Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: زنة

لَهو

لَهو
: (و ( {لَها) } يَلْهُو ( {لَهْواً) :) أَي (لَعِبَ) .
(قالَ شيْخُنا: قَضِيَّتُهُ اتِّحادِهُمُا وَقد فرَّق بَيْنهما جماعَةٌ مِن أهْلِ الفُروقِ فَقيل:} اللهْوُ واللّعِبُ يَشْتركانِ فِي أنّهما اشْتِغالٌ بِمَا لَا يَعْنِي من هَوًى أَو طَرَبٍ حَرَامًا أَو لَا، قيلَ: {واللهْوُ أَعَمُّ مُطْلقاً، فاسْتِماعُ} المَلاهِي لَهْوٌ لَا لَعِبٌ، وقيلَ: اللّعِبُ مَا قُصِدَ بِهِ تَعْجيلُ المَسَرَّةِ والاسْتِرْواح بِهِ، واللهْوُ مَا شغلَ من هَوًى وطَرَبٍ وَإِن لم يُقْصَد بِهِ ذلكَ؛ وَلَهُم فُروقٌ أُخَرُ بَيْنهما وبينَ العَبَثِ، مَرَّ بعضُها أَثناءَ المَواد.
قُلْت: وقيلَ: أصْلُ اللهْوِ التَّرْوِيحُ عَن النَّفْسِ بِمَا لَا تَقْتَضيهِ الحِكْمَة. وقالَ الطَّرسوسي: اللهْوُ الشيءُ الَّذِي يَلْتَذُّ بِهِ الإنْسانُ ثمَّ يَنْقضِي، وقيلَ: مَا يشغلُ الإنْسانَ عمَّا يَهِمّه، وأَمَّا العَبَثُ فَهُوَ ارْتِكابُ أَمْرٍ غَيْر مَعْلومِ الفائِدَةِ، وقيلَ: هُوَ الاشْتِغالُ بِمَا يَنْفَع وَبِمَا لَا يَنْفَع؛ وقيلَ: أَن يَخْلط بعَمَلِه لعباً ويقالُ لمَا ليسَ فِيهِ غَرَض صَحيح.
( {كالْتَهَى.} وألْهاهُ ذلكَ) :) أَي شَغَلَهُ.
( {والمَلاهِي: آلاتُهُ) ، جَمْعُ} لَهْوٍ على غيرِ قِياسٍ، أَو جَمْعُ {مَلْهاةٍ لمَا مِن شأْنِه أَنْ} يُلْهَى بِهِ.
( {وتَلاهَى بذلكَ) :) أَي اشْتَغَلَ.
(} والأُلْهُوَّةُ {والأُلْهِيَّةُ) ، بالضَّمِّ فيهمَا، (} والتَّلْهِيَةُ) :) كلُّ ذلكَ (مَا! يُتلاهَى بِهِ) ؛) كَمَا فِي المُحْكم؛ قالَ الشاعرُ: {بتِلهِيةٍ أَرِيشُ بهَا سِهامِي
تَبَذُّ المُرْشِياتِ من القَطِينِوفي الصِّحاحِ:} الأُلْهِيَّةُ مِن {اللَّهْوِ، يقالُ بَيْنهم} أُلْهِيَّةٌ كَمَا تقولُ أُحْجِيَّةٌ، وتَقْديرُها أُفْعُولة.
( {ولَهَتِ المرأَةُ إِلى حَدِيثِهِ) ، أَي الرَّجُل،} تَلْهُو (لَهْواً) ، بِالْفَتْح، ( {ولُهُوًّا) ، كعُلُوَ: (أَنِسَتْ بِهِ وأَعْجَبَها) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه، قالَ:
كَبِرْتُ وألاَّ يُحْسِنَ اللهْوَ أَمْثالِي (} واللَّهْوَةُ: المرأَةُ {المَلْهُوُّ بهَا) ، وَبِه فُسِّر قولُ الشاعرِ:
} ولَهْوةُ {اللاَّهِي وَلَو تَنَطَّسا (} كاللَّهْوِ) ، بغَيرِها؛ وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {لَو أَرَدْنا أَن نَتَّخِذْ لَهْواً} . قَالُوا: أَيِ امْرأَةً تَعَالَى اللهُ عَن ذلكَ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) {اللُّهْوَةُ، (بالضَّمِّ وَالْفَتْح) ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الضَّم: (مَا أَلْقَيْتَهُ فِي فَمِ الرَّحا.
(وَفِي الصِّحاح: مَا أَلْقَاهُ الطاحِنُ فِي فَمِ الرَّحا بيدِهِ؛ وأَنْشَدَ القالِي لعَمْرو بنِ كُلْثوم:
يَكونُ ثِفَالُها شرقيّ نَجدٍ} وَلُهْوَتُها قُضاعةُ أَجمعِينَا (و) {اللُّهْوَةُ، بِالضَّمِّ وَالْفَتْح: (العَطِيَّةُ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الضَّم، وقالَ: دَرَاهِمُ كَانَت أَو غيرُها.
(أَو أَفْضَلُ العَطايَا وأَجْزَلُها) ؛) عَن ابنِ سِيدَه؛ (} كاللُّهْيَةِ) ، بِالضَّمِّ؛ وَهَذِه على المُعاقبَةِ.
(و) اللُّهْوَةُ، بِالضَّمِّ: (الحَفْنَةُ مِن المالِ) .) يقالُ: اشْتَراهُ! بلُهْوةٍ مِن المالِ.
(أَو) اللُّهْوةُ: (الأَلْفُ من الدَّنانيرِ والدَّراهمِ لَا غَيْر) ؛) وَفِي المُحْكم: وَلَا يقالُ لغيرِها، عَن أَبي زيْدٍ.
( {ولَهِيَ بِهِ، كرَضِيَ: أَحَبَّهُ) .
(قالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ مِن الأوَّل لأنَّ حبَّكَ الشَّيْء ضَرْب من اللهْو بِهِ.
(و) } لَهِيَ (عَنهُ: سَلا) ونَسِيَ (وغَفَلَ وتَرَكَ ذِكْرَه) .) تقولُ: الْهَ عَن الشيءِ أَي اتْرُكْه.
وَفِي الحديثِ: إِذا اسْتَأْثَر اللَّهُ بشيءٍ {فالْهَ عَنهُ) . وكانَ ابنُ الزُّبَيْر إِذا سَمِعَ صوْتَ الرعْدِ لَهِيَ عَن حديثِهِ، أَي تَرَكَه وأَعْرَضَ عَنهُ.
(كَلَها) عَنهُ، (كدَعا،} لُهِيًّا) ، كعُتِيَ، ( {ولِهْياناً) ، بالكسْر، وهُما مَصْدَرَا لَهِيَ، كرَضِيَ، كَمَا هُوَ نَصّ المُحْكم والصِّحاح وابنِ الْأَثِير (} وتَلَهَّى) مِثْل {لَها، أَي لَعِبَ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكم: لَهِيَ وتَلَهَّى. غَفَلَ عَنهُ ونَسِيَه؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {فأنتَ عَنهُ} تلهَّى} ، وأَصْلُه {تَتَلَهَّى أَي تَتَشاغَلُ. يقالُ:} تَلَهَّ سَاعَة أَي تَشاغَل وتَعَلَّل وتمَكَّث.
( {واللَّهاةُ) من كلِّ ذِي حَلقٍ: (اللّحْمَةُ المُشْرِفَةُ على الحَلْقِ، أَو مَا بينَ منْقَطَعِ أَصْلِ اللِّسانِ إِلى مُنْقَطَعِ القَلْبِ من أَعْلَى الفَمِ) ؛) كَمَا فِي المُحْكم.
وَقَالَ الجَوْهرِي: هِيَ الهَنَةُ المُطْبِقةُ فِي أَقْصَى سَقْفِ الفَمِ، (ج} لَهَواتٌ) ؛) أَنْشَدَ القالِي للفرَزْدَق يمدَحُ بني تميمٍ:
ذُبابٌ طارَ فِي لَهَواتِ لَيْثٍ
كَذاكَ اللَّيْثُ يَزْدَرِدُ الذُّباباوفي حديثِ الشَّاةِ المَسْمومَةِ: (فَمَا زلْتُ أَعْرفُها فِي لَهَواتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ( {ولَهَيَاتٌ) :) مِثالُ القَطَيات، نقلَهُما الجَوْهرِي.
(} ولُهِيٌّ {ولِهِيٌّ) ، بالضَّمِّ وَالْكَسْر مَعَ تَشْديدِ يائِهما؛ نقلَهُما ابنُ سِيدَه.
(} ولَهاءُ {ولِهاءٌ) ، كسَحابٍ وكِتابٍ؛ قالَ ابنُ سِيدَه. وَبِهِمَا رُوِي قولُ الشاعرِ:
يَا لكَ مِن تَمْرٍ ومِن شِيشاءِ
يَنْشَبُ فِي المَسْعَلِ} واللَّهاءِ قَالَ: فمَن فَتَحَ ثمَّ مدَّ فعلى اعْتِقادِ الضَّرورَة، وَقد رآهُ بعضُ النّحويِّين، والمُجتمعُ عَلَيْهِ عكْسُه، وزعَم أَبو عبيدَةَ أنَّه جمْع {لَهاً على} لِهاءٍ، وَهَذَا لَا يُعرَّج عَلَيْهِ ولكنَّه جمْع لَهاةٍ، لأنَّ فَعَلَة تُكسَّر على فِعالٍ، ونظِيرُه أَضاةٌ وإضاءٌ، وَفِي السالمِ رَحَبَةٌ ورِحابٌ ورَقَبَةٌ ورِقابٌ، انتَهَى.
وَقَالَ الجَوْهرِي: إنَّما مدَّه ضَرُورَةً، ويُرْوى بكسْرِ اللامِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ جمْعُ لَهاً مِثْل الإضَاء جَمْع أضاً والأضا جمْعُ أُضاةٍ.
قَالَ ابنُ برِّي: إنَّما مدَّ {اللَّهاء ضَرُورةٌ عنْدَ مَنْ رواهُ بالفَتْح لأنَّه مدّ المَقْصُور، وذلكَ ممَّا ينْكرُه البَصْريُّون، قالَ: وكذلكَ مَا قَبْل هَذَا البَيْت:
قد عَلِمَتْ أُمُّ أَبي السِّعْلاء
أنْ نِعْمَ مأْكُولاً على الخَواءفمدّ السِّعلاء والخَواء ضَرُورَةً.
(} واللَّهْواءُ) ، مَمْدودٌ: (ع) ؛) عَن أَبي زيْدٍ.
( {ولَهْوَةُ) :) اسمُ (امْرأَةٍ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه، قالَ:
أَصدُّ وَمَا بِي من صُدُودٍ وَمن غِنًى
وَلَا لاقَ قَلْبي بَعْدَ} لَهْوةَ لائقُ (! ولُهاءُ مِائَةٍ، بالضَّمِّ) مَعَ المدِّ: مثْلُ: (زُهاؤُها) ونُهاؤها زِنَةٌ ومَعْنًى؛ أَي قَدْرُها؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للعجَّاج: كأَنَّما {لُهاؤُه لمَنْ جَهَر
لَيْلٌ ورِزٌّ وَغْرِه لمن وَغَر (} ولاهاهُ) {مُلاهاةً} ولِهاءً: (قارَبَهُ؛ و) قيلَ: (نازَعَهُ؛ و) قيلَ: (دَاناهُ) ، هُوَ بعَيْنِه بمعْنَى قارَبَهُ فَهُوَ تِكْرارٌ، ونَصُّ ابْن الأعْرابي: {لاهاهُ إِذا دنا مِنْهُ وهالاهُ إِذا نازَعَهُ، فتأَمَّل هَذِه العِبارَةَ مَعَ سِياقِ المصنِّفِ.
(و) } لاهَى (الغُلامُ الفِطامَ) :) أَي (دَنا مِنْهُ) وقَرُبَ.
( {واللاَّهونَ) :) جاءَ ذِكْرُه فِي الحديثِ ونَصّه: (سأَلْتُ ربِّي أَن لَا يعذِّبَ} اللاَّهينَ (من ذُرِّيَّةِ البَشَرِ) فأَعْطانِيهم) ،) قيلَ: هم البُلْه الغافِلُون، وقيلَ: هم (الذينَ لم يَتَعَمَّدُوا الذَّنْبَ) ، ونَصّ النِّهايةِ: الذّنُوبَ؛ (وإنّما أَتَوْهُ) وفرطَ مِنْهُم سَهْواً و (نِسْياناً أَو غَفْلَةً أَو خَطَأً، أَو) هُم (الأطْفالُ) الذينَ (لم يَقْتَرِفُوا ذَنْباً) ؛) أَقْوالٌ، وَهُوَ جمْعُ {لاهٍ.
(و) بَيْتُ (} لَهْيَا) ، بِفَتْح فَسُكُون: (ع ببابِ دِمَشْقَ) ، وَمِنْه: محمدُ بنُ بكَّارِ بنِ يَزِيد السّكْسَكيُّ {اللَّهْييُّ، ذكَرَه المَالِينِي.
(} وأَلْهَى: شَغَلَ) ، هَذَا قد تقدَّمَ فِي قوْلِه {وألْهاه ذلكَ.
(و) } ألْهَى: (تَرَكَ الشَّيءَ) ونَسِيَه، أَو تَرَكَه (عَجْزاً.
(أَو) أَلْهى: (اشْتَغَلَ بسماعِ) اللَّهْوِ، أَي (الغِناءِ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
اللَّهْوُ: الطَّبْلُ؛ وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وَإِذ رأَوْا تِجارَةً أَوْ {لَهْواً} ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
ويْكنَى} باللَّهْوِ عَن الجِماعِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وَمِنْه سَجْعُ العَرَب: إِذا طَلَعَ الدَّلْوُ: انْسَلَّ العِفْوُ وطلَب اللَّهْوَ الخِلْوُ.
{واللَّهْوُ فِي لُغَةِ حَضْرَمَوْت: الوَلَدُ.
} واللَّها، بِالْفَتْح: جَمْع {لَهاةٍ، يُكْتَبُ بالألِفِ، أَنْشَدَ القالِي لأبي النجْمِ:
يلقيه فِي طرف أُتَتْها من عَل ِقَذْف} لَهاً جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِوقد ذكَرَه الجَوْهرِي أَيْضاً.
{واللُّها، بِالضَّمِّ: جمْعُ} لُهْوة الرَّحَى، {ولُهْوة العَطِيّة؛ وَمِنْه قولُهم:} اللُّها تَفْتح {اللَّها أَي العَطايَا تَفْتَح اللَّهَواتِ.
ويقالُ: إنَّه لمَعْطاءُ} لِلُّها إِذا كانَ جَواداً يُعْطِي الشيءَ الكَثيرَ.
{واللُّهْوةُ أَيْضاً: الدّفْعَةُ من رأْيٍ أَوْ حُلْمٍ، والجَمْع} لَهَا، وأَنْشَدَ القالِي لعبدَةَ بنِ الطَّبيب:
{ولُهاً من الكَسْبِ الَّذِي يُغنيكُمُيَوماً إِذا احتَضَرَ النفوسَ المَطْمَعُ} وأَلْهَيْت فِي الرَّحى: أَلْقَيْت فِيهَا {لُهْوةً: كَمَا فِي الصِّحاح.
ونقلَ القالِي عَن أَبي زيْدٍ:} أَلْهَيْت الرَّحا {إلهاءً، فَهِيَ} مُلْهاةٌ: أَلْقَيْت فِيهَا قَبْضةً من بُرَ.
وَفِي المُحْكم: ألْهَى الرّحا وللرَّحا وَفِي الرَّحا بمعْنًى.
{وأَلْهَى: أَجْزَلَ العَطِيَّة؛ عَن ابْن القطَّاع.
} وتَلاهَوْا: أَي لَهَى بعضُهم ببعضٍ، عَن الجَوْهرِي.
{ولَهاهُ بِهِ} تَلْهِيةً عَلَّلَهُ؛ قَالَ العجَّاج:
دارٌ {للَّهْوِ} للمُلَهِّي مِكْسالْ أَرادَ {باللَّهْو الجارِيَةَ} وبالمُلَهِّي رجُلاً يُعَلِّلُ بهَا، أَي لمَنْ {يُلَهِّي بهَا.
} ولَهْوُ الحديثِ: الغِناءُ، لأنَّه {يُلْهِي عَن ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى؛ وقيلَ: الشّرْكُ، وَبِهِمَا فُسِّرتِ الآيَةُ.
} ولَهَى عَنهُ وَبِه: كرِهَه.
وَقَالَ الأصْمعِي: {الْهَ عَنهُ وَمِنْه بمعْنًى.
وَهُوَ} لَهُوٌّ عَن الخَيْرِ على فَعُولٍ.
وقيلَ: {لُهْوَةُ الرّحى: فَمُها؛ عَن ابنِ القطَّاع.
} والمَلْهَى: المَلْعَبُ زِنَةً ومعْنًى.
{والْتَهَى عَنهُ: أَعْرَضَ.
ومِن المجازِ: فلانٌ تُسَدُّ بِهِ} لَهَواتُ الثّغورِ.
ويقالُ: ألْهِ لَهُ كَمَا {يُلْهِي بك: أَي اصْنَع مَعَه كَمَا يَصْنَع بك.
} ومَلْهَى القَوْمِ: مَوْضِعُ إقامَتِهم.
ومَلْهَى الأثافِي: مَكانُها.
{واسْتَلْهاهُ: اسْتَوْقَفَه وانْتَظَرَهُ؛ وَمِنْه قولُ الفَرَزْدَق:
طَرِيدانِ لَا} يَسْتَلْهِيانِ قَرارِي وسَمّوا {مُلْهى كمُعْطى.
} واللاَّهُون: جَبَلٌ بالفيُّومِ؛ وَقد ذُكِرَ فِي النونِ.
{واللَّواهي: الشَّواغِلُ، جَمْع} لاهِيَةٍ.
{وتَلَهَّى بالشيءِ: تَعَلَّلَ بِهِ وأَقامَ عَلَيْهِ وَلم يُفارِقْه.
وقالَ النَّضْر: يقالُ} لاه أَخاكَ يَا فُلانَ أَي افْعَل بِهِ نَحْو مَا فَعَلَ معكَ من المَعْروفِ، {والْهِه سواك.
} واللُّهَيَّا: تَصْغيرُ لَهْوى فَعْلى من اللهْو، قَالَ العجَّاج:
دارَ {لُهَيَّا قَلْبِكَ المُتَيَّمِ} وتَلَهَّتِ الإِبِلُ بالمَرْعى: تَعَلَّلَتْ بِهِ.
! وتَلَهَّى بناقَةٍ: تَعَلَّلَ بسَيْرِها. واسْتَلْهَى الشَّيءَ: اسْتَكْثر مِنْهُ.

نشع

(نشع)
نشعا شهق حَتَّى كَاد يقْضى عَلَيْهِ وَالْأَرْض أخرجت النشع وَالشَّيْء انتزعه بعنف وَالْمَرِيض الدَّوَاء نشعا ونشوعا ومنشعا سقَاهُ إِيَّاه وَيُقَال نشع فلَانا الْكَلَام لقنه إِيَّاه

نشع


نَشَعَ(n. ac. نَشْع
مَنْشَع)
a. Administered medicine to ( a child ).
b. Snatched.
c. Suggested to.
d.(n. ac. نَشْع), Was choked, stifled; panted.
e. [pass.] [Bi], Was smitten with.
f.(n. ac. نُشُوْع), Recovered.
أَنْشَعَa. see I (a) (c).
إِنْتَشَعَa. Took (medicine).
b. Drove away.

مِنْشَعa. Receptacle.

نَاْشِعa. Prominent.

نَشُوْعa. Injection; dose.
b. Choking.

نُشُوْعa. see 26 (a)
N. P.
نَشڤعَ
a. [Bi], Devoted to.
[نشع] النَشوعُ بالعين والغين: السَعوطُ والوَجورُ الذي يوجَرُهُ المريضُ أو الصبيُّ. والنُشوعُ بالضم المصدر. وقد نَشَعْتُ الصبيَّ الوَجورَ وأنْشَعْتُهُ، مثل وجرته وأوجرته. قال رؤبة: قال الحوازى وأبى أن ينشعا * يا هِنْدُ ما أسرع ما تسعسعا * وقال المرار في السَعوطِ: إليكم يا لِئامَ الناسِ إنِّي * نُشِعْتُ العِزَّ في أنفي نشوعا * وانتشع الرجل مثل استعط، وربَّما قالوا: نَشَعْتُهُ الكلام، إذا لقنته.
نشع
النًشْعُ: جُعلُ الكاهِنِ، تَقولُ: أنشَعْتُ الحَازيَ. والنشُوْعُ: الوَجُوْرُ. ونَشَعْتُ الصبِي نَشُوْعاً، وأنْشَعْتُه أيضاً. وحُكِيَ: ان النشُوْعَ في الأنْفِ، قال مرار:
نُشِعْتُ العِز في أنْفي نشُوْعا
وهو مَنْشوع بكَذا: أي مُوْلَعٌ. ونَشَعَ نُشوْعاً: كَرَبَ من الموت ثم نَجا. والنشُوْعُ: كل ما يَرُد النفسَ، تقولُ: أن
ْشِعْني بِشَرْبَةٍ: أي أغِثْني. ونَشَعَ: شَهَقَ. وقد حُكيَ هذا وما قَبْله بالغَيْن مُعْجَمَةً.
نشع
نشَعَ يَنشَع، نَشْعًا، فهو نَاشِع
• نشَعتِ الأرضُ: أخرجت النَّشَع، وهو الماء الخبيث الطعم.
• نشَع الماءُ: خرج "نشَع الماءُ من السَّقْف/ الجِدار". 

نَشْع [مفرد]: مصدر نشَعَ. 

نَشَع [مفرد]: ماءٌ خَبُثَ طعْمُه. 
نشع: نشع: هي عند المغاربة تحريف نشغ أي سال (رسالة إلى السيد فليشر 208 حيث فاتني القول بوجوب أن تحل، في المقري 1: 442، كلمة ينشع في موضع ينشع).
نشع: جاءت عند (فوك) كلمة resudare مرادفا لكلمة رشح أي عرق أو نضح في الحديث عن مزهرية مملوءة ماء.
أنشع: أخر، أعاق. تخلف. أوقف. سوف. وضع عقبة. أش بك انشعتني لماذا تذكرتني؟ (بوسييه). وعند (مارجريت 214): (سماع نداء الاستدعاء في بداية المسيرة يعد علامة شؤم؛ إذ أنه يمثل الانسحاب أو المنع والإعاقة والوقوف.
نشاعة؟: (العقد الصقلي): ومن جملة هذا الحد ولجة بين الخندقين على شاطئ الوادي إلى النشاعة بذر مدين (كذا- المترجم).
نشاع: وردت عند (فوك) في مادة resudare.
[نشع] نه: فيه: لا تعجلوا بتغطية وجه الميت حتى "ينشغ" أو "يتنشغ"، أصل النشغ: الشهيق حتى يكاد يبلغ به الغشي، وإنما يفعل تشوقًا إلى ما فات وأسفًا عليه، الأصمعي: النشغات عند الموت: فواقات خفيات جدًا، جمع نشغة. ومنه ح: إنه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم "فنشغ نشغة"، أي شهق شهقة وغشي عليه. وح أم إسماعيل: فإذا الصبي "ينشغ" للموت، وقيل: معناه يمتص بفيه، من نشغت الصبي دواء. وح النجاشي: هل "تنشغ" فيكم الولد؟ أي اتسع وكثر، والمشهور بالفاء أي مكان النون- ومر فيه. ك: وفيه: كأنه "ينشغ" للموت، هو بشين وغين معجمتين أي يشهق ويضيق عليه نفسه، قوله: فلم تقرها نفسها، من الإقرار بالمكان، ونفسها فاعله.
ن ش ع

نشع الصبيّ الدواء وأنشعه: أوجره وهو النشوع فانتشعه. وهذا منشع الصبيّ: لمسعطه.

ومن المجاز: نشع فلان كذا وبكذا. قال مرار بن منقذ:

إليكم يا لئام الناس إني ... نشعت العز في أنفي نشوعاً

وقال مغلس الرّبعي:

خليليّ إن أصعدتما أو مررتما ... على أهل حنفاء الغضا فاذكرانيا

وقولا أثيبي يا عليّ متيماً ... أخا الموت منشوعاً بذكراك عانيا

وقال عبدة بن الطبيب:

لا تأمنوا قوماً يشبّ صبيّهم ... بين القوابل بالعداوة ينشع

وإنه لمنشوع يأكل اللحم إذا كان مشغوفاً به مولعاً. ونشع الكاهن نشعاً: جعل له جعلاً.
نشع حير قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك الْإِنْسَان شوقا إِلَى صَاحبه وأسفا عَلَيْهِ وحبا للقائه. [فَنْشغ هَذَا بالغين لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَاف قَالَ رؤبة يمدح رجلا وَيذكر شوقه إِلَيْهِ:

(الرجز) عرفتُ أَنِّي ناشغ فِي النُشَّغ ... إِلَيْك أَرْجُو من نَداك الأسْبَغِ

وَأما قَول ذِي الرمة: (الوافر)

إِذا مَرَئيّةٌ وَلَدتْ غُلَاما ... فَالأمُ مُرْضَعٍ نُشْغَ المَحَارا

قَالَ: وَكَانَ الْأَصْمَعِي ينشده بِالْعينِ: نُشِعَ المَحَارا وَهُوَ إيجارك الصَّبِي الدَّوَاء أَو غَيره قَالَ الْأَصْمَعِي: وَاسم ذَلِك الدَّوَاء: النشوع وَهُوَ الوَجُور. قَالَ أَبُو عبيد: وَغير الْأَصْمَعِي ينشده بالغين مُعْجمَة والمَحار: الصدف واحدتها محارة] .
(ن ش ع)

النَّشْع: جعل الكاهن. وَقد أنْشَعَه. قَالَ العجاج:

قالَ الحَوَازِي واسْتَحَتْ أنْ تُنْشَعا الحوازي: الكواهن. واستحت أَن تَأْخُذ اجْرِ الكهانة.

والنَّشُوع: الوَجُوُر. وَقد نَشَعَهُ نَشْعا، وأنْشَعَه. وَقيل: هُوَ النَّشُوغ، بالغين مُعْجمَة. والنَّشُوعُ: السعوط.

ونَشَعَ النَّاقة يَنْشَعُها نُشُوعا: سعطها. وَكَذَلِكَ الرجل. قَالَ المرار:

إلَيْكمْ يَا لِئامَ النَّاسِ إنّي ... نُشِعْتُ العِزَّ فِي أنْفِي نُشُوعا

ونُشِع بالشَّيْء: أوْلِعَ بِهِ.

وَإنَّهُ لمَنْشُوعٌ بِأَكْل اللَّحم: أَي مولع. والغين: لُغَة، عَن يَعْقُوب.

والنَّشْع والانْتِشاعُ: انتزاعك الشَّيْء بعنف.

والنُّشاعةُ: مَا انتشعه بِيَدِهِ ثمَّ أَلْقَاهُ. قَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ الْأَحْمَر: نَشَع الطّيب: شمَّهُ.

والنَّشَع من المَاء: مَا خبث طعمه.

نشع: النَّشْعُ: جُعْلُ الكاهِنِ، وقد أَنْشَعَه؛ قال رؤبة:

قال الحَوازي، وأَبَى أَن يُنْشَعا:

يا هِنْدُ ما أَسْرَعَ ما تَسَعْسَعا

وهذا الرجَزُ لم يُورِد الأَزهريُّ ولا ابن سيده منه إِلا البيتَ

الأَولَ على صوره:

قال الحَوازي، واسْتَحَتْ أَن تُنشَعا

ثم قال: ابن سيده: الحَوازي الكَواهِنُ، واسْتَحَتْ أَن تأْخذ أَجر

الكَهانةِ، وفي التهذيب: واشْتَهَتْ أَن تُنْشَعا، وأَما الجوهري فإِنه أَورد

البيتين كما أَوْرَدْناهما؛ قال الشيخ ابن بري: البيتان في الأُرجوزة لا

يلي أَحدهما الآخر؛ والضمير في يُنْشَعا غير الضمير الذي في تَسَعْسَعا

لأَنه يعود في يُنْشَعا على تميم أَبي القبيلة بدليل قوله قبل هذا

البيت:إِنَّ تَمِيماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا،

ولم تَلِدْه أُمُّه مُقَنَّعا

ثم قال:

قال الحَوازي وأَبَى أَن يُنْشَعا

ثم قال بعده:

أَشَرْيةٌ في قَرْيةٍ ما أَشْنَعا

أَي قالت الحَوازي، وهُنَّ الكَواهِنُ: أَهذا المولود شَرْية في قرْيةٍ

أَي حَنْظلة في قريةِ تَمْلٍ أَي تمِيمٌ وأَولادُه مُرُّونَ كالحَنْظَلِ

كثيرون كالنمل؛ قال ابن حمزة: ومعنى أَن يُنْشَعا أَي أَن يؤخَذ قهراً.

والنشْعُ: انْتِزاعُكَ الشيء بعُنْفٍ، والضمير في تَسَعْسَعا يعود على

رؤبة نفسه بدليل قوله قبل البيت:

لَمّا رأَتْني أُمّ عَمْرٍو أَصْلَعا،

قالتْ، ولم تَأْلُ به أَن يَسْمَعا:

يا هِنْدُ ما أَسْرَعَ ما تَسَعْسَعا

والنَّشُوعُ والنَّشُوغُ، بالعين والغين معاً: السَّعُوطُ، والوَجُورُ:

الذي يُوجَرُه المريض أَو الصبي؛ قال الشيخ ابن بري: يريد أَن السَّعُوطَ

في الأَنْفِ والوَجُورَ في الفم. ويقال: إِن السَّعُوطَ يكون للاثنين

ولهذا يقال للمُسْعُطِ مِنْشَعٌ ومِنْشَغٌ؛ قال أَبو عبيد: كان الأَصمعي

ينشد بيت ذي الرمة:

فأَلأُمُ مُرْضَعٍ نُشِعَ المَحارا

بالعين والغين، وهو إِجارُك الصبيّ الدَّواءَ. وقال ابن الأَعرابي:

النَّشُوعُ السَّعُوطُ، ثم قال: نُشِعَ الصبُّ ونُشِغَ، بالعين والغين معاً،

وقد نَشَعَهُ نَشْعاً وأَنْشَعَه سَعَّطَه مثل وجَرَه وأَوْجَرَه،

وانْتَشَعَ الرجلُ مثل اسْتَعَطَ، وربما قالوا أَنْشَعْتُه الكلام إِذا

لَقَّنْتَه. ونَشَعَ الناقةَ يَنْشَعُها نُشُوعاً: سَعَّطَها، وكذلك الرجلَ؛ قال

المرّارُ:

إِلَيْكُمْ، يا لِئامَ الماسِ، إِنِّي

نُشِعْتُ العِزَّ في أَنْفي نُشُوعا

والنُّشُوعُ، بالضم: المصدر. وذات النُّشُوعِ: فرس بَسْطامِ بن قَيْسٍ.

ونُشِعَ بالشيءِ: أُولِعَ به. وإِنه لَمَنْشُوعٌ بأَكل اللحم أَي

مُولَعٌ به، والغين المعجمة لغة؛ عن يعقوب. وفلان مَنْشُوعٌ بكذا أَي مُولَعٌ

به؛ قال أَبو وَجْزَة:

نَشِيعٌ بماءِ البَقْلِ بَينَ طَرائِقٍ،

من الخَلْقِ، ما مِنْهُنَّ شيءٌ مُضيَّعُ

والنَّشْعُ والانْتِشاعُ: انْتِزاعُك الشيء بعُنْفٍ. والنُّشاعةُ: ما

انْتَشَعَه بيده ثم أَلقاه. قال أَبو حنيفة: قال الأَحمر نَشَعَ الطيِّبَ

شَمَّه.

والنَّشَعُ من الماءِ: ما خَبُثَ طَعْمُه.

نشع
نَشَعَه، كمَنَعَه:، نَشْعاً، ومَنْشَعاً: انْتَزَعَه بعُنْفٍ، نَقله ابنُ دُرَيْدٍ، واقْتَصَرَ فِي مَصَادِرِه على النَّشْع، وهوَ الصَّوابُ، لأنَّ المَنْشَعَ، بالفَتْحِ، إنَّما هُوَ مَصْدَرُ نَشَعَ الصَّبِيُّ، وَكَذَا المرِيضُ يَنْشَعُه نُشُوعاً ومَنْشَعاً: إِذا أوْجَرَهُ، فالنُّشُوع: ذكَرَه الجَوْهَرِيُّ وأهْمَلَه المُصَنِّف قُصُوراً منْه، والمَنْشَعُ: ذكَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ، والصّاغَانِيُّ فِي كِتابَيْهِ، وقالُوا: الغَيْنُ المُعْجَمَةُ لُغَةٌ فيهِ: نَشَعَه ونَشَغَه نُشُوغاً ومَنْشَعَاً، ونُشُوغاً ومَنْشَغَاً، كأنْشَعَهُ، قالَ الجَوْهَرِيُّ وقَدْ نَشَعْتُ الصَّبِيَّ الوَجُورَ، وأنْشَعْتُه مِثْلُ: وَجًرْتُه وأوْجَرْتُه، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: كانَ الأصْمَعِيُّ يُنْشِدُ بيتَ ذِي الرُّمَّةِ:
(إِذا مُرَئِيَّةٌ وَلَدَتْ غُلاماً ... فألأَمُ مُرْضَعٍ نُشِعَ المَحارَا)
بالعَيْنِ والغَيْنِ، وَهُوَ إيجارُكَ الصَّبِيَّ الدَّواءَ، كَمَا فِي اللِّسَانِ، وقالَ الصّاغَانِيُّ: وأكْثَرُ الرُّواةِ على الغَيْنِ المُعْجَمَةِ، وقالَ المَرّارُ بنُ سَعيدٍ:
(إليْكُم يَا لِئامَ النّاسِ إنِّي ... نُشِعْتُ العِزَّ أنْفِي نُشُوعَا)
هَكَذَا أنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ فِي مَعْنَى السُّعُوطِ.
قالَ: ورُبَّما قالُوا: نَشَعَ فُلاناً الكَلامَ: إِذا لَقَّنَهُ إيَّاهُ وَهُوَ مجازٌ.
وقالَ ابنُ عَبادٍ: نَشَعَ فُلانٌ نُشُوعاً، بالضَّمِّ: كَرَبَ منَ المَوْتِ ثُمَّ نَجَا.
قالَ: ونَشَعَ نَشْعاً: شَهَقَ، ويُقَالُ بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ، وهُوَ أعْلَى، بلْ قالَ أَبُو عُبَيدٍ: إنّه بالغَيْنِ لَا غَيْرُ، كَمَا سيأتِي.
والنَّشُوعُ كصَبورٍ، هَذَا هُوَ الصَّوابُ فِي الضَّبْطِ، وأمّا قَوْلُه: ويُضَمُّ فَهُوَ خَطَأُ يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ عليهِ، وإنَّما نَصُّهم: النَّشُوعُ والنَّشُوغُ، أَي: بالعَيْنِ والغَيْنِ: الوَجُورُ زِنَةً ومَعْنىً، وأمّا بالضَّمِّ فإنَّه المَصْدَرُ كَمَا صَرَّحَ بهِ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وإنَّمَا غَرَّه تَكْرارُ كَلِمَةِ النَّشُوع فظَنَّ أنَّ الثّانِيَةَ مَضْمُومَةٌ، وإنَّمَا فيهِ الوَجْهانِ: الإهْمالُ والإعْجامُ، فتأمَّلْ ذَلِك وأنْصِفْ، فَفِي الصِّحاحِ: والنَّشُوعُ بالعَيْنِ والغَيْنِ: السَّعُوطُ، والوَجُورُ الّذِي يُوجَرُه المَرِيضُ أَو الصَّبِيُّ، والنُّشُوعُ بالضَّمِّ: المَصْدَرُ.
قلت: فزَادَ أنَّ النَّشُوعَ بلُغَتَيْهِ يُطْلَقُ على السَّعُوطِ أيْضاً، وهُوَ قولُ الأعْرابِيِّ، ونَصُّه فِي نَوَادِرِه: النَّشُوعُ، السَّعُوطُ، وَقد نُشِعَ الصَّبِيُّ ونُشِغَ بالعَيْنِ والغَيْنِ مَعًا، وقدْ نَشَعَه نَشْعاً، وأنْشَعَهُ فَهَذَا قَدْ أهْمَلَهُ المُصَنِّف تَقْصِيراً، وشاهِدُه قَوْلُ المَرّارِ الّذِي تَقَدَّم.
وقالَ الشَّيْخُ ابنُ بَرِّيٍّ بعْدَ ذِكْرِ عِبَارَةِ الجَوْهَرِيُّ مَا نَصُّه: يُرِيدُ أنَّ السَّعُوطَ فِي الأنْفِ، والوَجُور فِي)
الفَمِ، ويُقَالُ: إنَّ السَّعُوطَ يكونُ للاثْنَيْنِ، وَلِهَذَا تَقُولُ للمُسْعُطِ: مِنْشَعٌ، ومِنْشَغٌ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: النَّشُوعُ، كصَبُورٍ: كُلُ مَا يَرُدُّ النَّفَسَ، هَكَذَا ضَبَطَه فِي المُحيطِ بالفَتْحِ.
ومنَ المَجَازِ: نُشِعَ فُلانٌ بِكَذَا، ووقَعَ فِي الأسَاسِ كَذَا، وبكذا كعُنِيَ، فهُوَ مِنْشُوعٌ: أولِعَ بهِ، عنْ أبي عَمْروٍ، يُقَالُ: إنَّه لمَنْشُوعٌ بأكْلِ اللَّحْمِ، أَي: مُولَعٌّ بهِ، والغَيْنُ المُعْجَمَةُ لُغَةٌ فيهِ عَن يَعْقُوبَ.
والنّاشِعُ: النّاتِئ، نَقَله الصّاغَانِيُّ هُنا، وتَقَدَّم أيْضاً فِي نسع بإهْمَالِ السِّينِ.
والنُّشَاعَةُ: بالضَّمِّ مَا انْتَشَعْتَه: إِذا انْتَزَعْتَه بِيَدِكَ، ثُمَّ ألْقَيْتَه، كَذَا فِي الجَمْهَرةِ.
وأنْشَعَ الحازِيَ أَي: الكاهِنَ: أعْطَاهُ جُعْلَهُ على كَهَانَتِه، قالَ الجَوْهَرِيُّ: قالَ رُؤْبَةُ: قالَ الحَوَازِي، وأبَى أنْ يُنْشَعا يَا هِنْدُ مَا أسْرَعَ مَا تَسَعْسَعَا قلتُ: قالَ بعْضُهُم: إنَّ الرَّجَزَ للعَجّاجِ، قلتُ: الصَّوابُ أنَّهُ لرُؤْبَةَ يَصِفُ تَميماً، والرِّوايَةُ: إنَّ تَميماً لمْ يُرَاضِعْ مُسْبَعاً ولَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ مُقَنَّعَا فتَمَّ يُسْقَى وأبَى أنْ يَرْضَعا قالَ الحَوَازِي وأبَى أنْ يُنْشَعَا أشَرْيَةٌ فِي قَرْيَةٍ مَا أشْنَعَا وغَضْبَةٌ فِي هَضْبَةِ م أمْنَعَا هَكَذَا أنْشَدَهُ اللَّيْثُ، وقالَ: أبَى أنْ يُعْطَى أجْرَ الحَازِيِ، هَكَذَا فسَّرَه، وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ فِي إنشادِ الرَّجَزِ، فأنْشَدَ على مَعْنىً ذكَرَه، كَمَا تَقَدَّمَ، أَي: أوْرَدَهُ تَحْتَ قَوْلِه: وقدْ نَشَعْتُ الصَّبِيَّ الوَجُورَ، وأنْشَعْتُه، مِثْلُ: وجَرْتُه، وأوْجَرْتُه، وَفِي التَّكْمِلَةِ: قالَ رُؤْبَةُ وَيَا هِنْدُ. مُقَدَّمُ وقالَ الحَوَازِي مُؤَخَّرٌ، وبَيْنَهُمَا أكْثَرُ منْ مائَةٍ وخَمْسِينَ مَشْطُوراً.
قلتُ: ولمْ يُورِدِ الأزْهَرِيُّ وَلَا ابْنُ سِيدَه هَذَا الرَّجَزَ إِلَّا الشّطْرَ الأوَّلَ، هَكَذَا: قالَ الحَوازِي واسْتَحَتْ أنْ تُنْشَعَا ثُمَّ قالَ ابنُ سِيدَه: الحَوازِي: الكَوَاهِنُ، واسْتَحَتْ أنْ تَأْخُذَ أجْرَ الكَهَانَةِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: واشْتَهَتْ أنْ تُنْشَعَا.
قلتُ: وَفِي بَعْضِ نُسَخِ العَيْنِ: وأبَتْ أنْ تُنْشَعَِا وقالَ ابنُ بَرِّيّ: البَيْتَانِ اللَّذانِ أوْرَدَهُمَا الجَوْهَرِيُّ منَ)
الأُرْجُوزَةِ لَا يَلِي أحَدُهُمُا الآخَرَ، والضَّمِيرُ فِي يُنْشَعَا غيرُ الّذِي فِي تَسَعْسَعَا لأنَّه يَعودُ فِي يُنْشَعَا على تَمِيمٍ أبي القَبيلَةِ، بدَليلَ قَوْلِه. قبلَ هَذَا البَيْتِ: إنَّ تَميماً. . الخ ثمَّ قالَ بَعْدَه: أشَرْيَةٌ فِي قَرْيَةٍ مَا أشْنَعا.
أَي: قالَتِ الحَوازِي هَذَا المَوْلُود شَرْيَةٌ فِي قَرْيَةٍ، أَي: حَنْظَلَةٌ فِي قَرْيَةِ نمْلٍ، أَي: تَمِيمٌ وأوْلادُه مُرُّونَ كالحَنْظَلِ، كَيِيرُونَ كالنَّمْلِ، قَالَ ابنُ حَمْزَةَ: ومَعْنَى: أنْ يُنْشَعَا أَي أنْ يُؤْخَذَ قَهْراً، فتأمَّلْ ذَلِك.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: أنْشَعَ فُلاناً بِشَرْبَةٍ: إِذا أغاثَهث بهَا وهوَ مجازٌ.
وانْتَشَعَ الرَّجُلُ: مِثْلُ: اسْتَعَطَ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ.
وانْتَشَعَ: انْتَزَعَ الشَّيءَ بعُنْفٍ، وَقد تَقدَّمَ ذَلِك فِي كَلامِ المُصَنِّف عندَ ذِكْرِ النُّشاعَةِ.
والمِنْشَعُ، كمِنْبَرٍ: المُسْعُطُ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وذكَرَه ابنُ بَرِّيٍّ أيْضاً ولَيْسَ فِي نَصِّهِمَا مَا يدُلُّ على أنَّه كمِنْبَرٍ، والمَعْرُوفُ أنَّهُ كالمُسْعُطِ زِنَةً ومَعْنىً، فتأمّلْ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ: النَّشْعُ، بالفَتْحِ: جُعْلُ الكاهِنِ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، ونَشَعَ الكاهِنَ نَشْعاً: جَعَلَ لَهُ جُعْلاً، كَمَا فِي الأسَاسِ.
وذَاتُ النُّشُوعِ: فَرَسُ بَسْطَامِ بنِ قَيْسٍ، هُنَا ذكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، وَقد تَقَدَّم فِي نسع ونس ر.
وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: قالَ الأحْمَرُ: نَشَعَ الطِّيبَ: شَمَّهُ.
والنَّشَعُ، مُحَرَّكَةً، منَ الماءِ: مَا خَبُثَ طَعْمُه.

نوس

ن و س: (النَّوْسُ) تَذَبْذُبُ الشَّيْءِ وَبَابُهُ قَالَ، وَ (أَنَاسَهُ) غَيْرُهُ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: «أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ» . وَ (النَّاسُ) قَدْ يَكُونُ مِنَ الْإِنْسِ وَمِنِ الْجِنِّ وَأَصْلُهُ أُنَاسٌ فَخُفِّفَ. 
(نوس) التَّمْر اسود طرفه فَهُوَ منوس وبالمكان أَقَامَ بِهِ
ن و س

ناست الذؤابة: تذبذبت، وأناسها صاحبها، وله نواسة: ذؤابة تنوس. والقرط ينوس في الأذن. وأزل نواس الدّخان وهو ما تدلّى منه من السّقف.
(ن و س) : (النَّاوُوسُ) عَلَى فَاعُولٍ مَقْبَرَةُ النَّصَارَى وَمِنْهُ مَا فِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ (النَّوَاوِيسُ) إذَا خَرِبَتْ قَبْلَ الْإِسْلَامِ جَازَ أَخْذُ تُرَابِهَا لِلسَّمَادِ وَهِيَ مَا يَصْلُحُ بِهِ الزَّرْعُ مِنْ تُرَابٍ وَنَحْوِهِ.
(نوس) - في حدَيثِ ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "دَخَلْتُ على حَفْصَةَ ونَوَسَاتُها تَنْطُف"
: أي ذَوَائبُها. وسَمَّاهَا نَوَسَاتٍ؛ لأنَّها تَنُوسُ: أي تتحرَّك وَتجىءُ وتَذهَبُ، والنَّوسُ: الاضْطرَابُ في الهَوَاءِ. والنَّوَاسُ: ما يتعَلَّقُ مِن السَّقفِ والنُّواسَتان : ذُؤَابتَان تنوسَان مِن الرأس.

نوس


نَاسَ (و)(n. ac. نَوْس
نَوَسَاْن)
a. Swung, oscillated.
b.(n. ac. نَوْس), Urged on.
نَوَّسَ
a. [Bi], Stayed in.
أَنْوَسَa. Set in motion, stirred; displaced.

تَنَوَّسَa. see I (a)
نُوَاْسa. Lock, curl.
b. Wreath of smoke; soot.

نُوَاْسِيّa. White grapes.

نَوَّاْسa. Oscillating; shaky; flabby.

نَاْوُوْس
(pl.
نَوَاْوِيْسُ)
a. Crypt, vault, catacomb.
b. Coffin, sarcophagus.

نَاؤُوْس
a. see 40
نَاس
a. Mankind; men.

نَاسُوْت إَنْسَانِيَّة
a. Humanity.

نُوَيْسَة
a. [ coll. ], Wick.
[نوس]نه: فيه: "أناس" من حلى أذني، كل شيء يتحرك متدليًا فقد ناس ينوس نوسًا، وأناسه غيره، تريد أنه حلاها قرطة وشنوفا. ن: أذني- بتشديد على التثنية، والحلي- بضم هاء وكسرها. نه: وفي ح عمر: مر عليه رجل عليه إزار يجره فقطع ما فوق الكعبين فكأني أنظر إلى الخيوط "نائسة" على كعبيه، أي متدلية متحركة. ومنه: وضفيرتاه "تنوسان" على رأسه. وفيه: و"نوساتها" تنطف، أي ذوائبها تقطر ماء، سميت بها لأنها تتحرك كثيرًا. ك: إن "ناسا" من الجن، أي طائفة منهم. وح: إن "ناسا"- أي قريظة، نزلوا- أي من حصنهم، على حكم سعد- أي معتمدين برأيه.
نوس النوْسُ: تَذَبْذُبُ الشَّيْءِ في الهَوَاء. والنَوَاسُ: ما يَتَعَلقُ من السَّقْفِ، ناسَ يَنُوْسُ. وذُوْ نَوَاسٍ: كانَ من مُلُوكِ اليَمَن.
والمُنَوسُ من النَمْرِ: الذي يَسْوَدُ طَرَفه.
والنَّوَاسِيُ: ضَرْبٌ من العِنَبِ عَنَاقِيْدُه طِوَال كأذْنابِ الثعالِبِ.
ونَوسَ في المَكانِ تَنْوِيْساً: أقامَ به، ولا يَخْلُو النّاووسُ أنْ يكونَ منه. ونُسْتُ الإبلَ من مَرَاحِها أنُوْسُها نَوْساً: أي سُقْتُها.
[نوس] النوس: تذبذب الشئ. وقد ناس ينوس ، وأناسه غيره. وفى حديث أم زرع: " أناس من حلى أذنى ". ونست الابل أنوسها نوسا: سقتها. وذو نواس من أذواء اليمن، سمى بذلك لذؤابتين كانتا تنوسان على ظهره. ورجل نَوَّاسٌ بالتشديد، إذا اضطرب واسترخى. والناسُ قد يكون من الإنسِ ومن الجنّ، وأصله أناسٌ فخفِّف. ولم يجعلوا الالف واللام فيه عوضا من الهمزة المحذوفة، لانه لو كان كذلك لما اجتمع مع المعوض منه في قول الشاعر إن المنايا يطلع‍ * ن على الاناس الآمنينا * والناس: اسم قيس عيلان، وهو الناس ابن مضر بن نزار. وأخوه الياس بن مضر بالياء.
ن وس

ناسَ الشيءُ يَنُوسُ نَوْساً ونَوَسَاناً تَحَرَّكَ وتَذَبْذَبَ وناسَ نَوْساً تَدَلَّى واضْطَرَبَ وأَنَاسَهُ هو وفي الحديث مَلأَ من شَحْمٍ عَضُدِيَّ وأناسَ من حُلِيٍّ أُذُنَيَّ وناسَ لُعَابُه سَالَ واضطرب والنُّواسُ ما تَعَلَّق من السَّقف ونُواسُ العَنْكَبُوت نَسْجُه لاضْطِرابه والنُّواسِي ضَرْبٌ من العِنَبِ أَبْيَض مُدَوَّر الحَبْ مُتَشَلْشِلُ العَنَاقِيد طويلُها مُضْطَرِبُها ولا أدْرِي إلى أي شيء نُسِب إلا أن يكون مما نُسِبَ إلى نفسه كدَوارٍ ودَوَاريّ وإن لم نَسْمَع النُّواس هاهنا ونَوَّس بالمَكَانِ أَقَامَ والنَّاوُوسُ مَقَأبِر النَّصَارَى إن كان عربِياً فهو فاعُولٌ منه وذو نُواسٍ مَلِكٌ والنَّوَّاسُ اسْمٌ 
ن و س : النَّاسُ اسْمٌ وُضِعَ لِلْجَمْعِ كَالْقَوْمِ وَالرَّهْطِ وَوَاحِدُهُ إنْسَانٌ مِنْ غَيْرِ لَفْظِهِ مُشْتَقٌّ مِنْ نَاسَ يَنُوسُ إذَا تَدَلَّى وَتَحَرَّكَ فَيُطْلَقُ عَلَى الْجِنِّ وَالْإِنْسِ قَالَ تَعَالَى {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} [الناس: 5] ثُمَّ فَسَّرَ النَّاسَ بِالْجِنِّ وَالْإِنْسِ فَقَالَ {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس: 6] وَسُمِّيَ الْجِنُّ نَاسًا كَمَا سُمُّوا رِجَالًا قَالَ تَعَالَى {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 6] وَكَانَتْ الْعَرَبُ تَقُولُ رَأَيْتُ نَاسًا مِنْ الْجِنِّ وَيُصَغَّرُ النَّاسُ عَلَى نُوَيْسٍ لَكِنْ غَلَبَ اسْتِعْمَالُهُ فِي الْإِنْسِ.

وَالنَّاوُوسُ فَاعُولٌ مَقْبَرَةُ النَّصَارَى. 
نوس
النَّاس قيل: أصله أُنَاس، فحذف فاؤه لمّا أدخل عليه الألف واللام، وقيل: قلب من نسي، وأصله إنسيان على إفعلان، وقيل: أصله من: نَاسَ يَنُوس: إذا اضطرب، ونِسْتُ الإبل:
سقتها، وقيل: ذو نواس: ملك كان ينوس على ظهره ذؤابة فسمّي بذلك، وتصغيره على هذا نويس. قال تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس/ 1] [والناس قد يذكر ويراد به الفضلاء دون من يتناوله اسم الناس تجوّزا، وذلك إذا اعتبر معنى الإنسانيّة، وهو وجود العقل، والذّكر، وسائر الأخلاق الحميدة، والمعاني المختصّة به، فإنّ كلّ شيء عدم فعله المختصّ به لا يكاد يستحقّ اسمه كاليد، فإنّها إذا عدمت فعلها الخاصّ بها فإطلاق اليد عليها كإطلاقها على يد السّرير ورجله، فقوله: آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ [البقرة/ 13] أي: كما يفعل من وجد فيه معنى الإنسانيّة، ولم يقصد بالإنسان عينا واحدا بل قصد المعنى، وكذا قوله: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ [النساء/ 54] أي: من وجد فيه معنى الإنسانيّة أيّ إنسان كان، وربّما قصد به النّوع كما هو، وعلى هذا قوله: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ .
نوس: نوس: اسم المصدر نوس= أبطأ (ديوان الهذليين 36: 6).
ناس: أسم جمع مفرد مذكر أيضا في اللغة القديمة. (فليشر على المقري 1: 46، برشت 174).
ناس: أناس ذوو قيمة. (معجم الادريسي).
الناس: الرفقة الصالحة. (بوشر).
مثل الناس: بأدب، بلباقة، بحشمة. (بوشر).
ابن ناس: أو ابن الناس: أي طفل من عائلة طيبة أو من أسر الذوات، أو ذوات القدر العالي. (بوشر، دوماس 153، 175، ألف ليلة 1: 346)، وكذلك بنت ناس، أي آنسة من أسرة ذات قدر عال. (ألف ليلة 1: 2: 87). أولاد ناس (برسل 9: 235) (في المقري أحرار).
الناس: موظفو الإمبراطورية (البربرية 1: 219): رعى له عبد المؤمن ذلك وأقطعه وتندرج في جملة الناس.
الناس: الشعب، الطبقة الدنيا. (البربرية 1: 2 و 1: 9).
ناسوت: بشري، وباللاتينية Humanitas ( فوك). والمصطلح مذكر جامد أو اسم عين في علم المنطق والنحو terme concret. ( أبو الفداء، تاريخ ما قبل الإسلام 162): وصرحت الملكانية أن المسيح ناسوت كلي. وهو humana في المعجم اللاتيني.
ناسوتية: كرم، مأثرة، مرءة generosite وباللاتينية humanitas التي ترادف كلمة كرم. ناووس أو ناؤوس: معناها الدقيق قبر تحت الأرض، أو بيت تحت الأرض. قبر. (ابن بطوطة 4: 300، 301، 302، حمزة الأصفهاني): والفرس لم تعرف القبور وإنما كانت تغيب الموتى في الدهمات والنواريس. وفي (المقري 797): قعد يوما في ناووس وآخر في مجلس مانوس. انظر: (مملوك 2: 268)، في (محيط المحيط): (الناووس والناؤس مقبرة النصارى معرب نأوس باليونانية جمع نواويس ومنه قول الفقهاء النواويس إذا خربت قبل الإسلام جاز أخذ ترابها للسماد).
ناووس: ضريح. وفي (محيط المحيط): (يطلق الناووس على تابوت من حجر ونحوه وتجعل فيه جثة الميت).
سكان النواريس: سكان الكهوف. (بوشر).
نويسة: سريج، مصباح صغير. وفي (محيط المحيط): (فتيلة ذات مادة محترقة تجعل في قدح يستصبح بها وهي من كلام المولدين وبعضهم يسميها الطوافة). النويسي: في (محيط المحيط): (كتاب جناز الموتى عند الموازنة. سريانية). أي الكتاب الذي يقرأ فيه الموازنة على الموتى، حين يدفنونهم، بالسريانية، لقد استشرت بهذا الشأن السيد (رايت) فأجاب: (لم يصب _باين سميث) وكذلك صاحب (محيط المحيط) فهي الكلمة السريانية مصغر الكلمة العربية التي ذكرها (ميخائيل) في مذكراته عن (كاستل، ص542) التي تعني مقبرة.
نوس
النَّوْسُ والنَّوَسان: تَذَبْذُب الشَّيْء، وقد ناسَ يَنوس.
وذو نُوَاسٍ: من أذْواءِ اليَمَن، واسمه زُرْعَة بن حَسّان، وهو ذو مُعَاهِرٍ تُبَّعٌ، وسُمِّيَ ذا نُوَاسٍ لِذُؤابَةٍ كانتْ تَنوسُ على ظَهْرِه.
وأبو نُوَاسٍ: الحَسَن بن هانئ الشاعِر المَعروف.
وقال الدِّيْنَوَرِيّ: النُّوَاسِيّ: عِنَبٌ أبيَ عَظيم العناقيد مُدَحْرَج الحَبِّ كثير الماء حُلوٌ جَيِّد الزَّبِيْب، يَنْبُتُ بالسَّرَاةِ، وقد يَنْبُتُ بغَيْرِها.
والنَّوَاسُ - بالفتح والتَّشْديد -: هو النَّوّاس بن سِمْعان - رضي الله عنه -، له صحبة.
ورجُلٌ نَوّاس: إذا اضْطَرَبَ واسْتَرْخى.
والنّاسُ: قد يكون مِنَ الإنْسِ ومِنَ الجِنِّ، وأصلُهُ أُناسٌ فَخُفِّفَ، ولم يَجْعَلوا الألِفَ واللام فيه عِوَضاً من الهمزة المَحذوفَة، لأنَّه لو كانَ كذلك لَمَا اجْتَمَعَ مَعَ المُعَوَّضِ منه في قَوْلِ ذي جَدَنٍ الحِمْيَرِيّ:
إنَّ المَنَايا يَطَّلِعُ ... نَ على الأُناسِ الآمِنِيْنا
فَيَدَعْنَهُم شَتّى وقد ... كانُوا جَمِيْعاً وافِرِيْنا
والنّاسُ: اسمُ قَيْسِ عَيْلان، وهو النّاس بن مُضَر بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان. قال ابن الكَلْبيّ: عَيْلانُ عَبْدٌ لِمُضَرَ، فَحَضَنَ النّاسَ فَغَلَبَ عليه ونُسِبَ إلَيْه.
وأصلُ النَّوْسِ: المَيَلان.
ونُسْتُ الإبل: سُقْتُها.
وقال ابن عبّاد: النَّوَاس: ما يَتَعَلّق من السَّقْفِ.
وأناسَ الشَّيْء: حَرَّكَه، ومنه حديث أُمُّ زَرْعٍ: أنَاسَ من حُلِيٍّ أُذُنَيَّ. أرادَت أنَّه حَلّى أُذُنَيْها قِرَطَةً وشُنُوفاً تَنُوْسُ فيهما، وقد كُتِبَ الحَديثُ بِتَمامِه في تركيب ز ر ن ب.
وقال ابن عَبّاد: نَوَّسَ بالمَكان: أقامَ به.
والمُنَوِّسُ من التَّمْرِ: الذي يَسْوَدُّ طَرَفُه.
والتركيب يدل على اضْطِرابٍ وتَذَبْذُبٍ.

نوس: الناسُ: قد يكون من الإِنس ومن الجِنِّ، وأَصله أَناس فخفف ولم

يجعلوا الأَلف واللام فيه عوضاً من الهمزة المحذوفة، لأَنه لو كان كذلك لما

اجتمع مع المعوَّض منه في قول الشاعر:

إِنَّ المَنايا يَطَّلِعْـ

ـنَ على الأُناسِ الآمِنينا

والنَّوْس: تَذَبْذُبُ الشيء. ناسَ الشيءُ يَنوسُ نَوْساً ونَوَساناً:

تحرك وتَذَبْذَبَ متَدَلِّياً.

وقيل لبعض ملوك حِمْيَر: ذو نُواس لضَفِيرَتَيْن كانتا تَنوسان على

عاتِقَيْه. وذو نُواس: ملك من أَذْواء اليمن سمي بذلك لذُؤَابَتَين كانتا

تَنوسان على ظهره.

وناسَ نَوْساَ: تدلى واضطرب وأَناسَهُ هو. وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ

ووصْفِها زَوْجَها: مَلأَ من شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وأَناس من حُلِيٍّ أُذُنيَّ؛

أَرادت أَنه حَلَّى أُذنيها قِرَطَةً وشُنوفاً تَنوس بأُذنيها. ويقال

للغُصْن الدقيق إِذا هبت به الريح فهزَّته: فهو يَنوس ويَنوع، وقد تَنَوَّسَ

وتَنَوَّع وكثر نَوَسانُه. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: مَرَّ عليه رجلٌ

وعليه إِزارٌ يَجُرُّه فقَطع ما فوق الكعبين فكأَني أَنظر إِلى الخيوط

نائِسَةً على كعبيه أَي متدلِّية متحركة؛ ومنه حديث العباس: وضَفِيرَتاه

تَنوسان على رأْسه. وفي حديث ابن عمر: دخلتُ على حَفْصَةَ ونَوَساتُها

تَنْطُف أَي ذوائِبها تَقْطُر ماء، فسمَّى الذَّوائِبَ نَوَسات لأَنها تتحرك

كثيراً، ونُسْتُ الإِبلَ أَنُوسُها نَوْساً: سُقْتُها.

ورجل نَوَّاسٌ، بالتشديد، إِذا اضْطرب واسترخى، وناسَ لُعابُه سالَ

فاضطرب. والنُّواس: ما تعلق من السقف. ونُواس العَنْكبوت: نَسْجه

لاضطرابه.والنُّواسِيُّ: ضرب من العِنَب أَبيض مدوّر الحب مُتَشَلْشِلُ العناقيد

طويلها مضطربها، قال: ولا أَدري إِلى أَي شيء نسب إِلا أَن يكون مما نسب

إِلى نفسه كدَوَّارِ ودَوَّاريٍّ، وإِن لم يسمع النُّواس ههنا، ونَوَّسَ

بالمكان: أَقام.

والنَّاوُوسُ: مقابر النصارى، إِن كان عربيّاً فهو فاعُولٌ منه.

والنَّوَّاسُ: اسم. والناسُ: اسم قَيْسِ بن عَيْلان، واسمه الناس

(* قوله

«واسمه الناس» يروى بالوصل وبالقطع كما في حاشية الصحاح اهـ شارح

القاموس.) بن مُضَر بن نِزار، وأَخوه إِلْياس بن مضر، بالياء.

نوس
ناسَ يَنُوس، نُسْ، نَوْسًا ونَوَسانًا، فهو نَائِس، والمفعول مَنُوس (للمتعدِّي)
• ناسَ رقّاصُ السّاعة: تحرّك وتذبذب متدلِّيًا "ناس القُرْطُ في الأذن" ° ناس لُعابُه: سالَ واضطرب.
• ناسَ الإبلَ: ساقَها "ناس الرَّاعي الإبلَ إلى المرعى". 

نائِس [مفرد]: اسم فاعل من ناسَ. 

ناس [جمع]: اسمٌ للجمع من بني آدم (واحده إنسانٌ من غير لفظه)، وقد يُراد به الفُضلاء دون غيرهم مراعاةً لمعنى الإنسانيّة، بشر "جرى على ألسنة الناس: صار متداولاً شائعًا- أحسِن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فلَطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ- {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ} " ° ابن ناس: من أسرةٍ كريمة.
• النَّاس: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي آخر سورة في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستُّ آيات. 

ناووس [مفرد]: ج نَواويسُ:
1 - صندوق من خشب أو نحوه يضع فيه النَّصارى جثّة الميِّت.
2 - مَقْبَرَة النّصارى. 

نُواسيّ [جمع]: (نت) عنب أبيض مستدير الحبّ، كثير الماء جيّد الزّبيب. 

نَوْس [مفرد]: مصدر ناسَ. 

نَوَسان [مفرد]: مصدر ناسَ. 

نَوّاس [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من ناسَ.
2 - (فز) بندول؛ جسم مُعلَّق من نقطةٍ ثابتة بحيث يتأرجح جيئة وذهابًا نتيجة للتَّفاعل بين الجاذبيّة الأرضيّة وكمِّيَّة التَّحرُّك. 

نوّاسَة [مفرد]:
1 - فتيلة تُجعل في قدح فيه مادّة محترقة يُستنار بها ليلاً ويقال لها النُّويسة والطوّافة.
2 - سراج يوضع فيه زيت ويُغمس في الزَّيت فتيلةٌ يُستضاء بها.
3 - مصباح صغير يضاء ليلاً عند النوم. 

نوس

1 نَاسَ, aor. ـُ (S, M, A, Msb,) inf. n. نَوْسٌ (S, M, A, K) and نَوَسَانٌ, (M, A, K,) It (a thing, S, M, as a look of hair, and an carring, A) moved to and fro; (S, A, K;) it was in a state of commotion, and moved to and fro, (M, TA,) hanging down; (TA;) it dangled, or hung down and was in a state of commotion or agitation. (M, Msb [but in the M, the verb in this last sense has only the former of the two inf. ns. assigned to it, though the other equally helongs to it.]) You say also, نَاسَ لُعَابُهُ His slaver flowed and was in a state of commotion. (M.) [See also 5]4 اناسهُ He made it to move to and fro; (S, A;) he made it to be in a state of commotion. (M, K, TA,) and to move to and fro, (M,) and to hang down; (TA;) he made it to dangle, or to hang down and be in a state of commotion or agitation. (M.) It is said in a trad. (S, M. TA.) of Umm-Zara, (S, TA,) أَنَاسَ مِنْ حُلِىٍّ أُذُنَىَّ [He made my two ears to move to and fro, &c., with ornaments]; (S, M, TA;) meaning, that he ornamented her two ears with [ear-rings of the kinds called] قِرَطَة and شُنُوف, which moved to and fro, &c., in them. (TA.) 5 تنوّس It, (a branch of a tree,) being blown by the wind, became shaken thereby, so that it moved much to and fro; as also تنوّع (TA.) [See also 1.]

نَاسٌ is applied to Men, and to jinn, or genii; (S, Msb, K;) but its predominant application is to the former: (Msb:) it is said by some to be applied to both in the former of the last two verses of the Kur, الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ [who suggesteth what is vain in the breasts of people of the jinn and mankind]; unless by it be meant النَّاسِى [the forgetting]; or من الجنّة والناس is added in explanation of a preceding word, الوَسْوَاس, or of الذى, or it is in dependence upon يوسوس; (Bd;) [but what corroborates the first explanation is the fact that] men and jinn are both termed رِجَال in the Kur, lxxii. 6; and the Arabs used to say, رَأَيْتُ نَاسًا مِنَ الجِنِّ [I saw people of the jinn]: (Msb:) it is a pl. of إِنْسٌ, (K,) originally أُنَاسٌ, (S, K,) a pl. which is rare [as to form]; (K;) or أُنَاسٌ is pl. of إِنْسَانٌ; (M, art. أنس;) and ناس has the article ال prefixed to it, (S, M,) but not as a substitute for the suppressed ء, because, were it so, it would not be found prefixed to the original, أُنَاسٌ, whereas it is found prefixed to this latter: (S:) this derivation, however, from أُنَاسٌ, contradicts its belonging to art. نوس: (MF;) [but some hold that it does belong to this art.; and the form of its dim., to be mentioned below, favours their opinion: Fei says,] it is a noun applied to denote a pl., like قَوْمٌ and رَهْطٌ; and its sing. is إِنْسَانٌ, from a different root: it is derived from نَاسَ, aor. ـُ signifying “ it hung down and was in a state of commotion: ” and [agreeably with this derivation it is said that] its dim. is نُوَيْسٌ: (Msb:) some, again, said that النَّاسُ is originally النَّاسِى. (L, TA, voce إِنْسٌ.) See also إِنْسٌ, throughout.

A2: See also نُوَاسٌ.

نَاسُوتٌ Human nature; humanity; as also إِنْسَِانيَّةٌ: probably post-classical: opposed to لَاهُوتٌ, q. v., in art. ليه.]

نَوَسَاتٌ: see نُوَاسٌ.

نُوَاسٌ A [lock of hair such as is called] ذُؤَابَة, that moves to and fro: (K, in explanation of ذُو نُوَاسٍ the name of a king of El-Yemen:) or ↓ نُوَاسَةٌ has this signification: (A:) [the former, therefore, is a coll. gen. n., and this is indicated in the S; and the latter is its n. un.:] and ↓ نَوَسَاتٌ signifies i. q. ذَوَائِبُ, [pl. of ذُؤَابَةٌ,] because they move about much. (TA.) b2: What hangs to the roof, (M, A, &c. [a signification assigned in the K to نَاسٌ, probably through the careless omission of the word النُّوَاسُ by an early transcriber,] consisting of smoke, (A, TA,) [or soot,] &c. (TA,) The word in the T and O, as well as in the A [and M], is نُوَاسٌ. (TA.) b3: The web of a spider: because of its fluttering. (M.) نُوَاسَةٌ: see نُوَاسٌ.

نَوَّاسٌ, applied to man, (S,) Quivering (مُضْطَرِبٌ), and flaccid, or flabby. (S, K.) نَائِسٌ act. part. n. of 1. Ex. خُيُوطٌ نَائِسَةٌ Threads dangling or hanging down and moving about. (TA.) نَاوُوسٌ, (M, Msb,) or نَاؤُوسٌ, (Mgh,) Burialplaces of Christians: (M:) or a burial-place of Christians: (Mgh, Msb:) [De Sacy observes, that En-Nuweyree and El-Makreezee constantly use this word in speaking of the burial-places of the ancient kings of Egypt, and that it is from the Greek

ναος: (“ Relation de l'Égypte par Abd-allatif; ” p. 508:) Freytag, on the authority of Meyd., explains it as signifying a coffin in which a corpse is enclosed: and 'Abd-el-Lateef applies the (expression نَاوُوسٌ مِنْ حَجَرٍ to the sarcophagus in the Great Pyramid: (see “ Abdollatiphi Hist. Æg. Comp.; ” p. 96:)] if Arabic, (M,) of the measure فَاعُولٌ: (M, Mgh, Msb:) pl. نَوَاوِيسُ. (Mgh, TA.)
نوس
{النَّوْسُ، بالفَتْحِ،} والنَّوَسَانُ، بالتَّحْرِيكِ: التَّذَبْذُبُ، وَقد {ناسَ الشَّيْءُ} ينُوسُ {نَوْساً} ونَوَسَاناً: تَحَرَّك وتَذَبْذَبَ مُتَدَلِّياً. وذُو {نُوَاسٍ، بالضّمّ: زُرْعَةُ بنُ حَسّانٍ، وَهُوَ ذُو مُعَاهِرٍ تُبَّع الحَمِيَرِيُّ مِن إَذْوَاءِ اليَمَنِ ومُلُوكِهَا، سُمِّيَ بذلِك لِذُؤابَةٍ كانَتْ} تَنُوسُ، ونَصُّ الصّحاح: لِذُؤابَتَيْن كانَتَا {تَنُوسَانِ عَلَى ظَهْرِه، وَفِي غيرِه: على عاتِقَيْه. وأَبُو نُوَاسٍ الحَسَنُ بنُ هانِئِ الشاعِرُ، م، معروفٌ.} - والنُّوَاسِيُّ، بالضّمِّ: عِنَبٌ أَبْيَضُ عَظيمُ العَنَاقيد مُدَحْرَجُ الحَبِّ كثيرُ الماءِ حُلْوٌ جَيِّدُ الزَّبِيبِ يَنْبُتُ بالسَّرَاةِ، وَقد يَنْبُت بغيرِهَا. قالَه أَبو حَنِيفَةَ رَحمَه الله، وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَلَا أَدْرِي إِلَى أَيِّ شيءٍ نُسِبَ، إِلاَّ أَنْ يكونَ من النَّسَبِ إِلى نَفْسَه، كدَوَّارٍ ودَوَّارِيّ، وإِن لم يُسْمَع النُّوَاسُ هُنَا. (و) ! النَّوّاَسُ، ككَتّانٍ: المُضْطَرِبُ المُسْتَرْخِي من الرِّجَال. والنَّوَّاسُ بنُ سَمْعَانَ بن خالدٍ العامِرِيُّ الكِلابِيُّ الشّامِيُّ الصَّحابِيُّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، روى عَنهُ غيرُ وَاحدٍ. وَفِي الصّحاحِ: {النَّاسُ قد يكونُ من الإِنْسِ ومِن الجِنِّ، جَمْعُ إِنْسٍ، أَصْلُه أُنَاسٌ، وَهُوَ جَمْعٌ عَزِيزٌ أُدْخِلَ عليهِ أَلْ، قَالَ شيخُنَا: وكونُ أَصْلِه أُنَاسٌ يَنافِيه جَعْلُه من نَوَسَ، فتَأَمَّلْ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَلم يجعلُوا الأَلفَ، والّلامَ عَوَضاً عَن الهَمزِة المَحْذُوفةِ، لأَنَّه لَو كانَ كَذَلِك لأَجْتَمَع مَعَ المُعَوَّضِ مِنْهُ فِي قَول الشّاعر:
(إِنَّ المَنايَا يَطَّلِعْ ... نَ عَلَى الأُنَاسِ الآمِنِينَا)
وآخِرُه:
(فيَدَعْنَهُم شَتَّى وقَدْ ... كانُوا جَمِيعاً وَافِرِينَا)
والنَّاسُ: اسْمُ قَيْسِ عَيْلانَ يُرْوَى بالوَصْلِ والقَطْعِ، كَمَا فِي حاشِيَةِ الصّحاحِ، ووُجِد بخطِّ أَبِي زَكَرِيّا: هُوَ إِلْنَاسُ بنُ مُضَرَ بنِ نِزَارٍ، وأَخُوه إِلْياسُ بنُ مُضَرَ، باليَاء، هَكَذَا بكسرِ الهَمْزَةِ وَسُكُون اللاّمِ وفتحِ النّونِ، وَهُوَ خَطَأٌ، والصَّواب: النَّاسُ، كَمَا للمُصنِّف وغيرِه، وتقدَّم البحثُ فِيهِ فِي ق ي س، وَفِي أَن س. والنَّاسُ: مَا يَتَعَلَّقُ ويَتَدَلَّى من السَّقْفِ من الدُّخانِ وغيرِه، وَفِي التَّهذِيبِ والأَسَاسِ: هُوَ النُّوَاسُ، كغُرَابٍ، ونقَلَه فِي العُبَاب عَن ابِن عَبّادٍ.} ونَاسَ الإِبِلَ {يَنُوسُهَا} نَوْساً: ساقَها، {كنَسَّها} نَسّاً. {وأَنَاسَهُ: حَرَّكَه ودَلاَّه، وَمِنْه حَدِيثُ أُمِّ زَرْعٍ:} وأَناسَ منْ حَلْىٍ أُذُنَيَّ،) أَرادَتْ أَنّه حَلَّى أُذُنَيْهَا قِرَطَةً وشُنُوفاً {تَنُوسُ بأُذُنَيْهَا.} ونَوَّسَ بالمَكَان {تَنْوِيساً: أَقامَ، نقلَه الصّاغَانِيُّ.} والمُنَوِّسُ من التَّمْرِ، كمُحَدِّثٍ: مَا إسْوَدَّ طَرَفُه، نقلَه الصّاغَانِيُّ. ومِمَّ يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:! تَنَوَّسَ الغُصْنُ وتَنَوَّع، إِذا هَبَّت بِهِ الرِّيحُ فهَزَّتْه فكَثُر {نَوَسَانُه. والخُيُوطُ} نَائِسةٌ على كَعْبَيْه، أَي مُتَدَلِّيَةٌ مُتَحَرِّكَةٌ. {والنَّوَسَاتُ، محرَّكَةً: الذَّوَائبُ، لأَنَّهَا تَتَحَرَّكُ كثيرا.} ونَاسَ لُعابُه: سَالَ واضْطَرب. {ونُوَاسُ العَنْكَبُوتِ: نَسْجُه، لاضْطَرَابه.} والنَّاوُوسُ: مَقَابِرُ النَّصَارَى، إِن كَانَ عَرَبِيّاً فَهُوَ فاعُولٌ مِنْهُ، والجَمْع {نَوَاوِيسُ.} ونَاوَوسُ الظَّبْيَةِ: مَوْضِعٌ قُرْبَ هَمَذَانَ. {والنَّاوُوسَةُ: من قُرَى هِيتَ، لهَا ذِكْرٌ فِي الفُتُوح مَعَ أَلُوس، نَقله ياقُوت. وخُضَيْرُ بنُ} نَوَّاسٍ، ككَتانٍ عَن أَبي سُحَيْلة ذكره ابنُ نُقْطَةَ، وقَال: يُتَأَمَّلُ. وابنُ أَبِي النَّاسِ: شاعِرٌ مُجِيدٌ، عَسْقَلانيٌّ، ذَكَرَه الأَميرُ وَلم يُسَمِّه. {ونُوَيْسُ، كزيَيْر: من قَرَى مصْرَ، بالغَرْبيَّة.} ونَوَسَةُ، بالتَّحْريكِ: قَرْيَتَانِ بِمصْرَ من المُرْتَاحِيَّةِ، إِحداهما: {نَوَسَةُ البَحْرِ، وَالثَّانيَِة: نَوَسَةُ الغَيْطِ، وَقد يَجْمَعَانِ بِمَا مَعهما من الكُفُورِ، فَيُقَال:} النَّوَسَاتُ، وَقد دَخَلْتُ الأُولَى، وَهِي بالقُربِ من المَنْصُورة، والنِّسْبَةُ إِليها: {- النَّوَسَانِيُّ.
} وناسُ: قريةٌ كبيرةُ مِن نَوَاحِي خُرَاسَانَ.

كرفس

كرفس: الكَرْفَسةُ: مشية المقيد.

كرفس


كَرْفَسَ
a. Hobbled. limped along. II, Was deformed
misshapen.

كُرْفُسa. Cotton.

كَرَفْس
a. Celery.
b. Smallage (herb).
ك ر ف س: (الْكَرَفْسُ) بَقْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ. 
ك ر ف س : الْكَرَفْسُ بَقْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَهُوَ مَكْتُوبٌ فِي نُسَخٍ مِنْ الصِّحَاحِ وِزَانُ جَعْفَرٍ وَمَكْتُوبٌ فِي الْبَارِعِ وَالتَّهْذِيبِ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْفَاءِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَأَحْسَبُهُ دَخِيلًا. 
كرفس
كَرَفْس [جمع]: (نت) عُشْب من الفصيلة الخيميّة، له جذر وتديّ مِغزليّ، وساق جوفاء قائمة، يزرع كنبات طِبّيّ يدرّ البولَ، ويدفع الحمّى، تؤكل ضلوعُ أوراقه أو جذوره خضرًا أو مطبوخة، ثمرته جافّة منشقّة إلى ثمرتين ° البستان كله كَرَفس: تعبير عن ضياع الأمل وخيبة الرجاء. 
كرفس الكَرَفْس: بَقْلَة معروفة، وقال الليث: كأنَّه دخيل. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هي مُعَرَّبَة، وهي بِلُغَة أهْل غَــزْنَة: كَرَفْجْ سَمِعْتُها من أهْلِ غَــزْنَة بها.
وقال ابن عبّاد: الكُرْفُس والكُرْسُف: القُطن.
وقال الليث: الكَرْفَسَة: مِشْيَة المُقَيَّد. وقال ابن عبّاد: الكَرْفَسَة: أن يُقَيِّدَ البَعير فَيُضَيَّقَ عليه.
وقال غيرُه: تَكَرْفَسَ الرَّجُلُ: إذا دَخَلَ بَعْضُه في بَعْضٍ.

كرفس: الكَرَفْس: بَقْلَة من أَحرار البُقول معروفٌ، قيل هو دخيل.

والكَرْفَسَة: مَشْيُ المُقَيَّد. وتَكَرْفَس الرجل إِذا دخل بعضه في بعض.

قال: والكُرْسُفُ القُطْن وهو الكُرْفُسُ.

