلاً على غيْرِكَ ولسْت هُنَاكَ، قالَ رَكَّاضٌ الدُّبَيْرِيُّ:
يَا عُرْوَ إنْ تَكْذِبْ عَليَّ تَمَزُّناً بِمَا لم يَكُنْ فاكْذِبْ فلستُ بكاذِبِ (و) أَيْضاً: (التَظَرُّفُ) ؛) عَن قُطْرُبٍ.
(و) قيلَ: هُوَ (إظهارُ أَكْثَرَ ممَّا عِنْدَكَ.
(والتَّمْزِينُ: التَّفْضِيلُ) ، وَقد مَزَنَه.
(و) أَيْضاً: (المَدْحُ والتَّقْرِيظُ) ؛) عَن المبرِّدِ.
(و) مَزُونٌ، (كصَبُورٍ) :) اسمُ (أَرْضِ عُمانَ) ، بالفارِسِيَّةِ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: هَكَذَا كانتِ العَرَبُ تُسَمِّيها؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
فأَصْبَحَ العبدُ المَزُونِيُّ عَثِرْ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للكُمَيْت:
فَأَما الأَزْدُ أَزْدُ أَبي سَعِيدٍ فأَكْرَهُ أَن أُسَمِّيها المَزُونَاقالَ: وَهُوَ أَبو سعيدٍ المُهَلَّبُ المَزُونيُّ أَي أَكْره أَن أَنْسُبَه إِلَى المَزُونِ، وَهُوَ أَرْضُ عُمانَ، يقولُ: هُم مِن مُضَرَ.
وقالَ أَبو عُبيدَةَ: يعْنِي بالمَزُونِ المَلاَّحِينَ، وكانَ أَرْدَشِير بابْكان جَعَلَ الأزد مَلاَّحِين بشِحْر عُمَان قَبْل الإسْلامِ بستمائَةِ سَنَةٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: أَزْدُ أَبي سعِيدٍ هُم أَزْدُ عُمانَ، وهم رَهْطُ المُهَلَّبِ بنِ أَبي صُفْرَةَ.
والمَزُونُ: قَرْيَةٌ مِن قُرَى عُمَانَ يَسْكِنُها اليَهودُ والمَلاَّحُونَ ليسَ بهَا غَيْرهُم، وكانتِ الفُرْسُ يسمُّونَ عُمَانَ المَزُونَ، فقالَ الكُمَيْتُ: إنَّ أَزْدَ عُمَانَ يكْرَهُونَ أَن يُسَمَّوا المَزُونَ، وأَنا أَكْرَه ذلكَ أَيْضاً؛ وقالَ جَريرٌ:
وأَطْفَأْتُ نِيرانَ المَزُونِ وأَهْلِهاوقد حاوَلُوها فِتْنةً أَن تُسَعَّراقالَ ابنُ الجَوالِيقي: المَزُونُ، بفتْحِ الميمِ، لعُمانَ وَلَا تَقُل المُزُونَ، بضمِّ الميمِ، قالَ: كَذَا وَجَدْته فِي شِعْرِ البَعِيثِ اليَشْكُرِيِّ يَهْجُو المُهَلَّبَ لمَّا قَدِمَ خُرَاسان:
تبَدَّلَتِ المَنابِرُ من قُرَيْشٍ مَزُونِيًّا بفَقْحَتِه الصَّلِيبُفأَصْبَحَ قافِلاً كَرَمٌ ومَجْدٌ وأَصْبَحَ قادِماً كَذِبٌ وحُوبُفلا تَعْجَبْ لكلِّ زمانِ سَوْءٍ رِجالٌ والنَّوائبُ قد تَنُوبُقالَ: وظاهِرُ كَلامِ أَبي عُبيدٍ فِي هَذَا الفَصْلِ أنَّها، بضمِّ الميمِ، لأنَّه جَعَلَ المُزُون المَلاَّحِين فِي أَصْلِ التَّسْميةِ.
(و) مُزَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: قَبيلةٌ) ، مِن مُضَرَ، وَهُوَ ابنُ أُدِّ بنِ طابِخَةَ، وَمِنْهُم كَعْبُ بنُ زهيرِ بن أَبي سُلْمى الشاعِرُ.
قالَ ابنُ عبْدِ البرِّ فِي الاسْتِيعابِ: كعْبُ بنُ زهيرِ المزنيُّ، محلّته فِي بِلادِ غَطَفانَ فيظنُّ الناسُ أنَّه فِي غَطَفانَ وَهُوَ غَلَطٌ.
