Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب): http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=12639#ab1c29
(رَعَــى) الرَّاءُ وَالْعَيْنُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا الْمُرَاقَبَةُ وَالْحِفْظُ، وَالْآخَرُ الرُّجُوعُ.
فَالْأَوَّلُ رَعَــيْتُ الشَّيْءَ، رَقَبْتُهُ; وَــرَعَــيْتُهُ، إِذَا لَاحَظْتَهُ. وَالرَّاعِي: الْوَالِي. قَالَ أَبُو قَيْسٍ:
لَيْسَ قَطًا مِثْلَ قُطَيٍّ وَلَا الْ ... مَــرْعِــيُّ فِي الْأَقْوَامِ كَالرَّاعِي
وَالْجَمِيعُ الــرِّعَــاءُ، وَهُوَ جَمْعٌ عَلَى فِعَالٍ نَادِرٌ، وَــرُعَــاةٌ أَيْضًا. وَرَاعَيْتُ [الْأَمْرَ] : نَظَرْتُ إِلَامَ يَصِيرُ. وَــرَعَــيْتُ النُّجُومَ: رَقَبْتُهَا. قَالَتِ الْخَنْسَاءُ:
أَــرْعَــى النُّجُومَ وَمَا كُلِّفْتُ رِعْــيَتَهَا ... وَتَارَةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمَارِي وَالْإِــرْعَــاءُ: الْإِبْقَاءُ، وَهُوَ مِنْ ذَاكَ الْأَصْلِ; لِأَنَّهُ يُحَافِظُ عَلَى مَا يُحَافَظُ عَلَيْهِ. قَالَ ذُو الْإِصْبَعِ:
عَذِيرَ الْحَيِّ مِنْ عَدْوَا ... نَ كَانُوا حَيَّةَ الْأَرْضِ
بَغَى بَعْضٌ عَلَى بَعْضٍ ... فَلَمْ يُــرْعُــوا عَلَى بَعْضِ
وَرَجُلٌ تَُِــرْعِــيةٌ وَتِــرْعَــايَةٌ: حَسَنُ الــرِّعْــيَةِ بِالْإِبِلِ. وَمِنَ الْبَابِ أَــرْعَــيْتُهُ سَمْعِي: أَصْغَيْتُ إِلَيْهِ. وَأَــرْعِــنِي سَمْعَكَ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، أَيْ لِيَرْقُبْ سَمْعُكَ مَا أَقُولُهُ.
وَالْأَصْلُ الْآخَرُ: ارْعَــوَى عَنِ الْقَبِيحِ، إِذَا رَجَعَ. وَحَكَى بَعْضُهُمْ: فُلَانٌ حَسَنُ الــرَّعْــوِ وَالــرِّعْــوِ وَالــرَُّعْــوَى.
وَمِنَ الشَّاذِّ عَنِ الْأَصْلَيْنِ: الــرَّعَــاوَى وَالــرُّعَــاوَى، وَهِيَ الْإِبِلُ الَّتِي يُعْتَمَلُ عَلَيْهَا. قَالَتِ امْرَأَةٌ تُخَاطِبُ بَعْلَهَا:
تَمَشَّشْتَنِي حَتَّى إِذَا مَا تَرَكْتَنِي ... كَنِضْوِ الــرُّعَــاوَى قُلْتَ إِنْيَ ذَاهِبُ
وَمُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنَ الْأَصْلِ، لِأَنَّهَا تَهْرَمُ فَتُرَدُّ إِلَى حَالٍ سَيِّئَةٍ، كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} [النحل: 70] .