Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: زعم

قرط

قرط



قُرْطٌ

: see قِرَاطٌ.

قِرَاطٌ A lamp, or its lighted wick: syn. مِصْبَاحٌ or شُعْلَتُهُ: (K:) the lighted wick (شُعْلَة) of a lamp; (S;) and so ↓ قُرْطٌ. (L, art. صبح.)
(قرط) الْجَارِيَة ألبسها القرط والسراج نزع مِنْهُ مَا احْتَرَقَ من طرف الفتيلة لتحسن إضاءته والكراث وَنَحْوه فِي الْقدر قطعه وفرسه وضع اللجام وَرَاء أُذُنه عِنْد الركض وَيُقَال قرط الْفرس عنانه وَالْخَيْل حملهَا على أَشد الْحَضَر وعَلى فلَان أعطَاهُ قَلِيلا قَلِيلا وَعَلِيهِ فِي الطّلب شدد (محدثة) وَإِلَيْهِ رَسُولا أنفذه مستعجلا
ق ر ط: (الْقُرْطُ) الَّذِي يُعَلَّقُ فِي شَحْمَةِ الْأُذُنِ وَالْجَمْعُ (قِرَطَةٌ) بِوَزْنِ عِنَبَةٍ وَ (قِرَاطٌ) بِالْكَسْرِ كَرُمْحٍ وَرِمَاحٍ. وَ (قَرَّطَ) الْجَارِيَةَ (تَقْرِيطًا فَتَقَرَّطَتْ) هِيَ. وَ (الْقِيرَاطُ) نِصْفُ دَانِقٍ. وَأَمَّا الْقِيرَاطُ الَّذِي فِي الْحَدِيثِ فَقَدْ جَاءَ تَفْسِيرُهُ فِي أَنَّهُ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ. 
(ق ر ط) : (الْقُرْطُ) وَاحِدُ الْقِرَطَةِ وَالْأَقْرِطَةِ وَهُوَ مَا يُعَلَّقُ فِي شَحْمَةِ الْأُذُنِ (وَبِهِ) سُمِّيَ وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ (قُرْطٍ) الْأَزْدِيُّ وَقِيلَ الثُّمَالِيُّ (وَالْقُرْطَاطُ وَالْقُرْطَانُ) بَرْذَعَةُ ذَوَاتِ الْحَوَافِر عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ (قَرْطَاجَنَّةُ) بِالْفَتْحِ مَدِينَةٌ كَبِيرَةٌ عَلَى سَاحِلِ بَحْرِ الرُّومِ مِمَّا يَلِي إفْرِيقِيَّةَ وَإِنَّمَا أُضِيفَتْ إلَى جَنَّة لِنَزَاهَتِهَا وَحُسْنِهَا.
(قرط) - في حديث أبي ذَرٍّ: "سَتَفْتَحون أَرضًا يُذكَر فيها القِيراطُ، فَاستَوْصُوا بأَهلِها خيرًا فإنَّ لهم ذِمَّةً ورَحِمًا" يعني مصر.
قال الطَّحاوىُّ: ما معناه أن القيراط يذكر بغيرها من البلدان. وقد ورد في حديث تشييع الجنازة، وفي اقتناء الكلب وفي رَعْيِه علِيه الصلاة والسّلام بالقَرَارِيط، والذي ذكر في حديث أبي ذَرٍّ شيءٌ موجودٌ في كلام أهل تلك المدينة، يعني مِصْر يقولون: أَعطيتُ فلانًا قَراريطَ، إذا أَسمعَه ما يَكْرَهُه.
ويقولون: اذْهَب لا أُعْطِيك قَرارِيطَك: سِبَابَك، وإسْمَاعَك المكروهَ، ولا يُوجَدُ ذلك في كلام غيرهم.
ق ر ط : الْقِيرَاطُ يُقَالُ أَصْلُهُ قِرَاطٌ لَكِنَّهُ أُبْدِلَ مِنْ أَحَدِ الْمُضَعَّفَيْنِ يَاءً لِلتَّخْفِيفِ كَمَا فِي دِينَارٍ وَنَحْوِهِ وَلِهَذَا يُرَدُّ فِي الْجَمْعِ إلَى أَصْلِهِ فَيُقَالُ قَرَارِيطُ قَالَ بَعْضُ الْحُسَّابِ الْقِيرَاطُ فِي لُغَةِ الْيُونَانِ حَبَّةُ خُرْنُوبٍ وَهُوَ نِصْفُ دَانِقٍ وَالدِّرْهَمُ عِنْدَهُمْ اثْنَتَا عَشْرَةَ حَبَّةً وَالْحُسَّابُ يَقْسِمُونَ الْأَشْيَاءَ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ قِيرَاطًا لِأَنَّهُ أَوَّلُ عَدَدٍ لَهُ ثُمْنٌ وَرُبْعٌ وَنِصْفٌ وَثُلُثٌ صَحِيحَاتٌ مِنْ غَيْرِ كَسْرٍ.

وَالْقُرْطُ مَا يُعَلَّقُ فِي شَحْمَةِ الْأُذُنِ وَالْجَمْعُ أَقْرِطَةٌ وَقِرَطَةٌ وِزَانُ عِنَبَةٍ. 
ق ر ط

لها قرط وقرطة. وجارةي مقرّطة. وقرّطتها فترّطت. وهو أضوأ من القراط وهو السراج. وكأن أسنّتها القرط. وكأن غراري النصل قراطان. وقرّط السراج: نوره. واقطع قراطة السراج: ما يقطع من أنفه إذا عشيَ. وكسب القراريط شغلكم عن التعلم.

ومن المجاز: قرّط الفرس عنانه وهو أن يرخيه حتى يقع على ذفراه مكان القرط وذلك عند الرّكض. قال:

وقرّطوا الخيل من فلج أعنتها ... مستمسك بهواديها ومصروع

وقرّطت إليه رسولاً: نفّذته مستعجلاً وهو من مجاز المجاز. وعنز قرطاء، وتيس أقرط: ذو زنمتين. وتستحبّ القرطة ويتنافس فيها لدلالتها على الإيناث: وإنه لحسن القرط وهو الحلمة. واشترى قرط الصبيّ: زبيبه. وقرّط عليه: أعطاه قليلاً قليلاً من القيراط.
قرط
القرْطُ: معروف، والجميع القِرَطَةُ، وجارِيَةٌ مُقَرَّطَةٌ. ومَثَلٌ: خُذْها ولو بقُرْطَيْ مارِيَةَ ".
والقِرَاطُ: شعْلةُ السرَاج، والجميع الأقْرِطَةُ.
والقَرَطَةُ: شِيَةٌ حَسَنَة في المِعْزى، وشاةٌ قَرْطاءُ، والذَّكَرُ أقْرَطُ ومُقَرَّطٌ.
والقِيْرَاطُ من الوَزْنِ: جَمْعُه قَرارِيْطُ.
والقِرْطِيْطُ: الداهِيَةُ. والخَيْبَةُ أيضَاً.
وما جادَ لنا بقِرطِيطٍ: أي بشَيْءٍ يَسِيرٍ. وقَرَّطَ عليه: أعطاه قليلاً، ومنه القِرَاطُ والقِيْرَاطُ.
والقُرْطاطُ والقُرْطانُ: البَرْذَعَةُ للرحْل، وجَمْعُه القَرَاطِطُ والقَراطِينُ.
وقِرَاطا النَّصْل: طَرَفا غِرَارَيْه. وقُرْطُ الصَّبيَ: زُبَيْبُه.
ويقال للفَرَس: قَرِّطْها عِنَاناً ولجاماً: أي احْمِلْها على الجَرْي الشَدِيدِ حتّى يكونَ عِنانُها وراءَ أذُنِها كالقُرْط. وقرَّطْتُ إلى فلانٍ رَسُولاً: أي أعْجَلْته إليه.
والقُرْطَقُ: معروف، وبِضَمِّ الطاء أيضاً.

قرط


قَرَطَ(n. ac. قَرْط)
a. Cut, sliced.
b. [ coll. ], Slurred over, clipped
( the r's ).
c. ['Ala] [ coll. ], Stinted, withheld
part of his due from.
قَرَّطَa. see I (a)b. Adorned with ear-rings.
c. Gave the rein to (horse).
d. Sent to (messenger).
e. Snuffed (candle).
f. ['Ala], Stinted.
g. ['Ala], [ coll. ], Curbed, reined in
(horse).
h. Cut, clipped (money).
تَقَرَّطَa. Wore, adorned herself with ear-rings.

إِنْقَرَطَ
a. [ coll. ], Was cut, cut off.
b. [ coll. ], Was withheld
retained, kept back (due).
قَرْطَةa. The slurring over of the letter rã ( ر).
b. [ coll. ], Piece, splinter of
wood.
قِرْطa. Leek.

قُرْط
(pl.
قِرَطَة
أَقْرِطَة
قِرَاْط
قُرُوْط
أَقْرَاْط
38)
a. Ear-ring, ear-drop, pendant.
b. [art.], The Pleiades.
c. A species of trefoil.
d. [ coll. ], Bunch, cluster of
bananas.
e. [ coll. ], A kind of diadem worn
by women.
أَقْرَطُa. Lop-eared.

قِرَاْطa. see قِيْرَاط
قُرَاْطَةa. Snuff ( of a candle ).
N. P.
قَرڤطَ
a. [ coll. ], Gnawed.
b. Clipped; pared; cut off.

N. P.
قَرَّطَa. Adorned with earrings.

قِرّقاط
a. see قِيْرَاط

قَارُوْط الطَّاحُوْن
a. Miller's man.

قِيْرَاط (pl.
قَرَارِيْطِ), G.
a. Carobbean.
b. Carat : four grains : the twenty-fourth part of a
dīnār.
c. [ coll. ], Fingerbreadth.

قَيْرُوْطِيّ
G.
a. Ceruse, white-lead.
b. Cerate.
[قرط] القرْطُ: الذي يعلَّق في شحمة الأذن، والجمع قِرَطَةٌ وقِراطٌ أيضا، مثل رمح ورماح. والقراط أيضا: شعلة السراج ما احترقَ من طرف الفتيلة. وقرط: اسم رجل من سنبس. وقرطت الجارية فتقرطت هي. قال الراجز يخاطب امرأته: قرطك الله على العينين * عقاربا سودا وأرقمين * ويقال: قَرَّطَ فرسَه، إذا طرح اللجام في رأسه. وقَرَّطَ السراجَ إذا نزع منه ما احترق ليضئ. والقيراطُ: نصفُ دانِقٍ، وأصله قِرَّاط بالتشديد، لأنَّ جمعه قَراريط، فأبدل من إحدى حرفيْ تضعيفه ياءً، عى ما ذكرناه في دينار. وأما القيراط الذى في الحديث فقد جاء تفسيره فيه أنه مثل جبل أحد. والقِرْطيطُ: الداهيةُ. وما جاد فلانٌ بقرطيطة، أي بشئ يسير. والقرطاط بالضم: البَرْدَعةُ، وكذلك القُرْطانُ بالنون. قال الخليل: هي الحِلْسُ الذي يلقى تحت الرحل. ومنه قول العجاج :

كأنما رحلى والقراططا * وقال حميد الارقط بأرحبى مائر الملاط * ذى زفرة ينشر بالقرطاط
[قرط] فيه: ما يمنع إحداكن أن تصنع "قرطين" من فضة، هو نوع من حلى الأذن، وجمعه أقراط وقرطة وأقرطة. ومنه: يلقي "القرط"، بضم قاف وسكون راء. ن: من "أقرطهن"، جمعه وهو كل ما علق من شحمة الأذن من ذهب أو خرز. نه: وفيه: فلتثب الرجال إلى خيولها "فيقرطوها" أعنتها، تقريط الخيل: إلجامها، وقيل: حملها على أشد الجري، وقيل: هو أن يمد الفارس يده حتى يجعلها على قذال فرسه في حال عدوه. وفيه: ستفتحون أرضًا يذكر فيها "القيراط" فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا، هو نصف عشر الدينار في أكثر البلاد، وعند أهل الشام جزء من أربعة وعشرين منه، وياؤه بدل من الراء، وأراد بالأرض مصر، وخصها وإن كان القيراط مذكورًا في غيرها لأنه غلب على أهلها أن يقولوا: أعطيت فلانًا قراريط- إذا أسمعه ما يكرهه، واذهب لأعطيك قراريطك، أي سبّك- ومر ذكر الذمة في ذ. ط: يسمى فيها "القراريط"، أي يذكر في معاملاتهم لقلة مروتهم وعدم مسامحتهم ودناءتهم، فإذا استوليتم عليهم فاصفحوا عنهم وعن سوء معاملتهم فإن لهم ذمة. ك: ومنه: كنت أرعاها على "قراريط"، وقيل: هو موضع بمكة، وهو تواضع لله وتصريح بمننه حيث جعله بعده سيد الكائنات - ومر في وعي حكمته. ن: وفي ح تشييع الجنازة: فله «قيراط»، وهو عبارة عن ثواب معلوم عند الله، وفسر بجبل عظيم، ولا يلزم هذا التفسير في: من اقتنى كلبًا كل يوم قيراط، فإنه مقدار عند الله تعالى أي نقص جزء من أجر عمله مما مضى أو يستقبل - ويتم في نقص. ك: تفسيره بالجبل تفسير المقصود لا للفظ، ويحتمل الحقيقة بأن يجعل عمله جسمًا قدر جبل فيوزن، والاستعارة عن نصيب كبير.
(ق ر ط) و (ق ر ط ط)

القرط: الشنف، وَقيل: الشنف فِي أَعلَى الاذن، والقرط فِي اسفلها.

وَالْجمع: أقراط، وقراط، وقروط، وقرطة.

وَجَارِيَة مقرطة: ذَات قرط.

وقرطا النصل: اذناه.

والقرطة والقرطة: أَن تكون للمعزى أَو التيس زنمتان معلقتان من اذنيه.

وَقد قرط قرطا، وَهُوَ اقرط.

وقرط فرسه اللجام: مد يَده بعنانه، فَجعله على قذاله، وَقيل: إِذا وضع اللجام وَرَاء اذنيه.

وقرط الكراث، وقرطه: قطعه فِي الْقدر.

وَجعل ابْن جني: القرطم ثلاثيا، وَقَالَ: سمي بذلك لِأَنَّهُ يقرط.

وقرط عَلَيْهِ: أعطَاهُ عَطاء قَلِيلا.

والقرط: الصرع، عَن كرَاع.

والقرط: شعلة النَّار.

والقراط: شعلة السراج.

وَقيل: بل هُوَ الْمِصْبَاح نَفسه. قَالَ الْهُذلِيّ:

سبقت بهَا معابل مرهفات ... مسالات الأغرة كالقراط

وَالْجمع: أقرطة.

والقراط، والقيراط من الْوَزْن: مَعْرُوف قيل من ذَلِك.

والقرط: الَّذِي تعلفه الدَّوَابّ، وَهُوَ شَبيه بالرطبة، وَهُوَ اجل مِنْهَا واعظم وَرقا. وقرط، وقريط، وقريط: بطُون من بني كلاب، يُقَال لَهُم: القروط.

وقرط: اسْم من سِنْبِسٍ.

وقرط: قَبيلَة من مهرَة بن حيدان والقرطية، والقرطية: ضرب من الْإِبِل تنْسب إِلَيْهَا، قَالَ:

قَالَ لي القرطي قولا أفهمهُ ... إِذْ عضه مضروس قد يألمه

والقرطاط، والقرطاط والقرطان، والقرطان كُله لذِي الْحَافِر: كالحلس للبعير.

وَقيل: هُوَ كالبرذعة يطْرَح تَحت السرج.

والقرطان، والقرطاط، والقرطيط: الداهية. قَالَ:

وَجَاءَت بقرطيط من الْأَمر زَيْنَب

والقرطيط: الشَّيْء الْيَسِير، قَالَ:

فَمَا جَادَتْ لنا سلمى ... بقرطيط وَلَا فَوْقه
قرط
قرَطَ يقرِط، قَرْطًا، فهو قارط، والمفعول مَقْروط
• قرَط النَّباتَ: قطّعه قطعًا في القِدْر "قرَط الملوخيَّةَ".
• قرَط الثّوبَ أو الزرعَ: قصَّ ما به من طول "قرَط البرسيمَ" ° الأمور لا تُؤخذ قرطًا هكذا!: مبتورة دون معلومات كافية للحكم عليها. 

قرِطَ يَقرَط، قَرَطًا، فهو أَقْرَطُ
• قرِطت الأذنُ: كان بها قُرْط. 

تقرَّطَ يتقرّط، تقرُّطًا، فهو مُتقرِّط
• تقرَّطتِ الفتاةُ: لبست القُرطَ، وضعت القُرطَ في أذنيها. 

قرَّطَ/ قرَّطَ على يقرِّط، تقريطًا، فهو مُقرِّط، والمفعول مُقرَّط
• قرَّط الفتاةَ: ألبسها القُرْطَ "قرَّطت مولودَتها- قرّط خطيبتَه بأقراط ذهبيَّة".
• قرَّط الشّيءَ: قرَطه، قطَّعه قطعًا في القِدْر "قرَّطت الملوخيّةَ".
• قرَّط على زوجته: أعطاها قليلاً قليلاً "قرَّط عليه في النفقة". 

أقْرَطُ [مفرد]: ج قُرْط، مؤ قَرْطاءُ، ج مؤ قَرْطاوات وقُرْط: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قرِطَ. 

قَرْط [مفرد]: مصدر قرَطَ. 

قَرَط [مفرد]: مصدر قرِطَ. 

قُرط [مفرد]: ج أقْراط وأقْرِطة وقِراط وقِرَطة وقُروط:
1 - ما يُعَلَّق في شحمة الأذن من ذهب أو فضة أو نحوهما "قُرْط ماسيّ- زيّنت أذنيها بقرطين من الذَّهب- تحلَّت أذنا سلمى بقُرط".
2 - (نت) نبات عُشْبِيّ حَوْليّ كَلَئِيّ من الفصيلة القَرْنيّة، أو هو البَرسيم. 

قِيراط [مفرد]: ج قَرَاريطُ:
1 - رُبُع سُدُس الدينار.
2 - وحدة من وحدات الوزن تساوي 200 ملليجرام، اتُّخذت معيارًا لوزن الأحجار الكريمة والفِلِزَّات النَّفيسة، ويدلّ عدد القراريط على نسبة الذَّهب في سبيكة ما، ويعبَّر عنها بعدد من الأجزاء من أصل أربعة وعشرين جُزْءًا.
3 - جُزْء من أربعة وعشرين جزءًا من الشَّيء، ومنه قيراط الأرض الذي هو جزء من أربعة وعشرين جزءًا من الفدّان، وهو يعادل مائةً وخمسة وسبعين مترًا مربّعًا "اتّخذ مزرعة على مساحة قيراطين". 

قرط

2 قرّط الجَارِيَةَ, (S, K,) inf. n. تَقْرِيطٌ, (TA,) He adorned the girl, or young woman with the [ornament called] قُرْط. (S, * K.) A rájiz says, addressing his wife, (S, TA,) who had asked him to adorn her with a pair of ornaments of the kind so called, (TA,) قَرَّطَكِ اللّٰهُ عَلَى العَيْنَيْنِ عَقَارِبًا سُودًا وَأَرْقَمَيْنِ (assumed tropical:) [May God suspend to thee, upon the two eyes, black scorpions, and two black and white serpents]. (S, TA.) [See also another tropical usage of the verb voce شَنَّفَ.] b2: Hence, (TA,) قرّط الفَرَسَ (tropical:) He put, or threw, the bridle (لِجَام) upon the horse's head; (S, TA;) this is what is meant by the explanation أَلْجَمَهَا in the K: (TA:) or he placed the horse's reins behind his ears, in putting the bridle on his head: (Sgh, K: *) or it has the former of the meanings explained above, and also signifies, he (the rider) stretched forth his hand so as to put it upon the back of the horse's head, upon the place where the عِذَار is tied, while the horse was running: (IDrd:) or he incited the horse to the most vehement running; (TA, and so in the CK, excepting that الخَيْلَ is there put in this instance in the place of الفرس;) because, when his running is vehement, the rein is extended upon the ear, and so becomes like the قُرْط: accord. to the A, قرّط الفَرَسَ عِنَانَهُ means (tropical:) he slackened the horse's rein so that it fell upon, or against, the part behind the ear, the place of the قُرْط, in urging him to run. (TA.) b3: And hence, (A,) قَرَّطْتُ

إِلَيْهِ رَسُولًا (tropical:) I hastened to him a messenger: (Ibn-'Abbád, TA:) or I dismissed (lit. flung) in haste to him a messenger: a phrase doubly tropical. (A, TA.) And hence تَقْرِيطٌ is used by the vulgar to signify the act of (tropical:) notifying: and (tropical:) desiring to hasten: and (tropical:) straitening: and (tropical:) confirming, or corroborating, in an affair or a command: in all which senses it is trebly tropical. (TA.) A2: قرّط عَلَيْهِ (tropical:) He gave him little; (K, TA;) or by little and little. (TA.) [This is said in the TA to be from القِرَاطُ; app. meaning from القِرَاطُ as a dial. var. of القِيرَاطُ: but IDrd says, that from this phrase is derived القيراط.]

A3: [He cut, or clipped, money.]5 تقرّطت الجَارِيَةُ The girl adorned herself with the [ornament called] قُرْط. (S, * TA.) قُرْطٌ [An ear-ring, or ear-drop;] i. q. شَنْفٌ: (K:) or the thing that is suspended to the lobe of the ear; (S, Mgh, Msb, K, TA;) such as a silver bead fashioned like a pearl, or a pendant of gold; the شنف being that which is in the upper part of the ear: (TA:) pl. [of pauc.] أَقْرِطَةٌ (Mgh, Msb) and أَقْرَاطٌ, (K,) and [of mult.] قِرَطَةٌ (S, Mgh, Msb, K) and قِرَاطٌ (S, K) and قُرُوطٌ. (K.) It is said in a proverb, خُذْهُ وَلَوْ بِقُرْطَى مَارِيَةَ [Take thou it, although by means of giving for it the two earrings of Máriyeh]; (TA, S, K, in art. مرى;) i. e., take thou it at all events: (K in art. مرى:) this Máriyeh, respecting whom authors differ, was the first Arab woman who wore ear-rings, and her ear-rings are said to have been of great value. (TA.) b2: القُرْطُ (tropical:) The Pleiades (الثُّرَيَّا): so called by way of comparison. (TA.) A2: A certain plant, like the رُطُبَة [or رَطْبَة, a species of trefoil, or clover], except that it is superior in size, or quality, to the latter, (AHn, K,) and larger in the leaves, fed upon by horses and the like; (AHn, TA;) in Persian شَبْذَر [or شَبْدَر]. (AHn, K.) [See بِرْسِيمٌ.]

قِرَاطٌ: see what next follows.

قِرَّاطٌ: see what next follows.

قِيرَاطٌ (S, Msb, K) and ↓ قِراطٌ, (K, TA,) like كِتَابٌ, (TA,) or ↓ قِرَّاطٌ; (as in some copies of the K) which last is the original form, as is shown by its pl., قَرَارِيطُ, (S, Msb,) and by its dim., قُرَيْرِيطٌ, (Msb,) the same change being made in this instance as is made in دِينَارٌ; (S, Msb;) in the ancient Greek language, κεράτιον,] said to signify A grain of the خُرْنُوب [or carob-tree]: (Msb:) [and hence, the weight thereof; a carat; i. e. four grains;] the half of a دَانِق, (S, Msb,) accord. to the ancient Greeks: (Msb voce دانق, q. v.) or it is a weight differing in different countries; in Mekkeh being the twenty-fourth part of a deenár; and in El-'Irák, the twentieth part thereof: (K:) or the twentieth part of a deenár in most countries; but accord. to the people of Syria, the twenty-fourth part thereof. (IAth.) As occurring in a trad., (S, TA,) in which it is said, that he who attends a corpse until it is prayed over shall have a قِيرَاط, and he who attends it until it is buried shall have قِيرَاطَانِ, (TA,) قيراط is explained as meaning, The like of Mount Ohod; (S, TA;) [i. e. a very great reward;] and قيراطان as meaning the like of two great mountains. (TA.) b2: قِيرَاطٌ is also applied by accountants to The twenty-fourth part of a thing; because twenty-four is the first number that has an eighth and a sixth and a fourth and a third and a half without a fraction. (Msb.) قُرَيْرِيطٌ dim. of قِيرَاطٌ. (Msb.) جَارِيَةٌ مُقَرَّطَةٌ A girl having [or being adorned with] the [ornament called] قُرْط. (K.)

قرط: القُرْطُ: الشَّنْف، وقيل: الشَّنْفُ في أَعْلى الأُذن والقُرْط في

أَسفلها، وقيل: القُرْط الذي يعلَّق في شحمة الأُذن، والجمع أَقْراط

وقِراط وقُروط وقِرَطة. وفي الحديث: ما يمنع إِحْداكنَّ أَن تصنَع قُرْطين

من فضة؛ القُرْطُ: نوع من حُلِيِّ الأُذُن معروف؛ وقَرَّطْت الجارية

فتقَرَّطتْ هي؛ قال الراجز يخاطب امرأَته:

قَرَّطكِ اللّه، على العَيْنَينِ،

عَقَارِباً سُوداً وأَرْقَمَيْنِ

وجارية مُقَرَّطة: ذات قُرْط. ويقال للدُّرّة تعلَّق في الأُذُن قُرْط،

وللتُّومة من الفضة قُرْط، وللمَعاليق من الذهب قُرْط، والجمع في ذلك كله

القِرَطة. والقُرْط: الثُّرَيّا. وقُرْطا النَّصْل: أُذُناه.

والقَرَط: شِية

(* قوله «والقرط شية» كذا بالأصل.) حسَنة في المعزى، وهو

أَن يكون لها زَنَمَتان معلَّقتان من أُذنيها، فهي قَرْطاء، والذكر

أَقْرَط مُقَرَّط، ويستحب في التيس لأَنه يكون مِئناثاً. قال ابن سيده:

والقُرَطة والقِرَطة أَن يكون للمعزى أَو التَّيْس زَنَمَتان معلَّقتان من

أُذنيه، وقد قَرِطَ قَرَطاً، وهو أَقْرَط.

وقَرَّط فَرَسه اللِّجام: مَدَّ يدَه بعِنانه فجعله على قَذاله، وقيل:

إِذا وضع اللِّجام وراء أُذنيه. ويقال: قَرَّط فَرَسه إِذا طرح اللِّجام

في رأْسه. وفي حديث النعمان بن مقرّن: أَنه أَوصى أَصحابه يومَ نِهاوَنْد

فقال: إِذا هزَزْت اللواءَ فَلْتَثِب الرجال إِلى خيولها فيُقَرِّطوها

أَعِنّتها، كأَنه أَمرَهم بإِلجامها. قال ابن دريد: تَقْرِيط الفرس له

موضعان: أَحدهما طَرْحُ اللجام في رأْس الفرس، والثاني إِذا مدَّ الفارس يده

حتى جعلها على قَذال فرسِه وهي تُحْضِر؛ قال ابن بري وعليه قول المتنبي:

فقَرِّطْها الأَعِنَّةَ راجعاتٍ

وقيل: تَقْرِيطُها حَمْلُها على أَشدّ الخُضْر، وذلك أَنه إِذا اشتدَّ

حُضْرها امتدَّ العِنان على أُذُنها فصار كالقُرْط. وقَرَط الكُرّاثَ

وقَرَّطه: قطَّعه في القِدْرِ، وجعل ابن جِني القُرْطُم ثلاثيّاً، وقال:

سُمِّي بذلك لأَنه يُقَرَّط. وقَرَّطَ عليه: أَعطاه قليلاً. والقُرْط:

الصَّرْع؛ عن كراع. وقال ابن دريد: القِرْطي الصَّرْع على القَفا، والقُرْط

شُعْلة النار، والقِرط شُعْلة السِّراج. وقَرَّط السراجَ إِذا نزع منه ما

احترق ليُضيء. والقُراطة: ما يُقطع من أَنف السراج إِذا عشى، والقُراطة ما

احترق من طَرف الفَتيلة، وقيل: بل القُراطة المصباح نفسه؛ قال ساعدة

الهذلي:

سَبَقْتُ بها مَعابِلَ مُرْهَفات

مُسالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِراطِ

(* قوله «سبقت» كذا بالأصل، والذي في شرح القاموس: شنفت. قال ويروى

قرنت، ونسبه عن الصاغاني للمتنخل الهذلي يصف قوساً.)

مُسالات: جمع مُسالة، والأَغِرَّة: جمع الغِرار، وهو الحدّ، والجمع

أَقْرِطة. ابن الأَعرابي: القِراط السراج وهو الهِزْلقِ.

والقِرَّاط والقِيراط من الوزن: معروف، وهو نصف دانِق، وأَصله قِرّاط

بالتشديد لأَن جمعه قَراريط فأُبدل من إِحدى حرفي تضعيفه ياء على ما ذكر في

دينار كما قالوا ديباج وجمعوه دَبابيج، وأَما القيراط الذي في حديث ابن

عمر وأَبي هريرة في تَشْييع الجنازة فقد جاء تفسيره فيه أَنه مثل جبل

أُحُد، قال ابن دريرد: أَصل القيراط من قولهم قَرَّط عليه إِذا أَعطاه

قليلاً قليلاً. وفي حديث أَبي ذَرّ: ستفتحون أَرضاً يذكر فيها القيراط

فاستوصوا بأَهلها خيراً فإِن لهم ذِمّة ورَحِماً؛ القيراط جُزء من أَجزاء

الدينار وهو نصف عُشره في أَكثر البلاد، وأَهل الشام يجعلونه جزءاً من أَربعة

وعشرين، والياء فيه بدل من الراء وأَصله قِرّاط، وأَراد بالأَرض

المُستفتحة مِصر، صانها اللّه تعالى، وخصها بالذكر وإِن كان القيراط مذكوراً في

غيرها لأَنه كان يغلِب على أَهلها أَن يقولوا: أَعطيت فلاناً قَراريط إِذا

أَسمعه ما يَكْرهه، واذهَبْ لا أُعطيك قَراريطك أَي أَسُبُّك وأُسْمِعك

المكروه، قال: ولا يوجد ذلك في كلام غيرهم، ومعنى قوله فإِن لهم ذمّة

ورَحِماً أَنَّ هاجَرَ أُم إسمعيل، عليهما السلام، كانت قِبْطِيّة من أَهْل

مصر.

والقُرْط: الذي تُعْلَفه الدوابّ وهو شبيه بالرُّطْبة وهو أَجلُّ منها

وأَعظم ورَقاً.

وقُرْط وقُرَيْط وقَرِيط: بطون من بني كلاب يقال لهم القُروط. وقُرط:

اسم رجل من سِنْبِس. وقُرْط: قبيلة من مَهْرة بن حَيْدان. والقَرطِيّة

والقُرْطِيّة: ضرْب من الإِبل ينسب إِليها؛ قال:

قال ليَ القُرْطِيُّ قَوْلاً أَفهَمُهْ،

إِذ عَضَّه مَضْروسُ قِدٍّ يأْلَمُهْ

قرط
القرطُ: الذي يعلقُ في شحمة الاذن، والجمعُ: أقراط وقروط وقروطة وقراط - مثال بردٍ وإبرادٍ وبرودٍ؛ وقلب وقلبةٍ ورمحٍ ورماحٍ -: قال رؤبة:
كأن بين العقد والأقراط ... سالفة من جيدَ رئم عاط
وقال المتنخلُ الهذلي يذكرُ قوساً:
شنقتُ بها معابلَ مرهفاتٍ ... مسالات الأغرة كالقراط
ويروى: " قرنتُ بها ".
وعن عنبسة بن عبد الرحمن قال: حدثتني جدتي أنها دخلت على أم سلمة: - رضى الله عنها - فرأت في أذنيها قرطين وفي عنقها قلادةً.
وفي المثل: خذه ولو بقرطي مارية: هي بنتُ ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية الكندي أم الحارث بن أبي أشمر الغساني، وهي أول عربية تقرطتُ وسارَ ذكرُ قرطيها في العرب، وكانا نفيسي القيمة؛ قيل: إنهما بأربعين ألف دينارٍ، وقيل: كانتْ فيهما درتان كبيض الحمام لم ير مثلهما. وقيل: هي امرأة من اليمن أهدتْ قرطيها إلى البيت. يضربُ في الترغيب في الشيء وإيجاب الحرض عليه، أي: لا يفوتنك على حالٍ وإن كنت تحتاج في أحرازه إلى بذلِ النفائس، قال ذو الرمة:
والقرطُ في حرة الذفرى معلقةُ ... تباعدَ الحبلُ منه فهو يضطربُ
وذو القرط: السكنُ بن معاوية بن أمية بن زيد بن قيس بن عامرة بن مرة بن مالك بن الاوس بن حارثة الاوسي الأنصاري، من الجعادرة.
وذو القرطْ: - واسمه الوشاحُ - سيف خالد بن الوليد - رضى الله عنه -، وهو القائل فيه:
وبذي القرطْ قد قتلتُ رجالاً ... من كهولُ طماطمٍ وعرابٍ
والقرطُ: سيفُ عبد الله بن الحجاج الثعلبي، وهو القائل فيه:
تقول والسيفُ في أضراسها نشب ... هذا لعمركُ موت غير طاعون
فما ذمتُ أخي قرطاُ فابعطهُ ... وما نبا نبوة يوماً فيخزيني
وقال الليث: القرطةُ: شية حسنة في ابلمغرى؛ وهي أن يكون للعنز أو للتبس زنمتان معلقتان من أذنيها، فهي قرطاءُ، والذكر أقراط، ويستحب في التيس لأنه يكون مناثاً، والفعلُ: قرط قرطاً.
وقال ابن عبادٍ: قرطُ الصبي: زبيبه.
وقال الدينوري: القرطُ: شبيه بالرطبة وهو أجل منها وأعظم ورقاً، وهي الذي يسمى بالفارسية: الشذر.
والقريط - مصغراً - وساهم: فرسانٍ لكندة، قال سبيعُ بن الخطيمُ التيمي:
أرباب نحلة والقريط وساهم ... إني هنالك إلف مألوف
نحلة: فرس سبيع بن الخطيم.
والقريط - أيضا - والحمالة: فرسان لبني سليم، قال العباس بن مرداس السلمي - رضي الله عنه - وأنشده له أبو محمد الأعرابي:
بين الحمالة والقريط فقد ... أنجبت من أم ومن فحل
وقال ابن دريد: القروط: بطون من العرب من بني كلابٍ لأنهم أخوة أسموهم: قرط: وقريط؛ ولم يزد. وقال ابن حبيب في جمهرة نسب قيس عيلانَ: القرطاءُ وهم قرط وقريط بنو عبد بن أبي بكر بن كلاب.
وقال ابن دريد: القُرْطانُ لغة في القُرْطاطِ.
والقِرْطاطِ: وهو للسرج بمنزلة الولية للرحل، وربما استعمل للرحل أيضاً، قال حميد الأرْقَطُ: بأرْحَيَّ مائرِ المِلاَطِ ... ذي زُفْرَةٍ تَنْشُزُ بالقُرْطاطِ
وقال الزَّفَيان:
كأنَّما أقْتَادِيَ الأسامِطا ... والقِطْعَ والقَراطِطا
ضَمَّنْتُهُنَّ أخْدَريّاً ناشِطا
الأسمامِطُ: المعاليق وهي ما علقه من متاعهِ برحله.
وفي حديث سليمان الفارسي - رضي الله عنه -: أنه دخل عليه في مَرَضه الذي مات فيه فنظروا فإذا إكافٌ وقُرْطاطٌ.
وقال ابن دريد: القَرْطيَّةُ - بالفتح -: إبِلٌ تنسب إلى حَيّ من مهرة، وأنشد:
أما تَرى القَرْطيَّ يَفْري نَتْقا
النَّتْقُ: النَّفْضُ، وامرأة مِنْتاق: كثيرة الولدِ؛ من نَتْق الرحم.
وقال يونس: القِرطيُّ - بالكسر -: الصرع على القَفا.
والقِرَاطُ - بالكسر -: شعلةُ السّراج ما احترق من طرف الفتيلة. وقيل في قول المنتخل الهذلي يصف قوساً:
شَنَفْتُ بها مَعَابِلَ مُرْهَفَاتٍ ... مُسَالاتِ الأغِرَّةِ والقِرَاطِ
إن القِرَاطَ جمع قُرْطٍ، أي في الصفاء والحسن، أي تبرق نصالها كأنها قِرَطَةٌ في بريقها.
وقال أبو عمرو: القِرَاطُ: المصابيح؛ وقيل: السُّرُجُ، الواحد قُرْطٌ.
ويروى:؟ قَرَنْتُ بها؟.
وقال ابن عباد: قِرَاطا النصل: طَرَفا غراريه.
والقِيْراطُ: معروف، ووزنه يختلف باختلاف البلاد، فهو عند أهل مكة - حرسها الله تعالى - ربع سدس الدينار، وعند أهل العراق نصف عشر الدينار. وأصله قِرّاطٌ بالتشديد؛ لأن جمعه قضرارِيْطُ، فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء؛ على ما ذكرناه في دينار. وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قِيراطٌ ومن شهدها حتى تدفن فله قِيراطانِ، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين. رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -: فبلغ ذلك ابن عمر - رضي الله عنهما - فقال: لقد أكثر أبو هريرة، فبلغ ذلك عائشة - رضي الله عنها - فصدقت أبا هريرة، فقال: لقد فرطنا في قَرارِيطَ كثيرة.
وقِيْرَاطٌ: أبو العلية من أتباع التابعين، يروي عن الحسن البصري ومجاهد.
وأما قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما بعث الله نبياً ألا رَعى الغنم - ويروى: إلا راعي غنم -، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا كنت أرعاها على قَرَارِيْطَ لأهل مكة. فالمراد بها قَرارِيطُ الحساب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: قدمت بغداد سنة خمس عشرة وستمائة وهي أولى قدمةٍ قدمتها؛ فسألني بعض المحدثين عن معنى القَرارِيطِ في هذا الحديث، فأجبته بما ذكرت، فقال: سمعنا الحافظ الفلاني: أن القَرارِيْطَ اسم جيل أو موضع، فأنكرت ذلك كل الإنكار، وهو مصر على ما قال كل الإصرار. أعاذنا الله من الخطأ والخطل والتصحيف والزلل.
والقِرْطِيْطُ: الداهية، وأنشد أبو عمرو:
سَألناهُمُ أنْ يَرِفدونا فأجْبَلوا ... وجاءت بِقِرطِيطِ من الأمرِ زيْنَبُ
وقال ابن دريد: يقال ما جاد لنا فلان بِقِرْطِيطٍ: أي ما جاد لنا بشيْ يشير، وصنعوا في هذا بيتاً وهو:
فَما جادَتْ لنا سَلمى ... بِقِرْطِيطٍ ولا فُوْفَه
الفُوْفَةُ: القشرة الرقيقة التي على النواة. هكذا قال ابن دريد في هذا التركيب، وقيل البيت بيت وهو:
فأرْسَلتُ إلى سَلمى ... بأنَّ النَّفْسَ مَشْفُفَهْ
ويروى: " بِرِنْجِيرٍ ولا فُوْفَهْ ".
وقال الليث: القِرْطِيْطُ: لغة في القُرْطاطِ.
والقاْرِيطُ - ويقال: القَرَارِيطُ -: حب الحمر وهو الثمر الهندي.
وقَرَّطْت الجارية تَقْرِيطاً: ألبستها القُرْطَ، قال رجل لامرأته وقد سألته أن يحليها قُرْطَينِ:
تَسْلاُ كلّ حرةٍ نحينِ ... وإنما سَلاتِ عكتينْ
ثم تقولينَ أشرِ لي قرطينِ ... قرطكِ الله على العينينِ
عقارباً سُواداً وأرقمين ... نسبتِ من دينِ بني قنينِ
ومن حسابٍ بينهم وبيني وقرطَ فرسهَ: إذا طرح اللجامَ في رأسه. وقيل: التقريطُ: أن يجعلوا الأعنة وراءَ أذان الخيلِ عند طرح اللجم في رؤوسها، أخذ من تقريط المرأة. وفي حديث النعمان بن عمرو بن مقرنٍ - رضي الله عنه -: فلشب الرجالُ إلى أكمةِ جيولها فيقرطها أعنتها. وقد كتبَ الحديثُ بتمامه في تركيب رث ث.
وقَرَط السراجَ: إذا نَزَعَ منه ما احترقَ ليضئَ.
وقال ابنُ عبادٍ: قرطتُ إليه رسولاً: أعجلتهُ إليه. وقال غيرهُ: قرطه عليه: إذا أعطاهُ قليلاً قليلا.
وقال ابنُ دريدٍ: قرط فلان فرسهَ العنانَ: فلهذه موضعانِ: ربما استعملوها في طرْح اللجام في رأس الفرسَ، وربما استعملوها للفارسِ إذا مد يدهَ بعنانه حتى يجعلها على قذالِ فرسهَ في الحضرِ. وقيل: تقريطُ الخيلِ جملهاُ على أشد الحضرْ، وذلك أنها إذا أشتدّ حضرهاُ امتد العنانُ على أذنها.
قرط
القِرْطُ، بالكَسْرِ: نوعٌ من الكُرّاثِ يُعْرَفُ بكُرَاثِ المائِدَةِ سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ يُقَرَّطُ تَقْرِيطاً، أَي يُقَطَّعُ.
والقُرْطُ، بالضَّمِّ: نَبَاتٌ كالرَّطْبَةِ إِلاّ أَنَّه أَجَلُّ مِنْهَا وأَعْظَمُ وَرَقاً، تَعْتَلِفُه الدَّوابُّ، نَقَلَه أَبو حَنِيفَةَ.
قَالَ: فارِسِيَّتُه الشَّبْذَر، كجَعْفَرٍ. والقُرْطُ: سيفُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَجّاجِ الثَّعْلَبِيِّ، وَهُوَ القائِلُ فيهِ:
(تَقُولُ والسَّيْفُ فِي أَضْرَاسِها نَشِبٌ ... هذَا لَعَمْرُكَ مَوْتٌ عَيْرُ طَاعُونِ)

(فَمَا ذَمَمْتُ أِخِي قُرْطاً فأُبْعِطَهُ ... وَمَا نَبَا نَبْوَةً يَوْمًا فيُخْزِينِي)
والقُرْطُ: شُعْلَةُ النَّارِ كَمَا فِي المُحْكَمِ. والقُرْطُ: زُبَيْبُ الصَّبِيِّ، عَن ابْنِ عَبّادٍ، ونَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ، وَقَالَ: وَهُوَ مَجَازٌ. والقُرْطُ: الضَّرْعُ، هكَذَا فِي أُصُولِ القَامُوسِ بالضّادِ المُعْجَمَةِ، والَّذِي نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ عَن كُرَاعٍ: القُرْطُ: الصَّرْعُ بالصّادِ المُهْمَلَةِ، ويُؤَيِّدُه قولُ ابْنِ دُرَيْدٍ: القُرْط: الصَّرْعُ على القَفَا. القُرْطُ: الشَّنْفُ، وَقيل: الشَّنْفُ فِي أَعْلَى الأُذُن، والقُرْطُ فِي أَسْفَلِهَا، أَو هُوَ المُعَلَّقُ فِي شَحْمَةِ الأُذُنِ، كَمَا فِي الصّحاحِ، سَوَاء دُرَّةً، أَو تُومَةً من فِضَّةٍ، أَو مِعْلاَقاً من ذَهَبِ، وَفِي الحَدِيثِ: مَا يَمْنَعُ إِحداكُنَّ أَنْ تَصْنَع قُرْطَيْنِ من فِضَّةٍ. ج: أَقْرَاطٌ، كقُفْلٍ وأَقْفَالٍ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(كأَنَّ بينَ العِقْدِ والأَقْرَاطِ ... سالِفَةً من جِيدِ رِيمٍ عاطِ) وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: جمعُ قُرْطٍ قِرَاطٌ، مثلُ رُمْحٍ ورِمَاحٍ. وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِيّ يَذكُر قَوْساً:
(شَنَقْتُ بهَا مَعَابِلَ مُرْهَفَاتٍ ... مُسَالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِرَاطِ)

ويُرْوَى قَرَنْتَ بِها، ومُسَلاتٌ: جمع مُسَالَةٍ. والأَغِرَّةُ: جمعُ غِرَارٍ، وَهُوَ الحَدُّ، كَمَا فِي العُبَاب، ومثلُه فِي شَرْحِ الدِّيوانِ. قَالَ: يَعْنِي النَّبْلَ تَبْرُق كأَنَّهَا قِرَاطٌ. ويُجْمَع القُرْط أَيضاً على قُرُوطٌ، كبُرْدٍ وأَبْرَادٍ وبُرَودٍ، وعَلى قِرَطَةٌ، كقِرَدَةِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، ومَثَّلَهُ الصّاغَانِيُّ بقُلْبٍ وقِلَبَة.
وجارِيَةٌ مُقَرَّطَةٌ، كمُعظَّمَةٍ: ذاتُ قُرْطٍ. وذُو القُرْطِ واسمُه الوِشَاحُ: اسمُ سَيْفِ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ، رضِيَ الله عَنهُ، وَهُوَ القائِلُ فِيهِ:
(وبذِي القُرْطِ قد قَتَلْتُ رِجَالاً ... من كُهُولٍ طَمَاطِمٍ وعِرَابِ)
وذُو القُرْطِ: لَقَبُ السَّكَنِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ أُمَيَّةَ بن زَيْد بنِ قَيْسِ بن عامِرَةَ بنِ مُرَّة بن مَالِكِ بن الأَوْسِ بن حارِثَة الأَوْسِيّ الأَنْصَاريّ من الجَعادِرَة. والقُرَطَةُ، كهُمَزَةٍ، وعِنَبَةٍ: شِبَةٌ حَسَنَةٌ فِي المِعْزَى، وَهِي أَنْ تَكُونَ للتَّيْسِ أَو للْعَنْزِ زَنَمَتَانِ مُعَلَّقَتَانِ من أُذُنَيهِ، قالَهُ اللَّيْثُ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وَقد قَرِطَ، كفَرِحَ، قَرَطاً فَهُوَ أَقْرَطُ، وَهِي قَرْطَاءُ. قَالَ: ويُسْتَحَبُّ فِي التَّيْسِ، لأَنَّهُ يكونُ مِئْناثاً.
وَفِي الأَسَاسِ: وتُسْتَحَبُّ القِرُطَةُ، ويُتَنَافَسُ فِيها لدَلاَلَتِهَا على الإِينَاثِ. وقَرَّطَ الكُرَّاثَ تَقْرِيطاً: قَطَّعَهُ فِي القِدْرِ، كقَرَطَهُ قَرْطاً. وَجعل ابنُ جِنِّي القُرْطُمَ ثُلاثِيّاً، وَقَالَ: سُمِّيَ بذلِكَ لأَنَّه يُقَرَّطُ.
وَمن الْمجَاز: قَرَّط عَلَيْه، إِذا أَعْطَاهُ قَلِيلاً قَليلاً، مِنَ القِرّاطِ. وقَرَّطَ الجَارِيَةَ: أَلْبَسَها القُرْطَ، قَالَ الرّاجِزُ يُخَاطِب امرأَتَه وَقد سأَلَتْه أَنْ يُحَلِّيَها قُرْطَيْنِ:
(تَسْلأُ كلُّ حُرَّةٍ نِحْيَيْنِ ... وإِنَّمَا سُلأْتِ عُكَّتَيْنِ)

(ثُمَّ تَقُولِينَ اشْرِ لِي قُرْطَيْنِ ... قَرَّطَكِ اللهُ على العَيْنَيْنِ)

(عَقَارِباً سُوداً وأَرْقَمَيْنِ ... نَسِيتِ مِنْ دَيْن بَنِي قُنَيْنِ)
ومِنْ حِسَابٍ بَيْنَهَم وبَيْنِي وقَرَّطَ الفَرَسَ: أَلْجَمَهَا، أَي طَرَحَ اللِّجَامَ فِي رَأْسِهَا، كَمَا فِي الصّحاحِ. أَو جَعَلَ أَعِنَّتَها وَرَاءَ آذَانِهَا عندَ طَرْحِ اللُّجُمِ من رُؤُوسِهَا. نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وَهُوَ مَجَازٌ. اُخِذَ من تَقْرِيطِ المَرْأَةِ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: تَقْرِيطُ الفَرَسِ لَهُ مَوْضِعانِ، أَحدُهما: طَرْحُ اللِّجَامِ فِي رَأْسِ الفَرَسِ، والثّانِي: إِذا مَدَّ الفارِسُ يَدَه حَتَّى يَجْعَلَها على قَذَالِ فَرَسِه وَهِي تُحْضِرُ، قالَ ابنُ بَرِّيّ، وَعَلِيهِ قَوْلُ المُتَنَبِّي: فقَرِّطْهَا الأَعِنَّةَ رَاجِعاتٍ وَقيل: تَقْرِيطُهَا: حَمْلُهَا على أشَدِّ الحُضْرِ، وذلِك أَنَّه إِذا اشْتَدَّ حُضْرُها امْتَدَّ العِنَانُ على أُذُنِهَا،)
فصارَ كالقُرْط، وَفِي الأَساس: من المَجَاز: قَرَّطَ الفَرَسَ عِنَانَهُ، وَهُوَ أَنْ يُرْخِيَه حتّى يَقَعَ على ذِفْرَاهُ مَكانَ القُرْطِ، وذلِكَ عِنْد الرَّكْض. وَفِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بنِ مُقَرِّنٍ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّهُ أَوصَى أَصحابَه يَوْمَ نَهَاوَنْدَ، فَقَالَ: إِذا هَزَزْتُ اللِّوَاءِ فَلْتَثِبِ الرِّجَالُ إِلى خُيُولِهَا فيُقَرِّطُوهَا أَعِنَّتَها. كأَنَّه أَمَرَهُم بإِلْجَامِهَا. وقَرَّطَ السِّرَاجَ، إِذا نَزَعَ مِنْهُ مَا احْتَرَقَ لِيُضِيءَ، كَمَا فِي الصّحاحِ.
والقِرَاطُ ككِتَابٍ: المِصْبَاحُ، عَن ابنِ الأَعْرَابيِّ. قَالَ: وَهُوَ الهِزْلِقُ أَيضاً، والجمعُ: أَقْرِطَةٌ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: القِرَاطُ: المَصَابِيحُ، وَقيل: السُّرُج، الواحِدُ: قُرْطٌ. وَبِه فَسَّر بعضُهم قولَ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِيِّ السّابِقْ. أَو قِرَاطُ المِصْبَاحِ: شُعْلَتُه، مَا احْتَرَقَ من طَرَفِ الفَتِيلَةِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
والقُرُوطُ، بالضَّمِّ: بُطُونٌ من بَنِي قُرْطٌ، وقَرِيطٌ، وقُرَيْطٌ، كقُفْلٍ وأَمِيرٍ وزُبَيْرٍ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ.
وَلم يَزِدْ على الاثْنِين الأَوْلَيْن. وَقَالَ ابنُ حَبِيب فِي جَمْهَرَة نَسَبِ قَيْسِ عَيْلانَ: القُرَطَاءُ، وهم: قُرْطٌ، وقَرِيطٌ، وقُرَيْطٌ، بنُو عَبْدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ كِلابٍ. وَقَالَ ابنُ الجَوّانِيِّ فِي المُقَدِّمةِ الفاضِلِيَّةِ: فأَمَّا عَبْدُ بن أَبِي بَكْرِ بنِ كِلاَبٍ فَمن العَشَائِرِ، لصُلْبِه بَنو قُرْطٍ وبَنُو قُرَيْطٍ، وهُم القُرَطَة. وَفِي أَنسابِ أَبِي عُبَيْدٍ القاسِمِ ابنِ سَلاّم: وهم القُرَطَاءُ الَّذِين غزاهُم النَّبِيُّ صلَّى الله عليهِ وسَلَّم.
والقَرْطِيَّةُ، بالفَتْح، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الصّاغَانِيُّ، وتُضَمُّ، كمَا فِي المُحَكَمِ: ضَرْبٌ من الإِبِلِ مَنْسُوب إِلى حَيٍّ من مَهْرَةَ، يُقَال لَهُم: قُرْطٌ، أَو قَرْطٌ، وأَنْشدَ ابنُ دُرَيْدٍ: ورَوَاه بالفَتْح: أَما تَرَى القَرْطِيَّ يَفْرِي نَتْفا النَّتْقُ: النَّفْضُ، وأَنْشَدَ فِي المُحْكَمِ قولَ الرّجِزِ:
(قَالَ لِي القُرْطِيُّ قَوْلاً أَفْهَمُهْ ... إِذْ عَضَّهُ مَضْرُوسُ قِدٍّ يَأْلَمُهْ) والقُرَيْطُ، كزُبَيْرٍ: فرَسٌ لِكنْدَةَ، وكذلِك ساهِمٌ، قَالَ سُبَيْعٌ ابنُ الخَطِمِ التَّيْمِيُّ:
(أَرْبَابُ نَحْلَةَ والقُرَيْطِ وسَاهِمٍ ... أَنّي هُنالِكَ آلِفٌ مَأْلُوفُ)
نَحْلَة: فَرَسٌ سُبَيْعِ بن الخَطِيم. القِيرَاطُ والقِرَاطُ، بكَسْرِهِما، الثّانِيَةُ ككِتَابٍ، وعَلى الأُولَى اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ: نِصْفُ دَانِقٍ، واَصْلُه قِرّاطٌ، بالتَّشْدِيدِ، لأَنَّ جَمْعَه قَرَارِيطُ، فأُبْدِلَ من أَحَد حَرْفَيْ تَضْعِيفِه يَاء، على مَا ذَكَرْنَاهُ فِي دِينارٍ، هَذَا نَصُّ الجَوْهَرِيِّ، وَمثله فِي العُبابِ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَصْلُ القِيرَاطِ من قَوْلِهِمْ: قَرَّط عَلَيْهِ: إِذا أَعْطَاه قَلِيلاً قَلِيلا ونَقَل شيخُنَا عَن مُمْتِع ابْن عُصْفورٍ، وشَرْحِ التَّسْهِيل لأَبِي حَيّان وغيرِهمَا: أَنَّ الياءَ أُبْدِلَت من الرَّاءِ فِي قِيراط على جِهَة اللُّزُوم،)
وأَصله قِرّاطٌ، لقولِهِم: قَرَارِيطُ، وَزَاد فِي الِّلسَانِ: كَمَا قالُوا دِيباجٌ وجَمَعُوه دَبَابِيجُ، وَفِي الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيِّ: وَلم يَقُولوا: قَيارِيط.
وقولُ شَيخِنا: ففِي كَلامِ المُصَنِّفِ مُخَالَفَةٌ وإِنْ قَلَّد العُبَابَ، فهؤُلاءِ أَعْرَفُ بطُرُقِ الصَّرْفِ مِنْهُمَا مَحَلُّ نَظَرٍ، فإِنَّ المُصَنِّفَ لمْ يُقَلِّدِ الصّاغَانِيَّ فِي هذِه المسأَلة، بل هُوَ نَصُّ الجَوْهَرِيِّ وغيرِه بالكَسْرِ والتَّشْدِيدِ، وإِنَّمَا هُوَ ككِتَابٍ، كَمَا نَبَّهْنَا عَلَيْهِ، وَلَا مُخَالَفَةَ بينَ كَلامِ الجَوْهَريِّ وكَلامِ شُرَاحِ التَّسْهِيل، فتأَمَّلْه. وَقد مَرَّ البَحْثُ فِي ذلِك فِي دبجِ ودنر مُسْتَوْفىً، فراجِعْه.
وَفِي العُبَابِ: يَخْتَلِفُ وَزْنُه، أَي القِيراط بِحَسَبِ اخْتِلافِ البِلادِ، فبمَكَّةَ، شَرَّفَها اللهُ تَعَاِلى، رُبْعُ سُدْسِ دِينَارٍ، وبالعِراقِ نِصْفُ عُشْرِهِ. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: القِيرَاطُ: جُزْءٌ من أَجزاءِ الدِّيَارِ، وَهُوَ نِصْفُ عُشْرِهِ فِي أَكْثَرِ البِلادِ. وأَهْلُ الشّامِ يَجْعَلُونَه جُزْءاً من أَرْبَعَةٍ وعِشْرِينَ.
قلتُ: واتَّفَقَ أَهْلُ مِصْرَ أَنَّهُم يَمْسَحُون أَرْضَهُم بقَصَبَةٍ طولُهَا خَمْسَةُ أَذْرُعٍ، بالنَّجّارِيِّ، فمَتَى بَلَغَتْ المِسَاحَةُ أَرْبَعَمِائَةِ قَصَبَةٍ فاسْمُها الفَدّانُ، ثمَّ أَحْدَثُوا قَصَبَةً حاكِمِيَّةً طولُها سِتَّةُ أَذْرُعٍ ورُبْعُ سُدُسٍ بالذِّراعِ المِصْرِيِّ، وجَعَلُوا القَصَبَتَيْن فِي الضَّرْبِ بِدَانِق، والثَّلاثَةَ إِلى الأَرْبَعَةِ، والخَمْسَةَ إِلى السَّبْعَةِ بحَبَّةٍ، والثَّمَانِيَة نصفَ القِيرَاطِ، وَالْعشر بحَبَّتَيْن وهكَذَا إِلى المائةِ تَنْقُصُ قَصَبَتَيْن وبعضَ قَصَبَةٍ برُبْعِ فَدَّانٍ. كَذَا وَجَدْتُ فِي بعض الكُتُبِ المُؤَلَّفَةِ فِي فَنِّ المِسَاحَةِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ: سَتَفْتَحُون أَرْضاً يُذْكَرُ فِيهَا القِيراطُ، فاسْتَوْصُوا بأَهْلِهَا خَيْراً، فإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً ورَحِماً أَرادَ بالأَرْضِ المستَفْتَحَةِ مِصْرَ، صانَها اللهُ تَعاِلى، ومَعْنَى قولِه: فإِنَّ لَهُ ذِمَّةً ورَحِماً، أَنَّ هاجَرَ أُمَّ إِسماعِيلَ عليهِمَا السَّلامُ كانَتَ قِبْطِيَّةً من أَهْلِ مِصْرَ. والقِرْطِيطُ، بالكَسْرِ: الشَّيْءُ اليَسِيرُ يُقَال: مَا جَادَ فُلانٌ بقِرْطِيطَةٍ: أَي بَشَيْءٍ يَسِيرٍ. نَقله الجَوْهَرِيُّ. قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَقد صَنَعُوا فِي هَذَا بَيْتاً وَهُوَ:
(فَمَا جَادَتْ لنَا سَلْمَى ... بقِرْطِيطٍ وَلَا فُوفَهْ)
الفُوفَة: القِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ الّتِي على النَّواةِ. قَالَ الصّاغَانِيُّ: هَكَذَا قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فِي هَذَا التَّرْكِيبِ، وقَبْل البَيْتِ بيتٌ، وَهُوَ:
(فأَرْسَلْتُ إِلى سَلْمَى ... بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ)
ويروي: بِزِنْجِيرٍ وَلَا فُوفَهْ. وَقد تَقَدَّمَ فِي الرّاءِ. والقِرْطِيطُ: الدَّاهِيَةُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وابنُ سِيدَه، وأَنْشَدَ الأَخِيرُ لأَبِي غالِبٍ المَعْنِيِّ:)
(سَأَلْنَاهُمُ أَنْ يَرْفِدُونا فأَجْبَلُوا ... وجاءَتْ بقِرْطِيطٍ من الأَمْرِ زَيْنَبُ)
كالقُرْطانِ بالضَّمِّ، والقُرْطاطِ، بالكَسْرِ والضَّمِّن ذَكَرَهُنَّ ابنُ سِيدَه بمَعْنَى الدّاهِيَةِ.
والقَيْرُوطِيُّ: مَرْهَمٌ، م، أَي مَعْرُوفٌ عِنْد الأَطِباءِ، وَهُوَ دَخِيلٌ فِي العَرَبِيَّةِ.
والقُرْطانُ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، والقُرْطَاطُ، بضَمِّهِمَا، ويُكْسَرُ الأَخِيرُ، وَفِي اللِّسَانِ ويُكْسَرُ الأَوَّلُ أَيْضاً، فَهِيَ لَغاتٌ أَرْبَعَةُ، ذَكَرَ مِنْهَا الجَوْهَرِيُّ الأَولَيَيْنِ، وَقَالَ: هِيَ البَرْذَعَةُ. قَالَ الخَلِيلُ: هِيَ الحِلْسُ الَّذِي يُلْقَى تَحْتَ الرَّحْلِ، وَمِنْه قوْلُ العَجّاجِ: كأَنَّما رِحْلِيَ والقَرَاطِطَا قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ والصّاغَانِيُّ: هُوَ للزَّفَيَانِ لَا للعَجّاجِ. قَالَ، والصَّحِيحُ فِي إِنْشَادِه:
(كَأَنَّ أَقْتَادِيَ والأَسَامِطَا ... والرَّحْلَ والأَنْسَاعَ والقَرَاطِطا)
ضَمَّنْتُهُنَّ أَخْدَرِيّاً ناشِطَا زادَ الصّاغَانِيُّ: ويُرْوَى: كَأَنَّما اقْتَادِيَ الأَسَامِطَا وقالَ الأَصْمَعِيُّ: من مَتَاعِ الرَّحْلِ: البَرْذَعَةُ، وَهُوَ الحِلْسُ للبَعِيرِ، وَهُوَ لِذَاوتِ الحافِرِ قُرْطَاطٌ وقِرْطانٌ، والطِّنْفِسَةُ الَّتِي تُلْقَى فوقَ الرَّحْل تُسَمَّى النُّمْرُقَة. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: القُرْطَانُ للسَّرْجِ بمَنْزِلَةِ الوَلِيَّةِ للرَّحْلِ، ورُبَّمَا اسْتُعْمِلَ للرَّحْلِ أَيْضاً، قَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ:
(بأَرْحَبِيّ مائرِ الملاَطِ ... ذِي زَفْرَةِ يَنْشَر بالقِرْطاطِ)
وَقَول حُمَيْدٍ هَذَا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ أَيْضاً. والقارِيطُ، ويُقال: القَرارِيطُ حَبُّ الحُمَرِ، وَهُوَ التَّمْر الهِنْدِيّ. فِي التَّكْمِلَةِ هكَذَا قَرَأْتُه فِي شَرْحِ شِعْرِ حسّانِ بنِ ثابِتٍ، رضِيَ الله عَنْهُ: وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: القُرْطُ: الثُرَيّا على التَّشْبِيهِ. وقَال يُونُسُ: القِرْطِيُّ، بالكَسْرِ الصَّرْعُ على القَفَا، ونَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ أَيضاً. والقُرْطُ، بالضَّمِّ: شُعَلْةُ النّارِ. والقِرَاطُ، ككِتَابٍ: النَّارُ نَفْسُها، كَذَا فِي شَرْحِ الدِّيوانِ. والقُرَاطَةُ، كثُمَامَةٍ: مَا يُقْطَع من أَنْفِ السِّرَاجِ إِذا عَشِيَ، وأَيْضاً: مَا احْتَرَقَ من طَرَفِ الفَتِيلَة: وقِيلَ: بَل القُرَاطَةُ: المِصْباحُ نَفْسُه. وَفِي المَثَل: خُذْهُ وَلَو بقُرْطَيْ مارِيَةَ هِيَ بنت ظالِمِ بنِ وَهْبِ بنِ الحارِثِ ابْن مُعَاوِيَةَ الكِنْدِيِّ، أُمُّ الحَارِثِ بنِ أَبِي شَمِرٍ الغَسّانِيِّ، وَهِي أَوَّل عَربيَّةٍ تَقَرَّطَتْ، وسارَ ذِكْرُ قُرْطَيْهَا فِي العَرَب، وَكَانَا نَفِيسَي القِيمَةِ، قِيل: إِنَّهما قُوِّما بأَرْبَعِينَ أَلْفِ دِينَارٍ، وقِيلَ: كانَتْ فِيهِمَا دُرَّتانِ كبَيْضِ الحَمَامِ لم يُرَ مِثْلُهُمَا، وقِيلَ: هِيَ امْرَأَةٌ من)
اليَمَنِ أَهْدَتْ قُرْطَيْهَا إِلى البَيْتِ، يُضْرَبُ فِي التَّرْغِيبِ فِي الشَّيْءِ، وإِيجابِ الحِرْصِ عَلَيْهِ، أَي لَا يَفُوتَنَّك على حَالٍ، وإِنْ كُنْتَ تَحْتَاجُ فِي إِحْرَازِه إِلى بَذْلِ النَّفائِسِ. والقُرَيْطُ، كَزُبَيْرٍ، والحِمَالَةُ: فَرَسَانِ لبَني سُلَيْم، قَالَ العَبّاسُ بنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ رضِيَ الله عَنْه أَنْشَدَه لَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَعْرَابِيّ:
(بَيْنَ الحِمَالَةِ والقُرَيْطُ فَقَدْ ... أَنْجَبْتِ من أُمٍّ ومنْ فَحْلِ)
وقُرْطا النَّصْلِ: أُذُنَاهُ، كَمَا فِي الِّلسَانِ، وَهُوَ على التَّشْبِيهِ.
وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ: قِرَاطَا النَّصْلِ: طَرَفَا غِرَارَيْهِ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَمّا القِيرَاطُ الَّذي فِي الحَديثِ فقد جاءَ تَفْسيرُه فيهِ أَنَّهُ مثلُ جَبَلِ أُحُد. قلت: يُشِيرُ إِلى حَدِيثِ: من شَهِدَ الجِنَازَةَ حَتَّى يُصلَّى عَلَيْهَا فلَهُ قِيرَاطٌ، وَمن شَهِدَها حَتَّى تُدْفَنَ فَلهُ قِيرَاطَانِ قيل: وَمَا القِيرَاطَانِ قَالَ: مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَينِ. رَواهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فبَلغَ ذلِك ابنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَقَالَ: لقَدْ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ. فبَلَغَ ذلِكَ عائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فصَدقَتْ أَبا هُرَيْرَةَ. فَقَالَ: لقد فَرَّطْنا فِي قَرَارِيطَ كَثِيرَةٍ. وقِيرَاطٌ، أَبُو العالِيَةِ: من أَتْبَاعِ التّابِعِينَ يَرْوِي عَن الحَسَنِ البَصْرِيِّ ومُجَاهِدٍ. وزَعَمَ بعضُ المُحَدِّثِينَ أَنَّ قَرارِيطَ مَوضِعٌ أَو جَبَلٌ، وَبِه فُسِّرَ الحَدِيثُ: مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً إِلاَّ رَعَى غَنَماً ويُرْوَى: إلاَّ رَعِيَ غَنَمٍ، قالُوا: وأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ وأَنا كُنْتُ أَرْعَاهَا على قَرَارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ.
قالَ الصّاغَانِيُّ قَدِمْتُ بَغْدَادَ سَنَة وَهِي أَوَّلُ قَدْمَتِي إِلَيْهَا فسَأَلَنِي بعضُ المُحَدِّثِينَ عَن مَعْنَى القَرَاِريطِ فِي هَذَا الحَدِيثِ، فقُلْتُ: المرادُ بِهِ قَرَارِيطُ الحِساب. فَقَالَ: سَمِعْنا الحافِظُ الفُلانِيَّ يَقُولُ: إِنَّ القَرَارِيطَ: اسمُ جَبَلٍ أَو مَوْضِعٍ فأَنْكَرْتُ ذلِكَ كُلَّ الإِنْكَارِ، أَعاذَنا اللهُ من الخَطَأَ والخَطَلِ، والتَّصْحِيفِ والزَّلَل. انْتهى. ويُقال: أَعْطَيْتُ فُلاناً قَرَارِيطَ، إِذا أَسْمَعَه مَا يَكْرَهُه.
ويُقَالُ أَيْضاً: اذْهَبْ لَا أُعْطيكَ قَرارِيطَكَ، أَي: أَسُبُّك وأُسْمِعُكَ المَكْرُوهَ، وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَهِي لُغَةٌ مِصْرِيَّةٌ لَا تُوجَدُ فِي كَلامِ غيرِهِم. قَالَ: وَلذَا خُصَّتْ مِصْرُ بذِكْر القِيرَاطِ فِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ المتقدّم. وقُرْطٌ، بالضَّمِّ: اسمُ رَجُلٍ من سِنْبِس، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقُرْطُ أَيْضاً: قَبِيلَةٌ من مَهْرَةَ بنِ حَيْدَانَ، وإِليهم نُسِبَت الإِبِلُ القُرْطِيَّةُ الَّتي ذَكَرَها المُصَنِّفُ. ونُوحُ بنُ سُفْيان المِصْرِيُّ القُرْطِيُّ، بضَمٍّ فسُكُون، وأَخُوه عُثْمانُ، وابنُ أَخِيهِمَا مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ سُفْيانَ. أَبُو إِسْحَاقَ الفَقِيهُ المالِكيُّ: مُحَدِّثُون. وأَبُو عاصِمٍ بَكْرُ بنُ عَبْدٍ القُرْطِيُّ، عَن ابْنِ عُيَيْنَةَ، ذَكَرَه المالِينِيُّ.
والقِرْطِيطُ، بالكَسْرِ: العَجَب، عَن الأَزْهَرِيِّ. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: قَرَّطْتُ إِليهِ رَسُولاً، تَقْرِيطاً:) أَعْجَلْتُه إِليهِ. قلتُ: وَهُوَ مَجَازٌ، ونصُّ الأَسَاسِ نَفَّذْتُه مُسْتَعْجِلاً. قَالَ: وَهُوَ من مَجازِ المَجازِ، أَي مَأْخُوذٌ من قَوْلِهِمْ: قَرَّطَ الفَرَسَ عِنَانَه: إِذا أَرْخاهُ حَتّى وَقَع على ذِفْراه عِنْد الرَّكْض. قلْتُ: وَمِنْه اسْتِعْمَالُ العَامَّة: التَّقْرِيطُ بمَعْنَى التَّنْبِيهِ والاسْتِعْجَال والتَّضْيِيقِ والتَّأْكِيد فِي لأَمْرِ، وَهُوَ مَن مَجازِ مَجازِ المَجَازِ، فتَأَمَّل. وتَقَرَّطَتِ الجَارِيَةُ: لَبِسَت القُرْطَ. وجَزِيرَةُ القرطيين: قَريةٌ قُرْبَ مِصْرَ.
وقَرْطَا، بالفَتْحِ: قَرْيَةٌ بالبُحَيْرَةِ. وإِقْرِيطُ، بالكَسْر: قَرْيَةٌ بالغَرْبِيّة. والبُرْهاَنُ القِيرَاطِيُّ: شاعِرٌ مَشْهُورٌ، وَهُوَ إِبراهِيمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عَسْكَرِ بن مُظَفَّرِ بن نَجْمٍ، وُلد سنة وسَمِعَ الحَدِيثَ عَن مَشايخِ عَصْرِه، مَاتَ بمَكَّةَ بينَ أَيْدِي النّاسِ. قلتُ: وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلى مُنْيَة القِيرَاطِ: إِحْدَى قُرَى الغَرْبِيَّةِ بمِصْرَ.
قرط: قرط: فرق. فصل، فرز، عزل، أفرد. (زيشر 22: 138).
قرط: قضقض، طقطق، قرقع، ويقال: قرط تحت الأسنان بهذا المعنى (بوشر).
قرط: لثغ. ويقال: فلان يقرط بالراء أو لسانه يقرط بالراء. (بوشر، محيط المحيط).
قرط: رعى، أكل العشب بفمه (هلو) وانظر قرض.
قرط (بالتشديد): بعثر، رمى السيئ هنا وهناك. (زيشر 22: 138).
قرط على: ضغط على. (بوشر، همبرت ص215، قصة عنتر ص80، ألف ليلة 1: 324 (وفي برسل 4: 374 قرض) 1: 75، 3: 56، 4: 692، برسل 4: 169).
قرط على أضراسه: صرف وصر بأسنانه، كز على أسنانه. (ألف ليلة طبعة ماكن 4: 159).
قرط بمعنى ربط التي ذكرها ميهرن (ص33) يظهر أنها ليست صوابا.
قرط: قرض الدراهم والدنانير (بوشر) وأنظر قرض (أخبار ص162).
قرط على الشيء: بالغ في استقصاء قطعه وهو من كلام العامة. (بوشر، محيط المحيط).
قرط: أبلى. أخلق الثوب بالفرك. (بوشر).
اقرط الشعر: سقط لمرض مع سلامة الجلد.
ففي معجم المنصوري: تقرط هو سقوط الشعر لعله مع سلامة ظاهر الجلد.
قرط: فصة، رطبة، قضب. ففي التقويم (ص 94): في الثاني من أكتوبر يبدأ أهل مصر بزوبعة القرط وهو قصيلهم.
قرط: حشيش، علف. كلأ (هلو، دي بورت ص177، شيرب ديال ص17).
قرط: نبات اسمه العلمي: Verbena nodiflora ( جويون ص195، ص238).
قرط، والجمع اقرطة: نوط، جوهر متدل من القرط وهو ما يعلق في شحمة الأذن من حلية. (بوشر) قرط: عند العامة صفيحة صغيرة مستديرة ترصع بشيء من الحجارة الكريمة وتعلق فوق الجبهة أو في أعلى الصدر من المرأة. (محيط المحيط). قرط البلح: عند العامة العثلول منه. (محيط المحيط).
ذو القرظ: سيف خالد بن الوليد المخزومي (محيط المحيط).
قرط: مقتصد، موفر، مقتر، شحيح، حريص. (بوشر).
القرطة: عند المولدين اللثغة (محيط المحيط).
القرطة: عند المولدين القطعة العظيمة من الحطب. (محيط المحيط) والجمع قرط.
قرطة: هرامة، سكين الفرم (جزائرية) وهي تصحيف قرضة (بوسييه).
قاروط: ابن زوجة الرجل من غيره، والقاروطة ابنتها كذلك. وهما من كلام العامة (محيط المحيط).
قاروط الطاحون: الذي يباشر أعمالها تحت يد الرئيس. وهي من كلام العامة (محيط المحيط).
قيراط: تجمع على قراطيط. (بوشر).
قيراط: اوبول، وحدة وزن ونقد في اليونان القديمة. (فوك) وفيه تصغيره: قريرط.
قيراط: بتار، عملة قديمة، فلس، اوبول، نقد في اليونان القديمة. (الكالا).
قيراط: عرض الإصبع في المساحة. (محيط المحيط).
حساب القرارريط: نوع من الأرقام .. (كاترمير مباحث عن مصر).
قيروط (باليونانية كيرتون) وجمعه قيروطات: مرهم، مروخ. (الكالا).
قراطي: قرميد، بلاطة من الفخار أحمر اللون. (بوسييه، رولاند وفيه قراتى).
تقريط: مصافحة. (بوشر).
مقرظ، والجمع مقارط: مقص. (بوشر، همبرت ص82).
مقرط - ذهب مقرط: قطعة من الذهب قد استهلكها الفرك باليد ففقدت شيئا من وزنها، قطعة ذهب مقروطة أي مقروضة، (بوشر).
مقرط: حريص، شحيح، مدنق. (بوشر).
مقرطة: مفترق الطريق. (زيشر 22: 138).

