[في الانكليزية] The isthmus of isthmuses
[ في الفرنسية] L'isthme des isthmes
هو في اصطلاح الصوفية ويقال له الجامع أيضا: هو مرتبة الوحدة التي يعتبر التعيّن الأوّل عبارة عنها. كما يعبّر عنها بالنور المحمّدي والحقيقة المحمدية. كذا في لطائف اللغات.
زخــر: زَخَــرَ البَحْرُ يَــزْخَــرُ زَخْــراً وزُخُــوراً وتَــزَخَّــرَ: طَمَا
وَتَمَـَّلأَ. وزَخَــرَ الوادِي زَخْــراً: مَدَّ جِدّاً وارتفع، فهو زاخِرٌ.
وفي حديث جابر: فَــزَخَــرَ البَحْرُ أَي مَدَّ وكَثُرَ ماؤُه وارتفعت
أَمواجه. وزَخَــر القومُ: جاشوا لِنَفِيرٍ أَو حَرْبٍ؛ وكذلك زَخَــرَتِ الحربُ
نفسُها؛ قال:
إِذا زَخَــرَتْ حَرْبٌ لِيَوْمِ عَظِيمَةٍ،
رأَيتَ بُحُوراً من نُحُورِهِمُ تَطْمُو
وزَخَــرَتِ القِدْرُ تَــزْخَــرُ زَخْــراً: جاشَتْ؛ قال أُمية
بن أَبي الصلت:
فَقُدُورهُ بِفنائِهِ،
للضَّيْفِ، مُتْرَعَةٌ زَواخِرْ
وعِرْقٌ زاخِرٌ: وافِرٌ؛ قال الهذلي:
صَنَاعٌ بِإِشْفَاها، حَصَانٌ بِشَكْرِها،
جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زَاخِرُ
قال الجوهري: معناه يقال إِنها تجود بقوتها في حال الجوع وهيجان الدم
والطبائع، ويقال: نسبها مرتفع لأَن عِرْقَ الكريم يَــزْخَــرُ بالكَرَمِ. وقال
أَبو عبيدة: عِرق فلان زاخر إِذا كان كريماً يَنْمِي. وزَخَــرَ النباتُ:
طال، وإِذا التف النبات وخرج زهره قيل: قد أَخذ زُخــاريَّهُ. وزَخَــرَتْ
رِجْلُه زَخْــراً: مَدَّتْ؛ عن كراع.
وكلام زَخْــوَرِيُّ: فيه تَكبر وتَوَعُّدٌ، وقد تَــزَخْــوَرَ. ونَبْتٌ
زَخْــوَرٌ وزَخْــوَرِيٌّ وزُخــارِيٌّ: تامٌّ رَيَّانُ. الأَصمعي: إِذا التف
العشبُ وأَخرج زَهْرَهُ قيل: جَنَّ جُنُوناً وقد أَخذ زُخــارِيَّهُ؛ قال ابن
مقبل:
ويَرْتَعِيانِ لَيْلَهُما قَرَاراً،
سَقَتْهُ كلُّ مُدْجِنَةٍ هَمُوعِ
زُخــارِيَّ النَّباتِ، كأَنَّ فيه
جِيادَ العَبْقَرِيَّةِ والقُطُوعِ
ويقال: مكان زُخــارِيُّ النبات، وزُخــارِيُّ النبات: زَهْرُهُ. وأَخذ
النباتُ زُخــارِيَّهُ أَي حَقَّه من النَّضارة والحسن. وأَرض زَاخِرَةٌ. أَخذت
زُخــارِيَّها.
أَبو عمرو: الزَّاخِرُ الشَّرَفُ العالي. ويقال للوادي إِذا جاش مَدُّه
وطمَا سَيْلُه: زَخَــرَ يَــزْخَــرُ زَخْــراً، وقيل: إِذا كثر ماؤه وارتفعت
أَمواجه، قال: وإِذا جاش القوم للنَّفِير، قيل: زَخَــروا. وقال أَبو تراب:
سمعت مُبْتَكِراً يقول: زاخَرْتُه فَــزَخَــرْتُه وفاخَرْتُه فَفَخَرْتُه،
وقال الأَصمعي: فَخَرَ بما عنده وزَخَــرَ واحدٌ.