قالَ عبْدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ: وَفِيه رَدٌّ على ابنِ قُتَيْبة حيثُ قالَ فِي كتابِ الشُّعراءِ: إنَّ زُهيراً نَسَبَهُ غي غَطَفانَ، وَالنَّاس يَنْسبُونَه إِلَى مُزَيْنَةَ، (وَهُوَ مُزَنِيٌّ.
(وَهَذَا يَوْمُ مَزْنٍ، بالفتْحِ) ، أَي (يَوْمُ فِرارٍ مِن العَدُوِّ) ، وليسَ بتَصْحيفِ مَرنٍ بالرَّاءِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: المَزْنُ: الإسْراعُ.
ومَزَنَ فِي الأرضِ مَزْنَةً واحِدَةً: أَي سارَ عُقْبَةً واحِدَةً.
وَمَا أَحْسَنَ مُزْنَتَه: وَهُوَ الاسمُ مِثْل الحُسْوةِ والحَسْوةِ.
والمُزُونُ: البُعْدُ.
وقوْلُهم: مازِ رأسَكَ وَالسيف، إنَّما هُوَ تَرْخيمُ مازِنٍ. وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى فِي ميز، وَهنا محلُّ ذِكْرِه.
ومازِنُ بنُ خلاوَةَ بنِ ثعْلَبَةَ بنِ هزمَةَ بنِ طاطمٍ: جَدٌّ لزُهيرِ بنِ أَبي سُلْمى، وَقد يُنْسَبُ إِلَيْهِ فيُقالُ المازِنيُّ. وكأَنَّ الصَّلاحَ الصفديّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، لم يَقِفْ عَلَيْهِ فقالَ فِي حاشِيَتِه على الصِّحاحِ: كَذَا وَجَدْتَه بخطِّ الجَوْهرِيِّ وَيَاقُوت وغيرِهِ فِي النسخِ المُعْتَبَرَةِ، وصَوابُه مِن بَني مُزَيْنَة فوهَمَ مَا بينَ مازِنَ ومُزَيْنَة.
قالَ عبدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ فِي حاشِيَتِه الكَعْبيةِ: كِلاهُما صَوابٌ إلاَّ أنَّ الأشْهَر النِّسْبَة إِلَى مُزَيْنَةَ جَدِّه الأَعْلَى.
ومازِنُ بنُ الغضوبَة الطائيُّ: لَهُ وِفادَةٌ.
وزَيْدُ بنُ المُزَيْنِ الأنْصارِيُّ، كزُبَيْرٍ، بَدْرِيٌّ، ذَكَرَه ابنُ مَاكُولَا؛ ويقالُ اسْمُه يَزيدُ ولَقَبُه المُزَيْن.
ويَحْيَى بنُ إبراهيمَ بنِ مُزَيْنٍ المزينيُّ الأنْدَلُسِيُّ عَن مطرف والقَعْنَبيّ، وأَوْلاده الحَسَن وسَعِيد وجَعْفَر، حَدَّثُوا، وماتَ جَعْفَر سَنَة 291، وَكَانَ فَقِيهاً مالِكِيًّا، وماتَ أَبُوهم يَحْيَى سَنَة 260.
ومَزْنِي، بفتْحٍ فسكونٍ فكسْرِ النّونِ: جَدُّ ناصِرِ بنِ أَحمدَ البَكْريّ المُؤَرِّخ نَزِيلُ القاهِرَة؛ قالَ الحافِظُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: سَمِعَ منِّي واسْتَفَدْتُ مِنْهُ.
وبنُو مازِن بنِ النجَّارِ الخَزْرَجِيُّون، وَمِنْهُم عبدُ اللَّهِ بنُ يَزِيدَ بنِ عاصِمٍ المازِنيُّ بَدْرِيٌّ، وواسِعُ بنُ حبَّانٍ وآخَرُون.
وَفِي قَيْسِ بنِ عيلان: بنُو مازِنِ بنِ مَنْصور بنِ عِكْرِمَة، مِنْهُم عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ أَحَدُ التابِعِيْن.
ومَزيْنَان: بفتحٍ فكسْرٍ فسكونٍ: بليْدَةٌ بآخر حَدِّ خُرَاسانَ، مِنْهَا: أَبو عَمْرو أَحْمدُ بنُ محمدِ بنِ مُقْبِل الكاتِبُ مِن مشايخِ الحاكِمِ أَبي عبدِ اللَّهِ.