كركس: الكَرْكَسَة: تَرْدِيدُ الشيء. والمُكَركَس: الذي ولَدته الإِماء؛

وقيل: إِذا ولدته أَمَتان أَو ثلاثٌ فهو المُكَرْكَس. أَبو الهيثم:

المُكَرْكَسُ الذي أُمُّ أُمّه وأُم أَبيه وأُم أُم أُمه وأُم أُم أَبيه

إِماءٌ، كأَنه المردَّد في الهُجَناء. والمُكَرْكَس: المقيَّد؛ وأَنشد

الليث:فهل يأْكلنْ مالي بَنُو نَخَعِيَّةٍ،

لها نِسَبٌ في حَضْرَمَوْت مُكَرْكَسُ؟

والكَرْكَسَة: التردُّد. والكَرْكَسَة: مِشْيَة المقيَّد. والكَرْكَسَة:

تدحرُح الإِنسان من عُلْوٍ إِلى سُفْل، وقد تَكَرْكَسَ.

كرفس



كَرَفْسٌ, (S, Msb, K,) so written in the Bári' and the T, but in some copies of the S, كَرْفَسٌ, [which is wrong,] (Msb,) [The herb smallage; apium graveolens of Linnæus,] a well known herb, or leguminous plant, (S, Msb, K,) of the hottest of leguminous plants (منْ أَحَرِّ البُقُولِ, TA, [but this is probably a mistake for مِنْ أَحْرَارِ البُقُولِ of the leguminous plants that are eaten without being cooked, or that are slender and succulent or soft or sweet,]) the utilities of which are great; diuretic; a disperser of winds and flatulence; a cleanser of the kidneys and liver and bladder, opening obstructions thereof; a strengthener of the venereal faculty, especially its seeds pounded with sugar and clarified butter, wonderful when drunk three days, (K,) upon an empty stomach, with avoidance of hurtful things, (TA,) but injurious to the young in the womb, and to the pregnant, and to those affected with epilepsy: (K:) said by Lth to be a foreign word introduced into the Arabic language, (TA.) and thought to be so by Az: (Msb:) in the O said to be arabicized; and, in the language of the people of Ghazneh, called كرفح [or كرفج?] (TA.) كُرْفُسٌ Cotton: (K:) [like كُرْسُفٌ, from which it appears to be formed by transposition: see also كِرْبَاسٌ.]
كرفس
الكَرَفْسُ، بفَتْحِ الكَافِ والرَّاءِ وسُكُون الفَاءِ: بَقْلٌ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ من أَحَرِّ البُقُول، وَقيل: هُوَ دَخيلٌ، قالَهُ اللَّيْثُ، وَفِي العُبَابِ: مُعَرَّبٌ، وَهُوَ بلُغَة أَهْل غَــزْنَةَ: كَرَنْجْ سَمعْتُهَا من أَهل غَــزْنَةَ بهَا، عَظيمُ المَنَافِع مُدِرٌّ مَحَلِّلٌ للرِّياحِ والنُّفَخِ، مُنَقٍّ للكُلَى والكَبدِ والمَثَانَة مُفَتِّحٌ سُدَدَها، مُقَوٍّ للبَاه لاسِيَّما بَزْرُهُ مَدْقُوقاً بالسُّكَّر والسَّمْن، عَجِيبٌ إِذا شُرِبَ ثَلاَثَةَ أَيّامٍ على الرِّيقِ مَع إجْتِنَابِ من يَضُرُّ، ويَضُرُّ بالأَجِنَّةِ والحَبَالَى والمَصْرُوعِينَ. والكُرْفُسُ، بالضَّمِّ: القُطْنُ، مَقْلُوبُ الكُرْسُفِ، عَن ابْن عَبّادٍ. والكَرْفَسَةُ: مِشْيَةُ المُقَيَّدِ، عَن اللَّيْث، كالكَرْدَسَةِ. والكَرْفَسَةُ: أَنْ تُقَيِّدَ البَعِيرَ فتُضَيَّقَ عَلَيْه فَلَا يَقْدِرَ عَلَى التَّحَرُِّك، عَن ابنِ عَبّادٍ. وتَكَرْفَسَ الرَّجُلُ، إِذا إنْضَمَّ ودَخَل بَعْضُه فِي بَعْضٍ، كَذَا فِي اللِّسَانِ والتَّكْمِلَة والعُبابِ، ومِثْلُه تَكَرْسفَ عَن ابنِ القَطَّاع.
[كرفس] الكرفس: بقلة معروفة.

هرق

هرق

1 هَرِقْ عَلَى خَمْرِكَ [Pour water upon thy wine; i. e.,] quiet thine anger. (T.) See also Freytag's Arab. Prov., ii. 875; also the same, ii. 877. b2: هَرِقْ عَنَّا مِنْ رُوبَةِ اللَّيْلِ: see رُوبَةٌ.4 أَهْرِقْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرَةِ

, i. q. أَبْرِدْ, q. v. (IAar, in TA, art. فيح.) See 4 in art. روق. b2: هَرَاقَهُ and أَهْراَقَهُ and ↓ هَرَقَهُ, aor. هَرَقَ

, inf. n. هَرْقٌ, He poured it out, or forth: see 4 in art. روق. b3: هَرِيقُوا عَنْكُمْ أَوَّلَ اللَّيْلِ, (in the K, erroneously, عَلَيْكُمْ,) Alight ye in the first of the night: (TA:) or disburden yourselves (أَنْزِلُوا عنكم): or relieve, or rest, yourselves; which seems to be generally meant by هريقوا عنكم.

هِرَاقَةٌ and إِهْرَافَةٌ The seminal fluid of a man: see إِرَاقَةٌ, in art. روق.
(هرق) يُقَال (هرق على جمرك) أَي تثبت
(هرق)
المَاء وَنَحْوه هرقا صبه
هـ ر ق : هَرَقْتُ الْمَاءَ تَقَدَّمَ فِي رِيقٍ. 
(هـ ر ق) : (هَرَاقَ) الْمَاءَ يَعْنِي أَرَاقَهُ أَيْ صَبَّهُ يُهَرِيق بِتَحْرِيكِ الْهَاءِ وَأَهْرَاقَ يُهْرِيقُ بِسُكُونِ الْهَاءِ وَالْهَاءُ فِي الْأَوَّلِ بَدَلٌ مِنْ الْهَمْزَةِ وَفِي الثَّانِي زَائِدَةٌ (وَفِي) حَدِيثِ الْجُهَنِيِّ مُرْهَا فَلْتَرْكَبْ (وَلْتُهْرِقْ دَمًا) وَأَمَّا انْهِرَاقَ مَا فِيهَا فِي حَدِيثِ أَبِي طَلْحَةَ كَسَرْتُ جِرَارَ الْفَضِيخِ حَتَّى انْهِرَاقَ مَا فِيهَا فَلَيْسَ مِنْ الْعَرَبِيَّةِ فِي شَيْءٍ الصَّوَابُ حَتَّى هُرِيقَ أَوْ أُهْرِيقَ.
هرق:
هرَق يهرق واسم المصدر هَرْق: في (محيط المحيط): (هرق الماء صبّه) (فوك) (الكالا) (باين سميث 1130) (الاكتفاء 127): (أراد طارق أن يوهم المسيحيين ويجعلهم يعتقدون إن المسلمين يأكلون الجثث فأمر ببعض القتلى أن تقطع لحومهم وتطبخ - فلما جن الليل أمر بهرق تلك اللحوم
ودفنها وذبح بقراً وغنماً وجعل لحومها في تلك القدور.
أهرق: هرق (أي المعنى نفسه) فوك - الكالا).
انهرق: مطاوع هرق (فوك، المسعودي 417:6، المقدمة 417:3، باين سميث 1008، 1192).
اهترق: في (فوك) في مادة efundere. وانظر المصدر عند (الكالا).
هِراقة: بول (الكالا): بكسر الهاء.
هَراقة: (بفتح الهاء) والجمع هراقات وهراريق مبولة (فوك - الكالا).
هـ ر ق: (الْمُهْرَقُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ الصَّحِيفَةُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَجَمْعُهُ (مَهَارِقُ) . وَ (هَرَاقَ) الْمَاءَ يُهَرِيقُهُ بِفَتْحِ الْهَاءِ (هِرَاقَةً) بِالْكَسْرِ صَبَّهُ وَأَصْلُهُ أَرَاقَ يُرِيقُ إِرَاقَةً. وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى: (أَهْرَقَ) الْمَاءَ يُهْرِقُهُ (إِهْرَاقًا) عَلَى أَفْعَلَ يُفْعِلُ. وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ: (أَهْرَاقَ) يُهْرِيقُ (إِهْرَاقَةً) فَهُوَ (مُهْرِيقٌ) وَالشَّيْءُ (مُهْرَاقٌ) وَ (مُهَرَاقٌ) أَيْضًا بِفَتْحِ الْهَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: « (أُهْرِيقَ) دَمُهُ» . 
هرق
هَرَاقَتِ السَّحابةُ ماءَها، وهي تُهَرِيْقُ. والماءُ مُهْرَاقٌ. ومَطَرٌ مُهْرَوْرِقٌ. وهَرِقْ عَلَيَّ خِمْرَك: أي سَكِّنْ غَضَبَك. وأهْرَاقَ الماءُ: لُغَةٌ في هَرَاقَ. ومن أمثالهم فيمن يَدْخُلُه الأنَفُ من مُصَاحَبَةِ مَنْ يُرْغَبُ عن صُحْبَتِه: " خَلِّ سَبِيلَ مَنْ وَهي سِقاؤه، ومَنْ هُرِيقَ بالفلاةِ ماؤه ". والمُهْرَقُ: الصَّحِيْفَةُ البَيْضاءُ يُكْتَبُ فيها. وهي الصَّحراءُ المَلْساء. وهو ثَوْبٌ في زَمَن الفُرْسِ يُصْقَل ويُكْتَب فيه عَهْدٌ أو يَمِينٌ.
والمَهْرُقَانُ: البَحْرُ. وقيل: صَدَفٌ في البَحْر. وهَرِيْقوا عنكم من فَحْمَةِ الليلِ: أي انْزِلوا، ومن الظَّهِيْرَةِ. والمَهْرِقُ: مَتْنُ الأرضِ كالفَجِّ.

هرق


هَرَقَ(n. ac. هَرْق)
a. [ coll. ]
see II
هَرَّقَa. Poured out; shed.

هِرْقa. Worn garment.

N. Ag.
أَهْرَقَa. Shedding, pouring out; pourer out, shedder.

N. P.
أَهْرَقَa. Poured out; shed.
b. (pl.
هَرَاْقِ4ُ), Smooth paper; papyrus; parchment; sheet, page, leaf.
b. Desert, plain.

N. Ac.
أَهْرَقَa. Shedding, effusion.

مُهَرَاق
a. see N. P.
أَهْرَقَ
(a).
مُهَرِيْق
a. see N. Ag.
أَهْرَقَ
مُهْرَوْرِق
a. Poured out (rain).
مَُهْرَُقَان
a. Sea.

هَرَاقَ
a. [for
أَرَاق IV of رَوَقَ ] ( Ao.

يُهَرِيْقَ
n. ac.
هِرَاقَة )
a. Poured out.

هُرِيْقَ أُهْرِقَ
a. Was poured out.

هَرِقَ
a. [ Imp. ], Pour out !
هَرِيْقُوا (
pl. )
a. see supra.

هَِرَقْل
G.
a. Heraclius.

هِرْقِل
a. see supra.
b. Sieve.

هَرْقَلِيَّة
a. Praetorians; Roman soldiers.

هُرْقُوْلِيّ
a. [ coll. ], Herculean.
[هرق] نه: فيه: إن امرأة كانت "تهراق" الدم - كذا جاء مجهولًا، والدم منصوب التمييز وإن كان معرفة، ويجوز رفع الدم على تقدير: تهراق دماؤها، وهاؤها بدل من الهمزة، أراق الماء يريقه وهراقه يهريقه - بفتح هاء - هراقة، ويقال: أهرقته أهرقه إهراقًا، يجمع بين البدل والمبدل منه. ك: ومنه: "هريقوا" على، وروي: أهريقوا، وأمر به لأن الماء البارد في بعض الأمراض ترد به القوة. ومنه: "فأهريق"، وروى: فهريق - بضم هاء، وفيه أن غسالة النجاسة الواقعة على الأرض طاهر فإن الماء المصبوب لابد أن يتدافع ويصل إلى محل لم يصبه البول. ط: ما عمل ابن آدم أحب إلى الله من "هراقة" الدم، يعني أضل العبادات في يوم العيد هراقة الدم وانه يأتي يوم القيامه بتمام أعضائه ويعطي الثواب بكل عضو منه. ن: أهراق الماء - بفتح هاء. ش: بفتح همزة وسكون هاء أي صبه، وروي: هراق وأهراق، وهو كناية عن البول، فيؤخذ منه استحباب الكناية فيه. 
هـرق
هرَقَ يَهرَق، هَرْقًا، فهو هارق، والمفعول مَهْروق
• هرَق الماءَ ونحوَه: صبَّه. 

أهرقَ يُهرق، إهراقًا، فهو مُهرِق، والمفعول مُهرَق
• أهرق الماءَ ونحوَه: هرَقه، صبَّه "أهرق المقاتلُ دماءَ أعدائه- أهرقت الأمُّ دموعَها على ابنها الشَّهيد". 

مُهْرَق [مفرد]: ج مَهارِقُ:
1 - اسم مفعول من أهرقَ.
2 - صحيفة بيضاء يُكتب فيها.
3 - ورق مشمّع يُكتب فيه بقلم كالمسمار ثمُّ يطبع على آلة خاصّة.
4 - نسيج حرير أبيض يُسقى الصَّمغَ ويُصقل ثم يُكتب عليه. 

هَرْق [مفرد]: مصدر هرَقَ. 
[هرق] قال الاصمعي: المهرق: الصحيفة، فارسي معرب، والجمع المهارق. قال الشاعر :

لآل أسماء مثل المهرق البالى * وهراق الماء يهرقه بفتح الهاء، هراقة، أي صبه. وأصله أراق يرق إراقة، وأصل أراق أريق، وأصل يريق يريق، وأصل يريق يؤريق. وإنما قالوا أنا أهريقة وهم لا يقولون أنا أأريقه لاستثقالهم الهمزتين، وقد زال ذلك بعد الابدال. وفيه لغةٌ أخرى: أَهْرَقَ الماءَ يهرقه إهراقا، على وزن أفعل يفعل. قال سيبويه: وقد أبدلوا من الهمزة الهاء ثم ألزمت فصارت كأنها من نفس الحرف، ثم أدخلت الالف بعد على الهاء وتركت الهاء عوضا من حذفهم حركة العين، لان أصل أهرق أريق. وفيه لغة ثالثة: أَهْراقُ يُهْريقُ إهْراقاً، فهو مُهْريقٌ، والشئ مهراق ومهراق أيضا بالتحريك. وهذا شاذ. ونظيره أسطاع يسطيع اسطياعا بفتح الالف في الماضي وضم الياء في المستقبل، لغة في أطاع يطيع، فجعلوا السين عوضا من ذهاب حركة عين الفعل، على ما ذكرناه عن الاخفش في باب العين. فكذلك حكم الهاء عندي. وفى الحديث، " أهريق دمه ". وتقدير يهريق بفتح الهاء يهفعل، وتقدير مهراق بالتحريك مهفعل. أما تقدير يهريق بالتسكين، فلا يمكن أن ينطق به، لان الهاء والفاء جميعا ساكنان. وكذلك تقدير مهراق. وحكى بعضهم: مطر مهرورق.
(هرق) - في حديث أمّ سَلَمة - رضي الله عنهما -: "كانَت امرأةٌ تُهَراقُ الدَّمَ" .
كذا جاء على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه، ولم يَجِئْ "تُهَرِيقُ" فإمّا أَن يَكُونَ تَقدِيرُه: تُهَراقُ هي الدَّمَ، والدَّمُ، وإن كان معرفَةً، تَمييزٌ في معنَى دَماً، وله نِظائرُ، أو أن يَكُون أُجْرِى "تُهَرَاقُ" مُجرَى نُفِسَت المرأةُ غُلاماً، ونُتِجَ الفَرسُ مُهْرًا.
وَقال غَيرُه: يَجوزُ رَفعُ الدَّم ونَصْبُه؛ فوجه الرفع أن يَكُون التَّقدِير: تُهَرَاقُ دِمَاؤُها، وَتكُون الأَلفُ واللَّامُ بدَلًا من الإضَافةِ، كما قال تعالى: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} : أي عُقْدَة نِكاحِه وهوَ الزَّوج، أو عُقْدَة نِكاحِهَا، وهو الوَلىُّ، على حَسَب اختلَافِ المُفَسِّرين.
وَوَجْهُ النَّصْب أن يَكُون التَّقديرُ: تُهَرِيقُ دِماءَها، فأبدِلَت كَسرَةُ الرَّاءِ فَتْحة، فانقَلبَت أَلفاً على لُغَة مَن قال في نَاصِيَةٍ: نَاصَاةٍ، وفي بَادِيَة بَادَاةٍ.
ويُقالُ: هَراق تُقلَب الهَمزة هَاءً، وأَهرَاقَ بزيَادَتِها كما تُزَادُ السِّينُ في اسطاع، ففى مُضَارع الأوَّل مُحرّكة، وفي مُضَارع الثانى مُسَكَّنَة.
وقيل: إنّ الهاءَ عِوَضٌ من نَقْل حركة الواو التي في أروق؛ وذلك أنَّ فَتحةَ الواوِ نُقِلت إلى الرَّاء فانقلبت الوَاوُ ألِفا لمَّا سُكِّنَتْ وانفتَح ما قَبلَها، ثم عُوِّضت من نَقْل حَرَكَة الهاء في أهراق، بمعنى أَراق، وأَصلُه أَروَق، كما قُلناَ في اسطاع.
(هـ ر ق)

اهرَورَق الدمع والمطر: جَريا، وَلَيْسَ من لفظ هَراق، لِأَن هَاء هراق مبدلة، والكلمة معتلة، وَأما اهرَورَق، فَإِنَّهُ وَإِن لم يتَكَلَّم بِهِ إِلَّا مزيدا متوهم من أصل ثلاثي صَحِيح لَا زِيَادَة فِيهِ، وَلَا يكون من لفظ أهْراقَ، لِأَن هَاء أهْراق زَائِدَة عوض عَن حَرَكَة الْعين على مَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فِي اسطاع.

وَيَوْم التَّهارُقِ: يَوْم المهرجان، وَقد تهارقوا فِيهِ، أَي أهْرَق المَاء بَعضهم على بعض، يَعْنِي بالمهرجان لذِي نُسَمِّيه نَحن النوروز.

والمُهرَقانُ: الْبَحْر، لِأَنَّهُ يُهَرِيق مَاءَهُ على السَّاحِل إِلَّا انه لَيْسَ من ذَلِك اللَّفْظ.

والمُهرَقُ: الصَّحِيفَة: وَقيل: هُوَ ثوب حَرِير أَبيض يسقى الصمغ ويصقل، ثمَّ يكْتب فِيهِ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ مهر كرد، وَقيل: مهره، لِأَن الخرزة الَّتِي يصقل بهَا يُقَال لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ كَذَلِك.

والمُهرَق: الصَّحرَاء الملساء.

وَحكى اللحياني: بلد مَهارِقُ، وَأَرْض مَهارِقُ، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهَا مُهرَقا، قَالَ:

وخَرْقٍ مَهارِقَ ذِي لْهْلُهٍ ... أجَدَّ الأوامَ بهِ مَظمَؤهْ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِنَّمَا أَرَادَ مثل المهارِقِ، وَأَجد: جدد، واللهله: الاتساع.

وَأما مَا رَوَاهُ اللحياني من قَوْلهم: هَرِقْتُ حَتَّى نصف اللَّيْل، فَإِنَّمَا هُوَ أرقت، فابدل الْهَاء من الْهمزَة.
باب الهاء والقاف والراء معهما هـ ر ق، ق هـ ر، ر هـ ق، ق ر هـ

هرق: هراقتِ السَّحابةُ ماءها تُهَريقُ فهي مُهَرِيقةٌ، والماءُ مُهَراقٌ. الهاءُ مفتوحةٌ في كلّه، لأنْها بدلٌ من همزة أراق، وهَرَقْتُ مثل أَرَقْتُ. ومن قال: أهراقَ فقد أخطأ في القياس . ويقال: مطر مهرورق، ودمع مهرورق. ويُقال للغضبان: هَرِقْ على جَمْرِك، أي: آصبُبْ على غَضَبِك ما تُطْفِئُهُ به. قال رؤبة:

هَرِقْ على جَمْرِك أو تَبيّنِ

أي: تَثَبَّتْ. والمُهْرَقُ: الصّحيفة البيضاء يُكْتَب فيها، ويجمع مَهاريقَ. والمُهْرَقُ: الصّحراءُ الملساءُ، وجمعه: مهاريق.

قهر: اللهُ القاهرُ القهّارُ. يُقالُ: أخذهم قَهْراً، أي: من غير رضاهم، والقهر: الغلبة، والأخذ من فوق. والقَهْقَرُ: الحَجَر. قال:

جئنا على كلِّ كُمَيْتٍ هَيْكلِ ... أخْضرَ كالقهْقَرِ أو كالأحْيَلِ

رهق: الرَّهَقُ: جهلٌ في الإنسان، وخفّةٌ في عقله. يقال: به رَهَقٌ، ولم أسمع منه فعلاً. ورجلٌ مُرَهَّقٌ: موصوف بالرَّهَقِ. قال:

إن في شكر صالحينا لما يدحض ... قَوْلَ المُرَهَّقِ المَوْصوم

ورَهِقَ فلان فلانا إذا تبعه فقَرُب أن يلْحَقَهُ. ورَهِقَ أيضاً: غَشِيَ. قال الله عزّ وجلّ: وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ . والرَّهَقُ: غِشْيانُ الشّيء. تقول: رَهِقَهُ ما يَكْرَهُ، أي: غَشِيَهُ ذلك. والرَّهَقُ: الكَذِب. قال: الكُمَيْت:

حَلَفَتْ يميناً غيرَ ما رَهَقٍ ... باللهِ ربِّ محّمدٍ وبِلالِ

والرَّهَقُ: العَظَمَةُ، وهو قوله: فَزادُوهُمْ رَهَقاً والرَّهَقُ: الظلُّم، وهو قوله: فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً  والرَّهَقُ: العيب. قال كعب بن زهير:

ما فيه قولٌ ولا عيبٌ يُقالُ له ... عند الرّهان سليمٌ جنّبَ الرَّهَقا

وتقول: أرهقناهم الخيلَ فهم مُرْهَقُونَ. وأَرْهَقْتُهم أمراً صَعْباً إذا حملتهم عليه. وقول الله عزّ وجلّ: سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ، يُقال: جبل في النّار يُكَلِّفُ اللهُ الكُفّارَ صُعودَه. والمُراهِقُ: الغُلامُ الّذي قاربَ الحُلُم. ورجلٌ مُرَهَّقٌ: إذا كان يُظَنُّ به السُّوء. ورجل مُرَهَّقٌ أيضاً، أي: يَنزِلُ به الضّيِفان، يأتونه وقد أَرْهَقَ اللّيلُ. وأَرْهَقْنا الصَّلاةَ، أي: استأخرنا عنها.

قره: القَرَهُ في الجسَدِ كالقَلَح في الأسنان، وهو الوسَخُ. والنَّعْتُ: أَقْرَهُ وقَرْهاُء ومُتَقَرِّهٌ.

هرق: الأَزهري: هَراقتِ السماء ماءها وهي تُهَرِيقُ والماء مُهَراق،

الهاء في ذلك كله متحركة لأَنها ليست بأَصلية إنما هي بدل من همزة أَراق،

قال: وهَرَقْت مثل أَرَقْتُ، قال: ومن قال أَهْرَقْت فهو خطأٌ في القياس،

ومثل العرب يخاطب به الغضبان: هَرِّقْ على جمرك

(* قوله «هرق على جمرك» أي

أصبب ماء على نار غضبك) أَو تَبَيَّنْ أَي تَثَبت، ومثل هَرَقْتُ

والأَصل أَرَقْتُ قولُهم: هَرَحْت الدابة وأَرَحْتُها وهَنَرْتُ النار

وأَنَرْتُها، قال: وأما لغة من قال أَهْرَقْتُ الماء فهي بعيدة؛ قال أَبو زيد:

الهاء منها زائدة كما قالوا أَنهأْت اللحم، والأصل أَنأْته بوزن أَنَعْتهُ.

ويقال هَرِّقْ عنا من الظهيرة وأَهْرِئْ عنا بمعناه، من قال أَهْرِقْ

عنا من الظهيرة جعل القاف مبدلة من الهمزة في أَهْرِئْ، قال: وقال بعض

النحويين إنما هو هَراق يُهَرْيقُ لأن الأصل من أَراقَ يُرِيقُ يُأَرْيق،

لأن أَفْعَل يُفْعِلُ كان في الأَصل يُأَفْعِلُ فقلبوا الهمزة التي في

يُأَرْيِقُ هاء فقيل يُهَرْيِق، ولذلك تحركت الهاء. الجوهري: هَراق الماء

يُهَرِيقه، بفتح الهاء، هِراقة أَي صبَّه؛ وأَنشد ابن بري:

رُبَّ كَأْسٍ هَرَقْتَها، ابنَ لُؤَيّ،

حَذَرَ الموت، لم تكُنْ مُهْراقَهْ

وأَنشد لأَوس بن حجر:

نُبِّئْتُ أَنّ دَماً حراماً نِلْتَهُ،

فهُرِيق في ثوبٍ عليك مُحَبَّر

وأَنشد للنابغة:

وما هُرِيقَ على الأَنْصابِ من جَسَدِ

قال: وأَصل هَراق أَراقَ يُرِيقُ إراقَةً، وأصل أَراقَ أَرْيَقَ، وأَصل

يُرِيِقُ يُرْيِقُ، وأَصل يُرْيِق يُأَرْيِقُ، وإنما قالوا أَنا

أُهَرِيقُه وهم لا يقولون أُأَرِيقُهُ لاستثقالهم الهمزتين، وقد زال ذلك بعد

الإبدال، وفيه لغة أُخرى: أَهْرَقَ الماء يُهْرِقُه إهْراقاً على أَفْعَلَ

يُفْعِلُ؛ قال سيبويه: أَبدلوا من الهمزة الهاء ثم أُلزمت فصارت كأنها من

نفس الحرف، ثم أُدخلت الأَلف بعدُ على الهاء وتركت الهاء عوضاً من حذفهم

حركة العين، لأن أَصل أَهْرَق أَرْيقَ. قال ابن بري: هذه اللغة الثانية

التي حكاها عن سيبوبه هي الثالثة التي يحكيها فيما بعدُ إلاّ أَنه غلط في

التمثيل فقال أَهْرَق يُهْرِق، وهي لغة ثالثة شاذة نادرة ليست بواحدة من

اللغتين المشهورتين؛ يقولون: هَرَقْت الماءَ هَرْقاً وأَهْرَقْتُه

إهْراقاً، فيجعلون الهاء فاء والراء عيناً ولا يجعلونه معتلاً، وأما الثانية

التي حكاها سيبويه فهي أَهْرَاق يُهْرِيق إهْراقةً، فَيَّرها الجوهري وجعلها

ثالثة وجعل مصدرها إهْرِياقاً، أَلا ترى أَنه حكي عن سيبويه في اللغة

الثانية أَن الهاء عوض من حركة العين لأن الأَصل أَرْيَق؟ فهذا يدل أَنه من

أَهْرَاق إهْراقةً بالألف، وكذا حكاه سيبويه في اللغة الثانية الصحيحة،

قال الجوهري: وفيه لغة ثالثة أَهْرَاقُ يُهْرِيق إهْرِياقاً، فهو

مُهْريق، والشيء مُهْراق ومُهَراق أَيضاً، بالتحريك، وهذا شاذ، ونظيره أَسْطَاع

يُسْطيع اسْطِياعاً، بفتح الألف في الماضي وضم الياء في المستقبل، لغة في

أَطاع يُطِيع، فجعلوا السين عوضاً من ذهاب حركة عين الفعل على ما تقدم

ذكره عن الأَخفش في باب العين، قال: وكذلك حكم الهاء عندي. قال ابن بري:

قد ذكرنا أَن هذه اللغة هي الثانية فيما تقدم إلاّ أَنه غَيَّرَ مصدرها

فقال إهْرِياقاً، وصوابه إِهْراقةً، وتاءُ التأْنيث عوض من العين المحذوفة،

وكذلك قال ابن السراج أَهْرَاق يُهْرِيقُ إِهْراقةً، وأسْطاع يُسْطيع

إسْطاعةً، قال: وأَما الذي ذكره الجوهري من أَن مصدر أَهْراقَ وأَسْطَاع

إهْرياقاً واسطِياعاً فغلط منه، لأنه غير معروف، والقياس إهْراقةً

وإسْطَاعةً على ما تقدم، وإنما غلَّطه في اسْطِيَاع أَنه أَتى به على وزن

الاسْتِطاعِ مصدر اسْتَطاع، قال: وهذا سهو منه لأن أَسْطاع همزته قطع،

والاسْتِطاع والاسْطِيَاع همزتهما وصل، وقوله: والشيءُ مُهْراق ومُهَراق أَيضاً،

بالتحريك، غير صحيح لأن مفعول أَهْرَاق مُهْراق لا غير؛ قال: وأَما

مُهَراق، بالفتح، فمفعول هَرَاق وقد تقدم شاهده؛ وشاهد المُهْراق ما أُنشد في

باب الهجاء من الحماسة لعُمارة بن عقيل:

دعَتْهُ، وفي أَثوابِهِ من دِمَائِهَا

خَليطَا دمٍ مُهْراقةٍ غير ذَاهِبِ

وقال جرير العِجْلي، ويروى للأخطل وهي في شعره:

إذا ما قُلْتُ: قد صالَحْتُ قَوْمِي،

أَبى الأَضْغَانُ والنسبُ البَعيدُ

ومُهْراقُ الدماءِ بوارِدَاتٍ،

تَبِيدُ المُخْزِياتُ ولا تَبِيدُ

قال: والفاعل من أَهْراقَ مُهْرِيقٌ؛ وشاهده قول كثيِّر:

فأَصْبَحْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَةَ مائِهِ

لضَاحِي سَرَابٍ، بالمَلا يَتَرَقْرَقُ

وقال العُدَيْلُ بن الفَرْخ:

فكنْت كمُهْرِيقِ الذي في سِقائِهِ

لِرَقْرَاقِ آلٍ، فوق رابيةٍ جَلْدِ

وقال آخر:

فظَلَلْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَ سِقائِهِ

في جَوِّ هاجِرَةٍ، لِلَمْعِ سَرابِ

وشاهد الإهْرَاقةِ في المصدر قول ذي الرمة:

فلما دَنَتْ إهْرَاقَةُ الماءِ أَنْصَتَتْ

لأَعْزِلَةٍ عنها، وفي النفس أَن أُثْني

قال ابن بري عند قول الجوهري: وأَصل أَرَاقَ أَرْيَقَ، قال أَراق أَصله

أَرْوَقَ بالواو لأنه يقال رَاقَ الماءُ رَوَقاناً انصبَّ، وأَراقهُ غيره

إذا صَبَّه، قال: وحكى الكسائي رَاقَ الماءُ يَرِيقُ انصبَّ، قال: فعلى

هذا يجوز أن يكون أَصل أَرَاقَ من الياء. وفي الحديث: أُهْرِيقَ دَمُهُ؛

وتقدير يُهَرِيقُ، بفتح الهاء، يُهَفْعِلُ، وتقدير مُهَرَاق، بالتحريك،

مُهَفْعَل؛ وأما تقدير يُهْرِيق، بالتسكين، فلا يمكن النطق به لأن الهاء

والفاء ساكنان، وكذلك تقدير مُهْرَاق، وحكى بعضهم مطر مُهْرَوْرِقٌ. وفي

حديث أُم سلمة: أَن امرأَة كانت تُهَراقُ الدمَ؛ هكذا جاءَ على ما لم

يسمَّ فاعله، والدم منصوب أي تُهَرَاقُ هي الدمَ، وهو منصوب على التمييز، وإن

كان معرفة، وله نظائر، أو يكون قد أُجري تُهَراقُ مجرى نُفِسَت المرأَةُ

غلاماً، ونُتِجَ الفرسُ مُهْراً، ويجوز رفع الدم على تقدير تُهَرَاقُ

دماؤها، وتكون الأَلف واللام بدلاً من الإضافة كقوله تعالى: أو يَعْفُوَ

الذي بيده عُقْدَةُ النكاح؛ أي عُقْدَةُ نكاحِهِ أو نكاحها، والهاء في

هَرَاقَ بدل من همزة أَرَاقَ الماء يُرِيقهُ وهَرَاقه يُهَرِيقُه، بفتح

الهاء، هَراقةً. ويقال فيه: أَهْرَقْتُ الماءَ أُهْرِقُهُ إهْرَاقاً فيجمع بين

البدل والمبدل. ابن سيده: اهْرَوْرَقَ الدمعُ والمطر جَرَيا، قال: وليس

من لفظ هَرَاق لأن هاء هَرَاق مبدلة والكلمة معتلة، وأما اهْرَوْرَقَ

فإنه وإن لم يتكلم به إلاَّ مَزيداً متوهم من أصل ثلاثي صحيح لا زيادة فيه،

ولا يكون من لفظ أَهْرَاقَ لأن هاء أَهْرَاقَ زائدة عوض من حركة العين

على ما ذهب إليه سيبويه في أَسْطَاعَ.

ويوم التهَارُقِ: يوم المَهْرَجان، وقد تَهَارقُوا فيه أي أَهْرَقَ

الماء بعضُهم على بعضٍ، يعني بالمَهْرَجانِ الذي نسميه النَّوْرُوز.

والمُهْرُقَانُ: البحر لأنه يُهَرِيق ماءَه على الساحل إلاَّ أنه ليس من

ذلك اللفظ؛ أَبو عمرو: هو اليَمُّ والقَلَمَّشُ والنَّوْفَلُ

والمُهْرُقانُ البحر، بضم الميم والراء؛ قال ابن مقبل:

تَمَشَّى به نَفْرُ الظِّباءِ كأَنَّها

جَنَى مُهْرُقانٍ، فاضَ بالليل سَاحِلهْ

ومُهْرُقان: معرب أَصله ما هي رُويانْ؛ وقال بعضهم: مُهْرُقان مُفْعُلان

من هَرَقْت لأن البحر ماؤُه يفيض على الساحل إذا مَدَّ، فإذا جزر بقي

الوَدَع. أَبو عمرو: يقال للبحر المُهْرَقان والدَّ أْماءُ، خفيف؛ وقيل

المُهْرُقان ساحل البحر حيث فاض فيه الماءُ ثم نَضَب

عنه فبقي الوَدَع، وأَورد بيت ابن مقبل وقال: وجَناهُ ما يبقى من

الوَدَعِ. والمُهْرَقُ: الصحيفة البيضاء يكتب فيها، فارسي معرب، والجمع

المَهارق؛ قال حسان:

كَمْ للمَنازل من شَهْرٍ وأَحوالِ،

لآل أَسْماءَ، مِثْل المُهْرَقِ البالِي

قال ابن بري: والذي في شعره:

كما تَقادَمَ عَهْدُ المُهْرَقِ البالي

قال: وقال الحرث بن حلِّزة:

آياتها كَمَهارِقِ الحَبَشِ

والمَهارق في قول ذي الرمة:

بيَعْمَلة بين الدُّجَى والمَهَارِق

الفَلَواتُ، وقيل الطرق، وقيل: المُهْرَق ثوب حرير أَبيض يُسْقَى الصمغَ

ويُصْقَلُ ثم يكتب فيه، وهو بالفارسية مُهر كَرْد، وقيل: مَهْره لأن

الخَرَزة التي يُصقل بها يقال لها بالفارسية كذلك.

والمُهْرَقُ: الصحراء الملساء. والمَهارق: الصَّحاري، واحدها مُهْرَق،

وهو معرب؛ قال الأزهري: وإنما قيل للصحراء مُهْرق تشبيها بالصحيفة؛ قال

الأعشى:

رَبّي كريم لا يكدِّرُ نِعْمَةً،

فإذا تُنُوشِد في المَهارِق أَنْشَدا

أراد بالمَهارق الصحائف. وقال اللحياني: بلد مَهَارِق وأَرضٌ مَهَارِق

كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منه مُهْرَقاً؛ قال:

وخَرْق مَهَارِق ذي لُهْلُهٍ،

أجَدَّ الأُوَامَ به مَظْمَؤُه

قال ابن الأَعرابي: إنما أَراد مثل المَهارق، وأَجَدَّ: جَدَّد،

واللُّهْلُه: الاتساع. قال ابن سيده: وأما ما رواه اللحياني من قولهم هَرِقْتُ

حتى نصف الليل فإنما هو أَرِقْتُ، فأَبدل الهاء من الهمزة. وقال أَبو زيد:

يقال هَرِيقُوا عنكم أوَّل الليل وفَحْمَةَ الليل أي انزلوا، وهي ساعة

يَشُقُّ فيها السير على الدواب حتى يمضي ذلك الوقت، وهما بين العشاءَين.

هـرق
هَراقَ الماءَ يُهَرِيقُه بفَتْحِ الهاءِ هِراقَةً بِالْكَسْرِ هذهِ هِيَ اللُّغَةُ الأُولَى من الثَّلاثَة، وَمِنْه الحَدِيث: هَرِيقُوا علىَ من سَبعِ قِرَبٍ لَم تُحْلَلْ أَوْ كيتُهُنّ. وقالَ سَلَمَةُ بنُ الخُرشُبِ الأَنمارِي:
(هَرَقْنَ بساحُوقٍ جِفاناً كَثِيرةً ... وأَدَيْنَ أُخْرَى من حَقِينٍ وحازِرِ)
وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لأَوس بنِ حَجَر:
(نُبِّئْتُ أَنَّ دَماً حَراماً نِلْتَه ... فهُرِيقَ فِي ثَوْبٍ عَلَيْك مُحَبَّرِ)
وأَنْشَدَ للنّابِغَة: وَمَا هُرِيقَ على الأَنْصابِ مِنْ جَسَدِ قَالَ الفَيُّومِيُ فِي المصباحِ: وأَصلُ هَراقَهُ هَريَقَهُ وِزان دَحْرَجَهُ، وَلِهَذَا تُفتَحُ الهاءُ من المُضارِعِ، فيُقال: يُهَرِيقُه، كَمَا تفتح الدَّال من يدحْرِجُه. وأَهْرَقَهيُهْرِيقُه كَذَا فِي النُّسخِانْتهى. قَالَ ابنُ بَريّ: وَقد ذَكَرنا أَنَّ هَذِه اللَّغةَ هِيَ الثانيةُ فِيمَا تَقدَّمَ، إِلا أَنه غَيَّر مَصدَرَها، فَقَالَ: إِهْرِياقاً، وَصَوَابه إهْرَاقَةً لأَنَّ الأَصلَ أَراقَ يُرِيقُ إِراقَةً، ثمَّ زِيدَت فِيهِ الهاءُ، فَصَارَ إِهْراقَةً، وتاءُ التأْنيثِ عِوَضٌ من العينِ)
المَحْذُوفةِ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابنُ السَّرّاجِ، أَهْراقَ يُهْرِيقُ إِهْراقَةً وأَسْطاعَ يُسطِيعُ إِسطاعَةً، قَالَ: وأمّا الَّذِي ذَكَرَه الجوهريّ من أَنَّ مصدرَ أَهْرَاقَ وأَسطاعَ اهْرِياقاً واسْطِياعاً فغَلَطٌ مِنْهُ لأَنَّه غيرُ مَعْرُوف، والقِياسُ إِهْراقةً وِإسْطاعَةً على مَا تقدم، وِإنما غَلَّطَه فِي اسْطِياع أَنه أَتَى بِهِ على وزن الاسِطاع مصدر اسْتَطاعَ، قَالَ: وَهَذَا سَهْوٌ مِنْهُ لأَنَّ أَسْطاعَ همزَتُه قَطْع، والاسْتِطاع والاسْطِياعُ هَمْزَتُهما وَصْلٌ، وقولُه: والشيءُ مُهْراقٌ ومُهَراق، أَيضاً.
بالتَّحْريكِ. غيرُ صَحيحٍ لأَنَّ مَفْعُولَ أَهْراقَ مُهْراقٌ لَا غيرُ، قَالَ: وأَمّا مُهَراقٌ بالفتحِ فمَفْعُولُ هَرَاقَ، وَقد تَقَدّم شاهِدُه، أَي من قولِ الشّاعر:
(رُبَّ كَأْسٍ هَرَقْتَها ابنَ لُؤَي ... حَذَرَ المَوْتِ لم تَكُنْ مُهَراقهْ)
قلتُ: وَكَذَا قَوْلُ امْرِئِ القيسِ: وإنَّ شِفائي عَبرَةٌ مُهَراقةٌ وشاهِدُ المُهْراقِ مَا أُنْشِد فِي بابِ الهِجاءِ من الحَماسَةِ لعُمارَةَ بنِ عَقِيلٍ:
(دَعَتْهُ وَفِي أَثْوابِه من دِمائِها ... خَلِيطَا دَم مُهْراقُهُ غيرُ ذاهِبِ)
وَقَالَ جَرِيرٌ العِجْلِيُ، للأَخْطَلِ وَهِي فِي شِعْرِهِ:
(إِذا مَا قُلْتُ قد صالَحْتُ قَوْمِي ... أبي الأَضْغانُ والنَّسَبُ والبَعِيدُ)

(ومُهْراقُ الدِّماءِ بوارِداتٍ ... تَبِيدُ المُخْزِياتُ وَلَا تَبِيدُ) قالَ: والفاعِلُ من أَهْراقَ مُهْرِيقٌ، وشاهِدُه قولُ كُثَيِّر:
(فأَصْبَحْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَةَ مائِه ... لضاحِي سَرابٍ بالمَلا يَتَرَقْرَق)
وَقَالَ العُدَيْلُ بنُ الفَرخ:
(فكنتُ كمُهْرِيقِ الَّذِي فِي سِقائِه ... لرَقْراقِ آل فوقَ رابِيَةٍ جَلْدِ)
وَقَالَ آخر:
(فَظَلِلْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَ سِقائِه ... فِي جَوِّ هاجرَةٍ للَمْعِ سَرابِ)
وشاهِدُ الإِهْراقَةِ فِي المَصْدرِ قولُ ذِي الرُمَةِ:
(فَلّما دَنَتْ إِهْراقَةُ الماءِ أَنْصَتَت ... أَعْزِلَه عَنْهَا وَفِي النَّفْسِ أَنْ أثْنِي)
وأَصْلُه أَي أَصل هَراقَ السماءَ، كَمَا هُوَ نَصّ الصِّحاح أَراقَهُ يُرِيقُه إراقَةً قَالَ: وأَصْلُ أَراقَ أَرْيَقَ، قَالَ ابْن بَرِّيّ: أَصْلُ أَراقَ أَرْوَقَ بالواوِ لأَنَّه يُقال: راقَ المَاء رَوَقاناً: انصَبَّ، وأَراقَهُ غيرٌ هـ: صَبِّه، قَالَ: وحَكَى الكِسائيُ: راقَ المَاء يَرِيقُ: انْصَبَّ، قالَ: فعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يكونَ أَصلُ أَراقَ الياءَ. قلتُ: ولكنَّ ابنَ سِيدَه قَوَّى قولَهم إِنَّ أَصلَ) أَراقَ أَروَقَ، قَالَ: وإِّنما قضى على أَنَّ أَصلَه أَرْوَقَ لأَمْرينِ: أَحَدُهما: أَنَّ كونَ عينِ الفعلِ واواً أَكثرُ من كونِها يَاء فِيمَا اعْتَلَّتْ عينُه. وَالْآخر: أَنَ الماءَ إِذا هرِيقَ ظَهرَ جَوْهَرُه وصَفَا، فراقَ رائِيَه يَرُوقُه، فَهَذَا يُقَوي كونَ العينِ مِنْهُ واواً، انْتهى.
وَقد مَرَ فِي رَوَقَ عَن ابنِ بَرِّيّ: أَرَقْتُ الماءَ مَنْقُول من راقَ المَاء يَرِيقُ رَيْقاً: إِذا تَرَدَّدَ على وجهِ الأَرضِ، فعلى هَذَا حَقّ أَراقَ أَنْ يُذْكَرَ فِي رَيَقَ لَا رَوَقَ، فَقَوله هَذَا يُقَوِّي قولَ الكِسائي، ومثلُ ذَلِك نَصُّ المِصباحِ: راقَ الماءُ رَيْقاً من بَاب باعَ: انصَبَّ، ويَتَعَدَّى بالهَمزةِ، فيُقال: أَراقَه صاحِبُه، وَهُوَ مُريق ومُراقٌ، وتُبدَلُ الهمزةُ هَاء، فيُقال: هَراقَه، ثمّ قَالَ: وأَصْلُ يُرِيقُ يُريق على وَزْنِ يُكْرِمُ وأَصْلُ يُريقُ يُؤَرْيِقُ على وزن يُدَحْرِج، ثمَّ قالَ: وإِنَّما قالُوا أُهَرِيقُهُ بضمّ الهمزةِ وَفتح الهاءِ وَلم يَقُولُوا أأرِيقُه لاستِثْقالِ الهَمْزَتَيْنِ، وَقد زالَ ذَلِك بعدَ الإِبْدالِ، انْتهى.
قلت: وقالَ بعضُ النَّحْوِيِّين: إِنَّما هُوَ هَراقَ يُهَريقُ لأَنَّ الأَصْلَ من أَراقَ يُرِيقُ يُؤَرْيِقُ، لأَنَّ أَفْعَلَ يُفْعِلُ فِي الأَصل كَانَ يُؤَفْعِلُ، فَقَلبُوا الهمزةَ الَّتِي فِي يُؤَرْيِقُ هَاء، فقِيلَ: يُهَريقُ، فَلِذَا تَحَرَّكت الهاءُ، نَقله ابنُ سيدَه. وَفِي المِصْباح: وَقد يُجْمَعُ بينَ الهاءِ والهمزةِ، فيُقال: أَهْراقَهُ يُهْرِيقُه، سَاكن الهاءِ تَشْبِيهاً لَهُ بأَسْطاعَ يُسطِيعُ كأَنَّ الهمزةَ زِيدَتْ عِوَضاً عَن حركةِ الياءِ فِي الأَصْل، وَلِهَذَا لَا يَصيرُ الفِعْلُ بِهَذِهِ الزِّيادَةِ خُماسِيًّاً، وَفِي التَّهذيب، من قالَ: أَهْرَقْتُ فَهُوَ خَطَأٌ فِي الْقيَاس، انْتهى. قلتُ: نَصّ الأَزهريّ فِي التَّهذِيبِ: هَراقَت السَّماءُ ماءها تُهَرِيقُ، والماءُ مُهَراقٌ، الهاءُ فِي ذَلِك كُلِّه متحركَةٌ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَنَّها لَيسَتْ بأَصْلِيَّة، إِنَّما هِيَ بَدَلٌ من هَمْزَةِ أَراقَ، قَالَ: وهَرَقْتُ مثلُ أَرَقْت، وَمن قالَ: أَهْرَقْتُ فَهُوَ خَطَأ فِي القِياسِ، قالَ: ومثلُ قولِهم: هَرَقْتُ والأَصْلُ أَرَقْتُ قولُهم: هَرَحت الدَّابَّةَ وأَرَحْتُها، وهَنَرتُ النّارَ وأَنَرتها، قالَ: وأَما لغَةُ من قالَ: أَهْرَقْتُ الماءَ فَهِيَ بَعِيدَةٌ، قَالَ أَبُو زيدٍ: الهاءُ مِنْهَا زائِدَةٌ، كَمَا قالُوا: أَنْهَأتُ اللَّحْمَ والأَصْلُ أَنأته، بِوَزْنِ أَنَعْتُه. قالَ شَيخُنا: وَإنَّما أَوْجَبُوا فتحَ الهاءِ لَا حَذْفَها لأَمْرَيْن: أَحدهما: أَنَّ مُوجِبَ الحَذْفِ الَّذِي هُوَ اجْتِمَاعُ هَمْزَتينِ قد زالَ وَذَهَبَ بإِبْدالِها هَاء، وَهَذَا هُوَ الَّذِي أشارَ إِليهِ الجَوْهرِيُّ بقولِه، وتَبِعَه المُصَنِّفُ، وِإنَّما قالُوا: أُهَرِيقُه إِلخ. الثَّانِي: أَنَّه لما كَثُرَ استعمالُ هَذَا الفعلِ على هَذَا الوَجْهِ وشاعَ دَوَرانُه كَذَلِك تُنُوسِيَ فِي الهاءِ معنَى الزِّيادَةِ وَصَارَت كَأَنَّهَا أَصْلٌ من أُصولِ الكلمَةِ، وَلذَلِك نَظَّرَها فِي المِصْباحِ بدَحْرَجَ المُتَّفَقِ على أَصْلِيَّةِ حروفهِ، وَلِهَذَا تُزادُ الأَلِفُ على هَراق، فيُقال: أَهَراقَ فِي لُغَة، كَمَا مَرّ.
ثمّ قَالَ: فَإِن قُلْتَ: تَقَدَّم أَنَّ الهاءَ بَدَلٌ من الأَلِفِ وِإذا كانَ كَذَلِك، فَمَا وَجْهُ الجَمْعِ بينَها وبيِنَ الهاءِ، والقاعدةُ أنّه لَا يُجْمَع بَين العِوَضِ والمُعَوَّضِ عنهُ. قلتُ: هَذَا هُوَ الَّذِي أَشارَ إِليه فِي التَّهْذِيب، وقالَ: إِنَّه خَطَأٌ فِي القِياس، حيثُ قالَ: من قالَ: أَهْرَقْتُ فَهُوَ خَطَأٌ فِي القِياسِ، ووجهُ تَخْطِئَتِه هُوَ مَا يَلْزَمُ من الجَمْعِ بَين العِوَضِ والمُعَوَّضِ مِنْهُ، وجَوابُه هُوَ مَا أَشارَ إِليه الجَوْهريُّ بقولِه: قالَ سِيبَوَيْهِ: وَقد أَبْدَلُوا من الهَمْزَةِ الهاءَ، ثمَّ أُلْزِمَتْ، فصارَتْ كأَنَّها من) نَفْسِ الكلمةِ، ثمَّ أُدْخِلت الأَلفُ بعدَ الهاءِ وتُرِكَت الهاءُ عِوَضاً من حَذْفِهم حرَكَةَ العَينِ، فكَمُلَ الغَرَضُ وانْتَفي مَا قِيلَ من الجَمْعِ بينَ العِوَضِ والمُعَوَّضِ مِنْهُ، ولذلكَ قالَ فِي المِصْباحِ: إِنَّ الكلمةَ لَا تَصِيرُ بزِيادةِ الهاءِ خُماسِيَّةً ونَظَّرُوا هَذَا الفِعْلَ بأَسْطاعَ يُسطيعُ، بقطعِ الهمزةِ فِي الماضِي وضَمِّ الياءِ فِي المُستَقْبلِ، مَعَ أَنّه فِي الظّاهِرِ خُماسِيٌّ مبتَدَأٌ بهَمْزةِ قَطع، كَمَا أَنَّه لَا يُضَمّ حرفُ المُضارَعةِ إِلا من الرباعي، وجوابُه: أَنَّ الفعلَ رُباعِيٌ، وأَنَّ السينَ زائِدةٌ عِوَضاً من ذَهابِ حَركةِ العَيْنِ، وَهُوَ مَذْهَبُ الأَخْفشِ ومُتابِعِيه، فَلَا يكونُ الفِعْلُ بهَا خُماسِيًّاً، كَمَا فِي المِصْباحِ وغيرِه، ومِثْلُه أَهْراقَ عِنْد الجَوْهرِيِّ، وَلَا ثالِثَ لَهَا. قلت: وتقَدَّم فِي ط وع لسِيبَوَيْه ويُونُسَ مثلُ قولِ الأَخْفَشِ، ثُمَّ قالَ: وَلَا اعْتِدادَ بِمَا ذَهَب إِلَيْهِ السُّهَيلِيُ فِي الرَّوْضِ من أَنَّهم قد يَجْمَعُونَ أَحْياناً بينَ العِوَضِ والمُعَوَّضِ عَنهُ، ومِثْلُه أَهْراقَه لأَنَّه لَا يُدَّعَى إِلا إِذا وَجَبَ لُزومُه، وَقد أَمكنَ عَدَمُه، فتَبقَى القاعِدَةُ على أَصْلها.
وزِنَةُ يُهَرِيقُ، بفَتْحِ الهاءِ: يُهَفْعِلُ كيُدَحْرِج. وزِنةُ مُهَرَاق، بالتَّحْرِيكِ: مُهَفْعَل كمُدَحْرَج، نَقَله الجَوْهَرِيُّ والصّاغانيُ، قَالَا: وأَمّا يُهْرِيقُ ومُهْراقٌ بتَسكِين هائِهِما، فلاُ يمْكِنُ أَنْ يُنْطَقَ بِهما لأَنَّ الهاءَ والفاءَ جَمِيعاً ساكِنانِ. قَالَ شَيخُنا: وَقد عُلِم مِمَّا تَقَدَّم أَنَّ كلامَ الجَوْهَرِيِّ فيهِ تَخْلِيطٌ، وتَقْدِيم وتَأْخِير فإِنَّ ظاهِرَه أَو صَرِيحَه يَقْتَضِي أَنّ كَلام سِيبَوَيْه رَحمَه الله تَعالَى فِي أَهْرَقَ بإِثْبات أَلِفِ التَّعْدِية وحَذْفِ الأَلفِ الَّتِي هِيَ عَيْنُ الكَلِمَةِ الجائي على أَفَعَل يُفْعِلُ لأَنَّه أَتَى بنَصِّ سِيبَوَيْه عَقِبَ قولِه على أَفْعَلَ يُفْعِل، وليسَ كَذَلِك، بل كلامُ سِيبَوَيْهِ فِي أَهْراقَ بإِثباتِ الأَلِفَيْن، أَلِفِ التَّعْدِيةِ وعَيْنِ الكَلِمَةِ، وَمن تَتِمَّةِ الكلامِ عَلَيْهِ تَنْظِيرُه بأَسْطاعَ يسطِيعُ فِي إِنابَةِ حرف عَن حَرَكة وانتفاءِ كونِ الكلمةِ خُماسَيّةً وِإن كَانَت فِي الظّاهِرِ كَذَلِك، وَقد فَصَل هُوَ بَينَهُما حتّى قالَ فِيهِ لُغَة ثَالِثَة، فَكَانَ عَلَيْهِ أَن يُؤَخِّرَ قولَه قَالَ سِيبَوَيْه إِلى قَوْلِهِ: وفِيه لُغَةٌ ثَالِثَة أَهْراقَ، ثمَّ يَقُول: قَالَ سِيبَوَيْه إِلخ، ثمَّ يَقُول: هَذَا شاذٌّ، ونظيرُه إِلخ، وحِينَئذٍ يَحْسن كلامُه، ويَستَقِيمُ نِظامُه.
قلت: وَقد قدَّمنا عَن ابنِ بَريّ تَحْقِيقَ ذَلِك وتَفْصِيلَه، وَقد نَبَّه على ذلِكَ أَبو سَهْلٍ الهَرَوِيّ وأَبو زَكَرِيا التَّبرِيزِيّ، وابنُ مَنْظُور، والصَّلاح وغيرُهم. ثمَّ قَالَ شيخُنا: والعَجَبُ من المَجْدِ كيفَ سَهَا عَن هَذَا التخْلِيطِ واحْتاجَ إِلى التَّغْلِيط، وَكَانَ ادِّعاؤه غيرَ تَامّ وقاموسُه غيرَ مُحِيط، مَعَ شِدَّةِ تَبجحِه بإِيرادِ الغَلَطات، وكثرةِ إِظْهارِه الصّوابَ على منَصّاتِ السقَطاتِ، وَالله المُوَفِّقُ.
ثمَّ قَالَ: وَقد عُلِمَ مِمَّا مَرَّ أَنَّ هَذَا الفعلَ فِيهِ لغاتٌ: الأُولى: هَذِه الَّتِي صَدَّرُوا بِها، وَهِي هَراقَ هِراقَةً، كأَراقَ إِراقَةً.
الثانِيَة: أَهْرَقَ إِهْراقاً، كأَكْرمَ إِكْراماً، وكأَنَّ الهاءَ فِي هَذِه أَصْلِيَّة. الثّالِثة: أَهْراقَ بأَلِف قَطْعِيّة وهاءٍ ساكِنَة يُهْرِيقُ، بياءٍ بعدَ الرّاءِ عِوَضاً عَن الأَلفِ الثّانِيةِ فِي الماضِي.)
قلت: وَهَذِه الثّلاثةُ قد ذَكَرَهُنَّ الجوهرِيُّ والصاغاني.
الرّابعةُ: هَرَقَ، كمَنَعَ بِنَاء على أصالَةِ الهاءِ. قُلتُ: وَقد نَقَلَها الفَيُّومِيُ فِي المِصباحِ.
والخامِسَةُ: هِيَ الأَصْلُ الَّتِي هِيَ أَراقَ إِراقَةً.
وَقد قالُوا: إِنَّ أَفصحَ هَذِه اللغاتِ هَراقَ.
قلتُ: نقَلَها اللِّحْياني، وقالَ هِيَ لُغَةٌ يَمانِيَةٌ، ثمَّ فَشَتْ فِي مِصْرَ، ثمَّ أَراقَ الَّتِي هِيَ الأَصْلُ.
قلت: وتقَدَّمَ الاخْتِلافُ فِي كَونِ أَراقَ واوياً، كَمَا ذَهَب إِليه ابنُ سِيدَه، أَو يائِياً، كَمَا نُقِلَ عَن الْكسَائي، واقتَصَرَ عَلَيْهِ صَاحب المِصْباح، ثمَّ أَهْراقَ بإِثْباتِ الأَلِفَيْن، ثمَّ أَهْرَق على أَفْعَل، ثمَّ هَرَقَ كمَنَعَ. قلتُ: ولعَلَّ وجهَ أَفْصَحِيةِ أَهْراقَ بالأَلِفَيْن على أَهْرَق كأَكْرَم أَنَّ فِي الثّاني مُخالَفةَ القِياسِ والشذُوذَ، وَهُوَ الجَمْعُ بَين البَدَل والمُبدَلِ، كَمَا تقَدَّم. ثمَّ قالَ شيخُنا: وَقد أَخْطَأَ المُصَنِّفُ فِي ذكرِه هُنا لأَنَّ موضِعَه روق عِنْد قَوْم أَو ريق عِنْد آخَرين، فالصّوابُ أَنْ يُذكَرَ فِي فصلَ الرّاءِ، وأَمّا الهاءُ فإِنَّما هِيَ بَدَل عَن أَلِفِ التَّعْدِيةِ الَّتِي لَحقَتْ راقَ، فَقَالُوا: أَراقَ، ثمَّ أَبْدَلُوا، فقالُوا هَراقَ، كَمَا فِي المِصْباحِ وغيرِه، وأَمّا غيرُها من اللُّغاتِ الَّتِي الهاءُ فِيهَا بَدَلٌ عَن أَلِفِ التَّعْدِيةِ فَلَا وَجْهَ لذِكْرِه هُنَا بوَجْهٍ من الوُجُوهِ، وَقد وقَعَ الغَلَطُ فِيهِ لأَقْوام من أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، مِنْهُم ثَعْلَبٌ فِي الفصِيحِ فإِنَّه ذَكَرَه فِي بَاب فَعَلَ الثّلاثي بِغَيْر أَلِف، وإِن تَكَلَّفَ بعضُ شُرّاحِه الجَوابَ عَنهُ بأَنَّه صَار فِي صُورَةِ الثُّلاثيِ، أَو غير ذَلِك مِمَّا لَا يَنْهَضُ، ووَقَعَ الغَلَطُ فِيهِ للقَزَّازِ فِي الجامِع، واعتَذَرَ هُوَ عَن ذَلِك بكلامٍ تَرْكُه أَوْلَى من ذكْرِه، وعَلَّلَهُ بأَنَّ الهاءَ فِيهِ لازِمَةٌ للبَدَل فكانَتْ كالأَصْلِ، والمصَنِّفُ تَبع الجَوْهرِيَّ فِي ذِكره فِي فَصْلِ الهاءِ، ويمكنُ أَن يجابَ عَنهُ بأَنَّه قَصَدَ إِلى ذكرِ هَرَقَ الثّلاثي، وَأما غَيرُها من اللُّغاتِ فذَكَرها اسْتِطْراداً. قلت: لم يَنْفَرِدْ الجوهريّ بإِيرادِ ذَلِك فِي فَصْلِ الهاءِ بل أَوْرَدَه جماعةٌ أَيْضا فِي فصلِ الهاءِ مِنْهُم: ابنُ القَطّاع فِي أَفْعالِه، والصاغاني فِي العُبابِ والتَّكْمِلَة، وصاحبُ اللِّسانِ، وكَفى للمُصَنِّفِ بهؤلاءِ قُدْوَة، وقولُه فِي الجَوابِ عَن المُصَنِّفِ بأَنَّه قَصَدَ إِلى ذِكْرِ هَرَقَ الثُّلاثيّ إِلَخ، هَذَا إِنَّما يَستَقِيمُ إِذا كانَ ذَكَرَ هَذِه اللُّغَةَ أَوَّلاً، ثمَّ اسْتَطْرَدَ بقِيَّةَ اللُّغاتِ، وَهُوَ لم يَذْكُر هَرَقَ أَصْلاً، بل وَلم يَذْكُر فِي التَّركِيبِ من مادَّةِ الثُلاثيِّ غير الهِرقِ، بِالْكَسْرِ: للثَّوْبِ الخَلَقِ: وَالَّذِي تَطْمئنّ إِليهِ النفْسُ فِي الاعْتِذارِ عَن ذكرِ هؤلاءِ هَذَا الحَرفَ فِي هَذَا التَّركيبِ كثرةُ اسْتِعْمالهِ على هَذَا الوَجْهِ، وشُيُوعُ دَوَرانِه كَذَلِك، حَتّى تُنِوسِيَ فِي الهاءِ معنَى الزِّيادةِ، وَصَارَت كَأَنَّهَا أَصْلٌ من أصولِ الكلمَةِ، وَهَذَا الْجَواب قريبٌ من جَواب القَزّازِ، بل فِيهِ تَفْصِيلٌ لكلامِه، فتأَمَّلْ، وَقد سَبَقَ لنا قَريب من هَذَا الكلامِ فِي هـ ن ر وَغَيره فِي مواضَعَ من هَذَا الكِتابِ.
ثمّ قالَ شيخُنا: تَنْبِيهانِ: الأَوّل: الهاءُ فِي هَراقَ بدَلٌ من الأَلِفِ بإجْماع، كَمَا مَرَّ، وَفِي أَهْرَقَ يَجِبُ أَنْ تكونَ أَصْلِيّةً، لأنَّهم نَظَّرُوه بأَكْرَم،)
وقالُوا: على أَكْرَم، وَفِي هَرَقَ عندَ من أَثْبتَه أَصْلِيَّة هِيَ فاءُ الكَلِمَة، كَمَا لَا يَخْفي، لأَنَّه لَا يُحْتَملُ غيرُه، وَقد حكاهَا أَبو عُبَيدِ فِي الغَرِيبِ المُصَنَّفِ، واللِّحْيانيُ فِي نوادِره، فَقَالَ إنَّها بعضُ اللُّغاتِ، وَهِي لبني تَغْلِبَ. قلت: وَقد ذَكَرها ابنُ القَطّاعِ فِي أَفْعالِه، والفَيومِيُ فِي مِصْباحِه، كَمَا مَر.
الثَّانِي: لَا يَخْتَصُّ هَذَا الإِبْدالُ بأَراقَ كَمَا تَوَهَّمَه جماعةٌ، بل قالَ شُرّاحُ الفَصِيحِ، وأَكثرُ شُرّاحٍ الكِتاب، وغيرُهم: إِنَّه جاءَ فِي الأفْعالِ كُلًّها مُعْتَلِّها وغَيرِ مُعْتَلِّها، وقالُوا: العَرَبُ تُبدِلُ من الهَمْزَةِ هَاء، وَمن الهاءِ همْزَةً للقُربِ الَّذِي بَينَهُما، من حَيثُ إِنَّهما من أَقْصى الحَلْقِ، فجازَ أَنْ يُبدَلَ كُلَّ مِنْهُمَا من صاحِبِه، وذَكَرُوا وُجوهاً من الإِبْدالِ خارِجَةً عَن بَحْثِنا، وَالَّذِي عندِي أَنَّ هَذَا الإِبْدالَ إِنَّما يَصِحُّ فِي المُعَتَلِّ من الأَفْعال خاصَّةً، كأَراقَ لأَنَّهم إِنَّما مَثَّلُوا بأَشْباهِه، قَالُوا: إِنَّه سُمِعَ من العربِ قولُهم فِي أراح ماشِيتَه هَراحَ، وَفِي أَراد: هَرادَ، وَفِي أَقامَ: هَقامَ، وَلم يَذْكُرُوه فِي شَيءٍ من الصَّحِيحِ أَصْلاً، لم يَقُولُوا فِي أَعْلَم مثَلاً هَعْلَم، وَلَا فِي أَكْرَم هَكْرَم، فالظّاهِرُ اخْتِصاصُه بِهِ، وأَنَّ كلامَهم عامٌّ فَلَا يُعتَدُّ بِهِ. قلتُ: وَقد ذَكَر الأَزْهرِيُّ: هَنَرتُ النّارَ، وأَنَرتُها، وَسَبَقَ للمصَنِّفِ أَنَرتُ الثَّوْبَ، وهَنَرتُه، ونَقَلَ أَبو زَيْدٍ قولَهم: أَنْهَأْتُ اللَّحْمَ، قَالَ: والأَصْلُ أَنَأته بوَزْنِ أَنَعْتُه، فيُنْظَر هَذَا مَعَ كلامِ شَيخِنا، هَذَا غايَةُ مَا تَنْتَهِي إِليه عنايَةُ المُتأَمِّل فِي بَحْثِ هَذَا المَقامِ، وتَحْقِيقِه على أَكْمَلِ المَرامِ، وَالله حَكِيمٌ عَلام. والمُهْرَقُ، كمُكْرَم: الصَّحِيفَةُ عَن الأَصْمَعِيِّ، وزادَ اللَّيثُ: البَيضاء يُكْتَبُ فِيهَا، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: هُوَ فَارسي مُعَرَّبٌ قالَ الصّاغانِيّ: تعرِيبُ مَهْرَهْ، وَقَالَ غَيره: المُهْرَقُ: ثوبٌ حَرِيرٌ أَبْيَضُ يُسقَى الصَّمغَ، ويُصْقَلُ، ثُمّ يكْتَب فِيهِ، وَفِي شَرحِ مُعَلَّقَةِ الحارِثِ بنِ حِلِّزَةَ: كانُوا يَكْتُبونَ فِيهَا قبل القَراطِيسِ بالعِراقِ، وَهُوَ بالفارسِيَّة مُهْرَه كَرد، وِإنَّما قِيلَ لَهُ ذلِكَ لأنَّ الَّذِي يُصْقَلُ بهَا يُقال لَهَا بالفارِسِيَّةِ: مهره، وَفِي شرحِ الحَماسَةِ: تكَلمُوا بهَا قَدِيماً، وَقد يُخَصّ بكتابِ العَهْدِ، قالَ حَسّان رَضِي الله عَنهُ:
(كم للمَنازِلِ من شَهْر وأَحْوالِ ... كَمَا تَقادَمَ عَهْدُ المُهْرَقِ البالِي)
مَهارِقُ قالَ الحارِثُ بنُ حِلَزَةَ: آياتُها كمَهارِقِ الحَبَشِ وقالَ الأَعْشَى:
(رَبِّى كَرِيمٌ لَا يُكَدِّر نَعْمَةً ... فَإِذا تُنُوشِدَ فِي المَهارِقِ أَنْشَدَا)
أرادَ بالمَهَارِقِ الصَّحائِفَ. وَمن المَجاز: المُهْرَقُ: الصَّحْراءُ المَلْساء جمعُه مَهارِقُ، وَهِي الصَّحارَى والفَلَواتُ، تَشْبِيهاً لَهَا بالصَّحائِفِ، قَالَ ذُو الرُمَّةِ: بيَعْملةٍ بَين الدّجَى والمَهارِقِ أرادَ الفَلَواتِ، وشاهِدُ المُفْرَدِ قولُ أَوْسِ بنِ حَجَر:)
(على جازِعٍ جَوْزِ الفَلاةِ كأَنَّه ... إِذا مَا عَلاَ نَشْزاً من الأَرْضِ مُهْرَقُ)
وحَكَى بعضُهم: مَطَر مُهْرَوْق كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي صهَيِّبٌ وَقَالَ ابنُ سيدَه: اهْرَوْرَقَ الدَّمْعُ والمَطَرُ: جَرَيا، قَالَ: ولَيس من لفظ هَراقَ لأَنَّ هاءَ هَراقَ مبدَلةٌ والكلمةُ مُعْتَلَّةٌ، وأَمّا هَرَوْرَقَ فَإِنَّهُ وِإنْ لم يُتَكَلَّم بِهِ إلاَّ مَزِيدا مُتَوَهَّمٌ من أَصل ثُلاثي صَحِيح لَا زيادَةَ فِيهِ، وَلَا يَكونُ من لَفْظ أَهْراقَ لأَنَّ هاءَ أَهْراقَ زائِدَةٌ عوضٌ من حَركَةِ العَين، على مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ سِيبَوَيْه فِي أَسْطاعَ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: ويُقال: هَرِّقْ عَلَى خَمْرِكَ: أَي تَثَبَّت قالَ رُؤبَة: يَا أَيُّها الكاسِرُ عينَ الأَغْضَنِ والقائِلُ الأَقْوالَ مَا لم يلقَنِي هَرَقْ عَلَى خَمْرِكَ أَو تَبَيَنِ والمُهْرُقانُ، كمُسحُلانٍ أَي بِضَمِّ الأَوَّلِ والثّالِثِ، عَن أبي عَمْرو. وقِيلَ: هُوَ المَهْرَقانُ، مثالُ مَلْكَعان قَالَ الصّاغانيّ: وَهُوَ الأَصَحُّ أَي بِفَتْحِ الأَوَّلِ والثّالِثِ.
ويُقال: هُوَ بضَمِّ الميمِ وفتحِ الرّاءِ من أَسماءِ البَحْرِ قَالَ أَبو عَمْرٍ و: وَهُوَ اليَمّ، والقَلَمَّسُ والنَّوْفَلُ والمهرقان والدَّأْماءُ أَو هُوَ ساحِلُ البَحْرِ وَهُوَ الموضعُ الَّذِي فاضَ فيهِ الماءُ ثمَّ نَضَبَ عَنهُ فبَقِىَ فِيهِ الوَدَعُ قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(تَمَشَّى بهِ نَفْرُ الظِّباءِ كأَنَّها ... جَنَى مُهْرُقانٍ فاضَ باللَّيلِ ساحِلهْ)
قالَ بَعْضُهم: سُمِّيَ بِهِ البَحْرُ لأَنَّه يُهَرِيقُ مَاءَهُ على السّاحِلِ، إِلاّ أَنّه ليسَ من ذلِكَ اللَّفْظِ.
ومُهْرقان بالضمِّ: بساحِلِ بحْرِ البَصْرَةِ فارسيٌ مُعَرَّب مَا هِيَ رُويَانْ المَعْنَى وُجُوهُهم كوُجُوهِ السَّمَكِ، وإِنْ كانَ مُعَرَّب ماهْ رُويان فَيكون المَعْنَى وُجُوهُهم كالقَمَر. وقالَ أَبُو زَيْد: يُقال: هَرِيقُوا عَلَيكُم كَذَا فِي النُّسَخِ، والصّوابُ عَنْكم، كَمَا هُو نَصّ العُبابِ واللِّسانِ أَوَّلَ اللّيلِ، وفَحْمَةَ اللَّيلِ: أَي انْزِلُوا وَهِي ساعَةٌ يَشُقُّ فِيهَا السَّيرُ على الدَّوابِّ، حَتّى يَمْضِيَ ذَلِك الوَقْتُ، وهما بينَ العِشاءَيْنِ. وهَورَقانُ: بمَروَ قربَ سِنْجَ، مِنْهَا أَبو رَجاءَ مُحمَّدُ بنُ حَمْدَوَيْهِ بن مُوسى الهَوْرَقانِيُ، عَن أَحمدَ بنِ جَمِيل، ألَف تارِيخاً للمَراوِزَةِ. وَقَالَ الجُمَحِيُّ: الهِرقُ، بِالْكَسْرِ: الثَّوبُ الخَلَقُ وَكَذَلِكَ الدِّرْسُ والهِرسُ والهِدْمُ والطِّمْرُ.
وَمِمَّا يستَدْرَكُ عَلَيْهِ: هَرَقَ الماءَ، كمَنَعَ هَرقاً: صَبَّهُ، وَهِي لُغَةُ بني تَغْلِبَ، حَكَاها اللِّحْيانيُّ عَنْهُم فِي نَوادِرِه، وَقد تَقَدَّم.
ويَوْمُ التَّهارُقِ: يومُ المَهْرَجانِ، وَقد تَهارَقُوا فِيهِ: أَي أَهْرَقَ الماءَ بَعضُهُم على بَعضٍ، يَعْنِي يومَ النَّوْرُوز.
والمَهارِقُ: الطُّرُقُ فِي الفَلَواتِ، وَبِه فُسِّرَ أَيْضا قولُ ذِي الرُّمَّةِ السّابقُ. والمُهْرَقُ، كمُكْرَم: المصقَلَةُ تُصْقَلُ بهَا الثِّيابُ والقَراطِيسُ، قَد تكونُ من الزُّجاجِ وَقد تَكُونُ من الوَدَع.)
وَقَالَ اللِّحْياني: بلدٌ مَهارق، وأَرضٌ مَهارِقُ، كأَنّهم جَعَلُوا كلًّ جزءٍ مِنْهُ مُهْرَقاً، قَالَ:
(وخَرقٍ مَهارِقَ ذِي لُهْلُه ... أَجَدَّ الأوامَ بِهِ مَظْمَؤُهْ)
قَالَ ابنُ الأَعرابي: إِنّما أَرادَ مثلَ المَهارِقِ. قالَ ابنُ سِيدَه: وأَما مَا رواهُ اللِّحْيانيُّ من قولِهم: هَرِقْتُ حتّى نِصْفَ اللَّيلِ فإِنّما هُوَ أَرِقْتُ، فأُبْدِلَ الهاءُ من الهَمْزَةِ.

بغا

بغا أَلا غبر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَمْرو [بن الْعَاصِ -] حِين قدم على عمر رَضِي الله عَنهُ من مصر وَكَانَ واليه عَلَيْهَا فَقَالَ: كم سرت فَقَالَ: عشْرين فَقَالَ عمر: لقد سرت سير عاشق فَقَالَ عَمْرو: إِنِّي وَالله مَا تأبّطني الْإِمَاء وَلَا حَملتنِي البَغايا فِي غُبَّرات المآلي فَقَالَ عمر: وَالله مَا هَذَا بِجَوَاب الْكَلَام الَّذِي سَأَلتك عَنهُ وَإِن الدَّجاجة لَتَفْحَصُ فِي الَّرماد فتضع لغير الْفَحْل والبيضة منسوبة إِلَى طرقها فَقَامَ عَمْرو مُتربِّد الْوَجْه. قَوْله: وَلَا حَملتنِي البَغايا فِي غُبَّرات المآلي أما البغايا فَإِنَّهَا الفواجر. والمآلي فِي الأَصْل: خِرَق تُمسكهن النوائح إِذا نُحْنَ يُشْرِنَ بهَا بأيديهن قَالَ زيد الْخَيل الطَّائِي فِي رجل حمل عَلَيْهِ فاستغاث بِهِ فَتَركه [فَقَالَ -] : [الوافر]

وَلَوْلَا قولُه يَا زيدُ قدني ... إِذا قامتْ نُويرةُ بالمآلي

واحدتها: مِئْلاة وَإِنَّمَا أَرَادَ عَمْرو خِرَق الْمَحِيض فشبّهها بِتِلْكَ المآلي. وَأما الغُبَّرات فَإِنَّهَا البقايا واحدتها: غابر ثمَّ يجمع: غُبَّر ثمَّ: غُبَّرات جمع الْجمع وَقد يُقَال للْبَاقِي [من اللَّبن -] : غُبّر ثمَّ يجمع الغبر: أغبار [قَالَ الْحَارِث بن حلزة: (السَّرِيع)

لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأغبارها ... إنَّك لَا تدريَ مَن الناتجُ -]

بغا: بَغَى الشيءَ بَغْواً: نَظَراً إليه كيف هو. والبَغْوُ: ما يخرج من

زَهْرةِ القَتادِ الأَعْظَمِ الحجازي، وكذلك ما يخرج من زَهْرَة

العُرْفُط والسَّلَم. والبَغْوَةُ: الطَّلْعة حين تَنْشَقُّ فتخرج بيضاء

رَطْبَةً. والبََغْوة: الثمرة قبل أَن تَنْضَج؛ وفي التهذيب: قبل أَن

يَسْتَحْكِم يُبْسُها، والجمع بَغْوٌ، وخص أَبو حنيفة بالبَغْوِ مَرَّةً البُسَر

إذا كَبِرَ شيئاً، وقيل: البَغْوَة التمْرة التي اسودّ جوفُها وهي

مُرْطِبة. والبَغْوة: ثمرةُ العِضاه، وكذلك البَرَمَةُ. قال ابن بري: البَغْوُ

والبَغْوَة كل شجر غَضٍّ ثَمرهُ أَخْضَر صغير لم يَبْلُغْ. وفي حديث عمر،

رضي الله عنه: أَنه مرَّ برجل يقطع سَمُراً بالبادية فقال: رَعَيْتَ

بَغْوَتَها وبَرَمَتَها وحُبْلَتها وبَلَّتها وفَتْلَتَها ثم تَقْطَعُها؛ قال

ابن الأَثير: قال القتيبي يرويه أَصحاب الحديث مَعْوَتَها، قال: وذلك غلط

لأَن المَعْوَةَ البُسْرَة التي جرى فيها الإرْطابُ، قال: والصواب

بَغْوَتَها، وهي ثمرة السَّمُرِ أول ما تخرج، ثم تصير بعد ذلك بَرَمَةً ثم

بَلَّة ثم فَتْلة. والبُغَةُ: ما بين الرُّبَع والهُبَع؛ وقال قطرب: هو

البُعَّة، بالعين المشدّدة، وغلطوه في ذلك. وبَغَى الشيءَ ما كان خيراً أَو

شرّاً يَبْغِيه بُغاءً وبُغىً؛ الأَخيرة عن اللحياني والأُولى أَعرف:

طَلَبَه؛ وأَنشد غيره:

فلا أَحْبِسَنْكُم عن بُغَى الخَيْر، إني

سَقَطْتُ على ضِرْغامةٍ، وهو آكِلي

وبَغَى ضالَّته، وكذلك كل طَلِبَة، بُغاءً، بالضم والمد؛ وأَنشد

الجوهري:لا يَمْنَعَنَّك من بُغا

ءِ الخَيْرِ تَعْقادُ التَّمائم

وبُغايةً أَيضاً. يقال: فَرِّقوا لهذه الإبلِ بُغياناً يُضِبُّون لها

أَي يتفرَّقون في طلبها. وفي حديث سُراقة والهِجْرةِ: انْطَلِقوا بُغياناً

أَي ناشدين وطالبين، جمع باغ كراع ورُعْيان. وفي حديث أَبي بكر، رضي

الله عنه، في الهجرة: لقيهما رجل بكُراعِ الغَمِيم فقال: من أَنتم؟ فقال

أَبو بكر: باغٍ وهادٍ؛ عَرَّضَ بِبُغاء الإبل وهداية الطريق، وهو يريد طلبَ

الدِّينِ والهدايةَ من الضلالة. وابتغاه وتَبَغَّاه واسْتَبْغاه، كل ذلك:

طلبه؛ قال ساعدة ابن جُؤيَّة الهُذَلي:

ولكنَّما أَهلي بوادٍ، أَنِيسُه

سِباغٌ تَبَغَّى الناسَ مَثْنى ومَوْحَدا

وقال:

أَلا مَنْ بَيَّنَ الأَخَوَيْـ

ـنِ، أُمُّهما هي الثَّكْلَى

تُسائلُ من رَأَى ابْنَيْها،

وتَسْتَبْغِي فما تُبْغَى

جاء بهما بعد حرف اللين

(* قوله «جاء بهما بعد حرف اللين إلخ» كذا

بالأصل، والذي في المحكم: بغير حرف إلخ). المعوَّض مما حذف، وبَيَّنَ بمعنى

تَبَيَّنَ، والاسم البُغْيَةُ. وقال ثعلب: بَغَى الخَيْرَ بُغْيَةً

وبِغْيَةً، فجعلهما مصدرين. ويقال: بَغَيْتُ المال من مَبْغاتِه كما تقول أَتيت

الأَمر من مَأتاته، يريد المَأْتَي والمَبْغَى. وفلان ذو بُغاية للكسب

إذا كان يَبغِي ذلك. وارْتَدَّتْ على فلان بُغْيَتُه أَي طَلِبَتُه، وذلك

إذا لم يجد ما طَلَب. وقال اللحياني: بَغَى الرجلُ الخير والشر وكلَّ ما

يطلبه بُغاءً وبِغْيَة وبِغىً، مقصور. وقال بعضهم: بُغْيَةً وبُغىً.