قفط

ق ف ط

فقط الطائر أنثاه يقفط ويقفط وقفط يقفط. سفد. وتيس قافط وقفّاط " وأقفط من تيس بني حمّان ".

قفط


قَفَطَ(n. ac.
قَفْط)
a. Covered; fecundated.
b. Rewarded.
c. [ coll. ], Frowned.
تَقَاْفَطَa. Copulated.

قَفْطَاْنُa. see قَفَتَ
قَفْطَاْنُ
[قفط] قَفَطَ الطائرُ أنثاه يَقْفِطُها ويَقْفُطُها قَفْطاً، إذا سفِدها. وقال أبو زيد: القَفْطُ إنَّما يكون لذوات الظلف.
قفط
قُفْطان [مفرد]: ج قَفاطينُ: ثوب فضْفاضٌ سابغ مشقوق المقدَّم، يَضُمّ طرفيه حزام، ويُتَّخذ من الحرير أو القطن، وتُلبَس فوقَه الجُبَّة "لبس الشَّيخُ الجُبَّة والقُفْطان". 
قفط
اقْفَاطَّتِ العَنْزُ: إذا حَرَصَتْ على الفَحْل فَمَدَّتْ مُؤخَّرَها إليه؛ اقْفِيْطاطاً، والتَّيْسُ - أيضاً - يَقْتَفِطُ إليها، وقد تَقافَطا.
والقَيْفَطُ: الكَثيرُ النِّكاح على مِثال صَيْقَلٍ، والقَفَطى مِثْلُه.
والمُقْتَفِطُ: المُتَقارِبُ المُسْتَوْفِزُ فوق الدابَّة.
والقَفْطُ: جَمْعُ ما بَيْنَ القُطْرَيْنِ. وقَفَطَ الطائرُ يَقْفِطُ ويَقْفُطُ.
(ق ف ط)

فَقَط الطَّائِر الْأُنْثَى يقفطها، ويقفطها قفطاً، وقفطها: سفدها.

وَقيل: القفط لذوات الظلْف.

وفقط الماعز: نزا.

واقفاطت الماعز: حرصت على الْفَحْل فمدت مؤخرها إِلَيْهِ.

واقتفط التيس إِلَيْهَا، واقتفطها.

وتقافطا: تعاونا على ذَلِك.

والقفطي، والقيفط، كِلَاهُمَا: الْكثير الْجِمَاع.

وقفطنا بِخَير: كافأنا.

قفط: قَفَط الطائرُ الأُنثى وقَمَطها يَقْفُطُها ويَقْفِطُها قَفْطاً

وقَفِطَها: سَفَدها، وقيل: القَفْطُ إِنما يكون لذواتِ الظِّلف، وذَقط

الطائرُ يَذْقِطُ ذَقْطاً. ابن شميل: القَفْطُ شدَّة لَحاقِ الرَّجل المرأَةَ

أَي شدة احْتِفازه، والذَّقْطُ غَمْسُه فيها، والقَفْطُ نحوه. يقال:

مَقَطها ونَخَسها وداسها يَدُوسها، والدَوْسُ النَّيْكُ. وقَفَطَ الماعِزُ:

نَزا. واقْفاطَّتِ المِعزى اقْفيطاطاً: حَرَصَت على الفحل فمدَّت

مُؤخّرها إِليه. واقْتَفَط التيْس إِليها واقْتَفَطها وتَقافَطا تَعاوَنا على

ذلك.

والقَفَطى والقَيْفطُ، كلاهما: الكثير الجماع؛ القَيْفَطُ على فَيْعل من

القَفْط مثل خَيْطف من الخَطْف، والتيْسُ يَقْتَفِطُ إِليها

ويَقْتَفِطها إِذا ضم مُؤخّره إِليها. وقَفَطنا بخير: كافأَنا.

وقال الليثُ: رُقْيةُ العقرب «شَجّة قَرنِيّة مِلْحة بَحْري قَفَطي»

يقرؤها سبع مرات، وقل هو اللّه أَحد، سبع مرات.

قفط
القَفْطُ: جمع ما بين القطرين.
ويقال: قفط الطائرُ أثناء يقفطها ويقفطُها قفطاً: أي سفدها. وقال أبو زيد: يقال: ذُقط الطائر: فأما القفط فإنما يكون لذوات الظلف. وقال ابن شميل: القفط: شدة لحاق الرجل المرأة: أي شدة احتفازه. قال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي:
أأثْلُبني وأنت عسيْفُ وغْدي ... لحاك الله من قحْرٍ قفُوطِ
قال: والذَّقْطُ: غمْسُه فيها. قال: والمقط نحو الذْقْط.
وقال ابن دريد: القيفط - مثال فيلق -: الكثير النكاح. قال: ورجُل قفطى - مثال جمزى: كثير النكاح.
وقال اللَّيْثُ: رُقْيةُ للعقرب إذا لسعت قيل: شجه قرنيه ملحه بحرى قفطى. يقرأ عليها سبع مراتٍ وقُل هو الله أحد سبع مرات. قال: بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن هذه الرقية بعينها فلم ينه عنها وقال - صلى الله عليه وسلم -: الرقى عزائمُ أخذت على الهوام.
وقفِط - بالكسر -: بلدةُ من الصعيد الأعلى من ديار مصر موقوفة على العلويين من أيام أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه -.
وقال اللَّيْثُ: العنز إذا حرصت على الفحل فمدت موخرها إليه يقال: إقفاطت. قال: والتيس يقتفط اليها ويقتفطها: إذا ضم مؤخره إليها. وقد تقافطا: إذا تعاونا على ذلك.
وقال ابن عبادٍ: المتُقفْطُ: المُتقاربُ المُستوْفزُ فوق الدابة.
قفط
القَفْطُ: جَمْعُ مَا بَيْنَ القُطْرَيْنِ عِنْدَ السِّفادِ، وَقد قَفَطَت العَنْزُ. والقَفْطُ: السِّفادُ. وَفِي الصّحاحِ: قَفَطَ الطّائِرُ أُنْثَاه يَقْفُطُ ويَقْفِطُ، من حَدِّ نَصَرَ وضَرَبَ، قَفْطاً، أَي سَفَدَها، وكذلِكَ قَمَطَها. أَو القَفْطُ: خاصٌ بذَوَاتِ الظِّلْفِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي عُبَيْدٍ، والذَّقْطُ للطّائرِ، ونَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن أَبي زَيْدٍ. وقَفَطَنا بخَيْرٍ: كافَأَنا بهِ. وَيُقَال: رَجُلٌ قَفَطَي، كجَمَزَى: كَثِيرُ النِّكاحِ، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ. قَالَ شَيْخُنَا: هَذَا مِمّا وَرَدَ على فَعَلَى وَهُوَ صفةٌ لمذكَّرٍ فيُضَافُ إِلى مَا ذُكِرَ مِنْهُ فِي حيد، وجمز، وقر، ولق، ويُرَدُّ بِه على الأَصْمَعِيِّ الَّذِي زَعَمَ أَنَّه لم يَرِد منهِ إلاّ جَمَزَي، كالقَنْفَطِ، كحَيْدَرٍ، عَن ابنِ دُرَيدٍ أَيْضاً. وقِفْطُ، بالكَسْر: د، بصَعِيدِ مِصْرَ الأَعْلَى مَوْقُوفَةٌ، هكَذَا فِي النُّسَخِ، وصوابُه موقوفٌ على العَلَوِيِّينَ أَوْلادِ عليِّ بنِ أَبِي طالبٍ، كرَّمَ الله وَجْهَه، الخَمْسَة، وهم: الحَسَنُ، والحُسَيْن، ومَحَمَّدٌ، وعُمَرُ، والعَبّاسُ، من أَيّامِ أَميرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ. قلتُ: وَقد تَقَهْقَهرَ الآنَ رَسْمُ هَذَا الوَقْفِ، واسْتَوْلَتْ عَلَيْهِ الأَيْدِي مُنْذُ سِنِينَ عَدِيدَةٍ، فَلَا يَصِلُ إِلَيْهِمْ مِنْهُ إلاّ النَّزْرُ اليَسِيرُ، فَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ العَلِيِّ العَظِيم.
وَقد نُسِبَ إِلى القِفْطِ جُمْلَةٌ من المُحَدِّثينَ، فَمنهمْ: شَمْسُ الدِّينِ مُحَمّدُ بنَ صالِحِ بنِ حَسَنِ القِفْطِيّ، أَخَذَ عَن ابْنِ دَقِيقٍ العِيدِ، والإِمامِ بَهاءِ الدِّين القِفْطِيّ، وتَوَلَّى الحُكْمَ بسُمْهُودَ والبلْيَنا وجِرْجا وطُوخ، وتُوِّفيَ سنة. ومُحَمَّدُ بنُ صالِحِ بنِ عِمْرَانَ العامِرِيُّ القِفْطِيُّ: كَتَبَ عَنهُ أَبُو الرَّبِيع سُلَيْمانُ الرَّيْحَانِيُّ، وغَيْرُهما. وَقَالَ اللَّيْثُ: اقْفاطَّتِ العَنْزُ اقْفِيطاطاً، إِذا حَرَصَتْ ومَدَّت مُؤَخَّرَها إِلى الفَحْلِ. قالَ: والتَّيْسُ يَقْتَفِطُهَا. ويَقْتَفِطُ إِلَيْهَا، أَي يَضُمُّ مُؤَخَّرَهُ إِلَيْهَا. وتَقافَطَا: تَعَاوَنا فِي ونَصُّ العَيْنِ: عَلَى ذلِكَ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ المَنْقَفِطُ ونَصُّ المُحِيطِ: المَتَقّفِّط هُوَ: المَتَقَارِبُ المُسْتَوْفِزُ فَوْقَ الدّابَّةِ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: قالَ ابنُ شُمَيْل: القَفْطُ: شِدَّةُ لَحَاقِ الرَّجُلِ المَرْأَةَ، أَي شِدَّةُ احْتِفازِه، قَالَ: والذَّقْطُ: غُمْسُه فِيهَا، والمَقْطُ نَحْوُه، يُقَال: مَقَطَها ونَخَسَها وداسَهَا. قَالَ أَبُو حِزَامٍ العُكْلِي:
(أَتَثْلِبُنِي وأَنْتَ عَسِيفُ وَغْدِي ... لَحَاك اللهُ من قَحْرِ قَفُوطِ)
وقَفَطَ الماعِزُ: نَزَا.
وَقَالَ اللَّيْثُ: رُقْيةٌ للعَقْرَبِ إِذا لَسَعَتْ قِيل: شَجَّه قَرَنِيَّة مَلْحَة بَحْري قَفَي. يَقْرَؤُهَا سَبْعَ مَرّاتٍ، وقُلْ هُوَ اللهُ أَحَد سَبْعَ مَرّاتٍ. قَالَ: بَلَغَنا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ عَن هذِه الرُّقْيَة فَلم) يَنْهَ عَنْهَا، وَقَالَ: الرُّقَي عَزَائمُ، أُخِذَتْ على الهَوامِّ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: لم أَعْرِفْ حَقِيقَةَ هذِه الرُّقْيَةِ.
وَفِي الأَسَاسِ: تَيْسٌ قافِطٌ وقَفّاطٌ، وَهُوَ أَقْفَطُ مِنْ تَيْسِ بَنِي حِمّانَ.

قتت

ق ت ت

دهن مقتت: مروّح. ورجل قتّات: نّام، وهو يقتّ الحديث: يزوّره ويحسنه.
(ق ت ت) : (الْقَتُّ) الْيَابِسُ مِنْ الإسفست وَدُهْنٌ (مُقَتَّتٌ) وَهُوَ الَّذِي يُطْبَخُ بِالرَّيَاحِينِ حَتَّى يَطِيبَ وَالْفَاءُ تَصْحِيفٌ.
(قتت) الْأَحَادِيث أبلغهَا على جِهَة الْفساد والأفاويه جمعهَا فِي الْقدر وطبخها وَالزَّيْت طبخ فِيهِ الرياحين أَو خلطه بأدهان طيبَة الرّيح فَهُوَ مقتت
ق ت ت: (الْقَتُّ) نَمُّ الْحَدِيثِ وَبَابُهُ رَدَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ (قَتَّاتٌ) » . وَ (الْقَتُّ) الْفِصْفَصَةُ الْوَاحِدَةُ (قَتَّةٌ) كَتَمْرَةٍ وَتَمْرٍ. 
ق ت ت : الْقَتُّ الْفِصْفِصَةُ إذَا يَبِسَتْ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْقَتُّ حَبٌّ بَرِّيٌّ لَا يُنْبِتُهُ الْآدَمِيُّ فَإِذَا كَانَ عَامُ قَحْطٍ وَفَقَدَ أَهْلُ الْبَادِيَةِ مَا يَقْتَاتُونَ بِهِ مِنْ لَبَنٍ وَتَمْرٍ " وَنَحْوِهِ دَقُّوهُ وَطَبَخُوهُ وَاجْتَرَءُوا بِهِ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ الْخُشُونَةِ. 
قتت وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِنَّه أدهن بِزَيْت غيرِ مُقَتَّت وَهُوَ محرم. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: غير مقتت يَعْنِي غير مُطيب والمقتت هُوَ المطيب الَّذِي فِيهِ الرياحين يطْبخ بهَا الزَّيْت حَتَّى تطيب ويتعالج مِنْهُ للريح. فَمَعْنَى الحَدِيث أَنه أدهن بالزيت بحتا لَا يخالطه شَيْء وَفِي الحَدِيث من الْفِقْه أَنه كره الريحان [أَن -] يشمه الْمحرم.

بَين وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: أَلا إِن الت

قتت


قَتَّ(n. ac. قَتّ
قِتِّيْتَى)
a. Falsified, perverted, misrepresented, misquoted (
speech ).
b. Lied; slandered.
c.(n. ac. قَتّ), Cut, shaped.
d. Gathered together, collected little by little;
arranged, prepared, disposed.
e. Followed ( the tracks of ).
f. [Ila], Followed about, played the spy on, dogged the
footsteps of.
g. see II (b)
قَتَّتَa. see I (a)b. Prepared, cooked (aromatics).

تَقَتَّتَa. see I (a)
إِقْتَتَتَa. Uprooted, eradicated, extirpated.
b. see II (b)
قَتّa. Falsehood; misrepresentation.
b. see 22
قَتَاْتa. A species of trefoil or clover.

قَتُوْتa. see 28. — 28 (pl.
قُتَّاْت), Slanderer, calumniator; spy, eaves-dropper
mischief-maker.
قِتِّيْتَىa. see 1 (a) & 28
N. P.
قَتڤتَ
N. P.
قَتَّتَa. False, lying (talk).
قتت
قتّات [مفرد]:
1 - مَنْ يستمع كلام النَّاس من حيث لا يعلمون، سواء أنمَّها أم لم ينمّها "وقف القتّات خلف الباب يستمع إلى المناقشة".
2 - من يُبلِّغ كلامَ الناس على جهة الإفساد "لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ [حديث] ". 

قَتَّة [جمع]: جج قَتّ: (نت) جنس نباتات عشبيّة كلثيّة، فيه أنواع تزرع وأخرى تنبت برّيّة في المروج والحقول. 
[قتت] نه: فيه: لا يدخل الجنة "قتات"، هو النمام، قتت الحديث: زوره وهيأه وسواه، وقيل: النمام من يكون مع المتحدثين فينم عليهم، والقتات من يتسمع على القوم وهم لا يعلمون ثم ينم، والقساس من يسأل عن الأخبار ثم ينمها. وفيه: إنه ادَّهن بدهن غير "مقتّت" وهو محرم، أي غير مطيب وهو ما يطبخ فيه الرياحين. وفيه: فإن أهدى إليك حمل تبن أو حمل "قت" فإنه ربا، القتت: الفصفصة وهي الرطبة من علف الدواب. غ: "القتات" بائع القت. ك: فإن قلت: إذا أهدى المستقرض شيئًا بغير شرط جاز أخذه، قلت: لعل مذهبه ان عرف البلد قائم مقام الشرط، قوله: تدخل في بيت- أي بيت عظيم مشرف بدخول النبي صلى الله عليه وسلم، والقت- بفتح قاف وشدة فوقية.
(ق ت ت)

القتُّ: الْكَذِب المُهيَّأ والنَّميمة.

قت يقت قتا، وَقت بَينهم قتا: نم.

والقتيتي: تتبع النمائم.

وَرجل قتوت، وقتات، وقتيتي: نمام وَقيل: هُوَ الَّذِي يسمع احاديث النَّاس من حَيْثُ لَا يعلمُونَ، نمها أَو لم ينمها.

وَامْرَأَة قتاتة، وقتوت: نموم.

وَقَول مقتوت: مَكْذُوب.

وَقت اثره: يقته قتا: قصه.

وتقتت الحَدِيث: تتبعه وتسمعه. وَقيل: إِن القت الَّذِي هُوَ النميمة، مُشْتَقّ مِنْهُ.

وَقت الشَّيْء يقته قتا: هيأه.

وقته: جمعه قَلِيلا قَلِيلا.

وقته: قلله.

واقتته: استأصله. قَالَ ذُو الرمة:

سوى أَن ترى سَوْدَاء من غير خلقَة ... تخاطأها واقتت جاراتها النغل

والقت: الفصفصة، وَخص بَعضهم بِهِ الْيَابِسَة مِنْهَا. وَهُوَ جمع عِنْد سِيبَوَيْهٍ، واحدته: قَتَّة. قَالَ الْأَعْشَى:

ونأمر لليحموم كل عَشِيَّة ... بقتٍ وَتَعْلِيق فقد كَانَ يسنق

ودهن مقتت: مُطيب مطبوخ بالرياحين، وَقَالَ ثَعْلَب: مخلوط بِغَيْرِهِ من الأدهان الطّيبَة.
قتت نمم نمى وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا يدْخل الْجنَّة قَتَّاتٌ. قَالَ الْكسَائي وَأَبُو زَيْدُ أَو أَحدهمَا: قَوْله: قَتَّات يَعْنِي النمام يُقَال مِنْهُ: فلَان يَقُتّ الْأَحَادِيث قتا أَي يَنِمِهّا نما. [و -] قَالَ الْأَصْمَعِي فِي الَّذِي ينمي الْأَحَادِيث: هُوَ مثل القَتَّات إِذا كَانَ بلغ هَذَا عَن هَذَا على وَجه الْإِفْسَاد والنميمة يُقَال مِنْهُ: نميت مُشَدّدَة تنمية مُخَفّفَة فَأَنا أنميه وَإِن كَانَ إِنَّمَا يبلغ الحَدِيث على وَجه الْإِصْلَاح وَطلب الْخَيْر يُقَال مِنْهُ: نَمَيت الحَدِيث إِلَى فلَان مُخَفّفَة فَأَنا أنميه. لَيْسَ بالكاذب من أصلح بَين النَّاس فَقَالَ خيرا ونمي خيرا يَعْنِي أبلغ وَرفع وكل شَيْء رفعته فقد نّمَيته وَمِنْه قَول النَّابِغَة: [الْبَسِيط]

فعد عَمَّا ترى إِذْ لَا ارتجاع لَهُ ... وانَّمِ القُتود على عيرانَةٍ اُجُدِ

وَلِهَذَا قيل: نمي الخِضاب فِي الْيَد وَالشعر وَإِنَّمَا هُوَ ارْتَفع وَعلا فَهُوَ ينمي وَــزعم بعض النَّاس أَن يَنْمُو لُغَة. وَبَلغنِي عَن سُفْيَان بْن عُيَيْنَة 41 / ب أَنه قَالَ: لَو أَن / رجلا اعتذر إِلَى رَجُل فحرف الْكَلَام وَحسنه ليرضيه بذلك لم يكن كَاذِبًا بِتَأْوِيل الحَدِيث لَيْسَ بالكاذب من أصلح بَين النَّاس فَقَالَ خيرا ونمي خيرا قَالَ: فإصلاحه فِيمَا بَينه وَبَين صَاحبه أفضل من إصْلَاح مَا بَين النَّاس. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه نهى عَن كسب الزَمَّارة. قَالَ الْحجَّاج: الزمارة الزَّانِيَة

قتت: القَتُّ: الكَذِبُ المُهَيَّأُ، والنميمة.

قَتَّ يَقُتُّ قَتًّا، وقَتَّ بينهم قَتًّا: نَمَّ.

وفي الحديث: لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ، هو النَّمَّام.

والقِتِّيتَى، مثالُ الهِجِّيرَى: تَتَبُّعُ النَّمائم، وهي النميمة. ورجل قَتُوتٌ،

وقَتَّاتٌ، وقِتِّيتى: نَمَّام، يَقُتُّ الأَحاديثَ قَتًّا أَي

يَنِمُّها نَمّاً؛ وقيل: هو الذي يَسْتَمِعُ أَحاديثَ الناس مِن حيثُ لا يعلمون،

نَمَّها أَو لم يَنُمَّها. وقال خالد بن جَنْبة: القَتَّاتُ الذي

يَتَسَمَّعُ أَحاديثَ الناس، فيُخْبر أَعداءهم؛ وقيل: هو الذي يكون مع القوم

يَتَحَدَّثون فَيَنِمُّ عليهم؛ وقيل: هو الذي يَتَسَمَّع على القوم، وهم لا

يعلمون فيَنِمُّ عليهم. وامرأَة قَتَّاتةٌ، وقَتُوتٌ: نَمُومٌ.

والقَسَّاسُ: الذي يَسْأَلُ عن الأَخْبار، ثم يَنِمُّها.

وقولٌ مَقْتُوتٌ: مكذوبٌ؛ قال رؤبة:

قُلْتُ، وقَوْلي عِنْدهُمْ مَقْتُوتُ

أَي كَذِبٌ؛ وقيل: مقْتُوتٌ مَوْشِيٌّ به، مَنْقُولٌ؛ وقيل: معناه أَنَّ

أَمْري عندهم زَرِيٌّ، كالنَّميمة والكَذِب. أَبو زيد: يقال هو حَسَنُ

القَدِّ، وحَسَنُ القَتِّ، بمعنى واحد؛ وأَنشد:

كأَنَّ ثَدْيَيْها، إِذا ما ابْرَنْتى،

حُقَّانِ من عاجٍ، أُجِيدا قَتَّا

قوله: إِذا ما ابْرَنْتَى أَي انْتَصَبَ، جَعَلَه فعلاً للثَّدْيِ.

وقَتَّ أَثَرَهُ يَقُتُّه قَتًّا: قَصَّه.

وتَقَتَّتَ الحديثَ: تَتَبَّعه، وتَسَمَّعَه، وقيل: إِن القَتَّ، الذي

هو النميمةُ، مُشْتَقٌّ منه.

وقَتَّ الشَّيءَ يَقُتُّهُ قَتًّا: هَيَّأَه. وقَتَّه: جَمَعَه قليلاً

قليلاً. وقَتَّه: قَلَّلَه.

واقْتَتَّهُ: اسْتَأْصَلَه؛ قال ذو الرمة:

سِوَى أَنْ تَرى سَوداءَ من غيرِ خِلْقةٍ

تَخاطأَها،واقْتَتَّ جاراتِها النَّغَلْ

والقَتُّ: الفِصْفِصَةُ، وخَصَّ بعضُهم به اليابسةَ منها، وهو جمع عند

سيبويه، واحدتُه قَتَّةٌ؛ قال الأَعشى:

ونَأْمُرُ للمَحْمُومِ، كلَّ عَشِيَّةٍ،

بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فقد كان يَسسْنَقُ

وفي التهذيب: القَتُّ الفِسْفِسةَ، بالسين. والقَتُّ يَكون رطباً ويكون

يابساً، الواحدة: قَتَّةٌ، مثال تَمْرة وتَمْر. وفي حديث ابن سلام: فإِن

أَهْدى إِليك حِمْلَ تِبْنٍ، أَو حِملَ قَتٍّ، فإِنه رباً. القَتُّ:

الفِصْفِصةُ، وهي الرَّطْبةُ من عَلَف الدَّواب. ودُهْنٌ مُقَتَّتٌ:

مُطَيَّبٌ مطبوخ بالرياحين، وقال ثعلب: مَخْلُوطٌ بغيره من الأَدهان المُطَيَّبة.

وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه ادَّهَنَ بزَيْتٍ غيرِ

مُقَتَّتٍ، وهو مُحْرِمٌ. قوله غير مُقَتَّت أَي غَيْر مُطَيَّبٍ؛ وقيل:

المُقَتَّتُ الذي فيه الرَّياحين، يُطْبَخُ بها الزَّيْتُ بَحْتاً، لا

يُخالِطُه طِيبٌ؛ وقيل: هو الذي تُطْبَخُ فيه الرياحينُ حتى تَطِيبَ ريحُه،

ويُتَعالَجُ به للرِّياح. والمُقَتَّتُ من الزيت: الذي أُغْلِيَ بالنار

ومعه أَفواهُ الطِّيبِ. ومُقَتَّتُ المدينة لا يُوفي به شيءٌ أَي لا

يَغلُو بشيء. والتَّقتِيتُ: جمعُ الأَفاويه كُلِّها في القِدْر وطَبْخُها؛ ولا

يقال قُتِّتَ، إِلاّ الزَّيتُ، على هذه الصفة؛ وقال: يُنَشُّ بالنار كما

يُنَشُّ الشَّحمُ والزُّبْدُ، قال: والأَفْواه من الطِّيبِ كثيرةٌ.

وقَتَّةُ: اسمُ أُمِّ سُلَيْمان بن قَتَّةَ: نُسِبَ إِلى أُمه.

قتت
: ( {القَتُّ: نَمُّ الحَدِيثِ) ، وَهُوَ إِبْلاغُه على جِهَةِ الفَسَادِ، وَهُوَ} يَقُتُّ الأَحَادِيثَ {قَتًّا، أَي يَنُمُّها نَمًّا، وَكَذَا قَتَّ بينَهُم قَتًّا (} كالتَّقْتِيتِ) ، نَقله الصاغانيّ، وَالَّذِي فِي اللِّسَان: {وَتَقَتَّتَ الحَدِيث: تَتَبَّعَهُ وتَسَمَّعَه، وقِيلَ: إِنَّ القَتَّ الَّذِي هُوَ النَّميمَةُ مُشْتَقٌّ مِنْهُ.
(} والقَتْقَتَةُ، {والقِتِّيتَي) مِثَال الهِجِّيرَي، وَهُوَ تَتَبُّع، النَّمَائِمِ.
(و) القَتُّ: (الإِسْفِسْتُ) ، بالكسْر، وَهِي الفِصْفِصَةُ، أَي الرَّطْبَةُ من عَلَفِ الدَّواب، كَذَا فِي النِّهَايَة، (أَو يَابِسُهُ) ، وَبِه صَدّرَ الفَيُّوميّ فِي المِصْباح، وَفِي اللِّسَان: القَتُّ الفِصْفِصَةُ، وخصّ بعضُهم بِهِ اليابِسَةَ مِنْهَا، وَهُوَ جمعٌ عِنْد سيبويهِ، واحدته} قَتَّةٌ، قَالَ الأَعْشَى:
وَيَأْمُر لِليَحْمُوم كُلَّ عَشِيَّةٍ
{بقَتّ وتَعْلِيقٍ فَقَدْ كادَ يَسْنَقُ
وَفِي التَّهْذِيب: القَتُّ: الفِسْفِسَةُ بِالسِّين،} والقَتُّ يكونُ رَطْباً و (يكون) يابِساً، الْوَاحِدَة قَتَّةٌ، مِثَال تَمْرَةٍ وتَمْرٍ، وَفِي حَدِيث ابنِ سَلامٍ: (فإِنْ أَهْدَى إِلَيْكَ حِمْلَ تِبْنٍ أَو حِمَلَ قَتَ فإِنه رِباً) .
(و) القَتُّ: (الكَذِبُ) المُهَيَّأُ، وقولٌ! مَقْتُوتٌ، أَي مَكْذُوب، قَالَ رؤبة: قُلْتُ وقَوْلِي عِنْدَهُمْ مَقْتُوتُ
مَقَالَةَ إِذ قُلْتُها قَوِيتُ
وَقيل: مَقْتُوتٌ: مَوْشِيٌّ بِهِ مَنْقُولٌ، وَقيل: إِنّ أَمرِي عندَهُم زَرِيٌّ كالنَّمِيمَةِ والكَذِب.
(و) القَتُّ: (اتِّباعُكَ الرَّجُلَ سِرًّا) وَهُوَ لَا يَراك (لِتَعْلَمَ) مِنْهُ (مَا يُرِيدُ) .
(و) القَتُّ: (شَمُّ الرَّاعي بَوْلَ البَعِيرِ المَهْيُومِ) وَهُوَ الَّذِي أَصابَه داءُ الهُيَامِ، نَقله الصاغانيّ.
( {والقَتِّيُّونَ: جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُون) نُسِبوا إِلى بَيعِ القَتِّ، وكلامُه يَقتضي أَن تكونَ نِسْبَتُهُمْ هَكَذَا، وَلَيْسَ كذالك، وإِنما يُعْرَفُون} بالقُتَّات، وعبارةُ الصَّاغانيّ سالمةٌ من ذالك، فإِنه قَالَ: {والقَتَّاتُ: مَن يَبِيعُ القَتَّ، وَمِمَّنْ يُنْسَبُ من المُحَدِّثِين إِلى بيع القَتِّ فيهم كَثْرَةٌ.
قلتُ: فَلم يَذْكرْ أَحدٌ من أَئمّةِ النَّسبِ فُلاناً} - القَتِّيّ، وإِنما هُوَ القَتَّاتُ.
مِنْهُم: أَبو يَحْيَى القَتَّاتُ، عَن مُجَاهدٍ، ومحمدُ بنُ جعفرٍ القَتَّاتُ الكوفيّ، عَن أَبي نُعَيْمٍ، والحُسَيْنُ ابْن جَعْفَرٍ أَخوه، عَن أَحمدَ بنِ يونَس اليَرْبُوعيّ، وعنهما الطَّبَرانيُّ، ورَبِيعُ ابنُ النُّعْمَانِ القَتَّاتُ، وعُمَرُ بنُ يَزيدَ الرَّقِّيُّ القَتَّاتُ، وغيرُهم.
( {وقَتَّهُ) قَتًّا: (قَدَّهُ) ، وَعَن أَبي زيد: يُقَال: هُوَ حَسَنُ القَدِّ، وحَسَنُ القَتِّ، بِمَعْنى واحدٍ، وأَنشد:
كأَنَّ ثَدْيَيْهَا إِذَا مَا ابْرَنْتَي
حُقّانِ من عَاجِ أُجِيدَا قَتَّا
ابرَنْتَي، أَي انتصبَ (جَعَلَه فِعْلاً للثَّدْي) .
(و) } قَتَّهُ: (قَلَّلَهُ) .
(وَ) قَتَّهُ: (هَيَّأَهُ) .
(و) قَتَّه: (جَمَعَه قَلِيلاً قَلِيلاً) .
(و) قَتَّ (أَثَرَهُ) {يَقُتُّهُ قَتًّا: (قَصَّه) وتَبَتَّعَهُ.
(و) يُقَال: (رَجُلٌ قَتَّاتٌ) ككَتَّان، (} وقَتُوتٌ) كصَبُورٍ (! وقِتِّيتَي) كَهِجِّيرَي، وَهَذَا استعملوه مَصْدَراً وصِفَةً (: نَمَّامٌ، أَو) اذي (يَسَّمَّعُ أَحادِيثَ النَّاسِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُون، سواءٌ نَمَّها أَمْ لَمْ يَنُمَّهَا) .
وَقَالَ خالدُ بن جَنْبَة: القَتَّاتُ الَّذِي يَتَسَمَّعُ أَحادِيثَ النَّاس فيُخْبِرُ أَعداءَهم.
وَقيل: هُوَ الَّذِي يَكُونُ مَعَ القَوْمِ (يتحدّثون) فَيِنُمُّ عَلَيْهِم، وامْرَأَةٌ. قَتَّاتَةٌ وقَتُوتٌ: نَمُومٌ، والقَسَّاسُ: الَّذِي يَسْأَل عَن الأَخبارِ ثمَّ يَنُمُّهَا، وَفِي الحَدِيث: (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ) وَيجمع على {قُتَّاتٍ، بالضّمّ، ككُتَّابٍ.
(} والتَّقْتيتُ: جَمْعُ الأَفَاوِيهِ) كُلِّها فِي القِدْرِ (وطَبْخُها) ، وَلَا يُقَال: {قُتِّتَ، إِلا الزَّيْتُ بِهَذِهِ الصِّفة، قَالَ الأَزْهَرِيّ: يُنَشُّ بالنَّارِ كَمَا ينَشُّ الشَّحْمُ والزُّبْدُ، وَقَالَ: والأَفْوَاهُ من الطِّيبِ كثيرَةٌ.
(وزيْتٌ} مُقَتَّتٌ) ، إِذا أُغْلِيَ بالنّار ومَعَه أَفْوَاهُ الطِّيبِ.
ودُهْنٌ مُقَتَّتٌ: مُطَيَّبٌ (طُبِخَ فِيهِ الرَّياحِينُ) يُتَعالَجُ بِهِ للرِّيَاحِ (أَو خُلِط بأَدْهانٍ طَيِّبَةٍ) غَيرهَا، وهاذا عَن ثَعْلَب.
وَفِي الحَدِيث: (أَنَّه صلى الله عَلَيْهِ وسلمادَّهَنَ بِزَيْت غَيْرِ مُقَتَّت وَهُو مُحْرِمٌ) أَي غير مُطَيَّبٍ، وَقيل: الَّذِي فِيهِ الرَّيَاحِينُ، يُطْبَخُ بهَا الزَّيْتُ بَحْتاً لَا يُخَالِطُهُ طِيبٌ، قَالَه ابنُ الأَثير.
وَقَالَ خَالِد بن جَنْبَةَ: مُقَتَّتُ المَدِينَةِ لَا يُفِي بِهِ شيءٌ، أَي لَا يَغْلُو بشيْءٍ.
( {وقَتَّةُ، كضَبَّةَ) اسمُ (أُمّ سُلَيْمَانَ) بن حَبيب المُحَارِبِيّ (التّابِعِيّ) المَشْهُور يُعرَف بابنِ} قَتَّةَ، وَهُوَ القَائِلُ فِي رِثَاءِ الحُسَينِ عَلَيْهِ السلامُ:
وإِنَّ قَتِيلَ الطَّفِّ من آلِ هَاشِمٍ
أَذَلَّ رِقابَ المُسْلِمِينَ فَذَلَّتِ
(! واقْتَتَّه) ، إِذا (اسْتَأْصَلَهُ) ، قَالَ ذُو الرُّمّة: سِوَى أَنْ تَرى سَوْدَاءَ من غَيْر خِلْقَةٍ
تَخَاطَأَها {واقْتَتَّ جَارَاتِها النَّقْلُ
(و) } قُتَاتٌ (كغُرَابٍ: ع، باليَمَنِ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ الأَزهريّ: القَتُّ: حَبٌّ بَرِّيّ لَا يُنْبِتُه الآدَمِيُّ، فإِذا كانَ عامُ قَحْطٍ، وفقدَ أَهلُ الباديَةِ مَا يَقْتَاتُونَ بِهِ من لَبَنٍ وتَمْرٍ ونَحوِ، دَقُّوه، وطَبَخُوه، واجْتَزَوْا بِهِ على مَا فِيه من الخُشُونة، نقلَه عَنهُ شيخُنا.
[قتت] القَتُّ: نمُّ الحديث. تقول: فلان يَقُتُّ الأحاديثَ، أي ينمّها. وفي الحديث: " لا يدخل الجنَّة قتات ". والقتيتى مثال الهجيرى: النميمة. والقت: الفصفصة، الواحدة قتة مثل تمرة وتمر. وقتة أيضا: اسم أم سليمان بن قتة، نسب إلى أمه.

المعارك الحربية

المعارك الحربية
سجل القرآن كثيرا من المعارك الحربية التى دارت بين المسلمين وخصومهم بطريقته المصورة المؤثرة المتغلغلة إلى أعماق النفوس، وأخفى أغوار القلوب، وها هو ذا يسجل معركة بدر، أولى المعارك الكبرى التى انتصر فيها المؤمنون، على قلتهم، انتصارا مبينا على عدوهم، فيقول: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
(الأنفال 5 - 19).
تسجل الآيات الكريمة نقاشا حادّا جرى بين النبى وطائفة من المؤمنين، هو يريد أن يقنعها بأن الخير في الخروج لملاقاة العدو، وهى تريد أن تقنعه بأن الأفضل البقاء وتجنب ملاقاته، يشفع لها في اتخاذ هذا الرأى قلة عددها، ويسجل القرآن على هذه الطائفة شدة فرقها من لقاء العدو، حتى لقد دفعها ذلك إلى جدال الرسول في رأيه جدالا شديدا، وكأنما تمثلت مصارعهم أمامهم، وكأنهم يرون أنفسهم مسوقين إلى الموت سوقا، وتسجل الآيات أن الله وعد المؤمنين الظفربالعير أو بقريش، وأنهم كانوا يؤثرون أخذ العير لسهولة ذلك عليهم، ولكن الله قد دفعهم إلى الخروج لا للظفر بالغنيمة، بل ليكون ذلك تمهيدا للتمكين للدين، وإحقاق الحق وإزهاق الباطل.
ها هو ذا جيش المسلمين يسير بقلب واجف، وفؤاد مضطرب، يستمد المعونة من الله، ويستغيث به، ويطلب منه النصر، والله يستجيب له، ويعده بأن يمده بالملائكة، ليطمئن قلبه، وتسكن نفسه، وتثبت قدمه، وها هو ذا الأمن يملأ أفئدة الجند، فيجد النوم سبيله إلى عيونهم، وتجود السماء بالماء، فلا يتسرب الخوف من العطش إلى نفوسهم، والله يلقى الأمن والسكينة في قلوبهم، فيقبلون على القتال، فى جرأة وبسالة وإقدام، يتزعزع لها قلب العدو، ويمتلئ قلبه بالرعب والذهول، والمسلمون ماضون في عنف، يضربون الأعناق، ويبترون الأكف، فلا تستطيع حمل السلاح، وذلك جزاء عناد المشركين لله ورسوله.
ويتخذ القرآن من تلك المعركة درسا، ويرى أن النصر إنما كفل بهذا الإقدام المستميت، فيحذرهم إذا لاقوا العدو أن يفروا من ميدان القتال، وينذرهم إذا هم فعلوا، بأقسى ألوان العقوبات، وشر أنواع المصير، يذكرهم بأن الله هو الذى أمدهم بهذه القوة التى استطاعوا بها هزيمة عدوهم، وكأنه ينبئهم بأنهم ليس لهم عذر بعد اليوم، إذا هم أحجموا عن الجهاد، وخافوا لقاء العدو.
ويمضى القرآن بعدئذ منذرا الكافرين، مهددا إياهم، بشر مصير إن هم فكروا فى إعادة الكرة، أو غرتهم كثرتهم، ومتجها إلى المؤمنين يأمرهم بطاعة الرسول، بعد أن تبينوا أن الخير فيما اختار، والنجح فيما أشار به وأمر.
والقرآن في حديثه عن هذه الغزوة قد اتجه أكثر ما اتجه إلى رسم نفسية المقاتلين، والتغلغل في أعماقها، لأن هذه النفسية هى التى تقود خطا المجاهدين، وتمهد الطريق إلى النصر أو الهزيمة، كما اتجه إلى ما يؤخذ منها من تجربة وعظة.
وإذا كانت غزوة بدر قد انتهت بالنصر فإن غزوة أحد قد انتهت بإخفاق بعد نصر كان محققا، وقد سجل القرآن تلك الغزوة في قوله: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ  لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ، وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ
سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (آل عمران 121 - 171).
هذا الحديث المطول مؤذن بأن المحدث عنه ذو أهمية خاصة تحتاج إلى هذا الطول، ولم لا؟ وهو حديث عن هزيمة، يريد أن يقتلع آثارها من نفوسهم، وأن يبدلهم من اليأس أملا، وأن يبين لهم الحكمة فيما حدث، ولنتتبع الآيات الكريمة نرى ما رسمته، وما توحى به، وما عالجته في نفوس القوم، وكيف مستها برفق حتى اندمل جرحها واطمأنت. صورت الآيات الكريمة الرسول في ميدان القتال، يرتب الجند، ويخص كل طائفة بمكان، ويعيّن موضع كل فريق من المعركة، وقد همّ فريقان أن يتركا ميدان القتال ويفشلا، ولعلهما كانا يريان أن يعودا وينتظرا العدو في المدينة، وربما ذكر الرسول المؤمنين بنعمة الله إذ نصرهم، وهم ضعاف أذلة يوم بدر، كما أخذ الرسول يقوى روحهم المعنوية، فيحدثهم عن تأييد الله لهم بالملائكة ليطمئن قلوبهم، ويثبت أقدامهم، وليكون ذلك وسيلة لدحر الكفار، أو لتذكيرهم فيتوبون.
ذلك رسم لما كان في بدء المعركة، وما قام به الرسول من دور هام في تنظيم قوى المؤمنين، وملء أفئدتهم بالأمل وروح الإقدام.
ويمضى القرآن بعدئذ يمس جرحهم في رفق، فينهاهم عن الوهن والحزن، ويعدهم بالفوز إذا كان الإيمان الحق يملأ قلوبهم، ويحدثهم بأنهم إن كانوا قد أصيبوا فقد أصيب عدوهم بمثل ما أصيبوا به، وكأنه يقول لهم: إن القوم برغم ما أصيبوا به، لم يهنوا ولم ييأسوا، بل جاءوا إليكم مقاتلين.
ويحدثهم عن السر في انتهاء المعركة بما انتهت به، وأن ذلك وسيلة لتبين المؤمن الحق، وتمحيصه عن طريق اختباره، فليس دخول الجنة من اليسر بحيث لا يحتاج إلى اختبار قاس، كهذا الاختبار الذى عانوه في معركة القتال، ثم ينتقل بعدئذ يقرّ في نفوسهم أن الأجل أمر مقدور لا سبيل إلى تقديمه أو تأخيره، وأن كثيرا من الأنبياء حدث لأتباعهم هزائم لم تضعف من عزيمتهم ولم تؤد بهم إلى الوهن والضعف والاستكانة، وهو بذلك يضرب لهم المثل الواجب الاقتداء، وبالصبر سيظفرون كما ظفر من سبقهم.
ويعود بعد ذلك متحدثا عن سبب الهزيمة، فيبين أنهم كانوا خلقاء بالنصر، وأن الله قد صدقهم وعده، وأراهم ما يحبون، ولكنهم فشلوا وتنازعوا في الأمر فمنهم من أراد
الظفر بالغنيمة، ومنهم من كان يريد الآخرة، فكانت النتيجة هزيمة، فرّوا على إثرها مولين، لا يلوون على شىء، والرسول يدعوهم إلى الثبات، ويصف القرآن طائفة منهم قد تغلغل الشك في نفوسهم، فمضوا يظنون بالله غير الحق، ويقولون: لو كان لنا من الأمر شىء ما قتلنا هاهنا، فيرد عليهم القرآن في رفق بأن الأجل مقدر، وأن من كتب عليه القتل لا بدّ ملاقيه، ثم يسبغ الله عفوه على من فر في ميدان القتال، غافرا له زلة دفعه إليها الشيطان.
ويكرر القرآن مرة أخرى فكرة إصابتهم، وأن أعداءهم قد أصيبوا من قبلهم، وأن سبب هذه الهزيمة راجع إلى أنفسهم، كما سبق أن حدثهم عن فشلهم وتنازعهم، وأن هذا الاختبار ليتبين من آمن، ومن نافق، هؤلاء الذين ثبطوا عن القتال حينا، والذين زعمــوا أن الجهاد في سبيل الله هو الذى دنا بآجال من قتلوا، والقرآن يرد عليهم في إفحام قائلا: فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (آل عمران 168).
ويختم حديثه مسهّلا عليهم قتل من قتل في سبيل الله بأنه شهيد حى عند ربه يرزق، فرح بما أوتى من فضل الله، مستبشر بمن سيلحق به من المجاهدين، مبتهج بحياة لا خوف فيها ولا حزن.
كانت سمة هذا الحديث الطويل الرفق في الخطاب واللين في العتاب، يريد بذلك تأليف القلوب، وجمع الأفئدة، وربما جر العنف إلى أن تجمع النفوس، وتتشتت الأهواء، فى وقت كان الإسلام فيه أحوج ما يكون إلى الألفة وجمع الشمل، حتى إن الفارين أنفسهم وجدوا من عفو الله ما وسعهم بعد أن استزلهم الشيطان.
وسمة أخرى واضحة في تلك الآيات الكريمة وهى خلق الأمل في القلوب وإبعاد شبح اليأس ومرارة الهزيمة من النفوس، وقد رأينا كيف ضرب لهم الأمثلة بمن مضوا ممن قاتلوا مع النبيين، وأثار فيهم نخوة ألا يكونوا أقل قوة من أعدائهم الذين أصيبوا أشد من إصابتهم، ومع ذلك لم يهنوا ولم يضعفوا، وملأ قلبهم طمأنينة على من قتل من أحبابهم، فقد أكد لهم حياتهم حياة سعيدة، وبذلك كله مسح على قلوبهم، ومحا بعفوه آلام المنهزمين منهم، وأعد الجميع لتحمل أعباء الجهاد من جديد بنفوس مشرقة، وقلوب خالصة، يملؤها الأمل ويحدوها الرجاء في ألا تقصر في قتال، أو يدفعها زخرف الحياة الدنيا فتنصرف إليه، ناسية الهدف الرئيسى الذى تركت من أجله الوطن والأهل والولد.
وتحدث القرآن حديثا طويلا عن غزوة الأحزاب، إذ قال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلًا قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (الأحزاب 9 - 27).
أجملت الآيات في وصف نتيجة المعركة بانهزام الأحزاب ومن ظاهروهم، إجمالا يغنى عن كل تفصيل، ويحمل إلى النفس معنى النعمة التى أنعم الله بها على المؤمنين، فقد كفاهم القتال بقوته وعزته، ولا سيما إذا قرنت تلك النعمة بما أصاب المؤمنين من الخوف والرهبة من إحاطة الأعداء بهم، فقد جاءوهم من فوقهم ومن أسفل منهم حتى زاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وزلزلوا زلزالا شديدا، ألا ترى أن هذا الوصف الدقيق لنفسية المؤمنين وقد أحيط بهم، وهذا الوصف الموحى المصور، المؤذن بأن اليأس من النجاة، كاد يستولى على النفوس، ثم رأى المحاصرون أنه قد انجلى الغم عنهم، ومضى الخوف إلى غير رجعة، وأن ذلك قد تم بقدرة الله وحده، وأنهم قد كفوا القتال، وصاروا آمنين في ديارهم- ألا ترى ذلك جديرا بشكر المنعم على تلك النعمة، التى تضؤل النعم بجوارها.
وأطالت الآيات في الحديث عن هذه العوامل التى تفت في عضد الجيش الإسلامى، والتى كانت خليقة أن تنزل به أقسى الهزائم، وتلك هى المعوقون والمنافقون، وكأنه بذلك يريد أن يتدبر هؤلاء موقفهم، وأن يروا قدرة الله التى جلبت النصر وحدها، من غير أن يشترك المسلمون في قتال، فلعل في ذلك تطهيرا لقلوبهم، وسببا لعودتهم إلى الطريق السوى، وخير السبل، وقد تحدث القرآن طويلا عما يعتلج في نفوسهم، وما يبثونه من أسباب الهزيمة في صفوف المسلمين، وحكى معتقداتهم ورد عليها في حزم. فكان حديث القرآن عن هذه الغزوة حديث المصلح الذى يضع هدف إصلاح نفوس الأفراد وتطهير الجماعة من أسباب ضعفها وخذلانها. وإلى هذا يهدف القرآن حين يتحدث عن الغزوات، يعنى بالنهوض بالفرد، فتطهر نفسه، ويؤمن بالله أعمق الإيمان وأصدقه، وبالجماعة فتتلافى وسائل نقصها، وتخلص مما يقعد بها دون الوصول إلى غايتها من النصر المؤزر والاستقرار والأمن، يرفق في سبيل ذلك حينا، ويقسو حينا آخر.

الطلسم

(الطلسم) (فِي علم السحر) خطوط وأعداد يــزْعم كاتبها أَنه يرْبط بهَا روحانيات الْكَوَاكِب العلوية بالطبائع السفلية لجلب مَحْبُوب أَو دفع أَذَى وَهُوَ لفظ يوناني لكل مَا هُوَ غامض مُبْهَم كالألغاز والأحاجي والشائع على الْأَلْسِنَة طلسم كجعفر وَيُقَال فك طلسمه أَو طلاسمه وضحه وَفَسرهُ (ج) طلاسم

(الطلسم) الطلسم
الطلسم: علم يتعرف مِنْهُ كَيْفيَّة تمزيج القوى الْعَالِيَة الفعالة بالسافلة المنفعلة ليحدث عَنْهَا أَمر غَرِيب فِي عَالم الْكَوْن وَالْفساد وَاخْتلف فِي معنى الطلسم وَالْمَشْهُور أَقْوَال ثَلَاثَة الأول أَن الطل بِمَعْنى الْأَثر فَالْمَعْنى أثر اسْم الثَّانِي أَنه لفظ يوناني مَعْنَاهُ عقد لَا ينْحل الثَّالِث أَنه كِنَايَة عَن مسلط وَعلم الطلسمات أسْرع تناولا من علم السحر وَأقرب مسلكا وللسكاكي فِي هَذَا الْفَنّ كتاب جليل الْقدر عَظِيم الْخطر. وَأَيْضًا قَالُوا إِن الطلسم عبارَة بتمزيج القوى الفعالة السماوية بالقوى المنفعلة الأرضية ليظْهر من ذَلِك آثَار غَرِيبَة وأفعال عَجِيبَة وَهُوَ مَعْرُوف عِنْد الْحُكَمَاء بالليمياء كَمَا أَن الْعلم بتبديل قوى الْأَجْسَام المعدنية بَعْضهَا بِبَعْض ليحصل مِنْهُ الذَّهَب وَالْفِضَّة يسمونه بالكيمياء وَلَهُم عُلُوم أخر من هَذَا الْبَاب من الْعُلُوم الغريبة مثل السيمياء وَهُوَ الْعلم الَّذِي يتَصَرَّف بِهِ فِي خيال الْإِنْسَان ليحدث مِنْهُ مثالات خيالية لَا وجود لَهَا فِي الْخَارِج ويلتذ بهَا ويفزع عَنْهَا كَمَا يلتذ يفزع بالصور الخارجية والهيمياء وَهُوَ الْعلم بأحوال السيارات السَّبْعَة من حَيْثُ إِنَّهَا تتصرف فِي السفليات ودعوتها وتسخيرها وَمَا يتَعَلَّق بذلك وَمِنْه تسخير الجنيات والريمياء وَهُوَ الْعلم بتمزيج القوى الأرضية بَعْضهَا بِبَعْض ليحدث مِنْهُ فعل غَرِيب وَمِنْه الشعبذة وَقد عبروا عَن هَذِه الْعُلُوم الْخَمْسَة وأشاروا إِلَيْهَا بحروف (كُله سر) الْحَاصِل من جمع الْحُرُوف الَّتِي فِي أَوَائِل أَسمَاء فِي الْعُلُوم.

فيظ

ف ي ظ

من فاظ بتهامة فقد فاظ أي مات.

فيظ


فَاظَ (ي)(n. ac. فَيْظ
فُيُوْظ
فَيْظَاْنُ
فَيَظَاْن
فَيْظُوْظَة )
a. Died.

أَفْيَظَa. Made to die, smote, slew.

فَيْظa. Death.
[فيظ] نه: فيه: إنه أقطع الزبير حضر فرسه فأجرى الفرس حتى "فاظ" ثم رمى بسوطه فقال: أعطوه حيث بلغ السوط، فاظ أي مات. ومنه ح: "فاظ" وإله بني إسرائيل. وح: أرأيت المريض إذا حان "فوظه"، أي موته، والمعروف بالياء.
فيظ: الفَيْظُ والفَيْظُوْظَةُ: مَصْدَرُ فاظَتْ نَفْسُه تَفِيْظُ؛ وتَفُوْظُ فَوْظاً، وأفَاظَها غَيْرُه. وحانَ فَوْظُه: أي ماتَ. وهو يَفِيْظُ بنَفْسِه. وأفَاظَه اللهُ نَفْسَه. والفَيَظَانُ والفُيُوْظُ: مَصْدَرُ ذلك.
[ف ي ظ] فاظَ فَيْظًا وفُيُوظًا وفَيْظُوظَةً وفَيَظانًا الأخيرةُ عن اللِّحْيانِيِّ مات قال رُؤْبَةُ

(لا يَدْفِنُونَ مِنْهُمُ من فاظَا ... )

وكَذلكَ فاظَتْ نَفْسَهُ تَفِيظُ وكَرِهَها بَعْضُهم وأَفاظَهُ الله إِيّاها وحَكَى اللِّحْيانِيُّ عن الكِسائِيُّ تَفَيَّظُوا أَنْفُسَهم قالَ وقالَ بَعْضُهُم لأُفِيظَنَّ نَفْسَكَ وحُكِيَ له عن أَبِي عَمْرِو بنِ العَلاءِ أَنَّه لا يُقالُ فاظَتْ نَفْسُه إِنَّما يُقالُ فاظَ فُلانٌ وحان فَوْظُه أي فَيْظُه على المُعاقَبَةِ حكاه اللِّحْيانِيُّ وفاظَ فُلانٌ نَفْسَه أي قاءَها عن اللِّحْيانِيِّ
[فيظ] فاظَ الرجلُ يَفيظُ فَيْظاً وفُيوظاً وفَيَظاناً، إذا مات. وربَّما قالوا: فاظ يفوظ فوظا وفواظا. قال رؤبة: لا يدفنون منهم من فاظا * إن مات في مصيفه أوقاظا * أي من كثرة القتلى. وكذلك فاظت نفسه أي خرجت روحه. عن أبى عبيدة والكسائي، وعن أبى زيد مثله. قال الراجز  اجتمع الناس وقالوا عرس * ففقئت عين وفاظت نفس * وقال الاصمعي: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: لا يقال فاظت نفسه، ولكن يقال فاظ إذا مات. قال: ولا يقال فاض بالضاد بتة. وحكى الكسائي: فاظت نفسه. وفاظ هو نفسه أي قاءها، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وتَفَيَّظوا أنفسهم، أي تَقَيَّؤوها. وضربتُه حتَّى أفَظَّتْ نفسه، وأفاظ الله نفسه. قال الشاعر:

فهتكت مهجة نفسه فأفظتها

فيظ

1 فَاظَ, aor. ـِ inf. n. فَيْظٌ (ISk, T, S, M, K) and فُيُوظٌ and فَيَظَانٌ (S, M, K) and فَيْظَانٌ (Lh, TA) and فَيْظُوظَةٌ, (Lth, M, K,) He (a man, S) died; (ISk, T, S, M, K;) as also, (sometimes, S) ↓ فَاظَ, aor. ـُ inf. n. فَوْظٌ (ISk, T, S, M, K) and فَوَاظٌ; (S, K, TA; but in the CK, فُوَاظٌ, and there said to be with damm;) or, accord. to IJ, only the inf. n., فَوْظٌ, of the latter verb is used, though the verb itself is allowable on the ground of analogy. (M.) You say also, حَانَ فَيْظُهُ and ↓ فَوْظُهُ, [in the CK فُوْظُهُ,] The time came for his dying. (M, K.) In like manner, (S,) you say also, فَاظَتْ نَفْسُهُ His soul departed, or went forth; Lth, T, S, M;) on the authority of AO and Ks; and the like is related on the authority of Az; (S;) aor. ـِ (M,) inf. n. فَيْظٌ (Lth, T, M) and فَيْظُوظَةٌ; (Lth, T;) and [accord. to some,] فَاظَتْ نَفْسُهُ, inf. n. فَوْظٌ: (M:) or, when the نفس is mentioned, you say, فَاضَتْ, with ض: (K:) As says, I heard Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà say that one should not say فَاظَتْ نَفْسُهُ, (T, * S, M, *) but فاظ, (S, M,) meaning “ he died; ” and not فَاضَ, with ض, decidedly; (S;) or not فَاضَتْ: (T:) [but what was said by As respecting these two verbs has been stated more fully, and variously, in art. فيض, q. v.:] AO says that فاظت نَفْسُهُ is of the dial. of Keys; and فاضت, of the dial. of Temeem: Fr says that the people of El-Hijáz and Teiyi say the former; and Kudá'ah and Temeem and Keys say the latter: AHát says, I heard Az say that Benoo-Dabbeh alone say the latter; and ElMázinee relates the like on the authority of Az. (TA.) b2: You say also, فَاظَ نَفْسَهُ, (Ks, S, M, K,) aor. ـِ (Ks, T,) He vomited forth his soul: (Ks, S, M, K:) the verb being trans. as well as intrans. (Ks, S.) 4 افاظهُ He (God) caused him to die. (K, TA.) And you say also, ضَرَبْتُهُ حَتَّى أَفَظْتُ نَفْسَهُ [I beat him, or smote him, until I made his soul to depart, or go forth]. (S.) And لَأُفِيظَنَّ نَفْسَكَ [I will assuredly cause thy soul to depart, or go forth] (M.) And افاظهُ اللّٰهُ نَفْسَهُ [God caused him to vomit forth his soul]. (Ks, T, S, M.) تفيّظوا أَنْفُسَهُمْ They constrained themselves to vomit forth their souls. (S, TA.) [But in one copy of the S, I find يُفِيظُوا أَنْفُسَهُمْ, expl. as meaning They cause to vomit forth their souls; which suggests that the right reading may perhaps be يُفِيظُوا: or it may be يَفِيظُوا, from فَاظَ نَفْسَهُ.]

فيظ: فاظ الرجلُ، وفي المحكم: فاظَ فَيْظاً وفُيوظاً وفَيْظُوظةً

وفَيَظاناً وفَيْظاناً؛ الأَخيرة عن اللحياني: مات؛ قال رؤْبة:

والأَزْدُ أَمسَى شِلْوُهُم لُفاظا،

لا يَدْفِنُون منهمُ مَن فاظا،

إِن مات في مَصيفِه أَو قاظا

أَي من كثرةِ القَتْلى. وفي الحديث: أَنه أَقطَع الزُّبَيْر حُضْرَ

فرَسِه فأَجْرَى الفرَسَ حتى فاظ، ثم رَمَى بسوطِه فقال: أَعْطُوه حيث بلَغ

السوْطُ؛ فاظ بمعنى مات. وفي حديث قَتْل ابن أَبي الحُقَيْقِ: فاظَ والِهُ

بَني إِسرائيل. وفاظت نفسُه تَفِيظُ أَي خرَجتْ رُوحُه، وكَرِهَها

بعضُهم؛ وقال دُكَيْنٌ الراجز:

اجتَمَعَ الناسُ وقالوا: عُرْسُ،

فَفُقِئَتْ عَيْنٌ، وفاظَتْ نَفْسُ

وأَفاظه اللّهُ إِياها وأَفاظه اللّه

(* قوله «وأَفاظه اللّه إلخ» كذا

في الأصل.) نفسَه؛ قال الشاعر:

فهَتَكْتُ مُهْجةَ نَفسِه فأَفَظْتُها،

وثأَرْتُه بمُعَمّم الحِلْم

(* قوله في البيت «بمعمم الحلم» كذا بأَصله، ولعله بمعمم الحكم أَي

بمقلد الحكم، ففي الأَساس: وعمموني أَمرهم قلدوني.)

الليث: فاظت نفسُه فَيْظاً وفَيْظُوظةً إِذا خرَجَت، والفاعل فائظٌ،

وزعم أَبو عبيدة أَنها لغةٌ لبعض تميم، يعني فاظت نفسُه وفاضت. الكسائي:

تَفَيَّظُوا أَنفسَهم، قال: وقال بعضهم لأُفِيظَنَّ نفسَك، وحكي عن أَبي

عمرو بن العلاء أَنه لا يقال فاظت نفسه ولا فاضت، إِنما يقال فاظ فلان، قال:

ويقال فاظ المَيِّتُ، قال: ولا يقال فاض، بالضاد، بَتَّةً. ابن السكيت:

يقال فاظ الميتُ يَفيظ فَيْظاً ويَفُوظُ فَوْظاً، كذا رواها الأَصمعي؛

قال ابن بري: ومثل فاظ الميتُ قولُ قَطَرِيّ:

فلم أَرَ يوماً كان أَكثَرَ مَقْعَصاً،

يُبِيحُ دَماً، من فائظٍ وكَلِيم

وقال العجاج:

كأَنَّهم، من فائظٍ مُجَرْجَمِ،

خُشْبٌ نَفاها دَلْظُ بَحْرٍ مُفْعَمِ

وقال سُراقةُ بن مِرْداس بنِ أَبي عامر أَخو العباس بن مِرْداس في يوم

أَوْطاسٍ وقد اطَّرَدَتْه بنو نصر وهو على فرسه الحَقْباء:

ولولا اللّهُ والحَقْباءُ فاظت

عِيالي، وهي بادِيةُ العُروقِ

إِذا بَدَتِ الرِّماحُ لها تَدَلَّتْ،

تَدَلِّيَ لَقْوةٍ من رأْسِ نِيقِ

وحان فوْظُه أَي فَيْظُه على المعاقَبة؛ حكاه اللحياني.

وفاظ فلانٌ نفسَه أَي قاءَها؛ عن اللحياني. وضربته حتى أَفَظْتُ نفسَه.