مشن

مشن


مَشَنَ(n. ac. مَشْن)
a. Scratched.
b. Struck.
c. Wiped.
d. [acc. & Bi], Wounded slightly, grazed with.
e. Lay with.
f. Milked out.

مَشَّنَa. see 1 (f).
b. Gave little milk.

إِمْتَشَنَa. Took; Stole.
b. Drew (sword).
c. Cut off a part of.

مَشْنَةa. Scratch; skin-wound.
مِشَاْنa. Fresh dates.
b. Wolf.
c. Shrew, virago.

مُشَاْنa. see 23 (a)
مُوْشَان
a. see 23 (a)

مشن

1 مَشَنَ الأَدِيمَ He pared, or removed the superficial part of, the hide. (TA in art. ادم.) 6 تَمَاشَنَ He wiped his hands together: see ظَرِبَانٌ.

مُوشَانٌ : see جُرَذٌ.

تِمْشَآءٌ : see تِبْيَانٌ, voce بَيَّنَ.
م ش ن: (الْمِشَانُ) نَوْعٌ مِنَ التَّمْرِ، وَفِي الْمَثَلِ: بِعِلَّةِ الْوَرَشَانِ تَأْكُلْ رُطَبَ الْمُشَانِ، بِالْإِضَافَةِ وَلَا تَقُلْ: الرُّطَبُ الْمُشَانُ. 
[مشن] المَشْنُ: ضربٌ من الضرب بالسوط. يقال: مَشَنَهُ مَشْناً. قال العجاج:

وفي أخاديد السِياطِ المُشَّنِ * وامتشنت الشئ: اقتطعته واختلسته. وامتشنت السيف: استللته. وحكى ابن السكيت عن الكلابيّ: مرَّتْ لي غِرارةٌ فمشنتنى، وأصابتني مشنة، وهو الشئ له سعةٌ ولا غورَ له، منه ما بَضَّ منه دَمٌ ومنه ما لم يجرح الجلد. يقال: مَشَنَهُ بالسيف، إذا ضربه فقشر الجلد. (*) ومشنت الناقة تمشينا: درَّتْ كارِهةً. والمِشانُ: نوعٌ من الرطب . وفى المثل: " بعلة الورشان $ تأك‍ رطب المشان " بالاضافة. ويقال: امتشن منه ما مَشَنَ لك، أي خُذْ منه ما وجدت. والمِشانُ من النساء: السليطة المشاتمة.
مشن: المَشْنُ: الضَّرْبُ بالسَّوْطِ، مَشَنَه ومَتَنَه. وامْتَشَنَ سَيْفَه: أي اسْتَلَّ. والمِشَانُ من النِّسَاء: السَّلِيْطَةُ والمُشَاتِمَةُ. ورَجُلٌ يُقال له: الحارِثُ بن مِشَانٍ. وذِئْبَةٌ مِشَانٌ: عادِيَةٌ سَرِيْعَةٌ. ومِشَانُ: اسْمُ جَبَلٍ. والمُشَانُ: الرُّطْبُ. ومَشَنَ فلانٌ ما في يَدِ فلانٍ: أي أكَلَه. ومَشَنَ الفيْصَلُ ما في ضَرْعِ أُمِّه: اسْتَوْعَبَه، وامْتَشَنَه: مِثْلُه. ومَشَنَ لي بشَيْءٍ قَليلٍ. وامْتَشِنْ منه ما مَشَ، َ لكَ: أي خُذْ منه ما أعْطَاكَ. وامْتَشَنَتِ النّاقَةُ وأمْشَنَتْ: أي قَلَّ دَرُّها فَحَلَبْتها قَدَحاً. وفي المَثَل: " هُما يَتَماشَنَانِ جِلْدَ الظَّرِبَانِ " إذا وَقَعَ بَيْنَهُما شَرٌّ فَيَنالُ كُلُّ واحدٍ منهما من عِرْضِ صاحِبِه. والمُمَشِّنُ من الإِبِل: التي إذا حَلَلْتَ عَنْها ضِرَارَها أصَبْتَ فيها لَبَناً من غَيْرِ دِرَّةٍ.
م ش ن

مَشَنَهُ بالسّوْطِ يَمْشُنُه مَشَناً ضَرَبَهُ كمَشَقَه وَمَشَنَنِي الشَّيْءُ سَحَجَني وخَدَشَنِي قال العجّاجُ

(وفي أخادِيدِ السِّياطِ المَشْنِ ... )

والعربُ تقولُ كأنَّ وَجْهَهُ مُشِنَ بَقتادَةٍ أيْ خُدِشَ وذلك في الكَراهةِ والعُبُوسِ وأصابتْنِي مَشْنَةٌ وهو الشَّيْءُ لَهُ سَعَةٌ ولا غَوْرَ له فمنه ما بَصَّ منه دَمٌ ومنه ما لم يَجْرَحِ الجِلْدَ وَمَشَنَ المرأةَ نَكَحَهَا وامرأةٌ مِشَانٌ سَلِيطَةٌ مُشَاتِمَةٌ قال (وَهَبْتَهُ مِن سَلْفَعٍ مِشَانِ ... )

