Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: راغب

غرم

غرم
الغُرْمُ: ما ينوب الإنسان في ماله من ضرر لغير جناية منه، أو خيانة، يقال: غَرِمَ كذا غُرْماً ومَغْرَماً، وأُغْرِمَ فلان غَرَامَةً. قال تعالى: إِنَّا لَمُغْرَمُونَ
[الواقعة/ 66] ، فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ
[القلم/ 46] ، يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً
[التوبة/ 98] . والغَرِيمُ يقال لمن له الدّين، ولمن عليه الدّين. قال تعالى:
وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ
[التوبة/ 60] ، والغَرَامُ: ما ينوب الإنسان من شدّة ومصيبة، قال: إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً
[الفرقان/ 65] ، من قولهم: هو مُغْرَمٌ بالنّساء، أي: يلازمهنّ ملازمة الْغَرِيمِ. قال الحسن: كلّ غَرِيمٍ مفارق غَرِيمَهُ إلا النّار ، وقيل: معناه: مشغوفا بإهلاكه.
غرم: غرَِم: أدَّى. (الكامل ص255) وهي غَرَم في لغة العامة وليست غَرِم. (فوك، ألكالا).
وبدل أن يقال: غرم الجباية، أي أدى الضريبة (تاريخ البربر 1: 37) يقال غرم فقط. القبائل الغارمة: القبائل الخاضعة لأداء الضريبة (تاريخ البربر 1: 32، 50، 146، 147) والرعايا الغارمة (1: 34) وانظرها في مادة: غارم.
غَرِم: دفع حصته وأسهم في نفقة عامة (ألكالا).
غَرِم: سلَّم، أعطى. ففي رحلة ابن بطوطة (4: 446): ولَقِينَا أحد كُبرائهم فحبس القافلة حتى غرموا له أثواباً وسواها.
غَرم به: أُغْرِم به، أولع به (بوشر).
غَرَّم (بالتشديد): أغرم. حكم عليه بغرامة. (ألكالا، دي ساسي طرائف 1: 366).
غَرَّم: فرض ضريبة. (ألكالا).
غَرَّم: أرهق بالضرائب. (ألكالا).
غَرَّم: أدَّى الضريبة. (ألكالا).
انغرم: دفع دَيْنه ودَيْن الآخرين. (فوك).
استغرم: فرض عليه ضريبة إضافية. (أماري ص170، 172).
غُرْم: أداء، دفع، سداد. (ألكالا).
غُرْم: حصّة، نصيب، سهم. (ألكالا).
غُرْم: غرامة. (أخبار ص30).
غُرْم: ضريبة. (ألكالا).
غُرْمَة: هزمة الذقن، نقرة الذقن. (المقري 2: 626) مع التعليقة.
غَرمَة= غرامة. ضريبة. (ابو الوليد ص291).
غَرَام: ضريبة. (مملوك1، 1: 55) ويرى كاترمير أن غَرام المسافرين هو غَرَم، وهو مخطئ في ذلك لأن هذه الكلمة لا وجود لها.
غَرَام: حبّ شخص لآخر، محبة وَجْد، شغف مفرط، حبّ مفرط: هيام، تدلّه. (بوشر).
غَرِيم: مزاحم، منافس. (بوشر).
غَريم. خصم، عدوّ. (بوشر، الجريدة الاسيوية (148/ 1، 2: 215).
غريمي: خصمي (بوشر)، وفي ألف ليلة (3: 228) فقال الملك بان غريمي فالذي خلَّص سالماً وسليما من السجن هو الذي اخذ مالي.
وفيها (4: 233) ثم أن القاضي أرسل معها من الرسل أربعة وقال لهم أحضروا غريمها في أسوأ حال.
والأنثى: غريمتي .. ففي ألف ليلة (برسل 10: 427) فعرفت الجارية الإفرنجية غريمتي. وفي طبعة ماكن الجارية الإفرنجية التي كنتُ تعلَّقتُ بها.
غَرِيم: المجرم الذي على الجلاّد قطع رأسه هو غريم الجلاّد. (ة حكاية باسم الحدّاد ص122، 123).
غَرَامَة: خسارة (لين، تاج العروس، بركهارت أمثال ص62، أماري ديب ص192).
غَرَامَة: ضرورة إنفاق الدراهم وبذلها. ففي رحلة ابن جبير (ص74) فالحاج معهم لا يزال في غرامة ومؤونة.
غَرَامَة: جزاء نقدي، ما يلزم أداؤه من النقد تأديباً أو تعويضاً. (بوشر).
غَرَامَة: ضريبة، رسم، تسليم الغلَّة التي فرض العدو الحصول عليها عند غزو البلاد وفتحها، وما تدفعه الدولة من رسوم علامة لخضوعها وتبعيتها. (بوشر (بربرية) وانظر (معجم البيان).
غَرَامة: إذن بالثأر للنفس (فريجوس ص48).
غَرَامة: رسم يدفعه التجار ليأذن لهم بمرور بضائعهم في أرض القبيلة. (بارت 1: 194، 258).
غرامة: لا أدري بالضبط معنى هذه الكلمة التي وردت في وثيقة العقود (ص1) وثيقة الغرامة والحيازة لا ريب فيه ولا ارتياب أن فلان بن فلان قد عوفياه (عرفناه) يستغل في جنان الكرم والتين الذي له في مشمس كذا اعمر فيه مدة طويلة يتصرّف فيه بأنواع التصرُّفات ولا يعارض فيه عشرين سنة.
غَرَّام: جابي الضرائب (ألكالا).
غَرَّام: جابي المكس، جابي رسم المرور، مكّاس، (ألكالا).
غَرَّام: خاضع للضريبة، مكّلف بدفع الضريبة. (ألكالا، تاريخ البربر 1: 180).
غارِم: خاضع للضريبة، مكّلف بدفع الضريبة. (ألكالا، مملوك 1، 1: 55 وانظر في مادة غَرِم).
غارِم: كفيل، ضامن، (ألكالا).
غُوريم: نبات اسمه العلمي: Convolvulus althoeoidesL.
( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 343).
مَغْرَم، والجمع مغارم: حصّة نصيب، سهم (ألكالا).
مَغْرَم: غرامة. جزاء نقدي. (معجم البيان).
مَغْرَم: ضريبة، رسم، مكس (مملوك 1: 1: 55، معجم البيان).
مَغْرَم: ضريبة، رسم إنتاج، ومكتب الضريبة (ألكالا).
مَغْرَمِيّ: نسبة إلى مَغْرَم وهي الضريبة والجزية والإتاوة والخراج. (فوك).
مَغْرُوم، والجمع مَغارِم: خاضع للضريبة، مكلف بدفع الضريبة. (تاريخ البربر 1: 184).
مَغْرُوم ب أو مغْرُوم في: مُغْرَم ب، مُولَع ب (بوشر).
(غرم)
غرما وغرامة لزمَه مَالا يجب عَلَيْهِ وَيُقَال غرم الدِّيَة وَالدّين أداهما عَن غَيره وَفِي التِّجَارَة خسر
غرم
الغُرْمُ: أدَاءُ شَيْءٍ لَزِمَه، غَرِمْتُه أغْرَمُه. والغَرِيمانِ: الغارِمُ والمُغَرِّم.
والغَرَامُ: العَذَابُ. والشَّرُّ اللازِمُ. وثقَلٌ لا تَفَصيَ منه.
غ ر م

فلان مغرم: مثقل بالدين. وهو مغرم بفلانة، وبه غرام، وأغرم بالأمر: أولع به. وعليه غرمٌ ومغرم ثقيل. وتقول: عليك بالصدق وإن جرّ عليك المغارم، وإياك والكذب وإن ساق إليك الغانم.
(غ ر م) : (الْغُرْمُ) وَالْمَغْرَمُ وَالْغَرَامَةُ أَنْ يَلْتَزِمَ الْإِنْسَانُ مَا لَيْسَ عَلَيْهِ (وَغَرَّمَهُ وَأَغْرَمهُ) أَوْقَعَهُ فِي الْغَرَامَةِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي الْإِقْرَارِ لَوْ قَالَ أَغْرَمْتَنِي وَأَغْمَمْتَنِي وَالصَّوَابُ غَمَمْتَنِي بِغَيْرِ أَلِفٍ.
غرم: {غراما}: هلاكا، ويقال: مُلِحًّا، ويقال: عذابا لازما، ومنه مغرم بالنساء إذا كان يحبهن ويلازمهن، ومنه الغريم. {إنا لمغرمون}: معذبون. {مغرما}: أي غرما، وهو ما يلزمه الإنسان نفسه أو يلزمه غيره وليس بواجب عليه. 
غ ر م : غَرِمْتُ الدِّيَةَ وَالدَّيْنَ وَغَيْرَ ذَلِكَ أَغْرَمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ أَدَّيْتُهُ غُرْمًا وَمَغْرَمًا وَغَرَامَةً وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ غَرَّمْتُهُ وَأَغْرَمْتُهُ بِالْأَلِفِ جَعَلْتُهُ غَارِمًا وَغَرِمَ فِي تِجَارَتِهِ مِثْلُ خَسِرَ خِلَافُ رَبِحَ وَأُغْرِمَ بِالشَّيْءِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ أُولِعَ بِهِ فَهُوَ مُغْرَمٌ.

وَالْغَرِيمُ الْمَدِينُ وَصَاحِبُ الدَّيْنِ أَيْضًا وَهُوَ الْخَصْمُ مَأْخُوذٌ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يَصِيرُ بِإِلْحَاحِهِ عَلَى خَصْمِهِ مُلَازِمًا وَالْجَمْعُ الْغُرَمَاءُ مِثْلُ كَرِيمٍ وَكُرَمَاءَ. 
غ ر م: (الْغَرَامُ) الشَّرُّ الدَّائِمُ وَالْعَذَابُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} [الفرقان: 65] قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَيْ هَلَاكًا وَلِزَامًا لَهُمْ. وَرَجُلٌ (مُغْرَمٌ) مِنَ (الْغُرْمِ) وَالدَّيْنِ. وَقَدْ (أُغْرِمَ) بِالشَّيْءِ أَيْ أُولِعَ بِهِ. وَ (الْغَرِيمُ) الَّذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ يُقَالُ: خُذْ مِنْ غَرِيمِ السُّوءِ مَا سَنَحَ. وَقَدْ يَكُونُ الْغَرِيمُ أَيْضًا الَّذِي لَهُ الدَّيْنُ قَالَ كُثَيِّرٌ:قَضَى كُلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَهُ وَعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنًّى غَرِيمُهَا وَ (أَغْرَمَهُ) وَ (غَرَّمَهُ تَغْرِيمًا) بِمَعْنًى. وَ (الْغَرَامَةُ) مَا يَلْزَمُ أَدَاؤُهُ وَكَذَا (الْمَغْرَمُ) وَ (الْغُرْمُ) . وَقَدْ (غَرِمَ) الرَّجُلُ الدِّيَةَ بِالْكَسْرِ (غُرْمًا) . 
[غرم] ابن الاعرابي: الغرام: الشر الدائم والعذاب. قال بشر: ويوم النسار ويوم الجفار كانا عذابا وكانا غراما وقال الاعشى: إن يعاقب يكن غراما وإن يعط جزيلا فإنه لا يبالى وقوله تعالى: (إن عذابها كان غراما) قال أبو عبيدة: أي هلاكاً ولزاماً لهم. قال: ومنه رجلٌ مُغْرَمٌ بالحب حبِّ النساء. ومنه قولهم: رجلٌ مُغْرَمُ من الغُرْمِ والدَيْن. والغَرامُ: الوَلوعُ وقد أغرم بالشئ أي أولع به. والغَريمُ: الذي عليه الدَيْنُ. يقال: خذ من غَريمِ السوء ما سنح. وقد يكون الغريم أيضا الذي له الدَيْنُ. قال كثير: قَضى كُلَّ ذي دَيْنٍ فوَفَّى غَريمَهُ وعَزَّهُ مَمْطول مُعَنًّى غَريمُها وأغْرَمْتُهُ أنا وغَرَّمْتُهُ بمعنًّى. والغَرامَةُ: ما يلزم أداؤه وكذلك المَغْرَمُ والعزم. وقد عرم الرجل الدية.

غرم


غَرِمَ
(a. n. ac
غَرْم
غُرْم
مَغْرَم
غَرَاْمَة), Owed; was bound to pay.
b. Paid, discharged (debt).
c. Incurred expenses, made outlays.
d. [Fī], Met with losses in (business).

غَرَّمَa. Made, obliged to pay; imposed, levied upon (
tax ).
أَغْرَمَa. see IIb. [Bi] [pass.], Was attached, devoted to; was in love, infatuated
with.
تَغَرَّمَa. Took upon himself, rendered himself liable for.

إِنْغَرَمَ
a. [ coll ], Was in love.
إِغْتَرَمَa. see V
غَرْمَىa. Sluggish.

غُرْمa. see 22t
مَغْرَم
(pl.
مَغَاْرِمُ)
a. Debt, liability, obligation.

غَرَاْمa. Desire, longing, passion.
b. Pain, torture; torment; punishment, chastisement
penalty.
c. Misfortune, evil.
غَرَاْمَة
( pl.
reg. )
a. Debt, obligation, liability.
b. Tax; fine, mulct.

غَرِيْم
(pl.
غُرَمَآءُ)
a. Debtor.
b. Creditor.
c. Adversary, antagonist.
d. Competitor, rival.

N. P.
غَرڤمَ
a. [ coll ]
see N. P.
أَغْرَمَ
(a).
N. P.
أَغْرَمَa. In love, in fatuated with; devoted to.
b. Hampered with debt.

غُرْمَى وَجَدِّكَ
a. Verily, by thy grandfather!

غُرْمُوْد
a. Penis.

غُرْنَة
a. [ coll. ], Trough-
غَرَن
a. A Certain bird.
b. Crayfish.

غُرَانِغ (pl.
غَرَاْمِ4ُ
غَرَاْمِ4َة
غَرَاْمِيْ4ُ)
a. Perfect, faultless; paragon.
b. see infra.

غُرْنُوْق
a. Crane (bird).
b. Beautiful youth.
c. Delicate plant.
d. Lock of hair.

غُِرْنِيْق
a. see supra.
[غرم] فيه: الزعيم "غارم"، الزعيم الكفيل، والغارم نمن يلتزم ما ضمنه وتكفل به ويؤديه، والغرم أداء شيء لازم. ومن: الرهن لمن رهنه له غنمه وعليه "غرمه"، أي عليه أداء ما يفكه به. غ: له غنمه، أي نماؤه. نه: وح: لا تحل المسألة إلا لذي "غرم" مفظع، أي حاجة لازمة من غرامة مثقلة. ج: أو لذي دم موجع، هو أن يتحمل دمه فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول، وإن لم يؤدها قتل المتحمل عنه وهو حميمه فيوجعه قتله. نه: وح الثمر المعلق: فمن خرج بشيء منه فعليه "غرامة" مثليه والعقوبة، وقيل: هذا كان في صدر الإسلام ثم نسخ إذ لا واجب أكثر من مثل المتلف، وقيل: هو على الوعيد. ج: هذا إيجاب للغرامة، لأن الملاك لا يتسامحون بالإخراج ولا ضرورة فيه- ويتم في مثل. نه: ومنه ح: في ضالة الإبل المكتومة "غرامتها" ومثلها معها. وح: أعوذ من المأثم و"المغرم"، وهو مصدر وضع موضع الاسم، ويريد به مغرم الذنوب والمعاصي، وقيل: المغرم كالغرم وهو الدين، ويريد به ما استدين به فيما يكره أو فيما يجوز ثم عجز عن أدائه، أما فيما يحتاج ويقدر على أدائه فلا يستعاذ منه. ك: و"الغريم" بمعنى المديون والدائن، قوله: ما أكثر ما تستعيذ به- بفتح راء على التعجب، واستعاذته صلى الله عليه وسلم منهما ومن الدين تعليم لأمته وتواضع، وإلا فهو معصوم منه وغير مدرك للدجال، وغرم بكسر راء. ج: "الغرم" أن يلتزم ما ليس عليه كمن تكفل إنسانًا بدين غيره. نه: ومنه ح أشراطها: والزكاة "مغرمًا"، أي يرى رب المال أن إخراجها غرامة يغرمها وخسارة. وح: ضربهم الله بذل "مغرم"، أي لازم دائم، فلان مغرم بكذا أي لازم له ومولع به. وفي ح جابر: فاشتد عليه بعض "غرامه" في التقاضي، هو جمع غريم كالغرماء. غ: ((إنا "لمغرمون")) أي غرمنا ولم يحصل لنا من زرعنا ما أملناه.
(غرم) - قوله سبحانه وتعالى: {فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ}
: أي غُرْمٍ، وهو ما يُلزِمُ الإنسانُ نَفسَه، أو يُلْزِمُه غَيرُه، وليس بِواجبٍ.
- في حديث معاذٍ - رضي الله عنه -: "إِنَّ الله عزَّ وجلّ - ضَربَهم بِذُلٍّ مُغرَمٍ"
: أي مُلِحٍّ لَازِمٍ دَائمٍ. والغُرْم: المَغْرَم، وأَصلُ الغَرامِ: الُّلزومُ والدَّاومُ. - ومنه الحَدِيثُ: "لا تَحِلُّ المَسأَلَةُ إلّا لِغُرْم مُفْظِعٍ"
: أي حَاجةٍ لازِمَةٍ .
- في حديث عبد الله بنِ عُمَر - رَضيِ الله عنهما -: "في الثَّمَر المُعَلَّق لا قَطْعَ فيه، فمَنْ خَرجَ بشيءٍ منه فعَلَيْه غَرامةُ مِثْلَيه والعُقُوبَةُ، ومنْ سَرَق منه شيئًا بعد أن يُؤوِيَه الجَرِينَ، فبَلَغ ثَمَنَ المِجَنِّ فعَلَيْه القَطْع، ومَنْ سَرَق دون ذلك فعَلَيه غَرامَةُ مِثْلَيه والعُقُوبَة"
قال الخَطَّابي: يُشبه أن يكون هذا على سَبِيلِ التَّوعُّد؛ لِيَنْتَهِيَ فاعِلُ ذلك عنه؛ والأَصْلُ أن لا وَاجِبَ على مُتْلِفِ الشَّيءِ أَكْثَر من مِثْلِه.
وقد قيل: إنَّه كان في صَدْرِ الإسلام تَقَع بَعضُ العقوبات في الأَموالِ ثم نُسِخَ؛ وإنما سَقَط القَطْع في الثَّمَر المُعلَّق؛ لأنّ حوائِطَ المدينةِ لَيسَ عليها حِيطَانٌ، ألَيْسَ قد أَوجبَ القطعَ في ذلك الثَّمرَ إذا أَواهُ الجَرِين، ومِثلُه:
- حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "ضالَّةُ الإِبِل المكتُومَةِ غَرامَتُها, ومِثْلُها مَعَها"
وكانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - يحكم به، وإليه ذَهَبَ أَحمدُ؛ فأَمّا عَامَّةُ الفُقَهاء، فعَلَى أن لا غَرامةَ أَكْثَر من مِثلِه، وكذلك فيمَن مَنَع الزكاةَ: إنَّا آخِذُوها، وشَطْرَ مَالِه؛ وقد تَقدَّم ذِكرُه. 
الْغَيْن وَالرَّاء وَالْمِيم

غَرِم غُرْماً، وغرامَة، واغْرمه، وغَرّمه.

والغُرْم: الدَّين.

وَرجل غَارِم: عَلَيْهِ دَين، وَقَوله عز وَجل: (والغارمين وَفِي سَبِيل الله) قَالَ الزّجاج: الغارمون: هم الَّذين لَزِمَهُم الدَّين فِي الْحمالَة، وَقيل: هم الَّذين لَزِمَهُم الدَّين فِي غير مَعْصِيّة.

والغريم: الَّذِي لَهُ الدَّين، وَالَّذِي عَلَيْهِ الدَّين جَمِيعًا، وَالْجمع غُرَمَاء.

فَأَما مَا حَكَاهُ ثَعْلَب فِي خبر، من انه لما قعد بعض قُرَيْش لقَضَاء دينه اتاه الغُرَّام فقضاهم دينه، فَالظَّاهِر انه جمع، " غَريم " وَهَذَا عَزِيز، لِأَن " فعيلا " لَا يجمع على " فُعَّال "، إِنَّمَا " فُعَّال " جمع " فاعلٍ "، وَعِنْدِي أَن " غُراماً " جَمْعُ: مُغَرِّمٍ، على طرح الزَّائِد، كَأَنَّهُ جمع " فاعلٍ "، من قَوْلك: غَرَّمه، أَي: غرمه، وَإِن لم يكن ذَلِك مقولا، وَقد يجوز أَن يكون " غَارِم " على النّسَب، أَي: ذُو إغرام أَو تغريم، فَيكون " غُرَّام " جمعا لَهُ، وَلم يقل ثَعْلَب فِي ذَلِك شَيْئا.

وغُرِّم السحابُ: أمطر، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف سحابا:

وهَي خَرْجُه واستُحِيل الرَّبا ب مِنْهُ وغُرِّم مَاء صَرِيحًا

والغَرام: اللَّازِم من الْعَذَاب وَالْبَلَاء وَالْحب، وَمَا لَا يَسْتَطِيع أَن يتفصى مِنْهُ.

وَقَالَ الزّجاج: هُوَ اشد الْعَذَاب، وانشد:

ويومُ النَّار وَيَوْم الجفا ركانا عذَابا وَكَانَا غراما

وَرجل مُغْرَم: مولع بعشق النِّسَاء وغيرهن.

وَفُلَان مُغرم بِكَذَا، أَي: مبتلى بِهِ، وَفِي حَدِيث عَليّ، عَلَيْهِ السَّلَام: فَمن اللَّهِج باللَّذَّة والسَّلِسُ القياد إِلَى الشَّهْوَة، أَو المغرم بِالْجمعِ والادخار. 
غرم

(غَرْمَى، كَسَكْرَى: ع) .
(و) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: غَرْمَى (بِمَعْنَى أَمَا: كَلِمَةٌ تُقالُ فِي مَعْنَى اليَمِينِ: يُقالُ: غَرْمَى وجَدِّكَ كمَا يُقالُ: أمَا وَجَدِّكَ) وإهْمالُ العَيْن لُغَةٌ فِيهِ، وكَذَلِكَ الحَاءُ بَدَلُ العَيْنِ، وَقد تَقدَّم كُلٌّ مِنْهَا فِي مَوْضِعِه، وأنشَدَ أَبُو عَمْرٍ و:
(غَرْمَى وَجَدِّكَ لَو وَجَدْتَ بِهِمْ ... كعَدَاوَةٍ يَجِدُونَها بَعْدِي)

(و) الغَرْمَى، (باللاَّمِ: المَرْأَةُ الثَّقِيلَةُ) . وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هِيَ المُغَاضِبَةُ. (والغَرَامُ: الوَلوعُ) .
وَقد أُغْرِمَ بالشَّيءِ: أَي أُولِعَ بِهِ.
(و) قَالَ: ابنُ الأَعْرابِيّ: الغَرامُ: (الشَّرُّ الدَّائِمُ) . (و) قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ هُوَ (الهَلاكُ) ، وَبِه فَسَّر الآيةَ: {إِن عَذَابهَا كَانَ غراما} .
(و) قَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: هُوَ (العَذَابُ) ، وقَال الــرَّاغِبُ: هُوَ مَا يَنُوبُ الإنسانَ من شِدَّةٍ ومُصِيبَةٍ، وقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ أشدُّ العَذَابِ فِي اللُّغَةِ، قَالَ الأعشَى:
(إِن يُعاقِبْ يَكُنْ غَرَامًا وَإِن يُعْ ... طِ جَزِيلاً فَإِنَّه لَا يُبالِي)

وقَالَ بِشْرٌ:
(ويَومُ النِّسارِ ويَومُ الجِفَا ... رِكَانَا عَذَابًا وكَانَا غَرَامَا)

(والمُغْرَم، كَمُكْرَم: أَسِيرُ الحُبِّ و) مُثْقَلُ (الدَّيْنِ) ، والمُرادُ بِالحُبِّ حُبُّ النِّساء، كَمَا هُوَ نَصُّ أبِي عُبَيْدَة، وقَالَ الــرَّاغِبُ: هُوَ مُغْرَمٌ بِالنِّساءِ أَي: يُلازِمُهُنَّ مُلازَمَةَ الغَرِيم.
(و) المُغْرَمُ: (المُولَعُ بالشَّيءِ) لَا يَصْبِرُ عَنهُ.
(والغَرِيمُ الدَّائِنُ) أَي الَّذِي لَهُ الدَّيْنُ، قَالَ كُثَيِّر:
(قَضَى كُلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَهُ ... وعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنًّى غَرِيمُها)

(و) الغَرِيمُ أَيْضا: (المَدْيُونُ) ، وَهُوَ الذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ، ويقَالَ: خُذْ من غَرِيمِ السُّوءِ مَا سَنَح، فَهُوَ (ضِدٌّ) .
(والغَرَامَةُ: مَا يَلْزَمُ أَداؤُه، كالغُرْمِ، بالضَّمِّ و) المُغْرَمُ، (كَمُكْرمٍ) .
وقالَ الــرَّاغِبُ: الغُرْمُ: مَا يَنُوبُ الإنسانِ فِي مَالِهِ مِن ضَرَرٍ لغَيْرِ جِنَايَةٍ مِنه، قَالَ اللهُ تَعالَى: {فهم من مغرم مثقلون} .
و (أَغْرَمَهُ إِيَّاهُ) هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: وأَغْرمتُه أَنا (وغَرَّمتُه) تَغْرِيمًا بِمَعْنًى.
(وقَدْ غَرِمَ الدِّيَةَ، كسَمِعَ) غُرْمًا وغَرَامَةً، وَمِنْه الغَارِمُ هُوَ الَّذِي لَزِمَهُ الدَّيْنُ فِي الحَمَالَةِ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الغُرْمُ، بِالضَّمَّ: الدَّيْنُ.
والمَغْرَمُ، كَمَقْعَدٍ: الغَرَامَةُ، وَقد غَرِمَ مَغْرَمًا، والجَمْعُ: المَغَارِم على القِيَاسِ، أَو واحِدُهَا غُرْم على غَيْر قِياسٍ، كَحُسْنٍ ومَحَاسِنَ.
والغُرَّامُ، كَرُمَّانٍ، جَمْع: غَارِم، بِمَعْنَى الغَرِيم، أَو على النَّسَبِ، أَي: ذُو إغْرَامٍ أَو تَغْرِيمٍ، أَو جَمْعُ مَغْرَمٍ على طَرْح الزّائد.
وَقَالَ ابنُ الأَثِير: " جَمْعُ غَرِيمٍ، كالغُرَمَاء، وهم أَصحابُ الدَّيْن، قَالَ: وَهُوَ جَمْعٌ غَرِيبٌ ".
وغُرِّمَ السَّحابُ: أَمْطَرَ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِفُ سَحَابًا:
(وَهَي خَرْجُهُ واسْتُجِيلَ الرَّبَا ... بُ مِنْهُ وغُرِّمَ مَاء صَرِيحَا)

والغَرَامُ: مَا لَا يُسْتَطاع أَن يُتَفَصَّى مِنه، وأَيضًا: المُلِحُّ الدَّائِمُ المُلازِمُ.
وغَرَامُ بِلاَ لاَمٍ: اسمُ جَمَاعةِ نِسْوَةٍ.

غرم: غَرِمَ يَغرَمُ غُرْماً وغَرامةً، وأغرَمَه وغَرَّمَه. والغُرْمُ:

الدَّيْنُ. ورَجُلٌ غارمٌ: عليه دَيْنٌ. وفي الحديث: لا تَحِلُّ المسأَلة

إلاَّ لِذِي غُرمٍ مُفْظِعٍ أَي ذي حاجة لازمة من غَرامة مُثْقِلة. وفي

الحديث: أعوذ بك من المَأْثَم والمَغْرَمِ، وهو مصدر وضع موضع الاسم،

ويريد به مَغْرَمَ الذنوب والمعاصي، وقيل: المَغْرَم كالغُرْم، وهو

الدَّيْن، ويريد به ما اسْتُدِين فيما يكرهه الله أَو فيما يجوز ثم عجز عن

أَدائه، فأَما دين إحتاج إليه وهو قادر على أَدائه فلا يستعاذ منه. وقوله عز

وجل: والغارِمِين وفي سبيل الله؛ قال الزجاج: الغارمون هم الذين لَزِمَهم

الدَّيْنُ في الحَمالة، وقيل: هم الذين لزمهم الدين في غير معصية.

والغَرامةُ: ما يلزم أَداؤه، وكذلك المَغْرَمُ والغُرْمُ، وقد غَرِمَ الدِّيةَ،

وأَنشد ابن بري في الغَرامة للشاعر:

دار ابْنِ عَمِّكَ بِعْتَها،

تَقْضي بها عَنْكَ الغَرامه

والغَرِيم: الذي له الدِّيْن والذي عليه الدين جميعاً، والجمع غُرَماء؛

قال كثير:

قَضى كلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَه،

وعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنّىً غرِيمُها

والغَرِيمان: سَواءٌ، المُغْرِمُ والغارِمُ. ويقال: خُذْ مِنْ غَرِيمِ

السُّوء ما سَنَحَ. وفي الحديث: الدَّيْنُ مَقْضيٌّ والزَّعِيمُ غارِمٌ

لأَنه لازم لما زَعَم

أَي كَفَل أَو الكفيل لازم لأَداء ما كَفَّله مُغْرِمُه. وفي حديث آخر:

الزَّعِيم غارِمٌ؛ الزَّعِيم الكفيل، والغارِم الذي يلتزم ما ضَمِنه

وتكَفَّل به. وفي الحديث في الثَّمر المُعَلَّق: فمن خرج بشيء منه فعليه

غَرامةُ مِثْلَيْه والعقوبة؛ قال ابن الأثير: قيل كان هذا في صدر الإسلام ثم

نُسخ، فإنه لا واجب على مُتْلِف الشيء أَكثر من مثله، وقيل: هو على سبيل

الوعيد لينتهي عنه؛ ومنه الحديث الآخر: في ضالَّةِ الإبل المكتومة

غَرامَتُها ومِثْلُها معها. وفي حديث أشراط الساعة: والزكاة مَغْرَماً أي يَرَى

رَبُّ المال أن إخراج زكاته غَرامةٌ

يَغرَمُها. وأَما ما حكاه ثعلب في خبر من أَنه لما قعد بعض قريش لقضاء

دينه أَتاه الغُرَّامُ فقضاهم دَيْنَه؛ قال ابن سيده: فالظاهر أَنه جمع

غَرِيمٍ، وهذا عزيز إن فَعِيلاً لا يجمع على فُعَّال، إنما فُعَّال جمع

فاعل، قال: وعندي أن غُرَّاماً جمع مُغَرِّم على طرح الزائد، كأَنه جمع فاعل

من قولك غَرَمَه أَي غَرَّمَه، وإن لم يكن ذلك مقولاً، قال: وقد يجوز أن

يكون غارمٌ على النسب أي ذو إغرام أو تَغْريم، فيكون غُرَّامٌ جمعاً له،

قال: ولم يقل ثعلب في ذلك شيئاً.

وفي حديث جابر: فاشْتَدَّ عليه بَعْضُ غُرَّامِه في التَّقاضي؛ قال ابن

الأثير: جمع غَرِيم كالغُرَماء وهم أصحاب الدين، قال: وهو جمع غريب، وقد

تكرر ذلك في الحديث مفرداً ومجموعاً وتصريفاً. وغُرِّمَ السحابُ:

أَمطَرَ؛ قال أَبو ذؤيب يصف سحاباً:

وَهَى خَرْجُهُ واسْتُجِيلَ الرَّبا

بُ مِنْهُ، وغُرِّمَ ماءً صَرِيحا

والغَرامُ: اللازم من العذاب والشرُّ الدائم والبَلاءُ والحُبُّ والعشق

وما لا يستطاع أَن يُتَفَصَّى منه؛ وقال الزجاج: هو أَشدُّ العذاب في

اللغة، قال الله، عز وجل: إن عذابها كان غراماً؛ وقال الطرماح:

وَيَوْمُ النِّسارِ وَيَوْمُ الجِفا

رِ كانا عَذاباً، وكانا غَراما

وقوله عز وجل: إن عذابها كان غراماً؛ أي مُلِحّاً دائماً ملازماً؛ وقال

أبو عبيدة: أي هلاكاً ولِزاماً لهم، قال: ومنه رَجُلٌ مُعْرَمٌ، من

الغُرْم أَو الدَّيْن. والغَرام: الوَلُوعُ. وقد أُغْرِم بالشيء أي أُولِع به؛

وقال الأَعشى:

إنْ يُعاقِبْ يَكُنْ غَراماً، وإن يُعْـ

طِ جَزِيلاً فإنَّه لا يُبالي

وفي حديث معاذ: ضَرَبَهُمُ الله بِذُلٍّ مُغْرَمٍ أي لازم دائم. يقال:

فلان مُغْرَمٌ بكذا أي لازم له مُولَعٌ به. الليث: الغُرْمُ أَداء شيء

يلزم مثل كفالة يَغْرَمها، والغَرِيمُ: المُلْزَم ذلك. وأَغْرَمْتُه

وغَرَّمْته بمعنى. ورجل مُغْرَمٌ: مُولَعٌ بعشق النساء وغيرهن. وفلان مُغْرَمٌ

بكذا أي مُبتَلىً به. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: فَمَنِ اللَّهِجُ

باللذَّة السَّلِسُ القِياد للشهوة أَو المُغْرَمُ بالجَمْع والادِّخار؟

والعرب تقول: إن فلاناً لمُغْرَمٌ بالنساء إذا كان مُولَعاً بهنَّ. وإني بك

لَمُغْرَمٌ إذا لم يصبر عنه. قال: ونُرَى أن الغَرِيم إنما سمي غَرِيماً

لأَنه يطلب حَقَّه ويُلِحُّ حتى يقبضه. ويقال للذي له المال يطلبه ممن له

عليه المال: غَرِيمٌ، وللذي عليه المال: غَرِيمٌ. وفي الحديث: الرَّهْنُ

لمن رَهَنَه له غُنْمُه وعليه غُرْمُه أي عليه أَداء ما رهن به

وفَكاكُه.ابن الأَعرابي: الغَرْمى المرأَة المُغاضِبة. وقال أَبو عمرو: غَرْمى

كلمة تقولها العرب في معنى اليمين. يقال: غَرْمى وجَدِّك كما يقال أَما

وجَدّك؛ وأَنشد:

غَرْمى وجَدِّكَ لَوْ وَجَدْتَ بِهِمْ،

كَعَداوَةٍ يَجِدُونها بَعْدِي

غرم
غرِمَ/ غرِمَ في يَغرَم، غَرامةً وغُرْمًا، فهو غارِم، والمفعول مَغْروم
• غرِم الدِّيةَ والدَّينَ: أدَّاهما عن غيره، تحمَّل ما لا يجب عليه "عليك بالصِّدق وإن جرّ عليك المغارم".
• غرِم في التِّجارة ونحوها: خسِر، خلاف ربِح "أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمْ [حديث]- {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا} " ° الغُنْم بالغُرْم [مثل]:
 يُضرب لمن يتحمَّل الضَّرر أو الخسارة مقابل الفائدة أو الرِّبح- ليس له مغنم ولا مغرم. 

أغرمَ يُغرم، إغرامًا، فهو مُغرِم، والمفعول مُغرَم
• أغرمه الدِّيةَ أو الدَّيْنَ: ألزمه بأدائها. 

أُغرِمَ بـ يُغرَم، إغرامًا، والمفعول مُغرَم به
• أُغرِم بالغِناء: أولع به، ولم يصبر على مفارقته، عشِقَه "كان مُغرمًا بالريف فقضى حياته فيه- مُغرم بالموسيقى" ° فلانٌ مغرم بالنِّساء: مولع بهنّ- مُغرَم صبابة: أسير الحبّ. 

اغترمَ يغترم، اغترامًا، فهو مغترِم
• اغترم الشَّخصُ: أوجب الغرامةَ على نفسه. 

تغرَّمَ يتغرَّم، تغرُّمًا، فهو متغرِّم
• تغرَّم الشَّخصُ: مُطاوع غرَّمَ: تَكلَّف الغرامةَ وتحمّلها، والغرامة ما يلزم أداؤه من مال تأديبًا أو تعويضًا "تغرَّم السَّائقُ نفقات الضَّرر الذي أوقعه بالسّيّارة". 

غرَّمَ يغرِّم، تغريمًا، فهو مُغرِّم، والمفعول مُغرَّم
• غرَّمه الدَّيْنَ:
1 - ألزمه تأديتَه "غرَّمته المحكمةُ ثمنَ ما أفسد من بضاعة جاره".
2 - جعله خاسرًا "غرَّمه في تجارته". 

غارِم [مفرد]: ج غارمون وغُرَّام:
1 - اسم فاعل من غرِمَ/ غرِمَ في.
2 - مَن عليه دين لزم الوفاء به.
3 - من يلتزم بأداء ما ضمنه وتكفَّل به "َالدَّيْنَ مَقْضِيٌّ وَالزَّعِيمَ غَارِمٌ [حديث]- {وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ} ". 

غَرام [مفرد]:
1 - عِشْقُ الشّيء والتَّعلُّقُ به بحيث لا يمكن الخلاصُ منه "أصبح غرام قيس بليلى مَضرِب الأمثال- غرامُ راقصة وحُبٌّ هلوك" ° رسالة غرام: رسالة حبّ- شِعْر غراميّ: ناتج عن غرام وولع شديد أو معبّر عن حبّ وغرام- وقَع في غرامها: أحبّها حبًّا شديدًا.
2 - عذابٌ لازم، وشرٌّ دائم " {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} ". 

غَرامة [مفرد]:
1 - مصدر غرِمَ/ غرِمَ في.
2 - ما يلزم أداؤه من مالٍ تأديبًا أو تعويضًا "حكم القاضي على فلان بالغرامة- دفع غرامة ماليّة" ° غرامة إجرائيَّة/ غرامة تحكُّميَّة/ غرامة جنائيَّة/ غرامة مدنيَّة/ غرامة ماليَّة/ غرامة إجماليَّة/ غرامة رَهْن. 

غَراميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى غَرام: ما يعبِّر عن حبّ وغرام "مأساة/ علاقة/ مغامرة/ قصَّة غراميَّة".
• الغراميَّات: قصص الحبّ والتعلُّق الشَّديد بالجنس الآخر، وهي قصص تخاطب القلب والوجدان "سيرته الذاتيّة مليئة بالمغامرات والغراميّات". 

غُرْم [مفرد]:
1 - مصدر غرِمَ/ غرِمَ في.
2 - ما يخسره الإنسانُ من ماله بغير جناية.
3 - (طب) مرض مكروبيّ سارٍ يصيب جهاز التَّنفّس في الخيل. 

غَريم [مفرد]: ج غُرَماءُ:
1 - دائِن "تنازل غريمُه عن بعض دَيْنه".
2 - خَصْم "وقف هو وغريمُه أمام القاضي".
3 - مدين "أشْهَدَه على إقرار الغريم- خُذْ من غريم السُّوء ما سنَح- {وَوَجَدَكَ غَرِيْمًا فَأَغْنَى} [ق] ".
• الغريمان: المُغرِم والغارم، الكفيل والمدين. 