الكسائي: فاظَت نفسُه وفاظ هو نفسَه أَي قاءَها، يتعدَّى ولا يتعدَّى،

وتَفَيَّظُوا أَنفسَهم: تَقَيَّؤُوها. الكسائي هو تَفِيظُ نفسُه. الفراء:

أَهلُ الحجاز وطَيِّءٌ يقولون فاظت نفسُه، وقُضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت

نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه. وقال أَبو زيد وأَبو عبيدة: فاظت نفسُه،

بالظاء، لغة قيس، وبالضاد لغة تميم. وروى المازني عن أَبي زيد أَن العرب تقول

فاظت نفسُه، بالظاء، إِلاَّ بني ضبة فإِنهم يقولونه بالضاد؛ ومما

يُقوِّي فاظت، بالظاء، قولُ الشاعر:

يَداكَ: يَدٌ جُودُها يُرْتَجَى،

وأُخْرَى لأَعْدائها غائظه

فأَما التي خيرُها يرتجى،

فأَجْوَدُ جُوداً من اللافِظه

وأَما التي شَرُّها يُتَّقَى،

فنَفْسُ العَدُوِّ لها فائظه

ومثله قول الآخر:

وسُمِّيتَ غَيَّاظاً، ولستَ بغائظٍ

عَدُوّاً، ولكن للصَّدِيقِ تَغِيظ

فلا حَفِظ الرحمنُ رُحَك حَيَّةً،

ولا وهْيَ في الأَرْواحِ حين تفِيظ

أَبو القاسم الزجاجي: يقال فاظَ الميتُ، بالظاء، وفاضت نفسُه، بالضاد،

وفاظت نفسُه، بالظاء، جائز عند الجميع إِلاَّ الأَصمعي فإِنه لا يجمع بين

الظاء والنفس؛ والذي أَجاز فاظت نفسه، بالظاء، يحتج بقول الشاعر:

كادت النفسُ أَن تَفِيظَ عليه،

إِذ ثَوَى حشْوَ رَيْطةٍ وبُرُودِ

وقول الآخر:

هَجَرْتُك، لا قِلىً مِنِّي، ولكنْ

رأَيتُ بَقاءَ وُدِّك في الصُّدُودِ

كهَجْرِ الحائماتِ الوِرْدَ، لمَّا

رأَتْ أَنَّ المِنِيَّةَ في الوُرودِ

تَفِيظُ نفوسُها ظَمأً، وتَخْشَى

حِماماً، فهي تَنْظُرُ من بَعِيدِ

فيظ
} كَفَاظَ {يَفِيظُ} فَيْظاً، {وفَيْظُوظَةً،} وفَيَظَاناً، مُحَرَّكَةً، {وفُيُوظاً، بالضّمِّ، ذَكَرَهُنَّ الجَوْهَرِيّ مَا عَدَا الثّانِيَةَ، فإِنَّهُ ذَكَرَهَا اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِرُؤْبَةَ، ويُقَالُ لِلْعَجّاجِ:
(والأسْدُ أَمْسَى جَمْعُهُمْ لُفَاظَا ... لاَ يَدْفِنُونَ مِنْهُمُ مَنْ} فَاظَا)
إِنْ ماتَ فِي مَصِيفِهِ أَو قاظا أَيْ مِنْ كَثْرَةِ القَتْلَى.
وَفِي الحَدِيثِ: أَنَّهُ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسَهِ، فَأَجْرَى الفَرَسَ حَتَّى {فاظ، ثُمَّ رَمَى بِسَوْطِهِ، فقالَ: أَعْطُوهُ حَيْثُ بَلَغَ السَّوْطُ. وفِي حَدِيثِ قَتْلِ ابنِ أَبِي الحُقَيْقِ: فاظَ وإِلهِ بَنِي إسْرائِيلَ.
} وأَفَاظَهُ اللهُ تَعَالَى: أَمَاتَهُ، ويُقَالُ: ضَرَبْتُهُ حَتَّى {أَفَظْتُ نَفْسَهُ،} وأفاظ الله تَعَالَى نَفسه قَالَ:
(فهَتَكْتُ مُهْجَةَ نَفْسِه {فَأَفْظْتُهَا ... وثَأَرْتُه بمُعَمِّمِ الحِلْمِ)
قَالَ الجَوْهَرِيّ: وكَذلِكَ} فاظَتْ نَفْسُه، أَي خَرَجَت رُوحُه، عَن أَبِي عُبَيْدَةَ والكِسائيّ، وَعَن أَبِي زَيْدٍ مِثْلُهُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: سَمِعْتُ أَبا عَمْرِو بنَ العَلاءِ يَقُولُ: لَا يُقَالُ: فَاظَتْ نَفْسُه، ولكْنْ يُقَالُ: فَاظَ، إِذا ماتَ. قالَ: وَلَا يُقَالُ: فاضَ بَتَّةً. وحَكَى الكِسَائِيّ: فَاظَتْ نَفْسُه، وفَاظَ هُوَ نَفْسَهُ، أَيْ قاءَهَا، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، هكَذَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عَنهُ: فعَلَى هَذَا قَوْلُ شَيْخِنَا. قُلْتُ: الصَّوابُ فَاظَتْ نَفْسُ. وقولُه: قَاءَهَا من قَبِيحِ التَّعْبِيرِ لَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ، فإِنّ الَّذِي ذَكَرَهُ المُصَنِّف هُوَ نَصُّ الكِسَائيّ، وكَأَنَّ شَيْخَنا اشْتَبَه عَلَيْهِ الحالُ وغَفَلَ عَن النُّصُوص، أَوْ إِذا ذَكَرُوا نَفْسَه ففاضَتْ بالضَّادِ، وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ. وأَنْشَدَ لِدُكَيْنِ بنِ رَجاءٍ الفُقَيْمِيّ بالضّادِ وذلِكَ أَنَّهُ أَتَى عُرْساً فحُجِبَ فَرَجَزَ بِهِمْ: اجْتَمَعَ النّاسُ وقَالُوا عُرْسُ إِذا قِصاعٌ كالأَكُفِّ خَمْسُ زَلَحْلَحَانق مُصْغَرَانٌ مُلْسُ ودُعِيَتْ قِيْسٌ وجَاءَتْ عَبْسُ ففُقِئَتْ عَيْنٌ، وفَاضَتْ نَفْسُ هَكَذا هُوَ بالضّادِ. ورَوَاهُ الجَوْهَرِيُّ: {وفاظَت، بالظَّاءِ، وقِيلَ: فَاضَتْ بالضّادِ لُغَةُ دُكَيْنٍ وَحْدَهُ.
ولُغَةُ سَائِر العَرَبِ: فاظَتْ نَفْسُه.
وقالَ أَبُو حاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبا زَيْدٍ يَقُول: بَنُو ضَبَّةَ وَحْدَهُمْ يَقُولُون: فَاظَتْ نَفْسُهُ. قُلْتُ ورَوَاهُ مِثْلَهُ المازِنيُّ عَن أَبي زَيْدٍ. وقَالَ اللَّيْثُ: فَاظَتْ نَفْسُهُ، إِذا خَرَجَتْ، والفاعِلُ} فائظٌ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: أَهْلُ الحَجاَزِ وطَيِّئ يَقُولُونَ: {فَاظَتْ نَفْسُهُ. وقُضَاعَةُ وتَمِيمٌ وقَيْسٌ يَقُولُون: فاضَتْ نَفْسُهُ مِثْلُ فَاضَتْ دَمْعَتُه. وقالَ أَبو زَيْدٍ، وأَبُو عُبَيْد: فَاظَتْ نَفْسُه بالظاءِ لُغَةُ قَيْس وبالضاد لُغَةُ تَمِيمٍ. ومِمّا يُقَوِّي فاظَتْ بالظّاءِ قَوْلُ الشّاعِر:
(يَدَاكَ يَدٌ جُودُهَا يُرْتَجَي ... وأُخْرَى لأعدائها غائظه)

(فأَمَّا الَّتِي خَيْرُهَا يُرْتَجَي ... فَأَجْوَدُ جُوداً مِنَ اللافِظَهْ)

(وأَمَّا الَّتِي شَرُّها يُتَّقَى ... فَنَفْسُ العَدُوَّ لَها} فائظَةْ) ومِثْلُهُ قَوْلُ الحُضَيْنِ بنِ المُنْذِرِ.
ولاَ هِيَ فِي الأَرْوَاحِ حِينَ تَفِيظُ وَقد مَرَّتِ الأَبْيَاتُ فِي غيظ. وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ الزَّجّاجِيّ: يُقالُ فَاظَ المَيِّت، بالظّاءِ، وفَاضَتْ نَفْسُه، بالضاد، وفاظتْ نفسُه، بالظاءِ جائِزٌ عِنْدَ الجَمِيعِ إِلاّ الأَصْمَعِيّ، فإِنّهُ لَا يَجْمَعُ بَيْنَ الظَّاءِ والنَّفْسِ. والَّذِي أَجازَ فاظَتْ نَفْسُهُ يَحْتَجُّ بِقَوْلِ الشاعِرِ:
(كادَتِ النَّفْسُ أَنْ {تَفِيظَ عَلَيْهِ ... إِذْ ثَوَى حَشْوَرَيْطَةٍ وبُرُودِ)
وقَوْلِ الآخَرِ:
(هَجَرْتُكَ لَا قِلىً مِنِّي ولكِنْ ... رَأَيْتُ بَقَاءَ وُدِّكِ فِي الصُّدُودِ)

(كهَجْرِ الحَائماتِ الوِردَ لَمَّا ... رَأَتْ أَنَّ المَنِيَّةَ فِي الوُرُودِ)

(تغيظ نفوسها ظمأ وتخشى ... حمامأ فَهِيَ تنظر من بعيد)
وحَانَ} فَيْظُه، وفَوْظُه، أَي مَوْتُه. على المُعَاقَبَةِ، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيّ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {تَفَيَّظُوا أَنْفُسَهُمْ: تَقَيَّئُوها، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.} والفَيْظَانُ، بالفَتْحِ: لُغَةٌ فِي! الفَيَظَانِ، بالتَّحْرِيكِ، عَن اللِّحْيَانِيّ. 

محح

[محح] المَحُّ: الثوب البالي. وقد مَحَّ الثوبُ وأَمَحَّ: بَلِيَ. والمُحُّ بالضم: صُفْرَةُ البيض. وقال ابن الزِبَعْرى: كانت قريشٌ بيضَةٌ فَتَفَلَّقَتْ * فالمُحُّ خالصُهُ لعبدِ منافِ والمَحَّاحُ: الذي يرضيك بالقول ولا فِعْلَ له، وهو الكذاب.
(م ح ح) : (مُحُّ) الْبَيْضَةِ صُفْرَتُهَا.
[محح] نه: فيه: فلن تأتيك حجة إلا دحضت ولا كتاب زخرف إلا ذهب نوره و"مح" لونه، مح الكتاب وأمح أي درس، وثوب مح: خلق. ومنه ح المتعة: وثوبي "مح"، أي خلق بال.
م ح ح

كأنه محّ البيضة، ومحّ الثوب وأمحّ: بلى. قال:

ألا يا قتل قد خلق الجديد ... وحبّك ما يمحّ وما يبيد
(محح) - في حديث مُتْعَةِ النِّساء: "وَثَوْبِى مَحٌّ"
: أي خَلَقٌ بالٍ.
يُقَال: مَحَّ الثَّوْبُ: أي بَلِىَ - يَمَحُّ وَيمُحُّ، وأَمَحَّ أَيْضًا.
محح
مُحّ [مفرد]: ج أمحاح: (حن) مادّة بروتينيّة صفراء توجد في سيتوبلازم البيضة، وتُستخدم غذاء للجنين أثناء نموّه "بدأت الأمُّ في إطعام طفلها الصغير محّ البيض". 

محح


مَحَّ(n. ac.
مَحّ
مَحَح
مُحُوْح
مُحُوْحَة)
a. Was worn out.
b. Became obliterated.
c.(n. ac. مَحَاْحَة), Flattered (liar).
أَمْحَحَa. see I (a)
مَحّa. Worn-out (garment).
مُحّa. The best of. — Yolk of an egg.

مُحَّةa. see 3 (b)
مَحَحa. see 1
أَمْحَحُa. Fat.

مُحَاْحa. Hunger.

مَحَّاْحa. Wheedler, cozener, cheat.
(م ح ح)

المَحُّ: الثَّوبُ الخَلَقُ. مَحَّ يَمِحُّ ويِمُحُّ ويَمَحُّ مُحُوحا ومَحَحاً وأمَحَّ.

ومُحُّ كل شَيْء: خالصه.

والمُحُّ والمُحَّةُ: صُفْرَة الْبيض، وَإِنَّمَا يُريدون فص الْبَيْضَة لِأَن المُحَّ جَوْهَرٌ والصُّفْرَةَ عرض وَلَا يُعَبَّر بِالْعرضِ عَن الْجَوْهَر اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تكون الْعَرَب قد سمت مح الْبَيْضَة صفرَة، وَهَذَا مَا لَا اعرفه، وَإِن كَانَت الْعَامَّة، وَقد اولعت بذلك.

والمحُاحُ: الجوعُ.

ورجُلٌ مَحَّاحٌ: كَذَّاب يُرِضِى بالْقَوْل دون الْفِعْل، وَقيل: هُوَ الكَذَّاب الَّذِي لَا يَصْدُقُكَ اثره يَكْذبُك من أَيْن جَاءَ. قَالَ ابْن دُرَيْد: احْسِبُهُمْ رَوَوْا هَذِه الْكَلِمَة عَن أبي الْخطاب الاخفش.

ورَجُل مَحْمَحٌ ومحَامِحٌ: خَفِيفٌ نَزِقٌ. وَقيل: ضيِّقٌ بخيل. قَالَ اللحياني: وَــزعم الْكسَائي انه سَمعَ رَجُلاً من بني عَامر يَقُولُ: إِذا قيل لنا: أُبْقِي عنْدَكُمْ شَيْء؟ قُلْنا: مَحْماحْ. أَي لم يبْق شَيْء. 

محح: المَحُّ: الثوبُ الخَلَقُ البالي. مَحَّ يَمِحُّ ويَمُحُّ ويَمَحُّ

مُحُوحاً ومَحَحاً وأَمَحَّ يُمِحُّ إِذا أَخْلَقَ؛ وكذلك الدار إِذا

عَفَتْ؛ وأَنشد:

أَلا يا قَتْلَ قد خَلُقَ الجَدِيدُ،

وحُبُّكِ ما يُمِحُّ وما يَبِيدُ

وثوب ماحٌّ. وفي الحديث: فلن تأْتِيَكَ حجة إِلا دَحَضَتْ ولا كتاب

زُخْرُفٌ إِلا ذهب نوره ومَحَّ لونُه؛ مَحَّ الكتابُ وأَمحَّ أَي دَرَس. وثوب

مَحٌّ: خَلَقٌ. وفي حديث المُنَعَّمةِ. وثوبي مَحٌّ أَي خَلَقٌ بالٍ.

ومُحُّ كل شيءٍ: خالصه. والمُحُّ والمُحَّةُ: صُفْرة البيض، قال ابن

سيده: وإِنما يريدون فَصَّ البيضة لأَن المُحَّ جوهر والصفرة عرض، ولا يعبر

بالعرض عن الجوهر، اللهم إِلا أَن تكون العرب قد سمت مُحَّ البيضة

صُفْرَةً، قال: وهذا ما لا أَعرفه وإِن كانت العامّة قد أُولِعَتْ بذلك؛ وأَنشد

الأَزهري لعبد الله بن الزِّبَعْرى:

كانت قُرَيشٌ بَيْضَةً فتَفَلَّقَتْ،

فالمُحُّ خالِصُها لعبدِ مَنافِ

قال ابن بري: من روى خالصة، بالتاء، فهو في الأصل مصدر كالعافية؛ ومنه

قوله تعالى: إِنا أَخلصناهم بخالصة ذِكْرَى الدار، فذكرى فاعلة بخالصة،

تقديره بأَن خلصت لهم ذكرى الدار، وقد قرئَ بالإِضافة، وهي في القِراءَتين

مصدر؛ ومن روى خالصه بالهاء فلا إِشكال فيه. وقال ابن شُمَيْل: مُحُّ

البيض ما في جوفه من أَصفر وأَبيض، كلُّه مُحٌّ، قال: ومنهم من قال:

المُحَّةُ الصفراء، والغِرْقئُ البياضُ الذي يؤْكل. أَبو عمرو: يقال لبياض

البيض الذي يؤْكل الآحُ، ولصفرتها الماحُ. والمُحاحُ: الجوعُ.

ورجل مَحَّاحٌ: كذاب يُرْضِي الناسَ بالقول دون الفعل؛ وفي التهذيب:

يرضي الناسَ بكلامه ولا فعل له وهو الكذوب؛ وقيل: هو الكذاب الذي لا يصدقك

أَثره يكذبك من أَين جاءَ؛ قال ابن دريد: أَحسبهم رووا هذه الكلمة عن أَبي

الخطاب الأَخفش؛ ويقال: مَحَّ الكذاب يَمُحُّ مَحاحَةً.

ورجل مَحْمَحٌ ومُحامِحٌ

(* قوله «ومحامح» الذي في القاموس: المحمح

والمحماح أي بفتح فسكون فيهما، لكن الشارح أقر ما هنا، فيكون ثلاث لغات، وزاد

المجد أيضاً. المحاح كسحاب الأرض القليلة الحمض. والأمح: السمين،

كالأبج. وتمحمح: تبحبح، وتمحمحت المرأَة دنا وضعها.): خفيف نَذْلٌ، وقيل:

ضَيِّقٌ بخيل. قال اللحياني: وزعم الكسائي أَنه سمع رجلاً من بني عامر يقول:

إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيءٌ؟ قلنا: مَحْماح أَي لم يبق شيءٌ.

الأَزهري: مَحْمَحَ الرجلُ إِذا أَخلص مودته.

محح
: ( {المَحُّ: الثَّوبُ) الخَلَق (البالِي) } كالْمَاحّ. (وَقد {مَحَّ} يَمُحُّ) كشَدّ يَشُدّ، (و) مَحّ (يَمِحّ) كفَرَّ يَفِرّ، لُغتانِ صَحيحتانِ، خِلافاً لشَيْخِنَا، فإِنّه ادّعى فِي الثَّانِيَة الشُّذُوذَ، ( {مَحًّا} ومَحَحاً) ، محرَّكَةً، ( {ومُحوحاً) ، بالضمّ،} وأَمَحَّ {يُمحُّ، إِذا أَخْلَقَ وكذالك الدارُ إِذا عَفَتْ. وأَنشدَ:
أَلاَ يَا قَيْلَ قد خَلُقَ الجَديدُ
وحُبُّكِ مَا يُمِحُّ وَمَا يَبيدُ
وهاذا قد ذَكرَها الزّمخشريُّ فِي (الأَساس) ، وَابْن مَنْظُور فِي (اللّسان) .
} والمُحُّ، بالضَّمّ: خالُصِ كلّ شيْءٍ، (و) {المُحُّ: (صُفْرَةُ البَيْض} كالْمُحَّة) . قَالَ ابنُ سَيِده: وإِنّما يُريدُون فَصّ البَيْضةِ، لأَنّ المُحَّ جَوْهَرٌ والصُّفرةُ عَرَضٌ، وَلَا يُعبَّر بالعَرَض عَن الجَوْهر، اللَّهُمَّ إِلاّ أَن تكون العربُ قد سَمّت مُحَّ البَيضةِ صُفْرةً. قَالَ: وهاذا مَا لَا أَعرِفه، وإِن كَانَت العامّة قد أُولِعتْ بذالك. أَنشدَ الأَزْهَرِيُّ لعبد الله بن الزِّبَعْرَى:
كانَتْ قُرَيْشٌ بَيْضةً فتفَلَّقَتْ
{فالمُحُّ خالِصُها لعَبْدِ مَنَافِ
(أَو مَا فِي البَيْضِ كلِّه) من أَصفَرَ وأَبيضَ، قَالَه ابْن شُمَيْل. قَالَ: وَمِنْهُم من قَالَ} المُحَّة: الصَّفْراءُ، والغِرْقِىءُ: البَياضُ الّذي يُؤكَل. وَقَالَ أَبو عَمرو: يُقَال لبياضِ البَيْضِ الّذي يُؤكَل: الآحُ، ولصُفرته الماحُ، وسيأْتي.
(و) {المُحَاحُ (كغُرَابٍ: الجُوحُ. و) } المَحَّاح (ككتَّان: الكَذَّاب، ومَنْ يُرضيكَ بقَولِهِ وَلَا فِعْلَ) ، وَفِي (التَّهْذِيب) يُرضِي النّاسَ بِكَلَامِهِ وَلَا فِعْلَ (لَه) ، وَهُوَ الكَذُوب وَقيل هُوَ الكَذَّاب الّذي لَا يَصْدُقُك أَثَره، يَكْذِبك من أَينَ جاءَ، قَالَ ابْن دُرَيْد: أَحْسبهم رَوَوْا هاذه الكلمةَ عَن أَبي الخَطّاب الأَخفشِ. وَيُقَال {مَحّ الكَذّاب} يَمُحُّ {مَحَاحَةً.
(و) } المَحَاحُ، (كسَحَاب) ، من (الأَرْض: القَليلةُ الحَمْضِ) . يُقَال أَرْضٌ {مَحَاحٌ.
(} والمَحْمَحُ {والمَحْمَاح) } والمُحَامِح: (الخَفيف النَّزِقُ) ككَتِفٍ، وَفِي نُسْخَة: النَّذْل (و) قيل: هُوَ (الضَّيِّقُ البَخيلُ) .
(والأَمَخُّ: السَّمِينُ) ، كالأَبَحّ.
(و) فِي (التَّهْذِيب) : (مَحْمَحَ فُلاَناً) ، إِذا (أَخْلَصَ مَوَدَّتَه) .
( {وتَمَحْمَحَ: تَبَحْبَحَ. و) } مَحْمَحَتِ (المَرْأَةُ: دنا وَضْعُها) . ( {ومَحْمَاحِ) ، بالكِسْرِ، بمعنَى (بَحْبَاحِ) . قَالَ اللِّحْيانيّ: وَــزعم الكسائيّ أَنّه سمعَ رَجُلاً من بني عامِرٍ يَقُول: إِذا قيلَ لنا أَبَقِي عنْدكُمْ شيءٌ قلْنا: مَحْمَاحِ، أَي لم يَبْقَ شيءٌ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} مَحَّ الكِتَابُ! وأَمحَّ، أَي دَرَسَ.

موج

موج


مَاجَ (و)(n. ac. مَوْج)
a. Tossed, heaved, swelled; fluctuated, undulated; was
agitated; became confused.
b. ['An], Deviated, swerved from.
تَمَوَّجَa. see I (a)
مَوْج
(pl.
أَمْوَاْج)
a. Waves, billows; breakers; surge.

مَوْجَةa. Wave, billow; breaker.

مَوْجَىa. Swift.

مَاْوِجa. Tumultuous.
b. Agitated.

مَوَّاْجa. see 21 (a)
N. Ag.
تَمَوَّجَa. see 21 (b)
مَوْجَة الشَّبَاب
a. Prime of youth.
[موج] ماجَ البحرُ يَموجُ مَوْجاً: اضطربت أمواجه. وكذلك الناس يَموجون.
[موج] نه: فيه: "يموج" في بعض، أي يختلطون حيارى. ط: ماج الناس: اختلط بعضهم ببعض. ن: تموج- كتقول أي تضطرب ويدفع بعضها بعضًا لعظمها وكثرة شيوعها.
م و ج: (مَاجَ) الْبَحْرُ مِنْ بَابِ قَالَ، اضْطَرَبَتْ (أَمْوَاجُهُ) وَالنَّاسُ يَمُوجُونَ. 
موج
المَوْج في البحر: ما يعلو من غَوارب الماء.
قال تعالى: فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ
[هود/ 42] ، يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ [النور/ 40] ومَاجَ كذا يَمُوجُ، وتَمَوَّجَ تَمَوُّجاً: اضطرب اضطرابَ الموج. قال تعالى: وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ [الكهف/ 99] .
م و ج : مَاجَ الْبَحْرُ مَوْجًا اضْطَرَبَ وَالْمَوْجَةُ أَخَصُّ مِنْ الْمَوْجِ وَجَمْعُ الْوَاحِدَةِ عَلَى لَفْظِهَا مَوْجَاتٌ وَجَمْعُ الْمَوْجِ أَمْوَاجٌ مِثْلُ ثَوْبٍ وَأَثْوَابٍ وَتَمَوَّجَ اشْتَدَّ هِيَاجُهُ وَاضْطِرَابُهُ وَمِنْهُ قِيلَ مَاجَ النَّاسُ إذَا اخْتَلَفَتْ أُمُورُهُمْ وَاضْطَرَبَتْ. 
م و ج

بحر مائج، وماج البحر وتموّج، وارتفعت موجة عظيمة وموج كثير وأمواج.

ومن المجاز: ماج الناس في الفتنة، وهم يموجون فيها، وماجت الفتنة. والسلعة تموج بني الجلد واللحم. وفعل ذلك في موجة شبابه وغلوة شبابه: في عنفوانه. وماجت يدا الناقة وملاطاها في السير، وإنها لموجى الحبال إذا جالت أنساعها. قال العجير السلوليّ:

ولما تصدّى للرّواح انبرت له ... براكبها موجى الحبال زهوق

وماج فلان عن الحق: مال عنه.

موج: المَوْجُ: ما ارتفع من الماء فوق الماء، والفعل ماجَ الموجُ،

والجمع أَمْواج؛ وقد ماجَ البحرُ يموجُ مَوْجاً ومَوَجاناً ومُؤُوجاً،

وتَموَّج: اضطرَبَت أَمواجُه. ومَوْجُ كلِّ شيء وموَجانُه: اضطرابُه.

والمُؤُوجُ: مُؤُوجُ الدَّاغِصَةِ. ومُؤُوجُ السِّلْعَة: تَموُّرٌ بين

الجلد والعظم. ابن الأَعرابي: ماجَ يَموج إِذا اضطرَب وتحَيَّر. ورجلٌ

مَؤُوجٌ: مائجٌ؛ أَنشد ثعلب:

وكلُّ صاحٍ ثَمِلاً مَؤُوجا

والناسُ يَموجون، وماجَ الناسُ: دخل بعضُهم في بعض. وماج أَمْرُهم:

مَرِجَ. وفرَسٌ غَوْجٌ مَوْجٌ إِتْباع

(* قوله «غوج موج اتباع» سبق في مادة

غوج: وفرس غوج موج؛ غوج جواد، وموج اتباع.) أَي جَوَاد، وقيل: هو الطويلُ

القَصَبِ، وقيل: هو الذي يَنْثَني فيَذهبُ ويجيءُ.

موج

1 مَاجَ, aor. ـُ inf. n. مَوْجٌ (S, K, &c.) and مَوَجَانٌ and مُؤُوجٌ; (TA;) It (the sea) was in a state of commotion; was tumultuous; (Msb;) was agitated with waves, conflicting, or dashing together; (S, K;) as also ↓ تموّج: (TA;) or this latter signifies it (the sea) was, or became, very tumultuous. (Msb.) [You say,] مَاجَ المَوْجُ The waves were in a state of commotion; were tumultuous; conflicted, or dashed together. (TA.) [And hence,] مَاجَ أَمْرُهُمْ (assumed tropical:) Their affair became in a confused and disturbed state. (TA.) b2: مَاجَ, inf. n. مَوْجٌ and مَوَجَانٌ, (assumed tropical:) It (anything) was in a state of commotion, or agitation. (TA.) b3: مَاجَ (tropical:) He was in a state of commotion, or agitation, and confounded, perplexed, or amazed. (IAar.) b4: النَّاسُ يَمُوجُونٌ (tropical:) The people, or men, are in a state of commotion, or tumultuous. (S.) b5: مَاجَتِ النَّاسُ (tropical:) The people were in a discordant and disturbed state of affairs. (Msb.) b6: مَاجَ عَنِ الحَقِّ, inf. n. مَوْجٌ, (tropical:) He declined from the truth, or from the true, right, or just, course. (A, K.) b7: مَاجَتِ الدَّاغِصَةُ, inf. n. مُؤُوجٌ, (tropical:) The patella, or knee-pan, moved backwards and forwards, or from side to side, between the skin and the bone, or, as in one copy of the K, flesh: (K, TA:) and in like manner السِّلْعَةُ [the ganglion]. (TA.) 5 تَمَوَّجَ see 1.

مَوْجٌ, [a coll. gen. n., Waves; billows; surges; or a collection of waves;] water rising above other water: (TA:) pl. أَمْوَاجٌ: (S, K, Msb:) مَوْجَةٌ has a more special signification; [namely, a wave, a single wave;] and the pl. of this, which is the n. un., is مَوْجَاتٌ. (Msb.) b2: فَرَسٌ غَوْجٌ مَوْجٌ: see art. غوج. موج is here an imitative sequent. (TA.) b3: مَوْجَةُ الشَّبَابِ (tropical:) The prime of youth. (K.) ناقة مَوْجَى (assumed tropical:) A swift (نَاجِيَة: in the CK نَاجِبَة) she-camel, whose أَنْسَاع [or woven thongs of the fore girth] have moved round (جَالَت) by reason of the backward and forward motion (اِخْتِلَاف) of her fore and hind legs. (K.) مَوَّاجٌ [A sea tumultuous with waves]. (K, art. رد.) مَائِجٌ A sea in a state of commotion; tumultuous; agitated with waves, conflicting, or dashing together. (TA.) b2: Also, and ↓ مُتَمَوِّجٌ, A man in a state of commotion, or agitation. (TA.) مُتَمَوِّجٌ: see مَائِجٌ.
موج: موج: تستعمل مجازا في الحديث عن حشد كبير يتحرك، فوق فسحة من الأرض، مثل أمواج البحر (ابن جبير 6: 187): تموج الأرض بهم موجا (البربرية 2: 279) الأرض تموج سبيا (وفيه 9: 400): وقد ماجت الأرض بالجيوش (400: 4 المقدمة 2: 211): عندما كانت أفريقية مستبحرة العمران كثيرة الساكن تموج بأهلها موجا.
ماجوا: في محيط المحيط (يقال ماج الناس: اختلفت أمورهم واضطربت) (أخبار 7: 103).
ماج بعضهم في بعض تزاحم الناس بعضهم أمام بعض (وعلى سبيل المثال) الجيش المنهزم دون نظام (كارتاس 173:16، البربرية 1: 461، 5 أو 6: 601، 2) وكان (فوك) قد وضع نصب عينيه هذا المعنى حين عدى الفعل ماج بحرف الباء وجعل المصدر موجان في مادة angustiare.
ماج: يقال عن الطير حين يرفرف أو يخفق مع الريح (كارتاس 60: 18).
موج: انظرها عند (فوك) في مادتي flucluare و marisunda.
موج الهواء: (البربرية 1: 615).
موج: تموج، فار، ثار، هاج (في لحديث عن امواه البحر) (الكالا: herver la mar، ondear، تمويج: hervor de la mar. مموج ondoso) .
تموج: في محيط المحيط (تموج البحر تموجا اشتد هياجه واضطرب) (فوك، بوشر، معجم ابن جبير، معجم التنبيه، أبو الوليد 147:13 معيار الاختبار 22، 2، موللر 22، باين سميث 1148؛ تموج الهواء: (مقدمة 2، 125، 10، 211، 14، 16 و17، 212، 1 و2).
تموج: قلق، احتار (بابن سميث 1455).
تماوج: تموج (بوشر، بابن سميث 1149)؛ تماوج: عوم. طفو (بوشر). تماوج: (مجازا). تردد، حيرة (بوشر).
تماوج: قلق، حيرة (بابن سميث 1455). تماوج: ترنح (السكران) (ألف ليلة برسل 4: 86).
موج: والجمع امواج: غليان، هيجان (باين سميث 1515).
موج: والجمع موجات (بالأسبانية mocho) : بومة أذان الحمار، بومة كبيرة (الكالا). وعند (جاكسون 71) muka.
موجة: عاصفة (معجم اللاتيني - procella) .
موجي: متماوج (بوشر).
مموج: متموج، قماش موشى متموج، نسيج متموج المظهر، مخير (بوشر).
مموج: شملة مموجة من الصوف أو وبر الماعز تلقى على الكتفين (انظر الملابس 328).
قماش حرير مموج: مخير ومشدود فيه الحرير، أي مضيق عليه (بوشر).
مماوج: نسيج متموج المظهر، مخير (بوشر).
موج
: ( {المَوْجُ) : مَا ارتفعَ مِن الماءِ فوقَ الماءِ، ماجَ المَوْجُ.
(والمَوْجُ: اضْطرابُ} أَمواجِ البَحْرِ) وَقد {مَاجَ} يَمُوجُ {مَوْجاً} ومَوَجَاناً {ومُؤُوجاً} وتَموَّجَ: اضْطَرَبَتْ {أَمواجُه.} ومَوْجُ كلِّ شيْءٍ {ومَوَجَانُه؛ اضْطِرابُه. وَعَن ابْن الأَعرابيّ:} ماجَ {يَمُوجُ: إِذا اضطربَ وتَحَيَّرَ.
(و) مَوْجُ بنُ قَيسِ بنِ مازِنٍ ابنُ أُختِ القُطَامِيّ، (شاعِرٌ تَغْلَبِيٌّ) خَبيثُ، أَو هُوَ} مَوْجُ بنُ أَبي سَهْم، أَخو بني عبدِ الله بنِ غَطَفَانَ، شَاعِر أَيضاً؛ كَذَا نقلَه شَيخنَا عَن المُختلِف والمُؤتلِف للآمديّ.
(و) من الْمجَاز: المَوْجُ: (المَيْلُ) . يُقَال: {مَاجَ (عَن الحَقِّ) : مَالَ عَنهُ، من الأَساس.
(و) من عُقْبَةَ بنِ غَزْوَانَ: (مَوْجَةُ الشَّبابِ: عُنْفُوانُه) .
(و) من الْمجَاز: (نَاقَةٌ مَوْجَى، كَسَكْرَى) ، أَي (ناجيَةٌ قد جَالتْ أَنْسَاعُها لاختلافِ يَدَيْها ورِجْلَيْها) .
(و) من الْمجَاز: (ماجَتِ الدّاغِصَةُ) والسَّلْعَة (مُؤُوجاً) ، بالضّمّ (: مارَتْ بَين الجِلْدِ والعَظْمِ) ، وَفِي نسخةٍ: (اللَّحم) بدل (الْعظم) .
(} وماجَهْ) بِسُكُون الهاءِ، كَمَا جَزَمَ بِهِ الشَّمُسُ ابنُ خِلِّكانَ: (لقب والدِ) الإِمام الحافِظ أَبي عبدِ الله (محمَدِ بن يَزيدَ) الرَّبَعِيّ (القَزْوينيّ، صاحِب) التَّفْسِير والتاريخ و (السُّنَن) ، وُلِد سنة 209، عَن إِبراهيمَ بنِ محمّدٍ الشافعيّ وأَبي بكرِ بنِ أَبي شَيْبَة، وَعنهُ محمَّدُ بنُ عِيسى الأَبْهَرِيّ وعليُّ بنُ إِبراهيمَ القَطّانُ، مَاتَ لثمانٍ بَقينَ من رَمضان سنة 273، وصلّى عَلَيْهِ أَخوه أَبو بكرٍ، (لَا جَدّه) أَي لَا لَقبُ جَدِّه، كَمَا زَعمــه بعضٌ. قَالَ شيخُنا: وَمَا ذَهبَ إِليه المُصنّف، فقد جَزَم بِهِ أَبو الْحسن القَطَّان، ووافقَه على ذالك هِبَةُ الله بنُ زَاذانَ وغيرُه، قَالُوا: وَعَلِيهِ فيُكتَب (ابْن {مَاجَه) ، بالأَلف لَا غير. وَهُنَاكَ قَول آخرُ ذَكره جماعةٌ وصَحَّحوه، وَهُوَ أَن (ماجَه) اسمٌ لأُمّه؛ وَالله أَعلم.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
رَجلٌ} مائِجٌ، أَي مُتموِّجٌ. وبَحرٌ مائِجٌ، كذالك.
{وماجَ أَمْرُهم: مَرِجَ.
وفَرسٌ غَوْجٌ} مَوْجٌ، إِتباعٌ، أَي جَوَادٌ. وَقيل: هُوَ الطَّويلُ القَصَبِ. وَقيل: هُوَ الَّذِي يَنْثِني فيَذهَبُ وَيِجىءُ.
وَمن الْمجَاز: {ماجَتِ النَّاسُ فِي الفِتْنة، وهم} يَمُوجون فِيهَا.
موج
ماجَ يمُوج، مُجْ، مَوْجًا ومَوَجانًا، فهو مائج
• ماج البحرُ: ثار، ارتفع ماؤُه وهاج واضطربت أمواجُه "ماجتِ الفتنةُ: ثارت".
• ماج القومُ:
1 - اختلفت أمورُهم واضطربت، وازدحموا لكثرتهم "ماجتِ الجماهيرُ: تحرّكت بشكل متموّج أو صاخب- ما إن علموا بازدياد الأسعار حتى هاجوا وماجوا".
2 - دخل بعضُهم في بعض " {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} ". 

تموَّجَ يتموّج، تموُّجًا، فهو مُتموِّج
• تموَّج البحرُ وغيرُه: اشتدّ هياجُه واضطرب "تموَّج الزّرعُ- تموّجت صفوفُ المتظاهرين". 

موَّجَ يموِّج، تمويجًا، فهو مُموِّج، والمفعول مُموَّج
• موَّج النَّسيجَ: جعله متموِّج الألوان ذا ألوان متغايرة حسب الإضاءة. 

تموُّج [مفرد]:
1 - مصدر تموَّجَ.
2 - أخذ شكل الأمواج في الارتفاع والانخفاض أو الذّبْذَبَة "تموُّج الهواء/ أنسجة/ اللّون- تموُّجات صوتيَّة". 

مائج [مفرد]: اسم فاعل من ماجَ. 

مِمْواج [مفرد]: جهاز لتسجيل حركات الأحشاء وغيرها. 

مَوْج1 [مفرد]: مصدر ماجَ. 

مَوْج2 [جمع]: جج أمواج، مف مَوْجة: ما علا من سطح الماء وتتابع "تحطَّم الموجُ على الشاطئ- تقاذفته الأمواجُ- {وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} - {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ} ". 

مَوَجان [مفرد]: مصدر ماجَ. 

مَوْجَة [مفرد]: ج مَوْجات ومَوَجات وأمواج ومَوْج:
1 - قِمَّة تتحرّك خلال أو عبر مسطح مائيّ واسع، واحدة الموج.
2 - ارتجاج أو ذبذبة تنتقل من الفضاء والإذاعة "موجة قصيرة/ متوسطة- اتَّصل الرئيسُ بالشّعب على أمواج الأثير".
3 - (فز) اضطراب ينتقل خلال جزيئات الوسط بدون أن يغيِّر في موضعها، ومنها موجة الصوت، موجة الضوء، موجة التيَّار الكهربيّ "سعة الموجة".
• الموجة الطَّويلة: (فز) موجة كهرومغنطيسيَّة تكون أطول من الموجات المستخدمة في بثّ الإعلانات التِّجاريَّة.
• مَوْجَة الشَّباب: عُنفوانه وقوّته ° ركِب الموجةَ: ساير التّيّارَ، اتَّبع الآخرين.
• موجة من الحرّ أو البرد أو نحوهما: دفعة منه "موجة حارَّة: عاصفة- موجة باردة"? مَوْجَة استنكار: ضجَّة تعبِّر

عنها الجماهير بشدَّة.
• موجة سطحيَّة: (فز) موجة من موجات الراديو التي تثبت بمحاذاة الأرض.
• موجة ألفا: (فز) موقع في الجهاز العصبيّ اللاّإراديّ حيث تحدث الاستجابات المثيرة عند إفراز عوامل أدريناليَّة.
• موجة صوتيَّة: (فز) موجة ضغطيّة طوليَّة بصوت مسموع وغير مسموع.
• موجة حاملة: (فز) موجة كهرومغنطيسيّة تستخدم في وقت مُعيَّن في محطات إرسال الراديو والتليفزيون على تردُّد خاصّ بها.
• موجة قَصِيرة: (فز) موجة كهرومغناطيسيّة ذات طول موجيّ يقارب 200 متر أو أقل.
• موجة لاسلكيَّة: (فز) موجة كهرومغنطيسيّة ضمن مجال التردّد اللاَّسلكيّ.
• طول المَوجة: مسافة تقطعها الذَّبذبة في فترة من الوقت. 

مزج

(مزج) السنبل انْتقل من خضرَة إِلَى صفرَة
(مزج)
الشَّرَاب وَنَحْوه مزجا خلطه بِغَيْرِهِ وَفُلَانًا على صَاحبه حرشه عَلَيْهِ
[مزج] ط: فيه: لو "مزج" بها البحر "لمزجته"، فيه قلب أي لو مزجتها بالبحر لمزجته: لغيرته عن حاله مع كثرته.
مزج
مَزَجَ الشّرابَ: خلطه، والمِزَاجُ: ما يمزج به.
قال تعالى: كانَ مِزاجُها كافُوراً [الإنسان/ 5] ، وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ [المطففين/ 27] ، كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا [الإنسان/ 17] .
م ز ج: (مَزَجَ) الشَّرَابَ خَلَطَهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (مِزَاجُ) الشَّرَابِ مَا يُمْزَجُ بِهِ. وَمِزَاجُ الْبَدَنِ مَا رُكِّبَ عَلَيْهِ مِنَ الطَّبَائِعِ. 
مزج: المَزْجُ: خَلْطُكَ المِزَاجَ بالشَّيْءِ. مِزَاجُ الجِسْمِ: ما أُسِّسَ عليه البَدَنُ. ومَزَّجَ السُّنْبُلُ: إذا لَوَّنَ من خُضْرَةٍ إلى صُفْرَةٍ. والمَزْجُ: الشُّهْدُ. والمَزِيْجُ: اللَّوْزُ المُرُّ. والمُمَازِجُ: المُفَاخِرُ الذي يُمازِحُني القَوْلَ أي يُبَاهِني. ومَزَجْتُه على فُلانٍ: غِظْتُه وحَرَّشْتَه.
[مزج] مَزَجَ الشرابَ: خلطه بغيره. ومِزاجُ الشرابَ: ما يُمْزَجُ به. ومِزاجُ البَدَن: ما رُكب عليه من الطبائع. والمَزْجُ: العسل. قال أبو ذؤيب: فجاَء بمَزْجٍ لم يَرَ الناسُ مثلَهُ هو الضَحْكُ إلا أنه عمل النحل والموزج معرب، وأصله بالفارسية موزه، والجمع الموازجة، مثال الجورب والجواربة، الهاء للعجمة. وإن شئت حذفتها.
م ز ج : مَزَجْتُ الشَّيْءَ بِالْمَاءِ مَزْجًا مِنْ بَابِ قَتَلَ خَلَطْتُهُ وَقَالُوا لِلْعَسَلِ مَزْجٌ لِأَنَّهُ يُخْلَطُ بِالشَّرَابِ.

وَمِزَاجُ الْجَسَدِ بِالْكَسْرِ طَبَائِعُهُ الَّتِي يَأْتَلِفُ مِنْهَا.

وَمِزَاجُ الْخَمْرِ كَافُورٌ يَعْنِي رِيحَهَا لَا طَعْمَهَا وَالْجَمْعُ أَمْزِجَةٌ مِثْلُ سِلَاحٍ وَأَسْلِحَةٍ 
م ز ج

مزج الشراب بالماء فامتزج، ومازجه وتمازجا وامتزجا. ومزاجه عسل، وكأن طعمه طعم المزج وهو الشهد. وقال:

فجاء بمزجٍ لم ير الناس مثله ... هو الضحك إلا أنه عمل النحل

وفي اللوز المزيج وهو المرّ منه. وهو صحيح المزاج وفاسد المزاج وهو ما أسس عليه البدن من الأخلاط، وأمزجة الناس مختلفة. والنساء يلبسن الموازج والموازجة، وتقول: فلان يبيع الموازج، ويأخذ الطرازج.

ومن المجاز: تمازج الزوجان تمازج الماء والصهباء. ومزّج السنبل: لون. وطبع عطارد متمزّج. وقال حكم بن زهرة:

فأعقبك الزمان ممزّجات ... لهنّ بكل منزلة خليل

ومزّجته على صاحبه: غظته وحرّشته عليه.

مزج


مَزَجَ(n. ac. مَزْج
مِزَاْج)
a. [acc. & Bi], Mixed, mingled with; incorporated with.
b. [acc. & 'Ala], Irritated, exasperated against.
مَزَّجَa. Turned yellow (corn).
b. Gave to.

مَاْزَجَa. Became mixed, intermingled with; blended with.
b. Dealt with; had intercourse with.
c. Vied with for glory.

تَمَاْزَجَa. Mixed, became blended together.
b. Associated; had dealings together.

إِمْتَزَجَ
a. [Bi], Was mixed with.
b. see VI (a)
مَزْجa. Mixed.
b. see 2 (b) (d).
مِزْجa. Mixture, admixture.
b. Honey.
c. Wine & water.
d. P.
Bitter almond.
مِزَاْج
(pl.
أَمْزِجَة)
a. see 2 (a)b. (pl.
أَمْزِجَة), Humour ( of the body ); constitution;
temperament.
c. Health.
مَزِيْجa. see 1 (a) & 2
(d).
مَزَّاْجa. Changeable; inconsistent.

N. P.
مَزڤجَa. see 1 (a)
N. Ag.
مَزَّجَa. see 28
N. Ag.
تَمَزَّجَa. Varying.

N. Ag.
إِمْتَزَجَa. see 1 (a)
N. Ac.
إِمْتَزَجَa. Mixture; amalgam; amalgamation.

إِمْزَاجَة
a. Constitution, temperament.

مَوْزَج (pl.
مَوَازِج [ 47 ] مَزَاْجِ4َة), P.
a. Boot; legging.
باب الجيم والزاي والميم معهما م ز ج، ز م ج، ج م ز، ج ز م، ز ج م مستعملات

مزج: المَزجُ: مصدر مزجته: والمِزاجُ الاسم، ومِزاجُ الجسم ما أسس عليه البدن من المِرَّة ونحوه. ويقال: قد مزَّج السُّنبل أي لون من خضرةٍ إلى صفرةٍ. والمَزجُ: الشُّهدُ.

زمج: الزُّمَّجُ طائرٌ دون العُقاب في قمَّته حُمرةٌ غالبة تسميه العجم دو برادر، وترجمته أنه إذا عجز عن صيده أعانه أخوه على أخذهِ.

جمز: الجَمزُ والجَمَزانُ والجَمَزي: عدوٌ دون الحضر الشديد، قال:

كأنيّ ورحلي إذا زُغتُها ... على جمزي جازىءٍ بالرِّحالٍ

وجَمَزَ يجَمِزُ جمزاً وجَمَزاناً. والجُمزانُ: ضربٌ من التَّمرِ والنَّخل والجُمَّيز، ومنهم من يُؤنِّثُ فيقول الجُمَّيزى شجرة كالتّين خِلقةً وكالفرصادِ عظماً، ورقة أصغر من التّين، ويحمل تيناً أصفر وأسود، صِغاراً يكونُ بالغورِ يسمِّيه بعضهم التين الذَّكَرَ، ويسمِّي بعضهم حملة الحُما، فالأصفر منه حُلو، والأسود يدمي. والجمزة كتلة من تمرٍ وأقطٍ ونحو ذلك.

جزم: الجَزمُ: ضرب من الكتابة، وهو تسوية الحرف، وقلم جزمٌ: لا حرف فيه. ومن القراءة: أن يُجزَمَ الكلام جزماً، تُوضعُ الحروفُ في مواضعها في بيانِ ومَهَلٍ. والجَزمُ: الحرف إذا سكن آخره. وجزمت القربة إذا ملأتها. وجَزَمتُ له جَزمةَ من مالٍ أي قطعتُه له. والجزم: الخرص في التَّمرِ وغيره.

زجم: يقال: ما تكلَّم فلانٌ بزَجمةٍ أي بنبسة. وزَجَمَ له زَجمَةً أي ألقى إليه كلمةً أو سبباً من الأسباب. والزَّجُومُ من القِسيِّ: التي ليست بشديدةٍ.
(م ز ج)

مَزْج الشَّيْء يمزُجه مَزْجا فامتزج: خلطه. وشراب مَزْج: ممزوج.

وكل نَوْعَيْنِ امتزجا فَكل وَاحِد مِنْهُمَا لصَاحبه: مِزْج، ومِزَاج.

ومِزَاج الْبدن: مَا أسس عَلَيْهِ من مرّة.

والمِزْج: الْعَسَل، قَالَ:

فجَاء بِمِزْجٍ لم ير الناسُ مثلَه ... هُوَ الضَّحْكُ إلاَّ أَنه عَمَل النَّحْل

قَالَ أَبُو حنيفَة: سمي مِزْجا: لِأَنَّهُ مِزَاج كل شراب حُلْو طيب بِهِ.

وسمى أَبُو ذُؤَيْب المَاء الَّذِي تُمْزَج بِهِ الْخمر: مزجا؛ لِأَن كل وَاحِد من الْخمر وَالْمَاء يمازج صَاحبه فَقَالَ:

بمِزْج من العَذْبِ عَذْب السَّرَاةِ ... تزعزعُه الرِّيحُ بعد المطرْ

ومَزَّج السنبل وَالْعِنَب: اصفر بعد الخضرة.

وَرجل مَزّاج، ومُمَزِّج: لَا يثبت على خلق إِنَّمَا هُوَ ذُو أَخْلَاق.

وَقيل: هُوَ المخلط الْكذَّاب عَن ابْن الْأَعرَابِي. وانشد لمدرج الرّيح:

إِنِّي وجدتُ إخاءَ كل ممزِّج ... مَلِق يعود إِلَى المَخَانة والقِلى

والمِزْج: اللوز المر، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَدْرِي مَا صِحَّته، وَقيل: إِنَّمَا هُوَ المنج.

والمَوْزَج: الْخُف، فَارسي مُعرب.

وَالْجمع: مَوَازِجة، ألْحقُوا الْهَاء للعجمة، وَهَكَذَا وجد اكثر هَذَا الضَّرْب الأعجمي مكسرا بِالْهَاءِ فِيمَا زعم سِيبَوَيْهٍ، وَقَول البريق الْهُذلِيّ:

ألم تَسْلُ عَن ليلى وَقد ذهب الدّهرُ ... وَقد أوْحَشَتْ مِنْهَا المَوَازِجُ والحَضْر

أَظن الموازج: موضعا، وَكَذَلِكَ: الْحَضَر. 

مزج: المَزْجُ: خَلْطُ المِزاجِ بالشيء. ومَزْجُ الشرابِ: خَلْطُه

بغيره. ومِزاجُ الشرابِ: ما يُمْزَجُ به.

ومَزَجَ الشيءَ يَمْزُجُه مَزْجاً فامْتَزَجَ: خَلَطَه. وشرابٌ مَزْجٌ:

مَمْزُوجٌ.

وكلُّ نوعين امْتَزَجا، فكل واحد منهما لصاحبه مِزْجٌ ومِزاجٌ. ومِزاجُ

البدَنِ: ما أُسِّسَ عليه من مِرَّةٍ؛ وفي التهذيب: ومِزاجُ الجِسْمِ ما

أُسِّس عليه البدن من الدّم والمِرّتَيْنِ والبَلْغَمِ.

والمِزْجُ والمَزْجُ: العَسَلُ؛ وفي التهذيب: الشَّهْدُ؛ قال أَبو ذؤيب:

فجاءَ بِمِزْجٍ لم يَرَ الناس مِثلَهُ؛

هو الضَّحْكُ، إِلاَّ أَنه عَمَلُ النَّحْلِ

قال أَبو حنيفة: سمِّي مِزْجاً لأَِنه مِزاجُ كلِّ شرابٍ حُلْوٍ طيب به،

وسَمَّى أَبو ذؤيب الماءَ الذي تُمْزَجُ به الخمر مِزْجاً. لأَن كل واحد

من الخمرِ والماء يُمازِجُ صاحِبَه؛ فقال:

بِمزْجٍ من العَذْب، عَذْبِ السَّراةِ،

يُزَعْزِعُه الرِّيحُ، بعدَ المَطَرْ

ومَزَّجَ السُّنبُلُ والعنب: اصْفَرَّ بعد الخضرة. وفي التهذيب: لَوَّنَ

من خُضْرة إِلى صفرة.

ورجل مَزَّاجٌ ومُمَزِّجٌ: لا يثبتُ على خُلُقٍ، إِنما هو ذ أَخْلاق،

وقيل: هو المُخَلِّطُ الكَذّاب؛ عن ابن الأَعرابي: وأَنشد لِمَدْرَجِ

الرِّيح:

إِني وَجَدْتُ إِخاءَ كلِّ مُمَزِّجٍ

مَلِقٍ، يَعُودُ إِلى المَخانةِ والقِلَى

والمِزْجُ اللَّوْزُ المُرُّ. قال ابن دريد: لا أَدري ما صحتُه، وقيل:

إِنما هو المَنْج.

والمَوْزَجُ: الخُفُّ؛ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، والجمع مَوازِجةٌ، أَلْحقُوا

الهاء للعجمة؛ قال ابن سيده: وهكذا وجد أَكثر هذا الضرب الأَعجمي

مُكَسَّراً بالهاء، فيما زعم سيبويه، والمَوْزَجُ معرّب وأَصله بالفارسية

مُوزَهْ، والجمع المَوازِجَةُ مثل الجَوْرَبِ والجَوارِبةِ، والهاء للعجمة،

وإِن شئتَ حذفتها؛ وفي الحديث: أَنَّ امرأَةً نَزَعَتْ خُفَّها أَو

مَوْزَجَها فَسَقَتْ به كَلْباً. ابن شميل: يَسأَلُ السَّائِلُ، فيقال:

مَزَّجُوهُ أَي أَعْطُوه شيئاً؛ وأَنشد:

وأَغْتَبِقُ الماءَ القَراحَ وأَنْطَوِي،

إِذا الماءُ أَمْسى لِلْمُزَلَّجِ ذا طَعْمِ

(* قوله «واغتبق الماء إلخ» كذا بالأصل، ولا شاهد فيه كما لا يخفى.)

وقول البريق الهذلي:

أَلمْ تَسْلُ عن لَيْلى، وقد ذهَبَ الدَّهْرُ،

وقد أُوحِشَتْ منها الموازِجُ والحَضْرُ

(* قوله «أوحشت إلخ» في معجم ياقوت:

أقفرت منها الموازج فالحضر.)؟

قال ابن سيده: أَظُنُّ المَوازِجَ مَوْضِعاً، وكذلك الحَضْرُ.

مزج

1 مَزَجَ, (S, K,) aor. ـُ (L Msb,) [not مَزَجَ, as in the lexicons of Golius and Freytag,] inf. n. مَزْجٌ, (K, &c.,) He mixed, mingled, incorporated, or blended, (S, K,) a thing with (بِ) water; (Msb;) or beverage, or wine, (شَرَاب,) with something else. (S.) b2: مَزَجَ (tropical:) He exasperated, or irritated. (K.) مَزَجْتُهُ عَلَى صَاحِبِهِ I enraged him, and exasperated him, or irritated him, against his companion. (A.) 2 مزّج, inf. n. تَمْزِيجٌ, He gave. (K.) Ex.

مزّج السَّائِلَ He gave the beggar something. (ISh.) A2: مزّج, inf. n. تَمْزِيجٌ, It (an ear of corn, K, and a grape, TA,) became changed in colour from green to yellow. (T, K.) 3 مازجهُ, inf. n. مُمَازَجَةٌ, It mixed, mingled, commingled, intermixed, intermingled, or became incorporated or blended, with it; as some does with water. (TA.) A2: مازجهُ, (tropical:) He contended with him, or disputed with him, for glory, or honour, or glorious or honourable qualities, and the like. (K.) 8 تمازخا and ↓ امتزجا They two mixed, or mingled, or became mixed or mingled, each with the other. (TA.) 8 امتزج It was, or became, mixed with (بِ) another thing. (TA.) See 6.

شَرَابٌ مَزْجٌ i. q. ↓ مَمْزُوجٌ, Mixed mine, or beverage. (TA.) b2: See مِزْجٌ.

مِزْجُ شَىْءٍ, and ↓ مِزَاجُهُ, What is mixed, or mingled, with a thing; its admixture. (TA.) b2: الشَّرَابِ ↓ مِزَاجُ What is mixed with mine, or a beverage. (S, K.) الخَمْرِ كَافُورٌ ↓ مِزَاجُ [see Kur, lxxvi., 5,] The odour, not the taste, of the wine is [like] camphor. (TA.) b3: البَدَنِ ↓ مِزَاجُ [The constitution, or temperament, of the body;] the aggregate natural constituents (طَبَائِعُ) with which the body is composed; (S, K;) i. e. the four humours of the body; namely, black bile [السَّوْدَآءُ], yellow bile [الصَّفْرَآءُ], (المِرَّتَانِ), phlegm (البَلْغَمُ), and blood (الدَّمُ). (TA) Pl. أَمْزِجَةٌ. (Msb.) Yousay, ↓ هُوَ صَحِيحُ المِزَاجِ, and فَاسِدُهُ, He is of sound, and of unsound, constitution, or temperament: meaning the humours of the body. and أَمْزِجَةُ النِّسَآءِ مُخْتَلِفَةٌ The constitutions, or temperaments, of women are discordant, or various. (A.) b4: مِزْجٌ (As, K, &c.) and ↓ مَزْجٌ, (Az, S, &c.,) or the latter is erroneous, or a word of weak authority, (K,) Honey: (S, K:) or honey in the comb; syn. شَهْدٌ: (T:) so called because every sweet beverage is mixed with it. (AHn.) b5: Also, Water with which wine is mixed. (TA.) b6: مِزْجٌ The bitter almond; as also ↓ مَزِيجٌ: see لَوْزٌ (K:) but IDrd doubts of its correctness; and it is said to be correctly مُنْج [which is Persian]. (TA.) مِزَاجٌ: see مِزْجٌ.

مَوْزَجٌ A boot, (K,) worn by women: (A:) an arabicized word, (S, K,) from the Persian مُوزَهْ: (S:) pl. مَوَازِجَةٌ (because it is a foreign word, S) and مَوَازِجُ. (S, K.) مَزِيجٌ: see مِزْجٌ.

رَجُلٌ مَزَّاجٌ, and ↓ مُمَزِّجٌ; A man who continues not of one disposition, or temper, but varies in disposition, or temper: or a liar, who confounds, or confuses, things. (IAar.) مَمْزُوجٌ: see مَزْجٌ.

مُمَزِّجٌ: see مَزَّاجٌ.

طَبْعُ عُطَارِدَ مُتَمَزِّجٌ [The nature of the planet Mercury is various]. (A.)
مزج: مزج: يمزج مزجا: يخلط (م. المحيط، فوك، الكالا، ديوان الهذليين، الكامل 7: 283).
مزج: أعطى ما يشرب ووضعه على المائدة (الكالا- بالأسبانية: anciarecs سقى، أسقى، روى المواشي والقوم: abrevar gente) .
مزج: باللاتينية plaudeo و adpludeo أمزج (ويبدو أنها صحفت إلى أصفق وأسفق وهذا غريب!).
مازج: خلط ب (فاليتون 19: 4 و 34: 2 والمقري 2: 176، 2: 131).
مازج: لامس، تاخم، حاد ارضا، اتصل بحدود في الحديث عن قبيلة نسبة إلى أخرى (معجم الجغرافيا).
مازج العقل: أثاره وهيج الدماغ (ابن البيطار 1: 201): وإذا أكل ورقه وشرب بعده الماء طيب النفس واذهب الوحشة ومازج العقل قليلا وفيما سيرد، فيما بعد خامر العقل.
تمزج= مزج: قدم ما يشرب ووضعه على المائدة (الكالا- بالأسبانية: dar del vino dar a bever) .
تمازج: تخالط (فاليتون 34 رقم 2، بيروني 14، م. المحيط) وكذلك امتزج، اختلط، هاجم مجابهة جسما لجسم (فاليتون 101).
امتزج ب: اختلط ب (عباد 1: 81 رقم 45، م. المحيط، فوك).
امتزج بالغضب: غضب، حنق (ألف ليلة 1: 183، 2: 107).
مزجة: اسم المفرد (ديوان الهذليين 2: 282): خلطة.
مزجي: مشتقة من مزج؛ المركب المزجي: في محيط المحيط (المركب المزجي عند النحاة ما نزل الجزء الثاني منه منزلة تاء التأنيث مما قبلها كبعلبك وحضرموت (دي ساسي نحو 1: 268 وانظر ملاحظات فلشر).
مزاج: جبلة، (بالأسبانية- الكالا- complision) والجمع امزاج. على مزاج الملك: بحسب ما يشتهي (ألف ليلة 4: 588) حرك ذلك مزاجهم (البربرية 2: 357).
مزاج: مناخ (همبرت 163، دي ساسي كرست 1: 93).
مزاج: طبيعة الفرد، طبيعة الواحد، طبيعة غير المركب (دي ساسي كرست 1: 82) وفيه (21: 99): صفة ماء.
مزاج: عادة (همبرت).
مزاج الخمر: صفة الخمر، شميم الخمر وفي محيط المحيط (مزاج الخمر كافور أي ريحها لا طعمها).
مزاج: انظر امتزاج.
مزاجة: المزاجة تذهب المهابة: الأفلة تذهب الاحترام (بوشر).
مزاجي: اسم حلية نسائية وصفها (لين) في كتابه (عادات 2: 396).
مزاج: ساقي الخمر، نديم (فوك) (الكالا- escanciano ساق، dador de vino، copero Que da vino نادل، ساقي الخمر).
مازج: ساق، نادل وباللاتينية ( pincerna) المعجم اللاتيني العربي).
ممزج: اسم لقماش ثمين، نسيج مقصب بخيوط الحرير والذهب، ديباج (ابن الأثير 10: 382): وأطلق ضمان غزل الذهب وكان صناع السقلاطون والمززج وغيرهم ممن يعمل منه يلقون شدة من العمال عليها وأذى عظيما (وفي 12: 154): الممزج المنسوج بالذهب. وفي بيت من الشعر الفارسي نشرته (الجريدة الآسيوية 1856: 1: 348) للشاعر الخاقاني يقول در ممزج باشم وممزوج كوثر خاطرم.
ممازجات: انظر امتزاج.
امتزاج: خلط، خلط السوائل (الكالا: nezela de licores) امتزاج: اصطلاح فلكي وفي محيط المحيط (الامتزاج مصدر وعند المنجمين نظر القمر ونظرات القمر تسمى امتزاجات وممازجات ومزاجات. امتزاج: في محيط المحيط ( ... وعند أهل الجفر عبارة عن جمع حروف اسم المطلوب مع حروف اسم الطالب ويسمى مزاجا (بالمعنى نفسه) وامتزاجا).
ممتزج: وصول، سار من شخص إلى آخر، ميال إلى كشف أفكاره وعواطفه (بوشر).
مزج
مزَجَ يمزُج، مَزْجًا، فهو مازج، والمفعول مَمْزوج
• مزَج الدّواءَ بالماءِ/ مزَج الدّواءَ في الماء/ مزَج الدّواءَ مع الماء: خلَطه به "مزج الجدَّ بالهَزْل- مزج الألوانَ- مزج السّمنَ في العَسَل- مزج الشّعيرَ بالقمح". 

امتزجَ/ امتزجَ بـ يمتزج، امتزاجًا، فهو مُمتزِج،

والمفعول مُمتزَج به
• امتزج مع الشَّيء: اختلط به "امتزج مع المجتمع- آراءٌ ممتزَجة/ ممتزِجة".
• امتزج الحليبُ بالقهوة: اختلط بها "امتزج العصيرُ بالماء". 

تمازجَ يتَمازج، تمازُجًا، فهو مُتمازِج
• تمازج الشَّيئان: اختلطا واتّحدا "لا يتمازج الزّيتُ والماءُ- تمازجت مصالحُ الدَّولتين". 

مازجَ يمازج، مزاجًا وممازَجةً، فهو مُمازِج، والمفعول مُمازَج
• مازج الماءُ الدّواءَ: خالطه. 

مِزاج [مفرد]: ج أمزِجة (لغير المصدر):
1 - مصدر مازجَ.
2 - ما يُمزج به من الشّرابِ ونحوِه، وكلّ نوعين امتزَجا فكلّ واحد منهما مزاج " {كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} ".
3 - (نف) استعداد جسميّ عقليّ خاصّ فبينما يرجعه القدماء إلى تقلُّب أحد الأخلاط الأربعة وهي: الدم والصفراء والسوداء والبلغم، يرجعه المحدثون إلى تأثير إفرازات الغدد الصمّ كالغدّة الدرقيّة "أمزجة الناس مختلفة- رائق/ عصبيّ المزاج- هذا الأمر لا يوافق مزاجي- دمويّ المزاج: عنيف" ° تنافر الأمزجة: تضادّها وعدم انسجامها- مزاجيّ: متقلّب المِزاج- يسير على مزاجه: يفعل ما يشاء. 

مِزاجيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مِزاج: "اضطرابات مِزاجيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من مِزاج: عمليّة تتمّ وفق طبع الشَّخص أو طبيعته واستعداده النَّفسيّ "وضع الخطّة وفقًا لمزاجيّة وتفكير القوّات المنفِّذة لها- يُخضِع كلَّ شيء لمزاجيّة وانتقائيّة في حكمه".
• حالة مِزاجيَّة: (نف) شعور انفعاليّ مؤقَّت ومتكرِّر مثل السعادة أو الغضب أو الحزن، وقد يستمرّ هذا الشعور حتَّى بعد زوال الموقف الذي تسبَّب فيه. 

مَزْج [مفرد]:
1 - مصدر مزَجَ.
2 - (كم) خلط سائلين معًا أو مادّة صلبة بسائل بحيث يصبح الخليط متجانسًا.
• شرابٌ مَزْجٌ: ممزوج. 

مَزْجيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَزْج.
• مُركَّب مزجيّ: (نح) ما تركَّب من كلمتين ليست الأولى مضافة إلى الثانية، وتكون الكلمة الأولى مبنيّة على الفتح غالبًا، والثانية معربة ممنوعة من الصرف مثل (بعلبك)، (حضرموت). 

مَزيج [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من مزَجَ: ممزوج، خليط "شربت مزيجًا من عصير الفواكه- كانت حياتُه مزيجًا من اللّهو والعَبَث". 
مزج
: (المَزْجُ: الخَلْطُ) بالشَّيْءِ، مَزَجَ الشَّرَابَ: خَلَطَه بغَيرِه. ومَزَجَ الشَّيْءَ يَمْزُجُه مَزْجاً فامْتَزَجَ: خَلَطَه. (و) من المَجاز: المَزْجُ: (التَّحْرِيش) تَقول: مَزَجْتهُ على صاحِبه: إِذا غِظْته وحَرَّشْته عَلَيْهِ؛ كَذَا فِي (الأَساس) .
(و) المِزْج (بِالْكَسْرِ: اللَّوْزُ المُرُّ) ، قَالَ ابْن دُريد: لَا أَدري مَا صِحَّتهُ، وَقيل: إِنما هُوَ المُنْج، (كالمَزيج) ، كأَميرٍ؛ الأَخير من الأَساس. (و) المِزْجُ، بِالْكَسْرِ: (العَسَلُ، وَفِي (التّهذيب) : الشَّهْدُ. قَالَ أَبو ذُؤيب الهُذليّ.
فجَاءَ بمِزْجٍ لمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَه
هُوَ الضَّحْكُ إِلاّ أَنَّه عَمَلُ النَّحْلِ
قَالَ أَبو حَنيفة: سُمِّيَ مِزْجاً لأَنّه مِزاجُ كُلِّ شَرَابٍ حُلْوٍ طَيِّب بِهِ. وسَمَّى أَبو ذُؤيبٍ الماءَ الّذي تُمْزَجُ بِهِ الخَمْرُ مِزْجاً. لأَنّ كلّ واحدٍ من الخَمْرِ والماءِ يُمازِجُ صَاحِبَه، فَقَالَ:
بمِزْجٍ مِنَ العَذْبِ عَذْبِ الفُرَاتِ
يُزَعْزِعُه الرِّيحُ بَعْدَ المَطَرْ
(وغلِطَ الجوهريّ فِي فَتْحِه) فإِن أَبا سعيدٍ السُّكَّريَّ قَيَّدَه فِي شَرْحهِ بِالْكَسْرِ عَن ابْن أَبي طَرَفَة، وَعَن الأَصمعيّ وَغَيرهمَا، وكفَى بهم عُمْدةً، (أَو هِيَ لُغَيَّة) ذَكرها صاحبُ ديوَان الأَدَب فِي بَاب (فَعْل) بِفَتْح الفاءِ، وَتَبعهُ ابنُ فَارس والجَوهريّ. وهاكذا وُجدَ بخَطّ الأَزهريّ فِي التّهذيبِ مضبوطاً.
(و) مِزَاجُهُ عَسَلَ. (مِزَاجُ الشَّرابِ: مَا يُمْزَجُ بِهِ) ، وكلُّ نَوعين امتزاجَا فكلُّ واحدٍ مِنْهُمَا لصَاحبه مِزْجٌ ومِزاجٌ.
(و) المِزَاجُ (من البَدَنِ: مَا رُكِّبَ عَلَيْهِ من الطَّبائع) الأَرْبَع: الدَّمِ والمِرَّتَيْن والبَلْغَمِ، وَهُوَ عِنْد الحُكماءِ كيْفِيَّة حاصلَة من كَيْفِيَّاتٍ مُتضادَّةٍ وَفِي (الأَساس) : يُقَال: هُوَ صَحيحُ المِزاجِ وفاسِدُه، وَهُوَ مَا أُسِّسَ عَلَيْهِ البدَنُ من الأَخْلاط وأَمْزِجةُ النَّاس مختلفةٌ.
(و) النِّساءُ يَلْبَسْنَ (المَوْزَجَ) : وَهُوَ (الخُفّ، مُعرَّبُ) مُوزَه، (ج مَوازجَةٌ) مِثالُ الجَوْرَب والجَواربَة، أَلحقوا الهاءَ للعُجْمَة. قَالَ ابنُ سَيّده: وهاكذا وُجِدَ أَكْثَرُ هاذا الضَّرْب الأَعجميّ مُكَسَّراً بالهاءِ فِيمَا زَعَمَ سيبويهِ، (و) إِن شِئت حَذَفْتها وَقلت (مَوازِجُ) . وَمن سَجَات الأَساس: فُلانٌ يَبيع المَوازجَ، ويأْخذُ الطَّوازجَ) .
(والتَّمْزيجُ: الإِعطاءُ) ، قَالَ ابْن شُمَيلٍ: يَسْأَل السائلُ فيُقال: مَزِّجوه، أَي أَعْطوه شَيْئا. (و) من الْمجَاز: التَّمْزيجُ (فِي السُّنْبُل) والعِنَب: (أَن يُلَوِّن من خُضْرَةٍ إِلى صُفْرةٍ) . وَقد مَزَّجَ: اصْفَرَّ بعدَ الخُضْرة؛ ومثلُه فِي (التّهذيب) .
(والمِزَاجُ، ككِتَابٍ: ناقةٌ. و: ع شَرْقيَّ المُغِيثَةِ) بَين القادسِيّة والقَرْعاءِ (أَو يَمِينَ القَعْقَاعِ) ، وَفِي نُسْخَة: أَو بمَتْنِ القَعْقَاعِ.
(ومازَجَه) مُمازَجَةَ. وتَمازَجَا وامْتَزَجَا. وَمن الْمجَاز: مازَجَ: (فاخَرَه. و) قَوْلُ البُرَيق الهُذليّ:
أَلَمْ تَسْلُ عَن لَيلَى وقدْ ذهَبَ الدَّهرُ
وَقد أَوحَشَتْ مِنْهَا المَوازِجُ والحَضْرُ
قَالَ ابنُ سَيّده: أَظنّ (المَوازِج، ع) ، وكذالك الحَضْرُ. قلْت: وهاكذا صَرَّحَ بِهِ أَبو سعيد السُّكَّريّ فِي شَرحه.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
شَرابٌ مَزْجٌ: أَي مَمْزوج.
وَرجل مَزّاجٌ ومُمزِّجٌ: لَا يَثبُت على خُلُقٍ إِنّما هُوَ ذُو أَخلاقٍ. وَقيل: هُوَ المُخلِّطُ الكَذَّابُ؛ عَن ابْن الأُعرابيّ وأَنشد لمَدْرَجِ الرِّيحِ:
أَنّي وَجَدْتُ إِخاءَ كُلِّ مُمزِّجٍ
مَلِقٍ يَعودُ إِلى المَخافةِ والقِلَى
وَمن الْمجَاز: تَمازَجَ الزَّوْجَانِ تَمَازُجَ الماءِ والصَّهْباءِ.
وطَبْعُ عُطارِد مُتمزِّجٌ؛ كَذَا فِي (الأَساس) .
ومِزَاجُ الخَمْرِ كافورُه: يَعني رِيحَها لَا طَعْمَها.