بــزخ: البَــزَخُ: تَقاعُسُ الظهر عن البطن؛ وقيل: هو أَن يدخل البطنُ
وتَخْرُجَ الثُّنَّةُ وما يليها؛ وقيل: هو أَن يخرج أْسفل البطن ويدخل ما بين
الوركين؛ وقيل: هو خروج الصدر ودخول الظهر؛ وامرأَة بَــزْخــاءُ، وفي وركه
بَــزَخٌ.
وربما يمشي الإِنسان مُتَبازِخــاً كمِشية العجوز: أَقامت صلبها فتَقاعَسَ
كاهلُها وانْحَنَى ثَبَجُها. ومن العرب من يقول: تَبازَخْــتُ عن هذا
الأَمر أَي تَقاعَسْتُ عنه. وفي صدره بَــزَخٌ أَي نُتُوءٌ؛ وكذلك الفرس إِذا
اطمأَنت قَطاتُه وصُلْبه. وتَبازَخــتِ المرأَةُ إِذا أَخرجت عَجيزتها.
وتَبازَخَ عن الأَمر أَي تقاعس. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه دعا
بفَرَسين هَجين وعَربيّ للشُّرْب، فتطاول العتيقُ فشرب بطول عُنُقه وتَبازَخَ
الهَجِينُ؛ التبازُخُ: أَن يَثْنَي حافره إِلى بطنه لقِصَر عنقه. ابن
سيده: البَــزَخُ في الفرس تَطامُنُ ظهره وإِشرافُ قَطاتِه وحارِكِه، والفعل من
ذلك كله بَــزِخَ بَــزَخــاً وهو أَبْــزَخُ، وانْبَــزَخَ كبَــزَخَ؛ عن ابن
الأَعرابي.
وبِرْذَوْنٌ أَبْــزَخُ إِذا كان في ظهره تَطامُن وقد أَشرف حارِكُه.
والبَــزَخُ في الظهر: أَن يطمئن وَسَطُ الظهر ويخرج أَسفل البطن.
والبَــزْخــاء من الإِبل: التي في عجزها وَطْأَة.
وبَــزَخَــه بَــزْخــاً: ضربه فدخل ما بين وركيه وخرجت سُرَّته.
والبِــزْخُ: الوِطاءُ من الرمل، والجمع أَبْزاخ.
وتَبازَخَ الرجلُ: مشى مِشْيةَ الأَبْــزَخ أَو جلس جِلْسَتَه؛ قال عبد
الرحمن بن حسان:
فتبازَتْ فَتبازَخْــتُ لها،
جِلْسةَ الجازِرِ يَسْتَنجِي الوَتَرْ.
وروى أَبو عمرو قول العجاج:
ولو أَقولُ: بَــزِّخُــوا، لَبَــزَّخُــوا
وقال: بَــزِّخُــوا اسْتَخْذُوا، ورواه غيره بَرّخوا بالراء، والزاي أَفصح.
وبَــزَخَ القوسَ: حَناها؛ قالت بعض نساء مَيْدَعان:
لو مَيْدَعانُ دَعا الصَّرِيخَ لقد
بَــزَخَ القِسِيَّ شمائلٌ شُعْرُ
وبَــزَخَ ظهرَه بالعصا يَبْــزَخُــه بَــزْخــاً: ضربه. وعَصاً بَزُوخ وعِزَّة
بَزُوخ: كلاهما شديدة؛ قال:
أَبتْ لي عِزَّةٌ بَزَرَى، بَزُوخُ،
إِذا ما رامَها عِزٌّ يَدُوخُ
وبَــزَخَــه يَبْــزَخُــه بَــزْخــاً: فَضَحه.
وبُزاخة وبُزاخ: موضعان؛ قال النابغة الذبياني يصف نخلاً:
بُزَاخِيَّة أَلْوَتْ بِليفٍ كأَنه
عِفاءُ قِلاصٍ، طار عنها، تَواجِرِ
التهذيب: الليث: البَــزْخ الجَرْف بلغة عُمان. قال أَبومنصور وقال غيره:
هو البَرْخ، بالراء.