غرم

1 غَرِمَ, (JK, S, Msb, K,) aor. ـَ (JK, K,) inf. n. غُرْمٌ (JK, Msb, TA) and غَرَامَةٌ (Msb, TA) and مَغْرَمٌ, (TA,) He paid, or discharged (A K, S, * Msb, K, *) a thing that was obligatory upon him, (JK,) or a bloodwit, (S, Msb, K,) and a responsibility, and the like thereof, after it had become obligatory upon him: (Msb:) (or, accord. to an explanation of الغَرَامَةُ in Har p. 36, he gave property against his will: or the meaning intended in the S and K (in both of which it is very vaguely indicated) may be, he took upon himself to pay, or discharge, a blood wit, &c.: for, sometimes,] غُرْمٌ and مَغْرَمٌ and غَرَامَةٌ signify the taking upon oneself that which is not obligatory upon him: (Mgh; and the Ksh gives this explanation of مَغْرَمٌ in lii. 40:) [or the taking upon oneself a fine or the like: for, sometimes,] مَغْرَمٌ signifies اِلْتِزَامُ غُرْمٍ. (Bd in lii. 40. [See also 5, and 8.]) And you say, غَرِمْتُ عَنْهُ مَا لَزِمَهُ مِنَ الدِّيَةِ [I paid for him, i. e., in his stead, what was obligatory upon him, of the bloodwit]. (Msb in art. عقل.) b2: And غَرِمَ فِى تِجَارَتِهِ He lost, or suffered loss, in his traffic; i. q. خَسِرَ; contr. of رَبِحَ. (Msb.) A2: غُرِمَ أَنْفًا: see رُغِمَ [from which it is app. formed by transposition].2 غرّمهُ i. q. اغرمهُ, q. v. (S, Mgh, &c.) b2: [Hence, app.] غُرِّمَ السَّحَابُ (assumed tropical:) The clouds rained; [as though they were made to discharge a debt that they owed;] Aboo-Dhn-eyb says, describing clouds.

وَهَى خَرْجُهُ وَاسْتُحِيلَ الرَّبَا بُ مِنْهُ وَعُزِّمَ مَآءً صَرِيحَا (assumed tropical:) [The clouds that were the first thereof in rising and appearing became rent, and such of them as were suspended beneath other clouds were looked at in order that it might be seen whether they woved, and they discharged clear water CCC (TA.) 4 أَغْرَمْتُهُ and ↓ غَرَّمْتُهُ, (S Msb, K,) inf. n. [of the former إِغْرَامٌ and [of the latter تَغْرِيمٌ, (TA,) both signify the same; (S, Msb, K;) i. e. I made him to pay, or discharge, a bloodwit, and a responsibility, and the like, (see 1,)] after it had became obligatory upon him; (Msb, K: *) [or the meaning intended in the S and K (in the latter of which it is vaguely indicated and in the farmer more so) may be, I made him to take upon himself to pay, or discharge, a bloodwit, &c. : for some- CCC times,] غرّمهُ and اغرمهُ signify he made him to incur the taking upon himself that which was not obligatory upon him; (Mgh:) [and sometimes the inf. ns.] إِغْرَامٌ and تَغْرِيمٌ signify the making to he final; and, to he indebted; (PS;) أَغْرَمْتُهُ

إِيَّاهُ in the copies of the K is a mistake for أَغْرَمْتُهُ

أَنَا. CCC (TA.) b2: إِغْرَامٌ also signifies The throwing [one] into destruction. (KL.) b3: And The rendering [one] eagerly desirous [of a thing; fond of it; or attached to it]. (KL.) You say, أُغْرِمَ بِالشَّىْءِ He became eagerly desirous of the thing; fond of it; or attached to it; syn. أُولِعَ بِهِ (S, Msb, TA.) 5 تغرّم [app. He took upon himself an obligation, such as the payment of a fine. &c]. (Ham p. 707. [See also 1, and 8.]) 8 اِغْتِرَامٌ The making obligatory upon oneself what is termed غَرَامَة, which signifies difficulty or trouble, and damage or detriment or loss, and the giving of property against one's will. (Har p. 36.

[See also 1, and 5.]) غُرْمٌ an inf. n. of غَرِمَ [q. v.]. (JK, Msb, TA.) b2: And A thing that must be paid, or discharged; (K, TA;) and so ↓ غَرَامَةٌ, and ↓ مُغْرَمٌ, (S, K, TA,) and ↓ مَغْرَمٌ: (S, TA:) accord. to Er-Rághib, a damage, detriment, or loss, that befalls a man, in his property, not for an injurious action, of his, requiring punishment (TA:) a debt, (S, TA:) a fine, or mulet: (MA:) the pl. of ↓ مَغْرَمٌ is مَغَارِمُ, agreeably with analogy; or this is pl. of غُرْمٌ, anomalously, like as مَحَاسِنُ is of حُسْنٌ. (TA.) [See exs. voce غَلِقَ: and see also غُنْمٌ.]

غَرْمَى A woman heavy, or sluggish; syn. ثَقِيلَةٌ: (K:) or, accord. to IAar, i. q. مُغَاضِيَةٌ [that makes, and is made, angry: or that breaks off from, or quits, one, in anger, or enmity]. (TA.) A2: It is also syn. with أَمَا, as a word denoting an oath [or used in swearing]: one says غَرْمَى وَجَدِّكَ [Verily, or now surely, by thy grandfather, or by thy fortune or good fortune]; like as one says أَمَا وَجَدِّكَ: (AA, K, TA:) and عَرْمَى and حَرْمَى are dial. vars. thereof. (TA.) غَرَامٌ A thing from which one is unable to free himself, [a thing] such as cleaves fast. (BA and Jel in xxv. 66.) Lasting evil. (IAar, S, K.) Perdition: (K:) in the Kur xxv. 66, (S, Ksh,) accord. to AO, (S,) it means perdition, (S, Ksh,) persistent, (Ksh,) and such as cleaves fast. (S, Ksh.) And Punishment, or torment; (S, K) or, accord. to Zj, the most vehement punishment or torment; and accord to Er-Rághib, hardship, or difficulty, and an affliction, or a calamity or misfortune, that befalls a man. (TA.) b2: Also Eager desire [بِشَىْءٍ for a thing]; fondness [ for it]; or attachment [to it]; syn. وَلُوعٌ: (S, K:) or love that torments the heart. (Har p. 36.) [See 4, last sentence.]

غَرِيمٌ A debtor; (S, Msb, K:) one says, خُذْ مِنْ غَرِيمِ السَّوْءِ مَا سَبَحَ [Take them from the (??) debtor what has become easy of attachment, (S:) and ↓ غَارِمٌ signifies the same as غَرِيمٌ ; CCC whom lies the obligation of a bloodwit or the like; or [it virtually signifies thus, but properly] it is a possessive epithet signifying ذُو غَرَامٍ or غَرَامَةٍ or تَغْرِيمٍ. (TA.) And (sometimes, S) it signifies A creditor also: (S, Msb, K:) thus having two contr. meanings; (K) Kutheiyir says, * قَضَى كُلُّ ذِى دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَهُ

* وَعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنًّى غَرِيمُهَا [Every debtor has paid, and fully rendered to his creditor; but as to Azzeh CCC, her creditor is put off, and wearied]. (S.) The pl. of غَرِيمٌ is غُرَمَآءُ (I Ath, Msb, TA) and غُرَّامٌ, which is a strange [i. e. an anomalous] pl., (I Ath, TA;) or this is pl. of ↓ غَارِمٌ as syn. with غَرِيمٌ [and thus is agree able with analogy]; or it is pl. of ↓ مُغْرِمٌ [signifying “ burdened with debt. ”], formed by the rejection of the augmentative letter [of the sing]. (TA.) b2: And hence, An adversary in contention, dispute, or litigation; an antagonist; a litigant; because, by his pressing upon his adversary [like the creditor upon his debtor], he becomes one who cleaves, or clings. (Msb.) غَرَامَةٌ: see غُرْمٌ.

غَارِمٌ: see غَرِيمٌ, in two places.

مَغْرَمٌ; pl. مَغَارِمُ: see غُرْمٌ, in two places.

مُغْرَمٌ Shackled, (K,) or burdened, (TA,) with debt; (K;) an epithet applied to a man from الغُرْمُ and الدَّيْنُ. (S.) See غَرِيمٌ. b2: And A captive of love; (K, TA;) i. e., of the love of women: (TA:) or one to whom love cleaves: (Ham p. 558:) or you say رَجُلٌ مُغْرَمٌ بِالحُبِّ [a man to whom love cleaves, or clung to by love]; from the love of women: (S:) and هُوَ مُغْرَمٌ بِالنِّسَآءِ He is one who clings to women, like as does the غَرِيم [or “ creditor ” to the debtor]. (Er-Rághib, TA.) and مُغْرَمٌ بِشَىْءٍ Eagerly desirous of a thing; fond of it; or attached to it; syn. مُولَعٌ بِهِ; (Msb, K, TA;) and حَرِيصٌ عَلَيْهِ; (Har p. 585;) not having patience to refrain from it. (TA.) A2: See also غُرْمٌ.

ندا

ندا
عن العبرية بمعنى مطرود منبوذ مطارد.
(ندا)
الْقَوْم ندوا اجْتَمعُوا فِي النادي وَالْقَوْم جمعهم فِي النادي وَيُقَال مَا يندوهم النادي لَا يسعهم
ن د ا: (النِّدَاءُ) الصَّوْتُ وَقَدْ يُضَمُّ وَ (نَادَاهُ مُنَادَاةً) وَ (نِدَاءً) صَاحَ بِهِ. وَ (نَادَاهُ) أَيْضًا جَالَسَهُ فِي النَّادِي. وَ (تَنَادَوْا) نَادَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَتَنَادَوْا أَيْ تَجَالَسُوا فِي النَّادِي. وَ (النَّدِيُّ) عَلَى فَعِيلٍ مَجْلِسُ الْقَوْمِ وَمُتَحَدَّثُهُمْ، وَكَذَا (النَّدْوَةُ) وَ (النَّادِي) وَ (الْمُنْتَدَى) . فَإِنْ تَفَرَّقَ الْقَوْمُ فَلَيْسَ بِنَدِيٍّ. وَمِنْهُ سُمِّيَتْ دَارُ (النَّدْوَةِ) الَّتِي بَنَاهَا قُصَيٌّ بِمَكَّةَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَنْدُونَ فِيهَا أَيْ يَجْتَمِعُونَ لِلْمُشَاوَرَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} [العلق: 17] أَيْ عَشِيرَتَهُ، وَإِنَّمَا هُمْ أَهْلُ النَّادِي. وَالنَّادِي
مَكَانُهُ وَمَجْلِسُهُ فَسَمَّاهُ بِهِ، كَمَا يُقَالُ: تَقَوَّضَ الْمَجْلِسُ وَيُرَادُ بِهِ تَقَوَّضَ أَهْلُهُ. وَ (نَدَا) مِنَ الْجُودِ، يُقَالُ: سَنَّ لِلنَّاسِ (النَّدَى فَنَدَوْا) وَبَابُهُ عَدَا. وَفُلَانٌ (نَدِيُّ) الْكَفِّ أَيْ سَخِيٌّ. وَ (النَّدَا) أَيْضًا بُعْدُ ذَهَابِ الصَّوْتِ، يُقَالُ: فُلَانٌ (أَنْدَى) صَوْتًا مِنْ فُلَانٍ إِذَا كَانَ بَعِيدَ الصَّوْتِ. وَ (النَّدَى) الْجُودُ، وَرَجُلٌ (نَدٍ) أَيْ جَوَادٌ. وَفُلَانٌ (أَنْدَى) مِنْ فُلَانٍ أَيْ أَكْثَرُ خَيْرًا مِنْهُ. وَهُوَ (يَتَنَدَّى) عَلَى أَصْحَابِهِ. أَيْ يَتَسَخَّى. وَلَا تَقُلْ: يُنَدِّي عَلَى أَصْحَابِهِ. وَ (النَّدَى) الْمَطَرُ وَالْبَلَلُ وَجَمْعُهُ (أَنْدَاءٌ) وَقَدْ جُمِعَ عَلَى (أَنْدِيَةٍ) ، وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّهُ جَمْعُ الْمَمْدُودِ كَأَكْسِيَةٍ. وَ (نَدَى) الْأَرْضِ (نَدَاوَتُهَا) وَبَلَلُهَا، وَأَرْضٌ (نَدِيَةٌ) عَلَى فَعِلَةٍ بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَلَا تَقُلْ: نَدِيَّةٌ. وَقِيلَ: (النَّدَى) نَدَى النَّهَارِ وَالسَّدَى نَدَى اللَّيْلِ. وَ (نَدِيَ) الشَّيْءُ ابْتَلَّ فَهُوَ (نَدٍ) وَبَابُهُ صَدِيَ، وَ (نُدُوَّةً) أَيْضًا نَقَلَهُ الْأَزْهَرِيُّ. وَ (أَنْدَاهُ) غَيْرُهُ وَ (نَدَّاهُ) (تَنْدِيَةً) . 
ندا
النِّدَاءُ: رفْعُ الصَّوت وظُهُورُهُ، وقد يقال ذلك للصَّوْت المجرَّد، وإيّاه قَصَدَ بقوله: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً
[البقرة/ 171] أي: لا يعرف إلّا الصَّوْت المجرَّد دون المعنى الذي يقتضيه تركيبُ الكلام. ويقال للمركَّب الذي يُفْهَم منه المعنى ذلك، قال تعالى: وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى
[الشعراء/ 10] وقوله: وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ
[المائدة/ 58] ، أي: دَعَوْتُمْ، وكذلك: إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ
[الجمعة/ 9] ونِدَاءُ الصلاة مخصوصٌ في الشَّرع بالألفاظ المعروفة، وقوله: أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ
[فصلت/ 44] فاستعمال النّداء فيهم تنبيها على بُعْدهم عن الحقّ في قوله: وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ
[ق/ 41] ، وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ
[مريم/ 52] ، وقال: فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ
[النمل/ 8] ، وقوله: إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا [مريم/ 3] فإنه أشار بِالنِّدَاء إلى الله تعالى، لأنّه تَصَوَّرَ نفسَهُ بعيدا منه بذنوبه، وأحواله السَّيِّئة كما يكون حال من يَخاف عذابَه، وقوله: رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ
[آل عمران/ 193] فالإشارة بالمنادي إلى العقل، والكتاب المنزَّل، والرّسول المُرْسَل، وسائر الآيات الدَّالَّة على وجوب الإيمان بالله تعالى. وجعله مناديا إلى الإيمان لظهوره ظهورَ النّداء، وحثّه على ذلك كحثّ المنادي. وأصل النِّداء من النَّدَى. أي: الرُّطُوبة، يقال: صوت نَدِيٌّ رفيع، واستعارة النِّداء للصَّوْت من حيث إنّ من يَكْثُرُ رطوبةُ فَمِهِ حَسُنَ كلامُه، ولهذا يُوصَفُ الفصيح بكثرة الرِّيق، ويقال: نَدًى وأَنْدَاءٌ وأَنْدِيَةٌ، ويسمّى الشَّجَر نَدًى لكونه منه، وذلك لتسمية المسبَّب باسم سببِهِ وقول الشاعر:
كَالْكَرْمِ إذ نَادَى مِنَ الكَافُورِ
أي: ظهر ظهورَ صوتِ المُنادي، وعُبِّرَ عن المجالسة بالنِّدَاء حتى قيل للمجلس: النَّادِي، والْمُنْتَدَى، والنَّدِيُّ، وقيل ذلك للجليس، قال تعالى: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ
[العلق/ 17] ومنه سمّيت دار النَّدْوَة بمكَّةَ، وهو المكان الذي كانوا يجتمعون فيه. ويُعَبَّر عن السَّخاء بالنَّدَى، فيقال:
فلان أَنْدَى كفّاً من فلان، وهو يَتَنَدَّى على أصحابه. أي: يَتَسَخَّى، وما نَدِيتُ بشيءٍ من فلان أي: ما نِلْتُ منه نَدًى، ومُنْدِيَاتُ الكَلِم:
المُخْزِيَات التي تُعْرَف.
(ندا) - في الحديث: "واجْعَلْنِى في النِّدَاءِ الأَعْلَى"
النِّدَاءُ مَصْدَرُ نادَيتُه، ومعناه: أن يُنَادَى لِلتَّنْوِيهِ بهِ والرَّفْع منه، ويُحْتَمل أن يُريد به نِدَاءَ أَهْلِ الجَنَّةِ أهلَ النَّارِ {أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا} ، كما في القُرآن.
والنِّداء: رَفعُ الصَّوْت بالدُّعاءِ، ويُقَالُ للصَّوْت المجرَّدِ نِدَاء، كما قال تَعالى: {إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً} .
والنِّداءُ: الظُّهور، وأَنشَد:
* كَالكَرْم إذ نَادَى منَ الكَافُورِ *
: أي ظَهَرَ ظُهُوَر الكَرْم مِن كُفُرّاهُ.
- ويُروَى: "في النَّدِىّ الأعْلَى"
وهو المجلسُ؛ لأنَّ القَومَ يَنْدُونَ فيه، وحَوَاليْه؛ أي يَدَّعُون.
يُقال: نَدَاهُم يندُوهم: أي دَعَاهم فإذا تَفَرّقُوا لم يكُن ندِيًّا، ومعناه: اجْعلْنِى من القوم المجتَمِعين، يعنى المَلأَ الأعْلَى من الملائكِةِ.
ومنه: دارُ النَّدْوَةِ بمَكَّةَ؛ لأنّهم كانُوا يجتَمِعُون فيها يَتشاوَرُونَ وَينْدُون. وناداهُ: جالَسَه، وتَنادَوْا: تجالَسُوا. والنَّدْوَة - بِالكَسرِ -: أقرَب إلى الوَادِى من العِدْوَةِ .
ونَوَادِى الوَادِى، والوَاحِدُ: نادٍ.
- وفي حديث أَبى سَعِيد - رضي الله عنه -: "كُنَّا أندَاءً فخَرجَ علينا رسَولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"
وهو جمع النَّادِى، وهو النَّدِىّ أيضًا. وقيل: إنما سُمِّى به؛ لأن القَومَ يَنْزِعُون إليه.
يُقَالُ: هذه الناقة تندُو إلى نُوقٍ كِرَامٍ. وقيل: هو من الندْوَةِ؛ أي المُشَاوَرةِ.
وقوله: "كُنَّا أندَاءً": أي أهل أندَاءٍ, كما قَالَ تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} : أي أهْلَ نَادِيه.
- في الحديث: "بَكْرُ بن وَائل نَدٍ".
: أي سَخِىّ.
يقال: هو يَتَنَدَّى على أَصْحَابهِ ، وإنَّ يَدكَ لنَدِيَة ونَدِيَّة - بالتخفيف والتَّثْقِيل: أي سَخِيَّة. - في الحديث "لو أنّ رجلًا نَدَا الناسَ"
: أي دَعاهم.
- في الحديث : "إنَّ جارَ النَّادى يَتَحوَّل"
النَّادى والنَدِىّ: المجلس.
ومنهم مَن يَروِيه: "جار البَادى" وقال العسكري: هو خطأ.
[ندا] نه: فيه: قريب البيت من "النادي"، هو مجتمع القوم واهل المجلس فيقع على المجلس وأهله، يريد أن بيته وسط الحلة وقريبًا منه ليغشاه الأضياف والطراق. ك: تصفه بالكرم لأن الضيفان يقصدون النادي فيقرب منه ليعلم الناس مكانه فلا يقرب منه إلا من هو كريم، وحذف ياء "الناد" للسجع. نه: ومنه: فإن جار "النادي" يتحول، أي جار المجلس، وروى بموحدة من البدو- وقد مر. ومنه: واجعلني في "الندى" الأعلى، هو بالتشديد: النادي، أي اجعلني من الملأ الأعلى من الملائكة، وروى: اجعلني في النداء الأعلى، وأراد نداء أهل الجنة "أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا". ومنه ح: ما كانوا ليقتلوا عامرًا وهم "الندى"، أي القوم المجتمعون. ج: "فليدع "ناديه"" هو مجتمع القوم، فإذا تفرقوا فليس بناد. نه: وفيه: كنا "أنداء" فخرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم، هو جمع النادي وهم القوم المجتمعون، وقيل: أراد أهل أنداء- بحذف مضاف. وفيه: لو أن رجلًا "ندى" الناس إلى مرماتين أجابوه، أي دعاهم على النادي، وندوتهم أندوهم أي جمعتهم في النادي، وبه سميت دار الندوة بمكة لأنهم كانوا يجتمعون فيها ويتشاورون. ش: هي بسكون دال بعد مفتوحة، بناها قصي. نه: وفي ح الدعاء: ثنتان لا تردان عند "النداء" وعند البأس، أي عند الأذان بالصلاة وعند القتال. وفي ح يأجوج ومأجوج: فبينما هم كذلك إذ "نودوا نادية": أتى أمر الله! يريد بالنادية دعوة واحدة ونداء واحدًا، جعل اسم الفاعل موضع المصدر. وفيه: وأودى سمعه "الأندايا"، أراد الأنداء فأبدل الهمزة ياء تخفيفًا. وفي ح الأذان: فإنه "أندى" صوتًا، أي أرفع وأعلى، وقيل: أحسن وأعذب، وقيل: أبعد. ط: هو منباب نذ
[ندا] النِداءُ: الصوت، وقد يضم مثل الدُعاءُ والرُغاءُ. وناداهُ مُناداةً ونداء، أي صاح به. (*) وتنادوا، أي نادى بعضُهم بعضاً. وتَنادَوْا، أي تجالسوا في النادى. قال المرقش: والعَدْوَ بين المجلِسَيْنِ إذا * آدَ العَشِيُّ وتَنادى العَمّ وناداه: جالسه في النادى. وقال:

أنادى به آل الوليد وجعفرا * والندى على فعيل: مجلس القوم ومتحدثم، وكذلك النَدْوَةُ والنادي والمُنْتَدى. فإنْ تفرَّق القوم فليس بنَدِيٍّ. ومنه سمِّيت دار النَدْوَةِ بمكة، التي بناها قصيّ، لأنَّهم كانوا يَنْدونَ فيها، أي يجتمعون للمشاورة. وقوله تعالى: (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) أي عشيرته، وإنَّما هم أهل النادي، والنادي مكانُه ومجلسه، فسمَّاه به، كما يقال: تقوَّض المجلس . ونَدَوْتُ، أي حضرت النَدِيَّ. وانْتَدَيْتُ مثله. ونَدَوْتُ القومَ: جمعتهم في النَدِيِّ. قال بشر: وما يَنْدوهُمُ النادي ولكنْ * بكلِّ مَحَلَّةٍ منهم فِئامُ أي ما يسعهم المجلس من كثرتهم. ونَدَوْتُ أيضا من الجود. ويقال: سن للناس النَدى فنَدَوْا ويقال أيضاً: فلانٌ نَدِيُّ الكفِّ، إذا كان سخيا، عن ابن السكيت. وندت الابل، إذا رعت فيما بين النَهَلِ والعَلَلِ، تَنْدو نَدْواً، فهي نادِيَةٌ. وتَنَدَّتْ مثله. وأَنْدَيْتُها أنا ونَدَّيْتُها تَنْدِيَةً. والموضع مُنَدَّى. وقال علقمة بن عَبَدة: تُرادى على دِمْنِ الحياضِ فإنْ تَعَفْ * فإنَّ المُنَدَّى رحلةٌ فرُكوبُ قال الاصمعي: واختصم حيان من العرب في موضع فقال أحدهما: مركز رماحنا، ومخرج نسائنا، ومسرح بهمنا، ومندى خيلنا. ويقال: هذه الناقة تَنْدو إلى نوقٍ كرامٍ، أي تَنزع في النسب. والنُدْوَةُ بالضم: موضع شُرب الابل. وقال :

قريبة ندوته من محمضه * (*) يقول: موضع شربه قريب لا يتعب في طلب الماء. والمنديات: المخزيات. يقال: ما نديت بشئ تكرهه. قال النابغة:

ما إن نديت بشئ أنت تكرهه * والندى: الغاية، مثل المَدى. والنَدى أيضاً: بُعْدُ ذهاب الصوت. يقال: فلانٌ أَنْدى صوتاً من فلان، إذا كان بعيد الصوت. وأنشد الاصمعي : فقلت ادعى وأدع فإن أندى * لصوت أن ينادى داعيان والندى: الجود. ورجل نَدٍ، أي جواد. وفلان أَنْدى من فلان، إذا كان أكثر خيراً منه. وفلان يَتَنَدَّى على أصحابه، أي يتسخَّى. ولا تقل يندى على أصحابه. والندى: الشحم. والندى: المطر والبلل. وقال : كثَوْرِ العَدابِ الفَرْدِ يَضربه الندَى * تَعَلّى النَدى في مَتْنِه وتحدَّرا فالندى الاول: المطر، والثانى: الشحم. وجمع الندى أنْداءٌ، وقد جمع على أَنْدِيَةٍ. وقال : في ليلةٍ من جُمادى ذاتِ أنْدِيَةٍ * لا يُبْصِرُ الكلبُ من ظلمائها الطنبا وهو شاذ، لانه جمع ما كان ممدودا مثل كساء وأكسية. وندى الارض: نداوتها وبللها. وأرض ندية على فعلة بكسر العين، ولا تقل نَدِيَّةٌ. وشجرٌ نَدْيانُ. والنَدى: الكلا. قال بشر:

تسف الند مَلْبُونَةً وتُضَمَّرُ * ويقال: الندَى: نَدى النهار. والسَدى: نَدى الليل. يُضربان مثلاً للجود ويسمَّى بهما. ونَدِيَ الشئ، إذا ابتل، فهو ند مثال تعب فهو تعب. وأنديته أنا، ونديته أيضا تندية. (*)
ندا
: (يو (} نَدَا القَوْمُ! نَدْواً: اجْتَمَعُوا، {كانْتَدَوْا} وتَنادَوْا) ؛ وخَصَّه بعضُهم بالاجْتِماع فِي {النادِي.
(و) نَدَا (الشَّيءُ. تَفَرَّقَ) ، وكأَنَّه ضِدٌّ.
(و) } نَدَا (القَوْمُ. حَضَرُوا {النَّدِيَّ) ، كغَنِيَ، للمَجْلِس.
(و) } نَدَتِ (الإبلُ) نَدْواً. (خَرَجَتْ من الحَمْض إِلَى الخُلَّةِ) ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وَفِي الصِّحاح: رَعَتْ فيمَا بينَ النَّهَلِ، والعَلَلِ فَهِيَ {نادِيَةٌ؛ وأنْشَدَ شَمِرٌ:
أَكلْنَ حَمْضاً ونَصِيًّا يابِساً
ثمَّ} نَدَوْنَ فأَكلْنَ وارِسا ( {ونَدَّيْتَها أَنا) } تَنْدِيةً.
(و) قَالَ الأصْمعي: ( {التَّنْدِيَةُ أَن تُوْرِدَها) ، أَي الإبِل، (الماءَ فَتَشْرَبَ قَلِيلا ثمَّ تَرْعاها) ، أَي تَرُدَّها إِلَى المَرْعى (قَلِيلا) ونَصّ الأصْمعي: سَاعَةً؛ (ثمَّ تَرُدَّها إِلَى الماءِ) ؛ وَهُوَ يكونُ للإبِلِ والخَيْل؛ واسْتَدَلَّ أَبو عبيدٍ على الأخيرِ بحديثِ أَبي طَلْحة: (خرجْتُ بفَرَسٍ لي} أُنَدِّيه) ؛ وفَسَّرَه بِمَا ذَكَرْناه.
ورَدَّ القتيبي هَذَا عَلَيْهِ وزَعَمَ أَنَّه تَصْحيفٌ، وأنَّ صَوابَه لأُبَدِّيَه، بالموحَّدَ، أَي لأُخْرِجَه إِلَى البَدْوِ، وزَعَمَ أنَّ التَّنْدِيةَ تكونُ للإبِلِ دُونَ الخَيْلِ، وأنَّ الإِبِلَ! تُنَدَّى لطُولِ ظَمَئِها، فأمَّا الخَيْل فإنَّها تُسْقَى فِي القَيْظِ شَرْبَتَيْنِ كلَّ يوْمٍ.
قَالَ الأزْهَري: وَقد غَلِط القتيبي فيمَا قالَ، والصَّوابُ أَنَّ التَّنْديَةَ تكونُ للخَيْلِ وللإبِلِ، قالَ: سَمِعْتُ العَرَبَ تقولُ ذَلك، وَقد قالَهُ الأصْمعي وأَبو عَمْرو، وهُما إمَامانِ ثِقَتانِ. قُلْت: ليسَ قولُ القتيبي غَلطا كَمَا زَعَمَه الأَزْهري، بل الصَّحِيح مَا قالَهُ، والرِّوايَةُ إِن صحَّت بالنُّون فإنَّ مَعْناه التَّضْمِير والإِجْراء حَتَّى تَعْرقَ ويَذْهبَ رَهْلُها، كَمَا سَيَأْتي عَن الأزْهري نَفْسِه أَيْضاً، {والتَّنْدِيُة بالتَّفْسيرِ المَذْكورِ لَا تكونُ إلاَّ للإبِلِ فَقَط، فتأَمَّل ذَلِك وأَنْصِف.
قَالَ الجَوْهري: والمَوْضِعُ} مُنَدًّى: قَالَ عَلْقمةُ بنُ عَبْدَة:
تُرادَى على دِمْنِ الحِياضِ فإنْ تَعَفْ
فإنَّ {المُنَدَّى رِحْلةٌ فرُكُوبُوأَوَّل البَيْت:
إليكَ أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَعْمَلْتَ ناقَتِي
لكَلْكَلِها والقُصْرَ يَيْنِ وجيبُورِحْلةٌ ورُكُوبٌ هَضْبتانِ.
قَالَ الأصْمعي:
(و) اخْتَصَمَ حيَّانٍ مِن العَرَبِ فِي موضِعٍ فَقالَ أَحَدُهما: (هَذَا) مَرْكَزُ رِماحِنا ومَخْرجُ نِسائِنا ومَسْرحُ بَهْمِنا و (} مُنَدَّى خَيْلِنا) ، أَي مَوْضِعُ {تَنْدِيَتَها، وَهَذَا يقوِّي قولَهم إنَّ التَّنْديةَ تكونُ فِي الخَيْل أيْضاً.
(وإِبِلٌ} نَوادٍ) : أَي (شارِدَةٌ) ، وكأنَّه لغةٌ فِي نَوادَ بتَشْديدِ الدالِ.
(ونَوادِي النَّوَى: مَا تَطَايَرَ مِنْهَا) تحْتَ المِرْضَخة) (عنْدَ رَضْخِها.
( {والنَّدْوَةُ: الجماعَةُ) ، مِن القوْمِ.
(ودارُ النَّدْوَةِ: بمكَّةَ م) مَعْروفَةٌ، بَناها قصيُّ بنُ كِلابٍ لأنّهم كَانُوا} يَنْدُونَ فِيهَا، أَي يَجْتَمِعُون للمُشاوَرَةِ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقَالَ ابنُ الْكَلْبِيّ: وَهِي أَوَّلُ دارٍ بُنِيَتْ بمكَّةَ، بَناها قصيٌّ ليصْلِحَ فِيهَا بينَ قُرَيْش، ثمَّ صارَتْ لمُشاوَرَتِهم وعقْدِ الألْويةِ فِي حُرُوبِهم.
قَالَ شَيخنَا: قالَ الأقشهري فِي تَذْكرتِه: وَهِي الآنَ مقامُ الْحَنَفِيّ.
(و) {النُّدْوَةُ، (بالضَّمِّ: مَوْضِعُ شُرْبِ الخَيْلِ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وأنْشَدَ لهِمْيان بن قُحَافَة:
قرِيبةٍ} نُدْوتُه مِنْ مَحْمَضِهْ
بَعِيدةٍ سُرَّتُه مِن مَغْرِضِهْيقولُ: موْضِع شُرْبِه قَرِيبٌ لَا يُتْعِبُ فِي طَلَبِ الماءِ.
قُلْت: ورَواهُ أَبو عبيدٍ بفَتْح نونِ النَّدْوةِ وَضم ميمِ المُحْمض.
( {ونادَاهُ) } مُنادَاةً: (جالَسَهُ) فِي النَّادِي؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي:
{أُنادِي بِهِ آلَ الوَلِيدِ وجَعْفَرا أَو) } نادَاهُ: (فاخَرَهُ) ، قيلَ: وَمِنْه دارُ النَّدْوَةِ؛ وقيلَ للمُفاخَرَةِ: {مُنادَاة، كَمَا قيلَ لَهَا مُنافَرَةٌ؛ قالَ الأعْشى:
فَتًى لَو} يُنادِي الشمسَ أَلْقَتْ قِناعَها
أَو القَمَرَ السَّارِي لأَلْقَى القَلائِداأَي لَو فاخَرَ الشمسَ لَذَلَّتْ، وقِناعُ الشمسِ حُسْنُها.
(و) ! نادَى (بِسِرِّه: أَظْهَرَهُ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ قالَ: وَبِه يُفَسَّر قولَ الشاعرِ:
إِذا مَا مَشَتْ نادِى بِمَا فِي ثيابِها
ذَكِيُّ الشَّذى والمَنْدَليُّ المُطَيَّرُ (و) من المجازِ: نادَى (لَهُ الطَّريقُ) ونادَاهُ: (ظَهَرَ) ؛ وَهَذَا الطَّريقُ يُنادِيكَ؛ وَبِه فَسَّر الأزْهرِي والــرَّاغبُ قولَ الشاعرِ:
كالكَرْمِ إِذْ نادَى مِن الكافُور قَالَ الأزْهرِي: أَي ظَهَرَ.
وَقَالَ الــرَّاغبُ: أَي ظَهَرَ ظُهورَ صَوْتِ {المُنادِي.
(و) نادَى (الشَّيءَ: رَآهُ وعَلِمَهُ) ؛ عَن ابْن الأعْرابي.
(} والنَّدِيُّ، كغَنِيَ، {والنَّادِي} والنَّدْوَةُ {والمُنْتَدَى) ؛ على صيغَةِ المَفْعولِ مِن} انْتَدَى، وَفِي نسخِ الصِّحاح {المُتَنَدَّى مِن} تَنَدَّى؛ (مَجّلِسُ القَوْمِ) ومُتَحَدَّثُهم.
وقيلَ: {النَّدِيُّ مَجّلِسُ القَوْمِ (نَهَارا) ؛ عَن كُراعٍ.
(أَو) النَّدِيُّ: (المَجْلسُ مَا داَمُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ) ، وَإِذا تَفَرَّقوا عَنهُ فليسَ} بنَدِيّ، كَمَا فِي المُحْكم والصِّحاح.
وَفِي التّهذيب: {النادِي: المَجْلسُ} يَنْدُونَ إِلَيْهِ مِن حَوالَيْه، وَلَا يُسمَّى {نادِياً حَتَّى يكونَ فِيهِ أَهْلُه، وَإِذا تَفَرَّقُوا لم يكُنْ نادِياً. وَفِي التَّنْزيلِ العزيزِ: {وتأْتُونَ فِي} نادِيكُمُ المُنْكَرَ} ؛ وقيلَ: كَانُوا يَحْذِفُونَ الناسَ فِي المَجالِسِ فأعْلَم اللهاُ تَعَالَى أنَّ هَذَا مِن المُنْكر، لأنَّه لَا يَنْبَغي أَن يَتَعاشَرُوا عَلَيْهِ وَلَا يَجْتَمِعُوا على الهُزءِ والتَّلَهِّي، وَأَن لَا يَجْتَمِعُوا إلاَّ فيمَا قرَّبَ مِن اللهاِ وباعَدَ مِن سَخَطِه.
وَفِي حديثِ أَبي زَرْع: (قرِيبُ البَيْتِ مِن النادِي، أَي أنَّ بيتَه وسَطَ الحلَّةِ أَو قرِيباً مِنْهُ لتَغْشاهُ الأضْيافُ والطُّرَّاقُ.
وَفِي حديثِ الدُّعاء: (فإنَّ جارَ النادِي يَتَحَوَّل) ، أَي جارَ المَجْلِس، ويُرْوَى بالباءِ الموحَّدَةِ من البَدْوِ. وَفِي الحديثِ: (واجْعَلْنِي فِي {النَّدِيِّ الأعْلَى) ، أَي مَعَ المَلإِ الأعْلَى مِن الملائِكَةِ. (و) قولُ بِشْر بنِ أَبي خازم:
و (مَا} يَنْدُوهُم النادِي) ولكنْ
بكلِّ مَحَلَّةٍ مِنْهمْ فِئامُأَي (مَا يَسْمَعُهُمْ) ، كَذَا فِي النُّسخ والصَّوابُ مَا يَسَعُهُم المَجْلِسُ مِن كثْرتِهم؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ والاسْمُ النَّدْوةُ.
(و) مِن المجازِ: (تَنَدَّى) فلانٌ على أَصْحابهِ: إِذا (تَسَخَّى) ، وَلَا تَقُلْ نَدَّى، كَمَا فِي الصِّحاح.
أَيْضاً: (أَفْضَلَ) عَلَيْهِم، ( {كأَنْدَى) إِذا كَثُر نَداهُ على إخْوانِه، أَي عَطاؤُهُ، (فَهُوَ نَدِيُّ الكَفِّ) ، كغَنِيَ، إِذا كانَ سَخِيًّا، نقلَهُ الجَوْهرِي عَن ابْن السِّكِّيت؛ قالَ تأبَّطَ شرًّا:
يابِسُ الجَنْبَيْنِ مِنْ غَيْرِ بُؤسٍ
ونَدِي الكَفَّيْنِ شَهْمٌ مُدِلُّوحكَى كُراعٌ نَدِيُّ اليَدِ، أَباهُ غيرُهُ.
(} والنَّدَى) ، بِالْفَتْح مَقْصورٌ، على وُجُوهٍ فَمِنْهَا: (الثَّرى، و) أَيْضاً: (الشَّحْمُ، و) أَيْضاً (المَطَرُ) ، وَقد جَمَعَهما عَمْرو بنُ أحْمَرْ فِي قوْلهِ: كثَوْر العَذاب الفَرْدِ يَضْرِبهُ النَّدَى
تَعَلَّى النَّدَى فِي مَتْنهِ وتَحَدَّرا {فالنَّدَى الأوَّل المَطَرُ، والثَّاني الشَّحْمُ.
(و) قالَ القتيبيُّ: النَّدَى المَطَرُ و (البَلَلُ.
(و) النَّدَى: (الكَلأُ) .
وقيلَ للنَّبْتِ:} نَدًى لأنَّه عَن نَدَى المَطَرِ يَنْبتُ؛ ثمَّ قيلَ للشَّحْم: نَدًى لأنَّه عَن نَدَى النَّبْت يكونُ، واحْتَجَّ بقولِ ابنِ أحْمر السَّابِق.
قُلْتُ: فالنَّدَى بمعْنَى الشَّحْمِ على هَذَا القولِ مِن المجازِ؛ وشاهِدُ النَّدَى للنَّباتِ قولُ الشاعرِ:
يَلُسُّ النَّدَى حَتَّى كأَنَّ سَراتَه
غَطاها دِهانٌ أَودَيابِيجُ تاجِرِوقال بِشْر:
وتِسْعةُ آلافٍ بحُرِّ بلادِهِ
تَسَفُّ النَّدَى مَلْبُونة وتُضَمَّرُقالوا: أَرادَ بالنَّدَى هُنَا الكَلأَ.
(و) النَّدَى: (شيءٌ يُتَطَيَّبُ بِهِ كالبَخورِ) ؛ وَمِنْه عُودٌ {مُنَدًّى: إِذا فُتِق} بالنَّدَى أَو مَاء الوَرْد.
(و) النَّدَى: الغايَةُ مِثْل (المَدَى) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وزَعَم يَعْقوبُ أَنَّ نونَه بَدَلٌ مِن الميمِ.
قالَ ابْن سِيدَه: وليسَ بشيءٍ.
(ج {أَنْدِيَةٌ} وأنْداءٌ) قدَّمَ غَيْر المقِيسِ على المَقِيس، وَهُوَ خِلافُ قاعدَته.
قَالَ الجَوْهرِي: وجَمْعُ النَّدَى أَنْداءٌ، وَقد يُجْمَعُ على أَنْدِيَة؛ وأنْشَدَ لمرَّة بن مَحْكانَ التِّيمي:
فِي لَيْلةٍ من جُمادِى ذاتِ أَنْدِيةٍ
لَا يُبْصِرُ الكلبُ من ظَلْمائِها الطُّنُبا وَهُوَ شاذٌّ لأنّه جَمْعُ مَا كانَ مَمْدوداً مِثْل كِساءٍ وأَكْسِيَةٍ، انتَهَى.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وذَهَبَ قوْمٌ إِلَى أَنَّه تَكْسيرٌ نادِرٌ، وقيلَ: جَمَعَ {نَداً على أنْداءٍ،} وأنْداءً على نِداءٍ، {ونِداءً على أَنْدِيَةٍ كرِدَاءٍ وأَرْدِيَةٍ، وقيلَ: لَا يريدُ بِهِ أَفْعِلةً نَحْو أَحْمِرةٍ وأَقْفِزَةٍ كَمَا ذهَبَ إِلَيْهِ الكافَّة، وَلَكِن يجوزُ أَن يريدَ أَفْعُلةً، بِضَم العَيْن، تَأْنِيث أَفْعُل وجَمَعَ فَعَلاء على أَفْعُلٍ كَمَا قَالُوا أَحْبُلٌ أَزْمُنٌ، وأَرْسُنٌ، وأَمَّا محمدُ بنُ يزِيد فذَهَبَ إِلَى أَنَّه جَمْعُ نَدِيَ، وذلكَ أنَّهم يَجْتَمِعُونَ فِي مجالِسِهم لقِرَى الأضْيافِ.
(و) من المجازِ: (} المُنْدِيَةُ، كمُحْسِنَةٍ: الكَرِيمةُ) الَّتِي ( {يَنْدَى) ، أَي يَعْرَقُ، (لَهَا الجَبينُ) حَياءً.
(} والنُّداءُ، بالضَّمِّ وَالْكَسْر) ؛ وَفِي الصَّحاح:! النِّداءُ (الصَّوتُ) ، وَقد يُضَمُّ مِثْلُ الدُّعاءِ والرُّغاءِ، وَمَا أَدَقّ ونَظَر الجَوْهري فِي سِياقِه.
وقالَ الــرَّاغبُ: النِّداءُ: رَفْعُ الصَّوتِ المُجرَّدِ، وإِيَّاه قَصَدَ بقولِه، عزَّ وجلَّ: {وَمثل الَّذين كَفَرُوا كمَثَل الَّذِي يَنْعَقُ بِمَا لَا يَسْمَع إلاَّ دُعاءً ونِداءً} ، أَي لَا يَعْرفُ إلاَّ الصَّوت المجرَّد دُونَ المَعْنى الَّذِي يَقْتَضِيه تَرْتِيبُ الكَلامِ، ويقالُ للحَرْفِ الَّذِي فهمَ مِنْهُ المَعْنى ذلكَ، قالَ: واسْتِعارَةُ النّداءِ للصَّوْت مِن حيثُ أنَّ مَنْ تَكْثرُ رُطُوبَة فَمِه حَسُن كَلامُه، وَلِهَذَا يُوصَفُ الفَصِيحُ بكَثْرةِ الرِّيق. ( {ونادَيْتُه و) } نادَيْتُ (بِهِ) {مُنادَاةً ونِداءً: صاحَ بِهِ.
(والنَّدَى) ، كفَتَى: (بُعْدُه) ، أَي بُعْدُ مَذْهَب الصَّوْت؛ (و) مِنْهُ: (هُوَ نَدِيُّ الصَّوْتِ، كغَنِيَ) : أَي (بِعيدُه) ، أَو طَرِيُّه.
(ونَخْلَةٌ نادِيَةٌ: بَعِيدَةٌ عَن الماءِ) ، والجَمْعُ} النَّوادِي {والنَّادِياتِ.
(} والنَّداتانِ من الفَرَسِ) : مَا فَوْقَ السُّرّة: وقيلَ: (مَا يَلِي) ؛ وَفِي المحْكم: الغرُّ الَّذِي يَلِي؛ (باطِنَ الفائِلِ الواحِدَةُ {نَداةٌ) ؛ وتقدَّمَ ذِكْرُ الفائِلِ فِي الَّلام.
(} وتَنادَوْا: نادَى بعضُهم بَعْضًا.
(و) أيْضاً: (تَجالَسُوا فِي النَّادِي) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وأنْشَدَ للمُرَقَّش:
والعَدْوَ بَيْنَ المَجْلِسَيْنِ إِذا
آدَ العَشِيُّ {وتَنادَى العَمّ (و) } نَدَت (ناقةٌ {تَنْدُو إِلَى نُوقٍ كِرامٍ) وَإِلَى أعْراقٍ كَرِيمةٍ: أَي (تَنْزِعُ) إِلَيْهَا (فِي النَّسَبِ) ؛ وأَنْشَدَ اللّيْث:
تَنْدُو نَوادِيها إليَّ صَلا خِدا (} والمُنْدِياتُ: المُخْزِياتُ) ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و؛ وَهِي الَّتِي يَعْرقُ مِنْهَا جَبِينُ صاحِبِها عَرقاً؛ وَهُوَ مجازٌ، وَقد تقدَّمَ؛ وأنْشَدَ ابنُ برِّي لأَوْسِ بنِ حَجَر:
طُلْس العِشاءِ إِذا مَا جَنَّ لَيْلُهُمُ
! بالمُنْدِياتِ إِلَى جاراتِهم ولفقالَ: وقالَ الرَّاعِي: وإِنَّ أَبا ثَوْبانَ يَزْجُرُ قَوْمَهُ
عَن {المُنْدِياتِ وهْوَ أَحْمَقُ فاجِرُ (} ونَدِيَ) الشَّيءُ (كرَضِيَ، فَهُوَ {نَدٍ) : أَي (ابْتَلَّ.} وأَنْدَيْتُه {ونَدَّيْتُه) } إنْداءً {وتَنْديةً: بَلَّلْتُه؛ وَمِنْه} نَدِيَتْ لَيْلَتُنا فَهِيَ {نَدِيَة، كفَرِحَةٍ، وَلَا يقالُ} ندِيَّةٌ؛ وكَذلك، الأرضُ، {وأنْدَاها المَطَرُ؛ قالَ:
} أَنْداهُ يومٌ ماطِرٌ فَطَلاَّ (و) مِن المجازِ: ( {أَنْدَى) الرَّجُلُ: (كَثُرَ عَطاياهُ) على إخْوانِه، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ: كَثُرَ عَطاؤُه.
(أَو) أَنْدَى: (حَسُنَ صَوْتهُ.
(والنَّوادِي: الحَوادِثُ) الَّتِي تَنْدُو.
(} ونادِياتُ الشَّيءِ: أَوائِلُه) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
النَّدَى: مَا يَسْقُطُ بالليْلِ.
وَفِي الصِّحاح: ويقالُ: النَّدَى نَدَى النَّهارِ، والسَّدَى نَدَى اللَّيْل، يُضْربانِ مَثَلاً للجُودِ ويُسَمَّى بهما.
ومَصْدرُ نَدِيَ يَنْدَى، كعَلِمَ، {النُّدُوَّةُ. قالَ سيبويهِ: هُوَ من بابِ الفُتُوَّةِ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: فدلَّ بِهَذَا على أنَّ هَذَا كُلَّه عنْدَه يَاء، كَمَا أَنَّ وَاو الفُتوَّةِ ياءٌ.
وَقَالَ ابنُ جنِّي: وأَمَّا قولُهم فِي فلانٍ تَكرُّمٌ} ونَدًى، فالإمالَةُ فِيهِ تدلُّ على أَنَّ لامَ النُّدُوَةِ ياءٌ، وقولُهم {النَّداوَةُ، الْوَاو فِيهِ بدلٌ من ياءٍ، وأَصْلُه نَدايَةٌ لما ذَكَرْناه مِن الإمالَةِ فِي النَّدَى، ولكنَّ الواوَ قُلِبَتْ يَاء لضَرْبٍ من التَّوسّع.
وَفِي حديثِ عذابِ القَبْر وجَريدَتَي النَّخْل: (لَنْ يَزالَ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا كانَ فيهمَا} نُدُوٌّ) ، ويريدُ نَداوَةً.
قالَ ابنُ الْأَثِير: كَذَا جاءَ فِي مُسْندِ أَحْمَد، وَهُوَ غَرِيبٌ، إنَّما يقالُ نَداوةٌ. {ونَدَا لَهُ النادِي: حالَ لَهُ شَخْصٌ أَو تَعَرَّضَ لَهُ شَبَحٌ، وَبِه فَسَّر أَبُو سعيدٍ قولَ القُطامي:
لَوْلاَ كَتائِبُ مِنْ عَمْرٍ ويَصُولُ بهَا
أُردِيتُ يَا خَيْرَ مَنْ يَنْدُو لَهُ النَّادِيوتقولُ: رَمَيْتُ ببَصَري فَمَا نَدَا لي شيءٌ، أَي مَا تحرَّكَ لي شيءٌ.
ويقالُ: مَا} نَدِيَني مِن فلانٍ شيءٌ أَكْرَهُهُ أَي مَا بَلَّني وَلَا أَصابَني، وَمَا {نَدِيَتْ لَهُ كَفِّي بشَرَ وَمَا} نَدِيتُ بشيءٍ تَكْرَهُه؛ قَالَ النابغَةُ:
مَا إِن نَدِيتُ بشيءٍ أَنتَ تَكْرَهُه
إِذا فَلا رَفَعَتْ سَوْطِي إليَّ يَدِيوما نَدِيتُ مِنْهُ شَيْئا: أَي مَا أَصَبْتُ وَلَا عَلِمْتُ؛ وقيلَ: مَا أَتَيْت وَلَا قارَبْتُ؛ عَن ابنِ كَيْسان.
وَلم {يَتَنَدَّ مِنْهُ بشيءٍ: أَي لم يُصِبْه وَلم يَنَلْه مِنْهُ شَيْء.
ونَدَى الحُضْر: بَقاؤُه.
ونَدَى الأرضِ: نَداوَتُها.
وشَجَرٌ} نَدْيانُ.
والنَّدَى: السَّخاءُ والكَرَمُ.
ورجُلٌ {نَدٍ: جَوادٌ.
وَهُوَ} أَنْدَى مِنْهُ: إِذا كانَ أَكْثَر خَيْراً مِنْهُ.
{ونَدِى على أصْحابه: تَسَخَّى.
} وانْتَدَى {وتَنَدَّى: كَثُرَ} نَداهُ.
وَمَا {انْتَدَيْتُ مِنْهُ وَلَا} تَنَدَّيْتُ: أَي مَا أَصَبْتُ مِنْهُ خَيْراً.
ونَدَوْتُ مِن الجُودِ.
يقالُ: سَنَّ للناسِ النَّدَى {فَنَدَواْ؛ كَذَا بخطِّ أَبي سَهْل وأَبي زَكَرِيَّا والصّقلي فَنَدوا بفَتْح الدالِ وصَحَّحه الصّقلي.
ويقالُ: فلانٌ لَا} يُنْدِي الوَتَرَ، بالتّخْفيفِ والتَّشْديدِ، أَي لَا يُحْسِنُ شَيْئا عَجْزاً عَن العَمَلِ وعِيًّا عَن كلِّ شيءٍ، وقيلَ: إِذا كانَ ضَعِيفَ البَدَنِ.
وعُودٌ {مُنَدَّى} ونَدِيٌّ: فُتِقَ {بالنَّدَى أَو مَاء الْورْد؛ أنْشَدَ يَعْقوب:
إِلَى مَلِكٍ لَهُ كَرَمٌ وخَيْرٌ
يُصَبَّحُ باليَلَنْجُوجِ} النَّدِيّ ِويومُ {التَّنادِ: يومُ القِيامَةِ لأنَّه} يُنادِي فِيهِ أَهْلُ الجنَّةِ أَهْلَ النارِ، ويقالُ بتَشْديدِ الدالِ وَقد ذُكِرَ.
وَهُوَ {أَنْدَى صَوْتاً مِن فلانٍ: أَي أَبْعَد مَذْهباً وأَرْفَع صَوْتاً؛ وأنْشَدَ الأصْمعي لمِدْثارِ بنِ شَيْبان النَّمَرِيِّ:
فقُلْتُ ادْعِي وأَدْعُ فإنَّ أَنْدى
لصَوْتٍ أَنْ} يُنادِيَ داعِيانِوقيلَ: أَحْسَن صَوْتاً وأَعْذَبُ.
{ونادَاهُ: أَجابَهُ؛ وَبِه فُسِّر قولُ ابنِ مُقْبل:
بحاجةِ مَحْزُونٍ وإنْ} تُنادِيا وَفِي حديثِ يَأْجوجَ ومَأْجوجَ: (إِذْ {نُودُوا نادِيةً أَتَى أَمْرُ اللهاِ) ، يريدُ بالنَّادِ دَعْوةً واحِدَةً، فقَلَب} نِداءَة إِلَى {نادِيةٍ، وجعلَ اسْمَ الفعِلِ مَوْضِع المصْدَر.
وَفِي حديثِ ابنِ عَوْف:
(وأوْدَى سَمْعَه إلاَّ} نِدايا) أَرادَ: إلاَّ! نِداءً، فأَبْدَلَ الهَمْزَةَ يَاء تَخْفِيفاً، وَهِي لُغَةُ لبعضِ العَرَبِ.
ونَادَى النّبْتُ وصاحَ: إِذا بَلَغَ والْتَفَّ؛ وَبِه فُسِّر قولُ الشاعرِ:
كالكَرْمِ إِذْ نادَى مِن الكافُورِ والنَّدِيُّ كغَنِيَ: قَرْيةٌ باليَمَنِ.
{والنَّداةُ: النّدوَةُ.
} ونُدَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: مَوْلاةُ مَيْمونَة، حَكَاهُ أَبو دَاوُد فِي السِّنَن عَن يُونُس عَن الزّهْري، أَو هِيَ ندبةُ.
والنَّادِي: العَشِيرَةُ، وَبِه فُسِّر قولهُ تَعَالَى: {فَلْيَدْعُ {نادِيَه} ، وَهُوَ بحذْفِ مُضافٍ، أَي أَهْل النادِي فسَمَّاهُ بِهِ، كَمَا يقالُ تَقَوَّضَ المَجْلِسُ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
ومِثْلُه النَّدِيّ، كغَنِيِّ، للقَوْمِ المُجْتمِعَين. وَبِه فُسِّر حديثُ سَويَّة بن سُلَيْم: (مَا كَانُوا ليَقْتُلُوا عامِراً وبَني سُلَيْمٍ وهُم النَّدِيُّ) .
وجَمْعُ النَّادِي أَنْداءٌ؛ وَمِنْه حديثُ أَبي سعيدٍ: (كنَّا} أَنْداءً) .
{ونَدَاهُم إِلَى كَذَا: دَعاهُم.
ونَداهُم} يَنْدُوهُم: جَمَعَهُم فِي النادِي، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى.
{ونَدَى} وانْتَدَى: حَضَرَ النَّدِيَّ.
{والمُنادَاةُ: المُشاوَرَةُ.
} وأَنْدَيْتُ الإِبِلَ {إنْداءً: مِثْلُ نَدَّيْت، عَن الجَوْهرِي.
وتَنْدِيَةُ الخَيْلِ: تَضْمِيرُها ورَكْضها حَتَّى تَعْرقَ؛ نقلَهُ الأزْهري.
} ونَدَّى الفَرَسَ: سَقاهُ الماءَ.
والنَّدَى: العَرَقُ الَّذِي يَسِيلُ مِن الخَيْلِ عِنْدَ الرّكْض؛ قالَ طُفَيْل: نَدَى الماءِ مَنْ أعْطافِها المُتَحَلِّب وتَنَدَّتِ الإِبِلُ: رَعَتْ مَا بينَ النَّهَل والعَلَلِ.
والنَّدْوَةُ: السَّخاءُ، وأَيْضاً: المُشاوَرَةُ؛ وأَيْضاً الأكْلَةُ بينَ السَّقْيَتَيْنَ.
والنَّدَى: الأكْلَةُ بينَ الشَّرْبَتَيْنِ.
{ونَوادِي الكَلامِ: مَا يَخْرجُ وقْتاً بعْدَ وَقْتً.
والنَّوادِي النَّواحِي، عَن أَبي عمْرٍ و.
وأيْضاً: النُّوقُ المُتَفرِّقَةُ فِي النَّواحِي.
} ونَدَا {يَنْدُو} نَدْواً: اعْتَزَلَ وتَنَحَّى.
ويقالُ: لم {ينْدَ مِنْهم} نادٍ، أَي لم يبْقَ مِنْهُم أحَدٌ.
ونَدْوَةُ: فَرَسٌ لأبي قَيْد بنِ حَرْمَل.
وتَنَدَّى المَكانُ: نَدِي.
والنِّداءُ: الأذانُ.
وفلانٌ لَا {تَنْدَى صَفَاتُه، وَلَا} تُنَدِّي إحْدَى يَدَيْه الأُخْرى، يقالُ ذلكَ للبَخِيلِ.
وتَنَدَّى: تَرَوَّى.
وَهُوَ فِي أَمْر لَا يُنادَى وليدُهُ، تقدَّمَ فِي ولد.
ونَدُوَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ: صارَ ذَا نَدًى.
! وأَنْدَى الكَلامُ: عَرَّقَ قائِلَهُ وسامِعَه فرقا مِن سوءِ عاقبَتهِ. {وأَنْدَى الشَّيْء: أَخْزَى.
} ونَدا: موضِعٌ فِي بِلادِ خُزاعَةَ.

جفن

ج ف ن : جَفْنُ الْعَيْنِ غِطَاؤُهَا مِنْ أَعْلَاهَا وَأَسْفَلِهَا وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَجَفْنُ السَّيْفِ غِلَافُهُ وَالْجَمْعُ جُفُونٌ وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى أَجْفَانٍ.

وَجَفْنَةُ الطَّعَامِ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ جِفَانٌ وَجَفَنَاتٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَسَجَدَاتٍ. 
(جفن)
الطَّعَام جفنا وَضعه فِي الْجَفْنَة وَنَفسه عَن الشَّيْء منعهَا

(جفن) صنع جَفْنَة وَقدم لَهُ جَفْنَة فِيهَا طَعَام وَيُقَال ائتنا نجفن لَك

جفن


جَفَنَ(n. ac. جَفْن)
a. Slaughtered & served up (camel).
b. ['An], Kept aloof from (sin).
جَفْن
(pl.
أَجْفُن
جُفُوْن
أَجْفَاْن
38)
a. Eyelid; eye-lash.
b. Vine-stock.
c. Sheath, scabbard.

جَفْنَة
(pl.
جِفَن
جِفَاْن)
a. Large bowl; deep dish.

جِفْنa. see 1 (c)
جفن
الجَفْنَة خصت بوعاء الأطعمة، وجمعها جِفَان، قال عزّ وجل: وَجِفانٍ كَالْجَوابِ [سبأ/ 13] ، وفي حديث «وأنت الجفنة الغرّاء» أي: المطعام، وقيل للبئر الصغيرة جفنة تشبيها بها، والجِفْن خصّ بوعاء السيف والعين، وجمعه أجفان، وسمي الكرم جفنا تصوّرا أنّه وعاء العنب.
(جفن) - في حَدِيثِ أَبِي قَتادَة، رضي الله عنه: "نَادِ يا جَفْنَة الرَّكْب"
: أي يا صاحِبَ جَفْنة الرَّكْب، حَذَفَ المُضافَ وأَقامَ المُضافَ إليه مُقامَه، لِعِلْمِهم بأَنَّ الجَفْنَة لا تُنادَى ولا تُجِيب ولا تَحضُر، إرادةً للتَّخفِيفِ في الكلام، نَحْو قَولِه تَعالَى {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} . 
جفن: الجَفْنُ: جَفْنُ العَيْنِ والسَّيْفِ. وضَرْبٌ من العِنَبِ، وقيل: نَفْسُ الكَرْمِ ووَرَقُه. وظَلْفُ النَّفْسِ عن الشَّيْءِ، جَفَنَ نَفْسَه. وجَفْنَةُ الطَّعامِ: مَعْروفةٌ. وجَفْنَةُ: قَبِيلَةٌ من اليَمَنِ؛ مُلُوْكٌ. والتَّجْفِيْنُ: إطْعَامُ النّاسِ، جَفَّنَ فلانٌ لفُلانٍ: اتَّخَذَ له طعاماً وفي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه: " أنّه انْكَسَرَتْ قَلُوْصٌ من إبِلِ الصَّدَقَةِ فَجَفَّنَها ". وجُفَيْنَةُ في قَوْلِهم: " عِنْدَ جُفَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِيْنُ " هو رَجُلٌ كانَ عِنْدَه عِلْمُ رَجُلٍ مَقْتُولٍ.
ج ف ن

بنو فلان يقرون في الجفان. وجفنوا: صنعوا جفاناً، وجفن فلان لفلان، وأتنا نجفن لك. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه " انكسرت قلوص من إبل الصدقة فجفنها " وتجفن فلان: انتسب إلى آل جفنة. وشرب فلان ماء الجفن وهو الكرم، والجفنة الكرمة. وتحالفوا على القتال ففضوا أجفانهم، وغضوا أجفانهم أي كسروا غمودهم.

ومن المجاز: أنت الجفنة الغراء: للجواد المضياف. قال يرثيه:

يا جفنة كإزاء الحوض قد كفئت ... ومنطقاً مثل وشي اليمنة الحبرهْ

ولب الخبز ما بين جفنيه وهما وجهاه.
ج ف ن: (الْجَفْنُ) جَفْنُ الْعَيْنِ وَالْجَفْنُ أَيْضًا غِمْدُ السَّيْفِ. وَالْجَفْنَةُ كَالْقَصْعَةِ وَجَمْعُهَا (جِفَانٌ) وَ (جَفَنَاتٌ) بِالتَّحْرِيكِ وَقَوْلُهُمْ:

وَعِنْدَ جُفَيْنَةَ الْخَبَرُ الْيَقِينُ
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ اسْمُ خَمَّارٍ وَلَا تَقُلْ: جُهَيْنَةَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الْأَمْثَالِ: هَذَا قَوْلُ الْأَصْمَعِيِّ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ: هُوَ جُهَيْنَةُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَانَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ بِهَذَا الْعِلْمِ أَكْبَرَ مِنَ الْأَصْمَعِيِّ. 
[جفن] الجَفنُ: جَفْنُ العين . والجَفنُ أيضا: غمد السيف. والجفن: اسم موضع. والجفن: قضبان الكرم، الواحدة جفنة. (*) والجفنة كالقصعة، والجمع الجفان والجفنات بالتحريك، لان ثانى فعلة يحرك في الجمع إذا كان اسما، إلا أن يكون ياء أو واوا فيسكن حينئذ. وجفنة: قبيلة من اليمن. وقولهم: " وعند جفينة الخبر اليقين " قال ابن السكيت: هو اسم خمار، ولا تقل جهينة. وقال أبو عبيد في كتاب الامثال: هذا قول الاصمعي، وأما هشام بن محمد الكلبى فإنه أخبر أنه جهينة. وكان من حديثه أن حصين ابن معاوية بن عمرو بن كلاب خرج ومعه رجل من جهينة يقال له الاخنس، فنزلا منزلا، فقام الجهنى إلى الكلابي وكانا فاتكين، فقتله وأخذ ماله. وكانت صخرة بنت عمرو بن معاوية تبكيه في المواسم. قال الاخنس: تسائل عن حصين كل ركب وعند جهينة الخبر اليقين قال: وكان ابن الكلبى بهذا النوع من العلم أكبر من الاصمعي.
جفن:
جَفَّن، بالتشديد: طرف بعينه كثيرا، حرك جفن عينيه حركة متصلة (ألكالا) - ووضعه في الجَفْن وهو السفينة، وحمله في السفينة (أماري 175) وقد أحسن الناشر في تصحيحه.
جَفْن: غطاء العين من أعلاها وأسفلها.
ويقال في الجراحة: قطع الجفن وهو ما يسمى بالتشمير أي قطع جزء من الجفن الأعلى متى زادت فيه الأهداب (معجم المنصوري) وأنظر النص في مادة تشمير.
وجَفْن، ويجمع على أجفان وجفون: سفينة، مركب (معجم البيان، معجم ابن جبير، فوك).
ويقال بنفس المعنى: أجفان المراكب (أماري ديب 34).
وجفن: ما يحيط به السور في المدينة ففي الادريسي (5 قسم 2) وهي مدينة عامرة الجفن رائعة الحسن كثيرة المياه والأشجار. ومن هذا قيل جفن المدينة وجفن البلد بمعنى المدينة (عباد 2: 6، 174، 187). أو الحصن المسور والقصر المسور، ففي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص48): ولما رأوا من جنود الله ما لا قبل لهم به القوابيد الاستسلام صاغرين، وأن يتخلوا عن جفن الحصن مجردين، وفي ص52 منه: وركب من الغدا (الغد) ومشى إلى حصن الفرج فأعجب بصورة وصفه واحتفال بنائه ورجع من جفنه فمشى إلى الجامع الكبير.
وجفن: مدينة مقابل الحصن أو القصر الذي فيها وقد جاء هذا في فقرتين لابن الخطيب نقلهما عباد (2: 6 رقم 22)، (عباد 3: 186) وفي الخطيب (147ق): فدخل جفنها واعتصم مَن تَأخَّر أجَلُه بقصيتها.
وجفن: ضرب من أحذية الفلاحين مغلفة بقطعة من الصوف (سندوفال 312).
جَفنَة (راجع لين في مادة جَفْن) وتجمع على جَفان (راجع كذلك السعدية، النشيد 78، البيت 47. والنشيد 105). وهي فيما يقول المستعيني في مادة كرم مرادفة لهذه الكلمة الأخيرة (وكذلك يقول أبو الوليد 143)، ومعناها: أصل الكرم (ابن العوام 1: 13، 182، 183، 185، 186).
ويقال: جفان العنب بمعنى أصول الكرم مقابل العرائش وهي الكرم المتسلق (ابن العوام 1: 185).
وفسرها فريتاج باللاتينية بما معناه قصعة من خشب، وقد علقت عليه أن هذا الضرب من القصاع لا يكون دائما من الخشب، يقول دوماس (قبيل 203): جفنة صحن كبير من خزف. وفي ابن اياس 386: طلب جفنة فيها نار.
وجفنة، وتجمع على جفان: سفينة حربية. (بوشر، بربرية).
وجفنة: اسم نبات (كاريت جغرافية 137) اسمه العلمي gymnocarpos decandrum Desf ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 282.
جَفْنيّ: نسبة إلى جفن وهي السفينة الحربية (ألكالا).

جفن

1 جَفَنَ نَاقَةً, (K,) inf. n. جَفْنٌ, (TA,) He slaughtered a she-camel, and gave her flesh for food (K, TA) to the people, (TA,) in bowls (جِفَان). (K, TA.) 2 جفّنوا They made bowls (جِفَان [probably meaning they prepared bowls of food: accord. to Freytag's Lex., جفّن means “ apposuit scutellam; but he does not name his authority]). (TA.) A2: جفّن and ↓ تجفّن It (a grape-vine) attained to the state of having an أَصْل [i. e., app., a stock]. (TA.) 5 تَجَفَّنَ see 2.

جَفْنٌ The eyelid; both the upper and the lower: (S, Msb, K:) of the mase. gender: (Msb:) pl. [of pauc.] أَجْفَانٌ and أَجْفُنٌ and [of mult.] جُفُونٌ. (K.) b2: The upper surface, and the lower, of a cake of bread: both together being called جَفْنَا الرَّغِيفِ. (Lh, TA.) b3: The scabbard, or sheath, (غِمْد, S, K, or غِلَاف, Msb,) of a sword: (S, Msb, K:) [or] the case, or receptacle, in which is [put] the sword together with its غمد and suspensory belt or cord: (S voce قِرَابٌ:) [but the former signification only is commonly known:] and [it is said that] ↓ جِفْنٌ signifies the same; (K;) but this is doubted by IDrd: (M, TA:) pl. [of pauc.] أَجْفَانٌ and [of mult.] جُفُونٌ. (Msb.) b4: The أَصْل [app. here meaning stock] of a grape-vine: (K:) or a grape-vine itself, in the dial. of El-Yemen; (T, TA;) so called as being imagined to be the receptacle of the grapes: (Er-Rághib, TA:) or a species of grape: (ISd, K:) or the skin of the grape, in which is the juice: (IAar, TA:) or a climbing shoot of a grape-vine: (AHn, TA:) or the shoots of the grape-vine: (T, S, M, K:) n. un. with ة: (T S, M:) or, accord. to IAar, جَفْنَةٌ is syn. with كرعة [app. a mistranscription for كَرْمَةٌ a single grape-vine]: or, accord. to some, as ISd says, the leaves of the grape-vine. (TA.) [Hence,] مَآءُ الجَفْنِ The juice of the vine; (A, TA;) wine: (TA:) [or it may originally mean tears; then, rain; and then, wine: for] wine is also called مَآءُ السَّحَابِ: and جَفْنُ المَآءِ means the clouds. (TA.) b5: A kind of tree, of sweet odour. (AHn, K.) b6: A certain plant, of the kind called أَحْرَار, that grows in a spreading manner, and, when it dries up, contracts; having grains like the حُلْبَة [or fenugreek]. (AHn, TA.) جِفْنٌ: see جَفْنٌ.

جَفْنَةٌ A [bowl of the kind called] قَصْعَة: (K:) or like a قصعة: (S:) the largest kind of قصعة; (Ks, S in art. صحف, M;) next to which is the قصعة [properly so called], which satisfies the hunger of ten [men]; then, the صَحْفَة, which satisfies five; then, the مِئْكَلَة, which satisfies two men, and three; then, the صُحَيْفَة, which satisfies one man: (Ks, S in art. صحف:) it is peculiarly applied to a receptacle for kinds of food: (Er-Rághib, TA:) pl. [of mult.] جَفَانٌ (S, Msb, K) and جِفَنٌ (Sb, TA) and (of pauc., TA) جَفَنَاتٌ (S, Msb, K.) [Hence,] كُفِئَتْ جَفْنَتُهُ [His bowl was turned upside-down; meaning] (tropical:) he was slain; a phrase similar to هُرِيقَ رِفْدُهُ. (A in art. رفد.) b2: (assumed tropical:) A small well; (K;) as being likened to the جفنة for food. (Er- Rághib, TA.) b3: (tropical:) A generous man: (K:) جَفْنَةٌ غَرَّآءُ is an appellation applied to a generous man who entertains many guests and feeds many: (IAar, TA:) he is called جفنة because people are fed in the جفنة, and the epithet غرّآء is added because of the whiteness of the camel's hump in the جفنة. (TA.) b4: Also i. q. خَمْرَةٌ [meaning Some wine, or a kind of wine: see also مَآءُ الجَفْنِ, voce جَفْنٌ]. (IAar, TA.)
جفن
: (الجَفْنُ: غِطاءُ العَيْنِ مِن أَعْلَى وأَسْفَل، ج أَجْفُنٌ) ، بضمِّ الفاءِ، (وأَجْفانٌ وجُفُونٌ) .
(قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: ومِن أَبْدَع الجِنَاسِ وأَلْطَفِهِ مَا أَنْشَدَنِيه شيْخُنا الإمامُ محمدُ بنُ الشَّاذليِّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى:
أَجْفانُهم نَفَتِ الغرارَ كَمَا انْتَفَى ماضِي الغرار بهم مِن الأَجْفانِالغرارُ الأوَّل: النَّوْم، وَالثَّانِي: حَدُّ السَّيْف؛ وأَجْفان الأوَّل: أَجْفانُ العَيْنِ، وَالثَّانِي: الأَغْماد.
(و) الجَفْنُ: (غِمْدُ السَّيْفِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ والمُحْكَمِ والتَّهْذِيبِ؛ (ويُكْسَرُ) .
(وَفِي المُحْكَمِ: وَقد حُكِيَ بالكسْرِ.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدْرِي مَا صحَّته.
(و) الجَفْنُ: (أَصْلُ الكَرْمِ) ، وَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ؛ قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلب:
سُقَيَّةُ بينَ أَنْهارٍ عِذابٍ وزَرْعٍ نابِتٍ وكُرومِ جَفْنِويقالُ: نَفْس الكَرْمِ بلُغَةِ أَهْلِ اليمنِ؛ كَذَا فِي التَّهْذِيبِ.
وقالَ الــرَّاغبُ: وسُمِّي الكَرْمُ جَفْناً تَصوّراً أنَّه وعاءٌ للعِنَبِ.
وَفِي الأَساسِ: شَرِبوا ماءَ الجَفْنِ، أَي الكَرْمِ.
(أَو قُضْبانُهُ) ، الواحِدَةُ جَفْنَةٌ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ والتهْذِيبِ والمُحْكَمِ.
(أَو ضَرْبٌ مِن العِنَبِ) ؛) نَقَلَهُ ابنُ سِيْدَه.
(و) الجَفْنُ: (ظَلْفُ النَّفْسِ من المَدانِسِ) .) يقالُ: جَفَنَ نفْسَه عَن الشيءِ، أَي ظَلَفَها؛ قالَ:
جَمَعَ مالَ اللَّهِ فِينا وجَفَنْنفْساً عَن الدُّنيا وللدُّنيا زِيَنْقالَ الأَصْمَعيُّ: وقالَ أَبو زَيْدٍ: لَا أَعْرِفُ الجَفْنَ بمعْنَى ظَلْفِ النَّفْسِ.
(و) الجَفْنُ: (شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ) ؛) عَن أَبي حَنيفَةَ، وَبِه فَسَّرَ بَيْتَ الأَخْطَل يَصِفُ خابِيَةَ خَمْر:
آلَتْ إِلَى النّصْف من كَلْفاءَ أَتْأَقَهاعِلْجٌ وكتَّمَها بالجَفْنِ والغَارِقالَ: وَهَذَا الجَفْنُ غَيْر الجَفْنِ مِن الكَرْم، ذاكَ مَا ارْتَقَى مِن الحَبَلةِ فِي الشَّجَرةِ فيُسَمَّى الجَفْن لتجفُّنِه فِيهَا.
(و) جَفْنٌ: (ع بالطَّائِفِ) .
(وقالَ نَصْر: ناحِيَةٌ بالطائِفِ، وضَبَطَه بضمِّ الجِيمِ.
وأَمَّا الجَوْهرِيُّ، فقالَ: الجَفْنُ اسْمُ مَوْضِعٍ، وضَبَطَه بالفتْحِ.
(و) مِن المجازِ: قَوْلُهم: أَنْتَ (الجَفْنَةُ) الغَرَّاءُ، يَعْنُونَ (الرَّجُلَ الكَرِيمَ) المضْيافَ للطَّعامِ، عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
قُلْتُ: وَقد جاءَ ذلِكَ فِي حدِيْثِ عبدِ اللَّهِ بنِ الشَّخير.
وإنَّما يُسَمّونَه جَفْنَة لأَنَّه يُطْعِم فِيهَا، وجَعَلُوها غَرَّاء لمَا فِيهَا مِن وضحِ السَّنامِ.
(و) الجَفْنَةُ: (البِئْرُ الصَّغيرَةُ) تَشْبِيهاً بجَفْنَةِ الطَّعامِ؛ قالَهُ الــرَّاغبُ.
(و) الجَفْنَةُ: (القَصْعَةُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: كالقَصْعَةِ.
وَفِي المُحْكَم: أَعْظَمُ مَا يكونُ مِن القِصَاعِ.
قالَ الــرَّاغِبُ: خُصَّت بوعاءِ الأَطْعِمَةِ؛ (ج جِفانٌ) ، بالكسْرِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {وجِفان كالجوابى} .
(و) يُجْمَعُ فِي العَدَدِ، على (جَفَناتٍ) ، بالتَّحْريكِ، لأَنَّ ثَانِي فَعْلَةٍ يُحَرَّكُ فِي الجَمْعِ إِذا كانَ اسْماً، إلاَّ أَنْ يكونَ واواً أَو يَاء فيَبْقى على سكونِه حينَئِذٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وقالَ حَسَّان:
لنا الجَفَناتُ الغَرُّ تَلْمَعُ بالضّحى (و) جَفْنَةُ: (قَبيلَةٌ باليمنِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ زادَ ابنُ سِيْدَه: مِن الأَزْدِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: آلُ جَفْنَةَ: مُلوكٌ مِن اليمنِ كَانُوا يَسْتَوْطِنون الشَّام، وَفِيهِمْ يقولُ حَسَّان، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ:
أَوْلادِ جَفْنَةَ عندَ قَبْرِ أَبِيهِمُقَبْرِ ابنِ مارِيةَ الكَريمِ المِفْضَلِوأَرادَ بقَوْلِه: عندَ قَبْر أَبِيهم أَنَّهم فِي مَساكِنِ آبائِهم ورِباعِهِم الَّتِي ورِثُوها عَنْهُم.
قُلْت: وهم بَنُو جَفْنَةَ بنِ عَمْرٍ ومِن بَقايا أَخِي ثَعْلَبَة العتقاء جَدّ الأَنْصارِ، واسْمُ جَفْنَةَ علبة، وَقد أَعْقَب مِن ثَلاثه أَفْخاذ: كَعْب ورفاعَةَ والحارِثِ.
(وجَفَنَ النَّاقَةَ) يَجْفنُها جفناً: (نَحَرَها وأَطْعَمَ لَحْمَها) الناسَ (فِي الجِفانِ) ؛) وَمِنْه حدِيْثُ عُمَرَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: (أَنَّه انْكَسَرتْ قلوصٌ مِن نَعَمِ الصَّدَقَةِ فجَفَنَها) .
(وجَفَّنَ تَجْفِيناً وأَجْفَنَ: جامَعَ كَثيراً) .
(قالَ أَعْرابيٌّ: أَضْواني دَوامُ التَّجْفِينِ.
(و) فِي المَثَلِ: (عِندَ جُفَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِينُ) ، كَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ فِي كتابِ الأَمثالِ عَن الأَصْمَعيّ.
قالَ ابنُ السِّكِّيت: (هُوَ اسْمُ خَمَّارٍ، وَلَا تَقُلْ جُهَيْنَةَ) ، بالهاءِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(أَو قد يقالُ:) كَمَا هُوَ المَشْهورُ على الأَلْسِنَةِ. قالَ الجَوْهرِيُّ: ورَوَاهُ هِشامُ بنُ محمدٍ الكلْبيُّ هَكَذَا، وَكَانَ أَبو عبيدَةَ يَرْوِيه بالحاءِ المُهْمَلَةِ كَمَا سَيَأْتي، وَكَانَ مِن حدِيثِه على مَا أَخْبَر بِهِ ابنُ الكلْبَي، (لأَنَّ حُصَيْنَ بنَ عَمْرِو بنِ مُعاوِيَةَ بنِ عمرِو بنِ كِلابٍ خَرَجَ ومَعَه رَجُلٌ من بنِي جُهَيْنَةَ يُقالُ لَهُ الأَخْنَسُ، فَنَزَلا مَنْزِلاً، فقامَ الجُهنِيُّ إِلَى الكِلابيِّ) وَكَانَا فاتِكَيْنِ (فَقَتَلَهُ وأَخَذَ مالَهُ، وكانَتْ صَخْرَةُ بِنْتُ عَمْرِو بنِ مُعَاوِيَةَ) ؛) وَفِي الصِّحاحِ: صَخْرَةُ بنْتُ مُعاوِيَةَ وَلعلَّه نَسَبَها إِلَى جَدِّها، (تَبْكيهِ فِي المَواسِم، فقالَ الأَخْنَسُ:
(تُسائِلُ عَن حُصَيْنٍ كُلَّ رَكْبٍ وعِندَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقينُ) قالَ ابنُ بَرِّي: وَكَانَ ابنُ الكلْبي بِهَذَا النَّوعِ مِن العلْمِ أَكْثَر مِن الأَصْمَعيّ.
ويُرْوَى:
تُسائِلُ عَن أَخِيها وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الجِفَنُ، كعِنَبٍ: جَمْعُ الجَفْنَة للقَصْعَةِ، ومَثَّله سِيْبَوَيْه بهَضْبةٍ وهِضَبٍ.
والجَفْنَةُ: الكَرْمَةُ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وقيلَ: وَرَقُ الكَرْمِ؛ عَن ابنِ سِيْدَه.
والجَفْنُ: نَبْتةٌ مِن الأَحْرارِ تَنْبُتُ مُتَسَطِّحةٌ، فَإِذا يَبِسَتْ تقبَّضَتْ فاجْتَمَعَتْ، وَلها حبٌّ كأَنّه الحُلْبَةُ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ.
وجَفَنَ الكَرْمُ وتَجَفَّنَ: صارَ لَهُ أَصْلٌ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: الجَفْنُ: قِشْرُ العِنَبِ الَّذِي فِيهِ الماءُ، ويُسمَّى الخَمْرُ ماءَ الجَفْنِ، والسَّحابُ جَفْنَ الماءِ، قالَ يَصِفُ رِيقَة امْرأَةٍ وشَبَّهها بالخَمْرِ: تُحْسي الضَّجيعَ ماءَ جَفْنٍ شابَهُصَبيحَةَ البارِقِ مَثْلوجَ ثَلِجأَرادَ بماءِ الجَفْنِ الخَمْرَ.
وجفَّنُوا: صَنَعُوا جِفاناً.
وتَجَفَّنَ: انْتَسَبَ إِلَى جَفْنَةَ.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: لُبُّ الخُبْزِ مَا بينَ جَفْنَيْه.
وجَفْنا الرَّغيفِ: وَجْهاه مِن فَوْق ومِن تَحْت.
والجَفْنَةُ: الخَمْرَةُ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
ومجفنةُ بنُ النُّعْمان العتكيُّ شاعِرُ الأَزْدِ مُخَضْرَمٌ، ذَكَرَه وثيمة.
جفن: {جفان}: قصاع كبار، واحدتها جفنة.
[جفن] فيه: قيل له: أنت "الجفنة" الغراء، كانت العرب تدعو السيد المطعام جفنة لأنه يضعها ويطعم الناس فيها، والغراء البيضاء أي أنها مملوءة بالشحم والدهن. ومنه ح: ناد يا "جفنة" الركب، أي تطعمهم وتشبعهم، أو أراد يا صاحب جفنة الركب. ش: هو بفتح جيم، والركب جمع راكب. ن: أي من كان عنده جفنة بهذه الصفة ليحضرها. ط: اغتسل في "جفنة" أي قصعة كبيرة. وشق "جفنه" يبين في شين. وفيه: انكسر قلوص من إبل الصدقة "فجفنها" أي اتخذ منها طعاماً في جفنة وجمع الناس عليها. وسلوا سيوفكم من "جفونها" أي أغمادها، جمع جفن. ن: كسر "جفن" سيفه، بفتح جيم وسكون فاء وبنون غمده.
جفن
جَفْن/ جِفْن [مفرد]: ج أجفان وأجْفُن وجُفون: غطاء العين من أعلاها وأسفلها، مذكّر ولا يؤنّث "فتَّح أجفانه على صوت أبيه- إنّه لشديد جفن العين [مثل]: يُضرَب لمن يقوَى على السّهر، أو مَن كان صبورًا على النعاس لا يغلبه النوم" ° أثقل الكرى أجفانَه/ أطبق الكرى أجفانَه: غلَبه النُّعاس- جفنا الرغيفِ: وجهاه- جفن السَّيف: غمده- لا يَغْمَض له جَفْنٌ: لا ينام- نام ملءَ جَفْنَيه: نام ملءَ عينيه، كان خاليًا من الهمّ- ندَّ النَّومُ عن أجفاني: ابتعد النَّومُ عنّي. 