تا

تا: مختصر حتى، بمعنى كي ولكي (بوشر).
ت ا: (التَّاءُ) حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ وَهِيَ تُزَادُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ لِلْمُخَاطَبِ تَقُولُ أَنْتَ تَفْعَلُ. وَتَدْخُلُ فِي أَمْرِ الْغَائِبَةِ، تَقُولُ: لِتَقُمْ هِنْدٌ، وَرُبَّمَا أَدْخَلُوهَا فِي أَمْرِ الْمُخَاطَبِ كَمَا قُرِئَ قَوْلُهُ تَعَالَى: «فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا» قَالَ الْأَخْفَشُ: إِدْخَالُ اللَّامِ فِي أَمْرِ الْمُخَاطَبِ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ لِلِاسْتِغْنَاءِ عَنْهَا بِقَوْلِكَ افْعَلْ، بِخِلَافِ الْغَائِبِ فَإِنَّهُ مُتَعَذِّرٌ فِيهِ. وَتَدْخُلُ أَيْضًا فِيمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَتَقُولُ فِي زُهِيَ الرَّجُلُ لِتُزْهَ يَا رَجُلُ وَلْتُعْنَ بِحَاجَتِي. وَ (التَّاءُ) فِي الْقَسَمِ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ وَالْوَاوُ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ، يُقَالُ: تَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ كَذَا، وَلَا تَدْخُلُ فِي غَيْرِ هَذَا الِاسْمِ. وَقَدْ تُزَادُ لِلْمُؤَنَّثِ فِي أَوَّلِ الْمُسْتَقْبَلِ وَفِي آخِرِ الْمَاضِي، تَقُولُ: هِيَ تَفْعَلُ وَفَعَلَتْ، فَإِنْ تَأَخَّرَتْ عَنِ الِاسْمِ كَانَتْ ضَمِيرًا، وَإِنْ تَقَدَّمَتْ كَانَتْ عَلَامَةً. وَقَدْ تَكُونُ ضَمِيرَ الْفَاعِلِ فِي قَوْلِكَ فَعَلْتُ، وَيَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فَإِنْ خَاطَبْتَ مُذَكَّرًا فَتَحْتَ وَإِنْ خَاطَبْتَ مُؤَنَّثًا كَسَرْتَ. وَنِسْبَةُ الْقَصِيدَةِ الَّتِي قَوَافِيهَا عَلَى التَّاءِ تَاوِيَّةٌ.
وَ (تَا) اسْمُ يُشَارُ بِهِ إِلَى الْمُؤَنَّثِ مِثْلُ ذَا لِلْمُذَكَّرِ، وَتِهْ مِثْلُ ذِهْ، وَتَانِ لِلتَّثْنِيَةِ وَأُلَاءِ لِلْجَمْعِ. وَيَدْخُلُ عَلَيْهَا هَا لِلتَّنْبِيهِ فَتَقُولُ: هَاتَا هِنْدٌ وَهَاتَانِ وَهَؤُلَاءِ. وَإِذَا خَاطَبْتَ جِئْتَ بِالْكَافِ فَقُلْتَ تِيكَ وَتِلْكَ وَتَاكَ وَتَلْكَ بِفَتْحِ التَّاءِ، وَهِيَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، وَلِلتَّثْنِيَةِ تَانِكَ وَتَانِّكَ بِالتَّشْدِيدِ وَالْجَمْعُ أُولَئِكَ وَأُولَاكَ وَأُولَالِكَ، فَالْكَافُ لِمَنْ تُخَاطِبُهُ فِي التَّذْكِيرِ وَالتَّأْنِيثِ وَالتَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ، وَمَا قَبْلَ الْكَافِ لِمَنْ تُشِيرُ إِلَيْهِ فِي التَّذْكِيرِ وَالتَّأْنِيثِ وَالتَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ، فَإِنْ حَفِظْتَ هَذَا الْأَصْلَ لَمْ تُخْطِئْ فِي شَيْءٍ مِنْ مَسَائِلِهِ. وَتَدْخُلُ هَا عَلَى تِيكَ وَتَاكَ، تَقُولُ: هَاتِيكَ هِنْدٌ وَهَاتَاكَ هِنْدٌ، وَلَا تَدْخُلُ هَا عَلَى تِلْكَ لِأَنَّ اللَّامَ عِوَضٌ مِنْ هَا التَّنْبِيهِ، وَتَالِكَ لُغَةٌ فِي تِلْكَ. 
[تا] تا: اسمٌ يشار به إلى المؤنّث، مثل ذا للمذكر. قال النابغة: ها إنَّ تا عِذْرَةٌ إلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ * فإنَّ صاحبها قد تاهَ في البَلَدِ وتِه مثل ذِه. وتانِ للتثنية، وأولاء للجمع وتصغير تا: تيا، بالفتح والتشديد، لأنَّك قلبت الألفَ ياءً وأدغمتها في ياء التصغير. ولك أن تدخل عليها ها للتنبيه، فتقول: هاتا هِنْدٌ، وهاتانِ، وهؤُلاءِ، وفي التصغير هاتَيَّا. فإن خاطبت جئت بالكاف فقلت: تيكَ وتِلْكَ، وتاكَ وتَلْكَ بفتح التاء، وهي لغة رديئة. والتثنية تانِكَ وتانِّكَ بالتشديد. والجمع أُولَئِكَ وأُولاكَ وأُولالِكَ. فالكاف لمن تخاطبه في التذكير والتأنيث والتثنية والجمع، وما قبل الكاف لمن تشير إليه في التذكير والتأنيث والتثنية والجمع. فإن حفظت هذا الاصل لم تخطئ في شئ من مسائله. وتدخل ها على تيك وتاك، تقول: هاتيك هندو هاتاك هند. قال عبيد يصف ناقتَه: هاتيكَ تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً * ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموسِ وقال أبو النجم: جئنا نحييك ونستجديكا * فافعل بنا هاتاك أو هاتيكا أي هذه أو تلك، عطية أو تحية. ولا تدخل ها (*) على تلك ; لانهم جعلوا اللام عوضا من ها التنبيه. وتالك: لغة في تلك. وأنشد ابن السكيت :

وحا لتالك الغمر انحسار * والتاء من حروف الزيادات، وهى تزاد في في المستقبل إذا خاطبت. نقول: أنت تفعل وتدخل في أمر المواجهة للغابر، كما قرئ قوله تعالى: (فبذلك فلتفرحوا) . قال الراجز: قلت لبواب لديه دارها * تيذن فإنى حمؤها وجارها أراد لتأذن ، فحذف اللام وكسر التاء على لغة من يقول أنت تعلم. وتدخلها أيضا في أمر ما لم يسم فاعله. فتقول من زهى الرجل: لتزه يا رجل، ولتعن بحاجتي. قال الاخفش: إدخال اللام في أمر المخاطب لغة رديئة ; لان هذه اللام إنما تدخل في الموضع الذى لا يقدر فيه على افعل ; تقول: ليقم زيد، لانك لا تقدر على افعل. وإذاطبت قلت قم، لانك قد استغنيت عنها. والتاء في القسم بدل من الواو، كما أبدلوا منها في تترى، وتراث، وتخمة، وتجاه. والواو بدل من الباء، يقال: تالله لقد كان كذا. ولا تدخل في غير هذا الاسم. وقد تزاد التاء للمؤنث في أول المستقبل وفى آخر الماضي، تقول: هي تفعل وفعلت. فان تأخرت عن الاسم كانت ضميرا، وإن تقدمت كانت علامة . وقد تكون ضمير الفاعل في قولك فعلت، ويستوى فيه المذكر والمؤنث، فإن خاطبت مذكرا فتحت، وإن خاطبت مؤنثا كسرت. وقد تزاد التاء في أنت فتصير مع الاسم كالشئ الواحد من غير أن تكون مضافة إليه. وتنسب القصيدة التى قوافيها على التاء تاوية.

تا



تَا fem. of ذَا; (M;) i. q. ذِهْ [This and that]; (T;) a noun of indication, denoting that which is female or feminine; like ذَا (S, K) applied to that which is male or masculine; (S;) and you say also تِهْ, like ذِهْ: (S, K:) the dual is تَانِ: and the pl., أُولَآءِ. (S, K.) En-Nábighah [Edh-Dhubyánee] says, (T, S,) excusing himself to En-Noamán [Aboo-Káboos], whom he had satirized, (TA,) هَا إِنَّ تَا عِذْرَةٌ إِنْ لَمْ تَكُنْ نَفَعَتْ فَإِنَّ صَاحِبَهَا قَدْ تَاهَ فِى البَلَدِ [Now verily this is an excuse: if it profit not, then verily its author has lost his way in the desert, or in the waterless desert]: (T, S: but in the latter, لا is put in the place of لم:) تا here points to the قَصِيدَة [or ode]; and عذرة is a subst from اِعْتِذَارٌ; and تاه means تَحَيَّرَ; and البلد means المَفَازَة. (TA.) The dim. of تَا is تَيَّا, (T, S, M, K,) which is anomalous, like ذَيَّا the dim. of ذَا, &c. (I'Ak p. 343. [Much has been written respecting the formation of this dim. to reduce it to something like rule, but I pass it over as, in my opinion, unprofitable and unsatisfactory; and only refer to what is said respecting the duals أُلَيَّا and أُلَيَّآءِ in art. الى. See an ex. voce مِرَّةٌ.] b2: هَا is prefixed to it (T, S, K) [as an inceptive particle] to give notice of what is about to be said, (S,) so that one says هَاتَا [meaning This], (T, S, K,) as in هَاتَا فُلَانَةُ [This is such a woman]; (T;) and [in the dual] هَاتَانِ; and [in the pl.]

هٰؤُلَآءِ: and the dim. is هَاتَيَّا. (S.) b3: When you use it in addressing another person, you add to it ك [as a particle of allocution], and say تَاكَ (S, K) and تِيكَ and تِلْكَ (T, S, K) and تَلْكَ, which is a bad dial. var., (S, K,) and تَالِكَ, (T, S,) which is the worst of these: (T:) [all meaning That:] the dual is تَانِكَ and تَانِّكَ, the latter with tesh-deed, (S, K, [but in some copies of the S, only the latter is mentioned,]) and تَالِكَ [which, like تَانِّكَ, is dual of تِلْكَ or تَلْكَ, which are contractions of تَالِكَ; these two duals being for تَانِلِكَ, the original, but unused, form]: (K:) the pl. is أُولٰئِكَ [or أُولَآئِكَ] and أُولَاكَ and أُولَالِكَ [respecting all of which see أُلَى, in art. الى]: (S, K:) and the dim. is تَيَّاكَ and تَيَّالِكَ: (K: [in the TA, the latter is erroneously written تَيّانِكَ:]) the ك relates to the person or persons whom you address, masc. and fem. and dual and pl.: [but in addressing a female, you may say تَاكِ &c.; in addressing two persons, تَاكُمَا &c.; in addressing more than two males, تَاكُمْ &c.; and in addressing more than two females, تَاكُنَّ &c.:] what precedes the ك relates to the person [or thing] indicated, masc. and fem. and dual and pl. (S.) b4: هَا is also prefixed to تِيكَ and تَاكَ, so that one says, هَاتِيكَ هِنْدُ and هَاتَاكَ هِنْدُ [This, or that, is Hind]. (S, K. *) Abu-n-Nejm says, جِئْنَا نُحَيِّيكَ وَنَسْتَجْدِيكَا فَافْعَلْ بِنَا هَاتَاكَ أَوْ هَاتِيكَا meaning [We have come saluting thee and seeking of thee a gift: then do thou to us] this or that: [give us] a salutation or a gift. (S.) The هَا that is used to give notice of what is about to be said is not prefixed to تلك because the ل is made a substitute for that ها: (S, TA:) or, as IB says, they do not prefix that ها to ذٰلِكَ and تِلْكَ because the ل denotes the remoteness of that which is indicated and the ها denotes its nearness, so that the two are incompatible. (TA.) A2: تَا and تآءٌ Names of the letter ت: see that letter, and see arts. توأ and تى.

A3: تَا and تَأَا or تَآ for تَشَآء: see (near its end) art. ا.

تا: التاء: حرف هجاء من حروف المعجم تاءٌ حَسَنَةٌ، وتنسب القصيدة التي قَوافِيها على التاء تائيّةٌ، ويقال تاوِيَّةٌ، وكان أَبو جعفر الرُّؤَاسي يقول بَيَوِيَّة وتَيَوِيَّة؛ الجوهري: النسب إِلى التاء تَيَوِيٌّ.

وقصِيدة تَيَوِيَّةٌ: رويها التاء، وقال أَبو عبيد عن الأَحمر: تاوِيَّةٌ، قال: وكذلك أَخواتها؛ والتاءُ من حروف الزيادات وهي تزاد في المستقبل إِذا خاطبت تقول: أَنت تَفْعل، وتدخُل في أَمر المُواجَهة للغابرِ كقوله تعالى: فبذلك فَلْتَفْرَحُوا؛ قال الشاعر:

قُلْتُ لِبَوَّابٍ لَدَيْهِ دارُها:

تِيذَنْ فإِني حَمْؤُها وجارُها

أَراد: لِتِيذَنْ، فحذف اللام وكسر التاء على لغة من يقول أَنت تِعْلَم، وتُدْخِلها أَيضاً في أَمر ما لم يسمَّ فاعِله فتقول من زُهِيَ الرجل: لِتُزْهَ يا رجل ولِتُعْنَ بحاجتي؛ قال الأَخفش: إِدْخالُ اللام في أَمر المُخاطَب لغة رديئة لأن هذه اللام إِنما تدخُل في الموضع الذي لا يُقْدَرُ فيه على افْعَلْ، تقول: لِيَقُمْ زيد، لأَنك لا تقدر على افْعَلْ، وإِذا خاطبت قلت قُمْ لأَنك قد اسْتَغْنَيْتَ عنها؛ والتاءُ في القَسَم بدل من الواو كما أَبدلوا منها في تَتْرى وتُراثٍ وتُخَمةٍ وتُجاه، والواو بدل من الباء، تقول: تالله لقد كان كذا، ولا تدخل في غير هذا الاسم، وقد تُزاد التاء للمؤنث في أَول المستقبل وفي آخر الماضي، تقول: هي تَفْعَلُ وفَعَلَتْ، فإِن تأَخَّرت عن الاسم كانت ضميراً، وإِن تقَدَّمت كانت علامة؛ قال ابن بري: تاء التأْنيث لا تخرج عن أَن تكون حرفاً تأَخَّرت أَو تقدّمت؛ قال الجوهري: وقد تكون ضمير الفاعل في قولك فَعَلْت، يستوي فيه المذكر والمؤنث، فإِن خاطبْتَ مذكراً فتحتَ، وإِن خاطبتَ مؤنثاً كسرت؛ وقد تزاد التاء في أَنت فتصير مع الاسم كالشيء الواحد من غير أَن تكون مضافة إِليه؛ وقول الشاعر:

بالخيرِ خَيْراتٍ وإِنْ شَرًّا قال

ولا أُريدُ الشَّرَّ إِلا أَنْ تا

قال الأَخفش: زعم بعضهم أَنه أَراد الفاء والتاء فرَخَّم، قال: وهذا خطأٌ، أَلا ترى أَنك لو قلت زيداً وا تريد وعمراً لم يُستدلَّ أَنك تريد وعمراً، وكيف يُريدون ذلك وهم لا يَعْرِفون الحروف؟ قال ابن جني: يريد أَنك لو قلت زيداً وا من غير أَن تقول وعَمْراً لم يُعلم أَنك تريد عَمراً دون غيره، فاختصر الأَخفش الكلام ثم زاد على هذا بأَن قال: إِن العرب لا تعرف الحروف، يقول الأَخفش: فإِذا لم تعرف الحروف فكيف ترخم ما لا تعرفه ولا تلفظ به ؟ وإِنما لم يجز ترخيم الفاء والتاء لأَنهما ثُلاثيان ساكنا الأَوسط فلا يُرَخَّمانِ، وأَما الفراء فيرى ترخيم الثلاثي إِذا تحرك أَوْسَطُه نحو حَسَنٍ وحَمَلٍ، ومن العرب من يجعل السين تاء؛ وأَنشد لِعلْباء بن أَرقم:

يا قَبَّحَ اللهُ بَني السِّعْلاتِ:

عَمْرَو بنَ يَرْبوعٍ شِرارَ الناتِ

لَيْسُوا أَعِفَّاءَ ولا أَكْياتِ

يريد الناسَ والأَكْياسَ. قال: ومن العرب من يجعل التاء كافاً؛ وأَنشد

لرجل من حِمْيَر:

يا ابنَ الزُّبَيْرِ طالَما عَصَيْكا،

وطالَما عَنَّيْتَنا إِلَيْكا،

لَنَضْرِبَنْ بسَيْفِنا قَفَيْكا

الليث: تا وذي لغتانِ في موضع ذِه، تقول: هاتا فُلانةُ، في موضع هذه، وفي لغة تا فلانة، في موضع هذه. الجوهري: تا اسم يشار به إِلى المؤنث مثل ذا للمذكر؛ قال النابغة:

ها إِنَّ تا عِذْرَةٌ إِنْ لا تَكُنْ نَفَعَتْ،

فَإِنَّ صاحِبَها قَدْ تاهَ في البَلَدِ

(* رواية الديوان: ها إن ذي عِذرة إلخ.) وعلى هاتين اللغتين قالوا تِيكَ وتِلْكَ وتالِكَ، وهي أَقبح اللغات كلها، فإِذا ثَنَّيْت لم تقل إِلاَّ تانِ وتانِك وتَيْنِ وتَيْنِكَ في الجر والنصب في اللغات كلها، وإِذا صَغَّرت لم تقل إِلاَّ تَيَّا، ومن ذلك اشْتُقَّ اسم تَيَّا؛ قال: والتي هي مَعْرِفةُ تا، لا يَقُولونها في المَعرفة إِلا على هذه اللغة، وجعلوا إحدى اللامين تقوية للأُخرى استقباحاً أَن يقولوا التي، وإِنما أَرادوا بها الأَلف واللام المُعَرِّفة، والجمع اللاَّتِي،وجمع الجمع اللَّواتِي، وقد تخرج التاء من الجمع فيقال اللاَّئِي ممدودة، وقد تخرج الياء فيقال اللاَّءِ، بكسرة تدل على الياء، وبهذه اللغة كان أَبو عمرو بن العلاء يقرأُ؛ وأَنشد غيره:

من اللاَّءِ لم يَحْجُجْنَ يَبْغِينَ حِسْبةً،

ولَكِنْ لِيَقْتُلْنَ البَرِئَ المُغَفَّلا

وإِذا صَغَّرْت التي قلت اللَّتَيَّا، وإِذا أَردت أَن تجمع اللَّتَيَّا قلت اللَّتَيَّاتِ. قال الليث: وإِنما صار تصغيرتِهِ وذِه وما فيهما من

اللغات تَيَّا لأَن كلمة التاء والذال من ذِه وتِه كلُّ واحدة هي نَفْسٌ وما لَحِقَها من بعدها فإِنها عمادٌ للتاء لكي ينطلق به اللسان، فلما صُغِّرت لم تَجِد ياءُ التصغير حرفين من أَصل البناء تجيء بعدَهما كما جاءت في سُعَيْدٍ وعُمَيْرٍ، ولكنها وقعت بعدَ التاء فجاءت بعد فتحة، والحرف الذي قبل ياء التصغير بجَنْبها لا يكون إِلا مفتوحاً، ووقَعت التاء إِلى جنبها فانْتَصَبَتْ وصار ما بعدها قوَّة لها، ولم ينضم قبلها شيء لأَنه ليس قبلها حرفان، وجمِيعُ التصغير صَدْرُه مَضْمومٌ والحرف الثاني منصوب ثم بعدهما ياء التصغير، ومنَعَهم أَن يرفعوا التاء التي في التصغير لأَن هذه الحروف دخلت عماداً للسان في آخر الكلمة فصارَتِ الياء التي قبلها في غير موضعها، لأَنها قُلِبت للسان عماداً، فإِذا وقعت في الحَشْو لم تكن عِماداً، وهي في تَيَّا الأَلف التي كانت في ذا؛ وقال المبرد: هذه الاسماء المبهمة مخالفة لغيرها في معناها وكثير من لفظها، فمن مُخالفتِها في المعنى وُقُوعها في كل ما أَوْمَأْت، إليه وأَما مخالفتها في اللفظ فإِنها يكون منها الاسم على حَرْفَيْنِ، أَحدهما حرفُ لِين نحوذا وتاء فلما صُغِّرت هذه الأَسماء خُولِف بها جِهةَ التصغير فلا يعربُ المُصغَّرُ منها ولا يكون على تصغيره دليل، وأُلحقت أَلف في أَواخرها تدل على ما كانت تدل عليه الضمة في غير المبهمة، أَلا ترى أَنَّ كل اسم تُصَغِّره من غير المبهمة تَضمُّ أَوّله نحو فُلَيْسٍ ودْرَيْهِمٍ؟ وتقول في تصغير ذا ذَيًّا، وفي تاتَيًّا، فإِن قال قائل: ما بالُ ياء التصغيرِ لَحِقَت ثانيةً وإِنما حَقُّها أن تَلْحَقَ ثالثةً؟ قيل: إِنها لحقت ثالثةً ولكنك حَذَفْتَ ياء لاجتماع الياءَاتِ فصارت ياءُ التصغير ثانية، وكان الأَصل ذُيَيَّا، لأَنك إذا قُلْتَ ذا فالأَلف بَدَلٌ من ياء، ولا يكون اسم على حرفين في الأَصل فقد ذهَبَتْ ياءٌ أُخَرَى، فإِن صَغَّرتَ ذه أو ذي قلت تَيًّا، وإِنما منعك أَن تقول ذَيًّا كَراهيةَ الالتباس بالمُذَكَّرِ فقلت تَيًّا؛ قال: وتقول في تصغير الذي اللَّذَيَّا وفي تصغير التي اللَّتَيَّا كما قال:

بَعْدَ اللَّتَيَّا واللَّتَيَّا والَّتِي،

إِذا عَلَتْها أَنْفُسٌ تَرَدَّتِ

قال: ولو حَقَّرْتَ اللاتِي قلت في قول سيبويه اللَّتَيَّاتِ كتصغير التي، وكان الأَخفش يقول وحده اللوتيا (*قوله «اللوتيا» كذا بالأصل والتهذيب بتقديم المثناة الفوقية على التحتية، وسيأتي للمؤلف في ترجمة تصغير ذا وتا اللويا.) لأَنه ليس جمع التي على لفظها فإِنما هو اسم للجمع، قال المُبرد: وهذا هو القياس. قال الجوهري: تِه مثل ذِه، وتانِ للتثنية، وأُولاء للجمع، وتصغير تاتَيَّا، بالفتح والتشديد، لأَنك قلبت الألف ياء وأَدٌغَمْتَها في ياء التصغير؛ قال ابن بري: صوابه وأَدغمت ياء التصغير فيها لأَنّ ياء التصغير لا تتحّرك أَبداً، فالياء الأُولى في تَيّا هي ياء التصغير وقد حذفت من قبلها ياء هي عين الفعل، وأَما الياء المجاورة للأَلف فهي لام الكلمة. وفي حديث عمر: أَنه رأَى جاريةً مَهْزُولة فقال من يَعْرِف تَيَّا؟ فقال له ابنه: هي واللهِ إِحدى بَناتِك؛ تَيًّا: تصغيرُ تا، وهي اسم إشارة إلى المؤنث بمنزلة ذا للمذَكَّر، وإِنما جاء بها مُصَغَّرة تَصْغيراً لأَمرها، والأَلف في آخرها علامة التصغير وليست التي في مكبرها؛ ومنه قول بعض السلف: وأَخَذَ تِبْنةً من الأَرض فقال تَيًّا من التوفيقِ خيرٌ من كذا وكذا من العَمَل. قال الجوهري: ولك أَن تدخل عليها ها التنبيهِ فتقول هاتا هند وهاتان وهؤلاء، وللتصغير هاتَيًّا، فإِن خاطَبْتَ جئتَ بالكاف فقلت تِيكَ وتِلْكَ وتاكَ وتَلْكَ، بفتح التاء، وهي لغة رديئةٌ، وللتثنية تانِكَ وتانِّكَ، بالتشديد، والجمع أُولَئِكَ وأُولاكَ وأُولالِكَ، فالكاف لمن تخاطبه في التذكير والتأْنيث والتثنية والجمع، وما قَبْلَ الكافِ لمن تُشِيرُ إِليه في التذكير والتأْنيث والتثنية والجمع، فإِن حفظت هذا الأَصل لم تُخطِئ في شيء من مسائله؛ وتدخل الهاء على تِيكَ وتاكَ تقول هاتِيكَ هِندٌ وهاتاكَ هِندٌ؛ قال عبيد يصف ناقته:

هاتِيكَ تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً،

ومُذَزِّباً في مارِنٍ مَخْمُوسِ

وقال أَبو النجم:

جِئْنا نُحَيِّيكَ ونَسْتَجْدِِيكا،

فافْعَلْ بِنا هاتاكَ أَوْ هاتِيكا

أَي هذه أَو تِلْك تَحِيَّةً أَو عطية، ولا تدخل ها على تلك لأَنهم جعلوا اللام عوضاً عن ها التَّنْبِيه؛ قال ابن بري: إِنما امْتَنَعُوا مِن دخول ها التنبيه على ذلك وتلك من جهة أَنَّ اللام تدل على بُعْدِ المشار إِليه، وها التنبيه تدلُّ على قُرْبه، فَتَنافيا وتَضادَّا. قال الجوهري: وتالِك لغة في تِلْك؛ وأَنشد ابن السكيت للقُطامِيّ يَصِف سفينة نوح ، عليه السلام:

وعامَتْ، وهْيَ قاصِدةٌ، بإِذْنٍ،

ولَوْلا اللهُ جارَ بها الجَوارُ،

إِلى الجُوديِّ حتى صار حِجْراً

وحانَ لِتالِك الغُمَرِ انْحِسارُ

ابن الأَعرابي: التُّوَى الجَوارِي، والتّايَةُ الطَّايَةُ؛ عن كراع.

أسا

(أسا)
بَينهمَا أسوا وأسا أصلح وَالْجرْح وَالشَّيْء أصلحه وَالْمَرَض وَالْمَرِيض داواه وعالجه وَفُلَانًا أَزَال أساه وَفُلَانًا بفلان جعله يأتسي بِهِ
[أسا] فيه: "الأسوة" بكسر همزة وضمها القدوة. ج ومنه: "أسوة" الغرماء يعني أنهم في المال الموجودة للمفلس لا ينفرد به أحدهم دون الآخر. نه: و"المواساة" المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق، وأصله الهمزة وقد تقلب. ومن القلب أن المشركين "واسونا" على الصلح. وعلى الأصل في الصديق "أساني" بنفسه وماله. ومنه ح علي: "أس" بينهم في اللحظة والنظرة، وكتاب عمر "أس" بينهم في وجهك أي اجعل كلاً منهم أسوة خصمه. وفيه: رب "أسني" بضم همزة وسكون سين أي عوضني والأوس العوض. وفيه: والله ما عليهم "أسى" ولكن أسى على من أضلوا هو مفتوح مقصور الحزن أسي يأسى أسى فهو أس. وفيه: ترمي الأرض بأفلاذ كبدها أمثال "الأواسي" هي السواري والأساطين جمع أسية لأنها تصلح السقف وتقيمه من أسوت بينهم إذا أصلحت. ومنه ح: أوثق نفسه من "أواسي" المسجد. غ: "تأسى" به اقتدى، والتأسية التعزية بأن يقول تأس بالصابر واقتد به. وأسنى صبرني. ك: لقلت رجل "يأتسي" أي قلت في نفسي وهو بسكون همزة ففوقية فسين مكسورة أي يقتدي، ولبعض يتأسى من التفعل.
أسا الجُرْحَ أسْوًا وأسًا: داواهُ،
وـ بَيْنَهم: أَصْلَحَ.
والأسُوُّ، كعَدُوٍّ وإزاءٍ: الدَّواءُ
ج: آسِيَةٌ.
والآسِي: الطبيبُ
ج: أُساةٌ وإساءٌ، كقُضاةٍ وظِباءٍ.
والأسِيُّ، كَعَلِيٍّ: المَأْسُوُّ.
والإِسْوَةُ، بالكسر وتُضَمُّ: القُدْوَةُ، وما يَأْتَسِي به الحزينُ
ج: إساً، بالكسر ويُضَمُّ.
وأَسَّاهُ تَأْسِيَةً فَتَأَسَّى: عَزَّاه فَتَعَزَّى.
وائْتَسَى به: جَعَله إسْوَةً.
وأَسَوْتُه به: جَعَلْتُه له إسْوَةً.
وآساهُ بمالِهِ مُواساةً: أَنَالَه منه، وجَعَلَه فيه إسْوَةً، أو لا يكونُ ذلك إلاَّ من كَفافٍ. فإن كان من فَضْلَةٍ، فَلَيْسَ بمُواساةٍ.
وتَآسَوْا: آسى بعضُهم بعضاً.
والأَسَا: الحُزْنُ.
وهو أَسْوانُ: حَزينٌ.
والأُساوَةُ، بالضم: الطِّبُّ.
وأُسْوانُ، بالضم: د بالصَّعيد.
أسا: اَسّى (بالتضعيف) فلاناً ب: بمعنى آساه بماله أي تصدق عليه (فوك).
تأسى: في كرتاس ص134: لم يتاسا (كذا) في نعيم أي لم يتمتع بما انعم عليه من ثراء.
أسوان: جمعه أَساوى (ديوان الهذليين ص202 رقم القصيدة 41).
إساء: دواء، ويجمع على إساءات (معيار 6).
أسِيّة. ويجمع على أسايا: سارية، دعامة (أبو الوليد 70).
مواساة: مصدر آسى وواسى: ساعد وآزر، ويستعمل اسماً بمعنى الإحسان (معجم الادريسي) - وحسن الضيافة (زيشر 20: 502) - والعطية والجائزة تمنح للعمال والجنود سواء أكانت عيناً أم نقداً (ابن العوام 1: 534)، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (32و): ((وأجزل لهم الزيادة في بركاتهم والنماء لهم في مواساتهم)) وفي ص34ومنه: ((فأثبتوا أسماءهم في زمام العسكرية للمواساة)). وفي ص 37ق منه: ((وأعد من القمح والشعير للمعلوفات والمواساة للعساكر ما عاينته مكدساً كأمثال الجبال)). وفي ص 43ق منه: ((وكثرة البركات منه للموحدين والأجناد في أعطياته واتصال الإحسان منه بمواساته)). وفي ص 45ق: ((باتصال المواساة في كل شهر)). وفي ص 53ق: ((وانسابت عليهم الأرزاق والضيافات والمواسات بكل بر مستعجل)). وقد استعمل المؤلف في بعض عبارته ((مواسات)) جمعاً.
أسَى: مضارعه يأسى، يقال أسى عليه: أزعجه، وآلمه، وعذبه (بوشر)، وفي ألف ليلة طبعة برسل 10: 265 توسى ويظهر أنها تَأسي.
(أسا) - في حديثِ ابنِ مَسْعُود، رضي الله عنه "يوُشِك أنْ ترمِىَ الأرضُ بأفلاذِ كَبِدِها أمثالَ الأَواسِىّ".
أواسِىُّ المَسجِد: سَوارِيه. قال أبو نَصر صاحبُ الأَصمَعِىّ: الأواسِى: الأَصْلُ، وأنشد النّابِغَةُ:
فإن تَكُ قد ودَّعْتَ، غَيرَ مُذَمَّمٍ ... أَواسِىَ مُلكٍ أَسَّسَتْها الأوائِلُ  - ومنه حديثُ عابِد بني إسرائِيل: "أنَّه أَوثَقَ نفسَه إلى آسِيَة من أَواسِى المَسجد".
قيل: سُمِّيت آسِية لأنها تُصلِح السقفَ وتُقِيمه، من أَسوْتُ بين القوم إذا أَصلحتَ، ويحتمل أن تكون من باب الهَمزة والوَاوِ والسِّين..
- في حديث عمر رضي الله عنه كتب إلى أبي مُوسَى الأشعرى: "آس بينَ الناس".
يُرِيد التَّسويةَ بين الخُصُوم: أي اجْعَل كُلَّ واحدٍ منهم أُسوَةَ خَصمه ومِثلَه، من المُواساةِ، وقد يقال: واسَيْته، ولا يُرتَضَى وأنشد البُحتُرِىُّ:
تَعَزَّ بالصَّبر واستَبدِل أَسًا بِأسًا ... فالشَّمسُ طالعة إن غُيِّب القَمَرُ
قيل آسيْتُم: أي وافقتم، من الأُسوة، وهو القُدوةُ..
أ س ا: (أَسَّاهُ تَأْسِيَةً) عَزَّاهُ وَ (آسَاهُ) بِمَالِهِ (مُؤَاسَاةً) أَيْ جَعَلَهُ أُسْوَتَهُ فِيهِ، وَ (وَاسَاهُ) لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ فِيهِ. وَ (الْإِسْوَةُ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا لُغَتَانِ، وَهُوَ مَا (يَأْتَسِي) بِهِ الْحَزِينُ يَتَعَزَّى بِهِ وَجَمْعُهَا. (إِسًى) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا ثُمَّ سُمِّيَ الصَّبْرُ أُسًى. وَ (أْتَسَى) بِهِ أَيِ افْتَدَى بِهِ يُقَالُ لَا تَأْتَسِ بِمَنْ لَيْسَ لَكَ بِأُسْوَةٍ أَيْ لَا تَقْتَدِ بِمَنْ لَيْسَ لَكَ بِقُدْوَةٍ وَ (تَأَسَّى) بِهِ تَعَزَّى وَ (تَآسَوْا) أَيْ آسَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَلِي فِي فُلَانٍ (إِسْوَةٌ) بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ أَيْ قُدْوَةٌ. وَ (الْأَسَى) مَفْتُوحٌ مَقْصُورٌ الْمُدَاوَاةُ وَالْعِلَاجُ، وَهُوَ أَيْضًا الْحُزْنُ. وَ (الْإِسَاءُ) مَكْسُورٌ مَمْدُودٌ الدَّوَاءُ، وَهُوَ أَيْضًا الْأَطِبَّةُ، جَمْعُ الْآسِي مِثْلُ الرِّعَاءِ جَمْعُ الرَّاعِي، وَقَدْ (أَسَوْتُ) الْجُرْحَ مِنْ بَابِ عَدَا دَاوَيْتُهُ فَهُوَ (مَأْسُوٌّ) وَ (أَسِيٌّ) أَيْضًا عَلَى فَعِيلٍ. وَ (الْآسِي) الطَّبِيبُ وَالْجَمْعُ (أُسَاةٌ) مِثْلُ رَامٍ وَرُمَاةٍ. وَ (أَسِيَ) عَلَى مُصِيبَةٍ مِنْ بَابِ صَدِيَ أَيْ حَزِنَ، وَقَدْ أَسِيَ لَهُ أَيْ حَزِنَ لَهُ. 
[أسا] أسيته تأسية، أي عزيته. وآسَيْتُهُ بمالي مواساةً، أي جعلته إسْوَتي فيه. وواسَيْتُهُ لغةٌ ضعيفةٌ فيه. (*) والاسوة والاسوة بالكسر والضم لغتان، وهي ما يَأْتَسي به الحزين، يتعزَّى به. وجمعها إسىً وأسىً، ثمَّ سُمِّيَ الصبرُ أسىً. وائتَسى به، أي اقتدى. يقال: لا تَأْتَسِ بمن ليس لك بأُسْوَة، أي لا تَقتَدِ بمن ليس لك بقدوة. وتأسَّى به، أي تعزَّى. وتآسَوْا، أي آسى بعضهم بعضاً. قال الشاعر: وإنَّ الأولى بالطَفِّ من آلِ هاشمٍ * تآسَوْا فَسَنُّوا للكرام التَّآسِيا ولي في فلان إِسْوَةٌ وأُسْوَةٌ، أي قدوةٌ وائتمام. والأسى، مفتوحٌ مقصورٌ: المداواةُ والعلاجُ، وهو الحزنُ أيضاً. والاساء، مكسور ممدود: الدواء بعينه. والإساءُ: الأَطِبَّةُ، جمع الآسي، مثل الرعاء جمع الراعى. قال الحطيئة:

تَواكَلَها الأَطِبَّةُ والإساءُ * والاسوء، على فعول: دواء تأسو به الجرح. وقد أَسَوْتُ الجرحَ آسُوهُ أَسْواً، أي داويته، فهو مَأْسوٌّ وأَسِيٌّ أيضا على فعيل. ومنه قول الشاعر :

أسى على أالدماغ حجيج * ويقال: هذا أمر لا يؤْسى كَلْمُهُ. وأهل البادية يسمُّون الخاتنة آسِيَةً، كنايةً. والآسِيَةُ أيضاً: السارِيَةُ، والجمع الأَواسي. قال النابغة: فإنْ تَكُ قد وَدَّعْتَ غير مُذَمَّمٍ * أَواسِيَ مُلْكٍ أَنْبَتَتْها الأوائلُ والآسي: الطبيبُ، والجمع الاساة مثل رام ورماة. وأَسَوْتُ بينهم أَسْواً، أي أصلحتُ. وأسى على مصيبته بالكسر يأْسى أَسىً، أي حزن. وقد أَسِيتُ لفلانٍ، أي حزِنتُ له. (*)

أسا: الأَسا، مفتوح مقصور: المُداواة والعِلاج، وهو الحُزْنُ أَيضاً.

وأَسا الجُرْحَ أَسْواً وأَساً: داواه. والأَسُوُّ والإساءُ، جميعاً:

الدواء، والجمع آسِيَة؛ قال الحطيئة في الإساء بمعنى الدواء:

هُمُ الآسُونَ أُمَّ الرَّأْس لَمَّا

تَواكَلَها الأَطِبَّةُ والإساءُ

والإساءُ، ممدود مكسور: الدواء بعينه، وإن شئت كان جمعاً للآسي، وهو

المُعالِجُ كما تقول رَاعٍ ورِعاءٌ. قال ابن بري: قال علي بن حمزة الإساء في

بيت الحطيئة لا يكون إلا الدواء لا غير. ابن السكيت: جاء فلان يَلْتَمِس

لجراحِه أَسُوّاً، يعني دواء يأْسُو به جُرْحَه. والأَسْوُ: المصدر.

والأَسُوُّ، على فَعُول: دواء تَأْسُو به الجُرْح. وقد أَسَوْتُ الجُرح

آسُوه أَسْواً أَي داويته، فهو مأْسُوٌّ وأَسِيٌّ أَيضاً، على فَعِيل. ويقال:

هذا الأَمرُ لا يُؤْسى كَلْمُه. وأَهل البادية يسمون الخاتِنَة آسِيةً

كناية. وفي حديث قَيْلة: اسْتَرْجَع وقال رَبِّ أُسني لما أَمضَيْت

وأَعِنِّي على ما أَبْقَيْت؛ أُسْني، بضم الهمزة وسكون العين، أَي عَوِّضْني.

والأَوْس: العَوْضُ، ويروى: آسِني؛ فمعناه عَزِّني وصَبِّرْني؛ وأَما قول

الأَعشى:

عِنْدَه البِرُّ والتُّقى وأَسا الشَّقْـ

قِ وحَمْلٌ لمُضْلِع الأَثْقال

أراد: وعنده أَسْوُ الشَّقِّ، فجعل الواو أَلفاً مقصورة، قال: ومثل

الأَسْوِ والأَسا اللَّغْوُ واللَّغا، وهو الشيء الخَسيس والآسي: الطَّبِيب،

والجمع أُساةٌ وإساء. قال كراع: ليس في الكلام ما يَعتَقِب عليه فُعلة

وفِعالٌ إلا هذا، وقولهم رُعاةٌ ورِعاءٌ في جمع راع. والأَسِيُّ:

المَأْسُوُّ؛ قال أَبو ذؤيب:

وصَبَّ عليها الطِّيبَ حتى كأَنَّها

أَسِيٌّ على أُمِّ الدِّماغ حَجِيجُ

وحَجِيجٌ: من قولهم حَجَّة الطبيبُ فهو مَحْجُوجٌ. وحَجِيجٌ إذا سَبر

شَجَّتَه؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

(* قوله «ومثله قول الآخر» أورد

في المغني هذا البيت بلفظ: أسيّ إنني من ذاك إنه

وقال الدسوقي: أسيت حزنت، وأسيّ حزين، وإنه بمعنى نعم، والهاء للسكت أو

إِن الناسخة والخبر محذوف).

وقائلةٍ: أَسِيتَ فقُلْتُ: جَيْرٍ

أَسِيٌّ، إنَّني مِنْ ذاكَ إني

وأَسا بينهم أَسْواً: أَصْلَح. ويقال: أَسَوْتُ الجُرْحَ فأَنا آسُوه

أَسْواً إذا داويته وأَصلحته. وقال المُؤَرِّج: كان جَزْءُ بن الحرث من

حكماء العرب، وكان يقال له المُؤَسِّي لأَنه كان يُؤَسِّي بين الناس أَي

يُصْلِح بينهم ويَعْدِل.

وأَسِيتُ عليه أَسىً: حَزِنْت. وأَسِيَ على مصيبته، بالكسر، يأْسى أَسً،

مقصور، إذا حَزِن. ورجل آسٍ وأَسْيانُ: حزين. ورجل أَسْوان: حزين،

وأَتْبَعوه فقالوا: أَسْوان أَتْوان؛ وأَنشد الأَصمعي لرجل من

الهُذَلِيِّين:ماذا هُنالِكَ من أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ،

وساهِفٍ ثَمِل في صَعْدةٍ حِطَمِ

وقال آخر:

أَسْوانُ أَنْتَ لأَنَّ الحَيَّ مَوْعِدُهم

أُسْوانُ، كلُّ عَذابٍ دُونَ عَيْذاب

وفي حديث أُبيّ بن كعب: والله ما عَلَيْهِم آسى ولكن آسى على مَنْ

أَضَلُّوا؛ الأَسى، مفتوحاً مقصوراً: الحُزْن، وهو آسٍ، وامرأَة آسِيةٌ

وأَسْيا، والجمع أَسْيانون وأَسْيانات

(* قوله «وأسيانات» كذا في الأصل وهو جمع

اسيانة ولم يذكره وقد ذكره في القاموس). وأَسْيَيات وأَسايا. وأَسِيتُ

لفلان أَي حَزِنْت له. وسَآني الشيءُ: حَزَنَني؛ حكاه يعقوب في المقلوب

وأَنشد بيت الحرث ابن خالد المخزومي:

مرَّ الحُمُولُ فما سَأَوْنَك نَقْرةً،

ولقد أَراكَ تُساءُ بالأَظْعان

والأُسْوَةُ والإسْوَةُ: القُدْوة. ويقال: ائتَسِ به أي اقتدَ به وكُنْ

مثله. الليث: فلان يَأْتَسِي بفلان أَي يرضى لنفسه ما رضيه ويَقْتَدِي به

وكان في مثل حاله. والقوم أُسْوةٌ في هذا الأَمر أَي حالُهم فيه واحدة.

والتَّأَسِّي في الأُمور: الأُسْوة، وكذلك المُؤَاساة. والتَّأْسِية:

التعزية. أسَّيْته تأْسِيةً أَي عَزَّيته. وأَسَّاه فَتَأَسَّى: عَزَّاه

فتَعزَّى. وتَأَسَّى به أَي تعزَّى به. وقال الهروي: تَأَسّى به اتبع فعله

واقتدى به. ويقال: أَسَوْتُ فلاناً بفلان إذا جَعَلْته أُسْوته؛ ومنه قول

عمر، رضي الله عنه، لأَبي موسى: آسِ بين الناس في وَجْهك ومَجْلِسك

وعَدْلِك أَي سَوِّ بَينَهم واجْعل كل واحد منهم إسْوة خَصْمه. وتآسَوْا أَي

آسَى بعضُهم بعضاً؛ قال الشاعر:

وإنَّ الأُلَى بالطَّفِّ من آلِ هاشمٍ

تَأَسَوْا، فسَنُّوا للكِرامِ التَّآسِيا

قال ابن بري: وهذا البيت تَمَثَّل به مُصْعَب يوم قُتِل. وتَآسَوْا فيه:

من المُؤَاساة كما ذكر الجوهري، لا من التَّأَسِّي كما ذكر المبرد،

فقال: تآسَوْا بمعنى تَأَسَّوْا، وتَأَسّوْا بمعنى تَعَزَّوا. ولي في فلان

أُسْوة وإسْوة أَي قُدْوَة. وقد تكرر ذكر الأُسْوة والإسْوة والمُواساة في

الحديث، وهو بكسر الهمزة وضمها القُدْوة. والمُواساة: المشاركة

والمُساهَمة في المعاش والرزق؛ وأَصلها الهمزة فقلبت واواً تخفيفاً. وفي حديث

الحُدَيْبِيةَ: إن المشركين وَاسَوْنا للصُّلْح؛ جاء على التخفيف، وعلى

الأَصل جاء الحديث الآخر: ما أَحَدٌ عندي أَعْظَمُ يَداً من أَبي بكر آساني

بنفسه وماله. وفي حديث عليّ، عليه السلام: آسِ بَيْنَهم في اللَّحْظَة

والنَّظْرة. وآسَيْت فلاناً بمصيبته إذا عَزَّيته، وذلك إذا ضَربْت له

الأُسَا، وهو أَن تقول له مالَك تَحْزَن. وفلان إسْوَتُك أَي أَصابه ما أَصابك

فصَبَر فَتأَسَّ به، وواحد الأُسَا والإسَا أُسْوَة وإسْوة. وهو إسْوَتُك

أَي أَنت مثله وهو مثلك. وأْتَسَى به: جَعَله أُسْوة. وفي المثل: لا

تَأْتَسِ بمن ليس لك بأُسْوة. وأَسْوَيْته: جعلت له أُسْوة؛ عن ابن

الأَعرابي، فإن كان أَسْوَيْت من الأُسْوة كما زعم فوزنه فَعْلَيْتُ كَدَرْبَيْتُ

وجَعْبَيْتُ. وآساهُ بمالِه: أنالَه منه وجَعَله فيه أُسْوة، وقيل: لا

يكون ذلك منه إلا من كَفافٍ، فإن كان من فَضْلةٍ فليس بمؤَاساة. قال أَبو

بكر: في قولهم ما يؤَاسِي فلان فلاناً فيه ثلاثة أَقوال؛ قال المفضل بن

محمد معناه ما يُشارِك فلان فلاناً، والمؤَاساة المشاركة؛ وأَنشد:

فإنْ يَكُ عَبْدُ الله آسَى ابْنَ أُمِّه،

وآبَ بأَسْلابِ الكَمِيِّ المُغاوِر

وقال المُؤَرِّج: ما يُؤَاسِيه ما يُصِيبه بخير من قول العرب آسِ فلاناً

بخير أَي أَصِبْه، وقيل: ما يُؤَاسيه من مَوَدَّته ولا قرابته شيئاً

مأْخوذ من الأَوْسِ وهو العَوْض، قال: وكان في الأَصل ما يُؤَاوِسُه،

فقدَّموا السين وهي لام الفعل، وأَخروا الواو وهي عين الفعل، فصار يؤَاسِوهُ،

فصارت الواو ياء لتحركها وإنكسار ما قبلها، وهذا من المقلوب، قال: ويجوز

أَن يكون غير مقلوب فيكون يُفاعِل من أَسَوْت الجُرْح. وروى المنذري عن

أَبي طالب أَنه قال في المؤاساة واشتقاقها إن فيها قولين: أَحدهما أَنها من

آسَى يُؤاسِي من الأُسْوة وهي القُدْوة، وقيل إنها من أَساه يَأْسُوه

إذا عالجه وداواه، وقيل إنها من آسَ يَؤُوس إذا عاض، فأَخَّر الهمزة

ولَيَّنهاولكلٍّ مقال. ويقال: هو يؤاسِي في ماله أَي يساوِي. ويقال: رَحِم

اللهُ رَجُلاً أَعْطى من فَضْلٍ وآسَى من كَفافٍ، من هذا. الجوهري: آسَيْتُه

بمالي مُؤاساةً أَي جعلته أُسْوتي فيه، وواسَيْتُه لغة ضعيفة. والأُسْوة

والإسْوة، بالضم والكسر: لغتان، وهو ما يَأْتَسِي به الحَزينُ أَي

يَتَعَزَّى به، وجمعها أُساً وإساً؛ وأَنشد ابن بري لحُرَيْث بن زيد

الخيل:ولَوْلا الأُسِى ما عِشتُ في الناس ساعة،

ولكِنْ إذا ما شئْتُ جاوَبَني مِثْلي

ثم سُمِّي الصبر أُساً. وَأْتَسَى به أَي اقتدى به. ويقال: لا تَأْتَسِ

بمن ليس لك بأُسْوة أَي لا تقتد بمن ليس لك بقدوة. والآَسِيَة: البناء

المُحْكَم. والآسِيَة: الدِّعامة والسارية، والجمع الأَواسِي؛ قال

النابغة:فإنْ تَكُ قَدْ وَدَّعْتَ، غيرَ مُذَمَّمٍ،

أَواسِيَ مُلْكٍ أَثْبَتَتها الأَوائلُ

قال ابن بري: وقد تشدّد أَواسِيّ للأَساطين فيكون جمعاً لآسِيٍّ، ووزنه

فاعُولٌ مثل آرِيٍّ وأوارِيّ؛ قال الشاعر:

فَشَيَّدَ آسِيّاً فيا حُسْنَ ما عَمَر

قال: ولا يجوز أَن يكون آسِيٌّ فاعِيلاً لأَنه لم يأْت منه غير آمِين.

وفي حديث ابن مسعود: يُوشِك أَن تَرْمِيَ الأَرضُ بأَفلاذ كبدها أَمثال

الأَواسِي؛ هي السَّواري والأَساطينُ، وقيل: هي الأَصل، واحدتها آسِيَة

لأَنها تُصْلِحُ السَّقْفُ وتُقيمه، من أَسَوْت بين القوم إذا أَصلحت. وفي

حديث عابد بني إسرائيل: أَنه أوْثَق نَفسه إلى آسِيَةٍ من أَواسِي

المَسْجِد. وأَسَيْتُ له من اللحم خاصة أَسْياً: أَبقيت له. والآَسِيَةُ، بوزن

فاعلة: ما أُسِّسَ من بنيان فأُحْكِم، أَصله من ساريةٍ وغيرها.

والآسِيَّة: بقية الدار وخُرْثيُّ المتاع. وقال أَبو زيد: الآسِيُّ خُرْثِيُّ الدار

وآثارُها من نحو قِطْعة القَصْعة والرَّماد والبَعَر؛ قال الراجز:

هَلْ تَعْرِف الأَطْلالَ بالحويِّ

(* قوله «بالحوي» هكذا في الأصل من غير ضبط ولا نقط لما قبل الواو، وفي

معجم ياقوت مواضع بالمعجمة والمهملة والجيم).

لم يَبْقَ من آسِيَّها العامِيِّ

غَيرُ رَمادِ الدَّارِ والأُثْفِيِّ

وقالوا: كُلُوا فلم نُؤَسِّ لَكُم، مشدد، أَي لم نَتَعَمَّدكم بهذا

الطعام. وحكى بعضهم: فلم يُؤَسَّ أَي لم تُتَعمَّدوا به.

وآسِيَةُ: امرأَة فرعون. والآسِي: ماء بعينه؛ قال الراعي:

أَلَمْ يُتْرَكْ نِساءُ بني زُهَيْرٍ،

على الآسِي، يُحَلِّقْنَ القُرُونا؟

أضا

أ ض ا

عليه درع كالأضاة وهي الغدير، وعليهم دروع كالأضاء. وخرجوا لابسين الأضا، رامين بجمر الغضا.
[أضا] الأَضاةُ: الغديرُ، والجمع أَضىً، مثل قناة وقنى، وإضاء أيضا بالمد والكسر، كما قالوا: أكمه وأكم وإكام.

أضا: الأَضاةُ: الغَدير. ابن سيده: الأَضاةُ الماء المُسْتَنْقِعُ من

سيل أَو غيره، والجمع أَضَواتٌ، وأَضاً، مقصور، مثل قَناةٍ وقَناً، وإضاءٌ،

بالكسر والمد، وإضُونَ كما يقال سَنَةٌ وسِنُونَ؛ فأَضاةٌ وأَضاً كحصاةٍ

وحَصىً، وأَضَاةٌ وإضَاءٌ كرَحَبَةٍ ورِحاب ورَقَبَةٍ ورِقاب؛ وأَنشد

ابن بري في جمعه على إضِينَ للطِّرِمَّاح:

محافِرُها كأَسْرِيَةِ الإضِينا

وزعم أَبو عبيد أَن أَضاً جمع أَضاةٍ، وإضاء جمع أَضاً؛ قال ابن سيده:

وهذا غير قوي لأَنه إنما يُقْضى على الشيء أَنه جَمْع جمعٍ إذا لم يوجد من

ذلك بدٌّ، فأَما إذا وجدنا منه بدّاً فلا، ونحن نجد الآن مَنْدوحةً من

جمع الجمع، فإن نظير أَضاة وإضاء ما قَدَّمناه من رَقَبة ورِقاب ورَحَبَة

ورِحاب فلا ضرورة بنا إلى جمع الجمع، وهذا غير مصنُوع فيه لأَبي عبيد،

إنما ذلك لسيبويه والأَخفش؛ وقول النابغة في صفة الدروع:

عُلِينَ بكِدْيَوْن وأُبْطِنَّ كُرَّةً،

فَهُنَّ إضاءٌ صافِياتُ الغَلائل

أَراد: مثل إضاء كما قال تعالى: وأَزْواجُه أُمَّهاتُهم؛ أَراد مثل

أُمهاتهم؛ قال: وقد يجوز أَن يريد فهُنَّ وِضاء أَي حِسانٌ نِقاءٌ، ثم أَبدل

الهمزة من الواو كما قالوا إساد في وساد وإشاح في وِشاح وإعاء في وِعاء.

قال أَبو الحسن: هذا الذي حكته من حَمْل أَضاة على الواو بدليل أَضَوات

حكايَةُ جميع أَهل اللغة، وقد حمله سيبويه على الياء، قال: ولا وجه له

عندي البَتَّة لقولهم أَضَوات وعدم ما يستدل به على أَنه من الياء، قال:

والذي أُوَجِّه كلامه عليه أَن تكون أَضاة فَلْعة من قولهم آضَ يَئِيضُ، على

القلب، لأَن بعض الغَدير يَرْجِعُ إلى بعض ولا سيما إذا صَفَّقَته

الريح، وهذا كما سُمِّيَ رَجْعاً لتراجُعه عند اصطفاق الرياح؛ وقول أَبي

النجم:وَرَدْتُه ببازِلٍ نَهَّاضِ،

وِرْدَ القَطا مَطائطَ الإياضِ

إنما قلب أَضاة قبل الجمع، ثم جَمَعَه على فِعال، وقالوا: أَراد الإضاء

وهو الغُدْران فقَلَب. التهذيب: الأَضاة غَدير صغير، وهو مَسِيلُ الماء

(* قوله «وهو مسيل الماء إلخ» عبارة التهذيب: وهو مسيل الماء المتصل

بالغدير). إلى الغَدير المتصلُ بالغَدير، وثلاث أَضَواتٍ. ويقال: أَضَيات مثل

حَصَيات. قال ابن بري: لام أَضاة واو، وحكى ابن جني في جمعها أَضَوات،

وفي الحديث: أَن جبريل، عليه السلام، أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، عند

أَضاة بني غِفارٍ؛ الأَضاة، بوزن الحَصاة: الغَدير، وجمعها أَضاً وإضاء

كأَكَم وإكام.

أوا

[أوا] المأوى: كل مكان يأوى إليه شئ ليلانهارا. وقد أوى فلانٌ إلى منزله يأوى أويا، على فعول، وإواء. ومنه قوله تعالى: (قال سآوي إلى جَبَلٍ يَعْصِمُني من الماء) . وآوَيْتُهُ أنا إيواءً. وأَوَيتُهُ أيضاً، إذا أنزلته بك، فعلت وأفعلت بمعنى، عن أبى زيد. ومأوى الابل، بكسر الواو: لغة في مأوى الابل خاصة، وهو شاذ، وقد فسرناه في مأق العين من باب القاف. وتأوت الطير تأويا: تجمعت. وهن أوى، جمع آو، مثال باك وبكى، ومتأويات. وقال العجاج يصف الاتافى: كما تدانى الحدلاوى * شبه كل أثفية بحدأة. وأَوَيْتُ لفلان فأنا آوي له أوية وإية أيضا، تقلب الواو ياءً لكسرة ما قبلها وتدغم، ومأوية مخففة، ومأواة، أي أَرْثي له وأَرِقُّ. قال الشاعر :

ولو أنني اسْتَأْوَيُتُهُ ما أوى ليا * وابن آوى يسمى بالفارسية " شغال "، والجمع بنات آوى. وآوى لا ينصرف، لانه أفعل وهو معرفة.

أوا: أَوَيْتُ مَنْزلي وإِلى منزلي أُوِيّاً وإِوِيّاً وأَوَّيْتُ

وتأَوَّيْتُ وأْتَوَيْتُ، كله: عُدْتُ؛ قال لبيد:

بصَبُوحِ صافِيةٍ وجَدْتُ كرِينَةً

بِمُوَتَّرٍ تَأْتَى له إِبْهامُها

إِنما أَراد تَأْتَوِي له أَي تفتعل من أَوَيتُ إِليه أَي عُدْتُ، إِلا

أَنه قلب الواو أَلفاً وحذفت الياء التي هي لام الفعل؛ وقول أَبي كبير:

وعُراضةُ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها،

تَأْوِي طَوائفُها لعَجسٍ عَبْهَرِ

استعارَ الأُوِيّ للقِسِيّ، وإِنما ذلك للحيوان. وأَوَيْتُ الرجل إِليَّ

وآوَيْتُه، فأَما أَبو عبيد فقال أَوَيْته وآوَيْتُه، وأَوَيْتُ إِلى

فلان، مقصورٌ لا غير. الأَزهري: تقول العرب أَوَى فلانٌ إِلى منزله يَأْوِي

أُوِيّاً، على فُعول، وإِواءً؛ ومنه قوله تعالى: قال سآوي إِلى جبل

يعصمني من الماء. وآوَيْتُه أَنا إِيواءً، هذا الكلام الجيد. قال: ومن

العرب من يقول أَوَيْتُ فلاناً إِذا أَنزلته بك. وأَويْتُ الإِبل: بمعنى

آوَيْتُها. أَو عبيد: يقال أَوَيْتُه، بالقصر، على فَعَلْته، وآوَيْتُه،

بالمد، على أَفْعَلْته بمعنى واحد، وأَنكر أَبو الهيثم أَن تقول أَوَيْتُ،

بقصر الأَلف، بمعنى آوَيْتُ، قال: ويقال أَوَيْتُ فلاناً بمعنى أَوَيْتُ

إِليه. قال أَبو منصور: ولم يعرف أَبو الهيثم، رحمه الله، هذه اللغة، قال:

وهي صحيحة، قال: وسمعت أَعرابيّاً فصيحاً من بني نُمَير كان استُرْعِيَ

إِبلاً جُرْباً، فلما أَراحَها مَلَثَ الظَّلامِ نَحَّاها عن مَأْوَى

الإِبلِ الصِّحاحِ ونادَى عريفَ الحيّ فقال: أَلا أَيْنَ آوِى هذه الإِبلَ

المُوَقَّسَة؟ ولم يقل أُووِي. وفي حديث البَيْعة أَنه قال للأَنصار:

أُبايعكم على أَن تُؤْوُوني وتنصروني أَي تضموني إِليكم وتَحُوطوني بينكم.

يقال: أَوَى وآوَى بمعنى واحد، والمقصور منهما لازم ومتعدّ؛ ومنه قوله: لا

قَطْع في ثَمَرٍ حتى يَأْوِيَهُ الجَرِينُ أَى يَضُمه البَيْدَرُ ويجمعه.

وروى الرواةُ عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا يَأْوِي

الضالةَ إِلا ضالٌّ؛ قال الأَزهري: هكذا رواه فصحاء المحدّثين بالياء، قال:

وهو عندي صحيح لا ارتياب فيه كما رواه أَبو عبيد عن أَصحابه؛ قال ابن

الأَثير: هذا كله من أَوَى يَأْوي. يقال: أَوَيْتُ إِلى المنزل وأَوَيْتُ غيري

وآويْتُه، وأَنكر بعضهم المقصور المتعدّي، وقال الأَزهري: هي لغة فصيحة؛

ومن المقصور اللازم الحديثُ الآخر: أَما أَحدُهم فأَوَى إِلى الله أَي

رجع إِليه، ومن الممدود حديثُ الدعاء: الحمد لله الذي كفانا وآوانا؛ أَي

ردَّنا إِلى مأْوىً لنا ولم يجعلنا منتشرين كالبهائم، والمأْوَى: المنزلُ:

وقال الأَزهري: سمعت الفصيحَ من بني كلاب يقول لمأْوَى الإِبلِ

مَأْواة، بالهاء. الجوهري: مَأْوِي الإِبل، بكسر الواو، لغة في مَأْوَى

الإِبل خاصة، وهو شاذ، وقد ذكر في مأْقي العين. وقال الفراء: ذكر لي

أَنَّ بعض العرب يسمي مأْوَى الإِبل مأْوِي، بكسر الواو، قال: وهو نادر، لم

يجئ في ذوات الياء والواو مَفْعِلٌ، بكسر العين، إِلا حرفين: مَأْقي

العين، ومأْوِي الإِبل، وهما نادران، واللغة العالية فيهما مأْوى ومُوق

وماقٌ، ويُجْمَع الآوي مثل العاوي أُوِيّاً بوزن عُوِيّاً؛ ومنه قول

العجاج:فَخَفَّ والجَنادِلُ الثُّوِيُّ،

كما يُداني الحِدَأُ الأُوِيُّ

شبه الأَثافي واجتماعَها بحدإِ انضمت بعضها إلى بعض. وقوله عز وجل:

عندها جنة المأْوى؛ جاء في التفسير: أَنها جنة تصير إِليها أَرواح الشهداء.

وأَوَّيْتُ الرجلَ كآوَيْته؛ قال الهذلي:

قد حالَ دونَ دَريسَيْهِ مُؤَوِّيةٌ

مِسْعٌ، لها بِعضاهِ الأَرضِ تَهْزيزُ

قال ابن سيده: هكذا رواه يعقوب، والصحيح مؤوِّبةٌ، وقد روى يعقوب مؤوّبة

أَيضاً ثم قال: إِنها رواية أُخرى. والمَأْوى والمَأْواة: المكانُ، وهو

المأْوِي. قال الجوهري: المَأْوَى كل مكان يأْوي إِليه شيء ليلاً أَو

نهاراً. وجنة المأْوى: قيل جَنَّةُ المَبيت.

وتَأَوَّت الطير تَأَوِّياً: تَجَمَّعَتْ بعضُها إِلى بعض، فهي

مُتَأَوِّيَة ومُتَأَوِّياتٌ. قال أَبو منصور: ويجوز تَآوَتْ بوزن تَعاوَتْ على

تَفاعَلَتْ. قال الجوهري: وهُنَّ أُوِيٌّ جمع آوٍ مثل باكٍ وبُكِيٍّ،

واستعمله الحرثُ بن حِلِّزة في غير الطير فقال:

فتَأَوَّتْ له قَراضِبةٌ من

كلِّ حَيٍّ، كأَنَّهم أَلْقاءُ

وطير أُوِيٌّ: مُتَأَوِّياتٌ كأَنه على حذف الزائد. قال أَبو منصور:

وقرأْت في نوادر الأَعراب تَأَوَّى الجُرْحُ وأَوَى وتَآوَى وآوَى إِذا

تقارب للبرء. التهذيب: وروى ابن شميل عن العرب أَوَّيتُ بالخيل تَأْوِيَةً

إِذا دعوتها آوُوه لتَريعَ إِلى صَوْتِك؛ ومنه قول الشاعر:

في حاضِر لَجِبٍ قاسٍ صَواهِلُهُ،

يقال للخيل في أَسْلافِه: آوُو

قال أَبو منصور: وهو معروف من دعاء العرب خيلها، قال: وكنت في البادية

مع غلام عربي يوماً من الأَيام في خيل نُنَدِّيها على الماء، وهي

مُهَجِّرة تَرْوُدُ في جَناب الحِلَّة، فهبت ريح ذات إِعْصار وجَفَلَتِ الخيلُ

وركبت رؤوسَها، فنادى رجل من بني مُضَرّس الغلام الذي كان معي وقال له:

أَلا وأَهِبْ بها ثم أَوِّ بها تَرِعْ إِلى صوتك، فرفع الغلام صوته وقال:

هابْ هابْ، ثم قال: آوْ فراعَتِ الخيلُ إِلى صوته؛ ومن هذا قول عدي بن

الرِّقاع يصف الخيل:

هُنَّ عُجْمٌ، وقد عَلِمْنَ من القَوْ

لِ: هَبي واقْدُمي وآوُو وقومي

ويقال للخيل: هَبي وهابي واقْدُمي واقْدمي، كلها لغات، وربما قيل لها من

بعيد: آيْ، بمدة طويلة. يقال: أَوَّيْتُ بها فتأَوَّتْ تَأَوِّياً

إِذا انضم بعضُها إِلى بعض كما يَتَأَوَّى الناسُ؛ وأَنشد بيت ابن

حلِّزة:

فتأَوَّت له قراضبة من

كل حيٍّ، كأَنهم أَلقاءُ

وإِذا أَمرتَ من أَوَى يأْوِي قلت: ائْوِ إِلى فلان أَي انضمَّ إِليه،

وأَوِّ لفلان أَي ارْحمه، والافتعالُ منهما ائْتَوَى يأْتَوِي. وأَوى

إِليه أَوْيَةً وأَيَّةً ومأْوِيَةً ومأْواةً: رَقَّ ورَثى له؛ قال زهير:

بانَ الخَلِيطُ ولم يَأْوُوا لمنْ تَرَكُوا

(* عجز البيت:

وزودوك اشتياقاً أية سلكوا).

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يُخَوِّي في سجوده حتى

كنا نأْوي له؛ قال أَبو منصور: معنى قوله كنا نَأْوي له بمنزلة قولك كنا

نَرْثي له ونُشْفِقُ عليه من شدَّة إِقلاله بَطْنَه عن الأَرض ومَدِّه

ضَبُعَيْه عن جَنْبَيه. وفي حديث آخر: كان يصلي حتى كنتُ آوي له أَي

أَرِقُّ له وأَرثي. وفي حديث المغيرة: لا تَأْوي من قلَّة أَي لا تَرْحَمُ

زوجها ولا تَرِقُّ له عند الإِعدام؛ وقوله:

أَراني، ولا كُفْرانَ لله، أَيَّةً

لنَفْسِي، لقد طالَبْتُ غيرَ مُنِيلِ

فإِنه أَراد أَوَيْتُ لنفسي أَيَّةً أَي رحمتها ورَقَقْتُ لها؛ وهو

اعتراض وقولُه: ولا كفران لله، وقال غيره: لا كفران لله، قال أَي غير مُقْلَق

من الفَزَع، أَراد لا أَكفر لله أَيَّةً لنفسي، نصبه لأَنه مفعول له.قال

الجوهري: أَوَيْت لفلان أَوْيَةً وأَيَّةً، تقلب الواو ياء لسكون ما

قبلها وتدغم؛ قال ابن بري: صوابه لاجتماعها مع الياء وسبقها بالسكون.

واسْتَأْوَيْنُه أَي اسْتَرحمته استِيواءً؛ قال ذو الرمة:

على أَمْرِِ من لم يُشْوِني ضُرُّ أَمْرِه،

ولو أَنِّيَ اسْتَأْوَيْتُه ما أَوى ليا

وأَما حديث وهب: إِن الله عز وجل قال إِني أَوَيْتُ على نفسي أَن

أَذْكُرَ من ذكرني، قال ابن الأَثير: قال القتيبي هذا غلط إِلا أَن يكون من

المقلوب، والصحيح وأَيْتُ على نفسي من الوَأْي الوَعْدِ، يقول: جعلته

وَعْداً على نفسي. وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة حديث الرؤيا: فاسْتَأَى

لها؛ قال: بوزن اسْتَقى، ورُوي: فاسْتاء لها، بوزن اسْتاق، قال: وكلاهما

من المَساءَة أَي ساءَتْه، وهو مذكور في ترجمة سوأَ؛ وقال بعضهم: هو

اسْتالَها بوزن اخْتارَها فجعل اللام من الأَصل، أَخذه من التأْويل أَي

طَلَبَ تأْويلَها، قال: والصحيح الأعول. أَبو عمرو: الأُوَّة الداهية، بضم

الهمزة وتشديد الواو. قال: ويقال ما هي إِلا أُوَّةٌ من الأُوَوِ يا فتى

أَي داهيةٌ من الدواهي؛ قال: وهذا من أَغرب ما جاء عنهم حتى جعلوا الواو

كالحرف الصحيح في موضع الإِعراب فقالوا الأُوَوُ، بالواو الصحيحة، قال:

والقياس في ذلك الأُوَى مثال قُوّة وقُوىً، ولكن حكي هذا الحرف محفوظاً عن

العرب. قال المازني: آوَّةٌ من الفعل فاعلةٌ، قال: وأَصله آوِوَةٌ فأُدغمت

الواو في الواو وشُدّت، وقال أَبو حاتم: هو من الفعل فَعْلةٌ بمعنى

أَوَّة، زيدت هذه الأَلف كما قالوا ضَربَ حاقَّ رأْسه، فزادوا هذه الأَلف؛

وليس آوَّه بمنزلة قول الشاعر:

تأَوَّه آهةَ الرجلِ الحَزينِ

لأَن الهاء في آوَّه زائدة وفي تأَوَّه أَصلية، أَلا ترى أَنهم يقولون

آوّتا، فيقلبون الهاء تاء؟ قال أَبو حاتم: وقوم من الأَعراب يقولون آوُوه،

بوزن عاوُوه، وهو من الفعل فاعُولٌ، والهاء فيه أَصلية.