وتَماشَنَا جِلْدَ الظَّرِبانِ إذا اسْتَبَّا أقْبَحَ ما يكونُ من السِّبابِ حتى كأنهما تَنازَعا جِلْدَ ظَرِبانٍ وتَجاذَباهُ عن ابنِ الأعرابيِّ وامْتَشَنَ ثَوْبَهُ انْتزعَهُ وامْتَشَنَ سيْفَه اختْرطَهُ وامْتَشَنَ الشيءَ اختْطفه عن ابنِ الأعرابيِّ والْمِشَانُ اسمُ رَجُلٍ

مشن: المَشْنُ: ضَرْب من الضرب بالسياط. يقال: مشَنَه ومَتَنه مَشَناتٍ

أَي ضربات. مَشَنه بالسوط يَمْشُنه مَشْناً: ضربه كمَشَقه. ابن

الأَعرابي: يقال مَشَقْتُه عشرين سوطاً ومَتَخْته ومَشَنْتُه، وقال: زَلَعْتُه،

بالعين، وشَلَقْتُه. ويقال: مَشَنَ ما في ضرْعِ الناقة ومَشَقه إذا حلب.

أَبو تراب عن الكلابي: امْتَشَلْتُ الناقة وامتَشَنْتُها إذا حلبتها.

ومَشَّنَتِ الناقةُ تَمْشِيناً دَرَّتْ كارهة. والمَشْنُ: الخَدْشُ. ومَشَنَني

الشيءُ: سحَجَني وخَدَشني؛ قال العجاج:

وفي أَخادِيدِ السِّياط المَشْنِ

ونسبه ابن بري لرؤبة؛ قال وصوابه:

وفي أَخادِيدِ السِّياطِ المُشَّنِ

شافٍ لبَغْيِ الكَلِب المُشَيْطَنِ

قال: والمُشَّنُ جمع ماشن، والمَشْنُ: القَشْرُ، يريد: وفي الضرب

بالسياط التي تَخُدُّ الجلد أَي تجعل فيه كالأَخاديد. والكَلِبُ المُشَيْطَنُ:

المُتَشَيْطِن. ابن الأَعرابي: المَشْنُ مسح اليد بالشيء الخشن، والعرب

تقول: كأَن وجهه مُشِنَ بقَتادةٍ أَي خُدِش بها، وذلك في الكراهة والعُبوس

والغضب. ابن الأَعرابي: مَرَّتْ بي غِرارَةٌ فمَشَنَتْني، وأَصابتني

مَشْنةٌ، وهو الشيء له سعة ولا غَوْرَ له، فمنه ما بَضَّ منه دم، ومنه ما لم

يجرح الجلد. يقال منه: مَشَنه بالسيف إذا ضربه فقشر الجلد، قال أَبو

منصور: سمعت رجلاً من أَهل هَجَرَ يقول لآخر: مَشِّنِ الليفَ أَي مَيِّشْه

وانْفُشْه للتَّلْسين، والتلسين: أَن يُسَوَّى الليف قطعة قطعة ويضم بعضها

إلى بعض. ومَشَنَ المرأَة: نكحها. وامرأَة مِشَانٌ: سليطةٌ مشاتِمَةٌ؛

قال:

وهَبْتَه من سَلْفَعٍ مِشَانِ،

كذِئبَة تَنْبَحُ بالرُّكْبانِ

أَي وهَبْتَ يا رب هذا الولد من امرأَة غير مرضية. والمِشانُ من النساء:

السليطة المُشاتمة.

وتَماشَنا جِلْدَ الظَّرِبان إذا اسْتَبّا أَقْبح ما يكون من السِّباب،

حتى كأَنهما تنازعا جلد الظَّرِبان وتجاذباه؛ عن ابن الأَعرابي.

أَبو تراب: إن فلاناً ليَمْتَشُّ من فلان ويَمْتَشِنُ أَي يُصِيب منه.

ويقال: امْتشِنْ منه ما مَشَنَ لك أَي خذ ما وجدت. وامتَشَنَ ثوبه:

انتزعه. وامتَشَنَ سيفه: اخترطه وامتَشَنْتُ الشيء: اقتطعته واخْتَلسته.

وامتَشَنَ الشيء: اختطفه؛ عن ابن الأَعرابي.