جَفْنَة [مفرد]: ج جَفَنات وجَفْنات وجِفان وجِفَن:
1 - وعاءٌ للطَّعام من خَزَفٍ ونحوه، قَصْعة كبيرة "ادع إلى طِعانك مَنْ تدعو إلى جِفانك [مثل]: استعمل في حوائجك مَنْ تخصُّه بمعروفك".
2 - بئر صغيرة " {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} ". 

جفن: الجَفْنُ: جَفْنُ العَين، وفي المحكم: الجَفْنُ غطاءُ العين من

أَعلى وأَسفل، والجمع أَجْفُنٌ وأَجفان وجُفونٌ. والجَفْنُ: عمْدُ السيف.

وجَفْنُ السيف: غِمده؛ وقول حذيفة بن أَنس الهذلي:

نَجا سالمٌ، والنفسُ منه بشِدْقِه،

ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سيفٍ ومِئْزَرا.

نصبَ جَفْنَ سيف على الاستثناء المنقطع كأَنه قال نجا ولم يَنْجُ؛ قال

ابن سيده: وعندي أَنه أَراد ولم ينج إلا بجفن سيف، ثم حذَف وأَُوْصَل، وقد

حكي بالكسر؛ قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحتُه، وفي حديث الخوارج:

سُلُّوا سيوفكم من جُفونها؛ قال: جفونُ السيوف أَغمادُها، واحدها جَفْنٌ، وقد

تكرر في الحديث. والجَفْنة: معروفة، أَعظمُ ما يكونُ من القِصاع، والجمع

جِفانٌ وجِفَنٌ؛ عن سيبويه، كهَضْبةٍ وهِضَب، والعدد جفَنات، بالتحريك،

لأَن ثانيَ فَعْلةٍ يُحَرَّك في الجمع إذا كان اسماً، إلا أَن يكون ياءً

أَو واواً فيُسَكَّنُ حينئذ. وفي الصحاح: الجَفْنة كالقَصْعة. وجَفَنَ

الجَزورَ: اتخذ منها طعاماً. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه انكسَرتْ

قلوصٌ من نَعَمِ الصَّدَقة فجَفَنها، وهو من ذلك لأَنه يمْلأُ منها

الجِفانَ، وقيل: معنى جَفَنَها أَي نَحرَها وطبَخَها واتخذ منها طعاماً وجعل

لَحمها في الجفان ودعا عليها الناسَ حتى أَكلوها. والجَفْنة: ضرْبٌ من العنب.

والجَفْنة: الكَرْم، وقيل: الأَصلُ من أُصول الكَرْم، وقيل: قضيب من

قُضْبانه، وقيل: ورَقُه، والجمع من ذلك جَفْنٌ؛ قال الأَخطل يصف خابية خمر:

آلَتْ إلى النصف من كَلْفاءَ أَتْأَقها

عِلْجٌ، وكتَّمَها بالجَفْنِ والغار.

وقيل: الجَفْن اسمٌ مفرد، وهو أَصل الكَرْم، وقيل: الجَفْن نفس الكرم

بلغة أَهل اليمن، وفي الصحاح: قُضْبان الكَرْم؛ وقول النمر بن تولب:

سُقَيَّةُ بين أَنْهارٍ عِذابٍ،

وزَرْعٍ نابِتٍ وكُرومِ جَفْنِ.

أَراد: وجَفْنِ كرومٍ، فقَلَب. والجَفْنُ

(* قوله «والجفن» لعله أو

الجفن). ههنا: الكَرْمُ وأَضافه إلى نفسه. وجَفن الكرمُ وتَجَفَّن: صار له

أَصلٌ. ابن الأَعرابي: الجَفْنُ قِشْرُ العنب الذي فيه الماء، ويسمى الخمر

ماءَ الجَفْنِ، والسحابُ جَفْنَ الماء؛ وقال الشاعر يصف ريقَ امرأَةٍ

وشبَّهه بالخمر:

تُحْسي الضجيعَ ماءَ جفْنٍ شابَه،

صَبيحةَ البارِقِ، مَثْلوج ثَلِج.

قال الأَزهري: أَراد بماء الجَفْنِ الخمرَ. والجَفْنُ: أَصلُ العنبِ

شيبَ أَي مُزِجَ بماءٍ باردٍ. ابن الأَعرابي: الجَفْنةُ الكَرْمة،

والجَفْنةُ الخمرةُ. وقال اللحياني: لُبُّ الخُبْزِ ما بين جَفْنَيه. وجَفْنا

الرغيفِ: وَجْهاه من فوق ومن تحت. والجَفْنُ: شجرٌ طَيِّبُ الريح؛ عن أَبي

حنيفة، وبه فسر بيت الأَخطل المتقدم. قال: وهذا الجَفْنُ غير الجَفْنِ من

الكَرْمِ، ذلك ما ارْتَقى من الحَبَلة في الشجرة فسُمِّيت الجَفْنَ

لتجفُّنِه فيها، والجَفْنُ أَيضاً

من الأَحرارِ: نبْتةٌ تَنْبُتُ مُتَسَطَّحة، وإذا يَبِسَتْ تقبَّضَت

واجتمعت، ولها حبٌّ كأَنه الحُلْبَة، وأَكثر مَنْبِتها الإكامُ، وهي تبقى

سِنين يابسة، وأَكثرُ راعيتِها الحُمُر والمِعْزَى، قال: وقال بعض

الأَعراب: هي صُلْبة صغيرة مثل العَيْشوم، ولها عِيدانٌ صِلابٌ رِقاقٌ قِصار،

وورقُها أَخضر أَغْبَرُ، ونَباتُها في غَلْظِ الأَرض، وهي أَسْرَعُ البَقْلِ

نباتاً إذا مُطِرَتْ وأَسرعُها هَيْجاً. وجَفَنَ نفسَه عن الشيء:

ظَلَفَها؛ قال:

وَفَّرَ مالَ اللهِ فينا، وجَفَنْ

نفْساً عن الدُّنيا، وللدنيا زِيَنْ.

قال الأَصمعي: الجَفْنُ ظَلْفُ النفس عن الشيء الدنيء. يقال: جَفَنَ

الرجلُ نفسَه عن كذا جَفْناً ظَلَفَها ومَنَعَها. وقال أَبو سعيد: لا أَعرف

الجَفْنَ بمعنى ظَلْفِ النفس. والتَّجْفينُ: كثرةُ الجماع. قال: وقال

أَعرابي: أَضْواني دوامُ التجفينِ. وأَجْفَنَ إذا أَكْثَر الجماعَ؛ وأَنشد

أَحمد البُسْتيّ:

يا رُبَّ شَيخ فيهم عِنِّينْ

عن الطِّعانِ وعن التَّجفينْ.

قال أَحمد في قوله وعن التَّجْفين: هو الجِفانُ التي يطعم فيها. قال

أَبو منصور: والتَّجْفين في هذا البيت من الجِفانِ والإطعام فيها خطأٌ في هذ

الموضع، إنما التَّجفينُ ههنا كثرةُ الجماع، قال: رواه أَبو العباس عن

ابن الأَعرابي. والجَفْنةُ: الرجلُ الكريم. وفي الحديث: أَنه قيل له أَنت

كذا وأَنتَ كذا وأَنت الجَفْنَةُ الغَرّاء؛ كانت العربُ تدعو السيدَ

المِطْعامَ جَفْنةً لأَنه يضَعُها ويُطْعِم الناسَ فيها، فسُمِّيَ باسمها،

والغَرّاء: البيضاء أَي أَنها مَمْلُوءةٌ بالشحم والدُّهْن. وفي حديث أَبي

قتادة: نادِيا جَفْنَةَ الرَّكْبِ أَي الذي يُطْعِمُهم ويُشْبِعُهم،

وقيل: أَراد يا صاحِبَ جَفْنةِ الرَّكْبِ فحذف المضافَ للعِلْم بأَن

الجَفْنةَ لا تُنادى ولا تُجيبُ. وجَفْنةُ: قبيلةٌ من الأَزْد، وفي الصحاح:

قبيلةٌ من اليمن. وآلُ جَفْنةَ: مُلوكٌ

من أَهل اليمن كانوا اسْتَوْطَنُوا الشأْم؛ وفيهم يقول حَسَّن بن ثابت:

أَوْلادِ جَفْنةَ حولَ قبْرِ أَبِيهمُ،

قَبْر ابن مارِيةَ الكَريمِ المِفْضَل.

وأَراد بقوله عند قبر أَبيهم أَنهم في مساكن آبائهم ورِباعِهم التي

كانوا ورِثُوها عنهم. وجُفَيْنةُ: اسمُ خَمَّارٍ. وفي المثل: عند جُفَيْنةَ

الخبرُ اليقين؛ كذا رواه أَبو عبيد وابن السكيت. قال ابن السكيت: ولا تقُل

جُهَيْنة، وقال أَبو عبيد في كتاب الأَمثال: هذا قول الأَصمعي، وأَما

هشام ابن محمد الكلبي فإِنه أَخبر أَنه جُهَيْنة؛ وكان من حديثه: أَن

حُصَيْنَ بنَ عمرو بنِ مُعاوية بن عمرو ابن كلاب خرج ومعه رجلٌ من جُهَيْنةَ

يقال له الأَخْنَسُ، فنزَلا منزلاً، فقام الجُهَنِيُّ إلى الكلابيِّ وكانا

فاتِكَيْنِ فقَتله وأَخذ مالَه، وكانت صخرةُ بنتُ عمرِو بنِ معاوية

تَبْكِيه في المَواسِم، فقال الأَخْنس:

كصَخْرةَ إذ تُسائل في مراح

وفي جَرْمٍ، وعِلْمُهما ظُنونُ

(* قوله «وفي جرم» كذا في النسخ، والذي في الميداني: وأنمار بدل وفي

جرم).

تُسائلُ عن حُصَيْنٍ كلَّ ركْبٍ،

وعند جُهَيْنةَ الخبرُ اليَقينُ.

قال ابن بري: رواه أَبو سهل عن خصيل، وكان ابنُ الكلبي بهذا النوع من

العلم أَكبرَ من الأَصمعي؛ قال ابن بري: صخرةُ أُخْتُه، قال: وهي صُخَيرة

بالتصغير أَكثرُ، ومراح: حيّ من قضاعة، وكان أَبو عبيد يرويه حُفَيْنة،

بالحاء غير معجمة؛ قال ابن خالويه: ليس أَحد من العلماء يقول وعند حُفَيْنة

بالحاء إلا أَبو عبيد، وسائرُ الناس يقول جُفَيْنة وجُهَيْنة، قال:

والأَكثرُ على جُفَيْنة؛ قال: وكان من حديث جُفَيْنة فيما حدَّث به أَبو عمر

الزاهد عن ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: كان يهوديٌّ من أَهل تَيْماءَ

خمَّار يقال له جُفَيْنة جارَ النبيِّ ضرَبَه ابنُ مُرَّة، وكان لبني سَهْمٍ

جارٌ يهوديٌّ خمَّار أََيضاً يقال له غُصَين، وكان رجلٌ غَطَفانيٌّ أَتى

جُفَيْنة فشَرِبَ عنده فنازَعه أَو نازع رجلاً عنده فقتلَه وخَفِيَ

أَمرُه، وكانت له أُختٌ تسأَل عنه فمرّت يوماً على غُصَيْن وعنده أَخوها، وهو

أَخو المقتول، فسأَلته عن أَخيها على عادتها، فقال غُصَين:

تُسائل عن أَخيها كلَّ رَكْب،

وعند جُفينةَ الخبرُ اليقينُ.

فلما سمع أَخوها وكان غُصَيْنٌ لا يدْرِي أَنه أَخوها ذهب على جُفَيْنة

فسأَله عنه فناكَره فقَتله، ثم إن بني صِرْمة شَدُّوا على غُصَين فقتلوه

لأَنه كان سببَ قَتْل جُفَينة، ومضى قومُه إلى حُصين بن الحُمام فشَكَوْا

إليه ذلك فقال: قتلتم يهوديَّنا وجارَنا فقتلنا يهوديَّكم وجارَكم،

فأَبَوْا ووقع بينهم قتالٌ شديد. والجَفَنُ: اسمُ موضعٍ.

سول

سول

1 سَالَ, aor. ـَ (Akh, and S, M, Msb, K, all in art. سأل,) like خَافَ, aor. ـَ (Msb and K ibid.,) first Pers\. pret. سِلْتُ, [like خِفْتُ,] (Sb, M in the present art., [in the K in this art., erroneously, سَلْتُ,]) and aor. ـَ (Sb, M and K in this art.,) imperative سَلْ, (S, Msb, K, TA, all in art. سأل,) dual سَلَا, and pl. سَلُوا, these two being irregular, (Msb in that art.,) inf. n. سُوَالٌ, (M and K in the present art.,) mentioned by Sb and by Th, (M ibid.,) and سِوَالٌ, (M and K ibid.,) mentioned by Th, (M ibid.,) i. q. سَأَلَ [He asked, &c.], (Akh, and S, M, Msb, K, all in art. سأل,) and سَأَلْتُ; a dial. var. of the verb with أ, (Sb, M and K in the present art.,) the medial radical being originally و, (M and K ibid.,) not a substitute for أ, (M ibid.) as is shown by the phrase هُمَايَتَسَاوَلَانِ, (M and K ibid.,) mentioned by Az: (M ibid.:) it is of the dial. of Hudheyl. (TA in art. سأل.) [For the pass. (سِيلَ &c.), see سَأَلَ.] A certain elegant scholar says, سَالَتْ هَذَيْلٌ رَسُولَ اللّٰهِ فَاحِشَةً

i. e. [Hudheyl] asked of the Apostle of God as a thing wished for [something beyond measure evil]: it is not from سَأَلَ, [i. e. it is originally سَوِلَ, not formed from سَأَلَ by the substitution of ا for أ,] as many of the elegant scholars say. (Er-Rághib, TA.) A2: سَوِلَ, (M, K,) [aor. ـْ inf. n. سَوَلٌ, (M,) He, or it, was, or became, lax, flaccid, or uncompact; or it hung down loosely; was, or became, pendent, or pendulous: (M, K:) [or, said of a man, he was, or became, flaccid, or pendulous, in the belly, or in the part of the belly below the navel; as appears from an explanation of أَسْوَلُ and from what here follows:] سَوَلٌ, (S, TA,) in the K, erroneously, ↓ سَوْلَة, (TA,) signifies flaccidity, or uncompactness, or pendulousness, (S, K, TA,) of the belly, (K,) and so ↓ تَسَوُّلٌ and تَسَوُّنٌ, (TA,) or of the part of the belly below the navel; (S, TA;) and of other things, (K, TA,) as, for instance, (TA,) of a cloud also. (S, TA.) 2 سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ أَمْرًا, (S,) or كَذَا, (M, K,) or الشَّىْءَ, (Msb,) inf. n. تَسْوِيلٌ, (TA,) His soul embellished [or commended] to him (S, M, Msb, * K) a thing, or an affair, (S,) or such a thing, (M, K,) or the thing: (Msb:) or made it [to appear] easy to him, and a light matter in his eyes; from سَوَلٌ signifying “ laxness ” or the like: (Bd in xii. 18:) the inf. n. signifies the embellishing, a thing, and making it to be loved or approved, in order that one may do it or say it: (TA:) or the soul's embellishing a thing that is eagerly desired, and picturing what is foul thereof as goodly: (Er-Rághib, TA:) and it is said to be from سُولٌ signifying “ an object of a man's desire, which embellishes to the seeker thereof that which is false, or vain, and other things of the deceptions of the present world. ” (TA.) b2: You say also, يُسَوَّلُ إِلَىَّ كَذَا Such a thing is imaged in the mind to me; is an object of fancy to me; or seems to me. (L in art. هد.) b3: And سوّل لَهُ said of the Devil, He led him into error; or made him to err: (M, K:) or facilitated to him the commission of great sins; from سَوَلٌ meaning as expl. above in this paragraph: or incited him to indulgence in appetences, or lusts; from السُّولُ meaning [by implication] التَّمَنِّى: (Bd in xlvii. 27:) or [as though meaning] let down his rope [to him to aid in the accomplishment of his desire]. (Ham p. 748.) 5 تَسَوَّلَ see 5 in art. سأل: A2: and 1, last sentence, in the present art. 6 هُمَايَتَسَاوَلَانِ [They two ask, or beg, each other; i. q. يَتَسَآءَلَانِ, q. v.]: (M, K:) a phrase mentioned by Az. (M.) سُولٌ i. q. مَسْأَلَةٌ [as signifying A petition; or a request; meaning a thing that is, or has been, asked, or begged; see سُؤْلٌ]; (TA;) as also ↓ سُولَةٌ; (K, TA;) each, (TA,) a dial. var. of the word with ء: (K, TA: [but it is also said in the latter that سُؤْلٌ is the original of سُولٌ because the readers of the Kur-án read the word with ء in chap. xx. verse 36:]) or an object of desire or wish (أُمْنِيَّةٌ), which one asks; (TA:) or an object of want, which the soul eagerly desires: (Er-Rághib, TA:) or an object of a man's desire (أُمْنِيَّةٌ), which embellishes to the seeker thereof that which is false, or vain, and other things of the deceptions of the present world: but there is a difference between سُولٌ and ↓ سُولَةٌ on the one hand and أُمْنِيَّةٌ on the other hand, in that the former relate to what is sought, or demanded, and امنيّة relates to what is meditated (قُدِّرَ); (TA;) [for] this last primarily signifies “ a thing that a man meditates (يُقَدِّرُهُ) in his mind,” from مَنَى signifying قَدَّرَ; (Bd in ii. 73;) so that the ↓ سُولَة seems to be after the أُمْنِيَّة: (TA:) سُولٌ may be from سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ كَذَا in the first of the senses assigned to it above, and [from] سَوَّلَ said of the Devil in the last of the senses assigned to it above. (Ham p. 748.) [See also سُوَالٌ, below.]

سَوْلَةٌ: see 1, last sentence.

سُولَةٌ: see سُولٌ, in three places.

سُوَلَةٌ, (M, K,) applied to a man, (M,) One who asks, or begs, much; (K;) i. q. [سُؤَلَةٌ and]

سَؤُولٌ. (M.) سُوَالٌ an inf. n. of سَالَ as syn. with سَأَلَ: (Sb, Th, M, K:) [and used as a simple subst., like سُولٌ and سُولَةٌ, for] IJ mentions أَسْوِلَةٌ as its pl. (M, TA.) سَوِيلٌ An equal. (M, K.) So in the saying, أَنَا سَوِيلُكَ فِى هٰذَا الأَمْرِ [I am thy equal in this affair]. (M.) أَسْوَلُ Lax, flaccid, or uncompact; or hanging down loosely; or pendent, or pendulous; in the lower part: (M, K:) or a man flaccid, or pendulous, in the part of the belly below the navel: fem. سَوْلَآءُ: and pl. سُولٌ. (S.) And سَحَابٌ أَسْوَلُ Clouds that are uncompact, (S, TA,) their skirts, or fringes, hanging down; and in like manner, سَحَائِبُ سُولٌ; sing. سَحَابَةٌ سَولَآءُ. (TA.) and دَلْوٌ سَوْلَآءُ A large bucket. (M, K. *)
سول: سولان: نوع من الدواء وصفه ابن البيطار (2: 68).
س و ل

سول له الشيطان ونفسه أمراً: سهل له وزين، وهذا من تسويلات الشياطين.

سول


سَوِلَ(n. ac. سَوَل)
a. Was pot-bellied, paunchy; was flabby.

سَوَّلَa. Tempted, beguiled.

سَوِيْل []
a. An equal, match, fellow.
س و ل: (سَوَّلَتْ) لَهُ نَفْسُهُ أَمْرًا زَيَّنَتْهُ لَهُ. 
[سول] نه: فيه اللهم إلا أن "تسول" لي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن، التسويل تحسين الشيء وتزيينه وتحبيبه إلى الإنسان ليفعله أو يقوله.
[سول] سولت له نفسه أمرا، أي زينته له. (*) والسول: استرخاء ما تحت السُرَّة من البطن. ورجلٌ أَسْوَلُ وامرأةٌ سَوْلاءُ، وقومٌ سولٌ. وسحابٌ أَسْوَلُ، أي مسترخٍ بيِّن السول. وقال: . * سح نجاء الحمل الاسول
سول
سَولَتْ لفلانٍ نَفْسُه أمْراً. وسَوَّلَ له الشَّيْطَانُ: إذا زَيَّنَ له شَيْئاً. والسَّوْلَاءُ: الضَّخْمَةُ من الدِّلاءِ. والأسْوَل: المُسْتَرْخي البَطْنِ، وامْرَأةٌ سَوْلاءُ، والاسْمُ السَّوَلُ، سَوِلَ الرَّجُلُ يَسْوَلُ سَوَلَاً. واللهُم أعْطِنا سالاتِنا - الواحِدَةُ سالَةٌ -: أي مَسَائلَنا. والسّالَةُ: نَحْوُ السُّوْلَ.
سول
تسوَّلَ يَتسوَّل، تسوُّلاً، فهو مُتسوِّل
• تسوَّل فلانٌ: شحذ، سألَ واسْتَعْطى، طلب العطيَّةَ والإحسانَ "تسوَّل الحمايةَ: التمسها- أحدث أساليب التَّسوُّل- أعطيت المتسوِّل بعض النُّقود". 

سوَّلَ يُسوِّل، تسويلاً، فهو مُسوِّل، والمفعول مُسوَّل
• سوّل له الشَّرَّ: أغراه به، حبَّبه إليه وسهّله له "سوّلت له نفسُه كذا: زيَّنته له وسهَّلته وهوّنته ليفعله أو يقوله- {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا} ". 
سول
السُّؤْلُ: الحاجة التي تحرص النّفس عليها، قال: قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى
[طه/ 36] ، وذلك ما سأله بقوله: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي [طه/ 25] ، والتَّسْوِيلُ: تزيين النّفس لما تحرص عليه، وتصوير القبيح منه بصورة الحسن، قال: بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً
[يوسف/ 18] ، الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ

[محمد/ 25] ، وقال بعض الأدباء:
سَالَتْ هذيل رسول الله فاحشة
أي: طلبت منه سُؤْلًا. قال: وليس من سأل كما قال كثير من الأدباء. والسُّؤْلُ يقارب الأمنيّة، لكن الأمنيّة تقال فيما قدّره الإنسان، والسُّؤْلُ فيما طلب، فكأنّ السُّؤْلَ يكون بعد الأمنيّة.
س و ل : سَوَّلْتُ لَهُ الشَّيْءَ بِالتَّثْقِيلِ زَيَّنْتُهُ وَسَأَلْتُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ طَلَبْتُهَا سُؤَالًا وَمَسْأَلَةً وَجَمْعُهَا مَسَائِلُ بِالْهَمْزِ وَسَأَلْتُهُ عَنْ كَذَا اسْتَعْلَمْتُهُ وَتَسَاءَلُوا سَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَالسُّؤْلُ مَا يُسْأَلُ وَالْمَسْئُولُ الْمَطْلُوبُ وَالْأَمْرُ مِنْ سَأَلَ اسْأَلْ بِهَمْزَةِ وَصْلٍ فَإِنْ كَانَ مَعَهُ وَاوٌ جَازَ الْهَمْزُ لِأَنَّهُ الْأَصْلُ وَجَازَ الْحَذْفُ لِلتَّخْفِيفِ نَحْوُ وَاسْأَلُوا وَسَلُوا وَفِيهِ لُغَةٌ سَالَ يَسَالُ مِنْ بَابِ خَافَ وَالْأَمْرُ مِنْ هَذِهِ سَلْ وَفِي الْمُثَنَّى وَالْمَجْمُوعِ سَلَا وَسَلُوا عَلَى غَيْر قِيَاسٍ وَسِلْتُهُ أَنَا وَهُمَا يَتَسَاوَلَانِ. 
س ول

سَوَّلَتْ له نَفْسُه كذا زَيَّنَت وسَوَّل له الشيطان أَغْواه وأنا سَوِيلُكَ في هذا الأَمْر أي عَدِيلُكَ والأَسْوَلُ الذي في أَسْفَلِه اسْتِرْخاء قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ

(كالسُّحُلِ البِيضِ جَلا لَوْنَها ... سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَلِ)

وقد سَوِلَ سَوَلاً ودَلُوٌ سَلْواءُ ضَخْمةٌ قال

(سَوْلاءُ مَسْكُ فارضٍ نَهِيٍّ ... )

وسَلْتُ أَسالُ سُوَالاً لغةٌ في سَأَلْتُ حكاها سيبويه وقال ثَعْلَب سُوالاً وسِوَالاً كجُوارٍ وجِوار وحكَى أَبُو زَيْد هما يَتَساوَلاَنِ فهذا يدل على أَنْها واوٌ في الأصل على هذه اللغة ولَيْسَ على بَدَل الهَمْزَة ورَجُلٌ سُوَلَةٌ على هذه اللغة سُولٌ وحكى ابن جِنِّي سُوَال وأَسْوِلة

سول: سَوَّلَتْ له نفسه كذا: زَيَّنَتْه له. وسَوَّل له الشيطانُ:

أَغْواه. وأَنا سَوِيلُكَ في هذا الأَمر: عَدِيلُك. وفي حديث عمر، رضي الله

عنه: اللَّهُمَّ إِلا أَن تُسَوِّلَ لي نفسي عند الموت شيئاً لا أَجِدُه

الآن؛ التسويل: تحسين الشيء وتزيينُه وتَحْبِيبُه إِلى الإِنسان ليفعله أَو

يقوله. وفي التنزيل العزيز: بل سَوَّلَتْ لكم أَنْفُسُكم أَمْراً

فصَبْرٌ جَمِيل؛ هذا قول يعقوب، عليه السلام، لولده حين أَخبروه بأَكل الذئب

يوسفَ فقال لهم: ما أَكَلَهُ الذئْب بل سَوَّلَتْ لكم أَنفسكم في شأْنه

أَمراً أَي زَيَّنَتْ لكم أَنفسكم أَمراً غير ما تَصِفُون، وكأَنَّ التسويل

تَفْعِيلٌ من سُولِ الإِنسان، وهو أُمْنِيَّته أَن يَتَمَنَّاها

فتُزَيِّن لطالبها الباطلَ وغيرَه من غُرور الدنيا، وأَصل السُّول مهموز عند

العرب، استثقلوا ضَغْطة الهمزة فيه فتكلموا به على تخفيف الهمز؛ قال الراعي

فيه فلم يَهْمِزه:

اخْتَرْنَك الناسُ، إِذ رَثَّتْ خَلائِقُهُم،

واعْتَلَّ مَنْ كان يُرْجى عِنْدَه السُّولُ

(* قوله «اخترنك» هكذا في الأصل، والصواب اختارك).

والدليل على أَن أَصل السُّول همز قراءةُ القُرَّاء قوله عز وجل: قد

أُوتيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى؛ أَي أُعْطِيت أُمْنِيَّتك التي سَأَلْتَها.

والتَّسَوُّلُ: استرخاءُ البطن، والتَّسَوُّنُ مثله. والسَّوَلُ:

استرخاءُ ما تحت السُّرَّة من البطن، ورجُل أَسْوَلُ وامرأَة سَوْلاء قوم

سُولٌ. ابن سيده: الأَسْوَلُ الذي في أَسفله استرخاء؛ قال المُتَنَخِّل

الهُذلي:

كالسُّحُل البيضِ، جَلا لَوْنَها

سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَل

أَراد بالحَمَل السَّحابَ الأَسود. وسَحابٌ أَسْوَلُ أَي مُسْتَرْخٍ

بَيِّنُ السَّوَل، وقد سَوِلَ يَسْوَلُ سَوَلاً، وامرأَة سَوْلاء.

والأَسْوَل من السحاب: الذي في أَسفله استرخاء ولهُدْبهِ إِسْبالٌ. ودَلْوٌ

سَوْلاء: ضَخْمة؛ قال:

سَوْلاء مَسْك فارضٍ نَهِيٍّ

وسَلْتُ أَسالُ سُولاً: لغة في سأَلْت؛ حكاها سيبويه، وقال ثعلب:

سُوالاً وسِوالاً كجُوَارٍ وجِوار، وحكى أَبو زيد: هما يَتَساوَلانِ، فهذا يدل

على أَنها واو في الأَصل على هذه اللغة، وليس على بدل الهمز. ورَجُل

سَوَلةٌ على هذه اللغة: سَؤول، وحكى ابن جني سُوَال وأَسْوِلة.

سول
{سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ كَذا: زَيَّنَتْ لَهُ، قالَ اللهُ تَعالى: بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ،} والتَّسْوِيلُ: تَحْسِينُ الشَّيْءِ، وتَزْيِينُه، وتَحْبِيبُهُ، لِيَفْعَلَهُ، أَو يَقُولَهُ، وقالَ الــرَّاغِبُ: هوَ تَزْيينُ النَّفْسِ لِمَا حُرِصَ عَلَيْهِ، وتَصْوِيرُ القَبِيحِ منهُ بِصُورَةِ الحَسَنِ. وقالَ غيرُه: {التَّسْوِيلُ تَفْعِيلٌ مِنَ} السُّولِ، وَهُوَ أُمْنِيَّةُ الإِنْسانِ يَتَمَنَّاها، فَتُزَيِّنُ لِطَالِبِها الباطِلَ، وغَيْرَهُ من غُرُورِ الدُّنْيَا. {وسَوَّلَ لَهُ الشَّيْطَانُ: أَغْوَاهُ، قالَ اللهُ تَعالى: الشَّيْطَانُ} سَوَّلَ لَهُمْ وأَمْلَى لَهُمْ. {والسَّوِيلُ، كأَمِيرٍ: الْعَدِيلُ، يُقالُ: أَنا} سَوِيلُكَ فِي هَذَا الأَمْرِ، أَي عَدِيلُكَ. {والأَسْوَلُ: مَنْ فِي أَسْفَلِهِ اسْتِرْخَاءٌ، قالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ:
(كالسُّحُلِ البِيضِ جَلاَ لُوْنَها ... سَحُّ نِجَاءِ الحَمَلِ} الأَسْوَلِ)
أرادَ بالْحَمَلِ: السَّحَابَ الأَسْوَدَ، وسَحابٌ {أسْوَلُ: مُسْتَرْخٍ، ولِهُدْبِهِ إِسْبَالٌ. وَقد} سَوِلَ، كفَرِحَ، {سَوَلاً،} والسَّوْلَةُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ: {السَّوَلُ، مُحَرَّكَةً: اسْتِرْخَاءُ مَا تَحْتَ السُّرَّةِ مِنَ البَطْنِ، رَجُلٌ} أسْوَلُ، وامْرَأَةٌ {سَوْلاَءُ، وأيْضاً: اسْتِرْخَاءُ غَيْرِهِ، كالسَّحَابِ، يُقالُ: سَحَابٌ أسْوَلُ، وسَحَابَةٌ} سَوْلاَءُ. (و) {سَوْلَةُ، بِلَا لاَم: حِصْنٌ عَلى راَبِيَةٍ مُرْتَفِعَةٍ بِنَخْلَةِ الْيَمَانِيَةِ، لِبَنِي مَسْعُودٍ، بَطْنٌ مِنْ هُذَيْلٍ. وكانَتْ تُدْعَى عَجِيبَةَ، وقَرْيَةَ الْحَمَامِ قَدِيماً. (و) } السُّولُ، و! السُّولَةُ بالضَّمِّ المَسأَلَةُ والفَرْقُ بَيْنَها وبَيْنَ الأَمْنِيَّةِ، أنَّ السُّولَةَ فِيمَا طُلِبَ، والأُمْنِيَّةِ فِيمَا قُدِّرَ، وكأَنَّ السُّولَةَ تكونُ بَعْدَ الأُمْنِيَّةِ.
وقالَ الــرَّاغِبُ: السُّولُ الْحَاجَةُ الَّتِي تَحْرِصُ عَلَيْهَا النَّفْسُ، لُغَةٌ فِي الْمَهْمُوزِ، اسْتَثْقَلُوا ضَغْطَةَ الهَمْزَةِ فِيهِ، فَتَكَلَّمُوا بِهِ على التَّخْفِيفِ، قَالَ الرَّاعِي فِيهِ، فلَمْ يَهْمِزْهُ:
(اخْتَرْتُكَ النَّاسَ إِذْ رَثَّتْ خَلاَئِقُهُم ... واعْتَلَّ مَنْ كانَ يُرْجَى عِنْدَهُ السُّولُ)

والدَّلِيلُ عَلى أَنَّ السُّولَ أَصْلُهُ الهَمْزُ، قِراءَةُ القُرَّاءِ قَوْلَهُ عَزَّ وجَلَّ: قَدْ أُوتِيتَ سُؤْالَكَ يَا مُوْسَى، أَي أُعْطِيتَ أُمْنِيَّتَكَ الَّتِي سَأَلْتَها. {وسَلْتُ،} أسالُ، بِفَتْحِهِما، قالَ ثَعْلَبٌ: يُقالُ {سُوالاً، بالضَّمِّ والكَسْرِ، كجَوارٍ وجِوارٍ، لُغَةٌ فِي سَأَلْتُ حَكَاها سِيبَوَيْه، وقُوْلُهُم: هُما} يَتَساوَلاَنِ، حَكاهُ أَبُو زَيْدٍ، وابنُ جِنِّيٍّ، يَدُلُّ عَلى أَنَّها وَاوٌ فِي الأصْل، عَلى هذهِ اللُّغَةِ. وليسَ عَلى بَدَلَ الهَمْزَةِ.
ورَجُلٌ {سُوَلَةٌ، كهُمَزَةٍ: كَثِيرُ السُّؤَالِ، على هَذِه اللٌّ غَةِ.} والسَّوْلاَءُ: الدَّلْوُ الضَّخْمَةُ، قالَ: {سَوْلاء مَسْكٍ فَارِضٍ نَهِيِّ ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه:} التَّسَوُّلُ: اسْتِرْخَاءُ البَطْنِ، والتَّسَوُّنُ مِثْلُهُ. وقَوْمٌ {سُولٌ، بالضَّمِّ: جَمعُ أسْوَلَ.
وسَحائِبُ سُولٌ: لِهُدْبِهِنَّ إِسْبالٌ. وحَكى ابنُ جِنِّيٍّ فِي جمعِ} سُوَالٍ، كغُرَابٍ، {أسْوِلَةٌ.} وسَوْلاَنُ: بَطْنٌ مِنَ الْهانِ بنِ مالِكٍ، أخِي هَمْدَانَ بنِ مالِكٍ. {وسُولاَنُ، بالضَّمِّ: مَوْضِعٌ. وقالَ بَعْضُ الأُدَباءِ:} سَالَتْ هُذَيْلٌ رَسُولَ اللهِ فَاحِشَةً أَي: طَلَبَتْ منهُ {سُولاً، قالَ: وليسَ مِن سَأَلَ، كَمَا قالَ كثيرٌ مِنَ الأَدَباءِ، قالَهُ الــرَّاغِبُ.

رعي

رعي
رعَى1 يَرعَى، ارْعَ، رَعْيًا، فهو راعٍ، والمفعول مَرعِيّ (للمتعدِّي)
• رَعَتِ الماشيةُ/ رعَت الماشيةُ الكلأَ: سرَحت فيه وأكلت منه.
• رعَى الشَّخصُ الماشيةَ: جعلها تسرح وتأكل في الكلأ " {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ} ". 

رعَى2 يَرعَى، ارْعَ، رِعايةً، فهو راعٍ، والمفعول مَرعِيّ
• رعَى الشَّخصُ عَهْدَه: حفِظَه، حافظ عليه وقام به حقَّ القيام "رعى ولدَه- في رعاية الله- {فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} ".
• رعَى الحفلَ: راقبه وأشرف عليه "أقام حفلة برعاية فلان: بتمويله وإشرافه" ° رعى النُّجومَ السَّاهرة: أرِق ولم يستطع النَّوم لشيءٍ في نفسه.
• رعَى الحاكمُ الرعيَّةَ: تولَّى أمرَهم ودبَّر شئونهم "رعى اليتيم: كفَلَه". 

أرعى يُرعي، أرْعِ، إرعاءً، فهو مُرْعٍ، والمفعول مُرعًى (للمتعدِّي)
• أرعت الأرضُ: كثر كلؤها.
• أرعى فلانٌ الماشيةَ: رعاها؛ جعلها تسرح في الكلأ وتأكل من العُشب.
• أرعى اللهُ البهائمَ: أنبت لها المراعي.
• أرعى فلانٌ فلانًا: رَحِمَهُ.
• أرعى فلانًا سمعَه: اهتمّ به فأصغى إليه واستمع لكلامه "أرعاه نظرَه/ قلبَه". 

ارتعى يرتعي، ارتعِ، ارتعاءً، فهو مُرتعٍ
• ارتعى فلانٌ: رعَى الماشيةَ، أي جعلها تسرح وتأكل في الكلأ " {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ} [ق] ". 

استرعى يسترعي، اسْتَرْعِ، استرعاءً، فهو مسترعٍ، والمفعول مسترعًى
• استرعاه الشَّيءَ: طلَب منه أن يحفظه ويتعهده "استرعاه الأموالَ/ الحُرُمات- استرعاه ماشيته- مَن استرعَى الذِّئْبَ فقد ظَلَم [مثل]: يُضرب لمن يأتمن الخائن أو يولِّي غيرَ الأمين" ° استرعاه سرَّه: استودعه- استرعى الانتباه/ استرعى النَّظرَ: استدعى الالتفاتَ والإصغاءَ.
• استرعاه سمعَه: طلب منه أن يُصغي إليه. 