ابن سيده: أَوَّ لَهُ كقولك أَوْلى له، ويقال له أَوِّ من كذا، على معنى

التحزن، على مثال قَوِّ، وهو من مضاعف الواو؛ قال:

فأَوِّ لِذِكراها، إِذا ما ذَكَرْتُها،

ومن بُعْدِ أَرضٍ دُونَنا وسماء

قال الفراء: أَنشدنيه ابن الجراح:

فأَوْه مِن الذِّكْرَى إِذا ما ذكرتُها

قال: ويجوز في الكلام من قال أَوْهِ، مقصوراً، أَن يقول في يَتَفَعَّل

يَتأَوَّى ولا يقولها بالهاء. وقال أَبو طالب: قول العامة آوَّهْ، ممدود،

خطأٌ إِنما هو أَوَّهْ من كذا وأَوْهِ منه، بقصر الأَلف. الأَزهري: إِذا

قال الرجل أَوَّهْ من كذا رَدّ عليه الآخرُ عليك أَوْهَتُك، وقيل: أَوَّه

فعلة، هاؤها للتأْنيث لأَنهم يقولون سمعت أَوَّتَك فيجعلونها تاء؛ وكذلك

قال الليث أَوَّهْ بمنزلة فعلة أَوَّةً لك. وقال أَبو زيد: يقال أَوْهِ

على زيد، كسروا الهاء وبينوها. وقالوا: أَوَّتا عليك، بالتاء، وهو

التهلف على الشيء، عزيزاً كان أَو هيناً. قال النحويون: إِذا جعلت أَوّاً

اسماً ثقلتَ واوها فقلت أَوٌّ حَسَنَةٌ، وتقول دَعِ الأَوَّ جانباً، تقول ذلك

لمن يستعمل في كلامه افْعَلْ كذا أَو كذا، وكذلك تثقل لَوّاً إِذا جعلته

اسماً؛ وقال أَبو زُبَيْدٍ:

إِنَّ لَيْتاً وإِنَّ لَوّاً عَناءُ

وقول العرب: أَوِّ من كذا، بواو ثقيلة، هو بمعنى تَشَكِّي مشقَّةٍ أَو

همٍّ أَو حزن.

وأَوْ: حرف عطف. وأَو: تكون للشك والتخيير، وتكون اختياراً. قال

الجوهري: أَو حرف إِذا دخل الخبر دلَّ على الشك والإِبهام، وإِذا دخل الأَمر

والنهي دل على التخيير والإباحة، فأَما الشك فقولك: رأَيت زيداً أَو عمراً،

والإِبهام كقوله تعالى: وأَنا أَو إِياكم لعلى هدى أَو في ضلال مبين؛

والتخيير كقولك: كل السمك أَو اشرب اللبن أَي لا تجمع بينهما، والإِباحة

كقولك: جالس الحسن أَو ابن سيرين، وقد تكون بمعنى إِلى أَن، تقول: لأَضربنه

أَو يتوبَ، وتكون بمعنى بل في توسع الكلام؛ قال ذو الرمة:

بَدَتْ مثل قَرْنِ الشمسِ في رَوْنَقِ الضُّحَى

وصُورَتِها، أَو أَنتِ في العَينِ أَمْلَحُ

يريد: بل أَنت. وقوله تعالى: وأَرسلناه إِلى مائة أَلف أَو يزيدون؛ قال

ثعلب: قال الفراء بل يزيدون، قال: كذلك جاء في التفسير مع صحته في

العربية، وقيل: معناه إِلى مائة أَلف عند الناس أَو يزيدون عند الناس، وقيل:

أَو يزيدون عندكم فيجعل معناها للمخاطبين أَي هم أَصحاب شارَةٍ وزِيٍّ

وجمال رائع، فإِذا رآهم الناس قالوا هؤلاء مائتا أَلف. وقال أَبو العباس

المبرد: إِلى مائة أَلف فهم فَرْضُه الذي عليه أَن يؤَدّبه؛ وقوله أَو

يزيدون، يقول: فإِن زادوا بالأَولاد قبل أَن يُسْلموا فادْعُ الأَولاد أَيضاً

فيكون دعاؤك للأَولاد نافلة لك لا يكون فرضاً؛ قال ابن بري: أَو في قوله

أَو يزيدون للإِبهام، على حدّ قول الشاعر:

وهَلْ أَنا إِلاَّ من ربيعةَ أَو مُضَرْ

وقيل: معناه وأَرسلناه إِلى جمع لو رأَيتموهم لقلتم هم مائة أَلف أَو

يزيدون، فهذا الك إِنما دخل الكلام على حكاية قول المخلوقين لأن الخالق جل

جلاله لا يعترضه الشك في شيء من خبره، وهذا أَلطف مما يُقَدَّرُ فيه.

وقال أَبو زيد في قوله أَو يزيدون: إِنما هي ويزيدون، وكذلك قال في قوله

تعالى: أَصلواتك تأْمرك أَن نترك ما يعبد آباؤنا أَو أَن نفعل في أَموالنا

ما نشاء؛ قال: تقديره وأَن نفعل. قال أَبو منصور: وأَما قول الله تعالى

في آية الطهارة: وإِن كنتم مَرْضى أَو على سفر أَو جاء أَحدٌ منكم من

الغائط أَو لمستم النساء (الآية) أَما الأَول في قوله: أَو على سفر، فهو

تخيير، وأَما قوله: أَو جاء أَحد منكم من الغائط، فهو بمعنى الواو التي تسمى

حالاً؛ المعنى: وجاء أَحد منكم من الغائط أَي في هذه الحالة، ولا يجوز

أَن يكون تخييراً، وأَما قوله: أَو لمستم النساء، فهي معطوفة على ما

قبلها بمعناها؛ وأَما قول الله عز وجل: ولا تُطِعْ منهم آثماً أَو كفوراً؛

فإِن الزجاج قال: أَو ههنا أَوكد من الواو، لأَن الواو إِذا قلتَ لا تطع

زيداً وعمراً فأَطاع أَحدهما كان غير عاص، لأَنه أَمره أَن لا يطيع

الاثنين، فإِذا قال: ولا تطع منهم آثماً أَو كفوراً، فأَوْ قد دلت على أَنّ

كل واحد منهما أَهل أَن يُعْصَى. وتكون بمعنى حتى، تقول: لأَضربنك أَو

تقومَ، وبمعنى إِلاَّ أَنْ، تقول: لأَضربنَّك أَو تَسْبقَني أَي إِلا أَن

تسبقني. وقال الفراء: أَو إِذا كانت بمعنى حتى فهو كما تقول لا أَزالُ

ملازمك أَو تعطيني

(* لعل هنا سقطاً من الناسخ، وأصله: معناه حتى تعطيني

والا إلخ). وإِلا أَن تعطيني؛ ومنه قوله عز وجل: ليس لك من الأَمر شيء أَو

يتوب عليهم أَو يعذبهم؛ معناه حتى يتوب عليهم وإِلا أَن يتوب عليهم؛

ومنه قول امرئ القيس:

يُحاوِلُ مُلْكاً أَو يَموتَ فيُعْذَرا

معناه: إِلا أَن يموت. قال: وأَما الشك فهو كقولك خرج زيد أَو عمرو،

وتكون بمعنى الواو؛ قال الكسائي وحده: وتكون شرطاً؛ أَنشد أَبو زيد فيمن

جعلها بمعنى الواو:

وقَدْ زَعَمَــتْ ليلى بأَنِّيَ فاجِرٌ؛

لِنَفْسِي تُقاها أَو عَليها فُجُورُها

معناه: وعليها فجورها؛ وأَنشد الفراء:

إِِنَّ بها أَكْتَلَ أَوْ رِزامَا،

خُوَيْرِبانِ يَنقُفَان الْهامَا

(* قوله «خويربان» هكذا بالأصل هنا مرفوعاً بالالف كالتكملة وأنشده في

غير موضع كالصحاح خويربين بالياء وهو المشهور).

وقال محمد بن يزيد: أَو من حروف العطف ولها ثلاثة معان: تكون لأَحد

أَمرين عند شك المتكلم أَو قصده أَحدهما، وذلك كقولك أَتيت زيداً أَو عمراً،

وجاءني رجل أَو امرأَة، فهذا شك، وأَما إِذا قصد أَحدهما فكقولك كُلِ

السمَكَ أَو اشربِ اللبنَ أَي لا تجمعها ولكن اخْتَر أَيَّهما شئت، وأَعطني

ديناراً أَو اكْسُني ثوباً، وتكون بمعنى الإِباحة كقولك: ائْتِ المسجد

أَو السوق أَي قد أَذنت لك في هذا الضرب من الناس

(* قوله «ائت المسجد أو

السوق أي قد أذنت لك في هذا الضرب من الناس» هكذا في الأصل)، فإِن نهيته

عن هذا قلت: لا تجالس زيداً أَو عمراً أَي لا تجالس هذا الضرب من الناس،

وعلى هذا قوله تعالى: ولا تطع منهم آثماً أَو كفوراً؛ أَي لا تطع أَحداً

منهما، فافهمه. وقال الفراء في قوله عز وجل: أَوَلم يروا، أَوَلم يأْتهم؛

إِنها واو مفردة دخلت عليها أَلف الاستفهام كما دخلت على الفاء وثم ولا.

وقال أَبو زيد: يقال إِنه لفلان أَو ما تنحد فرطه ولآتِينك أَو ما تنحد

فرطه

(* قوله «أو ما تنحد فرطه إلخ» كذا بالأصل بدون نقط). أَي لآتينك

حقّاً، وهو توكيد.

وابنُ آوَى: معرفةٌ، دُوَيبَّةٌ، ولا يُفْصَلُ

آوَى من ابن. الجوهري: ابن آوَى يسمى بالفارسية شغال، والجمع بناتُ

آوَى، وآوى لا ينصرف لأَنه أَفعل وهو معرفة. التهذيب: الواوا صياح

العِلَّوْض، وهو ابن آوى، إِذا جاع. قال الليث: ابن آوى لا يصرف على حال ويحمل على

أَفْعَلَ مثل أَفْعَى ونحوها، ويقال في جمعه بنات آوى، كما يقال بناتُ

نَعْش وبناتُ أَوْبَرَ، وكذلك يقال بناتُ لَبُون في جمع ابن لبون ذَكَرٍ.

وقال أَبو الهيثم: إِنما قيل في الجمع بنات لتأْنيث الجماعة كما يقال

للفرس إِنه من بنات أَعْوَجَ، والجمل إِنه من بنات داعِرٍ، ولذلك قالوا

رأَيت جمالاً يَتَهادَرْنَ وبنات لبون يَتَوَقَّصْنَ وبناتِ آوى يَعْوينَ

كما يقال للنساء، وإِن كانت هذه الأَشياء ذكوراً.

أيا

(أيا)
حرف نِدَاء للبعيد نَحْو أيا صاعد الْجَبَل
(أيا)
بِالْمَكَانِ تمكث وتلبث وَآيَة وضع عَلامَة
أيا
أيا [كلمة وظيفيَّة]: حرف نداء للبعيد أو من في حكمه كالنَّائم والسَّاهي "أيا صاعد الجبل- أيا غافلاً انتبه". 
أيا: الآية: العَلامةُ، والآية: من آيات الله، والجميع: الآي. وتقديرها: فَعَلَةٌ. قال الخليل: إنّ الألف التي في وسط الآية من القرآن، والآيات العلامات هي في الأصل: ياء، وكذلك ما جاء من بناتها على بنائها نحو: الغاية والرّاية وأشباه ذلك.. فلو تكلّفْت اشتقاقها من (الآية) على قياس علامة معلمة لقلت: آية مأياة قد أُيِّيتْ فاعلم إن شاء الله . 
أ ي ا: (الْآيَةُ) الْعَلَامَةُ وَالْجَمْعُ (آيٌ) وَ (آيَايٌ) وَ (آيَاتٌ) . وَخَرَجَ الْقَوْمُ (بِآيَتِهِمْ) أَيْ بِجَمَاعَتِهِمْ وَمَعْنَى (الْآيَةِ) مِنْ كِتَابِ اللَّهِ جَمَاعَةُ حُرُوفٍ. وَ (أَيٌّ) اسْمٌ مُعْرَبٌ يُسْتَفْهَمُ بِهِ وَيُجَازَى فِيمَنْ يَعْقِلُ وَفِيمَنْ لَا يَعْقِلُ تَقُولُ: أَيُّهُمْ أَخُوكَ؟ وَأَيُّهُمْ يُكْرِمْنِي أُكْرِمْهُ، وَهُوَ مَعْرِفَةٌ لِلْإِضَافَةِ وَقَدْ تُتْرَكُ الْإِضَافَةُ وَفِيهِ مَعْنَاهَا. وَقَدْ تَكُونُ بِمَنْزِلَةِ الَّذِي فَتَحْتَاجُ إِلَى صِلَةٍ تَقُولُ: أَيُّهُمْ فِي الدَّارِ أَخُوكَ. وَقَدْ تَكُونُ نَعْتًا لِلنَّكِرَةِ تَقُولُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَيِّ رَجُلٍ وَأَيِّمَا رَجُلٍ وَمَا زَائِدَةٌ. وَتَقُولُ: أَيُّ امْرَأَةٍ جَاءَتْكَ وَجَاءَكَ، وَأَيَّةُ امْرَأَةٍ جَاءَتْكَ، وَمَرَرْتُ بِجَارِيَةٍ أَيِّ جَارِيَةٍ وَأَيَّةِ جَارِيَةٍ، كُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: 34] وَأَيٌّ قَدْ يُتَعَجَّبُ بِهَا. قَالَ الْفَرَّاءُ: أَيٌّ يَعْمَلُ فِيهِ مَا بَعْدَهُ وَلَا يَعْمَلُ فِيهِ مَا قَبْلَهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى} [الكهف: 12] فَرَفَعَ وَقَالَ: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] فَنَصَبَهُ بِمَا بَعْدَهُ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: تَقُولُ: لَأَضْرِبَنَّ أَيَّهُمْ فِي الدَّارِ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ: ضَرَبْتُ أَيَّهُمْ فِي الدَّارِ فَفَرَّقَ بَيْنَ الْوَاقِعِ وَالْمُنْتَظَرِ. وَتَقُولُ: يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ وَيَا أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ فَأَيٌّ اسْمٌ مُبْهَمٌ مُفْرَدٌ مَعْرِفَةٌ بِالنِّدَاءِ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ وَهَا حَرْفُ تَنْبِيهٍ وَهُوَ عِوَضٌ مِمَّا كَانَتْ أَيٌّ تُضَافُ إِلَيْهِ وَتَرْفَعُ الرَّجُلَ لِأَنَّهُ صِفَةُ أَيٍّ. وَقَدْ تَدْخُلُ عَلَى أَيٍّ الْكَافُ فَتَنْقُلُهَا إِلَى مَعْنَى كَمْ وَقَدْ سَبَقَ فِي ك ي ن، وَ (أَيَا) مِنْ حُرُوفِ النِّدَاءِ يُنَادَى بِهِ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ تَقُولُ: أَيَا زَيْدُ أَقْبِلْ. وَ (أَيْ) مِثَالُ كَيْ حَرْفٌ يُنَادَى بِهِ الْقَرِيبُ دُونَ الْبَعِيدِ تَقُولُ: أَيْ زَيْدُ أَقْبِلْ. وَهِيَ أَيْضًا كَلِمَةٌ تَتَقَدَّمُ التَّفْسِيرَ تَقُولُ: أَيْ كَذَا بِمَعْنَى يُرِيدُ كَذَا، كَمَا أَنَّ (إِي) بِالْكَسْرِ كَلِمَةٌ تَتَقَدَّمُ الْقَسَمَ، وَمَعْنَاهَا بَلَى تَقُولُ: إِي وَرَبِّي. إِي وَاللَّهِ.
[أيا] الآيَةُ: العلامة، والأًصل أَوَيَةٌ بالتحريك. قال سيبويه: موضع العين من الآية واو ; لان ما كان موضع العين منه واو واللام ياء أكثر مما موضع العين واللام منه ياءان، مثل شويت أكثر من باب حييت. وتكون النسبة إليه أووى. قال الفراء: هي من الفعل فاعلة، وإنما ذهبت منه اللام، ولو جاءت تامة لجاءت آيية، ولكنها خففت. وجمع الآية آى وآياى وآياتٌ. وأنشد أبو زيد: لم يُبْقِ هذا الدهرُ من آيائه * غَيْرَ أَثَافيهِ وأَرْمِدائِهِ وآيَةُ الرجل: شخصه. تقول منه: تآييته على تفاعلته، وتأييته على تفعلته، إذا قصدتَ آيَتَهُ وتَعَمَّدْتَهُ. قالت امرأةٌ لابنتها: الحُصْنُ أَدْنى لو تَأَيَّيْتِهِ * مِن حَثْيِكِ التُرْبَ على الراكب يروى بالمد والقصر. أبو عمرو: خرج القوم بآيَتِهِمْ، أي بجماعتهم لم يدَعوا وراءهم شيئاً. ومعنى الآية من كتاب الله تعالى جماعةُ حُروفٍ. وأنشد لبرج بن مسهر الطائى: خرجنا من النقبين لا حى مثلنا * بآيتنا نزجى اللقاح المطافلا وتَأَيَّا، أي توقَّف وَتَمَكّثَ، تقديره تَعَيَّا. يقال: ليس منزلكم هذا منزل تَئِيَّةٍ، أي منزل تَلَبُّثٍ وتحبس. قال الحويدرة: ومناخ غير تئية عرسته * قمن من الحدثان نابى المضجع و (أي) : اسم معرب يستفهم به ويجازى، فيمن يعقل وفيما لا يعقل. تقول: أيهم أخوك ; وأيهم يكرمني أكرمه. وهو معرفة للاضافة، وقد تترك الاضافة وفيه معناها. وقد يكون بمنزلة الذى فيحتاج إلى صلة، تقول: أيهم في الدار أخوك. وقد يكون نعتا للنكرة، تقول: مررت برجل أي رجل وأيما رجل، ومررت بامرأة أية امرأة وبامرأتين أيتما امرأتين، وهذه امرأة أية امرأة وامرأتان أيتما امرأتين. وما زائدة. وتقول في المعرفة: هذا زيد أيما رجل، فتنصب أيا على الحال. وهذه أمة الله أيتما جارية. وتقول: أي امرأة جاءتك وجاءك، وأية امرأة جاءتك. ومررت بجارية أي جارية . وجئتك بملاءة أي ملاءة وأية ملاءة ; كل جائز. قال الله تعالى: (وما تدرى نفس بأى أرض تموت) . وأى قد يتعجب بها. قال جميل: بثين الزمى لا إن لا إن لزمته * على كثرة الواشين أي معون قال الفراء: أي يعمل فيه ما بعده ولا يعمل فيه ما قبله، كقوله تعالى: (لنعلم أي الحزبين أحصى) فرفع. وقال: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) ، فنصبه بما بعده. وأما قول الشاعر: تصيح بنا حنيفة إذ رأتنا * وأى الارض نذهب للصياح فإنما نصبه لنزع الخافض، يريد: إلى أي الارض؟ قال الكسائي: تقول: لاضربن أيهم في الدار، ولا يجوز أن تقول: ضربت أيهم في الدار ; ففرق بين الواقع والمتوقع المنتظر. وإذا ناديت اسما فيه الالف واللام أدخلت بينه وبين حرف النداء أيها، فتقول: يا أيها الرجل، ويا أيتها المرأة، فأى اسم مبهم مفرد معرفة بالنداء مبنى على الضمير، وها حرف تنبيه، وهى عوض مما كانت أي تضاف إليه. وترفع الرجل لانه صفة أي. وقد تحكى بأى النكرات ما يعقل وما لا يعقل، ويستفهم بها. وإذا استفهمت بها عن نكر، أعربتها بإعراب الاسم الذى هو استثبات عنه. فإذا قيل لك: مر بى رجل قلت: أي يا فتى، تعربها في الوصل، وتشير إلى الاعراب في الوقف. فإن قال: رأيت رجلا قلت: أيا يا فتى، تعرب وتنون إذا وصلت، وتقف على الالف فتقول أيا. وإذا قال: مررت برجل قلت: أي يا فتى، تحكى كلامه في الرفع والنصب والجر في حال الوصل والوقف. وتقول في التثنية والجمع والتأنيث كما قلناه في من. إذا قال: جاءني رجال، قلت أيون ساكنة النون، وأيين في النصب والجر، وأية للمؤنث. فإن وصلت قلت أية يا هذا وأيات يا هذا نونت. فإن كان الاستثبات عن معرفة، رفعت أيا لا غير على كل حال. ولا تحكى في المعرفة، فليس في أي مع المعرفة إلا الرفع. وقد تدخل على أي الكاف فينقل إلى تكثير العدد بمعنى كم في الخبر ويكتب تنوينه نونا، وفيه لغتان: كائن مثال كاعن، وكأين مثال كعين. تقول: كأين رجلا لقيت، تنصب ما بعد كأين على التمييز. وتقول أيضا: كأين من رجل لقيت. وإدخال مِنْ بعد كأيِّنْ أكثر من النصب بها وأجود. وتقول: بكأين تبيع هذا الثوب؟ أي بكم تبيع؟ قال ذو الرمة: وكائِنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ وَرامِحٍ * بلادُ العِدا ليست له ببلاد و (أيا) : من حروف النداء، ينادى بها القريب والبعيد: تقول: أيا زيد أقبل. و (أي) مثل كى: حرف ينادى به القريب دون البعيد، تقول: أي زيد أقبل. وهى أيضا كلمة تتقدم التفسير، تقول: أي كذا، بمعنى تريد كذا. كما أن (إى) بالكسر كلمة تتقدم القسم، معناها بلى. تقول: إى وربى، وإى والله. وأياة الشمس: ضوؤها. وإياها بكسر الهمزة وقصر الالف، وأياؤها بفتح الهمز والمد. 

أيا: إيَّا من علامات المضمر، تقول: إيَّاك وإيَّاهُ وإيَّاكَ أَنْ

تَفْعَل ذلك وهِيَّاكَ، الهاء على البدل مثل أَراقَ وهَراقَ؛ وأَنشد

الأَخفش:فهيّاكَ والأَمْرَ الذي إنْ تَوسَّعَتْ

مَوارِدُه، ضاقَتْ عَلَيْكَ مَصادِرُهْ

وفي المُحكم: ضاقَتْ عليكَ المَصادِرُ؛ وقال آخر:

يا خالِ، هَلاَّ قُلْتَ، إذْ أَعْطَيْتَني،

هِيَّاكَ هِيَّاكَ وحَنْواءَ العُنُقْ

وتقول: إيَّاكَ وأَنْ تَفْعَلَ كذا، ولا تقل إِيَّاك أَنْ تَفْعَل بلا

واو؛ قال ابن بري: الممتنع عند النحويين إِياكَ الأَسَدَ، ولا بُدَّ فيه

من الواو ، فأَمَّا إِيَّاك أَن تَفْعل فجائز على أَن تجعله مفعولاً من

أَجله أَي مَخافةَ أَنْ تَفْعَل. الجوهري: إِيَّا اسم مبهم ويَتَّصِلُ

به جميع المضمرات المتصلة التي للنصب، تقول إِيَّاكَ وإِيَّايَ وإيَّاه

وإَيَّانا، وجعلت الكاف والهاء والياء والنون بياناً عن المقصود ليُعْلَم

المخاطَب من الغائب، ولا موضع لها من الإِعراب، فهي كالكاف في ذلك

وأَرَأَيْتَكَ، وكالأَلف والنون التي في أَنت فتكون إِيَّا الاسم وما بعدها

للخطاب، وقد صار كالشيء الواحد لأَن الأَسماء المبهمة وسائر المَكْنِيَّات

لا تُضافُ لأَنها مَعارفُ؛ وقال بعض النحويين: إنَّ إِيَّا مُضاف إِلى ما

بعده، واستدل على ذلك بقولهم إِذا بَلَغَ الرجل السِّتِّينَ فإِياهُ

وإِيَّا الشَّوابِّ، فأَضافوها إلى الشَّوابِّ وخَفَضُوها؛ وقال ابن كيسان:

الكاف والهاء والياء والنون هي الأَسماء ، وإِيَّا عِمادٌ لها، لأَنها لا

تَقُومُ بأَنْفُسها كالكاف والهاء والياء في التأْخير في يَضْرِبُكَ

ويَضْرِبُه ويَضْرِبُني، فلما قُدِّمت الكاف والهاء والياء عُمِدَتْ بإيَّا،

فصار كله كالشيء الواحد، ولك أَن تقول ضَرَبْتُ إِيَّايَ لأَنه يصح أَن

تقول ضَرَبْتُني، ولا يجوز أَن تقول ضَرَبْتُ إِيَّاك، لأَنك إنما تحتاجُ

إلى إِيَّاكَ إذا لم يُمكِنْكَ اللفظ بالكاف، فإِذا وصَلْتَ إلى الكاف

ترَكْتَها ؛ قال ابن بري عند قول الجوهري ولك أَن تقول ضَرَبْتُ إِيايَ

لأَنه يصح أَن تقول ضَرَبْتُني ولا يجوز أَن تقول ضَرَبْتُ إِيَّاكَ، قال:

صوابه أَن يقول ضَرَبْتُ إِيَّايَ، لأَنه لا يجوز أَن تقول ضَرَبْتُني،

ويجوز أَن تقول ضَرَبْتُكَ إِيَّاكَ لأَن الكاف اعْتُمِدَ بها على الفِعل،

فإذا أَعَدْتَها احْتَجْتَ إلى إِيَّا؛ وأَما قولُ ذي الإِصْبَعِ

العَدْواني:

كأَنَّا يومَ قُرَّى إِنْـ

ـنَما نَقْتُلُ إِيَّانا

قَتَلْنا منهُم كُلَّ

فَتًى أَبْيَضَ حُسَّانا

فإِنه إنما فَصلَها من الفعل لأَن العرب لا تُوقع فِعْلَ الفاعل على

نفسه بإيصال الكناية، لا تقول قَتَلْتُني، إنما تقول قَتَلْتُ نفسِي، كما

تقول ظَلَمْتُ نَفْسِي فاغفر لي، ولم تقل ظَلَمْتُني ، فأَجْرى إِيَّانا

مُجْرَى أَنْفُسِنا، وقد تكون للتحذير، تقول: إِيَّاك والأَسدَ، وهو بدل من

فعل كأَنك قُلْتَ باعِدْ، قال ابن حَرِّى: وروينا عن قطرب أَن بعضهم

يقول أَيَّاك ، بفتح الهمزة، ثم يبدل الهاء منها مفتوحة أَيضاً، فيقول

هَيَّاكَ، واختلف النحويون في إِيَّاكَ، فذهب الخليل إلى أَنَّ إِيَّا اسم

مضمر مضاف إلى الكاف، وحكي عن المازني مثل قول الخليل؛ قال أَبو عليّ: وحكى

أَبو بكر عن أَبي العباس عن أَبي الحسن الأَخفش وأَبو إسحق عن أَبي

العباس عن منسوب إلى الأَخفش أَنه اسم مفرد مُضْمر، يتغير آخره كما يتغير آخر

المُضْمَرات لاختلاف أَعداد المُضْمَرِينَ، وأَنَّ الكاف في إِيَّاكَ

كالتي في ذَلِكَ في أَنه دلالةٌ على الخطاب فقط مَجَرَّدَةٌ من كَوْنِها

عَلامةَ الضمير، ولا يُجيزُ الأَخفش فيما حكي عنه إِيَّاكَ وإِيّا زَيْدٍ

وإِيَّايَ وإِيَّا الباطِل، قال سيبويه: حدّثني من لا أَتَّهِمُ عن الخليل

أَنه سمع أَعرابيّاً يقول إذا بلَغ الرجل السِّتِّينَ فإِيَّاه وإِيَّا

الشَّوابِّ، وحكى سيبويه أَيضاً عن الخليل أَنه قال: لو أَن قائلاً قال

إِيَّاك نَفْسِك لم أُعنفه لأَن هذه الكلمة مجرورة، وحكى ابن كيسان قال :

قال بعض النحويين إِيَّاكَ بكمالها اسم، قال: وقال بعضهم الياء والكاف

والهاء هي أَسماء وإِيَّا عِمادٌ لها لأَنها لا تَقُوم بأَنفسها، قال: وقال

بعضهم إِيَّا ايم مُبْهَم يُكْنَى به عن المنصوب ، وجُعِلَت الكاف

والهاء والياء بياناً عن المقصود لِيُعْلَم المُخاطَبُ من الغائب، ولا موضع

لها من الإِعراب كالكاف في ذلك وأَرَأَيْتَك، وهذا هو مذهب أَبي الحسن

الأَخفش ؛ قال أَبو منصور: قوله اسم مُبهم يُكْنى به عن المنصوب يدل على أَنه

لا اشتاق له؛ وقال أَبو إسحق الزَّجاجُ: الكافُ في إِيَّاكَ في موضع جرّ

بإضافة إِيَّا إليها، إلا أَنه ظاهر يُضاف إلى سائر المُضْمَرات، ولو

قلت إِيَّا زَيدٍ حدَّثت لكان قبيحاً لأَنه خُصَّ بالمُضْمَر، وحكى ما رواه

الخليل من إِيَّاهُ وإِيَّا الشَّوابِّ؛ قال ابن جني: وتأَملنا هذه

الأَقوال على اختلافها والاعْتِلالَ لكل قول منها فلم نجِد فيها ما يصح مع

الفحص والتنقير غَيرَ قَوْلِ أَبي الحسن الأَخفش، أَما قول الخليل إِنَّ

إيّا اسم مضمر مضاف فظاهر الفساد، وذلك أَنه إِذا ثبت أَنه مضمر لم تجز

إِضافته على وجه من الوجوه، لأَن الغَرَض في الإِضافة إِنما هو التعريف

والتخصيص والمضمر على نهاية الاختصاص فلا حاجة به إلى الإِضافة ، وأَمَّا قول

من قال إنَّ إِيَّاك بكمالها اسم فليس بقويّ، وذلك أَنَّ إيّاك في أَن

فتحة الكاف تفيد الخطاب المذكر، وكسرة الكاف تفيد الخطاب المؤنث، بمنزلة

أَنت في أَنَّ الاسم هو الهمزة، والنون والتاء المفتوحة تفيد الخطاب

المذكر، والتاء المكسورة تفيد الخطاب المؤنث، فكما أَن ما قبل التاء في أَنت

هو الاسم والتاء هو الخطاب فكذا إيّا اسم والكاف بعدها حرف خطاب، وأَمّا

مَن قال إن الكاف والهاء والياء في إِيَّاكَ وإِيّاه وإِيَّايَ هي

الأَسماء، وإِنَّ إِيَّا إنما عُمِدَت بها هذه الأَسماء لقلتها، فغير مَرْضِيّ

أَيضاً، وذلك أَنَّ إِيَّا في أَنها ضمير منفصل بمنزلة أَنا وأَنت ونحن

وهو وهي في أَن هذه مضمرات منفصلة ، فكما أَنَّ أَنا وأَنت ونحوهما تخالف

لفظ المرفوع المتصل نحو التاء في قمت والنون والأَلف في قمنا والأَلف في

قاما والواو في قامُوا، بل هي أَلفاظ أُخر غير أَلفاظ الضمير المتصل، وليس

شيء منها معموداً له غَيْرُه، وكما أَنَّ التاء في أَنتَ، وإن كانت بلفظ

التاء في قمتَ، وليست اسماً مثلها بل الاسم قبلها هو أَن والتاء بعده

للمخاطب وليست أَنْ عِماداً للتاء، فكذلك إيّا هي الاسم وما بعدها يفيد

الخطاب تارة والغيبة تارة أُخرى والتكلم أُخرى، وهو حرف خطاب كما أَن التاء

في أَنت حرف غير معمود بالهمزة والنون من قبلها، بل ما قبلها هو الاسم

وهي حرف خطاب، فكذلك ما قبل الكاف في إِيَّاكَ اسم والكاف حرف خطاب ، فهذا

هو محض القياس، وأَما قول أَبي إسحق: إِنَّ إيّا اسم مظهر خص بالإِضافة

إلى المضمر، ففاسد أَيضاً، وليس إيّا بمظهر، كما زعم والدليل على أَنَّ

إيّا ليس باسم مظهر اقتصارهم به على ضَرْبٍ واحد من الإِعراب وهو النصب؛

قال ابن سيده: ولم نعلم اسماً مُظْهَراً اقْتُصِرَ به على النَّصْب البتة

إِلاَّ ما اقْتُصِرَ به من الأَسماء على الظَّرْفِيَّة، وذلك نحو ذاتَ

مَرَّةٍ وبُعَيْداتِ بَيْنٍ وذا صَباحٍ وما جَرى مَجْراهُنَّ، وشيئاً من

المصادر نحو سُبْحانَ اللهِ ومَعاذَ اللهِ ولَبَّيْكَ، وليس إيّا ظرفاً ولا

مصدراً فيُلحق بهذه الأَسماء، فقد صح إذاً بهذا الإِيراد سُقُوطُ هذه

الأَقوالِ، ولم يَبْقَ هنا قول يجب اعتقاده ويلزم الدخول تحته إلا قول أَبي

الحسن من أَنَّ إِيَّا اسم مضمر، وأَن الكاف بعده ليست باسم، وإنما هي

للخطاب بمنزلة كاف ذلك وأَرَأَيْتَك وأَبْصِرْكَ زيداً ولَيْسَكَ عَمْراً

والنَّجاك. قال ابن جني:وسئل أَبو إسحق عن معنى قوله عز وجل: إِيَّاكَ

نَعْبُد، ما تأْويله؟ فقال: تأْويله حَقيقَتَكَ نَعْبُد، قال: واشتقاقه من

الآيةِ التي هي العَلامةُ؛ قال ابن جني: وهذا القول من أَبي إِسحق غير

مَرْضِيّ، وذلك أَنَّ جميع الأَسماء المضمرة مبني غير مشتق نحو أَنا وهِيَ

وهُوَ، وقد قامت الدلالة على كونه اسماً مضمراً فيجب أَن لا يكون

مشتقّاً. وقال الليث: إِيَّا تُجعل مكان اسم منصوب كقولك ضَرَبْتُكَ، فالكاف اسم

المضروب ، فإِذا أَردت تقديم اسمه فقلت إِيَّاك ضَرَبْت، فتكون إيّا

عِماداً للكاف لأَنها لا تُفْرَد من الفِعْل، ولا تكون إيّا في موضع الرَّفع

ولا الجرّ مع كاف ولا ياء ولا هاء، ولكن يقول المُحَذِّر إِيّاكَ

وزَيْداً، ومنهم من يَجعل التحذير وغير التحذير مكسوراً، ومنهم من ينصب في

التحذير ويكسر ما سوى ذلك للتفرقة. قال أَبو إِسحق: مَوْضِع إِيَّاكَ في قوله

إِيَّاكَ نَعْبُد نَصْبٌ بوقوع الفعل عليه، وموضِعُ الكاف في إيَّاكَ

خفض بإضافة إِيّا إليها؛ قال وإِيَّا اسم للمضمر المنصوب، إِلا أَنه ظاهر

يضاف إلى سائر المضمرات نحو قولك إِيَّاك ضَرَبْت وإِيَّاه ضَرَبْت

وإِيَّايَ حدَّثت، والذي رواه الخليل عن العرب إذا بلغ الرجل الستين فإِيَّاه

وإِيَّا الشَّوابِّ، قال: ومن قال إنَّ إيّاك بكماله الاسم، قيل له: لم نر

اسماً للمضمر ولا للمُظْهر، إِنما يتغير آخره ويبقى ما قبل آخره على لفظ

واحد، قال: والدليل على إضافته قول العرب فإيّاه وإيّا الشوابِّ يا هذا،

وإجراؤهم الهاء في إِيّاه مُجراها في عَصاه، قال الفراء: والعرب تقول

هِيَّاك وزَيْداً إذا نَهَوْكَ، قال: ولا يقولون هِيَّاكَ ضَرَبْت. وقال

المبرد: إِيَّاه لا تستعمل في المضمر المتصل إِنما تستعمل في المنفصل،

كقولك ضَرَبْتُك لا يجوز أَن يقال ضَرَبْت إِياك، وكذلك ضَرَبْتهم

(* قوله

«وكذلك ضربتهم إلى قوله قال وأما إلخ» كذا بالأصل.) لا يجوز أَن تقول

ضَرَبْت إياك وزَيْداً أَي وضَرَبْتُك، قال: وأَما التحذير إذا قال الرجل

للرجل إِيَّاكَ ورُكُوبَ الفاحِشةِ ففِيه إضْمارُ الفعل كأَنه يقول إِيَّاكَ

أُحَذِّرُ رُكُوبَ الفاحِشةِ. وقال ابن كَيْسانَ: إذا قلت إياك وزيداً

فأَنت مُحَذِّرٌ مَن تُخاطِبهُ مِن زَيد، والفعل الناصب لهما لا يظهر،

والمعنى أُحَذِّرُكَ زَيْداً كأَنه قال أُحَذِّرُ إِيَّاكَ وزَيْداً،

فإيَّاكَ مُحَذَّر كأَنه قال باعِدْ نَفْسَك عن زيد وباعِدْ زَيْداً عنك، فقد

صار الفعل عاملاً في المُحَذَّرِ والمُحَذَّرِ منه، قال: وهذه المسأَلة

تبين لك هذا المعنى، تقول: نفسَك وزَيداً، ورأْسَكَ والسَّيْفَ أَي اتَّقِ

رَأْسَك أَن يُصِيبه السَّيْفُ واتَّقِ السَّيْفَ أَن يُصِيبَ رَأْسَك،

فرأْسُه مُتَّقٍ لئلا يُصِيبَه السيفُ، والسَّيْف مُتَّقًى، ولذلك جمعهما

الفِعْل؛ وقال:

فإِيَّاكَ إِيَّاكَ المِراءَ، فإِنَّه

إلى الشَّرِّ دَعَّاءٌ، وللشَّرِّ جالِبُ

يريد: إِيَّاكَ والمِراء، فحذف الواو لأَنه بتأْويل إِيَّاكَ وأَنْ

تُمارِيَ، فاستحسن حذفها مع المِراء. وفي حديث عَطاء: كان مُعاويةُ، رضي الله

عنه، إذا رَفَع رأْسَه من السَّجْدةِ الأَخِيرةِ كانَتْ إِيَّاها؛ اسم

كان ضمير السجدة، وإِيَّاها الخبر أَي كانت هِيَ هِيَ أَي كان يَرْفَع

منها ويَنْهَضُ قائماً إلى الركعة الأُخرى من غير أَن يَقْعُد قَعْدةَ

الاسْتِراحة. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: إيايَ وكذا أَي نَحِّ عنِّي كذا

ونَحِّني عنه . قال: إِيّا اسم مبني، وهو ضمير المنصوب، والضمائر التي تُضاف

إليها من الهاء والكاف والياء لا مَواضِعَ لها من الإعراب في القول

القويّ؛ قال: وقد تكون إيَّا بمعنى التحذير. وأَيايا: زَجْرٌ؛ وقال ذو

الرمة:إذا قال حادِيِهِمْ: أَيايا، اتَّقَيْتُه

بِمِثْل الذُّرَا مُطْلَنْفِئاتِ العَرائِكِ

قال ابن بري: والمشهور في البيت :

إذا قال حاديِنا: أَيا ، عَجَسَتْ بِنا

خِفَافُ الخُطى مُطْلَنْفِئاتُ العَرائكِ

وإياةُ الشمسِ ، بكسر الهمزة: ضَوْءُها، وقد تفتح؛ وقال طَرَفةُ:

سَقَتْه إِياةُ الشمْسِ إِلا لِثاتِه

أُسِفَّ، ولم تَكْدِمْ عَلَيْهِ بإِثْمِدِ

فإن أَسقطت الهاء مَدَدْت وفتحت؛ وأَنشد ابن بري لمَعْنِ بن أَوْسٍ:

رَفَّعْنَ رَقْماً علَى أَيْلِيَّةٍ جُدُدٍ،

لاقَى أَيَاها أَياءَ الشَّمْسِ فَأْتَلَقا

ويقال: الأَياةُ لِلشَّمْس كالهالةِ للقمر، وهي الدارة حولها.

أيا: أَيّ: حرف استفهام عما يعقل وما لا يعقل، وقوله:

وأَسماء، ما أَسْماءُ ليلةَ أَدْلَجَتْ

إِليَّ، وأَصْحابي بأَيَّ وأَيْنَما

فإِنه جعل أَيّ اسماً للجهة، فلما اجتمع فيه التعريف والتأْنيث منعه

الصرف، وأَما أَينما فهو مذكور في موضعه؛ وقال الفرزدق:

تَنَظَّرْتُ نَصْراً والسِّماكَيْنِ أَيْهُما

عَليَّ من الغَيْثِ اسْتَهَلَّتْ مواطِرُهْ

إِنما أَراد أَيُّهما، فاضطر فحذف كما حذف الآخر في قوله:

بَكى، بعَيْنَيك، واكفُ القَطْرِ

ابنَ الحَواري العاليَ الذِّكْرِ

إِنما أَراد: ابن الحواريّ، فحذف الأَخيرة من ياءي النسب اضطراراً.

وقالوا: لأَضربن أَيُّهم أَفضلُ؛ أَيّ مبنية عند سيبويه، فلذلك لم يعمل فيها

الفعلُ، قال سيبويه: وسأَلت الخليل عن أَيِّي وأَيُّك كان شرّاً فأَخزاه

الله فقال: هذا كقولك أَخزى الله الكاذبَ مني ومنك، إِنما يريد منَّا

فإِنما أَراد أَيُّنا كان شَرّاً، إِلا أَنهما لم يشتركا في أَيٍّ، ولكنهما

أَخْلَصاهُ لكل واحد منهما؛ التهذيب: قال سيبويه سأَلت الخليل عن قوله:

فأَيِّي ما وأَيُّكَ كان شَرّاً ،

فسِيقَ إِلى المقامَةِ لا يَراها

فقال: هذا بمنزلة قول الرجل الكاذبُ مني ومنك فعل الله به؛ وقال غيره:

إِنما يريد أَنك شرٌّ

ولكنه دعا عليه بلفظ هو أَحسن من التصريح كما قال الله تعالى: وأَنا أَو

إِياكم لعلى هُدىً أَو في ضلال مبين؛ وأَنشد المُفَضَّلُ:

لقد عَلِم الأَقوامُ أَيِّي وأَيُّكُمْ

بَني عامِرٍ، أَوْفى وَفاءً وأَظْلَمُ

معناه: علموا أَني أَوْفى وَفاءً وأَنتم أَظلم، قال: وقوله فأَبي ما

وأَيك، أَيّ موضع رفع لأَنه اسم مكان، وأَيك نسق عليه، وشرّاً خبرها، قال:

وقوله:

فسيق إِلى المقامة لا يراها

أَي عَمِيَ، دعاء عليه. وفي حديث أَبي ذر أَنه قال لفلان: أَشهد أَن

النبي، صلى الله عليه وسلم، قال إِني أَو إِياك فرعونُ هذه ا لأُمة؛ يريد

أَنك فرعونُ هذه الأُمة، ولكنه أَلقاه إِليه تعريضاً لا تصريحاً، وهذا كما

تقول أَحدُنا كاذبٌ وأَنت تعلم أَنك صادق ولكنك تُعَرِّضُ به. أَبو زيد:

صَحِبه الله أَيَّا مّا تَوَجَّهَ؛ يريد أَينما توجه. التهذيب: روي عن

أَحمد بن يحيى والمبرّد قالا: لأَيّ ثلاثة أُصول: تكون استفهاماً، وتكون

تعجباً، وتكون شرطاً؛ وأَنشد:

أَيّاً فَعَلْتَ، فإِني لك كاشِحٌ،

وعلى انْتِقاصِك في الحَياةِ وأَزْدَدِ

قالا جزَمَ قوله: وأَزْدَد على النسق على موضع الفاء التي في فإِنني،

كأَنه قال: أَيّاً تفعلْ أُبْغِضْكَ وأَزْدَدْ؛ قالا: وهو مثل معنى قراءة

من قرأَ: فأَصَّدَّقَ وأَكُنْ، فتقدير الكلام إِن تؤخرني أَصَّدَّق وأَكن،

قالا: وإِذا كانت أَيٌّ استفهاماً

لم يعمل فيها الفعل الذي قبلها، وإِنما يرفعها أَو ينصبها ما بعدها. قال

الله عز وجل: لنَعْلَم أَيٌّ الحِزْبين أَحصى لما لبثوا أَمداً؛ قال

المبرد: فأَيٌّ رفع، وأَحصى رفع بخبر الابتداء. وقال ثعلب: أَيٌّ رافعهُ

أَحصى، وقالا: عمل الفعل في المعنى لا في اللفظ كأَنه قال لنعلم أَيّاً

من أَيٍّ، ولنَعْلم أَحَدَ هذين، قالا: وأَما المنصوبة بما بعدها فقوله:

وسيعلم الذين ظلموا أَيَّ مُنْقَلَبٍ ينقلبون؛ نصب أَيّاً بينقلبون. وقال

الفراء: أَيٌّ إِذا أَوْقَعْتَ الفعل المتقدّم عليها خرجت من معنى

الاستفهام، وذلك إِن أَردته جائز، يقولون لأَضْربنَّ أَيُّهم يقول ذلك، لأَن

الضرب على اسم يأْتي بعد ذلك استفهام، وذلك أَن الضرب لا يقع اننين

(*

قوله «لأن الضرب إلخ» كذا بالأصل). قال: وقول الله عز وجل: ثم لننزعنَّ من

كل شيعةٍ أَيُّهم أَشَدُّ على الرحمن عِتِيّاً؛ من نصب أَيّاً أَوقع عليها

النَّزْعَ وليس باستفهام كأَنه قال لنستخرجن العاتي الذي هو أَشدّ، ثم

فسر الفراء وجه الرفع وعليه القراء على ما قدمناه من قول ثعلب والمبرد.

وقال الفراء: وأَيّ إِذا كانت جزاء فهي على مذهب الذي قال وإِذا كان أَيّ

تعجباً

لم يجاز بها لأن التعجب لا يجازى به، وهو كقولك أَيُّ رجل زيدٌ وأَيٌّ

جاريةٍ زينبُ، قال: والعرب تقول أَيّ وأَيّانِ وأَيُّونَ، إِذا أَفردوا

أَيّاً ثَنَّوْها وجمعوها وأَنثوها فقالوا أَيّة وأَيْتان وأَيّاتٌ، وإِذا

أَضافوها إِلى ظاهرٍ أَفردوها وذكَّروها فقالوا أَيّ الرجلين وأَيّ

المرأَتين وأَيّ الرجل وأَيّ النساء، وإِذا أَضافوا إلى المَكْنِيّ المؤنث

ذكَّروا وأَنَّثوا فقالوا أَيهما وأَيتهما للمرأَتين، وفي التنزيل العزيز:

أَيَّا مَّا تَدْعوا؛ وقال زهير في لغة من أَنَّث:

وزَوَّدُوك اشْتياقاً أَيَّةً سَلَكوا

أَراد: أَيَّةَ وُجْهةٍ سلكوا، فأَنثها حين لم يضفها، قال: ولو قلت

أَيّاً سلكوا بمعنى أَيَّ وَجْه سلكوا كان جائزاً. ويقول لك قائل: رأَيتُ

ظَبْياً، فتجيبه: أَيّاً، ويقول: رأَيت ظبيين، فتقول: أَيَّين، ويقول:

رأَيت ظِباءً، فتقول: أَيَّات، ويقول: رأَيت ظبية، فتقول: أَيَّةً. قال:

وإِذا سأَلت الرجل عن قبيلته قلت المَيِّيُّ، وإِذا سأَلته عن كورته قلت

الأَيِّيُّ، وتقول مَيِّيٌّ أَنت وأَيِّيٌّ أَنت، بياءين شديدتين. وحكى

الفراء عن العرب في لُغَيَّة لهم: أَيُّهم ما أَدرك يركب على أَيهم يريد. وقال

الليث: أَيّانَ هي بمنزلة متى، قال: ويُخْتَلَف في نونها فيقال أَصلية،

ويقال زائدة. وقال الفراء: أَصل أَيان أَيَّ أَوانٍ، فخففوا الياء من أَي

وتركوا همزة أَوان، فالتقت ياء ساكنة بعدها واو، فأُدغمت الواو في

الياء؛ حكاه عن الكسائي، قال: وأَما قولهم في النداء أَيها الرجل وأَيتها

المرأَة وأَيها الناس فإِن الزجاج قال: أَيّ اسم مبهم مبني على الضم من أَيها

الرجل لأَنه منادى مفرد، والرجل صفة لأَيّ لازمة، تقول يا أَيها الرجل

أَقبل، ولا يجوز يا الرجل، لأَن يا تنبيه بمنزلة التعريف في الرجل فلا

يجمع بين يا وبين الأَلف واللام فتصل إِلى الأَلف واللام بأَيّ، وها لازمة

لأَيّ للتنبيه، وهي عوض من الإِضافة في أَيّ، لأَن أَصل أَيّ أَن تكون

مضافة إِلى الاستفهام والخبر، والمُنادى في الحقيقة الرجلُ، وأَيّ وُصْلَة

إِليه، وقال الكوفيون: إِذا قلت يا أَيها الرجل، فيا نداء، وأَيّ اسم

منادى، وها تنبيه، والرجل صفة، قالوا ووُصِلَتْ أَيّ بالتنبيه فصارا اسماً

تامّاً لأَن أَيا وما ومن الذي أَسماء ناقصة لا تتم إِلا بالصلات، ويقال

الرجل تفسير لمن نودي.

وقال أَبو عمرو: سأَلت المبرّد عن أَيْ مفتوحة ساكنة ما يكون بعدها

فقال: يكون الذي بعدها بدلاً، ويكون مستأْنفاً ويكون منصوباً؛ قال: وسأَلت

أَحمد بن يحيى فقال: يكون ما بعدها مُتَرْجِماً، ويكون نصباً بفعل مضمر،

تقول: جاءني أَخوك أَي زيد ورأَيت أَخاك أَي زيداً ومررت بأَخيك أَي زيد.

ويقال: جاءني أَخوك فيجوز فيه أَيْ زيدٌ وأَيْ زيداً، ومررت بأَخيك

فيجوز فيه أَي زيدٍ أَي زيداً أَي زيدٌ. ويقال: رأَيت أَخاك أَي زيداً، ويجوز

أَي زيدٌ.

وقال الليث: إِيْ يمينٌ، قال الله عز وجل: قل إِي وربي إِنه لحق؛

والمعنى إِي والله؛ قال الزجاج: قل إِي وربي إِنه لحق، المعنى نعم وربي، قال:

وهذا هو القول الصحيح، وقد تكرر في الحديث إِي واللهِ وهي بمعنى نعم، إِلا

أَنها تختص بالمجيء مع القسم إِيجاباً لما سبقه من الاستعلام.

قال سيبويه: وقالوا كأَيَّنْ رجلاً قد رأَيت، زعم ذلك يونس، وكأَيَّنْ

قد أَتاني رجلاً، إِلا أَن أَكثر العرب إِنما يتكلمون مع مِنْ، قال:

وكأَيَّنْ مِنْ قرية، قال: ومعنى كأَيِّن رُبَّ، وقال: وإِن حذفت من فهو

عربي؛ وقال الخليل: إِن جَرَّها أَحدٌ من العرب فعسى أَن يجرّها بإِضمار من،

كما جاز ذلك في كم، قال: وقال الخليل كأَيِّنْ عملت فيما بعدها كعمل

أَفضلهم في رجل فصار أَيّ بمنزلة التنوين، كما كان هم من قولهم أَفضلهم

بمنزلة التنوين، قال: وإِنما تجيء الكاف للتشبيه فتصير هي وما بعدها بمنزلة

شيء واحد، وكائِنْ بزنة كاعِنْ مغير من قولهم كأَيِّنْ. قال ابن جني: إِن

سأَل سائل فقال ما تقول في كائِنْ هذه وكيف حالها وهل هي مركبة أَو بسيطة؟

فالجواب إِنها مركبة، قال: والذي عَلَّقْتُه عن أَبي علي أَن أَصلها

كأَيَّنْ كقوله تعالى: وكأَيِّنْ من قرية؛ ثم إِن العرب تصرفت في هذه

الكلمة لكثرة استعمالها إِياها، فقدمت الياء المشددة وأَخرت الهمزة كما فعلت

ذلك في عِدّة مواضع نحو قِسِيّ وأَشْياء في قول الخليل، وشاكٍ ولاثٍ

ونحوهما في قول الجماعة، وجاءٍ وبابه في قول الخليل أَيضاً وغير ذلك، فصار

التقدير فيما بَعْدُ كَيِّئٌ، ثم إِنهم حذفوا الياء التانية تخفيفاً كما

حذفوها في نحو مَيِّت وهَيِّن ولَيِّن فقالوا مَيْت وهَيْن ولَيْن، فصار

التقدير كَيْئٌ، ثم إِنهم قلبوا الياء أَلفاً لانفتاح ما قبلها كما قلبوا

في طائيّ وحارِيٍّ وآيةٍ في قول الخليل أَيضاً، فصارت كائِنْ. وفي

كأَيِّنْ لغات: يقال كأَيِّنْ وكائِنْ وكأْيٌ، بوزنَ رَميٍ، وكإٍ بوزن عَمٍ؛

حكى ذلك أَحمد بن يحيى، فمن قال كأَيِّنْ

فهي أَيٌّ دخلت عليها الكاف، ومن قال كائِنْ فقد بيَّنَّا أَمره، ومن

قال كأْي بوزن رَمْي فأَشبه ما فيه أَنه لما أَصاره التغيير على ما ذكرنا

إِلى كَيْءٍ قدّم الهمزة وأَخر الياء ولم يقلب الياءَ أَلفاً، وحَسَّنَ

ذلك ضَعْف هذه الكلمة وما اعْتَوَرَها من الحذف والتغيير، ومن قال كإٍ بوزن

عَمٍ فإنه حذف الياء من كَيْءٍ تخفيفاً أَيضاً، فإِن قلت: إِن هذا

إِجحاب بالكلمة لأَنه حذف بعد حذف فليس ذلك بأَكثر من مصيرهم بأَيْمُن الله

إِلى مُنُ اللهِ ومِ الله، فإِذا كثر استعمال الحذف حسن فيه ما لا يحسن في

غيره من التغيير والحذف. وقوله عز وجل: وكأَيِّنْ من قرية؛ فالكاف زائدة

كزيادتها في كذا وكذا، وإِذا كانت زائدة فليست متعلقة بفعل ولا بمعنى

فعل. وتكون أَيٌّ جزاء، وتكون بمعنى الذي، والأُنثى من كل ذلك أَيّة، وربما

قيل أَيُّهن منطلقةٌ، يريد أَيَّتهن؛ وأَيّ: استفهام فيه معنى التعجب

فيكون حينئذ صفة للنكرة وحالاً للمعرفة نحو ما أَنشده سيبويه للراعي:

فأَوْمَأْتُ إِيماءً خَفيّاً لحَبْتَرٍ،

ولله عَيْنا حبتر أَيَّما فَتى

أَي أَيَّما فَتىً هو، يتعجب من اكتفائه وشدة غَنائه. وأَيّ: اسم صيغ

ليتوصل به إِلى نداء ما دخلته الأَلف واللام كقولك يا أَيها الرجل ويا

أَيها الرجلان ويا أَيها الرجال، ويا أَيتها المرأَة ويا أَيتها المرأَتان

ويا أَيتها النسوة ويا أَيها المرأَة ويا أَيها المرأَتان ويا أَيها

النسوة. وأَما قوله عز وجل: يا أَيها النملُ ادخلوا مساكنَكم لا يَحْطِمَنَّكم

سليمانُ وجنودُه؛ فقد يكون على قولك يا أَيها المرأَة ويا أََيها النسوة،

وأَما ثعلب فقال: إِنما خاطب النمل بيا أَيها لأَنه جعلهم كالناس فقال

يا أَيها النمل كما تقول للناس يا أَيها الناس، ولم يقل ادخلي لأَنها

كالناس في المخاطبة، وأَما قوله: يا أَيها الذين آمنوا، فيا أَيُّ نداء مفرد

مبهم والذين في موضع رفع صفة لأَيها، هذا مذهب الخليل وسيبويه، وأَما

مذهب الأَخفش فالذين صلة لأَيّ، وموضع الذين رفع بإِضمار الذكر العائد على

أَيّ، كأَنه على مذهب الأَخفش بمنزلة قولك يا من الذي أَي يا من هم الذين

وها لازمة لأَي عوضاً مما حذف منها للإضافة وزيادةً في التنبيه، وأَجاز

المازني نصب صفة أَي في قولك يا أَيها الرجلَ أَقبل، وهذا غير معروف،

وأَيّ في غير النداء لا يكون فيها ها، ويحذف معها الذكر العائد عليها، تقول:

اضرب أَيُّهم أَفضل وأَيَّهم أَفضل، تريد اضرب أَيَّهم هو أَفضلُ.

الجوهريّ: أَيٌّ اسم معرب يستفهم بها ويُجازَى بها فيمن يعقل وما لا يعقل، تقول

أَيُّهم أَخوك، وأَيُّهم يكْرمني أُكْرِمْه، وهو معرفة للإضافة، وقد

تترك الإضافة وفيه معناها، وقد تكون بمنزلة الذي فتحتاج إِلى صلة، تقول

أَيُّهم في الدار أَخوك؛ قال ابن بري: ومنه قول الشاعر:

إِذا ما أَتيتَ بني مالكٍ،

فَسَلِّمْ على أَيُّهم أَفضلُ

قال: ويقال لا يَعْرِفُ أَيّاً من أَيٍّ إِذا كان أَحمق؛ وأَما قول

الشاعر:

إِذا ما قيلَ أَيُّهمُ لأيٍّ،

تَشابَهَتِ العِبِدَّى والصَّمِيمُ

فتقديره: إِذا قيل أَيُّهم لأَيٍّ يَنْتَسِبُ، فحذف الفعل لفهم المعنى،

وقد يكون نعتاً، تقول: مررت برجل أَيِّ رجلٍ وأَيِّما رجلٍ، ومررت

بامرأَة أَيَّةِ امرأَة وبامرأَتين أَيَّتما امرأَتين، وهذه امرأَةٌ أَيَّةُ

امرأَةٍ وأَيَّتُما امرأَتين، وما زائدة. وتقول: هذا زيد أَيَّما رجل،

فتنصب أَيّاً على الحال، وهذه أَمةُ

الله أَيَّتَما جاريةٍ. وتقول: أَيُّ امرأَة جاءتك وجاءك، وأَيَّةُ

امرأَةٍ جاءتك، ومررت بجارية أَيِّ جاريةٍ، وجئتك بمُلاءةٍ أَيِّ مُلاءَةٍ

وأَيَّةِ مُلاءَةٍ، كل جائز. وفي التنزيل العزيز: وما تَدْرِي نفسٌ بأَيِّ

أَرضٍ تموتُ. وأَيٌّ: قد يتعجب بها؛ قال جميل:

بُثَيْنَ، الْزَمِي لا، إِنَّ لا، إِنْ لَزِمْتِهِ

على كَثْرَةِ الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ

قال الفراء: أَيٌّ يعمل فيه ما بعده ولا يعمل فيه ما قبله. وفي التنزيل

العزيز: لنعلم أَيُّ الحزبين أَحْصَى؛ فرفع، وفيه أَيضاً: وسيعلم الذين

ظلموا أَيَّ مُنْقَلب ينقلبون؛ فنصبه بما بعده؛ وأَما قول الشاعر:

تَصِيحُ بنا حَنِيفَةُ، إِذْ رأَتْنا،

وأَيَّ الأَرْضِ تَذْهَبُ للصِّياحِ

فإِنما نصبه لنزع الخافض، يريد إلى أَي الأَرض. قال الكسائي: تقول

لأَضْرِبَنّ أَيُّهم في الدار، ولا يجوز أَن تقول ضربت أَيُّهم في الدار، ففرق

بين الواقع والمُنْتَظَرِ، قال: وإِذا نادَيت اسماً فيه الأَلف واللام

أَدخلت بينه وبين حرف النداء أَيُّها، فتقول يا أَيها الرجل ويا أَيتها

المرأَة، فأَيّ اسم مبهم مفرد معرفة بالنداء مبني على الضم، وها حرف

تنبيه، وهي عوض مما كانت أَيّ تضاف إِليه، وترفع الرجل لأَنه صفة أَيّ. قال

ابن بري عند قول الجوهري وإِذا ناديت اسماً فيه ا لأَلف واللام أَدخلت

بينه وبين حرف النداء أَيها، قال: أَي وُصْلة إِلى نداء ما فيه الأَلف

واللام في قولك يا أَيها الرجل، كما كانت إِيَّا وُصْلَةَ المضمر في إياه

وإياك في قول من جعل إيَّا اسماً ظاهراً مضافاً، على نحو ما سمع من قول بعض

العرب: إِذا بلغ الرجل الستين فإِيَّاه وإِيَّا الشَّوابِّ؛ قال: وعليه

قول أَبي عُيَيْنَة:

فَدَعني وإِيَّا خالدٍ،

لأُقَطِّعَنَّ عُرَى نِياطِهْ

وقال أَيضاً:

فَدَعني وإِيَّا خالدٍ بعدَ ساعةٍ،

سَيَحْمِلُه شِعْرِي على الأَشْقَرِ الأَغَرّ

وفي حديث كعب بن مالك: فَتَخَلَّفْنا أَيَّتُها الثلاثة؛ يريد

تَخَلُّفَهم عن غزوة تَبُوكَ وتأَخُّر توبتهم. قال: وهذه اللفظة تقال في الاختصاص

وتختص بالمُخْبر عن نفسه والمُخاطَب، تقول أَما أَنا فأَفعل كذا أَيُّها

الرجلُ، يعني نفسه، فمعنى قول كعب أَيتها الثلاثة أَي المخصوصين بالتخلف.

وقد يحكى بأَيٍّ النكراتُ ما يَعْقِلُ

وما لا يعقل، ويستفهم بها، وإِذا استفهمت بها عن نكرة أَعربتها بإِعراب

الاسم الذي هو اسْتِثبات عنه، فإِذا قيل لك: مرَّ بي رجل، قلتَ أَيٌّ

ىا فتى؟ تعربها في الوصل وتشير إِلى الإِعراب في الوقف، فإِن قال: رأَيت

رجلاً، قلت: أَيّاً يا فتى؟ تعرب وتنوّن إِذا وصلت وتقف على الأَلف

فتقول أَيَّا، وإِذا قال: مررت برجل، قلتَ: أَيٍّ يا فتى؟ تعرب وتنوّن، تحكي

كلامه في الرفع والنصب والجر في حال الوصل والوقف؛ قال ابن بري: صوابه

في الوصل فقط، فأَما في الوقف فإِنه يوقف عليه في الرفع والجر بالسكون لا

غير، وإِنما يتبعه في الوصل والوقف إِذا ثناه وجمعه، وتقول في التثنية

والجمع والتأْنيث كما قيل في من، إِذا قال: جاءني رجال، قلتَ: أَيُّونْ،

ساكنة النون، وأَيِّينْ

في النصب والجر، وأَيَّهْ للمؤنث؛ قال ابن بري: صوابه أَيُّونَ بفتح

النون، وأَيِّينَ بفتح النون أَيضاً، ولا يجوز سكون النون إِلا في الوقف

خاصة، وإِنما يجوز ذلك في مَنْ خاصة، تقول مَنُونْ ومَنِينْ، بالإِسكان لا

غير. قال: فإِن وصلت قلتَ أَيَّة يا هذا وأَيَّات يا هذا، نوَّنتَ، فإِن

كان الاستثباتُ عن معرفة رفعتَ أَيّاً لا غير على كل حال، ولا يحكى في

المعرفة ليس في أَيٍّ مع المعرفة إِلا الرفع، وقد يدخل على أَيّ الكاف فتنقل

إِلى تكثير العدد بمعنى كم في الخبر ويكتب تنوينه نوناً، وفيه لغتان:

كائِنْ مثل كاعِنْ، وكأَيِّنْ مثل كعَيِّنْ، تقول: كأَيِّنْ رجلاً لقيت،

تنصب ما بعد كأَيِّنْ على التمييز، وتقول أَيضاً: كأَيِّنْ من رجل لقيت،

وإِدخال من بعد كأَيِّنْ أَكثر من النصب بها وأَجود، وبكأَيِّنْ تبيع هذا

الثوب؟ أَي بكم تبيع؛ قال ذو الرمة:

وكائِنْ ذَعَرْنا مِن مَهاةٍ ورامِحٍ،

بِلادُ الوَرَى لَيْسَتْ له بِبلادِ

قال ابن بري: أَورد الجوهري هذا شاهداً على كائن بمعنى كَمْ، وحكي عن

ابن جني قال لا تستعمل الوَرَى إِلا في النفي، قال: وإِنما حسن لذي الرمة

استعماله في الواجب حيث كان منفيّاً في المعنى لأَن ضميره منفي، فكأَنه

قال: ليست له بلاد الورى ببلاد.

وأَيَا: من حروف النداء يُنادَى بها القريب والبعيد، تقول أَيَا زيدُ

أَقْبِل.

وأَيْ، مثال كَيْ: حرفٌ يُنادَى بها القريب دون البعيد، تقول أَيْ زيدُ

أَقبل، وهي أَيضاً كلمة تتقدم التفسير، تقول أَيْ كذا بمعنى يريد كذا،

كما أَن إِي بالكسر كلمة تتقدم القسم، معناها بلى، تقول إِي وربي وإِي

والله. غيره أَيا حرف نداء، وتبدل الهاء من الهمزة فيقال: هيا؛ قال:

فانْصَرَفَتْ، وهي حَصانٌ مُغْضَبَهْ،

ورَفَعَتْ بصوتِها: هَيَا أَبَهْ

قال ابن السكيت: يريد أَيا أَبَهْ، ثم أَبدل الهمزة هاء، قال: وهذا صحيح

لأَن أَيا في النداء أَكثر من هَيَا، قال: ومن خفيفه أَيْ معناه

العبارةُ، ويكون حرف نداء. وإِيْ: بمعنى نعم وتوصل باليمين، فيقال إِي والله،

وتبدل منها هاء فيقال هِي.