والبُغْيَةُ: الحاجة. الأَصمعي: بَغَى الرجلُ حاجته أَو ضالته يَبْغيها بُغاءً

وبُغْيَةً وبُغايةً إذا طلبها؛ قال أَبو ذؤيب:

بغايةً إنما تَبْغي الصحاب من الـ

فِتْيانِ في مثله الشُّمُّ الأَناجِيجُ

(* قوله «الاناجيج» كذا في الأصل والتهذيب).

والبَغِيَّةُ: الطَّلِبَةُ، وكذلك البِغْية. يقال: بَغِيَّتي عندك

وبَغْيتي عندك. ويقال: أَبْغِني شيئاً أَي أَعطني وأَبْغِ لي شيئاً. ويقال:

اسْتَبْغَيْتُ القوم فَبَغَوْا لي وبَغَوْني أَي طَلَبوا لي. والبِغْية

والبُغْيَةُ والبَغِيَّةُ: ما ابْتُغِي. والبَغِيّةُ: الضالة المَبْغِيَّة.

والباغي: الذي يطلب الشيء الضالَّ، وجمعه بُغاة وبُغْيانٌ؛ قال ابن

أَحمر:أَو باغيان لبُعْرانٍ لنا رَقصَتْ،

كي لا تُحِسُّون من بُعْرانِنا أَثَرَا

قالوا: أَراد كيف لا تُحِسُّونَ. والبِغْية والبُغْية: الحاجة

المَبْغِيَّة، بالكسر والضم، يقال: ما لي في بني فلان بِغْيَة وبُغْية أَي حاجة،

فالبِغْيَة مثل الجلْسة التي تَبْغِيها، والبُغْية الحاجة نفسها؛ عن

الأَصمعي. وأَبغاه الشيءَ: طلبه له أَو أَعانه على طلبه، وقيل: بَغاه الشيءَ

طلبه له، وأَبغاه إياه أَعانه عليه. وقال اللحياني: اسْتَبْغَى القومَ

فَبَغَوْه وبغَوْا له أَي طلبوا له. والباغي: الطالِبُ، والجمع بُغاة

وبُغْيانٌ. وبَغَيْتُك الشيءَ: طلبته لك؛ ومنه قول الشاعر:

وكم آمِلٍ من ذي غِنىً وقَرابةٍ

لِتَبْغِيَه خيراً، وليس بفاعِل

وأبْغَيْتُك الشيءَ: جعلتك له طالباً. وقولهم: يَنْبَغِي لك أَن تفعل

كذا فهو من أَفعال المطاوعة، تقول: بَغَيْتُه فانْبَغَى، كما تقول: كسرته

فانكسر. وفي التنزيل العزيز: يَبْغُونكم الفِتْنة وفيكم سَمَّاعُون لهم؛

أَي يَبْغُون لكم، محذوف اللام؛ وقال كعب بن زهير:

إذا ما نُتِجْنا أَرْبَعاً عامَ كَفْأَةٍ،

بَغاها خَناسيراً فأَهْلَكَ أَرْبعا

أَي بَغَى لها خَناسير، وهي الدواهي، ومعنى بَغَى ههنا طَلَب. الأَصمعي:

ويقال ابْغِني كذا وكذا أَي أطلبه لي، ومعنى ابْغِني وابْغِ لي سواء،

وإذا قال أَبْغِني كذا وكذا فمعناه أَعِنِّي على بُغائه واطلبه معي. وفي

الحديث: ابْغِني أَحجاراً أَسْتَطبْ بها. يقال: ابْغِني كذا بهمزة الوصل

أَي اطْلُبْ لي. وأَبْغِني بهمزة القطع أَي أَعنَّي على الطلب. ومنه

الحديث: ابْغُوني حَديدةً أَسْتَطِبْ بها، بهمز الوصل والقطع؛ هو من بَغَى

يَبْغِي بُغاءً إذا طلب. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه خرج في بُغاء

إبل؛ جعلوا البُغاء على زنة الأَدْواء كالعُطاس والزُّكام تشبيهاً لشغل

قلب الطالب بالداء. الكسائي: أَبْغَيتُك الشيءَ إذا أَردت أَنك أَعنته

على طلبه، فإذا أَردت أَنك فعلت ذلك له قلت قد بَغَيْتُك، وكذلك أعْكَمْتُك

أَو أَحْمََلْتُك. وعَكَمْتُك العِكْم أَي فعلته لك. وقوله: يَبْغُونَها

عِوَجاً؛ أَي يَبْغُون للسبيل عوجاً، فالمفعول الأَول منصوب بإسقاط

الخافض؛ ومثله قول الأَعشى:

حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحها

ذُؤالُ نَبْهانَ، يَبْغِي صَحْبَه المُتَعا

أَي يبغي لصحبه الزادَ؛ وقال واقِدُ بن الغِطرِيف:

لئن لَبَنُ المِعْزَى بماء مَوَيْسِلِ

بَغانيَ داءً، إنني لَسَقِيمُ

وقال الساجع: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَراً يَبْغِينك مَعْمَراً أَي

يَبْغِينَ معمراً. يقال: بَغَيتُ الشيءَ طلبته، وأَبْغَيْتُك فَرساً

أَجْنَبْتُك إياه، وأَبْغَيْتُك خيراً أَعنتك عليه. الزجاج: يقال انْبَغَى لفلان

أَن يفعل كذا أَي صَلَحَ له أَن يفعل كذا، وكأَنه قال طَلَبَ فِعْلَ كذا

فانْطَلَبَ له أَي طاوعه، ولكنهم اجْتزَؤوا بقولهم انْبَغَى. وانْبَغى

الشيءُ: تيسر وتسهل. وقوله تعالى: وما علَّمناه الشعر وما ينبغي له؛ أَي ما

يتسهل له ذلك لأَنا لم نعلمه الشعر. وقال ابن الأَعرابي: وما ينبغي له

وما يَصْلُح له. وإنه لذُو بُغايةٍ أَي كَسُوبٌ.

والبِغْيةُ في الولد: نقِيضُ الرِّشْدَةِ. وبَغَتِ الأَمة تَبْغِي

بَغْياً وباغَتْ مُباغاة وبِغاء، بالكسر والمدّ، وهي بَغِيٌّ

وبَغُوٌ: عَهَرَتْ وزَنَتْ، وقيل: البَغِيُّ الأَمَةُ، فاجرة كانت أَو

غير فاجرة، وقيل: البَغِيُّ أَيضاً الفاجرة، حرة كانت أَو أَمة. وفي

التنزيل العزيز: وما كانت أُمُّكِ بغيّاً؛ أَي ما كانت فاجرة مثل قولهم

ملْحَفَة جَدِيدٌ؛ عن الأَخفش، وأُم مريم حرَّة لا محالة، ولذلك عمَّ ثعلبٌ

بالبِغاء فقال: بَغَتِ المرأَةُ، فلم يَخُصَّ أَمة ولا حرة. وقال أَبو عبيد:

البَغايا الإماءُ لأَنهنَّ كنَّ يَفْجُرْنَ. يقال: قامت على رؤُوسهم

البَغايا، يعني الإماءَ، الواحدة بَغِيٌّ، والجمع بغايا. وقال ابن خالويه:

البِغاءُ مصدر بَغَتِ المرأَة بِغاءً زَنَت، والبِغاء مَصْدَرُ باغت بِغاء

إذا زنت، والبِغاءُ جمع بَغِيٍّ ولا يقال بغِيَّة؛ قال الأَعشى:

يَهَبُ الْجِلَّةَ الجَراجِرَ، كالبُسْـ

ـتانِ، تَحْنو لدَرْدَقٍ أَطفالِ

والبَغايا يَرْكُضْنَ أَكْسِيةَ الإضْـ

رِيجِ والشَّرْعَبيَّ ذا الأَذْيالِ

أَراد: ويَهَبُ البغايا لأَن الحرة لا توهب، ثم كثر في كلامهم حتى

عَمُّوا به الفواجر، إماءً كنّ أَو حرائر. وخرجت المرأَة تُباغِي أَي تُزاني.

وباغَتِ المرأَة تُباغِي بِغاءً إذا فَجَرَتْ. وبغَتِ المرأَةُ تَبْغِي

بِغاء إذا فَجرَت. وفي التنزيل العزيز: ولا تُكْرِهوا فَتياتِكم على

البِغاء؛ والبِغاء: الفُجُور، قال: ولا يراد به الشتم، وإن سُمِّينَ بذلك في

الأَصل لفجورهن. قال اللحياني: ولا يقال رجل بَغيّ. وفي الحديث: امرأَة

بَغِيّ دخلت الجنة في كَلْب، أَي فاجرة، ويقال للأَمة بَغِيٌّ وإن لم

يُرَدْ به الذَّم، وإن كان في الأَصل ذمّاً، وجعلوا البِغاء على زنة العيوب

كالحِرانِ والشِّرادِ لأَن الزناعيب. والبِغْيةُ: نقيض الرِّشْدةِ في

الولد؛ يقال: هو ابن بِغْيَةٍ؛ وأَنشد:

لدَى رِشْدَةٍ من أُمِّه أَو بَغِيَّةٍ،

فيَغلِبُها فَحْلٌ، على النسل، مُنْجِب

قال الأَزهري: وكلام العرب هو ابن غَيَّة وابن زَنيَة وابن رَشْدَةٍ،

وقد قيل: زِنْيةٍ ورِشْدةٍ، والفتح أَفصح اللغتين، وأَما غَيَّة فلا يجوز

فيه غير الفتح. قال: وأَما ابن بِغْية فلم أَجده لغير الليث، قال: ولا

أُبْعِدُه عن الصواب.

والبَغِيَّةُ: الطليعةُ التي تكون قبل ورودِ الجَيْش؛ قال طُفَيل:

فأَلْوَتْ بَغاياهُم بنا، وتباشَرَتْ

إلى عُرْضِ جَيْشٍ، غَيرَ أَنْ لم يُكَتَّبِ

أَلْوَتْ أَي أَشارت. يقول: ظنوا أَنَّا عِيرٌ فتباشروا علم يَشْعُروا

إلا بالغارة، وقيل: إن هذا البيت على الإماء أَدَلُّ منه على الطَّلائع؛

وقال النابغة في البغايا الطَّلائع:

على إثْرِ الأَدِلَّةِ والبَغايا،

وخَفْقِ الناجِياتِ من الشآمِ

ويقال: جاءت بَغِيَّةُ القوم وشَيِّفَتُهم أَي طَلِيعَتُهم. والبَغْيُ:

التَّعَدِّي. وبَغَى الرجلُ علينا بَغْياً: عَدَل عن الحق واستطال.

الفراء في قوله تعالى: قل إنما حرَّم ربِّي الفواحشَ ما ظهر منها وما بطن

والإثم والبَغْيَ بغير الحق، البَغْي الإستطالة على الناس؛ وقال الأَزهري:

معناه الكبر، والبَغْي الظُّلْم والفساد، والبَغْيُ معظم الأَمر. الأَزهري:

وقوله فمن اضْطُر غيرَ باغِ ولا عادٍ، قيل فيه ثلاثة أَوجه: قال بعضهم:

فمن اضْطُرَّ جائعاً غير باغٍ أَكْلَها تلذذاً ولا عاد ولا مجاوزٍ ما

يَدْفَع به عن نفسه الجُوعَ فلا إثم عليه، وقيل: غير باغٍ غير طالب مجاوزة

قدر حاجته وغيرَ مُقَصِّر عما يُقيم حالَه، وقيل: غير باغ على الإمام وغير

مُتَعدٍّ على أُمّته. قال: ومعنى البَغْي قصدُ الفساد. ويقال: فلان

يَبْغي على الناس إذا ظلمهم وطلب أَذاهم. والفِئَةُ الباغيةُ: هي الظالمة

الخارجة عن طاعة الإمام العادل. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، لعَمَّار:

وَيْحَ ابنِ سُمَيَّة تَقْتله الفئةُ الباغية وفي التنزيل: فلا تَبْغُوا

عليهن سبيلاً؛ أي إن أَطَعْنكم لا يَبْقَى لكم عليهن طريقٌ إلا أَن يكون

بَغْياً وجَوْراً، وأَصلُ البَغْي مجاوزة الحدّ. وفي حديث ابن عمر: قال

لرجل أَنا أُبغضك، قال: لِمَ؟ قال: لأَنك تَبْغِي في أَذانِكَ؛ أَراد

التطريب فيه، والتمديد من تجاوُز الحد. وبَغَى عليه يَبْغِي بَغْياً: علا

عليه وظلمه. وفي التنزيل العزيز: بَغَى بعضُنا على بعض. وحكى اللحياني عن

الكسائي: ما لي وللبَغِ بعضُكم على بعض؛ أَراد وللبَغْي ولم يعلله؛ قال:

وعندي أَنه استثقل كسرة الإعراب على الياء فحذفها وأَلقى حركتها على

الساكن قبلها. وقوم بُغاء

(* قوله «وقوم بغاء» كذا بالأصل بهمز آخره بهذا

الضبط ومثله في المحكم، وسيأتي عن التهذيب بغاة بالهاء بدل الهمز وهو المطابق

للقاموس). وتَباغَوْا: بَغَى بعضُهم على بعض؛ عن ثعلب. وبَغَى الوالي:

ظلم. وكلُّ مجاوزة وإفراط على المقدار الذي هو حد الشيء بَغْيٌ. وقال

اللحياني: بَغَى على أَخيه بَغْياً حسده. وفي التنزيل العزيز: ثم بُغِيَ عليه

ليَنْصُرَنَّه الله، وفيه: والذين إذا أَصابهم البَغْيُ هم ينتصرون.

والبَغْيُ: أَصله الحسد، ثم سمي الظلم بَغْياً لأَن الحاسد يظلم المحسود

جُهْدَه إراغَةَ زوالِ نعمةِ الله عليه عنه. وبَغَى بَغْياً: كَذَب. وقوله

تعالى: يا أَبانا ما نَبْغي هذه بضاعَتُنا؛ يجوز أَن يكون ما نَبْتَغي أَي

ما نطلب، فما على هذا إستفهام، ويجوز أَن يكون ما نكْذب ولا نَظْلِم فما

على هذا جَحْد. وبَغَى في مِشْيته بَغْياً: اخْتال وأَسرع. الجوهري:

والبَغْيُ اخْتِيالٌ ومَرَحٌ في الفَرس. غيره: والبَغْيُ في عَدْوِ الفرس

اختيالٌ ومَرَح. بَغَى بَغْياً: مَرِحَ واختال، وإنه ليَبْغِي في عَدْوِه.

قال الخليل: ولا يقال فرس باغٍ. والبَغْيُ: الكثير من المَطَر. وبَغَتِ

السماء: اشتد مطرها؛ حكاه أَبو عبيد. وقال اللحياني: دَفَعْنا بَغْيَ

السماء عنا أَي شدَّتَها ومُعْظَم مطرها، وفي التهذيب: دَفَعْنا بَغْيَ

السماء خَلفَنا. وبَغَى الجُرحُ يَبْغِي بَغْياً: فَسَدَ وأَمَدَّ ووَرِمَ

وتَرامَى إلى فساد. وبَرِئَ جُرْحُه على بَغْي إذا برئَ وفيه شيء من

نَغَلٍ. وفي حديث أَبي سَلَمة: أَقام شهراً يداوي جُرْحَه فَدَمَلَ على بَغْي

ولا يَدْري به أَي على فساد. وجَمَل باغٍ: لا يُلْقِح؛ عن كراع. وبَغَى

الشيءَ بَغْياً: نظر إليه كيف هو. وبغاه بَغْياً: رَقبَه وانتَظره؛ عنه

أَيضاً. وما يَنْبَغِي لك أَن تَفْعَل وما يَبْتَغِي أَي لا نَوْلُكَ. وحكى

اللحياني: ما انْبَغَى لك أَن تفعل هذا وما ابْتَغَى أَي ما ينبغي.

وقالوا: إنك لعالم ولا تُباغَ أَي لا تُصَبْ بالعين، وأَنتما عالمان ولا

تُباغَيا، وأَنتم علماء ولا تُباغَوْا. ويقال للمرأَة الجميلة: إنك

لجميلة ولا تُباغَيْ، وللنساء: ولا تُباغَيْنَ. وقال: والله ما نبالي أَن

تُباغيَ أَي ما نبالي أَن تصيبك العين. وقال أَبو زيد: العرب تقول إنه لكريم

ولا يُباغَهْ، وإنهما لكريمان ولا يُباغَيا، وإنهم لكرام ولا يُباغَوْا،

ومعناه الدعاء له أَي لا يُبْغَى عليه؛ قال: وبعضهم لا يجعله على الدعاء

فيقول لا يُباغَى ولا يُباغَيان ولا يُباغَون أَي ليس يباغيه أَحد، قال:

وبعضهم يقول لا يُباغُ ولا يُباغان ولا يُباغُونَ. قال الأَزهري: وهذا

من البَوْغِ، والأَول من البَغْي، وكأَنه جاء مقلوباً. وحكى الكسائي: إنك

لعالم ولا تُبَغْ، قال: وقال بعض الأَعراب مَنْ هذا المَبُوغُ عليه؟ وقال

آخر: مَن هذا المَبيغُ عليه؟ قال: ومعناه لا يُحْسَدُ. ويقال: إنه لكريم

ولا يُباغُ؛ قال الشاعر:

إِما تَكَرّمْ إنْ أَصَبْتَ كَريمةً،

فلقد أَراك، ولا تُباغُ، لَئِيما

وفي التثنية: لا يُباغانِ، ولا يُباغُونَ، والقياس أَن يقال في الواحد

على الدعاء ولا يُبَغْ، ولكنهم أَبوا إلاَّ أَن يقولوا ولا يُباغْ. وفي

حديث النَّخَعِي: أَن إبراهيم بن المُهاجِر جُعِلَ على بيت الوَرِقِ فقال

النخعي ما بُغِي له أَي ما خير له.

بيض

(بيض) لبس ثوبا أَبيض وَالْعين فقدت الإبصار وَالشَّيْء جعله أَبيض وَيُقَال بيض الْجِدَار جصصه والإناء ملأَهُ والنحاس طلاه بالقصدير والرسالة وَنَحْوهَا أعَاد كتَابَتهَا بعد تسويدها (مو)
ب ي ض

اجتمع للمرأة الأبيضان الشحم والشباب، وهو لا يشرب إلا الأبيضين. قال:

ولكنه يأتي لي الحول كاملاً ... وما لي إلاّ الأبيضين شراب يريد بالأبيضين اللبن والماء. وما رأيته مد أبيضان أي يومان. ودجاجة بيوض ودجاج بيض وغراب بائض.

ومن المجاز: فلان يحوط بيضة الإسلام وبيضة قومه. وباض بني فلان وابتاضهم: دخل في بيضتهم. وأوقعوا بهم فابتاضوهم أي استأصلوا بيضتهم. وباضت الأرض: أنبتت الكمأة وهي بيض الأرض وبه فسر المثل: " هو أذل من بيضة البلد " وباض الحر. اشتد. وأتيته في بيضة القيظ وبيضاء القيظ، وهي صميمه بين طلوع سهيل والدبران. قال الشماخ:

طوى ظمأها في بيضة القيظ بعدما ... جرت في عنان الشعريين الأماعز

وبايضني فلان: جاهرني، من بياض النهار. وفرس ذو بيض وهي نفخ وغدد تحدث في أشاعره. يقال باضت يداه ورجلاه. قال:

وقد كان عمرو يزعم الناس شاعراً ... فباضت يدا عمرو بن عمرو وثلبا

أي صار ثلباً وهو الهرم كعود، وهي بيضة الخدر ومن بيضات الحجال. وفي مثل " كانت بيضة العقر " للمرة الأخيرة. ولا يزايل سوادي بياضك أي شخصي شخصك. وبيض الإناء: ملأه وفرغه. وعن بعض العرب: ما بقي لهم صميل إلا بيض أي سقاء يابس إلا ملي. وفي مثل " سد ابن بيض الطريق ".

بيض


بَاضَ (ي)(n. ac. بَيْض)
a. Laid eggs.
b. Surpassed in whiteness.
c. [Bi], Stayed in.
d. Rained.
e.(n. ac. بَيَاْض), Was white.
بَيَّضَa. Whitened; bleached; blanched; whitewashed.
b. Tinned.
c. Copied out.

تَبَيَّضَa. pass. of II.
إِبْيَضَّa. Was white.

بَيْض
(pl.
بُيُوْض)
a. Egg.
b. White paper.
c. Wheat.

بَيْضَةa. Egg. (b), Testicle.
بَيْضِيّa. Oval.

أَبْيَضُ
(pl.
بِيْض)
a. White; fair.
b. Silver.
c. Sword.

بَاْيِضa. Oviparous.

بَيَاْضa. Milk; dairy produce.
b. see 22t
بَيَاْضَةa. Whiteness.

بَيَّاْضa. Fuller.

بَيْضَآءُa. White; fair.
b. Silver.

بَيَاض البَيْض
a. Albumen, white of the egg.

بَيَاض الوَجْه
a. Fair fame; pleasurable recompense.

بَيَاض اليَوْم
a. Daylight.
ب ي ض : بَاضَ الطَّائِرُ وَنَحْوُهُ يَبِيضُ بَيْضًا فَهُوَ بَائِضٌ وَالْبَيْضُ لَهُ بِمَنْزِلَةِ الْوَلَدِ لِلدَّوَابِّ وَجَمْعُ الْبَيْضِ بُيُوضٌ الْوَاحِدَةُ بَيْضَةٌ وَالْجَمْعُ بَيْضَاتٌ بِسُكُونِ الْيَاءِ وَهُذَيْلٌ تُفْتَحُ عَلَى الْقِيَاسِ وَيُحْكَى عَنْ الْجَاحِظِ أَنَّهُ صَنَّفَ كِتَابًا فِيمَا يَبِيضُ وَيَلِدُ مِنْ الْحَيَوَانَاتِ فَأَوْسَعَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ عَرَبِيٌّ يَجْمَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ كَلِمَتَانِ كُلُّ أَذُونٌ وَلُودٌ وَكُلُّ صَمُوخٌ بَيُوضٌ.

وَالْبَيَاضُ مِنْ الْأَلْوَانِ وَشَيْءٌ أَبْيَضُ ذُو بَيَاضٍ وَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ أَبْيَضُ بْنُ حَمَّالٍ الْمَأْرِبِيُّ وَالْأُنْثَى بَيْضَاءُ وَبِهَا سُمِّيَ وَمِنْهُ سُهَيْلُ بْنُ بَيْضَاءَ وَالْجَمْعُ بِيضٌ وَالْأَصْلُ بِضَمِّ الْبَاءِ لَكِنْ كُسِرَتْ لِمُجَانَسَةِ الْيَاءِ.

وَقَوْلُهُمْ صَامَ أَيَّامَ الْبِيضِ هِيَ مَخْفُوضَةٌ بِإِضَافَةِ أَيَّامٍ إلَيْهَا وَفِي الْكَلَامِ
حَذْفٌ وَالتَّقْدِيرُ أَيَّامَ اللَّيَالِي الْبِيضِ وَهِيَ لَيْلَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَلَيْلَةُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَلَيْلَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسُمِّيَتْ هَذِهِ اللَّيَالِي بِالْبِيضِ لِاسْتِنَارَةِ جَمِيعِهَا بِالْقَمَرِ قَالَ الْمُطَرِّزِيُّ وَمَنْ فَسَّرَهَا بِالْأَيَّامِ فَقَدْ أَبْعَدَ وَابْيَضَّ الشَّيْءُ ابْيِضَاضًا إذَا صَارَ ذَا بَيَاضٍ. 
بيض
البَيَاضُ في الألوان: ضدّ السواد، يقال:
ابْيَضَّ يَبْيَضُّ ابْيِضَاضاً وبَيَاضاً، فهو مُبْيَضٌّ وأَبْيَضُ. قال عزّ وجل: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ [آل عمران/ 106- 107] .
والأَبْيَض: عرق سمّي به لكونه أبيض، ولمّا كان البياض أفضل لون عندهم كما قيل: البياض أفضل، والسواد أهول، والحمرة أجمل، والصفرة أشكل، عبّر به عن الفضل والكرم بالبياض، حتى قيل لمن لم يتدنس بمعاب: هو أبيض اللون. وقوله تعالى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ [آل عمران/ 106] ، فابيضاض الوجوه عبارة عن المسرّة، واسودادها عن الغم، وعلى ذلك وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا [النحل/ 58] ، وعلى نحو الابيضاض قوله تعالى:
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ [القيامة/ 22] ، وقوله:
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ [عبس/ 38- 39] .
وقيل:
أمّك بيضاء من قضاعة
وعلى ذلك قوله تعالى: بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ
[الصافات/ 46] ، وسمّي البَيْض لبياضه، الواحدة: بَيْضَة، وكنّي عن المرأة بالبيضة تشبيها بها في اللون، وكونها مصونة تحت الجناح. وبيضة البلد يقال في المدح والذم، أمّا المدح فلمن كان مصونا من بين أهل البلد ورئيسا فيهم، وعلى ذلك قول الشاعر:
كانت قريش بيضة فتفلّقت فالمحّ خالصه لعبد مناف
وأمّا الذم فلمن كان ذليلا معرّضا لمن يتناوله كبيضة متروكة بالبلد، أي: العراء والمفازة. وبَيْضَتَا الرجل سمّيتا بذلك تشبيها بها في الهيئة والبياض، يقال: بَاضَتِ الدجاجة، وباض كذا، أي: تمكّن.
قال الشاعر:

بداء من ذوات الضغن يأوي صدورهم فعشش ثمّ باض
وبَاضَ الحَرُّ: تمكّن، وبَاضَتْ يد المرأة: إذا ورمت ورما على هيئة البيض، ويقال: دجاجة بَيُوض، ودجاج بُيُض .
بيض
البَيْضُ: مَعْروفٌ، الواحِدَة بَيْضَة. ودَجَاجَةٌ بَيُوْضٌ، وهُنَ بُيضٌ وبَيْضَةُ الخِدْرِ: الجارِيَةُ.
وبَيْضَةُ النهارِ: بَيَاضُه. وبايَضَنا فلانٌ بذلك الأمْرِ مُبَايَضَةً: أي جاهَرَنا في بَيْضَةِ النَهار. وباضَ فلان بَني فلانٍ وابْتَاضَهم: دَخَلَ بَيْضَتَهم. وبَيْضَةُ الحَدِيدِ: معروفة. وبَيْضَةُ الإسْلامِ: جَمَاعَتُهم. وبَيْضَةُ العُقْرِ: بَيْضَةُ الدَيْكِ.
وبَيْضَةُ البَلَدِ: الفَقْعُ. وهوفي الشَّرَفِ والمَدْحِ أيضاً. و - النُفَخُ التي في قَوائمِ الفَرَسِ: البَيْضُ، يُقال: باضَتْ يَدَاه. وباضَ العُوْدُ: إذا ذَهَبَتْ بِلَتُه ويَبِسَ، فهو يَبِيْض بُيُوْضاً. وباضَتِ البُهْمى: سَقَطَتْ نِصَالُها. وباضَ الحَرُ: اشْتَدَّ. وبَيْضَاءُ القَيْظِ وبَيْضَتُه: صَمِيْمُه. وغُرابٌ بائضٌ؛ من قَوْلهم: ابْتاضُوهم أي اسْتَأصَلُوهم.
وأبْيَضَا عُنُقِ البَعِيرِ: هُما عِرْقانِ قد سالا عَدَاءَ العُنُقِ، وقيل: هُما عِرْقانِ في البَطْنِ.
وبَيضْتُ الإناءَ: إذا أفْرَغْتَه. وكذلك إذا مَلَأتَه.
وما بَقِيَ لهم صَمِيْل إلّا بُيِّضَ: أي سقاء إلّا مُلِئَ. والأبْيَضَانِ: اللَّبَنُ والماء، وقيل: الشَّحْمُ واللَّبَنُ، وقيل: الشَّحْمُ والشَّبَابُ. وما رَأيْتُه مُذْ أبْيَضَان: أي يَوْمانِ أو شَهْرَانِ. وابْيَضَّ الدهْرُ وابْيَضَضَّ.
وبايَضَني فَبِضْتُه: من البَيَاض. والبَيْضَاءُ: بُرةٌ صِغَارٌ إلى البَيَاض. ومن ألْوَانِ التَمْرِ: البِيْضُ، واحِدَتُها بِيْضَةٌ. والبَيَاضُ من الأرْضِ: ما لا شَجَرَ فيه ولا ماءَ. وهو - أيضاً - عِنْدَهم: الشخْصُ؛ كالسوَادِ. والأبْيَضُ: كَوْكَبٌ في حاشيَةِ المَجَرةِ. ويُقال: ما عَلَمَكَ أهْلُكَ إلّا بِيْضاً وبِضاً. والابْتِيَاض: الاخْتِيارُ. وهو الاسْتِيْصَالُ أيضاً. والأبَائضُ: هَضبَاتٌ يُوَاجِهْنَ ثَنِيةَ هَرْشى.
وابْنُ بَيْضٍ: رَجُل تاجِرٌ مُكْثِرٌ. وفي المَثَل: " سَد ابنُ بَيْضٍ الطَرِيقَ " وله حَدِيث. ونَزَلَتْ بَيْضَاءُ من الأمْرِ: أي داهِيَةٌ.
ب ي ض: (الْبَيَاضُ) لَوْنُ الْأَبْيَضِ وَقَدْ قَالُوا بَيَاضٌ وَ (بَيَاضَةٌ) كَمَا قَالُوا مَنْزِلٌ وَمَنْزِلَةٌ. وَقَدْ (بَيَّضَ) الشَّيْءَ (تَبْيِيضًا) (فَابْيَضَّ ابْيِضَاضًا) وَ (ابْيَاضَّ ابْيِيضَاضًا) . وَجَمْعُ الْأَبْيَضِ (بِيضٌ) وَ (بَايَضَهُ فَبَاضَهُ) مِنْ بَابِ بَاعَ أَيْ فَاقَهُ فِي الْبَيَاضِ وَلَا تَقُلْ: يَبُوضُهُ. وَهَذَا أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ كَذَا، وَلَا تَقُلْ: أَبْيَضُ مِنْهُ، وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يَقُولُونَهُ وَيَحْتَجُّونَ بِقَوْلِ الرَّاجِزِ:

جَارِيَةٌ فِي دِرْعِهَا الْفَضْفَاضِ ... أَبْيَضُ مِنْ أُخْتِ بَنِي إِبَاضِ
. قَالَ الْمُبَرِّدُ: لَيْسَ الْبَيْتُ الشَّاذُّ حُجَّةً عَلَى الْأَصْلِ الْمُجْمَعِ عَلَيْهِ وَأَمَّا قَوْلُ الْآخَرِ:

إِذَا الرِّجَالُ شَتَوْا وَاشْتَدَّ أَكْلُهُمُ ... فَأَنْتَ أَبْيَضُهُمْ سِرْبَالَ طَبَّاخِ.
فَيُحْتَمَلُ أَلَّا يَكُونَ أَفْعَلَ الَّذِي تَصْحَبُهُ مِنْ لِلتَّفْضِيلِ وَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِكَ: هُوَ أَحْسَنُهُمْ وَجْهًا وَأَكْرَمُهُمْ أَبًا، تُرِيدُ هُوَ حَسَنُهُمْ وَجْهًا وَكَرِيمُهُمْ أَبًا، فَكَأَنَّهُ قَالَ: فَأَنْتَ مُبْيَضُّهُمْ سِرْبَالًا فَلَمَّا أَضَافَهُ انْتَصَبَ مَا بَعْدَهُ عَلَى التَّمْيِيزِ. وَ (الْأَبْيَضُ) السَّيْفُ وَجَمْعُهُ (بِيضٌ) . وَ (الْبِيضَانُ) مِنَ النَّاسِ ضِدُّ السُّودَانِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: (الْأَبْيَضَانِ) اللَّبَنُ وَالْمَاءُ. وَ (الْبَيْضَةُ) وَاحِدَةُ (الْبَيْضِ) مِنَ الْحَدِيدِ وَ (بَيْضِ) الطَّائِرِ. وَ (الْبَيْضَةُ) أَيْضًا الْخُصْيَةُ. وَبَيْضَةُ كُلِّ شَيْءٍ حَوْزَتُهُ وَبَيْضَةُ الْقَوْمِ سَاحَتُهُمْ. وَ (بَاضَتِ) الطَّائِرَةُ فَهِيَ (بَائِضٌ) ، وَدَجَاجَةٌ (بَيُوضٌ) إِذَا أَكْثَرَتِ الْبَيْضَ وَالْجَمْعُ (بُيُضٌ) مِثْلِ صَبُورٍ وَصُبُرٍ وَيُقَالُ: (بِيضٌ) فِي لُغَةِ مَنْ يَقُولُ فِي الرُّسُلِ رُسْلٌ وَإِنَّمَا كُسِرَتِ الْبَاءُ لِتَسْلَمَ الْيَاءُ. 
(ب ي ض) : (فِي حَدِيثِ) مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ هَلَّا جَعَلْتَهَا (الْبِيضَ) يَعْنِي أَيَّامَ اللَّيَالِي الْبِيضِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ وَالْمَوْصُوفِ وَالْمُرَادُ بِهَا لَيْلَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ وَمَنْ فَسَّرَهَا بِالْأَيَّامِ وَاسْتَدَلَّ بِحَدِيثِ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَقَدْ أَبْعَدَ (وَفِي حَدِيثٍ) آخَرَ «أَحَبُّ الثِّيَابِ الْبَيَاضُ» أَيْ ذُو الْبَيَاضِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ يُقَالُ فُلَانٌ يَلْبَسُ السَّوَادَ وَالْبَيَاضَ يَعْنُونَ الْأَسْوَدَ وَالْأَبْيَضَ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ.

(وَالْبَيْضَةُ) بَيْضَةُ النَّعَامَةِ وَكُلُّ طَائِرٍ ثُمَّ اُسْتُعِيرَتْ لِبَيْضَةِ الْحَدِيدِ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنْ الشَّبَهِ الشَّكْلِيِّ وَكَذَا بَيْضُ الزَّعْفَرَانِ لِبَصَلِهِ وَقِيلَ بَيْضَةُ الْإِسْلَامِ لِلشَّبَهِ الْمَعْنَوِيِّ وَهُوَ أَنَّهَا مُجْتَمِعَةٌ كَمَا أَنَّ تِلْكَ مُجْتَمَعُ الْوَلَدِ وَقَوْلُ الْمُشَرِّعِ فِيمَا رُوِيَ أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَوْجَبَ الْقَطْعَ عَلَى سَارِقِ الْبَيْضَةِ وَالْحَبْلِ لَفْظُ الْحَدِيثِ كَمَا فِي مُتَّفَقِ الْجَوْزَقِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ كُتُبِ الْغَرِيبِ «لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ» قَالَ الْقُتَبِيُّ هَذَا عَلَى ظَاهِرِ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ثُمَّ أَعْلَمَ اللَّهُ بَعْدُ بِنِصَابِ مَا فِيهِ يَجِبُ الْقَطْعُ وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعُ تَكْثِيرِ السَّرِقَةِ حَتَّى يُحْمَلَ عَلَى بَيْضَةِ الْحَدِيدِ وَحَبْلِ السَّفِينَةِ كَمَا قَالَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ وَإِنَّمَا هُوَ تَعْيِيرٌ بِذَلِكَ وَتَنْفِيرٌ عَنْهُ عَلَى مَا هُوَ مَجْرَى الْعَادَةِ مِثْلُ أَنْ يُقَالَ لَعَنَ اللَّهُ فُلَانًا تَعَرَّضَ لِلْقَتْلِ فِي حَبْلٍ رَثٍّ وَكُبَّةِ صُوفٍ وَلَيْسَ مِنْ عَادَتِهِمْ أَنْ يَقُولُوا قَبَّحَ اللَّهُ فُلَانًا عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلضَّرْبِ فِي عِقْدِ جَوَاهِرَ أَوْ جِرَابِ مِسْكٍ وَهَذَا ظَاهِرٌ وَحَرَّةُ بَنِي (بَيَاضَةَ) قَرْيَةٌ عَلَى مِيلٍ مِنْ الْمَدِينَةِ.
(بيض) - في بعضِ الأَخبارِ: "ذِكْرُ الموت الأَبيض والأحمر" .
قيل: معنى المَوْت الأَبيض ما يَأتِى مُفاجأَةً، لم يكن قبلَه مرضٌ كالبَياض لا يُخالطُه لونٌ آخر.
- في الحديث: "لا تُسلَّط عَليهِم عَدُوًّا من غَيرِهم فيَسْتَبِيحَ بَيضَتَهم"
: أي مُجتَمعَهم ومَوضعَ سُلطانِهم ومُستَقَرَّ دَعوتِهم، وتَشبِيهًا بالبَيْضة لاجْتِماعها وتَلاحُكِ أجزائِها واسْتِنَاد ظاهرِها إلى باطِنها، وامتِناع باطِنِها بِظاهِرها. وقيل: المُرادُ بالبَيْضة المِغْفَر الذي هو من آلَةِ الحَرب فكأَنَّه شَبَّه مكانَ اجْتِماعِهم وَمظنةَ اتِّفاقِهم والتئِامِهم بِبَيْضَةِ الحَدِيد التي تُحصِّن الدَّارعَ وَتَرُدُّ القَوارعَ.
وقيل: أي إذا أَهلكَ الفِراخَ التي خَرجت من البَيْضة ربّما انفَلَت منها بَعضُها، فإذا أُهلِكت البَيضةُ كان في ذَلِك هلاكُ كُلِّ ما فيها.
- في الحديث: "فَخِذ الكَافِر في النَّار مِثلُ البَيْضاء" . كأَنَّه اسمُ جَبَل، لأنه في الحديث مَقْرون بِوُرقَان وأُحُد، وهما جَبَلان بالمَدِينِة.
- في الحديث: "أُعطِيتُ الكَنْزَيْنِ: الأَحمرَ والأَبيضَ".
فالأحمَر مُلكُ الشَّامِ، والأَبيضُ: مُلْك فَارِس.
قاله - صلى الله عليه وسلم - في حَفْر الخَنْدَق.
قال إبراهيم الحَربِىُّ: إنَّما قال لِمُلك فارس: الكَنزَ الأَبيضَ، لِبياضِ ألوانِهم، ولِذلِك قيل لهم: بَنُو الأَحْرار، يَعنِى البِيضَ؛ ولأنَّ الغالبَ على كُنوزِهم الوَرِق، وهو أبيضُ، وإنما فَتَحَها عُمَر، رضي الله عنه، وأخذ أبيضَ المَدائِن، وهو مَوضِعُ المَسْجِد اليوم.
قال: والغَالِبُ على ألوانِ أهِل الشَّام الحُمرةُ، وعلى بُيوتِ أَموالِهم الذَّهب، وهي حَمْراء.
- في حديث دُخولِ النبى - صلى الله عليه وسلم - المَدِينة للهِجْرَة قال: "فَنَظَرنَا فإذَا بِرَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -وأصحابِه مُبَيِّضِين".
- بكَسْر الياء وتَشْدِيدها -: أي لابَسِين ثِيَاب بَياضٍ.
يقال: هم المُبَيِّضَة والمُسَوِّدة، وذلك فيما قيل: إنّ الزُّبَيْر، رضي الله عنه، لَقِى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في رَكْب قَافِلينَ من الشام للتِّجارة مُسلِمين، فَكَسا رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أبَا بَكْر ثِيابَ بَيَاضِ.
[بيض] فيه: لا تسلط عليهم عدواً "فيستبيح" "بيضتهم" أي مجتمعهم وموضعوإنما كرهه لأنهما عنده جنس واحد. وفيه: فخذ الكافر في النار مثل "البيضاء" قبل: هو اسم جبل. ط: أي يزاد في أعضاء الكافر زيادة في تعذيبه بزيادة المماسة للنار، ومقعده أي موضع قعوده. نه وفيه: يأمرنا أن نصوم الأيام "البيض" هو الأكثر، وصوابه: أيام البيض، أي أيام الليالي البيض هي الثالث عشر وتالياه لكون القمر فيها من أولها إلى آخرهاز ك: وفي الترمذي من الثاني عشر. نه وفي ح الهجرة: فنظرنا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين بتشديد الياء المكسورة أي لابسين ثياباً بيضاً. ومنه ح توبة كعب: فرأى رجلاً "مبيضاً" يزول به السراب، ويجوز بسكون باء وتشديد ضاد. ك: أي يزول السراب عن النظر بسبب عروضهم له، وقيل: أي ظهر حركتهم فيه للعين. وح: فلما ارتفعت الشمس و"ابياضت" بوزن احمارت أي صفت. ن: وعن السنبل حتى "يبيض" أي يشتد حبه. وح: أول صدقة "بيضت" وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أي سرته. وح: كنزال كسرى في "الأبيض" أي في قصره الأبيض أو دوره البيض.
[بيض] البَياضُ: لون الأبْيَضِ. وقد قالوا بَياضٌ وبَياضَةٌ، كما قالوا منزل ومنزلة. وقد بيضت الشئ تَبْيِيضاً، فابْيَضَّ ابْيِضاضاً، وابْياضَّ ابْيِيضاضاً. وجمع الابيض بيض. وأصله بيض بضم الباء، وإنما أبدلوا من الضمة كسرة لتصح الياء. وبايضه فباضه يَبيضُهُ، أي فاقَهُ في البياضِ. ولا تقل يَبوضُهُ. وهذا أشدُّ بَياضاً من كذا، ولا تقل أبيض منه. وأهل الكوفة يقولونه، ويحتجون بقول الراجز: جارية في درعها الفضفاض * أبيض من أخت بنى إباض * قال المبرد: ليس البيت الشاذ بحجة على الاصل المجمع عليه. وأما قول الراجز إذا الرجال شتوا واشتد أكلهم * فأنت أبيضهم سربال طباخ * فيحتمل أن لا يكون بمعنى أفعل الذى تصحبه من للمفاضلة، وإنما هو بمنزلة قولك: هو أحسنهم وجها، وأكرمهم أبا، تريد حسنهم وجها وكريمهم أبا. فكأنه قال: فأنت مبيضهم سربالا، فلما أضافه انتصب ما بعده على التمييز. والابيض: السيف، والجمع البِيضُ. والبيضانُ من الناس: خلاف السودانِ قال ابن السكِّيت: الأَبْيَضَانِ: اللبن والماء. وأنشد : ولكنه ياتي ليَ الحَوْلَ كامِلاً * وما ليَ إلا الابيضين شراب ومنه قولهم: بَيَّضْتُ السِقاءَ، وبَيَّضْتُ الإناءَ أي ملأته من الماء واللبن. والأَبْيَضَانِ: عرقان في حالب البعير. قال الراجز  قريبة ندوته من محمضه * كأنما ييجع عرقا أبيضه * أو ملتقى فائله وأبضه * والبيضة: واحدة البَيْضِ من الحديدِ وبَيْضِ الطائر جميعا. وقولهم: " هو أذل من بَيْضَةِ البلدِ " أي من بيضة النعامة التى تتركها. قال الشاعر : لو كان حوض حمار ما شربت به * إلا بإذن حمار آخر الابد * لكنه حوض من أودى بإخوته * ريب الزمان فأمسى بيضة البلد * والبيضة: الخصية. وبيضة كل شئ: حوزته. وبَيْضَةُ القومِ: سَاحَتُهُمْ. وقال : يا قَوْمِ بَيْضَتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بها * إنِّي أَخافُ عليها الأَزْلَمَ الجَذَعا * يقول: احفظوا عُقْرَ داركم لا تفضحن. والبيض أيضا: ورم يكون في يد الفرس مثل النُفَخ والغُددِ. قال الأصمعي: هو من العيوب الهيِّنة. يقال: قد باضَتْ يد الفرس تبيض بيضا. وباضت الطائرةُ فهي بائِضٌ. ودجاجةٌ بَيوضٌ، إذا أكثرت البَيْضَ. والجمع بُيُضٌ مثال صبور وصبر. ويقال: بيض في لغة من يقول في الرسل رسل. وإنما كسرت الباء لتسلم الياء. وباضَ الحَرُّ، أي اشتدَّ. وباضَتِ البُهْمى: سقطتْ نصالُها. وابْتاضَ الرجلُ: لبس البيضة. وقولهم: " سد ابن بيض الطريق "، قال الاصمعي: هو رجل كان في الزمن الاول يقال له ابن بيض، عقر ناقته على ثنية فسد بها الطريق ومنع الناس من سلوكها. قال الشاعر : سددنا كما سد ابن بيض طريقه * فلم يجدوا عند الثنية مطلعا * والمبيضة، بكسر الياء: فرقة من الثنوية، وهم أصحاب المقنع، سموا بذلك لتبييضهم ثيابهم مخالفة للمسودة من أصحاب الدولة العباسية. وبيضة، بكسر الباء: اسم بلد. 
بيض: بَيّض (بالتشديد). بيضه: جعله أبيض، وبيض الجدار طلاه بالجص (لين ولم يذكر نصاً، فوك، ألكالا وفيه المصدر تبييض، كرتاس 32، ألف ليلة 1: 634، مارتن 7) وبيض السقف: جصصه، لبسه بالجص (بوشر) وبيض النحاس: طلاء بالقصدير (لين ولم يذكر نصاً، بوشر).
وبيّض وجه أحد أو عرض أحد: برأه من العيوب (بوشر) وبيض وجهه: تبرأ من العيوب (بوشر).
وبيض الحافر: أزال صحنه وهو جوف الحافر (الكالا).
تبيّض: صار أبيض، والجدار تجصص (فوك).
وتبيضت مسودة الكتاب: كتبت كتابة جلية نقية (فوك).
ابيَضَّ، ابيضت العين، عَلاها غشاء أبيض، ففي رياض النفوس (ص104ق): وكان بعينها بياض (انظر بياض) وبعد ذلك: وابيضَّت عيناها وكانت لا تبصر.
بَيْض: مصدر باض وهو إلقاء الطير البيض، وزمنه، والبيض نفسه. (بوشر) وبَيْض: جمارة الكرنب. ففي ابن البيطار (2: 361) وبيضه الذي يسمى جمارة ... وإذا طبخ بيضه الذي هو ثمره ... لأن في بيضه نفخة.
وبَيْض: بزر، مني، السائل المنوي (ألف ليلة 2: 65 وقد تكررت 4 مرات، 66) وفي معجم فريتاج بيظ بهذا المعنى.
وبيض: صفن، كيس الخصية (بوشر).
بَيْضة. بيض الريح: بيض لا يفقس (ابن العوام 2: 716) وبيض الدجاج: ضرب من العنب الأحمر، سمي بذلك لأن حبه بحجم بيض الدجاج (ريشاردسن مراكش 2: 171). غر أن هوست يقول ص303) (حيث تجد Reid وهو خطأ وصوابه Beid) : إنه ليس أكبر حجماً من بيض الحمام.
بيض حمام: صنف من التمر، سمي بذلك لأنه يشبه بيض الحمام في شكله (باجني 150).
وبيضة (عند أهل الكيمياء): الجرم المركب الذي يؤخذ من الحيوان. انظر المقدمة (3: 205).
وبيضة (مجازاً): المدينة التي يولد فيها الإنسان (المقري 1: 113).
وبيضة: ورم عرقوبي في يد الفرس على هيئة البيضة. (دوماس حياة العرب ص190).
وتجمع بيضة بمعنى خصية على بَيُض وبيضات (بوشر).
بياض. يقال فرس يشرب في بياضه، يراد به فرس أبيض الجحفلة وسائر جسده لون آخر (بوشر).
وبياض: قماش أبيض يكون من نسيج القطن أو الكتان ونحوهما (بوشر).
لبس البياض: نذر نفسه للموت، وقد قالوا هذا لأن الأكفان التي يكفن بها الميت لا تكون إلا بيضاً (انظر هامكر: تقي الدن احمد المقريزي، حصار دمياط ص127، دي ساسي طائف 1: 499).
ويقال أيضاً: أمره بلبس البياض إذا أراد قتله (دى ساسي طرائف 1: 52).
بياض الأرض: القفار من الأرض لم تزرع ولم تسكن. وهي تجمع عند لين بهذا المعنى على بياضات. وفي ابن البيطار (1: 37): ينبت في الأرض الرملة وفي البياضات من الجبال.
وبياض: مبيضة الكتاب ضد مسودة، وتطلق عامة على الكتاب نفسه (مونج 4 وما يليها).
وبياض: الكلس والجير يذاب بالماء ويطلى به الجدار. ففي كرتاس (ص35): ثم لبسوا عليه بالجص وغسل عليه بالبياض وذلك فنقصت تلك النقوش كلها وصارت بياضاً. وفي الحلل الموشية (ص 78ق): فتناولت بياضاً من بقايا جيار وكتبت تحته (أي على الجدار).
بياض سلطاني (ألف ليلة 1: 210) وهو لا يزال إلى اليوم أفضل نوع من الجص في القاهرة (انظر ترجمة لين 1: 424).
بياض الوجه: طباشير أبيض، حكك (دومب 122).
وبياض: اسبيداج واسبيذاج، ويقال له أيضاً بياض جلوي عند عامة الأندلس (معجم الأسبانية ص70، تقويم قرطبة ص101) وفي المعجم اللاتيني العربي cerussa البياض لتعطير النساء.
وبياض، غشاء أبيض يجلل العين أو نكتة بيضاء غليظة في سواد العين. ففي حياة العرب لدوماس (ص190) في كلامه على فرس: البياض على عينه أي نكتة بيضاء على عينه (انظر ابن العوام 2: 569، 1: 532) وفي ابن البيطار (1: 43): تقلع البياض من العين قلعاً حسناً. وفي رياض النفوس (ص 80و)؛ فمرضت بالجدري فأتى على بصلاها وطلع عليه بياض فكانت لا ترى قليلاً ولا كثيراً. وانظر تقويم قرطبة ص83 وانظر أيضا الفعل ابيضّ.
على بياض: ورق أبيض لا كتابة فيه ويقال: ورق مختوم على بياض أي ورق ختم من غير أن يكتب فيه شيء (بوشر).
يا بياضك من يوم: أي ما أحسنك من يوم. وفي ابن عباد (3: 89) وا بياض وابن عباد زائري! أي ما أحسن اليوم إذ يزورني فيه ابن عباد (وانظر بوشر في أبيض).
بياض البردي: المادة البيضاء التي توجد تحت قشرة البردي أو قشرة الاسل ويتألف منها الساق (الجريدة الآسيوية، 1850، 1: 245).
بياض مقارب: مسودة مخطط، رسم أولى (الكالا، وهو يذكر هذه الكلمة في مادة " falso assi" والكلمة التي سبقتها هي " falso dezidor" كاذب. والكلمة العربية لا يمكن أن تعني هذا. والمادة التي تليها هي " falsa traçadura" مُبَيَّض. ولذلك أرى إنه لابد من أن توضع مادة " falso" (falsa) "assi" بعد كلمة " falsa traçadura".
بياض القلب: طيبة القلب، صفاء النفس، سلامة الطوية (بوشر).
بياض الناس، أو بياض أهل المدينة، أو بياض العامة، أو بياض: هم أهل الثراء الذين يستطيعون بثرائهم الحصول على كل أسباب الرغد ورفاهية العيش (معجم البيان).
أكل بياض: أكل اللبن والبيض، ولم ينقطع عن أكل اللحم كل الانقطاع (بوشر).
والبياض: الفحم، من تسمية الشيء بضده كما هو في معجم فوك. وفي كرتاس (ص358 من الترجمة، رقم 3) كانت أمطار عظيمة ببلاد المغرب وثلوج كثيرة فعدمت فيها البياض والحطب فبيع البياض بمدينة فاس درهمين للرطل.
وفي أماري (ص348) إن ملك الاراجون قد سمح أن ينقل إلى بلاد المسلمين ((الحديد والبياض والخشب وغير ذلك)) (انظر مادة أبيض).
وبياض: قار وقطران، من تسمية الشيء بضده أيضاً (فوك، بوشر) وزفت وهو ضرب من القار (بوشر).
بَيُوض: ذكرت في معجم فوك في مادة " ovum" وفسرها ب" posta" التي يظهر أنها مشتقة من ( ova) ponere وهي بالفرنسية pondre. فهل علينا أن نترجمها بما معناه البيض المبيض؟ بَيّاضَة. بياضة العين: بياض العين الذي يحيط بسوادها (بوشر) وغشاء أبيض يجلل العين (دوماس حياة العرب ص425).
وبياضة في العين: ساد وهو تكشف في عدسة العين يمنع الابصار، ورطوبة في العين، ونكتة بيضاء في سواد العين (بوشر).
البَيَاضي: الزرع لا يحتاج إلى سقي حتى يحصد في الأراضي التي غمرتها مياه النيل في زيادته (صفة مصر 27: 17).
بَيّاض: قصَّار الحرير (براكس مجلة الشرق والجزائر 9: 215).
وبيّاضة: بَيُوض كثيرة البيض (بوشر).
أبيض. أبيض القلب: طيب القلب، سليم الطوية، صافي النفس، صريح، مخلص (بوشر).
ونهارك أبيض أو صباحكم أبيض: تحية يقولها أهل مصر بمعنى سعد نهارك أو سعد صباحكم (بوشر).
وكتيبة بيضاء (انظر لين) ويقال بهذا المعنى: بيضاء فقط (أخبار ص163).
أبيض: فحم، من تسمية الشيء بضده (همبرت 169 (بربرية)). ويجمع على بيض (هوست 222) وانظره في بياض في آخره.
وبيضاء (وحدها) اسم للبرص (دى يونج) وقطعة صغيرة من النقود تسمى بالأسبانية " blanca" وتسمى هذه القطع من النقود: الفرود البيض أيضاً (معجم الأسبانية 62) - والجمع بيض: دراهم (الحريري 374).
وبيضاء: جنبة كثيرة الفروع ذات أوراق تميل إلى البياض واسمها العلمي Anthyllis cytisoides ( معجم الأسبانية ص62).
أبْيَضَانِيّ: مائل إلى البياض (بوشر).
تبييض: قصدرة، طلى النحاس بالقصدير ليبيض (بوشر).
مَبيضة: مقصرة الثياب، المحل الذي تقصر فيه الثياب (بوشر).
مُبَيَّض: بُيّض بالاسبيداج، طلي به (الكالا) والمخطط الأول، الرسم الأول، مسودة (الكالا).
مُبَيِّض: هو الذي يبيض الجدار بمحلول الجير (ألف ليلة 1: 634). ومن يبيض النحاس وهو الذي يطليه بالقصدير (بوشر).
مُبَيَّضَة: ما كُتِب كتابة نقية ضد مسودة، ويطلق عادة على الكتاب (مونج 454 وما يليها). وهي عند لين مُبْيَضَّة. وما أثبته من معجم فوك (انظر: nota وبَيّض notare) .
ب ي ض

البَياضُ ضد السَّوادِ يكونُ ذلك في الحيوانِ والنباتِ وغير ذلك مما يَقْبَلُه حكاه ابنُ الأعرابيِّ في الماءِ وقد أَبَاضَ وابْيَضَّ فأما قوله

(إنَّ شَكْلِي وإنَّ شَكْلَكِ شَتَّى ... فالْزَمِي الخُصَّ واخْفِضِي تَبْيَضِضِّي)

فإنه أراد تَبْيَضِّي فزادَ ضاداً أخرى ضرورةً لإقامةِ الوَزْنِ فأما ما حكاه سيبَوَيْه من أن بعضَهم قال أعْطِنِي أَبْيَضَّهْ يريد أبيض وأَلْحَقَ الهاءَ كما ألْحَقَتها في هُنَّهْ وهو يُرِيدُ هُنَّ فإنَّه ثَقَّلَ الضادَ فَلَوْلا أنَّه زادَ ضاداً على الضادِ التي هي حَرْف الإِعْرابِ لما أَلْحَقَها الإِعرابَ لأنَّ هذه الهاء لا تَلْحَقُ حرفَ الإِعْرابِ فَحَرْفُ الإِعرابِ إذاً الضادُ الأُولَى والثانيةُ هي الزائدةُ وليست بحَرْفِ الإِعرابِ الموجودِ في أَبْيَض فلذلك لَحِقَتْه هاء بَيانِ الحَرَكةِ قال أبو عليٍّ وكان يَنْبَغِي ألا تُفْتَحَ ولا تُحَرَّكَ فحَرَكتُها لذلك ضَعيفةٌ في القياسِ وأَبَاض الكلأُ ابْيَضَّ ويَبِسَ وبايَضَنِي فَبِضْتُه كنتُ أشدَّ منه بَياضاً وأَبْيَضَتِ المرأةُ وأَبَاضَت ولَدتِ البِيضَ وكذلك الرَّجُلُ وفي عَيْنِه بياضةٌ أي بَيَاضٌ وبَيَّضَ الشيءَ جَعَلَه أَبْيَضَ والبَيَّاضُ الذي يُبَيِّضُ الثِّيابَ على النَّسَبِ لا على الفِعْلِ لأن حُكْم ذلك إنما هو مُبْيِّضٌ والأَبْيَضُ عِرْق السُّرَّة وقيل عِرْقٌ في الصُّلبِ وقيل عِرْقٌ في الحالبِ صفةٌ غَالبَةٌ وكُلُّ ذلك لمكانِ البَيَاض والأبيضانِ عِرْقانِ في القَلْبِ لبَيَاضِهِما قال ذو الرُّمّةِ

(وأبْيَضَ قد كلَّفْتُه بعد شُقَّةٍ ... تَعَقَّدَ منها أبيضاهُ وجالِبُه)

والأبيضان الشَّحمُ والشَبَابِ وقيل الخُبْزُ والماءُ وقيل الماءُ واللَّبَن قال (ولكِنَّما يَمْضِي إلى الحَقَّ كاملاً ... ومَا لِيَ إلا الأبيضَيْنِ شَرَابُ)

وما رأيتُه مُذْ أَبْيضَانِ يَعْنِي يَوْمَيْنِ أو شَهْرَين وذلك لبياضِ الأَيّامِ وبَيَاضُ الكَبِدِ والقَلْبِ والظُّفْرِ ما أحاط به وقيلَ بياضُ القَلْبِ من الفَرَسِ ما أطافَ بالعِرْقِ من أعْلَى القَلْبِ وبياضُ البَطْنِ بَنَاتُ اللَّبَنِ وشَحْمِ الكُلَى ونحو ذلك سَمَّوْها بالعَرَضِ كأنهم أرادوا ذات البَيَاضِ والمُبْيَّضَةُ أصحابُ البَياضِ كقولكَ المُسَوِّدَةُ والْمُحَمِّرَةُ لأصحابِ السَّواد والحُمْرَة وكَتيبةٌ بَيْضَاءُ عليها بَيَاضُ الحَدِيد والبَيْضَاءُ الشمسُ لبَيَاضِها والبِيضُ ليلةُ ثلاثَ عَشْرَةَ وأرْبَعَ عَشْرَةَ وخَمْسَ عَشْرة وكلَّمْتُه فما رَدَّ عليَّ سَوْدَاءَ ولا بَيْضَاءَ أي كلِمَةٌ قَبِيحةً ولا حَسَنَةً على المَثَلِ وكلامٌ أبْيضُ مَشْروحٌ على المَثَلِ أيضا واليَدُ البَيْضَاءُ الحُجَّةُ المُبَرْهَنَةُ وهي أيضا اليَدُ التي لا تَمُنُّ والتي عن غير سؤالِ وذلك لَشَرَفِها في أنواعِ الحِجَاج والعَطاء وأرضٌ بَيْضَاءُ مَلْسَاءُ لا نَبَاتَ فيها كأنَّ النبات كان يُسَوِّدُها وقيل هي التي لم تُوطَأْ وكذلك البِيضَةُ وبَيَاضُ الأرضِ ما لا عِمَارَةَ فيه وبَيَاضُ الجِلْدِ ما لا شَعْرَ عليه والبَيْضَةُ معروفةٌ والجمع بَيْضٌ وفي التنزيل {كأنهن بيض مكنون} الصافات 49 ويُجْمَعُ البَيْضُ على بُيُوضٍ قال

(على قَفْرَةٍ طارت فِرَاخاً بُيُوضُها ... )

طارت أي صارت أو كانت فأما قولُه

(أَبُو بَيَضَاتِ رَائِحٌ مُتَأَوِّب ... رَفيقٌ بمَسحِ المَنْكِبَيْن سَبُوحُ)

فَشَاذٌّ لا يُعْقَدُ عليه باب لأن مثل هذا لا يُحَرَّكُ ثانِيه وباضَ الطائرُ والنَّعامةُ بَيْضاً أَلْقَتْ بَيْضَها ودَجَاجَةٌ بَيَّاضَةٌ وبَيُوض كثيرةُ البَيْض والجمع بُيُضٌ فيمن قال رُسُل وبِيضٌ فيمن قال رُسُلٌ كَسَرُوا الباءَ لتَسْلَمَ الياءُ ولا تَنْقَلِبُ وقد قالوا بُوضٌ ورُجُلٌ بَيَّاضٌ يَبِيعُ البَيْض دِيكٌ بائِضٌ كما يقال وَالِدٌ وكذلك الغُرابُ قال

(بِحَيْثَ يَعْتَشُّ الغُرابُ البائِضُ ... )

وهو عندي على النَّسَبِ والبَيْضَةُ من السِّلاحِ سُمِّيتْ بذلك لأنها على شَكْلِ بَيْضَةِ النَّعامِ والبَيْضَةُ عِنَبٌ بالطائفِ أبْيَضُ عظيمُ الحَبِّ وبَيْضَةُ الخِدْرِ الجارِيَةُ وبَيْضَةُ العُقْرِ مَثَلٌ يُضْرَبُ وذلك أن تُغْضَبَ الجاريَة فَتُجَرَّبُ بِبَيْضَةٍ وبَيضَةُ البَلَد تَريِكَةُ النَّعامةِ وبَيْضَةُ البَلَدِ السَّيِّدُ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ لامرأةٍ من بَنِي عامرِ بن لُؤْيٍّ كان عَلِيٌّ قد قَتل أباها فَرَثْتْه

(لكنَّ قَاتِلَهُ مَنْ لا يُعَابُ بهِ ... وكانَ يُدْعَى قَدِيماً بَيْضَةَ البَلَدِ)

بيضة البَلَدِ عليُّ بن أبي طالبٍ أي أنه فَرْدٌ ليس مِثْلُه في الشَّرف كالبَيَضَةِ التي هي تَرِيكةٌ وَحْدَها ليس معها غيرُها وقد يُذَمُّ ببيْضَةِ البلد وأنشد ثعلبٌ

(تَأْبَى قُضَاعَةُ لم تَعْرِف لَكُمْ سبباً ... ولا الحريش فأنْتُم بَيْضةُ البَلَدِ)

قال وسألتُ ابنَ الأعرابيِّ عن ذلك فقال إذا مُدِح بها فهي التي فيها الفَرْخُ لأنَّ الظَّلِيمَ حينئذٍ يَصُونُها وإذا ذُمَّ بها فهي التي قد خَرَجَ الفَرْخُ منها ورَمَى بها الظَّلِيمُ فداسَها الناسُ والإِبِلُ وأنشد كُراع للمُتَلَمِّسُ

(لكنَّهُ حَوْضُ مَنْ أَوْدَى بإِخْوَتِه ... رَيْبُ المَنُونِ فأَمْسَى بَيْضَةَ البَلَدِ) أي أَمْسَى ذَليلاً كهذه البَيْضَة التي فارقَها الفرخُ فرَمَى بها الظَّلِيمُ فَدِيسْتْ فلا أَذَلَّ منها وبَيْضَةُ السَّنَامِ شَحْمَتُه وبَيْضة الجَنِينِ أصْلُه وكلاهما على المَثَلِ وبَيْضَةُ القَوْم وَسَطُهم وبَيْضَةُ الدار وَسَطُها وبَيْضَةُ الإِسلامِ جماعَتُهم وبَيْضَة القَوْمِ أصْلُهُم وبَاضُوهم وابتَاضُوهم اسْتأصَلُوهُم وبَيْضَةُ الصَّيْف مُعْظَمَهُ وبَيْضَةُ الحَرِّ شِدَّتُه وبَاضَتِ البُهْمَى سَقَطَ نِصَالُها وبَاضَتِ الأرضُ اصْفَّرتْ خُضرَتُها أو نَفَضَت التَّمرةَ واَيْبَسَت وقيل بَاضَتْ أخْرجت ما فيها من النباتِ وقد بَاضَ اشْتَدَّ وبَيَّضْتُ الإناءَ مَلأتُه وابنُ بَيْضٍ رَجُلٌ وقيل ابنُ بِيض والبُيْيضَةُ اسم ماءٍ والبِيضَتَان والبَيْضَتانِ بالكَسْرِ والفَتْحِ موضعٌ على طريق الشامِ من الكُوفَةِ قال الأخطلُ

(فَهُوَ بها سَيِّئٌ ظَنّا ولَيْسَ له ... بالبَيْضَتَيْنِ ولا بالعَيْش مُدّخَرُ)

ويروي بالبِيضَتَيْن وذُو بِيضَانَ موضعٌ قال مزاحمٌ

(كما صَاحَ في أفْنَانِ ضَالٍ عَشِيَّةً ... بأسْفَلِ ذي بِيضانَ جُونُ الأَخَاطِبِ)
بيض
باضَ/ باضَ بـ يَبيض، بِضْ، بَيْضًا، فهو بائض، والمفعول مَبيضٌ به
• باضتِ الدَّجاجةُ ونحوُها: ألقتْ بيضَها "حتى يبيض الفأر [مثل]: يُضرب في استحالة الشيء وامتناعه- عندما يبيض الديك [مثل]: يُضرب لتأكيد استحالة أمر".
• باض بالمكانِ: أقام فيه. 

ابْياضَّ يبياضّ، ابياضِضْ/ ابياضَّ، ابييضاضًا، فهو مُبياضّ
• ابياضَّ اللَّونُ: ابيضَّ شيئًا فشيئًا، أشرق شيئًا فشيئًا " {يَوْمَ تَبْيَاضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَادُّ وُجُوهٌ} [ق] ". 

ابيضَّ يَبْيَضّ، ابيَضِضْ/ ابيَضَّ، ابيضاضًا، فهو مُبْيَضّ
• ابيضَّ الشَّعرُ: صار لونُه بلون الثَّلج، ضدّ اسودَّ "ابيضّ رأسُه شيبًا- {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ} ".
• ابيضَّ الوجهُ: أشرق، سُرَّ وتهلَّل " {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} ". 

بيَّضَ يبيِّض، تَبْيِيضًا، فهو مُبَيِّض، والمفعول مُبَيَّض
• بيَّض الشَّيءَ: جعله أبيضَ بلون الثلج، ضدّ سوّده ° بيَّض اللهُ صفحتَه/ بيَّض اللهُ قلبه: جعله طاهرًا نقيًّا من العيوب- بيَّض عرض أحد: برّأه من العيوب.
• بيَّض الجدارَ: جصّصه، طلاه.
• بيَّض النُّحاسَ: طلاه بالقصدير حتّى صار أبيض.
• بيَّض الرِّسالةَ ونحوها: نقّحها؛ أعاد كتابتها مصحّحَةً "مُبَيَّضَة الكتاب".
• بيَّض النَّجاحُ وجهَه: كساه إشراقًا وبشرًا "بيّض الله وجهه". 

أَبْيَضُ [مفرد]: ج بِيض، مؤ بيضاءُ، ج مؤ بيضاوات وبِيض:
1 - ما كان بلون الثلج النقي، أو ملح الطعام النقيّ، عكس أسود "ما أبيضَ هذا الثَّوب- {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ}: مضيئة ساطعة لامعة- {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا} " ° فتَح معه صفحة بيضاء: طوى الماضي وبدأ عهدًا جديدًا من التعامل- أبيض القلب: طاهر لا ينوي سوءًا- أكذوبة بيضاء/ كذبة بيضاء: لا ضرر فيها- الخيط الأبيض: أوّل ضوء الفجر- الذَّهب الأبيض: البلاتين؛ معدن نفيس أبيض، أثقل المعادن وأثمنها، شديد الصَّلابة، قابل للطَّرق، لا يتأثَّر بالهواء، ولا يتفاعل بالحوامِض، يستخدم في طبّ الأسنان وفي صنع المجوهرات وأدوات المعامل، والأسلاك الكهربائيَّة- ثورة بيضاء: ثورة لا تُسفك فيها دماء- صفحة بيضاء: سيرة مبرأة من العيوب- فلان أبيض: نقي العرض من الدنس والعيوب، سمعته حسنة- نِعمة بيضاء: خالِصة لا منَّ فيها- نهارك أبيض: تحية بمعنى سعد نهارك- وَجْهٌ أبيض: نقي اللون من السواد الشائن.
2 - (فز) كل عاكس لألوان الطيف عكسًا تامًّا.
• الدُّبّ الأَبْيَضُ: (حن) حيوان من اللَّواحم من فصيلة الدُّبيّات، يعيش في المناطق القطبيّة الشماليَّة، ذو فراء أبيض سميك، وطبقة غليظة من الشّحم، ويتغذَّى على الأسماك والأعشاب.
• النَّملة البيضاء: (حن) حشرة من الفصيلة الأرضيّة ورتبة متساويات الأجنحة، وهي بيضاء تشبه النملة وتظهر في أيام الربيع، وتأكل الخشب ونحوه، يقال لها الأَرَضَة.
• الماء الأَبْيَض: (طب) نوع من الأمراض التي تصيب العين يسمَّى (إظلام عدسة العين) وذلك نتيجة تجمّع سائل أبيض من العين في عدستها.
• السِّلاح الأبيض: السِّلاح غير النَّاري كالسُّيوف والرِّماح والخناجر.
• الموت الأبيض: الفجأة.
• الرَّقيق الأبيض: مصطلح يطلق على الأشخاص من غير الجنس الأسود الذين يُتاجر بهم في سبيل البغاء أو النِّساء المستغلاَّت بشكل جماعيّ في مسائل الجنس.
• أبو الأبيض: اللَّبن.
• الأرض البيضاء: الملساء، التي لا نبات فيها.
• الرَّاية البيضاء: علامة الاستسلام، راية الهدنة.

• الصَّلصة البيضاء: صلصة مصنوعة من زُبدة وطحين وحليب وكريمة وتُستخدم كأساس فوق صلصات أخرى.
• اللَّيلة البيضاء: التي يطلع فيها القمر من أولها إلى آخرها.
• الصَّفحة البيضاء: صفحة في كتاب غير مطبوع عليها أيّ شيء بصرف النَّظر عن لونها.
• اليد البيضاء: النِّعمة والإحسان، اليد السخيّة "له عليّ أيادٍ بيضاء".
• الكتيبة البيضاء: التي يلبس جندها الدروع الحديد.
• الحُجَّة البيضاء: القويّة النَّاصعة.
• خلايا الدَّم البيضاء: (طب) نوع من الخلايا موجود في الجسم يقوم بحماية الجسم من الالتهاب والأمراض.
• الأبيضان: اللّبن والماء.
• الأيَّام البيض: ليالي 13، 14، 15 من كلِّ شهر عربيّ "كَانَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الأَيَّامَ البِيضَ [حديث] ". 

أبيضانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى أَبْيَضُ: على غير قياس: مائل إلى البياض. 

ابيضاض [مفرد]: مصدر ابيضَّ.
• ابيضاض الدَّم: (طب) سرطان يصيب الأنسجة المنتجة للدم بما فيها نخاع العظام أو الجهاز الليمفاوي والكبد والطحال مما ينتج عنه زيادة في إنتاج الخلايا البيضاء وضمور في إنتاج الخلايا الحمراء وعناصر الدم الأخرى. 

بائِض [مفرد]: ج بائضون وبوائضُ (لغير العاقل): اسم فاعل من باضَ/ باضَ بـ. 

بُوَيْضة [مفرد]:
1 - تصغير بَيْضة: "بُوَيْضة الأنثى".
2 - (حي) مشيج أنثوي تناسليّ.
3 - (نت) جُرْثومة البذرة، تركيبٌ نباتيّ يتحول إلى بذرة بعد الإخصاب. 

بَياض [مفرد]:
1 - لون الثّلج النقيّ، أو ملح الطّعام النقيّ، عكس سواد "بياض العَيْن: ما حول الحدقة- بياض البيضة: زلالها" ° بياض النَّاس: هم أهل الثَّراء الذين يستطيعون بثرائهم الحصول على كلِّ أسباب الرَّغد ورفاهية العيش- بياض القلب: طيبة القلب، صفاء النَّفس، سلامة الطويَّة- بياض النَّهار: ضوءُه- بياض الوجه: براءته وخُلُوُّه من الدَّنس- ترَكَ بياضًا بين الكلمات: ترك مسافة خالية- صكّ على بياض: تعويض مطلق- كتب له شيكًا على بياض: فوّضه في أمر ليتصرّف فيه، شيك لم يُحدَّد فيه المبلغ- لبس البياض: نذر نفسه للموت.
2 - (حي) زغب أبيض يولِّده الفطر على سطح المادّة العضويّة الحيّة وغير الحيّة، ومنه بياض القرع وبياض العنب.
• البياض: (حن) نوع من السَّمك من الفصيلة السِّلّورية، يعيش في النِّيل، جسمه عارٍ من القشور، ولون ظهره رماديّ فِضيّ وبطنه أبيض، له زعنفتان ظهريّتان.
• قِشْر البياض: (حن) سمكة نيليّة عريضة من فصيلة القشريّات، ورتبة العظميّات، ذات قشور يزيد طولها على شبر، ولحمها من أجود اللحوم الطريّة.
• بياض النَّاس: هم أهل الثَّراء الذين يستطيعون بثرائهم الحصول على كلِّ أسباب الرَّغد ورفاهية العيش. 

بياضة [مفرد]
• بياضة في العين: (طب) تكشُّف في عدسة العين يمنع الإبصار، ورطوبة في العين، ونكتة بيضاء في سواد العين.
• البياضات: أغطية طاولات وملاءات ومفارش "بياضات المائدة". 

بَيْض [مفرد]: مصدر باضَ/ باضَ بـ. 

بَيْضانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى بَيْضة: على غير قياس. 

بيضاويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بيضاءُ.
2 - ما له شكل البيضة. 

بَيْضة [مفرد]: ج بيْضات وبَيَضات وبَيْض وبِيضان، جج بُيوض:
1 - ما تضعه إناث الطُّيور ونحوها وتكون منها صغارها " {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} " ° بَيْضة الدِّيك [مثل]: يُضرب لما يقع مرّة واحدة ثم لايقع أبدًا، هي من المحال الممتنع- فلانٌ يلعب بالبَيْضة والحجر: ماهر، حاذق، مراوغ- وضَع البيض في سلَّة واحدة: اعتمد على شيء واحد اعتمادًا كليًّا.
2 - خُصْية.
• بَيْضة الشَّيء: أصله ° فلانٌ بَيْضة البلد: إذا عرف بالسِّيادة، أكبر قومه.

• بَيْضة العقر: آخر الأولاد.
• بَيْضة الخِدر: المصونة من النِّساء.
• بَيْضة من حديد: خُوذة، وهي ما يُلبس على الرَّأس لوقايته في القتال.
• كيس البَيْض: (حن) جراب يحتوي بيضًا شكله كشكل الثمرات اللُّبيَّة، وهو عالق بالسطح السفليّ للجسم في بعض إناث الحيوانات القشريّة. 

بَيْضَويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بَيْضة: على غير قياس.
2 - ما له شكل البيضة "جلس في مكتبه البيضويّ". 

بيضيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بَيْضة.
2 - بيضويّ، ما له شكل البيضة. 

بَيُوض [مفرد]: ج بُيُض وبِيض:
1 - صيغة مبالغة من باضَ/ باضَ بـ.
2 - تطلق على كلّ حيوان يتكاثر بالبيض كالطّير والسّمك والحشرات. 

بَيّاض [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من باضَ/ باضَ بـ ° دجاج بيَّاض: يُرَبَّى لبيضه.
2 - بائع البيض.
3 - من يُبيِّض الجدار أو النحاس. 

بُيَيضة [مفرد]:
1 - تصغير بَيْضة: بُوَيْضَة.
2 - (حي) مشيج أنثويّ تناسليّ "يتمّ إخصاب البُيَيْضة ليكون الحَمْل".
3 - (نت) جُرثومة البذرة، تركيب نهائيّ يتحول إلى بذرة بعد الإخصاب. 

تبويض [مفرد]: (حي) إخراج البويضة إلى أحد بوقي فالوب، وتتم هذه العملية بعد 14 يومًا تقريبًا من انتهاء دورة الحيض. 

مِبْيَض [مفرد]: ج مَبايضُ: (شر) غدَّة تناسليّة رئيسية للأنثى تتكوَّن فيها البويضات أو عضو التأنيث الذي ينتج البويضات "مِبْيَض الأنثى".
• مبيض النَّبات: (نت) الجزء السفلي من المدقة، أو عضو التأنيث في النَّبات الذي يتحول إلى ثمار ناضجة.
• سُويْداء المبيض: (نت) القسم المركزي في المبيض المحتوي على الجنين. 

مُبيِّض [مفرد]:
1 - اسم فاعل من بيَّضَ.
2 - شيء مستخدم للتَّبييض، مستحضر لجعل الشَّيء أبيض اللَّون "مادة مبيِّضة". 