والمُِشَانُ: نوع من التمر. وروى الأَزهري بسنده عن عثمان بن عبد الوهاب

الثَّقَفي قال: اختلف أَبي وأَبو يوسف عند هرون فقال أَبو يوسف:

أَطْيَبُ الرُّطَبِ المُشانُ، وقال أَبي: أَطيب الرطب السُّكَّرُ، فقال هرون:

يُحْضَرانِ، فلما حَضَرا تناول أَبو يوسف السُّكَّرَ فقلت له: ما هذا؟

فقال: لما رأَيت الحقَّ لم أَصبر عنه. ومن أَمثال أَهل العراق: بِعلَّةِ

الوَرَشانِ تأْكُلُ الرُّطَبَ المُشانَ، وفي الصحاح: تأْكل رُطَبَ المُشانِ،

بالإضافة، قال: ولا تقل تأْكل الرُّطَبَ المُشانَ؛ قال ابن بري: المُشانُ

نوع من الرطب إلى السواد دقيق، وهو أَعجمي، سماه أَهل الكوفة بهذا الاسم

لأَن الفُرْسَ لما سمعت بأُمِّ جِرْذان، وهي نخلة كريمة صفراء البُسْرِ

والتمر؛ ويقال: إن النبي، صلى الله عليه وسلم، دعا لها مرتين، فلما جاء

الفُرْسُ قالوا: أَين مُوشانُ؟ والمُوشُ: الجُرَذُ، يريدون أَين أُم

الجِرْذانِ، وسميت بذلك لأَن الجِرْذان تأْكل من رطبها لأَنها تلقطه

كثيراً.والمِشَانُ: اسم رجل، والله أَعلم.