والآيةُ: العَلامَةُ، وزنها فَعَلَةٌ في قول الخليل، وذهب غيره إِلى أَن

أَصلها أَيَّةٌ فَعْلَةٌ فقلبت الياء أَلفاً لانفتاح ما قبلها، وهذا قلب

شاذ كما قلبوها في حارِيّ وطائِيٍّ إِلا أَن ذلك قليل غير مقيس عليه،

والجمع آياتٌ وآيٌ، وآياءٌ جمعُ الجمع نادرٌ؛ قال:

لم يُبْقِ هذا الدَّهْر، من آيائِه،

غيرَ أَثافِيهِ وأَرْمِدائِه

وأَصل آية أَوَيَةٌ، بفتح الواو، وموضع العين واو، والنسبة إِليه

أَوَوِيّ، وقيل: أَصلها فاعلة فذهبت منها اللام أَو العين تخفيفاً، ولو جاءت

تامة لكانت آيِيَةً. وقوله عز وجل: سَنُريهم آياتنا في الآفاق؛ قال الزجاج:

معناه نريهم الآيات التي تدل على التوحيد في الآفاق أَي آثارَ مَنْ

مَضَى قبلهم من خلق الله، عز وجل، في كل البلاد وفي أَنفسهم من أَنهم كانوا

نُطَفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم عظاماً كسيت لحماً، ثم نقلوا إِلى

التمييز والعقل، وذلك كله دليل على أَن الذي فعله واحد ليس كمثله شيء، تبارك

وتقدس. وتَأَيَّا الشيءَ: تَعَمَّد آيَتَهُ أَي شَخْصَه. وآية الرجل:

شَخْصُه. ابن السكيت وغيره: يقال تآيَيْتُه، على تَفاعَلْتُه، وتَأَيَّيْتُه

إِذا تعمدت آيته أَي شخصه وقصدته؛ قال الشاعر:

الحُصْنُ أَدْنَى، لو تَأَيَّيْتِهِ،

من حَثْيِكِ التُّرْبَ على الراكبِ

يروى بالمد والقصر؛ قال ابن بري: هذا البيت لامرأَة تخاطب ابنتها وقد

قالت لها:

يا أُمَّتي، أَبْصَرَني راكبٌ

يَسيرُ في مُسْحَنْفِرٍ لاحِبِ

ما زِلْتُ أَحْثُو التُّرْبَ في وَجْهِه

عَمْداً، وأَحْمِي حَوزةَ الغائِبِ

فقالت لها أُمها:

الحُصْنُ أَدنى، لو تأَيَّيته،

من حَثْيِك الترب على الراكبِ

قال: وشاهد تآيَيْتُه قول لَقيط بن مَعْمَر الإِياديّ:

أَبْناء قوم تآيَوْكُمْ على حَنَقٍ،

لا يَشْعُرونَ أَضرَّ اللهُ أَم نَفَعَا

وقال لبيد:

فَتآيا، بطَرِيرٍ مُرْهَفٍ،

حُفْرَةَ المَحْزِمِ منه، فَسَعَلْ

وقوله تعالى: يُخْرجون الرسول وإِياكم؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع في

تفسير إِيا واشتقاقه شيئاً، قال: والذي أَظنه، ولا أَحقُّه، أَنه مأْخوذ من

قوله تآييته على تفاعلته أَي تعمدت آيته وشخصه، وكأَنَّ إِيا اسم منه على

فِعْلى، مثل الذِّكْرى من ذكرت، فكان معنى قولهم إِيَّاك أَردتُ أَي

قصدت قصدك وشخصك، قال: والصحيح أَن الأَمر مبهم يكنى به عن المنصوب. وأَيَّا

آيةً: وضع علامة. وخرج القوم بآيَتهم أَي بجماعتهم لم يَدععوا وراءهم

شيئاً؛ قال بُرْج بن مُسْهِر الطائي:

خَرَجْنا من النَّقْبَين، لا حَيَّ مِثْلُنا،

بآيتنا نُزْجِي اللِّقاحَ المَطافِلا

والآيةُ: من التنزيل ومن آيات القرآن العزيز؛ قال أَبو بكر: سميت الآية

من القرآن آية لأَنها علامة لانقطاع كلام من كلام. ويقال: سميت الآية آية

لأَنها جماعة من حروف القرآن. وآيات الله: عجائبه. وقال ابن حمزة: الآية

من القرآن كأَنها العلامة التي يُفْضَى منها إِلى غيرها كأَعلام الطريق

المنصوبة للهداية كما قال:

إِذا مَضَى عَلَمٌ منها بدا عَلَم

والآية: العلامة. وفي حديث عثمان: أَحَلَّتْهما آيةٌ وَحرَّمَتْهُما

آية؛ قال ابن الأَثير: الآية المُحِلَّةُ قوله تعالى: أَو ما ملكت أَيمانكم؛

والآية المحرّمة قوله تعالى: وأَن تجمعوا بين الأُختين إِلا ما قد سلف؛

والآية: العِبْرَة، وجمعها آيٌ. الفراء في كتاب المصادر: الآية من الآيات

والعبَر، سميت آية كما قال تعالى: لقد كان في يوسف وإِخوته آيات؛ أَي

أُمور وعِبَرٌ

مختلفة، وإِنما تركت العرب همزتها كما يهمزون كل ما جاءت بعد أَلف

ساكنة لأَنها كانت فيما يرى في الأصل أَيَّة، فثقل عليهم التشديد فأَبدلوه

أَلفاً لانفتاح ما قبل التشديد، كما قالوا أَيْما لمعنى أَمَّا، قال: وكان

الكسائي يقول إِنه فاعلة منقوصة؛ قال الفراء: ولو كان كذلك ما صغرها

إِيَيَّة، بكسر الأَلف؛ قال: وسأَلته عن ذلك فقال صغَّروا عاتكة وفاطمة

عُتَيْكة وفُطَيْمة، فالآية مثلهما، وقال الفراء: ليس كذلك لأَن العرب لا تصغر

فاعلة على فُعَيْلة إِلا أَن يكون اسماً في مذهب فُلانَة فيقولون هذه

فُطَيْمة قد جاءت إِذا كان اسماً، فإِذا قلت هذه فُطَيْمة ابْنِها يعني

فاطِمتَه من الرضاع لم يجز، وكذلك صُلَيْح تصغيراً لرجل اسمه صالح، ولو قال

رجل لرجل كيف بِنْتُك قال صُوَيْلِح ولم يجِز صُلَيْح لأَنه ليس باسم،

قال: وقال بعضهم آية فاعلة صيرت ياؤها الأُولى أَلفاً كما فعل بحاجة

وقامَة، والأَصل حائجة وقائمة. قال الفراء: وذلك خطأٌ لأَن هذا يكون في أَولاد

الثلاثة ولو كان كما قالوا لقيل في نَواة وحَياة نايَة وحايَة، قال: وهذا

فاسد. وقوله عز وجل: وجعلنا ابن مريم وأُمَّه آيَةً، ولم يقل آيَتَيْن

لأَن المعنى فيهما معنى آية واحدة، قال ابن عرفة: لأَن قصتهما واحدة، وقال

أَبو منصور: لأَن الآية فيهما معاً آيةٌ واحدة، وهي الولادة دون الفحل؛

قال ابن سيده: ولو قيل آيتين لجاز لأَنه قد كان في كل واحد منهما ما لم

يكن في ذكر ولا أُنثى من أَنها ولَدَتْ من غير فحل، ولأَن عيسى، عليه

السلام، روح الله أَلقاه في مريم ولم يكن هذا في وَلدٍ قط، وقالوا: افعله

بآية كذا كما تقول بعلامة كذا وأَمارته؛ وهي من الأسماء المضافة إِلى

الأَفعال كقوله:

بآيَة تُقْدِمُون الخَيْلَ شُعْثاً،

كأَنَّ، على سَنابِكِها، مُداما

وعين الآية ياء كقول الشاعر:

لم يُبْقِ هذا الدهرُ من آيائه

فظهور العين في آيائه يدل على كون العين ياء، وذلك أَن وزن آياء أَفعال،

ولو كانت العين واواً لقال آوائه، إذ لا مانع من ظهور الواو في هذا

الموضع. وقال الجوهري: قال سيبويه موضع العين من الاية واو لأن ما كان

مَوْضعَ العين منه واوٌ واللام ياء أَكثر مما موضع العين واللام منه ياءَان،

مثل شَوَيْتُ أَكثر من حَيِيت، قال: وتكون النسبة إليه أوَوِيُّ؛ قال

الفراء: هي من الفعل فاعلة، وإنما ذهبت منه اللام، ولو جاءت تامة لجاءت

آييَة، ولكنها خُففت، وجمع الآية آيٌ وآياتٌ؛ وأَنشد أَبو زيد:

لم يبق هذا الدهر من آيايه

قال ابن بري: لم يذكر سيبويه أَن عين آية واو كما ذكر الجوهري، وإنما

قال أَصلها أَيّة، فأُبدلت الياء الساكنة أَلفا؛ وحكي عن الخليل أَن وزنها

فَعَلة، وأَجاز في النسب إلى آية آييٌ وآئِيٌّ وآوِيٌّ، قال: فأَما

أَوَوِيٌّ فلم يقله أَحد علمته غير الجوهري. وقال ابن بري أَيضا عند قول

الجوهري في جمع الآية آياي، قال: صوابه آياء، بالهمز، لأَن الياء إذا وقعت

طرفاً بعد أَلف زائدة قلبت همزة، وهو جمع آيٍ لا آيةٍ.

وتَأَيا أَي توقَّف وتَمَكَّث، تقديره تَعَيَّا. ويقال: قد تَأيَّيت على

تَفَعَّلت أَي تَلَبَّثت وتَحَبَّست. ويقال: ليس منزلكم بدار تَئِيَّةٍ

أَي بمنزلة تَلَبُّثٍ وتَحَبُّس؛ قال الكميت:

قِفْ بالدِّيارِ وُقوفَ زائرْ،

وتَأَيَّ، إنَّك غَيْرُ صاغرْ

وقال الحُويْدِرة:

ومُناخِ غَيْرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُه،

قَمِنٍ مِنَ الحِدْثانِ نابي المَضْجَع

والتَّأَيِّي: التَّنَظُّر والتُّؤَدة. يقال: تأَيَّا الرجلُ بتأَيَّا

تَأَيِّياً إذا تأَنى في الأَمر؛ قال لبيد:

وتأيَّيْتُ عليه ثانياً،

يَتَّقِيني بتَلِيلٍ ذي خُصَل

أَي انصرفت على تُؤَدةٍ مُتَأَنيَّا؛ قال أَبو منصور: معنى قوله

وتأَيَّيت عليه أَي تَثَبَّتُّ وتمكَّثت، وأَنا عليه يعني في فرسه. وتَأَيَّا

عليه: انصرف في تؤدة. وموضع مأْبيُّ الكلإ أَي وَخِيمه. وإيا الشمس

وأَياؤها: نورها وضوءها وحسنها، وكذلك إياتها وأَياتُها، وجمعها آياء وإياء

كأكَمة وإكام؛ وأَنشد الكسائي لشاعر:

سَقَتْه إياةُ الشمس، إلاَّ لثاتِهِ

أُسِفَّ، ولم تَكْدِمْ عليه بإثْمِد

(* البيت للبيد).

قال الأَزهري: يقال الأَياء، مفتوح الأَول بالمد، والإيا، مكسور الأَول

بالقصر، وإياةٌ، كله واحدٌ: شعاع الشمس وضوءها؛ قال: ولم أَسمع لها

فعلاً، وسنذكره في الأَلف اللينة أَيضاً. وإيا النبات وأَيَاؤه: حسنه وزَهْره،

في التشبيه.

وأَيَايا وأَيايَهْ ويَايَهْ، الأَخيرة على حذف الفاء: زَجْرٌ للإبل،

وقد أَيَّا بها. الليث: يقال أَيَّيْتُ بالإبل أُأَيِّي بها تَأْيِيةً إذا

زجرتها تقول لها أَيَا أَيَا؛ قال ذو الرمة:

إذا قال حادِينا، أَيَا يَا اتَّقَيْنهُ

بمثْلِ الذُّرى مُطْلَنْفِئات العَرائِك

أولى

أولى: الأَوْلَى بالشَيء: الأَحْقّ به من غيره، وهم الأَوْلَوْنَ، والاثنان: الأَوْلَيان، وكذلك كلّ كلمة في آخرها ألف إذا جمعته بالنون كان اعتماد الواو والياء اللّتين قبل النّون على نصبه، نحو: مُثنَّى. وأَوْلَى: معروفٌ، وهو وعيد وتهدّد وتَلَهُّف.
(أولى) على الْيَتِيم أوصى وَفُلَانًا الْأَمر جعله واليا عَلَيْهِ وَفُلَانًا مَعْرُوفا صنعه إِلَيْهِ وَيُقَال فِي التهديد والوعيد أولى لَك قد وليك أَي قاربك الشَّرّ فاحذر

أولى: وألاء: اسم يشار به إلى الجمع، ويدخل عليهما حرف التنبيه، تكون

لما يَعْقِلُ ولِما لا يَعْقِل، والتصغير أُلَيّاو أُلَيَّاء؛ قال:

يا ما أُمَيْلَحَ غِزْلاناً بَرَزْنَ لنا

مِنْ هَؤلَيّائكُنَّ الضَّالِ والسَّمُرِ

قال ابن جني: اعلم أَن أُلاء وزنه إذاً مثل فُعال كغُراب ، وكان حكمه

إذا حَقَّرْتَه على تحقير الأَسماء المتمكنة أَن تقول هذا أُلَيِّئٌ

ورأَيت أُلَيِّئاً ومررت بأُلَيِّئ، فلما صار تقديره أُلَيِّئا أَرادوا أَن

يزيدوا في آخره الأَلف التي تكون عوضاً من ضمة أوّله، كما قالوا في ذا

ذَيّا، وفي تا تَيَّا، ولو فعلوا ذلك لوجب أَن يقولوا أُلَيِّئاً، فيصير بعد

التحقير مقصوراً وقد كان قبل التحقير ممدوداً، أَرادوا أَن يُقِرُّوه

بعد التحقير على ما كان عليه قبل التحقير من مدّه فزادوا الألف قبل

الهمزة، فالألف التي قبل الهمزة في أُلَيّاء ليست بتلك التي كانت قبلها في

الأصل إِنما هي الأَََلف التي كان سبيلها أَن تلحق آخراً فقدمت لما ذكرناه،

قال: وأَما أَلف أُلاء فقد قلبت ياء كما تقلب أَلف غلام إِذا قلت

غُلَيِّم، وهي الياء الثانية والياء الأُولى هي ياء التحقير. الجوهري: وأَما

أُلُو فجمع لا واحد له من لفظه واحده ذُو، وأُلات للإِناث واحدتها ذاتٌ،

تقول: جاءَني أُلُو الأَلْبْاب وأُلات الأَحْمال،قال: وأَما أُلَى فهو أَيضاً

جمع لا واحد له من لفظه، واحده ذا للمذكر وذه للمؤنث، ويُمد ويُقصر،

فإِن قَصَرْتَه كتبته بالياء، وإِن مددته بنيته على الكسر، ويستوي فيه

المذكر والمؤنث، وتصغيره أُلَيَّا، بضم الهمزة وتشديد الياء، يمدّ ويقصَر لأن

تصغير المبهم لا يُغَيَّرُ أَوَّله بل يُتْرَك على ما هو عليه من فتح أَو

ضم، وتدخل ياءُ التصغير ثانيةً إِذا كان على حرفين، وثالثة إِذا كان على

ثلاثة أَحرف، وتدخل عليه الهاءُ للتنبيه، تقول: هؤلاءِ؛ قال أَبو زيد:

ومن العرب مَن يقول هؤلاءِ قَوْمُك ورأَيت هَؤُلاءِ، فيُنَوِّن ويكسر

الهمزة، قال: وهي لغة بني عُقَيْل، ويَدخل عليه الكاف للخطاب، تقول أُولئك

وأُلاك، قال الكسائي: ومن قال أُلاك فواحِدُه ذاك، وأُلالِك مثل

أُولئك؛وأَنشد يعقوب:

أُلالِكَ قَوْمي لم يَكُونُوا أُشابةً،

وهَلْ يَعِظُ الضِّلِّيلَ إِلاَّ أُلالِكا؟

واللام فيه زيادةٌ، ولا يقال: هؤلاءِ لك، وزعم سيبويه أَن اللام لم

تُزَدْ إِلاَّ في عَبْدَل وفي ذلك ولم يذكر أُلالِك إِلاَّ أَن يكون استغنى

عنها بقوله ذلك، إِذ أُلالِك في التقدير كأَنه جَمْع ذلك، وربما قالوا

أُولئك في غير العقلاء؛ قال جرير:

ذُمّ المَنازِِلَ، بَعْدَ مَنْزِلة اللِّوَى،

والعَيْشَ، بَعْدَ أُولئكَ الأَيّامِ

وقال عز وجل: إِنَّ السَّمْع والبَصَر والفُؤادَ كلُّ أُولئكَ كان عنه

مسؤُولاً؛ قال: وأَما أُلى، بوزن العُلا، فهو أَيضاً جمع لا واحد له من

لفظه، واحده الذي. التهذيب: الأُلى بمعنى الذين؛ ومنه قوله:

فإِنَّ الأُلى بالطَّفِّ مِنْ آلِ هاشِمٍ

تآسَوْا، فسَنُّوا للكِرامِ التَّآسِيا

وأَتى به زياد الأَعجم نكرة بغير أَلف ولام في قوله:

فأَنْتُمْ أُلى جِئتمْ مَعَ البَقْلِ والدَّبى

فَطارَ، وهذا شَخْصُكُم غَيْرُ طائر

قال: وهذا البيت في باب الهجاءِ منَ الحماسة، قال: وقد جاءَ ممدوداً؛

قال خَلَف بن حازم:

إِلى النَّفَرِ البِيضِ الأُلاءِ كأَنَّهُمْ

صََفائحُ، يَوْمَ الرَّوْعِ، أَخْلَصَها الصَّقْلُ

قال: والكسرة التي في أُلاءِ كسرة بناء لا كسرة إِعراب؛ قال: وعلى ذلك

قول الآخر:

فإِنَّ الأُلاءِ يَعْلَمُونَكَ مِنْهُمُ

قال: وهذا يدل على أَن أُلا وأُلاء نقلتا من أَسماءِ الإِشارة إلى معنى

الذين، قال: ولهذا جاءَ فيهما المد والقصر وبُنِيَ الممدود على الكسر،

وأَما قولهم: ذهبت العرب الأُلى، فهو مقلوب من الأُوَل لأَنه جمع اولى مثل

أُخرى وأُخَر،وأَنشد ابن بري:

رأَيتُ مَواليَّ الأُلى يَخْذُلُونَني

على حَدَثانِ الدَّهْرِ، إِذ يَتَقَلَّبُ

قال: فقوله يَخْذُلونَني مفعول ثان أَو حال وليس بصلة؛ وقال عبيد بن

الأَبْرَص:

نَحْنُ الأُلى، فاجْمَعْ جُمو

عَكَ، ثمَّ وجِّهْهُمْ إِلَيْنا

قال: وعليه قول أَبي تَمَّام:

مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كانَتِ العَرَبُ الأُلى

يَدْعُونَ هذا سُودَداً مَحْدُودا

رأَيت بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبي قال: وللشريف الرَّضِيِّ

يَمْدَحُ الطائع:

قد كان جَدُّكَ عِصْمةَ العَرَبِ الأُلى،

فالْيَوْمَ أَنت لَهُمْ مِنَ الأَجْذام

قال: وقال ابن الشجري قوله الأُلى يحتمل وجهين أَحدهما أَن يكون اسماً

بمعنى الذين، أَراد الأُلى سَلَفُوا، فحذف الصلة للعلم بها كما حذفها عبيد

بن الأَبرص في قوله:

نحن الأُلى، فاجمع جموعك

أَراد: نحن الأُلى عَرَفْتَهم، وذكر ابن سيده أُلى في اللام والهمزة

والياءِ، وقال: ذكرته هنا لأَن سيبويه قال أُلى بمنزلة هُدى، فمَثَّله بما

هو من الياءِ،وإِن كان سيبويه ربما عامل اللفظ.

وَرْوَرُ

وَرْوَرُ:
بفتح الواوين، وسكون الراء: حصن عظيم باليمن من جبال صنعاء في بلاد همدان استولى عليه عبد الله بن حمزة الزيدي في أيام سيف الإسلام طغتكين بن أيوب وأجاب دعوته خلق كثير من اليمن وتماسك في أيام سيف الإسلام فلما مات سيف الإسلام استفحل أمره وعظم شأنه وفتح حصونا، منها:
الحقل وكوكبان والحقالية وشهارة وسحطة واستحدث هو حصن بنت نعم، وهو عبد الله بن حمزة بن سليمان زعم أنه من ولد أحمد بن الحسين بن القاسم بن إسمعيل ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، ورواة الأنساب يقولون إن أحمد بن الحسين لم يعقب، وكان ذا لسان وعارضة وله تصانيف في مذهب الزيدية تصدّى لها أهل اليمن يردّونها عليه وأجابهم عنها، وله أشعار يتداولها أهل اليمن يصف بها علو همته متشبها بصاحب الزنج، منها ما أنشدني القاضي المفضل أبو الحجاج يوسف قال: أنشدني بعض أهل اليمن له:
لا تحسبوا أن صنعا جلّ مأربتي ... ولا ذمار إذا شمّتُّ حسّادي
واذكر، إذا شئت تشجيني وتطربني، ... كرّ الجياد على أبواب بغداد
وأنشدني أيضا وقال: أنشدني رجل من أدباء اليمن لعبد الله بن حمزة:
أفيقا فما شغلي بسعدى ولا سوى ... ولا طلل أضحى كحاشية البرد
ولا بغزال أغيد مهضم الحشا، ... رضاب ثناياه ألذّ من الشّهد
يميس كغصن البان لينا، ووجهه ... سنا البدر في ليل من الشعر الجعد
ولا بادّكار اليعملات تقاذفت ... بها البيد من غوري تهامة أو نجد
تؤمّ بهم شطر المحصّب من منى ... طلائح أمثال الحنايا من الشدّ
فلي عنهم شغل بقنية شيظم ... طويل الشظا عبل الشوى سابح نهد
وتثقيف هنديّ وإعداد حربة، ... وصقل حسام صارم مرهف الحدّ
وكل دلاص نسج داود صنعها ... من الزّرد الموضون قدّر في السرد
وكل طلاع الكفّ زوراء شطبة ... ترسّل أسباب المنايا إلى الضّدّ
وقودي خميسا للخميس كأنه ... من البحر موج فاض بالبيض والجرد
فكان اشتغالي، يا عذولي، بما ترى، ... وتأليفهم من بطن واد ومن نجد

مَرْوُ الشاهِجَان

مَرْوُ الشاهِجَان:
هذه مرو العظمى أشهر مدن خراسان وقصبتها، نصّ عليه الحاكم أبو عبد الله في
تاريخ نيسابور مع كونه ألّف كتابه في فضائل نيسابور إلا أنه لم يقدر على دفع فضل هذه المدينة، والنسبة إليها مروزيّ على غير قياس، والثوب مرويّ على القياس، وبين مرو ونيسابور سبعون فرسخا ومنها إلى سرخس ثلاثون فرسخا وإلى بلخ مائة واثنان وعشرون فرسخا اثنان وعشرون منزلا، أما لفظ مرو فقد ذكرنا أنه بالعربية الحجارة البيض التي يقتدح بها إلا أن هذا عربيّ ومرو ما زالت عجمية ثم لم أر بها من هذه الحجارة شيئا البتّة، وأما الشاهجان فهي فارسية معناها نفس السلطان لأن الجان هي النفس أو الروح والشاه هو السلطان، سميت بذلك لجلالتها عندهم، وقد روي عن بريدة بن الحصيب أحد أصحاب النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: قال لي رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم:
يا بريدة إنه سيبعث من بعدي بعوث فإذا بعثت فكن في بعث المشرق ثم كن في بعث خراسان ثم كن في بعث أرض يقال لها مرو إذا أتيتها فانزل مدينتها فإنه بناها ذو القرنين وصلّى فيها عزيز، أنهارها تجري بالبركة، على كل نقب منها ملك شاهر سيفه يدفع عن أهلها السوء إلى يوم القيامة، فقدمها بريدة غازيا وأقام بها إلى أن مات وقبره بها إلى الآن معروف عليه راية رأيتها، قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة مرو الرقة، كذا قال، طولها سبع وستون درجة، وعرضها أربعون درجة، في الإقليم الخامس، طالعها العقرب تحت ثماني عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها في الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، كذا قال بطليموس، وقد تقدم ذكرها عند ذكر الأقاليم أنها في الإقليم الرابع، قال أبو عون إسحاق بن علي في زيجه: مرو في الإقليم الرابع، طولها أربع وثمانون درجة وثلث، وعرضها سبع وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة، وشنّع على أهل خراسان وادّعي عليهم البخل كما زعم ثمامة أن الديك في كل بلد يلفظ ما يأكله من فيه للدجاجة بعد أن حصل إلا ديكة مرو فإنها تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحبّ، وهذا كذب بيّن ظاهر للعيان لا يقدم على مثله إلا الوقّاع البهّات الذي لا يتوقّى الفضوح والعار وما ديكة مرو إلا كالدّيكة في جميع الأرض، قالوا:
ولما ملك طهمورث بنى قهندز مرو وبنى مدينة بابل وبنى مدينة ابرايين بأرض قوم موسى ومدينة بالهند في رأس جبل يقال له أوق، قال: وأمرت حماي بنت أردشير بن إسفنديار لما ملكت ببناء الحائط الذي حول مرو، وقال: إن طهمورث لما بنى قهندز مرو بناه بألف رجل وأقام لهم سوقا فيها الطعام والشراب فكان إذا أمسى الرجل أعطي درهما فاشترى به طعامه وجميع ما يحتاج إليه فتعود الألف درهم إلى أصحابه، فلم يخرج له في البناء إلا ألف درهم، وقال بعضهم:
مياسير مرو من يجود لضيفه ... بكرش فقد أمسى نظيرا لحاتم
ومن رسّ باب الدار منكم بقرعة ... فقد كملت فيه خصال المكارم
يسمّون بطن الشاة طاووس عرسهم، ... وعند طبيخ اللحم ضرب الجماجم
فلا قدّس الرحمن أرضا وبلدة ... طواويسهم فيها بطون البهائم
وكان المأمون يقول: يستوي الشريف والوضيع من مرو في ثلاثة أشياء: الطّبيخ النارنك والماء البارد لكثرة الثلج بها والقطن اللين، وبمرو الرّزيق، بتقديم الراء على الزاي، والماجان: وهما نهران كبيران حسنان يخترقان شوارعها ومنهما سقي أكثر ضياعها، وقال إبراهيم بن شمّاس الطالقاني: قدمت على عبد الله بن المبارك من سمرقند إلى مرو فأخذ بيدي فطاف بي حول سور مدينة مرو ثم قال لي:
يا إبراهيم من بنى هذه المدينة؟ قلت: لا أدري يا أبا عبد الرحمن، قال: مدينة مثل هذه لا يعرف من بناها! وقد أخرجت مرو من الأعيان وعلماء الدين والأركان ما لم تخرج مدينة مثلهم، منهم:
أحمد بن محمد بن حنبل الإمام وسفيان بن سعيد الثوري، مات وليس له كفن واسمه حيّ إلى يوم القيامة، وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك وغيرهم، وكان السلطان سنجر بن ملك شاه السّلجوقي مع سعة ملكه قد اختارها على سائر بلاده وما زال مقيما بها إلى أن مات وقبره بها في قبّة عظيمة لها شباك إلى الجامع وقبتها زرقاء تظهر من مسيرة يوم، بلغني أن بعض خدمه بناها له بعد موته ووقف عليها وقفا لمن يقرأ القرآن ويكسو الموضع، وتركتها أنا في سنة 616 على أحسن ما يكون، وبمرو جامعان للحنفية والشافعية يجمعهما السور، وأقمت بها ثلاثة أعوام فلم أجد بها عيبا إلا ما يعتري أهلها من العرق المديني فإنهم منه في شدة عظيمة قلّ من ينجو منه في كل عام، ولولا ما عرا من ورود التتر إلى تلك البلاد وخرابها لما فارقتها إلى الممات لما في أهلها من الرّفد ولين الجانب وحسن العشرة وكثرة كتب الأصول المتقنة بها، فإني فارقتها وفيها عشر خزائن للوقف لم أر في الدنيا مثلها كثرة وجودة، منها خزانتان في الجامع إحداهما يقال لها العزيزية وقفها رجل يقال له عزيز الدين أبو بكر عتيق الزنجاني أو عتيق بن أبي بكر وكان فقّاعيّا للسلطان سنجر وكان في أول أمره يبيع الفاكهة والريحان بسوق مرو ثم صار شرابيّا له وكان ذا مكانة منه، وكان فيها اثنا عشر ألف مجلد أو ما يقاربها، والأخرى يقال لها الكمالية لا أدري إلى من تنسب، وبها خزانة شرف الملك المستوفي أبي سعد محمد بن منصور في مدرسته، ومات المستوفي هذا في سنة 494، وكان حنفيّ المذهب، وخزانة نظام الملك الحسن بن إسحاق في مدرسته وخزانتان للسمعانيين وخزانة أخرى في المدرسة العميدية وخزانة لمجد الملك أحد الوزراء المتأخرين بها والخزائن الخاتونية في مدرستها والضميرية في خانكاه هناك، وكانت سهلة التناول لا يفارق منزلي منها مائتا مجلّد وأكثر بغير رهن تكون قيمتها مائتي دينار فكنت أرتع فيها وأقتبس من فوائدها، وأنساني حبها كل بلد وألهاني عن الأهل والولد، وأكثر فوائد هذا الكتاب وغيره مما جمعته فهو من تلك الخزائن، وكثيرا ما كنت أترنّم عند كوني بمرو بقول بعض الأعراب:
أقمريّة الوادي التي خان إلفها ... من الدهر أحداث أتت وخطوب
تعالي أطارحك البكاء فإننا ... كلانا بمرو الشاهجان غريب
ثم أضفت إليها قول أبي الحسين مسعود بن الحسن الدمشقي الحافظ وكان قدم مرو فمات بها في سنة 543:
أخلّاي إن أصبحتم في دياركم ... فإني بمرو الشاهجان غريب
أموت اشتياقا ثم أحيا تذكّرا، ... وبين التراقي والضلوع لهيب
فما عجب موت الغريب صبابة، ... ولكن بقاه في الحياة عجيب
إلى أن خرجت عنها مفارقا وإلى تلك المواطن ملتفتا وامقا فجعلت أترنم بقول بعضهم:
ولما تزايلنا عن الشعب وانثنى ... مشرّق ركب مصعد عن مغرّب
تيقّنت أن لا دار من بعد عالج ... تسرّ، وأن لا خلّة بعد زينب
ويقول الآخر:
ليال بمرو الشاهجان وشملنا ... جميع سقاك الله صوب عهاد
سرقناك من ريب الزمان وصرفه، ... وعين النوى مكحولة برقاد
تنبّه صرف الدهر فاستحدث النوى، ... وصيّرنا شتّى بكل بلاد
ولن تعدم الحسناء ذامّا، فقد قال بعض من قدمها من أهل العراق فحنّ إلى وطنه:
وأرى بمرو الشاهجان تنكّرت ... أرض تتابع ثلجها المذرور
إذ لا ترى ذا بزّة مشهورة ... إلّا تخال بأنه مقرور
كلتا يديه لا تزايل ثوبه ... كلّ الشتاء كأنه مأسور
أسفا على برّ العراق وبحره! ... إنّ الفؤاد بشجوه معذور
وكنّا كتبنا قصيدة مالك بن الريب متفرّقة وأحلنا في كل موضع على ما يليه ولم يبق منها إلا ذكر مرو وبها تتمّ فإنه قال بعد ما ذكر في السّمينة:
ولما تراءت عند مرو منيتي، ... وحلّ بها سقمي وحانت وفاتيا
أقول لأصحابي: ارفعوني فإنني ... يقرّ بعيني إن سهيل بدا ليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا ... برابية إني مقيم لياليا
أقيما عليّ اليوم أو بعض ليلة، ... ولا تعجلاني قد تبيّن شانيا
وقوما إذا ما استلّ روحي فهيّئا ... لي السدر والأكفان ثمّ ابكيانيا
وخطّا بأطراف الأسنّة مضجعي، ... وردّا على عينيّ فضل ردائيا
ولا تحسداني، بارك الله فيكما، ... من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
خذاني فجرّاني ببردي إليكما، ... فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
وقد كنت عطّافا إذا الخيل أحجمت ... سريعا لدى الهيجا إلى من دعانيا
وقد كنت محمودا لدى الزاد والقرى ... وعن شتم ابن العمّ والجار وانيا
وقد كنت صبّارا على القرن في الوغى، ... ثقيلا على الأعداء عضبا لسانيا
وطورا تراني في رحى مستديرة ... تخرّق أطراف الرماح ثيابيا
وما بعد هذه الأبيات ذكر في الشبيك، وبمرو قبور أربعة من الصحابة، منهم: بريدة بن الحصيب والحكم بن عمرو الغفاري وسليمان بن بريدة في قرية من قراها يقال لها فني ويقال لها فنين وعليه علم، رأيت ذلك كله والآخر نسيته، فأما رستاق مرو فهو أجلّ من المدن وكثيرا ما سمعتهم يقولون رجال مرو من قراها، وقال بعض الظرفاء يهجو
أهل مرو:
لأهل مرو أياد مشهورة ومروّة ... لكنها في نساء صغارهنّ الصّبوّة
يبذلن كل مصون على طريق الفتوّة ... فلا يسافر إليها إلا فتى فيه قوّة
وإليها ينسب عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله أبو بكر القفّال المروزي وحيد زمانه فقها وعلما، رحل إلى الناس وصنف وظهرت بركته وهو أحد أركان مذهب الشافعي وتخرّج به جماعة وانتشر علمه في الآفاق، وكان ابتداء اشتغاله بالفقه على كبر السن، حدثني بعض فقهاء مرو بفنين من قراها أن القفّال الشاشي صنع قفلا ومفتاحا وزنه دانق واحد فأعجب الناس به جدّا وسار ذكره وبلغ خبره إلى القفّال هذا فصنع قفلا مع مفتاحه وزنه طسّوج وأراه الناس فاستحسنوه ولم يشع له ذكر فقال يوما لبعض من يأنس إليه: ألا ترى كلّ شيء يفتقر إلى الحظ؟ عمل الشاشي قفلا وزنه دانق وطنّت به البلاد، وعملت أنا قفلا بمقدار ربعه ما ذكرني أحد! فقال له: إنما الذكر بالعلم لا بالأقفال، فرغب في العلم واشتغل به وقد بلغ من عمره أربعين سنة وجاء إلى شيخ من أهل مرو وعرّفه رغبته فيما رغب فيه فلقّنه أول كتاب المزني، وهو: هذا كتاب اختصرته، فرقي إلى سطحه وكرّر عليه هذه الثلاثة ألفاظ من العشاء إلى أن طلع الفجر فحملته عينه فنام ثم انتبه وقد نسيها فضاق صدره وقال: أيش أقول للشيخ؟
وخرج من بيته فقالت له امرأة من جيرانه: يا أبا بكر لقد أسهرتنا البارحة في قولك هذا كتاب اختصرته، فتلقنها منها وعاد إلى شيخه وأخبره بما كان منه، فقال له: لا يصدّنّك هذا عن الاشتغال فإنك إذا لازمت الحفظ والاشتغال صار لك عادة، فجدّ ولازم الاشتغال حتى كان منه ما كان فعاش ثمانين سنة أربعين جاهلا وأربعين عالما، وقال أبو المظفّر السمعاني: عاش تسعين سنة ومات سنة 417، ورأيت قبره بمرو وزرته، رحمه الله تعالى، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسحاق المروزي أحد أئمة الفقهاء الشافعية ومقدّم عصره في الفتوى والتدريس، رحل إلى أبي العباس بن شريح وأقام عنده وحصل الفقه عليه وشرح مختصر المزني شرحين وصنف في أصول الفقه والشروط وانتهت إليه رياسة هذا المذهب بالعراق بعد ابن شريح ثم انتقل في آخر عمره إلى مصر وتوفي بها لسبع خلون من رجب سنة 340 ودفن عند قبر الشافعي، رضي الله عنه.

ركب

ركب

1 رَكِبَهُ, (S, * A, K,) and رَكِبَ عَلَيْهِ, (A,) aor. ـَ (A, K,) inf. n. رُكُوبٌ (S, A, K) and مَرْكَبٌ; (A, K;) and ↓ ارتكبهُ; (K;) I. q. عَلَاهُ (A, K, TA) and عَلَا عَلَيْهِ [explained by what follows]. (TA.) You say, رَكِبْتُ الدَّابَّةَ, (Msb,) or الفَرَسَ, (Mgh,) and رَكِبْتُ عَلَيْهَا, [or عَلَيْهِ,] inf. n. رُكُوبٌ and مَرْكَبٌ [as above, meaning I rode, or rode upon, and I mounted, or mounted upon, the beast, or the horse]. (TA. [See also رَاكِبٌ.]) [and رَكِبْتُ السَّفِينَةَ, or فِى السَّفِينَةِ (agreeably with the Kur xi. 43 and xviii. 70 and xxix. 65), I embarked in the ship; went on board the ship.] And one says, of anything, رَكِبَهُ [and ↓ ارتكبه] as meaning عَلَاهُ [i. e. (assumed tropical:) It was, or became, upon, or over, it; got upon it; came, or arose, upon it; overlay it; was, or became, superincumbent, or supernatant, upon it; overspread it]; namely, another thing. (TA.) [In like manner,] one says also, of anything, رُكِبَ and ↓ اُرْتُكِبَ as meaning عُلِىَ [i. e., when said of a horse or the like, He was ridden, or ridden upon, and was mounted, or mounted upon: whence other significations in other cases, indicated above]. (TA.) b2: [Hence,] رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا i. q. ↓ تراكب (tropical:) [It lay one part upon another; it was, or became, heaped, or piled, up, or together, one part upon, or overlying, another:] said of fat [as meaning it was, or became, disposed in layers, one above another: see رَاكِبَةٌ]. (A, TA.) [And hence, رَكِبَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا (assumed tropical:) The people bore, or pressed, or crowded, (as though mounting,) one upon another; a phrase well known, and of frequent occurrence: or meaning (assumed tropical:) the people followed one another closely; from what next follows.] b3: رَكِبَهُ also means [(assumed tropical:) He came upon him, or overtook him; or] he followed closely, or immediately, after him: and رَكِبْتُ أَثَرَهُ and طَرِيقَهُ (assumed tropical:) I followed close after him. (L.) b4: [رَكِبَ الطَّرِيقَ, and الرَّمْلَ, and المَفَازَةَ, (assumed tropical:) He went upon, or trod, or travelled, the road, and the sand or sands, and the desert: and رَكِبَ البَحْرَ (assumed tropical:) He embarked, or voyaged, upon the sea. Hence,] رَكِبَ اللَّيْلَ, and الهَوْلَ, (tropical:) [He ventured upon, encountered, or braved, the night, and that which was terrible or fearful,] and the like thereof. (TA.) [And رَكِبَ أَمْرًا and ↓ ارتكبهُ (assumed tropical:) He ventured upon, embarked in, or undertook, an affair: and (assumed tropical:) he surmounted it, or mastered it: the former meaning is well known: the latter is indicated by an explanation of the phrase رَكَّابٌ لِلْأُمُورِ, which see below.] And رَكِبَ ذَنْبًا (A, K) and ↓ ارتكبهُ (S, A, MA, K) (tropical:) He committed a sin, or crime, or the like. (S, MA, TA.) And رَكِبَ فُلَانٌ فُلَانًا بِأَمْرٍ (assumed tropical:) [Such a one did to such a one a thing]. (TA.) And رَكِبَهُ بِمَكْرُوهٍ and ↓ ارتكبهُ (tropical:) [He did to him an evil, or abominable, or odious, deed]. (A.) And رَكِبْتُ الدَّيْنَ and ↓ ارتكبتهُ (tropical:) I became much in debt: and رَكِبَنِى الدَّيْنُ and ↓ ارتكبنى (tropical:) [Debt burdened me]. (Msb.) b5: رَكِبَ رَأْسَهُ (tropical:) He went at random, heedlessly, or in a headlong manner, (مَضَى عَلَى وَجْهِهِ, A, Msb,) [i. e.,] without consideration, (A,) or without any certain aim, or object, (Msb,) not obeying a guide to the right course. (A.) You say, يُرْكَبُ رَأْسَهُ لَا يَدْرِى أَيْنَ يَتَوَجَّهُ (assumed tropical:) [He goes at random, &c., not knowing whither to direct himself]. (S and K in art. كمه.) [See also رَكْبَةٌ. In like manner also, you say, رَكِبَ رَأْيَهُ (K voce اِسْتَهَجَّ &c.) (assumed tropical:) He followed his own opinion. And رَكِبَ هَوَاهُ (S in art. جمح) (assumed tropical:) He followed his own natural desire, without consideration, and not obeying a guide to the right course of conduct.] b6: رَكِبْتُ دُبَّتَهُ and دُبَّهُ (assumed tropical:) I kept to his state, or condition, and his way, mode, or manner, of acting &c.; and did as he did. (M in art. دب.) And رَكِبَتْهُ الحُمَّى (assumed tropical:) [The fever continued upon him] is a phrase similar to أَغْبَطَتْهُ الحُمَّى and اِمْتَطَتْهُ and اِرْتَحَلَتْهُ. (A and TA in art. غبط) A2: رَكَبَهُ, aor. ـُ (S, A, K,) inf. n. رَكْبٌ, (TA,) [from رُكْبَةٌ,] He struck, or smote, his knee: (S, A, K:) or it signifies, (K,) or signifies also, (S, A,) he struck him, or smote him, with his knee: (S, A, K:) or he took him by his hair, (K,) or by the hair of each side of his head, (TA,) and struck his forehead with his knee. (K, TA.) Hence, in a trad., رَكَبْتُ

أَنْفَهُ بِرُكْبَتِى I struck his nose with my knee. (TA.) And in another trad., أَمَا تَعْرِفُ الأَزْدَ وَرَكْبَهَا اِتَّقِ الأَزْدَ لَا يَأْخُذُوكَ فَيَرْكُبُوكَ [Knowest thou not El-Azd, (the tribe so called,) and their striking with the knee? Beware thou of El-Azd, lest they take thee, and strike thee with their knees]: for this practice was notorious among El-Azd; in the dial. of whom, أُمُّ كَيْسَانَ was a metonymical appellation of the knee. (TA.) A3: رُكِبَ, like عُنِىَ, [pass. in form, but neut. in signification,] He (a man) had a complaint of his knee. (TA.) A4: رَكِبَ, aor. ـَ (K,) inf. n. رَكَبٌ, (TA,) He was large in the knee. (K.) 2 ركّبهُ الفَرَسَ, [inf. n. as below,] He lent him the horse, [or mounted him on the horse,] to go forth on a warring and plundering expedition, on the condition of receiving from him one half of the spoil: (K, * TA:) or for a portion of the spoil that he should obtain. (TA.) [See also 4.]

b2: And ركّبهُ, inf. n. تَرْكِيبٌ, He put, or set, one part of it upon another: (K:) [he set it, or fixed it, in another thing: he composed it; constituted it; or put it together.] تَرْكِيبٌ signifies The putting together, or combining, things, whether suitable or not, or placed in order or not: it is a more general term than تَأْلِيفٌ, which is the collecting together, or putting together, suitable things. (Kull p. 118.) You say, رَكَّبَ الفَصَّ فِى

الخَاتَمِ (S, A) He set the stone in the signet-ring: and ركّب السِّنَانَ فِى القَنَاةِ He fixed the spearhead in the shaft; (A;) and النَّصْلَ فِى السَّهْمِ [the arrow-head in the shaft]. (S.) And شَىْءٌ حَسَنُ التَّرْكِيبِ [A thing good, or beautiful, in respect of composition or constitution; well, or beautifully, composed or constituted or put together]. (TA.) b3: Also He removed it from one place to another in which to plant it; namely, a shoot of a palm-tree. (Mgh.) 4 اركب He (a colt) became fit for being ridden; attained to the fit time for being ridden. (S, Msb, K.) [See also مُرْكِبٌ.]

A2: اركبهُ He gave him, appointed him, or assigned him, an animal on which to ride. (S.) [See also 2.] b2: أَرْكَبَنِى خَلْفَهُ [He mounted me, or made me to ride, behind him]. (A.) And أَرْكَبَنِى مَرْكَبًا فَارِهًا [He mounted me on a quick, brisk, sharp, or strong, beast]. (A.) b3: [Hence, اركبهُ أَمْرًا (assumed tropical:) He made him to venture upon, embark in, or undertake, an affair. And اركبهُ ذَنْبًا (assumed tropical:) He made him to commit a sin, or crime, or the like.]5 تركّب It had one part of it put, or set, upon another; as also ↓ تراكب: (K:) [it was, or became, composed, constituted, or put together: see 2.] You say, تركّب الفَصُّ فِى الخَاتَمِ [The stone was set in the signet-ring]: and تركّب النَّصْلُ فِى السَّهْمِ [The arrow-head was fixed in the shaft]. (S.) 6 تراكب: see 1: and 5. You say, تراكب السَّحَابُ The clouds were, or became, [heaped, or piled, up,] one above, or upon, [or overlying,] another; as also تراكم. (TA.) 8 إِرْتَكَبَ see 1, in eight places.10 استركبهُ فَأَرْكَبَهُ [He asked him to give him, appoint him, or assign him, an animal on which to ride, and he gave him, appointed him, or assigned him, one]. (A.) رَكْبٌ: see رَاكِبٌ, in three places.

رَكَبٌ The عَانَة: (ISk, Msb, K:) or the place of growth of the عَانَة, (S, K,) or of the hair of the عَانَة: (Mgh:) [i. e. it signifies the pubes; either as meaning the hair of the mons Veneris, or the mons Veneris itself: generally the latter; and this is often meant by the term عانة alone:] or the part that slopes down from the belly, and is beneath the ثُنَّة [q. v.] and above the pudendum: in all these senses said by Lh to be masc.: (TA:) or the pudendum (Az, Msb, K) itself: (TA:) or the external portion thereof: (K:) or the رَكَبَانِ are the roots of the two thighs, upon which is the flesh of the pudendum, (K, TA,) or upon which are the two portions of flesh of the pudendum: (TA:) the ركب is masc.: (Msb:) it is common to the man and the woman, (S, Mgh, Msb, K, *) accord. to Fr: (S, Msb:) or peculiar to the woman, (S, Mgh, K,) accord. to Kh: (S:) ElFarezdak makes it plainly common to both, saying, حِينَ التَقَى الرَّكَبُ المَحْلُوقُ بِالرَّكَبِ [When the shaven pubes met the pubes]: (TA: [and a similar ex. is given in the S and Msb, as cited by Fr:]) the pl. is أَرْكَابٌ (S, Mgh, Msb, K) and أَرَاكِيبُ; (K;) the latter being pl. of the former; but in some copies of the K أَرَاكِبُ, like مَسَاجِدُ. (TA.) A2: Also Whiteness in the رُكْبَة [or knee]. (TA.) رَكْبَةٌ A single ride, or act of riding: pl. رَكَبَاتٌ. (IAth, L.) b2: [Hence,] one says, هُوَ يَمْشِى الرَّكْبَةَ (tropical:) [i. e. يَرْكَبُ رَأْسَهُ He goes at random, heedlessly, or in a headlong manner, &c., (see 1,)] and هُمْ يَمْشُونَ الرَّكَبَاتِ (tropical:) [They go at random, &c.]. (A. [The meaning is there indicated by the context, and is shown by what here follows.]) Respecting the phrase تمْشُونَ الرَّكَبَاتِ, occurring in a trad., meaning تَرْكَبُونَ رُؤُوسَكُمْ (assumed tropical:) [Ye go at random, &c.], in that which is false, wrong, or vain, and in factions, or seditions, or the like, following one another without consideration, IAth says that رَكْبَةٌ [properly] signifies as explained above in the first sentence of this paragraph, and that the pl. الركبات is here governed in the accus. case by a verb understood, and [with that verb] is a denotative of state relating to the agent in تمشون: it supplies the place of that verb, which it does not require to be expressed; and the implied meaning is تَمْشُونَ تَرْكَبُونَ الرَّكَبَاتِ. (L.) رُكْبَةٌ a word of well-known meaning, (S, Msb,) [The knee; i. e., in a man,] the joint between the lower parts of the thigh and the upper parts of the shank: (A, K:) or [in a quadruped,] the joint between the metacarpus and the radius (مَوْصِلُ الوَظِيفِ وَالذِّرَاعِ): this is the right explanation: in the K, مَوْضِع is erroneously put for مَوْصِل: [this explanation is evidently given accord. to the terms employed in the anatomy of quadrupeds as compared to human beings: in that which next follows, there is certainly an omission, which I have endeavoured to supply:] or the رُكْبَتَانِ of the fore legs of the camel are the two joints that [project forwards, in like manner as do, in the hind legs, those that] are next the belly [meaning the stifle-joints] when he lies down upon his breast with folded legs: the two joints that project behind [in the hind legs, namely, the hocks,] are called the عُرْقُوبَانِ: in every quadruped, the ركبتان are in the fore legs, and the عرقوبان are in the hind legs: and the عرقوب is what is called مَوْصِلُ الوَظِيفِ [i. e. the upper joint of the metatarsus]: (TA:) or the ركبة is the مِرْفَق [which in a man is the elbow, but here seems to mean the lower joint] of the ذِرَاع [or radius] of anything [i. e. of any beast]: (K:) [from its being said in the S and Msb that the رُكْبَة is “ well known,” I conclude that there is no real discrepancy in the foregoing explanations: it is perhaps needless to add that the term رُكْبَة is now universally applied to the knee of a man and to what we commonly call the knee of a horse and the like:] the pl. is رُكَبٌ, (S, Msb, K,) i. e. the pl. of mult., and the pl. of pauc. is رُكْبَاتٌ and رُكَبَاتٌ and رُكُبَاتٌ. (S.) Lh mentions the phrase بَعِيرٌ مُسْتَوْقِحُ الرُّكَبِ [meaning A hardkneed camel]; as though the term رُكْبَةٌ were applied to each part, and the pl. used accord. to this application. (TA.) b2: One says [of an agitating affair or event], أَمْرٌ اصْطَكَّتْ فِيهِ الرُّكَبُ وَحَكَّتْ فِيهِ الرُّكْبَةُ الرُّكَبَةَ (tropical:) [An affair, or event, in which the knees knocked together, and in which the knee rubbed the knee]. (A.) b3: And of one who has the mark of prostration in prayer on his forehead, between his eyes, (L,) بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِثْلُ رُكْبَةِ العَنْزِ [Between his eyes is the like of the knee of the she-goat]. (A, * L.) And of any two things that are alike, or correspondent, هُمَا كَرُكْبَتَى العَنْزِ [They are like the two knees of the she-goat]; because her two knees fall together upon the ground when she lies down. (L.) b4: And it is said in a prov., شَرُّ النَّاسِ مَنْ مِلْحُهُ عَلَى رُكعبَتِهِ [The worst of men is he whose fat is upon his knee]: applied to him who is quickly angered; and to the perfidious: (Meyd, TA:) the phrase مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ is also used as meaning The smallest thing makes him angry: (TA:) and a poet says, لَا تَلُمْهَا إِنَّهَا مِنْ عُصْبَةٍ

مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ [Blame her not; for she is of a set of people whose fat is placed above the knees: perhaps meaning, for she is but a woman; as women are generally fat in the part above the knee]: (TA:) or مِنْ نِسْوَةٍ [in the place of مِنْ عُصْبَةٍ], meaning of women whose object of anxiety, or care, is fatness and fat: (Meyd, TA:) so that the prov. seems to mean that the worst of men is he who has not such intelligence as bids him to do that which is praiseworthy, but only bids him to do that in which is inconstancy and levity, and an inclining to the dispositions of women, to the love of fatness and fat. (Meyd.) [See other explanations in art. ملح.]

A2: Also The lower part (أَصْل) of the plant صِلِّيَانَة, when it has been cut. (K.) رِكْبَةٌ A mode, or manner, of riding. (S.) Yousay, هُوَ حَسَنُ الرِّكْبَةِ He has a good mode, or manner, of riding. (A, * TA.) b2: [It is said in the K to be a subst. from رَكِبَهُ; as though signifying A riding.]

رَكَبَةٌ A company of riders upon camels, (K,) or of owners of camels on a journey, or travellers upon camels, exclusively of other beasts, (S,) but less in number than the company called رَكْبٌ: (S, K:) [and probably also a company of riders upon any beasts, but less than what is called رَكْبٌ:] accord. to MF, it is a pl. of رَاكِبٌ. (TA.) [See also أُرْكُوبٌ.]

رَكْبَى and رَكْبَاةٌ: see رَكُوبٌ.

رَكَبُوتٌ and رَكَبُوتَى: see رَكُوبٌ.

رَكْبَانَةٌ: see رَكُوبٌ, in two places.

رِكَابٌ [Travelling-camels, used for riding; i. e.] camels (S, K, TA) upon which people journey; (S, TA;) i. q. مَطِىٌّ: (Msb:) or camels fit for carrying: (Har p. 22:) it has no proper sing.: (S:) the word used for the sing. is رَاحِلَةٌ: (S, Msb, K:) or, as ISh says, in the “ Book of Camels,” رِكَابٌ and عِيرٌ are applied to camels that go forth for corn (طَعَام) to be brought back upon them, both when they go forth and after they have come back: and the former term is applied also to camels upon which people journey to Mekkeh, on which مَحَامِل are borne: and hired [or other] camels that carry the goods and corn of merchants: but camels are not called عير, though bearing corn, [unless] if hired: [I insert the words “ or other ” and “ unless ” because it is further said,] عير are not those that bring corn for their owners; but these are called رِكَابٌ: (L, TA:) the pl. is رُكُبٌ, (S, K,) accord. to A'Obeyd, (TA,) and رِكَابَاتٌ and رَكَائِبُ; (K;) or, accord. to IAar, رُكُبٌ is not pl. of رِكَابٌ; and others say that it is pl. of ↓ رَكُوبٌ, signifying any beast on which one rides, [an epithet] of the measure فَعُولٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; (TA;) but called by ISd a subst.; (TA voce جَزُوزٌ;) and ↓ رَكُوبَةٌ is a more special term than رَكُوبٌ. (TA in the present art.) b2: [Hence,] رِكَابُ السَّحَابِ (tropical:) [The bearers of the clouds; i. e.] the winds. (A, K.) Umeiyeh says, تَرَدَّدُ وَالرِّيَاحُ لَهَا رِكَابُ [It (referring to a cloud) goes to and fro (تَرَدَّد being for تَتَرَدَّدُ), the winds being its bearers]. (TA.) A2: Also [The stirrup of a horse's saddle;] a well-known appertenance of a horse's saddle; (S;) the same with respect to a horse's saddle as the غَرْز with respect to a camel's: pl. رُكُبٌ. (K.) رَكُوبٌ and ↓ رَكُوبَةٌ: see رِكَابٌ: both signify A beast that is ridden: (S:) or a she-camel that is ridden: (K:) or the latter has this meaning: and is metaphorically applied to anything ridden: (Msb:) or the former signifies any beast that is ridden: and the latter is a name for everything that is ridden; applied to one, and to a pl. number: (TA:) or the former signifies ridden, as a fem. epithet: and the latter, one specially appointed for riding; and that is constantly kept to work; of beasts (K, TA) of any kind: (TA:) and the latter and ↓ رَكْبَانَةٌ and ↓ رَكْبَاةٌ and ↓ رَكَبُوتٌ (K) and ↓ رَكْبَى and ↓ رَكَبُوتَى, (K * and TA in art. حلب, [see حَلُوبٌ in several places,]) a she-camel that is ridden; or that is broken, trained, or rendered submissive or manageable: (K:) or رَكُوبٌ has this last signification, accord. to Az: and its pl. is رُكُبٌ: (TA:) the pl. of رَكُوبَةٌ being رَكَائِبُ: (TA voce جَزُوزٌ:) and ↓ رَكْبَانَةٌ signifies [also] a she-camel fit to be ridden; (S, TA;) like as حَلْبَانَةٌ signifies fit to be milked: the ا and ن are [said to be] added in order to give intensiveness to the signification: (TA:) [and all the other epithets mentioned above seem also, accord. to some, to have an intensive sense: see حَلُوبٌ.] You say, مَا لَهُ رَكُوبَةٌ وَلَا حَمُولَةٌ وَلَا حَلُوبَةٌ He has not a she-camel to ride, nor one to carry burdens, nor one to be milked. (S, TA.) b2: Also بَعِيرٌ رَكُوبٌ A camel having marks of galls, or sores, on his back, produced by the saddle. (TA.) b3: And طَرِيقٌ رَكُوبٌ A road ridden upon, (S, TA,) and trodden so as to be rendered even, or easy to be travelled. (TA.) A2: See also رَكَّابٌ.

رَكِيبٌ One who rides with another; a fellowrider. (K.) رَكِيبُ السُّعَاةِ, mentioned in a trad., and there promised a place in Hell, means He who accompanies tyrannical عُمَّال [or collectors of the poor-rates]. (TA.) b2: See also مَرَكَّبٌ. b3: نَخْلٌ رَكِيبٌ (K) and رَكِيبٌ مِنْ نَخْلٍ (TA) Palmtrees planted in a row by a rivulet, or not by a rivulet. (K, TA.) A2: Also A مَشَارَة, (K,) i. e. سَاقِيَة [or channel of water for irrigation]: (TA:) or a rivulet between [two pieces of sown ground such as are termed] دَبْرَتَانِ: (K:) or between two gardens of palm-trees and grape-vines: (so accord. to the text of the K in the TA:) or what is between two gardens of palm-trees and grape-vines: (so accord. to the CK and my MS. copy of the K:) or grape-vines between two rivers or rivulets: (TA:) or a place of seed-produce: (K:) or a clear, or cleared, piece of land, in which one sows: (T:) pl. رُكُبٌ. (K.) b2: [Hence,] أَهْلُ الرَّكِيبِ The people who stay, or dwell, by water; syn. الحُضَّارُ. (TA.) رُكَيْبٌ dim. of رَكْبٌ. (TA.) See رَاكِبٌ.

رَكُوبَةٌ: see رَكُوبٌ.

زَيْتٌ رِكَابِىٌّ [Olive-oil:] so called because brought on camels from Syria. (S, A, * K.) رَكَّابٌ and ↓ رَكُوبٌ, applied to a man, (K, TA,) the latter on the authority of Th, (TA,) signify the same, (K, TA,) Who rides much; a great rider: and so رَكَّابَةٌ applied to a woman. (TA.) b2: [Hence,] رَكَّابٌ لِلْأُمُورِ (assumed tropical:) A man who surmounts, or masters, affairs; [or who often does so; or accustomed to embark in, or undertake, or to surmount, or master, them; or who often embarks in, or undertakes, them, and therefore surmounts, or masters, them;] by his knowledge, and repeated experience, and good judgment. (K and TA in art. طلع.) عَلاهُ الرُّكَّابُ (tropical:) The nightmare, or incubus, came upon him. (A.) رَكَّابَةٌ: see the latter part of the next paragraph.

رَاكِبٌ Riding; or a rider: (Mgh, Msb, K:) or properly only a rider upon a camel: (ISk, S, K:) or the latter is its meaning when it is not used as a prefixed noun, as explained below; and is said to be the original signification: IB says that it may signify a rider upon a camel, ass, horse, or mule, when used as a prefixed noun; as when you say رِاكِبُ جَمَلٍ and رَاكِبُ حِمَارٍ &c.: (L:) accord. to ISk, you term a rider upon an ass فَارِسٌ عَلَى حِمَارٍ, (S, TA,) and a rider upon a mule فَارِسٌ عَلَى بَغْلٍ; (TA;) but 'Omarah says, I do not call the owner or rider of the ass فارس, but حَمَّارٌ; and the reason of his saying so is manifest, for فارس is an epithet of the measure فَاعِلٌ from الفَرَسُ “ the horse,” meaning “ an owner, or a rider, of the horse: ” (S, TA:) the pl. is رُكَّابٌ (S, K) and رُكْبَانٌ (S, * Mgh, Msb, K) and رُكُوبٌ (Mgh, K) and رِكَبَةٌ, (K,) or this last is a mistake for رَكَبَةٌ [q. v.], (MF, TA,) and ↓ رَكْبٌ, (Akh, Msb, K, TA,) as some say; (TA;) or this last is a quasi-pl. n., (K, TA,) not a broken pl. of رَاكِبٌ; (TA;) and signifies riders upon camels; (K;) or owners of camels on a journey, or travellers upon camels; (S;) consisting of ten or more: (S, K:) and sometimes it signifies riders upon horses: (IB, K:) or riders upon horses and camels: (IB, L, TA:) or a company of riders upon horses; or upon horses and camels: (TA:) [or, accord. to Kh, riders upon any beasts: (De Sacy's Anthol. Gram. Ar. p. 54 of the Arabic text:)] in the Kur viii. 43, الرَّكْبُ may signify the riders upon horses, or the riders upon camels, or the army composed of both these: (TA:) the pl. of رَكْبٌ is أَرْكُبٌ, (S, K,) [a pl. of pauc.,] and رُكُوبٌ. (K.) Accord. to IB, you do not say إِبِلٍ ↓ رَكْبُ nor رُكْبَانُ إِبِلٍ: but it is said that رُكَّابُ إِبِلٍ and رُكَّابُ خَيْلٍ &c. are allowable. (L.) An instance of رُكْبَان as distinguished from فُرْسَان occurs in a verse cited as one of the exs. of the preposition بِ. (TA.) ↓ رُكَيْبٌ [properly signifying A small company of riders upon camels, &c.,] occurs as meaning collectors of the poorrates: it is the dim. of ↓ رَكْبٌ; and shows that this latter is not a pl. [properly speaking] of رَاكِبٌ; for, were it so, the word used as its dim. would be رُوَيْكِبُونَ. (TA.) [See also رَكَبَةٌ, and أُرْكُوبٌ.] b2: [Also A person on board of a ship or boat: pl. رُكَّابٌ.] You say رُكَّابُ السَّفِينَةِ (S, TA) The persons on board of the ship, or boat: and رُكَّابُ المَآءِ the voyagers upon the water: and Ibn-Ahmar has used in this sense the pl. رُكْبَانٌ; but it is said that this is not allowable; nor is أُرْكُوبٌ; nor رَكْبٌ. (TA.) b3: Also, and ↓ رَاكُوبٌ, (assumed tropical:) A shoot germinating upon the trunk of a palm-tree, not having any root in the ground: (S:) or a shoot on the upper part of a palm-tree, hanging down, but not reaching the ground; and so ↓ رَاكِبَةٌ and ↓ رَاكُوبَةٌ and ↓ رَكَّابَةٌ: (K:) or, as some say, the last of these words is not thus applied, but means a woman “ who rides much: ”

AHn, however, says that it signifies a palm-shoot, or the like thereof, growing forth at the top of the trunk of a palm-tree, and, in some instances, bearing with its mother; but when it is cut off, it is better for the mother: and رَاكِبٌ is also explained in the L as meaning small palm-trees that grow forth at the lower parts of large palmtrees: (TA:) or it means a shoot of a palm-tree not cut off from its mother: (Ham p. 66:) accord. to As, when a palm-shoot grows from the trunk, and does not adhere to the ground, it forms a vile kind of palm-tree; and the Arabs call it رَاكِبٌ and ↓ رَاكُوبٌ: the pl. of this last [and of ↓ رَاكُوبَةٌ] is رَوَاكِيبُ. (TA.) b4: رُكْبَانُ السُّنْبُلِ means (tropical:) What first appear, or grow forth, from the قُنْبُع, (A, K, TA,) i. e. the envelope of the grain, (TA,) of the ear of wheat. (K, TA.) b5: رَاكِبٌ also signifies (assumed tropical:) The head [or summit] of a mountain (جَبَل), as in [most of] the copies of the K; in some of which is found حَبْل [or rope]. (TA.) رَاكِبَةٌ: see the next preceding paragraph. b2: Also sing. of رَوَاكِبُ (TA) which signifies (tropical:) Streaks [or layers] of fat, (A, K, TA,) overlying one another, (K, TA,) in the fore part of a camel's hump: those in the hinder part are called رَوَادِفُ, (A, K, TA,) of which the sing. is رَادِفَةٌ. (TA.) رَاكُوبٌ and رَاكُوبَةٌ: see رَاكِبٌ, latter part, in four places.

أَرْكَبُ Large in the رُكْبَة [or knee]. (S, K.) b2: A camel having one of his knees larger than the other. (S, K.) أُرْكُوبٌ A company of riders upon camels, (K,) or of owners of camels on a journey, or of travellers upon camels, exclusively of other beasts, (S,) but more in number than the company called رَكْبٌ: (S, K:) pl. أَرَاكِيبُ. (TA.) [See also رَكَبَةٌ.]

مَرْكَبٌ an inf. n. of رَكِبَ. (A, K, TA.) b2: And also a noun of place [properly signifying A place of riding, &c.]. (TA.) [Hence, Anything upon which one rides; and upon, or in, which one is borne or carried:] one of the مَرَاكِب of the land; and [more commonly] of the sea: (S, K:) [i. e.] a beast [on which one rides]; (A, TA;) and a vessel, i. e. a ship or boat: (A, Mgh, Msb, TA:) a saddle; and any kind of vehicle borne by a camel or other beast: (the lexicons passim:) مَرَاكِبُ is the pl. (Mgh, Msb.) Yousay, نِعْمَ المَرْكَبُ الدَّابَّةُ [Excellent, or most excellent, is the thing upon which one rides, the beast]. (A.) And جَآءَتْ مَرَاكِبُ اليَمَنِ The vessels, or the ships or boats, of El-Yemen came. (A.) b3: [And hence المَرْكَبُ as the name of (assumed tropical:) The principal star (a) of Pegasus; because in the place of the saddle.]

مُرْكِبٌ A colt that has become fit for being ridden. (TA.) And دَابَّةٌ مُرْكِبَةٌ A beast that has attained the age at which one may ride him during a warring and plundering expedition. (TA.) مُرَكَّبٌ A man to whom a horse is lent for a portion of the spoil that he may obtain: (IAar, TA:) or a man who borrows a horse upon which to go forth on a warring and plundering expedition, and who receives one half of the spoil, the other half being for the lender: (K:) or one to whom a horse has been given for him to ride, and who has put his foot into the stirrup. (A.) [Also] Weak in the art of horsemanship, or the management of horses, and the riding of them. (Ham p. 441.) b2: [Also Put, or set, one part upon another: set, or fixed, in another thing: composed; constituted; or put together: see its verb, 2.] The stone [set] in the signet-ring is termed مُرَكَّبٌ and ↓ رَكِيبٌ; and so the arrowhead [fixed] in the shaft: (S:) or رَكِيبٌ signifies, (K, TA,) as a subst., (TA,) a thing set (مُرَكَّبٌ) in a thing, such as a ring-stone in the bezel, or collet, of the signet-ring. (K, * TA.) A2: Also (tropical:) Origin: and place of growth or germination or vegetation. (S, K, TA.) You say, فُلَانٌ كَرِيمُ المُرَكَّبِ (tropical:) Such a one is generous, or noble, in respect of the origin of his rank among his people. (S, A. *)
(ر ك ب) : (رَكِبَ) الْفَرَسَ رُكُوبًا وَهُوَ رَاكِبٌ وَهُمْ رُكُوبٌ كَرَاكِعٍ وَرُكُوعٍ (وَمِنْهُ) «صَلَّوْا رُكُوبًا» أَيْ رَاكِبِينَ (وَالْمَرْكَبُ) السَّفِينَةُ لِأَنَّهُ يُرْكَبُ فِيهَا (وَمِنْهُ) انْكَسَرَتْ بِهِمْ مَرَاكِبُهُمْ أَيْ انْكَسَرَتْ سُفُنُهُمْ وَهُمْ فِيهَا وَتَرْكِيبُ فَسِيلِ النَّخْلِ نَقْلُهُ إلَى مَوْضِعٍ آخَرَ يُغْرَسُ فِيهِ وَذَلِكَ أَقْوَى (وَمِنْهُ) وَلَوْ دَفَعَ نَخْلًا عَلَى أَنْ يَسْقِيَهُ وَيُلَقِّحَهُ وَيُرَكِّبَهُ وَقِيلَ التَّرْكِيبُ التَّشْذِيبُ وَهُوَ عَلَى هَذَا تَصْحِيفُ التَّكْرِيبِ يُقَالُ كَرَّبَ النَّخْلَ إذَا شَذَّبَهُ وَقَطَعَ كَرَبَهُ وَهُوَ أُصُلُ سَعَفِهِ (وَالرَّكَبُ بِفَتْحَتَيْنِ) مَنْبِتُ شَعْرِ الْعَانَةِ مِنْ الْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ وَقِيلَ هُوَ لِلْمَرْأَةِ خَاصَّةً وَالْجَمْعُ أَرْكَابٌ.
ر ك ب: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: مَرَّ بِنَا (رَاكِبٌ) ، إِذَا كَانَ عَلَى بَعِيرٍ خَاصَّةً. فَإِذَا كَانَ عَلَى فَرَسٍ أَوْ حِمَارٍ قُلْتَ: مَرَّ بِنَا فَارِسٌ عَلَى حِمَارٍ. وَقَالَ عُمَارَةُ: رَاكِبُ الْحِمَارِ حَمَّارٌ لَا فَارِسٌ. وَ (الرَّكْبُ) أَصْحَابُ الْإِبِلِ فِي السَّفَرِ دُونَ الدَّوَابِّ وَهُمُ الْعَشَرَةُ فَمَا فَوْقَهَا وَ (الرُّكْبَانُ) الْجَمَاعَةُ مِنْهُمْ. وَ (الرِّكَابُ) الْإِبِلُ الَّتِي يُسَارُ عَلَيْهَا الْوَاحِدَةُ رَاحِلَةٌ وَلَا وَاحِدَةَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا. وَالرُّكَّابُ جَمْعُ رَاكِبٍ مِثْلٌ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ. وَ (الْمَرْكَبُ) وَاحِدُ (مَرَاكِبِ) الْبَحْرِ وَالْبَرِّ. وَ (الرَّكُوبُ) وَ (الرَّكُوبَةُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ فِيهِمَا. مَا يُرْكَبُ. وَقَرَأَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «فَمِنْهَا رَكُوبَتُهُمْ» . وَ (ارْتِكَابُ) الذُّنُوبِ إِتْيَانُهَا. 
ركب
الرُّكُوبُ في الأصل: كون الإنسان على ظهر حيوان، وقد يستعمل في السّفينة، والرَّاكِبُ اختصّ في التّعارف بممتطي البعير، وجمعه رَكْبٌ، ورُكْبَانٌ، ورُكُوبٌ، واختصّ الرِّكَابُ بالمركوب، قال تعالى: وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً
[النحل/ 8] ، فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ
[العنكبوت/ 65] ، وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ
[الأنفال/ 42] ، فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً
[البقرة/ 239] ، وأَرْكَبَ المُهْرُ: حان أن يركب، والْمُرَكَّبُ اختصّ بمن يركب فرس غيره، وبمن يضعف عن الرُّكُوبِ، أو لا يحسن أن يركب، والمُتَرَاكِبُ: ما ركب بعضه بعضا. قال تعالى: فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً
[الأنعام/ 99] . والرُّكْبَةُ معروفة، ورَكِبْتُهُ: أصبت رُكْبَتَهُ، نحو: فأدته ورأسته ، ورَكِبْتُهُ أيضا أصبته بِرُكْبَتِي، نحو:
يديته وعنته، أي: أصبته بيدي وعيني، والرَّكْبُ كناية عن فرج المرأة، كما يكنّى عنها بالمطيّة، والقعيدة لكونها مقتعدة.

ركب


رَكَبَ(n. ac. رَكْب)
a. Hit, struck on or with the knee. _ast;

رَكِبَ(n. ac. مَرْكَب
رُكُوْب)
a. Mounted, rode upon; traveled, journeyed on, in;
embarked upon, voyaged, sailed ( in a ship );
ventured upon, braved (danger).
b. Followed ( his own inclinations ).
c. Committed (sin).
d.(n. ac. رَكَب), Was large-kneed.
رَكَّبَa. Made to mount; mounted, supplied with ( a
horse ).
b. Put, set one thing on another; put together; adapted
fitted together, joined; constructed; composed; compounded, mixed
together.

رَاْكَبَa. Pressed, urged, constrained to.

أَرْكَبَa. see II (a)b. Was, became fit for riding.

تَرَكَّبَa. Pass. of II (b).
تَرَاْكَبَa. Was put, joined together; was heaped, piled up; was
accumulated.

إِرْتَكَبَa. Committed (sin).
رَكْب
(pl.
أَرْكُب رُكُوْب)
a. Troop of horsemen; cavalcade.

رَكْبَةa. see 2t
رِكْبَةa. Riding; horsemanship.

رُكْبَة
(pl.
رُكَب
رُكَُْبَات )
a. Knee, knee-joint.
b. Joint.

مَرْكَب
(pl.
مَرَاْكِبُ)
a. Vehicle, conveyance: carriage, cart.
b. Ship, vessel; boat.

مَرْكَبَةa. see 17 (a)
رَاْكِب
(pl.
رَكْب
رُكُوْب
رُكَّاْب رُكْبَاْن)
a. Rider, horseman; traveller.
b. Summit, top (mountain).
رَاْكِبَة
(pl.
رَوَاْكِبُ)
a. Shoot of a palmtree.