بيض

1 بَاضَهُ, (S, K,) first Pers\. بِضْتُ, (M,) aor. ـِ for which one should not say يَبُوضُ, [though it would be agreeable with a general rule respecting verbs denoting surpassingness,] (S, O,) He surpassed him in whiteness. (S, M, O, K.) A2: بَاضَتْ, (S, M, Msb, K, except that in the M and Msb we find the masc. form, بَاضَ, followed by الطَّائِرُ,) aor. ـِ (Msb,) inf. n. بَيْضٌ, (M, Msb,) said of an ostrich, (M,) or a hen, (K,) or any bird, (S, M, Msb,) and the like, (Msb,) She laid her eggs, (M, Msb, TA,) or egg. (Msb.) b2: بَاضَ السَّحَابُ (tropical:) The clouds rained. (IAar, O, K.) A poet says, [using a phrase from which this application of the verb probably originated,] بَاضَ النَّعَامُ بِهِ فَنَفَّرَ أَهْلَهُ

إِلَّا المُقِيمَ عَلَى الدَّوَى المُتَأَفِّنِ (IAar,) i. e. (tropical:) The نعام, meaning the نَعَائِم, [or Twentieth Mansion of the Moon,] sent down rain upon it, and so put to flight its occupants, except him who remained incurring the risk of dying from disease, wasting away: [the last word being in the gen. case, by poetic license, because the next before it is in that case; like خَرِبٍ in the phrase هٰذَا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ:] the poet is describing a valley rained upon and in consequence producing herbage; for the rain of the asterism called النعائم is in the hot season, [when that asterism sets aurorally, (see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل,)] whereupon there grows, at the roots of the حَلِىّ, a plant called نَشْر, which is poisonous, killing beasts that eat of it: the verse is explained as above by El-Mohellebee: (IB:) or, as IAar says, the poet means rain that falls at the نَوْء [by which we are here to understand the setting aurorally] of النعائم; and that when this rain falls, the wise flees and the stupid remains. (O.) b3: بَاضَ بِالمَكَانِ (tropical:) He remained, stayed, or abode, in the place [like as a bird does in the place where she lays her eggs]. (O, K.) b4: بَاضَتِ الأَرْضُ (assumed tropical:) The earth produced كَمْأَة [or truffles, which are thus likened to eggs]: (A, TA:) or (assumed tropical:) the earth produced the plants that it contained: or (assumed tropical:) it became changed in its greenness to yellowness, and scattered the fruit, or produce, and dried up. (M, TA.) b5: بَاضَ الحَرُّ (tropical:) The heat became vehement, or intense. (S, A, K.) A3: بَاضَ القَوْمَ; &c.: see 8, in three places.2 بيّض, (S, M, K,) inf. n. تَبْيِضٌ, (S,) He whitened a thing; made it white; (S, M;) contr. of سَوَّدَ. (K.) He bleached clothes. (M.) [He whitewashed a wall &c. He tinned a copper vessel or the like.] You say, بَيَّضَ اللّٰهُ وَجْهَهُ [lit., God whitened his face: or may God whiten his face: meaning (tropical:) God rendered his face expressive of joy, or cheerfulness; or rejoiced, or cheered, him: or may God &c.: and also God cleared his character; or manifested his honesty, or the like: or may God &c.: see the contr. سَوَّدَ]. (TA.) And بيّض لَهُ [He left a blank space for it; namely, a word or sentence or the like: probably post-classical]. (TA in art. شمس; &c.) b2: [He wrote out fairly, after having made a first rough draught: in this sense, also, opposed to سَوَّدَ: probably post-classical.] b3: (tropical:) He filled a vessel: (M, A, K: *) or he filled a vessel, and a skin, with water and milk. (S, O.) b4: And (tropical:) He emptied (A, K) a vessel: (A:) thus it bears two contr. significations. (K.) 3 بايضهُ, (S, M,) inf. n. مُبَايَضَةٌ, (TA,) He contended with him for superiority in whiteness. (S, M.) b2: بَايَضَنِى فُلَانٌ (tropical:) Such a one acted openly with me; syn. جَاهَرَنِى: from النَّهَارِ ↓ بَيَاضُ [the whiteness of day, or daylight]. (A, TA.) 4 أَبْيَضَتْ and أَبَاضَتْ She (a woman) brought forth white children: and in like manner one says of a man [أَبْيَضَ and أَبَاضَ, meaning He begat white children]. (M, TA.) b2: See also 9, in two places.8 ابتاض He (a man, S) put upon himself a بَيْضَة [or helmet] (S, K, TA) of iron. (TA.) A2: ابتاضهُمْ He entered into their بَيْضَة [or territory, &c.]: (A, TA:) and ابتاضوا القَوْمَ They exterminated the people, or company of men; they extirpated them; (M, K; *) as also ↓ بَاضُوهُمْ: (M:) and اُبْتِيضُوا [originally اُبْتُيِضُوا; in the CK, incorrectly, ابتَيَضُوا;] They were exterminated, or extirpated, (K, TA,) and their بَيْضَة [or quarter, &c.,] was given up to be plundered: (TA:) and اِبْتَضْنَاهُمْ We smote their بيضة [or collective body, &c.,] and took all that belonged to them by force; as also ↓ بِضْنَاهُمْ: and ↓ بِيضَ الحَىُّ The tribe was so smitten &c. (TA.) 9 ابيضّ, (S, M, Msb, K,) and, by poetic license, اِبْيَضَضَّ, [of which see an ex. voce خَفَضَ, and see also 9 in art. حو,] (M, TA,) inf. n. اِبْيِضَاضٌ, (S, Msb,) It was, or became, white; (S, M, Msb;) contr. of اِسْوَدَّ; (K;) as also ↓ ابياضّ, inf. n. اِبْيِيضَاضٌ;. (S;) contr. of اِسْوَادَّ; (K;) and ↓ أَبَاضَ: which ↓ last also signifies it (herbage or pasture) became white, and dried up. (M, TA.) [You say also, ابيضّ وَجْهُهُ, lit., His face became white: meaning (tropical:) his face became expressive of joy, or cheerfulness; or he became joyful, or cheerful: and also his character became cleared; or his honesty, or the like, became manifested: see 2.]11 إِبْيَاْضَّ see 9.

بَيْضٌ: see بَيْضَةٌ, in three places.

بَيْضَةٌ An egg (Msb) of an ostrich, (Mgh,) and of any bird, (S, Mgh, Msb, K,) and the like, i. e. of anything that is termed صَمُوخٌ [or having merely an ear-hole] as distinguished from such as is termed أَذُونٌ [or having an ear that is called أُذُنٌ]: so called because of its whiteness: (TA:) n. un. of ↓ بَيْضٌ: (S, M, * Msb, K:) pl. [of the former] بَيْضَاتٌ (M, Sgh, K) and بَيَضَاتٌ, which latter is irreg., (M, Sgh,) and only used by poetic license; (Sgh;) and (of بَيْضٌ, M) بُيُوضٌ. (M, K.) You say, أَفْرَخَتِ البَيْضَةُ The egg had in it a young bird. (ISh.) And أَفْرَخَ بَيْضَةُ القَوْمِ (assumed tropical:) What was hidden, of the affair, or case, of the people, or company of men, became apparent. (ISh.) [See also art. فرخ.] بَيْضَةُ البَلَدِ signifies The egg which the ostrich abandons. (S, M, K.) And hence the saying, هُوَ أَذَلُّ مِنْ بَيْضَةِ البَلَدِ (tropical:) He is more abject, or vile, than the egg of the ostrich which it abandons (S, A, * K) in the desert. (TA.) You say also, هُوَ بَيْضَةُ البَلَدِ in dispraise and in praise. (IAar, Aboo-Bekr, M.) When said in dispraise, it means (tropical:) He is like the egg of the ostrich from which the young bird has come forth, and which the male ostrich has cast away, so that men and camels tread upon it: (IAar, M:) or he is alone, without any to aid him; like the egg from which the male ostrich has arisen, and which he has abandoned as useless: (TA:) or he is an obscure man, or one of no reputation, whose lineage is unknown. (Ham p. 250.) And when said in praise, it means (tropical:) He is like the ostrich's egg in which is the young bird; because the male ostrich in that case protects it: (IAar, M:) or he is unequalled in nobility; like the egg that is left alone: (M:) or he is a lord, or chief: (IAar, M:) or he is the unequalled of the بَلَد [or country or the like], to whom others resort, and whose words they accept: (K:) or he is a celebrated, or wellknown, person. (Ham p. 250.) [See also art. بلد. And for another meaning of بَيْضَةُ البَلَدِ see below.] b2: (tropical:) A helmet of iron, (AO, S, * M, * Mgh, * K, *) which is composed of plates like the bones of the skull, the edges whereof are joined together by nails; and sometimes of one piece: (AO:) so called because resembling in shape the egg of an ostrich: (AO, M, Mgh: *) in this sense, also, n. un. of ↓ بَيْضٌ. (S, K: [in the CK, for والحَدِيدُ we should read والحَدِيدِ.]) This may be meant in a trad. in which it is said that a man's hand is to be cut off for his stealing a بَيْضَة. (Mgh.) b3: (assumed tropical:) A testicle: (S, K:) pl. بِيضَانٌ. (TA.) b4: (tropical:) The bulb of the saffron-plant [&c.]: as resembling an egg in shape. (Mgh.) b5: (assumed tropical:) [A tuber: for the same reason.] b6: (assumed tropical:) A kind of grape of Et-Táïf, white and large. (M.) b7: (tropical:) The core of a boil: as resembling an egg. (M.) b8: (tropical:) The fat of a camel's hump: for the same reason. (M.) b9: بَيْضَةُ البَلَدِ, in addition to its meanings mentioned above, also signifies (assumed tropical:) The white truffle: (O, K:) or simply truffles; syn. الكَمْأَةُ; (TA;) or these are called الأَرْضِ ↓ بَيْضُ. (A.) b10: بَيْضَةٌ also signifies (tropical:) The continent, or container, or receptacle, (حَوْزَة,) of anything. (S, K, TA.) and [hence] بَيْضَةُ الإِسْلَامِ (tropical:) The place [or territory] which comprises El-Islám [meaning the Muslims]; like as the egg comprises the young bird: (Mgh:) or this signifies the congregation, or collective body, of the Muslims. (Az, M.) And بَيْضَةُ القَوْمِ (tropical:) The quarter, tract, region, or district, of the people, or company of men: (S, K:) the heart; or midst, or main part, of the abode thereof: (S, TA:) the principal place of abode (أَصْل) thereof; (M, TA;) the place that comprises them; the place of their government, or regal dominion; and the seat of their دعوة [i. e. دِعْوَة or kindred and brotherhood]: (TA:) the midst of them: (M:) or, as some say, their [kinsfolk such as are termed]

عَشِيرَة: (TA:) but when you say, أَتَاهُمُ العَدُوُّ فِى

بَيْضَتِهِمْ, the meaning is [the enemy came to them in] their principal place of abode (أَصْل), and the place where they were congregated. (TA.) and بَيْضَةُ الدَّارِ (tropical:) The midst of the country or place of abode or the like: (Az, M, TA:) the main part thereof. (TA.) And بَيْضَةُ المُلْكِ i. q. حَوْزَتُهُ (assumed tropical:) [The seat of regal power: or the heart, or principal part, of the kingdom]. (S and K in art. حوز.) b11: بَيْضَةُ الخِدْرِ (M, A, K) (tropical:) The damsel (M, K) of the خدر [or curtain &c.]: (K: [in the CK, جَارِيَتُهَا is erroneously put for جَارِيَتُهُ:]) because she is kept concealed within it. (TA.) You say also, هِىَ مِنْ بَيْضَاتِ الحِجَالِ (tropical:) [She is of the damsels of the curtained bridal canopies]. (A, TA.) بَيْضَةٌ is used by a metonymy to signify (tropical:) A woman, by way of likening her thereto [i. e. to an egg] in colour, and in respect of her being protected as beneath the wing. (B.) [See Kur xxxvii. 47.] b12: بَيْضَةٌ also signifies (assumed tropical:) White land, in which is no herbage; opposed to سَوْدَةٌ: (TA:) and ↓ بِيضَةٌ, with kesr, white, smooth land; (K;) thus accord. to IAar, with kesr to the ب: (Sh:) and ↓ أَرْضٌ بَيْضَآءُ signifies smooth land, in which is no herbage; as though herbage blackened land: or untrodden land: as also بَيْضَةٌ. (M.) b13: بَيْضَةُ النَّهَارِ The whiteness of day; [daylight;] i. q. ↓ بَيَاضُهُ; (K;) i. e. its light. (Har p. 222.) Yousay, أَتَيْتُهُ فِى بَيْضَةِ النَّهَارِ I came to him in the whiteness of day. (TA.) b14: بَيْضَةُ الحِرِّ (assumed tropical:) The vehemence, or intenseness, of heat. (M.) And بَيْضَةُ القَيْظِ (tropical:) The most vehement, or intense, heat of summer, or of the hottest period of summer, from the [auroral] rising of الدَّبَرَان to that of سُهَيْل; [i. e., reckoning for the commencement of the era of the Flight, in central Arabia, from about the 26th of May to about the 4th of August, O. S.;] (A, * TA;) as also القَيْظِ ↓ بَيْضَآءُ. (A, TA.) And بَيْضَةُ الصَّيْفِ (assumed tropical:) The main part of the صيف [or summer]: (M, TA:) or the vehement, or intense, heat thereof. (Ham p. 250.) بَيضَةٌ: see بَيْضَةٌ, in the latter part of the paragraph.

بَيَاضٌ Whiteness; contr. of سَوَادٌ; in an animal, and in a plant, and in other things; and, accord. to IAar, in water also; (M;) the colour of that which is termed أَبْيَضُ: (S, Msb, * K:) they said بَيَاضٌ and ↓ بَيَاضَةٌ, (S, M, K,) like as they said مَنْزِلٌ and مَنْزِلَةٌ: (S:) بَيَاضَةٌ being applied to a whiteness in the eye. (M.) You say, هٰذَا أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ كَذَا [This is whiter than such a thing]: (S, K: *) but not ↓ أَبْيَضُ منْهُ: (S:) the latter is anomalous; (K;) [like أَسْوَدُ مِنْهُ; q. v.;] but it was said by the people of El-Koofeh, (S, K,) who adduced as authority the saying of the rájiz, جَارِيَةٌ فِى دِرْعِهَا الفَضْفَاضِ

أَبْيَضُ مِنْ أُخْتِ بَنِى إِبَاضِ [A damsel in her ample shift, whiter than the sister of the tribe of Benoo-Ibád]: Mbr, however, says that an anomalous verse is no evidence against a rule commonly approved: and as to the saying of another, إِذَا الرِّجَالُ شَتَوْا وَاشْتَدَّ أَكْلُهُمُ فَأَنْتَ أَبْيَضُهُمْ سِرْبَالَ طَبَّاخِ [When men experience dearth in winter, and their eating becomes vehement, thou art the whitest of them, or rather the white of them, in respect of cook's clothing, having little or nothing to do with entertaining them], the word in question may be considered as an epithet of the measure أَفْعَلُ that is followed by مِنْ to denote excess: but it is only like the instances in the sayings هُوَ أَحْسَنُهُمْ وَجْهًا and أَكْرَمُهُمْ أَبًا, meaning حَسَنُهُمْ وَجْهًا and كَرِيِمُهُمْ

أَبًا; so it is as though he said فَأَنْتَ مُبْيَضُّهُمْ سِرْبَالًا; and as he has prefixed it to a complement which it governs in the gen. case, what follows is in the accus. case as a specificative. (S.) This latter verse is by Tarafeh, who satirizes therein 'Amr Ibn-Hind; and is also differently related in respect of the first hemistich, and the first word of the second. (L, TA.) b2: بَيَاضُ النَّهَارِ: see 3; and see بَيْضَةٌ, near the end of the paragraph. b3: بَيَاضٌ is also used elliptically for ذُو بَيَاضٍ; and thus means (assumed tropical:) White clothing; as in the saying, فُلَانٌ يَلْبَسُ السَّوَادَ وَالبَيَاضَ Such a one wears black and white clothing. (Mgh.) [Hence, also, it has other significations, here following.] b4: (assumed tropical:) Milk. (K.) See an ex., voce سَوَادٌ. b5: [(assumed tropical:) The white of an egg.] b6: بَيَاضُ الأَرْضِ (assumed tropical:) That part of land wherein is no cultivation nor population and the like. (M.) b7: بَيَاضُ الجِلْدِ (assumed tropical:) That part of the skin upon which is no hair. (M.) b8: (tropical:) بَيَاضٌ also signifies (tropical:) A man's person; like سَوَادٌ; syn. شَخْصٌ; as in the saying, لَا يُزَايِلُ سَوَادِى بَيَاضَكَ (tropical:) My person will not separate itself from thy person. (As, A, TA.) بَيُوضٌ A hen that lays many eggs; (S, M, A, * K; *) as also ↓ بَيَّاضَةٌ: (M:) [but in the Msb it is evidently used as signifying simply oviparous:] pl. (of the former, S, M *) بُيُضٌ (S, M, A, K) and بِيضٌ, (S, M, K,) the latter in the dial. of those who say رُسْلٌ for رُسُلٌ, the ب being with kesr in order that the ى may remain unchanged; (S, M;) but sometimes they said بُوضٌ. (M.) بَيَاضَةٌ: see بَيَاضٌ.

بَائِضٌ A hen, (Az, K,) or bird, (S, Msb,) and the like, (Msb,) laying an egg or eggs: (Az, S, * Msb, K: *) without ة because the cock does not lay eggs: (Az, TA:) or it is applied also to a cock, (M, TA,) and to a crow, (M, A, TA,) [as meaning begetting an egg or eggs,] in like manner as one uses the word وَالِدٌ. (M, TA.) بَيَّاضٌ A bleacher of clothes; as a kind of rel. n.; not as a verbal epithet; for were it this, it would be مُبَيِّضٌ. (M.) b2: A seller of eggs. (M.) b3: بَيَّاضَةٌ: see بَيُوضٌ.

أَبْيَضُ White; contr. of أَسْوَدُ; (A, K;) having whiteness: (Msb:) fem. بَيْضَآءُ: (Msb:) pl. بِيضٌ, originally بُيْضٌ, (S, Msb, K,) the damm being converted into kesr in order that the ى may remain unchanged, (S, K,) [i. e.] to suit the ى. (Msb.) In the phrase أَعْطِنِى أَبْيَضَّهْ, mentioned by Sb, as used by some of the Arabs, meaning أَبْيَضَ, [i. e. Give thou to me a white one,] ه is subjoined as it is in هُنَّهْ for هُنَّ, and the ض is doubled because the letter of declinability cannot have ه subjoined to it; wherefore the letter of declinability is the first ض, and the second is the augmentative, and for this reason it has subjoined to it the ه whereof the purpose is to render plainly perceivable the vowel [which is necessarily added after the doubled ض]: Aboo-'Alee says, [app. of the ه,] that it should properly have neither fet-h nor any vowel. (M.) b2: Applied to a man &c., it was sometimes used to signify White in complexion: but in this sense they generally used the epithet أَحْمَرُ. (IAth, TA in art. حمر.) They also said, فُلَانٌ أَبْيَضُ الوَجْهِ and فُلَانَةُ بَيْضَآءُ الوَجْهِ, meaning Such a man, and such a woman, is clear, in face, from freckles or the like, and unseemly blackness. (Az, TA.) And they used بِيضَانٌ, (S, K,) a pl. of أَبْيَضُ, (TA,) in the contr. of the sense of سُودَانٌ, (S, K,) [i. e. as signifying Whites,] applied to men: (S:) though they applied the appellation أَبُو البَيْضَآءِ to the Abyssinian: (TA in art. عور:) or to the negro: and أَبُو الجَوْنِ to the white man. (ISk.) But accord. to Th, أَبْيَضُ applied to a man signifies only (tropical:) Pure; free from faults: (IAth, TA in art. حمر:) or, so applied, unsullied in honour, nobility, or estimation; (Az, K;) free from faults; and generous: and so بَيْضَآءُ applied to a woman. (Az.) [In the lexicons, however, (see, for ex., among countless other instances, an explanation of بَضَّةٌ in the S,) and in other post-classical works, it is generally used, when thus applied, in its proper sense, of White; or fair in complexion.] b3: كَتِيبَةٌ بَيْضَآءُ An army, or a portion thereof, upon which the whiteness of the [arms or armour of] iron is apparent. (M.) b4: And بَيْضَآءُ alone, [as a subst.,] A piece of paper [without writing]. (Har p. 311.) b5: الأَبْيَضُ The sword: (S, A, K:) because of its whiteness: (TA:) pl. بِيضٌ. (S.) b6: Silver: (A, K:) because of its whiteness: like as gold is called الأَحْمَرُ [because of its redness]. (TA.) b7: The saliva (رضاب) of the mouth. (Ham p. 348.) b8: A certain star in the margin of the milky way. (A, K.) b9: البَيْضَآءُ The sun: because of its whiteness. (M.) b10: Waste, or uncultivated, or uninhabited, land: (K, * TA: [in the CK الجِرابُ is erroneously put for الخَرَابُ:]) opposed to السَّوْدَآءُ: because dead lands are white; and when planted, become black and green. (TA.) See also بَيْضَةٌ, near the end. b11: Wheat: (K:) as also السَّمْرَآءُ. (TA.) b12: Fresh [grain of the kind called] سُلْت. (El-Khattábee, K.) b13: A certain kind of wood; that which is called الحَوَرُ: (K in art. حور:) because of its whiteness. (TA in that art.) [See حَوَرٌ.]

b14: The cooking-pot; as also أُمُّ بَيْضَآءَ. (AA, K.) b15: The snare with which one catches game. (IAar, K.) b16: الأَبْيَضَانِ Milk and water. (ISk, S, M, A, K.) A poet says, وَمَا لِىَ إِلَّا الأَبْيَضَيْنِ شَرَابُ [And I have not any beverage except milk and water]. (ISk, S, M.) b17: Bread and water: (As, M, K:) or wheat and water: (Fr, K:) or fat and milk. (AO, K.) b18: Fat and youthfulness (Az, IAar, M, A, K.) You say, ذَهَبَ أَبْيَضَاهُ His fat and youthfulness departed. (TA.) b19: مَا رَأَيْتُهُ مُذْ أَبْيَضَانِ I have not seen him for, or during, two days: (Ks, M, A, K:) or two months. (Ks, M, K.) b20: أَيَّامُ البِيضِ, (Msb, K,) or simply البِيضُ, (Mgh,) for أَيَّامُ اللَّيَالِى البِيضِ; [The days of the white nights;] i. e. the days of the thirteenth and fourteenth and fifteenth nights of the month; (Mgh, Msb, K;) so called because they are lighted by the moon throughout: (Msb:) or of the twelfth and thirteenth and fourteenth nights: (K:) but this is of weak authority, and extr.: the former is the correct explanation: (MF, TA:) you should not say الأَيَّامُ البِيضُ: (Ibn-El-Jawá- leekee, IB, K:) yet thus it is in most relations of a trad. in which it occurs; and some argue for it; and the author of the K has himself explained الأَوَاضِحُ by الأَيَّامُ البِيضُ. (TA.) b21: سَنَةٌ بَيْضَآءُ (assumed tropical:) A year [of scarcity of herbage,] such as is a mean between that which is termed شَهْبَآء and that which is termed حَمْرَآء. (TA in art. شهب.) b22: كَلَامٌ

أَبْيَضُ (tropical:) Language expounded or explained. (M.) b23: كَلَّمْتُهُ فَمَا رَدَّ عَلَىَّ سَوْدَآءَ وَلَا بَيْضَآءَ (tropical:) I spoke to him, and he did not return to me a bad word nor a good one. (M.) b24: يَدٌ بَيْضَآءُ (assumed tropical:) A demonstrating, or demonstrated, argument, plea, allegation, or evidence. (M.) b25: And (assumed tropical:) A favour, or benefit, for which one is not reproached; and which is conferred without its being asked. (M.) [See also يَدٌ.] b26: المَوْتُ الأَبْيَضُ (assumed tropical:) Sudden death; (K, TA;) such as is not preceded by disease which alters the complexion: or, as some say, death without the repentance, and the prayer for forgiveness, and the accomplishment of necessary duties, usual with him who is not taken unawares; from بَيَّضَ signifying “ he emptied ” a vessel: so says Sgh: opposed to المَوْتُ الأَحْمَرُ, which is slaughter. (TA.) b27: بَيْضَآءُ also signifies (assumed tropical:) A calamity, or misfortune: (Sgh, K:) app. as a term of good omen; like سَلِيمٌ applied to one who is stung by a scorpion or bitten by a serpent. (TA.) b28: بَيْضَآءُ القَيْظِ: see بَيْضَةٌ, last sentence but one.

A2: هٰذَا أَبْيَضُ مِنْ كَذَا; &c.: see بَيَاضٌ.

مَبِيضٌ A place for laying eggs. (ISd, TA in art. فحص.) مُبِيضَةٌ A woman who brings forth white children: the contr. is termed مُسْوِدَةٌ: (Fr, K:) but مُوضِحَةٌ is more commonly used in the former sense. (O.) مُبْيَضَّةٌ The fair copy, or transcript, made from a first rough draught; which latter is called مُسْوَدَّةٌ: probably post-classical.]

مُبَيِّضٌ A man wearing white clothing. (TA.) b2: Hence, المُبَيِّضَةُ A sect of [the class called] the ثَنَوِيَّة, (S, K,) the companions of المُقَنَّع; (S;) so called because they made their clothes white, in contradistinction to the مُسَوِّدَة, the partisans of the dynasty of the 'Abbásees; (S, K, *) for the distinction of these was black: they dwelt in Kasr 'Omeyr. (TA.) [See also الحَرُورِيَّةُ.]

بيض: البياض: ضد السواد، يكون ذلك في الحيوان والنبات وغير ذلك مما

يقبله غيره. البَيَاضُ: لون الأَبْيَض، وقد قالوا بياض وبَياضة كما قالوا

مَنْزِل ومَنْزِلة، وحكاه ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً، وجمع الأَبْيَضِ

بِيضٌ، وأَصله بُيْضٌ، بضم الباء، وإِنما أَبدلوا من الضمة كَسْرَةً

لتصحَّ الياء، وقد أَباضَ وابْيَضَّ؛ فأَما قوله:

إِن شَكْلي وإِن شكْلَكِ شَتَّى،

فالْزمي الخُصَّ واخْفِضِي تَبْيَضِضِّي

فإِنه أَرادَ تَبْيَضِّي فزاد ضاداً أُخرى ضرورة لإِقامة الوزن؛ قال ابن

بري: وقد قيل إِنما يجيء هذا في الشعر كقول الآخر:

لقد خَشِيتُ أَن أَرَى جَدْبَباَّ

أَراد جَدْباً فضاعف الباء. قال ابن سيده: فأَما ما حكى سيبويه من أَن

بعضهم قال: أَعْطِني أَبْيَضّه يريد أَبْيَضَ وأَلحق الهاء كما أَلحقها في

هُنّه وهو يريد هُنَّ فإِنه ثقل الضاد فلولا أَنه زاد ضاداً

(* قوله

«فلولا أنه زاد ضاداً إلخ» هكذا في الأصل بدون ذكر جواب لولا.) على الضاد

التي هي حرف الإِعراب، فحرفُ الإِعراب إِذاً الضادُ الأُولى والثانية هي

الزائدة، وليست بحرف الإِعراب الموجود في أَبْيَضَ، فلذلك لحقته بَيانَ

الحركة

(* قوله: بيان الحركة؛ هكذا في الأصل.). قال أَبو علي: وكان ينبغي

أَن لا تُحَرّك فحركتها لذلك ضعيفة في القياس.

وأَباضَ الكَلأُ: ابْيَضَّ ويَبِسَ. وبايَضَني فلانٌ فبِضْته، من

البَياض: كنت أَشدَّ منه بياضاً. الجوهري: وبايَضَه فباضَه يَبِيضُه أَي فاقَه

في البياض، ولا تقل يَبُوضه؛ وهذا أَشدُّ بَياضاً من كذا، ولا تقل

أَبْيَضُ منه، وأَهل الكوفة يقولونه ويحتجون بقول الراجز:

جارِية في دِرْعِها الفَضْفاضِ،

أَبْيَضُ من أُخْتِ بني إِباضِ

قال المبرد: ليس البيت الشاذ بحجة على الأَصل المجمع عليه؛ وأَما قول

الآخر:

إِذا الرجالُ شَتَوْا، واشتدَّ أَكْلُهمُ،

فأَنْتَ أَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ

فيحتمل أَن لا يكون بمعنى أَفْعَل الذي تصحبه مِنْ للمفاضلة، وإِنما هو

بمنزلة قولك هو أَحْسَنُهم وجهاً وأَكرمُهم أَباً، تريد حسَنهم وجهاً

وكريمهم أَباً، فكأَنه قال: فأَنت مُبْيَضُّهم سِرْبالاً، فلما أَضافه انتصب

ما بعده على التمييز.

والبِيضَانُ من الناس: خلافُ السُّودانِ.

وأَبْيَضَت المرأَةُ وأَباضَتْ: ولدت البِيضَ، وكذلك الرجل. وفي عينِه

بَياضةٌ أَي بَياضٌ.

وبَيّضَ الشيءَ جعله أَبْيَضَ. وقد بَيَّضْت الشيء فابْيَضَّ ابْيِضاضاً

وابْياضّ ابْيِيضاضاً. والبَيّاضُ: الذي يُبَيِّضُ الثيابَ، على النسب

لا على الفعل، لأَن حكم ذلك إِنما هو مُبَيِّضٌ.

والأَبْيَضُ: عِرْق السرّة، وقيل: عِرْقٌ في الصلب، وقيل: عرق في

الحالب، صفة غالبة، وكل ذلك لمكان البَياضِ. والأَبْيضانِ: الماءُ والحنطةُ.

والأَبْيضانِ: عِرْقا الوَرِيد. والأَبْيَضانِ: عرقان في البطن لبياضهما؛

قال ذو الرمة:

وأَبْيَض قد كلَّفْته بُعد شُقّة،

تَعَقّدَ منها أَبْيَضاه وحالِبُهْ

والأَبْيَضان: عِرْقان في حالب البعير؛ قال هميان ابن قحافة:

قَرِيبة نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ،

كأَنما يَيْجَعُ عِرْقا أَبْيَضِهْ،

ومُلْتَقَى فائلِه وأُبُضِهْ

(* قوله «عرقا أبيضه» قال الصاغاني: هكذا وقع في الصحاح بالالف والصواب

عرقي بالنصب، وقوله وأبضه هكذا هو مضبوط في نسخ الصحاح بضمتين وضبطه

بعضهم بكسرتين، أفاده شارح القاموس.)

والأَبيضان: الشحمُ والشَّباب، وقيل: الخُبْز والماء، وقيل: الماء

واللبنُ؛ قال هذيل الأَشجعي من شعراء الحجازيين:

ولكنّما يَمْضِي ليَ الحَوْلُ كاملاً،

وما ليَ إِلاَّ الأَبْيَضَيْنِ شَرابُ

من الماءِ أو من دَرِّ وَجْناءَ ثَرّةٍ،

لها حالبٌ لا يَشْتَكي وحِلابُ

ومنه قولهم: بَيَّضْت السِّقاءَ والإِناء أَي ملأْته من الماء أَو

اللبن. ابن الأَعرابي: ذهَبَ أَبْيَضاه شحْمُه وشبابُه، وكذلك قال أَبو زيد،

وقال أَبو عبيد: الأَبْيَضانِ الشحمُ واللبن. وفي حديث سعد: أَنه سُئِل عن

السُّلْت بالبَيْضاءِ فكَرِهَه؛ البَيْضاء الحِنْطة وهي السَّمْراء

أَيضاً، وقد تكرر ذكرها في البيع والزكاة وغيرهما، وإِنما كَرِه ذلك لأَنهما

عنده جنسٌ واحد، وخالفه غيره. وما رأَيته مُذْ أَبْيضانِ، يعني يومين أَو

شهرين، وذلك لبياض الأَيام. وبَياضُ الكبدِ والقلبِ والظفرِ: ما أَحاط

به، وقيل: بَياضُ القلب من الفرس ما أَطافَ بالعِرْق من أَعلى القلب،

وبياض البطن بَنات اللبنِ وشحْم الكُلى ونحو ذلك، سمَّوْها بالعَرَض؛ كأَنهم

أَرادوا ذات البياض. والمُبَيِّضةُ، أَصحابُ البياض كقولك المُسَوِّدةُ

والمُحَمِّرةُ لأَصحاب السواد والحمرة. وكَتِيبةٌ بَيْضاء: عليها بَياضُ

الحديد. والبَيْضاء: الشمسُ لبياضها؛ قال الشاعر:

وبَيْضاء لم تَطْبَعْ، ولم تَدْرِ ما الخَنا،

تَرَى أَعيُنَ الفِتْيانِ من دونها خُزْرا

والبَيْضاء: القِدْرُ؛ قال ذلك أَبو عمرو. قال: ويقال للقِدْر أَيضاً

أُمُّ بَيْضاء؛ وأَنشد:

وإِذْ ما يُرِيحُ الناسَ صَرْماءُ جَوْنةٌ،

يَنُوسُ عليها رَحْلُها ما يُحَوَّلُ

فقلتُ لها: يا أُمَّ بَيْضاءَ، فِتْيةٌ

يَعُودُك منهم مُرْمِلون وعُيَّلُ

قال الكسائي: ما في معنى الذي في إِذ ما يُرِيح، قال: وصرماءُ خبر الذي.

والبِيضُ: ليلةُ ثلاثَ عَشْرةَ وأَرْبَعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرة. وفي

الحديث: كان يأْمُرُنا أَن نصُومَ الأَيامَ البِيضَ، وهي الثالثَ عشَرَ

والرابعَ عشرَ والخامسَ عشرَ، سميت ليالِيها بِيضاً لأَن القمر يطلُع فيها من

أَولها إِلى آخرها. قال ابن بري: وأَكثر ما تجيء الرواية الأَيام

البِيض، والصواب أَن يقال أَيامَ البِيضِ بالإِضافة لأَن البِيضَ من صفة

الليالي. وكلَّمتُه فما ردَّ عليَّ سَوْداءَ ولا بَيْضاءَ أَي كِلمةً قبيحة ولا

حسنة، على المثل. وكلام أَبْيَضُ: مشروح، على المثل أَيضاً. ويقال:

أَتاني كلُّ أَسْودَ منهم وأَحمر، ولا يقال أَبْيَض. الفراء: العرب لا تقول

حَمِر ولا بَيِض ولا صَفِر، قال: وليس ذلك بشيء إِنما يُنْظَر في هذا إِلى

ما سمع عن العرب. يقال: ابْيَضّ وابْياضَّ واحْمَرَّ واحْمارَّ، قال:

والعرب تقول فلانة مُسْوِدة ومُبيِضةٌ إِذا ولدت البِيضانَ والسُّودانَ،

قال: وأَكثر ما يقولون مُوضِحة إِذا وَلَدَت البِيضانَ، قال: ولُعْبة لهم

يقولون أَبِيضي حَبالاً وأَسيدي حَبالاً، قال: ولا يقال ما أَبْيَضَ

فلاناً وما أَحْمَر فلاناً من البياض والحمرة؛ وقد جاء ذلك نادراً في شعرهم

كقول طرفة:

أَمّا الملوكُ فأَنْتَ اليومَ ألأَمُهم

لُؤْماً، وأَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ

ابن السكيت: يقال للأَسْودَ أَبو البَيْضاء، وللأبْيَض أَبو الجَوْن،

واليد البَيْضاء: الحُجّة المُبَرْهنة، وهي أَيضاً اليد التي لا تُمَنُّ

والتي عن غير سؤال وذلك لشرفها في أَنواع الحِجاج والعطاء. وأَرض بَيْضاءُ:

مَلْساء لا نبات فيها كأَن النبات كان يُسَوِّدُها، وقيل: هي التي لم

تُوطَأْ، وكذلك البِيضَةُ. وبَيَاضُ الأَرض: ما لا عمارة فيه. وبَياضُ

الجلد: ما لا شعر عليه. التهذيب: إِذا قالت العرب فلان أَبْيَضُ وفلانة

بَيْضاء فالمعنى نَقاء العِرْض من الدنَس والعيوب؛ ومن ذلك قول زهير يمدح

رجلاً.

أَشَمّ أَبْيَض فَيّاض يُفَكِّك عن

أَيدي العُناةِ وعن أَعْناقِها الرِّبَقا

وقال:

أُمُّك بَيْضاءُ من قُضاعةَ في الـ

ـبيت الذي تَسْتَظلُّ في ظُنُبِهْ

قال: وهذا كثير في شعرهم لا يريدون به بَياضَ اللون ولكنهم يريدون المدح

بالكرم ونَقاءِ العرْض من العيوب، وإِذا قالوا: فلان أَبْيَض الوجه

وفلانة بَيْضاءُ الوجه أَرادوا نقاءَ اللون من الكَلَفِ والسوادِ الشائن. ابن

الأَعرابي: والبيضاءُ حبالة الصائد؛ وأَنشد:

وبيضاء مِنْ مالِ الفتى إِن أَراحَها

أَفادَ، وإِلا ماله مال مُقْتِر

يقول: إِن نَشِب فيها عَيرٌ فجرّها بقي صاحبُها مُقْتِراً.

والبَيْضة: واحدة البَيْض من الحديد وبَيْضِ الطائر جميعاً، وبَيْضةُ

الحديد معروفة والبَيْضة معروفة، والجمع بَيْض. وفي التنزيل العزيز:

كأَنَّهُنّ بَيْضٌ مَكْنُون، ويجمع البَيْض على بُيوضٍ؛ قال:

على قَفْرةٍ طارَت فِراخاً بُيوضُها

أَي صارت أَو كانت؛ قال ابن سيده: فأَما قول الشاعر

(* قوله «فأما قول

الشاعر» عبارة القاموس وشرحه: والبيضة واحدة بيض الطير الجمع بيوض وبيضات،

قال الصاغاني: ولا تحرك الياء من بيضات إلا في ضرورة الشعر قال: أخو

بيضات إلخ.):

أَبو بَيَضاتٍ رائحٌ مُتأَوِّب،

رَفيق بمَسْحِ المَنْكِبَينِ سَبُوحُ

فشاذ لا يعقد عليه باب لأَن مثل هذا لا يحرك ثانيه.

وباضَ الطائرُ والنعامة بَيْضاً: أَلْقَتْ بَيْضَها. ودجاجة بَيّاضةٌ

وبَيُوضٌ: كثيرة البَيْضِ، والجمع بُيُضٌ فيمن قال رُسُل مثل حُيُد جمع

حَيُود، وهي التي تَحِيد عنك، وبِيضٌ فيمن قال رُسْل، كسَرُوا الباء

لِتَسْلم الياء ولا تنقلب، وقد قال بُّوضٌ أَبو منصور. يقال: دجاجة بائض بغير

هاء لأَن الدِّيكَ لا يَبِيض، وباضَت الطائرةُ، فهي بائضٌ. ورجل بَيّاضٌ:

يَبِيع البَيْضَ، وديك بائِضٌ كما يقال والدٌ، وكذلك الغُراب؛ قال:

بحيث يَعْتَشّ الغُرابُ البائضُ

قال ابن سيده: وهو عندي على النسب. والبَيْضة: من السلاح، سميت بذلك

لأَنها على شكل بَيْضة النعام. وابْتاضَ الرجل: لَبِسَ البَيْضةَ. وفي

الحديث: لَعَنَ اللّه السارقَ يَسْرِقُ البَيْضةَ فتُقْطَعُ يدُه، يعني

الخُوذةَ؛ قال ابن قتيبة: الوجه في الحديث أَن اللّه لما أَنزل: والسارقُ

والسارقةُ فاقْطَعُوا أَيْدِيَهما، قال النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: لَعَنَ

اللّه السارقَ يَسْرِق البَيْضة فتُقْطَع يدُه على ظاهر ما نزل عليه،

يعني بَيْضةَ الدجاجة ونحوها، ثم أَعلمه اللّه بَعْدُ أَن القطع لا يكون

إِلا في رُبْع دِينار فما فوقه، وأَنكر تأْويلها بالخُوذةِ لأَن هذا ليس

موضع تَكثيرٍ لما يأْخذه السارق، إِنما هو موضع تقليل فإِنه لا يقال: قبَّح

اللّه فلاناً عرَّض نفسه للضرب في عِقْد جَوْهر، إِنما يقال: لَعَنه

اللّه تعرَّض لقطع يده في خَلَقٍ رَثٍّ أَو في كُبّةِ شعَرٍ.

وفي الحديث: أُعْطِيتُ الكَنْزَينِ الأَحمرَ والأَبيضَ، فالأَحمرُ

مُلْكُ الشام، والأَبْيَضُ مُلْكُ فارس، وإِنما يقال لفارس الأَبْيَض لبياض

أَلوانهم ولأَن الغالب على أَموالهم الفضة، كما أَن الغالب على أَلوان أَهل

الشام الحمرة وعلى أَموالهم الذهب؛ ومنه حديث ظبيان وذكر حِمْير قال:

وكانت لهم البَيْضاءُ والسَّوْداءُ وفارِسُ الحَمْراءُ والجِزْيةُ الصفراء،

أَراد بالبيضاء الخرابَ من الأَرض لأَنه يكون أَبْيَضَ لا غَرْسَ فيه

ولا زَرْعَ، وأَراد بالسَّوْداء العامِرَ منها لاخْضِرارِها بالشجر والزرع،

وأَرادَ بفارِسَ الحَمْراء تَحَكُّمَهم عليه، وبالجزية الصفراء الذهبَ

كانوا يَجْبُون الخَراجَ ذَهَباً. وفي الحديث: لا تقومُ الساعةُ حتى يظهر

الموتُ الأَبْيَضُ والأَحْمَرُ؛ الأَبْيَضُ ما يأْتي فَجْأَةً ولم يكن

قبله مرض يُغيِّر لونه، والأَحْمرُ الموتُ بالقَتْل لأَجل الدم.

والبَيْضةُ: عِنَبٌ بالطائف أَبيض عظيم الحبّ. وبَيْضةُ الخِدْر:

الجاريةُ لأَنها في خِدْرها مكنونة. والبَيْضةُ: بَيْضةُ الخُصْية. وبَيْضةُ

العُقْر مَثَلٌ يضرب وذلك أَن تُغْصَبَ الجارية نَفْسها فتُقْتَضّ

فتُجَرَّب ببَيْضةٍ، وتسمى تلك البَيْضةُ بَيْضةَ العُقْرِ. قال أَبو منصور: وقيل

بَُْضةُ العُقْرِ بَيْضَة يَبِيضُها الديك مرة واحدة ثم لا يعود، يضْرب

مثلاً لمن يصنع الصَّنِيعة ثم لا يعود لها. وبَيْضة البلَدِ: تَرِيكة

النعامة. وبَيْضةُ البلد: السَّيِّدُ؛ عن ابن الأَعرابي، وقد يُذَمُّ

ببَيْضة البلد؛ وأَنشد ثعلب في الذم للراعي يهجو ابن الرِّقاعِ العاملي:

لو كُنتَ من أَحَدٍ يُهْجى هَجَوْتُكمُ،

يا ابن الرِّقاعِ، ولكن لستَ من أَحَدِ

تَأْبى قُضاعةُ لم تَعْرِفْ لكم نَسَباً

وابْنا نِزارٍ، فأَنْتُمْ بَيْضةُ البَلَدِ

أَرادَ أَنه لا نسب له ولا عشيرة تَحْمِيه؛ قال: وسئل ابن الأَعرابي عن

ذلك فقال: إِذا مُدِحَ بها فهي التي فيها الفَرْخ لأَن الظَّلِيم حينئذ

يَصُونُها، وإِذا ذُمَّ بها فهي التي قد خرج الفَرْخُ منها ورَمى بها

الظليمُ فداسَها الناسُ والإِبلُ. وقولهم: هو أَذَلُّ من بَيْضةِ البَلَدِ

أَي من بَيْضَةِ النعام التي يتركها؛ وأَنشد كراع للمتلمس في موضع الذم

وذكره أَبو حاتم في كتاب الأَضداد، وقال ابن بري الشعر لِصِنَّان بن عبَّاد

اليشكري وهو:

لَمَّا رأَى شمطٌ حَوْضِي له تَرَعٌ

على الحِياضِ، أَتاني غيرَ ذي لَدَدِ

لو كان حَوْضَ حِمَارٍ ما شَرِبْت به،

إِلاّ بإِذْنِ حِمارٍ آخرَ الأَبَدِ

لكنَّه حَوْضُ مَنْ أَوْدَى بإِخْوَتِه

رَيْبُ المَنُونِ، فأَمْسَى بَيْضَةَ البَلَدِ

أَي أَمسى ذليلاً كهذه البَيْضة التي فارَقَها الفرخُ فرَمَى بها الظليم

فدِيسَت فلا أَذَل منها. قال ابن بري: حِمَار في البيت اسم رجل وهو

علقمة بن النعمان بن قيس بن عمرو بن ثعلبة، وشمطٌ هو شمط ابن قيس بن عمرو بن

ثعلبة اليشكري، وكان أَوْرَدَ إِبِلَه حَوْضَ صِنَّان بن عبَّاد قائل هذا

الشعر فغضب لذلك، وقال المرزوقي: حمار أَخوه وكان في حياته يتعزَّزُ به؛

ومثله قول الآخر يهجو حسان بن ثابت وفي التهذيب انه لحسان:

أَرى الجَلابِيبَ قد عَزُّوا، وقد كَثُروا،

وابنُ الفُرَيْعةِ أَمْسَى بَيْضةَ البَلَدِ

قال أَبو منصور: هذا مدح. وابن فُرَيْعة: أَبوه

(* قوله «وابن فريعة

أبوه» كذا بالأصل وفي القاموس في مادة فرع ما نصه: وحسان بن ثابت يعرف بابن

الفريعة كجهينة وهي أُمه.). وأَراد بالجلابيب سَفِلة الناس وغَثْراءَهم؛

قال أَبو منصور: وليس ما قاله أَبو حاتم بجيد، ومعنى قول حسان أَن سَفِلة

الناس عزُّوا وكثروا بعد ذِلَّتِهِم وقلتهم، وابن فُرَيعة الذي كان ذا

ثَرْوَةٍ وثَراءٍ قد أُخِّرَ عن قديمِ شَرَفِه وسُودَدِه، واسْتُبِدَّ

بالأَمر دونه فهو بمنزلة بَيْضة البلد التي تَبِيضُها النعامة ثم تتركها

بالفلاة فلا تَحْضُنها، فتبقى تَرِكةً بالفلاة.

وروى أَبو عمرو عن أَبي العباس: العرب تقول للرجل الكريم: هو بَيْضة

البلد يمدحونه، ويقولون للآخر: هو بَيْضة البلد يذُمُّونه، قال: فالممدوحُ

يراد به البَيْضة التي تَصُونها النعامة وتُوَقِّيها الأَذَى لأَن فيها

فَرْخَها فالممدوح من ههنا، فإِذا انْفَلَقت عن فَرْخِها رمى بها الظليمُ

فتقع في البلد القَفْر فمن ههنا ذمّ الآخر. قال أَبو بكر في قولهم فلان

بَيْضةُ البلد: هو من الأَضداد يكون مدحاً ويكون ذمّاً، فإِذا مُدِح الرجل

فقيل هو بَيْضةُ البلد أُرِيدَ به واحدُ البلد الذي يُجْتَمع إِليه

ويُقْبَل قولُه، وقيل فَرْدٌ ليس أَحد مثله في شرفه؛ وأَنشد أَبو العباس

لامرأَة من بني عامر بن لُؤَيّ ترثي عمرو بن عبد وُدٍّ وتذكر قتل عليّ

إِيَّاه:لو كان قاتِلُ عَمرو غيرَ قاتله،

بَكَيْتُه، ما أَقام الرُّوحُ في جَسَدي

لكنَّ قاتلَه مَنْ لا يُعابُ به،

وكان يُدعَى قديماً بَيْضَةَ البَلَدِ

يا أُمَّ كُلْثُومَ، شُقِّي الجَيْبَ مُعْوِلَةً

على أَبيكِ، فقد أَوْدَى إِلى الأَبَدِ

يا أُمَّ كُلْثُومَ، بَكِّيهِ ولا تَسِمِي

بُكَاءَ مُعْوِلَةٍ حَرَّى على ولد

بَيْضةُ البلد: عليُّ بن أَبي طالب، سلام اللّه عليه، أَي أَنه فَرْدٌ

ليس مثله في الشرف كالبَيْضةِ التي هي تَرِيكةٌ وحدها ليس معها غيرُها؛

وإِذا ذُمَّ الرجلُ فقيل هو بَيْضةُ البلدِ أَرادوا هو منفرد لا ناصر له

بمنزلة بَيْضَةٍ قام عنها الظَّليمُ وتركها لا خير فيها ولا منفعة؛ قالت

امرأَة تَرْثي بَنِينَ لها:

لَهْفِي عليهم لَقَدْ أَصْبَحْتُ بَعْدَهُمُ

كثيرَة الهَمِّ والأَحزان والكَمَدِ

قد كُنْتُ قبل مَناياهُمْ بمَغبَطَةٍ،

فصِرْتُ مُفْرَدَةً كبَيْضَةِ البلدِ

وبَيْضَةُ السَّنام: شَحْمَته. وبَيْضَةُ الجَنِين: أَصله، وكلاهما على

المثل. وبَيْضَة القوم: وسَطُهم. وبَيْضة القوم: ساحتهم؛ وقال لَقِيطٌ

الإِيادِي:

يا قَوْمِ، بَيْضتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بها،

إِنِّي أَخاف عليها الأَزْلَم الجَذَعا

يقول: احفظوا عُقْر داركم. والأَزْلَم الجَذَع: الدهر لأَنه لا يهرم

أَبداً. ويقال منه: بِيضَ الحيُّ أُصِيبَت بَيْضَتُهم وأُخِذ كلُّ شيءٍ لهم،

وبِضْناهم وابْتَضْناهم: فعلنا بهم ذلك. وبَيْضَةُ الدار: وسطها

ومعظمها. وبَيْضَةُ الإِسلام: جماعتهم. وبَيْضَةُ القوم: أَصلهم. والبَيْضَةُ:

أَصل القوم ومُجْتَمعُهم. يقال: أَتاهم العدو في بَيْضَتِهِمْ. وقوله في

الحديث: ولا تُسَلِّطْ عليهم عَدُوّاً من غيرهم فيستبيح بَيْضَتَهم؛ يريد

جماعتهم وأَصلهم أَي مُجْتمعهم وموضع سُلْطانهم ومُسْتَقَرَّ دعوتهم،

أَراد عدوّاً يستأْصلهم ويُهْلِكهم جميعهم، قيل: أَراد إِذا أُهْلِكَ أَصلُ

البَيْضة كان هلاك كل ما فيها من طُعْمٍ أَو فَرْخ، وإِذا لم يُهْلَكْ

أَصلُ البَيْضة ربما سلم بعضُ فِراخها، وقيل: أَراد بالبَيْضَة الخُوذَةَ

فكأَنه شَبَّه مكان اجتماعهم والتِئامهم ببَيْضَة الحَدِيدِ؛ ومنه حديث

الحديبية: ثم جئتَ بهم لبَيْضَتِك تَفُضُّها أَي أَصْلك وعشيرتك. وبَيْضَةُ

كل شيء حَوْزَتُه.

وباضُوهُمْ وابْتاضُوهُمْ: استأْصلوهم. ويقال: ابْتِيضَ القومُ إِذا

أُبِيحَتْ بَيْضَتُهم، وابْتاضُوهم أَي استأْصلوهم. وقد ابْتِيضَ القوم إِذا

اُخِذَتْ بَيْضَتُهم عَنْوَةً.

أَبو زيد: يقال لوسط الدار بَيْضةٌ ولجماعة المسلمين بَيْضَةٌ ولوَرَمٍ

في ركبة الدابة بَيْضَة. والبَيْضُ: وَرَمٌ يكون في يد الفرس مثل

النُّفَخ والغُدَد؛ قال الأَصمعي: هو من العيوب الهَيِّنة. يقال: قد باضَتْ يدُ

الفرس تَبِيضُ بَيْضاً. وبَيْضَةُ الصَّيْف: معظمه. وبَيْضَة الحرّ:

شدته. وبَيْضَة القَيْظ: شدة حَرِّه؛ وقال الشماخ:

طَوَى ظِمْأَهَا في بَيْضَة القَيْظِ، بعدما

جَرَى في عَنَانِ الشِّعْرَيَيْنِ الأَماعِزُ

وباضَ الحَرُّ إِذا اشتد. ابن بزرج: قال بعض العرب يكون على الماء

بَيْضَاءُ القَيْظِ، وذلك من طلوع الدَّبَران إِلى طلوع سُهَيْل. قال أَبو

منصور: والذي سمعته يكون على الماء حَمْراءُ القَيْظِ وحِمِرُّ القيظ. ابن

شميل: أَفْرَخَ بَيْضَةُ القوم إِذا ظهر مَكْتُومُ أَمْرِهم، وأَفرخت

البَيْضَةُ إِذا صار فيها فَرْخٌ.

وباضَ السحابُ إِذا أَمْطَر؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

باضَ النَّعَامُ به فنَفَّرَ أَهلَهُ،

إِلا المُقِيمَ على الدَّوا المُتأَفِّنِ

قال: أَراد مطراً وقع بِنَوْءِ النَّعَائم، يقول: إِذا وقع هذا المطر

هَرَبَ العُقلاء وأَقام الأَحمق. قال ابن بري: هذا الشاعر وصف وَادِياً

أَصابه المطر فأَعْشَب، والنَّعَامُ ههنا: النعائمُ من النجوم، وإِنما

تُمْطِرُ النَّعَائمُ في القيظ فينبت في أُصول الحَلِيِّ نبْتٌ يقال له

النَّشْر، وهو سُمٌّ إِذا أَكله المال مَوَّت، ومعنى باضَ أَمْطَرَ، والدَّوا

بمعنى الداء، وأَراد بالمُقِيم المقيمَ به على خَطر أَن يموت،

والمُتَأَفِّنُ: المُتَنَقِّص. والأَفَن: النَّقْصُ؛ قال: هكذا فسره المُهَلَّبِيّ

في باب المقصور لابن ولاَّد في باب الدال؛ قال ابن بري: ويحتمل عندي أَن

يكون الدَّوا مقصوراً من الدواء، يقول: يَفِرُّ أَهلُ هذا الوادي إِلا

المقيمَ على المُداواة المُنَقِّصة لهذا المرض الذي أَصابَ الإِبلَ من

رَعْيِ النَّشْرِ. وباضَت البُهْمَى إِذا سَقَطَ نِصالُها. وباضَت الأَرض:

اصفرت خُضرتُها ونَفَضتِ الثمرة وأَيبست، وقيل: باضَت أَخْرجَتْ ما فيها من

النبات، وقد باضَ: اشتدَّ.

وبَيَّضَ الإِناءَ والسِّقاء: مَلأَه. ويقال: بَيَّضْت الإِناءَ إِذا

فرَّغْتَه، وبَيَّضْته إِذا مَلأْته، وهو من الأَضداد.

والبَيْضاء: اسم جبل. وفي الحديث في صفة أَهل النار: فَخِذُ الكافر في

النار مثْل البَيْضاء؛ قيل: هو اسم جبل. والأَبْيَضُ: السيف، والجمع

البِيضُ.

والمُبَيِّضةُ، بكسر الياء: فرقة من الثَّنَوِيَّة وهم أَصحاب

المُقَنَّع، سُمُّوا بذلك لتَبْيِيضهم ثيابهم خلافاً للمُسَوِّدَة من أَصحاب

الدولة العبّاسية. وفي الحديث: فنظرنا فإِذا برسول اللّه، صلّى اللّه عليه

وسلّم، وأَصحابه مُبَيِّضين، بتشديد الياء وكسرها، أَي لابسين ثياباً بيضاً.

يقال: هم المُبَيِّضةُ والمُسَوِّدَة، بالكسر؛ ومنه حديث توبة كعب بن

مالك: فرأَى رجلاً مُبَيِّضاً يزول به السرابُ، قال ابن الأَثير: ويجوز أَن

يكون مُبْيَضّاً، بسكون الباء وتشديد الضاد، من البياض أَيضاً.

وبِيضَة، بكسر الباء: اسم بلدة. وابن بَيْض: رجل، وقيل: ابن بِيضٍ،

وقولهم: سَدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ، قال الأَصمعي: هو رجل كان في الزمن

الأَول يقال له ابن بَيْضٍ عقرَ ناقَتَه على ثَنِيَّةٍ فسد بها الطريق ومنع

الناسَ مِن سلوكِها؛ قال عمرو بن الأَسود الطهوي:

سَدَدْنا كما سَدَّ ابنُ بيضٍ طَرِيقَه،

فلم يَجِدوا عند الثَّنِيَّةِ مَطْلَعا

قال: ومثله قول بَسّامة بن حَزْن:

كثوبِ ابن بيضٍ وقاهُمْ به،

فسَدَّ على السّالِكينَ السَّبِيلا

وحمزة بن بِيضٍ: شاعر معروف، وذكر النضر بن شميل أَنه دخل على المأْمون

وذكر أَنه جَرى بينه وبينه كلام في حديث عن النبي، صلّى اللّه عليه

وسلّم، فلما فرغ من الحديث قال: يا نَضْرُ، أَنْشِدْني أَخْلَبَ بيت قالته

العرب، فأَنشدته أَبيات حمزة بن بِيضٍ في الحكَم بن أَبي العاص:

تقولُ لي، والعُيونُ هاجِعةٌ:

أَقِمْ عَلَيْنا يَوْماً، فلم أُقِم

أَيَّ الوُجوهِ انْتَجَعْتَ؟ قلتُ لها:

وأَيُّ وَجْهٍ إِلا إِلى الحَكَم

متى يَقُلْ صاحِبا سُرادِقِه:

هذا ابنُ بِيضٍ بالباب، يَبْتَسِمِ

رأَيت في حاشية على كتاب أَمالي ابن بري بخط الفاضل رضي الدين الشاطبي،

رحمه اللّه، قال: حمزة بن بِيضٍ، بكسر الباء لا غير. قال: وأَما قولهم

سدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ فقال الميداني في أَمثاله: ويروى ابن بِيضٍ، بكسر

الباء، قال: وأَبو محمد، رحمه اللّه، حمل الفتح في بائه على فتح الباء

في صاحب المثَل فعطَفَه عليه. قال: وفي شرح أَسماء الشعراء لأَبي عمر

المطرّز حمزة بن بِيض قال الفراء: البِيضُ جمع أَبْيَض وبَيْضاء.

والبُيَيْضَة: اسم ماء. والبِيضَتانِ والبَيْضَتان، بالكسر والفتح: موضع على طريق

الشام من الكوفة؛ قال الأَخطل:

فهْوَ بها سَيِّءٌ ظَنّاً، وليس له،

بالبَيْضَتَينِ ولا بالغَيْضِ، مُدَّخَرُ

ويروى بالبَيْضَتين. وذُو بِيضانَ: موضع؛ قال مزاحم:

كما صاحَ، في أَفْنانِ ضالٍ عَشِيَّةً

بأَسفلِ ذِي بِيضانَ، جُونُ الأَخاطِبِ

وأَما بيت جرير:

قَعِيدَ كما اللّهَ الذي أَنْتُما له،

أَلم تَسْمَعا بالبَيْضَتَينِ المُنادِيا؟

فقال ابن حبيب: البِيضَة، بالكسر، بالحَزْن لبني يربوع، والبَيْضَة،

بالفتح، بالصَّمّان لبني دارم. وقال أَبو سعيد: يقال لما بين العُذَيْب

والعقَبة بَيْضة، قال: وبعد البَيْضة البَسِيطةُ. وبَيْضاء بني جَذِيمة: في

حدود الخطّ بالبحرين كانت لعبد القيس وفيها نخيل كثيرة وأَحْساءٌ عَذْبة

وقصورٌ جَمَّة، قال: وقد أَقَمْتُ بها مع القَرامِطة قَيْظة. ابن

الأَعرابي: البَيْضة أَرض بالدَّوّ حفَروا بها حتى أَتتهم الريح من تحتهم فرفعتهم

ولم يصِلُوا إِلى الماء. قال شمر: وقال غيره البَيْضة أَرض بَيْضاء لا

نبات فيها، والسَّوْدة: أَرض بها نخيل؛ وقال رؤبة:

يَنْشَقُّ عن الحَزْنُ والبَرِّيتُ،

والبِيضةُ البَيْضاء والخُبُوتُ

كتبه شمر بكسر الباء ثم حكى ما قاله ابن الأَعرابي.

بيض
{الأَبْيَضُ: ضِدُّ الأَسْوَدِ، من} البَيَاض، يَكُونُ ذلِك فِي الحَيَوَانِ والنَّبَاتِ وغيْرِ ذلِكَ مِمَّا يَقْبَلُهُ غيْرُه، وحَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ فِي الماءِ أَيْضاً، ج {بِيضٌ، بالكَسْرِ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَصْلُهُ بُيْضٌ، بالضَّمِّ، أَبْدَلُوه بالكَسْرِ لتَصِحَّ اليَاءُ. الأَبْيَضُ، السَّيْفُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، أَيْ} لبَيَاضِهِ. قَالَ المُتَنَحِّلُ الهُذَلِيّ:
(شَرِبْتُ بجَمِّه وصَدَرْتُ عَنْه ... {بأَبْيضَ صَارِمٍ ذَكَرٍ إِباطِي)
الأَبْيَض: الفِضَّةُ،} لبَيَاضِها، ومنْهُ الحَدِيثُ: أُعْطِيتُ الكَنْزَيْن الأَحْمَرَ والأَبْيَضَ هُمَا الذَّهَبُ والفِضَّةُ. الأَبْيَضُ: كَوْكَبٌ فِي حَاشِيَةِ المَجَرَّةِ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ. من المَجَاز: الأَبْيَضُ: الرَّجُلُ النَّقِيُّ العِرْضِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: إِذا قالَت العَرَبُ فُلانٌ أَبْيَضُ، وفُلانَةُ! بَيْضَاءُ، فالمَعْنَى نَقَاءُ العِرْضِ من الدَّنَسِ والعُيُوبِ، وَمن ذلِكَ قَوْلُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى يَمْدَحُ هَرِمَ بنَ سِنَانٍ:
(أَشَمُّ أَبْيَضُ فَيّاضٌ يُفَكِّك عَنْ ... أَيْدِي العُنَاةِ وعَن أَعْنَاقِهَا الرِّبَقَا)
وَقَالَ ابنُ قَيْس الرُّقيّاتِ فِي عَبْدِ العَزيزِ بْن مَرْوانَ:
(أُمُّكَ بَيْضَاءُ مِنْ قُضَاعَةَ فِي ال ... بَيْتِ الَّذِي يُسْتَظَلُّ فِي طُنُبِهْ) قَالَ: وَهَذَا كَثِيرٌ فِي شِعْرِهم، لَا يُرِيدُون بِهِ {بَيَاضَ اللَّوْنِ، ولكِنَّهُم يُرِيدُون المَدْحَ بالكَرَمِ، ونَقَاءِ العِرْضِ من العُيُوبِ. وإِذَا قَالُوا: فُلانٌ أَبْيَضُ الوَجْهِ، وفُلانَةُ بَيْضَاءُ الوَجْهِ، أَرادُوا نَقَاءَ اللَّوْنِ من الكَلَفِ والسَّوَادِ الشَّائِنِ، قَال الصَّاغَانِيّ: وأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِر:
(} بِيضٌ مفارقُنَا تَغْلِي مَرَاجِلُنَا ... نَأْسُو بأَمْوَالنَا آثَارَ أَيْدِينا)
فإِنَّهُ قِيلَ فِيه مائَتا قَوْلٍ، وَقد أُفرِدَ لِتَفْسِيرِ هذَا البَيْتِ كِتَاب. والبَيْتُ يُرْوَى لِمِسْكِين الدَّارِميّ، وليْسَ لَهُ. ولِبَشامَةَ بْنِ حَزْنٍ النَّهْشَلِيّ. ولبَعْضِ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلبَةَ، كَذَا فِي التَّكْمِلَةِ، وَفِي العُبَاب: سَمِعْت وَالِدِي، المَرْحُوم، بغَــزْنَةَ فِي شُهُورِ سَنَةِ نَيِّفٍ وثُمَانِينَ وخَمْسمَائةٍ يَقُولُ: كُنتُ) أَقرأَُ فِي صِبَاي كِتَابَ الحَمَاسَةِ لأِبي تَمَّامٍ على شَيْخِي بغَــزْنَةَ، ففَسَّرَ لي هذَا البَيْتَ، وأَوَّلَ لي قَولَهُ: بِيضٌ مَفَارِقُنا مائَتِيْ تَأْوِيلٍ، فاسْتَغْرَبْتُ ذلكَ حَتَّى وَجَدْتُ الكِتَابَ الَّذِي بُيِّنَ فِيهِ هذِه الوُجُوهُ ببَغْدَادَ فِي حُدُودِ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وسِتَّمائِةٍ، والحَمْدِ لله على نِعَمِه. قُلْتُ:! وأَبْيَضُ الوَجْهِ: لَقَبُ أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ، أَبِي البَقَاءِ جَلالِ الدّين البَكْرِيّ المُتَوَفَّى سنة المَدْفُون ببِرْكَةِ الرَّطْلِيّ، وَهُوَ جَدُّ السَّادةِ المَوْجُودِين الآَنَ بِمِصْرَ. الأَبْيَضُ: جَبَلُ بمَكَّةَ، شَرِّفَها اللهُ تَعالَى، مُشرِفٌ على حُقِّ أَبِي لَهَبٍ، وحُقِّ إِبراهِيم بْنِ مُحمَّدِ بنِ طَلْحَةَ، وَكَانَ يُسَمَّى فِي الجاهِلِيَّةِ المُسْتَنْذر، قَالَه الأَصْمَعِيّ. الأَبْيَضُ: قَصْرٌ للأَكاسِرَة ِ بالمَدَائِنِ كَانَ مِن العَجَائِبِ، لم يَزَلْ قَائِماً إِلى أَنْ نَقَضَهُ المُكْتَفِي بِاللَّه العَبّاسِيُّ، فِي حُدُودِ سنة وبَنَى بُشُرَافَاتهِ أَسَاسَ التَّاجِ الَّذِي بدَارِ الخِلافَةِ، وبأَسَاسِهِ شُرَافَاتِهِ، فتُعُجِّبَ من هَذَا الانْقِلاَبِ، وإِيَّاه أَرادَ البُحْتُرِيّ بقَوْلِه:
(ولَقَدْ رَابَنِي نُبُوُّ ابْنِ عَمِّي ... بَعْدَ لِينٍ مِن جانِبَيْهِ وأُنْسِ)

(وإِذا مَا جُفِيتُ كُنْتُ حَرِيّاً ... أَن أُرَى غيْرَ مُصْبِح حَيْثُ أُمِسى)

(حَضَرَتْ رَحْلِيَ الهُمُومُ فوَجَّهْ ... تُ إِلَى أَبْيَضِ المَدَائِنِ عَنْسِي)

(أَتَسَلَّى عَن الحُظوظِ وآسَى ... لمَحَلٍّ من آلِ سَاسَانَ دَرْسِ)

(ذَكَّرَتْنِيهُمُ الخُطُوبُ التَّوَالِي ... ولَقَدْ تُذْكِرُ الخُطُوبُ وتُنْسِي)
{والأَبْيَضَانِ: الَّلبَنُ والماءُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ عَن ابْنِ السِّكِّيت وأَنْشَدَ لِهُذيْلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَشْجَعِيّ:
(ولكِنَّما يَمْضِي لِيَ الحَوْلُ كَامِلاً ... ومالِيَ إِلاَّ} الأَبْيَضَيْنِ شَرَابُ)

(من المَاءِ أَو مِنْ دَرِّ وَجْناءَ ثَرَّةٍ ... لهَا حَالِبٌ لَا يَشْتَكِي وحِلاَبُ)
أَو الشَّحْمُ والَّلبَنُ، قالَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ. أَو الشَّحْمُ والشَّبَابُ، قَالَه أَبُو زيْد وابنُ الأَعْرَابِيّ، وَمِنْه قَولُهُم: ذَهَبَ {أَبْيَضَاهُ. أَو الخُبْزُ والمَاءُ، قَالَه الأَصْمَعِيُّ وَحْدَه. أَو الحِنْطَةُ والمَاءُ. قَالَه الفَرّاءُ.
قَالَ الكِسَائِيّ: يُقَال: مَا رَأَيْتُه مُذْ} أَبْيَضَانِ، أَي مُذْ شَهْرانِ أَوْ يَوْمانِن وذلِكَ {لبَيَاضِ الأَيَامِ، وعَلى الأَخِيرِ اقْتَصَر الزَّمَخْسَرِيّ. فِي الحَدِيث: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ المَوْتُ الأَبْيَضُ والأَحْمَرُ، الأَبْيَضُ: الفَجْأَةُ، أَيْ مَا يَأْتِي فَجْأَةً وَلم يَكُنْ قَبْلَهُ مَرَضٌ يُغَيِّر لَوْنَه. والأَحْمَرُ: المَوْتُ بالقَتْلِ لأَجْلِ الدَّمِ. وقِيلَ مَعْنَى} البَيَاضِ فيهِ خُلُوُّهِ مِمَّا يُحْدِيُه مَنْ لَا يُعَاقِصُ مِنْ تَوْبَةٍ، واسْتِغْفَار، وقَضَاءِ حُقُوقٍ لازِمَةٍ، وغيْرِ ذلِكَ من قَوْلِهِم: {بَيَّضْتُ الإِنَاءَ، إِذا فَرَّغْتَهُ، قَالَه الصَّاغَانِيّ.} والأُبَايِضُ، ضَبَطَه هُنَا بالضَّمِّ، والإِطْلاق هُنَا وَفِي أَب ض يَدُلّ على أَنَّه بالفَتْح،)
وَهُوَ الصَّوابُ فإِنَّ يَاقوتاً قَالَ فِي مُعْجَمِه كأَنَّه جَمْعُ بَايض. وَقد تَقَدَّمَ أَنَّه هَضَبَاتٌ يُوَاجِهْنَ ثَنِيَّةَ هَرْشَى. {والبَيْضَاءُ: الدَّاهِيَةُ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ، وكَأَنَّه على سَبِيلِ التَّفَاؤُلِ، كَمَا سَمَّوُا اللَّدِيغَ سَلِيماً.
و} البَيْضَاءُ: الحِنْطَةُ وَهِي السَّمْرَاءُ أَيْضاً. البَيْضَاءُ أَيْضاً: الرَّطْبُ من السُّلْتِ، قَالَه الخَطَّابِيّ.
وَفِي حَديثِ سَعْدٍ: سُئِلَ عَن السُّلْت {بالبَيْضَاءِ فكَرِهَهُ، أَي لأَنَّهما عِنْدَهُ جِنْسٌ وَاحِدٌ، وخَالَفَهُ غيْرُهُ، وعَلى قَوْلِ الخَطَّابِيّ كرِهَ بَيْعهُ باليَابِسِ مِنْهُ، لأَنَّهُ مِمّا يَدْخُلُه الرِّبَا، فَلَا يَجُوزُ بَعْضُهُ ببَعْض إِلاّ مُتَمَاثِلَيْنِ، وَلَا سَبِيلَ إِلى مَعْرِفَةِ التَّمَاثُلِ فِيهِمَا وأَحَدُهُمَا رَطْبٌ والآخَرُ يَابِسٌ، وَهَذَا كقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَليْه وسَلَّم: أَيَنْقُصُ الرَّطْبُ إِذا يَبِسَ فقِيلَ لَهُ: نَعَمْ. فنَهَى الحِنْطَةِ والشَّعيرِ، لَا قِشْرَ لَهُ. البَيْضَاءُ: الخَرَابُ من الأَرْضِ، وهُوَ فِي حَدِيثِ ظَبْيَانَ وذَكَرَ حِمْيَرَ، قَالَ: وكانَتْ لَهُم البَيْضَاءُ والسَّوْدَاءُ، أَرادَ الخَرَابَ والعَامِرَ من الأَرْضِ، لأَنَّ المَوَاتَ مِنَ الأَرْضِ يَكُونُ أَبْيَضَ، فإِذا غُرِسَ فِيهِ الغِرَاسُ اسْوَدَّ واخْضَرَّ. البَيْضَاءُ: القِدْرُ، عَن أَبِي عَمْرٍ و، كأُمّ} بَيْضَاءَ، عَنهُ أَيْضاً، وأَنْشَدَ:
(وإِذْ مَا يُرِيحُ النَّاسُ صَرْماءُ جَوْنَةٌ ... يَنُوسُ عَليْهَا رَحْلُهَا مَا يُحَوَّلُ) (فَقُلْتُ لَهَا يَا أُمَّ بَيْضَاءَ فِتْيَةٌ ... يَعُودُكِ مِنْهُم مُرْمِلُون وعُيَّلُ)
البَيْضَاءُ: حِبَالَةُ الصَّائِدِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:
( {وبَيْضَاءَ مِنْ مَالِ الفَتَى إِنْ أَرَاحَهَا ... أَفَادَ وإِلاَّ مالُه مالُ مُقْتِرِ)
يَقُول: إِنْ نَشِبَ فِيهَا عَيْرٌ فجَرَّهَا بَقِيَ صَاحِبُهَا مُقْتِراً. و} البَيْضَاءُ: فَرَسُ قَعْنَبِ بْنِ عَتَّاب بنِ الحارِثِ. البَيْضَاءُ: دَارٌ بالبَصْرَةِ لعُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَاد ابنِ أَبِيه. والبَيْضَاءُ:! بَيْضَاءُ البَصْرَةِ، وهِيَ المُخَيَّس، هَكَذَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. ويُفْهَم من سِيَاقِ المُصَنّف أَنَّ المُخَيَّس هُوَ دَارُ عُبَيْدِ اللهِ، وليْسَ كَذلِكَ. ويَدُلُّ لِذلِكَ قَوْلُ سَيِّدِنا عَلِيٍّ رضِيَ اللهُ عَنهُ فِيمَا رُوِيَ عَنهُ: أَمَا تَرَانِي كَيِّساً مُكيَّسا بَنَيْتُ بَعْدَ نَافِعِ مُخَيَّسَا قالَ جَحْدَرٌ المُحْرِزِيّ، اللِّصّ، وَكَانَ قد حُبِسَ فِيهَا:
(أَقُولٌ للصَّحْبِ فِي البَيْضَاءِ دُونَكُمُ ... مَحلّةً سَوَّدَتْ بَيْضَاءَ أَقْطَارِي)
البَيْضَاءُ: أَرْبَعُ قُرَىً بمِصْرَ، اثْنَتَانِ مِنْهَا فِي الشَّرْقِيَّةِ، ووَاحِدَةٌ من أَعْمَالِ جَزِيرَةِ قويسنا.
وأُخْرَى من ضَوَاحِي الإِسْكَنْدَرِيّة، إِحدَاهُنّ تُذْكَر مَعَ المليصِ، والَّتِي فِي الشَّرْقِيّة تُذْكَر مَعَ)
مجول. البَيْضَاءُ: د، بفَارِسَ، سُمِّيَ لبَيَاضِ طِينهِ، وَمِنْه القَاضَيالبَيَاضُ: لَوْنُ الأَبْيَضِ، {كالبَيَاضَةِ، كَمَا قَالُوا: مَنْزِلٌ ومَنْزِلَةٌ، كَمَا فِي الصّحاح، وزَادَ فِي العَبَاب: ودَارٌ ودَارَةٌ. البَيَاضُ: ع، باليَمَامَةِ. البَيَاضُ: حِصْنٌ باليَمَنِ. البَيَاضُ: أَرضٌ بنَجْدٍ لبَنِي عَامِر بنِ عُقَيْل. وبَنُو} بَيَاضَةَ: قَبِيلَةٌ من الأَنْصَارِ. وَمِنْه حَدِيثُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنه: إِنَّ أَوَّلَ جُمْعَةٍ جُمِعَتْ فِي الإِسْلامِ بالمَدِينَةِ فِي هَزْمِ بَنِي بَيَاضَةَ. قلتُ: وَهُوَ بَيَاضَةُ بنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زيْدِ مَنَاةَ، من وَلَدِ جُشَمَ بْنِ الخَزْرَجِ. مِنْ وَلَدِهِ زِيَادُ بنُ لَبِيدٍ، وفَرْوَةُ بنُ عَمْرٍ و، وخَالِدُ بنُ قيْسٍ، وغَنَّامُ بنُ أَوْسٍ، وعَطِيَّةُ بنُ نُوَيْرَةَ، الصَّحَابِيُّون، رَضِيَ اللهُ عنهُم. تَقُولُ: هَذَا أَشَدُّ {بَيَاضاً مِنْه، ويُقَالُ أَيْضاً: هذَا أَبْيَضُ مِنْه، وَهُوَ شَاذٌّ كُوفِيّ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وأَهْلُ الكُوفَةِ يَقُولُونَه ويَحْتَجُّون بقَوْلِ الرَّاجِزِ: جَارِيَةٌ فِي دِرْعِها الفَضْفَاض أَبْيَضُ مِنْ أُخْتِ بِنِي إِبَاضِ قَالَ المُبَرِّد: البَيْتُ الشَّاذُّ ليْسَ بحُجَّةٍ على الأَصْل المُجْمَعِ عَلَيْهِ. قَالَ: وأَمّا قَوْلُ الآخَرِ:
(إِذا الرِّجَالُ شَتَوْا واشْتَدَّ أَكْلُهُمُ ... فأَنْتَ} أَبْيَضُهُمْ سِرْبالَ طَبَّاخِ)