ويومُ بُزاخةَ: يومٌ معروف؛ وفي الحديث ذكر وَفْد بُزاخةَ، هي بضم الباء
وتخفيف الزاي، موضع كانت به وقعة للمسلمين في خلافة أَبي بكر الصديق،
رضي الله عنه.
زخــخ: زَخَّــه يَــزُخُّــه زَخّــاً: دفعه في وَهْدة. وزَخَّ في قفاه يِــزُخُّ
زَخّــاً: دفع، وقال ابن دريد: كل دَفْع زَخٌّ؛ وفي حديث أَبي موسى الأَشعري
أَنه قال: اتَّبِعُوا القرآنَ ولا يَتَّبِعَنَّكم القرآنُ، فإِنه من
يَتَّبِعِ القرآنُ يَهْبِطْ به على رياضِ الجنَّةِ، ومَنْ يَــزُخُّ في قفاه
أَي يدفعه حتى يَقْذِفَ به في نار جهنم. وفي الحديث: مَثَلُ أَهلِ بيتي
مَثَلْ سفينة نوح من تَخَلَّف عنها زُخَّ به في النار أَي دُفِعَ ورُمِيَ.
يقال: زَخَّــه يَــزُخُّــه زَخّــاً؛ ومنه حديث أَبي بَكْرَةَ ودُخُولِهم على
معاوية قال: فَــزَخَّ في أَقفائنا أَي دَفَعَنا وأخْرَجَنا. وزخَّ المرأَةَ
يَــزُخُّــها زَخّــاً وزَخْزَخَــها: نكحها، وهو من ذلك لأَنه دفعٌ.
والمَــزَخَّــة، بالفتح: المرأَة. وزَخَّــةُ الإِنسان ومَــزَخَّــته ومِــزَخَّــته: امرأَته؛
قال اللحياني: هو من الــزَّخِّ الذي هو الدفع. وروي عن علي بن أَبي طالب،
عليه السلام، في الحديث أَنه قال:
أَفلح من كانت له مِــزَخَّــه
يَــزُخُّــها ثم ينامُ الفَخَّه
الفخة: أَن ينام فَيَنْفُخَ في نومه؛ أَراد ينام جتي يصير له فَخيخٌ أَي
غطيط. والمــزَخَّــة، بالكسر: الزوجة، وروي مَــزَخَّــة، بنصب الميم، كأَنها
موضع الــزَّخِّ أَي الدفع فيها لأَنه يَــزُخُّــها أَي يجامعها، وسميت المرأَة
مِــزَخَّــة لأَن الرجل يجامعها.
وزَخَّــتِ المرأَةُ بالماء تَــزُخُّ وزَخَّــتْه: دفعته.
وامرأَة زَخَّــاخة وزَخَّــاء: تَــزُخُّ عند الجماع.
وزخَّ ببوله زَخّــاً: دفع مثلَ ضَخَّ. والــزَّخُّ: السُّرعة.وزخَّ الإِبلَ
يَــزُخُّــها زَخّــاً: ساقها سوقاً سريعاً واحْتَثَّها. والمِــزَخُّ: السريع
السَّوْق؛ قال:
إِنَّ عليك حادياً مِــزَخَّــا،
أَعْجَمَ لا يُحْسِنُ إِلاَّ نَخَّا،
والنَّخُّ لا يُبْقي لهنَّ مُخَّا
والــزَّخُّ والنَّخُّ: السير العنيف؛ وفي حديث علي، عليه السلام: كتب
إِلي عثمان بن حُنيف: لا تأْخُذنَّ من الــزُّخَّــةِ والنُّخَّةِ شيئاً؛
الــزّخَّــة: أَولاد الغنم لأَنها تُــزَخُّ أَي تُساقُ وتدفع من ورائها، هي فُعْلَة
بمعنى مفعول، كالقُبْضَةِ والغُرْفَة، وإِنما لا تؤخذ منها الصدقة إِذا
كانت منفردة، فإِذا كانت مع أُمهاتها اعتدّ بها في الصدقة ولا تؤخذ. ولعل
مذهبه قد كان لا يأْخذ منها شيئاً؛ وربما وضَع الرجلُ مِسْحاتَه في وسط
نهر ثم يَــزُخُّ بنفسه أَي يَثِبُ.