رِكَاْب
(pl.
رُكُب)
a. Stirrup.
b. (pl.
رُكُب
رَكَاْئِبُ), Camel.
رَكِيْب
(pl.
رُكُب)
a. Placed upon, laid over.
b. Fixed, set, inserted in.
c. Fellow-traveller.

رَكُوْب
(pl.
رَكَاْئِبُ)
a. see 21 (a)b. Ridinganimal: steed; horse &c.

رَكُوْبَةa. see 26 (b)
رَكَّاْبa. Rider; horseman; cavalier.

رُكَّاْبa. Nightmare.

رَاْكُوْبa. Support of a vine.
b. see 21t
رَاْكُوْبَةa. see 21t
N. P.
رَكڤبَ
(pl.
مَرَاْكِيْبُ)
a. Ridinganimal; horse &c.
b. Shoes.

N. P.
رَكَّبَa. Constituted, composed, put together, set, fixed.
N. Ag IV, Colt.
ر ك ب

ركبه وركب عليه ركوباً ومركباً، وإنه لحسن الرّكبة، ونعم المركب الدابة، وأرفىء مركب فلان فركب فيه، وجاءت مراكب اليمن: سفائنه. وأوضعوا ركابهم وركائبهم، وماله ركوبة ولا حلوبة، وبعير ركوب، وإبل ركب، وهم ركبان الإبل، وركّاب السفن، وأركبني خلفه، وأركبني مركباً فارهاً. وأركب المهر، ولي قلوص ما أركب. وفارس مركب: أعطاه رجل فرساً يغزو عليه على أن له بعض غنمه. قال:

لا يركب الخيل إلا أن يركبها

ووضع رجله في الركاب، وقطعوا ركب سروجهم. وزيت ركابي: محمول من الشأم على الركاب. ومرّ بي ركب وأركوب. ومروا بنا ركوباً. واستركبته فأركبني. وركب الفص في الخاتم والسنان في القناة فتركّب فيه. وركبته: ضربت ركبتيه، وضربته بركبتي وهو أن تقبض على فوديه ثم تضرب جبهته بركبتك. ورجل أركب: عظيم الركبة. وبين عينيه مثل ركبة العنز من أثر السجود. ووسع ركيب كرمك ومبطختك وهو الظهر بين النهرين.

ومن المجاز: ركب الشحم بعضه بعضاً وتراكب. وركبه الدين. وركب ذنباً وارتكبه. وإن جزورهم لذات رواكب وروادف، فالرواكب طرائق الشحم في مقدّم السنام والروادف في مؤخره. والرياح ركاب السحاب. قال أمية:

تردد والرياح لها ركاب

وركب رأسه: مضى على وجهه بغير روية لا يطيع مرشداً. وهو يمشي الركبة، وهم يمشون الركبات. وفي حديث حذيفة: " إنما تهلكون إذا صرتم تمشون الركبات كأنكم يعاقيب حجل لا تعرفون معروفاً ولا تنكرون منكراً " وعلاه الركاب: الكابوس بوزن كبار. وطلعت ركبان السنل: سوابقه وأوائله إذا خرجت به من القنبع. وهو كريم المنبت والمركب. وهذا أمر قد اصطكت فيه الركب وحكت فيه الركبة الركبة.
ر ك ب : رَكِبْتُ الدَّابَّةَ وَرَكِبْتُ عَلَيْهَا رُكُوبًا وَمَرْكَبًا ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِلدَّيْنِ فَقِيلَ رَكِبْتُ الدَّيْنَ وَارْتَكَبْتُهُ إذَا أَكْثَرْتَ مِنْ أَخَذِهِ وَيُسْنَدُ الْفِعْل إلَى الدَّيْنِ أَيْضًا فَيُقَالُ رَكِبَنِي الدَّيْنُ وَارْتَكَبَنِي وَرَكِبَ الشَّخْصُ رَأْسَهُ إذَا مَضَى عَلَى وَجْهِهِ بِغَيْرِ قَصْدٍ وَمِنْهُ رَاكِبُ التَّعَاسِيفِ وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَقْصِدٌ مَعْلُومٌ وَرَاكِبُ الدَّابَّةِ جَمْعُهُ رَكْبُ مِثْلُ: صَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَرُكْبَانٌ.

وَالْمَرْكَبُ السَّفِينَةُ وَالْجَمْعُ الْمَرَاكِبُ وَالرِّكَابُ بِالْكَسْرِ الْمَطِيُّ الْوَاحِدَةُ رَاحِلَةٌ مِنْ غَيْر لَفْظِهَا وَالرَّكُوبَةُ بِالْفَتْحِ النَّاقَةُ تُرْكَبُ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ فِي كُلّ مَرْكُوبٍ وَالرُّكْبَةُ مِنْ الشَّخْصِ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ رُكَبٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَأَرْكَبَ الْمُهْرُ إرْكَابًا حَانَ وَقْتُ رُكُوبِهِ.

وَالرَّكَبُ بِفَتْحَتَيْنِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هُوَ مَنْبِتُ الْعَانَةِ وَعَنْ الْخَلِيلِ هُوَ لِلرَّجُلِ خَاصَّةً وَقَالَ الْفَرَّاءُ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَأَنْشَدَ
لَا يُقْنِعُ الْجَارِيَةَ الْخِضَابُ ... وَلَا الْوِشَاحَانِ وَلَا الْجِلْبَابُ
مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الْأَرْكَابُ ... وَيَقْعُدَ الْأَيْرُ لَهُ لُعَابُ
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الرَّكَبُ مِنْ أَسْمَاءِ الْفَرْجِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ أَيْضًا. 
ركب
الرُّكْبَةُ: مَعْروفةٌ، رَكَبه يَرْكُبُه رَكْباً: إذا قَبَضَ على فَوْدَيْ شَعرِه ثم ضَرَبَ على جَبْهَتِه برُكْبَتَيْه. ورَكَبَتا خُفي البَعِيرِ: المَفْصِلانِ اللَّذَانِ يَلِيَانِ البَطْنَ إذا بَرَكَ.
وأثَرُ السُّجُودِ يُقال له: الرُّكْبَةُ.
وبَعِيرٌ أرْكَبُ: إذا كانَ إحدى رُكْبَتَيْه أعْظَمَ من الأُخْرى.
وناقَةٌ رَكْبَاءُ: بها رَكَبٌ وهو داءٌ يأْخُذُ في الرُّكْبَةِ.
وفي مَثَل للمُسْتَوِيَيْن: " هُما كرُكْبَتَي البَعِيرِ ".
والرُّكُوْبُ: مَعْرُوفٌ. والركْبَةُ: ضَرْبٌ منه. وكُل شَيْءٍ عَلا شَيْئاً فقد رَكِبَه حتّى الدَّيْنَ وغيرِه.
ورُكّابُ السَّفِيْنَةِ: مَنْ يَرْكَبُها.
والرُّكْبَانُ والرَّكْبُ: راكِبُو الدَّوابِّ.
والرَّكُوْبَةُ: كُل دابَّةٍ تُرْكَبُ.
والمَرْكَبُ: الدابَّةُ. والمَصدَرُ. والمَوْضِعُ.
ورَوَاكِبُ الشَّحْم: طَرائقُ بعضُها فَوْقَ بعض في مُقَدَّم السَّنَام.
وأرْكَبَ المُهْرُ: حانَ له أنْ يُرْكَبَ.
وأرْكَبَتِ الدابَّةُ فهي مُرْكِبَة: إذا بَلَغَتْ أنْ يُنْزى عليها الفَحْلُ.
وأحْلَبَتِ الناقَةُ أمْ أرْكَبَتْ: أي أجاءَتْ بأُنْثى أم بذَكَرٍ.
وناقَةٌ حَلْبَى رَكْبى وحَلْبَاةٌ رَكْبَاةٌ وحَلْبَانَةٌ رَكْبَانَةٌ: أي تُحْلَبُ وتُرْكَبُ.
والرِّكَابُ: رِكَابُ السَّرْجِ، وجَمْعُه رُكُبٌ. والإِبلُ التي تَحْمِلُ القَوْمَ. والرِّيَاحُ: رِكَابُ السَّحَابِ.
والمُرَكَّبُ: الذي يَغْزُو على فَرَس غيرِه. والشَّيْءُ المُثْبَتُ في الشَّيْءِ.
وفلانٌ كَرِيْمُ المُرَكَّبِ: أي المَنْصبِ.
والرَّكِيْبُ: اسْمٌ للمُرَكَبِ في الشَّيْءِ مِثْل الفَصِّ ونحوِه. وهوه - أيضاً -: ما بَيْنَ نَهَري الكَرْم وهو الظَّهْرُ الذي بَيْنَ النَّهْرَيْن. والقَرَاحُ من الأرض.
والرُّكَابُ: الكابُوْسُ.
والرَّكَبُ: مَعْروفٌ، والجميع الأرْكابُ، وهو للمَرْأةِ خاصَّةً.
والرَّكّابَةُ: شِبْهُ فَسِيْلةٍ تَخْرُجُ في أعْلى النَّخْلةِ عند قِمَتِها.
والرُّكْبَانُ: سَوَابِقُ السُّنْبُل الذي يَخْرُجُ من القُنْبُع في أوِّله.
وهُمْ على أُرْكُوْبَةٍ واحِدَةٍ: أي على حالٍ واحِدَة.
[ركب] رَكِبَ رُكوباً. والرِكْبَةُ بالكسر: نوع منه. ابن السكيت: يقال مَرَّ بنا راكِبٌ، إذا كان على بعير خاصَّةً. فإن كان على حافِرٍ: فرسٍ أو حمارٍ، قلت: مَرَّ بنا فارسٌ على حمار. وقال عُمارَةُ: لا أقول لصاحب الحمار فارسٌ، ولكن أقول حَمَّارٌ. قال: والرَكْبُ أصحابُ الإبل في السفَر دون الدواب، وهم العَشَرَةُ فما فوقها، والجمع أَرْكُبٌ. قال: والرَكَبَةُ بالتحريك أقل من الرَكْبِ، والأُرْكوبُ بالضم أكثر من الرَكْبِ. والرُكْبانُ: الجماعة منهم. والرُكَّابُ: جمع راكب مثل كافر وكفار، يقال هم ركاب السفينة. والمركَبُ: واحدُ مراكبِ البرِّ والبحرِ. ورِكابُ السرجِ معروفٌ. والرِكابُ: الإبل التي يُسارُ عليها، الواحدةُ راحلةٌ، ولا واحد لها من لفظها، والجمع الركب بالضم، مثال الكتب. وزيت ركابِيٌّ لأنه يحمل من الشامِ على الإبل. والرَكوبُ والرَكوبَةُ: ما يُرْكَبُ. تقول: ماله رَكوبَةٌ ولا حَمولَةٌ ولا حَلوبَةٌ، أي ما يركبه ويحلبه ويحمل عليه. وقرأت عائشة رضى الله عنها: (فمنها ركوبتهم) . وركوبة: ثنية بين مكة والمدينة عند العرج. وطريق رَكوبٌ، أي مركوبٌ. وناقةٌ رَكْبانةٌ ، أي تصلح للرُكوب. وأَرْكَبَ المُهْرُ: حانَ أن يُرْكَبَ. وأَرْكَبْتُ الرجلَ: جَعَلْتُ له ما يركبه. والراكبُ من الفَسيلِ: ما ينبت في جذوع النَخل وليس له في الأرض عِرْقٌ. والراكوبُ: لغةٌ فيه. وارتكاب الذُنوب: إتْيانها. والرُكْبَةُ معروفة، وجمع القِلَّةِ رُكْباتٌ ورُكَباتٌ ورُكُباتٌ ، وللكثير ركب. وكذلك جمع كل ما كان على فعلة، إلا في بنات الياء فإنهم لا يحركون موضع العين منه بالضم، وكذلك في المضاعف. والاركب: العظيم الركبة. وبعيرٌ أَرْكَبُ، إذا كانت إحدى ركبتيه أعظم من الاخرى. وركبه يركبه، مثال كتب يكتب، إذا ضربه بركبته، وكذلك إذا ضرب ركْبَتَهُ. والرَكَبُ، بالتحريك: منبت العانة. قال الخليل: هو للمرأة خاصة. قال الفراء: هو للرجل والمرأة. وأنشد: لا يقنع الجارية الخضاب * ولا الوشاحان ولا الجلباب من دون أن تلتقي الا ركاب وتقول في تركيب الفَصّ في الخاتَمِ والنَّصْلِ في السَهْمِ: رَكَّبْتُهُ فَتَرَكَّبَ، فهو مُرَكَّبٌ ورَكيبٌ. والمُرَكَّبٌ أيضاً: الأصل والمَنْبِتُ، يقال: فلانٌ كريمُ المُرَكَّبِ، أي كريمٌ أصلُ مَنْصِبهِ في قومه.
(ركب) - في كِتابِ أَبِى دَاوُدَ في الحَدِيث: "سَيأْتِيكُم رُكَيْب مبُغَضُون"
الرُّكَيْب: تَصغِير رَكْب، والرَّكْب: جَمع رَاكِب، كما يُقال: صَحْب وتَجْر في جمع صَاحِب وتَاجِر، وعَنَى بهم السُّعاةَ إذا أَقبلُوا لطَلَب الزَّكاةِ، وجَعلَهم مُبغَضِين لِمَا في نُفوسِ أَربابِ الأَموالِ من حُبِّها وشدَّة حَلاوَتها.
ومنهم مَنْ يجعَل الرَّكْبَ اسماً واحِدًا: كالقَوْم. والرِّكاب: الِإبلُ التي تَحمِل القَومَ وما مَعَهم، لا واحِدَ لها من لَفظها. وجمع الرِّكاب الذي هو الغَرْز : رُكُب، والرَّاكب بالإِطلاق: رَاكِب البَعِير، فإذا أَرادُوا غَيرَه قَيَّدوه فَقالُوا: رَاكبُ حِمار أَو فَرَس.
قال أبو بَكْر السِّيرافِى: الصحيح أن رَكْباً وصَحْباً اسمٌ واحِدٌ كقَوْم، ويَجِىء على الجَمع، كقولك: رُكَيْب وصُحَيْب في التَّصغير، ولو كان جَمْعاً لَصُغِّر على: رُوَيْكِبُون.
- في حَدِيث قِيامِ السَّاعَة بعد ظُهُور الآيات: "لو أَنتَج الرجلُ مُهراً لم يُركِب - بكَسْر الكَافِ - حتى تَقُوم السَّاعَة". يقال: أَركَبَ المُهر يُركب فهو مُركِبٌ - بكَسْر الكاف - إذا حَانَ له أن يُركَب.
- قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ} .
فالرَّكُوب: ما يُركَب من كُلِّ دَابَّةٍ، فَعُول بِمَعنى مَفْعُول.
وثَنِيَّة رَكُوبه : ثَنِيَّة صَعْبَة بالحِجاز عند العَرْج، سَلَكَها رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -.
والرُّكبة للآدَمِى في قَدَمه، وهي من كُلِّ ذِى حَافِر: المَوصِل بَيْن الذَّراع والوَظِيف.
- في حَدِيثِ أَبِى هُرَيْرة - في حَدِيثِ مُسلِم -: "فإذا عُمَر قد رَكِبَنِى وجَاءَ على أَثَرى".
: أي تَبعَنى، وكأَنَّ مَعناه إنَّما اُّخِذ من أَنَّ الراكِب يَسِير بسَيْر المرْكُوبِ، كذلك عُمَر إنّما سار بسَيْر أبى هُرَيْرة واهْتَدَى إلى المَوضِع بِه، والله تَعالى أَعلَم.
- في حَدِيثِ ابنِ سِيرِين: "أَمَا تَعرِف الأُزدَ ورُكَبَها؟ اتَّقِ لا يَرْكُبُوك" . - ومنه الحَدِيثُ "وجَعَلَ المُهَلَّب يَضرِب مُعاوِيةَ بنَ عمْرو، ويَرْكُبهُ، فقال: أَعفِنى من أُمِّ كَيْسان".
وهو كُنيَة الرُّكبَة: أي يَضرِبه برُكْبَتِه.
- في حديث نُقَادَةَ: "ناقَةٌ حَلْبانَة رَكْبانَة" .
: أي تَصْلُح للأَمرَين، زِيدَت الأَلِفُ والنُّون فِيهِما لِتُؤَدِّيا أَداءَ ياءِ النِّسبة في الحَلْبِيَّة والرُّكبِيَّة.
[ركب] نه: إذا سافرتم في الخصب فأعطوا "الركب" أسنتها، الرُكب بضم راء وكاف جمع ركاب وهي الرواحل من الإبل، وقيل: جمع ركوب وهو ما يكرب من كل دابة، والركوبة أخص منه. ومنه: أبغني ناقة حلبانة "ركبانة" أي تصلح للحلب والركوب، والألف والنون للمبالغة، ولتعطيا معنى النسب إلى الحلب والركوب. وفيه: سيأتيكم "ركيب" مبغضون فإذا جاؤكم فرحبوا بهم، يريد عمال الزكاة وجعلهم مبغضين لما في نفوس أرباب الأموال من حبها وكراهة فراقها، والكريب مصغر ركب اسم جمع، وقيل: جمع راكب، وهو لغة راكب الإبل ثم اتسع باستعماله في كل راكب دابة. ط: أي مبغضون طبعًا لا شرعًا وقد يكون أراد بعض العمال سيء الخلق، والأول أوجه لأن السوق على أن المراد عمال النبي صلى الله عليه وسلم، يريد تــزعمــون أنهم ظالمون وليسوا بذاك ولذا أمروا بالدعاء لهم وإرضائهم وقال: أرضوا مصدقيكم وإن ظلمتم. وح: لا تركبواالأمير أعفى من أم كيسان، وهي كنية الركبة. وثنية "ركوبة" معروفة بين مكة والمدينة. وفيه: لبيت "بركبة" أحب إلى من عشرة أبيات بالشام، ركبة موضع بالحجاز يريد لطول الأعمار والبقاء ولشدة الوباء بالشام. ك: ادخل "ركابك" بكسر راء الإبل التي يسار عليها، واحدتها راحلة. ج ومنه: من خيل ولا ركاب. ك: وجعلني النبي صلى الله عليه وسلم في "ركوب" بين يديه هو بالضم جمع راكب وبالفتح ما يركب. وفيه: ويلك "اركبها" جوز به أحمد ركوب الهدي والشافعي عند الحاجة، والحنفية للضرورة. وفيه: باب البناء بغير "مركب" ولا نيران، أي بغير ركوب، وروى: ركوب، بواو، وهم القوم الركوب على الإبل للزينة. ن: خير نساء "ركبن" الإبل، أي نساء العرب وقد علم أن العرب خير من غيرهم في الجملة. ج: كنا في "ركبة" معه الراكب، والركبة بالحركة أصحاب الإبل في السفر دون الدواب وهم العشرة فما فوقها. وفيه: نشتري الطعام من "الركبان" جمع راكب، والمراد من يجلبون الأرزاق والمتاجر والبضائع، ونهى عن تلقيهم لأنه يكذب في سعر البلد ويشتري بأقل من ثمن المثل وهو تغرير محرم. ومنه: صلوا رجالًا و"ركبانا". وفيه: وأربعة "ركائب" وهو جمع ركوبة وهي ما يركب عليه من الإبل كالحمولة ما يحمل عليه منها.
(ر ك ب)

رَكِب الدابَّة رُكُوبا: علاها.

وَالِاسْم الرِّكْبَة.

وكلُّ مَا عُلِى فقد رُكِب، وارتُكب.

ورَكِب الهولَ والليلَ وَنَحْوهمَا مثلا بذلك. ورَكِب مِنْهُ أمرا قبيحا، وارتكبه، وَكَذَلِكَ ركِب الذَّنْبَ، وارتكبه، كلُّه على المَثَل. وَقَالَ بَعضهم: الرَّاكِب للبعير خاصَّة، وَالْجمع: رُكَّاب، ورُكبان، ورُكوب.

وَرجل رَكُوب، ورَكَّاب، الأولى عَن ثَعْلَب: كثير الرّكُوب.

وَالْأُنْثَى رَكَّابة.

والرَّكْبُ: رُكْبان الإبِل، اسْم للْجمع وَلَيْسَ بتكسير: رَاكب وَقَالَ الْأَخْفَش: هُوَ جمع، وهم العَشَرة فَمَا فَوْقهم. وَأرى أَن الركب قد يكون للخيل وَالْإِبِل، قَالَ السُّلَيك بن السُّلَكة وَكَانَ فَرَسُه قد عَطِب أَو عُقِر:

وَمَا يُدْريكَ مَا فَقْري إِلَيْهِ ... إِذا مَا الرَّكْبُ فِي نَهْب أَغَارُوا

وَفِي التَّنْزِيل: (والرَّكْبُ أسْفَلَ مِنْكُم) فقد يجوز أَن يَكُونُوا رَكْب خيل وَأَن يَكُونُوا رَكْب إبل وَقد يجوز أَن يكون الْجَيْش مِنْهُمَا جَمِيعًا وَقَول عليّ رَضِي الله عَنهُ: " مَا كَانَ مَعَنا يَوْمئِذٍ فرس إلاّ فرس عَلَيْهِ الْمِقْدَاد بن الْأسود " يصحّح أَن الركب هَاهُنَا رُكَّاب الْإِبِل.

وَالْجمع: أرْكُب، ورُكوب.

والأُركوب: اكثر من الركب، قَالَ، انشده ابْن جنيّ: أعلقتُ بالذئب حبلا ثمَّ قلت لَهُ ... اِلحق بأهلك واسلَمْ أَيهَا الذِّيبُ

أما تَقول بِهِ شَاة فيأكلها ... أَو أَن تبيعَه فِي بعض الأراكيب

وَأَرَادَ تبيعها، فَحذف الْألف تَشْبِيها لَهَا بِالْيَاءِ وَالْوَاو لما بَينهمَا وَبَينهَا من النِّسْبَة. وَهَذَا شاذّ.

والرَّكَبة: أقلّ من الرَّكْب.

والرِّكاب: الْإِبِل. واحدتها: رَاحِلَة وَجَمعهَا: رُكُب وَفِي حَدِيث النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذا سافرتم فِي الخِصْب فأعطوا الرِّكاب أسِنَّتَها " أَي أمكنوها من المَرْعَى.

وزيت رِكابيّ: يحمل على ظُهُور الْإِبِل.

والرّكاب للسَّرْج: كالغَرْز للرّحل، وَالْجمع: رُكُب.

والمركَّب: الَّذِي يستعير فَرَسا يَغْزُو عَلَيْهِ، فَيكون نصف الْغَنِيمَة لَهُ وَنِصْفهَا للمُعير.

وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: هُوَ الَّذِي يُدْفع إِلَيْهِ فرس لبَعض مَا يُصِيب من الغُنْم.

ورَكَّبه الْفرس: دَفعه إِلَيْهِ على ذَلِك، وَأنْشد:

لَا يركب الخيلَ إلاّ أنْ يُرَكَّبها ... وَلَو تناتجن من حُمْر وَمن سُودِ

وأركب المُهْرُ: حَان أَن يُركب.

ورُكَّاب السَّفِينَة: الَّذين يركبونها.

وكذاك: رُكَّاب المَاء.

والرَّكُوب، والرَّكوبة من الْإِبِل: الَّتِي تُركب.

وَقيل: الرَّكوب: المركوب، والرَّكوبة: المعيَّنة للرُّكُوب.

وَقيل: هِيَ الَّتِي تُلْزَم العملَ من جَمِيع الدوابّ.

وناقة رَكوبة، ورَكْبانة، ورَكْباة: أَي تُركَب.

وَحكى أَبُو زيد: نَاقَة رَكَبُوت.

وَطَرِيق رَكوب: مركوب مُذَلَّل.

وَالْجمع: رُكُب. وعَوْد رَكوب: كَذَلِك.

والرّاكب، والرّاكبة: فَسِيلة تكون فِي أَعلَى النَّخْلَة متدلِّية لَا تبلغ الأَرْض.

وَهِي: الرّاكوبة، والرّاكوب، وَلَا يُقَال لَهَا: الرَّكَّابة، إِنَّمَا الرَّكَّابة: الْمَرْأَة الْكَثِيرَة الرّكُوب، على مَا تقدَّم، هَذَا قَول بعض اللغويّين.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الرَّكَّابة: الفَسِيلة تخرج فِي أَعلَى النّخلة عِنْد قمَّتها، وَرُبمَا حَمَلت مَعَ أمّها، وَإِذا بلغت كَانَ أفضلَ للأمّ. فَأثْبت مَا نفى غَيره من الرَّكّابة.

ورَكّب الشَّيْء: وضع بعضه على بعض، وَقد تَركّب، وتراكب.

والمُتراكِب من القافية: كل قافية توالَتْ فِيهَا ثَلَاثَة احرف متحركة بَين ساكنين، وَهِي مفاعلتن ومفتعلن وفَعِلن، لِأَن فِي فَعِلن نونا سَاكِنة، وَآخر الْحَرْف الَّذِي قبل فعِلن نون سَاكِنة، وفَعِلْ إِذا كَانَ يعْتَمد على حرف متحرّك، نحوفعولُ فِعل اللَّام الْأَخِيرَة سَاكِنة وَالْوَاو فِي فعول سَاكِنة.

والرَّكِيب: المركَّب فِي الشَّيْء، كالفَصّ يركّب فِي كِفّة الخاتمِ.

والمركَّبُ: الأَصْل.

ورُكْبان السُنْبُل: سوابقُه الَّتِي تخرج من القُنْبُع.

ورواكب الشَّحم: طرائق بَعْضهَا فَوق بعض فِي مقدَّم السّنَام، فأمَّا الَّتِي فِي الْمُؤخر، فَهِيَ الروادف واحدتها: راكبة ورادفة.

والرُّكْبتان: موصل مَا بَين أسافل أَطْرَاف الفخذين وأعالي السَّاقَيْن. وَقيل: الرّكْبَة: مَوْصِل الوظيف والذراع.

وكلُّ ذِي أَربع، رُكبتاه فِي يَدَيْهِ، وعُرْقوباه فِي رِجْليه. والعُرْقوب: موصل الوظيف.

وَقيل: الرُّكبة: مِرْفَق الذِّرَاع من كلّ شَيْء.

وَحكى اللحيانيّ: بعير مُسْتوقِحُ الرُّكَب، كَأَنَّهُ جعل كل جُزْء مِنْهَا ركبة ثمَّ جمع على هَذَا.

والأَرْكَب: الْعَظِيم الرّكْبَة.

وَقد رَكب رَكباً.

والرَّكب: بَيَاض فِي الرّكْبَة.

ورُكِب الرجلُ: شكا ركبته. ورَكَب الرجلَ يركبُه رَكْبا: ضرب رُكْبته.

وَقيل: هُوَ إِذا ضربه بركبته.

وَقيل: هُوَ إِذا اخذ بِشعرِهِ ثمَّ ضرب جَبْهته بركبته.

والرَّكِيب: المَشَارة.

وَقيل: الجَدْول بَين الدَّبْرتين.

وَقيل: هِيَ مَا بَين الحائطين من الكَرْم والنَّخْل.

وَقيل: هِيَ مَا بَين النهرين من الكَرْم، وَهُوَ الظَّهْر الَّذِي بَين النهرين.

وَقيل: هِيَ المَزْرعة، قَالَ تأبطّ شرّاً:

فيوما على أهل المواشِي وَتارَة ... لأهل رَكِيب ذِي ثَمِيل وسُنْبُل

وَالْجمع: رُكُب.

والرَّكَب: العانةُ.

وَقيل: مَنْبتُها.

وَقيل: هُوَ مَا انحدر عَن البَطْن فَكَانَ تَحت الثُّنَّة وَفَوق الفَرْج، كُلّ ذَلِك مذكَّر، صرَّح بِهِ اللحيانيّ.

وَقيل: الرَّكَبان: أصلا الفخذين اللَّذَان عَلَيْهِمَا لحمُ الفَرْج من الرجل وَالْمَرْأَة.

وَقيل: الرّكَب: ظَاهر الفَرْج.

وَقيل: هُوَ الْفرج نَفْسُه، قَالَ: غَمزَكَ بالكَبْساء ذاتِ الحُوقِ ... بَين سِمَاطَىْ رَكَب محلوقِ

وَالْجمع: أركاب، وأراكيب، أنْشد اللحيانيّ:

يَا لَيْت شِعري عَنْك يَا غَلابِ ... تحملُ مَعْها أحسنَ الأركابِ

أصفر قد خُلِّق بالمَلاَبِ ... كجبهة التركيّ فِي الجِلبابِ

ورَكُوبُ، ورَكُوبةُ، جَمِيعًا: ثَنِيَّة مَعْرُوفَة صعبة سلكها النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:

ولكنَّ كراًّ فِي رَكوبةَ أعْسَر

وَقَالَ عَلْقَمَة:

فإنَّ المُنَدَّى رِحلة فرَكوبُ

رِحْلة: هَضْبة أَيْضا. وَقد قدمنَا أَن واية سِيبَوَيْهٍ: " رِحْلةٌ فرُكوب " أَي: أَن تُرْحل ثمَّ تُركَب.

ومَرْكوب: مَوضِع. قَالَت جنوب أُخْت عَمْرو ذِي الكَلْب:

أبلغ بني كَاهِل عنِّي مغلغلةً ... والقومُ من دونهم سَعْيا فمركوبُ
ركب: رَكِب: يستعمل هذا الفعل في الكلام عن البحر الذي يغطي جزيرة أو شيئاً آخر (معجم الإدريسي، تاريخ البربر 1: 119).
ورَكِب (الحصن): أشرف، أطل، ففي حيان (ص79 د): حِصْن بلاي الراكب لِقَنْبانية قرطبة.
رَكِب فلاناً: تبعه (لين)، ونجد غالباً ركبوهم بالسيف في الكلام عن الفرسان يتتبعون الأعداء، أي: يتبعوهم والسيف بأيدهم (كرتاس ص96، 158، 161). رَكِب أكْتافَه: تعني أيضاً تبعه وتعقبه وسعى في أثره (بوشر، معجم البلاذري، حيان ص71 ق).
رَكِبَ فلاناً: غلبه في لعبة شطرنج (حياة تيمور 2: 873).
رَكِب: استمتع بامرأة، وطئها (ألكالا).
رُكُوب: راكبو النساء، واطئوهم، الواحد منهم راكب (محيط المحيط).
وراكبوا الغلام: واطئوه (ألكالا)، ففي المقري (3: 23):
وناديت في القوم الركوب فأسرعوا ... فريقٌ لنسوان وقومٌ لذكران
رَكِب: تضاف إلى مصدر أو اسم لتعبر عن الفكرة الحقيقية لهما، يقال مثلاً: ركب الاستكبار أي اصبح متكبراً (هو جفلايت ص50)، وركب الفرار: فَرَّ (ملَر نصوص من ابن الخطيب وغيره 1862، 2: 35).
ورَكِب عزائمه: اتخذ قراراً حازماً، وعزم عزماً حازماً (تاريخ البربر 1: 492).
ركب الموتَ: سعى إلى الموت، أسرع إلى طلب الموت في القتال (الحماسة ص37 وقد نقلت في معجم البلاذري).
رَكِب عليه: علاه (بوشر).
رَكّب (بالتشديد): أركبه وجعله يركب دابة. ففي رياض النفوس (ص74 و): فجعلوا في رِجْله قيداً وكبلوه ورَكَّبوه دابة من دوابهّم (ألف ليلة 3: 214).
رَكَّب: وضع حديد في حافر الفرس، نعّله (ابن العوام 2: 563).
رَكَّب: أبَّر، طعَّم شجرة، وخاصة طعمها بالبرعمة مع قشرها، ففي المعجم اللاتيني - العربي: ( insistor مُرَكَّبُ الشجَر)، (ألكالا) وفيه: اسم الفاعل مُركِّب واسم المفعول مُركَّب (بوشر، ابن البيطار 2: 521، ابن العوام 1: 14، 1: 18)، انظر تركيب.
رَكَّب: اختلق، زوّر، لفّق، ففي محيط المحيط والعامة تقول: ركَّب الرجل القِصَّة أي لفَّقها كذباً.
ركَّب على: سدَّد، صوَّب إلى (بوشر)، وركَّب المدفع: سدَّده وصوّبه إلى (ألف ليلة طبعة بولاق 1: 63).
ركَّبَ تختاً: هيّأَ سريراً، صنعه (بوشر).
ركَّبَ قزازاً: وضع زجاجاً في الإطار (بوشر).
ركَّب قفلاً: وضع قفلاً (بوشر). ركَّب الكلام: نسَّقه (بوشر) , ركَّب بالمينا: نقَّش بالمينا (بوشر).
راكَبَ: واكب، ركب في موكب (المقري 1: 472).
راكَب فلاناً: لازمه وألح عليه (محيط المحيط).
تركَّب، تركب من: تألف وتكون (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 81).
تركّب: ازداد، ففي كرتاس (ص267): لم تزل العداوة تتركب بينهما إلى أن الخ.
استَرْكَب: جعله يركب (تاريخ البربر 2: 267، 332، 385)، والفعل فيه استُركب على البناء للمجهول، وجعل منه فارساً (تاريخ البربر 2: 246).
استركب: اتخذ في خدمته كوكبة من الفرسان (تاريخ البربر 1: 521، 547، 2: 91، 99، 145، 345، 359، 412، ابن الأغلب ص64، المقري 1: 333).
استركب فلاناً: تبعه وجاء على أثره (زيشر 22: 116).
رَكْب، وتجمع على أراكيب (ديوان الهذليين ص210): جماعة الراكبين، قافلة، كروان، وجماعة حجاج المغرب الذاهبين إلى مكة (عواده ص546). يقول برتون (2: 50): الركب قافلة من راكبي الإبل يجمل كل شخص منها حقيبته. وفي كتاب الخطيب (ص54) (وفي الطاعون الجارف): خرجت جنازته في ركب من الأموات يناهز الآلاف.
شيخ الركب: رئيس القافلة (دوماس صحارى ص299).
رَكْب: موكب فرسان، ففي كتاب الخطيب (ص35 ق): بعد إلمام الركب السلطاني ببلده.
رَكْب: في أيام ابن الزبير كان يطلق اسم ركب على عشرة من رؤساء العرب في الشام نجد أسماءهم في الأغاني (ص17) منهم النعمان بن بشير وكان رئيسهم.
رَكْب: عند أصحاب الموسيقى لحن متفرع من الدوكاه (محيط المحيط)، انظر: رُكْبِيّ.
رَكْبة: جولة على الخيل، موكب فرسان (حيان ص28 ق، حيان - بسام 1: 173ق).
ويطلق يوم الركبة في أبيار على يوم موكب الفرسان في اليوم الذي يتطلعون فيه إلى رؤية هلال رمضان إذ يركب القاضي فرسه كما يركب معه رؤساء البلد فيذهبون إلى موضع مرتفع خارج البلد يسمى مرصد الهلال الجديد (ابن بطوطة 1: 54، 55). رِكْبَة: حسن الركوب على الخيل (بوشر).
رُكْبَة، هزّ رُكَبَه: حرك رجليه وركبتيه (بوشر).
رُكْبَة وتجمع على رُكَب: زاوية، ركن (ألكالا)، وهو يذكر رُكن وجمعه أركان.
رُكْبَة: ممَلّ، مضجر، مسئم (فوك).
ركبة (من غير ضبط بالشكل): يطلق هذا الاسم على محار، ويسمى عندهم أيضاً صدف البواسير (ابن البيطار 2: 128).
رُكْبِيّ: لحن موسيقي (صفة مصر 14: 23)، انظر: رَكْب في آخر المادة.
رُكْبية: ضربة بالرُكْبَة (دومب ص90).
رَكْبان: رَكْب، موكب فرسان. ففي الخطيب (ص41 و): أيام مقامي بمالقة وعند توجهي صحبة الرَكبان السلطاني (فتحة الراء موجودة في المخطوطة).
رِكاب، ركاب السرج: وهو ما توضع فيه رجل الراكب، ويجمع على رِكابات (بوشر)، وأَرْكُب (ألكالا).
وقولهم: مشى في ركابها (ألف ليلة 3: 214) لا يمكن أن يعني إلا أنه مشى في جانب ركاب أمه، ولا يصح أن يترجم بما معناه: مشى في موكبها (انظر ما يلي لأن هذا القول لم يقصد به إلا الأم وأبنها).
وقولهم قام في ركائبه وقعد يعني: كان مضطرباً شديد القلق (انظر مادة قاسم)، ويعني مجازاً: أوشكت على الرحيل (تاريخ البربر 1: 73، 80، 81). والعبارات المذكورة في (2: 104، 2: 112) تؤيد أنها تعني الركاب، وهي تعني أيضاً: مسند، مرتكز (معجم الإسبانية ص203 - 204) ومن هذا أطلقت على عمود من الخشب يرتكز عليه السقف ويسنده (نفس المرجع).
صاحب الركاب: مروض الجياد، مثل ركبدار وركابي (المقري 1: 605، كوسج طرائف 3: 4) وقد طبعها الناشر رُكّاب خطأ منه.
ركاب القَوْس (فوك) أو الركاب للرِجْل: ضرب من الحلقات في النهاية العليا من حاضن القذافة (وهي قوس قديمة لقذف السهام والكرات والحجارة وغيرها) (الجريدة الآسيوية 1848، 2: 208). وكانوا يسمونها في العصور الإسبانية القديمة ما معناه: ركاب أيضاً، ففي معجم فوك (القسم الأول Stribaria balistae وهي بالإسبانية estribo) وقد جمعت في معجم فوك على أَرْكُب.
ركاب: يقول ابن العوام في كلامه عن التطعيم (1: 450): وقيل يعمل البرية على الصفة المذكورة بأعلاها شبه ركاب يترك على العظم. وقد ترجم كليمنت - موليه هذا بما معناه: ومنهم من يرى أن يعمل المئبر المستخدم في التطعيم في القسم الأعلى من المحل الذي شذب للتطعيم على شكل ركاب (متراس) يترك على العود.
وفي ابن العوام (1: 457) (وهذا يتفق مع ما في مخطوطتنا): وينزل الركاب على العود نزولاً جيداً إن كان قد عُمِل فيه ركاب. وقد ترجمها كليمنت - موليه أيضاً بما معناه متراس.
رِكاب ويجمع على أرْكُب: سرج، وإكاف، برذعة (فوك). وقولهم أَبْغُل عالية الركاب، وبغال الركاب (المقري 1: 236) يعني بغال ذات براذع عالية، كما يقال في نفس المعنى حمِار عالٍ (انظر في عالٍ).
رِكاب: سير السَكَّاف (شيرب).
رِكاب: موكب، موكب فرسان (رتجرز ص201، كوسج طرائف ص89، 90، تاريخ البربر 1: 317، ملّر ص27، ابن بطوطة 4: 376 حيث يجب تصحيح الترجمة)، وفي النويري (مصر مخطوطة رقم 2، ص110 و): فلما علموا بوصول ركاب السلطان.
رَكُوب: رَكْب، قافلة (هلو).
ركيب: من يطأ المرأة (ألكالا)، أو يطأ الغلام (ألكالا).
ركيب: ضرب من بطانة الثياب (معجم الإسبانية ص201).
ركوبة، خيل ركوبة: خيل جديدة تعطى للخيالة ليركبوها (بوشر).
سلَّم ركوبة وحجر الركوبة: حجر كبير يستعمل مرقاة لركوب الخيل بسهولة ويسر (بوشر).
رِكابي، زَيْت ركابي (ابن البيطار 1: 55) بدل المعنى الذي نجده عند فريتاج ولين يذكر ابن البيطار (1: 556): أن الزهراوي وحده يــزعم أنه الزيت الأبيض المغسول وقال سمي ركابياً لأنه بمنزلة الركاب قابل لقوى الأدوية لأنه ساذج نقي.
والمستعيني (في مادة زيت) يطلق نفس اشتقاق الكلمة على مصطلحات أخرى فهو يقول: هو عند كثير من الأطباء ((الزيت المغسول بالماء حتى أبيض وانسلخ من لونه ورائحته ثم يصرف في سائر الأدهان فصار ركاباً لها)). فكلمة ركاب تعني إذاً: أصلي، أساسي، وإني لأعترف أن هذا الاشتقاق للكلمة مستبعد بعيد الاحتمال.
رِكابي، رِكاب: ما يوضع فيه رجل الراكب. يقول دبيجو دي توريس (ص316): ((يوجد أيضاً في فناء الأشراف الآخرين كما يوجد عند العامة أو عند حراس الخيل ما يسمى غالباً (ريكو Riqueues) وهم اللذين في ركاب السلطان وخيلهم في إسطبله)).
وفي مملوك (1: 1: 132): يذكر المقريزي العرب الركابية بين العاملين في إسطبلات السلطان.
ركابي: بريدي، ساعي البريد، حامل الرسائل (الفخري ص363، باين سميث 1426).
سيف ركابي: يطلق في الهند على السيف المعلق في السرج (ابن بطوطة 4: 9).
الحجر الركابي: كذّان، نسقه، نسفه، أو حجر آخر يشبهه يؤتى به من صقلية (أنظره في مادة قيشور). ركابية: ضرب من محامل النساء (محارة) إذا ما ركبن البغال (رحلة إلى البحر الأحمر ض 108).
رَكّاب (دوماس مخطوطات): عدَّاء (دوماس حياة العرب ص386).
ركّيب، ركّيب الخيل: راكب من الخدم يتقدم سيده، ومن يركب الخيل (بوشر).
راكب: رافدة، لوح سميك من السنديان أو الشوح أو البلوط يوضع على الجدار على شكل طنف أو إفريز، وكل زينة من الورق المستطيل الملون تلصق كالعصبة على جدار أو رياش لتجميله (معجم الإسبانية ص203).
راكوب الكرم: ما يعرض عليه (محيط المحيط).
تَرْكِيب: بنية الجسد، هيكله، وهيكل كل مصنوع (بوشر، فوك).
تركيب الطرب: أقسام قطعة موسيقية، توليفة، وهي من مصطلح الموسيقى (بوشر).
تركيب: صيغة جملة، تأليف الكلام (بوشر).
والجمع تراكب: ترتيب، تنسيق، تزيين، ففي ألف ليلة (1: 131): حللي ومصاغي وتراكبي.
تركيب: طبع، خلق، صفة حسنة أو سيئة (بوشر).
قاعة ذات تراكيب (ألف ليلة 1: 58): معناها الدقيق غير معروف لدي. وقد ترجم كاترمير (مملوك 2، 2: 79) هذه العبارة بما معناه: ملحق تابع لعمارة.
تركيب الغزال، يقال فرس له تركيب الغزال: أي له قوام الغزال واعتداله، وفرس مقوس الحَوْشب (دوماس، حياة العرب ص190).
تركيب: تطعيم الشجر (ابن العوام 1: 18) وأنواعه: تركيب رومي: تطعيم بين القشرة والعود، وتطعيم على شكل تاج (ص449).
تركيب أعْمَى: تطعيم عشوائي، بلا تبصر (ص426، 448).
تركيب فارسي: تطعيم بالصفَّارة (ص459)، ويقال أيضاً: تركيب الأنبوب وتركيب القَنُّوط (أنظره في مادة قَنُّوط).
تركيب تُوطِيّ (اقرأه قوطي وفقاً لما جاء في مخطوطتنا، وفي الملحق: القوط): تطعيم بالاختراق (ص476).
تركيب نَبَطيّ: تطعيم بالشق (ص451).
تركيب يوناني: تطعيم بالبرعم (ص469).
تراكيب: أشجار مطعمة (ابن العوام 1: 191).
تراكيب، وردت في قائمة أموال اليهودي (ص19): ومن تراكيب السير زوجة ولا أعرف معناها.
تَرْكِيبَة: بنية الجسد وهيكله، وهيكل كل مصنوع، تركيب (بوشر).
تَرْكِيبَة: تركيب، تطعيم، وخاصة تطعيم بالبرعمة (ألكالا).
تركيبات: فكاهات، أضاحيك (ففي المقري 2: 108): من النوادر والتنكيتات والتركيبات وأنواع المضحكات.
تركيبة: كشكش، كنار الثوب (مملوك 2، 2: 78).
تركيبة: مزار صغير مستطيل مبني بالحجر أو بالآجر يرتفع فوق قبة القبر ويقوم في مقدمته ومؤخرته عمود أو حجر قائم عمودياً (مملوك 2، 2: 79).
تركيبة: فوهة البرميل أو الراقود (نفس المصدر).
مَرْكَب: بمعنى سفينة مؤنث عند أماري (ص340)، انظر تعليقات (ص347).
مركب الحَجَر: سجن الأشغال الشاقة (بوشر).
مركب: لا أدري كيف أترجم هذه الكلمة التي وردت في عبارة المقري (2: 236) في كلامه عن مغتسل من المرمر: عليه مركب في صدره أنبوب آخر برسم الماء البارد.
مُرَكّب: غريزي، فطري، جبليّ، طبعي (المقري 1: 152، 394، 2: 546).
مُرَكَّب: يقول أصحاب الفال والمتنبئون: ((سَعْدك مركّب على سعدي)) وهذا معناه أن بختك وحظك يغلب بختي وحظي (ألف ليلة برسل 9: 261، 292)، وفي طبعة ماكن غالب، في الفقرتين.
مركبات: مصطلح موسيقي ويعني ((أن كل لحن أو نغم يمكن أن يستمد صدفة بعض الأصوات الخاصة بالأنغام الأخرى، وهذه الأصوات تسمى عندئذ مُركَّبات)) (صفة مصر 14: 126).
مَرْكُوب ويجمع على مَراكِيب: دابَّة، ركوبة، مطيّة (بوشر، رتجرز ص146، ويجرز ص149، هو جفلايت ص52).
مَرْكُوب: جواد، فرس أصيل (دوماس حياة العرب ص148).
مَرْكُوب: يطلق في مصر وسوريا على حذاء من الجلد الأحمر (الملابس ص191، بوشر، برجرن، همبرت ص21، هاملتون ص13، دارفور ص60، محيط المحيط).
مَراكِبِّي: ملاّح، نوتّي، بحري (بوشر، هلو، ألف ليلة 2: 415).
مُرْتكَبات: جنايات، جرائم. ففي كتاب الخطيب (ص 72ق): وشاهد منه بعضُهم ما يمنعه الشرع من المرتكبات الشنيعة (وفي المخطوطة: المرتكباة الشغة وهو خطأ) قارن هذا بقولهم ارتكب ذنباً.
ركب
ركَبَ يَركُب، رَكْبًا، فهو راكِب، والمفعول مَرْكوب
• ركَب فلانًا: ضرب رُكبتَه أو ضربه بركبته "ركَب اللاّعبُ منافِسَه". 

ركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في يَركَب، رُكوبًا، فهو راكب، والمفعول مَرْكوب
• ركِب الشَّيءَ/ ركِب على الشَّيءِ/ ركِب في الشَّيءِ: علاه "ركِب الدابةَ/ على الدابة- ركِب القطارَ/ في القطار- {حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا}: استويا فيها وأبحرا بها- {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}: لتنتقلُنّ من حال إلى حال" ° ركِب الأهوالَ: خاطر بنفسه، غامر وجازف- ركِب الخطرَ: ألقى بنفسه في التَّهلكة- ركِب الذَّنْبَ: اقترفه- ركِب الريح: أسرع- ركِب الشَّحْمُ بعضُه فوق بعض: تجمّع الدُّهن في جسمه- ركِب الشَّطَطَ: تجاوز الحد المعقول- ركِب الموت: أسرع إلى طلب الموت في القتال- ركِب الموجة: ساير التّيّار، اتَّبع الآخرين- ركِب الهواء- ركِب رأسَه: كابر، عاند وانفرد برأيه بغير رويّة- ركِب شيطانه: غضب ولم يعبأ بالعاقبة- ركِب مَتْنَ العُنْف: عَنُف مع غيره- ركِب مَتْنَ الهواء: سافر بالطائرة- ركِب مَرْكبًا صَعْبًا/ ركِب مَرْكبًا خَشِنًا: شَقَّ على نفسه- ركِب مَرْكَب الخَطَل: ارتكب حماقة- ركِبه الدَّيْنُ: غلَبه وكثُر عليه- ركِبه الغرور: تكبَّر- ركِب هواه: ساء خلقُه، انقاد لشهواته- ركِِبوا كل صعب: لجئوا إلى استخدام جميع الطُّرق. 

أركبَ يُركب، إركابًا، فهو مُركِب، والمفعول مُركَب
• أركب الشَّخصَ:
1 - جعله يركب ويعلو "أركبه خلفه".
2 - أَعدَّ له ما يركبه ويعلوه. 

ارتكبَ يرتكب، ارتكابًا، فهو مُرتَكِب، والمفعول مُرتكَب
• ارتكب خَطَأً: فعل ما يُكره وقام بما يستوجب اللَّوْمَ "ارتكب ذَنْبًا: اقترفه- ارتكب جريمةَ قتل- إنكار الخطيئة يعني ارتكابَها مرَّتين". 

استركبَ يستركب، استركابًا، فهو مستركِب، والمفعول مستركَب
• استركب الشَّخصَ: طلب منه أن يُركِبه ويُقلّه "استركب سائقَ سيارة- استركبتُه فأركبني". 

تراكبَ يتراكب، تراكُبًا، فهو مُتراكِب
• تراكب الشَّيءُ: تراكم، علا بعضُه بعضًا "تراكب الشَّحْمُ/ الشَّعر- تراكبت الغيومُ/ الهموم/ أمواج البحر- {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا} " ° مدى التَّراكُب: مقدار ركوب شيء فوق شيء آخر. 

تركَّبَ من يتركَّب، تركُّبًا، فهو مُتركِّب، والمفعول مُتركَّب منه
• تركَّب الشَّيءُ من كذا وكذا: تألَّف وتكوَّن منه "يتركَّب الماءُ من أكسجين وهيدروجين- تتركَّب الجملة الاسميّة من مبتدأ وخبر". 

ركَّبَ يُركِّب، تركيبًا، فهو مُركِّب، والمفعول مُركَّب
• ركَّب الشَّيءَ/ ركَّب الشَّيءَ في غيره: ضمَّ أجزاءَه المتفرّقة ورتّبها وربَط بعضها ببعض للحصول على وحدة متكاملة "ركَّب جهازًا/ قِطَع آلة- ركَّب الدَّواءَ: خلط أجزاءه ببعضها- ركّب لوح الزُّجاج- ركَّب الفصَّ في الخاتم- {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}: كوَّنك وصوَّرك".
• ركَّب الجملةَ: ألَّف بين أجزائها.
• ركَّب الطِّفلَ على ظهره: جعله يعلو عليه. 

تراكُب [مفرد]:
1 - مصدر تراكبَ.
2 - (نت) زيادة جدار الخليَّة في الغلظ بإضافة مادَّة التغليظ طبقة فوق أخرى. 

تركيب [مفرد]: ج تركيبات (لغير المصدر) وتراكيبُ (لغير المصدر)، مؤ تركيبة (لغير المصدر):
1 - مصدر ركَّبَ ° تركيب تليفون: توصيله وتمديد أسلاكه- دواء تركيب: دواء يقوم الصيدليّ بتحضيره- لعبة تركيب: أجزاؤها مفككة وتعتمد على مهارة اللاَّعب في تركيبها وضمِّ أجزائها- مائيّ التَّركيب: محتوٍ على الماء في تركيبه- مضاعف التَّركيب: يتركَّب أو يتألَّف من عناصر أو أجزاء
 مركَّبة أصلاً- وصلة تركيب: وصلة تكون نهايتها وحوافّها مثبّتة بإحكام ومركّبة فوق أخرى.
2 - (لغ) تعبير، مصطلح، تجمُّع من الكلمات غالبًا ما يكون مترابطًا بشكل لا يمكن معه فهم معناه الكُلّيّ بفهم مفرداته ° علم التَّراكيب: علم النحو.
3 - تجمُّع من الأصوات لتشكيل كلمة.
4 - (سف) تأليف الشيء من مكوِّناته البسيطة، ويقابله التحليل.
5 - (كم) مكوِّنات أو عناصر في مركَّب ما، مقداره بنسب عدد الذرَّات فيها، أو بالنسب المئويَّة لأوزانها. 

تركيبة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من ركَّبَ.
2 - ما يتركَّب منه الشَّيء مادِّيًّا أو معنويًّا "دار الخلاف حول تركيبة الحكومة الحاليّة- تركيبة الدواء". 

تركيبيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تركيب.
2 - مصدر صناعيّ من تركيب: "يميل إلى التّركيبيَّة في أسلوبه".
• صيغة تركيبيَّة: (كم) معادلة كيميائيّة تُبيِّن كيفيّة ترتيب الذرّات والروابط في الجزيء. 

راكِب1 [مفرد]: ج راكبون ورُكّاب، مؤ راكِبة، ج مؤ راكِبات ورواكب:
1 - اسم فاعل من ركَبَ وركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في.
2 - من يُقلّ سيارة، أو درّاجة، أو سفينة. 

راكِب2 [مفرد]: ج رَكْب ورُكْبان ورُكُوب:
1 - اسم فاعل من ركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في: " {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا} - {وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} " ° سارت بذكره الرُّكبان: اشتهر اسمُه وتناقل النَّاسُ أخبارَه.
2 - من يركب دابَّةً كالخيل والإبل وغيرهما. 

رِكاب1 [مفرد]: ج رَكَائبُ ورُكُب: رحال، إبل مركوبة أو حاملة شيئًا "وصلت طلائعُ الركائب- {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ} " ° يمشي في رِكابه/ يسير في رِكابه: يَتْبَعُه. 

رِكاب2 [مفرد]: ج رُكُب: حَلْقةٌ من حديد جهتها السُّفلى مفلطحة معلَّقة بالسَّرج يمكِّن فيها الفارس رِجْله، وهما رِكابان. 

رَكْب1 [مفرد]: مصدر ركَبَ. 

رَكْب2 [جمع]: جج أََرْكُب ورُكُوب: لفظ يُطلق على العَشْرة فما فوق من رُكبان الإبل والخيل في السَّفر "تحرّك الرَّكْب- {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} " ° شيخ الرَّكب: رئيس القافلة. 

رُكْبَة [مفرد]: ج رُكُبات ورُكْبات ورُكَب: (شر) مَوْصِل أسفل الفخذ بأعلى الساق "علت مياه الأمطار حتى غطَّت الرُّكَب- هزَّ رُكبتيه" ° هذا أمرٌ تصطكّ له الرُّكَب: تضطرب وتضرب إحداها الأخرى من شدة الخوف.
• أبو رُكْبة: (نت) نبات من عائلة الخردل له جزء قاعدي سميك في الساق يؤكل كنوع من الخضار. 

رَكْبي [مفرد]: (رض {لعبة جماعيَّة ينقسم فيها اللاعبون فريقين، يحاول كلّ منهما أَنْ يحمل طابة بيضاويَّة الشكل إلى ما وراء خط الهدف عند الفريق الثاني تدعى هذه العمليَّة} المحاولة) وتساوي ثلاث علامات، أما إذا طوّرت (المحاولة) بقذف الكرة فوق خط الهدف فإنها تؤمِّن للفريق القائم بها خمس علامات. 

رَكُوب [مفرد]: ج رُكُب، مؤ رَكُوب، ج مؤ رُكُب: ما يُمتطى من الدَّوابّ وغيرها " {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ} ". 

رُكوب [مفرد]: مصدر ركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في. 

رَكوبة [مفرد]: ج رَكَائبُ: ما يُمتطى من الدَّوابّ وغيرها "ما له رَكوبةٌ ولا حلوبة: ليس لديه شيء- امتطى رَكُوبته ومضى في طريقه- {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبَتُهُمْ} [ق] ". 

مَراكبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَراكِب: ملاّح، قائد السَّفينة "أنقذ المراكبيُّ السَّفينةَ من الغرق" ° دعوة مراكبيَّة: عَرضٌ غير نافذ. 

مَرْكَب/ مَرْكِب [مفرد]: ج مَرَاكِبُ: ما يُركب ويُعتلَى في البرّ والبحر، ثم غلب استعمالُه في السفينة "نِعْمَ المَرْكَبُ الدابة- مَركَبٌ شراعِيّ/ تجاريّ/ فضائيّ/ صيد" ° مركب الجليد: مركبة شبيهة بمركب شراعيّ تستخدم للانزلاق على الجليد. 

مَرْكَبة [مفرد]: ج مَرْكَبات: ما يُعد للركوب والاعتلاء من سيارة أو حافلة أو درَّاجة بخارية أو غيرها "محظور سير
 المركبات في هذا الشارع- ممنوع مرور المركبات" ° مَرْكَبة برمائيَّة: تعمل على اليابسة وفي الماء- مَرْكَبة جويّة: مركبة قادرة على الطيران في الجوّ- مَرْكَبة خاصّة: يركبها صاحبها- مَرْكَبة عموميّة: معدة للإيجار أو للانتفاع العام.
• مركبة فضائيّة: عربة روّاد الفضاء، وهي شبه غرفة مصمَّمة لمواجهة الأحوال الجويّة المختلفة ومزوّدَة بالآلات الدقيقة، وتحمل شخصًا أو أكثر وتدور حول الأرض. 

مُرَكَّب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ركَّبَ ° الحركة المركَّبة: صوت مركَّب أو صوت انزلاقيّ يبدأ بصوت ليِّن وينتقل تدريجيًّا لصوت ليِّن آخر في المقطع نفسه- الصُّورة المركَّبة: صورة تركَّب من صورتين مستقلَّتين أو أكثر- عدسة مركَّبة: من عدستين أو أكثر مع وسائل بصرية أخرى، كمنشور مثلاً تستخدم للتصوير- غير مركَّب: معمول بحيث يمكن جمع أو تطابق الأجزاء أو الأقسام معًا قبل الاستعمال- كسْر مركَّب: كسر يحتوي فيه البسط والمقام على كسور.
2 - ما تكوَّن من عدة أجزاء، عكسه بسيط "جملة مركّبة- ربح مركّب- مركّب كيميائيّ" ° جَهْلٌ مُركَّب: تعبير أطلق على مَن لا يسلِّم بجهله، ويدَّعي ما لا يعلم.
3 - (سف) ما يدل جزؤه على جزء معناه، مثل رامي الحجارة.
4 - (كم) ما نتج من الاتِّحاد الكيميائيّ لعنصرين أو أكثر، وتميَّز بخصائص طبيعيّة وكيميائيّة تختلف عن خصائص مكوِّناته.
• مُرَكَّب قطبيّ: (كم) مركَّب يوصِّل الكهرباء إذا صُهر أو إذا أُذيب في الماء، وهو في العادة مادَّة بلُّوريّة تتكوَّن من نوعين أو أكثر من الأيونات، ويقال له أيضًا مركَّب أيونيّ.
• مُرَكَّب عضويّ: (كم) كل مركَّب يتكوَّن أساسًا من ذرات الكربون.
• مُرَكَّب غير عضويّ: (كم) كل مركَّب لا يحتوي جزآه على الكربون، ويحتوي على شقين أحدهما حمضيّ والآخر قاعديّ.
• مُرَكَّب القصور: (نف) عقدة نفسيَّة تنشأ عن الصِّراع بين النزوع إلى التميُّز والخوف من التثبيط الذي كان الفرد قد عاناه في الماضي وفي حالات مماثلة.
• مُرَكَّب النَّقص: (نف) شعور عميق ومُستمرّ عند الفرد بدونيِّته وعدم كفايته وانحطاط قدره.
• فائدة مركَّبة: (قص) فائدة تُحسب على مبلغ أصليّ مضافًا إليه الفوائد المتراكمة حتى تاريخ الاستحقاق. 

مَرْكوب [مفرد]: ج مراكيبُ:
1 - اسم مفعول من ركَبَ وركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في.
2 - نوعٌ من النِّعال مُدَبَّبٌ من الأمام بلا رِباطٍ.
• أبو مركوب: (حن) طائر غوّاص طويل، يعيش في المناطق الشرقية الاستوائية لإفريقيا، له ريش داكن وساقان سوداوان، ومنقار كشكل الحذاء. 

ركب: رَكِبَ الدابَّة يَرْكَبُ رُكُوباً: عَلا عليها، والاسم الرِّكْبة،

بالكسر، والرَّكْبة مرَّةٌ واحدةٌ. وكلُّ ما عُلِـيَ فقد رُكِبَ وارْتُكِبَ. والرِّكْبَةُ، بالكسر: ضَرْبٌ من الرُّكوبِ، يقال: هو حَسَنُ الرِّكْبَةِ.

ورَكِبَ فلانٌ فُلاناً بأَمْرٍ، وارْتَكَبَه، وكلُّ شيءٍ عَلا شيئاً: فقد رَكِبَه؛ ورَكِبَه الدَّيْنُ، ورَكِبَ الـهَوْلَ واللَّيْلَ ونحوَهما مثلاً بذلك. ورَكِب منه أَمْراً قبيحاً، وارْتَكَبَه، وكذلك رَكِب الذَّنْبَ، وارْتَكَبَه، كلُّه على الـمَثَل.

وارْتِكابُ الذُّنوب: إِتْيانُها. وقال بعضُهم: الراكِبُ للبَعِـير

خاصة، والجمع رُكَّابٌ، ورُكْبانٌ، ورُكُوبٌ. ورجلٌ رَكُوبٌ ورَكَّابٌ، الأُولى عن ثَعْلَب: كثيرُ الرُّكوبِ، والأُنْثَى رَكَّابة.

قال ابن السكيت وغيره: تقول: مَرَّ بنا راكبٌ، إِذا كان على بعيرٍ خاصَّة، فإِذا كان الراكبُ على حافِرِ فَرَسٍ أَو حِمارٍ أَو بَغْلٍ، قلت: مَرَّ بنا فارِسٌ على حِمارٍ، ومَرَّ بنا فارسٌ على بغلٍ؛ وقال عُمارة: لا أَقولُ لصاحِبِ الـحِمارِ فارسٌ، ولكن أَقولُ حَمَّارٌ. قال ابن بري: قولُ ابنِ السّكيت: مَرَّ بنا راكبٌ، إِذا كان على بَعيرٍ خاصَّة، إِنما يُريدُ إِذا لم تُضِفْه، فإِن أَضَفْتَه، جاز أَن يكونَ للبعيرِ والـحِمارِ والفرسِ والبغلِ، ونحو ذلك؛ فتقول: هذا راكِبُ جَمَلٍ، وراكِبُ فَرَسٍ، وراكِبُ حِمارٍ، فإِن أَتَيْتَ بجَمْعٍ يَخْتَصُّ بالإِبِلِ، لم تُضِفْه، كقولك رَكْبٌ ورُكْبان، لا تَقُلْ: رَكْبُ إِبل، ولا رُكْبانُ إِبل، لأَن الرَّكْبَ والرُّكْبانَ لا يكون إِلا لِرُكَّابِ الإِبِلِ. غيره: وأَما الرُّكَّاب فيجوز إِضافتُه إِلى الخَيْلِ والإِبِلِ وغيرِهما، كقولك: هؤُلاءِ رُكَّابُ خَيْلٍ، ورُكَّابُ إِبِل، بخلافِ الرَّكْبِ والرُّكْبانِ. قال: وأَما قولُ عُمارَة: إِني لا أَقول لراكبِ الـحِمارِ فارِسٌ؛ فهو الظاهر، لأَن الفارِسَ فاعلٌ مأْخوذٌ من الفَرَس، ومعناه صاحبُ فَرَسٍ، مثلُ قَوْلِهِم: لابِنٌ، وتامِرٌ، ودارِعٌ، وسائِفٌ، ورامِحٌ إِذا كان صاحبَ هذه الأَشْياءِ؛ وعلى هذا قال العنبري:

فَلَيْتَ لِـي بهم قَوْماً، إِذا رَكِبُوا، * شَنُّوا الإِغارَةَ: فُرْساناً ورُكْبانا

فجَعَلَ الفُرْسانَ أَصحابَ الخَيْلِ، والرُّكْبانَ أَصحابَ الإِبِلِ،

والرُّكْبانُ الجَماعة منهم.

قال: والرَّكْبُ رُكْبانُ الإِبِلِ، اسم للجمع؛ قال: وليس بتكسيرِ

راكِبٍ. والرَّكْبُ: أَصحابُ الإِبِلِ في السَّفَر دُونَ الدَّوابِّ؛ وقال

الأَخفش: هو جَمْعٌ وهُم العَشَرة فما فوقَهُم، وأُرى أَن الرَّكْبَ قد

يكونُ للخَيْل والإِبِلِ. قال السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَة، وكان فرَسُه قد عَطِبَ أَوْ عُقِرَ:

وما يُدْرِيكَ ما فَقْرِي إِلَيْه، * إِذا ما الرَّكْبُ، في نَهْبٍ، أَغاروا

وفي التنزيل العزيز: والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكُم؛ فقد يجوز أَن يكونوا

رَكْبَ خَيْلٍ، وأَن يكونوا رَكْبَ إِبِلٍ، وقد يجوزُ أَن يكونَ الجيشُ

منهما جميعاً.

وفي الحديث: بَشِّرْ رَكِـيبَ السُّعاةِ، بِقِطْعٍ من جهنم مِثْلِ قُورِ حِسْمَى. الرَّكِـيبُ، بوزن القَتِـيلِ: الراكِبُ، كالضَّريبِ والصريم

للضارِبِ والصارِم. وفلانٌ رَكِـيبُ فلانٍ: للذي يَرْكَبُ معه، وأَراد برَكِـيبِ السُّعاةِ مَنْ يَرْكَبُ عُمَّال الزكاة بالرَّفْعِ عليهم،

ويَسْتَخِـينُهم، ويَكْتُبُ عليهم أَكثَر مما قبَضُوا، ويَنْسُب إِليهم

الظُّلْمَ في الأَخْذِ. قال: ويجوزُ أَن يُرادَ مَنْ يَركَبُ منهم الناسَ

بالظُّلْم والغَشْم، أَو مَنْ يَصْحَبُ عُمَّال الجَور، يعني أَن هذا

الوَعِـيدَ لمن صَحِـبَهم، فما الظَّنُّ بالعُمَّالِ أَنفسِهم. وفي الحديث:

سَيَأْتِـيكُمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُون، فإِذا جاؤُوكُم فرَحِّبُوا بهم؛ يريدُ

عُمَّال الزكاة، وجَعَلَهم مُبْغَضِـينَ، لِـما في نُفوسِ أَربابِ الأَمْوالِ

من حُبِّها وكَراهَةِ فِراقِها.

والرُّكَيْبُ: تصغيرُ رَكْبٍ؛ والرَّكْبُ: اسمٌ من أَسماءِ الجَمْعِ كنَفَرٍ ورَهْطٍ؛ قال: ولهذا صَغَّرَه على لفظِه؛ وقيل: هو جمعُ راكِبٍ، كصاحِبٍ، وصَحْبٍ؛ قال: ولو كان كذلك لقال في تصغيره: رُوَيْكِـبُونَ، كما يقال: صُوَيْحِـبُونَ.

قال: والرَّكْبُ في الأَصْلِ، هو راكبُ الإِبِل خاصَّة، ثم اتُّسِـعَ،

فأُطْلِقَ على كلِّ مَن رَكِبَ دابَّةً. وقولُ عليٍّ، رضي اللّه عنه: ما

كان مَعَنا يومئذٍ فَرَسٌ إِلا فَرَسٌ عليه الـمِقْدادُ بنُ الأَسْوَدِ، يُصَحِّحُ أَن الرَّكْبَ ههنا رُكّابُ الإِبِلِ، والجمعُ أَرْكُبٌ ورُكوبٌ.والرَّكَبةُ، بالتحريك: أَقَلُّ من الرَّكْبِ.

والأُرْكُوبُ: أَكثرُ من الرَّكْبِ. قال أَنشده ابن جني:

أَعْلَقْت بالذِّئب حَبْلاً، ثم قلت له: * إِلْـحَقْ بأَهْلِكَ، واسْلَمْ أَيـُّها الذِّيبُ

أَما تقولُ به شاةٌ فيأْكُلُها، * أَو أَن تَبِـيعَهَ في بعضِ الأَراكِـيب

أَرادَ تَبِـيعَها، فحَذف الأَلف تَشْبِـيهاً لها بالياءِ والواو، لِـما بينَهما وبينها من النِّسْبة، وهذا شاذٌّ.

والرِّكابُ: الإِبلُ التي يُسار عليها، واحِدَتُها راحِلَةٌ، ولا واحِدَ

لها من لَفْظِها، وجمعها رُكُبٌ، بضم الكاف، مثل كُتُبٍ؛ وفي حديث النبـيّ، صلى اللّه عليه وسلم: إِذا سافرْتُم في الخِصْب فأَعْطُوا الرِّكابَ أَسِنَّـتَها أَي أَمْكِنُوها من الـمَرْعَى؛ وأَورد الأَزهري هذا الحديث: فأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها.

قال أَبو عبيد: الرُّكُبُ جمعُ الرِّكابِ(1)

(1 قوله «قال أبو عبيد الركب جمع إلخ» هي بعض عبارة التهذيب وأصلها الركب جمع الركاب والركاب الإبل التي يسار عليها ثم تجمع إلخ.)، ثم يُجمَع الرِّكابُ رُكُباً؛ وقال ابن الأَعرابي: الرُّكُبُ لا يكونُ جمعَ رِكابٍ. وقال غيره: بعيرٌ رَكُوبٌ وجمعه رُكُب، ويُجْمع الرِّكابُ رَكائبَ. ابن الأَعرابي:

راكِبٌ ورِكابٌ، وهو نادر(2)

(2 وقول اللسان بعد ابن الأعرابي راكب وركاب وهو نادر هذه أيضاً عبارة التهذيب أوردها عند الكلام على الراكب للإبل وان

الركب جمع له أو اسم جمع.). ابن الأَثير: الرُّكُبُ جمعُ رِكابٍ، وهي الرَّواحِلُ من الإِبِلِ؛ وقيل: جمعُ رَكُوبٍ، وهو ما يُركَبُ من كلِّ دابَّةٍ، فَعُولٌ بمعنى مَفْعولٍ.

قال: والرَّكُوبة أَخَصُّ منه.

وزَيْتٌ رِكابيٌّ أَي يُحمل على ظُهورِ الإِبِل من الشَّامِ.