فيَحْتَمِلُ أَن لَا يَكُونَ بمَعْنَى أَفْعَلَ الَّذِي تَصْحَبُه مِنْ لِلْمفَاضَلَةِ، وإِنَّمَا هُوَ بمَنْزِلَة قَوْلك: هُوَ أَحْسَنُهم وَجْهاً وأَكْرَمهُم أَباً، تُرِيد: حَسَنُهُمْ وَجْهاً وكَرِيمُهُم أَباً، فكَأَنَّه قَالَ: فأَنْت! مُبْيَضُّهم سِرْبالاً، فَلَمَّا أَضافَهُ انْتَصَبَ مَا بَعْدَه على التَّمْيِيزِ. انْتَهَى. قلتُ: البَيْتُ لِطَرَفَةَ يَهْجو عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ، ويُرْوَى:
(إِن قُلتَ نَصْرٌ فنَصْرٌ كانَ شَرَّ فَتىً ... قدْماً {وأَبْيَضَهُم سِرْبَالَ طبّاخِ)
وَهَكَذَا رَوَاه صَاحِبُ العُبَاب.} والبَيْضَةُ وَاحِدَةُ {بَيْضِ الطَّائرِ، سُمِّيَتْ} لَبَيَاضِهَا، ج {بُيُوضٌ ن بالضَّمِّ،} وبَيْضَاتٌ، وبَيْضٌ. قَالَ عَمْرو بنُ أَحْمَرَ:
(أُرِيهِمْ سُهَيْلاً والمَطِيُّ كأَنَّهَا ... قَطَا الحَزْنِ قد كانَتْ فِرَاخاً {بُيُوضُها)
قَالَ الصَّاغَانِيّ: وَلَا تُحَرَّك اليَاءُ من بَيْضَاتٍ إِلاَّ فِي ضَرورةِ الشِّعْرِ، قَالَ:
(أَخُو} بَيَضَاتٍ رائحٌ مُتَأَوِّبٌ ... رَفِيقٌ بِمَسْحِ المَنْكِبَيْن سَبُوحُ)
كَذلِكَ {البَيْضَةُ وَاحدَةُ} البَيْضِ من الحَدِيد، على التَّشبِيهِ {ببَيْضَةِ النَّعَامِ، قَالَه أَبو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى التَّيْمِيّ فِي كِتَاب الدُّروع، وأَنشد فِيهِ:
(كأَنَّ نَعامَ الدَّوِّ بَاضَ عَليْهِمُ ... وأَعْيُنُهُمْ تَحْتَ الحَبِيكِ حَوَاجِزُ)
وَقَالَ آخَر:
(كأَنَّ النَّعامَ} باضَ فوقَ رُؤُوسِنَا ... بنِهْيِ القِذَافِ أَو بنِهْيِ مُخَفِّقِ)
وَقَالَ فِيهِ: {البَيْضَةُ: اسمٌ جَامِعٌ لِمَا فِيهَا من الأَسْمَاءِ والصِّفات الِّتِي مِن غيْرِ لَفْظها، ولَهَا قَبائِلُ وصَفَائِحُ كقبَائلِ الرَّأْسِ، تُجْمَعُ أَطْرافُ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضِ بمَسَامِيرَ يَشُدُّونَ طَرفَيْ كُلِّ قَبِيلَتيْنِ.
قَالَ: ورُبما لم تَكُنْ مِنْ قبَائِلَ، وكانَت مُصْمَتَةً مَسْبُوكَةً من صَفِيحَةٍ وَاحِدَةٍ، فيُقَالُ لَهَا صَمّاءُ. ثمّ أَطالَ فِيهَا. البَيْضَةُ: الخُصْيَةُ، جَمْعُه بِيضَاهٌ، بالكَسْرِ. من المَجَازِ: البَيْضَةُ: حَوْزَةُ كُلِّ شَيْءٍ. يُقَال: استُبِيحَتْ} بَيْضَتُهُم، أَي أَصْلُهُم ومُجْتَمَعُهُم، ومَوْضِعُ سُلْطانِهِم، ومُسْتَقَرُّ دَعْوَتِهِم. و {البَيْضَةُ: سَاحَةُ القَوْمِ. قَالَ لَقِيطُ بنُ مَعْبَدٍ:
(يَا قَوْمِ} بَيْضَتُكُمْ لَا تُفْضَحُمَّ بِها ... إِنِّي أَخَافُ عَليْهَا الأَزْلمَ الجَذَعَا)
يَقُول: احْفَظُوا عُقْرَ دَارِكُمْ. والأَزْلَمُ الجَذَعُ: الدَّهْرُ، لأَنَّهُ لَا يَهْرَم أَبَداً. {وبَيْضَةُ الدارِ: وَسَطها ومُعْظَمُهَا. وبَيْضَةُ الإِسْلامِ: جَمَاعَتُهُم: وبَيْضَةُ القَوْمِ: أَصْلُهُم ومُجْتَمَعُهُم. يُقَال: أَتَاهم العَدُوُّ فِي} بَيْضَتهِم. وبَيْضَةُ القَوْمِ: عَشِيرَتهُم. وَقَالَ أَبُو زيْد: يُقَال لوَسَطِ الدَّارِ: بَيْضَةٌ، ولجَمَاعَةِ المُسْلِمينَ:) بَيْضَةٌ. البَيْضَةُ: ع بالصَّمَّان لِبَنِي دَارِم، قالَه ابنُ حَبِيب. قُلتُ: وهُوَ دَارِمُ بنُ مَالِكِ بن حَنْظَلَة، ويُكْسَرُ. وَقَالَ أَبو سَعِيد: يُقَال: لِمَا بَيْنَ العُذَيْبِ والعَقبَةِ: البَيْضَةُ، وبَعْدَ البَيْضَةِ البَسِيطَةُ كَذَا نَصُّ العُبَابِ. وَفِي الصّحاح: {بِيضَةُ، بالكَسْر: اسمُ بَلْدَةٍ. قَالَ الصَّاغَانِيّ: هِيَ بالحَزْنِ لبَنِي يَرْبوع. قُلْتُ: وَفِي المُعْجَم: المُصْعِد إِلى مَكَّة يَنْهَضُ فِي أَوَّلِ الحَزْنِ من العُذَيْبِ فِي أَرْضٍ يُقَال لَهَا البِيضَة حَتَّى يَبْلُغَ مَرْحَلَةَ العَقَبَةِ فِي أَرْضٍ يُقَال لَهَا: البَسِيطَةُ، ثمّ يَقَع فِي القَاعِ، وَهُوَ سَهْلٌ، وَيُقَال: زُبَالَةُ أَسْهَلُ مِنه.} وبَيْضَةُ النَّهَارِ:! بَيَاضُهُ، يُقَال: أَتَيْتُه فِي بَيْضَةِ النَّهَارِ. من الْمجَاز قَولُهم: هُوَ أَذَلُّ مِنْ بَيْضَةِ البَلَدِ، أَي من بَيْضَةِ النَّعَامِ، وَهِي التَّرِيكَةُ الَّتِي تَتْرُكُهَا فِي الفَلاةِ فَلَا تَحْضَنُهَا، وَهُوَ ذَمٌّ. وأَنشد ثَعْلَبٌ للرَّاعِي يَهْجُو ابنَ الرِّقَاع العَامِلِيّ:
(لَوْ كُنْتَ من أَحَدٍ يُهْجَى هَجَوْتُكُمُ ... يَا ابْنَ الرِّقَاعِ ولكِنْ لَسْتَ من أَحَدِ) (تأْبَى قُضاعَةُ لَمْ تَعْرِفْ لَكُم نَسَباً ... وابْنَا نِزَارٍ فأَنْتم بَيْضَةُ البَلَدِ)
أَرادَ أَنَّه لَا نَسَب لَهُ وَلَا عَشِيرَةَ تَحْمِيه. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِشَاعِرٍ. قَالَ ابْن بَرِّيّ: هُوَ صِنَّان بنُ عَبّادٍ اليَشْكُريّ:
(لَو كانَ حَوْضَ حِمَارٍ مَا شَرِبْتُ بِهِ ... إِلاَّ بإِذْنِ حِمَارٍ آخِرَ الأَبَدِ)

(لكِنَّه حَوَضُ مَنْ أَوْدَى بإِخْوَتِهِ ... رَيْبُ المَنُون فَأَمْسَى بَيْضَةَ البَلَدِ)
أَي أَمْسَى ذَلِيلاً كهذِه البَيْضَةِ الَّتِي فَارَقَهَا الفَرْخُ فرَمَى بِهَا الظَّلِيمُ فدِيسَتْ، فَلَا أَذَلَّ مِنْهَا. وَقَالَ كُرَاع: الشِّعْر للمُتَلَمِّس. وَقَالَ المَرْزُبَانِيّ: إِن الشّعرَ لِثَوْبِ بن النَّار اليَشْكُرِيّ. يُقَال أَيْضاً: هُو بَيْضَةُ البَلَدِن إِذا مَدَحُوهُ ووَصَفُوه بالتَّفَرُّدِ، أَي وَاحِدُه الَّذِي يُجْتَمَع إِليْه ويُقبَلُ قَوْلُه. وأَنشَدَ أَبُو العَبّاس لامْرَأَةٍ من بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيّ تَرْثِي عَمْرَو بْنَ عَبْدِ وُدٍّ، وتَذْكُر قَتْل عَليٍّ إِيّاه:
(لَوْ كَانَ قَاتِلُ عَمْرٍ وغيْرَ قَاتِلِه ... بَكيْتُهُ مَا أَقَامَ الرُّوحُ فِي جَسَدِي)

(لكِنَّ قاتِلَه مَنْ لَا يُعَابُ بِهِ ... وكَانَ يُدْعَى قَدِيماً بَيْضَةَ البَلَدِ)
أَي أَنَّهُ فَرْدٌ ليْسَ أَحَدٌ مِثْلَهُ فِي الشِّرَفِ،! كالبَيْضَةِ الَّتِي هِيَ تَرِيكَةٌ وَحْدَهَا ليْسَ مَعَهَا غيْرُهَا. قَالَ الصَّاغَانِيّ: قَائِله هَذَا الشِّعر هِيَ أُخْتُ عمْرِو بن عبْدِ وُدّ وإِذَا ذُمَّ الرَّجُل فقِيلَ هُوَ بَيْضَةُ البَلَدِ، أَرَادُوا هُوَ مُنْفَرِدٌ لَا نَاصِرَ لَهُ بمَنْزلَةِ بَيْضَةٍ قَام عَنْهَا الظَّلِيم وتَرَكَها لَا خيْرَ فِيهَا وَلَا مَنْفَعَة، ضِدٌّ. ذَكَرَهُ أَبو حَاتِمٍ فِي كتَابِ الأَضْدَادِ. وكَذَا أَبو الطِّيِّب اللُّغَويّ فِي كتاب الأَضْدَادِ. وسُئِلَ ابنُ الأَعْرَابيّ عَن ذلكَ فقَال: إِذا مُدِحَ بهَا فَهِيَ الَّتِي فِيهَا الفَرْخُ، لأَنَّ الظَّلِيم حينئِذٍ يَصُونُهَا، وإِذا) ذُمَّ بِها فَهِيَ الَّتِي قد خَرَج الفَرْخُ عَنْهَا ورَمَى بهَا الظَّلِيمُ فدَاسَهَا النَّاسُ والإِبْلُ، وَهَكَذَا نَقَلَه أَبُو عَمْرٍ وَعَن أَبِي العَبَّاسِ أَيْضاً. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: قولُهم: فُلانٌ بَيْضَةُ البَلَدِ، هُوَ من الأَضْدادِ، يَكُونُ مَدْحاً، وَيكون ذَمّاً. قُلْتُ: وأَما قَوْلُ حَسّانَ فِي نَفْسِه:
(أَمْسَى الخَلابيسُ قَدْ عَزُّوا وقَدْ كَثُرُوا ... وابْنُ الفُرَيْعَةِ أَمْسَى بَيْضَةَ البَلَدِ)
فَقَالَ أَبُو حَاتم: هُوَ مَدْحٍ. وأَبَاه الأَزْهَرِيُّ وَقَالَ: بَلْ هوَ ذَمٌّ، انْظُرْه فِي التَّهْذِيبِ. {وبَيْضَةُ البَلَدِ: الفَقْعُ، كَمَا فِي العبَابِ، وَفِي الأَسَاس: هِيَ الكَمْأَةُ. من المَجَاز قوْلُهُم فِي المَثل: كَانُوا بيْضَة العُقْرِ، للمَرَّة الأَخِيرَة، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ. وَقَالَ اللّيْثُ يَبِيضُهَا الدِّيكُ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ لَا يَعُودُ. يُضْرَبُ لِمَنْ يَصْنَع الصَّنِيعَةَ ثُمَّ لَا يَعُودُ لَهَا. وَقيل: بَيْضَةُ العُقْرِ: أَن تُغْصَبَ الجَارِيَةُ نَفْسُهَا فتُقْتَضّ فتُجَرَّب ببَيْضَةٍ، وتُسَمَّى تِلْكَ البَيْضَةُ بَيْضَةَ العُقْرِ، وَقد تقدّم فِي ع ق ر. من المَجَازِ: بَيْضَةُ الخِدْرِ: جَارِيَتُه، لأَنَّهَا فِي خِدْرُهَا مَكْنُونَةٌ. وَفِي البَصَائِر: وكَنىَ عَن المَرْأَةِ بِالبَيْضَة تَشبِيهاً بِهَا فِي اللَّوْن، وَفِي كَوْنِهَا مَصُونَةً تَحْتَ الجَنَاحِ، ويُقَال: هِيَ من} بَيْضَاتِ الحِجَالِ. وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيّ لامْرِئ القيْس:
(وبَيْضَةِ خِدْر لَا يُرَامُ خِبَاؤُهَا ... تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غيْرَ مُعْجَلِ)
! والبَيْضَتَان، بالفَتْح، ويُكْسَرُ، وَبِهِمَا رُوِيَ قَوْلُ الأَخْطَل: (فَهُوَ بهَا سَيِّئٌ ظَنّاً وليْسَ لَهُ ... {بالبَيْضَتيْنِ وَلَا بالغَيْضِ مُدَّخَرُ)
وَهُوَ ع على طَرِيقِ الشَّامِ من الكُوفَة. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: هُوَ بالفَتْح، فَوْقَ زُبَالَةَ. وَقَالَ غيْرُه: هُوَ مَا حَوْلَ البَحْرَيْنِ من البَرِّيِّة، ورَوَاهُ بالكَسْر. وأَمَّا قولُ: الفرزدق:
(قَعِيدَكُمَا اللهُ الَّذِي أَنْتُمَا لَهُ ... أَلمْ تَسْمَعَا بالبَيْضَتيْن المُنَادِيَا)
فإِنَّهُ أَرادَ بِهِمَا المَوْضِعَ الَّذِي بالحَزْنِ لبَنِي يَرْبُوعٍ، والذِي بالصَّمَّان لبَنِي دَارِمٍ. وَقد رُوِيَ فِيهِمَا الفَتْحُ والكَسْرُ، كَمَا تَقَدَّم. وهُناكَ قولٌ آَخَرُ، يُقَال لِمَا بَيْنَ العُذيْبِ ووَاقِصَةَ بأَرْضِ الحَزْنِ من دِيَارِ بَنِي يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَةَ: بَيْضَةٌ. والبِيضَةُ، بالكَسْرِ: الأَرْضُ} البَيْضَاءُ المَلْسَاءُ. قَالَ رُؤبةُ: يَنْشَقُّ عَنِّي الحَزْنُ والبِرِّيتُ والبِيضَةُ البَيْضَاءُ والخُبُوتُ هكَذا رَوَاه شَمِرٌ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ بكَسْرِ البَاءِ قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: {البِيضَةُ: لَوْنٌ من التَّمْرِ، ج} البِيضُ، بالكَسْر أَيضاً. من المَجَازِ قَوْلُهُم: سَدَّ ابْن! بِيضٍ الطَّرِيقَ، بالكَسْر، وَقد يُفْتَح، كَمَا) هُوَ فِي الصّحاح. ووجدتُ فِي هَامِشِه بخَطّ أَبِي زَكَرِيّا، قَالَ أَبُو سَهْلٍ الهَرَوِيّ: هَكَذَا رأَيتُ بخَطّ الجَوْهَرِيّ بفَتْحِ البَاءِ. وكذَا رَوَاهُ خَالُه أَبُو إِبْرَاهِيمَ الفَارَابِيّ فِي دِيوَانِ الأَدَبِ. أَو هُوَ وَهَمٌ للجَوْهَرِيّ، قَالَ أَبو سَهْلٍ: والَّذِي قَرَأْتُه على شيْخِنَا أَبِي أُسَامَةَ، بكَسْرِ البَاءِ، وَهَكَذَا رَأَيْتهُ بخَطِّ جَمَاعَةٍ من العُلَمَاءِ باللُّغَة، بكَسْرِ البَاءِ، وَهَكَذَا نَقَلَه ابنُ العَدِيم فِي تَارِيخ حَلَب. قُلْتُ: والصَّوابُ أَنَّه بالكَسْرِ والفَتْح، كَمَا نَقَلَه الصَّاغَانِيّ وغيْرُه، وبِهِمَا رُوِيَ قَوْلُ عَمْرِو بنِ الأَسْوَد الطُّهَوِيّ:
(سَدَدْنَا كَمَا سَدَّ ابنُ بِيض طَرِيقَهُ ... فلَمْ يَجِدُوا عِنْدَ الثَّنِيَّةِ مَطْلَعَا)
وَكَذَا قَوْل عَوْفِ بنِ الأَحْوَصِ العَامِرِيّ:
(سَدَدْنَا كَمَا سَدَّ ابْن بَيْض فَلم يَكُن ... سِوَاهَا لِذِي الأَحْلاَمِ قَوْمِيَ مَذْهَبُ)
والجَوْهَرِيّ لم يُصَرَّح بالفَتْح وَلَا بالكَسْر، وإِنَّمَا هُوَ ضَبْط قَلَمٍ، فَلا يُنْسَب إِليه الوَهَمُ فِي مِثْل ذلِكَ، على أَنَّ لَهُ أُسْوَةً بخَاله، وكَفَى بِهِ قُدْوَةً. وأَمّا ابنُ بَرِّيّ فقد اخْتَلَفَ النَّقْلُ عَنهُ فِي التَّعْقِيب.
وَقَالَ رَضِيُّ الدينِ الشَّاطِبِيّ على حَاشِيَة الأَمَالي لابْنِ بَرِّيّ مَا نَصُّه: وأَبو مُحَمَّد، رَحِمَهُ الله، حَمَلَ الفَتْحَ فِي بَاءِ الشَّاعِر على فَتْح البَاءِ فِي صَاحِبِ المَثَل، فعَطَفَه عَليه، أَيْ أَنَّ الشَّاعِرَ الذِي هُوَ حَمزَةُ بنُ بِيضٍ، وسَيَأْتي ذِكْرُه بكَسْرِ البَاءِ لاَ غيْر، فتَأَمَّلْ: تَاجِرٌ مُكْثِرٌ من عَادٍ، كَذَا نَصُّ المُحِيط. وَقَالَ ابنُ القَطَّاعِ: أَخبَرنَا أَبُو بَكْرٍ اللُّغَوِيُّ، أَخبَرَنا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيّ، أَخبَرنَا أَبو نَصْرٍ الجَوْهَرِيّ، قَالَ: قَالَ الأَصْمَعِيّ: ابنُ بَيْضٍ كَانَ فِي الزَّمَن الأَوّلِ، عَقَرَ نَاقَتَهُ عَلَى ثَنِيَّةٍ، وَعند ابنِ قُتيْبَة: نَحَرَ بَعِيراً لَهُ على أَكَمَةٍ، فسَدَّ بِهَا الطَّرِيقَ ومَنَعَ النَّاسَ مِنْ سُلُوكِهَا. وَقَالَ المُفَضَّلُ: كَانَ ابنُ بَيْض رَجُلاً من عَادٍ تاجِراً مُكْثِراً، فكانَ لُقْمَانُ بنُ عَادٍ يَخْفِره فِي تِجَارَته ويُجِيزُه على خَرْجٍ يُعْطِيه ابنُ بَيْضِ يَضَعُه لَهُ على ثَنِيَّةٍ، إِلى أَن يَأْتِيَ لُقْمَانُ فيَأْخُذَه، فإِذَا أَبْصَرَهُ لُقْمَانُ قَد فَعَل ذلِكَ. قَالَ: سَدَّ ابنُ بَيْضٍ السَّبِيلَ، أَي لم يَجْعَلْ لي سَبِيلاً على أَهْلِهِ ومَالِهِ. وَذكر ابنُ قُتَيْبَةَ عَن بَعْضِهِم: هُوَ رَجُلٌ كانَت عَلَيْهِ إِتَاوَةٌ فهَرَبَ بهَا فاتَّبَعه مُطَالِبُهُ، فَلمَّا خَشِيَ لَحَاقَهُ وَضَعَ مَا يُطَالِبُه بِهِ على الطَّرِيقِ ومَضَى، فلَمَّا أَخَذ الإِتَاوَةَ رَجَعَ وقَال هذَا المَثَلَ، أَي مَنَعَنا من اتِّبَاعَه حِينَ أَوْفَى بِمَا عَليْه، فكَأَنَّه سَدَّ الطَّرِيق. وقَال بَشَامَة بن عَمْرو:
(وإِنَّكمُ وعَطَاءَ الرِّهَانِ ... إِذَا جَرَّت الحَرْبُ جُلاًّ جَلِيلاَ)

(كثَوْبِ ابْنِ بَيْضٍ وَقاهُمْ بِهِ ... فسَدَّ على السَّالِكِين السَّبِيلاَ)
قَالَ الصَّاغَانِيّ: الثَّوْبُ كِنَايَةٌ عَن الوِقَايَة لأَنَّهَا تَقِي وِقَايَةَ الثَّوْبَ. وَقَالَ ابنُ قُتَيْبة فِي قَوْلِ عَمْرو) بْن الأَسْوَد الطُّهَوِيّ السَّابِق: كَنَى الشّاعِرُ عَن البَعِيرِ، إِنْ كَانَ التَّفْسِيرُ على مَا قَالَهُ الأَصْمَعِيّ، أَو عَنِ الإِتَاوَة إِنْ كَانَ التَّفْسِيرُ على مَا ذَكَرَه غيْرُه بالثَّوْب، لأَنَّهما وَقَيَا، كَمَا يَقِي الثَّوْبُ، كَذَا فِي تَارِيخ حَلَب لابْنِ العَدِيم. {وبِيضَات هَكَذَا فِي النُّسَخ بالتَّاءِ الفَوْقِيَّة، والصَّوابُ} بِيضَانُ الزُّرُوبِ، بِالكَسْر والنّون: د قَالَ أَبُو سَهْم أُسَامَةُ بنُ الحَارِث الهُذَلِيُّ:
(فلَسْتُ بمُقْسِم لَوَدَدْتُ أَنِّي ... غَدَاتَئِذٍ {ببِيْضَانِ الزُّرُوبِ)
} والبِيضَانُ، بالكسْرِ: جَبَلٌ لتَنِي سُليْم. قَالَ مَعْنُ بنُ أَوْسٍ المُزَنِيُّ، يَمْدَح بَعْض بَنِي الشَّرِيد السُّلَمِيِّين:
(لآلِ الشَّرِيدِ إِذْ أَصَابُوا لِقَاحَنا ... بِبَيْضَانَ والمَعْروفُ يُحْمَدُ فاعِلُهْ)
البِيَضَانُ من النَّاسِ: ضِدُّ السُّودان، جَمْعُ أَبْيَضَ، وأَسْوَدَ. مِنَ المَجَاز: البَيْضُ، بالفَتْح: وَرَمٌ فِي يَدِ الفَرَسِ، مِثْل النُّفْخِ والغُدَدِ، وفَرَسٌ ذُو بَيْضِ. قَالَ الأَصْمَعِيّ: هُوَ من العيُوبِ الهَيِّنَةِ. وَقد {بَاضَتْ يَدُه} تَبِيضُ {بَيْضاً. وقَال أَبُو زيْد: البَيْضَةُ: وَرَمٌ فِي رُكْبَةِ الدَّابّةِ. و} بَاضَتِ الدَّجَاجَةُ، ونَصّ الصّحاح: الطَّائِرَةُ، فَهِيَ {بَائِضٌ: أَلْقَتْ} بَيْضَها. دَجَاجَةٌ {بَيُوضٌ، كصَبورٍ: كَثِيرَةُ البَيْض. ج} بُيُضٌ، بضَمَّتَيْن، {وبِيضٌ، بالكَسْرِ، الأُولَى ككُتُبٍ، الأَوْلَى تَمْثِيلُهَا بصُبُرٍ فِي جمع صَبُور، الثَّانِيَةُ مِثْلُ مِيلٍ، فِي لُغَة مَنْ يَقُولُ فِي الرُّسُلِ رُسْل، وإِنّمَا كُسِرَت الباءُ لِتَسْلَمَ البَاءُ، قَالَه الجَوْهرِيّ وَقَالَ غَيْرُه: وَقد قَالُوا: بُوضٌ. وَقَالَ الأَزْهَريّ: يُقَال دَجَاجَةٌ بائضٌ، بغيْر هاءٍ، لأَنَّ الدِّيكَ لَا} يَبِيض. وَقَالَ غيْرُه: يُقَال دِيكٌ بائِضٌ، كَمَا يُقَال: وَالِدٌ، وكَذلك الغُرَابُ، قَالَ: بِحَيْثُ يَعْتَشُّ الغُرَابُ {البائضُ قَالَ ابنُ سِيدَهُ: وَهُوَ عِنْدي عَلَى النَّسَبِ. من المَجَازِ: باضَ الحَرُّ، أَي اشْتَدَّ، كَمَا فِي الصّحاح، والأَسَاس، ووَهِمَ الصَّاغَانِيّ فذَكَرَهُ فِي التَّكْمِلَة، وَهُوَ مَوْجُودٌ فِي نسَخ الصّحاح كُلِّهَا.
من المَجَازِ: بَاضَت البُهْمَى، أَي سَقَطَتْ نِصَالُهَا، كَمَا فِي الصّحاح} كأَبَاضَتْ {وبَيَّضَتْ.
والَّذِي فِي التَّكْمِلَة والعُبَابِ: أَبَاضَت البُهْمَى، مِثْلُ بَاضَتْ، وكَذلِكَ} أَبْيَضَتْ. و {بَاضَ فُلاناً} يَبِيضُهُ: غَلَبَهُ فِي {البَيَاضِ، وَلَا يُقَال يَبُوضُه، كَمَا فِي الصّحاح والعبَاب، وَهُوَ مُطَاوِعُ} بَايَضَهُ {فبَاضَه، كَمَا قَالَه الجَوْهَرِيّ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ:} بَاضَ العُودُ، إِذا ذَهَبَتْ بِلَّتهُ ويَبْسَ، فهُوَ يَبِيضُ! بُيُوضاً، وَهُوَ مَجَاز. باضَ بالمَكَانِ: أَقَامَ بِهِ، كَمَا فِي العُبَاب، وَهُوَ مَجَازٌ. بَاضَ السَّحَابُ، إِذا مَطَرَ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وَهُوَ مَجَاز، وأَنْشَدَ:)
(بَاضَ النَّعَامُ بِهِ فنَفَّرَ أَهْلَهُ ... إِلاَّ المُقِيمَ عَلَى الدَّوا المُتَأَفِّنِ)
قَالَ: أَراد مَطَراً وَقََ بنَوْءِ النَّعائم. يَقُولُ: إِذا وَقَعَ هَذَا المَطَرُ هَرَبَ العُقَلاءُ وأَقَامَ الأَحْمَقُ، كَمَا فِي العبَاب. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: وَصَفَ هذَا الشاعِرُ وَادِياً أَصابَهُ المَطَرُ فأَعْشَبَ. والنَّعَامُ هُنَا النَّعَائِمُ من النُّجُوم، وإِنَّمَا تُمْطِرُ النَّعَائمُ فِي القَيْظِ فيَنبُتُ فِي أُصُول الحَلِيِّ نَبْتٌ يُقَال لَهُ النَّشْرُ، وَهُوَ سُمٌّ إِذا أَكَلَه المالُ مَوَّتَ. ومعنَى باضَ: أَمْطَرَ. والدَّوَا بمَعْنَى الدّاءِ. وأَرادَ بالمُقِيمِ المُقِيمَ بِهِ على خَطَرِ أَن يَمُون. والمُتَأَفِّنُ: المُتَنَقِّص. قَالَ: هَكَذَا فَسَّره المُعَلَّبِيُّ فِي بَاب المقْصور لابْنِ وَلاّدٍ، فِي بابِ الدّال قَالَ الفَرَّاءُ: تَقُولُ العَرَبُ: امْرَأَةٌ {مُبْيِضَةٌ، إِذا وَلَدَت البِيضَانَ، قَالَ، ومُسْوِدَةٌ ضدُّها. قَالَ: وأَكْثَرُ مَا يَقُولُون: مُوضِحَة، إِذا وَلَدَت} البِيضَانَ، كَمَا فِي العُبَاب. قَالَ الفَرّاءُ: وَلَهُم لُعْبَةٌ، يَقُولُونَ: {- أَبِيضِي حَبَالاً وأَسِيدِي حَبَالاً، هَكَذَا نَقَلَه الصَّاغَانِيّ فِي كِتَابَيْه.} وبَيَّضَه {تَبْيِيضاً: ضِدُّ سَوَّدَهُ. يُقَالُ:} بَيَّضَ اللهُ وَجْهَهُ. من المَجاز: بَيَّضَ السِّقاءَ إِذا مَلأَهُ من المَاءِ واللَّبَنِ، نَقله الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ. بَيَّضَه أَيضاً، إِذا فَرَّغَهُ، وَهُوَ ضِدٌّ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ وصَاحِبُ اللِّسَان، وَهُوَ مَجَاز. {والمُبَيِّضَةُ، كمُحَدِّثَةٍ: فِرْقَةٌ من الثَّنَوِيَّة. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وهُمْ أَصْحَابُ المُقَنَّعِ، سُمُّوا بذلِكَ} لِتَبْيِيضهم ثِيَابَهُمْ مُخَالَفَةً للمُسَوِّدَةِ من العَبَّاسِيِّينَ، أَي لأَنَّ شِعَارَهُمْ كانَ السَّوادَ. يَسْكُنُون قَصْرَ عُمَيْرٍ. {وابْتَاضَ الرَّجُلُ: لبِسَ البَيْضَةَ من الحَدِيد. من المَجَازِ:} ابْتَاضَ القَوْمَ، أَي اسْتَأْصَلَهُمْ. يُقَال: أَوْقَعُوا بهِم {فابْتاضُوهُم، أَي استَأَصَلُوا بَيْضَتَهُم} فابْتِيضُوا: اسْتُؤْصِلُوا، وأُبِيحَتْ {بَيْضَتُهُمْ.} وابْيَضَّ الشَّيْءُ، {وابْيَاضَّ: ضِدُّ اسْوَدَّ، واسْوَادّ، وَهُوَ مُطَاوِعُ} بَيِّضْتُ الشَّيْءَ {تَبْيِيضاً، كَمَا فِي الصّحاح. وأَيّامُ} البِيضِ، بالإِضَافَةِ، لأَنَّ البِيضَ من صِفَةِ الِّليَالِي، أَيْ أَيّامُ الّليَالِي البِيضِ، وَهِي الثالِثِ عَشَرَ إِلى الخامِسَ عَشَرَ، وَهُوَ القَوْلُ الصَّحِيحُ، كَمَا قَالَه النَّوَوِيُّ وغيْرُهُ، وإِنَّمَا سُمِّيَتْ لَيَالِيهَا {بِيضاً لأَنَّ القَمَرَ يَطْلُع فِيهَا من أَوَّلِها إِلى آخِرِها. أَو هِيَ من الثَّانِي عَشَرَ إِلى الرابِعَ عَشَرَ، وَهُوَ قَوْلٌ ضَعِيفٌ شَاذٌ. قَالَ شيْخُنَا: وَلَا يَصِحُّ إِطْلاقُ البَيَاضِ على الثَّانِي عَشَرَ، لأَنَّ القَمَرَ لَا يَسْتَوْعِبُ لَيْلَتَهُ، ولاَ تَقُل: الأَيَّامُ البِيضُ، قَالَه ابنُ بَرِّيّ، وابنُ الجَوَالِيقِيّ، ولكِنَّ أَكْثَرَ الرِّوَايَاتِ هَكَذَا: كانَ يَأْمُرُنا أَنْ نَصُومَ الأَيّامَ البِيضَ، وَقد أَجابَ شُرَّاحُ البُخَارِيّ عَمّا أَنْكَرَاهُ، مَعَ أَنّ المُصَنِّف قد ارْتَكبَه بنَفْسِهِ فِي وض ح ففسَّر الأَوَاضِحَ هُنَاكَ بالأَيّامِ البِيضِ: وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليْه:} أَباضَ الشَّيْءُ مْثْلُ {ابْيَضَّ، وكذلِك} ابْيَضَضَّ، فِي ضَرُورَة الشِّعْر، قَالَ الشَّاعِر:)
(إِنَّ شَكْلِي وإِنَّ شَكْلَكِ شَتَّى ... فالْزَمِي الخُصَّ واخْفِضِي! - تَبْيَضِضِّي)وَقَالَ غيْرُه: هُمَا عِرْقَا الوَرِيدِ. وقِيلَ: عِرْقَانِ فِي البَطْنِ، {لِبَيَاضِهِمَا. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(} وأَبْيَضَ قد كَلَّفْتُه بعدَ شُقَّةٍ ... تَعَقَّدَ مِنْهَا أَبْيَضَاهُ وحَالِبُهْ)
{وبَيَاضُ الكَبِدِ والقَلْبِ والظُّفرِ: مَا أَحَاطَ بهِ. وقِيلَ: بَيَاضُ القَلْبِ من الفَرَسِ: مَا أَطَافَ بالعِرْق من أَعْلَى القَلْبِ. وبَيَاضُ البَطْنِ: بَنَاتُ اللَّبَنِ وشَحْمُ الكَلَى ونَحْوُ ذلِكَ، سَمَّوْهَا بالعَرَضِ كأَنَّهُمْ أَرادُوا: ذَات البَيَاضِ. وكَتِيبَةٌ} بَيْضَاءُ: عَلْيَها بَيَاضُ الحَدِيدِ. {والبَيْضَاءُ: الشَّمْسُ، لبَيَاضِها، قَالَ الشَّاعِر:
(} وبَيْضَاءَ لم تَطْبَعْ ولَمْ تَدْرِ مَا الخَنَا ... تَرَى أَعْيُنَ الفِتيَانِ من دُونِهَا خُزْرَا)
وَيُقَال: كَلَّمتُه فَمَا رَدَّ عَلَيَّ بَيْضَاءَ وَلَا سَوْداءَ، أَي كَلِمَةً حَسَنَة وَلَا قبِيحَةً، على المَثَلِ. وكَلاَمٌ أَبْيَضُ: مَشْرُوحٌ، على المَثَلِ أَيْضاً، وَكَذَا صَوْتٌ أَبْيَضُ، أَي مُرْتَفِعٌ عَال، على المَثَلِ أَيْضاً.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: يُقَال للأَسْوَدِ: أَبو البَيْضَاءِ، {وللأَبْيَض أَبُو الجَوْنِ. واليَدُ} البيْضَاءِ، الحُجَّة المُبَرْهَنَةُ، وَهِي أَيْضاً اليَدُ الَّتِي لَا تُمَنُّ والَّتِي عَن غيْرِ سُؤَالٍ، وذلِكَ لشَرَفِهَا فِي أَنْوَاعِ الحِجَاجِ والعَطَاءِ. وأَرْضٌ {بَيْضَاءُ: مَلْسَاءُ لَا نبَاتَ فِيهَا، كَأَنَّ النَّبَاتَ كَانَ يُسَوِّدُهَا، وقِيلَ: هِيَ الَّتِي لم) تُوطَأْ.} وبَيَاضُ الجِلْدِ: مَا لَا شَعرَ عَلَيْهِ. ودَجَاجَةٌ {بَيَّاضَةٌ، كبَيُوضٍ، وهُنَّ} بُوضٌ. وغُرَابٌ بائِضٌ على النَّسَبِ، {والأَبْيَضُ: مُلْكُ فَارِسَ لبَيَاضِ أَلْوانِهِم، أَو لأَنَّ الغَالِبَ على أَمْوَالِهِم الفِضَّةُ.
} والبَيْضَةُ، بالفَتْح: عِنَبٌ بالطَّائفِ، أَبْيَضُ عَظِيمُ الحَبِّ. وبَيْضَةُ السَّنَامِ: شَحْمَتُه، على المَثَلِ.
وبِيضَ الحِيُّ: أُصِيبَتْ بَيْضَتُهُم وأُخذَ كُلُّ شَيْءٍ إِلهُم، {وبِضَناهُمْ،} كابْتَضنَاهُم: فَعَلنا بِهِم ذلِ: َ عَنوَةً.
{وبَيْضَةُ الصَّيْفِ: مُعْظَمُه. وبَيْضَةُ الحَرّ: شِدَّتُه. وبَيْضَةَ القَيْظِ: شِدَّةُ حَرِّه، وَقَالَ الشَّمّاخ:
(طوَى ظِمْأَهَا فِي بَيْضةِ القيْظِ بَعْدَما ... جَرَى فِي عِنَانِ الشِّعْرَيَيْنِ الأَمَاعِزُ)
وقَالَ بَعْضُ العَرَب: يَكُونُ على المَاءِ بَيْضَاءُ القَيْظِ، وذلِك من طُلُوعِ الدَّبَرَانِ إِلى طُلُوعِ سُهَيْلٍ.
وَفِي الأَسَاس: أَتيْتُه فِي بَيْضَةِ القَيْظِ، وبَيْضَاءِ القَيْظِ، أَي صَمِيمِه، من طُلُوعِ سُهيْل والدَّبَرَانِ.
وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: والَّذِي سَمِعْتُه: يَكُونُ على المَاءِ حَمْرَاءُ القَيْظِ، وحِمِرُّ القَيْظِ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: أَفْرَخَ بَيْضَةُ القَوْمِ: إِذا ظهرَ مَكْتُومُ أَمْرِهِم. وأَفرَخَتِ البَيْضَةُ: صَارَ فِيهَا فَرْخٌ.} وبَاضَتِ الأَرْضُ: اصْفَرَّتْ خُضْرتُهَا، ونَفَضَت الثَّمَرةَ وأَيْبَسَتْ، وقِيلَ: بَاضَتْ: أَخْرَجَتْ مَا فِيهَ من النَّبَاتِ. وَفِي الحَدِيثِ فِي صِفَة أَهْلِ النَّارِ فَخِذُ الكافِرِ فِي النارِ مِثْلُ البَيْضاءِ قِيلَ: هُوَ اسمُ جَبَلٍ.
قلتُ: ولَعَلَّه الَّذِي تَقَدَّم فِي المَتْنِ، أَو غيْرُهُ، فَليُنْظر. ورَجُلٌ! مُبَيِّضٌ، كمُحَدِّثٍ: لاَبِسٌ ثِيَاباً بِيضاً.
وحَمْزَةُ بنُ بِيضِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن شَمِرٍ الحَنَفِيّ: شاعِرٌ مَشْهُورٌ فَصِيحٌ، رَوَى عَن الشَّعْبِيّ، وَعنهُ وَلَدُه مُخْلَد، قَدِمَ حَلَبَ ومَدَحَ المُهَلَّبَ فِي الحَبْسِ، كذَا فِي تَارِيخ ابْنِ العَديم وَهُوَ بكَسْرِ الباءِ لَا غيْر، قَالَه ابْن بَرِّيّ، وضَبَطَه الحافِظُ بالفَتْحِ. وذَكَرَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ أَنَّه دَخَلَ على المَأْمُون فَقالَ: أَنْشِدْنِي أَخْلَبَ بَيْتٍ قالَتْه العَرَبُ، قَالَ: فأَنْشَدْتُه أَبْيَاتَ حَمْزَةَ بنِ بِيضٍ فِي الحَكَمِ بْنِ أَبي العَاص:
(تَقُولُ لِي والعُيُونُ هَاجِعَةٌ ... أَقِمْ عَلْينَا يَوْماً فلمْ أُقِمِ)

(أَيَّ الوُجُوهِ انْتَجَعْتَ، قُلْتُ لَهَا ... وأَيُّ وَجْهٍ إِلاَّ إِلَى الحَكَمِ)
مَتَى يَقُلْ صَاحِبَا سُرَادِقِهِهذا ابنُ بِيضِ بالبَابِ يَبْتَسِمِ وَفِي شَرْحِ أَسماءِ الشُّعَرَاءِ لأَبِي عُمَرَ المُطَرِّز: حَمْزَةُ بنُ بِيضِ. قَالَ الفَرَّاءُ: البِيضُ: جَمْع أَبْيَضَ وبَيْضَاءَ. والبَيْضَةُ، بالفَتْح: مَوْضعٌ عِنْدَ مَاوَانَ، بِهِ بِئَارٌ كَثيرةٌ، من جِبَالهِ أُدَيْمَةُ والشّقدان. وبالكَسْر جَبَلٌ لبَنِي قُشيْرٍ: {والبُيَيْضَة، بالتَّصْغِير: اسمُ ماءٍ.} والبُوَيْضَاءُ، مُصَغَّراً: قَرْيَةٌ بالقُرْب من دِمَشْقِ الشَّامِ، وأَهْلُهَا مَشْهُورُون بالجُودِ، وَبهَا مَاتَ المَلِكُ الأَمْجَدُ، الحَسَن بنُ)
داوُودَ بْنِ عيِسَى بنِ أَبِي بَكْرِ بن أَيُّوبَ. وذُو {بِيضَانَ، بالكَسْر: مَوْضِعٌ. قَالَ مُزَاحم:
(كَمَا صَاحَ فِي أَفْنَانِ ضَالٍ عَشِيَّةً ... بأَسْفَلِ ذِي بِيضَانَ جُونُ الأَخَاطِبِ)
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: البَيْضَةُ، بالفَتْح: أَرضٌ بالدَّوِّ، وحَفَروا بهَا حَتَّى أَتَتْهم الرِّيحُ مِن تَحْتِهِم فرَفعَتْهم، ولَمْ يَصِلُوا إِلى المَاءِ. وَقَالَ غيْرُه: البَيْضَةُ: أَرْضٌ بَيْضَاءُ لَا نَباتَ فِيهَا. والسَّوْدَةُ: أَرضٌ بهَا نَخِيلٌ.} والبَيَاضَةُ: مَوْضعٌ بالإِطْفِيحِيّة، من أَعْمَالِ مِصْرَ، وَهِي أَرضٌ بَيْضَاءُ سَهْلٌ لَا نَبَاتَ بِها. والسَّوادةُ تجَاهَ مُنْيَةِ بنِي خُصِيبٍ، بهَا نخيلٌ ومَزَارِعُ. وبَيَاضٌ أَيْضاً من قُرَى الفَيُّومِ.
وَقَالَ الفَرَّاءُ: يُقَال: مَا عَلَّمَكَ أَهْلُكَ إِلاَّ بِيضاً، بالكَسْرِ، أَي تَمَطُّقاً، نَقله الصّاغانِيّ. وبَاضَ مِنّي فُلانٌ: هَرَبَ. {وابْتَاضَهم: دَخَلَ فِي} بَيْضَتِهِمْ. {وابْتَاضَ: اخْتَارَ.} وبَاضَت الأَرْضُ: أَنْبَتَت الكَمْأَةَ.
{- وبَايَضَنِي فُلانٌ: جاهَرَني، من بَيَاضِ النَّهَارِ. وَلَا يُزَايِل سَوَادِي} بَيَاضَك، أَي شَخْصِي شَخْصَك، وَهُوَ مَجَاز. {والأَبْيَضُ بنُ مُجَاشِعِ بنِ دَارِمٍ: بَطْنٌ من تَميمٍ، مِنْهُم أَبُو لَيْلَى الأَبْيَضُ الشَّاعِر.
} والبَيَّاضَةُ، مُشَدَّدَة: مَحَلَّةٌ بحَلَبَ.

بوب

(بوب) الْبَاب عمله وَالْكتاب وَنَحْوه جعله أبوابا

بوب

1 بَابَ لَهُ, aor. ـُ (M, K,) quasi-inf. n., if there be such a verb, بِوَابَةٌ, with the و not changed into ى because it is not an inf. n. properly speaking, but a subst., (Lth, T,) He was, or became, a door-keeper, or gate-keeper, to him; (M, K;) namely, a Sultán (M) [or other person].2 بوّب [app., (assumed tropical:) He practised what are termed أَبْوَابُ الحَرْبِ, meaning the expedients, tricks, or stratagems, of war, battle, or fight. b2: And hence,] (assumed tropical:) He charged upon, attacked, or assaulted, the enemy. (AA, T.) A2: بَوَّبْتُ الأَشْيَآءَ (assumed tropical:) I made the things to be divided into distinct أَبْوَاب [meaning kinds, or sorts; or I disposed, arranged, distributed, or classified, the things under distinct heads]. (Msb.) And بوّب الأَبْوَابَ (assumed tropical:) [He disposed, arranged, distributed, classified, or set in order, the kinds, sorts, classes, chapters, heads, or the like]. (TA voce أَصَّلَ, q. v.) And بوّب المُؤَلِّفُ كِتَابَهُ (assumed tropical:) [The author disposed, or divided, his book in, or into, distinct chapters]. (A.) [See بَابٌ.]5 تبوّب, (A,) or تبوّب بَوَّابًا, (S, M, K,) He took for himself a door-keeper, or gate-keeper. (S, M, A, K.) بَابٌ, originally بَوَبٌ, (M, Msb,) A door; a gate; a place of entrance: and the thing with which a place of entrance, such as a door or gate, is closed; of wood &c.: (MF, TA:) pl. أَبْوَابٌ (S, M, Msb, K) and بِيبَانٌ (M, K) and أَبْوِبَةٌ, (S, M, K,) [a pl. of pauc., said to be] only used for conformity with another word mentioned therewith, as in the saying (of Ibn-Mukbil, so in a copy of the S), هَتَّاكُ أَخْبِيَةٍ وَ لَّاجُ أَبْوِبَةٍ

[A frequent render of tents, a frequent enterer of doors], (S, M,) not being allowable when occurring alone; (S;) but IAar and Lh assert that it is a pl. of باب without its being used for conformity with another word; (M;) and this is extr.; (M, K;) for باب is of the measure فَعَلٌ, and a word of this measure has not a pl. of the measure أَفْعِلَةٌ [by rule]. (M.) You say, بَابٌ الدَّارِ [The door of the house]; and بَابُ البَيْتِ [the door of the house, and of the chamber, and of the tent]; (Msb;) and بَابُ البَلَدِ [the gate of the town or city]. (The Lexicons &c. passim.) and Bishr Ibn-Abee-Házim assigns a باب to a grave; calling the latter a بَيْت. (M.) It is also applied to an opening, or a channel, made for water, to irrigate seed-produce: pl. أَبْوَابٌ. (Mgh.) [and in Egypt, it is applied also to A sepulchral chamber, grotto, or cave, hewn in a mountain; from the Coptic βηβ: pl. بِيبَانٌ only.] b2: Hence, i. e. in a secondary application, the primary signification being “ a place of entrance,” it is used as meaning (tropical:) A means of access, or of attainment, to a thing: (B, Kull, TK:) as in the saying, هٰذَا العِلْمُ بَابٌ إِلَى عِلْمِ كَذَا (tropical:) This science is a means of attainment to such a science. (B, TK.) b3: [And hence, (assumed tropical:) An expedient, a trick, a stratagem, or a process, by which something is to be effected pl. أَبْوَابٌ: as in أَبْوَابُ الحَرْبِ the expedients. &c. of war, battle, or fight; and بَابٌ مِنَ النُّجُومِ a process of the science of the stars, meaning astrology or astronomy; and بَابٌ مِنَ السِّحْرِ a process of enchantment; see an ex. voce سِحْرٌ. Compare Matt. xvi. 18, πύλαι ᾅδου οὐ κατισχύσουσιν αύτης, probably meaning “ the stratagems of Hell shall not prevail against it. ”] b4: [Also (assumed tropical:) A mode, kind, sort, class, or category.] Suweyd Ibn-Kuráa uses metaphorically the pl. أَبْوَاب in relation to rhymes; saying, أَتَيْتُ بِأَبْوَابِ القَوَافِى كَأَنَّمَا

أَذُودُ بِهَا سِرْبًا مِنَ الوَحْشِ نُزَّعَا (tropical:) [I gave utterance to the various kinds of rhymes as though I were driving with them a herd of wild animals desirous of the males, or of their wonted places of pasture]. (M, L.) [You say also, هُوَ مِنْ هٰذَا البَابِ (assumed tropical:) It is of this mode, kind, sort, class, or category: a phrase of frequent occurrence in lexicons &c. See also بَابَةٌ.] b5: [Also (assumed tropical:) A chapter; and sometimes a section, or subdivision, of a chapter; of a book or writing;] conventionally, (assumed tropical:) a piece consisting of words relating to matters of one kind; and sometimes, to matters of one species: (Kull:) pl. أَبْوَابٌ. (A.) See also بَابَةٌ. b6: [Also (assumed tropical:) A head, or class of items or articles, in an account, or a reckoning; as in the saying,] بَيَّنْتُ لَهُ حِسَابَهُ بَابًا بَابًا (assumed tropical:) [I explained, or made clear, to him his account, or reckoning, head by head, or each class of items or articles by itself]; a phrase mentioned by Sb: (M:) [or, sometimes,] بَابٌ (M, K) and ↓ بَابَةٌ (T, M, K) are used in relation to حُدُود [which here means the punishments so termed], and to an account, or a reckoning, (T, M, K,) and the like, (T, M,) as signifying the extreme term or limit; syn. غَايَةٌ; (M, K;) but IDrd hesitated respecting this, and therefore it is not mentioned in the S. (TA.) بَابَةٌ (assumed tropical:) A mode, or manner; syn. وَجْهٌ: (ISk, K:) pl. بَابَاتٌ. (K.) [See also بَابٌ, which has a similar, and perhaps the same, signification.] Hence, هٰذَا مِنْ بَابَتِى means (assumed tropical:) This is of the mode, or manner, that I desire; (TA;) this is suitable to me: (IAmb, TA:) and هٰذَا شَىْءٌ مِنْ بَابَتِكَ, (S,) or هٰذَا بَابَتُكَ, (A,) (assumed tropical:) this is a thing suitable to thee: (S, A:) and هٰذَا بَابَتُهُ (assumed tropical:) this is suitable to him. (K.) Accord. to most of the critics, it is tropical. (TA.) You say also, فُلَانٌ

أَهْوَنُ بَابَاتِهِ الكَذِبُ (assumed tropical:) Such a one, the lightest of the kinds (أَنْوَاع) of his wickedness is lying. (A.) b2: (assumed tropical:) A habit: a property; a quality; nature; natural disposition: or a practice; or an action: syn. خَصْلَةٌ. (Abu-l-'Omeythil, TA.) [Hence, perhaps, the last of the exs. cited above from the A.] b3: (assumed tropical:) A condition; syn. شَرْطٌ: as in the saying, هذَا بَابَةُ هٰذَا (assumed tropical:) [This is the condition of this]. (M, K. *) b4: بَابَاتُ الكِتَابِ (assumed tropical:) The lines of the book or writing: (M, A, K:) or it may mean its ↓ أَبْوَاب [i. e. chapters, or sections of chapters]: (M:) this has no sing.: (A, K:) [ISd says,] I have not heard any sing. of it. (M.) b5: See also بَابٌ; last signification.

بَوْبَاةٌ A desert; or a desert in which is no water; syn. فَلَاةٌ: (T, IJ, M, K:) as also مَوْمَاةٌ; (T, MF;) the ب being changed into م, as is often the case. (MF.) [It is mentioned in the S, and again in the K, in art. بو, as syn. with مَفَازَةٌ.]

بِوَابَةٌ The office, or occupation, of a door-keeper, or gate-keeper. (M, K.) [See 1.]

بَوَّابٌ A door-keeper, or gate-keeper. (S, * M, Msb, K, TA.) أَبْوَابٌ مُبَوَّبَةٌ (assumed tropical:) [Kinds, sorts, classes, chapters, heads, or the like, disposed, arranged, distributed, classified, or set in order,] is a phrase similar to أَصْنَافٌ مُصَنَّفَةٌ. (S.) You say also كِتَابٌ مُبَوَّبٌ (assumed tropical:) [A book disposed in, or divided into, distinct chapters]. (A.) Quasi بوج بَاجٌ; pl. أَبْوَاجٌ: see art. بأج. Az mentions it as without ء: ISk, as with ء. (ISd, TA.)
بوب
عن الفارسية بمعنى بساط فاخر.
(ب و ب) : (الْأَبْوَابُ) فِي الْمُزَارَعَةِ مَفَاتِحُ الْمَاءِ جَمْعُ بَابٍ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ.
ب و ب: (تَبَوَّبَ بَوَّابًا) اتَّخَذَهُ وَهَذَا مِنْ (بَابَتِكَ) أَيْ يَصْلُحُ لَكَ. 
[بوب] ك فيه: وأجد بلالاً قائماً بين "البابين" أي مصراعي الباب، وأجد حكاية ماض. ط: حتى يأتون به باب الأرض أي باب سماء الأرض لحديث: ثم يعرج بها إلى السماء، أو باب الأرض فيرده إلى أسفل السافلين. مدارك: "فكانت أبواباً" أي صارت ذات أبواب، وطرق، وفروج، وما لها اليوم من فروج.
[بوب] البابُ يُجْمَعُ أبواباً، وقد قالوا أَبْوِبَة، للازدواج. قال ابن مُقْبِلٍ الشاعر : هَتَّاكِ أَخْبِيَةٍ وَلاَّجِ أَبْوِبَةٍ * يَخْلِطُ بالبِرِّ منه الجِدَّ واللِّينا ولو أفْرَدَهُ لم يَجُزْ. وتَبَوَّبْتُ بَوَّاباً: اتخذته. وأبْوابٌ مُبَوَّبَةٌ، كما يقال أصنافٌ مُصَنَّفَةٌ. وهذا شئ من بابتك، أي يصلح لك.
ب و ب

يقال: هذا ليس من بابتك أي مما يصلح لك. وفلان من أهون باباته الكذب وهي أنواع خبثه. قال ابن مقبل:

بني عامر ما تأمرون بشاعر ... تخير بابات الكتاب هجائياً

أي اختار من وجوه الكتاب هجائي. وتبوب فلان: اتخذ بواباً. وبوب المصف كتابه وكتاب مبوب، وتراجم أبواب سيبويه عظيمة النفع.

بوب


بَاب (و)(n. ac. بَوْب)
a. [La], Was doorkeeper to.
بَوَّبَa. Classified; divided into chapters.
b. Directed.

تَبَوَّبَa. Took, engaged a door-keeper.

بَوَّاْبa. Door-keeper, gate-keeper, hall-porter.

بَوَّاْبَةa. Gate.

بَاب (pl.
أَبْوَاب [] )
a. Door, gate, entrance; port.
b. Chapter; category; article.

بَابَة []
a. Point, extremity.
b. Manner, mode; conduct; kind; species.

بُؤَبُو
a. Source, origin; pupil ( of the eye ).
b. Baby.

بُوْتَقَة
P.
a. Crucible, melting-pot.
ب و ب : الْبَابُ فِي تَقْدِيرِ فَعَلَ بِفَتْحَتَيْنِ وَلِهَذَا قُلِبَتْ الْوَاوُ أَلِفًا وَيُجْمَعُ عَلَى أَبْوَابٍ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَيُضَافُ لِلتَّخْصِيصِ فَيُقَالُ بَابُ الدَّارِ وَبَابُ الْبَيْتِ وَيُقَالُ لِمَحَلَّةٍ بِبَغْدَادَ بَابُ الشَّامِ وَإِذَا نَسَبْتَ إلَى الْمُتَضَايِفَيْنِ وَلَمْ يَتَعَرَّفْ الْأَوَّلُ بِالثَّانِي جَازَ إلَى الْأَوَّلِ فَقَطْ فَتَقُولُ الْبَابِيُّ وَإِلَيْهِمَا مَعًا فَيُقَالُ الْبَابِيُّ الشَّامِيُّ وَإِلَى الْأَخِيرِ فَيُقَالُ الشَّامِيُّ وَقَدْ رُكِّبَ الِاسْمَانِ وَجُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا وَنُسِبَ إلَيْهِمَا فَقِيلَ الْبَابْشَامِيُّ كَمَا قِيلَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَهِيَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا وَالْبَوَّابُ حَافِظُ الْبَابِ وَهُوَ الْحَاجِبُ وَبَوَّبْتُ الْأَشْيَاءَ تَبْوِيبًا جَعَلْتُهَا أَبْوَابًا مُتَمَيِّزَةً. 
بوب: البابُ: معروف.. والفعلُ منه، التّبويب. والبابةُ في الحُدودِ والحِساب ونحوه: الغاية. والبابة: ثغر من ثغور الروم. وباب الأبواب: من ثغور الخزر. والبواب: الحاجب. ولو اشتقّ منه فِعلٌ على فِعالة لقيل: بِوابة، بإِظهار الواو، ولا يُقلَبُ ياءً، لأنّه ليس بمصدرٍ مَحْض، إنّما هو اسمٌ. وأهْلُ البَصْرةِ في أَسْواقهم يُسَمُّون السّاقي الذّي يَطُوفٌ عليهم بالماءِ: بيّاباً. [والبأببة: هديرُ الفَحْل، في ترجيعه تكرار له، قال رؤبة:

بغبغة مرا ومرا بأببا  

وبيبةُ: اسمٌ، قال:

نَدَسْنا أبا مندوسة القين بالقنا ... ومارَ دمٌ من جارِ بيبةَ ناقع

وبالبحرين موضعٌ يُعْرَفُ ب (بابين) ، وفيه يقول قائلُهم:

إنّ ابن بُورٍ بين بابين وجَمّ

والبَوْباة: الفَلاة، وهي: المَوْماةُ] .
[ب وب] البَوْبَاةُ الفَلاةُ عن ابنِ جِنّيٍّ وقالَ أَبُو حَنيفةَ البَوْبَاةُ عَقَبَةٌ كَئُودٌ على طريقِ من أَنجَدَ مِن حَاجِّ اليَمَنِ والبَابُ معروفٌ والجمعُ أَبْوَابٌ وبِيْبَانٌ فأَمَّا قولُهُ

(هتَّاكُ أَخْبِيَةٍ ولاجُ أَبْوِيَةٍ ... يخْلِطُ بالجِدِّ منهُ البِرَّ واللِّيْنَا)

فإنّما قالَ أَبْوِيَةٍ لمكَانِ أَخْبِيَةٍ وزَعمَ ابنُ الأعرابي واللحيانيُّ أَنَّ أَبْوِيَةً جَمْعُ بَابٍ مِن غَير أَنْ يكونَ إِتْبَاعًا وهذا نادِرٌ لأنَّ بَابًا فَعَلٌ وفَعَلٌ لا يُكَسَّرُعلى أَفْعِلَةٍ واستَعارَ سُوَيدُ بن كُرَاعَ الأَبْوَابَ للقوافي فقالَ

(أَبِيْتُ بِأَبْوَابِ القوافي كَأَنَّما ... أَذُودُ بها سَرْبًا مِنَ الوَحْش نُزَّعَا)

ورَجُلٌ بَوَّابٌ لازمٌ للبابِ وحِرفَتُهُ البِوَابَةُ وبَابَ للسُّلْطَانِ يَبُوبُ صَارَ لَهُ بَوَّابًا وتَبَوَّبَ بَوَّابًا اتَّخَذَهُ وقال بِشْرُ بن أَبي خازِمٍ

(فَمَن يَكُ سائِلاً عن بَيْتِ بِشْرٍ ... فَإِنَّ له بجَنْبِ الرَّدْهِ بَابَا)

إِنّما عَنَى بالبَيْتِ القَبْرَ ولما جَعَلَهُ بَيْتًا وكانت البُيُوتُ ذَوَات أَبَوابٍ استَجازَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ بابًا والبابَةُ والبابُ في الحُدُودِ والحِسَابِ ونَحْوِه الغايَةُ وحكى سيبويه بَيَّبْتُ لَهُ حِسَابَهُ بَابًا وبَابَاتُ الكتابِ سُطُورُهُ ولم أَسمعْ لها بوَاحدٍ قال تَميمُ بنُ مُقْبِلٍ

(بَنى عامرٍ مَا تأْمُرُونَ بشاعرٍ ... تَخَيَّرَ بَابَاتِ الكتابِ هِجَائِيَا)

ويَجُوزُ أَنْ يريد بَبَابَاتِ الكتابِ أبوابَهُ وهذا بَابَهُ هذا أَي شَرْطُهُ والبَابِيَّةُ الأُعْجُوبَةُ قال النابغةُ

(فَذَرْ ذا ولَكِنَّ بَابِيَّةً ... وعِيْدُ قُشَيْرٍ وأَقْوَالُهَا)

وبَابٌ مَوضِعٌ عن ابن الأعرابي وَأَنْشَدَ

(وإِنَّ ابن مُوسَى بَائعَ البَقْلِ بالنَّوى ... له بين بَابٍ والجَريبِ حِظِيرُ)

والبُوَيبُ مَوْضِعٌ تلقاءَ مِصْرَ إذا بَرَقَ البَرْقُ من قِبَلهِ لم يَكَدْ يُخْلِفُ قالَ أَنشدنيه أَبو العلاءِ

(ألا إِنَّما كانَ البُوَيبُ وَأَهْلُهُ ... ذُنُوبًا جَرَتْ مني وهذا عِقَابُهَا)

والبَابَةُ ثَغْرٌ مِنْ ثِغُورِ الرّومِ والأَبوابُ مِنْ ثُغُور الخَزَر
بوب
بوَّبَ يبوِّب، تبويبًا، فهو مُبوِّب، والمفعول مُبوَّب
• بوَّبَ الكتابَ ونحوَه: جعله أبوابًا يندرج تحت كلٍّ منها فصول "تبويب علوم".
• بوَّب الدَّارَ: جعل لها بابًا. 

باب [مفرد]: ج أبواب وبِيبان:
1 - مدخل ومخرج البيت ونحوه "وجد رجلاً يقف عند/ على/ لدى الباب- {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} - {وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ} " ° أتَى البيوت من أبوابها: توصَّل إلى الأمور من مدخلها الطبيعيّ، ذهب مباشرة إلى الهدف- أغلق باب الاجتهاد: وضع حدًّا له- أغلق باب المفاوضات: ليس لديه استعداد للتوصّل إلى حلّ- الباب العالي: الحكومة العثمانية، السَّلطنة- الحرب على الأبواب: مُحدِقة، وشيكة- العدوّ على الأبواب: قريب جدًّا- باب الآخرة: الموت- باب الرِّزق: حرفة، مرتزق- باب الانتصار/ باب النصر: قوس النصر- باب الخِدْمة: الباب الذي يمرّ منه الخَدَمُ والباعة- باب سرّ/ باب سرّيّ: باب خفية، ومخرج سرّيّ- باب طوارئ: باب يستعمل في حالات الضرورة أو الخطر- ترَكَ البابَ مفتوحًا: أتاح فرصة، ترك الأمر معلّقًا دون اتخاذ قرار نهائيّ بشأنه- دخَل من الباب الصغير: بلغ مركزًا بدون استحقاق- دخَل من الباب الكبير: نال مركزًا عن جدارة واستحقاق- سُدَّت في وجهه الأبواب: فشِل في بلوغ غرضه- سياسَةُ الباب المفتوح: سياسة تعتمد على إلغاء القيود، أسلوب سياسيّ يقوم على الحوار وعدم المواجهة- طرق كلّ الأبواب: حاول بكلّ السّبل، استعمل كل وسيلة- على الأبواب: قريب- على باب الكريم: على فضل الله ونعمه- فتَح بابًا جديدًا: أتَى بشيءٍ جديد- فتَح باب الاجتهاد: عاد إليه وسمح به- فتَح باب النِّقاش: بدأ عرض القضايا موضوع النقاش- فتَح له بابًا حسنًا: أتاح له فرصةً حسنةً للنجاح في العمل- فريد في بابه: فريد في نوعه، لا مثيل له- في هذا الباب: في هذا الموضوع، في هذا الغرض- قرَع بابَ فلان: طلب معروفَه، سأله الإحسانَ- قفل باب الشَّيء: منع الدخول فيه- لم يترك بابًا إلاّ طرقه: استخدم كلّ طاقاته، استعان بكلّ الوسائل المتوفرة- مِنْ باب أولى: بالأحرى، بالأجدر- مِنْ باب الصُّدفة: صدفةً- مِنْ باب الضرورة: ينبغي/ يجب أن- مِنْ باب الفضل: تفضُّلاً منه- مِنْ باب الكرم: تفضُّلا وتبرُّعًا- مِنْ باب المستحيل: من المستحيل- وراء أبواب مغلقة: سِرِّيّ.
2 - بلاط، مقرّ السلطان.
3 - ما يُسَدُّ به المدخل من خشب ونحوه.
4 - نوعٌ، قسم، صنف "سأعُدّ كلامَك من باب المزاح".
5 - منزل " {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} ".
• الباب من الكتاب: القسم الذي يشمل موضوعات من جنس واحد "قسَّم المؤلِّف كتابه إلى ثلاثة أبواب".
• باب المندب: (جغ) مضيق مائي عند مدخل البحر الأحمر الجنوبيّ، يتراوح عرْضه بين 24، 32 كم.
• البابان: الدُّنيا والآخرة. 

بابيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى باب.
• الوريد البابيّ: (شر) وريد كبير يتجمَّع فيه الدَّم من أنحاء القناة الهضميَّة ويدخل في الكبد ويتفرَّع فيها. 

بِوَابة [مفرد]:
1 - حرفة البوّاب.
2 - ما يأخذه البوَّاب أجرةً على حفظ الباب "كانت بِوابته بضعة جنيهات لا تسدّ رمقه". 

بَوَّاب [مفرد]: ج بوّابون وبوّابات (لغير العاقل):
1 - حارس الباب.
2 - (طب) فتحة عضليّة تصل المعدة بالاثنا عَشَرِيّ، بانقباضها وارتخائها يدفع الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة. 

بَوّابة [مفرد]:
1 - مؤنَّث بَوّاب.
2 - بابٌ كبير كمدخل العمائر ونحوها "بوَّابة أثريّة". 

تبويب [مفرد]: مصدر بوَّبَ.
• تبويب الموازنة العامَّة: (قص) طريقة تصنّف بها النفقات العامة والإيرادات في جداول الموازنة

مُبوَّب [مفرد]: اسم مفعول من بوَّبَ.
 • إعلانات مُبوَّبة: إعلانات قصيرة في صحيفة أو مجلَّة تكون تحت رءوس موضوعات، وتتضمن الموضوع المعلن عنه وعنوان العمل. 

بوب: البَوْباةُ: الفَلاةُ، عن ابن جني، وهي الـمَوْماةُ. وقال أَبو

حنيفة: البَوْباةُ عَقَبةٌ كَؤُودٌ على طريقِ مَنْ أَنْجَدَ من حاجِّ اليَمَن، والبابُ معروف، والفِعْلُ منه التَّبْوِيبُ، والجمعُ أَبْوابٌ وبِيبانٌ. فأَما قولُ القُلاخِ بن حُبابةَ، وقيل لابن مُقْبِل:

هَتَّاكِ أَخْبِيةٍ، وَلاَّجِ أَبْوِبةٍ، * يَخْلِطُ بالبِرِّ منه الجِدَّ واللِّينا(1)

(1 قوله «هتاك إلخ» ضبط بالجر في نسخة من المحكم وبالرفع في التكملة وقال فيها والقافية مضمومة والرواية: ملء الثواية فيه الجدّ واللين)

فإِنما قال أَبْوِبةٍ للازدواج لمكان أَخْبِيةٍ. قال: ولو أَفرده لم يجز.

وزعم ابن الأَعرابي واللحياني أَنَّ أَبْوِبةً جمع باب من غير أَن يكون إِتباعاً، وهذا نادر، لأَن باباً فَعَلٌ، وفَعَلٌ لا يكسّر على

أَفْعِلةٍ. وقد كان الوزيرُ ابن الـمَغْربِي يَسْأَلُ عن هذه اللفظة على سبيلِ الامْتِحان، فيقول: هل تعرف لَفظَةً تُجْمع على أَفْعِلةٍ على غير قياس جَمْعِها المشهور طَلَباً للازدواج. يعني هذه اللفظةَ، وهي أَبْوِبةٌ. قال: وهذا في صناعةِ الشعر ضَرْبٌ من البَدِيع يسمى التَّرْصِيعَ. قال: ومـما يُسْتَحْسَنُ منه قولُ أَبي صَخْرٍ الهُذلِي في صِفَة مَحْبُوبَتِه:

عَذْبٌ مُقَبَّلُها، خَدْل مُخَلْخَلُها، * كالدِّعْصِ أَسْفَلُها، مَخْصُورة القَدَمِ

سُودٌ ذَوائبُها، بِيض تَرائبُها، * مَحْض ضَرائبُها، صِيغَتْ على الكَرَمِ

عَبْلٌ مُقَيَّدُها، حالٍ مُقَلَّدُها، * بَضّ مُجَرَّدُها، لَفَّاءُ في عَمَمِ

سَمْحٌ خَلائقُها، دُرْم مَرافِقُها، * يَرْوَى مُعانِقُها من بارِدٍ شَبِمِ

واسْتَعار سُوَيْد بن كراع الأَبْوابَ للقوافِي فقال:

أَبِيتُ بأَبْوابِ القَوافِي، كأَنَّما * أَذُودُ بها سِرْباً، مِنَ الوَحْشِ، نُزَّعا

والبَوَّابُ: الحاجِبُ، ولو اشْتُقَّ منه فِعْلٌ على فِعالةٍ لقيل بِوابةٌ باظهار الواو، ولا تُقْلَبُ ياءً، لأَنه ليس بمصدر مَحْضٍ، إِنما هو

اسم. قال: وأَهلُ البصرة في أَسْواقِهم يُسَمُّون السَّاقِي الذي يَطُوف عليهم بالماءِ بَيَّاباً. ورجلٌ بَوّابٌ: لازم للْباب، وحِرْفَتُه

البِوابةُ. وبابَ للسلطان يَبُوبُ: صار له بَوَّاباً.

وتَبَوَّبَ بَوَّاباً: اتخذه. وقال بِشْرُ بن أبي خازم:

فَمَنْ يَكُ سائلاً عن بَيْتِ بِشْرٍ، * فإِنَّ له، بجَنْبِ الرَّدْهِ، بابا

<ص:224>

إِنما عنى بالبَيْتِ القَبْرَ، ولما جَعَله بيتاً، وكانت البُيوتُ ذواتِ

أَبْوابٍ، اسْتَجازَ أَن يَجْعل له باباً.

وبَوَّبَ الرَّجلُ إِذا حَمَلَ على العدُوّ.

والبابُ والبابةُ، في الحُدودِ والحِساب ونحوه: الغايةُ، وحكى سيبويه: بيَّنْتُ له حِسابَه باباً باباً.

وباباتُ الكِتابِ: سطورهُ، ولم يُسمع ما بواحدٍ، وقيل: هي وجوهُه وطُرُقُه. قال تَمِيم بن مُقْبِلٍ:

بَنِي عامرٍ! ما تأْمُرون بشاعِرٍ، * تَخَيَّرَ باباتِ الكتابِ هِجائيا

وأَبوابٌ مُبَوَّبةٌ، كما يقال أَصْنافٌ مُصَنَّفَةٌ. ويقال هذا شيءٌ

منْ بابَتِك أَي يَصْلُحُ لك. ابن الأَنباري في قولهم هذا مِن بابَتي. قال ابن السكيت وغيره: البابةُ عند العَرَب الوجْهُ، والباباتُ الوُجوه.

وأَنشد بيت تميم بن مقبل:

تَخَيَّرَ باباتِ الكِتابِ هِجائِيا

قال معناه: تَخَيَّرَ هِجائي مِن وُجوه الكتاب؛ فإِذا قال: الناسُ مِن

بابَتِي، فمعناه من الوجْهِ الذي أُريدُه ويَصْلُحُ لي.

أَبو العميثل: البابةُ: الخَصْلةُ. والبابِيَّةُ: الأُعْجوبةُ. قال النابغة الجعدي:

فَذَرْ ذَا، ولكِنَّ بابِيَّةً * وَعِيدُ قُشَيْرٍ، وأَقْوالُها

وهذا البيت في التهذيب:

ولكِنَّ بابِيَّةً، فاعْجَبوا، * وَعِيدُ قُشَيْرٍ، وأَقْوالُها

بابِيَّةٌ: عَجِيبةٌ. وأَتانا فلان بِبابيَّةٍ أَي بأُعْجوبةٍ. وقال الليث: البابِيَّةُ هَدِيرُ الفَحْل في تَرْجِيعه (1)

(1 قوله «الليث: البابية هدير الفحل إلخ» الذي في التكملة وتبعه المجد البأببة أي بثلاث باءات كما ترى هدير الفحل. قال رؤبة:

إِذا المصاعيب ارتجسن قبقبا * بخبخة مراً ومراً بأببا

ا هـ فقد أورده كل منهما في مادة ب ب ب لا ب و ب وسلم المجد من التصحيف. والرجز الذي أورده الصاغاني يقضي بان المصحف غير المجد فلا تغتر بمن سوّد الصحائف.) ، تَكْرار له. وقال رؤْبة:

بَغْبَغَةَ مَرّاً ومرّاً بابِيا

وقال أيضاً:

يَسُوقُها أَعْيَسُ، هَدّارٌ، بَبِبْ، * إِذا دَعاها أَقْبَلَتْ، لا تَتَّئِبْ (2)

(2 وقوله «يسوقها أعيس إلخ» أورده الصاغاني أيضاً في ب ب ب.)

وهذا بابةُ هذا أَي شَرْطُه.