والــزَّخُّ والــزَّخَّــةُ: الحِقْدُ والغيظ والغضب؛ قال صَخْر الغَيّ:
فلا تَقْعُدَنَّ على زَخَّــةٍ،
وتُضْمِرَ في القلبِ وَجْداً وخِيفَا
ويقال: زَخَّ الرجلُ زَخّــاً إِذا اغتاظ؛ قال ابن سيده: وذكروا أَنه لم
يُسْمَعِ الــزَّخَّــةُ التي هي الحقد والغضب إِلا في هذا البيت.
والــزَّخِــيخُ: النار، يمانية؛ وقيل: هي شدَّة بريق الجمر والحرّ
والحَرِيرَ يَبْرُق من الثياب؛ وقد زَخَّ يَــزُخُّ زَخِــيخاً؛ قال:
فعند ذاكَ يَطْلُعُ المِرِّيخُ،
في الصبح يَحْكي لونَهُ زَخِــيخُ،
من شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفِيخُ
زخــم: الــزَّخَــمَةُ: الرائحة الكريهة، وطعام له زَخَــمَةٌ. يقال: أَتانا
بطعام فيه زَخَــمَةٌ أي رائحة كريهة. لحم زَخِــمٌ دَسِمٌ: خبيث الرائحة،
وقيل: هو أَن يكون نَمِساً كثير الدَّسَمِ فيه زُهُومة، وخص بعضهم به لحوم
السباع، قال: لا تكون الــزَّخَــمَةُ إلا في لحوم السباع، والزَّهَمَةُ في
لحوم الطير كلها وهي أطيب من الــزَّخَــمَة، وقد زَخِــمَ زَخَــماً، وفيه
زَخَــمَةٌ. ابن بُزُرْج: أَــزْخَــمَ وأَشْخَمَ. والــزُّخْــمَةُ: نتن العِرْض. وزَخَــمَه
يَــزْخَــمُهُ زَخْــماً: دفعه دفعاً شديداً.
والــزُّخْــمُ: موضع. قال ابن الأَثير: ورد في الحديث ذكر زُخْــمٍ، هو بضم
الزاي وسكون الخاء، جبل قرب مكة.
الأَزهري: الخَزْماء الناقة المشقوقة الخِنّابة، وهو المَنْخِرُ، قال:
والــزَّخْــماء المنتنة الرائحة.
برزخ: البَرْــزَخُ: ما بين كل شيئين، وفي الصحاح: الحاجز بين الشيئين.
والبَرْــزَخُ: ما بين الدنيا والآخرة قبل الحشر من وقت الموت إِلى البعث،
فمن مات فقد دخل البَرْــزَخَ. وفي حديث المبعث عن أَبي سعيد: في بَرْــزَخِ ما
بين الدنيا والآخرة؛ قال: البَرْــزَخُ ما بين كل شيئين من حاجز، وقال
الفراء في قوله تعالى: ومن ورائهم بَرْــزَخٌ إِلى يوم يُبْعَثُون؛ قال:
البَرْــزَخُ من يوم يموت إِلى يوم يبعث. وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه: أَنه
صلى بقوم فأَسْوَى بَرْــزَخــاً؛ قال الكسائي: قوله فأَسْوَى بَرْــزَخــاً
أَجْفَلَ وأَسْقَط؛ قال: والبَرْــزَخ ما بين كل شيئين؛ ومنه قيل للميت: هو في
بَرْــزخ لأَنه بين الدنيا والآخرة؛ فأَراد بالبَرْــزَخ ما بين الموضع الذي
أَسقط عليٌّ منه ذلك الحرف إِلى الموضع الذي كان انتهى إِليه من القرآن.