والرِّكابُ للسَّرْجِ: كالغَرْزِ للرَّحْلِ، والجمع رُكُبٌ.

والـمُرَكَّبُ: الذي يَسْتَعِيرُ فَرَساً يَغْزُو عليه، فيكون نِصْفُ

الغَنِـيمَةِ له، ونِصْفُها للـمُعِـيرِ؛ وقال ابن الأَعرابي: هو الذي

يُدْفَعُ إِليه فَرَسٌ لبعضِ ما يُصِـيبُ من الغُنْمِ؛ ورَكَّبَهُ الفَرَسَ:

دفعه إِليه على ذلك؛ وأَنشد:

لا يَرْكَبُ الخَيْلَ، إِلا أَن يُرَكَّبَها، * ولو تَناتَجْنَ مِنْ حُمْرٍ، ومِنْ سُودِ

وأَرْكَبْتُ الرَّجُلَ: جَعَلْتُ له ما يَرْكَبُه. وأَرْكَبَ الـمُهْرُ: حان أَن يُرْكَبَ، فهو مُرْكِبٌ. ودابَّةٌ مُرْكِـبَةٌ: بَلَغَتْ أَنْ يُغْزى عليها.

ابن شميل، في كتابِ الإِبِل: الإِبِلُ التي تُخْرَجُ لِـيُجاءَ عليها

بالطَّعامِ تسمى رِكاباً، حِـين تَخْرُج وبعدَما تَجِـيءُ، وتُسَمَّى

عِـيراً على هاتينِ الـمَنزِلَتَيْن؛ والتي يُسافَرُ عليها إِلى مَكَّةَ أَيضاً

رِكابٌ تُحْمَل عليها الـمَحامِلُ، والتي يُكْرُون ويَحْمِلُونَ عليها

مَتاعَ التُّجَّارِ وطَعَامَهُم، كُلُّها رِكابٌ ولا تُسمّى عِـيراً، وإِن

كان عليها طعامٌ، إِذا كانت مؤاجَرَةً بِكِراءٍ، وليس العِـيرُ التي

تَـأْتي أَهلَها بالطَّعامِ، ولكنها رِكابٌ، والجماعةُ الرَّكائِبُ

والرِّكاباتُ إِذا كانت رِكابٌ لي، ورِكابٌ لك، ورِكابٌ لهذا، جِئنا في رِكاباتِنا، وهي رِكابٌ، وإِن كانت مَرْعِـيَّة؛ تقول: تَرِدُ علينا اللَّيلَةَ رِكابُنا، وإِنما تسمى ركاباً إِذا كان يُحَدِّثُ نَفْسَه بأَنْ يَبْعَثَ بها أَو يَنْحَدِرَ عليها، وإِن كانت لم تُرْكَبْ قَطُّ، هذه رِكابُ بَني فلانٍ.

وفي حديث حُذَيْفة: إِنما تَهْلِكُون إِذا صِرْتُمْ تَمْشُون الرَّكَباتِ كأَنكم يَعاقِـيبُ الـحَجَلِ، لا تَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً، ولا تُنْكِرُونَ مُنْكَراً؛ معناه: أَنكم تَرْكَبُون رُؤُوسَكُمْ في الباطِلِ والفتن، يَتْبَعُ بَعْضُكم بعضاً بِلا رَوِيَّةٍ.

والرِّكابُ: الإِبِلُ التي تَحْمِلُ القومَ، وهي رِكابُ القوم إِذا حَمَلَتْ أَوْ أُرِيدَ الـحَمْلُ عليها، سُمِّيت رِكاباً، وهو اسمُ جَماعَةٍ.قال ابنُ الأَثير: الرَّكْبَة الـمَرَّة من الرُّكُوبِ، وجَمْعُها رَكَباتٌ، بالتَّحْريك، وهي مَنْصوبة بفِعْلٍ مُضْمَرٍ، هو خالٌ من فاعِلِ تَمْشُون؛ والرَّكَباتِ واقعٌ مَوقِـعَ ذلك الفعلِ، مُسْتَغْـنًى به عنه، والتقديرُ تَمْشُونَ تَرْكَبُون الرَّكَباتِ، مثلُ قولِهم أَرْسَلَها العِرَاكَ أَي أَرسَلَها تَعْتَرِكُ العِراكَ، والمعنى تَمْشُونَ رَاكِـبِـينَ رُؤُوسَكُمْ، هائمِـينَ مُسْتَرْسِلينَ فيما لا يَنْبَغِـي لَـكُم، كأَنـَّكم في تَسَرُّعِكُمْ إِليهِ ذُكُورُ الـحَجَلِ في سُرْعَتِها وَتَهَافُتِها، حتى إِنها إِذا رَأَت الأُنْثَى مَعَ الصائِد أَلْقَتْ أَنْفُسَها عَلَيْها، حتى تَسْقُط في يَدِه؛ قال ابن الأَثير: هكذا شَرَحَه الزمخشري. قال وقال القُتَيْبي: أَرادَ تَمْضُونَ على وُجُوهِكُمْ من غَيْر تَثَـبُّتٍ.

والـمَرْكَبُ: الدَّابة. تقول: هذا مَرْكَبي، والجَمْع المراكِبُ.

والـمَرْكَبُ: الـمَصْدَرُ، تَقُول: رَكِبْتُ مَرْكَباً أَي رُكُوباً.

والـمَرْكَبُ: الموْضِـعُ.

وفي حديث السَّاعَة: لَوْ نَتَجَ رَجُلٌ مُهْراً، لم يُرْكِبْ حتى تَقُومَ السّاعة. يقال: أَرْكَبَ الـمُهْرُ يُرْكِبُ، فهو مُرْكِبٌ، بكَسْرِ الكاف، إِذا حانَ له أَنْ يُرْكَبَ.

والـمَرْكَبُ: واحِدُ مَراكِبِ البرِّ والبَحْرِ.

ورُكَّابُ السّفينةِ: الذين يَرْكَبُونَها، وكذلك رُكَّابُ الماءِ.

الليث: العرب تسمي مَن يَرْكَبُ السَّفينة، رُكَّابَ السَّفينةِ. وأَما

الرُّكْبانُ، والأُرْكُوبُ، والرَّكْبُ: فراكِـبُو الدوابِّ. يقال: مَرُّوا

بنَا رُكُوباً؛ قال أَبو منصور: وقد جعل ابن أَحمر رُكَّابَ السفينة

رُكْباناً؛ فقال:

يُهِلُّ، بالفَرْقَدِ، رُكْبانُها، * كما يُهِلُّ الراكبُ الـمُعْتَمِرْ

يعني قوماً رَكِـبُوا سفينةً، فغُمَّتِ السماءُ ولم يَهْتَدُوا، فلما

طَلَعَ الفَرْقَدُ كَبَّروا، لأَنهم اهْتَدَوْا للسَّمْتِ الذي يَـؤُمُّونَه.

والرَّكُوبُ والرَّكوبة من الإِبِلِ: التي تُرْكَبُ؛ وقيل: الرَّكُوبُ

كلُّ دابَّة تُركب.

والرَّكُوبة: اسم لجميع ما يُرْكَب، اسم للواحد والجميع؛ وقيل:

الرَّكوبُ الـمَركوبُ؛ والرَّكوبة: الـمُعَيَّنة للرُّكوبِ؛ وقيل: هي التي تُلْزَمُ العَمَل من جميعِ الدوابِّ؛ يقال: ما لَه رَكُوبةٌ ولا حمولةٌ ولا حلوبةٌ أَي ما يَرْكَبُه ويَحْلُبُه ويَحْمِلُ عليه. وفي التنزيل العزيز: وَذَلَّلناها لهم فمنها رَكُوبُهم ومنها يأْكُلُون؛ قال الفراء: اجتمع القُرَّاءُ على فتح الراءِ، لأَن المعنى فمنها يَرْكَبُون، ويُقَوِّي ذلك قولُ عائشة في قراءتها: فمنها رَكُوبَتُهم.

قال الأَصمعي: الرَّكُوبةُ ما يَرْكَبون. وناقةٌ رَكُوبةٌ ورَكْبانةٌ

ورَكْباةٌ أَي تُرْكَبُ. وفي الحديث: أَبْغِني ناقةً حَلْبانة رَكْبانةً

أَي تَصْلُح للـحَلْب والرُّكُوبِ، الأَلف والنون زائدتان للـمُبالغة،

ولتُعْطِـيا معنى النَّسَب إِلى الـحَلْب والرُّكُوبِ. وحكى أَبو زيدٍ: ناقةٌ رَكَبُوتٌ، وطريقٌ رَكوبٌ: مَرْكُوبٌ مُذَلَّل، والجمع رُكُبٌ، وعَوْدٌ رَكُوبٌ كذلك. وبعير رَكُوبٌ: به آثار الدَّبَر والقَتَب.

وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: فإِذا عُمَرُ قد رَكِـبني أَي تَبعَني وجاءَ على أَثَري، لأَنَّ الراكبَ يَسير بسير الـمَرْكُوبِ؛ يقال: ركِـبتُ أَثَره وطريقَه إِذا تَبِعْتَه مُلْتَحِقاً به.

والرَّاكِبُ والراكِـبةُ: فَسيلةٌ تكونُ في أَعلى النخلة متَدَلِّـيةً لا تَبْلُغُ الأَرض. وفي الصحاح: الرَّاكِبُ ما يَنْبُتُ من الفَسِـيلِ في جُذوعِ النخلِ، وليس له في الأَرضِ عِرْقٌ، وهي الراكوبةُ والراكوبُ،

ولا يقال لها الركَّابةُ، إِنما الركَّابة المرأَة الكثيرةُ الركوب، على ما تقدّم، هذا قول بعض اللُّغَويِّـين. وقال أَبو حنيفة: الرَّكَّابة

الفَسِـيلةُ، وقيل: شبْهُ فَسِـيلةٍ تَخْرُجُ في أَعْلَى النَّخْلَةِ عند قِمَّتِها، ورُبَّـما حَمَلَتْ مع أُمـِّها، وإِذا قُلِعَت كان أَفضل للأُمِّ، فأَثْـبَتَ ما نَفى غيرُه من الرَّكَّابة، وقال أَبو عبيد: سمعت الأَصمعي يقول: إِذا كانتِ الفَسِـيلة في الجِذْعِ ولم تكن مُسْتَـأْرِضةً، فهي من خَسِـيسِ النَّخْلِ، والعرب تُسَمِّيها الرَّاكِبَ؛ وقيل فيها الراكوبُ، وجَمْعُها الرَّواكِـيبُ. والرِّياحُ رِكابُ السَّحابِ في قولِ أُمَـيَّة:

تَرَدَّدُ، والرِّياحُ لها رِكابُ

وَتَراكَبَ السَّحابُ وتَراكَم: صار بعضُه فَوْقَ بعض. وفي النوادِرِ: يقال رَكِـيبٌ من نَخْلٍ، وهو ما غُرِسَ سَطْراً على جَدْوَلٍ، أَو غيرِ جَدْوَلٍ.

ورَكَّبَ الشيءَ: وَضَعَ بَعضَه على بعضٍ، وقد تَرَكَّبَ وتَراكَبَ.

والـمُتراكِبُ من القافِـيَةِ: كلُّ قافِـيةٍ توالت فيها ثلاثة أَحْرُفٍ

متحركةٍ بين ساكنَين، وهي مُفاعَلَتُن ومُفْتَعِلُن وفَعِلُنْ لأَنَّ في

فَعِلُنْ نوناً ساكنةً، وآخر الحرف الذي قبل فَعِلُنْ نون ساكنة، وفَعِلْ إِذا كان يَعْتَمِدُ على حَرْفٍ مُتَحَرِّك نحو فَعُولُ فَعِلْ، اللامُ

الأَخيرة ساكنة، والواوُ في فَعُولُ ساكنة.

والرَّكِـيبُ: يكون اسماً للـمُرَكَّبِ في الشيءِ، كالفَصِّ يُرَكَّب في

(يتبع...)

(تابع... 1): ركب: رَكِبَ الدابَّة يَرْكَبُ رُكُوباً: عَلا عليها، والاسم الرِّكْبة،... ...

كِفَّةِ الخاتَمِ، لأَن الـمُفَعَّل والـمُفْعَل كلٌّ يُرَدُّ إِلى فَعِـيلٍ. وثَوْبٌ مُجَدَّدٌ جَديدٌ، ورجل مُطْلَق طَلِـيقٌ، وشيءٌ حَسَنُ التَّرْكِـيبِ. وتقولُ في تَركِـيبِ الفَصِّ في الخاتَمِ، والنَّصْلِ في السَّهْم: رَكَّبْتُه فَترَكَّبَ، فهو مُرَكَّبٌ ورَكِـيبٌ.

والـمُرَكَّبُ أَيضاً: الأَصلُ والـمَنْبِتُ؛ تقول

فلانٌ كرِيمُ الـمُرَكَّبِ أَي كرِيمُ أَصلِ مَنْصِـبِه في قَوْمِهِ.

ورُكْبانُ السُّنْبُل: سوابِقُه التي تَخْرُجُ من القُنْبُعِ في أَوَّلِه. يقال: قد خرجت في الـحَبّ رُكْبانُ السُّنْبُل.

وروَاكِبُ الشَّحْمِ: طَرائِقُ بعضُها فوقَ بعضٍ، في مُقدّمِ السَّنامِ؛ فأَمـَّا التي في الـمُؤَخَّرِ فهي الرَّوادِفُ، واحِدَتُها رَاكِـبةٌ ورادِفةٌ.

والرُّكْبَتانِ: مَوْصِلُ ما بينَ أَسافِلِ أَطْرافِ الفَخِذَيْنِ وأَعالي الساقَيْنِ؛ وقيل: الرُّكْبةُ موصِلُ الوظِـيفِ والذِّراعِ، ورُكبةُ

البعيرِ في يدِهِ. وقد يقال لذواتِ الأَربعِ كُلها من الدَّوابِّ:

رُكَبٌ. ورُكْبَتا يَدَيِ البعير: الـمَفْصِلانِ اللَّذانِ يَليانِ البَطْنَ إِذا بَرَكَ، وأَما الـمَفْصِلانِ الناتِئَانِ من خَلْفُ فهما العُرْقُوبانِ. وكُلُّ ذي أَربعٍ، رُكْبَتاه في يَدَيْهِ، وعُرْقُوباهُ في رِجْلَيه، والعُرْقُوبُ: مَوْصِلُ الوظِـيفِ. وقيل: الرُّكْبةُ مَرْفِقُ الذِّراعِ من كلِّ شيءٍ.

وحكى اللحياني: بعيرٌ مُسْـتَوْقِـحُ الرُّكَبِ؛ كأَنه جعلَ كُلَّ

جُزْءٍ منها رُكْبةً ثم جَمَع على هذا، والجمعُ في القِلَّة: رُكْباتٌ،

ورُكَبات، ورُكُباتٌ، والكثير رُكَبٌ، وكذلك جَمْعُ كلِّ ما كان على فُعْلَةٍ، إِلا في بناتِ الياءِ فإِنهم لا يُحَرِّكونَ مَوْضِـعَ العينِ منه بالضم، وكذلك في الـمُضاعَفة.

والأَرْكَبُ: العظِـيمُ الرُّكْبة، وقد رَكِبَ رَكَباً. وبعيرٌ أَرْكَبُ

إِذا كانت إِحدى رُكْبَتَيْهِ أَعظمَ من الأُخرى.

والرَّكَب: بياضٌ في الرُّكْبةِ.

ورُكِبَ الرجلُ: شَكَا رُكْبته.

ورَكَبَ الرجلُ يَرْكُبُه رَكْباً، مثالُ كَتَب يَكْتُبُ كَتْباً: ضَرَبَ رُكْبَته؛ وقيل: هو إِذا ضَرَبَه برُكْبتِه؛ وقيل: هو إِذا أَخذ بفَوْدَيْ شَعَرِه أَو بشعرِه، ثم ضَرَبَ جَبْهَتَه برُكْبتِه؛ وفي حديث الـمُغِيرة مع الصديق، رضي اللّه عنهما، ثم رَكَبْتُ أَنفه برُكْبَتِـي، هو من ذلك. وفي حديث ابن سيرين: أَما تَعْرِفُ الأَزدَ ورُكَبَها؟ اتَّقِ الأَزدَ، لا يأْخُذوكَ فيركُـبُوكَ أَي يَضربُوك برُكَبِـهِم، وكان هذا معروفاً في الأَزد.

وفي الحديث: أَن الـمُهَلَّب بن أَبي صُفْرَةَ دَعا بمُعاويةَ بن أَبي

عَمْرو، فجَعَلَ يَرْكُـبُه بِرِجْلِه، فقال: أَصلحَ اللّهُ الأَمِـير، أَعْفِني من أُمّ كَيْسانَ، وهي كُنْيةُ الرُّكْبة، بلغة الأَزد.

ويقال للمصلِّي الذي أَثـَّر السُّجودُ في جَبْهَتِه بين عَيْنَيْه: مثلُ رُكْبةِ العَنزِ؛ ويقال لكلِّ شَيْئَيْنِ يَسْتَوِيانِ ويَتكافآنِ: هُما كَرُكْبَتَي العنزِ، وذلك أَنهما يَقَعانِ معاً إِلى الأَرض منها إِذا رَبَضَتْ.

والرَّكِـيبُ: الـمَشارةُ؛ وقيل: الجَدولُ بين الدَّبْرَتَيْنِ؛ وقيل: هي ما بين الحائطينِ من الكَرْمِ والنَّخْل؛ وقيل: هي ما بين النَّهْرَين من الكرمِ، وهو الظَّهْرُ الذي بين النَّهْرَيْنِ؛ وقيل: هي الـمَزرعة.

التهذيب: وقد يقال للقَراحِ الذي يُزْرَعُ فيه: رَكِـيبٌ؛ ومنه قول

تأَبـَّطَ شَرّاً:

فيَوْماً على أَهْلِ الـمَواشِـي، وتارةً * لأَهْلِ رَكِـيبٍ ذي ثَمِـيلٍ، وسُنْبُلِ

الثَّمِـيلُ: بَقِـيَّةُ ماءٍ تَبْقَى بعد نُضُوبِ المياهِ؛ قال: وأَهل الرَّكِـيبِ هُم الـحُضَّار، والجمعُ رُكُبٌ.

والرَّكَبُ، بالتحريك: العانة؛ وقيل: مَنْبِتُها؛ وقيل: هو ما انحدرَ عن البطنِ، فكان تحتَ الثُّنَّةِ،

وفوقَ الفَرْجِ، كلُّ ذلك مذكَّرٌ صرَّح به اللحياني؛ وقيل الرَّكَبانِ: أَصْلا الفَخِذَيْنِ، اللذانِ عليهما لحم الفرج من الرجُل والمرأَة؛ وقيل: الرَّكَبُ ظاهرُ الفَرْج؛ وقيل: هو الفَرْج نَفْسُه؛ قال:

غَمْزَكَ بالكَبْساءِ، ذاتِ الـحُوقِ، * بينَ سِماطَيْ رَكَبٍ مَحْلوقِ

والجمع أَرْكابٌ وأَراكِـيبُ؛ أَنشد اللحياني:

يا لَيْتَ شِعْري عَنْكِ، يا غَلابِ، * تَحمِلُ مَعْها أَحْسَنَ الأَركابِ

أَصْفَرَ قد خُلِّقَ بالـمَلابِ، * كجَبْهةِ التُّركيِّ في الجِلْبابِ

قال الخليل: هو للمرأَةِ خاصَّةً. وقال الفراءُ: هو للرجُلِ والمرأَة؛

وأَنشد الفراءُ:

لا يُقْنِـعُ الجاريةَ الخِضابُ، * ولا الوِشَاحانِ، ولا الجِلْبابُ

من دُونِ أَنْ تَلْتَقِـيَ الأَرْكابُ، * ويَقْعُدَ الأَيْرُ له لُعابُ

التهذيب: ولا يقال رَكَبٌ للرجُلِ؛ وقيل: يجوز أَن يقال رَكَبٌ للرجُلِ.

والرَّاكِبُ: رأْسُ الجَبلِ. والراكبُ: النخلُ الصِّغارُ تخرُج في

أُصُولِ النخلِ الكِبارِ.

والرُّكْبةُ: أَصلُ الصِّلِّيانةِ إِذا قُطِعَتْ ورَكُوبةٌ ورَكُوبٌ جَميعاً: ثَنِـيَّةٌ معروفة صَعْبة سَلَكَها النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم؛ قال:

ولكنَّ كَرّاً، في رَكُوبةَ، أَعْسَرُ

وقال علقمة:

فإِنَّ الـمُنَدَّى رِحْلةٌ فرَكُوبُ

رِحْلةُ: هَضْبةٌ أَيضاً؛ ورواية سيبويه: رِحْلةٌ فرُكُوبُ أَي أَن

تُرْحَلَ ثم تُرْكَبَ. ورَكُوبة: ثَنِـيَّةٌ بين مكة والمدينة، عند العَرْجِ،

سَلَكَها النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، في مُهاجَرَتِه إِلى المدينة.

وفي حديث عمر: لَبَيْتٌ برُكْبَةَ أَحبُّ إِليَّ من عَشرةِ أَبياتٍ

بالشامِ؛ رُكْبة: موضعٌ بالـحِجازِ بينَ غَمْرَةَ وذاتِ عِرْقٍ. قال مالك بن أَنس: يريدُ لطُولِ الأَعْمارِ والبَقاءِ، ولشِدَّةِ الوَباءِ بالشام.

ومَرْكُوبٌ: موضعٌ؛ قالت جَنُوبُ، أُختُ عَمْروٍ ذِي الكَلْبِ:

أَبْلِغْ بَني كاهِلٍ عَني مُغَلْغَلَةً، * والقَوْمُ مِنْ دونِهِمْ سَعْيا فمَرْكُوبُ

ركب
: (رَكِبَهُ كَسَمِعَهُ) (رُكُوباً ومَرْكَبَاً: عَلاَهُ) وعَلاَ عَلَيْهِ (كارْتَكَبَهُ) ، وكلُّ مَا عُلِيَ فَقَدْ رُكِبَ وارْتُكِب (والاسْمُ الرِّكْبَةُ، بالكَسْرِ) ، والرَّكْبَةُ مَرَّةٌ واحِدَةٌ و (الرِّكْبَة) ضَرْبٌ مِنَ الرُّكُوبِ يقالُ: هُوَ حَسَنُ الرِّكْبَةِ، ورَكهبَ فلانٌ فلَانا بأَمْر وارْتَكَبَه، وكُلُّ شَىْءٍ عَلاَ شَيْئاً فقَدْ رَكهبَه، (و) منَ المجازِ: رَكهبَهُ الدَّيْنُ، وَرَكِبَ الهَوْلَ واللَّيْلَ ونَحْوَهُمَا مثلا بذلك، وركِبَ مِنْهُ أَمْراً قَبِيحاً، وَكَذَلِكَ، رَكِبَ (الذَّنْبَ) أَيِ (اقْتَرَفَهُ، كارْتَكَبَه) ، كُلُّهُ عَلَى المَثَلِ، قالَهُ الرَّاغِبُ والزَّمَخْشَرِيُّ، وارْتِكَابُ الذُّنُوبِ: إِتْيَانُهَا (أَو الرَّاكِبُ للبَعِيرِ خَاصَّةً) نَقله الجوهريّ، عَن ابْن السكِّيت قَالَ تَقول: مَرَّ بِنَا رَاكهبٌ إِذا كَانَ على بَعِيرٍ خاصَّةً، فإِذا كَانَ الراكبُ على حافِرٍ فَرَسٍ أَو حِمَار أَو بَغْلٍ قلتَ: مَرَّ بِنَا فارسٌ على حِمَارٍ، ومَرَّ بِنَا فارسٌ على بَغْلٍ، وَقَالَ عُمَارَةُ: لَا أَقُولُ لصاحبِ الحِمَارِ فارِسٌ وَلَكِن أَقولُ حَمَّارٌ، (ج رُكَّابٌ ورُكْبَانٌ ورُكُوبٌ، بضَمّهِنَّ) مَعَ تَشْدِيدِ الأَوَّلِ (و) رِكَبَةٌ (كَفِيلَةٍ) هَكَذَا فِي (النّسخ) ، وَقَالَ شيخُنا: وَقيل: الصَّوَاب كَكَتَبَه، لأَنّه المشهورُ فِي جَمْعِ فَاعِلٍ، وكعِنَبَةٍ غيرُ مسموعٍ فِي مِثْلِه.
قلتُ: وَهَذَا الَّذِي أَنكره شيخُنَا واستبعدَه نقلَه الصاغانيّ عَن الكسائيّ، ومَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَحْفَظ، (و) يُقَال: (رَجُلٌ رَكُوبٌ ورَكَّابٌ) ، الأَوَّلُ عَن ثَعْلَب: كَثِيرُ الرُّكُوبِ، والأُنّثَى رَكَّابَةٌ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : قَالَ ابْن بَرِّيّ: قَوْلُ ابْن السّكّيت: مَرَّ بِنَا رَاكِبٌ إِذا كَانَ على بعير خاصَّةً إِنما يُرِيد إِذا لم تُضِفْه، فإِن أَضَفْتَه جَازَ أَن يكون للبعيرِ والحِمَارِ والفَرَسِ والبَغْلِ وَنَحْو ذَلِك فتول: هَذَا رَاكِبُ جَمَلٍ، ورَاكِبُ فَرَس، ورَاكبُ حمَار، فإِن أَتَيْتَ بجَمْعٍ يختصُّ بالإِبلِ لم تُضِفْه كَقَوْلِك رَكْبٌ وركْبانٌ، لَا تَقول: رَكْبُ إِبِلٍ وَلَا رُكْبَانُ إِبِلٍ، لأَنَّ الرَّكْبَ والرُّكْبَانَ لَا يكونُ إِلا لرُكَّابِ الإِبلِ، وَقَالَ غيرُه: وأَمَّا الرُّكَّابُ فيجوزُ إِضَافَتُهُ إِلى الْخَيْلِ والإِبِلِ وغيرهِمَا، كَقَوْلِك: هَؤُلَاءِ رُكَّابُ خَيْلٍ، ورُكَّابِ إِبلٍ، بخلافِ الرَّكْبِ والرُّكْبَانِ، قَالَ: وأَمَّا قَوْلُ عُمَارَةَ: إِنِّي لاَ أَقُولُ لرَاكِبِ الحِمَارِ فَارِسٌ، فَهُوَ الظاهرُ، لأَنَّ الفَارِسَ فاعِلٌ مأْخوذٌ من الفَرَسِ، ومعناهُ صاحبُ فَرَسٍ وراكبُ فَرَسٍ، مثل قَوْلهم: لاَبِنٌ وتَامِرٌ ودَارِعٌ وسَائِفٌ ورَامِحٌ، إِذا كانَ صاحبَ هَذِه الأَشياءِ، وعَلَى هذَا قَالَ العَنْبَرِيُّ:
لَلَيْتَ لي بِهِمُ قَوْماً إِذَا رَكِبُوا
شَنّوا الإِغَارَةَ فُرْسَاناً ورُكْبَاناً
فَجعل الفُرْسَانَ أَصحابَ الخَيْلِ، والرُّكْبَانَ أَصحابَ الإِبلِ قَالَ (والرَّكْبُ رُكْبَانُ الإِبِلِ اسْمُ جَمْعٍ) وَلَيْسَ بِتَكْسِيرِ رَاكِبٍ، والرَّكْبُ أَيضاً: أَصحَابُ الإِبلِ فِي السَّفَر دونَ الدَّوَابِّ (أَو جَمْعٌ) ، قَالَه الأَخَشُ (وهُمُ العَشَرَةُ فَصَاعِدَاً) أَي فَمعا فَوْقَهُم، (و) قَالَ ابنُ بَرِّيّ: (قد يكونُ) الرَّكْبُ (لِلْخَيْلِ) والإِبِلِ، قَالَ السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ، وكَانَ فَرَسُه قد عَطِبَ أَوْ عُقِرَ:
وَمَا يُدْرِيكَ مَا فَقْرِي إِلَيْهِ
إِذَا مَا الرَّكْبُ فِي نَهْبٍ أَغَارُوا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {2. 036 والركب اءَسغل مِنْكُم} (الأَنفال: 42) فقد يجوزُ أَن يكونُوا رَكْبَ خَيْلٍ، وأَن يَكُونُوا رَكْبَ إِبلٍ، وَقد يجوز أَن يكونَ الجَيْشُ مِنْهُمَا جَمِيعًا، وَفِي آخرَ (سيأْتِيكُمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُونَ) يُرِيدُ عُمَّالَ الزَّكَاةِ، تَصْغِيرُ رَكْبٍ، والرَّكْبُ اسْمٌ من أَسْمَاءِ الجَمْعِ، كنَفَرٍ ورَهْطٍ، وقِيلَ هُوَ جَمْعُ رَاكِبٍ كصاحِبٍ وصَحْبٍ، قَالَ، وَلَو كَانَ كَذَلِك لقَالَ فِي تَصْغِيرِه رُوَيْكِبُون، كَمَا يُقَال: صُوَيْحِبُونَ، قَالَ: والراكبُ فِي الأَصلِ هُوَ راكِبُ الإِبلِ خاصَّةً، ثمَّ اتُّسِعَ فَأُطْلِقَ على كلّ مَنْ رَكِبَ دابَّةً، وقولُ عَليَ رَضِي الله عَنهُ (مَا كَانَ مَعَنَا يَوْمَئذٍ فَرَسٌ إِلاَّ فَرَسٌ عَلَيْهِ المِقْدَادُ بنُ الأَسْوَدِ) يُصَحِّحُ أَنَّ الرَّكْبَ هَاهُنَا رُكَّابُ الإِبِلِ، كذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) . (ج أَرْكُبٌ ورُكُوبٌ) بالضَّمّ (والأُرْكُوبُ بالضَّمِّ أَكْثَرُ مِنَ الرَّكْبِ) جَمْعُهُ أَرَاكِيبُ، وأَنشد ابنُ جِنِّي:
أَعْلَقْت بالذِّئْبِ حَبْلاً ثُمَّ قُلْت لَهُ
الْحَقْ بِأَهْلِكَ واسْلَمْ أَيُّهَا الذِّيبُ
أَمَا تَقُولُ بِهِ شَاةٌ فَيَأْكُلهَا
أَوْ أَن تَبِعَهَ فِي بَعْضِ الأَرَاكِيبِ
أَرَادَ (تَبِيعَهَا) فحَذَفَ الأَلِفَ، (والرَّكَبَةُ مُحَرَّكَةً) أَقَلُّ) من الرَّكْبِ، كَذَا فِي (الصِّحَاح) .
(والرَّكَابُ كَكِتَابٍ: الإِبِلُ) الَّتِي يُسَارُ عَلَيْهَا، (واحِدَتُهَا رَاحِلَةٌ) وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا، (ج) رُكُبٌ بِضَم الْكَاف (كَكُتُبٍ، ورِكَابَاتٌ) وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الخِصْبِ فأَعْطُوا الرِّكَابَ أَسِنَّتَهَا) فِي رِوَايَةٍ (فَأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَهَا) قَالَ أَبو عُبَيْد: هِيَ جَمْعُ رِكَابٍ، وَهِي الرَّوَاحِلُ من الإِبل، وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: الرُّكُبُ لَا يكونُ جَمْعَ رِكَابٍ، وَقَالَ غيرُه: بَعِيرٌ رَكُوبٌ وجَمْعُه رُكُبٌ (و) يُجْمَعُ الرِّكَاب (رَكَائِبَ) ، وَعَن ابْن الأَثير: وَقيل: الرُّكُبُ جَمْعُ رَكُوبٍ، وَهُوَ مَا يُرْكَبُ من كلّ دَابَّةٍ، فَعولٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ، قَالَ: والرَّكُوبَةُ أَخَصُّ مِنْهُ.
(و) الرِّكَابُ (مِنَ السَّرْجِ كالغَزْرِ مِنَ الرَّحْلِ، ج) رُكُبٌ (كَكُتُبٍ) : يقالُ: قَطَعُوا رُكخبَ سُرُوجِهِمُ، (و) يُقَال: (زَيْتٌ رِكَابِيٌّ لأَنَّهُ يُحْمَلُ مِنَ الشَّأْمِ على) ظُهُورِ (الإِبِلِ) وَفِي (لِسَان الْعَرَب) عَن ابْن شْمَيل فِي كِتَاب (الإِبِلِ) (الإِبل) الَّتِي تُخْرَجُ لِيُجَاءَ عَلَيْهَا بالطَّعَامِ تُسَمَّى رِكَاباً حِينَ تَخْرُجُ وَبعد مَا تَجِيءُ، وتُسَمَّى عِيراً على هاتَيْنِ المَنْزِلَتَيْنِ، وَالَّتِي يُسَافَرُ عَلَيْهَا إِلى مَكَّةَ أَيضاً رِكَابٌ تُحْمَلُ عَلَيْهَا المَحَامِلُ وَالَّتِي يَكْتَرُونَ ويَحْمِلُونَ عَلَيْهَا مَتَاعَ التُّجَّارِ وطَعَامَهُم، كُلُّهَا رِكَابٌ، وَلا تُسَمَّى عِيراً وإِنْ كَانَ عَلَيْهَا طَعَامٌ إِذَا كَانَت مُؤَاجَرَةً بِكِرَى وليسَ العِيرُ الَّتِي تأْتى أَهلَهَا بالطَّعَامِ، وَلكنهَا رِكَابٌ، وَيُقَال: هَذِه رِكَابُ بَنِي فلانٍ.
(و) رَكَّابٌ (كشَدَّادٍ: جَدُّ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ المُحَدِّثِ) الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، رَوعى عنِ القاضِي محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ الحَضْرَمِيِّ.
(و) رِكَابٌ (كَكِتَابٍ: جَدٌّ لإِبْرَاهيم بنِ الخَبَّازِ المُحَدِّثِ) وَهُوَ إِبْرَاهِيمِ بنُ سَالِمِ بنِ رِكَابٍ (الدِّمَشْقِيُّ الشَّهِيرُ بابْنِ الجِنَان، وَوَلَدُه إِسْمَاعِيلُ شَيْخُ الذَّهَبِيِّ، وَحَفِيدُه: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ شَيْخُ العِرَاقِيِّ.
(و) مَرْكَبٌ (كمَقْعَدِ وَاحِدُ مَرَاكِبِ البَرِّ) ، الدَّابَة، (والبَحْرِ) السَّفِينَة، ونِعْمَ المَرْكَبُ الدَّابَّةُ، وجَاءَتْ مَرَاكِبُ اليَمَنِ: سَفَائِنُهُ، وتَقُولُ: هَذَا مَرْكَبِي.
والمَرْكَبُ: المَصْدَرُ، وَقد تَقَدَّمُ تقولُ: رَكِبْتُ مَرْكَباً أَي رُكُوباً والمَرْكَبُ المَوْضِعُ، ورُكَّاب السَّفِينَةِ: الذينَ يَرْكَبُونَهَا، وَكَذَلِكَ رُكَّابُ المَاءِ، وَعَن اللَّيْث: العَرَبُ تُسَمِّي مَنْ يَرْكَبُ السَّفِينَةَ رُكَّابَ السَّفِينَةِ، وأَمَّا الرُّكْبَانُ والأُرْكُوبُ والرَّكْبُ فَرَاكِبُوا الدَّوَابِّ، قَالَ أَبو مَنْصُور: وَقد جَعَلَ ابنُ أَحْمَرَ رُكَّابَ السَّفِينَةِ رُكْبَاناً فَقَالَ:
يُهلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبَانُهَا
كمَا يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ
يَعْنِي قَوْماً رَكِبُوا سَفِينَةً فَغُمَّت السَّمَاءُ وَلم يَهْتَدُوا فَلَمَّا طَلَعَ الفَرْقَدُ كَبَّرُوا، لأَنَّهُم اهْتَدَوْا لِلسَّمْتِ الَّذِي يَؤُمُّونَهُ.
(و) المُرَكَّبُ (كَمُعَظَّمٍ: الأَصْلُ والمَنْبِتُ) تقولُ: فلانٌ كَرِيمُ المُرَكَّبِ أَي كَرِيمُ أَصْلِ مَنْصِبِه فِي قَوْمِه، وَهُوَ مَجازٌ، كَذَا فِي (الأَساس) ، (والمُسْتَعِيرُ فَرساً يَغْزُو عَلَيْهِ فيكونُ لَهُ نِصْفُ الغَنِيمَةِ ونِصْفُهَا لِلْمُعِيرِ) وَقَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: هُوَ الَّذِي يُدْفَعُ إِليه فَرَسٌ لِبَعْضِ مَا يُصِيبُ مِنَ الغُنْمِ (وقَدْ رَكَّبَهُ الفَرَسَ) : دَفَعَهُ إِليه عَلَى ذَلِك، وأَنشد:
لاَ يَرْكَبُ الخَيْلَ إِلاّ أَنْ يُرَكَّبَهَا
ولَوْ تَنَاتَجْنَ مِنْ حُمْرٍ ومِنْ سُودِ
وَفِي (الأَساس) : وفَارِسٌ مُرَكَّبٌ كمُعَظَّمٍ إِذا أُعْطِيَ فَرَساً لِيَرْكَبَهُ.
(و) أَرْكَبْت الرَّجُلَ: جَعَلْت لَه مَا يَرْكَبُه و (أَرْكَبَ المُهْرُ: حَانَ أَنْ يُرْكَبَ) فَهُوَ مُرْكِبٌ، ودَابَّةٌ مُرْكِبَةٌ: بَلَغَتْ أَنْ يُغْزَى عَلَيْهَا، وأَرْكَبَنِي خَلْفَهُ، وأَرْكَبَنِي مَرْكَباً فَارِهاً، ولي قَلُوصٌ مَا أَرْكَبَتْ وَفِي حَدِيث السَّاعَةِ (لَوْ نَتَجَ رَجُلٌ مُهْراً لَمْ يُرْكِبْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعةُ) .
(والرَّكُوبُ و) الرَّكُوبَةُ (بِهَاءٍ، منَ الإِبِلِ: الَّتِي تُرْكَبُ) وقيلَ الرَّكُوبُ: كُلّ دَابَّةٍ تُرْكَبُ، والرَّكُوبَةُ: اسْمٌ لجَمِيعِ مَا يُرْكَبُ، اسْمٌ للوَاحِد والجَمِيعِ، (أَو الرَّكُوبُ: المَرْكُوبَةُ والرَّكُوبَةُ: المُعَيَّنَةُ للرُّكُوبِ، و) قيلَ: هِيَ (اللاَّزِمَةُ لِلْعَمَلِ مِنْ) جَمِيعِ (الدَّوَابِّ) يقالُ: مَالَهُ رَكُوبَةٌ وَلاَ حَمُولَةٌ ولاَ حَلُوبَةٌ، أَي مَا يَرْكَبُهُ ويَحْلُبُهُ ويَحْمِلُ عَلَيْهِ، وَفِي التَّنْزِيل: {2. 036 فَمِنْهَا ركوبهم وَمِنْهَا ياءَكلون} (يس: 72) قَالَ الفرّاءُ: أَجْمَعَ القُرَّاءُ على فَتْحِ الرَّاءِ لاِءَنَّ المَعْنَى: فَمِنْهَا يَرْكَبُونَ، ويُقَوِّي ذلكَ قَوْلُ عائِشَةَ فِي قِرَاءَتِهَا (فَمِنْهَا رَكُوبَتُهُمْ) قَالَ الأَصمعيّ: الرَّكُوبَةُ: مَا يَرْكَبُونَ (ونَاقَةٌ رَكُوبَةٌ ورَكْبَانَةٌ ورَكْبَاةٌ وَرَكَبُوتٌ، مُحَرَّكَةً) ، أَي (تُرْكَبُ، أَو) نَاقَةٌ رَكُوبٌ أَوْ طَرِيقٌ رَكُوبٌ: مَرْكُوبٌ: (مُذَلَّلَةٌ) حَكَاهُ أَبو زيد، والجَمْعُ رُكُبٌ، وَعَوْدُ رَكُوبٌ كَذَلِك، وبَعِيرٌ رَكُوبٌ: بِهِ آثَارُ الدَّبَرِ والقعتَبِ، وَفِي الحَدِيث: (أَبْغِنِي نَاقَةً حَلْبَانَةً رَكْبَانَةً) أَي تَصْلَحُ لِلْحَلْبِ والرُّكُوبِ، والأَلِفُ والنُّونُ زَائِدَتَانِ لِلمُبَالَغَةِ.
(والرَّاكِبُ والرَّاكِبَةُ والرَّاكُوبُ والرَّاكُوبَةُ والرَّكَّابَةُ، مُشَدَّدَةً: فَسِيلَةٌ) تَكُونُ (فِي أَعْلَى النَّخْلِ مُتَدَلِّيَة لَا تَبْلُغُ الأَرْضَ) ، وَفِي (الصِّحَاح) : الرَّاكِبُ مَا يَنْبُتُ مِنَ الفَسِيلِ فِي جُذُوع النَّخْلِ ولَيْسَ لَهُ فِي الأَرْضِ عِرْقٌ، وَهِي الرَّاكُوبَةُ والرَّاكُوبُ، وَلَا يقالُ لَهَا الرَّكَّابَةُ إِنَّمَا الرَّكَّابَةُ: المَرْأَةُ الكَثِيرَةُ الرُّكُوبِ، هَذَا قَول بعض اللغويين.
قلتُ: ونَسَبَهُ ابْن دُرَيْد إِلى العَامَّةِ، وَقَالَ أَبو حنيفَة: الرَّكَّابَةُ الفَسِيلَةُ، وَقيل: شِبْهُ فَسِيلَةٍ تَخْرُجُ فِي أَعْلَى النَّخْلَةِ عندَ قِمَّتِهَا، ورُبَّمَا حَمَلَت مَعَ أُمِّهَا، وإِذَا قُطِعَتْ كَانَ أَفْضَلَ للأُمِّ، فأَثْبَتَ مَا نَفَى غيرُه وَقَالَ أَبو عبيد: سمعتُ الأَصْمعيّ يقولُ: إِذا كَانَت الفَسِيلَةُ فِي الجِذْعَ وَلم تكن مُسْتَأْرِضَةً فَهِيَ من خَسِيسِ النَّخْلِ، والعَرَبُ تُسَمِّيهَا الرَّاكِبَ، وقيلَ فِيهَا الرَّاكُوبُ وجمعُهَا الرَّوَاكِيبُ.
(ورَكَّبَهُ تَرْكِيباً: وَضَعَ بَعْضَهُ على بَعْضٍ فَتَركَّبَ، وتَرَاكَبَ) ، مِنْهُ: رَكَّبَ الفَصَّ فِي الخَاتَمِ، والسِّنَانَ فِي القَنَاةِ (والرَّكِيبُ) اسْمُ (المُرَكَّبِ فِي الشَّيءِ كالفَصِّ) يُرَكَّبُ فِي كِفَّةِ الخَاتَمِ، لأَنَّ المُفَعَّلَ والمُفْعَلَ كُلُّ يُرَدُّ إِلى فَعِيلٍ، تَقُولٌ: ثَوْبٌ مُجَدَّدٌ وجَدِيدٌ، ورَجُلٌ مُطْلَقٌ وطَلِيقٌ، وشيءُ حَسَنُ التَّرْكِيبِ، وتقولُ فِي تَرْكِيبِ الفَصِّ فِي الخاتَمِ، والنَّصْلِ فِي السَّهْمِ: رَكَّبْتُه فَتَرَكَّبَ، فَهُوَ مُرَكَّبٌ وَرَكِيبٌ.
(و) الرَّكِيبُ بمعنَى الرَّاكِبِ كالضَّرِيبِ والصَّرِيمِ، للضَّارِبِ والصَّارِم، وهُوَ (مَنْ يَرْكَبُ مَعَ آخَرَ) وَفِي الحَدِيث: (بَشِّرْ رَكِيبَ السُّعَاةِ بِقِطْعٍ مِنْ جَهَنَّم مِثْلِ قُورِ حِسْمَى) أَرادَ مَنْ يَصْحَبُ عُمَّالَ الجَوْرِ.
(و) مِنَ المَجَازِ (رُكْبَانُ السُّنْبُلِ بالضَّمِّ: سَوَابِقُهُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنَ القُنْبُعِ) فِي أَوَّلهِ، والقُنْبُعُ كقُنْفُذٍ: وِعَاءُ الحِنْطَةِ، يُقَال: قد خَرَجَتْ فِي الحَبِّ رُكْبَانُ السُّنْبُلِ.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: رَكِبَ الشَّحُمْ بَعْضُهُ بَعْضاً وتَرَاكَبَ، وإِنَّ جَزُورَهُم لَذَاتُ رَوَاكِبَ ورَوَادِفَ (رَوَاكِبُ الشَّحْمِ: طَرَائِقُ مُتَرَاكِبَةٌ) بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ (فِي مُقَدَّمِ السَّنَامِ و) أَمَّا (الَّتِي فِي مُؤَخَّرِهِ) فَهِيَ (الرَّوَادِفُ) ، وَاحِدَتُهَا رَادِفَةٌ، ورَاكِبَةٌ.
(والرُّكْبَةُ بالضَّمِّ: أَصْلُ الصِّلِّيَانَةِ إِذا قُطِعَتْ) نَقله الصاغانيّ.
(و) الرُّكْبَةُ (: مَوْصِلُ مَا بَيْنَ أَسَافِلِ أَطْرَافِ الفَخِذِ وأَعَالِي السَّاقِ، أَو) هيَ (مَوْضِعُ) كَذَا فِي (النّسخ) ، وصَوَابُه مَوْصِلُ (الوَظِيفِ والذِّرَاعِ) ورُكْبَةُ البَعِيرِ فِي يَدِه، وَقد يقالُ لِذَوَاتِ الأَرْبَعِ كُلِّهَا من الدَّوَابّ: رُكَبٌ، ورُكْبَتَا يَدَيِ البَعِيرِ: المَفْصِلاَن اللَّذَانِ يَلِيَانه البَطْنَ إِذا بَرَكَ، وأَمَّا المَفْصِلاَنِ النَّاتِئانِ مِنْ خَلْف فَهُمَا العُرْقُوبَانِ، وكُلُّ ذِي أَرْبَعٍ رُكْبَتَاهُ فِي يَدَيْهِ، وعُرْقُوبَاهُ فِي رِجْلَيُهِ، والعُرْقُوبُ مَوْصِلُ الوَظِيفِ (أَو) الرُّكْبَةُ (: مَرْفِقُ الذِّرَاعِ من كُلِّ شَيْءٍ) وَحكي اللِّحْيَانيّ: بَعِيرٌ مُسْتَوْقِحُ الرُّكَبِ كَأَنَّهُ جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا رُكْبَةً ثمَ جَمَعَ عَلَى هذَا، (ج) فِي القِلَّةِ رُكْبَاتٌ ورُكَبَاتٌ ورُكُبَاتٌ، والكَثِيرُ (رُكَبٌ) وَكَذَلِكَ جَمْعُ كُلِّ مَا كانَ على فُعْلَةٍ إِلاَّ فِي بَنَات اليَاءِ فإِنَّهُم لَا يُحَرِّكُونَ مَوْضِعَ العَيْن مِنْهُ بالضَّمِّ، وَكَذَلِكَ فِي المُضَاعَفَةِ.
(و) أَبُو بَكْرٍ (مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُودِ بنِ أَبِي رُكَبٍ الخُشَنِيّ) إِلى خُشَيْنِ بنِ النَّمِرِ من وَبرَةَ بن ثَعْلَبِ بنِ حُلْوَانَ من قُضَاعَةَ (مِنْ كِبَارِ نُحَاةِ المَغْرِبِ، وَكَذَلِكَ ابنُه أَبو ذَرَ مُصْعَبٌ) ، قيَّدَه المُرْسِيّ، وَهُوَ شَيْخُ أَبي العَبَّاسِ أَحمدَ بنِ عبدِ المُؤْمِنِ الشَّرِيشِيِّ شارِح المَقَامعاتِ، والقَاضِي المُرْتَضَى أَبُو المَجْدِ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عليِّ بنِ عبدِ العَزِيزِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَسْعُود، عُرِفَ كجَدِّه بابنِ أَبِي رُكَبٍ، سَمعَ بالمَرِيَّةِ، وسَكَنَ مُرْسِيَةَ تُوُفِّي سنة 586 كَذَا فِي أَول جزءِ الذَّيْلِ للحافِظِ المُنْذِرِيِّ.
(والأَرْكَبُ: العَظِيمُهَا) أَيِ الرُّكْبَةِ (وَقَدْ رَكِبَ، كَفَرِحَ) رَكَباً.
ورُكِبَ الرَّجُلُ، كعُنِيَ: شَكَى رُكْبَتَهُ.
(و) رَكَبَهُ (كنَصَرهُ) يَرْكُبُهُ رَكْباً (: ضَرَبَ رُكْبَتَهُ، أَوْ أَخَذَ) بِفَوْدَيْ شَعَرِه أَوْ (بِشَعَرِهِ فَضَرَبَ جَبْهَتَهُ برُكْبَته، أَوْ ضَرَبَهُ برُكْبَته) وَفِي حَدِيث المُغِيرَةِ مَعَ الصِّدِّيقِ (ثمَّ رَكَبْتُ أَنْفَهُ بِرُكَبَتِي) هُوَ مِنْ ذَلِك، وَفِي حَدِيث ابنِ سيرينَ (أَمَا تَعْرِفُ الأَزْدَ ورُكَبَهَا، اتَّقِ الأَزْدَ لاَ يَأْخُدُوكَ فَيَرْكُبُوكُ) أَي يَضْرِبُوكَ بِرُكِبِهِمْ، وكانَ هذَا مَعْرُوفاً فِي الأَزْدِ، وَفِي الحَدِيث (أَنَّ المُهَلَّبَ بنَ أَبي صُفْرَةَ دَعَا بمُعَاوِيَةَ بنِ عَمرٍ ووجَعَلَ يَرْكُبُه بِرِجْلِهِ فَقَالَ: أَصْلَحَ الله الأَمِيرَ، أَعْفِنِي مِنْ أُمَّ كَيْسَانَ) وهِيَ كُنْيَةُ الرُّكْبَةِ بلُغَةِ الأَزْدِ، وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: أَمْرٌ اصْطَكَّتْ فيهِ الرُّكَبُ، وحَكَّتْ فيهِ الرُّكْبَةُ الرُّكْبَةَ.
(والرَّكِيبُ: المَشَارَةُ) بالفَتْحِ: السَّاقِيَةُ (أَو الجَدْوَلُ بَيْنَ الدَّبْرَتَيْنِ، أَوْ) هِيَ (مَا بَيْنَ الحَائِطَيْنِ مِنَ النَّخِيلِ والكَرْمِ) ، وقيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ من الكَرْمِ (أَو المَزْرَعَة، وَفِي (التَّهْذِيب) : قَدْ يُقَالُ لِلْقَرَاحِ الَّذِي يُزْرَعُ فِيهِ: رَكِيبٌ، وَمِنْه قولُ تَأَبَّطَ شَرًّا:
فَيَوْماً عَلَى أَهْلِ المَوَاشِي وتَارَةً
لاِءَهْلِ رَكِيبٍ ذِي ثَمِيلٍ وسُنْبُلِ
وأَهْلُ الرَّكِيبِ: هُمُ الحُضَّارُ، (ج) رُكُبٌ (ككُتُبٍ) .
(والرَّكَبُ، مُحَرَّكَةً) : بَيَاضٌ فِي الرُّكْبَةِ، وَهُوَ أَيضاً (: العَانَةُ أَو مَنْبِتُهَا) وقيلَ: هُوَ مَا انْحَدَرَ عنِ البَطْنِ فكانَ تَحْتَ الثُّنَّةِ وفَوْقَ الفَرْجِ، كُلُّ ذَلِك مُذَكَّرٌ، صَرَّحَ بِهِ اللِّحْيَانيّ (أَو الفَرْجُ) نَفْسُهُ، قَالَ:
غَمْزَكَ بِالكَبْسَاءِ دَاتِ الحُوقِ
بَيْنَ سِمَاطَيْ رَكَبٍ مَحْلُوقِ
(أَو) الرَّكَبُ (ظَاهِرُهُ) أَيِ الفَرْجِ (أَو الرَّكَبَانِ: أَصْلُ الفَخِذَيْنِ) وَفِي غير الْقَامُوس: أَصْلاَ الفَخِذَيْنِ اللَّذَانِ (عَلَيْهِمَا لَحْمُ الفَرْجِ) ، وَفِي أُخْرَى: لَحْمَا الفَرْجِ، أَي مِنَ الرَّجُلِ والمَرْأَةِ (أَوْ خَاصٌّ بِهِنَّ) ، أَي النسَاءِ، قَالَه الْخَلِيل، وَفِي (التَّهْذِيب) : وَلَا يُقَال: رَكَبُ الرجُلِ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: هُوَ للرَّجُلِ والمَرْأَةِ، وأَنشد:
لاَ يُقْنِعُ الجَارِيَةَ الخِضَابُ
وَلاَ الوِشَاحَانِ وَلاَ الجِلْبَابُ
مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الأَرْكَابُ
وَيَقْعُدَ الأَيْرُ لَهُ لُعَابُ
قَالَ شيخُنَا: وقَدْ يُدَّعَى فِي مِثْلِه التَّغْلِيبُ، فَلاَ يَنْهَضُ شَاهِداً لِلْفَرَّاءِ. قلتُ: وَفِي قَوْلِ الفرزدق حِينَ دَخَلَ عَلَى ظَبْيَةَ بِنْتِ دَلَم فأَكْسَلَ:
يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى نَعْظٍ فُجِعْتُ بِهِ
حِينَ الْتَقَى الرَّكَبُ المحْلوقُ بالرَّكَبِ
شاهدٌ للفراءِ، كَمَا لَا يَخْفَى (ج أَرْكَابٌ) ، أَنشد اللِّحْيَانِيُّ:
يَا لَيْتَ شِعْرِي عَنْكِ يَا غَلاَبِ
تحْملُ مَعْهَا أَحْسَنَ الأَكَابِ
أَصْفَرَ قَدْ خُلِّقَ بالمَلاَبِ
كَجَبْهَهِ التُّرْكِيِّ فِي الجِلْبَابِ
(وَأَرَاكِيبُ) ، هَكَذَا فِي (النّسخ) ، وَفِي بَعْضهَا: أَرَاكِبُ كَمَسَاجِدَ، أَي وأَمَّا أَرَاكِيبُ كمَصَابِيحَ فَهُوَ جَمْعُ الجمْعِ، لأَنَّه جَمْعُ أَرْكَابٍ، أَشَار إِليه شيخُنَا، فإِطلاقُه من غيرِ بَيَانٍ فِي غيرِ مَحَلِّهِ.
(وَمَرْكُوبٌ: ع بالحِجَازِ) وَهُوَ وَادٍ خَلْف يَلَمْلَمَ، أَعْلاَهُ لِهُذَيْلٍ، وأَسْفَلُهُ لِكِنَانَةَ، قَالَت جَنوبُ.
أَبْلغْ بَنِي كَاهِلٍ عَنِّي مُغَلْغَلةً
والقَوْمُ مِنْ دُونِهِمْ سَعْيَا فمَرْكوبُ
ورَكْبٌ المِصْرِيُّ صَحَابِيٌّ أَو تابِعِيٌّ) عَلَى الخِلاَفِ، قَالَ ابنُ مَنْدَه: مَجْهُولٌ: لاَ يُعْرَفُ لَهُ صُحْبَة، وَقَالَ غيرُه: لَهُ صُحْبَةٌ، وَقَالَ أَبُو عْمَرَ: هُوَ كِنْديٌّ لَهُ حَدِيثٌ، رَوَى عَنهُ نَصِيحٌ العَنْسِيُّ فِي التَّوَاضُعِ.
(ورَكْبٌ: أَبُو قَبِيلَةٍ) مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ، مِنْها ابْنُ بَطَّالٍ الرَّكْبِيُّ.
(وَرَكُوبَةُ: ثَنِيَّةٌ بَيْنَ الحَرَمَيْنِ) الشَّرِيفَيْنِ عنْدَ العَرْجِ سَلَكَهَا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي إِلى المَدِينَةِ. قَالَ:
ولَكِنَّ كَرًّا فِي رَكُوبَةَ أَعْسَرُ
وكَذَا رَكُوبُ: ثَنِيَّةٌ أُخْرَى صَعْبَةٌ سَلَكَهَا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عَلْقَمَةُ:
فَاينَّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ فَرَكُوبُ
رِحْلَةُ: هَضْبَةٌ أَءَضاً، وروايةُ سِيبَوَيْهٍ: رِحْلَةٌ فَرُكُوبُ أَيْ أَنْ تْرْحَلَ ثمَّ تُركَب.
(والرِّكَابِيَّةُ بالكَسْرِ: ع قُرْبَ المَدِينَةِ) المُشْرِّفَةِ، على ساكِنِها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ، على عَشَرَةِ أَمْيَالٍ مِنْهَا.
(و) رُكَبٌ (كَصُرَدٍ: مُخْلاَفٌ باليَمَنِ) .
(ورْكْبَةُ بالضَّمِّ: وَادٍ بالطِّائِفِ) بَين غَمْرَة وذَاتِ عِرْقٍ، وَفِي حَدِيث عُمَرَ (لبَيْتٌ بِرُكْبَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَشَرَةِ أَبْيَاتٍ بالشَّامٍ) قَالَ مالكُ بنُ أَنَسٍ: يُرِيدُ لِطُول البَقَاءِ والأَعْمَارِد ولِشِدَّةِ الوَبَاءِ بالشَّامِ.
قلتُ وَفِي حديثِ ابنِ عباسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا: (لأَنْ أُذْنِبَ سَبْعِينَ ذَنْباً بِرُكْبَةَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ أُذُنِبَ ذَنْباً بِمَكَّةَ) كَذَا فِي بَعْضِ المَنَاسِكِ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَيُقَال لِلْمُصَلِّي الَّذِي أَثَّرَ السُّجُودُ فِي جَبْهَتِه: بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِثْلُ رُكْبَةِ العَنْزِ، ويُقَالُ لِكُلِّ شَيْئَيْنِ يَسْتَوِيَانِ وَيَتَكَافَآنِ: هُمَا كَرُكْبَتَيِ العَنْزِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمَا يَقَعَانِ مَعاً إِلى الأَرْضِ مِنْهَا إِذَا رَبَضَتْ.
(وذُو الرّكْبَةِ: شَاعِرٌ) واسْمُهُ مُوَيْهِبٌ.
(وبِنْتُ رُكْبَةَ: رَقَاشِ) كَقَطَامِ (أَمُّ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ) بنِ غَالِبٍ.
(و) رَكْبَانُ (كَسَحْبَانَ: ع بِالحِجَازِ) قُرْبَ وَادِي القُرَى.
(و) من الْمجَاز (رِكَابُ السَّحَابِ بِالكَسْرِ: الرِّيَاحُ) فِي قَول أُمَيَّةَ:
تَرَدَّدُ والرِّيَاحُ لَهَا رِكَابُ وتَرَاكَبَ السَّحَابُ وتُرَاكَمَ: صَارَ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ.
(والرَّاكِبُ رَأْسُ الجَبَلِ) هَكَذَا فِي (النّسخ) ومثلُه فِي (التكملة) وَفِي بَعْضهَا الحَبْل، بالحَاءِ الْمُهْملَة، وخو خطأٌ:
(و) يُقَالُ (بَعِيرٌ أَرْكَبُ) إِذَا كَانَ (إِحْدَى رُكْبَتَيْهِ أَعْظَمَ مِن الأُخْرَى) .
(و) فِي النَّوَادِرِ: (نَخْلٌ رَكِيبٌ) ورَكيبٌ مِنْ نَخْلٍ، وهُوَ مَا (غُرِسَ سَطْراً عَلَى جَدْوَلٍ أَوْ غَيْرِ جَدْوَلٍ) .
والمُتَرَاكِبُ مِنَ القَافِيَةِ: كُلُّ قَافِيةٍ تَوَالَتْ فِيهَا ثَلاَثَةُ أَحْرُفٍ مُتَحَرِّكَةٍ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ، وَهِيَ: مُفَاعَلَتُنْ ومُفْتَعِلُنْ وفَعِلُنْ، لأَنَّ فِي فَعِلُنْ نُوناً سَاكِنة، وآخِر الحرفِ الَّذِي قبلَ فَعِلُنْ نُونٌ ساكِنةٌ، وفَعِلْ إِذا كانَ يَعْتَمِدُ على حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ نَحْو فَعُولُ فَعِلْ، الَّلامُ الأَخِيرَةُ ساكِنَةٌ، والواوُ فِي فَعُولُ ساكنةٌ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
وَمِمَّا استدركه شَيخنَا على الْمُؤلف:
مِنَ الأَمْثَالِ (شَرُّ النَّاسِ مَنْ مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ) يُضْرَبُ للسَّرِيعِ الغَضَبِ وللْغَادِرِ أَيضاً، قَالَ ابْن (أَبي) الحَدِيدِ فِي (شَرْح نَهْجِ البَلاَغَةِ) فِي الكِتَابَةِ: ويَقُولُونَ: (مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ) أَي يُغْضِبُه أَدْنَى شيْءٍ، قَالَ الشَّاعِر:
لاَ تَلُمْهَا إِنَّهَا مِنْ عْصْبَةٍ
مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ
وأَوْرَدَهُ المَيْدَانِيُّ فِي (مجمع الأَمثال) وأَنْشَدَ البَيْتَ (مِنْ نِسْوَةٍ) يَعْنِي مِنْ نِسْوَةٍ هَمُّهَا السِّمَنُ والشَّحْمُ.
وَفِي (الأَساس) : ومِنَ (المَجَازِ) رَكِبَ رَأْسَهُ: مَضَى عَلَى وَجْهِهِ بغَيْرِ رَوِيَّةٍ لَا يُطِيعُ مُرْشِداً، وَهُوَ يَمْشِي الرِّكْبَةَ، وهُمْ يَمْشُونَ الرَّكَبَاتِ.
قُلْتُ: وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَفِي حَدِيث حُذَيْفَةَ (إِنَّمَا تَهْلِكُونَ إِذَا صِرْتُمْ تَمْشُونَ الرَّكَبَاتِ كَأَنَّكُمْ يَعَاقِيبُ الحَجَلِ، لاَ تَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً، وَلاَ تُنْكِرُونَ مُنْكَراً) مَعْنَاهُ أَنَّكُمْ تَرْكَبُونَ رُؤُوسَكُمْ فِي البَاطِلِ والفِتَنِ يَتْبَعُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِلاَ رَوِيَّةٍ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الرَّكْبَةُ: المَرَّه مِنَ الرُّكُوبِ، وجَمْعُهَا الرَّكَبَات بالتَّحْرِيكِ، وَهِي مَنْصُوبَةٌ بفِعْلٍ مُضْمَرٍ هُوَ حالٌ مِن فَاعِلِ تَمْشُونَ، والرَّكَبَات، واقعٌ مَوْقعَ ذَلِك الفِعْلِ مُشْتَغُنًى بِهِ عَنهُ، والتقديرُ تَمْشُونَ تَرْكَبُونَ الرَّكَبَاتِ، والمَعْنَى تَمْشُونَ رَاكِبِينَ رُؤوسَكُمْ هائِمِينَ مُسْتَرْسِلِينَ فِيمَا لَا يَنْبَغِي لَكُمْ، كَأَنَّكُم فِي تَسَرُّعِكُمْ إِليه ذُكُورُالحَجَلِ فِي سُرْعَتِهَا وتَهَافِتُهَا، حَتَّى إِنَّهَا إِذا رَأَتِ الأُنْثَى مَعَ الصَّائِدِ أَلْقَتْ أَنْفْسَهَا عَلَيْهَا حَتَّى تَسْقْطَ فِي يَدِهِ، هَكَذَا شَرَحَه الزمخشريُّ.
وَفِي (الأَساس) : ومِنَ (المَجَازِ) : وعَلاَهُ الرُّكَّاب، كَكْبَّار: الكابُوسُ.
وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَفِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ (فَإِذَا عُمَرُ قَدْ رَكِبَنِي) أَيْ تَبِعَنِي، وَجَاءَ عَلَى أَثَرِي، لأَنّ الرَّاكِبَ يَسِيرُ بِسَيْرِ المَرْكُوبِ، يُقَال رَكِبْتُ أَثَرَهُ وطَرِيقَهُ إِذَا تَبِعْتَهُ مُلْتَحِقاً بِهِ،
ومُحَمَّدُ بنُ مَعْدَانَ اليَحْصُبِيُّ الرَّكَّابِيُّ بالفَتْحِ والتَّشْدِيدِ كَتَبَ عَنهُ السِّلَفِيُّ.
وبالكَسْرِ والتَّخْفِيفِ: عَبْدُ اللَّهِ الرِّكَابِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، ذَكَرَه مَنْصُور فِي الذيل.
ويُوسُفُ بنُ عبدِ الرحْمنِ بنِ عليَ القَيْسِيُّ عُرِفَ بابْنِ الرِّكَابِيِّ، مُحَدِّث تُوُفِّي بمصرَ سنة 599 ذَكَره الصَّابُونِيّ فِي الذَّيْل.
وَرَكِيبُ السُّعَاةِ: العوانِي عِندَ الظَّلَمَةٍ.
والرَّكْبَةُ بالفَتْحِ: المَرَّةُ مِنَ الرُّكُوبِ، والجَمْعُ رَكَبَاتٌ.
والمَرْكَبُ: المَوْضِعُ. وَقَالَ الفراءُ: تَقُولُ مَنْ فَعَلَ ذَاكَ؟ فيقولُ: ذُو الرُّكْبَةِ، أَيْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ.
ركب أسنتها.

ركب سنَن قَالَ أَبُو عُبَيْد: أما قَوْله: الركب فَإِنَّهَا جمع الركاب والركاب هِيَ الْإِبِل الَّتِي يسَار عَلَيْهَا ثُمَّ تجمع الركاب فَيُقَال: رُكَب. وَأما قَوْله: أسنتها فَإِنَّهُ أَرَادَ الْأَسْنَان يُقَال: أمكنوها من الرَّعْي قَالَ: وَهَذَا كحديثه الآخر: إِذا سافرتم فِي الخصب فأعطوا الْإِبِل حظها من الْكلأ وَإِذا سافرتم فِي الجدوبة فاستنجوا.
(ركب) ركبا عظمت ركبتاه أَو إِحْدَاهمَا فَهُوَ أركب وَهِي ركباء (ج) ركب وَالشَّيْء وَعَلِيهِ وَفِيه ركوبا ومركبا علاهُ وَيُقَال ركب فِي السَّفِينَة وَنَحْوهَا وَركب الشَّحْم بعضه بَعْضًا وَركبهُ بالمكروه فعله بِهِ وَالدّين فلَانا غَلبه وَكثر عَلَيْهِ وَفُلَان رَأسه مضى على غير هدى لَا يُطِيع مرشدا والذنب أَو الْقَبِيح فعله واقترفه وَفُلَانًا أَو أَثَره وَطَرِيقه تبعه وَجَاء على أَثَره ولحقه وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة (فَإِذا عمر قد ركبني) تَبِعنِي وَجَاء على إثري فَهُوَ رَاكب (ج) ركاب وركوب وركبان

(ركب) شكا ركبته

خسّ

خسّ: خَسَّ: انتقص. ونقص وخسر وفقد وقلت قيمته (بوشر، محيط المحيط).
خَسَّس: جعله خسيساً حقيراً (فوك).
وخسس: دعاه خسيساً حقيراً (معجم البلاذري).
وخسس: نقص (همبرت ص123).
تخسس: صار خسيساً حقيراً (فوك، الكالا).
خَسَّ: واحدته خسة في معجم فوك حيث كتبت هذه الكلمة خص بالصاد. ويذكر فانسليب (ص110): خس ملبيه اسماً للخس.
خس البَقَر: نبات بري ترعاه البقر وهو يشبه الخس في جميع أحواله (محيط المحيط).
خس الحمار: نبات اسمه العلمي: Sonchus olraceus.
ابن البيطار 1: 211، 367، 2: 570) وهو يقول في آخر المقالة الأخيرة: ويخطئ من يــزعم إنه الشنجار.
خس الكلب، (ابن البيطار 4: 435) وهو يرى إنه ديساكس.
خَسَّة: خَصَّةَ (انظر خصة): حوض، مصنع. وهذه الكلمة مكتوبة بهذه الصورة في مخطوطة السيد جايانجوس لرحلة ابن بطوطة. غير أن لها في المطبوع من الرحلة (2: 297) صورة أخرى. وكذلك في تعليقات تورنبرج على كرتاس (ص367).
وكذلك معجم ابن جبير.
وخَسَّة: فّوارة، نافورة (بوشر بربرية) وانظر أيضاً خَصَّة.
خِسَّة: كسل، توانٍ (الكالا).
خِسَّة: شُح (همبرت ص245).
خَسَس: نقصان، خسارة (بوشر). خَسِيس: ويجمع على خُسساء أيضاً (الكالا). (بوشر). والخسيس عند الفقهاء من يخدم الظلمة وإن كان ذا مروءة (محيط المحيط).
وخَسيس: كسلان، متوانٍ (الكالا).
وخسيس: بخيل، شحيح، كز اليدين. (بوشر، محيط المحيط، همبرت ص245، معجم مارسيل).
وخسيس: ناكر الجميل، كافر النعمة، كنود (بوشر).
وخسيس: جديب، ماحل، غير مثمر (بوشر).
وخسيس: ما يقل ثمنه كالخبز واللحم ويقابله نفيس (محيط المحيط).
خَسَاسَة: سفاهة، وقاحة، مجون (المعجم اللاتيني العربي) وكسل، توان (الكالا).
خَسِيسَة: خداع، مكر (الكالا).
خَسُوِسّي: خسيس، دنئ، دون، قليل، القيمة، رخيص، فسل (الكالا).
خَسَّاس: سمك صغير يرميه الصياد.
(معجم المنصوري مادة هازبي) انظر: هازبي.
خِسَّيْسَة: عامية = نبات خس البقر (محيط المحيط).
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.