راعى يُراعي، رَاعِ، مُراعاةً، فهو مُراعٍ، والمفعول مُراعًى
• راعى الدِّقّةَ وآدابَ السُّلوك: لزِمها وعمِل بمقتضاها ووضعها في اعتباره وحُسبانه "راعَى التقاليدَ والأعراف المتبعة- راعى الجميل: رعاه؛ حفظه- راعَى صداقته لفلان- راعى خاطره: سايره، وسامحه".
• راعى الأمرَ: راقب مصيرَه، ونظر في عواقبه "راعى ما يفعل صديقَه- راعَى النجومَ".
• راعى الشَّيءَ: حفِظه "راعَى الأمانةَ/ عِرضَه- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا}: راقبنا وحافظ علينا، وكان اليهود يقولونها سبًّا وتنقيصًا على أنَّها من الرُّعونة" ° راعِي الفنون: نصيرها ومشجِّعها.
• راعى الشَّخصَ:
1 - اعتنى معه بالماشية (رعى معه).
2 - قدَّر مشاعره ° راعى فلانًا سمعَه: أصغى إليه. 

رعَّى يُرعِّي، رَعِّ، تَرْعِيَةً، فهو مُرَعٍّ، والمفعول مُرَعًّى
 • رَعَّى ولدَه: قال له: (رعاك الله)، وهو دعاء له بالحِفْظ والرعاية. 

إرعاء [مفرد]: مصدر أرعى. 

ارتعاء [مفرد]: مصدر ارتعى. 

استِرعاء [مفرد]: مصدر استرعى. 

ترعية [مفرد]: مصدر رعَّى. 

راعٍ [مفرد]: ج راعون ورِعاء ورُعاة ورُعْيان، مؤ راعية، ج مؤ راعيات ورَوَاعٍ:
1 - اسم فاعل من رعَى1 ورعَى2: " {قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} - {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} " ° رعاة البقر: قُطَّاع طرق أمريكيون، اتخذوا موقف الولاء للتَّاج البريطاني إبَّان الثَّورة الأمريكية، وكانوا يُغيرون على أراضي وممتلكات الثُّوار.
2 - كُلُّ من وُلِّي أمرًا بالحفظ والسِّياسة، كالمَلِك والأمير والحاكِم "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ [حديث] " ° راعية البيت: المرأة.
3 - مموِّل لمشروع أو حدث يقوم به آخر خاصَّة مؤسسة تجاريَّة تدفع للبثِّ الإذاعيّ أو التليفزيونيّ في مقابل وقت الإعلان ° الرَّاعي الرَّسميّ.
4 - من يتكفل بمسئولية شخص أو جماعة أخرى خلال فترة تدريب أو تمهُّن أو مراقبة. 

رِعاية [مفرد]: مصدر رعَى2 ° الدَّولة الأكثر رعاية: ذات الأفضليَّة في المعاملة- تحت رعاية: بمباركة وموافقة- دار الرِّعاية: مؤسَّسة خاصَّة توفِّر مكانًا للسَّكن والرِّعاية للمسنِّين وذوي الأمراض المزمنة أو للأيتام- رعاية الأمومة: العناية بالحوامل وحديثات الولادة- مَرْكَز رعاية الطِّفل: مصحَّة للاهتمام بالأطفال حديثي الولادة. 

رَعَوِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى رَعْي: مَنْ يقوم على تربية الإبل والغنم "مُجتمَعٌ رَعَوِيٌّ: مجتمع يقوم على تربية الإبل والغنم".
• اللَّحن الرَّعَوِيُّ: (سق) لحن موسيقيّ يمتاز بالحنان والرِّقَّة والنَّغمات البطيئة المبيّنة للحياة الرِّيفيَّة التَّقليديَّة ° الأوبرا الرَّعويّة: نوع من أنواع الأوبرا في القرنين السادس عشر والسابع عشر، مبنيَّة على مغزًى أو موضوع متعلق بالحياة الرعوية. 

رَعْي [مفرد]:
1 - مصدر رعَى1 ° رَعْيًا لك: دعاء بأن يحفظك الله ويرعاك، وهو مفعول مطلق- سَقْيًا لك ورَعْيًا: دعاء له بالسقيا والمرعى الخصيب.
2 - تربية أنواع خاصَّة من الماشية يعتمد عليها الإنسان في الحصول على ضروريات حياته "مجتمَعٌ يعتمد على الرَّعْي". 

رِعْي [مفرد]: ج أَرعاء: ما تأكله الماشية من العُشْب والكلأ. 

رَعِيَّة [جمع]: جج رَعِيَّات ورَعايا: عامَّة النَّاس الذين عليهم والٍ يرعى مصالحهم وأمورهم "تم إجلاء الرعايا الأجانب- إصلاح الرَّعيَّة بإصلاح الرَّاعي- كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ [حديث] " ° رعيَّة معطَّلة: ليس لها والٍ يسوسها بالعدل والحكمة فهي أشقى الرَّعايا. 

مُراعاة [مفرد]: مصدر راعى ° مراعاةً لخاطره: اعتبارًا لرضاه- مع مراعاة كذا: مع العمل بمقتضاه.
• مُراعاة النَّظير: (بغ) جمع كلمات أو عبارات متناسبة، بحيث يُقوَّى المعنى لكلٍّ منها بمعاني الكلمات أو العبارات الأخرى، أو الجمع بين الشَّيء وما يناسبه بغير تضاد، كالسوق والبيع والدَّلاَّل. 

مَرعًى [مفرد]: ج مَراعٍ:
1 - موضع الماشية من العُشب والكلأ، ما يقتات به النّاسُ والدَّوابُّ من النَّبات " {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى} ".
2 - اسم مكان من رعَى1: مكان العُشب والكلأ يُباح لكل أحد "خُذ ماشيتَك إلى المَرعَى الخَصب- منطقة لا مراعي فيها". 
ر ع ي : رَعَتْ الْمَاشِيَةُ تَرْعَى رَعْيًا فَهِيَ رَاعِيَةٌ إذَا سَرَحَتْ بِنَفْسِهَا وَرَعَيْتُهَا أَرْعَاهَا يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا وَالْفَاعِلُ رَاعٍ وَالْجَمْعُ رُعَاةٌ بِالضَّمِّ مِثْلُ: قَاضٍ وَقُضَاةٍ وَقِيلَ أَيْضًا رِعَاءٌ بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ وَرُعْيَانٌ مِثْلُ: رُغْفَانٍ وَقِيلَ لِلْحَاكِمِ وَالْأَمِيرِ رَاعٍ لِقِيَامِهِ بِتَدْبِيرِ النَّاسِ وَسِيَاسَتِهِمْ وَالنَّاسُ رَعِيَّةٌ وَالرَّعْيُ وِزَانُ حَمْلٍ وَالْمَرْعَى بِمَعْنًى وَهُوَ مَا تَرْعَاهُ الدَّوَابُّ وَالْجَمْعُ الْمَرَاعِي وَارْعَوَى عَنْ الْقَبِيحِ مِثْلُ: ارْتَدَعَ وَرَاعَيْتُ الْأَمْرَ نَظَرْتُ فِي عَاقِبَتِهِ وَرَاعَيْتُهُ لَاحَظْتُهُ وَأَرْعَيْتُهُ سَمْعِي مِثْلُ: أَصْغَيْتُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَأَرْعِنِي سَمْعَكَ. 

رعي


رَعَى(n. ac. رَعْي)
a. Browsed, grazed; cropped, pastured upon.
b. Pastured, tended, kept, guarded, watched.
c. Ruled, governed.
d. ['Ala], Kept the flocks of.
e.(n. ac. رُعْيًا
رُعْوَى )
a. Kept, guarded, took care of.
f. Watched, observed (stars).
g. Itched.

رَاْعَيَa. Grazed together.
b. Abounded in pasture.
c. Shewed regard, consideration for.
d. see I (e) (f).
أَرْعَيَa. Pastured, led to the pasture; gave to ( pasture
field ).
b. Abounded in pasture.
c. [Ila], Gave heed, listened to.
d. ['Ala], Shewed kindness to; spared.
تَرَعَّيَإِرْتَعَيَa. see I (a)
إِسْتَرْعَيَa. Took as shepherd, as herdsman.
b. Asked for attention, for a hearing.

رِعْي (pl.
أَرْعَآء [] )
a. Pasture, herbage.

رِعْيَة []
a. Pasturing.

مَرْعًى []
مَرْعَاة [] ( pl.

مَرَاعٍ [] )
a. Pasture, pastureland; field, meadow.

رَاعٍ (pl.
رُعَاة
[رُعَيَة
9t
a. A ], رُِعَآء [رِعَاْي], رُعْيَان [رُعْيَاْن]), Herdsman, shepherd; pastor; ruler, governor.

رِعَايَة []
a. Cattle-keeping; watching, tending of cattle
&c.
b. Itching.

رَعِيّa. Pastured, tended, guarded; ruled, governed.

رَِعَِيَّة [] (pl.
رَعَايَا)
a. Cattle; flocks, herds.
b. Community; subjects; parishioners.

مُرَاعَاة ل
a. In consideration of; out of regard for; for the sake
of.
(ر ع ي) : (الرَّعْيُ) مَصْدَرُ رَعَتْ الْمَاشِيَةُ الْكَلَأَ (وَالرِّعْيُ) بِالْكَسْرِ الْكَلَأُ نَفْسُهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الْتَمِسُوا فِيهِ الرِّعْيَ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) نَوَوْا أَنْ يُقِيمُوا فِيهِ لِلرَّعْيِ فَالْفَتْحُ أَظْهَرُ (وَقَوْلُ) عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فَإِنْ كَانَتْ الْيَدُ تَرْعَى مَا هُنَالِكَ كِنَايَةٌ عَنْ مَسِّ الْفَرْجِ نَفْسِهِ (وَقَوْلُ) الْكَرْخِيِّ فِي جَامِعِهِ الصَّغِيرِ بَاعَ طَيْرًا عَلَى أَنَّهُ رَاعٍ مِنْ الرِّعَايَةِ بِمَعْنَى الْوَفَاءِ وَذَلِكَ فِي الْحَمَامِ مَعْرُوفٌ حَتَّى قَالَ أَحْمَدُ
يَا لَائِمِي فِي اصْطِنَاعِي لِلْحَمَامِ لَقَدْ ... خَابَتْ ظُنُونُكَ فِي هَذَا وَلَمْ أَخِبْ
رِعَايَةٌ لَوْ غَدَا فِي النَّاسِ أَيْسَرُهَا ... لَمْ يُعْرَفْ الْغَدْرُ فِي عُجْمٍ وَلَا عَرَبٍ
وَفِي أَمْثَالِ الْعَرَبِ أَهْدَى مِنْ حَمَامَةٍ وَالْهِدَايَةُ بِالرِّعَايَةِ وَالْحَمَامُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ تُشْتَرَى بِالْأَثْمَانِ الْغَالِيَةِ وَتُرْسَلُ مِنْ الْغَايَاتِ الْبَعِيدَةِ بِكُتُبِ الْأَخْبَارِ فَتُؤَدِّيهَا ثُمَّ تَعُودُ بِالْأَجْوِبَةِ عَنْهَا قَالَ الْجَاحِظُ لَوْلَا الْحَمَامُ الْهُدَى لَمَا عُرِفَ بِالْبَصْرَةِ مَا حَدَثَ بِالْكُوفَةِ فِي بَيَاضِ يَوْمٍ وَاحِدٍ (وَفِي بَعْضِ) نُسَخِ الْمُنْتَقَى عَلَى أَنَّهُ رَاعِبِيٌّ مَكَانُ رَاعٍ وَكَأَنَّهُ هُوَ الصَّوَابُ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ هُوَ مِنْ جِنْسِ الْحَمَامِ وَالْأُنْثَى رَاعِيَةٌ وَقَالَ اللَّيْثُ الْحَمَامُ الرَّاعِبِيُّ يُرَعِّبُ فِي صَوْتِهِ تَرْعِيبًا وَهُوَ شِدَّةُ الصَّوْتِ وَكَذَا حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ.
ر ع ي: (الرِّعْيُ) بِالْكَسْرِ الْكَلَأُ وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ. وَ (الْمَرْعَى) الرِّعْيُ وَالْمَوْضِعُ وَالْمَصْدَرُ. وَفِي الْمَثَلِ: مَرْعًى وَلَا كَالسَّعْدَانِ. وَجَمْعُ (الرَّاعِي) رُعَاةٌ كَقَاضٍ وَقُضَاةٍ وَ (رُعْيَانٌ) كَشَابٍّ وَشُبَّانٍ وَ (رِعَاءٌ) كَجَائِعٍ وَجِيَاعٍ. وَ (رَاعَى) الْأَمْرَ نَظَرَ الْأَمْرَ إِلَى أَيْنَ يَصِيرُ. وَ (رَاعَاهُ) لَاحَظَهُ. وَرَاعَاهُ مِنْ (مُرَاعَاةِ) الْحُقُوقِ. وَ (اسْتَرْعَاهُ) الشَّيْءَ (فَرَعَاهُ) . وَفِي الْمَثَلِ: مَنِ (اسْتَرْعَى) الذِّئْبَ فَقَدْ ظَلَمَ. وَ (الرَّاعِي) الْوَالِي وَ (الرَّعِيَّةُ) الْعَامَّةُ يُقَالُ: لَيْسَ الْمَرْعِيُّ كَالرَّاعِي. وَقَدِ (ارْعَوَى) عَنِ الْقَبِيحِ أَيْ كَفَّ. وَ (أَرْعَاهُ) سَمْعَهُ أَصْغَى إِلَيْهِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {رَاعِنَا} [البقرة: 104] قَالَ الْأَخْفَشُ: هُوَ فَاعِلْنَا مِنَ الْمُرَاعَاةِ عَلَى مَعْنَى أَرْعِنَا سَمْعَكَ وَلَكِنَّ الْيَاءَ ذَهَبَتْ لِلْأَمْرِ. قَالَ: وَيُقَالُ: رَاعِنًا بِالتَّنْوِينِ عَلَى إِعْمَالِ الْقَوْلِ فِيهِ كَأَنَّهُ قَالَ: لَا تَقُولُوا حُمْقًا وَلَا تَقُولُوا هَجْرًا وَهُوَ مِنَ الرُّعُونَةِ. وَ (رَعَى) الْأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ (رِعَايَةً) وَكَذَا (رَعَى) عَلَيْهِ حُرْمَتَهُ (رِعَايَةً) . وَ (رَعَيْتُ) الْإِبِلَ وَ (رَعَتِ) الْإِبِلُ (رَعْيًا) فِيهِمَا وَ (مَرْعًى) أَيْضًا وَ (ارْتَعَتِ) الْإِبِلُ مِثْلُ رَعَتْ. وَ (رَعَى) النُّجُومَ رَقَبَهَا (رِعْيَةً) بِالْكَسْرِ. قَالَتِ الْخَنْسَاءُ:

أَرْعَى النُّجُومَ وَمَا كُلِّفْتُ رِعْيَتَهَا
وَ (أَرْعَى) اللَّهُ الْمَاشِيَةَ أَنْبَتَ لَهَا مَا تَرْعَاهُ. 
(ر ع ي)

رَعاهُ يَرْعاهُ رَعْيا ورِعايَةً: حفظه.

وكل من ولى أَمر قوم فَهُوَ رَاعيهم وهم رَعِيَّتُه: فَعِليَةٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ.

وَقد استرعاه اياهم: استحفظه، وَفِي الْمثل " من استَرْعَى الذِّئْب فقد ظلم " أَي من ائْتمن خائنا فقد وضع الْأَمَانَة غير موضعهَا.

ورَعَى النُّجُوم رَعْيا ورَعاها: راقبها وانتظر مغيبها.

وراعَى أمره: حفظه وترقبه. وَقَوله عز وَجل (يَا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنا) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: قيل فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال، قَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ أرعِنا سَمعك. وَقيل: كَانَ الْمُسلمُونَ يَقُولُونَ للنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَاعِنا، وَكَانَت الْيَهُود تساب بِهَذِهِ الْكَلِمَة بَينهَا وَكَانُوا يسبون النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نُفُوسهم فَلَمَّا سمعُوا هَذِه الْكَلِمَة اغتنموا أَن يظهروا سبه بِلَفْظ يسمع وَلَا يلحقهم فِي ظَاهره شَيْء، فأظهر الله النَّبِي وَالْمُسْلِمين على ذَلِك وَنهى عَن الْكَلِمَة. وَقَالَ قوم قَوْله: راعِنا، من المراعاة والمكافأة فأُمروا أَن يخاطبوا النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتعزيز والتوقير أَي لَا تَقولُوا رَاعنا أَي كافئنا فِي الْمقَال كَمَا يَقُول بَعْضكُم لبَعض.

ورَعا عَهده وَحقه: حفظه وَالِاسْم من كل ذَلِك الرَّعْيا والرَّعْوَى وَأرى ثعلبا حكى الرُّعْوَى بِضَم الرَّاء وبالواو وَهُوَ مِمَّا قلبت ياؤه واوا للتصريف وتعويض الْوَاو من كَثْرَة دُخُول الْيَاء عَلَيْهَا، وللفرق أَيْضا بَين الِاسْم وَالصّفة، وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مثله كالبقوي وَالْفَتْوَى وَالتَّقوى والشروى والثنوى.

ورَاعي الْمَاشِيَة: حافظها، صفة غالبة غَلَبَة الِاسْم، وَالْجمع رُعاةٌ ورِعاءٌ ورُعْيانٌ كسروه تكسير الْأَسْمَاء كحاجر وحجران لِأَنَّهَا صفة غالبة وَلَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم على فَاعل يعتور عَلَيْهِ فُعَلَةٌ وفِعالٌ إِلَّا هَذَا، وَقَوْلهمْ آس وأساة وإساء، فَأَما قَول ثَعْلَبَة بن عبيد الْعَدوي فِي صفة نخل: تَبِيتُ رُعاها لَا تخافُ نِزَاعَها ... وَإِن لمْ تُقَيَّدْ بالقُيُودِ وبالأُبْضِ

فَإِن أَبَا حنيفَة ذهب إِلَى إِن رُعىً جمع رُعاةٍ لِأَن رُعاةً وَإِن كَانَ جمعا فَإِن لَفظه لفظ الْوَاحِد فَصَارَ كمهاة ومهى إِلَّا أَن مهاة وَاحِد وَهُوَ مَاء الْفَحْل فِي رحم النَّاقة، ورعاة جمع، وَقَول أحيحة:

وتُصْبِحُ حيثُ يبيتُ الرِّعاءُ ... وَإِن ضَيَّعُوها وَإِن أْهَمَلُوا

إِنَّمَا عَنى بالرِّعاءِ هُنَا حفظَة النّخل، لِأَنَّهُ إِنَّمَا هُوَ فِي صفة النخيل. يَقُول: تصبح النّخل فِي أماكنها لَا تَنْتَشِر كَمَا تَنْتَشِر الْإِبِل الْمُهْملَة.

والرَّعِيَّةُ: الْمَاشِيَة الرَّاعِيَةُ والمَرْعيَّةُ قَالَ:

ثمَّ مُطِرْنا مَطْرَةً رَوِيَّةْ ... فَنَبَتَ البَقْلُ وَلَا رَعِيَّهْ

وَرجل تِرْعِيَّةٌ وتِرْعِىٌّ - بِغَيْر هَاء نَادِر - قَالَ تأبط شرا:

ولسْت بِترِعْىٍّ طَوِيلٍ عَشاؤُه ... يُؤَنِّفُها مُسْتأنِفَ النَّبْتِ مُبْهِلِ

وَكَذَلِكَ تُرْعيَّةٌ وتَرْعِيَّةٌ وتِرْعايَةٌ: صناعته وصناعة آبَائِهِ الرّعايةُ - وَهُوَ مِثَال لم يذكرهُ سِيبَوَيْهٍ -.

والِّتْرِعَّيُة: الْحسن الالتماس والارتياد للكلأ للماشية.

ورَعَتِ الْمَاشِيَة تَرْعَى رَعْيا ورِعايَة وارْتعتْ وتَرَعَّت، قَالَ كثير عزة:

ومَا أمُّ خشْفٍ تَرَعَّى بِهِ ... أرَاكا عَمِيماً ودَوْحا ظَلِيلاَ

ورَعاها وأرْعاها، وَفِي التَّنْزِيل (كُلُوا وارْعَوْا أنْعامَكُمْ) ، وَقَالَ الشَّاعِر:

كَأَنَّهَا ظَبيةٌ تَعطُو إِلَى فَننٍ ... تأكُلُ مِنْ طَيِّبٍ وَالله يُرْعِيها

أَي ينْبت لَهَا مَا تَرْعَى.

وَالِاسْم الرِّعْيَةُ عَن اللحياني.

وأرْعاه الْمَكَان: جعله لَهُ مَرْعى، قَالَ الْقطَامِي: فَمَنْ يَكُ أرْعاهُ الحِمى أخَوَاتُه ... فماليَ منْ أُخْتٍ عَوَانٍ وَلَا بِكْرِ

والرِّعْيُ: الْكلأ، وَالْجمع أرْعاءٌ.

والمَرْعَى: كالرِّعْي. وَفِي التَّنْزِيل (والَّذي أخْرَجَ المَرْعَى) وَفِي الْمِثَال " مرعى وَلَا كالسعدان " وَقَول أبي الْعِيَال:

أفُطَيْمُ هَلْ تَدْرِينَ كمْ مِنْ مَتْلَفٍ ... جاوَزْتُ لَا مَرْعى وَلَا مَسْكُونِ

عِنْدِي أَن المَرْعَى هُنَا فِي مَوضِع المَرْعِىّ لمقابلته إِيَّاه بقوله، وَلَا مسكون. وَقد يكون المَرْعَى الرِّعْيَ أَي ذُو رِعْيٍ.

وأرْعتِ الأَرْض: كثر رعيها.

والرَّعايا والرَّعاوِيَّة: الْمَاشِيَة المرعيَّة تكون للسوقة وَالسُّلْطَان. والأرْعاوِيَّةُ: للسُّلْطَان خَاصَّة، وَهِي الَّتِي عَلَيْهَا وسومة ورسومة.

وأرْعى عَلَيْهِ: أبقى، قَالَ أَبُو دهبل، أنْشدهُ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء:

إنْ كَانَ هَذَا السِّحْرُ منكِ فَلَا ... تُرْعِى عَلىَّ وجَدّدِي سِحْرَا

وأرْعِني سَمعك، ورَاعِنِي سَمعك أَي اسْتمع إليَّ، وَفِي التَّنْزِيل (لَا تَقُولُوا رَاعِنا) وَفِي مصحف ابْن مَسْعُود راعونا.

وأرْعَى إِلَيْهِ: اسْتمع، وَقَول عمر رَضِي الله عَنهُ " وَرِّع اللص وَلَا تُراعِه " فسره ثَعْلَب فَقَالَ: مَعْنَاهُ كَفه أَن يَأْخُذ متاعك وَلَا تشهد عَلَيْهِ. ويروي عَن ابْن سِيرِين انه قَالَ: مَا كَانُوا يمسكون عَن اللص إِذا دخل دَار أحدهم تأثما.

والرَّاعِيَةُ: مُقَدّمَة الشيب.

والرِّعْيُ: أَرض فِيهَا حِجَارَة ناتئة تمنع اللؤمة أَن تجْرِي.

وراعيةُ الأتن: ضرب من الجنادب.
رعي
: (ى {الرِّعْيُ، بالكسْرِ: الكَلأُ، ج} أرْعاءٌ) ، كحِمْلٍ وأَحْمالٍ.
(و) الرَّعْيُ، (بالفتْحِ: المَصْدَرُ) . يقالُ: {رَعَى} رَعْياً.
( {والمَرْعَى) و (} الرِّعْيُ) بمعْنىً واحِدٍ وَهُوَ مَا {تَرْعاهُ} الرَّاعِيَةُ؛ قالَ الله تَعَالَى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ {المَرْعَى} ، وأَيْضاً: {أَخْرَجَ مِنْهَا ماءَها} ومَرْعَاها} .
(و) المَرْعَى أَيْضاً: (المَصْدَرُ) المِيمِي من رَعَى.
(و) أَيْضاً: (المَوْضِعُ) ؛ وَمِنْه المَثَلُ: {مَرْعىً وَلَا كالسَّعْدانِ، والجَمْعُ} المَراعِي؛
( {كالمَرْعاةِ) ، وَهَذِه عَن الصَّاغانيّ.
قالَ أَبو الهَيْثم: يقالُ: لَا تَفْتَنِ فَتاةً وَلَا} مَرْعاةً فإنَّ لكُلَ بُغاةً، يقولُ: {المَرْعَى حيثُما كانَ يُطْلَبُ والفَتاةُ تُخْطَبُ حيثُما كانتْ.
(} والرَّاعي: كُلُّ مَنْ وَلِيَ أَمْرَ قَوْمٍ) بالحِفْظِ والسِّياسَةِ.
ويُسَمَّى أَيْضاً مَنْ وَلِيَ أَمْرَ نَفْسِه بالسِّياسَةِ {رَاعِياً، وَمِنْه الحدِيثُ: (كُلُّكُم} رَاعٍ وكُلَّكُم مَسْؤُولٌ عَن {رَعِيَّتِه) ؛ (ج} رُعاةٌ) كقَاضٍ وقُضاةٍ، ( {ورُعْيانٌ) بالضمِّ كشَابَ وشُبَّانٍ.
وقيلَ: أَكْثَر مَا يقالُ رُعاةٌ للوُلاةِ، ورُعْيانٌ لجمْعِ رَاعِي الغَنَم.
(} ورُعاءٌ) ، بالضَّمِّ (ويُكْسَرُ) ، كجائِعٍ وجِياعٍ، وَلم يَذْكُرِ الجوهريُّ الضمَّ.
(و) {الرَّاعِي: (شاعِرٌ) مِن بَني نُمَيْر، وَهُوَ عبيدُ بنُ الحُصَيْن،} والرّاعِي لَقَبٌ لَهُ، وَهُوَ مِن رِجالِ الحماسَةِ.
(والقوْمُ {رَعِيَّةٌ، كغَنِيَّةٍ) ، وهم العامَّةُ، والجَمْعُ} الرَّعايا.
(و) يقالُ: (رجُلٌ {تَرْعِيَّةٌ، مُثَلَّثَةً) مَعَ تَشْدِيدِ الياءِ، ذَكَرَ التَّثْلِيثَ ابنُ سِيدَه وذَكَرَه الجوهرِيُّ عَن الفرَّاء بكَسْر التاءِ وضمِّها مَعَ التّشْديدِ؛
(وَقد يُخَفَّفُ) كَسْر التاءِ مَعَ التَّخْفيفِ نقلَهُ الصَّاغانيُّ عَن الفرَّاء.
(و) يقالُ أَيْضاً: رجُلٌ (} تِرْعايَةٌ) ، بالكسْرِ، ( {وتُراعيَةُ بالضَّمِّ والكسْرِ) ؛ الَّذِي نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ بالضمِّ فَقَط عَن الفرّاء؛ (} وتِرْعِيٌّ بالكسْر) : إِذا كانَ (يُجيدُ {رِعْيَةَ الإِبِلِ) أَو هُوَ الحسَنُ الارْتِياد للكَلأِ للماشِيَةِ.
(أَو صِناعَتُهُ وصِناعَةُ آبائِهِ} رِعايَةُ الإِبِلِ) ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
واقْتَصَرَ الجوهرِيُّ على القوْلِ الأوَّل.
( {والرَّعاوَى، كسَكارَى ويُضَمُّ: الإِبلُ) الَّتِي (} تَرْعَى حَوالِيَ القَوْمِ ودِيارِهِمْ) لأنَّها الإِبلُ الَّتِي يُعْتَملُ عَلَيْهَا، قَالَت امْرأَةٌ مِن العَرَبِ تُعاتِبُ زوْجَها:
تَمَشَّشْتَني حَتَّى إِذا مَا تَرَكْتَني
كنِضْو {الرَّعاوَى قلتَ إنِّي ذَاهِبُوالذي فِي التكمِلَةِ:} الرُّعاوِيَّةُ، هَكَذَا هُوَ بالضمِّ وكسْرِ الواوِ مَعَ تَشْديدِ الياءِ، مِن المالِ: مَا {يَرْعَى حَوْل دِيارِهِمْ.
(} وراعَيْتُه) {مُراعاةً: (لاحَظْتُه مُحْسِناً إِلَيْهِ) ، وَمِنْه} مُراعاةُ الحُقوقِ.
(و) {راعَيْتُ (الأَمْرَ) } مُراعاةً: راقَبْتُه و (نَظَرْتُ إلامَ يَصِيرُ) وماذا مِنْهُ يكون؛ نقلَهُ الــراغبُ؛ قالَ: وَمِنْه {مُراعاةُ النّجُومِ.
(و) } رَاعَى (الحِمارُ الحُمُرَ) : إِذا ( {رَعَى مَعهَا) ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
من وَحشِ حَوْضَى} يُراعِي الصَّيْدَ مُنْتَبِذاً
كأَنَّهُ كوْكَبٌ فِي الجَوِّ مُنْجَرِدُويقالُ: هَذِه الإبِلُ {تُراعِي الوَحْشَ: أَي} تَرْعَى مَعهَا.
(و) {رَاعَى (النُّجُومَ) } مُراعاةً: (راقَبَها) وتأَمَّل فِيهَا (وانْتَظَرَ مَغِيبَها؛ {كرَعَاها) ، وأَنْشَدَ الجوهريُّ للخنساءِ:
} أَرْعى النُّجومَ وَمَا كُلِّفْت {رِعْيَتَها
وتارَةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمارِي (و) } رَاعَى (أَمْرَهُ) {مُراعاةً: (وحَفِظَهُ) وتَرَقَّبَهُ، (} كرَعاهُ) ! رعْياً.
وقالَ الــراغبُأَصْلُ {الرّعْي حفْظُ الحَيَوانِ إمَّا بغِذائِهِ الحافِظِ لحَياتِه، أَو بذبِّ العَدُوِّ عَنهُ، ثمَّ جُعِلَ للحفْظِ والسِّياسَةِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {فَمَا} رعوها حَقّ {رِعايتِها} ، أَي مَا حافَظُوا عَلَيْهَا حَقّ المُحافَظَةِ؛
(والاسمُ} الرُّعْيَا {والرُّعْوَى) ، بضمِّهما (ويُفْتَحُ) ، أَي فِي الأخيرِ كَمَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي المُحْكَم.
(و) } رَاعَتِ (الأرضُ) ؛ هَكَذَا هُوَ مُقْتَضى سِياقِه والصَّوابُ {أَرْعَتِ الأرضُ؛ (كَثُرَ فِيهَا} المَرْعَى) ، وسَيَأْتِي قرِيباً.
( {واسْتَرعاهُ إيَّاهُم) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ إيَّاهُ بدَلِيلِ قوْلِه: (اسْتَحْفَظَهُ) ؛ وَمِنْه المَثَلُ: مَنِ} اسْتَرْعَى الذئبَ فقد ظَلَمَ، أَي مَنِ ائتَمَنَ خائِناً فقد وَضَعَ الأَمانَةَ غَيْر موضِعِها.
( {والرَّعِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ: (الماشِيَةُ} الرَّاعِيَةُ) ، فَعِيلَة بمعْنَى فاعِلَةٍ.
(و) أَيْضاً: ( {المَرْعِيَّةُ) فَعِيلَةٌ بمعْنَى مَفْعولَةٍ، والجَمْعُ} الرَّعايا، وَمِنْه الحدِيثُ: (كلُّ {راعٍ مَسْؤُولٌ عَن} رعيَّتِه) .
( {ورَعَتِ الماشِيَةُ) الكَلأَ (} تَرْعَى {رَعْياً) ، بالفتْحِ، (} ورِعايَةً) ، بالكسْرِ، ( {وارْتَعَتْ} وتَرَعَّتْ) ، كُلُّه بمعْنىً واحِدٍ.
( {ورَعاها) } يَرْعَاها {رعْياً، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {كُلُوا} وارْعَوْا أَنْعامَكُم} .
( {وأَرْعاها) مثْلُه.
(} والرِّعْيَةُ، بالكسْرِ: الاسمُ) مِنْهُ.
(و) {الرِّعْيَةُ: (أَرْضٌ فِيهَا حِجارَةٌ ناتِئَةٌ تَمْنَعُ اللُّؤْمَةَ) أَنْ تَجْرِي.
(و) } رَعْيَةٌ، (بِلا لامٍ: صَحابيٌّ سُحَيْمِيٌّ) ؛ هَكَذَا ضَبَطَه المحدِّثُونَ.
(أَو هُوَ كسُمَيَّة) ، وَهَكَذَا ضَبَطَه جريرٌ الطَّبَرِيّ.
( {وأَرْعاهُ المَكانَ: جَعَلَهُ لَهُ} مَرْعىً) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(و) {أَرْعَتِ (الأَرْضُ: كَثُرَ} رِعْيُها) ، أَي الكَلأُ أَو المَرْعَى، قالَهُ الزجَّاجُ.
( {والرَّعايا} والرَّعاوِيَّةُ) ، بتَشْديدِ الياءِ، وَفِي نسختنا بتَخْفِيفها: (الماشِيَةُ {المَرْعِيَّةُ لكُلِّ مَنْ كَانَ) للسوقةِ والسُّلْطانِ.
(} والأَرْعاوِيَةُ للسُّلْطانِ) خاصَّةً وَهِي الَّتِي عَلَيْهَا وُسومُه ورُسومُه.
( {وأَرْعِنِي سَمْعَكَ) ، بقَطْعِ الهَمْزةِ، (} وراعِنِي سَمْعَكَ) ، مِن بابِ المُفاعَلَةِ، أَي (اسْتَمِعْ لمقالِي) .
وَفِي مُصْحَف ابنِ مَسْعود: {لَا تَقولُوا {رَاعُونا} .
وَفِي الصَّحاحِ: أَرْعَيْتُه سَمْعِي، أَي أَصْغَيْتُ إِلَيْهِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} رَاعِنا} .
قالَ الأخْفَش: هُوَ فاعِلُنا مِن المُراعاةِ على مَعْنى {أَرْعِنا سَمْعَك، ولكنَّ الياءَ ذَهَبَتْ للأَمْرِ.
وقالَ الَّــراغبُ:} أَرْعَيْتُه سَمْعِي جَعَلْتَه راعِياً لكَلامِه.
( {وراعِي البُسْتانِ،} وراعِيَةُ الأُتُنِ: ضَرْبانِ مِنَ الجَنادِبِ) ، الْأَخير نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
وقالَ الصَّاغانيُّ: راعِي البُسْتانِ جندبٌ عَظِيمٌ تُسَمِّيه العامَّةُ جَمَل الحُمَّى، وراعِيَةُ الأُتْنِ ضَرْبٌ آخَرُ لَا يطيرُ.
(وراعِيَةُ الجَبَلِ) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ الخَيْل، بالخاءِ المعْجمةِ والتَّحْتيَّة كَمَا هُوَ نَصّ التكْمِلَةِ؛ (طائِرٌ) أَصْفَر يكونُ تحْتَ بطونِ الدَّوابِ، هَكَذَا هُوَ فِي التكْملَةِ.
وقالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْل: طائِرَةٌ صَغيرَةٌ مثْلُ العُصْفورِ تَقَعُ تحْتَ بُطونِ الخَيْلِ والدَّوابِّ صَفْراءُ، كأَنَّما خضبَ عُنُقُها وجَنَاحُها بالزَّعْفرانِ وظَهْرُها فِيهِ كدْرَةٌ وسَوادٌ ورأْسُها أَصْفَر وزمكاها ليسَتْ بطَوِيلَةٍ وَلَا قَصيرَةٍ، انتَهَى.
( {والأُرْعُوَّةُ، بالضَّمِّ) والواوُ مُشدَّدَة: (نِيرُ الفَدَّانِ) يُحْتَرَثُ بهَا، بلُغَةِ أَزْدشَنُوءَةَ، نقلَهُ الصَّاغانيُّ عَن أَبي عَمْروٍ.
(} وأَرْعَيْتُ عَلَيْهِ: أَبْقَيْتُ) عَلَيْهِ (وتَرَحَّمْتُه.
( {وراعِيَةُ الشَّيْبِ} ورَواعِيهِ: أَوائِلُهُ) ومُقدّماتُه وَهُوَ مجازٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{راعِي الماشِيَةِ: حافِظُها، صفَةٌ غالبَةٌ عَلَيْهِ،} يَرْعاها أَي يحوطُها، والجَمْعُ {الرِّعاءُ، بالكسْرِ،} والرُّعاةُ {والرُّعْيانُ، وجَمْعُ} رُعاةٍ {رُعىً، كمُهاةٍ ومُهىً.
} والرِّعاءُ، ككِتابٍ: حفظ النَّخْل، وَقد جاءَ فِي قَوْل أُحَيْحَة.
{والمَرْعِيُّ، كمَرْمِيِّ: المَسُوسُ؛ وَمِنْه المَثَلُ: ليسَ} المَرْعِيّ {كالرَّاعِي.
} وأَرْعَى عَلَيْهِ كَذَا: أَبْقَى، يعدَّى بعلَى، وحَقِيقَتُه {أَرْعاه مُتَطلِّعاً عَلَيْهِ؛ قالَ أَبو دَهْبَل:
إنْ كانَ هَذَا السِّحْرُ منكِ فَلَا
} تُرْعي عليَّ وجَدِّدِي سِحْراوفي حدِيثِ عُمَر: (ورِّع اللِّصَّ وَلَا تُراعِهْ) ، أَي كُفَّه أَنْ يأْخُذَ مَتاعَكَ وَلَا تُشْهِدْ عَلَيْهِ؛ قالَهُ ثَعْلَب.
وَعَن ابنِ سِيرِين: أنَّهم مَا كَانُوا يُمْسِكون عَن اللِّصِّ إِذا دَخَلَ دُورَهُم تأَثُّماً؛ وقيلَ: مَعْناه وَلَا تَنْتَظِره.
وإبِلٌ {راعِيَةٌ، والجَمْعُ} رَواعِي.
{والمُراعاةُ: الإبْقاءُ على الشيءِ والمُناظَرَةُ.
وَهُوَ لَا} يُرعِي إِلَى قَوْل أَحَدٍ: أَي لَا يَلْتَفِتُ إِلَى أَحدٍ. وأَمْرُ كَذَا أَرْفَقُ بِي {وأَرْعى عليَّ.
وفلانٌ} يرْعَى على أَبيهِ: أَي {يَرْعَى غَنَمَه؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: يقالُ} رَعَيْتُ عَلَيْهِ حُرْمَتَه {رِعايَةً.
} وأَرْعَى اللَّهُ الماشِيَةَ: أَي أَنْبَتَ لَهَا مَا {تَرْعاهُ؛ قالَ الشاعِرُ:
كأنَّها ظَبْيةٌ تَعْطُو إِلَى فَنَنٍ
تأْكُلُ مِنْ طَيِّبٍ واللَّهُ} يُرْعِيها {ورَعاهُ} تَرْعِيَةً: قالَ رَعاهُ اللَّهُ.
{والرَّاعِيَةُ: طائِرٌ.
} ورعاءَةُ الخَيْلِ: لُغَةٌ فِي رَاعِيَةِ الخَيْل، عَن الصَّاغاني.
ورجُلٌ {تُرْعايَةٌ، بالضمِّ: لُغَةٌ فِي} تَرْعِيَّةِ، عَن الفرَّاء نقلَهُ الصَّاغانيُّ.
{والرَّعوة: هنيةٌ تدْخُلُ فِي الشَّجرِ لَا تَراها الدَّهْرَ إلاَّ مزعورَةً تهزُّ ذَنَبَها؛ نقلَهُ السُّيُوطِيّ.
رعي: {راعنا}: احفظنا، نرعى من الرعي. 
ر ع ي

رعاك الله وأحسن رعايتك. وهو راعيهم وهم رعيته ورعاياه. وليس المرعيّ كالراعي. ويقولون للمرأة: راعية البيت. واسترعى الله خليفته خليقته. ورعيت له عهده وحرمته. وما أرعاك للعهود. وأرعى عليه: أبقى. وهو حسن الرعوى والرعيا، كالبقوي والبقيا. وارعوى عن القبيح. ورعت الماشية الكلأ وارتعت، ورعاها صاحبها. وهو راعي الإبل وهم رعاتها ورعاؤها ورعاؤها ورعيانها. ورجل ترعية وترعية: حسن الرعية للإبل. قال:

يسوقها ترعي جاف فضل ... إن رتعت صلّى وإلا لم يصل

وأخرجها إلى المرعى والرعي. وإبل راعية ورواع. والحمار يراعى الحمر: يرعى معها. وظلت الإبل تراعى. واسترعيت راعي سوء ورويعي سوء. وفي مثل " من استرعى الذئب ظلم " وأرعت الأرض: كثر مرعاها. وأرض مرعية. وأرعى الله البهائم: أنبت لها المراعي.