وبَرازِخُ الإِيمان: ما بين الشك واليقين؛ وقيل: هو ما بين أَول الإِيمان
وآخره. وفي حديث عبدالله: وسئل عن الرجل يجد الوسوسة، فقال: تلك
بَرازِخُ الإِيمانِ؛ يريد ما بين أَوّله وآخره، وأَوَّلُ الإِيمان الإِقرار
بالله عز وجل، وآخره إماطة الأَذَى عن الطريق. والبَرازخ جمع بَرْــزَخ، وقوله
تعالى: بينهما بَرْــزَخٌ لا يبغيان؛ يعني حاجزاً من قدرة الله سبحانه
وتعالى؛ وقيل: أَي حاجز خفيّ. وقوله تعالى: وجَعَلَ بينهما بَرْــزَخــاً أَي
حاجزاً. قال: والبرزخ والحاجز والمُهْلَة متقاربات في المعنى، وذلك أَنك
تقول بينهما حاجزٌ أَن يَتزاوَرا، فتنوي بالحاجز المسافةَ البعيدة، وتنوي
الأَمر المانع مثل اليمين والعداوة، فصار المانع في المسافة كالمانع من
الحوادث، فوَقَعَ عليها البَرْــزَخُ.
زخــرف: الــزُّخْــرُفُ: الزِّينةُ. ابن سيده: الــزُّخْــرفُ الذهب هذا الأَصل،
ثم سُمِّي كل زِينةٍ زُخْــرُفاً ثم شبه كلُّ مُمَوَّه مُزَوَّرٍ به. وبيت
مُــزَخْــرفٌ، وزَخْــرَفَ البيت زَخْــرَفَةً: زَيَّنَه وأَكْمَلَه. وكلُّ ما
زُوِّقَ وزُيِّنَ، فقد زُخْــرِفَ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه
وسلم، لم يدخل الكعبة حتى أَمَرَ بالــزُّخْــرُفِ فنُحِّيَ؛ قال: الــزخــرف ههنا
نُقُوشٌ وتَصاويرُ تُزَيَّنُ بها الكعبةُ وكانت بالذهب فأَمر بها حتى
حُتّت؛ ومنه قوله تعالى: ولبيوتهم أَبْواباً وسُرراً عليها يتكئُون
وزُخْــرُفاً؛ قال الفراء: الــزخــرف الذهب، وجاء في التفسير: إنَّا نجعلها لهم من
فِضَّة ومن زُخْــرف، فإذا أَلقيت من الــزخــرف
(* قوله «القيت من الــزخــرف» كذا
بالأصل يريد إذا لم تقدر دخول من على زخــرف أوقعت إلخ.) أَوقعت الفعل عليه
أَي وزخــرفاً نجعل لهم ذلك، قيل: ومعناه ونجعل لهم مع ذلك ذهباً وغِنًى،
قال: وهو أَشبه الوجهين بالصواب. وفي الحديث: نَهَى أَن تُــزخْــرَفَ
المساجدُ أَي تُنْقَشَ وتُمَوَّه بالذهب، ووجه النهي يحتمل أَن يكون لئلا
تَشْغَل المصلي.
وفي الحديث الآخر: لَتُــزَخْــرِفُنّها كما زَخْــرَفَتِ اليهود والنصارى،
يعني المساجد. وفي حديث صفة الجنة: لَتَــزَخْــرَفَتْ له ما بين خَوافِقِ
السمواتِ والأَرض. وقال ابن الأَعرابي في قوله تعالى: زُخْــرُفَ القولِ
غُرُوراً، أَي حُسْن القول بتَرْقِيشِ الكذِب، والــزُخْــرُفُ الذهبُ في غيره.
وقوله عز وجل: حتى إذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخْــرُفَها أَي زينتها من
الأَنْوارِ والزّهْر من بين أَحْمر وأَصفر وأَبيض. وقال ابن أَسلم: الــزُّخْــرُفُ
مَتاعُ البيت. والــزخــرف في اللغة: الزينة وكمالُ حُسْنِ الشيء.