وبابٌ: موضع، عن ابن الأَعرابي. وأَنشد:

وإِنَّ ابنَ مُوسى بائعُ البَقْلِ بالنَّوَى، * له، بَيْن بابٍ والجَرِيبِ، حَظِيرُ

والبُوَيْبُ: موضع تِلْقاء مِصْرَ إِذا بَرَقَ البَرْقُ من قِبَله لم يَكَدْ يُخْلِفُ. أَنشد أَبو العَلاءِ:

أَلا إِنّما كان البُوَيْبُ وأَهلُه * ذُنُوباً جَرَتْ مِنِّي، وهذا عِقابُها

والبابةُ: ثَغْرٌ من ثُغُورِ الرُّومِ. والأَبوابُ: ثَغْرٌ من ثُغُور

الخَزَرِ. وبالبحرين موضع يُعرف ببابَيْنِ، وفيه يقول قائلهم:

إِنَّ ابنَ بُورٍ بَيْنَ بابَيْنِ وجَمْ، * والخَيْلُ تَنْحاهُ إِلى قُطْرِ الأَجَمْ

وضَبَّةُ الدُّغْمانُ في رُوسِ الأَكَمْ، * مُخْضَرَّةً أَعيُنُها مِثْلُ الرَّخَمْ

بوب: بَوَّب. بَوَّبَ الدار: جعل لها باباً (معجم البلاذري، دى يونج) وباب مبوب من خشب: باب مصنوع من خشب (معجم البلاذري).
وبَوّب الكتاب وغيره جعله أقساماً مرتبة كل قسم منها باب (انظر لين). ويقال: وذكرت الأسماء على الحروف المبوبة، أي ذكرت أسماء الأعلام مرتبة على حروف الهجاء وجعلت كلاً منها باباً (ابن الخطيب ص 4ق) ويقال: بَوّب عليه ففي المقدمة (2: 396): بَوّبوا على كل واحد منها أي صنفوا الأحاديث ورتبوها على أبواب. وفي ابن عباد 1: 202): وربما أجريت ذكر أحدهم غير مبوب عليه، أي ربما ذكرت اسم أحدهم من غير ن أجعل له باباً خاصاً.
وبَوّب: قدّر، خَمَّن، افترض (فوك).
وتَبَوَّب: تقسم إلى أبواب (فوك).
ومطاوع بَوّب بمعنى قدر، خمن، افترض (فوك).
باب: في تاريخ البربر (1: 269): عقد لأبي الحسين على حجابته وفوض إليه فيما وراء بابه: أي اتخذه حاجباً وفوض إليه إدارة قصره (وانظر ص542) - وشعب، ممر ضيق بين جبلين (معجم المتفوقات، وانظر عدة سفرات إلى بلاد البربر رقم 32) وممر ضيق (دوماس صحارى 154) وحصن في الشعب (معجم المتفرقات).
باب من السحر: نوع من أنواع السحر (لين) وفي ألف ليلة (1: 97): وحفظت منه (من السحر) مائة وسبعين باباً من أبوابه. ويقال: فتح عليه باباً أي حاول ان يسحره بنوع من أنواع السحر. ففي ألف ليلة (1: 100): وكلما افتح عليه باباً يفتح علي باباً إلى أن فتح علي باب النار.
ويستعمل الفعل ((فتح عليه)) أيضاً حين يتصل الأمر بأبواب الحرب وهي طرق الحرب وحيلها. يقال فتح عليه باباً (لين، معجم البيان، ألف ليلة 2: 111، ملر آخر أيام غرناطة 35، 27).
وباب: صنف، نوع (لين) ومن بابه: من صنفه من نوعه (بوشر) وباب: موضوع من العلم، ومسائل من العلم من صنف واحد ففي ابن الخطيب (ص31، 2: رأيت في ذلك الرق أوهاماً تدل على عدم شعوره بهذا الباب.
وفي هذا الباب: في هذا الموضوع، في هذا الغرض (بوشر). في باب فرط القسوة أي في باب القسوة تقريباً (ابن عباد 1: 242). وباب: قسم، صنف (انظر لين) وبهذا المعنى جاء في القلائد ص54 في كلامه عن ملك: ومن ورث العلى باباً فباباً.
ويقال مجازاً: واستدت في وجهي الأبواب، يريد سدت في وجهي الأبواب، أي لم استطع عمل شيء. ولهذا فان هذه الجملة تعني نفس معنى الجملة التي تقدمتها وهي: وقد غاب عني الصواب (كوسج مختار 73).
وباب: وسيلة، مدخل إلى أمر، يقال: فتح له باب: هيأ له وسيلة (بوشر) ورتبة، منزلة اجتماعية، يقال: فتش على باب، أي عن رتبة أو منزلة.
وباب: انظره في باب السعر.
وبابَ لكذا: خصه به وفتح باء بابَ يدل على أن الكالا كان يريد نفس الكلمة حين ترجم " Conveniente" ب" biba".
والباب: البلاط، مقر السلطان وحاشيته (معجم المتفرقات).
والبابان: الدنيا والآخرة (المقدمة 2: 136).
والأبواب: الباب العالي، بلاط سلطان الترك (تاريخ تونس ص104).
الباب الأعلى: البلاط (بوشر).
باب انتصار أو نصر: قوس النصر (بوشر) باب الرزق: مرتزق، حرفة (بوشر).
باب سر: باب خفية ومخرج سري (بوشر).
باب السعر: يقول المنادي حين يعرض جارية للبيع في المزاد: من يفتح باب السعر في هذه الجارية؟ أي من يعرض أول ثمن لها (ألف ليلة 2: 217) وفي ألف ليلة (3: 78) جاء التجار وفتحوا باب سعره وتزايدوا فيه.
ويقال في نفس المعنى: فتح الباب (ألف ليلة 2: 217، 1: 291) أو فتح بابها ففي ألف ليلة (1: 291) ففتح بابها المنادي أربعة آلاف دينار وخمسمائة.
ويذكر بوشر في معجمه هذه الجملة ويترجمها بما معناه: ان المنادي فتح المزاد بإعلان أربعمائة دينار وخمسمائة ثمناً لها.
ويقال حين تنقطع المزايدة على أعلى ثمن يقدمه مزايد: وقف الباب على عتبة. ففي ألف ليلة (برسل 10: 262): بلغني أن التجار تزايدوا في الجارية إلى أن بلغ ثمنها 950 دينارً ووقف الباب على عتبة. وفي طبعة ماكن: وتوقف البيع على الإيجاب والقبول.
باب السلطان: البلاط (معجم المتفرقات).
باب كبير: دار ذات حشم وخدم (بوشر).
باب كاذب: باب زائف (بوشر).
باب الكم: فتحة الكم (المعجم اللاتيني وانظر دو كانج) ففي كتاب محمد بن الحارث (ص22): فقُوِّمت هكذا (وأشار ابن لُبانة فجمع باب كمه على كوعه) ولم يكشف لها ذراع.
وباب: است، شرج، باب البدن (فوك).
باب نصر، انظر: باب انتصار.
على باب الله أو على باب الكريم: على فضل الله ونعمه (بلا زاد ولا نقد) (ديسكايراك 450) بلا قصد ولا تبصر. وقد أخبرني السيد أماري ان هذه العبارة قد دخلت في اللغة الإيطالية ففيها: " alla baballa" أو " alla babballa" ومعناها: بلا قصد ولا تبصر ولا حذر.
وفي الباب: في بدء العمل، في طريق الثروة (بوشر).
وفتح له باباً حسناً: أتاح له فرصة حسنة للنجاح في العمل (بوشر).
من باب أولى: بالأحرى، وبالأجدر (بوشر).
من باب الثقة: ثقة به وبفطنته وإدراكه ونزاهته (بوشر).
من باب الكرم: تفضلاً وتبرعاً (بوشر).
بابة، كباب: صنف، طبقة (المقري 1: 559 وانظر: إضافات وتصحيحات) وفي المقري: لست من بابة أهل البلد. أي لست من صنف أهل البلد وطبقتهم.
وبابة (أسبانية): لعاب، روال (فوك، الكالا). وهي في الأسبانية bava.
وبابة (أسبانية): حلزون، قوقع، بزاق (الكالا). وهي bavaza و limaza و bavoza.
بابا وبابي: خادم (مملوك 1، 2: 194 - 195، ألف ليلة برسل 2: 187).
بُوَيْبَة: باب صغير في الباب الكبير، خوخة (بوشر). وبويبة خفية في قلعة: باب السر للنجاة تكون في قلعة أو حصن (بوشر).
بُوَبيات: تجربة أولى (بوشر).
بياب: صحراء (كرتاس 251، 252).
بَوّاب. بوّابون: حرس الباي الذين يلازمون سرادقه لحراسته (ريشاردسون مراكش 2: 216).
عنق البواب: قولون، الثاني من المعى الغليظ (بوشر).
بَوّابة: باب سري وهو باب صغير لا يمر منه في الحالات الاعتيادية (ملر، آخر أيام غرناطة 121).
وبَوّابة: جزء من الباب وهي حسب ما يقول كاترمير (مملوك 2، 2: 138) مأطورة الباب وهي ألواحه التي يحيط بها أطاره، وهذا خطأ. فقد أثبت ملر (1: 1) إنه واجهة البناء الذي يحيط بالباب الكبير وفيه الزخارف التي تحيط به - وبوابة: باب المدينة أو الزقاق (ملر 1: 1، بوشر).
وبَوّابات المدينة: أبوابها الكبيرة (بوشر).
مُبَوَّب (انظر بابة): لَعِب، الذي يسيل لعابه، مُرَوّل (الكالا).
بوب
: (} البَوْبَاةُ: الفَلاَةُ) : عَن ابْنِ جِنّى، وَهِي المَوْمَاة، أَيْ قُلِبَتِ البَاءُ مِيماً، لأَنَّهَا من الشَّفَةِ، ومثلُ ذلكَ كَثِير، قالَه شَيْخُنَا (و) قالَ أَبُو حَنِيفَةَ: البَوْبَاةُ: (عَقَبَةٌ كَؤُود بِطَرِيقِ) مَنْ أَنْجَدَ مِنْ حَاجِّ (اليَمَنِ) ، وَفِي المَرَاصِدِ: هيَ صَحْرَاءُ بأَرْضِ تِهَامَة، إِذَا خَرجْتَ منْ أَعالِي وَادِي النَّخْلَةِ اليَمَانِيَةِ، وَهِي بِلادُ بنهي سَعْدِ بنِ بَكْرِ بنِ هَوَازِنَ، وقِيلَ: ثَنِيَّةٌ فِي طَرِيقِ نَجْد عَلَى قَرْنٍ، يَنْحَدِرُ مِنْهَا صاحِبُهَا إِلى العِراقِ، وقِيلَ غيرُ ذَلِك، قَالَهُ شيخُنَا.
( {والبَابُ م) أَيْ بمَعْنَى المَدْخَلِ والطَّاقِ الذِي يُدْخَلُ مِنْهُ وبِمَعْنى مَا يُغْلَقُ بِهِ ذَلِك المَدْخَلُ من الخَشَبِ وغيرِهِ، قَالَه شيخُنَا (ج} أَبْوَابٌ) نَقَلَ شيخنَا عَن شَيْخه ابنِ المسنَاوِيِّ مَا نَصُّه: اسْتَدَلَّ بِهِ أَئِمَّةُ العَرَبِيَّةِ على أَنَّ وَزْنَه فَعَلٌ، مُحَرَّكَة، لأَنَّه الَّذِي يُجْمَعُ على أَفْعالٍ قِيَاساً، تَحَرَّكَتِ الواوُ وانْفَتَح مَا قَبْلَهَا فَصَار بَاب: ( {وبِيبَانٌ) كتَاج وتِيجَانٍ. وَهُوَ عِنْد الأَكْثَرِ مَقِيسٌ، (} وأَبْوِبَةٌ) فِي قَوْلِ القُلاَح بنِ حبَابَةَ، قالَه ابنُ بَرِّيّ، وَفِي الصَّحَاح لابنِ مُقْبِل:
هَتَّاكُ أَخْبِيَةٍ وَلاَّج! أَبْوبَةٍ

يَخْلِطُ بِالبِرِّ مِنْهُ الجِدَّ واللِّينَا قَالَ: (أَبْوِبَةٍ) لِلازْدِوَاج، لِمَكَانِ أَخْبِيَة قالَ: ولَوْ أَفْرَدَهُ لَمْ يَجُزْ، وزَعَمَ ابنُ الأَعْرَابيّ أَنَّ أَبْوِبَة جمعُ {بَابٍ من غيرِ أَنْ يكونَ إِتْبَاعاً، وهذَا (نَادرٌ) لاِءَنَّ} بَاباً: فَعَلٌ، وفَعَلٌ لَا يُكَسَّرُ عَلَى أَفْعِلَةِ، قَالَ ابنُ مَنْظُورٍ وتَبِعَه شَيْخُنَا فِي شَرْحهِ: وقَدْ كَانَ الوَزِيرُ ابنُ المَغُرِبِيّ يَسْأَلُ عَن هَذه اللَّفْظَةِ علَى سَبِيلِ الامْتِحَانِ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ لَفْظَةً جُمِعَتْ عَلَى غَيْرِ قِيَاسِ جَمْعِهَا المَشْهُورِ طَلَباً لِلازْدِوَاجِ، يَعْنِي هذِه اللَّفْظَةَ، وهِي أَبْوِبَة، قَالَ: وَهَذَا فِي صناعَةِ الشِّعْرِ ضَرْبٌ مِنَ البَدِيعِ يَسَمى التَّرْصِيعَ.
قُلْتُ: وأَنْشَدَ هَذَا البَيْتَ أَيْضاً الإِمامُ البَلَوِيُّ فِي كِتَابِه أَلف بَاء واسْتَشْهَدَ بِهِ فِي أَنَّ بَاباً يُجْمَعُ عَلَى أَبْوِبَةِ، وَلم يَتَعَرِّضْ لِلإِتْبَاع وَعَدَمِه.
وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : واسْتَعَارَ سُوَيْدُ بنُ كُرَاع الأَبوَابَ لِلْقَوَافِي فَقَالَ:
أَبِيتُ {بأَبْوَابِ القَوَافِي كَأَنَّمَا
أَذُودُ بِهَا سِرْباً مِنَ الوَحْشِ نُزَّعَا
(} والبَوَّابُ لاَزِمُهُ) وحَافِظُهُ، وَهُوَ الحَاجِبُ، وَلَو اشْتُقَّ مِنْهُ فِعْلٌ عَلَى فِعَالَة لقيل: بِوَابَةٌ، بإِظْهَارِ الوَاوِ، وَلاَ تُقْلَبُ يَاءً لأَنَّه ليْسَ بمَصْدَر مَحْضِ، إِنما هُوَ اسْم، (وحِرْفَتُهُ {البِوَابَةُ) ، كَكِتَابَة، قَالَ الصاغانيّ: لاَ تُقْلَبُ يَاءً لأَنَّه لَيْسَ بمَصْدَرٍ مَحْض، إِنَّمَا هُوَ اسْمٌ، وأَمَّا قوْلُ بِشْرِ بنِ (أَبي) خَازِم:
فَمَنْ يَكُ سَائِلاً عَنْ بَيْتِ بِشْرٍ
فَأَنَّ لَهُ بِجَنْبِ الرَّدْهِ بَابَا
فعَنَى بالبَيْتِ القَبْرَ، كَمَا سيأْتي، ولمَّا جَعَلَه بَيْتاً، وكَانَتِ البُيُوتُ ذَوَاتِ أَبْوَابٍ اسْتَجَازَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ بَاباً.
(و) } البَوَّابُ: (: فَرَسُ زِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ) مِنْ نَسْلِ الحَرُونِ، وهُوَ أَخُو الذَّائِدِ بنِ البطِينِ بنِ البِطَانِ بنِ الحَرُونِ.
( {وبَابَ لهُ) أَيْ لِلْسُّلْطَانِ (} يَبُوبُ) كقَالَ يَقُولُ، قَالَ شَيْخُنَا: وذِكْرُ المُضَارِع مُسْتَدْرَكٌ، فَإِنَّ قَاعِدَتَه أَنْ لاَ يَذْكُرَ المُضَارِعَ مِنْ بَابِ نَصَرَ (صَارَ بوَّاباً لَهُ، {وتَبَوَّبَ} بَوَّاباً: اتَّخَذَهُ) . وأَبْوَابٌ مُبَوَّبَةٌ، كَمَا يُقَالُ: أَصْنَافٌ مُصَنَّفَةٌ.
( {والبَابُ} والبابَةُ) ، تَوَقَّفَ فِيهِ ابنُ دُرَيْدٍ، ولذَا لَمْ يَذُكُرْه الجوهريُّ، (فِي الحِسَابِ والحُدُودِ) ونَحْوِهِ (: الغَايَةُ) وحَكَى سِيبَوَيْهِ بَيَّنْتُ لَهُ حِسَابَهُ بَاباً بَابا، ( {وبَاباتُ الكِتَابِ: سُطُورُهُ، لاَ وَاحِدَ لَهَا) أَيْ لَمْ يُسْمَعْ (و: يُقَالُ (هاذَا} بَابَتُهُ، أَيْ يَصْلُحُ لَهُ) وهَذَا شَيْءُ مِنْ {بَابَتِكَ، أَيْ يَصْلُحُ لَكَ، وقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ فِي قَوْلِهِمْ: هَذَا مِنْ} - بابَتِي: أَيْ يَصْلُحُ لِي.
(والبَابُ: د) ، فِي المَرَاصِد: بُلَيْدَةٌ فِي طَرِيقِ وَادِي بُطْنَانَ (بِحَلَبَ) أَيْ مِنْ أَعْمَالِهَا، بَيْنَهَا وبَيْنَ بُزَاعَا نحوُ مِيلَيْنِ وإِلى حَلَب عَشَرَةُ أَمْيال.
قُلْت: وَهِي بَابُ بُزَاعَا كَمَا حَقَّقَهُ ابنُ العَدِيمِ فِي تَارِيخ حَلَبَ، قَالَ: والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا: {- البَابِيُّ، مِنْهُم: حَمْدَانُ بنُ يُوسُفَ بنِ مُحَمَّدٍ البَابِيُّ الضَّرِيرُ الشَاعِرُ المُجِيدُ، ومنَ المُتَأَخِّرِينَ مَنْ نُسِبَ إِليها مِنَ المُحَدِّثِينَ كَثِيرُونَ، تَرُجَمَهُمُ السَّخَاوِيُّ فِي الضِّوْء.
(و) بَابٌ، بِلاَ لاَم، (: جَبَلٌ) ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ: بَلَدٌ (قُرْبَ هَجَرَ) مِنْ أَرْضِ البَحْرَيْنِ.
وبَابٌ أَيْضاً: قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى بُخَارى، واسْتَدْرَكَه شيخُنَا.
قُلْتُ: هِيَ} بَابَةُ، كَمَا نَقَلَه الصَّاغَانيّ وَقد ذَكَرَها المُصَنِّفُ قَرِيباً.
وبَابٌ أَيْضاً، مَوْضِعٌ عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وأَنشد:
وإِنَّ ابنَ مُوسَى بَائعَ البَقْلِ بِالنَّوَى
لَهُ بَيْنَ بَابٍ والجَرِيبِ حَظِيرُ
كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
( {والبَابَةُ، ثَغْرٌ بالرُّومِ) مِنْ ثُغُورَ المُسْلِمِينَ، ذَكَره يَاقُوت، (و) بِلاَ لامٍ: (ة بِبُخَارَاءَ) ، كَذَا فِي المَرَاصِدِ (مِنْهَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ) المُحَدِّثُ البَابِيُّ.
(و) البَابَةُ عِنْدَ العَرَبِ (: الوَجْهُ) قَالَهُ ابنُ السِّكّيت، (ج بَابَاتٌ) فإِذَا قالَ: الناسُ مِنْ} - بَابَتِي، فَمَعْنَاهُ مِنَ الوَجْهِ الذِي أُرِيدُه ويَصْلُحُ لِي، وَهُوَ مِنَ المَجَازِ عِنْدَ أَكْثَرِ المُحَقِّقِينَ وأَنشد ابنُ السكِّيتِ لِابْنِ مُقْبِلٍ:
بَنِي عَامِرٍ مَا تَأْمُرُونَ بِشَاعِرٍ
تَخَيَّرَ {بَابَاتِ الكِتَابِ هِجَائِيَا
قَالَ: مَعْنَاهُ: تَخَيَّرَ هِجَائِيَ مِنْ وُجُوهِ الكِتَابِ.
(و) البَابَةُ: الشَّرْطُ، يقالُ: (هذَا بَابَتُهُ، أَي شَرْطُهُ) ، وَلَيْسَ بتكرار، كَمَا زَعمه شَيخنَا.
(} والبُوَيْبُ، كَزْبيْر: ع قُرْبَ) ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : تلْقَاءَ (مِصْرَ) إِذَا بَرَقَ البَرْقُ مِنْ قِبَلِهِ لمْ يَكَدْ يُخْلِفُ، أَنْشَد أَبُو العَلاَءِ.
أَلا إِنَّما كَانَ البُوَيْبُ وأَهْلُه
ذُنُوباً جَرَتْ مِنِّي وهذَا عقَابُهَا
وَفِي المراصِد: نَقْبٌ بَيْنَ جَبَلَينِ، وقيلَ: مدْخَلُ أَهْلِ الحِجَازِ إِلَى مِصْرَ.
قُلْت: والعَامّةُ يَقُولُونَ البُويْبَاتُ، ثمَّ قَالَ: ونَهْرٌ أَيْضاً كانَ بالعرَاق مَوضِعَ الكُوفة يَأْخُذُ منَ الفُراتِ.
(و) {بُوَيْبٌ (جَدُّ عِيسَى بنِ خَلاَّدٍ) العِجْلِيِّ (المُحَدِّثِ) عَنْ بَقِيَّةَ، وعَنْهُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ.
(} والبُوبُ بالضِّمّ: ة بِمِصْرَ) مِنْ حَوْفهَا، كَذَا فِي المُشْرِقِ، وَفِي المَرصِدِ، وَيُقَال لَهَا: بُلْقينَةُ أَيْضاً، وَهِي بِإِقْلِيمِ الغَرْبِيَّةِ من أَعْمَال بنَا.
(وبَابُ! الأَبْوابِ) ، قَالَ فِي المراصد: وَيُقَال: (البابُ) غَيْرَ مُضَاف، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) : الأَبْوَابُ: (ثَغْرٌ بِالخَزَرِ) وَهُوَ مدِينَةٌ على بَحْر طَبَرِسْتَانَ، وَهُوَ بحْرُ الخَزَرِ، ورُبَّما أَصَاب البَحْرُ حَائطَهَا، وَفِي وَسعطِهَا مَرْسَى السُّفُنِ، قَد بُنِيَ على حَافَتَيِ البَحْرِ سَدَّيْنِ، وجُعِلَ المَدْخَلُ مُلْتَوِياً، وعَلى هَذَا الفَمِ سِلْسِلَةٌ، فَلَا تَخْرُجُ السَّفِينَةُ وَلَا تَدْخُلُ إِلاّ بِأَمْرٍ، وَهِي فُرْضَةٌ لِذالك البَحْرِ، وإِنَّمَا سُمِّيَتْ (بابَ الأَبْوَابِ) لاِءَنَّهَا أَفْوَاهُ شِعَابٍ فِي جَبَلٍ، فِيهَا حُصُونٌ كَثِيرَةٌ، وَفِي المُعْجَم: لأَنَّهَا بُنِيَتْ على طَرَفٍ فِي الجَبَلِ، وَهُوَ حَائِطٌ بَنَاهُ أَنُو شِرْوانَ بِالصَّخْرِ والرَّصَاصِ، وعَلاَّه ثَلَاثمِائَة ذِرَاعٍ، وجَعلَ علَيْهِ أَبْوَاباً منْ حَدِيدٍ، لأَنَّ الخزَرَ كَانَتْ تُغيرُ فِي سُلْطَانِ فَارِسَ حتَّى تَبْلُغَ هَمَذَانَ والمَوْصِلَ، فبَنَاهُ لِيَمْنَعَهُمُ الخُرُوجَ وجَعَلَ عَلَيْهِ حَفَظَة، كَذَا نقلَه شيخُنَا من التواريخ، ورأَيت فِي (الأَرْبَعِينَ البُلْدَانِيَّة) للحافظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلفيّ مَا نصُّه: بَابُ الأَبواب المعروفُ بدَرْبَنْدَ، وإِليها نُسِبَ أَبُو القَاسِمِ مَيْمُونُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد البَابِيُّ، مُحَدِّثُ، اه.
قُلْتُ: وهُوَ شَيْخُ السِّلَفِيّ، وأَبُو القَاسِم يُوسُفُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ نَصْرٍ البَابِيُّ، حَدَّثَ ببغْدَادَ.
وممَّا بَقِيَ علَى المُؤَلِّفِ مِمَّا اسْتَدْرَكَ عليهِ شيخُنَا وغيرُه:
بَابُ الشَّامِ ذَكَره ابنُ الأَثيرِ، والنَّسْبَةُ إِليه:! البَابشَامِيُّ، وهِيَ مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ.
وبَابُ البَرِيدِ، كَأَمِيرٍ، بدِمَشْق.
وبَابُ التِّبْنِ، لِمَأْكُولِ الدَّوَابِّ: مَحَلَّةٌ كَبِيرَةٌ مُجَاوِرَة لمَشْهَدِ مُوسَى بنِ جَعْفَر، بهَا قَبْرُ عبْد الله بنِ الإِمام أَحْمَد.
وبَابُ تُوما، بالضَّمِّ، بدِمَشق.
وبَابُ الجِنَانِ: أَحَدُ أَبْوَابِ الرَّقَّة وأَحدُ أَبْوَابِ حلَبَ.
وبَابُ زُوَيلَةَ بِمِصْرَ.
وبابُ الحُجْرَةِ: مَحَلَّةُ الخُلَفَاءِ ببغدادَ.
وبابُ الشَّعير: مَحَلَّة بهَا أَيضاً.
وبابُ الطَّاقِ: مَحَلَّةٌ أُخْرى كَبِيرَة بالجانب الشرقيّ ببغدادِ، نُسب إِليها جَمَاعَةٌ من المحَدِّثينَ والأَشْرافِ.
وبَنُو حَاجِبِ البَابِ: بَطْنٌ من بَنِي الحُسَيْنِ، كَانَ جَدُّهُم حاجباً لِبَابِ الْبونِي.
وبَابُ العَرُوسِ: أَحَدُ أَبْوَابِ فَاس.
والبابُ: بَاب كِسْرَى، وإِليه نُسِب لِسانُ الفُرْس.
وأَبوَاب شكى وأَبواب الدودانية فِي مَدِينَة إِرَان من بِنَاءِ شِرْوَانَ. وَبَابُ فَيْرُوزَ، أَي ابنِ قُبَاذَ: قَصْرٌ فِي بِلَاد جرزانَ مِمَّا يَلِي الرُّومَ.
وبَابُ اللاّن.
وبابُ سمجن مِنْ مُدُنِ أَرْمِينِيةَ وَقد ذَكَرَ المُصَنِّفُ بَعْضاً مِنْهَا فِي مَحَالِّهَا، كَمَا سيأْتي:
(وبَاب {وبُوبَةُ وبُوَيْبٌ أَسْمَاءٌ) تقدَّمَ مِنْهَا جَدُّ عِيسى بنُ خَلاَّدٍ، وبابُ بنُ عُمَيرٍ الحَنَفِيُّ مِنْ أَهْلِ اليَمَامَةِ، تَابِعِيٌّ.
(وبَابَا: مَوْلًى لِلْعَبَّاسِ) بن عبْدِ المُطَّلبِ الهاشِمِيِّ.
(و) بَابا أَيْضاً (موْلًى لعائِشَةَ) الصِّدِّيقَةِ رَضِيَ اللَّهُ عنهُمَا. (وعبْدُ الرَّحْمَن بْنُ بَابَا أَو} بأْبَاهُ بزِيادة لهاءَ (وعبْدُ اللَّهِ بنُ بَابَا أَو بابَى) بإِمالَةِ الباءِ إِلى الياءِ (أَو) هُوَ ( {بَابَيْه) بالهاءِ (تَابِعيُّون) .
(} وبابُويةُ جَدُّ) أَبِي الحسَن (عليِّ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَسْوَارِيِّ) ، بالفَتْحِ ويُضَمُّ، إِلى أَسْوَارِيَّةَ: قَرْيةٍ من أَصْبهَانَ، أَحدُ الأَغْنِيَاءِ ذُو وَرَعٍ ودينٍ، روَى عنِ ابنِ عِمْرَانَ مُوسَى بن بَيان، وَعنهُ أَحْمَدُ الكَرَجِيُّ قَالَهُ يَحْيَى، كَذَا فِي المُعْجم لياقوت.
وأَبو عَبْدِ الله عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ بن أَحْمَدَ بنِ {بابَوَيْه الأَرْدِسْتَانِيّ نَزِيل نَيْسَابُورَ، مُحَدّث توفّي سنة 409 والإِمامُ أَبو الْحسن عليّ بن الْحُسَيْن بن بابَوَيْه الرازيّ، مُحدِّث، وَهُوَ صَاحب الأَربعين، ذكره أَبو حامدٍ المحْموديّ.
(و) بَابويَةُ أَيضاً (جَدُّ والِدِ أَحْمَد بْنِ الحُسَيْنِ بنِ علِيَ الحِنَّائِيِّ) الدِّمَشْقِيّ، وَقد تقدم ذكره فِي ح ن أَ. (وإِبْرَاهِيمُ بْنُ} بُوبَةَ، بالضَّمِّ) عَن عبد الْوَهَّاب بن عطاءٍ، و (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ بُوبَةَ) العَطَّار شيخٌ للعُقَيْلِيّ، (و) أَبُو علِيَ (الحَسنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن بُوبةَ) الأَصْبَهَانِيُّ، شيخٌ لأَحمد بن مُسلم الخُتَّلِيّ، وَولده مُحَمَّد بن الحَسن، روى عَن مُحَمَّد بن عِيسى الأَصْبَهَانيّ المُقْرِىء، وَعنهُ ابنُه الحسنُ (مُحَدِّثُونَ) .
(وبَابَ) الرَّجلُ (: حفر كُوَّةً) ، نَقله الصاغانيُّ عَن الفَرَّاءِ، وسيأْتي أَنَّ مَحلَّه ب ي ب عَلَى الأَفصح.
(والبَابِيَّةُ) بتَشْديدِ الياءِ (: الأُعْجُوبَةُ) قالَهُ أَبُو مَالِك: وأَنْشَدَ قَوْلَ النَّابِغَةِ الجَعْدِيِّ:
فَذَرْ ذَا وَلاكِنَّ بَابِيَّةً
حديثُ قُشَيْرٍ وأَقْوَالُهَا
يُقَالَ: أَتَى فُلاَنٌ بِبابِيَّة أَيْ بأُعْجُوبَة، كَذَا نَقَلَه الصَّاغانيّ، ورَوَاهُ الأَزْهَرِيّ عَن أَبِي العميْثَلِ.
(وبَابَيُنِ مُثنًّى: ع بالبحْرَينِ) وحَالُهُ فِي الإِعْرابِ كحَالِ (البَحْرَينِ) ، وَفِيه يقُولُ قائلُهُم:
إِنَّ انْنَ بُورٍ بَيْنَ بَابَيْنِ وجَمّ
والخَيْلُ تَنْحَاهُ إِلى قُطْرِ الأَجَمْ
وضَبَّةُ الدَّغْمَاءُ فِي فَيْءِ الأَكَمْ
مُخْضَرَّةٌ أَعْيُنُهَا مِثْلُ الرَّخَمْ
وَفِي شِعْرٍ آخرَ: مِنْ نَحْوِ بَابَيْنِ.
( {وبَابَانُ مَحَلَّةٌ بِمرْوَ) مِنْهَا أَبُو سَعِيدٍ عَبَدة بنُ عَبْدِ الرَّحِيم المَرْوَزِيُّ مِن شُيُوخِ النَّسَائِيِّ، مَشْهُورٌ.

أوق

أ و ق

ألقى عليه أوقه، وركب فوقه أي ثقله.
أوق
أُوقيَة [مفرد]: ج أَواقٍ:
1 - وزن من الأوزان يختلف مقداره من بلدٍ عربيّ إلى آخر.
2 - اسم للعملة الوطنيّة في موريتانيا. 

أُوقيَّة [مفرد]: ج أُواقيّ: أُوقيَة. 
[أوق] الأَوْقُ: الثِقْلُ. يقال ألقى عليه أَوْقَهُ. وقد أَوَّقْتُهُ تَأْويقاً، أي حملته المشقة والمكروه. قال الراجز : عز على عمك أن تأوقى أو أن تبيتى ليلة لم تغبقى أو أن ترى كأباء لم تبرنشقى وأما قول الشاعر: تمتع من السيدان والاوق نظرة فقلبك للسيدان والاوق آلف فهو اسم موضع. 
(أوق) - في الحديث: "لا صَدقَةَ في أقلَّ من خَمْس أَواقٍ ".
ويجوز أواقِىّ بالياء مُشَدَّدَةً غَيرَ مَصروفَة، وهو جَمْع أُوقِيَّة، والأُوقيَّة على ما في الخَبَر: أَربعُون دِرهَماً، وعلى ما ذَكَره الخَلِيل: سَبْعَةُ مَثاقِيل. وقيل: سَبْعَة ونِصْف. وليست هذه الأقوال مُتَضادَّة. بل تَخَتلِف باخْتلاِف البُلدان. كما يختلف المَنُّ وغَيرُ ذلك مِمّا يُوزَن به، وربَّما يَجِىء في الحَدِيث: "وَقِيَّة" مكان "أُوقِيّة" وهي لُغَة ليست بالفَصِيحَة، وقيل: اشتِقاقه من الأَوْقَةِ، وهي موضع مُنهَبِط يجتَمِع فيه المَاءُ. وقيل هو من باب: وَقَى يَقِى وهي مثل أُضْحِيَّة وأَضاحِىّ وأضاحٍ. واللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعلَم.

أوق: الأُوقةُ: هَبْطة يجتمع فيها الماء، وجمعها أُوَق. والأَوْقُ:

الثِّقَلُ. وأَلقى عليه أَوْقَه أَي ثِقَلَه؛ وأنشد ابن بري:

إليكَ حتى قلَّدُوكَ طوْقَها،

وحَمَّـلُوكَ عِبْأَها وأَوْقَها

وآقَ علينا فلان أَوْقاً أَي أَشْرَفَ؛ وأَنشد:

آقَ علينا، وهو شَرُّ آيِقِ،

وجاءَنا مِن بَعْدُ بالبَهالِقِ

ويقال: آقَ علينا مالَ بأَوْقِه، وهو الثِّقَلُ. وقال بعضهم: آقَ علينا

أَتانا بالأَوْقِ، وهو الشُّؤْمُ؛ ومنه قيل بيت مؤَوَّقُ، والمؤوَّقُ:

المَشْؤُوم؛ قال امرؤ القيس:

وبَيْت يَفُوحُ المِسْكُ في حَجَراتِه،

بعيدٌ من الآفاتِ غير مُؤَوَّقِ

أَي غير مَشْؤُوم. ويقال: آقَ فلان علينا يؤُوق أَي مال علينا.

والأَوْقُ: الثقل. وقد أَوَّقْته تأْويقاً أَي حمَّلته المَشقَّة والمكروه؛ قال

جندل بن المُثَـنَّى الطُّهَوِيُّ:

عَزَّ على عَمِّكِ أَن تُؤَوَّقي،

أَو أَنْ تَبِيتي لَيْلةً لم تُغْبَقِي،

أَو أَن تُرَيْ كأْباء لم تَبْرَنْشِقي

وقال أبو عمرو: أَوَّقْتُه تأْوِيقاً، وهو أَن تُقلِّل طعامَه؛ قال

الشاعر:

عزَّ على عَمِّكِ أَن تؤَوَّقي

والمُؤَوّقُ: الذي يؤخِّرُ طعامَه؛ قال الشاعر:

لو كان حُتْرُوشُ بن عَزَّةَ راضِياً

سِوَى عَيْشِه هذا بعَيْشٍ مُؤَوَّقِ

ابن شميل: والأُوقةُ الرَّكِيَّة مثل البالُوعةِ هُوَّةٌ في الأَرض

خَلِيقة في بطون الأَودِية وتكون في الرِّياض أَحياناً أُسَمِّيها إذا كانت

قامتين أُوقةً، فما زاد وما كان أقلَّ من قامتين فلا أَعُدُّها أُوقة،

وفمها مثل فم الرَّكِيَّة وأَوسع أَحياناً، وهي الهوة؛ قال رؤبة:

وانْغَمَسَ الرَّامي لها بينَ الأُوَقْ

في غِيلِ قَصباء وخِيسٍ مُخْتَلَقْ

والأُوقِيَّةُ، بضم الهمزة وتشديد الياء: زِنةُ سبْعةِ مثاقيل، وقيل:

زنة أربعين درهماً، فإن جعلتها أُفعُولة فهي من غير هذا الباب.

والأَوْقُ: اسم موضع: قال النابغة الجعدي:

أَتاهُنَّ أَنَّ مِياهَ الذُُّّها

بِ فالمُلْجِ فالأَوْقِ فالمِيثَبِ

قال الجوهري: وأَما قول الشاعر:

تَمَـتَّعْ من السِّيدانِ والأَوْقِ نظْرةً،

فقلْبُك للسِّيدانِ والأَوْقِ آلِفُ

فهو اسم موضع.

أوق
} الأوق الثِّقلُ يُقَال: أَلقى عَلَيْنا {أَوْقه: أَي ثقله، وَمن سَجَعاتِ الأّساس: أَلْقَى عليهِ} أَوْقَه، وبَرَكَ فَوْقَه، وأَنْشَدً ابنُ بَرِّي:
(إِلَيْك حَتَّى قلدوك طوقها ... وحملوك عبأها {وأوقها)
(و) } الأَوْقُ: الشؤْمُ، والأَوْق: ع وأَنشد الجوهَري:
(تمتّع من السيدان {والأوق نظرة ... فقلبك للسيدان والأوق آلف)
وأَنْشَدَ الصّاغاني للقحيف الْعقلِيّ يصف نَاقَته:
(تَرَبَّعَت السيدانَ} والأَوقَ إِذ هما ... مَحَل من الأَصرام والعيش صَالح)

(وَمَا يَحزأ السِّيدانُ فِي رَونَقِ الضُّحَى ... وَلَا {الأَوْق إِلا أفرط الْعين مائح)
وَقَالَ النّابِغَةُ الجَعْديّ رَضِي اللهُ عَنهُ:
(أَتاهنَ أَنّ مياه الذها ... بِ فالمَلْحِ} فالأَوْق فالمِيثبِ)
وقالَ اللَّيثُ: {آقَ عَلَيْهِ فلانٌ: إِذا أأَشْرَف. وَيُقَال: آقَ عَليْنا} يَؤوق: إِذا مالَ قالَ العُماني: آقَ علَيْنا وَهُوَ شرَ {آئقِ وقِيل: آقَ عَلَيهم} أَوقاً. إِذَا أَتاهم بالشؤم وقالَ ابنُ عَبّاد: {الأَوْقَة: الجماعَةُ يُقَال: جاءَ القومُ} بأَوْقَتِهمْ. وَقَالَ ابنُ شمَيْلٍ: {الأوقّةُ بالضمِّ: الرَّكِيَّةُ، مثلُ البالوُعَةِ فِي الأَرْضِ خلِيقَةٌ فِي بطُونِ الأَوْديَة، وَتَكون فِي الرِّياض أَحياناً، تُسَمَّى إِذا كانَتْ قامَتينِ} أوقَةً، فَمَا زادَ، وَمَا كانَ أقَل من قامَتَيْنِ فليْسَت {بأوقَة، وفَمُها مثلُ فَمَ الرَّكِيَّةِ، وأوْسَعُ أَحْيَانًا، وَهِي الهوةُ، قَالَ رؤبةُ:
(وانْغَمَسَ الرّامي لَهَا بيْنَ} الأوَقْ ... فِي غِيل قَصباءَ، وخِيسٍ مُختلَقْ)
(و) {الأوقَةُ: مَحْضَنُ الطّيرِ عَلَى رُؤُوسِ الجِبالِ نقَلَه الصّاغاني.} والأوقِيَّة بِالضَّمِّ: فُعلِيَّةٌ من أَوَقَ قَالَ الجَوْهَري وَهِي زِنَةُ سَبعْ مَثاقِيلَ، وَقيل: زِنَة أربَعِينَ درْهَماً، وَهُوَ فِي قَوْل وَإِن جَعَلْتهَا أفعُولَة فهِي من غَيْر هَذَا البابِ ويَأتِي فِي وق ي إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَيَوْم {الأواقِ كغراب: م مَعْرُوف من أَياّم العَرَبِ، قالَ الصاغانِي: وهوَ يؤيؤٍ وَقد أَهملَه المصنفُ فِي الهَمْزةِ.} - والأَواقي، بالفتْحِ: قَصَبُ الحائك الَّتِي يكون فِيهَا لحْمَة الثَّوْب عَن ابْن عباد. وقالَ أَبو عمْرو: {أَوَقه} تأويقاً: إِذَا قَلَّل طَعَامه وأَوَّقَه تَأوِيقاً: حَمَلَه على الَمثسَقَّةِ والمكروهِ نَقَلَه الجَوهري، وَأنْشد لجَندَلِ بنِ المثنَى الطهوِي:) عَزَّ على عَمكِ أّنْ! - تؤَوَّقِي أَوْ أَنْ تَبِيتي لَيلَةً لم تُغبَقِي أَوْ أنْ ترَىْ كأباءَ لم تبْرَنْشِقِيوأَوَّقَه أَيْضاً: عَوقه. وقِيلَ: ذَلَّله. {والمؤَوِّق، كمحَدِّثٍ: مَنْ يُؤَخِّر طَعامه قالَ:
(ولَوْ كانَ حترُوشُ بنُ عَزَّةَ راضِياً ... سِوَى عَيشه هذَا بَعَيشِ} مؤَوَّقِ)
{وَتَأَوَّق: إِذا تَعَوَقَ.
وَمِمَّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ: بَيْت مُؤَوَّقٌ، كمُعَظَّمٍ: كَثِيرُ الحَشْوِ من رَدِئ ج المَتاعَ، مِنْهُ قوْلُ امْرِئ القَيْسِ:
(وبَيْتٍ يَفوح المِسْكُ فِي حَجَراتِه ... بعيدٍ من الآفاتِ غَيْرِ} مؤَوَّقِ)
ورَجُلٌ مُؤَوًّقٌ: مَشؤُومٌ، وقِيل: مُهانٌ. {وتَأَوَّقَ: تَجَوع.} والأَوْقُ: جَبَل لِهذيل.

بَغَى

(بَغَى)
- فِيهِ «ابْغِنِي أَحْجَارًا أسْتَطبْ بِهَا» يُقَالُ ابْغِنِي كَذَا بِهَمْزَةِ الْوَصْلِ، أَيِ اطْلُب لِي، وأَبْغِنِي بِهَمْزَةِ الْقَطْعِ، أَيْ أعِنّي عَلَى الطَّلَبِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَبْغُونِي حَديدة أسْتَطِب بِهَا» بِهَمْزَةِ الْوَصْلِ والقَطْع. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
يُقَالُ بَغَى يَبْغِي بُغَاءً- بِالضَّمِّ- إِذَا طَلب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «أَنَّهُ خَرَجَ فِي بُغَاء إِبِلٍ» جَعَلوا البُغَاء عَلَى زِنَة الأدْوَاء، كالعُطَاس والزُّكام، تَشْبِيهًا بِهِ لِشغْل قَلْبِ الطَّالِبِ بالدَّاء.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سُراقة وَالْهِجْرَةِ «انْطَلَقُوا بُغْيَاناً» أَيْ نَاشِدِينَ وَطَالِبِينَ، جَمْعُ بَاغٍ كَرَاعٍ وَرُعْيَانٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ فِي الْهِجْرَةِ «لقيَهما رَجُلٌ بِكُراعِ الغَمِيم، فَقَالَ مَنْ أَنْتُمْ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَاغٍ وهادٍ، عَرَّض ببُغَاءِ الْإِبِلِ وهِدَايَةِ الطَّرِيقِ، وَهُوَ يُريد طَلَب الدِّينِ والهدايةَ مِنَ الضَّلَالَةِ.
وَفِي حَدِيثِ عَمَّارٍ «تقْتُله الفِئة البَاغِيَة» هِيَ الظَّالِمَةُ الْخَارِجَةُ عَنْ طَاعَةِ الْإِمَامِ. وَأَصْلُ البَغْي مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ. ومنه الحديث «فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا»
أَيْ إِنْ أطعْنكم فَلَا يَبْقَى لَكُمْ عَلَيْهِنَّ طَرِيقٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ بَغْياً وجَوْرا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «قَالَ لرجُل: أَنَا أُبْغِضُك، قَالَ لِمَ؟ قَالَ لِأَنَّكَ تَبْغِي فِي أذَانك» أَرَادَ التَّطْرِيب فِيهِ والتَمدِيد، مِنْ تَجاوُز الْحَدِّ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ «أَقَامَ شَهْرًا يُداوِي جَرْحَه فدَمَل عَلَى بَغْيٍ وَلَا يَدْرِي بِهِ» أَيْ عَلَى فَسَادٍ.
وَفِيهِ «امْرَأَةٌ بَغِيّ دَخَلَتِ الْجَنَّةَ فِي كَلْب» أَيْ فاجِرة، وجمعُها البَغَايَا. وَيُقَالُ للأمَة بَغِيّ وَإِنْ لَمْ يُرِدْ بِهِ الذَّمُّ، وَإِنْ كَانَ فِي الْأَصْلِ ذَمًّا. يُقَالُ بَغَتِ الْمَرْأَةُ تَبْغِي بِغَاءً- بِالْكَسْرِ- إِذَا زنَتْ، فَهِيَ بَغِيّ، جَعَلُوا البِغَاء عَلَى زِنَةِ العُيوب، كَالْحِرَانِ والشِّرَاد، لِأَنَّ الزّنَا عيْب.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ مَرَّ برَجُل يَقْطع سَمُراً بالبادية فقال: رعيت بَغْوَتَهَا وبرمتها وحلبتها وبَلّتَها وفَتْلَتَها ثُمَّ تَقْطعُها؟» قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: يَرويه أَصْحَابُ الْحَدِيثِ: مَعْوَتها، وَذَلِكَ غلطٌ؛ لِأَنَّ المَعْوة البُسْرةُ الَّتِي جَرى فِيهَا الإرْطاب، وَالصَّوَابُ بَغْوَتها، وَهِيَ ثَمرة السَّمُر أوّلَ مَا تَخْرج، ثُمَّ تَصِيرُ بَعْدَ ذَلِكَ بَرَمَة، ثُمَّ بَلَّة، ثُمَّ فَتْلَةً.
وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ «أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بنَ المهاجِر جُعِل عَلَى بَيْتِ الرِّزْقِ فَقَالَ النَّخَعِيُّ: مَا بُغِيَ لَهُ» أَيْ مَا خِيرَ لَهُ.

وَزَنَ 

(وَزَنَ) الْوَاوُ وَالزَّاءُ وَالنُّونُ: بِنَاءٌ يَدُلُّ عَلَى تَعْدِيلٍ وَاسْتِقَامَةٍ: وَوَزَنْتُ الشَّيْءَ وَزْنًا. وَالــزِّنَةُ قَدْرُ وَزْنِ الشَّيْءِ ; وَالْأَصْلُ وَــزْنَةٌ. وَيُقَالُ: قَامَ مِيزَانُ النَّهَارِ، إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ. وَهَذَا يُوَازِنُ ذَلِكَ، أَيْ هُوَ مُحَاذِيهِ. وَوَزِينُ الرَّأْيِ: مُعْتَدِلُهُ. وَهُوَ رَاجِحُ الْوَزْنِ، إِذَا نَسَبُوهُ إِلَى رَجَاحَةِ الرَّأْيِ وَشِدَّةِ الْعَقْلِ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ شَيْءٌ ذُكِرَ عَنِ الْخَلِيلِ: أَنَّ الْوَزِينَ: الْحَنْظَلُ الْمَعْجُونُ كَانَ يُتَّخَذُ طَعَامًا. وَيُقَالُ الْوَزْنُ: الْفِدْرَةُ مِنَ التَّمْرِ.

وُفُورات

وُفُورات
الجذر: و ف ر

مثال: وفورات الموازنة
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنَّ هذه الكلمة مما لا يصحّ جمعه جمع مؤنث سالِمًا.

الصواب والرتبة: -وُفُورات الموازنة [فصيحة]
التعليق: صرَّح بعض القدماء بجواز جمع ما لا يَعْقِل جمع مؤنث سالِمًا، سواء سُمِع له جمع تكسير، أو لا، كما لاحظ مجمع اللغة المصري أنَّ القدماء قد جمعوا الثلاثي المفرد المذكر غير العاقل جمع مؤنث سالِمًا، مثل: «خان وخانات»، و «ثار وثارات»، وأنَّ المتنبي جمع «بوقًا» على «بوقات»، كما اعتمد المجمع المصري على ما ذكره سيبويه من مثل: «حمامات، وسرادقات، وطرقات، وبيوتات»، وما ذكره غيره من مثل: «سجلات، ومصلّيات، وجوابات، وسؤالات»، فاتجه إلى قياسية هذا الجمع وقبوله فيما شاع، مثل: «طلب وطلبات»، و «سَنَد وسندات»، وبخاصة فيما لم يُسْمع له جمع تكسير؛ ومن ثمَّ يمكن تصويب الاستعمال المرفوض، وقد أورده الأساسيّ على أنه جمع الجمع.

كِرْمَانُ

كِرْمَانُ:
بالفتح ثم السكون، وآخره نون، وربما كسرت والفتح أشهر بالصحة، وكرمان في الإقليم الرابع، طولها تسعون درجة، وعرضها ثلاثون درجة:
وهي ولاية مشهورة وناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان، فشرقيّها مكران ومفازة ما بين مكران والبحر من وراء البلوص، وغربيّها أرض فارس، وشماليّها مفازة خراسان، وجنوبيّها بحر فارس، ولها في حدّ السيرجان دخلة في حد فارس مثل الكمّ وفيما يلي البحر تقويس، وهي بلاد كثيرة النخل والزرع والمواشي والضرع تشبّه بالبصرة في كثرة التمور وجودتها وسعة الخيرات، قال محمد بن أحمد البنّاء البشاري: كرمان إقليم يشاكل فارس في أوصاف ويشابه البصرة في أسباب ويقارب خراسان في أنواع لأنه قد تاخم البحر واجتمع فيه البرد والحرّ والجوز والنخل وكثرت فيه التمور والأرطاب والأشجار والثمار، ومن مدنه المشهورة جيرفت وموقان وخبيص وبمّ والسيرجان ونرماسير وبردسير وغير ذلك، وبها يكون التوتيا ويحمل إلى جميع البلاد، وأهلها أخيار أهل سنّة وجماعة وخير وصلاح إلا أنها قد تشعثت بقاعها واستوحشت معاملها وخربت أكثر بلادها لاختلاف الأيدي عليها وجور السلطان بها لأنها منذ زمن طويل خلت من سلطان يقيم بها إنما يتولّاها الولاة فيجمعون أموالها ويحملونها إلى خراسان، وكل ناحية أنفقت أموالها في غيرها خربت إنما تعمر البلدان بسكنى السلطان، وقد كانت في أيام السلجوقية والملوك القارونية من أعمر البلدان وأطيبها ينتابها الركبان ويقصدها كل بكر وعوان، قال ابن الكلبي:
سميت كرمان بكرمان بن فلوج بن لنطي بن يافث ابن نوح، عليه السّلام، وقال غيره: إنما سميت بكرمان بن فارك بن سام بن نوح، عليه السّلام، لأنه نزلها لما تبلبلت الألسن واستوطنها فسميت به، وقال ابن الفقيه: يقال إن بعض ملوك الفرس أخذ قوما فلاسفة فحبسهم وقال: لا يدخل عليهم إلا الخبز وحده، وخيروهم في أدم واحد فاختاروا الأترج، فقيل لهم: كيف اخترتموه دون غيره؟ فقالوا: لأن قشره الظاهر مشموم وداخله فاكهة وحمّاضه أدم وحبه دهن، فأمر بهم فأسكنوا كرمان، وكان ماؤها في آبار لا يخرج إلا من خمسين ذراعا، فهندسوه حتى أظهروه على وجه الأرض ثم غرسوا بها الأشجار فالتفّت كرمان كلها بالشجر فعرف الملك ذلك فقال: أسكنوهم الجبال، فأسكنوها فعملوا الفوّارات وأظهروا الماء على رؤوس الجبال، فقال الملك: اسجنوهم، فعملوا في السجن الكيمياء وقالوا: هذا علم لا نخرجه إلى أحد، وعملوا منه ما علموا أنه يكفيهم مدة أعمارهم ثم أحرقوا كتبهم وانقطع علم الكيمياء، وقد ذكر في بعض كتب الخراج عن بعض كتّاب الفرس أن الأكاسرة كانت تجبي السواد مائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم سوى ثلاثين ألف ألف من الوضائع لموائد الملوك، وكانوا يجبون فارس أربعين ألف ألف، وكانوا يجبون كرمان ستين ألف ألف درهم لسعتها وهي مائة وثمانون فرسخا في مثلها، وكانت كلها عامرة وبلغ من عمارتها
أن القناة كانت تجري من مسيرة خمس ليال، وكانت ذات أشجار وعيون وقنيّ وأنهار، ومن شيراز إلى السيرجان مدينة كرمان أربعة وستون فرسخا وهي خمسة وأربعون منبرا كبار وصغار، وأما في أيامنا هذه فقصبتها وأشهر مدنها جواشير، ويقال كواشير، وهي بردسير، وأما فتحها فإن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ولّى عثمان بن العاص البحرين فعبر البحر إلى أرض فارس ففتحها ولقي مرزبان كرمان في جزيرة بركاوان فقتله فوهى أمر أهل كرمان ونخبت قلوبهم، فلما سار ابن عامر إلى فارس في أيام عثمان بن عفّان أنفذ مجاشع بن مسعود السلمي إلى كرمان في طلب يزدجرد، فهلك جيشه بميمند من مدن كرمان، وقيل من رساتيق فارس، ثم لما توجه ابن عامر إلى خراسان ولّى مجاشعا كرمان ففتح ميمند واستبقى أهلها وأعطاهم أمانا بذلك، وله بها قصر يعرف بقصر مجاشع، ثم فتح مجاشع بروخروه ثم أتي السيرجان مدينة كرمان فتحصن أهلها منه ففتحها عنوة، وقد كان أبو موسى الأشعري وجّه الربيع ابن زياد الحارثي ففتح ما حول السيرجان وصالح أهل بمّ والأندغان ثم نكث أهلها فافتتحها مجاشع بن مسعود وفتح جيرفت عنوة وسار في كرمان فدوّخها وأتى القفص وقد اجتمع إليه خلق ممن جلا من الأعاجم فواقعهم وظفر عليهم فهربت جماعة من أهل كرمان فركبوا البحر ولحق بعضهم بسجستان ومكران فأقطعت العرب منازلهم وأرضيهم فعمّروها وأدّوا العشر فيها واحتفروا القنيّ في مواضعها، فعند ذلك قال حمير السعدي:
أيا شجرات الكرم لا زال وابل ... عليكنّ منهلّ الغمام مطير
سقيتنّ ما دامت بنجد وشيجة، ... ولا زال يسعى بينكنّ غدير
ألا حبّذا الماء الذي قابل الحمى ... ومرتبع من أهلنا ومصير
وأيامنا بالمالكية، إنّني ... لهنّ على العهد القديم ذكور
ويا نخلات الكرخ لا زال ماطر ... عليكنّ مستنّ السحاب درور
سقيتنّ ما دامت بكرمان نخلة ... عوامر تجري بينهنّ نهور
لقد كنت ذا قرب فأصبحت نازحا ... بكرمان ملقى بينهنّ أدور
وولى الحجاج قطن بن قبيصة بن مخارق بن عبد الله بن شدّاد بن معاوية بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال الهلالي فارس وكرمان، وهو الذي انتهى إلى نهر فلم يقدر أصحابه على عبوره فقال: من جازه فله ألف درهم، فجازوه فوفى لهم، وكان ذلك أوّل يوم سميت الجائزة جائزة، وقال الجحّاف بن حكيم:
فدى للأكرمين بني هلال ... على علّاتهم أهلي ومالي
هم سنّوا الجوائز في معدّ ... فصارت سنّة أخرى الليالي
رماحهم تزيد على ثمان ... وعشر حين تختلف العوالي
وكرمان أيضا: مدينة بين غــزنة وبلاد الهند وهي من أعمال غــزنة: بينهما أربعة أيام أو نحوها، وبنيسابور محلة يقال لها مربّعة الكرمانية، ينسب إليها أبو يوسف يعقوب بن يوسف الكرماني النيسابوري الشيباني الفقيه
الحافظ المعروف بابن الأخرم، أطال المقام بمصر وكان بينه وبين المزني مكاتبة، سمع إسحاق بن راهويه وقتيبة ابن سعيد ويونس بن عبد الأعلى وغيرهم، وسمع بالعراق والشام وخراسان والجزيرة ومصر، روى عنه أبو حامد ابن الشرقي وعلي بن جمشاد العدل، توفي سنة 287.

مُوس

مُوس
الجذر: م و س

مثال: حَلَقَ رأسَه بموس حادة
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لأنّها لم تسمع عن العرب بهذا الضبط.
المعنى: آلة يُحْلَقُ بها الشَّعْر

الصواب والرتبة: -حلق رأسه بموسى حادة [فصيحة]-حلق رأسه بموسى حادّ [فصيحة]
التعليق: تذكر المعاجم المُوسى بالقصر وتقول إنه يذكر ويؤنث وكذا يُنَوّن ولايُنَوّن؛ فإن جعلته على زنة «فُعْلَى» لم تصرفه لوجود ألف التأنيث المقصورة، وإن جعلته على زِنة «مُفْعَل» صرفته.

بدائع القرآن

بدائع القرآن
لابن أبي الإصبع: زكي الدين، أبي محمد: عبد العظيم بن عبد الواحد القيرواني، ثم المصري.
المتوفى: سنة 654.
بدائع القرآن
ليس البديع في يد الفنان حلية تقتسر، ولا زينة يستغنى الكلام عنها، ولا زخرفة يأتى دورها، بعد أن يكون المعنى قد استوفى تمامه. ولا يجيء مكانه فى المرتبة الثالثة، بعد استيفاء علمى المعانى والبيان حقهما، فإن الإنتاج الأدبى يبرز إلى الوجود في نظمه الخاص، وبه الصور البيانية، والمحسنات البديعية، دفعة واحدة، فكأنما هذا المحسن البديعى جاء في مكانه ليقوم بنصيبه من أداء المعنى أولا، أما ما فيه من جمال لفظى فقد جاء من أن تلك الكلمة بالذات يتطلبها المعنى، ويقتضى المجيء بها.
وليس كل ما ذكره علماء البديع بألوان جمال تستحق أن تذكر بين المحسنات، وذلك يتطلب معاودة النظر، فى دراسة هذه الألوان، لاستبقاء الجميل، وحذف ما لا غناء فيه.
ولست أريد الحديث الآن عن جناية البديع على الأدب العربى عند ما يراد لذاته، فيستغلق المعنى، ويضؤل. أما ما ورد في القرآن مما نعده محسنات بديعية فقد وردت الألفاظ التى كان بها هذا المحسن البديعى في مكانها، يتطلبها المعنى، ولا يغنى غيرها غناءها.
خذ ما ورد في القرآن الكريم من الجناس التام، كقوله تعالى: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (النور 43، 44). تجد كلمة الْأَبْصارِ الأولى مستقرة في مكانها فهى جمع بصر، ويراد به نور العين الذى تميز بين الأشياء وكلمة الْأَبْصارِ الثانية جمع بصر بمعنى العين، ولكن كلمة الْأَبْصارِ هنا أدل على المعنى المراد من كلمة (العيون)، لما أنها تدل على ما منحته العين من وظيفة الإبصار، وهى التى بها العظة والاعتبار، فأنت ذا ترى أن أداء المعنى كاملا، تطلب إيراد هذه الكلمة، حتى إذا وردت رأينا هذا التناسق اللفظى.
واقرأ قوله تعالى: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ (الروم 55). فكلمة (الساعة) الأولى جىء بها دالة على يوم القيامة، واختير لذلك اليوم هذا الاسم هنا؛ للدلالة على معنى المفاجأة والسرعة، وكلمة ساعَةٍ الثانية تعبر أدق تعبير عن شعور هؤلاء المجرمين، فهم لا يحسون أنهم قضوا في حياتهم الدنيا برهة قصيرة الأمد جدّا، حتى يعبروا عنها ببرهة أو دقيقة مثلا، ولا بفترة طويلة، يعبرون عنها بيوم مثلا، فكانت كلمة (ساعة) خير معبر عن شعورهم بهذا الوقت الوجيز.
وما ورد في القرآن من جناس ناقص، فسبيله سبيل الجناس التام، وانظر إلى قوله تعالى: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (الأنعام 26).
ألا ترى أن موقف الكفار من القرآن، أنهم يبعدون الناس عنه، كما يبعدون أنفسهم عنه، فعبر القرآن عن ذلك بكلمتين متقاربتين ليشعر قربهما بقرب معنييهما.
ويطول بى القول إذا أنا مضيت في بيان كيف حلت كل كلمة في جمل الجناس محلها، بحيث لا تغنى كلمة أخرى في هذا الوضع غناءها، وحسبى أن أشير إلى تلك الآيات، التى ورد فيها ما كون بعض ألوان من الجناس، مثل قوله تعالى:
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (الضحى 9، 10). وقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (القيامة 22، 23). وقوله: وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (القيامة 29، 30). وقوله سبحانه: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (الصافات 72، 73).
فأنت ترى النهى عن القهر جاء إلى جانب اليتيم، بمعنى الغلبة عليه والاستيلاء على ماله، وأما السائل فقد نهى عن نهره وإذلاله، فكلتا الكلمتين جاءت في موضعها الدقيق، كما وردت كلمتا (ناظرة وناضرة) أى مشرقة، وإشراقها من نظرها إلى ربها، وقد توازنت الكلمتان في جملتيهما لما بينهما من صلة السبب بالمسبب. واختيار كلمة الْمَساقُ فى الآية الثانية لتصور هذه الرحلة التى ينتقل فيها المرء من الدنيا إلى الآخرة، فكأنه سوق مسافر ينتهى به السفر إلى الله. وفي كلمة المنذرين ما يشير إلى الربط بينهم وبين المنذرين الذين أرسلوا إليهم. وقل مثل ذلك في قوله تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (الهمزة 1). فإن شدة التشابه بين الكلمتين توحى بالقرابة بينهما، مما يجعل إحداهما مؤكدة للأخرى فالهمزة المغتاب، واللمزة العياب، فالصلة بينهما وثقى، كالصلة بين الفرح والمرح في قوله تعالى: ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (غافر 75).
وإيثار كلمة النبأ في قوله سبحانه: وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (النمل 22). لما فيها من معنى القوة؛ لأن هذه المادة تدل على الارتفاع والنتوء والبروز والظهور، فناسب مجيئها هنا، ووصف النبأ تأكيدا لقوته باليقين.
ويعدون من أنواع البديع المشاكلة، ويعنون بها ذكر الشيء بغير لفظه، لوقوعه فى صحبته، ويمثلون لذلك بقوله تعالى: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها (الشورى 40). قالوا:
فالجزاء عن السيئة في الحقيقة غير سيئة، والأصل وجزاء سيئة عقوبة مثلها.
وبقوله تعالى: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (آل عمران 54). والأصل أخذهم بمكرهم. وبقوله تعالى: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ (البقرة 194). قالوا: والمراد فعاقبوه، فعدل عن هذا؛ لأجل المشاكلة اللفظية. ولكننى أرى القرآن أجل من أن يسمى الشيء بغير اسمه لمجرد وقوعه في صحبته، بل أرى هذا التعبير يحمل معنى، وجىء به ليوحى إلى القارئ بما لا يستطيع أن يوحى به ولا أن يدل عليه ما قالوا إنه الأصل المعدول عنه، فتسمية جزاء السيئة سيئة؛ لأن العمل في نفسه سوء، وهو يوحى بأن مقابلة الشر بالشر، وإن كانت مباحة، سيئة يجدر بالإنسان الكامل أن يترفع عنها، وكأنه بذلك يشير إلى أن العفو أفضل وأولى، وعلى هذا النسق تماما ورد قوله: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ (البقرة 194). وأما مكر الله فأن يفعل بهم كما يفعل الماكر، يمدهم في طغيانهم يعمهون، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
وعدوا من ألوان البديع الاستثناء، ومثلوا له بقوله تعالى: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً (العنكبوت 14). وفي هذا التعبير، فضلا عن إيجازه، إيحاء بطول المدة، وتهويل للأمر على السامعين، وفي ذلك تمهيد العذر لنوح في الدعاء على قومه، وذلك لأن أول ما يطرق السمع ذكر الألف، فتشعر بطول مدته، وتتصور جهاد نوح في ذلك الزمن المديد، ولن يقلل الاستثناء من شأن هذا التصور، ولا يتحقق هذا الإحساس إذا بدأت بغير الألف.
ومنها اللف والنشر بذكر شيئين أو أكثر، ثم ذكر ما يقابلها، وفيه جمع للمتناسبات من غير فاصل بينها. خذ قوله تعالى: وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ (القصص 73). ألا ترى بين الليل والنهار مناسبة تجمع بينهما، ثم يثير هذا تطلعا إلى معرفة السبب في أنهما من رحمته، وفي ذلك عنصر التشويق، وفي تقديم السكون على ابتغاء الفضل تقديم الاستعداد للجهاد فى الحياة على الجهاد. وتأمل كذلك ما يثيره الإجمال من التشويق في قوله تعالى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها
خالِدُونَ
(آل عمران 106، 107)، وفي الإجمال الأول إعطاء صورة سريعة لهذا اليوم، ثم يعود بعدئذ إلى إكمال الصورة في تفصيل وإيضاح، وربما يكون قد بدأ عند ما فصل بذكر من اسودت وجوههم، ليكون الحديث منتهيا بذكر طريقة الخلاص من عذاب ذلك اليوم. ومن اللف والنشر قوله تعالى: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (الإسراء 29). والسر في الجمع أولا ذكر النهى عنه جملة واحدة، ثم العود بعد ذلك لبيان سر هذا النهى.
وما ورد في القرآن من طباق بالجمع بين المتضادين، كانت الكلمة فيه مستقرة في مكانها تمام الاستقرار، سواء كان التضاد لفظا أو معنى، حقيقة أو مجازا، إيجابا أو سلبا، كقوله تعالى: وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ (فاطر 19، 20). فأنت تراه يعقد الموازنة بين هذين الضدين ولا مفر من الجمع بينهما في الجملة لعقد هذه الموازنة التى تبين عدم استوائهما.
وكقوله تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (النجم 43، 44)، وقوله سبحانه: وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ (الكهف 18).
ومن الطباق السلبى قوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (الزمر 9). وقوله: فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ (المائدة 44). ومن الطباق المعنوى قوله تعالى: إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (يس 15، 16)، أى إنا لصادقون فإن الرسول يجب أن يكون صادقا.
ومما يرتبط بالطباق المقابلة بأن يؤتى بمعنيين أو أكثر ثمّ بما يقابل ذلك على الترتيب، فمن الجمع بين الاثنين قوله تعالى: فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً (التوبة 82).
وبين الثلاثة قوله سبحانه: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ (الحديد 23).
وبين الأربعة قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (الليل 5 - 10)، وهذه المقابلة بين المعانى تزيدها في الفكر وضوحا، وفي النفس رسوخا. ومن ذلك ترى أن ما ورد في القرآن من طباق ومقابلة لم يجئ اعتسافا، وإنما جاء المعنى مصورا في هذه الألفاظ، التى أدت المعنى خير أداء وأوفاه، وكان منها هذا الطباق والمقابلة.
ومن ألوان البديع العكس بأن يقدم في الكلام جزء، ويؤخر آخر، ثم يقدم المؤخر ويؤخر المقدم، وجمال العكس في أنه يربط بين أمرين، ويعقد بينهما أوثق الصلات أو أشد ألوان النفور، تجد ذلك في قوله سبحانه: يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ (الحج 61). وقوله تعالى: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ (يونس 31). وقوله سبحانه: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ (البقرة 187). وقوله تعالى: لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ (الممتحنة 10). وقوله تعالى: ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ (الأنعام 52).
ومن أجمل أنواعه ائتلاف المعنى مع المعنى بذكر الأمور المتناسبة بعضها إلى جانب بعض، كقوله سبحانه: قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ (يوسف 86). وقد يخفى في بعض الأحيان وجه الجمع بين المعنيين، كما في قوله سبحانه: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى (طه 118، 119)، فقد يبدو أن الوجه الجمع بين الجوع والظمأ، والعرى والضحاء، ولكن التأمل الهادئ يدل على أن الجوع والعرى يسببان الشعور بالبرد فجمعا معا، والظمأ والضحاء يسببان الشعور بالحر، إذ الأول يبعث التهاب الجوف، والثانى يلهب الجلد، فناسب ذلك الجمع بينهما.
هذا ولست أرمى هنا إلى حصر ما عثر عليه العلماء من ألوان البديع في القرآن، فقد تكفل بذلك غيرى، وأفرد ابن أبى الإصبع لذلك كتابا عدّد فيه هذه الألوان ومثّل لها، وذكر من ذلك أكثر من مائة نوع، وكل ما قصدت إليه هو بيان أن ما نشعر به من جمال لفظى حينا ومعنوى حينا آخر، لم يأت إلا من أن اللفظة القرآنية قد استدعاها المعنى، ولم يكن ثمة لفظة أخرى تغنى غناءها، فلما استقرت في مكانها زاد بها الكلام إشراقا، والمعنى وضوحا وجلاء.

لمم

لمم: {اللم}: صغار الذنوب. ويقال لمَّ يَلِمُّ بالذنب ثم لا يعود.
{لَمًّا} شديدا. {هلم إلينا}: أقبل. و {هلم}: احضر. 
(ل م م) : (أَلَمَّ) بِأَهْلِهِ نَزَلَ وَهُوَ يَزُورُنَا (لِمَامًا) أَيْ غِبًّا وَ (اللِّمَّةُ) دُونَ الْجُمَّةِ وَهِيَ مَا أَلَمَّ بِالْمَنْكِبِ مِنْ شَعْرِ الرَّأْسِ وَجَمْعُهَا (لِمَمٌ) وَ (اللَّمَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ جُنُونٌ خَفِيفٌ وَمِنْهُ صَلَّى رَكْعَةً ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ أَوْ أَصَابَهُ لَمَمٌ وَفِي قَوْلِهِ وَبَعْدَهُ يَنْفِي اللَّمَمَ مَا دُونَ الْفَاحِشَةِ مِنْ صِغَارِ الذُّنُوبِ وَمِنْهُ إنْ تَغْفِرْ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا وَأَيُّ عَبْدٍ لَك لَا أَلَمَّا أَيْ لَمْ يُذْنِبْ (يَلَمْلَمُ) مَوْضِعُهُ (ي ل) [يَلَمْلَمُ] .
ل م م

كتيبةٌ ملمومة. والآكل يلم الثريد. وألم به: نزل. ويزورني لماماً: غباً. وبه لمم ولمّة من الجنّ. ورجل ملموم. وقال النّظّار الأسديّ:

فتخلب بالدل عقل الفتى ... وترمي القلوب بمثل اللّمم

ومن المجاز: لم شعثه: أصلح حاله. وأصابته ملمة من ملمات الدهر: نازلة من نوازله. وما فعل ذلك وما ألمّ: وما كاد. وهو غلام ملم: مراهق. وهذه ناقة قد ألمّت للكبر. وكان ذلك منذ شهر أو لمَمِه أي قراب شهر. وألمّ بالأمر: لم يتعمق فيه. وألم بالطعام: لم يسرف في أكله. وادّهنت لمم الثرى. وتقول: نحن في إبرام أمر ولماً وكأن قد.
(لمم) - في حديث أبى رِمْثَة - رَضيَ الله عنه -: "فَإذَا رَجُلٌ لَه لِمَّةٌ" يَعنِى النّبِىَّ - صلَّى الله علَيه وسَلّم.
قال الأصمعىُّ: الِّلمَّةُ: الشَّعَرُ أكثر مِن الوَفرَةِ. وقيل: هي الشَّعر المُلِمُّ بالمَنْكِب، وقيل: المُقاربُ له؛ فإن بَلغَه فهو جُمَّةٌ.
- في حديث جَميلَة: "أنَّها كانت تَحتَ أَوْسِ بن الصَّامِت - رَضيَ الله عنهما - وكَانَ رجُلاً به لمَمٌ، فإذَا اشتَدَّ لَمَمُه ظاهَرَ مِن امرأَتِه، فأنزلَ الله عزَّ وجلَّ - كَفَّارةَ الظِّهَارِ".
قال الخَطَّابىُّ: اللَّمَمُ - ها هنا -: الإلمامُ بالنِّساءِ، وَشِدَّةُ الحِرص عليهِنَّ، يَدلّ علَيه الرِّوَايةُ الأخرى: "كُنتُ امرأً أُصِيبُ من النّسَاءِ مَالَا يصِيبُ غيري"، وليسَ معنى اللَّمَم - ها هُنا -: الجنُون، ولوْ ظاهَر في تِلكَ الحَالةِ لم يَلْزمْه شىءٌ.
- في الحديث: "يَقْتُلُ أو يُلِمُّ "
: أي يَقْرُبُ ويَكاد. 
لممْت إلماما فَأَنا مُلِمّ. يُقَال ذَلِك للشَّيْء تَأتيه وتُلِمّ بِهِ وَقد يكون هَذَا من غير وَجه مِنْهَا أَن لَا تُرِيدُ طَرِيق الْفِعْل وَلَكِن تُرِيدُ أَنَّهَا ذَات لَمَم فَتَقول على هَذَا الْمَعْنى: لَامة [كَمَا -] قَالَ الشَّاعِر: [الطَّوِيل] كِليني لِهَمّ يَا أميمةَ ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكبِ

وَإِنَّمَا هُوَ منصب فَأَرَادَ [بِهِ -] ذَا نصب وَمِنْه قَوْله عز وَجل {وَأرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} واحدتها لاقح على معنى أَنَّهَا ذَات لقح وَلَو كَانَ هَذَا على معنى الْفِعْل لقَالَ: ملقح لِأَنَّهَا تلقح السَّحَاب وَالشَّجر وَقد روى عَن عمر رَضِي اللَّه عَنهُ فِي بعض الحَدِيث: لَا أُوتِيَ بحالّ وَلَا محلّ لَهُ إِلَّا رَجَمْتهمَا. فَقَالَ: حالّ إِن كَانَ مَحْفُوظًا وَهُوَ من أحللت الْمَرْأَة لزَوجهَا وَإِنَّمَا الْكَلَام أَن يُقَال محلّ.
ل م م : اللَّمَمُ بِفَتْحَتَيْنِ مُقَارَبَةُ الذَّنْبِ وَقِيلَ هُوَ الصَّغَائِرُ وَقِيلَ هُوَ فِعْلُ الصَّغِيرَةِ ثُمَّ لَا يُعَاوِدُهُ كَالْقُبْلَةِ.

وَاللَّمَمُ أَيْضًا طَرَفٌ مِنْ جُنُونٍ يَلُمُّ الْإِنْسَانَ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَهُوَ مَلْمُومٌ وَبِهِ لَمَمٌ.

وَأَلَمَّ الرَّجُلُ بِالْقَوْمِ إلْمَامًا أَتَاهُمْ فَنَزَلَ بِهِمْ وَمِنْهُ قِيلَ أَلَمَّ بِالْمَعْنَى إذَا عَرَفَهُ.

وَأَلَمَّ بِالذَّنْبِ فَعَلَهُ وَأَلَمَّ الشَّيْءُ قَرُبَ.

وَلَمَمْتُ شَعَثَهُ لَمًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَصْلَحْتُ مِنْ حَالِهِ مَا تَشَعَّثَ.

وَلَمَمْتُ الشَّيْءَ لَمًّا ضَمَمْتُهُ.

وَاللِّمَّةُ بِالْكَسْرِ الشَّعْرُ يَلُمُّ بِالْمَنْكِبِ أَيْ يَقْرُبُ وَالْجَمْعُ لِمَامٌ وَلِمَمٌ مِثْلُ قِطَّةٍ وَقِطَاطٍ وَقِطَطٍ وَأَلَمْلَمُ مَكَانٌ أَوْرَدَهُ ابْنُ فَارِسٍ فِي الْمُضَاعَفِ وَتَقَدَّمَ فِي الْهَمْزَةِ وَلَمَّا تَكُونُ حَرْفَ جَزْمٍ وَتَكُونُ ظَرْفًا لِفِعْلٍ وَقَعَ لِوُقُوعِ غَيْرِهِ. 

لمم


لَمَّ(n. ac. لَمّ)
a. Gathered, collected, arranged; assembled; amassed;
concentrated.
b. [Bi], Alighted, halted at.
أَلْمَمَa. see I (b)b. Was impending, near at hand; was nearly of age (
youth ); was near its maturity (
palm-tree ).
c. [Bi], Befell.
إِلْتَمَمَa. see I (b)b. Visited.
c. [ coll. ], Gathered together
assembled.
لَمَّةa. Misfortune.
b. [ coll. ], Collection.

لِمَّة
(pl.
لِمَم لِمَاْم)
a. Curl, lock of hair.

لُمَّةa. Travellingcompanion.
b. Company, troop.

لَمَمa. Blunders.
b. Madness, insanity; folly.

مِلْمَمa. Important, serious (affair).
b. Musterer.

لَاْمِمَةa. Evil eye.
b. Object of dread, dreadful.

لَمَّاْمa. Collector.

N. P.
لَمڤمَa. Collected &c.
b. Crazy, slightly touched.

N. Ag.
أَلْمَمَa. Visitor.
b. Of age, grown up; adult.

N. Ac.
أَلْمَمَa. Knowledge, experience.

لِمَامًا
a. Rarely; seldom; occasionally, now & then.

مُلِمَّة
a. Misfortune; accident, disaster.

دَار لَمُوْمَة
a. Place of meeting.

لَمْ (a. neg. part., which precedes the aorist &
places it in the jussive, giving it the sense of past ), Not.
لَمْ يَأْكُلْ
a. He has not eaten.

لِمَا &
a. لِمَ Why? Wherefore? For what
reason?
لَمَّا
a. Not; not yet.
b. When, as soon as.
c. Since, as.

لَمَّا يَذُوقُوا العَذَابَ
a. They have not yet felt pain.

لَمَّا جَآءَ أَكْرَمْتُهُ
a. As soon as he came I welcomed him.

أَلُمَّ
a. see هَلُمَّ

لِمَاذَا
a. Why? Wherefore?

أَوْلَمْ
a. or
أَفَلَمْ
or
أَلَمْ ( Interrogative negative particle ), Is not? Does not? &c.
[لمم] نه: فيه: شكت امرأة إليه صلى الله عليه وسما" بابنتها، هو طرف من الجنون. ومنه: أعوذ بكلمات الله التامة ومن كل سامة ومن كل عين "لامة"، أي ذات لمم، ولذا لم يقل: ملمة، وأصله من ألممت، لمشاكلة "سامة". ك: اللمم: كل داء يلم من خبل أو جنون أو نحوهما. ط: أي من عيب تصيب بسوء. نه: وفي ح الجنة: فلولا أنه شيء قضاه الله "لألم" أن يذهب بصره لما يرى فيها، أي لقرب. ومنه: ما يقتل خبطًا أو "يلم"، أي يقرب من القتل. وفيه: وإن كنت "ألممت بذنب فاستغفري الله، أي قاربت، وقيل: اللمم: مقاربة المعصية من غيره إيقاع فعل، وقيل: هو من اللمم: صغار الذنوب. ومنه ح: إن "اللمم" ما بين الحدين حد الدنيا وحد الآخرة، أي صغار ذنوب ليس عليها حد في الدنيا ولا في الآخرة، ك: والمفهوم من كلام ابن عباس أنه النظر والمنطق، يريد به العفو عنه المستثنى في القرآن، والفاحشة: الزنا. ن: ومنه: ما رأيت شيئًا أشبه "باللمم"، أي المستثنى من الكبيرة الموعودة بالغفران، يشبه أن يكون النظر واللمس ونحوهما. ظ: "إلا "اللمم"" استثناء منقطع، وهو ما قل وضعف من الذنوب كالنظر والقمر والقبلة، وقيل: الخطرة، "والذين يجتنبون" عطف على مفعول "ويجزى الذين أحسنوا". ومنه:
إن تغفر اللهم تغفر جما، وأي عبد لك ما "ألما"
البيت لأمية بن الصلت، أنشده النبي صلى الله عليه وسلم، أي من شأنك غفران كثير من ذنوب عظام، وأما الجرائم الصغيرة فلا تنسب إليك، لأن أحد لا يخلو عنها، وأنها مكفرة باجتناب الكبائر، وإن تغفر- ليس للشك بل للتعليل، نحو: إن كنت سلطانًا فأعط الجزيل، أي لأجل أنك غفار اغفر جما. ن: يريد أن "يلم" بها، أي يطأها، وكانت قريبة الولادة حاملًا فقال: كيف يورثه وهو لا يحل له! وكيف يستخدمه! يعني يحتمل أن يتأخر ولادتها ستة أشهر بحيث يحتمل كون الوليد منه فكيف يستخدمه استخدام العبيد، ويحتمل كونه قبل فكيف يورثه ويجعله ابنًا له. ز: أقول: إذا كانت قريبة الولادة فكيف يورثه ويجعله ابنًا له؟ والجواب أنه احتمل تأخر الولادة على سنتين. غ: ما يأتينا فلان إلا "لما"، أي فينة بعد فينة. نه: وفيه: لابن آدم "لمتان": لمة من الملك ولمة من الشيطان، هي الهمة والخطرة تقع في القلب، أراد إلمام الملك أو الشيطان به والقرب منه بإخطار خيرات أو شرور. ج: هي المرة من الإلمام ط: إن للشيطان "لمة"، أي قربًا منه لهذين السببين. نه: وفيه: "المم" شعثنا، وفي آخر: و"تلم" بها شعثي، هو من اللم: الجمع، لممت الشيء ألمه- إذا جمعته، أي أجمع ما تشتت من أمرنا. ش: تلم- بفتح تاء. نه: تأكل "لما" وتوسع ذما، أي تأكل كثيرًا مجتمعًا. وفي ح جميلة: إنها كانت تحت أوس وكان به "لمم" فإذا اشتد لممه ظاهر من امرأته، اللمم هنا: الإلمام بالنساء وشدة حرص عليهن، وليس من الجنون، إذ المجنون لا يلزمه شيء. ج: إذا اشتد لممه، هو طرف من الجنون. نه: وفيه: ما رأيت ذا "لمة" أحسن منه صلى الله عليه وسلم، هو شعر الرأس دون الجمة، لأنها ألمت بالمكنبين. ومنه: فإذا رجل له "لمة". ك: هو بكسر لام وشدة ميم، هو الشعر المتجاوز شحمة الأذن، وجمعها لمم. ن: "ألمت" بها سنة، أي وقعت في سنة قحط.
ل م م: (لَمَّ) اللَّهُ شَعْثَهُ أَيْ أَصْلَحَ وَجَمَعَ مَا تَفَرَّقَ مِنْ أُمُورِهِ وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (الْإِلْمَامُ) النُّزُولُ يُقَالُ: (أَلَمَّ) بِهِ أَيْ نَزَلَ بِهِ. وَغُلَامٌ (مُلِمٌّ) أَيْ قَارَبَ الْبُلُوغَ وَفِي الْحَدِيثِ: «وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ» أَيْ يَقْرُبُ مِنْ ذَلِكَ. وَ (أَلَمَّ) الرَّجُلُ مِنَ (اللَّمَمِ) وَهُوَ صَغَائِرُ الذُّنُوبِ وَقَالَ:
إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا وَقِيلَ: (الْإِلْمَامُ) الْمُقَارَبَةُ مِنَ الْمَعْصِيَةِ مِنْ غَيْرِ مُوَاقَعَةٍ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: (اللَّمَمُ) الْمُتَقَارِبُ مِنَ الذُّنُوبِ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ الْفَرَّاءُ: إِلَّا اللَّمَمَ مَعْنَاهُ إِلَّا الْمُتَقَارِبَ مِنَ الذُّنُوبِ الصَّغِيرَةِ. وَاللَّمَمُ أَيْضًا طَرَفٌ مِنَ الْجُنُونِ. وَرَجُلٌ (مَلْمُومٌ) أَيْ بِهِ لَمَمٌ. وَيُقَالُ: أَصَابَتْ فُلَانًا مِنَ الْجِنِّ (لَمَّةٌ) وَهُوَ الْمَسُّ وَهُوَ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ. وَ (الْمُلِمَّةُ) النَّازِلَةُ مِنْ نَوَازِلِ الدُّنْيَا. وَالْعَيْنُ (اللَّامَّةُ) الَّتِي تُصِيبُ بِسُوءٍ يُقَالُ: أُعِيذُهُ مِنْ كُلِّ هَامَّةٍ وَلَامَّةٍ. وَ (اللِّمَّةُ) بِالْكَسْرِ الشَّعْرُ الَّذِي يُجَاوِزُ شَحْمَةَ الْأُذُنِ. فَإِذَا بَلَغَ الْمَنْكِبَيْنِ فَهِيَ جَمَّةٌ وَالْجَمْعُ (لِمَمٌ) وَ (لِمَامٌ) . وَفُلَانٌ يَزُورُنَا لِمَامًا أَيْ فِي الْأَحَايِينِ. وَكَتِيبَةٌ (مُلَمْلَمَةٌ وَمَلْمُومَةٌ) أَيْ مُجْتَمِعَةٌ مَضْمُومٌ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ. (مُلَمْلَمَةٌ) وَ (مَلْمُومَةٌ) أَيْ مُسْتَدِيرَةٌ صُلْبَةٌ. وَ (يَلَمْلَمُ) وَ (أَلَمْلَمُ) مَوْضِعٌ وَهُوَ مِيقَاتُ أَهْلِ الْيَمَنِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا} [الفجر: 19] أَيْ نَصِيبَهُ وَنَصِيبَ صَاحِبِهِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ} [هود: 111] بِالتَّشْدِيدِ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَصْلُهُ لَمَنْ مَا فَلَمَّا كَثُرَتْ فِيهِ الْمِيمَاتُ حُذِفَتْ مِنْهَا وَاحِدَةٌ. وَقَرَأَ الزُّهْرِيُّ: لَمًّا بِالتَّنْوِينِ أَيْ جَمِيعًا. وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ لَمَنْ مَنْ فَحُذِفَتْ مِنْهَا إِحْدَى الْمِيمَاتِ. وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: (لَمَّا) بِمَعْنَى إِلَّا لَا يُعْرَفُ فِي اللُّغَةِ. وَ (لَمْ) حَرْفُ نَفْيٍ لِمَا مَضَى وَهِيَ جَازِمَةٌ. وَحُرُوفُ الْجَزْمِ: لَمْ وَلَمَّا وَأَلَمْ وَأَلَمَّا. وَتَمَامُ الْكَلَامِ عَلَيْهَا فِي الْأَصْلِ.