مشن
: (المَشْنُ) :
(هُوَ الضَّرْبُ بالسِّياطِ مِثْل (المَسْنِ) بالسِّينِ المُهْمَلَةِ. يقالُ: مَشَنَه مَشَناتٍ: أَي ضَرَبات.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ مَشَنْتُه عِشْرينَ سَوْطاً ومَشَقْتُه ومَتَخْتُه وزَلَعْتُه وشَلَقْتُه، بمعْنًى واحِدٍ.
(و) المَشْنُ: (الخَدْشُ) .
(قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: مَرَّتْ بِي غِرارَةٌ فمَشَنَتْني، أَي سَجَحَتْني وخَدَشَتْني.
(و) المَشْنُ: (النِّكاحُ) ، وَقد مَشَنَها.
(و) المَشْنُ: (مَسْحُ اليَدِ بخَشِنٍ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(و) المَشْنُ: (أَنْ تَضْرِبَ بالسَّيْفِ ضَرْباً يَقْشِرُ الجِلْدَ) وَلَا يَبضُّ مِنْهُ دَمٌ.
(وامْتَشَنَهُ: اقْتَطَعَهُ؛ و) أَيْضاً: (اخْتَلَسَهُ) .
(وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: اخْتَطَفَهُ.
(ومْتَشَنَ (السَّيْفَ: اسْتَلَّهُ) واخْتَرَطَهُ.
(و) رَوَى أَو تُرابٍ عَن الكِلابيّ: امْتَشَلَ الناقَةَ وامْتَشَنَها إِذا (حَلَبَ مَا فِي الضَّرْعِ) كُلِّه، (كمَشَّنَ) ، بالتَّشْدِيدِ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ بالتَّخْفيفِ.
(وأَصابَتْهُ مَشْنَةٌ: وَهِي الجَرْحُ لَهُ سَعَةٌ وَلَا غَوْرَ لَهُ) ، فَمِنْهُ مَا بَضَّ مِنْهُ دَمٌ، وَمِنْه مَا لم يَجْرحِ الجِلْدَ.
(ومَشَّنَتِ النَّاقَةُ تَمْشِيناً: دَرَّتْ كارِهَةً) ، عَن الكِلابيّ.
(والمُوشانُ، بالضَّمِّ وكغُرابٍ وكِتابٍ) :) نَوْعٌ (مِن) التَّمْرِ.
ورَوَى الأزْهرِيُّ بسَنَدِه عَن عُثْمان بن عبْدِ الوَهابِ الثَّقفيّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى قالَ: اختَلَفَ أَبي وأَبو يوسُفَ عنْدَ هارُون فقالَ أَبو يوسُفَ: (أَطْيَبُ الرُّطَبِ) المُشانُ، فقالَ أَبي: أَطْيَبُ الرُّطَبِ السُّكَّرُ، فقالَ هَارُون: يُحْضَرانِ، فلمّا حَضَرا تَنَاوَلَ أَبو يوسُفَ السُّكَّرَ فقلْتُ لَهُ: مَا هَذَا؟ قالَ: لمَّا رأَيْت الحقَّ لم أَصْبر عَنهُ.
ومِن أَمْثالِ أَهْلِ العِراقِ: بعلَّةِ الوَرَشانِ تأْكُلُ الرُّطَبَ المُشانَ.
وَفِي الصِّحاحِ: تأْكُلُ رُطَبَ المُشانِ، بالإضافَةِ، قالَ: وَلَا تَقُل تأْكُلُ الرُّطَبَ المُشانَ.
قالَ ابنُ بَرِّي: المُشانُ نَوْعٌ مِن الرُّطَبِ إِلَى السَّوادِ دَقِيق، وَهُوَ أَعْجمِيٌّ، سمَّاهُ أَهْلُ الكُوفَةِ بِهَذَا الاسمِ لأنَّ الفُرْسَ لمَّا سمعَتْ بأُمِّ جِرْذان، وَهِي نخْلَةٌ كَريمَةٌ صَفْراءُ البُسْرِ والتمْرِ، فلمَّا جاؤُوا قَالُوا: أَيْنَ مُوشانُ؟ ومُوشُ: الجُرَذُ، يُرِيدُونَ أَينَ أُمّ الجِرْذانِ.
(و) مَشانُ، (كسَحابٍ: ة بالبَصْرَةِ) كَثيرَةُ النَّخْلِ، كانتْ إقْطاعاً لأبي القاسِمِ الحرِيرِي صاحِبِ المَقامَات.
(و) مِشانٌ، (ككِتابٍ: جَبَلٌ) أَو شعْبٌ بأَجَأَ؛ ويُرْوَى بالرَّاءِ فِي آخِرِه، لَا يَصعده إلاَّ متجرد.
(و) أَيْضاً: (الذِّئْبُ العادِيَةُ.
(و) أَيْضاً: (المرأَةُ السَّلِيطَةُ) المُشاتِمَةُ؛ قالَ:
وهَبْتَه من سَلْفَعٍ مِشَانِكذِئْبَة تَنْبَحُ بالرُّكْبانِ (و) يقالُ: (امْتَشِنْ مِنْهُ مَا مَشَنَ لَكَ) ، أَي (خُذْ مَا وَجَدْتَ) .
(وقالَ أَبو تُرَاب: يقالُ: إنَّ فلَانا ليَمْتَشُّ من فلانٍ ويَمْتَشِنُ أَي يُصِيبُ مِنْهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
مَشَنَ الشَّيءَ: قَشَرَهُ.
وسَوْطٌ ماشِنٌ، والجَمْعُ مُشَّنٌ، كرُكَّعٍ؛ وَمِنْه قولُ رُؤْبَة:
وَفِي أَخادِيدِ السِّياطِ المُشَّنِ أَي الَّتِي تَخُدُّ الجَلْدَ أَي تَجْعَلُ فِيهِ كالأخادِيدِ.
ويقُولُونَ: كأَنَّ وَجْهَه مُشِنَ بقَتادَةٍ أَي خُدِشَ بهَا، وَذَلِكَ فِي الكَراهَةِ والعُبُوسِ والغَضَبِ.
ومَشَّنَ اللِّيفَ تَمْشِيناً: أَي مَيَّشَه ونَفَشَه للتَّلْسِين؛ رَوَاهُ الأَزْهرِيُّ عَن رجُلٍ مِن أَهْلِ هَجَرَ؛ قالَ: والتَّلْسِينُ أَن يُسَوَّى اللِّيف قِطْعةً قِطْعَةً ويُضَمُّ بعضُه إِلَى بعضٍ.
وتَماشَنَا جِلْدَ الظَّرِبان: إِذا اسْتَبَّا أَقْبَح مَا يكونُ مِن السِّبابِ حَتَّى كأَنَّهما تَنازَعَا جلْدَ الظَّرِبان وتَجاذَباهُ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وامْتَشَنَ قَوْسَه: انْتَزَعَه.
والمِشَانُ، بالكسْرِ: اسمُ رجُلٍ.