ومن المجاز: رعيت النجوم وراعيتها، وطالت عليّ رعية النجوم. قالت الخنساء:

أرعى النجوم وما كلفت رعيتها ... وتارة أتغشى فضل أطماري

وراعيت الأمر: نظرت إلام يصير. وأنا أراعي فلاناً: أنظر ماذا يفعل. وأرعيته سمعي، وأرعني سمعك وراعني سمعك. وما في رأسه راعية: فملة لأنها ترعى في الرأس وهو مرعاها.

رعي: الرَّعْيُ: مصدر رَعَى الكَلأَ ونحوَه يَرْعى رَعْياً. والراعِي

يَرْعى الماشيةَ أَي يَحوطُها ويحفظُها. والماشيةُ تَرْعى أَي ترتفع

وتأْكل. وراعي الماشيةِ: حافظُها، صفةٌ غالبة غلَبةَ الاسم، والجمع رُعاةٌ مثل

قاضٍ وقُضاةٍ، ورِعاءٌ مثل جائعٍ وجِياعٍ، ورُعْيانٌ مثل شابٍّ

وشُبَّانٍ، كسَّروه تكسير الأَسماء كَحاجِرٍ وحُجْرانٍ لأَنها صفة غالبة، وليس في

الكلام اسم على فاعل يَعْتَوِرُ عليه فُعَلَة وفِعالٌ إلا هذا، وقولهم

آسٍ وأُساةٌ وإساءٌ. وفي حديث الإيمان: حتى تَرى رِعاءَ الشَّاءِ

يَتَطاوَلُون في البُنْيان. وفي حديث عمر: كأَنه راعِي غَنَمٍ أَي في الجَفَاء

والبَذاذةِ. وفي حديث دُرَيْدٍ قال يوم حُنَيْنٍ لمالك بن عوف: إنما هو

راعِي ضأْنٍ ما لَه وللحربِ، كأَنه يَسْتَجْهله ويُقَصِّر به عن رُتْبةِ

من يَقُودُ الجُيوشَ ويَسُوسُها؛ وأَما قول ثعلبة بن عُبَيْدٍ العَدَوِيِّ

في صفة نخل:

تَبِيتُ رُعاها لا تَخافُ نِزاعَها،

وإن لم تُقَيَّدْ بالقُيودِ وبالأُبض

فإن أَبا حنيفة ذهب إلى أَنَّ رُعىً جمعُ رُعاةٍ، لأَن رُعاةً وإن كان

جمعاً فإن لفظه الواحد، فصار كمَهُاةٍ ومُهىً، إلا أَن مُهاةً واحد وهو

ماءُ الفحل في رَحِم الناقة، ورُعاة جمع؛ وأَما قول أُحَيْحَة:

وتُصْبِحُ حيثُ يَبِيتُ الرِّعاء،

وإنْ ضَيَّعوها وإنْ أَهْمَلُوا

إنما عنى بالرِّعاء هنا حَفَظَة النَّخْل لأَنه إنما هو في صفة

النَّخِيل؛ يقول: تُصْبح النخلُ في أَماكنها لا تَنْتَشِر كما تنتشر الإبل

المُهْمَلة. والرَّعِيَّة: الماشيةُ الراعيةُ أَو المَرْعِيَّة؛ قال:

ثُمَّ مُطِرْنَا مَطْرَةً رَوِيَّهْ،

فنَبَتَ البَقْلُ ولا رَعِيَّهْ

وفي التنزيل: حتى يُصْدِرَ الرِّعاءُ؛ جمع الراعي. قال الأَزهري:

وأَكثر ما يقال رُعاةٌ للوُلاةِ، والرُّعْىانُ لراعِي الغَنَمِ. ويقال

للنَّعَم: هي تَرْعَى وتَرْتَعِي. وقرأَ بعض القُرَّاء: أَرْسِلْهُ مَعَنا

غَداً نَرْتَعي

(* قوله «نرتعي» كذا بالأصل والتهذيب بإثبات الياء بعد العين

وهي قراءة قنبل وقفاً ووصلاً كما في الخطيب المفسر). ونَلْعَبْ؛ وهو

نَفْتَعِلُ من الرَّعْيِ، وقيل: معنى نَرْتَعي أَي يَرْعَى بعضُنا بعضاً.

وفلان يَرْعَى عَلَى أَبِيه أَي يَرْعَى غَنَمَه.

الفراء: يقال إنَّه لَتِرْعِيَّةُ مالٍ

(* قوله «إنه لترعية مال» حاصل

لغاتها إنها مثلثة الأول مع تشديد الياء المثناة التحتية وتخفيفها كما في

القاموس). إذا كان يَصْلُح المالُ على يَدِهِ ويُجِىدُ رِعْيةَ الإبِل.

قال ابن سيده: رجلٌ تَرعيَّةٌ وتِرْعِيٌّ، بغير هاء، نادرٌ؛ قال تأَبط

شرّاً:

ولَسْت بِتِرْعِيّ طَوِيلٍ عَشَاؤُه،

يُؤَنِّفُها مُسْتَأَنَفَ النَّبْتِ مُبْهِل

وكذلك تَرْعِيّة وتُرْعِيَّة، مشددة الياء، وتِرْعايَة وتُرْعَايَةٌ

بهذا المعنى صِناعتُه وصِنَاعة آبائِهِ الرِّعَايَة، وهو مثال لم يذكره

سيبويه. والتِّرْعِيَّة: الحَسَن الالْتِماسِ والارْتِيادِ لِلْكَلإ

للماشية؛ وأَنشد الأََزهري للفراء:

ودَار حِفاظٍ قَدْ نَزَلْنَا، وغَيرُها

أَحبُّ إلى التِّرْعِيَّةِ الشَّنَآنِ

قال ابن بري: ومنه قول حكيم بن مُعَيَّة:

يَتْبَعُها تِرْعِيَّةٌ فيه خَضَعْ،

في كَفِّة زَيْعٌ، وفي الرُّسْغِ فَدَعْ

والرِّعَايَةُ: حِرْفةُ الرَّاعِي، والمَسُوسُ مَرْعِيٌّ؛ قال أَبو قيس

بن الأَسْلَت:

لَيس قَطاً مثلَ قُطَيٍّ، ولا الـْ

ـرْعِيٌّ، في الأَقْوامِ، كالرَّاعِي

وَرَعتِ الماشِيةُ تَرْعَى رَعْياً ورِعايَةً وارْتَعَتْ وتَرَعَّتْ؛

قال كثير عزة:

وما أُمُّ خِشْفٍ تَرَعَّى به

أَراكاً عَمِيماً ودَوْحاً ظَلِيلا

ورَعاها وأَرْعاها، يقال: أَرْعَى اللهُ المَواشِيَ إذا أَنْبَتَ لها ما

تَرْعاه. وفي التنزيل العزيز: كُلُوا وارْعَوْا أَنْعامَكُم؛ وقال

الشاعر:

كأَنَّها ظَبْيةٌ تَعْطُو إلى فَنَنٍ،

تأْكُلُ مِنْ طَيِّبٍ، واللهُ يُرْعِيها

أَي يُنْبِتُ لها ما تَرْعَى، والاسمُ الرِّعْية؛ عن اللحياني.

وأَرْعاهُ المكانَ: جعلَهَ له مَرْعىً؛ قال القُطامي:

فَمَنْ يَكُ أَرْعاهُ الحِمَى أَخَواتُه،

فَما ليَ مِنْ أُخْتٍ عَوانٍ ولا بِكْرِ

وإبِلٌ راعِيةٌ، والجمع الرَّواعِي. ورَعَى البعِيرُ الكلأَ بنَفْسِه

رَعْىاً، وارْتَعَى مثلُه؛ وأَنشد ابن بري شاهداً عليه:

كالظَّبْيةِ البِكْرِ الفَرِيدةِ تَرْتَعِي،

في أَرْضِها، وفَراتِها وعِهادَها

خَضَبَتْ لها عُقَدُ البِراقِ جَبِينَها،

من عَرْكِها عَلَجانَها وعَرادَها

والرِّعْي، بكسر الراء: الكَلأُ نَفْسُه، والجمع أَرْعاءٌ. والمَرْعَى:

كالرَّعْيِ. وفي التنزيل: والذي أَخْرَجَ المَرْعَى. وفي المثل:

مَرْعىً ولا كالسَّعْدانِ؛ قال ابن سيده: وقول أَبي العِيالِ:

أَفُطَيْم، هل تَدْرِينَ كَمْ مِنْ مَتْلَفٍ

جاوَزْتُ، لا مرْعىً ولا مَسْكُونِ؟

عندي أَن المَرْعَى ههنا في موضع المَرْعِيَّ لمقابلته إياه بقوله ولا

مَسْكون. قال: وقد يكون المَرْعَى الرِّعْيَ أَي ذُو رِعْيٍ. قال

الأَزهري: أَفادني المُنْذِرِيُّ يقال لا تَقْتَنِ فَتاةً ولا مَرْعاة فإنَّ

لكُلٍّ بُغاةً؛ يقول: المَرْعَى حيث كان يُطْلَبُ، والفَتاةُ حيثما كانت

تُخْطَبُ، لكلِّ فتاةٍ خاطِب، ولكلِّ مَرْعىً طالب؛ قال: وأَنشدني محمد بن

إسحق:

ولَنْ تُعايِنَ مَرْعىً ناضِراً أُنُفاً،

إلاَّ وجَدْتَ به آثارَ مأْكُولِ

وأَرْعَتِ الأَرضُ: كثُر رِعْيُها.

والرَّعايا والرَّعاوِيَّةُ: الماشية المَرْعِيَّة تكون للسوقة

والسلطان، والأَرْعاوِيَّةُ للسلطان خاصة، وهي التي عليها وُسومُه

ورُسومُه.والرَّعاوَى والرُّعاوَى، بفتح الراء وضمها: الإبل التي تَرْعَى حَوالَى

القومِ وديارِهم لأنها الإبل التي يُعْتَمَلُ عليها؛ قالت امرأَة من

العرب تُعاتب زوجَها:

تَمَشَّشْتَني، حتى إذا ما تَرَكْتَنِي

كنِضْوِ الرَّعاوَى، قلتَ: إنِّي ذَاهِبُ

قال شمر: لم أَسمع الرَّعاوَى بهذا المعنى إلاّ ههنا. وقال أَبو عمرو:

الأُرْعُوَّة بلغة أَزْدِ شَنُوأَة نِيرُ الفَدَّان يُحْتَرَثُ بها.

والراعِي: الواليِ. والرِّعِيَّة: العامَّة. ورَعَى الأَمِيرُ رَعِيَّته

رِعايةً، ورَعَيْتُ الإبلَ أَرْعاها رَعْياً ورَعاه يَرْعاه رَعْياً

ورِعايَةً: حَفِظَه. وكلّ مَنْ وَلِيَ أَمرَ قومٍ فهو راعِيهم وهُم رَعِيَّته،

فعيلة بمعنى مفعول. وقد اسْترعاهُ إيَّاهم: اسْتَحْفَظه، وإسْتَرْعَيْته

الشيءَ فَرَعاه. وفي المثل: مَن اسْترعى الذئْبَ فقد ظَلَمَ أَي مَنِ

ائتَمَنَ خائناً فقد وضع الأَمانة في غيرِ موْضِعِها. ورَعى النُّجُوم

رَعْياً وراعاها: راقَبَها وانْتَظَر مَغِيبَها؛ قالت الخنساء:

أَرْعى النُّجوم وما كُلِّفْت رِعْيَتَها،

وتارةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمارِي

وراعَى أَمرهَ: حَفِظَه وتَرَقَّبَه. والمُراعاة: المُناظَرة

والمُراقَبَة. يقال: راعَيْتُ فلاناً مراعاةً ورِعاءً إذا راقَبْتَه وتأَمَّلْت

فِعْلَه. وراعَيْتُ الأَمرَ: نَظَرْت إلامَ يصير. وراعَيْته: لاحَظته.

وراعَيْته: من مُراعاةِ الحُقوق. ويقال: رَعَيْتُ عليه حُرْمَتَه رِعايَةً.

وفلانُ يُراعي أَمرَ فُلانٍ أَي ينظر إلى ما يصير إليه أَمره. وأَرْعى

عليه: أَبْقى؛ قال أَبو دَهْبَل: أَنشده أَبو عمرو بن العلاء:

إن كان هذا السِّحْرُ منكِ، فلا

تُرْعي عَليَّ وجَدَّدِي سِحْرا

والإرْعاءُ: الإبْقاء على أَخيكَ؛ قال ذو الإصْبَع:

بَغى بعضُهُمُ بَعْضاً،

فلم يُرْعُوا على بَعْضِ

والرُّعْوى: اسم من الإرْعاء وهو الإبْقاءُ؛ ومنه قول ابن قيس:

إن تكن للإله في هذه الأُمْـ

مَةِ رُعْوى، يعُدْ إليك النَّعيمُ

وأَرْعِني سَمْعَكَ وراعِني سمعكَ أَي اسْتَمِعْ إليّ. وأَرْعى إليه:

اسْتَمَع. وأَرْعَيْت فُلاناً سَمْعي إذا اسْتَمَعْت إلى ما يقولُ

وأَصْغَيْت إليه. ويقال: فلان لا يُرْعِي إلى قَوْلِ أَحدٍ أَي لا يلتفِتُ إلى

أَحد. وقوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا لا تقولوا راعِنا وقولوا

انْظُرْنا؛ قال الفراء: هو من الإرْعاءِ والمُراعاةِ، وقال الأَخفش: هو فاعِلْنا

من المُراعاة على معنى أَرْعِنا سَمْعَك ولكن الياء ذَهَبَتْ للأَمْر،

وقرئ راعِناً، بالتنوين على إعْمال القولِ فيه كأَنه قال لا تقولوا

حُمْقاً ولا تقولوا هُجْراً، وهو من الرُّعونَةِ، وقد تقدم. وقال أَبو إسحق:

قيل فيه ثلاثة أَقوال، قال بعضهم: معناه أَرْعِنا سَمْعَك، وقيل: أَرْعِنا

سَمْعَك حتى نُفْهِمَك وتَفْهَمَ عَنَّا، قال: وهي قراءة أَهل المدينة،

ويُصَدِّقُها قراءة أُبَيِّ بنِ كعب: لا تقولوا راعونا، والعرب تقول

أَرْعِنا سَمْعك وراعنا سَمْعَك، وقد مَرَّ معنى ما أَراد القومُ يقول

راعِنا في تَرْجَمة رَعَنَ، وقيل: كان المسلمون يقولون للنبي، صلى الله عليه

وسلم: راعِنا، وكانت اليهود تَسابُّ بهذه الكلمة بينها، وكانوا يسُبُّون

النبي، عليه السلام، في نُفوسِهِم فلما سَمِعوا هذه الكلمة اغتنموا أَن

يظهروا سبّه بلفظ يُسمع ولا يلحقهم في ظاهره شيء؛ فأَظهر الله النبيَّ، صلى

الله عليه وسلم، والمسلمين على ذلك ونَهَى عن الكلمة، وقال قوم: راعِنا

من المُراعاة والمُكافأَةِ، وأُمِرُوا أَن يخاطِبوا النبي، صلى الله عليه

وسلم، بالتعزير والتَّوْقير، أَي لا تقولوا راعِنا أَي كافِئْنا في

المَقال كما يقول بعضهم لبعض. وفي مصحف ابن مسعود، رضي الله عنه: راعُونا.

ورَعى عَهْدَه وحَقَّه: حَفِظَه، والاسم من كل ذلك الرَّعْيا والرَّعْوى.

قال ابن سيده: وأُرى ثعلباً حكى الرُّعوى، بضم الراء وبالواو، وهو مما

قلبت ياؤه واواً للتصريف وتعويض الواو من كثرة دخول الياء عليها وللفرق

أَيضاً بين الاسم والصفة، وكذلك ما كان مثله كالَبقْوى والفَتْوى والتَّقْوى

والشِّرْوى والثَّنْوى، والبَقْوى والبَقْيا اسمان يوضعان موضع

الإبْقاء. والرَّعْوى والرَّعْيا: من رِعايةِ الحِفاظِ.

ويقال: ارْعَوى فلان عن الجهل يَرْعوي ارْعِواءً حَسَناً ورَعْوى

حَسَنةً، وهو نُزُوعُه وحُسْنُ رُجوعهِ. قال ابن سيده: الرَّعْوى والرَّعْيا

النزوع عن الجهل وحسنُ الرجوعِ عنه. وارْعَوى يَرْعَوي أَي كفَّ عن

الأُمور. وفي الحديث: شَرُّ الناسِ رجلٌ يقرأُ كتابَ اللهِ لا يَرْعَوي إلى

شَيءٍ منه أَي لا ينكفُّ ولا ينزجر، من رعا يَرْعُو إذا كفَّ عن الأُمور.

ويقال: فلان حسن الرَّعْوةَ والرِّعْوة والرُّعْوة والرُّعوى والارْعواء،

وقد ارْعَوى عن القبيح، وتقديره افْعَوَلَ ووزنه افْعَلَل، وإنما لم

يُدْغَمْ لسكون الياء، والاسم الرُّعْيا، بالضم، والرَّعْوى بالفتح مثل

البُقْيا والبَقْوى. وفي حديث ابن عباس: إذا كانت عندك شهادة فسُئِلْت عنها

فأَخْبِرْ بها ولا تقُلْ حتى آتِيَ الأَمير لعله يرجع أَو يَرْعَوي. قال

أَبو عبيد: الارْعواءُ النَّدَم على الشيء والانصراف عنه والتركُ له؛

وأَنشد:

إذا قُلْتُ عن طُول التَّنائي: قد ارْعَوى،

أَبى حُبُّها إلا بَقاءً على هَجْرِ

قال الأَزهري: ارْعَوى جاء نادراً، قال: ولا أَعلم في المعتلات مثله

كأَنهم بنوه على الرَّعْوى وهو الإبْقاءُ. وفي الحديث: إلاَّ إرْعاءً عليه

أَي إبْقاءً ورِفْقاً. يقال: أَرْعَيْتُ عليه، من المُراعاةِ والمُلاحظةِ.

قال الأَزهري: وللرَّعْوى ثلاثةُ مَعانٍ: أَحدها الرَّعْوى اسمٌ من

الإبْقاء، والرَّعْوى رِعاية الحِفاظِ للعهد، والرَّعْوى حسنُ المُراجَعةِ

والنُّزوع عن الجَهْلِ. وقال شمر: تكون المُراعاة من الرَّعْيِ مع آخَرَ،

يقال: هذه إبِلٌ تُراعِي الوَحْشَ أَي تَرْعى معها. ويقال: الحِمارُ

يُراعي الحُمُر أَي يَرْعى معها؛ قال أَبو ذُؤَيب:

من وَحشِ حَوضَى يُراعى الصَّيْدَ مُنْتَبِذاً،

كأَنَّه كوْكَبٌ في الجَوِّ مُنْجَرِدُ

والمُراعاةُ: المحافَظة والإبْقاءُ على الشيءِ. والإرْعاء: الإبْقاء.

قال أَبو سعيد: يقال أَمْرُ كذا أَرْفَقُ بِي وأَرْعى عليَّ. ويقال:

أَرْعَيْت عليه إذا أَبْقَيْت عليه ورحِمتْه. وفي الحديث: نِساءُ قُرَيْشٍ

خيرُ نِساءٍ أَحْناهُ على طِفْلٍ في صِغَرِه وأَرْعاهُ على زوجٍ في

ذاتِ يدهِ؛ هو من المُراعاةِ الحِفْظِ والرِّفْقِ وتَخْفِيفِ الكُلَفِ

والأَثْقالِ عنه، وذاتُ يدهِ كِنايةٌ عما يَمْلِكُ من مالٍ وغيرهِ. وفي حديث

عمر، رضي الله عنه: لا يُعْطى من الغَنائِمِ شيءٌ حتى تُقْسَم إلا لِراعٍ

أَو دليلٍ؛ الراعي هنا: عَيْنُ القوم على العدوِّ، من الرِّعايَةِ

الحِفْظِ. وفي حديث لقمان بن عادٍ: إذا رَعى القومُ غَفَلَ؛ يريد إذا

تَحافَظَ القومُ لشيءٍ يخافُونَه غَفَلَ ولم يَرْعَهُم. وفي الحديث: كُلُّكُمْ

راعٍ وكلُّكُم مسؤول عن رعيَّتهِ أَي حافِظٌ مؤْتَمَنٌ. والرَّعِيَّةُ:

كل من شَمِلَه حِفْظُ الراعي ونَظَرهُ.

وقول عمر، رضي الله عنه:ورِّعِ اللِّصَّ ولا تُراعِهْ، فسره ثعلب فقال:

معناه كُفَّه أن يأْخُذَ مَتاعَك ولا تُشْهِدْ عليه، ويروى عن ابن

سيرين أَنه قال: ما كانوا يُمْسِكون عن اللِّصِّ إذا دخل دارَ أَحدِهم

تأَثُّماً.

والراعِيَةُ: مُقَدِّمَةُ الشَّيْبِ. يقال: رأَى فلانٌ راعِيَةَ

الشَّيْبِ، ورواعي الشيب أَوَّلُ ما يَظْهَرُ منه.

والرِّعْيُ: أَرْضٌ فيها حجارة ناتِئَةٌ تمنع اللُّؤْمَة أَن تَجْري.

وراعِية الأَرضِ: ضَرْبٌ من الجَنادِب. والراعي: لقب عُبْيدِ لله ابن

الحُصَيْن النُّمَيْري الشاعر.

سوم

السَّوم: طلب المبيع بالثمن الذي تقرر به البيع.
س و م: (السُّومَةُ) بِالضَّمِّ الْعَلَامَةُ تُجْعَلُ عَلَى الشَّاةِ وَفِي الْحَرْبِ أَيْضًا تَقُولُ مِنْهُ: (تَسَوَّمَ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «تَسَوَّمُوا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ قَدْ تَسَوَّمَتْ» وَالْخَيْلُ (الْمُسَوَّمَةُ) الْمَرْعِيَّةُ. وَالْمُسَوَّمَةُ أَيْضًا الْمُعَلَّمَةُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: « {مُسَوَّمِينَ} [آل عمران: 125] » قَالَ الْأَخْفَشُ: يَكُونُ مُعَلَّمِينَ وَيَكُونُ مُرْسَلِينَ مِنْ قَوْلِكَ: سَوَّمَ فِيهَا الْخَيْلَ أَيْ أَرْسَلَهَا. وَمِنْهُ (السَّائِمَةُ) وَإِنَّمَا جَاءَ بِالْيَاءِ وَالنُّونِ لِأَنَّ الْخَيْلَ سُوِّمَتْ وَعَلَيْهَا رُكْبَانُهَا. قُلْتُ: فِي الْإِشْكَالِ الَّذِي ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ نَظَرٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {حِجَارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً} [الذاريات: 33] أَيْ عَلَيْهَا أَمْثَالُ الْخَوَاتِيمِ. وَ (السَّامُ) الْمَوْتُ. وَ (سَامٌ) أَحَدُ بَنِي نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ أَبُو الْعَرَبِ. وَ (السَّوَامُ) وَ (السَّائِمُ) بِمَعْنًى وَهُوَ الْمَالُ الرَّاعِي. وَ (سَامَتِ) الْمَاشِيَةُ أَيْ رَعَتْ وَبَابُهُ قَالَ فَهِيَ سَائِمَةٌ، وَجَمْعُ (السَّائِمِ) وَ (السَّائِمَةِ) (سَوَائِمُ) وَ (أَسَامَهَا) صَاحِبُهَا أَخْرَجَهَا إِلَى الْمَرْعَى قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فِيهِ تُسِيمُونَ} [النحل: 10] وَ (السَّوْمُ) فِي الْمُبَايَعَةِ. تَقُولُ مِنْهُ: (سَاوَمَهُ) (سِوَامًا) بِالْكَسْرِ وَ (اسْتَامَ) عَلَيَّ وَ (تَسَاوَمْنَا) وَ (سُمْتُهُ) بَعِيرَهُ، (سِيمَةً) حَسَنَةً وَإِنَّهُ لَغَالِي (السِّيمَةِ) . وَ (سَامَهُ) خَسْفًا أَيْ أَوْلَاهُ إِيَّاهُ وَأَرْدَاهُ عَلَيْهِ. وَ (السِّيمَى) مَقْصُورٌ مِنَ الْوَاوِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} [الفتح: 29] وَقَدْ يَجِيءُ (السِّيمَاءُ) وَ (السِّيمِيَاءُ) مَمْدُودَيْنِ. 
(سوم) الْمَاشِيَة أسامها وَالْخَيْل أرسلها وَعَلَيْهَا فرسانها وَفُلَانًا خلاه وَمَا يُرِيد وَفُلَانًا فِي مَاله حكمه وَفُلَانًا الْأَمر سامه وعَلى الْقَوْم أغار فعاث فيهم وَالشَّيْء أعلمهُ بسومة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {وَالْخَيْل المسومة}

سوم


سَامَ (و)(n. ac. سَوْم
سُوَاْم)
a. Pastured at large, roamed, roved about.
b. Passed, passed by.
c. ['Ala], Flew, hovered round.
d. Imposed upon; forced to do; brought upon.
e. Offered for sale; fixed, named a price for;
valued.

سَوَّمَa. see I (d) (e).
c. Turned out to grass, allowed to roam about.
d. [acc.
& La
or
Fī], Gave full liberty of action to... in; gave full
control over.
e. Branded (horse).
f. [acc. & 'Ala], Urged on...against.
سَاْوَمَa. Bargained, chaffered; quoted, offered, named a
price.
b. [Bi], Asked, charged too much for.
أَسْوَمَa. see II (c)
تَسَوَّمَa. Chose a mark, a badge.

إِسْتَوَمَa. see I (d)b. ['Ala
or
Bi]
see III (b)
سَامa. Death.
b. Hollow, cavity.

سَامَة [] (pl.
سَوْم)
a. Vein ( of metal ).
سِيْمَة [] (pl.
سِيَم [ ])
a. Token, badge, sign, mark.

سُوْمَة []
a. see 2t
سِيْمَآء
a. see 2tb. Physiognomy.

سِيْمِيَآء
a. Sign.
b. Beauty.
c. Charm, spell; natural magic.
س و م

سام البائع السلعة إذا عرضها للبيع وذكر ثمنها، وما أغلى سومته وسميته، وسامها المشتري واستامها، وبعته من أول سائم سامني. وساومها وتساوماها وهي المقاولة في المبايعة. وسوم فرسه: أعلمه بسومة وهي العلامة، وخيل مسومة. وسامت الماشية: رعت، وأسامها الراعي وسومها، ولهم سوام وسائمة سوائم.

ومن المجاز: سمت المرأة المعانقة: أردتها منها وعرضتها عليها. وسمته خسفاً. قال:

إذا سمته وصل القرابة سامني ... قطيعتها تلك السفاهة والظلم

وقال الطرماح:

وطعنهم الأعداء شزراً وإنما ... يسام ويقني الخسف من لم يطاعن

وسام ناقته على الحوض: عرضها عليه. وعرض عليّ الأمر سوم عالة أي عرضاً سابرياً كما تسام العالة على الشرب لا يستقصى في ذلك لأنها رويت بالنهل. وسومت غلامي: خليته وما يريد. وسومت فلاناً في مالي، وفلان محكم مسوم: محلّى لا تثنى له يد في أمر. وفيه سيما الصلاح وسيماؤه. قال القطامي:

أبي عنه ورثت سوام مجد ... وكل أب سيورث ما يسم
س و م : سَامَتْ الْمَاشِيَةُ سَوْمًا مِنْ بَابِ قَالَ رَعَتْ بِنَفْسِهَا وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَسَامَهَا رَاعِيهَا قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ وَلَمْ يُسْتَعْمَلْ اسْمُ مَفْعُولٍ مِنْ الرُّبَاعِيِّ بَلْ جُعِلَ نَسْيًا مَنْسِيًّا وَيُقَالُ أَسَامَهَا فَهِيَ سَائِمَةٌ وَالْجَمْعُ سَوَائِمُ وَسَامَ الْبَائِعُ السِّلْعَةَ سَوْمًا مِنْ بَابِ قَالَ أَيْضًا عَرَضَهَا لِلْبَيْعِ وَسَامَهَا الْمُشْتَرِي وَاسْتَامَهَا طَلَبَ بَيْعَهَا وَمِنْهُ لَا يَسُومُ أَحَدُكُمْ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ أَيْ لَا يَشْتَرِ وَيَجُوزُ حَمْلُهُ عَلَى الْبَائِعِ أَيْضًا وَصُورَتُهُ أَنْ يَعْرِضَ رَجُلٌ عَلَى الْمُشْتَرِي سِلْعَتَهُ بِثَمَنٍ فَيَقُولُ آخَرُ عِنْدِي مِثْلُهَا بِأَقَلَّ مِنْ هَذَا الثَّمَنِ فَيَكُونُ النَّهْيُ عَامًّا فِي الْبَائِعِ وَالْمُشْتَرِي وَقَدْ تُزَادُ الْبَاءُ فِي الْمَفْعُولِ فَيُقَالُ سُمْتُ بِهِ وَالتَّسَاوُمُ بَيْنَ اثْنَيْنِ أَنْ يَعْرِضَ الْبَائِعُ السِّلْعَةَ بِثَمَنٍ وَيَطْلُبُهَا صَاحِبُهُ بِثَمَنٍ دُونَ الْأَوَّلِ وَسَاوَمْتُهُ سِوَامًا وَتَسَاوَمْنَا وَاسْتَامَ عَلَيَّ السِّلْعَةَ أَيْ اسْتَامَ عَلَى سَوْمِي وَسُمْتُهُ ذُلًّا سَوْمًا أَوْلَيْتُهُ وَأَهَنْتُهُ.

وَالْخَيْلُ الْمُسَوَّمَةُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْمُرْسَلَةُ وَعَلَيْهَا رُكْبَانُهَا قَالَ فِي الصِّحَاحِ الْمُسَوَّمَةُ الْمَرْعِيَّةُ وَالْمُسَوَّمَةُ الْمُعْلَمَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ سَامَ الْمُشْتَرِي بِهَا وَذَلِكَ إذَا ذَكَرَ
الثَّمَنَ فَإِنْ ذَكَرَ الْبَائِعُ الثَّمَنَ قُلْتُ سَامَنِي الْبَائِعُ بِهَا. 
[سوم] السومَةُ، بالضم: العَلامة تُجعَل على الشاة، وفي الحرب أيضاً. تقول منه: تَسَوَّمَ، وفي الحديث: " تَسَوَّمُوا فإنَّ الملائكة قد تَسَوَّمَتْ ". وسَوَّمْتُ فلاناً في مالي، إذا حكمته في مالك، عن أبى عبيدة. والخيل المسومة: المَرْعِيَّةُ. والمُسَوَّمَةَ: المُعْلَمة. وقوله تعالى: (مسومين) قال الاخفش يكون معلمين ويكون مُرْسَلينَ، من قولك: سَوَّمَ فيها الخيل، أي أرسلها. ومنه السائِمَةُ. وإنَّما جاء بالياء والنون لأنّ الخيل سُوِّمَتْ وعليها رُكبانها. وقوله تعالى: (حِجارَةً مِنْ طينٍ. مُسَوَّمَةٍ) أي عليها أمثالُ الخواتيم. أبو زيد: سَوَّمْتُ الرجلَ، إذا خلَّيتَه وسَوْمَهُ، أي وما يريد. وسَوَّمْتُ على القوم، إذا أغَرْتَ عليهم فَعِثْتَ فيهم. والسامُ: عُروق الذهب، الواحدة سامة: وبها سمى سامة بن لؤى بن غالب. قال قيس ابن الخطيم: لوانك تلقى حنظلا فوق بيضنا تدحرج عن ذى سامه المتقارب أي على ذى سامه، وعن فيه بمعنى على. والهاء في سامه ترجع إلى البيض، يعنى البيض المموه به، وإنما يصف تراص القوم في الحرب حتى لو ألقى حنظل لم يصل إلى الارض. والسام: الموت. وسام: أحد بنى نوح عليه السلام، وهو أبو العرب. والسَوامُ والسائِمُ بمعنىً، وهو المالُ الراعي. يقال: سامَت الماشيةُ تَسومُ سوما، أي رعت فهى سائمة. وجمع السائِمِ والسائِمَةِ سَوائِمُ. وأَسَمْتُها أنا، إذا أخرجتَها إلى الرَعْيِ. قال تعالى: (فِيهِ تُسيمونَ) . والسَوْمُ في المبايعة، تقول منه: ساوَمْتُهُ سواماً. واسْتامَ عَلَيَّ، وتَساوَمْنا. وسُمْتُكَ بَعيرَكَ سيمَةً حسنةً. وإنَّه لَغالي السيمَةِ. وسُمْتُهُ خسفاً، أي أوليتُه إيَّاه وأوردتُه عليه. وسامَ، أي مر. وقال : أتيح لها أقيدر ذو حشيف إذا سامت على الملقات ساما وسوم الرياح: مرها. والسيما، مقصورٌ من الواو. قال تعالى: (سيماهم في وجوههم) وقد تجئ السِيماءُ والسيمياءُ ممدودين. وقال : غلامٌ رماه اللهُ بالحُسْنِ يافعاً له سِيمياءُ لا تَشُقُّ على البَصَرْ  أي يَفْرَح به مَن ينظر إليه.
[سوم] فيه: قال يوم بدر "سوموا" فإن الملائكة قد "سؤمت" أي اعملوا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضا، والسومة والسمة العلامة. وفيه: إن لله فرسانا من أهل السماء "مسومين" أي معلمين. ومنه ح الخوارج: "سيماهم" التحالق، أي علامتهم، وأصله الواو. وفيه نهى أن "يسوم" الرجل على "سوم" أخيه، المساومة المجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة وفصل ثمنها، سام يسوم وساوم واستام، والمنهي عنه أن يتساوم المتبايعان ويتقارب الانعقاد فيجيء آخر ويزيد في الثمن ليشتر به. ك: أو يقول لأحدهما: أنا أبيعك خيرا بأقل من ثمنه، والبيع على البيع أن يفعله بأحدهما بعد البيع في مدة الخيار فيبيع منه أو يشتري. نه: ومنه: نهى عن "السوم" قبل طلوع الشمس، هو أن يساوم بسلعته في ذلك الوقت لأنه وقت ذكر الله، وقد يجوز أن يكون من رعى الإبل لأنها إذا رعت قبل طلوعها والمرعى ندٍ أصابها منه الوباء وربما قتلها وذا معروف عند العرب. وفيه: في "سائمة" الغنم زكاة، السائمة من الماشية الراعية، سامت تسوم وأسمتها. ومنه ح: "السائمة" جبار، أي الدابة المرسلة في مرعاها إذا أصابت إنسانًا كانت جنايتها هدرا. وح في ناقته صلى الله عليه وسلم.
تعرضي مدارجا و"سومي" تعرض الجوزاء للنجوم
وفي ح فاطمة: إنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم ببرمة فيها سخينة فأكل وما "سامني" وما أكل قط إلا "سامني" غيره، هو من السوم التكليف، وقيل: معناه عرض علي من السوم طلب الشراء. وح: من ترك الجهاد ألبسه الله تعالى الذلة و"سيم" الخسف، أي كلف وألزم، وأصله الواو. وفيه: لكل داء دواء إلا "السام" أي الموت، وألفه عن واو. ومنه: قول يهود: "السام" عليكم، ويظهرون إرادة السلام، ولذا قال: إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم، ردا لما قالوه عليهم، وصوب الخطابي رواية عليكم - بلا واو، لأنها تقتضي التشريك. ز: أجاب بعضهم بأنه صحيح أي نحن وأنتم مشتركون في الموت. غ: ((الخيل "المسومة")) المرسلة في مراعيها للنسل، سومتها جعلتها سائمة. و (("يسومونكم" سوء العذاب)) يحملونكم عليه، أي يطالبونكم به. قا: "يذبحون" بيان يسومونكم، "وفي ذلكم" أي صنيعهم أو إنجائنا "بلاء" أي محنة أو نعمة. ط: فساموهم سوء العذاب أي يذيقونهم أشد النكال، والنقمة الكراهة والعقاب، وألفيكم بالنصب بكى، وملوككم أي شر ملوككم.
سوم
السوْمُ: سَوْمكَ بِيَاعَةً. ومنه: المُسَاوَمَةُ والاسْتِيَام. والاسم: السُّوْمَةُ والسيْمَةُ. والسيمُ والسوْمَاء: السوْمُ. وسامَني الرجُلُ سِلعَتَه: إذا ذكَرَ ثَمنها.
والسوْمُ: سَيْرُ الإبِلِ. وهُبُوْبُ الريْحِ إذا كانَ مُسْتَمِراً فيٍ سُكُوْنٍ، سامَتِ الريْحُ، والإبِلُ تَسُوْمُ. وهو - أيضاً -: أنْ تُجَشِّمَ إنْسَاناً مَشَقة وخُطَّةً من الشر، يُقال: سامَ فلانٌ فلاناً: إذا داوَمَ عليه لا يَزَالُ يُعَاوِدُهُ وُيلِحُّ عليه، كسَوْمِ عالَّة؛ وهي بَعْدَ الناهِلَةِ.
وخَلِّ لها سَوْمَها: أي مَذْهَبَها ووَجْهَها. والسوَامُ: النَعَمُ السائمَةُ، والرُعَاةُ يُسِيْمُوْنَها، والمُسِيْمُ: الراعي.
وسامَ يَسُوْمُ: رَتعَ. وإذا مَر أيْضاً.
والخَيْلُ المُسَومَةُ: المُعْلَمَة. والتَسْوِيْمُ: العَلَامَة على الخَيْلِ، سَومَ فَرَسَه.
وسَومَ الرَّجُلُ تَسْوِيْماً: إذا أغَارَ على القَوْمِ إغَارَةً فَعَاثَ فيهم. والسُوْمَةُ: العَلَامَة. والسيْمَاءُ - ياؤها في الأصْلِ واوٌ -: وهي العَلَامَةُ التي يُعْرَفُ بها الخَيْرُ والشَرُّ، من قَوْلِه عَزَ وجَل: " سِيْمَاهم في وجوْهِهم من أثَرِ السُجُوْدِ " وسِيْمِيَاءُ أيضاً.
وسَوَامَا الفَرَسِ: النُقْرَتانِ أسْفَلَ من العَيْنِ تَسِيْلُ عليهما دُمُوْعُه، والجَميعُ الأسْوِمَةُ. وسَوَّمْتُ فُلاناً في مالي تَسْوِيماً: أي حَكمْته فيه. وكذلك إذا خَلَّيْتَه وسَوْمَه. ومَثَل: " عَبْد وسُومَ في يَدَيْه " أي مُلكَ الأشْيَاءَ.
وسَومْنا عليهم الخَيْلَ فَسَامَتْ: أي مَضَتْ. واحْبِسْها عن سَوَامِها: وهو نَشَاطُها وسُرْعَتُها. والطيْرُ تَسُوْمُ على الشيْءِ: أي تَحُومُ عليه. وسامَ الرجُلُ ناقَتَه على الحَوْضِ: أي عَرَضَها عليه.
والمَسَامَةُ: خَشَبَةٌ عَرِيْضَةٌ غَلِيْظَةٌ في أسْفَلِ قاعِدَتَيِ البابِ. وهو في الهَوْدَجِ: عَصاً في قُدامِه، والجَميعُ المَسَامُ.
والسامَةُ: عِرْقٌ في جَبَلٍ كأنَه خَطٌ مَمْدُوْدٌ، والجَميعُ السّامُ.
والسّامُ: الفِضةُ. والذهَبُ أيضاً. والخَيْزُرَانُ. ونُقْرَةٌ يَنْقَعُ فيها الماءُ. والمَوْتُ.
والسّامَةُ والسآمَةُ: المَلاَلُ. وخُطُوْطٌ تُجْعَلُ في البَيْضَةِ من الحَدِيْدِ وسامَةُ: ابنُ لُوَي، سُقَيَ لحُسْنِه.
والسُوَامُ: طائرٌ. وأَسَامَ فلانٌ إلَي بِبَصَرِه: أي رَمَاني به.
س وم