وَ (لِمَ) بِالْكَسْرِ حَرْفٌ يُسْتَفْهَمُ بِهِ تَقُولُ: لِمَ ذَهَبْتَ؟ وَأَصْلُهُ لِمَا فَحُذِفَتِ الْأَلِفُ تَخْفِيفًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [التوبة: 43] وَلَكَ أَنْ تُدْخِلَ عَلَيْهِ الْهَاءَ فِي الْوَقْفِ فَتَقُولُ لِمَهْ.
[ل م م] لمَّ الشَّيءَ يَلُمُّهُ لَمّا جَمَعَهُ وفِي الدُّعاءِ لمَّ اللهُ شَعْثَكَ أَي جَمَعَ مُتَفَرِّقَكَ وَقَارب بين شَتِيتِ أَمْرِكَ وَرَجُلٌ مِلَمٌّ يَلُمُّ القَومَ أَي يَجْمَعُهُم وقيلَ هو الَّذي يَلُمُّ أَهلَ بَيتِهِ وعَشِيرَتِهِ وقوله تعالى {وتأكلون التراث أكلا لما} الفجر 19 قالَ ابنُ عَرَفَةَ أَكْلاً شَدِيدًا وهُوَ عندِي من هذا البَابِ كأنَّهُ أَكْلٌ يَجْمَعُ التُّراثَ ويَسْتَأصِلُهُ والإِلْمَامُ واللَّمَمُ مُقَارَفَةُ الذَّنْبِ وقيلَ اللَّمَمُ ما دُونَ الكَبَائِر مِنَ الذُّنُوبِ وفي التَّنزيلِ {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم} النجم 32 ولَمَّ به وَأَلَمَّ والتَمَّ نَزَلَ وَأَلَمَّ به زَارَهُ غِبّا وَغُلاَمٌ مُلِمٌّ قَارَبَ الاحتِلاَمَ ونَخْلَةٌ مُلِمٌّ ومُلِمَّةٌ قارَبَتِ الإرطَابَ وَقَال أَبُو حَنِيفَةَ هي الّتي قارَبَتْ أَنْ تُثْمِرَ والمُلِمَّةُ الشَّدِيدَةُ مِن شدائِدِ الدَّهر وجَمَلٌ مَلْمُومٌ وَمُلَمْلَمٌ مُجْتَمِعٌ وكذلكَ الرَّجُلُ وَحَجَرٌ مُلَمْلَمٌ مُدَمْلَكٌ صُلْبٌ مُسْتَدِيْرٌ وَقد لَمْلَمَهُ إِذَا أَدَاره وحُكِيَ عَنْ أَعْرَابيٍّ جَعَلْنَا نُلَمْلِمُ مِثْلَ القَطَا الكُدْرِيِّ منَ الثَّرِيدِ وكذلكَ الطِّينُ وهي اللمْلَمَةُ وكَتِيْبَةٌ مَلْمُومَةٌ ومُلَمْلَمةٌ مُجْتَمَعَةٌ ومَدْحٌ مَلْمُومٌ مُسْتَدِيْرٌ عَنْ أَبي حَنيفَةَ والِلّمَّةُ الوَفْرَةُ وَقِيلَ فَوْقَهَا وقيلَ إِذَا أَلَمَّ الشَّعرُ بالمَنْكِبِ فَهُو لِمَّةٌ وقيلَ إِذا جَاوَزَ شَحْمَةَ الأُذُنِ وقيلَ هي دُونَ الجُمَّةِ وقيلَ أكْثَرُ مِنْهَا والجمع لِمَمٌ وَلِمَامٌ وَذُوْ اللُّمَّةِ فَرَسُ رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَذُوْ اللِّمَّةِ أَيضًا فَرَسُ عُكاشَةَ بنِ محْصَنٍ وِلِمَّةُ الوَتِدِ مَا تَشَعَّثَ مِنْهُ قال (وَأْشْعَثَ في الدَّارِ ذِي لِمَّةٍ ... يُطيلُ الحُفُوفَ ولاَ يَقَمَلُ)

وشَعْرٌ مُلَمَّمٌ ومُلَمْلَمٌ مَدهُونٌ قالَ

(وما التَّصَابي للعُيُونِ الحُلَّمِ ... بَعدَ ابيِضَاضِ الشَّعَرِ المُلَمْلَمِ)

العُيُونُ هنا سادَةُ القَومِ ولذلكَ قال الحُلَّمِ ولمْ يَقُلْ الحَالِمَةِ واللُّمَّةُ الشَّيءُ المُجْتَمِعُ واللَّمَّةُ واللَّمَمُ كلاهما الطَّائِفُ منَ الجِنِّ وَرَجُلٌ مَلْمُومٌ به لَمَمٌ واللامَّةُ مَا تَخَافُهُ مِن مَسٍّ أُو فَزَعٍ واللاَّمَّةُ العَيْنُ المُصِيْبَةُ وَلَيْسَ لَهَا فِعْلٌ هو من بَابِ دَارِعٍ وَقالَ ثَعْلَبٌ اللاَّمَّةُ مَا أَلَمَّ بِكَ وَنَظَرَ إِلَيكَ وهذا لَيْسَ بِشَيْءٍ ولَمَّا بِمَعْنَى حِيْنَ ولَمَّا كَ لَمْ الجَازِمَةِ وتَكُونُ بِمَعْنَى إِلاَّ كَقَولِه تعالى {إن كل نفس لما عليها حافظ} الطارق 4 فيمَن قَرَأَ به أي إِلاَّ عليها حافِظٌ وتكونُ بمعنى إِلاَّ أَيضًا في باب القَسَمِ تقولُ سأَلْتُكَ لَمَّا فَعَلْتَ بمعنى إِلاَّ فَعَلْتَ وَأَلَمْلَمٌ وَيَلَمْلَمٌ جَبَلٌ وقيلَ مَوْضِعٌ وقالَ ابن جِنِّي هُوَ مِيقَاتٌ ولاَ أَدْرِي ما عَنَى بهذا اللَّهُمَّ إِلاَّ أَن يكونَ الميقاتُ هنا مَعْلَمًا من مَعَالِمِ الحَجِّ
[لمم] لَمَّ الله شَعَثه، أي أصلح وجمع ما تفرَّقَ من أموره. ومنه قولهم: إنَّ داركم لَمومَةٌ، أي تَلُمُّ الناسَ وترُبُّهم وتجمعهم. وقال المِرناف الطائي فدكيُّ به أعبد يمدح علقمة بن سيف وأحبنى حب الصبى ولمنى لَمَّ الهَدِيِّ إلى الكريم الماجِدِ والإلْمامُ: النزول. وقد ألَمَّ به، أي نَزَل به. وغلامٌ مُلِمٌّ، أي قارب البلوغ. وفي الحديث: " وإنَّ مما يُنبت الربيعُ ما يقتل حَبَطاً أو يُلِمُّ " أي يَقرُب من ذلك. وألَمَّ الرجل من اللَمَمِ، وهو صغار الذنوب. وقال : إنْ تَغْفِرِ اللهم تَغْفِرْ جَمَّا وأيُّ عبدٍ لكَ لا ألَمَّا ويقال: هو مقاربة المعصية من غير مواقعة. وقال الاخفش: اللَمَمُ المتقارب من الذنوب. واللَمَمُ أيضاً: طرفٌ من الجنون. ورجلٌ مَلْمومٌ، أي به لَمَمٌ. ويقال أيضاً: أصابت فلاناً من الجنّ لمة، وهو المس والشئ القليل. وقال : فإذا وذلك يا كُبَيْشَةُ لم يكن إلا كَلَمَّةِ حالِمٍ بخَيالِ والمُلِمَّةُ: النازلةُ من نوازل الدنيا. والعين اللامة: التى تصيب بسوء. يقال: أعيذه من كلِّ هامَّةٍ ولامَّةٍ. وأمَّا قوله :

أُعيذُهُ من حادثات اللَمَّةْ * فهو الدهر، ويقال الشدَّة. وأنشد الفراء: عَلَّ صروفُ الدهرِ أو دُولاتِها يُدِلْنَنا اللَمَّةَ من لَمَّاتِها واللِمَّةُ بالكسر: الشعر يجاوز شحمة الاذن، فإذا بلغت المنكبين فهى جمة، والجمع لِمَمٌ ولِمامٌ. قال ابن مفرّغ: شَدَخَتْ غُرَّةُ السوابقِ منهم في وُجوهٍ مع اللِمامِ الجِعادِ ويقال أيضاً: فلان يزورنا لِماماً، أي في الاحايين. وململمة الفيل: خرطومه. وكتيبة مُلَمْلَمَةٌ ومَلْمومَةٌ أيضاً، أي مجتمعةٌ مضموم بعضها إلى بعض. وصخرة ملمومة وململمة، أي مستديرة صلبة. ويلملم وألملم: موضع، وهو ميقات أهل اليمن. وقوله تعالى: (وتأكُلونَ التُراثَ أكْلاً لَمَّا) أي نصيبه ونصيب صاحبه. قال أبو عبيدة: يقال لممته أجمعَ حتَّى أتيت على آخره. وأمَّا قوله تعالى: (وإنْ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُم) بالتشديد. قال الفراء: أصله لَمَمَّا فلمَّا كثرت فيه الميمات حذفت منها واحدة. وقرأ الزُهريّ: (لمًّا) بالتنوين، أي جميعاً. ويحتمل أن يكون أصله لمَنْ مَنْ فحذفت منها إحدى الميمات. وقول من قال لما بمعنى إلا، فليس يعرف في اللغة . و (لم) : حرف نفى لما مضى. تقول: لم يفعل ذاك، تريد أنه لم يكن ذلك الفعل منه فيما مضى من الزمان. وهي جازمة. وحروف الجزم: لم، ولما، وألم، وألما. قال سيبويه: لم نفى لقولك فعل، ولن نفى لقولك سيفعل، ولا نفى لقولك يفعل ولم يقع الفعل، وما نفى لقولك هو يعفل إذا كان في حال الفعل، ولما نفى لقولك قد فعل. يقول الرجل: قد مات فلان. فتقول: لما ولم يمت. و (لما) أصله لم أدخل عليه ما، وهو يقع موقع لَمْ، تقول: أتيتك ولمَّا أصل إليك، أي ولَمْ أصل إليك. وقد يتغيَّر معناه عن معنى لَمْ. فيكون جواباً وسبباً لِما وقع ولِما لَمْ يقع، تقول: ضربته لمَّا ذهب ولمَّا لم يذهب. وقد يختزل الفعل بعده، تقول: قاربت المكان ولَمَّا، تريد ولَمَّا أدخلْه. ولا يجوز أن يختزل الفعل بعد لم. و (لم) بالكسر: حرفٌ يستفهَم به. تقول: لِمَ ذهبت؟ ولك أن تدخل عليه ما ثم تحذف منه الألف، قال الله تعالى: (عَفا الله عَنْكَ لِمَ أذِنْتَ لَهُم) . ولك أن تدخل عليها الهاء في الوقف فتقول لمه. وقول الشاعر : يا عجبا والدهر جم عجبه من عنزي سبنى لم أضربه فإنه لما وقف على الهاء نقل حركتها إلى ما قبلها.
لمم
لَمَّ لَمَمْتُ، يَلُمّ، الْمُمْ/ لُمَّ، لَمًّا، فهو لامّ، والمفعول مَلْموم
• لمَّ أدواتِه: جمعها وضمّها "لمَّ ما تبعثر منه- لمَّ شتاتَ أفكاره- لمَّ شملَ القطيع/ القوم".
• لمَّ اللهُ شَعَثَه: جمع ما تفرَّق من أموره وأصلح من حاله ° لُمَّ فلانٌ: أصابه جُنونٌ خفيفٌ. 

أَلَمَّ بـ يُلمّ، ألْمِمْ/ ألِمَّ، إلمامًا، فهو مُلِمّ، والمفعول مُلَمٌّ به
• ألمَّ الشَّخْصُ بالأمر:
1 - أحاط به بدون تعمُّق، عرفه إجمالاً بدون تفصيل "ألمَّ المحامي بأطراف القضيّة- هو مُلِمّ بكلّ شيء: عنده جواب لكلّ سؤال- ألمَّ الطَّالبُ بالمنهج المقرَّر- ألمّ بالمعنى: عرفه" ° مُلِمّ بالقراءة والكتابة: متعلِّم غير أُمِّي.
2 - فهِمه "قرأ الدَّرسَ فألمَّ به".
• ألمَّ به أمرٌ: أصابه، نزل به "ألمَّ به هَمٌّ شديدٌ/ مرضٌ- ألمَّتْ به نازلةٌ- ألمَّ بصديقه: أتاه فنزل به وزاره زيارة غير طويلة" ° ألمّ بالذَّنب: فَعَله. 

إلمامة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من أَلَمَّ بـ.
2 - إحاطة سريعة بموضوع "أعطيت رئيسي إلمامةً مختصرة عن سير العمل- إلمامة عاجلة عن القضيَّة". 

لامّة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل لَمَّ.
• اللاَّمَّة:
1 - العين المصيبة بسوء وحسد، العين الشرِّيرة "أعيذه من كلِّ هامّة ولامّة".
2 - كلّ ما يُخاف من فزع وشرّ.
3 - (حن) جنس حيوانات لبونة من فصيلة الجمليّات، موطنها أمريكا الجنوبيَّة، أوبارها صناعيَّة جيِّدة الصَّنف، منه أنواع داجنة تستعمل للحليب والنَّقل "رأينا اللاّمّة في حديقة الحيوان".
• عدسة لامّة: (فز) مقرِّبة وجامعة. 

لِمامة [مفرد]: رعاع الناس وأخلاطهم. 

لَمّ [مفرد]:
1 - مصدر لَمَّ.
2 - شديد " {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا} ".
3 - جمع كثير. 

لَمَم [مفرد]:
1 - صغيرُ الذُّنوبِ، نحو القُبْلةِ والنَّظرةِ وما أشبهها " {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إلاَّ اللَّمَمَ} ".
2 - مقاربة الذَّنب من غير مواقعة له.
3 - جنون خفيف أو طرف منه يُلمّ بالإنسان. 

لَمَّة1 [مفرد]: ج لمَّات:
1 - اسم مرَّة من لَمَّ.
2 - شدَّة أو دهر "أُعيذك من حادثات اللَّمَّة".
3 - ناسٌ مجتمعون "رأيت لَمَّة في الشَّارع حول الحادث".
4 - طائفٌ من الجنّ، أو مسٌّ منه "أصابته لَمَّة من الجنّ: مَسٌّ أو شيءٌ قليلٌ" ° للشَّيطان لمَّةٌ: أي خطرة في القلب أو دُنُوٌّ. 

لَمَّة2 [مفرد]: ج لِمام: لقاء من حين إلى آخر "هو يزورنا لِمامًا". 

لِمَّة [مفرد]: ج لِمام ولِمَم: شَعَرُ الرَّأس المُجاوز شَحْمَة الأُذُن. 

مُلِمَّة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل أَلَمَّ بـ.
2 - داهية، مصيبة شديدة من شدائد الدُّنيا "صابرٌ عند المُلِمَّات- أصابته مُلِمَّة من مُلِمّات الدَّهر: نازلة من نوازله- يُهرول في الصَّغير إذا رآه ... وتُعجزه مُلِمَّاتٌ كبارُ". 
لمم

( {لَمَّه) } يَلُمَّه {لَمًّا: (جَمَعَهُ. و) من المَجَازِ:} لَمَّ (الله تَعالَى شَعَثَه) أَيْ: (قَارَبَ بَيْنَ شَتِيتِ أُمُورِهِ) وجَمَعَ مُتَفَرِّقَه، كَمَا فِي المُحْكَم، وَقيل: جَمَعَ مَا تَفَرَّقَ مِن أُمُورِه وأَصْلَحه، كَمَا فِي الصّحاح.
(و) مِنْه قَولُهم: (دَارُنَا {لَمُومَةٌ أَيْ: تَجْمَعُ النَّاسَ وتَرُبُّهُم) , قَالَ فدَكِيُّ بنُ أَعْبُد يَمْدَحُ عَلْقَمَةَ بنَ سَيْفٍ:
(وأَحَبَّنِي حُبَّ الصَّبِيَّ} ولَمَّنِي ... لَمَّ الهَدِيِّ إِلَى الكَرِيمِ المَاجِدِ)

هَكَذَا فِي الحَمَاسَةِ: لفَدَكِيِّ، ورِوَايَتُه: لأَحَبَّنِي.
[وغُلامٌ {مُلِمٌّ، بضَمِّ أَوَّلِه: قَارَبَ البُلُوغَ] .
(ورَجُلٌ مِلَمٌّ، كَمِجَنٍّ يَجْمَعُ القَوْمَ) ويَعُمُّ النَّاسَ بِمَعْرُوفِه، (أَوْ) أَهْلَ بَيْتِه و (عَشِيرَتَه) ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(فابْسُطْ عَلَيْنَا كَنَفَيْ مِلَمِّ ... )

(} والمِلَمُّ) أَيضًا: (الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) .
( {وأَلَمَّ) الرَّجُلُ: (بَاشَرَ} اللَّمَمَ) أَوْ قَارَبَه، وَمِنْه حَدِيثُ الإفْكِ: " وإِنْ كُنْتِ {أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فاسْتَغْفِرِي الله " أَي: قَارَبْتِ.
وأنشَدَ الجَوْهَرِيّ لأمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَه عِنْدَ وَفَاتِه:
(إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا ... )

(وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا} أَلَمَّا؟ { ... )

ويُقالُ:} الإلْمامُ: مُوَافَقَةُ المَعْصِيَةِ من غَيرٍ مُوَاقَعَةٍ.
(و) {أَلَمَّ (بِهِ: نَزَلَ كَلَمَّ} والْتَمَّ) ، كَذَا فِي المُحْكَمِ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ على {أَلَمَّ بِهِ.
(و) } أَلَمَّ (الغُلامُ: قَارَبَ البُلُوغَ) ،
فَهو {مُلِمٌّ، وَهُوَ مَجَازٌ.
(و) } أَلَمَّتِ (النَّخْلَةُ: قَارَبَتِ الإرْطَابَ) ، فَهِيَ {مُلِمٌّ} ومُلِمَّةٌ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هِيَ الَّتِي قَارَبَتْ أَنْ تُثْمِرَ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: فِي أَرْضِ فُلانٍ من الشَّجَرِ {المُلِمِّ كَذَا وكَذَا، وَهُوَ الّذي قَارَبَ أَنْ يَحْمِلَ، وَهُوَ مَجَاز.
(} واللَّمَمُ، مُحَرَّكَةً: الجُنُونُ) ، أَوْ طَرَفٌ مِنه {يُلِمُّ بِالإنْسَانِ ويَعْتَرِيه، قَالَه شَمِر. وَمِنْه الحَدِيثُ: " فَشَكَتْ إِلَيْهِ} لَمَمًا بِابْنَتِها " فَوصَفَ لَهَا الشُّوِنِيزَ، وَقَالَ سَيَنْفَعُ من كُلِّ شَيءٍ إِلَّا السَّامَ: , وأنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لحُبابِ بنِ عَمَّارٍ السُّحَيْمِيِّ:
(بَنُو حَنِيفَةَ حَيٌّ حِينَ تُبْغِضُهُمْ ... كَأَنَّهُم جِنَّةٌ أَو مَسَّهُم {لَمَمُ)

(و) } اللَّمَمُ: (صِغَارُ الذُّنُوبِ) . قَالَ أَبُو إِسْحَقَ: نَحْو القُبْلَةِ والنَّظْرَةِ وَمَا أَشْبَهُهَا، وذَكَرَ الجَوْهَرِيّ فِي تَرْكِيب " ن ول " أَن اللَّمَمَ التَّقْبِيلُ فِي قَولِ وَضَّاحِ اليَمَنِ:
(فَمَا نَوَّلَتْ حَتَّى تَضَرَّعْتُ عِنْدَها ... وأَنْبَأْتُهَا مَا رَخَّصَ الله فِي {اللَّمَمْ)

وَبِه فُسِّرَ قَولُه تَعالَى: {الَّذين يجتنبون كَبَائِر الْإِثْم وَالْفَوَاحِش إِلَّا اللمم} . وَقيل: المَعْنَى إِلَّا أَنْ يَكُونَ العَبْدُ} أَلمَّ بفاحِشَةٍ ثُمَّ تَابَ، ويَدُلُّ عَلَيْهِ قَولُه تَعالَى: {إِن رَبك وَاسع الْمَغْفِرَة} ، غيْر أَنَّ اللَّمَمُ أَنْ يَكُونَ الإنْسانُ قد أَلَمَّ بِالمَعْصِيَةِ ولَمْ يُصِرَّ عَليها، وإِنَّما {الإلْمَام فِي اللُّغَةِ يُوجِبُ أَنَّك تَأْتِي فِي الوَقْتِ وَلَا تُقِيمُ على الشَّيْءِ، فَهَذَا مَعْنَى اللَّمَم، وصَوَّبَه الأَزْهَرِيّ، قَالَ: ويَدُلُّ لَه قَولُ العَرَبِ: مَا يَزُورُنَا إِلَّا} لِمَامًا أَيْ: أَحْيانًا على غَيْرِ مُوَاظَبَة، وَقَالَ الفَرَّاء فِي مَعْنى الْآيَة: ((إِلَّا المُتَقَارِبَ من الذُّنُوبِ الصَّغِيرَةِ. قَالَ: وسَمِعْتُ بَعْضَ العَرَبِ يَقُولُ: ضَربتُه مَا {لَمَمَ القَتْلِ، يُرِيدُونَ ضَرْبًا مُتَقَارِبًا للقَتْلِ قَالَ: وسَمِعْتُ آخَرَ يَقُولُ: أَلَمْ يَفْعَلْ كَذَا فِي مَعْنَى كَادَ يَفْعَلُ. وذَكَرَ الكَلْبِيُّ أَنَّ اللَّمَمَ النَّظْرَةُ من غَيْرِ تَعَمُّدٍ، وَهِي مَغْفُورَةٌ، فَإِنْ أَعَادَ النَّظَرَ فَلَيْس بِلَمَمٍ وَهُوَ ذَنْبٌ)) . وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: اللَّمَمُ مِن الذُّنُوبِ: مَا دُونَ الفَاحِشَةِ، وقِيلَ: اللَّمَمُ: مُقَارَبَةُ المَعْصِيَةِ من غَيْرِ إيقاعِ فَعْلٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي العِيَال: " إنَّ اللَّمَمَ مَا بَيْنَ الحَدَّيْنِ: حَدِّ الدُّنْيَا وحَدِّ الآخِرَةِ " أيْ: صِغَارُ الذُّنُوبِ الّتي لَيْس عَلَيها حَدٌّ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الآخِرَةِ.
(} والمَلْمُومُ: المَجْنُونُ) ، وكَذَلك: المَلْمُوسُ والمَمْسُوسُ.
(وأَصَابَتْه مِنَ الجِنِّ {لَمَّةٌ أَيْ: مَسٌّ) ، مَعْنَاهُ: أَنَّ الجِنَّ} تُلِمُّ بِهِ الأَحْيَانَ (أَوْ) شَيءٌ (قِلِيلٌ) . قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ: (فَإِذَا وذَلِكَ يَا كُبَيْشَةُ لَمْ يَكُنْ ... إِلاَّ {كَلِمَّةِ حَالِمٍ بِخَيالِ)

قَالَ ابنُ بَرِّي: " فَإِذَا وذَلِكَ " مُبْتَدَأٌ، والوَاوُ زَائِدَةٌ، قَالَ: كَذَا ذَكَرَهُ الأخْفَشُ، ولَمْ يَكُنْ خَبَرُه.
(والعَيْنُ اللاَّمَّةُ: المُصِيبَةُ بِسُوءٍ) ، وَمِنْه الحَدِيثُ: " أُعِيذُه من كُلِّ هَامَّةٍ ولامَّة، وَمن شَرِّ كُلِّ سَامَّةٍ "، قَالَ أبُو عُبَيْدٍ: ولَمْ يَقُلْ: مُلِمَّة، وأصلُها من} أَلْمَمْتُ بالشَّيءِ، تَأْتِيه وتُلِمُّ بِهِ ليُزَاوِجَ قَولَه: وَمن شَرِّ كُلِّ سَامَّةٍ. وَقيل: لِأَنَّهُ لم يُرَدْ طَرِيقُ الفِعْل، وَلَكِن يُرَادُ أَنَّها ذَاتُ {لَمَمٍ، كَقَوْلِ النَّابِغَة:
(كِلِينِي لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةَ نَاصِبِ ... )
ولَوْ أَرَادَ الفِعْلَ لَقَالَ: مُنْصِبِ، وقَالَ اللَّيْثُ: العَيْنُ اللاَّمَّةُ هِيَ [العَين] الَّتِي تُصِيبُ الإنْسانَ، وَلَا يَقُولُون: لَمَّتْهُ العَيْنُ، وَلَكِن حُمِلَ على النَّسَبِ بِذِي وذَاتِ.
(أَوْ هِيَ كُلُّ مَا يُخَافُ مِنْ فَزَعٍ، أَوْ شَرٍّ) ، أَوْ مَسٍّ.
(} واللُّمَّةُ: الشِّدَّةُ) ، ومِنْهُ قَوْلُه: ((أُعِيذُهُ مِنْ حَادِثَاتِ اللَّمَّة)) ، وأنشدَ الفَرَّاءُ:
(عَلَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ أَو دُولاتِهَا ... )

(تُدِيلُنا {اللَّمَّة من} لَمَّاتِهَا ... )
(و) {اللُّمَّةُ، (بِالضَّمِّ: الصَّاحِبُ) فِي السَّفَرِ (أَوِ الأصْحَابُ فِي السَّفَرِ) . قَالَ ابنُ شُمَيْل:} لُمَّةُ الرَّجُلِ: أَصْحَابُه إِذَا أَرَادُوا سَفَرًا فَأَصَابَ مَنْ يَصْحَبُه أَصَابَ {لُمَّةً، (و) قِيلَ: (المُؤْنِسُ) ، وَفِي الحَدِيثِ: " لَا تُسَافِرُوا حَتَّى تُصِيبُوا} لُمَّةً "، أَي: رُفْقَة. فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْها: " أَنَّهَا خَرَجَتْ فِي لُمَّةٍ من نِسَائِها " أَيْ: فِي جَمَاعةٍ. قَالَ ابنُ الأثِيرِ: قِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ الثَّلاثَةِ إِلَى العَشْرَةِ. وَفِي الحَدِيثِ: " أَلاَ وإِنَّ مُعَاوِيَةَ قَدْ قَادَ لُمَّةً مِن الغُوَاةِ " أَيْ: جَمَاعَةً.
يُسْتَعْمَلُ (لِلْوَاحِدِ والجَمْعِ) ، الوَاحِدُ: لُمَّةٌ والجَمْعُ: لُمَّةٌ.
وأَمَّا لُمَةُ الرَّجُلِ، بِالضَّمِّ والتَّخْفِيفِ فَقَدْ ذَكَرَ فِي " ل أم ".
(و) {اللِّمَّةُ، (بِالكَسْرِ: مَا تَشَعَّثَ مِنْ رَأْسِ المَوْتُودِ بِالفِهْرِ) ، نَقَلَه الأزْهَرِيّ، وأَنشَدَ:
(وأَشْعَثَ فِي الدَّارِ ذِي لِمَّةٍ ... يُطِيلُ الحُفوفَ وَلَا يَقْمَلُ)

(و) اللِّمَّةُ: (الشَّعَرُ المُجَاوِزُ شَحْمَةَ الأُذُنِ) ، فَإِذَا بَلَغَتِ المَنْكِبَيْنِ فَهِيَ جُمَّةٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ. وَفِي الحَدِيثِ: " مَا رَأَيْتُ ذَا لِمَّةٍ أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم "، قَالَ ابنُ الأثِير: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأنَّهَا} أَلَمَّتْ بِالمَنْكِبَيْنِ.
(ج: {لِمَمٌ،} ولِمامٌ) ، بِكَسْرِهِمَا. قَالَ ابنُ مُفَرِّغٍ:
(شَدَخَتْ غُرَّة السَّوَابِقِ مِنْهُم ... فِي وُجوهٍ مَعَ {اللِّمَام الجِعَادِ)

وأنشَدَ ابنُ جِنِّي فِي المُحْتَسَب:
(بأسرعَ الشدِّ منّي يَوْم لانِيَةٌ ... لَمَّا لقِيتُهُمُ واهْتَزَّت} اللِّمَمُ) (وذُو {اللِّمَّةِ: فَرسُ عُكَاشَةَ بنِ مِحْصِنٍ) الأسَدِيِّ (رَضِيَ الله تَعالَى عَنْه) ، ذَكَرَهُ ابنُ الكَلْبَيِّ فِي كِتاب الخَيْلِ المَنْسُوبِ.
(وَهُوَ يَزُورُنا} لِمَامًا، بِالكَسْرِ) أَيْ: (غِبًّا) قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاه الأحْيَانَ على غَيْرِ مُوَاظَبَةٍ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: {اللِّمامُ: اللِّقَاءُ اليَسِيرُ، واحِدَتُها:} لَمَّةٌ، عَن أَبِي عَمْرٍ و.
( {والمُلَمْلَمُ، بِفَتْحِ لامَيْهِ: المُجْتَمِعُ المُدَوَّرُ المَضْمُومُ،} كالمَلْمَومِ) . يُقال: جَمَلٌ {مَلْمُومٌ} ومُلَمْلَمٌ: مَجْتَمِعٌ، وكَذَلِكَ الرَّجُلُ، وَهُوَ المَجْمُوعُ بَعضُه إِلَى بَعْضٍ، وحَجَرٌ {مُلَمْلَمٌ.: مُدَمْلَكٌ صُلْبٌ مُسْتَدِيرٌ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍِ: نَاقَةٌ} مُلَمْلَمَةٌ، وَهِي المُدَارَةُ الغَلِيظةُ الكَثِيرَةُ اللَّحْمِ المُعْتَدِلَةُ الخَلْقِ.
وكَتِيبَةٌ {مَلْمُومَةٌ} ومُلَمْلَمَةٌ: مُجْتَمِعَةٌ.
وحَجَرٌ {مَلْمُومٌ وطِينٌ مَلْمُومٌ. قَالَ. أَبُو النَّجْمِ يَصِفُ هَامَةَ جَمَلٍ:
(} مَلْمُومَةٌ لَمًّا كَظَهْرِ الجُنْبُلِ ... )
(و) {المُلَمْلَمَةُ (بِهَاءٍ: خُرْطُومُ الفِيل) . وَفِي حَدِيثِ سُوَيْدِ بنِ غَفْلَةَ: " أَتَانَا مُصَدِّقُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، فَأَتاهُ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ} مُلَمْلَمَةٍ، فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا ". قَالَ ابنُ الأثِير: هِيَ المُسْتَدِيرَةُ سِمًنًا، وإِنَّمَا رَدَّها لأَنَّه نُهِيَ أَنْ يَؤْخَذَ فِي الزَّكَاةِ خِيَارُ المَالِ.
( {ويَلَمْلَمُ أَوْ} أَلَمْلَمُ أَوْ يَرَمْرَمُ) ، الثَّانِيَةُ على البَدَلِ: (مِيقَاتُ) أَهْلِ (اليَمَن) لِلإحْرامِ بالحَجِّ، وَهُوَ (جَبَلٌ على مَرْحَلَتَيْن منْ مَكَّة) ، وَقد وَرَدْتُه، وَقد ذُكِرَ يَرَمْرَمُ فِي مَوْضِعِه، وَهُوَ أَيْضا على البَدَلِ.
(وحُرُوفُ الجَزْمِ) أَربعَةٌ: ( {لَمْ} ولَمَّا {وأَلَمْ} وأَلَمَّا) . (و) فِي الصِّحاحِ: (لَمْ) حَرْفُ (نَفْي لِمَا مَضَى) ، تَقول: لم يَفْعَلْ ذَلِك، تُرِيدُ أَنَّه لم يَكُن ذَلِك الفِعْلُ مِنْهُ فِيمَا مَضَى من الزَّمَانِ، وَهِي جَازِمَة. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ نَفْيٌ لِقَوْلِكَ: فَعَلَ، وَلنْ: نَفْي لِقَوْلِك: سيَفْعَلُ، وَلَا: نَفْيٌ لِقَوْلِكَ: يَفْعَلُ وَلم يَقَعِ الفِعْلُ. وَمَا: نفيٌ لِقَوْلِكَ: هُوَ يَفْعَلُ إِذَا كَانَ فِي حَالِ الفِعْلِ. (ولَمَّا) نَفْيٌ لِقَوْلِكَ: قد فَعَل، يَقُول الرَّجُلُ: قد مَاتَ فُلانٌ فتَقُولُ: لَمَّا ولَمْ يَمُتْ. وَفِي التَّهْذِيب: ((وأَمَّا {لَمَّا مُرْسَلَةُ الأَلِفِ مُشَدَّدَةُ المِيمِ غَيْرُ مُنَوَّنَةٍ فَلَها مَعَانٍ فِي كَلامِ العَرَبِ:
أحدُها أَنَّها (تَكُونُ بِمَعْنَى: حِين) إِذَا ابْتُدِئ بِها، أَو كانَتْ مَعْطُوفَةً بِوَاوٍ أَوْ فَاءٍ، أَوْ أجِيبَتْ بِفعْلٍ يَكُونُ جَوَابَهَا كَقَوْلِكَ: لَمَّا جَاءَ القَوْمُ قاتَلْنَاهم، أَي: حِينَ جَاءُوا كَقَوْل اللهِ عَزَّ وجَلّ: {وَلَمَّا بَلَغَ وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ} ، وَقَالَ: {فَلَمَّا بلغ مَعَه السَّعْي قَالَ يَا بني} مَعْنَاه كُلُّه حِينَ، وقَدْ يُقَدَّمُ الجَوَابُ عَلَيْهَا، فَيُقَال: اسْتَعَدَّ القَومُ لقِتَالِ العَدُوِّ لَمَّا أَحَسُّوا بِهِمْ، أَي: حِينَ أَحَسُّوا بِهِم.
(و) تكُونُ لَمَّا بِمَعْنَى: (} لَمِ الجَازِمَةِ) ، قالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {بل لما يَذُوقُوا عَذَاب} أَيْ لَمْ يَذُوقُوه.
(و) تَكُونُ بِمَعْنَى (إلاَّ)) ، وإِنْكَارُ الجَوْهَرِيِّ كَوْنَه بِمَعْنَى: إلاَّ غَيْر جَيِّدٍ) . ونَصُّهُ: وقَولُ مَنْ قَالَ: لَمَّا بِمَعْنَى إلاَّ فَلَيْسَ يُعْرَفُ فِي اللُّغَةِ. انْتَهَى. وقَدْ نَقَلَ الأزْهَرِيّ وغَيْرُه مِنَ الأئِمَّة أَنَّهُ صَحِيحٌ. وقَالَ ابنُ بَرِّيّ: وقَدْ حَكَى سِيبَوَيْهِ: نَشَدْتُكَ الله لَمَّا فَعَلْتَ، بِمَعْنَى إلاَّ فَعَلْتَ. وقَالَ الأزْهَرِيّ: (يُقالُ: سَأَلْتُكَ لَمَّا فَعَلْتَ أَيْ: إِلاَّ فَعَلْتَ) ، وهِيّ لُغَةُ هُذَيْلٍ إِذَا أُجِيبَ بِهَا إِنْ، الَّتي هِيَ جَحْدٌ، (مِنْه) قَوْلُه تَعالَى: {إِن كل نفس لما عَلَيْهَا حَافظ} ، فِيمَنْ قَرَأَ بِهِ مَعْنَاه مَا كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا حَافِظ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وتُخَفَّفُ المِيمُ، وتَكُونُ مَا زَائِدَةً، وقَدْ قُرِئَ بِهِ أَيْضا، والمَعْنَى لَعَلَيْها حافِظ، (و) مِثْلُه قَولُه تَعالَى: {وَإِن كل لما جَمِيع لدينا محضرون} شَدَّدَهَا عَاصِمٌ. وَالْمعْنَى مَا كُلٌّ إِلاَّ جَمِيعٌ لَدَيْنَا. وَقَالَ الفَرَّاءُ: لَمَّا إِذَا وُضِعَتْ فِي معنى: إِلاَّ فَكَأَنَّهَا لَمْ ضُمَّتْ إِلَيْهَا مَا، فَصَارَا جَمِيعًا بِمَعْنى إِنْ الَّتِي تكونُ جَجْدًا، فَضَمُّوا إلَيْهَا لاَ،
فَصَارَا جَميعًا حَرْفًا وَاحِدًا، وخَرَجَا من حَدِّ الجَحْدِ، وكَذَلِكَ لَمّا. قَالَ: وَكَانَ الكِسَائِيُّ يَقُولُ: لَا أَعْرِفُ وَجْهَ لَمَّا بالتَّشْدِيدِ. قَالَ الأزْهَرِيُّ: ومِمَّا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ لَمَّا تَكونُ بِمَعْنَى إِلاَّ مَعَ إِنْ الَّتِي تكونُ جَحْدًا قَولُ اللهِ عَزَّ وَجَلْ: {إِن كل إِلَّا كذب الرُّسُل} وهِي قِرَاءَةُ قُرَّاءِ الأمْصَارِ. قَالَ الفَرِّاء: (و) هِيَ فِي (قِراءَة عَبْدِ اللهِ: إِنْ كُلُّ لَمَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ) . قَالَ: والمَعْنَى وَاحِدٌ، وقَالَ الخَلِيلُ: لَمَّا تَكونُ انْتِظَارًا لِشَيءٍ مُتَوَقَّعٍ، وقَدْ تَكُونُ انْقِطَاعَةً لِشَيءٍ قد مَضَى. قَالَ الأزْهَرِيُّ: وهَذَا كَقَوْلِكَ: لَمَّا غَابَ قُمْتُ، قَالَ الكَسَائِيُّ: لَمَّا تَكونُ جَحْدًا فِي مَكَانٍ، وتَكُونُ وَقْتًا فِي مَكَان، وتكونُ انْتِظَارًا لِشَيءٍ مُتَوَقَّعٍ فِي مَكَانٍ، وتَكونُ بِمَعْنَى: إِلاَّ فِي مَكَان؛ تَقول: بِاللهِ لَمَّا قُمْتَ عَنَّا؛ بِمَعْنَى: إِلاَّ قُمْتَ عَنَّا. ( {واللُّمْلومُ) ، بالضَّمِّ: (الجماعةُ) } يَلْتَمُّون.
( {وأَلُمَّ) : لُغَةٌ فِي (هَلُمَّ) ، زِنَةً ومَعْنًى.
(} وأَلَمَّ يَفْعَلُ) كَذَا، أَيْ، (كَادَ) يَفْعَلُ كَذَا، نَقَلَه الفَرَّاءُ.
( {ولِمَ، بِكَسْرِ اللاَّمِ وفَتْحِ المِيمِ) : حَرْفٌ (يُسْتَفْهَمُ بِهِ) ، تَقول:} لِمَ ذَهَبْتَ؟ والأَصْل لِمَا، وَلَك أَن تُدْخِلَ عَلَيْهِ مَا، ثُمَّ تَحْذفَ مِنه الأَلِفَ، ومِنه قَولُه تَعالَى: {لم أَذِنت لَهُم} ، كَذَا فِي الصِّحاحِ. وقَالَ أبُو زَكَرِيَّا: هَذَا الَّذي ذَكَرَه إنَّما يتَعَلَّقُ {بِلَم الجَازِمَةِ، ولَيْسَ مِنْ فَصْلِ الاسْتِفْهَامِيَّةِ، وأَصْلُ لِمَ لِمَا، حُذِفَتِ الألِفُ تَخْفِيفًا، وتُرِكَت المِيمُ مَفْتُوحَةً، لتدلَّ الفَتْحَةُ على الألِفِ المَحْذُوفَةِ، وقَدْ يَجُوزُ تَسْكِينُ المِيمِ، وتَرْكُهَا على
حَرَكَتِها أَجْوَدُ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ عِنْد قَولِ الجوْهَرِيّ لِمَ: حرفٌ يُسْتَفْهَم بِهِ إِلَى آخِره: هَذَا كَلامٌ فاسِدٌ؛ لأنَّ مَا هِيَ مَوْجُودَة فِي لِمَ، واللاَّمُ هِيَ الدَّاخِلَةُ عَلَيْهَا، وحُذِفَتْ أَلِفُها؛ فَرْقًا بَيْنَ الاسْتِفْهَامِيَّةِ والخَبَرِيَّةِ. وأَمَّا أَلَمْ فَالأصل فِيهَا لَمْ أُدْخِلَ عَلَيْهَا أَلِفُ الاسْتِفْهَام، قَالَ: (و) أَمَّا لِمَ فإِنَّ (أَصْلَهُ مَا) الَّتِي تَكُونُ اسْتِفْهَامًا (وُصِلَتْ بِلامٍ) . ثُمَّ قَالَ الجَوْهَرِيّ: (ولَكَ أَنْ تُدِخِلَ) عَلَيْهَا (الهَاءَ) فِي الوَقْفِ (فَتَقُولَ: لِمَهْ) ، وقَولُ زِيادٍ الأعجَمِ:
(يَا عَجَبًا والدَّهْرُ جَمٌّ عَجَبُهْ ... )

(مِنْ عَنَزِيٍّ سَبَّنِي لَمْ أَضْرِبُهْ ... )
فإنَّه لما وَقَفَ على الهاءِ نَقَلَ حَرَكَتَهما إِلَى مَا قَبْلَها.
(و) فِي الحَدِيثِ: و (" إِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ} يُلِمُّ ") . قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: (أَي: يَقْرُبُ مِنْ ذَلِك) . وَمِنْه الحَدِيثُ الآخَر فِي صِفَةِ الجَنَّة: " وَلَوْلَا أَنَّه شَيءٌ قَضَاهُ الله {لألَّم أَن يَذْهَبَ بَصَرُهُ " أَيْ: لِمَا يُرَى فِيهَا، أَيْ: لَقَرُبَ أَن يَذْهَبَ بَصَرُه.
(وحَيٌّ) } لَمْلَمٌ (وجَيْشٌ لَمْلَمٌ) ، أَي: (كَثِيرٌ مُجْتَمِعٌ) ، قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(من دُونِهِم إِنْ جِئْتَهُمْ سَمَرًا ... حَيٌّ حِلالٌ لَمْلَمٌ عَكْرُ)

( {ولَمْلَمَ الحَجَرَ: أَدَارَهُ) . وحُكِي عَن أَعرَابِيٍّ: جَعَلْنا} نُلَمْلِمُ مِثْلَ القَطَا الكُدْرِيِّ مِنَ الثَّرِيدِ، وكَذَلِك مِنَ الطِّينِ.
( {والْتَمَّ) مِنَ} اللَّمَّةِ، أَيْ: (زَارَا) ، قَالَ أَوسُ بنُ حَجَر:
(وكَانَ إِذَا مَا {الْتَمَّ مِنْهَا بِحَاجَةٍ ... يُرَاجِعُ هِتْرًا من تُمَاضِرَ هَاتِرَا)
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
اللَّمُّ: الجَمْعُ الكَثِيرُ الشَّدِيدُ، ومِنه قَولُه تَعالَى: {أكلا} لما} قَالَ الفَرَّاء: أَي: شَدِيدًا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَي: تَلُمُّونَ بِجَمِيعِه. وَفِي الصِّحاحِ: أَي: نَصِيبَه ونَصِيبَ صاحِبِه.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: يُقَال: {لَمَمْتُه أَجْمَعَ حَتَّى أَتَيْتُ على آخِرِه.
وجَمْعُ} اللُّمَّةِ - بِمَعْنَى الجَمَاعة -: {لُمُومٌ، بِالضَّمِّ، ولَمَائِمُ.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقال: كَانَ ذَلِك مُنذُ شَهْرَيْنِ أَوْ} لَمَمِهِما، ومُنْذُ شَهْرٍ ولَمَمِه، أَي: قُرَابِ شَهْرٍ.
{والإِلْمَامُ: الزِّيَارَةُ غِبًّا، وَقد} أَلَمَّ بِهِ {وأَلَمَّ عَلَيْهِ.
} واللَّمَمُ: {الإلْمَامُ بِالنِّسَاءِ، وشِدَّةُ الحِرْصِ عَلَيْهِنَّ.
} والمُلِمَّةُ: النَّازِلَةُ الشَّدِيدَةُ من نَوَازِلِ الدَّهْرِ، والجَمْعُ: {المُلِمَّاتُ.
} واللَّمَّةُ: الدَّهْرُ. وقَدَحٌ {مَلْمُومٌ: مُسْتَدِيرٌ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ.
وذُو} اللِّمَّة: فَرسُ سَيِّدِنا رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم، ذَكَرَه أَهْلُ السِّيَرِ.
وشَعَرٌ {مُلَمَّمٌ:} ومُلَمْلَمٌ: مَدْهُونٌ، قَالَ:
(ومَا التَّصَابِي لِلعُيُونِ الحُلَّمِ ... )

(بَعدَ ابْيِضَاضِ الشَّعَرِ {المُلَمْلَمِ ... )

العُيُونُ هُنَا: سَادَةُ القَوْمِ، ولِذَا قَالَ: ((الحُلَّمِ)) ، وَلم يَقُلْ: الحَالِمَةُ.
} واللَّمَّةُ: الْهَمَّةُ والخَطْرَةُ تَقَعُ فِي القَلْبِ، عَن شَمِرٍ.
{واللَّمَّةُ: الدُّنُوُّ.

لمم: اللَّمُّ: الجمع الكثير الشديد. واللَّمُّ: مصدر لَمَّ الشيء

يَلُمُّه لَمّاً جمعه وأصلحه. ولَمَّ اللهُ شََعَثَه يَلُمُّه لَمّاً: جمعَ ما

تفرّق من أُموره وأَصلحه. وفي الدعاء: لَمَّ اللهُ شعثَك أي جمع اللهُ

لك ما يُذْهب شعثك؛ قال ابن سيده: أي جمعَ مُتَفَرِّقَك وقارَبَ بين

شَتِيت أَمرِك. وفي الحديث: اللهمِّ الْمُمْ شَعَثَنا، وفي حديث آخر: وتَلُمّ

بها شَعَثي؛ هو من اللَّمّ الجمع أَي اجمع ما تَشَتَّتَ من أَمْرِنا.

ورجُل مِلَمٌّ: يَلُمُّ القوم أي يجمعهم. وتقول: هو الذي يَلُمّ أَهل بيته

وعشيرَته ويجمعهم؛ قال رؤبة:

فابْسُط علينا كَنَفَيْ مِلَمّ

أَي مُجَمِّع لِشَمْلِنا أَي يَلُمُّ أَمرَنا. ورجل مِلَمٌّ مِعَمٌّ

إذا كان يُصْلِح أُمور الناس ويَعُمّ الناس بمعروفه. وقولهم: إنّ دارَكُما

لَمُومةٌ

أَي تَلُمُّ الناس وتَرُبُّهم وتَجْمعهم؛ قال فَدَكيّ بن أَعْبد يمدح

علقمة بن سيف:

لأَحَبَّني حُبَّ الصَّبيّ، ولَمَّني

لَمَّ الهِدِيّ إلى الكريمِ الماجِدِ

(* قوله «لأحبني» أَنشده الجوهري: وأحبني).

ابن شميل: لُمّة الرجلِ أَصحابُه إذا أَرادوا سفراً فأَصاب مَن يصحبه

فقد أَصاب لُمّةً، والواحد لُمَّة والجمع لُمَّة. وكلُّ مَن لقِيَ في سفره

ممن يُؤنِسُه أَو يُرْفِدُه لُمَّة. وفي الحديث: لا تسافروا حتى تُصيبوا

لُمَّة

(* قوله «حتى تصيبوا لمة» ضبط لمة في الأحاديث بالتشديد كما هو

مقتضى سياقها في هذه المادة، لكن ابن الأثير ضبطها بالتخفيف وهو مقتضى

قوله: قال الجوهري الهاء عوض إلخ وكذا قوله يقال لك فيه لمة إلخ البيت مخفف

فمحل ذلك كله مادة لأم). أَي رُفْقة. وفي حديث فاطمة، رضوان الله عليها،

أَنها خرجت في لُمَّةٍ من نسائها تَتوطَّأ ذَيْلَها إلى أَبي بكرفعاتبته،

أَي في جماعة من نسائها؛ قال ابن الأَثير: قيل هي ما بين الثلاثة إلى

العشرة، وقيل: اللُّمَّة المِثْلُ في السن والتِّرْبُ؛ قال الجوهري: الهاء

عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه، وهو مما أَخذت عينه كَسَهٍ ومَهٍ، وأَصلها

فُعْلة من المُلاءمة وهي المُوافقة. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: ألا

وإنّ معاوية قادَ لُمَّة من الغواة أي جماعة. قال: وأما لُمَة الرجل مثله

فهو مخفف. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أن شابة زُوِّجَت شيخاً فقتَلتْه

فقال: أيها الناس لِيتزوَّج كلٌّ منكم لُمَتَه من النساء ولتَنْكح

المرأةُ لُمَتَها من الرجال أي شكله وتِرْبَه وقِرْنَه في السِّن. ويقال: لك

فيه لُمَةٌ أي أُسْوة؛ قال الشاعر:

فإن نَعْبُرْ فنحنُ لنا لُماتٌ،

وإن نَغْبُرْ فنحن على نُدورِ

وقال ابن الأعرابي: لُمات أَي أَشباه وأَمثال، وقوله: فنحن على ندور أي

سنموت لا بدّ من ذلك.

وقوله عز وجل: وتأْكلون التُّرابَ أْكَلاً لَمّاً؛ قال ابن عرفة: أَكلاً

شديداً؛ قال ابن سيده: وهو عندي من هذا الباب، كأنه أَكلٌ يجمع التُّراث

ويستأْصله، والآكلُ يَلُمُّ الثَّريدَ فيجعله لُقَماً؛ قال الله عز وجل:

وتأْكلون التُّراث أَكْلاً لَمّاً؛ قال الفراء: أي شديداً، وقال الزجاج:

أي تأْكلون تُراث اليتامى لَمّاً أي تَلُمُّون بجميعه. وفي الصحاح:

أَكْلاً لَمّاً أي نَصِيبَه ونصيب صاحبه. قال أبو عبيدة: يقال لَمَمْتُه

أَجمعَ حتى أتيت على آخره. وفي حديث المغيرة: تأْكل لَمّاً وتُوسِع ذَمّاً أي

تأْكل كثيراً مجتمعاً. وروى الفراء عن الزهري أنه قرأَ: وإنَّ كُلاً

لَمّاً، مُنَوَّنٌ، ليُوَفِّيَنَّهم؛ قال: يجعل اللَّمَّ شديداً كقوله

تعالى: وتأكلون التُّراثَ أكلاً لَمّاً؛ قال الزجاج: أراد وإن كلاً

ليُوَفِّينهم جَمْعاً لأن معنى اللّمّ الجمع، تقول: لَمَمْت الشيء أَلُمُّه إذا

جمعته. الجوهري: وإنَّ كلاً لماً ليوفينهم، بالتشديد؛ قال الفراء: أصله

لممّا، فلما كثرت فيها المِيماتُ حذفت منها واحد، وقرأَ الزهري: لمّاً،

بالتنوين، أي جميعاً؛ قال الجوهري: ويحتمل أن يكون أن صلة لمن من، فحذفت منها

إحدى الميمات؛ قال ابن بري: صوابه أن يقول ويحتمل أن يكون أصله لَمِن

مَن، قال: وعليه يصح الكلام؛ يريد أن لَمّاً في قراءة الزهري أصلها لَمِنْ

مَن فحذفت الميم، قال: وقولُ من قال لَمّا بمعىن إلاَّ، فليس يعرف في

اللغة.

قال ابن بري: وحكى سيبويه نَشدْتُك الله لَمّا فَعَلْت بمعنى إلاّ فعلت،

وقرئ: إن كُلُّ نَفْس لَمّا عليها حافظٌ؛ أي ما كل نفس إلا عليها حافظ،

وإن كل نفس لعليها

(* قوله «وإن كل نفس لعليها حافظ» هكذا في الأصل وهو

إنما يناسب قراءة لما يالتخفيف). حافظ. وورد في الحديث: أنْشُدك الله

لَمّا فعلت كذا، وتخفف الميم وتكونُ ما زائدة، وقرئ بهما لما عليها

حافظ.والإلْمامُ واللَّمَمُ: مُقاربَةُ الذنب، وقيل: اللّمَم ما دون الكبائر

من الذنوب. وفي التنزيل العزيز: الذينَ يَجْتَنِبون كبائِرَ الإِثْمِ

والفواحِشَ إلا اللَّمَمَ. وألَمَّ الرجلُ: من اللَّمَمِ وهو صغار الذنوب؛

وقال أميّة:

إنْ تَغْفِر، اللَّهمَّ، تَغْفِرْ جَمّا

وأَيُّ عَبْدٍ لك لا أَلَمّا؟

ويقال: هو مقارَبة المعصية من غير مواقعة. وقال الأَخفش: اللَّمَمُ

المُقارَبُ من الذنوب؛ قال ابن بري: الشعر لأُميَّة بن أَبي الصّلْت؛ قال:

وذكر عبد الرحمن عن عمه عن يعقوب عن مسلم بن أَبي طرفة الهذليّ قال: مر

أَبو خِراش يسعى بين الصفا والمروة وهو يقول:

لاهُمَّ هذا خامِسٌ إن تَمّا،

أَتَمَّه اللهُ، وقد أَتَمَّا

إن تغفر، اللهم، تغفر جمّاً

وأيُّ عبدٍ لك لا أَلَمَّا؟

قال أبو إسحق: قيل اللّمَمُ نحو القُبْلة والنظْرة وما أَشبهها؛ وذكر

الجوهري في فصل نول: إن اللّمَم التقبيلُ في قول وَضّاح اليَمَن:

فما نَوّلَتْ حتى تَضَرَّعْتُ عندَها،

وأنْبأتُها ما رُخّصَ اللهُ في اللّمَمْ

وقيل: إلاّ اللَّمَمَ: إلاّ أن يكونَ العبدُ ألَمَّ بفاحِشةٍ ثم تاب،

قال: ويدلّ عليه قوله تعالى: إنّ ربَّك واسِعُ المغفرة؛ غير أن اللَّمَم أن

يكونَ الإنسان قد أَلَمَّ بالمعصية ولم يُصِرَّ عليها، وإنما الإلْمامُ

في اللغة يوجب أنك تأْتي في الوقت ولا تُقيم على الشيء، فهذا معنى

اللّمَم؛ قال أبو منصور: ويدل على صاحب قوله قولُ العرب: أَلْمَمْتُ بفلانٍ

إلْماماً وما تَزورُنا إلاَّ لِمَاماً؛ قال أبو عبيد: معناه الأَحيانَ على

غير مُواظبة، وقال الفراء في قوله إلاّ اللّمَم: يقول إلاّ المُتقاربَ من

الذنوب الصغيرة، قال: وسمعت بعض العرب يقول: ضربته ما لَمَم القتلِ؛

يريدون ضرباً مُتقارِباً للقتل، قال: وسمعت آخر يقول: ألَمَّ يفعل كذا في

معنى كاد يفعل، قال: وذكر الكلبي أنها النَّظْرةُ من غير تعمُّد، فهي لَمَمٌ

وهي مغفورة، فإن أَعادَ النظرَ فليس بلَمَمٍ، وهو ذنب. وقال ابن

الأعرابي: اللّمَم من الذنوب ما دُون الفاحشة. وقال أبو زيد: كان ذلك منذ شهرين

أو لَمَمِها، ومُذ شهر ولَمَمِه أو قِرابِ شهر. وفي حديث النبي، صلى الله

عليه وسلم: وإن مما يُنْبِتُ الربيعُ ما يَقُتُلُ حَبَطاً أو يُلِمُّ؛

قال أبو عبيد: معناه أو يقرب من القتل؛ ومنه الحديث الآخر في صفة الجنة:

فلولا أنه شيء قضاه اللهُ لأَلَمَّ أن يذهب بصرُه، يعني لِما يرى فيها، أي

لَقَرُب أن يذهب بصره. وقال أبو زيد: في أرض فلان من الشجر المُلِمّ كذا

وكذا، وهو الذي قارَب أن يَحمِل. وفي حديث الإفْكِ: وإن كنتِ ألْمَمْتِ

بذَنْبٍ فاستغْفرِي الله، أي قارَبْتِ، وقيل: الَّمَمُ مُقارَبةُ المعصية

من غير إِيقاعِ فِعْلٍ، وقيل: هو من اللّمَم صغار الذنوب. وفي حديث أبي

العالية: إن اللَّمَم ما بين الحَدَّين حدُّ الدنيا وحدِّ الآخرة أي

صغارُ الذنوب التي ليس عليها حَدٌّ في الدنيا ولا في الآخرة، والإلْمامُ:

النزولُ. وقد أَلَمَّ أَي نزل به. ابن سيده: لَمَّ به وأَلَمَّ والتَمَّ

نزل. وألَمَّ به: زارَه غِبّاً. الليث: الإلْمامُ الزيارةُ غِبّا، والفعل

أَلْمَمْتُ به وأَلْمَمْتُ عليه. ويقال: فلانٌ يزورنا لِماماً أي في

الأَحايِين. قال ابن بري: اللِّمامُ اللِّقاءُ اليسيرُ، واحدتها لَمّة؛ عن أبي

عمرو. وفي حديث جميلة: أنها كانت تحت أَوس بن الصامت وكان رجلاً به

لَمَمٌ، فإذا اشْتَدَّ لَمَمُه ظاهر من امرأَته فأَنزل الله كفّارة الظهار؛

قال ابن الأثير: اللَّمَمُ ههنا الإلْمامُ بالنساء وشدة الحرص عليهن، وليس

من الجنون، فإنه لو ظاهر في تلك الحال لم يلزمه شيء. وغلام مُلِمٌّ:

قارَب البلوغَ والاحتلامَ. ونَخْلةٌ مُلِمٌّ ومُلِمّة: قارَبتِ الإرْطابَ.

وقال أَبو حنيفة: هي التي قاربت أن تُثْمِرَ.

والمُلِمّة: النازلة الشديدة من شدائد الدهر ونوازِل الدنيا؛ وأما قول

عقيل بن أبي طالب:

أَعِيذُه من حادِثات اللَّمَّهْ

فيقال: هو الدهر. ويقال: الشدة، ووافَق الرجَزَ من غير قصد؛ وبعده:

ومن مُريدٍ هَمَّه وغَمَّهْ

وأنشد الفراء:

علَّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دُولاتِها

تُدِيلُنا اللَّمَّةَ من لَمّاتِها،

فتَسْتَرِيحَ النَّفْسُ من زَفْراتِها

قال ابن بري وحكي أن قوماً من العرب يخفضون بلعل، وأنشد:

لعلَّ أَبي المِغْوارِ منكَ قريبُ

وجَمَلٌ مَلْمومٌ ومُلَمْلم: مجتمع، وكذلك الرجل، ورجل مُلَمْلم: وهو

المجموع بعضه إلى بعض. وحجَر مُلَمْلَم: مُدَمْلَك صُلْب مستدير، وقد

لَمْلَمه إذا أَدارَه. وحكي عن أعرابي: جعلنا نُلَمْلِمُ مِثْلَ القطا

الكُدْرِيّ من الثريد، وكذلك الطين، وهي اللَّمْلَمة. ابن شميل: ناقة

مُلَمْلَمة، وهي المُدارة الغليظة الكثيرة اللحم المعتدلة الخلق. وكَتيبة مَلْمومة

ومُلَمْلَمة: مجتمعة، وحجر مَلْموم وطين مَلْموم؛ قال أبو النجم يصف هامة

جمل:

مَلْخمومة لَمًّا كظهر الجُنْبُل

ومُلَمْلَمة الفيلِ: خُرْطومُه. وفي حديث سويد ابن غَفلة: أتانا

مُصدِّقُ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، فأَتاه رجل بناقة مُلَمْلَمة فأَبى

أَن يأْخذَها؛ قال: هي المُسْتديِرة سِمَناً، من اللَّمّ الضمّ والجمع؛ قال

ابن الأثير: وإنما ردّها لأنه نُهِي أن يؤخذ في الزكاة خيارُ المال.

وقَدح مَلْموم: مستدير؛ عن أبي حنيفة. وجَيْش لَمْلَمٌ: كثير مجتمع، وحَيٌّ

لَمْلَمٌ كذلك، قال ابن أَحمر:

منْ دُونِهم، إن جِئْتَهم سَمَراً،

حَيٌّ حلالٌ لَمْلَمٌ عَسكَر

وكتيبة مُلَمْلَمة ومَلْمومة أيضاً أي مجتمعة مضموم بعضها إلى بعض.

وصخرة مَلمومة ومُلَمْلمة أي مستديرة صلبة.

واللِّمّة: شعر الرأْس، بالكسر، إذا كان فوق الوَفْرة، وفي الصحاح؛

يُجاوِز شحمة الأُذن، فإذا بلغت المنكبين فهي جُمّة. واللِّمّة: الوَفْرة،

وقيل: فوقَها، وقيل: إذا أَلَمّ الشعرُ بالمنكب فهو لِمّة، وقيل: إذا جاوزَ

شحمة الأُذن، وقيل: هو دون الجُمّة، وقيل: أَكثرُ منها، والجمع لِمَمٌ

ولِمامٌ؛ قال ابن مُفَرِّغ:

شَدَخَتْ غُرّة السَّوابِق منهم

في وُجوهٍ مع اللِّمامِ الجِعاد

وفي الحديث: ما رأَيتُ ذا لِمّةٍ أَحسَن من رسول الله، صلى الله عليه

وسلم؛ اللِّمّةُ من شعر الرأْس: دون الجُمّة، سمِّيت بذلك لأنها أَلمَّت

بالمنكبين، فإذا زادت فهي الجُمّة. وفي حديث رِمْثة: فإذا رجل له لِمّةٌ؛

يعني النبي، صلى الله عليه وسلم.

وذو اللِّمّة: فرس سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وذو اللِّمّة

أيضاً: فرس عُكاشة بن مِحْصَن. ولِمّةُ الوتِدِ: ما تشَعَّثَ منه؛ وفي

التهذيب: ما تشَعّث من رأْس المَوتود بالفِهْر؛ قال:

وأشْعَثَ في الدارِ ذي لِمّةٍ

يُطيلُ الحُفوفَ، ولا يَقْمَلُ

وشعر مُلَمَّم ومُلَمْلَمٌ: مَدهون؛ قال:

وما التَّصابي للعُيونِ الحُلَّمِ

بعدَ ابْيِضاض الشعَرِ المُلَمْلَمِ

العُيون هنا سادةُ القوم، ولذلك قال الحُلَّم ولم يقل الحالِمة.

واللَّمّةُ: الشيء المجتمع. واللّمّة واللَّمَم، كلاهما: الطائف من

الجن. ورجل مَلمُوم: به لَمَم، وملموس وممسُوس أي به لَمَم ومَسٌّ، وهو من

الجنون. واللّمَمُ: الجنون، وقيل طرَفٌ من لجنون يُلِمُّ بالإنسان، وهكذا

كلُّ ما ألمَّ بالإنسان طَرَف منه؛ وقال عُجَير السلوليّ:

وخالَطَ مِثْل اللحم واحتَلَّ قَيْدَه،

بحيث تَلاقَى عامِر وسَلولُ

وإذا قيل: بفلان لَمّةٌ، فمعناه أن الجن تَلُمّ الأَحْيان

(* قوله: تلم

الاحيان؛ هكذا في الأصل، ولعله أراد تلمّ به بعض الأحيان). وفي حديث

بُرَيدة: أن امرأة أَتت النبي، صلى الله عليه وسلم، فشكت إليه لَمَماً

بابنتِها؛ قال شمر: هو طرَف من الجنون يُلِمُّ بالإنسان أي يقرب منه ويعتريه،

فوصف لها الشُّونِيزَ وقال: سيَنْفَع من كل شيء إلاَّ السامَ وهو الموت.

ويقال: أَصابتْ فلاناً من الجن لَمّةٌ، وهو المسُّ والشيءُ القليل؛ قال

ابن مقبل:

فإذا وذلك، يا كُبَيْشةُ، لم يكن

إلاّ كَلِمَّة حالِمٍ بَخيالٍ

قال ابن بري: قوله فإذا وذلك مبتدأ، والواو زائدة؛ قال: كذا ذكره الأخفش

ولم يكن خبرُه: وأنشد ابن بري لحباب بن عمّار السُّحَيمي:

بَنو حَنيفة حَيٌّ حين تُبْغِضُهم،

كأنَّهم جِنَّةٌ أو مَسَّهم لَمَمُ

واللاَّمَّةُ: ما تَخافه من مَسٍّ أو فزَع. واللامَّة: العين المُصيبة

وليس لها فعل، هو من باب دارِعٍ. وقال ثعلب: اللامّة ما أَلمَّ بك ونظَر

إليك؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بشيء. والعَين اللامّة: التي تُصيب بسوء.

يقال: أُعِيذُه من كلِّ هامّةٍ ولامّة. وفي حديث ابن عباس قال: كان رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، يُعَوِّذ الحسن والحسين، وفي رواية: أنه عَوَّذ

ابنيه، قال: وكان أبوكم إبراهيمُ يُعَوِّذ إسحق ويعقوب بهؤلاء الكلمات:

أُعِيذُكُما بكلمة الله التامّة من كل شيطان وهامّة، وفي رواية: من شرِّ

كل سامّة، ومن كل عين لامّة؛ قال أبو عبيد: قال لامّة ولم يقل مُلِمّة،

وأصلها من أَلْمَمْت بالشيء تأْتيه وتُلِمّ به ليُزاوِج قوله من شرِّ كل

سامّة، وقيل: لأنه لم يخرَد طريقُ الفعل، ولكن يُراد أنها ذاتُ لَمَمٍ فقيل

على هذا لامَّة كما قال النابغة:

كِلِيني لِهَمٍّ، يا أُمَيْمة، ناصِب

ولو أراد الفعل لقال مُنْصِب. وقال الليث: العينُ اللامّة هي العين التي

تُصيب الإنسان، ولا يقولون لَمَّتْه العينُ ولكن حمل على النسب بذي

وذات.

وفي حديث ابن مسعود قال: لابن آدم لَمَّتان: لَمّة من المَلَك، ولَمّة

من الشيطان، فأما لمَّة الملك فاتِّعاذٌ بالخير وتَصْديق بالحق وتطييب

بالنفس، وأما لَمّةُ الشيطان فاتِّعادٌ بالشرّ وتكذيب بالحق وتخبيث بالنفس.

وفي الحديث: فأما لَمَّة الملَك فيَحْمَد اللهَ عليها ويتعوَّذ من لمّة

الشيطان؛ قال شمر: اللِّمّة الهَمّة والخَطرة تقع في القلب؛ قال ابن

الأثير: أراد إلمامَ المَلَك أو الشيطان به والقربَ منه، فما كان من خَطَرات

الخير فهو من المَلك، وما كان من خطرات الشرّ فهو من الشيطان. واللّمّة:

كالخطرة والزَّوْرة والأَتْية؛ قال أَوس بن حجر:

وكان، إذا ما الْتَمَّ منها بحاجةٍ،

يراجعُ هِتْراً من تُماضِرَ هاتِرا

يعني داهيةً، جعل تُماضِر، اسم امرأة، داهية. قال: والْتَمَّ من

اللَّمّة أي زار، وقيل في قوله للشيطان لَمّةٌ أي دُنُوٌّ، وكذلك للمَلك لمَّة

أي دُنوّ.

ويَلَمْلَم وألَمْلَم على البدل: جبل، وقيل: موضع، وقال ابن جني: هو

مِيقاتٌ، وفي الصحاح: ميْقاتُ أهل اليمن. قال ابن سيده؛ ولا أدري ما عَنى

بهذا اللهم إلاّ أن يكون الميقات هنا مَعْلَماً من مَعالِم الحج، التهذيب:

هو ميقات أهل اليمن للإحرام بالحج موضع بعينه.

التهذيب: وأما لَمّا، مُرْسَلة الأَلِف مشدَّدة الميم غير منوّنة، فلها

معانٍ في كلام العرب: أحدها أنها تكون بمعنى الحين إذا ابتدئ بها، أو

كانت معطوفة بواو أو فاءٍ وأُجِيبت بفعل يكون جوابها كقولك: لمّا جاء القوم

قاتَلْناهم أي حينَ جاؤُوا كقول الله عز وجل: ولَمّا وَرَد ماءَ

مَدْيَن، وقال: فلمّا بَلَغ معه السَّعْيَ قال يا بُنيَّ؛ معناه كله حين؛ وقد

يقدّم الجوابُ عليها فيقال: اسْتَعَدَّ القومُ لقتال العَدُوِّ لمّا

أََحَسُّوا بهم أي حين أَحَسُّوا بهم، وتكون لمّا بمعنى لم الجازمة؛ قال الله

عز وجل: بل لمّا يَذُوقوا عذاب؛ أي لم يذوقوه، وتكون بمعنى إلاَّ في قولك:

سأَلتكَ لمَّا فعلت، بمعنى إلا فعلت، وهي لغة هذيل بمعنى إلا إذا أُجيب

بها إن التي هي جَحْد كقوله عزَّ وجل: إنْ كلُّ نَفْسٍ لمَّا عليها

حافظٌ، فيمن قرأَ به، معناه ما كل نفس إلا عليها حافظ؛ ومثله قوله تعالى: وإن

كلٌّ لمَّا جَميعٌ لَدَيْنا مُحْضَرون؛ شدّدها عاصم، والمعنى ما كلٌّ إلا

جميع لدينا. وقال الفراء: لما إذا وُضِعت في معنى إلا فكأَنها لمْ

ضُمَّت إليها ما، فصارا جميعاً بمعنى إن التي تكون جَحداً، فضموا إليها لا

فصارا جميعاً حرفاً واحداً وخرجا من حدّ الجحد، وكذلك لمّا؛ قال: ومثل ذلك

قولهم: لولا، إنما هي لَوْ ولا جُمِعتا، فخرجت لَوْ مِنْ حدِّها ولا من

الجحد إذ جُمِعتا فصُيِّرتا حرفاً؛ قال: وكان الكسائي يقول لا أَعرفَ

وَجْهَ لمَّا بالتشديد؛ قال أبو منصور: ومما يعدُلُّك على أن لمّا تكون بمعنى

إلا مع إن التي تكون جحداً قولُ الله عز وجل: إن كلٌّ إلا كذَّب

الرُّسُلَ؛ وهي قراءة قُرّاء الأَمْصار؛ وقال الفراء: وهي في قراءة عبد الله: إن

كلُّهم لمّا كذَّب الرسلَ، قال: والمعنى واحد. وقال الخليل: لمَّا تكون

انتِظاراً لشيء متوقَّع، وقد تكون انقطاعةً لشيء قد مضى؛ قال أَبو منصور:

وهذا كقولك: لمَّا غابَ قُمْتُ. قال الكسائي: لمّا تكون جحداً في مكان،

وتكون وقتاً في مكان، وتكون انتظاراً لشيء متوقَّع في مكان، وتكون بمعنى

إلا في مكان، تقول: بالله لمّا قمتَ عنا، بمعنى إلا قمتَ عنا؛ وأما قوله

عز وجل: وإنَّ كُلاً لما ليُوَفِّيَنَّهم، فإنها قرئت مخففة ومشددة، فمن

خفّفها جعل ما صلةً، المعنى وإن كلاً ليوفينهم ربُّك أَعمالَهم، واللام في

لمّا لام إنّ، وما زائدة مؤكدة لم تُغيِّر المعنى ولا العملَ؛ وقال

الفراء في لما ههنا، بالتخفيف، قولاً آخر جعل ما اسْماً للناس، كما جاز في

قوله تعالى: فانْكِحوا ما طابَ لكمْ منَ النساء؛ أن تكون بمعنى مَن طابَ

لكم؛ المعنى وإن كلاً لمَا ليوفِّينَهم، وأما الللام التي في قوله

ليوفِّينَّهم فإنها لامٌ دخلت على نية يمينٍ فيما بين ما وبين صلتها، كما تقول

هذا مَنْ لَيذْهبَنّ، وعندي مَنْ لَغيرُه خيْرٌ منه؛ ومثله قوله عز وجل:

وإنّ منكم لَمَنْ لَيُبَطِّئنَّ؛ وأما مَن شدَّد لمّا من قوله لمّا

ليوفينهم فإن الزجاج جعلها بمعنى إلا، وأما الفراء فإنه زعم أن معناه لَمَنْ ما،

ثم قلبت النون ميماً فاجتمعت ثلاث ميمات، فحذفت إحداهنّ وهي الوسطى

فبقيت لمَّا؛ قال الزجاج: وهذا القول ليس بشيء أيضاً لأن مَنْ ...( ) (هكذا

بياض بالأصل). لا يجوز حذفها لأنها اسم على حرفين، قال: وزعم المازني أنّ

لمّا اصلها لمَا، خفيفة، ثم شدِّدت الميم؛ قال الزجاج: وهذا القول ليس

بشء أَيضاً لأن الحروف نحو رُبَّ وما أَشبهها يخفف، ولا يثَقَّّل ما كان

خفيفاً فهذا منتقض، قال: وهذا جميع ما قالوه في لمَّا مشدّدة، وما ولَما

مخففتان مذكورتان في موضعهما.

ابن سيده: ومِن خَفيفِه لَمْ وهو حرف جازم يُنْفَى به ما قد مضى، وإن لم

يقع بَعْدَه إلا بلفظ الآتي. التهذيب: وأما لَمْ فإنه لا يليها إلا

الفعل الغابِرُ وهي تَجْزِمُه كقولك: لم يفعلْ ولم يسمعْ؛ قال الله تعالى: لم

يَلِدْ ولم يُولَدْ؛ قال الليث: لم عزيمةُ فِعْلٍ قد مضى، فلمّا جُعِلَ

الفعل معها على جهة الفعل الغابر جُزِمَ، وذلك قولك: لم يخرُجْ زيدٌ إنما

معناه لا خرَجَ زيد، فاستقبحوا هذا اللفظ في الكلام فحمَلوا الفعل على

بناء الغابر، فإذا أُعِيدَت لا ولا مرّتين أو أَكثرَ حَسُنَ حينئذ، لقول

الله عز وجل: فلا صَدَّقَ ولا صَلّى؛ أي لم يُصَدِّق ولم يُصَلِّ، قال:

وإذا لم يُعد لا فهو ف المنطق قبيح، وقد جاء؛ قال أمية:

وأيُّ عَبدٍ لك لا أَلَمَّا؟

أي لم يُلِمَّ. الجوهري: لمْ حرفُ نفي لِما مضى، تقول: لم يفعلْ ذاك،

تريد أنه لم يكن ذلك الفعل منه فيما مضى من الزمان، وهي جازمة، وحروف

الجزم: لمْ ولَمّا وأَلَمْ وأَلَمّا؛ قال سيبويه: لم نفيٌ لقولك هو يفعل إذا

كان في حال الفعل، ولمّا نفْيٌ لقولك قد فعل، يقول الرجلُ: قد ماتَ فلانٌ،

فتقول: لمّا ولمْ يَمُتْ، ولمّا أَصله لم أُدخل عليه ما، وهو يقع موقع

لم، تقول: أَتيتُك ولمّا أَصِلْ إليك أي ولم أَصِلْ إليك، قال: وقد يتغير

معناه عن معنى لم فتكون جواباً وسبباً لِما وقَع ولِما لم يَقع، تقول:

ضربته لَمّا ذهبَ ولمّا لم يذهبْ، وقد يُخْتَزَلُ الفعل بعده تقول: قارْبتُ

المكانَ ولمَّا، تريد ولمَّا أَدخُلْه؛ وأنشد ابن بري:

فجئتُ قُبورَهم بَدْأً ولَمّا،

فنادَيْتُ القُبورَ فلم تُجِبْنَه

البَدْءُ: السيِّدُ أي سُدْتُ بعد موتهم، وقوله: ولمّا أي ولمّا أَكن

سيِّداً، قال: ولا يجوز أن يُخْتَزَلَ الفعلُ بعد لمْ. وقال الزجاج: لمّا

جوابٌ لقول القائل قد فعلَ فلانٌ، فجوابه: لمّا يفعلْ، وإذا قال فَعل

فجوابه: لم يَفعلْ، وإذا قال لقد فعل فجوابه: ما فعل، كأَنه قال: والله لقد

فعل فقال المجيب والله ما فعل، وإذا قال: هو يفعل، يريد ما يُسْتَقْبَل،

فجوابه: لَن يفعلَ ولا يفعلُ، قال: وهذا مذهب النحويين. قال: ولِمَ،

بالكسر، حرف يستفهم به، تقول: لِمَ ذهبتَ؟ ولك أن تدخل عليه ما ثم تحذف منه

الألف، قال الله تعالى: عَفَا اللهُ عنك لِمَ أَذِنْتَ لهم؟ ولك أن تدخل

عليها الهاء في الوقف فتقول لِمَهْ؛ وقول زياد الأَعْجم؛

يا عَجَبا والدَّهرُ جَمٌّ عَجَبُهْ،

مِنْ عَنَزِيٍّ سبَّني لم أَضْرِبُهْ

فإنه لما وقف على الهاء نقل حركتها إلى ما قبلها، والمشهور في البيت

الأول:

عَجِبْتُ والدهرُ كثيرٌ عَجَبُهْ

قال ابن بري: قولُ الجوهري لِمَ حرفٌ يستفهم به، تقول لِمَ ذهبتَ؟ ولك

أن تدخل عليه ما، قال: وهذا كلام فاسد لأن ما هي موجودة في لِمَ، واللام

هي الداخلة عليها، وحذفت أَلفها فرقاً بين الاستفهاميّة والخبرية، وأما

أَلَمْ فالأصل فيها لَمْ، أُدْخِل عليها أَلفُ الاستفهام، قال: وأما لِمَ

فإنها ما التي تكون استفهاماً وُصِلَت بلام، وسنذكرها مع معاني اللامات

ووجوهها، إن شاء الله تعالى.