والمُــزَخْــرَفُ: المُزَيَّنُ، وفي وصِيته لِعيّاش بن أَبي ربيعة لمّا بعثه إلى اليمن:
فلن تأْتِيك حُجّةٌ إلا دَحَضَتْ ولا كِتاب زُخْــرُفٍ إلا ذهَبَ نُورُه
أَي كتابُ تمويه وترقيشٍ يزعمون أَنه من كتب اللّه وقد حُرِّفَ أَو غُيِّرَ
ما فيه وزُيِّنَ ذلك التغيير ومُوِّهَ. والتَّــزَخْــرُفُ: التَّزَيُّنُ.
والــزَّخــارِفُ: ما زُيِّنَ من السُّفُن. وفي التهذيب: والــزَّخــارِفُ السفن.
والــزُّخْــرُفُ: زينةُ النباتِ؛ ومنه قوله عز وجل: حتى إذا أَخذتِ الأَرضُ
زُخْــرُفَها؛ قيل: زِينتها بالنبات، وقيل: تمامَها وكمالَها. وزَخْــرَفَ
الكلامَ: نَظَّمَه. وتَــزَخْــرَفَ الرجلُ إذا تَزَيَّن.
والــزَّخــارِفُ: ذُبابٌ صِغار ذاتُ قوائمَ أَربع تطير على الماء؛ قال أَوس
بن حجر:
تَذَكَّرَ عَيْناً من غُمازَ، وماؤُها
له حَدَبٌ تَسْتَنُّ فيه الــزخــارِفُ
وفي التهذيب: دُوَيْبّاتٌ تطير على الماء مثل الذُّباب.
والــزُّخْــرُفُ: طائر، وبه فسّر كُراع بيت أَوْسٍ. وزَخــارِفُ الماء:
طرائقُه.
زخــف: أَهمله الليث. وفي النوادر المُثْبتة عن الأَعراب: الشَّوْذَقَةُ
والتَّــزْخِــيفُ أَخْذُ الإنسانِ عن صاحبه بأَصابعه الشَّيْذَقَ. قال أَبو
منصور أَما الشَّوْذَقَة فمعرّب، وأَما التــزخــيفُ فأَرجو أَن يكون عربيّاً
صحيحاً. ويقال: زَخَــفَ يَــزْخَــفُ إذا فَخَرَ. ورجل مِــزْخَــفٌ: فَخُورٌ؛
وقال البُرَيْقُ الهُذلي:
وأَنتَ فَتاهُم غير شَكٍّ زَعَمْتَه،
كَفَى بِكَ ذا بَأْوٍ بِنَفْسِكَ مِــزْخَــفا
قال: ذكر ذلك الأَصمعي وأَظُنّ زَخَــفَ مَقلوباً عن فَخز.
زخــزب: الــزُّخْــزُبُّ، بالضم وتشديد الباء: القَويُّ الشديدُ؛ وقيل:
الغليظُ؛ وقيل: هو من أَولاد الإِبل، الذي قد غَلُظَ جِسْمُه واشتدَّ لحمه.
يقال: صار ولد الناقة زُخْــزُبّاً إِذا غَلُظَ جسمُه واشتدَّ لحمه. وفي
الحديث: أَنه، صلى اللّه عليه وسلم، سئل عن الفَرَعِ وذَبْحِه، فقال: هو حقٌّ، ولأَن تَتْرُكَه حتى يكون ابنَ مَخاضٍ، أَو ابنَ لَبونٍ زُخْــزُبّاً، خيرٌ من أَن تَكْـفَـأَ إِناءَكَ، وتُوَلِّهَ ناقَتَكَ؛ الفَرَعُ: أَوَّلُ
ما تَلِده الناقةُ، كانوا يذبحونه لآلهتهم فكَرِهَ ذلك، وقال: لأَنْ
تَتْرُكَه حتى يَكْبَر، ويُنْتَفَعَ بلحمه خيرٌ من أَن تَذْبحَه فيَنْقَطِـعَ
لبنُ أُمـِّه، فتَكُبَّ إِناءَكَ الذي كنت تَحْلُبُ فيه، وتَجْعَلَ ناقَتَكَ والِهَةً بِفَقْدِ ولدها.