سُمْتُ بالسِّلْعَةِ سَوماً وساوَمْتُ واسْتَمتُ بها وعليها غالَيْت واسْتَمْته إيّاها وعليها سألتُهُ سَوْمها وسَامَنِيها ذَكَر لي سَوْمَها وإنه لغَالِي السِّيمةِ والسُّومةِ أي السَّوْم وسَامَت الإِبلُ والرِّيحُ سَوْماً اسْتَمَرَّت وقول ذِي الرُّمّةِ

(ومُسْتَامَةٍ تُسْتَامُ وَهْي رَخِيصَة ... تُبَاعُ بسَاحَاتِ الأَيادِي وتُمْسَحُ)

يعني أرضاً تَسُومُ فيها الإِبلِ مِنَ السَّيْر لا مِنَ السَّوْم الذي هو البَيْع وتُباع تَمد فيها الإبلِ أَبْواعها وأَيْدِيها وتُمْسَح من المسح الذي هو القَطْع من قول الله عزَّ وجلَّ {فطفق مسحا بالسوق والأعناق} ص 33 وسَامت النَّعَمُ تَسُومُ سَوْماً رَعَتْ وقوله أنشده ثعلبٌ

(ذَاك أمْ حَقباء بَيْدَانَةٌ ... غَربَةُ العَيْن مجهَادُ المَسام)

فَسّره فقال المسَام التي تَسُومُهُ أي تلزَمُه ولا تَبْرَح منه والسَّوام والسائِمة الإِبِلُ الراعِيَةُ وأسَامَها هو أرْعاها وسَوَّمها أَرْسَلَها وسامَه الأمرَ سَوْماً كَلَّفُه وقال الزجاج أَوْلاه إياه وأكثر ما يُسْتَعْمل في العَذَابِ والشَّرِّ والظُلْم وفي التنزيل {يسومونكم سوء العذاب} البقرة 49 وقال أبو إسحاق معنى يَسُومُونَكُم يُولُونَكُم وقوله تعالى {حجارة من طين مسومة عند ربك} الذاريات 33 43 قال الزجاج رُوِيَ عن الحسن أنها مُعَلَّمة ببياض وحمرة وقال غيره مُسَوَّمة بعَلاَمةٍ يعُلَم بها أنها ليست من حجارة أهل الدنيا ويُعْلَم بسِيمَاها أنها مما عَذَّبَ الله بها والسُّومَةُ السِّيمَةُ والسِّيمَاءُ والسِّيمَياءُ العَلامَةُ وسَوَّمَ الفَرَسَ جَعَل عليه السِّيمَةَ والسامَةُ الحَفْرُ الذي على الرَّكِيَّة والجمع سِيَمٌ وقد أسَامَها والسّامَةُ عرْقٌ في الجَبلَ مُخالف لجِبِلَّته إذا أُخِذَ من المَشْرق إلى المَغْرِب لم يُخْلِف أن يكون فيه مَعْدِنُ فِضّة والجَمْعُ سامٌ وقيل السّامُ عُرُوقُ الذَّهَبِ والفِضَّة في الحجر وقيل السَّامُ عُروق الذَّهَب والفِضَّة قال

(لَوَ أَنَّك تُلْقِي حَنْظَلاً فَوْق بَيْضِنَا ... تَدَحْرَجَ عَنْ ذِي سامِه المتقارب) أي البيض الذي له سامٌ قال ثعلب معناه أنهم تَرَاصُّوا في الحَرْب حتى لو وقع حَنْظَلٌ على رُءُوسهم على امِّلاسِه واستواء أجزائه لم ينزل إلى الأرض قال وقال الأَصمعي وابن الأعرابي وغيرهما السامُ الذَّهَبُ والفِضَّة قال النابغة الجعدي

(كأن فاهَا إذا تُوُسِّنَ من ... طِيبِ رُضابٍ وحُسْنِ مُبْتَسَمِ ... رُكِّبَ في السَّامِ والزَّبِيبِ أقاحِيُّ ... كَثِيبٍ يَنْدَى مِنَ الرِّهَمِ)

قال فهذا لا يكون إلا فضة لأنها إنما شُبِّه أَسْنَان الثَّغْرِ بها في بَيَاضِها والأَعْرَفُ من كُلِّ ذلك أن السَّامَ الذَّهَب دون الفِضَّة والسَّامُ المَوْتُ والسَّامُ شَجَرٌ تُعْمَلُ منه أَدْقالُ السُّفُن هذه عن كراع وإنما قَضَيْنا على هذا كُلِّه بالواو لكَوِنْها عيناً وسامَتِ الطيرُ على الشَيءِ تَسُومُ سَوْماً حامَت وقيل كل حَوْمٍ سَوْمٌ وخَلَّيْتُه وسَوْمَه أي وما يُرِيد وسَوَّمَهُ خَلاه وسَوْمَه وسَوَّمَه في مالِهِ حَكَّمَه والسَّومُ العَرْضُ عن كُرَاع والسُّوَامُ طائِرٌ وسَامٌ مِنْ بَنِي نُوح وقَضَيْنا على ألفه بالواو لما تقدم ويَسُومُ جَبَلٌ يقولُون الله أعلم مَنْ حَطَّها من رأس يَسُوم يريدون شاةً مسروقةً من هذا الجبل
سوم: سام: في المقدمة (1: 5): وسُمْتُ التصنيف من نفسي وأنا المفلس أحسن السوم. وقد ترجمها السيد دي سلان (إلى الفرنسية) بما معناه: إني وان كنت مفلساً من العلم فقد عقدت مع نفسي صفقة جيدة فعزمت على تصنيف هذا الكتاب سام البضاعة: سأل عن صمنها (محيط المحيط) وفي كتاب عبد الواحد (ص69): فجعل الناس يمرون عليه ويسومون منه حزمته، أي ويسألونه عن ثمن الحزمة فيقول في كل مرة خمسة دراهم فيسخرون منه.
سامك سوماً: طلب أغلى ثمن (بوشر).
سام البَيْضة: تعَّرف صلابتها بنقرها على أسفانه (محيط المحيط).
سام: بمعنى كلّف (انظر لين) وهذا الفعل يتعدى أيضاً بالباء إلى المفعول الثاني بدل تعديه إلى مفعوليه، ففي عباد (2: 81): خَسفٌ أُسامُ به. وفي تاريخ البربر سوم الرعايا بالخسف. وفي (1: 96) منه ولا سيموا بإعطاء الصدقات منذ العهد الأول وفي (1: 189) منه (1: 189) منه: ولم تكن الدولة تسومهم بهضيمة (ونفس هذه العبارة في (2: 44) منه وفي (1: 44) منه ما يسومون له رعيتهم من الظلامات والمكوس.
سامه: كلفه وفرض عليه قبول إحسانه قسراً ففي تاريخ البربر (2: 28) وأَعْظَم جائزته وسام يدو مثلها فامتنع. (وفي معجم فوك في مادة سام يسوم، كظم، أجشم غير أني أرى أن الفعلين الأخيرين لا يدلان على هذا المعنى وأنهما ليسا في محلهما وارى ان يوضعا مقابل الذي سبق. (( Compellere)) .
سام رَأْيَه: ألحّ عليه ليبدي رأيه (عباد 2: 154) والنصارى يقولون: سام الرئيس فلاناً أسقفاً ونحو ذلك أي رسمه (محيط المحيط) سَوَّم: (جاءت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها: أغلى الثمن وفي مادة أخرى معناها: ثمّن) وضع بالمزايدة (ألكالا) وفيه: Poner Precio en la moneda، والصواب: en almoneda كما هي عند (فكتور).
اسام: تعنى في الحقيقة: وسم الحيوان؛ سوّم أعلم بسومة وهي السمة والعلامة، كما أشار إلى ذلك فريتاج في ديوان جرير. وفي القلائد (ص117) (والضمير هنا في هذه العبارة يعود إلى الدولة اليوسفية) وما زال يسيم ببيانه غُفلْهَا.
تسوَّم: طلب الثمن (فوك).
استام: حاول الحصول على شيء واكتسبه. ففي هوجفلايت (ص100): يستام العقول. وفي تاريخ البربر (2: 349): تقبَّض على عمه المستام للأمر. وفي (2: 355) منه: استام المنصب. ويقال: استام وحدها بمعنى الاستيلاء على العرش. ففي تاريخ البربر (2: 355): وجاءهم عثمان ابن السلطان أبي يعقوب مستاماً.
سَوْم: ثمن، وتجمع على أَسْوام (فوك، ألكالا) سَوْم: في قافية الشعر تصحيف سأْم أي كراهية (عباد 1: 46).
كلام سيم: شعار، كلمة تجمع يعطيها القائد لجنده عند الهزيمة (بوشر).
سِيَمة. هذا الكلام ما هو من سيمتك أي هذا الكلام لا يليق بك (بوشر).
سِيَمة: نصيب، حصة (محيط المحيط).
سيمياء: هذه الكلمة لم تؤخذ من الفارسية لأنها ليس لها أصل في هذه اللغة والكلمة الفارسية التي تكتب نفس الكتابة ليست إلا نقلاً للكلمة العربية. وهي كلمة سريانية غير أن السريان أخذوها بدورهم من اليونان، فهذه الكلمة عندهم (شمها) تدل على عدة معاني كما أخبرني السيد نولدكة وهي موجودة عند سخاد (المعرب للجواليقي ص128) وعند لاند (قصص 2: 173) وعند جوبون (طبعة لاجارد ص50) وهي الكلمة اليونانية سيميون التي معناها علامة. والجمع شمهيا ((سيميكس)) باليونانية موجود فيما يقول نولدكه عند لاند (قصص 3: 123) بمعنى حروف وهي هامش عند جان ديفيز (طبعة كُرتون ص159) بمعنى تسجيل الدورات (انظر للكلمة العبرية الربانية بوكستروف 1502، 103).
وفي العربية: سِيما وسِيميَ وسيماء وسِيميَاء وكلها تعنى أيضاً علامة مثل الكلمة اليونانية سيما وسيميون. ثم أطلقت على هذه الكلمة على عزوف السحر وأخيراً أطلقت على هذا الفن المزعوم الذي يستخدم هذه الحروف، إذ تدل هذه الكلمة عادة على السحر الطبيعي وصناعة رسم الأشباح وإظهارها. وكانت في أيام ابن خلدون من الخصائص السحرية للحروف الأبجدية (انظر المقدمة 3: 137).
ونجد في معجم بوشر علم السيميا أي قراءة الكف لكشف المستقبل. وضَرَّاب سيما: قارئ الكف لاستطلاع المستقبل.
ويقول بربرجر (ص35): إن كلمة سيمياء تعني الكيمياء القديمة المطبقة على المعادن، وإليك ما يقوله: ((السيمياء والكيمياء هاتان الكلمتان تعنيان نوعي الكيمياء، غير أن الأولى منهما تعنى الكيمياء المطبقة على المعادن بينما تعنى الثانية نفس العلم المطبق على النباتات وهما تقريباً مثل الكيمياء القديمة. وكلما تكلم العرب عن الكيمياء عامة والنتائج العجيبة لها فهم يذكرون هاتين الكلمتين سيمياء وكيمياء لفهم العمليات التي يقومون بها بواسطة النار على مختلف موارد الطبيعة)).
وكانت السيمياء فرعاً من فروع الفلسفة كما كانت الكيمياء والسحر، كذلك، لأنا نقرأ في تاريخ البربر (1: 366) كان محباً للفلسفة مطالعاً لكتبها حريصاً على نتائجها من علم الكيميا والسيميا والسحر ويقول ابن سبعين: إن أهل السيميا تعني هذا الفريق من الفلاسفة اليونانيين الذين قالوا بخلود النفس وقد أيدهم في ذلك كل من سقراط وأفلاطون وأرسطو، ويضيف (الجريدة الأسيوية 1853، 1: 270) أن كبار الفلاسفة القدماء الذين برهنوا على خلود النفس هم أهل السيمياء، وقد عمت نظريتهم هذه.
سَوَّامَة: مزرعة، قطعة من الأرض تزرع (محيط المحيط).
سائِمَة: نقود متداولة في الجزائر مقدارها خمسون اسبر (لوجيبه ص251، فاخرشتن 1: 22).
مَسام وجمعه مسامات: منافذ وثقوب دقيقة في الجلد. وجمعه أيضاً مسام (بوشر) وهي ثقوب الجسد وتخلخل بشرته وجسده الذي يبرز عرقه وبخار باطنه منها، سميت مسام لأن فيها خروقاً خفية.
مُسَاوَمة: بيع شيء من غير اعتبار ثمنه الذي اشتراه به البائع. وقيل عرض المبيع على المشتري للبيع مع ذكر الثمن (محيط المحيط)
سوم
سامَ يَسُوم، سُمْ، سَوْمًا وسَوَامًا، فهو سائِم، والمفعول مَسوم (للمتعدِّي)
• سام فلانٌ: هام، ذهب على وجهه حيث شاء.

• سامتِ الماشيةُ: رَعَتْ بنفسها حيث شاءت.
• سام الماشيةَ: خلاَّها ترعى الكلأ حيث شاءت "سام ناقته على الحوض: عرضها عليه".
• سام السِّلعةَ:
1 - طلب شراءها (عادة مع ذكر الثَّمن الذي يرغب في دفعه) "وَلاَ يَسُومُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ [حديث] ".
2 - عَرَضها للبيع وذكر الثَّمن الذي يرغب في الحصول عليه.
• سامَهُ العذابَ أو الذُّلَّ ونحوَهما: عذّبه وأذلّه " {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} " ° سامه خسفًا: أذلّه، أهانه وكلّفه المشقَّة. 

أسامَ يُسيم، أسِمْ، إسامةً، فهو مُسِيم، والمفعول مُسام
• أسامَ الماشيةَ: سامَها، أخرجها إلى المرْعى "يُسيمون أغنامَهم حيث يوجد الكلأ- {لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} ". 

تساومَ/ تساومَ في يتساوم، تساوُمًا، فهو مُتساوِم، والمفعول مُتساوَم
• تساوما السِّلعةَ/ تساوما في السِّلعة: تفاوضا في بيعها، فعرض البائعُ ثمنًا وعرض المشتري ثمنًا دون الأوَّل "تساوم البائعُ والمشتري". 

تسوَّمَ يتسوَّم، تَسَوُّمًا، فهو مُتَسَوِّم
• تسوَّم الشَّخصُ: اتَّخذ سمةً ليُعرف بها. 

ساومَ/ ساومَ بـ/ ساومَ على/ ساومَ في يساوِم، مُساوَمةً وسِوامًا، فهو مُساوِم، والمفعول مُساوَم
• ساومَهُ: فاوضه في البيع والشّراء أو حاجّه وجادله في محاولة للاتِّفاق على ثمن سلعة، أو للحصول على أفضل سِعْر "إنّه رجلٌ يساوِم ولا يشتري".
• ساومَ البائعُ بالسِّلعة: غالى بها.
• ساوم على كذا: سعى للحصول على نفع أو لجني فائدة بطريقة مُخجلة "ساوم على شَرَفه".
• ساوم في السِّلعة: ناقش وجادل في ثمنها. 

سوَّمَ يسوِّم، تسويمًا، فهو مُسوِّم، والمفعول مُسوَّم
• سوَّم الشَّيءَ: أَعْلَمه بعلامة "سوَّم ماشيتَه- {يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} " ° سوّمه فيما يملكه: حكّمه وصرّفه.
• سوَّم الخيلَ: أرسلها وعليها فُرْسانها " {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} ".
• سوَّم الماشيةَ: أسامها؛ خلاّها ترعى.
• سوَّمه الذُّلَّ/ سوَّمه العذابَ: بالغ في إذلاله وتعذيبه " {يُسَوِّمُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [ق] ". 

إسامة [مفرد]: مصدر أسامَ. 

سائم [مفرد]: اسم فاعل من سامَ. 

سائِمة [مفرد]: ج سوائِمُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل سامَ.
2 - كلُّ إبل أو ماشية تُرْسل للرَّعْي ولا تُعْلف. 

سام [مفرد]
• السَّام:
1 - الموت.
2 - عروق الذَّهب في الحجر والمعدن. 

سَوام [مفرد]: مصدر سامَ. 

سَوْم [مفرد]: مصدر سامَ. 

سُومَة [مفرد]: ج سُومات: سِيمَة؛ علامة، سِمة "هذه السِّلعة تحمل سُومة شركة أجنبيَّة". 

سِيما [مفرد]: عَلامة، هيئة " {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} ". 

سيماء [مفرد]: سيما؛ علامة، هيئة. 

سِيمَة [مفرد]: ج سِيمات: سُومَة؛ علامة، سِمة. 

سيميا [مفرد]: سيما؛ علامة " {تَعْرِفُهُمْ بِسِيْميَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [ق] ". 

سِيمياء [مفرد]:
1 - سِحْر، وحاصله إحداث مثالات خياليَّة لا وجود لها في الحسّ.
2 - تعبير الوجه لشخص ما.
• السِّيمياء: (كم) الكيمياء القديمة وكانت غايتها تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب، واكتشاف علاج كلّي للمرض ووسيلة لإطالة الحياة. 

مُسَاوَمة [مفرد]: مصدر ساومَ/ ساومَ بـ/ ساومَ على/ ساومَ في ° الشَّطط في المساومة: مجاوزة القدر المحدود.
 • المساومة الجماعيَّة: مفاوضات على الأجور وساعات العمل وشروطه تجريها نقابة عمّاليَّة مع ربّ العمل باسم جميع العمَّال الذين تمثِّلهم تلك النِّقابة. 

سوم: السَّوْمُ: عَرْضُ السِّلْعَةِ على البيع. الجوهري: السَّوْمُ في

المبايعة يقال منه ساوَمْتُهُ سُواماً، واسْتامَ عليَّ، وتساوَمْنا،

المحكم وغيره: سُمْتُ بالسلْعةِ أَسومُ بها سَوْماً وساوَمْت واسْتَمْتُ بها

وعليها غاليت، واسْتَمْتُه إِياها وعليها غالَيْتُ، واسْتَمْتُهُ إِياها

سأَلته سَوْمَها، وسامَنيها ذَكَرَ لي سَوْمَها. وإِنه لغالي السِّيمَةِ

والسُّومَةِ إِذا كان يُغْلي السَّوْمَ. ويقال: سُمْتُ فلاناً سِلعتي

سَوْماً إِذا قلتَ أَتأْخُذُها بكذا من الثمن؟ ومثل ذلك سُمْتُ بسِلْعتي

سَوْماً. ويقال: اسْتَمْتُ عليه بسِلْعتي استِياماً إِذا كنتَ أَنت تذكر

ثمنها. ويقال: اسْتامَ مني بسِلْعتي اسْتِياماً إِذا كان هو العارض عليك

الثَّمَن. وسامني الرجلُ بسِلْعته سَوْماً: وذلك حين يذكر لك هو ثمنها،

والاسم من جميع ذلك السُّومَةُ والسِّيمَةُ. وفي الحديث: نهى أَن يَسومَ

الرجلُ على سَومِ أَخيه؛ المُساوَمَةُ: المجاذبة بين البائع والمشتري على

السِّلْعةِ وفصلُ ثمنها، والمنهي عنه أَن يَتَساوَمَ المتبايعانِ في

السِّلْعَةِ ويتقارَبَ الانعِقادُ فيجيء رجل آخر يريد أَن يشتري تلك السِّلْعَةَ

ويخرجها من يد المشتري الأَوَّل بزيادة على ما اسْتَقَرَّ الأَمرُ عليه

بين المُتساوِمَيْنِ ورضيا به قبل الانعقاد، فذلك ممنوع عند المقاربة لما

فيه من الإِفساد، ومباح في أَوَّل العَرْضِ والمُساوَمَةِ. وفي الحديث

أَيضاً: أَنه، صلى الله عليه وسلم، نهى عن السَّوْم قبل طلوع الشمس؛ قال

أَبو إِسحق: السَّوْمُ أَن يُساوِمَ بسِلْعَتِه، ونهى عن ذلك في ذلك الوقت

لأَنه وقت يذكر الله فيه فلا يشتغل بغيره، قال: ويجوز أَن يكون السَّوْمُ

من رَعْي الإِبل، لأَنها إِذا رَعَت الرِّعْي قبل شروق الشمس عليه وهو

نَدٍ أَصابها منه داء قتلها، وذلك معروف عند أَهل المال من العرب.

وسُمْتُكَ بَعِيرَك سِيمةً حسنة، وإِنه لغالي السِّيمةِ. وسامَ أَي مَرَّ؛ وقال

صخر الهذلي:

أُتِيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَشِيفٍ،

إِذا سامَتْ على المَلَقاتِ ساما

وسَوْمُ الرياح: مَرُّها، وسامَتِ الإِبلُ والريحُ سَوْماً: استمرّت؛

وقول ذي الرُّمَّةِ:

ومُسْتامة تُسْتامُ، وهي رَخِيصةٌ،

تُباعُ بِصاحاتِ الأَيادي وتُمْسَحُ

يعني أَرضاً تَسُومُ فيها الإِبل، من السَّوْم الذي هو الرَّعْي لا من

السَّوْم الذي هو البيع، وتُباعُ: تَمُدُّ فيها الإِبل باعَها، وتَمْسَحُ:

من المسح الذي هو القطع، من قول الله عز وجل: فطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ

والأَعْناقِ. الأَصمعي: السَّوْمُ سرعة المَرِّ؛ يقال: سامَتِ الناقَةُ

تَسُومُ سَوْماً؛ وأَنشد بيت الراعي:

مَقَّاء مُنْفَتَقِ الإِبطَيْنِ ماهِرَة

بالسَّوْمِ، ناطَ يَدَيْها حارِكٌ سَنَدُ

ومنه قول عبد الله ذي النِّجادَيْنِ يخاطب ناقةَ سيدنا رسول الله، صلى

الله عليه وسلم:

تَعَرَّضي مَدارِجاً وسُومي،

تَعَرُّضَ الجَوْزاء للنُّجومِ

وقال غيره: السَّوْمُ سرعة المَرِّ مع قصد الصَّوْب في السير.

والسَّوَامُ والسائمةُ بمعنى: وهو المال الراعي. وسامَتِ الراعيةُ

والماشيةُ والغنم تَسُومُ سَوْماً: رعت حيث شاءت، فهي سائِمَةٌ؛ وقوله أَنشده

ثعلب:

ذاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدانةٌ

غَرْبَةُ العَيْنِ، جِهادُ المَسامْ

(* قوله «جهاد المسام» البيت للطرماح كما نسبه إليه في مادة جهد، لكنه

أبدل هناك المسام بالسنام وهو كذلك في نسخة من المحكم)

وفسره فقال: المَسامُ الذي تَسومُهُ أَي تلزمه ولا تَبْرَحُ منه.

والسَّوامُ والسائمةُ: الإِبل الراعية. وأَسامَها هو: أَرعاها، وسَوَّمَها،

أَسَمْتُها أَنا: أَخرجتها إِلى الرَّعْيِ؛ قال الله تعالى: فيه تُسِيمون.

والسَّوَامُ: كل ما رعى من المال في الفَلَواتِ إِذا خُلِّيَ وسَوْمَهُ

يرعى حيث شاء. والسَّائِمُ: الذاهب على وجهه حيث شاء. يقال: سامَتِ

السائمةُ وأَنا أَسَمْتُها أُسِيمُها إِذا رَعًّيْتَها. ثعلب: أَسَمْتُ الإِبلَ

إِذا خَلَّيْتَها ترعى. وقال الأَصمعي: السَّوامُ والسائمة كل إِبل

تُرْسَلُ ترعى ولا تُعْلَفُ في الأصل، وجَمْعُ السَّائم والسائِمة سَوائِمُ.

وفي الحديث: في سائِمَةِ الغَنَمِ زكاةٌ. وفي الحديث أَيضاً: السائمة

جُبَارٌ، يعني أَن الدابة المُرْسَلَة في مَرْعاها إِذا أَصابت إِنساناً كانت

جنايتُها هَدَراً.

وسامه الأَمرَ سَوْماً: كَلَّفَه إِياه، وقال الزجاج: أَولاه إِياه،

وأَكثر ما يستعمل في العذاب والشر والظلم. وفي التنزيل: يَسُومونكم سُوءَ

العذاب؛ وقال أَبو إِسحق: يسومونكم يُولُونَكم؛ التهذيب: والسَّوْم من قوله

تعالى يسومونكم سوء العذاب؛ قال الليث: السَّوْمُ أَن تُجَشِّمَ

إِنساناً مشقة أَو سوءاً أَو ظلماً، وقال شمر: سامُوهم أَرادوهم به، وقيل:

عَرَضُوا عليهم، والعرب تقول: عَرَضَ عليَّ سَوْمَ عالَّةٍ؛ قال الكسائي: وهو

بمعنى قول العامة عَرْضٌ سابِريٌّ؛ قال شمر: يُضْرَبُ هذا مثلاً لمن

يَعْرِضُ عليك ما أَنت عنه غَنيّ، كالرجل يعلم أَنك نزلت دار رجل ضيفاً

فَيَعْرِضُ عليك القِرى. وسُمْتُه خَسْفاً أَي أَوليته إِياه وأَردته عليه.

ويقال: سُمْتُه حاجةً أَي كلفته إِياها وجَشَّمْتُه إِياها، من قوله تعالى:

يَسُومُونكم سُوءَ العذاب؛ أَي يُجَشِّمونَكم أَشَدَّ العذاب. وفي حديث

فاطمة: أَنها أَتت النبي، صلى الله عليه وسلم، بِبُرْمةٍ فيها سَخِينَةٌ

فأَكل وما سامني غَيْرَهُ، وما أَكل قَطُّ إِلاَّ سامني غَيْرَهُ؛ هو من

السَّوْمِ التكليف، وقيل: معناه عَرَضَ عَليَّ، من السَّوْمِ وهو طلب

الشراء. وفي حديث علي، عليه السلام: مَن ترك الجهادَ أَلْبَسَهُ الله

الذِّلَّةَ وسِيمَ الخَسْف أَي كُلِّفَ وأُلْزِمَ.

والسُّومَةُ والسِّيمةُ والسِّيماء والسِّيمِياءُ: العلامة. وسَوَّمَ

الفرسَ: جعل عليه السِّيمة. وقوله عز وجل: حجارةً من طينٍ مُسَوَّمَةً عند

ربك للمُسْرفين؛ قال الزجاج: روي عن الحسن أَنها مُعَلَّمة ببياض وحمرة،

وقال غيره: مُسَوَّمة بعلامة يعلم بها أَنها ليست من حجارة الدنيا ويعلم

بسيماها أَنها مما عَذَّبَ اللهُ بها؛ الجوهري: مُسَوَّمة أَي عليها

أَمثال الخواتيم. الجوهري: السُّومة، بالضم، العلامة تجعل على الشاة وفي

الحرب أَيضاً، تقول منه: تَسَوَّمَ. قال أَبو بكر: قولهم عليه سِيما حَسَنَةٌ

معناه علامة، وهي مأُخوذة من وَسَمْتُ أَسِمُ، قال: والأَصل في سيما

وِسْمى فحوّلت الواو من موضع الفاء فوضعت في موضع العين، كما قالوا ما

أَطْيَبَهُ وأَيْطَبَه، فصار سِوْمى وجعلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما

قبلها. وفي التنزيل العزيز: والخيلِ المُسَوَّمَةِ. قال أَبو زيد: الخيل

المُسَوَّمة المُرْسَلة وعليها ركبانها، وهو من قولك: سَوَّمْتُ فلاناً إِذا

خَلَّيته وسَوْمه أَي وما يريد، وقيل: الخيل المُسَوَّمة هي التي عليها

السِّيما والسُّومةُ وهي العلامة. وقال ابن الأَعرابي: السِّيَمُ العلاماتُ

على صُوف الغنم. وقال تعالى: من الملائكة مُسَوَّمين؛ قرئَ بفتح الواو،

أَراد مُعَلَّمين. والخَيْلُ المُسَوَّمة: المَرْعِيَّة،

والمُسَوَّمَةُ: المُعَلَّمةُ. وقوله تعالى: مُسَوّمين، قال الأَخفش: يكون مُعَلَّمين

ويكون مُرْسَلِينَ من قولك سَوَّم فيها الخيلَ أَي أَرسلها؛ ومنه السائمة،

وإِنما جاء بالياء والنون لأَن الخيل سُوِّمَتْ وعليها رُكْبانُها. وفي

الحديث: إِن لله فُرْساناً من أَهل السماء مُسَوَّمِينَ أَي

مُعَلَّمِينَ. وفي الحديث: قال يوم بَدْرٍ سَوِّمُوا فإِن الملائكة قد سَوَّمَتْ أَي

اعملوا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضاً. وفي حديث الخوارج: سِيماهُمُ

التحليق أَي علامتهم، والأَصل فيها الواو فقلبت لكسرة السين وتمدّ وتقصر،

الليث: سَوَّمَ فلانٌ فرسه إِذا أَعْلَم عليه بحريرة أَو بشيء يعرف به،

قال: والسِّيما ياؤها في الأَصل واو، وهي العلامة يعرف بها الخير والشر. قال

الله تعالى: تَعْرفُهم بسيماهم؛ قال: وفيه لغة أُخرى السِّيماء بالمد؛

قال الراجز:

غُلامٌ رَماه اللهُ بالحُسْنِ يافِعاً،

له سِيماءُ لا تَشُقُّ على البَصَرْ

(* قوله سيماء؛ هكذا في الأصل، والوزن مختل، ولعلَّها سيمياء كما سوف

يأتي في الصفحة التالية).

تأْنيث سِيما غيرَ مُجْرىً. الجوهري: السيما مقصور من الواو، قال تعالى:

سِيماهُم في وجوههم؛ قال: وقد يجيء السِّيما والسِّيميَا ممدودين؛

وأَنشد لأُسَيْدِ ابن عَنْقاء الفَزارِيِّ يمدح عُمَيْلَةَ حين قاسمه

مالَه:غُلامٌ رَماه الله بالحُسْنِ يافعاً،

له سِيمِياءٌ لا تَشُقُّ على البَصَرْ

كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ فَوْقَ نَحْرِهِ،

وفي جِيدِه الشِّعْرَى، وفي وجهه القَمَر

له سِيمياء لا تشق على البصر أَي يَفْرَح به من ينظر إِليه. قال ابن

بري: وحكى عليُّ بنُ حَمْزَة أَن أَبا رِياشٍ قال: لا يَرْوي بيتَ ابن عنقاء

الفزاري:

غلام رماه الله بالحسن يافعاً

إِلا أَعمى البصيرة لأَن الحُسْنَ مَوْلود، وإِنما هو:

رماه الله بالخير يافعاً

قال: حكاه أَبو رِياشٍ عن أَبي زيد. الأَصمعي: السِّيماءُ، ممدودة،

السِّيمِياءُ؛ أَنشد شمر في باب السِّيما مقصورةً للجَعْدِي:

ولهُمْ سِيما، إِذا تُبْصِرُهُمْ،

بَيَّنَتْ رِيبةَ من كانَ سَأَلْ

والسَّامةُ: الحَفْرُ الذي على الرَّكِيَّة، والجمع سِيَمٌ، وقد

أَسامَها، والسَّامَةُ: عِرْقٌ في الجَبل مُخالف لجِبِلَّتِه إِذا أُخذَ من

المُشْرِقِ إِلى المغرب لم يُخْلِف أَن يكون فيه مَعْدِنُ فضَّة، والجمع

سامٌ، وقيل: السَّامُ عُروق الذهب والفضة في الحَجر، وقيل: السَّامُ عُروق

الذهب والفضة، واحدته سامَةٌ، وبه سمي سامَةُ بن لُؤَيِّ بن غالب؛ قال

قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ:

لَوَ انَّكَ تُلْقِي حَنْظَلاً فَوْقَ بَيْضِنا،

تَدَحْرَجَ عن ذِي سامِهِ المُتَقارِبِ

أَي على ذي سامه، وعن فيه بمعنى على، والهاء في سامه ترجع إِلى البيض،

يعني البَيْضَ المُمَوَّهَ به أَي البيض الذي له سامٌ؛ قال ثعلب: معناه

أَنهم تَراصُّوا في الحرب حتى لو وقع حَنْظَلٌ على رؤوسهم على امِّلاسه

واسْتِواءِ أَجزائه لم ينزل إِلى الأَرض، قال: وقال الأَصمعي وابن الأَعرابي

وغيره: السامُ الذهب والفضة؛ قال النابغة الذُّبْيانيُّ:

كأَنَّ فاها، إِذا تُوَسَّنُ، من

طِيبِ رُضابٍ وحُسْنِ مُبْتَسَمِ

رُكِّبَ في السَّامِ والزبيب أَقا

حِيُّ كَثِيبٍ، يَنْدَى من الرِّهَمِ

قال: فهذا لا يكون إِلا فضة لأَنه إِنما شبه أَسنان الثغر بها في

بياضها، والأَعْرَفُ من كل ذلك أَن السَّامَ الذهبُ دون الفضة. أَبو سعيد: يقال

للفضة بالفارسية سِيمٌ وبالعربية سامٌ. والسامُ: المَوْتُ. وروي عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: في الحَبَّةِ السَّوداء شفاءٌ من كل

داء إِلا السَّامَ، قيل: وما السَّامُ؟ قال: المَوْتُ . وفي الحديث: كانت

اليهود إِذا سَلَّموا على النبي، صلى الله عليه وسلم، قالوا السَّامُ

عليكم، ويُظْهرون أَنهم يريدون السلام عليكم، فكان النبي، صلى الله عليه

وسلم، يَرُدُّ عليهم فيقول: وعليكم أَي وعليكم مثلُ ما دَعَوْتم. وفي حديث

عائشة: أَنها سمعت اليهود تقول للنبي، صلى الله عليه وسلم: السَّامُ عليك

يا أَبا القاسم، فقالت: عليكم السامُ والذامُ واللعنةُ، ولهذا قال، عليه

السلام: إِذا سلم عليكم أَهل الكتاب فقولوا وعليكم، يعني الذي يقولون لكم

رُدُّوه عليهم؛ قال الخطابي: عامة المُحَدِّثِينَ يَرْوُونَ هذا الحديث

يقولون وعليكم، بإِثبات واو العطف، قال: وكان ابن عيينة يرويه بغير واو

وهو الصواب لأَنه إِذا حذف الواو صار قولهم الذي قالوه بعينه مردوداً

عليهم خاصة، وإِذا أَثبت الواو وقع الاشتراك معهم فيما قالوه لأن الواو تجمع

بين الشيئين، والله أَعلم. وفي الحديث: لكل داءٍ دواءٌ إِلا السَّامَ

يعني الموت. والسَّامُ: شجر تعمل منه أَدْقالُ السُّفُنِ؛ هذه عن كراع؛

وأَنشد شمر قول العجاج:

ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبيُّ

صَعْلٌ من السَّامِ ورُبَّانيُّ

أَجْرَدُ يقول الدَّقَلُ لا قِشْر عليه، والصَّعْلُ الدقيق الرأْس، يعني

رأْس الدَّقَل، والسَّام شجر يقول الدَّقَلُ

منه، ورُبَّانيٌّ: رأْس المَلاَّحين.

وسامَ إِذا رَعى، وسامَ إِذا طَلَبَ، وسامَ إِذا باع، وسامَ إِذا

عَذَّبَ. النَّضْرُ: سامَ يَسُوم إِذا مَرَّ. وسامَتِ الناقةُ إِذا مضت، وخلى

لها سَومْها أَي وَجْهها. وقال شجاع: يقال سارَ القومُ وساموا بمعنىً

واحد.ابن الأَعرابي: السَّامَةُ الساقةُ، والسَّامَةُ المَوْتَةُ،

والسَّامَةُ السَّبِيكةُ من الذَّهب، والسَّامةُ السَّبِيكة من الفضة، وأَما قولهم

لا سِيمَّا فإِن تفسيره في موضعه لأَن ما فيها صلة.

وسامَتِ الطيرُ على الشيء تَسُومُ سَوْماً: حامت، وقيل: كل حَومٍ

سَوْمٌ. وخلَّيْتُه وسَوْمَه أَي وما يريد. وسَوَّمَه: خَلاَّه وسَوْمَه أَي

وما يريد. ومن أَمثالهم: عَبْدٌ

وسُوِّمَ أَي وخُلِّيَ وما يريد. وسَوَّمه في مالي: حَكَّمَه.

وسَوَّمْتُ الرجلَ تَسْوِيماً إِذا حَكَّمْتَه في مالك. وسَوَّمْتُ على القوم إِذا

أَغَرْتَ عليهم فعِثْتَ فيهم. وسَوَّمْتُ فلاناً

في مالي إِذا حَكَّمْتَه في مالك. والسَّوْمُ: العَرْضُ؛ عن كراع.

والسُّوامُ: طائر.

وسامٌ: من بني آدم، قال ابن سيده: وقضينا على أَلفه بالواو لأَنِها عين.

الجوهري: سامٌ أَحد بني نوح، عليه السلام، وهو أَبو العرب. وسَيُومُ:

جبل

(* قوله «وسيوم جبل إلخ» كذا بالأصل، والذي قي القاموس والتكملة: يسوم،

بتقديم الياء على السين، ومثلهما في ياقوت). يقولون، والله أَعلم: مَنْ

حَطَّها من رأْسِ سَيُومَ؟ يريدون شاة مسروقة من هذاالجبل.