قص

قص
القَصُّ: المُشَاشُ المَغْرُوْزُ فيه شَرَاسِيف الأضلاع في وَسَطِ الصَّدْرِ، وهو القَصَصُ والقَصْقص. ويقولون: " هو ألْزَمُ لكَ مِنْ شَعَراتِ قَصِّكَ " والقَصُّ: قَصُّ الشَّعر بالمِقَصِّ.
والقصَّةُ: تَتَخِذُها المَرْأةُ في مُقَدَّم رأسِها تَقُص ناصِيَتَها عدا جَبِينها.
وقُصَاصُ الشَّعر: نِهايَةُ مَنْبِتِه من مُقدَم الرَّأْس، وكذلك قُصَاصَتُه.
وقُصَاصُ الوَرِكَيْنِ: مُلْتَقَاهما من مُؤخَرِهما. والقَصُّ: فِعْلُ القاصِّ للقَصَص. والقِصَّةُ معروفةٌ، وفي رأسِه قِصَّةٌ: أي كلامٌ، وكذلك القَصِيْصَة.
والقِصَاصُ: أنْ يُقاصَّ من الجِراحاتِ والحُقُوقِ شَيْءٌ بشَيءٍ، " منه الاقْتِصاصُ. والاسْتِقْصاصُ: طَلَبُ القِصَاص. والإقْصَاصُ: أنْ يُقَصَّ به.
وضَرَبَه فأقَصَه: أدْناه من المَوْت، والاسْمُ القَصص، وحتَى قَصّة المَوْتُ.
وقد أقْصَصْتُكَ الجُرْحَةَ: أي تَرَكْتُكَ تَقُصُّ الأثَرَ. ويقول القاضي: قد أقْصَصْتُكَ الجُرْحَةَ: أي أمْكَنْتُكَ من أنْ تَطْلُبَ ما تَجْرَحُ به حُجَّةَ خَصمِك.
والقَصِيْصُ: نبات يَنْبُتُ في أصْل الكَمْأة. وغِسْلٌ للرأس كالخِطْميِّ. ويُقال للشاة إذا اسْتَبَانَ وَلَدُها: قد أقصَّتْ فهي مُقِص. وقَصَّتِ الحامِلُ: ذَهَبَ وِداقُها.
والقَصُّ: لُغَةٌ في الجَصِّ. والقَصْقَاصُ: نَعْتٌ من صِفَةِ الأسَدِ. والحَيةُ الخَبِيثةُ.
وقُصَاقِصَةُ: مَوْضِعٌ. ووَجَّهْتُ قَصِيْصَةً مع بَني فلان: أي بَعِيراً يَقُصُ أثَرَ الركَابِ، والجميع القَصَائصُ. وتَقَصَّصْتُ أثَرَه واقْتَصَصْتُه. وتَرَكْتُهم قَصِيْصَةً واحِدَةً: أي مُجْتَمِعِينَ بمكانٍ واحدٍ. وله قَصِيْصٌ وكَصِيْص: أي صَوْتٌ.
والقَصْقَصَةُ: مِشْيَةُ القَصِيرِ. والقَصِيرُ قُصَاقِصٌ وقُصْقُصٌ. وقَصْقَصَ بالجِرْوِ: إذا دَعَاه. ولُعْبَة يُقال لها: قاصَة.
وفي حَديثِ عائشة - رضي الله عنها - للنِّساء: " لا تَغْتَسِلْنَ من المَحِيض حتّى تَرَيْنَ القَصَّةَ البَيْضاءَ " وهي الخِرْقَةُ التي تَحْتَشي بها المَرْأةُ كأنَّها قَصةٌ لا يُخالِطُها صُفْرَةٌ. وقيل: هو شَيْءٌ كالخَيْطِ الأبيض يَخْرُجُ بعد انْقِطاع الدَّم كلِّه.
باب القاف مع الصاد ق ص مستعمل فقط

قص: والقص قّصُّ الشاة وهو مشاش صدرها المغروزة فيه شراسيف الأضلاع، وهو القَصَصُ أيضاً. وقصَصْتُ الشَّعْرَ بِالمِقَصِّ أي بالمقراض قَصّاً. والقُصَّةُ تتخذها المرأة في مقدم رأسها تَقُصُّ ناصيتها عدا جبينها. وقِصاصُ الشَّعْرِ نهاية منبته من مقدم الرأس، ويقال: بل ما استدار به كله من خلف وأمام وما حواليه. والقاصُّ يقُصُّ القِصَصَ قصّاً، والقِصَّة معروفة. ويقال: في رأسه قِصَّةٌ أي جملة من الكلام ونحوه. والقِصاصُ: التَّقاصُّ في الجراحات والحقوق، شيء بعد شيء، ومنه الاقتِصاصُ والاستِقْصاصُ والإِقصاصُ لكل معنى، اقتُصَّ منه أي أخذ منه. واستَقَصَّ منه أي طلب أن يُقَصَّ منه، وأَقَصَّه به. وأحسن القَصَصِ القرآن. القَصيصُ: نبات ينبت في أصول الكمأة، وقد يجعل منه غسلاً للرأس كالخطمي، قال:

جنيتُه مِن مُجْتَنى عَويصِ ... من منَبْتِ ِالإِذْخِرِ والقَصِيصِ

وأَقَصَّتِ الشاة أي استبان ولدها فهي مقص . والقصقْاصُ: نعت من صوت الأسد في لغة، والقَصْقاصُ نعت للحية الخبيثة، ولم يجيء في بناء المضاعف على وزن فعلال غيره، وإنما حد أبنية المضاعف على زنة فعلل أو فعلول أو فعلل أو فعليل مع كل ممدود ومقصور مثله. وجاءت كلمات شواذ منها: ضُلَضِلة، وزُلزِل، وقَصْقاص، وأبو القْلَنقَل، والزِّلزال، وهو أعمها لأن مصدر الرباعي يحتمل أن يبنى كله على فعلال، وليس بمطرد. وكل نعت رباعي فان الشعراء يبنونه على فعالل مثل قُصاقِصٍ كقول الشاعر:

فيه الغواة مصورون ... فحاجِلٌ منهم وراقِصْ

والفيلُ يرتكب الرداف ... عليه والأسد القصاص

يصف بيتا مصوراً بأنواع التصاوير. ورجل قَصْقَصَةٌ وقَصْقاصٌ أي غليظ قصير. وزاملة قَصيصةٌ أي ضعيفة. والقَصُّ لغة في الجص. وقُصاقِصةٌ: موضع. ويقال: جمعت قَصيصتَه مع بني فلان أي بعيراً يقص أثر الركاب، ويجمع قَصائِصَ. ويقال: ضربه فأَقَصَّه أي أدناه من الموت.
الْقَاف وَالصَّاد

الدنقصة: دويبة.

وَتسَمى الْمَرْأَة الضئيلة الْجِسْم: دنقصة.

والصندوق: الجوالق.

والدمقصي: ضرب من السيوف.

والقرفصة: شدّ الْيَدَيْنِ تَحت الرجلَيْن.

وَقد قرفص قرفصة، وفرقاصا.

والقرافصة: اللُّصُوص المتجاهرون يقرفصو النَّاس.

وقرفص الشَّيْء: جمعه.

وَجلسَ القرفصاء، والقرفصا، والقرفصا: وَهُوَ أَن يجلس على أليتيه وَيلْزق فَخذيهِ ببطنه ويحتبي بيدَيْهِ، وَزَاد ابْن جني: القرفصاء، وَقَالَ هِيَ على الإتباع.

والصفرق: نبت مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ للسيرافي عَن ثَعْلَب. وَقيل: هُوَ: " الفالوذ ".

وقرصب الشَّيْء: قطعه، وَالضَّاد أَعلَى.

وقرصب الشَّيْء: كَسره. والقرموص، والقرماص: حُفْرَة يستدفي فِيهَا الْإِنْسَان الصرد من الْبرد، قَالَ:

جَاءَ الشتَاء وَلما اتخذ ربضاً ... يَا وَيْح كفى من حفر القراميص

وَقد قرمص، وتقرمص: دخل فِيهَا وتقبض.

وقرمصها: عَملهَا، قَالَ:

فاعمد إِلَى أهل الوقير فَإِنَّمَا ... يخْشَى أذاك مقرمص الزرب

والقرموص: حُفْرَة الصَّائِد.

والقرموص: وكر الطَّائِر حَيْثُ يفحص فِي الأَرْض.

والقرموص: عش الطَّائِر، وَخص بَعضهم بِهِ: عش الْحمام، قَالَ الْأَعْشَى:

رى للحمام الْوَرق فِيهَا قرامصا

حذف يَاء " قراميص " للضَّرُورَة، وَلم يقل: " قراميص " وَإِن احتمله الْوَزْن، لِأَن الْقطعَة من الضَّرْب الثَّانِي من الطَّوِيل، وَلَو أتم لَكَانَ من الضَّرْب الأول مِنْهُ.

وقراميص الْأَمر: سعته من جوانبه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَاحِدًا: قرموص، وَلَا ادري كَيفَ هَذَا؟؟ فتفهم وَجه التَّخْلِيط فِيهِ.

وَلبن قرامص: قارص.

وصمقر اللَّبن، واصمقر: اشتدت حموضته.

واصمقرت الشَّمْس: اتقدت.

وَقيل: إِنَّهَا من قَوْلك: صقرت النَّار: إِذا اوقدتها. وَالْمِيم زَائِدَة.

وقنصل: قصير.

والقصلب: الْقوي الشَّديد: كالعصلب.

وبعير صقْلَابٍ: شَدِيد الاكل.

وقصمل الشَّيْء: قطعه، وكسره. وقصمل عُنُقه: دقه، عَن اللحياني.

والقصملة: شدَّة العض وَالْأكل، يُقَال: التقمه القصملى، مَقْصُور.

والقصملة: دويبة تقع الْأَسْنَان فتهتك الْفَم.

والقصملة، من المَاء وَنَحْوه: مثل الصبابة.

والقصمل، على مِثَال علبط، من الرِّجَال: الشَّديد.

والقمصل: من أَسمَاء الْأسد.

والصلقمة: تصادم الانياب.

والصلقم: الَّذِي يقرع بَعْضهَا بِبَعْض.

وصلقم: قرع بعض انيابه بِبَعْض.

قَالَ كرَاع: الأَصْل: الصلق، وَالْمِيم زَائِدَة.

وَالصَّحِيح أَنه رباعي.

والصلقم، والصلقم: الضخم من الْإِبِل.

وَقيل: هُوَ الْبَعِير الشَّديد العض والفك.

والجميع: صلاقم، وصلاقمة، الْهَاء لتأنيث الْجَمَاعَة، قَالَ طرفَة:

جماد بهَا البسباس يرهص معزها ... بَنَات الْمَخَاض والصلاقمة الْحمرَة

والصلقم: الشَّديد، عَن اللحياني.

والمصلقم: الصلب الشَّديد.

وَقيل: الشَّديد الْأكل.

والمصلقم، أَيْضا: الْمَرْأَة الْكَبِيرَة، ازالوا الْهَاء كَمَا ازالوها من " متئم " وَنَحْوهَا.

والصملق: لُغَة فِي السملق: وَهُوَ القاع الاملس، وهما مضارعة، وَذَلِكَ الْمَكَان الْقَاف، وَهِي فرع.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: صماليق، وَلَا ادري مَا كسر؟ إِلَّا أَن يَكُونُوا قد قَالُوا: صملقة فِي هَذَا الْمَعْنى، فعوض من الْهَاء كَمَا حكى: مواعيظ.

والقنصف: طوط البردي إِذا طَال. والقنبص: الْقصير، وَالْأُنْثَى: قنبصة، ويروى بَيت الفرزدق:

إِذا القنبصات السود طوفن بالضحى ... رقدن عَلَيْهِنَّ الحجال المسدف

وَالضَّاد اعرف.

وبنقص: اسْم.
(ق ص ص) و (ق ص ق ص)

قصّ الشّعْر وَالصُّوف وَالظفر، يقصه قصا، وقصصه، وقصاه، على التَّحْوِيل.

وقصاصة الشّعْر، وقصاصه، وقصاصه: نِهَايَة منبته ومنقطعه من الرَّأْس من مقدم ومؤخر.

وَالْقصاص: مجْرى الحلمين من الرَّأْس فِي وَسطه وَقيل: قصاص الشّعْر: حد الْقَفَا.

وَقد اقْتصّ، وتقصص، وتقصى. وَالِاسْم: الْقِصَّة.

والقصة من الْفرس: شعر الناصية. وَقيل: مَا اقبل من الناصية على الْوَجْه.

والقصة: الْخصْلَة من الشّعْر.

وقصة الْمَرْأَة: ناصيتها. وَالْجمع من ذَلِك كُله: قصَص.

وقص الشَّاة، وقصصها: مَا قصّ من صوفها.

وَشعر قصيص: مقصوص. وقص النساج الثَّوْب: قطع هدبه، وَهُوَ من ذَلِك.

والقصاصة: مَا قصّ من الهدب وَالشعر.

والمقصان: مَا يقص بِهِ الشّعْر وَلَا يفرد، هَذَا قَول أهل اللُّغَة، وَقد حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ مُفردا فِي بَاب مَا يعتمل بِهِ.

وقصه يقصه: قطع أَطْرَاف اذنيه، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: ولد الْمَرْأَة مقلات فَقيل لَهَا: قصيه فَهُوَ احرى أَن يعِيش لَك: أَي خذي من أَطْرَاف اذنيه فَفعلت فَعَاشَ.

والقص، والقصص، والقصقص: الصَّدْر من كل شَيْء. وَقيل: هُوَ وَسطه. وَقيل: هُوَ عظمه وَفِي الْمثل: " هُوَ ألزق بك من شَعرَات قصك وقصصك ".

والقصة: الْخَبَر، وَهُوَ الْقَصَص.

وقص على خبْرَة يقصه قصا، وقصصا: أوردهُ.

والقصص: الْخَبَر المقصوص.

وتقصص كَلَامه: حفظه.

وتقصص الْخَبَر: تتبعه.

وقص آثَارهم يقصها قصا، وقصصا، وتقصصها: تتبعها بِاللَّيْلِ. وَقيل: هُوَ تتبع الْأَثر أَي وَقت كَانَ.

والقصيصة: الْبَعِير أَو الدَّابَّة يتبع يتبع بهَا الْأَثر.

والقصيصة: الزاملة الضعيفة.

والقصيصة: شَجَرَة تنْبت فِي أَصْلهَا الكمأة ويتخذ مِنْهَا الْغسْل. وَالْجمع: قصائص، وقصيص. قَالَ الْأَعْشَى:

فَقلت وَلم املك أبكر بن وَائِل ... مَتى كنت فقعا نابتا بقصائصا

وَقَالَ آخر:

جنيتها من منبت عويص ... من منبت الأجرد والقصيص قَالَ أَبُو حنيفَة: زعم بعض النَّاس انه إِنَّمَا سمي قصيصا لدلالته على الكمأة، كَمَا يقْتَصّ الْأَثر قَالَ: وَلم اسْمَعْهُ، يُرِيد: انه لم يسمعهُ من ثِقَة.

ولأقصت الْفرس، وَهِي مقص: عظم وَلَدهَا فِي بَطنهَا. وَقيل: هِيَ مقص: حِين تلقح، ثمَّ معق: حِين يَبْدُو حملهَا، ثمَّ نتوج. وَقيل: هِيَ الَّتِي امْتنعت ثمَّ لقحت.

والإقصاص من الْحمر: فِي أول حملهَا، والإعقاق: آخِره.

وأقصت الشَّاة. وَهِي مقص: استبان وَلَدهَا.

وضربه حَتَّى أقص على الْمَوْت: أَي اشرف.

وأقصصته على الْمَوْت: أَي ادنيته.

وأقصته شعوب: أشرف عَلَيْهَا ثمَّ نحا.

وَالْقصاص، والقصاصاء، والقصاصاء: الْقَتْل بِالْقَتْلِ، أَو الْجرْح بِالْجرْحِ.

والتقاص: التناصف فِي الْقصاص. قَالَ:

فرمنا الْقصاص وَكَانَ التَّقَاصّ " م " ... حكما وعدلاً على المسلمينا

قَوْله: " التَّقَاصّ " شَاذ، لِأَنَّهُ جمع بَين الساكنين فِي الشّعْر، وَلذَلِك رَوَاهُ بَعضهم: " وَكَانَ الْقصاص " وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا بَيت وَاحِد انشده الاخفش:

وَلَوْلَا خِدَاش أخذت دوا ... " م " ب سعد وَلم اعطه مَا عَلَيْهَا

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: احسب هَذَا الْبَيْت إِن كَانَ صَحِيحا فَهُوَ:

وَلَوْلَا خِدَاش أخذت دوابب سعد

لِأَن إِظْهَار التَّضْعِيف جَائِز فِي الشّعْر، أَو أخذت رواحل سعد.

والاقتصاص: اخذ الْقصاص.

والاستقصاص: طلبه.

والإقصاص: أَن يُؤْخَذ لَك الْقصاص.

وَقد اقصه.

وَحكى بَعضهم: قوص زيد مَا عَلَيْهِ، وَلم يفسره. وَعِنْدِي: انه فِي معنى حُوسِبَ بِمَا عَلَيْهِ، إِلَّا انه عدي بِغَيْر حرف، لِأَن فِيهِ معنى: أغرم وَنَحْوه.والقصة، والقصة، والقص: الجص.

وَقيل: الْحِجَارَة من الجص.

ومدينة مقصة: مطلية بالقص.

وَكَذَلِكَ قبر مقصص.

والقصة: القطنة أَو الْخِرْقَة الْبَيْضَاء الَّتِي تحتشي بهَا الْمَرْأَة عِنْد الْحيض. وَفِي الحَدِيث: " لَا تغتسلن حَتَّى تَرين الْقِصَّة الْبَيْضَاء "، يَعْنِي بهَا مَا تقدم بِهَذَا فسره أهل اللُّغَة. وَعِنْدِي: انه إِنَّمَا أَرَادَ مَاء ابيض من مصالة الْحيض فِي آخِره، بهه فِي بياضه بالجص، وأنث، لِأَنَّهُ ذهب إِلَى الطَّائِفَة، كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: لبنة وعسلة.

وَالْقصاص: لُغَة فِي القص، اسْم كالجيار.

وَمَا يقص فِي يَده شَيْء: أَي مَا يبرد وَلَا يثبت، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وانشد:

لأمك ويلة وَعَلَيْك أُخْرَى ... فَلَا شَاة تقص وَلَا بعير

وَالْقصاص: ضرب من الحمض.

قَالَ أَبُو حنيفَة: الْقصاص: شجر بِالْيمن تجرسه النَّحْل يُقَال لعسلها: عسل قصاص، واحدته: قصاصة.

وقصقص الشَّيْء: كَسره.

والقصقص، والقصقصة، والقصاقص من الرِّجَال: الغليظ الشَّديد مَعَ قصر.

وَأسد قصقص، وقصقصة، وقصاقص: عَظِيم الْخلق شَدِيد، قَالَ:

قصقصة قصاقص مصدر ... لَهُ صلاً وعضل منقر

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ من اسمائه.

والقصقاص: من أصوات الْأسد.

وحية قصقاص: خَبِيث.

والقصقاص: ضرب من الحمض. قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ ضَعِيف دَقِيق اصفر اللَّوْن. وقصاقصا الْوَرِكَيْنِ: اعلاهما.

وقصاقصة: مَوضِع.

قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: والقصقاص: اشنان الشَّام.

قص

1 قَصَّهُ, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. قَصٌّ, (M, Msb,) He cut it; (S, Msb;) or he clipped it, or shore it, or cut off from it; (A, K;) namely, hair, (S, M, A, K,) and wool, (M,) and plumage, (A,) and a nail of a finger or toe; (M, K;) with the مِقَصّ, q. v.: (A, K:) as also ↓ قصّصهُ, (M, A,) and, by permutation, قَصَّاهُ: (M:) or these two forms have an intensive signification: or you say, الظُّفْرَ وَنَحْوَهُ ↓ قَصَّيْتُ, meaning, I pared the nail and the like. (Msb.) b2: Also, He (a weaver) cut off from it, namely, a garment, or piece of cloth, its unwoven end, or extremity, consisting of warp without woof. (M.) b3: And He cut off the extremities of his ears. (IAar, M.) قُصِّيهِ occurs in a trad., as meaning, Take thou from the extremities of his ears. (TA.) [But this may be from the root قصو, q. v.] b4: And [hence,] قَصَّ اللّٰهُ خَطَايَاهُ (assumed tropical:) God diminished, or took or deducted from, [the account of] his sins. (TA, from a trad.) A2: قَصَّ أَثَرَهُ, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـُ (M, TA,) inf. n. قَصَصٌ, (S, M, A, O, L, K,) in [some of] the copies of the K قَصِيصٌ, but the former is the right, (TA,) and قَصٌّ, (T, M, K,) He followed, or followed after, his track, or footsteps, in pursuit; endeavoured to trace him, or track him; (S, M, A, Msb, K, &c.;) or he did so by degrees: (TA:) or by night: or at any time: (M, TA:) which last is the correct explanation: (TA:) and قَصَّهُ signifies the same, (A, TA,) and so اثره ↓ اقتصّ, (S, K,) and اثره ↓ تقصّص: (S, M, K:) and قَسَّ is a dial. form of the same. (TA.) You say, خَرَجَ فُلَانٌ قَصَصًا فِى أَثَرِ فُلَانٍ Such a one went forth following, or following after, the footsteps of such a one, in pursuit. (TA.) And it is said in the Kur, [xviii. 63,] (S,) فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (S, K) And they both returned by the way by which they had come, retracing their footsteps. (K, TA.) b2: [And hence,] قَصَّ عَلَيْهِ الخَبَرَ, (S, M, Msb, * K, *) and الحَدِيثَ, and الرُّؤْيَا, (A,) aor. ـُ (M, TA,) inf. n. قَصَصٌ, (M, TA,) or this is a subst. put in the place of the inf. n. so that it has become predominant over it, (S,) and قَصٌّ, (M, TA,) or the latter only is the inf. n., and the former is [only] a subst., (Msb,) He related to him the piece of news, or information, (S, M, Msb,) and the tradition, or story, and the dream, (A,) in its proper manner (عَلَى وَجْهِهِ): (S, Msb:) or he made it known [to him]: (K:) and الحَدِيثَ ↓ اقتصّ he related the tradition, or story, in its proper manner (عَلَى وَجْهِهِ); (S, K, TA;) as though he followed its traces, in pursuit, and related it accordingly: (TA:) [i. e., he pursued the course of the tradition, or story:] and الخَبَرَ ↓ تقصّص he pursued, or sought after, the particulars of the news, or information, gradually, and deliberately. (M.) قَصَّ is also said to signify He recited, or delivered, a [discourse such as is termed] خُطْبَة. (TA.) And it is said in the Kur, [xii. 3,] نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ We explain unto thee with the best explanation: (K, TA:) or, as some say, قَصٌّ is the inf. n. of the verb used in this sense, and قَصَصٌ is a subst. [syn. with قِصَّةٌ, q. v.]. (TA.) And in a trad. respecting the Children of Israel it is said, لَمَّا قَصُّوا هَلَكُوا: or لَمَّا هَلَكُوا قَصُّوا: accord. to different relations: meaning, When they relied upon words, and neglected works, they perished: or when they perished, by neglecting works, they inclined to, and relied upon, stories. (TA.) A3: قَصَّهُ المَوْتُ, and قَصَّهُ عَلَى المَوْتِ, or مِنَ المَوْتِ: see 4.2 قصّصهُ and قَصَّاهُ: see I, first signification.

A2: قصّص, (S,) inf. n. تَقْصِيصٌ, (A, K,) He plastered, or built, (TA,) a house, (S, K, TA,) and a tomb, which it is forbidden to do, (A, TA,) with gypsum; (TA;) syn. جَصَّصَ: (S, K:) of the dial. of El-Hijáz. (TA, art. جص.) 3 قاصّهُ, (Msb,) inf. n. مُقَاصَّةٌ (A, Mgh, Msb) and قِصَاصٌ, (S, A, Mgh, Msb, K,) [which latter is the more common,] He (the relation of a slain man, A, Mgh, TA, or one who has been wounded, Mgh, [or mutilated,]) retaliated upon him by slaying him, or wounding him, (S, * Mgh, Msb, K,) or mutilating him, (S, * Msb, K, *) so as to make him quit, or even, with him. (Mgh.) See also 8. b2: Hence, (A, Mgh,) (tropical:) He made him quit, or even, with himself: used in a general way. (Mgh.) You say, قاصّ صَاحِبَهُ, (S, Mgh, Msb, * K,) inf. ns. as above, (Msb,) (tropical:) He made his fellow quit, or even, with him, (Mgh,) in a reckoning, (S, Mgh, K,) or other thing, (S, K,) by withholding from him the like of what the latter owed to him; (Mgh;) he made a debt which his fellow owed him to be as a requital of a like debt which he owed his fellow: [but Fei adds,] this is taken from إِقْتِصَاصُ الأَثَرِ: and hence the former signification, relating to retaliation of slaughter and wounding and mutilation, which, however, is the predominant signification. (Msb.) You say also, قَاصَصْتُهُ بِمَا كَانَ لِى قَبْلَهُ, [or, more probably, قِبَلَهُ, or perhaps عَلَيْهِ,] (tropical:) I withheld from him the like of what he owed me. (A, TA.) ISd says, (TA,) The phrase قُوصَّ زَيْدٌ مَا عَلَيْهِ has been mentioned; and means, in my opinion, (assumed tropical:) Zeyd was reckoned with for what he owed: though made trans. without a particle, as implying the meaning of أُغْرِمَ and the like. (M, TA.) 4 اقصّهُ, inf. n. إِقْصَاصٌ, He retaliated for him; (M;) as also ↓ اقتصّهُ; (A; [so in a copy of that work; but I think it is a mistake for اقصّهُ, or for اقتصّ لَهُ, q. v.]) or اقتصّ مِنْهُ. (TA [but this seems to be a mistake for اقتصّ لَهُ.]) You say, اقصّ فُلَانًا مِنْ فُلَانٍ He (a governor, or prince,) retaliated for such a one upon such a one, (S, K,) by wounding the latter like as he had wounded the former, (S, Msb, K,) or by slaying the latter for the slaughter of the former; (S, K;) and the like. (TA.) b2: اقصّ الرَّجُلُ مِنُ نَفْسِهِ The man gave power, or authority, to retaliate upon himself, (K, TA,) by doing to him the like of that which he had done, whether it be slaughter or mutilation or beating or wounding. (TA.) [Whence the saying,] أَقْصَصْتُكَ الجُرْحَةَ (tropical:) I authorize thee to adduce anything whereby to invalidate the testimony. (A, * TA, art. جرح.) A2: ضَرَبَهُ حَتَّى أَقَصَّهُ مِنَ المَوْتِ, (S, K,) and عَلَى المَوْتِ ↓ قَصَّهُ, (K,) He beat him until he made him to be near to death: (S, K:) and Fr used to say, ضربه حتّى

أَقَصَّهُ المَوْتَ [meaning as above]. (S.) You say [also], أَقْصَصْتُهُ عَلَى المَوْتِ [I made him to be near to death]. (M.) And a poet says, فَقَدْ أَقْصَصْتَ أُمَّكَ بِالْهُزَالِ meaning, Thou hast made thy mother to be near to death. (TA.) b2: Fr also said, (S,) المَوْتُ ↓ قَصَّهُ and أَقَصَّهُ المَوْتُ [in the L and TA قَصَّهُ مِنَ المَوْتِ and أَقَصَّهُ مِنْهُ, which seems to be a mistranscription,] both signifying Death became near to him: (S, K:) or he became at the point of death, and then escaped; (TA;) and so أَقَصَّتْهُ شَعُوبُ: (M:) and أَقَصَّ على المَوْتِ he became at the point of death. (M.) 5 تقصّص and تَقَصَّى: see 8.

A2: تقصّص أَثَرَهُ: see قَصَّ اثره. b2: تقصّص الخَبَرَ: see قَصَّ عَلَيْهِ الخَبَرَ. b3: تقصّص كَلَامَهُ He preserved in his memory his speech, or discourse. (Az, M, K.) 6 تقاصّوا They made themselves quits, or even, one with another, by retaliation, (M, TA,) slaying for slaying, or wounding for wounding. (M.) A poet says, فَرُمْنَا القِصَاصَ وَكَانَ التَّقَاص صُ حُكْمًا وَعَدْلًا عَلَى الْمُسْلِمِينَا [And we sought retaliation so as to make a party quit, or even, with us; for people's making themselves quits, or even, one with another, by retaliation, is a statute, and an act of justice, appointed to the Muslims]: in which التَّقَاصُّ is an instance of a deviation from a general rule, as it presents two quiescent letters together in poetry; wherefore some relate it differently, saying, القِصَاصُ: and there is no other instance of the kind excepting one verse cited by Akh: وَلَوْلَا خِدَاشٌ أَخَدْتُ دَوَاب بَ سَعْدٍ وَلَمْ أَعْطِهِ مَا عَلَيْهَا but Aboo-Is-hák thinks, that, if this verse be genuine, the right reading is دَوَابِبَ سَعْدٍ, as the making the duplication of a letter distinct is allowable in poetry; or رَوَاحِلَ سَعْدٍ. (M, TA.) This is the primary signification of the verb. (TA.) b2: and hence, (A, * Mgh, * TA,) [or, accord. to Fei, the reverse is the case, (see 3,)] (tropical:) They made themselves quits, or even, one with another, in a reckoning, (S, A, Mgh, K,) or other thing (S, A, K) one withholding from another the like of what the latter owed him. (Mgh.) 8 اقتصّ It (hair [or the like]) was, or became, cut, or clipped, or shorn, (M, TA,) with the مِقَصّ; (TA;) as also ↓ تقصّص and تَقَصَّى. (M, TA.) A2: اقتصّ أَثَرَهُ: see قَصَّ اثره. b2: اقتصّ الحَدِيثَ: see قَصَّ عَلَيْهِ الخَبَرَ.

A3: He retaliated, slaying for slaying, or wounding for wounding. (M.) Yousay, اقتصّ لِفُلَانٍ مِنْ فُلَانٍ (S, A, K) He retaliated for such a one upon such a one, by wounding the latter like as he had wounded the former, or by slaying the latter for the slaughter of the former, (S, K, TA,) and the like; (TA;) as also مِنْهُ ↓ أَقَصَّهُ. (S, K.) [See the latter verb, first signification.] And ↓ أَفَصَّهُ, inf. n. إِقْصَاصٌ, signifies [also] He (the Sultán) slew him in retaliation. (Msb.) b2: اِقْتِصَاصٌ, as a subst., [i. e., having no verb corresponding to the signification here following, though I do not see how this can be asserted, for one may certainly say اُقْتُصَّ مِنْهُ,] also signifies The being done to like as one has done, whether it be slaughter or mutilation or beating or wounding. (TA.) b3: See also 10.10 استقصّ He sought, or demanded, retaliation, i. e., slaying for slaying, or wounding for wounding. (M.) b2: استقصّهُ He asked of him to retaliate for him: (S, A, Msb, K:) and ↓ اقتصّهُ signifies the same accord. to the K; but the author has been misled into saying this by misunderstanding the following passage in the O; تقصّص اثره مثل قَصَّهُ واقتصّهُ واستقصّهُ سَأَلَهُ أَنْ يُقِصَّهُ, in which واقتصّه terminates a clause. (TA.) قَصٌّ (M, K) and ↓ قَصَصٌ (M, TA) What is cut, or clipped, or shorn, of the wool of a sheep. (M, K, TA.) See also قُصَاصَةٌ.

A2: Also, both words, (S, M, A, K,) and ↓ قَصْقَصٌ (M, TA) The breast (M, A, K) of anything: (M:) or the head thereof, (S, K,) called in Persian سر سينه [i. e.

سَرْسِينَهْ, applied to the pit at the head of the breast]; and such is the قَصَص of the sheep or goat, &c.: (S:) or the middle thereof: (M, K:) or the bone thereof, (M, K,) of a man or other animal; (TA;) [i. e. the sternum;] the soft bone into which are set the cartilaginous ends of the [seven upper pairs of the] ribs, in the middle of the breast: (Lth, TA:) pl. قِصَاصٌ [a reg. pl. of the first]. (K.) Hence the saying, هُوَ أَلْزَمُ لَكَ مِنْ شُعَيْرَاتِ قَصِّكَ, (S,) or هُوَ أَلْزَمُ بِكَ مِنْ شَعَرَاتِ قَصِّكَ, and ↓ قَصَصِكَ, (M, TA,) [He is more closely adherent to thee than the little hairs, or the hairs, of thy breast, &c.:] because as often as they are cut they grow [afresh]: (As, TA:) meaning, he will not separate himself from thee, nor canst thou cast him from thee: applied to him who denies his relation: and also to him who denies a due that is incumbent on him. (Sgh, TA.) b2: Also, the same three words, (the first and ↓ second accord. to the TA, and the ↓ third accord. to the K) and ↓ قَصِيصٌ, (K,) The place of growth of the hair of the breast. (K, TA.) A3: قَصٌّ, (JK, and so in one place in a copy of the M, and in the TA,) or ↓ قِصٌّ, (so in one place in a copy of the M) and ↓ قَصَّةٌ and ↓ قِصَّةٌ, (M,) i. q. جَصٌّ, (JK,) or جِصٌّ, (M,) [i. e. Gypsum;] قَصَّةٌ is syn. with جصّ (S, Msb) in the dial. of El-Hijáz: (S:) or ↓ قَصَّةٌ and ↓ قِصَّةٌ, (K,) the latter on the authority of IDrd, (TA,) and said by Aboo-Bekr to be with kesr, but by others said to be with fet-h, (Seer, TA,) are syn. with جَصَّةٌ [and جِصَّةٌ, ns. un. of جَصٌّ and جِصٌّ]: (K:) or signify stones of جصّ [or gypsum]: (TA:) pl. قِصَاصٌ [reg. as pl. of قَصَّةٌ]: (K:) and ↓ قَصَّاصٌ is a dial. form of قَصٌّ [app. as syn. with جَصٌّ and جِصٌّ], a subst., like جَيَّارٌ [which is nearly, if not exactly, syn. with جِيرٌ and جَِصٌّ]. (M, L.) In a trad. of Zeyneb, occurs this expression: عَلَى مَلْحُودَةٍ ↓ يَاقَصَّةً [O gypsum upon buried corpses!] by which she likens the bodies of the persons addressed to tombs made of جصّ, and their souls to the corpses contained in the tombs. (TA.) قِصٌّ: see قَصٌّ, last signification; the latter in three places.

قَصَّةٌ: see قَصٌّ, last signification; the latter in three places.

قُصَّةٌ The hair over the forehead; syn. نَاصِيَةٌ, (M, A,) or شَعَرُ النَّاصِيَةِ; (S, K;) accord. to some, (TA,) of a horse: (M, TA:) or what comes forward, thereof, over the face: (M, TA:) and the ناصية of a woman: (M:) or the طُرَّة, i. e., the ناصية, [or front hair of the head,] which is cut over (lit. over against, حِذَآءَ,) the forehead: (Mgh, Msb:) or what a woman makes, in the fore part of her head, by cutting the hair of that part, excepting over her temples: (TA:) or it signifies, as some say, (Mgh,) or signifies also, (M, A,) any lock of hair: (M, A, Mgh:) pl. قُصَصٌ (M, Msb, K) and قِصَاصٌ. (M, K) See also قُصَاصٌ.

قِصَّةٌ A story; a narrative: (S, M, TA:) and what is written: (S, K:) and an affair; or a case: (S, Msb, K:) and ↓ قَصَصٌ is syn. therewith, in the first of the above senses; (S, * M, A, * Msb, * TA;) and signifies a story, or narrative, related: (M, TA:) and ↓ قَصِيصَةٌ also is syn. with قِصَّةٌ [in the first of the above senses], (A, K,) and so is ↓ قَصِيصٌ: (A:) the pl. of قِصَّةٌ is قِصَصٌ, (S, Msb, K,) and أَقَا صِيصُ is a pl. pl.: (A, * TA:) and the pl. of ↓ قَصِيصَةٌ is قَصَائِصُ. (A, * TA.) Yousay, لَهُ قِصَّةٌ عَجِيبَةٌ and قَصَصٌ &c. [He has, or to him, or it, relates, a wonderful story]. (A.) And فِى رَأْسِهِ قِصَّةٌ (tropical:) In his head is a speech; or the like. (TA.) And مَا قِصَّتُكَ What is thine affair? or thy case? (Msb.) And رَفَعَ قِصَّةً إِلَى

السُّلْطَانِ [He referred an affair, or a case, to the Sultán]. (A.) A2: See also قَصٌّ, last signification.

قَصَصٌ: see قَصٌّ, first signification.

A2: See also قِصَّةٌ.

A3: See also قصٌّ, again, second and third significations.

قَصَاصٌ: see قُصَاص.

قُصَاصُ الشَّعَرِ and ↓ قِصَاصُهُ and ↓ قَصَاصُهُ, (S, M, A, Mgh, K,) of which three forms the first is the most common, (S,) The part where the growth of the hair terminates, (As, S, M, A, * Mgh, K,) in the fore part and the hind part (As, S, M) of the head; (M;) or in the fore part or the hind part; (K;) or in the fore part of the head and around it; (A;) or in the fore part of the head or around it; (Mgh;) or in the middle of the head: (TA:) or the extremity of the back of the neck: (M, TA:) or the whole circuit [of the hair], behind and before and around; and one says also الشَّعَرِ ↓ قُصَاصَةُ: (TA:) and الشَّعَرِ ↓ مَقَصُّ, of which the pl. is مَقَاصُّ, signifies the same as قُصَاصُهُ; (As, TA;) or the part where it is taken with the scissors: (TA:) القُصَاصُ also signifies the place along which the scissors run in the middle of the head: (M, K:) or the extremity of the back of the neck: (K:) or the part where the growth of the hair terminates (K, TA) in the fore part of the head; or in the fore part and the hind part thereof; as before explained. (TA.) b2: You say also, عَضَّ بِقُصَاصِ كَفَّيهْهِ, meaning, (tropical:) He bit the extremities of his two hands, where they meet together. (A, TA.) قِصَاصٌ: see قُصَاص.

A2: Also, (S, M, Msb, K,) and ↓ قَصَاصَآءُ, (so in a copy of the M, and in the CK, and in a MS copy of the K [in the TA ↓ قُصَاصَآءُ, which I think a mistake,]) and ↓ قِصَاصَآءُ, (M, K,) [the first an inf. n. of 3, q. v.,] i. q. قَوَدٌ; (S, K;) Retaliation, by slaying for slaying, and wounding for wounding, (M, Msb, TA,) and mutilating for mutilating. (Msb.) قَصِيصٌ: see مَقْصُوصٌ: A2: and قِصَّةٌ: A3: and قَصٌّ, third signification.

قُصَاصَةٌ Cuttings, or what is cut off (M, A) with the مِقَصّ, (A,) of hair, (Lh, M, A,) and of the unwoven end, or extremity, of a garment, or piece of cloth. (M.) b2: See also قُصَاص.

قَصِيصَةٌ A camel, (M, K,) or horse, or the like, (M,) with which one follows, or follows after, (M, K,) footsteps, (M,) or the footsteps of travellingcamels: (K:) pl. قَصَائِصُ. (Ibn-'Abbád, TA.) A2: See also قِصَّةٌ, in two places.

قَصَاصَآءُ, or قُصَاصَآءُ, and قِصَاصَآءُ: see قِصَاصٌ.

قَصَّاصٌ: see قَصٌّ, last signification.

قَصْقَصٌ: see قَصٌّ, second and third significations.

قَاصٌّ A relater of a story or narrative (K, TA) in its proper course; as though he followed its meanings and expressions; or of stories, or narratives; as some say, because he pursues story after story: (TA:) pl. قُصَّاصٌ. (A, TA.) b2: And One who recites, or delivers, the kind of discourse termed خُطْبَة. (TA.) أَقَاصِيصُ: see قِصَّةُ.

مَقَصُّ الشَّعَرِ: see قُصَاص.

مِقَصٌّ A مِقْرَاض [or single blade of scissors or shears], (S, A, K,) with which one cuts, or clips, or shears; (TA;) one of the things whereof a pair is called مِقَصَّانِ: (S, K:) or مِقَصَّانِ signifies the thing with which one cuts hair [&c.]; and has no sing., accord. to the lexicologists, though Sb assigns to it a sing.: (M:) some say, that the use of the sing. is a mistake of the vulgar: (MF:) the pl. is مَقَاصُّ. (A, TA.) مُقَصَّصٌ: see مَقْصُوصٌ, in two places.

A2: A tomb plastered with قَصّ [or gypsum]: and in like manner مُقَصَّصَةٌ applied to a city (مَدِينَة). (M, TA.) مَقْصُوصٌ Cut, clipped, or shorn; applied to hair [&c.]; as also ↓ قَصِيصٌ: (M, TA:) and to a wing; as also ↓ مُقَصَّصٌ. (A.) مَقْصُوصُ الخَنَاحِ A bird having the wing clipped. (S.) and ↓ مُقَصَّصٌ Having the forelocks clipped, or shorn. (Meyd, in Golius.)
قص: قص: جز، اجتز، جلم، (هلو).
قس: عرض، شرح، وضح، بين، فسر. ففي النويري (أفريقية ص47 ق): فقص عليهم عبد الله عقائد الإسلام وقواعده. وقد وردت الكلمة في نفس المعنى فيما يظهر مع المصدر قص عند ابن البيطار (1: 20): وأورد فيه ما أوردته عنه فيما تقدم نصا وقصا.
قص، والمصدر قصص: حكى في المساجد أو في الطريق سيرا من التوراة أو من الأساطير القديمة الممتعة المسلية وهي مختلفة أحيانا. وقد ظهر القصاص (جمع قاص) منذ صدر الإسلام. وكان ذوو الوقار والرصانة من الرجال ينكرون عليهم ما يفعلون وذلك لأنهم كانوا يضعون الأحاديث. غير أن جمهور الناس كانوا يستمعون إليهم ويصغون لهم بسرور وشغف. وكان ذوو السلطان يعتبرونهم في عداد المنجمين والكهان ويتخذون ضدهم أحيانا تدابير قاسية.
ومع ذلك فإن الفعل قص أصبح يدل شيئا فشيئا على معنى بشر وعلم الدين وألقى موعظة، صار مرادفا لكلمة ذكر ووعظ. ويقال: قص على فلان. (أماري ص196) وانظر (زيشر 28: 32 رقم 2، معجم البلاذري ص 00 - 90، معجم الطرائف).
قص إلى: قصد إلى، اتجه إلى. (فوك).
قص وقص من والمصدر قصاص: وضع في الحساب شيئا ليحل آخر. (معجم البلاذري).
قصص اشعر: قصه، قطعه بالمقص (محيط المحيط، فوك، الكالا وفيه مقصص).
قصص: قاص، عاقب. (هلو).
قصص الابريسم: يظهر أن لها معنى لا أدري ما هو. ففي ابن البيطار (1: 7) مادة ابريسم: أجوده أنعمه وأنقاه واستعماله يكون محرقا وصفة حرقة بأن يجعل في قدر حديد ويطبق رأسها بطبق مثقب ثم يجعل على النار ولو كان أمكن استعماله مقصصا لكان أبقى لقوته.
قاصص فلانا، وقاصص ب: أدخل ووضع في حسابه (معجم البلاذري).
قاصص: عوض. (هلو) ومقاصة: تعويض. (فان دنبرج ص 111).
قاصص: قاص، عاقب. (بوشر).
قاصص: انقص، نقص. (هلو).
تقصص (الشعر): قطع. (فوك).
تقصص: كان مقصوصا ومجزوزا (المعجم اللاتيني- العربي).
تقاصص. يتقاصص لأجل ذنبه: يعاقب بسبب ذنبه. وتقاصص لأجل الغير: عوقب بدل الآخرين. عوقب وحده بسبب ذنب عام (بوشر).
اقتص: أخذ القصاص، أخذ بثأره. (الكالا).
قص: فسرت في معجم المنصوري بالخرزات الصغار التي فيوسط الصدر ويرتكز فيها أضلاع الصدر العليا من قدام.
قص: محكي، مروي. (بوشر).
قصة: قص الشعر واجتزازه، جلم (بوشر).
قصة: نوع من النسيج (شيرب) وهو نسيج صوفي رقيق ينسج في مدينة بارج الفرنسية ويسمى بارج.
قصة: عريضة، طلب، التماس، استرحام. 0مملوك 1، 1: 236، معجم البيان، معجم أبو الفدا).
ومنها سمى القصة دار، وهو موظف يتولى استلام العرائض والطلبات والالتماسات والاسترحام طوال أيام الأسبوع ليحملها يوم الجمعة إلى مجلس السلطان إذا أراد السلطان أن يجلس في هذا اليوم لمقابلة العامة. ولهذه الوظيفة أهمية وشأن كبير. (مملوك 1، 1: 237).
قصة: خصلة شعر، شعر الناصية. شعر مقدم الرأس (بوشر).
قصة الماس: حلية طويلة من الماس والذهب تضعها المرأة على جبينها. (لين عادات 2: 231، 399).
قصاص: النحلي، قوطس (تمنش). بوشر، برجرن ص846، ابن البيطار 2: 304، ولم تضبط الكلمة في معجم بوشر ولا في مخطوطة ب من ابن البيطار غير أن على هامشها قصاص وكذلك عند سونثيمر وفي مخطوطة 1: قصاص غير أن اللغويين العرب ينطقونها قصاص كما هي عند (برجرن).
قصاص: عقاب، عقوبة، جزاء (بوشر).
قصاص: غرامة نقية. (بوشر).
قصاص: ردع، زجر، قمع. (بوشر).
قصاص، والواحدة قصاصة: قرمة، قراضة والجمع: قصاصات. (المجلة الآسيوية 1850، 1: 244 - 245).
قصاصي: عذاب مؤلم، عقوبة مؤلمة (بوشر).
قصاصي: تأديبي، (بوشر).
قصاص: جزاز. (بوشر، محيط المحيط).
قصاص: ماهر في تتبع أثار الأقدام (معجم ابن جبير).
قصاص: شرطي. (ألف ليلة برسل 7: 312).
فقصاص إذن= قاص.
قصاص: مؤرخ. (الكالا).
قصاص: جبس، جبسين. ففي المستعيني: جبسين: هو الجص والجص وهو الشيد وهو القص والقصة والقصاص والجصاص. ولم تضبط قصاص بالشكل في مخطوطاتنا. والشدة في جصاص في مخطوطة ن.
قاص وجمعه قصاص. (انظر مادة قص).
قاصوصة: عند العامة من القصب لها أذنان كالسل. (محيط المحيط).
مقص: اسم مكان من قص بمعنى قطع، وبمعنى تتبع الأثر. (معجم مسلم).
مقص: مقراض، جلم، وجمعه مقصات. (بوشر).
مقص: مقراض الشمعة (الكالا) وفيه مكاس، والجمع مكيسات. وفي معجم بوشر: مقص الشمعة.
مقص: انظر مقص في حرف الميم.
مقصص: مؤرخ. (الكالا).
مقصص: تاريخي. 0الكالا).
مقصوص، والجمع مقاصيص: خصلة شعر أصلها من الصدفين (بوشر). والنساء يحلقن بهذه الخصلة من الشعر فيقلن: وحياة مقصوصي. (ألف ليلة 3: 429، لين عادات 1: 60).

غبي

(غبي)
الشَّيْء عَن فلَان وَعَلِيهِ وَمِنْه غبا وغباء وغباوة خَفِي عَلَيْهِ فَلم يعرفهُ وَفُلَان الشَّيْء وَعنهُ جَهله وَلم يفْطن إِلَيْهِ فَهُوَ غبي (ج) أغبياء وَيُقَال لَا يغبى عَليّ مَا فعلت لَا يخفى وادخل فِي النَّاس فَإِنَّهُ أغبى لَك أخْفى
غ ب ي : الْغَبِيُّ عَلَى فَعِيلٍ الْقَلِيلُ الْفِطْنَةِ يُقَالُ غَبِيَ غَبًى مِنْ بَابِ تَعِبَ وَغَبَاوَةً يَتَعَدَّى إلَى الْمَفْعُولِ بِنَفْسِهِ وَبِالْحَرْفِ يُقَالُ غَبِيتُ الْأَمْرَ وَغَبِيتُ عَنْهُ وَغَبِيَ عَنْ الْخَبَرِ جَهِلَهُ فَهُوَ غَبِيٌّ أَيْضًا وَالْجَمْعُ الْأَغْبِيَاءُ. 
الْغَيْن وَالْبَاء وَالْيَاء

الغبية: الدفعة الشَّدِيدَة من الْمَطَر. وَقيل: المطرة لَيست بالكثيرة. قَالَ:

فصوبته كَأَنَّهُ صوب غبية ... على الامعز الضاحي إِذا سيط احضرا

والغبية: صب كثير من مَاء وَمن سياط. عَن ابْن الاعرابي، وانشد:

إِن دَوَاء الطامحات السّجل

السَّوْط والرشاء ثمَّ الْحَبل

وغبيات بَينهُنَّ هطل

وَأَنا أرى ذَلِك على التَّشْبِيه بغبيات الْمَطَر.

وَجَاء على غبية الشَّمْس: أَي غيبتها " على الْقلب ".

وشجرة غبياء: ملتفة.

وغصن اغبى: كَذَلِك.

والغبي: الْجَاهِل، مِنْهُ، عِنْد الْفَارِسِي.

وقوا قيس بن ذريح: وَكَيف يصلى من إِذا غبيت لَهُ ... دِمَاء ذوى الذمات والعهد طلت

لم يُفَسر ثَعْلَب " غبيت لَهُ ".
باب الغين والباء و (وا يء) معهما غ ب ي، ب غ ي، وغ ب، ب ي غ، وب غ، ب وغ، غ ي ب مستعملات

غبي: غَبِيَ فلانٌ غَباوةً فهو غَبِيٌ، إذا لم يَفْطُنْ للخِبِّ، وهو الجَرْبزةُ. بغي: بَغَى بِغاءً، أي: فَجَر، وهو يَبْغي. والبِغْيةُ: نقيض الرِّشْدة، في الولد، يقال: هو ابن بغيةٍ، قال:

لدى رشدةٍ من أُمِّهِ أو لبِغيْةٍ ... فيَغْلِبُها فحل على النسل منجب

وابن رِشْدة إذا كان من ماء صاف. والبِغْية من الزِّنَى. والبُغيةُ: مصدر الابتغاء، [تقول] . هو بُغْيَتي، أي: طَلِبتي وطِيَّتي . وبَغَيْتُ الشّيء أَبغيه بُغاء. وابتغيته: طلبته. وتقول: لا ينبغي لك أن تَفْعلَ كذا، وما انبغى لك، في الماضي، أي: ما ينبغي. والبَغْيُ في عَدْوِ الفَرَس: اختيالٌ ومَرَحٌ، وإنّه ليَبَغْي في عَدْوه. ولا يقال: فرسٌ باغٍ. والبَغْيُ: الظُّلْمُ. والباغي: الظالم. والبغايا: الجواري. والبغايا: الطلائع. الواحدة: بَغِيّةٌ أيضا. [ويقال: إنك عالم ألاّ تُباغَ، ولا تُباغا ولا تُباغوا، ولا تباغي وفي لغةٍ: ولا تُباغَوْا، وفي الأثنين: ولا تُباغيَا، وفي الواحد: ولا تُباغَ. يقال: معناها لا يباغيك أحد. وقال آخر: أي: لا تُصِبْك عين، على الدعاء. وتقول: لا تبغّت بك عين، يعني: لا ينازعك أحدٌ، فيبغي عليك، أي قد سلم لك فلا تنازع] .

وغب: الوَغْبُ: الجمل الضَّخْمُ الشديد، قال:

أَجَزْتُ حِضْنَيْهِ هِبَلاً وَغْبا

وقد وَغُبَ وغُوبة و [وَغابة] . وأَوْغابُ البيتِ: أَسْقاطُه.

بيغ: البَيْغُ: ثؤورُ الدّم وفَوْرته حتى يظهرَ في العروق، وقد تَبَيَّغ به الدَّم.

وبغ: الوَبَغُ: داءٌ يأخذُ الإِبل، فترى فساده في أدبارها.

بوغ: البَوْغاءُ: التُرابُ الهابي في الهواء. وطاشةُ الناس، وحَمْقاهم وسَفِلَتُهم هم البَوْغاء والغَوْغاء.

غيب: الغِيبةُ: من الاغْتيابِ، والغَيْبةُ من الغَيْبُوبة. وأغابتِ المرأة فهي مُغيبةٌ، إذا غاب زوجها. والغابةُ: الأَجَمة. والغَيْبُ: الشّكُ. وكلُّ شيء غَيَّب عنك شيئاً فهو غَيابةٌ.
غبي
: (ي ( {الغَبْيَةُ: المَطْرَةُ غيرُ الكثيرَةِ) ؛) وَفِي الصِّحاح: ليسَتْ بالكثيرَةِ، وَهِي فَوْقَ البَغْشَةِ.
(أَو) هِيَ (الدُّفْعَةُ الشَّديدَةُ) مِن المَطَرِ.
(و) أَيْضاً: (الصَّبُّ الكَثيرُ مِن الماءِ؛ و) أَيْضاً مِن (السِّياطِ) .
(قالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُ على التَّشْبيهِ} بغَبَيات المَطَرِ، قالَ الراجزُ: إنَّ دَواءَ الطامِحاتِ السَّحْلُ السَّوْطُ والرِّشاءُ ثمَّ الحبْلُ {وغبَياتٌ بَيْنَهُنَّ هَطْلُ وَفِي الصِّحاح: بَيْنَهُنَّ وَبْلٌ.
(و) الغَبْيَةُ (من التُّرابِ: مَا سَطَعَ من غُبارِه) ؛) قالَ الأعْشى:
إِذا حالَ من دُونها} غَبْيةٌ
من التُّرْبِ فانْجال سِرْبالُها ( {كالغِباءِ) ، ككِساءٍ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ بالفَتْح، وَهُوَ شَبِيهٌ بالغَبَرةِ تكونُ فِي السَّماءِ.
وقيلَ:} الغِباءُ هُوَ التُّرابُ الَّذِي يُسَدُّ بِهِ فَمُ البِئْرِ على الغَطاءِ.
(وشجرةٌ {غَبْياءُ: مُلْتَفَّةٌ؛ وغُصْنٌ} أَغْبَى) كَذَلِك.
( {والتَّغْبِيَةُ: السَّتْرُ) .) يقالُ:} غَباهُ عَن الشيءِ أَي سَتَرَهُ.
(و) أَيْضاً: (تَقْصيرُ الشَّعَرِ) .) يقالُ: {غَبَّى شَعَرَهُ إِذا قَصَّر مِنْهُ؛ لُغَةٌ لعبْدِ القَيْسِ، وَقد تكلَّم بهَا غيرُهُم.
قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا بأنَّ أَلِفَها ياءٌ لأنَّها لامٌ والَّلامٌ ياءٌ أَكْثَر مِنْهَا واواً.
(و) قيلَ:} تَغْبِيَةُ الشَّعَر: (اسْتِئْصالُهُ) بالمرَّةِ.
(وجاؤُوا على غَبْيَةِ الشمسِ: أَي غَيْبَتها) .
(قَالَ ابنُ سِيدَه: أُراهُ على القَلْبِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{أَغْبَتِ السَّماءُ فَهِيَ} مُغْبِيَة: أَمْطَرَتْ مَطَراً ليسَ بالكَثيرِ.
{والغَبْيَةُ: الجَرْيُ الَّذِي يَجِيءُ بعْدَ الجَرْيِ الأوَّل على التَّشْبِيهِ.
وقالَ أَبو عبيدٍ: الغَبْيَةُ كالزَّبْيَةِ فِي السَّيْر.
وحَفَرَ} مُغَبَّاةً: أَي مُغَطَّاة. ودَفَنَ لي فلانٌ {مُغَبَّاةً ثمَّ حَمَلَني عَلَيْهَا، وَذَلِكَ إِذا أَلْقاكَ فِي مَكْرٍ أَخْفَاهُ.
وحكَى الأصْمعي عَن بعضِهم: الحُمَّى فِي أُصُولِ النَّخْلِ، وشَرُّ} الغَبَياتِ غَبْيَة النَّبْل.
{وغَبَّى البِئْرَ: غَطَّى رأْسَها ثمَّ جَعَلَ فَوْقَها تُراباً.
} والمُغَبَّاةُ: المُغَوَّاةُ زِنَةً ومَعْنًى.
{والأغْباءُ:} الأغْبِياءُ جَمْعُ {غَبِيَ، كيَتِيمٍ وأيْتامٍ؛ عَن ابنِ الْأَثِير.
غبي
غبِيَ/ غبِيَ على/ غبِيَ عن/ غبِيَ من يَغبَى، اغْبَ، غَبَاءً وغَبَاوةً، فهو غَبِيّ، والمفعول مَغْبِيّ (للمتعدِّي)
• غبِي الولدُ: ضعُف عقلُه "تلميذٌ غَبِيّ".
• غبِي فلانٌ الأمرَ: جهِله ولم يَفطِن إليه "كلامه يدلّ على غباء نادر- يا لها من غباوة: من غَفْلة- حقيقةٌ مغبيَّة بالنسبة لك- شخصٌ غبيّ يجلب الحطبَ إلى الغابة".
• غبِي الخبرُ على فلان/ غبِي الخبرُ عنه/ غبِي الخبرُ منه: جهِله، خفِي عليه فلم يعرفه "غبِي عليه نبأُ المؤامرة" ° لا يغبَى عليّ ما فعلت: لا يخفَى. 

استغبى يستغبِي، استغْبِ، استغباءً، فهو مُستغبٍ، والمفعول مُستغبًى
• استغبى تلميذًا: وجده غبيًّا، أي جاهلاً قليل الفِطْنة، عامله معاملةَ الأغبياء "استغبيته أثناء ردِّه على السؤال- لا تكن مستغبيًا لمبتدئ؛ فقد يأتي اليوم الذي يفوقك فيه- عامله باستغباء". 

تغابى/ تغابى عن يتغابى، تغابَ، تغابيًا، فهو مُتغابٍ، والمفعول مُتغابًى (للمتعدِّي)
• تغابى الشَّخصُ: تغافل، تظاهر بالغباء أو الجهل وقلة الفطنة "ليس غبيًّا ولكن يتغابى حتى لا يعاقب على فعلته".
• تغابى مسئوليَّتَه/ تغابى عن مسئوليَّته: تغافل عنها "تغابى عن موعدِه- تغابَى الكسولُ عن واجبه- ليس الغبيُّ بسيِّدٍ في قومه ... لكنَّ سيّد قومه المتغابي". 

استغباء [مفرد]: مصدر استغبى. 

تغابٍ [مفرد]: مصدر تغابى/ تغابى عن. 

غَباء [مفرد]:
1 - مصدر غبِيَ/ غبِيَ على/ غبِيَ عن/ غبِيَ من.
2 - عدم الفطنة والذَّكاء، عكسه ذكاء. 

غبَاوة [مفرد]: مصدر غبِيَ/ غبِيَ على/ غبِيَ عن/ غبِيَ من ° فلانٌ ذو غباوة: تخفى عليه الأمور. 

غَبْوَة [مفرد]: ج غَبَوات وغَبْوات: غَفْلَة "إِنّ في صاحبك لغَبْوَة". 

غَبيّ [مفرد]: ج أغبياءُ، مؤ غبيّة، ج مؤ غبيّات وأغبياءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غبِيَ/ غبِيَ على/ غبِيَ عن/ غبِيَ من: جاهل، قليل الفِطنة، عكسه ذكيّ "ما أصعب عِشْرةَ الغبيّ". 

مُتغابٍ [مفرد]: اسم فاعل من تغابى/ تغابى عن. 

مُستَغْبٍ [مفرد]: اسم فاعل من استغبى. 

مَغْبيّ [مفرد]: اسم مفعول من غبِيَ/ غبِيَ على/ غبِيَ عن/ غبِيَ من. 

غبي


غَبِيَ(n. ac. غَبًا [ ]غَبَاوَة [] )
a. [acc.
or
'An], Was ignorant of; failed to understand.
b. ['Ala
or
Min], Was unknown to; was hidden from; was
unintelligible to.
c. [pass.
غُبِيَ ] [ coll. ], Swooned, fainted.
غَبَّيَa. Covered, hid, concealed.
b. Shortened, cut his hair.

أَغْبَيَa. Rained heavily.

تَغَبَّيَa. see X
تَغَاْبَيَ
a. ['An], Was heedless, unmindful of, neglected.
b. Feigned stupidity.

إِسْتَغْبَيَa. Deemed stupid, unintelligent.

غَبِو a. [ coll. ], Fog, mist, haze.

غَبْوَة []
a. Negligence, neglectfulness, carelessness, heedlessness
inadvertence, unmindfulness; forgetfulness; nonchalance.

غَبْيَة [] (pl.
غَبَيَات)
a. Heavy shower, downpour.
b. Dustcloud.
c. Setting ( of the sun ).
غُبْوَة []
a. see 1tU
غَبَاة []
a. Stupidity.

أَغْبَى []
a. Tangled, bushy (tree).
غَبَآء []
a. Hidden.

غَبَاوَة []
a. Ignorance; foolishness, folly, stupidity.

غَبِيّ [] (pl.
أَغْبِيَآء [] )
a. Foolish, stupid; heedless, careless; forgetful; idiot
stupid, simpleton.

هم

(هم)
بِالْأَمر هما عزم على الْقيام بِهِ وَلم يَفْعَله ولنفسه طلب واحتال وَالْأَمر فلَانا أقلقه وأحزنه وَالشَّيْء أذابه يُقَال هم الشَّحْم وهمت الشَّمْس الثَّلج وَيُقَال هم السقم جِسْمه أذهب لَحْمه وأضناه وهم الغزر النَّاقة جهدها وَاللَّبن حلبه والحية الرجل عضته وَيُقَال هَمت السوسة الْحبّ وَنَحْوه أكلت لبابه وخشاش الأَرْض هما وهميما ذبت وَمِنْه الهامة

(هم) همومة وهمامة صَار هما
هـم
هُمْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ضمير رفع منفصل لجمع المذكَّر الغائب " {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} - {وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} ".
2 - ضمير متَّصل لجمع المذكر الغائب، يكون في محلّ نصب مع الفعل، وفي محلّ رفع أو جرّ مع الاسم، وفي محل نصب أو جرّ مع الحرف " {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} - {أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لاَ يَشْعُرُونَ} ". 
الهاء والميم
هم
الهَمُّ: ما هَمَمْتَ به في نَفْسِك.
والهَمُّ. الحُزْنُ، أهَمَّني الأمْرُ. ويقولون: " هَمُّكَ ما هَمَّكَ " أي هَمُّكَ ما عناكَ. وهَمَّكَ - أيضاً -: أذابَكَ. والهِمَّةُ: ما هَمَمْتَ به من أمْرِ لِتَفْعَلَه. وكذلك الهَمَّة. ويقولون في المَثَل: تَهُمُّ ويُهَمُّ بكَ عند التَّزْهيد والتَّعْيِيِر بُطول الأمل. والمُهِمّاتُ: الأُمور الشِّدَادُ. والهُمَامُ: المَلِكُ، لِعُظْم هِمَّتِه. ويقولون: لا يَكادُ ولا يَهُمُّ، ولا هَمّاً، ومَهَمَّةً. والهَمِيْمُ: دَبيبُ هَوَامِّ الأرض، نحو الحَيّات والعَقارِب، لأنها تَهِمُّ أي تَدِبُّ. والهَمّام: النَّمّامُ، لأنه يَهْمُّ بالنَّمِيْمَةِ أي يَدِبُّ.
وفي المثل: أدْركي القُوَيِّمَةَ لا تأْكُلُها الهُوَيِّمَةُ الهُوَيِّمَةُ تصغير الهامَّةِ، والقُوَيِّمَةُ الصَّبِيُّ الذي يَقُمُّ كلَّ شَيْءٍ. والانْهِمَامُ: ذَوَبانُ الشَّيْءِ واسْتِرْخاؤه، كانْهِمام البُقُولِ إذا طُبِخَتْ. وهامُوْمٌ من الشَّحْمِ: كثيرُ الإهَالةِ. والمُنْهَمُّ: المَهْزُوْلُ. وهَمَمْتُها بالحَلَبِ. أذْهَبْتَ طِرْقَها. والهَمْهَمَةُ: تَرَدُّدُ الزَّئيِر في الصَّدْرِ من الهَمِّ والحُزْنِ. ونَحْوُ أصواتِ الفيَلَةِ والبَقَرِ. ويُقال للقَصَب إذا هَزَّتْه الرِّيُح: إنَّه لَهِمْهِيْمٌ. وهَمّامٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وسَحَابَةٌ هَمُوْمٌ: صَبّابَةٌ بالمَطَر، والهَمِيْمَيُة منه. والهِمُّ: من المطر. والهِمُّ: الشَّيْخُ الفاني، وقَوْمٌ أهْمَامٌ، ونساءٌ هَمَائمُ. وأهَمَّ الشَّيْخُ فهو مُهِمٌّ.
وقَدَحٌ هِمٌّ: انْكَسَرَ. وعَكَرٌ هُمْهُوْمٌ: لجَماعة الإبل. وقَرَبٌ هَمْهامٌ: شَديدٌ. ويقولون: لا هَمَام لي: أي لا أهُمُّ. وجاء زيدٌ هَمَامِ: أي يُهَمْهِمُ. وإِذا قيل: أبَقِيَ عندكم شَيْءٍ؟ قالوا: هَمْهَامِ. وهَمَّمَتِ الدابَّةُ بصاحِبِها من الأُنْسِ به، كقولهم: الحُمُرُ تَتَفالى من الأُنْس.
وجاء مُتَهَمِّماً للخَبَرِ: أي مُتَجَسِّساً. ونِعْمَ الهامَّةُ هذا: يَعْني الفَرَسَ. ويُقال لليَوْم الثالثِ من البَرْد: هَمّامٌ، لأنَّه يَهُمُّ بالبَرْد ولا بَرْدَ.
باب الهاء مع الميم هـ م، م هـ مستعملان

هم: الهَمُّ: ما هَمَمْتَ به في نفسك. تقول: أهمَّني هذا الأمر. والهَمُّ: الحزن. والهمّةُ: ما هَمَمْتَ بهِ من أَمْرٍ لتَفْعَلَهُ. يُقالُ: إنّه لعَظيمُ الهِمَّةِ، وإنّه لصغيرُ الهِمَّةِ. ويُقال: أهمّني الشّيء، أي: أحزنني. وهَمَّني، أذابَني . والمُهْمّاتُ من الأمور: الشَّدائد. والهُمامُ: الملِكُ لعِظَم هِمّته. وتقول: لا يَكاُد ولا يَهُمُّ كودا ولا هما ولا مَهَمَّةً ولا مَكادةً. والهَميمُ: دبيبُ هوامِّ الأرض. والهَواُّم: ما كان من خَشاشِ الأَرْض، نحو العقاربِ وشِبْهِها، الواحدةُ: هامّة، لأنّها تَهِمُّ، أي: تَدِبُّ. والانهمامُ في ذَوَبان الشّيءِ واستِرخاِئِه بعد جموده وصلابته، مثل الثَّلْج إذا ذاب. تقول: قد انهمَّ. وآنهمّتِ البقولُ إذا طبخت في القدر. والهامومُ من الشَّحمِ كثيرُ الإِهالة. قال:

وآنْهَمَّ هامُومُ السَّديفِ الواري

والهَمْهَمَةُ: نحو أصوات البقَر والفِيَلةِ وأَشباه ذلك. والهَمْهَمَةُ: تردُّدُ الزئير في الصَّدْر من الهمِّ والحُزن. ويقال للقَصَب إذا هزَّتْه الرّيح: إنّه لَهْمُهوٌم، ويُقال للحمارِ إذا ردَّد نَهيقَهُ في صدرِه، إنّه لَهِمْهيمٌ. قال:

خَلَّى لها سِرْبُ أُولاها وهيّجها ... ومن خلفها لاحق الصقلين همهيم

وأَحَبُّ الأَسماء إلى اللهِ: عبدُ الله وهمّام [لأنه ما من أحدٍ إلاّ ويَهُمُّ بأمر من الأمور، رشَدَ أو غَوَى] . ويقال: هو يَتَهَمَّم رأسَه، أي: يفليه. وسحابةٌ هَموم، أي: صبّابةٌ للمَطَر. والهِمُّ: الشَّيخ الفاني.

مه: مَهْ: زجرٌ ونهيٌ. ومَهْمَهْتُ قلتُ لهُ: مَهْ مَهْ. والمَهْمَهُ: الخَرْقُ الواسعُ الأَملسُ. [وأمّا مهما فإن أصلها: ما ما، ولكن أبدلوا من الألف الأولى هاء ليختلف اللفظ. ف (ما) الأولى هي (ما) الجزاء، و (ما) الثانية هي التي تزاد تأكيداً لحروف الجزاء مثل أينما ومَتَى ما وكيفما. والدليل على ذلك أنّه ليس شيء من حروف الجزاء إلا و (ما) تزاد فيه. قال الله [تعالى] : فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ الأصل: إن تثقفهم ... ] . 
الْهَاء وَالْمِيم

الهَمُّ: الْحزن، وَجمعه هُمُومٌ.

وهَمَّه الْأَمر هَمًّا ومَهَمَّةً، وأهَمَّه فاهتمَّ، واهتمَّ بِهِ.

وَلَا هَمامِ لي، مَبْنِيَّة، أَي لَا أُهَمُّ، قَالَ الْكُمَيْت:

عادِلاً غَيرَهم مِن النَّاس طُراًّ ... بهِمُ لَا هَمامِ لي لَا هَمامِ

والمُهِمَّات من الْأُمُور: الشدائد المحــزنة، وهَمَّهُ السقم يَهُمُّه هَمًّا: أذابه وأذهب لَحْمه، وَمثل للْعَرَب: " هَمَّكَ مَا أهَمَّك " أَي أذابك مَا أحزنك.

وهَمَّ الشَّحْم يَهُمُّه هَمًّا: أذابه، وانهمَّ هُوَ.

والهامومُ: مَا أذيب من السنام، قَالَ العجاج:

وانْهَمَّ هامومُ السَّديفِ الوارِي

عَن جَزَرٍ منهُ وجَوْزٍ عارِي

أَي ذهب سمنه.

وهمَّ الغزر النَّاقة يَهُمُّها هَمًّا: جهدها كَأَنَّهُ أذابها.

واْنهَمَّ الْبرد: ذاب، قَالَ:

يَضْحَكنَ عَن كالبَرَدِ المُنهَمِّ

والهُمامُ: مَا ذاب مِنْهُ، وَقيل: كل مذاب مَهمومٌ، وَقَوله:

يُهَمُّ فِيهَا القَومُ هَمَّ الحَمِّ

مَعْنَاهُ: يسيل عرقهم حَتَّى كَأَنَّهُمْ يذوبون.

وهَمَّ بالشَّيْء يَهُمُّ هَمًّا: نَوَاه وعزم عَلَيْهِ.

والهَمُّ: مَا هَمَّ بِهِ فِي نَفسه.

والهِمَّةُ: مَا هَمَّ بِهِ من أَمر ليفعله.

وانه لبعيد الهِمَّةِ والهَمَّةِ.

والهُمام: اسْم من أَسمَاء الْملك لعظم هِمَّته، وَقيل: لِأَنَّهُ إِذا هَمَّ بِأَمْر أَمْضَاهُ لَا يرد عَنهُ، بل ينفذ كَمَا أَرَادَ، وَقيل: الهُمامُ: السَّيِّد الشجاع السخي، وَلَا يكون ذَلِك فِي النِّسَاء.

والهُمامُ: الْأسد، على التَّشْبِيه.

وَمَا يكَاد وَلَا يَهُمُّ كودا وَلَا مكادة، وهَمّا وَلَا مَهَمَّةً.

والهِمَّةُ: الْهوى.

وَهَذَا رجل هَمُّك من رجل، وهِمَّتُك من رجل: أَي حَسبك.

والهِمُّ: الشَّيْخ الْبَالِي، وَجمعه أهمامٌ، وَحكى كرَاع: شيخ هِمَّةٌ، بِالْهَاءِ، وَالْأُنْثَى هِمَّة، وَالْجمع هِمَّاتٌ وهَمائمُ، على غير قِيَاس، والمصدر الهُمومَة والهَمامَةُ، وَقد انْهَمَّ، وَقد يكون الهِمُّ والهِمةُ من الْإِبِل، قَالَ:

ونابٌ هَّمةٌ لَا خيرَ فِيهَا ... مُشَرَّمَةُ الأشاعِرِ بالمَدارِي

والهامَّةُ: الدَّابَّة، ونِعَم الهامَّةُ هَذَا، يَعْنِي الْفرس، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَا رَأَيْت هامَّةً أحسن مِنْهُ، يُقَال ذَلِك للْفرس وَالْبَعِير، وَلَا يُقَال لغَيْرِهِمَا. والهَوَامُّ: مَا كَانَ من خشَاش الأَرْض، واحدتها هامَّةٌ، وهَمِيمُها: دبيبها، قَالَ سَاعِدَة:

تَرى أَثْرَه فِي صَفحَتْيِهِ كأنهُ ... مَدارِجُ شِبْثانٍ لهنَّ هَمِيم

وَقد هَمَّتْ تَهِمُّ.

وتَهَمَّمَ الشَّيْء: طلبه.

والهَميمَةُ: الْمَطَر الضَّعِيف.

والتَّهميمُ: نَحوه، قَالَ ذُو الرمة:

مَهْطولةٌ مِن رِياضِ الخٌرْجِ هَيَّجَها ... مِن لَفّ سارِيَةٍ لَوثاءَ تَهميمُ

وسحابة هَمُوم: صبوب للمطر.

والهَميمَةُ من اللَّبن: مَا حقن فِي السقاء الْجَدِيد ثمَّ شرب وَلم يمخض.

وتَهَمَّم رَأسه: فلاه.

وهَمَّمتِ الْمَرْأَة فِي رَأس الرجل: فلته.

وَهُوَ من هَمَّاتِهم، أَي خشارتهم، كَقَوْلِك من خَمَّانِهم.

وهَمَّامٌ: اسْم رجل.

والهَمهَمة: الْكَلَام الْخَفي، وَقيل: الهَمهمة: تردد الزئير فِي الصَّدْر من الْهم والحزن.

والهَمهَمةُ: نَحْو أصوات الْبَقر والفيلة وَأَشْبَاه ذَلِك.

والهَماهِمُ: من أصوات الرَّعْد، نَحْو الزَّمازم.

والهَمهَمَةُ: الصَّوْت الْخَفي، وَقيل: صَوت مَعَه بحح.

وقصب هُمْهُومٌ: مصوت عِنْد تهزيز الرّيح.

وعكر هُمهومٌ: كثير الْأَصْوَات. قَالَ:

جاءَ يَسوقُ العَكَرَ الهُمهُوما ... السَّجْوَرِيُّ لَا رَعَى مُسِيما والهُمهُومَة والهَمهامَة: العكرة الْعَظِيمَة.

وحمار هْمهيمٌ: يردد النهيق فِي صَدره، قَالَ ذُو الرمة:

خَلَّى لَهَا سَرْبَ أُولاها وهَيَّجَها ... مِن خَلفِها لاحِقُ الصُّقلَيِنِ هِمهيمُ

والهِمهيمُ: الْأسد، وَقد هَمهَمَ.

قَالَ اللحياني: وَسمع الْكسَائي رجلا من بني عَامر يَقُول: إِذا قيل لنا: أُبْقِي عنْدكُمْ شَيْء؟ قُلْنَا: هَمهامْ وهَمهامْ، أَي لم يبْق شَيْء، قَالَ:

أوْلَمْتَ يَا خِنَّوْتُ شَرّ إيلامْ ... فِي يومِ نَحسٍ ذِي عَجاجٍ مِظلامْ

مَا كَانَ إِلَّا كاصْطِفاقِ الأقدامْ ... حَتَّى أتِيناهُمْ فَقَالُوا: هَمهامْ
الهم: هو عقد القلب على فعل شيء قبل أن يفعل، من خير أو شر.

هم

1 هَمَّ He purposed, or intended, a thing.

هَمٌّ denotes more than إِرَادَةٌ, and less than عَزْمٌ. (Kull, p. 382.) b2: لَا مَهَمَّةَ وَلَا مَكَادَةَ: see art. كود. b3: هَمَّ بِالشَّىْءِ [He meditated, proposed to himself, purposed, or intended, to do the thing:] he desired to do the thing, (S, Msb,) without doing it; (Msb;) he endeavoured to do the thing. (S.) b4: هَمَّ بِالأَمْرِ He intended the affair. or purposed it; or he desired it. (Mgh.) b5: هَمَّ بِهِ فِى نَفْسِهِ [aor. هَمُّ

] He intended it, meant it, desired it. or determined upon it, in his mind. (TA.) See also a verse cited voce رُتَمٌ. b6: هم بِالبَكَآءِ [He was about, or ready, to weep; like

أَرَادَ البُكَآءَ, and تَهَيَّأَ لِلبُكَآءِ q. v.]. (A, art. جهش, &c.) b7: هَمَّ بالسُّقُوط [It threatened to fall], said of a wall. (S, in art. وهى, &c.) b8: هَمَّهُ and ↓ أَهَمَّهُ It disquieted him; (Msb;) caused him care, or anxiety. b9: لَا يُهِمُّهُ إِلَّا بَطْنُهُ [Nothing causes him care, or anxiety, but his belly]. (S in art. بطن.) 4 أَهَمَّتُ It rendered him anxious; (MA;) disquieted him, and grieved him. (Mgh.) See عَنَاهُ.7 اِنهمَّ

: see a verse cited in art. ب, p. 144.8 اِهْتَمَّ بِالأَمْرِ He was grieved, and disquieted, by the affair, or case: (TA:) you say اِهْتَمَّ لَهُ بِأَمْرِهِ he was grieved for him by his affair, or case. (S.) [He was, or became, anxious, disquieted, or grieved, by it.] b2: He minded, or attended to, the affair: (MA:) undertook, or superintended, or managed, the affair. (Msb.) See عُنِىَ, in art. عنى. b3: اِهْتَمَّ لَهُ He cared for, minded, or regarded, him, or it. (Har, p. 94.) b4: اِهْتَمَّ بَلَدَ كَذَا i. q.

اِعْتَسَّهُ. (TA in art. عس.) هَمَ for هَمَا for أَمَا before an oath: see the last.

هَمٌّ and ↓ هِمَّةٌ Purpose, or intention; syn. أَوَّلُ العَزْمِ and أَوَّلُ العَزِيمَةِ. (Msb.) See Har, p. 345, and a verse cited voce طَلَّاع. b2: Also the ↓ latter, Strong determination or resolution. (Msb.) b3: هَمٌّ An object, or a thing intended or meant or desired or determined upon, in the mind. (K, * TA.) See an ex. voce حَمٌّ and سَمٌّ: you say, هَمُّهُ كَذَا His object is such a thing. b4: هَمٌّ [Anxiety; or disquietude, or trouble, of mind; solicitude; care: or grief, or sorrow:] distress, or disquietude, affecting the heart or mind, by reason of some harm, or annoyance, that is expected to happen; differing from غَمٌّ, which signifies “ distress, or disquietude, affecting the heart or mind, by reason of what has happened: ” or both, as some say, signify the same [namely distress, or disquietude, of mind]: the difference is asserted by 'Iyád and others. (TA in art. غم.) b5: هَمُّهُ بَطْنُهُ [His object of care, or of anxiety, is his belly]. (K in art. بطن.) and لَا هَمَّ لَهُ إِلَّا بَطْنُهُ [He has no object of care, or of anxiety, but his belly]. (TA in that art.) b6: هَمَّكَ مَا هَمَّكَ means هَمَّكَ مَا عَنَاكَ: and هَمَّكَ also signifies اذابك. (JK.) See also Freytag's Arab. Prov. ii. 880.

هِمٌّ A decrepit, old, and weak, or extremely aged. man. (S, Msb, K.) هَمَّةٌ

: see هِمَّةٌ.

هِمَّةٌ A thing that one meditates, purposes, or intends to do; or that one desires to do; or endeavours to do; a purpose; an intention; or an object of desire, or of endeavour; as also ↓ هَمَّةٌ. (JK, K.) b2: هِمَّةٌ [Ambition; particularly of a high kind;] a faculty firmly rooted in the soul, seeking high things, and fleeing from base things. (Ibn-Kemál, in TA.) See بَعِيدُ, and هَمٌّ. b3: هِمَّةٌ [Mind; purpose; aspiration; desire; ambition; enterprise; emprise.] b4: هِمَّةٌ عَالِيَةٌ High purpose; ambition.

هُمَامٌ An aspiring king: (S, K:) a magnanimous, i. e. courageous and liberal, chief. (K.) هَمْهَامٌ A wild bird of the crow kind: see صُرَدٌ.

هَامَةٌ

, pl. هَوَامُّ, Any venomous creeping thing or reptile or the like, that may be killed; such as the scorpion, and the serpent: and (tropical:) a louse; (Mgh:) what has deadly venom; as the scorpion: (Az, Msb:) and sometimes, what is noxious: (Msb:) any reptile or the like, from the louse to the serpent; (AHát, Msb:) but its application to the louse is tropical: (Msb:) any venomous or noxious reptile or the like; such as the scorpion, and the serpent: the like of serpents and scorpions; because they creep (تَهِمُّ, i. e. تَدِبّ). (JK.) مُهِمٌّ A difficult, an arduous, a distressing, or an afflictive affair, or business: syn. أَمْرٌ شَدِيدٌ: (S:) and مُهِمَّاتٌ signifies أُمُورُ شِدَادٌ, (JK,) affairs of difficulty: and, of importance.

بَرَدٌ مُنْهَمٌّ [app. Dissolving hail-stones]. (Mughnee and K, in explanations of كَ.) See a verse in explanation of بِ used redundantly, p. 144.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.