سَبَحَ

سَبَحَ بالنَّهْرِ وفيه، كمَنَعَ، سَبْحاً وسِباحَةً، بالكسر: عامَ، وهو سابحٌ وسَبُوحٌ من سُبَحاءَ، وسَبَّاحٌ من سَبَّاحِينَ.
وقوله تعالى: {والسَّابِحاتِ} هي السُّفُنُ، أو أرواحُ المُؤْمِنينَ، أو النُّجومُ.
وأسْبَحَهُ: عَوَّمَهُ.
والسَّوابحُ: الخَيْلُ لِسَبْحِها بِيَدَيْها في سَيْرِها.
وسُبحانَ اللهِ: تَنْزيهاً لِلّهِ من الصَّاحِبَةِ والوَلَدِ، مَعْرِفَةٌ، ونُصِبَ على المَصْدرِ، أي: أُبَرِّئُ الله من السُّوءِ براءَةً، أو معناهُ: السُّرْعَةُ إليه، والخِفَّةُ في طاعَتِهِ.
وسُبْحانَ مِن كذا: تَعَجُّبٌ منهُ.
وأنْتَ أَعْلَمُ بما في سُبْحانِكَ، أي في نَفْسِكَ. وسُبْحانُ بنُ أحمدَ: من وَلَدِ الرَّشيدِ. وسَبَحَ، كمَنَعَ، سُبْحاناً،
وسَبَّحَ تَسْبيحاً: قالَ: سُبْحانَ اللهِ.
وسُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، ويُفْتَحانِ: من صِفاتِه تعالى، لأِنَّهُ يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ.
والسُّبُحاتُ، بضمَّتين: مواضِع السُّجودِ.
وسُبُحاتُ وَجْهِ الله: أنوارُهُ.
والسُّبْحَةُ: خَرَزاتٌ للتَّسْبيحِ تُعَدُّ، والدُّعاءُ، وصَلاَةُ التَّطَوُّعِ، وبالفَتح: الثِّيابُ من جُلودٍ، وفَرَسٌ للنَبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وآخَرُ لِجَعْفَرِ بنِ أبي طالِبٍ، وآخَرُ لآِخَرَ.
وسُبْحَةُ اللهِ: جَلاَلُهُ.
والتَّسْبيحُ: الصلاةُ، ومنه: {كانَ من المُسَبِّحينَ} .
والسَّبْحُ: الفَراغُ، والتَّصَرُّفُ في المعاشِ، والحَفْرُ في الأرضِ، والنَّوْمُ، والسُّكونُ، والتَّقَلُّبُ، والانْتِشارُ في الأرضِ، ضِدٌّ، والإِبْعادُ في السَّيْرِ، والإِكْثارُ من الكَلاَمِ.
وكِساءٌ مُسَبَّحُ، كمُعَظَّم: قَوِيُّ شَديدٌ. وككَتَّانٍ: بَعيرٌ. وكسَحابٍ: أرضٌ عندَ مَعْدِنِ بني سُلَيْمٍ.
والسَّبُوحُ: فَرَسُ رَبيعَةَ بنِ جُشَمَ.
وسَبوحَةُ: مَكَّةُ، أو وادٍ بِعَرَفات. وكمُحَدِّثٍ: اسمٌ. والأَميرُ المُخْتارُ محمدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُسَبِّحِيُّ: له تصانِيفُ. وبَرَكَةُ بنُ عليِّ بنِ السابِحِ الشُّروطِيُّ، وأحمَدُ بن خَلَف السابحُ، وأحمدُ بنُ خَلَفِ بنِ محمدٍ، ومحمدُ بنُ سَعيدٍ، وعَبدُ الرحمنِ بنُ مُسْلمٍ، ومحمدُ بنُ عثمانَ البُخارِيُّ السُّبَحِيُّونَ بالضم وفتح الباءِ: مُحَدِّثونَ.
(سَبَحَ)
قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكرُ «التَّسْبِيح» عَلَى اخْتِلافِ تصرُّف اللَّفظة. وأصلُ التَّسْبِيحُ: التَّنزيهُ وَالتَّقْدِيسُ وَالتَّبْرِئَةُ مِنَ النَّقاَئِص، ثُمَّ استُعْمِل فِي مواضعَ تقْرُب مِنْهُ اتِّسَاعا. يُقال سَبَّحْتُهُ أُسَبِّحُهُ تَسْبِيحاً وسُبْحَاناً، فَمَعْنَى سُبْحَانَ اللهِ: تَنْزيه اللهِ، وَهُوَ نَصْب عَلَى الْمَصْدَرِ بفِعْل مُضْمر، كَأَنَّهُ قَالَ: أُبَرئُ اللَّهَ مِنَ السُّوء بَراءةً. وَقِيلَ مَعْنَاهُ: التَّسرُّع إِلَيْهِ والخِفَّة فِي طاعَته. وَقِيلَ مَعْنَاهُ:
السُّرْعة إِلَى هَذِهِ اللَّفْظة. وَقَدْ يُطْلَقُ التَّسْبِيحُ عَلَى غَيره مِنْ أنْواع الذِّكْرِ مَجَازًا، كالتَّحْميد والتَّمْجيد وغَيرِهما. وَقَدْ يُطْلق عَلَى صَلَاةِ التطوُّع والنافلةِ. وَيُقَالُ أَيْضًا للذِّكْر ولصَلاةِ النَّافلة: سُبْحَة. يُقَالُ:
قَضَيت سُبْحَتِي. والسُّبْحَةُ مِنَ التَّسبيح؛ كالسُّخرة مِنَ التَّسْخير. وَإِنَّمَا خُصَّت النافلةُ بالسُّبحة وَإِنْ شاركَتْها الفريضةُ فِي مَعْنَى التَّسبيح لِأَنَّ التَّسْبِيحَاتِ فِي الْفَرَائِضِ نوافلُ، فَقِيلَ لِصَلاة النَّافلة سُبْحَة، لِأَنَّهَا نَافِلَة كالتَّسْبيحات والأذْكار فِي أَنَّهَا غيرُ واجبةٍ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ السُّبْحَةِ فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا.
(هـ) فَمِنْهَا الْحَدِيثُ «اجْعَلوا صلاتَكم مَعَهُمْ سُبْحَةً» أَيْ نَافِلَةً. وَمِنْهَا الْحَدِيثُ «كُنَّا إِذَا نزلْنا مَنْزِلا لَا نُسَبِّحُ حَتَّى تُحَلّ الرِّحال» أَرَادَ صلاةَ الضّحَى، يَعْنِي أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ اهْتمامهم بالصَّلاة لَا يُباشِرُونهَا حَتَّى يَحُطُّوا الرِّحال وَيُرِيُحوا الجِمالَ؛ رِفقاً بِهَا وَإِحْسَانًا.
(س) وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «سُبُّوحٌ قُدُّوس» يُرْوَيَان بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، والفتحُ أقيسُ، وَالضَّمُّ أكثرُ اسْتِعْمالاً، وَهُوَ مِنْ أبْنِية المُبالَغَة. وَالْمُرَادُ بِهِمَا التنزيهُ.
وَفِي حَدِيثِ الْوُضُوءِ «فأدخَل أصبُعَيْه السَّبَّاحَتَيْنِ فِي أُذُنه» السَّبَاحَةُ والْمُسَبِّحَهُ: الإصبعُ الَّتِي تَلى الإبهْام، سُمِّيت بِذَلِكَ لِأَنَّهَا يُشَار بِهَا عِنْدَ التَّسْبِيحِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ جبريلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: «لِلَّهِ دُون العرْش سبْعون حِجاباً، لو دَنَوْناَ مِنْ أحَدِها لأحْرَقَتْنا سُبُحَاتُ وَجْهِ ربِّنا» .
(س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «حجابُه النورُ أَوِ النارُ، لَوْ كَشَفَه لأحْرقَت سُبُحَاتُ وجْهه كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ» سُبُحَاتُ اللَّهِ: جَلَالُهُ وَعَظَمَتُهُ، وَهِيَ فِي الْأَصْلِ جَمْعُ سُبْحَةٍ. وَقِيلَ أَضْوَاءُ وَجْهِهِ.
وَقِيلَ سُبُحَاتُ الوجْه: محاسِنُه، لِأَنَّكَ إذَا رأَيت الحَسَنَ الوجْهِ. قُلْت: سُبْحَانَ اللَّهِ. وَقِيلَ معناَه تنْزيه لَهُ: أَيْ سُبْحَانَ وَجْهِهِ. وَقِيلَ: إِنَّ سُبُحَاتِ وَجْهِهِ كلامٌ معتَرَضٌ بَيْنَ الْفِعْلِ والمَفْعُول: أَيْ لَوْ كشَفها لأحْرقَت كُلَّ شَيْءٍ أدرَكه بَصَره، فكأَنه قَالَ: لأحْرقت سُبُحات اللَّهِ كُلَّ شَيْءٍ أَبْصَرَهُ، كَمَا تَقُولُ: لَوْ دَخَل المَلكُ البلدَ لَقَتَلَ والعياذُ بِاللَّهِ كُلَّ مَنْ فِيهِ. وأقربُ مِنْ هَذَا كُلّه أَنَّ المعنَى:
لَوِ انْكَشف مِنْ أَنْوَارِ اللَّهِ الَّتِي تَحْجب العِبادَ عَنْهُ شىءٌ لأهْلَكَ كلَّ مَنْ وقَع عَلَيْهِ ذَلِكَ النُّور، كَمَا خَرَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ صَعِقاً، وتقطَّع الجبلُ دَكًّا لمَّا تَجلَّى اللهُ سُبْحانه وَتَعَالَى.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْمِقْدَادِ «أَنَّهُ كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى فَرَس يُقَالُ لَهُ سَبْحَة» هُوَ مِنْ قَولهم فَرَس سَابِحٌ، إِذَا كَانَ حَسنَ مَدِّ اليَدَين فِي الجَرْى.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.