سوم

1 سَوْمٌ, inf. n. of سَامَ, primarily signifies The going, or going away, engaged, or occupied, in seeking, or in seeking for or after, or in seeking to find and take or to get, a thing: and sometimes it is used as meaning the going, or going away; as when it is said of camels [or the like]: and sometimes, as meaning the seeking, or seeking for or after, or seeking to find and take or to get; as when it relates to selling or buying. (Er-Rághib, TA.) b2: You say, سَامَتِ المَاشِيَةُ (S, Mgh, Msb, TA) or النَّعَمُ (M) or المَالُ, (K,) aor. ـُ (S, M, Msb,) inf. n. سَوْمٌ, (S, M, Mgh, Msb,) The cattle pastured (S, M, Mgh, Msb, K, TA) by themselves (Msb) where they pleased; and in like manner, الغَنَمُ [the sheep or goats]: or went away at random, or roved, pasturing where they pleased. (TA.) b3: [Hence, سام, inf n as above, He did as he pleased.] You say, خَلَّيْتُهُ وَسَوْمَهُ I left him to do as he pleased. (S, M, K * [In the CK, خَلّاهُ وَسَوَّمَهُ لِمَايُرِيدُهُ is put for خَلَّاهُ وَسَوْمَهُ لِمَا يُرِيدُهُ; and the like is done in one of my copies of the S. See also 2.]) b4: and سَامَ, (S,) or سَامَتِ الإِبِلُ, and الرِّيحُ, (M, K,) or الرِّيَاحُ, (S,) inf. n. as above, (S, M,) He, or it, (S,) or the camels, and the wind, (M, K,) or the winds, (S,) passed, went, or went on or along: (S, M, K:) or سَوْمٌ signifies the passing, &c., quickly; one says of a she camel, سَامَت, aor. and inf. n. as above, she passed, &c., quickly; (As, TA;) and hence the saying of Dhu-l-Bijádeyn cited in art. عرض, voce تَعَرَّضَ: or the passing, &c., quickly, with the desire of making a sound in going along. (TA.) b5: And سَامَتِ الطَّيْرُ عَلَى الشَّىْءِ, (M, K,) aor. and inf. n. as above, (M,) The birds went, [or hovered,] or circled, round about the thing: (M, K:) or, as some say, سَوْمٌ signifies any going, [or hovering,] or circling, round about. (M.) A2: [As mentioned in the first sentence of this art.,] سَوْمٌ is also in selling and buying. (S.) You say, سام السِّلْعَةَ, (Mgh, Msb,) aor. and inf. n. as above, (Msb,) He (the seller) offered the commodity, or article of merchandise, (Mgh, Msb:) and it is also said of the purchaser, like ↓ اِسْتَامَهَا, (Mgh, Msb,) meaning he sought to obtain the sale of the commodity, or article of merchandise: and one says also of the seller, and of the purchaser, سام بِالسِّلْعَةِ, meaning he mentioned the price of the commodity [in offering it for sale, and in offering to purchase it]: (Msb:) and in like manner, سُمْتُ فُلَانًا سِلْعَتِى, inf. n. as above, I said to such a one, “Wilt thou take [or purchase] my commodity for such a price? ” (TA:) and سَامَنِى بِسِلْعَتِهِ he (the seller, Msb) mentioned to me the price of his commodity [in offering it for sale]: (Msb, TA:) [and, agreeably with these explanations,] Kr says that السَّوْمُ signifies العَرْضُ [i. e. the act of offering, &c.]: (M, TA:) or سُمْتُ بِالسِّلْعَةِ, inf. n. سَوْمٌ (M, K) and سُوَامٌ, with damm; (K, TK; [in the former only said to be syn. with سَوْمٌ in selling and buying;]) and ↓ سَاوَمْتُ, (M, K,) inf. n. سِوَامٌ; (TA;) and بِهَا ↓ اِسْتَمْتُ and عَلَيْهَا; signify غَالَيْتُ [which means I offered the commodity for sale, mentioning its price, and was exorbitant in my demand: and also I purchased the commodity for a dear, or an excessive, price: and both these meanings are app. here intended]: (M, K, TA:) and in like manner, السِّلْعَةَ ↓ اِسْتَمْتُهُ [I offered to him the commodity for sale, &c.: and I purchased of him the commodity, &c.]: (TA:) or, as some say, (so in the TA, but in the M and K “ and,”) this last, as also عَلَى السِّلْعَةِ, ↓ اِسْتَمْتُهُ, means ↓ سَأَلْتُهُ سَوْمَهَا [i. e. I asked him the price at which the commodity was to be sold]: (M, K, TA:) and سَامَنِيهَا, (M,) or ↓ سَاوَمَنِيهَا, (TA, [but the former is app. the right,]) means ↓ ذَكَرَ لِى سَوْمَهَا [i. e. he mentioned to me the price at which it was to be sold]: (M, TA:) you say also, عَلَيْهِ ↓ اِسْتَمْتُ بِسِلْعَتِى when you mention the price of the commodity [i. e. it means I mentioned to him the price at which I would sell my commodity]: and you say, مِنِّى سِلْعَتِى ↓ اِسْتَامَ when he is the person who offers to thee the price [i. e. it means he offered to me a price for my commodity; or he sought to obtain from me the sale of my commodity by offering a price for it]: (TA:) and عَلَىَّ ↓ اِسْتَامَ he contended [by bidding] against me in a sale: (S, * PS:) or عَلَىَّ السِّلْعَةَ ↓ اِسْتَامَ, which means استام عَلَى سَوْمِى [i. e. he sought to obtain the sale of the commodity in opposition to me, or to my seeking it]. (Msb. [See also 3.]) Hence, [Mo-hammad is related to have said,] لَا يَسُومُ الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ, (Mgh,) or لايسوم أَحَدُكُمْ على سوم اخيه, (Msb,) i. e. [The man, or any one of you,] shall not purchase [in opposition to his brother]: (Mgh, Msb:) and it may mean shall not sell; the case being that of a man's offering to the purchaser his commodity for a certain price, and another's then saying, “I have the like thereof for less than this price: ” so that the prohibition relates in common to the seller and the buyer: (M:) and the saying is also related otherwise, i. e. ↓ لَايَسْتَامُ, meaning shall not purchase. (Mgh.) And it is said in a trad., نَهَى عَنِ السَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ, meaning, accord. to Aboo-Is-hák, أَنْ بِسِلْعَتِهِ ↓ يُسَاوِمَ [i. e. He (Mohammad) forbade the offering a commodity for sale before the rising of the sun]; because that is a time in which God is to be praised, and one should not be diverted by other occupation: or, he says, it may mean the pasturing of camels; because, before sunrise, when the pasturage is moist with dew, it occasions a fatal disease. (TA.) You say also, سُمْتُكَ حَسَنَةً ↓ بَعِيرَكَ سِيمَةً [I have mentioned to thee a good price for thy camel]. (S.) And فِيهِ ↓ اِسْتَامَ غَالِيَةً ↓ سِيمَةً [He demanded for it a dear price]. (TA in art. حثر.) And سَامَهُ بِعَمَلٍ [He made to him an offer of working, mentioning the rate of payment; or bargained, or contracted, with him for work]. (K in art. عمل. [See also 3.]) b2: The Arabs also say, عَرَضَ عَلَىَّ سَوْمَ عَالَّةٍ [He offered to me in the manner of offering water to camels taking a second draught]; meaning like the saying of the vulgar, عَرْضَ سَابِرِىٍّ: (Ks, TA: [see art. سبر:]) a prov. applied to him who offers to thee that of which thou hast no need. (Sh, TA. [See also art. عل; and see Freytag's Arab. Prov. ii. 84.]) b3: And you say, سَامَهُ الأمْرَ, (M, K,) aor. as above, (TA,) inf. n. سَوْمٌ, (M, TA,) He imposed upon him, or made him to undertake, the affair, as a task, or in spite of difficulty or trouble or inconvenience; or he ordered, required, or constrained, him to do the thing, it being difficult or troublesome or inconvenient: (M, K, TA:) or he brought upon him the affair, or event; (Zj, M, K, TA;) as also ↓ سَوَّمَهُ, (K,) inf. n. تَسْوِيمٌ: (TA:) or he endeavoured to induce him, or incited him, or made him, to do, or to incur, the affair, or event: (Sh, TA:) it is mostly used in relation to punishment, and evil, (Zj, M, K, TA,) and wrong-doing: and hence the saying in the Kur [ii. 46 and vii. 137 and xiv. 6], يَسُومُونَكُمْ سُوْءَ الْعَذَابِ They bringing upon you evil punish-ment or torment: (Zj, M, TA:) or seeking, or desiring, for you evil punishment: (Ksh and Bd in ii. 46:) or endeavouring to induce you to incur it: (Ksh ibid.:) from سَامَهُ خَسْفًا [expl. by what here follows]. (Ksh and Bd ibid.) You say, سُمْتُهُ خَسْفًا I brought upon him خَسْف [i. e. wrong, or wrong treatment, as expl. in the Ksh and by Bd ubi suprà]: or I endeavoured to induce him to incur it (أَرَدْتُهُ عَلَيْهِ): (S:) [see also خَسْفٌ: and سُمْتُهُ خُطَّةَ خَسْفٍ; expl. in art. خط:] and سِيمَ الخَسْفَ He was constrained to incur, or to do, what is termed الخَسْف [meaning abasement or ignominy, or that which was difficult]: (TA:) and سُمْتُهُ ذُلًّا I abased him. (Msb.) A3: سَامَهُ, aor. as above, also signifies He kept, or clave, to it, not quitting it. (M, * TA.) A4: See also 4.2 سوّم الخَيْلَ, (S, K,) or الإِبِلَ, (M,) [inf n. تَسْوِيمٌ,] He sent forth (S, M, K) the horses, (S, K,) or the camels, (M,) [sometimes meaning] to the pasturage, to pasture where they would. (TA. [See also 4.]) b2: [Hence,] سوّمهُ means خَلَّاهُ وَسَوْمَهُ, (Az, S, M, K,) i. e. [He left him] to do as he pleased; namely, a man. (Az, S, K. [In the CK is a mistranscription in this place, before mentioned: see 1, fourth sentence.]) Whence the prov., عَبْدٌ وَسُوِّمَ A slave, and he has been left to do as he pleases. (TA.) b3: And سَوَّمْتُ فُلَانًا فِى مَالِى I gave such a one authority to judge, give judgment, pass sentence, or decide judicially, respecting my property. (AO, S: and in like manner سَوّمهُ فِى مَالِهِ is expl. in the M and K.) And سَوَّمْتُهُ أَمْرِى I made him to have the ordering and deciding of my affair, or case, to do what he would; like سَوَّفْتُهُ أَمْرِى. (TA in art. سوف.) b4: And سوّم عَلَى القَوْمِ He urged his horses [خَيْلَهُ being understood] against the people, or party, and made havoc among them. (S, K.) b5: and تَسْوِيمٌ signifies also The making a horse to sweat well. (KL.) b6: See also 1, in the last quarter of the paragraph.

A2: And سوّم الفَرَسَ, (M, K,) inf. n. تَسْوِيمٌ, (K,) He put a mark upon the horse: (M, K:) he marked the horse with a piece of silk (بحريرة [perhaps a mistranscription for بِحَدِيدَةٍ i. e. with an iron such as is used for branding]), or with something whereby he should be known. (Lth, TA.) See also 5. [And see 4.]3 سَاوَمْتُهُ (S, Msb) بِالسِّلْعَةِ (MA) [and فِى السِّلْعَةِ agreeably with what here follows and with an ex. in art. بكر], inf. n. سِوَامٌ (S, Msb) and مُسَاوَمَةٌ, (TA,) [I bargained, or chaffered, with him, or] I contended with him in bargaining, or chaffering, for the commodity, or article of merchandise, (MA, Msb, * TA,) and in deciding the price: (TA:) and ↓ تَسَاوَمْنَا (S, Msb, TA *) فِى السِّلْعَةِ (TA) [and بِالسِّلَعَةِ agreeably with what here precedes] We bargained, or chaffered, for the commodity, or article of merchandise, [or contended in doing so,] one offering it for a certain price, and another demanding it for a lower price. (Msb.) See also 1, in three places.4 اسام المَاشِيَةَ, (S, Mgh, Msb,) or الإِبِلَ, (M, K,) inf. n. إِسَامَةٌ, (Mgh,) He pastured the cattle, or the camels: (M, Mgh, K, TA:) or he sent forth, or took forth, the cattle, or the camels, to pasture: (S, TA:) or he made the cattle [or the camels] to pasture by themselves [where they pleased (see 1)]: (Msb:) and [in like manner] الإِبِلَ ↓ سُمْتُ I left the camels to pasture [by themselves where they pleased]. (Th, TA. [See also 2.]) Hence, in the Kur [xvi. 10], فِيهِ تُسِيمُونَ (S) Upon which ye pasture your beasts. (Jel.) b2: [And accord. to Freytag, اسام occurs in the Deewán of Jereer as meaning He urged a horse to run: or, as some say, he marked a horse with some sign. See also 2.] b3: اسام إِلَيْهِ بِبَصَرِهِ He cast his eye, or eyes, at him, or it. (K.) A2: See also سَامَةٌ.5 تسوّم He set a mark, token, or badge, upon himself, whereby he might be known [in war &c.]. (S.) In a trad. (S, TA) respecting [the battle of] Bedr, (TA,) occur the words, تَسَوَّمُوا فَإِنَّ المَلَائِكَةَ قَدع تَسَوَّمَتْ, (S, TA,) or فانّ الملائكة قد ↓ سَوِّمُوا سَوَّمَتْ, accord. to different relations; i. e. Make ye a mark, token, or badge, for yourselves, whereby ye may know one another [in the fight, for the angels that are assisting you have done so]. (TA.) 6 تَسَاْوَمَ see 3.8 تُسْتَامُ ↓ مُسْتَامَةٌ, (M,) or أَرْضٌ تُسْتَامُ فِيهَا الإِبِلُ, (TA,) means A land in which the camels pasture by themselves where they please (تَسُومُ فِيهَا): (M:) or a land into which they go away [to pasture]. (TA.) [See also مَسَامٌ.]

A2: استام السّلْعَةَ: &c.: see 1, in ten places.

سَامٌ Death: (IAar, S, M, Mgh:) and سَامَةٌ [as its n. un.] a death: (IAar, TA:) but the former [signifies the same in Pers\., and] is said to be not Arabic. (TA.) It is related in a trad., respecting the salutation of the Jews, that they used to say, السَّامُ عَلَيْكُمْ [Death come upon you, instead of السَّلَامُ عَلَيْكُمْ]; and that he [i. e. Mo-hammad] used to reply, عَلَيْكُمْ; accord. to the generality of the relaters, وَعَلَيْكُمْ, but correctly without the و, because the و implies participation: and it is related of 'Áïsheh that she used to say to them, عَلَيْكُمُ السَّأْمُ وَالذَّأْمُ وَاللَّعْنَةُ, as mentioned in art. سأم: (TA:) the Jews are also related to have said [to the Muslims], عَلَيْكُمُ السَّامُ الدَّامُ meaning المَوْتُ الدَّائِمُ. (TA in art. دوم: see دَائِمٌ in that art.) A2: Also A kind of tree, of which are made the masts (أَدْقَال [pl. of دَقَلٌ]) of ships: (Kr, M, TA:) accord. to Sh, (TA,) the [tree called]

خَيْزُرَان. (K, TA. [And accord. to some copies of the K, سَامَةٌ also has this signification, and the signification expl. in the sentence here next following: but accord. to the text of the K as given in the TA, وَالسَّامَةُ has been erroneously substistituted in the copies above referred to for وَالسَّاقَةُ, which, by reason of what precedes it, means that سَامَةٌ also signifies the same as سَاقَةٌ; and if the former reading were right, the context in the K would imply that السامة is also the name of a son of Noah, which is incorrect; the name of that son being only سَامٌ.]) A3: Also A [hollow, or cavity, in the ground, such as is called] نُقْرَة, in which water remains, or stagnates, and collects. (K. [For the verb in this explanation, which is written يُنْقَعُ in the CK and in my MS. copy of the K, I read يَنْقَعُ.]) A4: Also a pl. [or rather coll. gen. n.] of which the sing. [or n. un.] is سَامَةٌ: (M, K:) the former signifies Veins of gold: and the latter, a single vein thereof: (S:) or the latter, a vein in a mountain, differing from its [general] nature; (M, K;) if running from east to west, not failing of its promise to yield silver: (M:) or the former, (M,) or latter, (K, TA,) gold, and silver; (M, K, TA;) accord. to As and IAar: (M, TA:) or, as some say, an ingot of gold, and of silver: (TA:) or veins of gold, and of silver, in the stone [or rock]: (M, K:) En-Nábighah El-Jaadee, (M,) or Edh-Dhubyánee, (TA,) uses السام as meaning silver; for he likens thereto a woman's front teeth in respect of their whiteness: (M, TA:) and Aboo-Sa'eed says that silver is called in Pers\. سِيمْ, and in Ar. سَامٌ: (TA:) but the meaning most commonly known is gold. (M, TA.) A poet says, (M,) namely, Keys Ibn-El-Khateem, (S,) لَوَ انَّكَ تُلْقِى حَنْظَلًا فَوْقَ بَيْضِنَا تَدَحْرَجَ عَنْ ذِى سَامِهِ المُتَقَارِبِ (S, M,) [i. e. If thou threwest colocynths upon our helmets, they would roll along from what is gilded thereof, they being near together: لَوَ انَّكَ is for لَوْ أَنَّكَ: and] the ه in سَامِهِ relates to the بيض [which are described as] gilded therewith: (S:) the poet is describing the party as being close together in fight, so that colocynths, notwithstanding their smoothness and the evenness of their parts, if they fell upon their heads, would not reach the ground. (Th, S, * M.) سَوْمٌ [is originally an inf. n.: see 1, passim: A2: and is also used as a subst. signifying The price of any commodity, or article of merchandise; like

↓ سِيمَةٌ and ↓ سُومَةٌ]. You say, سَأَلْتُهُ سَوْمَهَا, and ذَكَرَ لِى سَوْمَهَا, referring to a سِلْعَة [or commodity]: see 1, in the former half of the paragraph. And حَسَنَةً ↓ سُمْتُكَ بَعِيرَكَ سِيمَةً, and اِسْتَامَ غَالِيَةً ↓ فِيهِ سِيمَةً: see again 1, in the latter half of the paragraph. And ↓ إِنَّهُ لَغَالِى السِّيمَةِ (S, M, K) and ↓ السُّومَةِ, meaning السَّوْمِ [i. e. Verily it is dear in price]. (M, K.) ↓ سِيمَةٌ and ↓ سُومَةٌ are both substs. from سَامَ as used in the phrase سَامَنِى الرَّجُلُ بِسِلْعَتِهِ [and the like]; (TA;) syn. with قِيمَةٌ. (Har p. 435 in explanation of the former.) سَامَةٌ [as n. un. of سَامٌ: see the latter, first sentence, and last but one.

A2: Also] A حَفْر, (M, and so in copies of the K,) or حُفْرَة, (K accord. to the TA,) [i. e. hollow dug in the ground, app. to be filled with water for cattle,] by a well (عَلَى رَكِيَّةٍ): its pl. is سِيَمٌ [originally سِوَمٌ]: and you say, ↓ أَسَامَهَا, (M, K, TA,) inf. n. إِسَامَةٌ, meaning He dug it [i. e. the سامة]. (TA.) A3: Also i. q. سَاقَةٌ [q. v.], (K, accord. to the TA, [as mentioned above, see سَامٌ,]) on the authority of IAar. (TA.) سُومَةٌ; see سَوْمٌ, in three places.

A2: Also, (S, M, K,) and ↓ سِيمَةٌ (M, K) and ↓ سِيمَى, also written سِيمَا, (S, M, K, TA, but omitted in some copies of the K,) and ↓ سِيمَآءُ and ↓ سِيمِيَآءُ, (S, M, K,) the last mentioned by As, (TA,) [and it occurs with tenween by poetic license, being properly like كِبْرِيَآءُ, a rare form, q. v.,] A mark, sign, token, or badge, by which a thing is known, (S, * M, K,) or by which the good is known from the bad: (TA:) accord. to J, (TA,) the سُومَة is a mark, &c., that is put upon a sheep or goat, and such as is used in war or battle; (S, TA;) whence the verb تَسَوَّمَ [q. v.]: (S:) and accord. to IAar the ↓ سِيمَة is a mark upon the wool of sheep; and its pl. is سِيَمٌ: [see also سِمَةٌ, in art. وسم:] accord. to IDrd, one says, ↓ عَلَيْهِ سِيمَى حَسَنَةً, meaning Upon him, or it, is a good mark &c.; and it is from وَسَمْتُ, aor. ـِ being originally وِسْمَى; the و being transposed, and changed into ى because of the kesreh before it: (TA:) this form occurs in the Kur [xlviii. 29], where it is said, سِيمَا هُمْ فِى وُجُوهِهِمْ [Their mark is upon their faces; and in several other places thereof]. (S.) سِيمَةٌ: see سَوْمٌ, in five places: A2: and see also سُومَةٌ, in two places. [For the meanings “ pactus ” and “ pastum missus,” assigned to it by Golius, as from the S, and copied by Freytag, I find no foundation.]

سِيمَى, also written سِيمَا: see سُومَةٌ, in two places.

سِيمَآءُ: see سُومَةٌ.

سِيمِيَآءُ: see سُومَةٌ. b2: [In the present day it is applied to Natural magic: from the Pers\. سِيمْيَا.]

سَوَامٌ: see سَائِمٌ.

A2: Also Two small hollows (نُقْرَتَانِ) beneath the eye of the horse. (K.) A3: [And accord. to Freytag, it occurs in the Deewán el-Hudhaleeyeen in a sense which he explains by “ Malum ” (an evil, &c.).]

سُوَامٌ [The offering a commodity for sale, &c.: see 1.

A2: Also] A certain bird. (K.) لَاسِيَّمَا: see art. سوى.

سَائِمٌ [Going, or going away, engaged, or occupied, in seeking, or in seeking for or after, or in seeking to find and take or to get, a thing: (see 1, first sentence:)] going away at random, or roving, wherever he will. (TA.) And [particularly], (S,) as also ↓ سَوَامٌ (As, S, M, K) and سَائِمَةٌ, (As, S, M, Mgh, Msb, K,) Cattle, (مَالٌ, S, TA, or مَاشِيَةٌ, Mgh, Msb,) or camels, (As, M, K, TA,) and sheep or goats, (TA,) pasturing (S, M, Mgh, Msb, K, TA) by themselves (Msb) where they please; (TA;) or sent forth to pasture, and not fed with fodder among the family [to whom they belong]; (As, Mgh, TA;) or pasturing in the deserts, left to go and pasture where they will: (TA:) the pl. of سَائِمٌ and of سَائِمَةٌ is سَوَائِمُ: (S:) the pass. part. n. مُسَامٌ is not used. (Msb.) It is said in a trad., فِى سَائِمَةِ الغَنَمِ زَكَاةٌ [In the case of pasturing sheep or goats, there is a poor-rate]. (TA.) And in another trad., السَّائِمَةُ جُبَارٌ, i. e. The beast (دَابَّة) that is sent away into its place of pasture, if it hurt a human being, the injury committed by it is a thing for which no mulct is exacted. (TA.) And it is related in a trad. respecting the emigration to Abyssinia, that the Nejáshee said to those who had emigrated to his country, اُمْكُثُوا فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بِأَرَضِى, i. e. [Tarry ye, and ye will be] secure [in my land]: IAth says that thus it is explained: and سيوم is [said to be] an Abyssinian word: it is related also with fet-h to the س: and some say that سُيُومٌ is pl. of سَائِمٌ [like as شُهُودٌ is said to be of شَاهِدٌ]; i. e., ye shall rove (تَسُومُونَ) in my country like the sheep, or goats, pasturing where they please (كَالغَنَمِ السَّائِمَةِ), no one opposing you: (TA:) or, as some relate the trad., it is شُيُومٌ. (TA in art. شيم.) مَسَامٌ A place where cattle pasture by themselves where they please; a place where they rove about, pasturing: like أَرْضٌ مُسْتَامَةٌ. b2: Freytag explains it as meaning A place of passage: b3: and A quick passage: from the Deewán el-Hudhaleeyeen.]

مَسَامَةٌ A wide and thick piece of wood at the bottom of the قَاعِدَتَانِ [or two side-posts] of the door. (K.) b2: And A staff in the fore part of the [women's camel-vehicle called] هَوْدَج. (K.) الخَيْلُ المُسَوَّمَةُ means The pastured horses: (S, Msb, TA:) or the horses sent forth with their riders upon them: (Az, Az, Msb, TA:) or it means, (TA,) or means also, (S, Msb,) the marked horses; (S, Msb, TA;) marked by a colour differing from the rest of the colour; or by branding: (TA:) or the horses of goodly make. (Ham p. 62, and TA. [See the Kur iii. 12.]) b2: مُسَوَّمِينَ, in the Kur [iii. 121], may mean, accord. to Akh, either Marked [by the colours, or the like, of their horses, so as to be distinguished from others], or sent forth; and is thus with ي and ن [because applied to rational beings, namely, angels, and] because the horses were marked, or sent forth, and upon them were their riders. (S.) b3: And حِجَارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ, (S, * M, K, *) in the Kur [li. 33 and 34], (S, M,) means[Stones of baked clay] having upon them the semblance of seals [impressed in the presence of thy Lord], (S, K, Er-Rághib,) in order that they may be known to be from God: (Er-Rághib:) or marked (Zj, M, Bd, K, Jel) with whiteness and redness, (Zj, M, K,) as is related on the authority of El-Hasan, (Zj, M,) or with a mark whereby it shall be known that they are not of the stones of this world (M, K) but of the things wherewith God inflicts punishment, (M,) or [each] with the name of him upon whom it is to be cast: (Jel:) or sent forth: (Bd, TA:) but Er-Rághib says that the first is the proper way of explaining it. (TA.) مُسْتَامَةٌ, applied to a land (أَرْضٌ): see 8.
سوم

( {السَّومُ فِي المُبايَعَة) : هُوَ عَرْض السِّلعَةِ على البَيْع، (} كالسُّوَامِ بالضَّمِّ) . واقتَصَر الجوهَرِيُّ على الأَوَّل. يُقال مِنْهُ: ( {سُمْتُ بالسِّلْعَةِ) } أَسومُ بهَا {سَوْمًا، (} وسَاوَمْتُ) {سِوامًا (} واسْتَمْتُ بِها وَعَلَيْها: غالَيْتُ) ، وَكَذَا {اسْتَمْتُه إِيَّاها. واقتَصَر الجوهَرِيّ على تَعْدِيَتِه بَعَلَى. (و) قِيلَ: (} استَمْتُه إِيَّاها وعَلَيْها: سَأَلْتُه {سَوْمَها) . وسَاومتُها: ذَكَر لي سَوْمَها، (وإِنَّه لَغالِي} السِّيمَة بِالكَسْر {والسُّومَةِ بالضَّمْ أَي) : غالي (السَّوْمِ) . " وَيُقَال: سُمْت فُلانًا سِلْعَتِي سَوْمًا: إِذا قُلتَ أَتَأْخُذُها بِكَذا من الثَّمَن، ومِثْل ذلِك: سُمْت بسِلْعَتِي سَوْمًا، وَيُقَال: استَمْتُ عَلَيْهِ بسِلْعَتِي} استِيامًا: إِذا كُنتَ أنتَ تَذكُر ثَمَنَها. وَيُقَال: {استَام مِنِّي بسِلْعَتِي} استِيامًا: إِذا كَانَ هُوَ العارِض عَلَيْك الثَّمَن. {وسامَنِي الرجلُ بسِلْعَتِه سَوْمًا، وَذَلِكَ حِينَ يَذْكُر لَك هُوَ ثمَنَها، والاسْم من جَمِيع ذَلِك} السِّيَمة {والسُّومَة ". وَفِي الحَدِيث: " نَهَى أَن} يَسُومَ الرَّجُل على {سَوْمِ أَخِيه ". "} المُساوَمَة المُجاذَبَة بَيْن البَائِع والمُشْتَرِي على السِّلعَةِ وفَصْلُ ثَمنِها، والمَنْهِيُّ عَنهُ أَن {يَتساوَم المُتبايِعَان فِي السِّلْعة وَيتقارَب الانْعِقاد، فيَجِيءَ رجَلٌ آخرُ يُرِيد أَن يَشْتَرِي تِلْك السِّلْعة ويُخرِجَها مِنْ يَدِ المُشْتَري الأوَّل بزِيادةٍ على مَا استَقَرَّ الأمرُ عَلَيْهِ بَين} المُتَساوِمَيْن ورَضِيا بِهِ قَبْل الانْعِقاد، فذلِك مَمْنُوعٌ عِنْد المُقارَبة لِمَا فِيهِ من الإفْسادِ، ومُباحٌ فِي أَوَّل العَرْض {والمُسَاوَمَة ".
قَالَ الــرّاغبُ: " أَصلُ السَّوم الذَّهاب فِي ابْتِغاء الشَّيء، فَهُوَ مَعْنًى مُركَّب من الذَّهاب والابْتِغاء، فأُجْرِي مُجْرَى الذَّهاب فِي قَوْلهم:} سامَ الإِبَل فَهِيَ {سائِمةٌ، ومُجْرى الابْتِغاء فِي قَوْلِهِ تَعالى: {} يسومونكم سوء الْعَذَاب} وَمِنْه: السَّوْم فِي البَيْع فقِيل: صاحِبُ السِّلْعةِ أَحقُّ {بالسَّوْم. انْتهى.
وَأما الحَدِيث: " نَهَى عَن السَّوْمِ قَبْلَ طُلوعِ الشَّمْس " فَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: " هُوَ أَن} يُساوِمَ بِسِلْعَتِه، ونُهِي عَنْه فِي ذلِك الوَقْت، لأَنَّه وَقْتُ يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، فَلَا يُشْتَغَل بِغَيْره، قَالَ: ويَجوزُ أَن يَكونَ من رَعْي الْإِبِل؛ لأَنَّها إِذا رَعَت المَرْعى قَبْل طُلوعِ الشَّمس عَلَيْهِ وَهُوَ نَدٍ أَصابَها مِنْهُ داءٌ قَتلَها، وَذَلِكَ مَعْروف عِنْد أَهْلِ المَالِ من العَرَب ".
( {وسامَتِ الإِبِلُ أَو الرِّيحُ: مَرَّت واسْتَمَرَّت) . وَقَالَ الأصمَعِيُّ: السَّومُ: سُرعةُ المَرِّ. يُقَال:} سامَتِ النَّاقة تَسومُ سَوْمًا، وأَنْشَدَ بَيْتَ الرَّاعِي:
(مَقَّاءَ مُنْفَتِقِ الإٍ بْطَيْن ماهِرَةٍ ... {بالسَّوْم ناطَ يَدَيْها حارِكٌ سَنَدُ)

وَمِنْه قَولُ عبدِ اللهِ ذِي النِّجادَيْن يُخاطِبُ ناقةَ سَيِّدِنا رَسُول اللهِ [
] :
(تَعَرَّضِي مَدارِجًا} وسُومِي ... تَعَرُّضَ الجَوزاء للنجوم)

وَقَالَ غَيرُه: السَّومُ: سُرعةُ المَرِّ، مَعَ قَصْد الصَّوْب فِي السَّيْر.
وشاهِدُ السَّومِ بِمَعْنى المرِّ قَولُ الهُذَليّ:
(أُتِيحَ لَهَا أُقيدِرُ ذُو حَشِيفٍ ... إِذا سَامَتْ على المَلَقات ساَمَا)

(و) سامَتِ (المَالُ) أَي: الإِبل (رَعَت) ، وَمِنْه الحَدِيثُ الَّذِي تَقدَّم. يُقال: سامَت الرّاعِيَة والماشِيَة والغَنَم {تَسُوم سَوْمًا: رَعَت حَيْث شاءَت فَهِيَ سَائِمَة. (و) سَامَ (فُلانًا) الأَمرَ} يَسُومُه سَوْمًا: (كَلَّفَه إِيَّاه) وجَشَّمَه وأَلْزَمَه. وَمِنْه حَدِيثُ عَلِيّ: " مَنْ تَرَك الجِهادَ أَلْبَسَه اللهُ الذِّلَّةَ {وسِيَم الخَسْف "، أَي كُلِّف وأُلْزِم (أَوْ أَولاَهُ إِيَّاه) ، وهذَا قَولُ الزَّجَّاج، أَو أَرادَه عَلَيْهِ قَالَه شَمِر (} كَسَوَّمَة) ! تَسْوِيمًا. قَالَ الزّجاج: (وأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَل) السَّوْم (فِي العَذابِ والشَّرِّ) والظُّلْم، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {يسومونكم سوء الْعَذَاب} وَقَالَ اللَّيثُ: السَّومُ: أَن تُجَشِّم إِنْساناً مَشَقَّةً أَو سُوءاً أَو ظُلْماً. وَقَالَ شَمِر: {سَامُوهُم: أَرادُوهم بِهِ. وَقيل: عَرضُوا عَلَيْهِم. والعَرَب تَقُولُ: عرض عَلَيَّ} سَوْم عَالَّةٍ. قَالَ الكِسائِيُّ: وَهُوَ بِمَعْنى قَوْل العَامَّة: عَرْضٌ سابِرِيٌّ. قَالَ شَمِر: يُضْرَب هَذَا مَثَلاً لِمَنْ يَعْرِض عَليكَ مَا أَنْتَ عَنْه غَنِيٌّ.
(و) سامَتِ (الطَّيْرُ على الشَّيْء) سَوْماً: (حَامَتْ) .
( {والسَّوَامُّ} والسّائِمَةُ: الإِبِل الرَّاعِيَةُ) ، وقِيلَ: كُلُّ مَا رَعَى من المَالِ فِي الفَلَوات إِذا خُلِّي {وسَوْمَه يَرْعَى حَيْث شَاءَ.} والسّائِم: الذّاهِب على وَجْهِه حَيثُ شَاءَ. يُقَال: سَامَت السَّائِمَةُ ( {وأَسَامَها) هُوَ أَي: (أَرْعَاهَا) أَو أخرجَها إِلَى الرِّعْي. وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {فِيهِ} تسيمون} وَقَالَ ثَعْلب: سُمتُ الإِبل: إِذا خَلَّيْتَها تَرْعَى. وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: السَّوَامُ {والسَّائِمَة: كُلُّ إِبِلٍ تُرْسَل تَرْعَى وَلَا تُعْلَف فِي الأَصْل. وَفِي الحَدِيث: " فِي} سائِمَةِ الغَنَم زَكاةٌ "، وَفِي حَدِيثٍ آخر: " السَّائِمَةُ جُبارٌ "، يَعْنِي أَنَّ الدَّابَّة المُرْسَلَة فِي مَرْعاهَا إِذا أَصابَت إِنْساناً كَانَت جِنايَتُها هَدَراً.
( {والسُّومَة بالضَّمّ،} والسِّيَمةُ، {والسِّيماءُ،} والسِّيمِياءُ) مَمْدُودَيْن (بِكَسْرِهِنّ: العَلاَمَةُ) يعرف بهَا الخَيْر والشَّرّ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: {السُّومةُ: العَلامة تُجعَل على الشَّاةِ وَفِي الحَرْب أَيْضا، انْتَهَى. وَقَالَ اْبنُ الأَعْرابِيّ:} السِّيمَةُ: العَلامةُ على صُوفِ الغَنَم. والجَمْعُ {السِّيَمُ، والقَصْرُ فِي الثَّالِثة لُغَة. وَبِه جاءَ التَّنْزِيل: {} سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم} وغَرِيبٌ من المُصنِّف عَدمُ ذِكْرِها، وَأَنْشَدَ شَمِر:
(ولَهُم {سِيمَا إِذَا تُبْصِرُهُمْ ... بَيَّنَت رِيبَةَ مَنْ كَانَ سَأَلْ)

وَقَالَ أَبُو بَكْر بنُ دُرَيْد: " قَوْلُهم: عَلَيْه سِيَما حَسَنة، مَعْناه عَلاَمة، وَهِي مَأْخوذَة من} وَسَمْتُ أَسِمُ، والأَصْل فِي سِيَما {وِسْمَى، فحُوِّلت الوَاوُ من مَوْضِع الفَاءِ فَوُضِعت فِي مَوْضِع العَيْن، كَمَا قَالُوا: مَا أَطْيَبَه وأَيْطَبه، فَصار} سِوْمَى، وجُعِلَت الوَاوُ يَاءً لسُكُونِها وانْكِسارِ مَا قَبْلَها " انْتَهَى. {والسِّيماء مَمْدُودَة ذكرهَا الأصمعيّ، وَمِنْه قَولُ الشَّاعر:
(غُلامٌ رماهُ اللهُ بالحُسْنِ يَافِعاً ... لَهُ} سِيَماءُ لَا تَشُقُّ على البَصَرْ)

ويُرْوى {سِيمِياء.
قَالَ الجوهَرِيُّ:} السِّيما مَقْصُورٌ من الوَاوِ قَالَ الله تَعَالَى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم}
وَقد يَجِيء {السِّيماء} والسِّيمِيَاء مَمْدُودَيْن، وأنشدَ لأُسَيْد بنِ عَنْقاءَ الفَزارِيّ يمدَح عُمَيْلَةَ حِين قاسَمَه مَالَه:
(غُلامٌ رَمَاه اللهُ بالحُسْنِ يافِعاً ... لَهُ سِيمِياءٌ لَا تَشُقُّ على البَصَرْ)

(كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَت فَوقَ نَحْرِه ... وَفِي جِيدِه الشِّعْرَى وَفِي وَجْهِه القَمَرْ)

لَهُ سِيمِياءٌ إِلَى آخِره أَي: يَفْرَح بِهِ مَنْ يَنْظُر إِلَيْهِ.
قَالَ اْبنُ بَرِّيّ: وحَكَى عَلِيُّ بنُ حَمْزَة أَنَّ أَبا رِياش قَالَ: لَا يَرْوِى بَيتَ ابنِ عَنْقَاء الفَزَارِيّ:
(غَلامٌ رَمَاه اللهُ بالحُسْن يافِعًا ... )

إِلَّا أَعْمَى البَصِيرة، لِأَن الحُسْنَ مَوْلودٌ، وإِنَّما هُوَ:
(رماهُ الله بالخَيْر يافِعًا ... )

قَالَ: حَكَاهُ أَبُو رِياشٍ عَن أبي زَيْد. وَفِي سِياقِ المُصنِّف قُصورٌ لَا يَخْفَى.
( {وسَوَّمَ الفَرسَ تَسْوِيمًا: جَعَل عَلَيْهِ} سِيَمةً) أَي: عَلامة، وَقَالَ اللَّيثُ: أَي: أَعْلَمَ عَلَيْهِ بَحَرِيرةٍ أَو بِشَيْءٍ يعْرَف بِهِ. (و) قَالَ أَبُو زيد: {سَوَّمَ (فَلانًا) إِذا (خَلاَّه} وَسَوَّمَه) أَي: (لِمَا يُرِيدُه) . وَمِنْه المَثَل: " عَبْدٌ {وسُوِّم " أَي: خُلِّي وَمَا يُرِيد. (و) } سَوّمه (فِي مَالِه) : إِذا (حَكَّمَه) فِيهِ، و (و) سَوَّم (الخَيْل: أَرْسَلَها) إِلَى المَرْعَى تَرْعَى حَيْثُ شَاءَت. وَبِه فَسَّرَ الأخفشُ قَوْلَهُ تَعَالى: { {مسومين} قَالَ: وإِنَّما جَاءَ باليَاءِ والنُّون؛ لأَنَّ الخيلَ} سُوِّمَت وعَلَيها رُكْبانُها. (و) سَوّم (على القَوْمِ: إِذَا (أَغارَ) عَلَيْهِم (فَعاثَ فِيْهِم) أَي: أَفْسَدَ. (و) قَولُه عَزَّ وَجَلَّ: {حِجَارَة من طين {مسومة عِنْد رَبك للمسرفين} أَي: مُعَلَّمة. قَالَ الجَوْهَرِي: (أَي: عَلَيْها أَمثالُ الخَواتِيمِ) زادَ الــرَّاغب: لِيُعلَم أَنَّها من عِنْدِ الله: (أَو مُعَلَّمَة بِبَياضٍ وحُمْرَةٍ) ، رُوِي ذَلِك عَن الحَسَن. (أَو) مُسَوَّمَة (بَعَلامة يُعلَم أَنَّها لَيْسَت من حِجارَةِ الدُّنْيا) ، ويُعْلَم} بِسِيمَاها أَنَّها مِمَّا عَذَّب اللهُ بهَا، أَو {مُسَوَّمَة مُرْسَلَة، قَالَ الــرَّاغِب: والوَجْه الأوّلُ أَوْلَى.
(} والسَّامَةُ: الحُفْرَة) الَّتِي (عَلى الرَّكِيَّة ج: ( {سِيَم كَعِنَب، وَقد} أَسامَها) ! إسَامَةً: إِذا حَفَرها. (و) {السَّامَة: (عِرْقٌ فِي الجَبَل مُخالِفٌ لِجِلَّتِه) ، إِذا أُخِذَ من المَشرِق إِلَى المَغْرب لم يُخْلِف أَن يكون فِيهِ مَعْدَنُ فِضَّةٍ والجَمْع: سَامٌ. (و) قَالَ الأَصْمَعِيُّ وابنُ الأعرابيّ: السَّامَة: (الذَّهَبُ والفِضَّةُ) جَمْعه} سَام، وَبِه سُمِّي الرَّجلُ: وقِيلَ: سَبِيكَتُهما. ويُقالُ: إِنَّ الأَعرفَ فِي ذلِك أَنَّ {السَّامَ الذَّهَب. وَمِنْه قَولُ قَيْسِ بنِ الخَطِيم:
(لَو انَّك تُلْقي حَنْظَلاً فَوق بَيْضِنا ... تَدَحْرَج عَن ذِي} سَامِهِ المُتَقارِبِ)

أَي: عَلَى ذِي سامه، والهَاءُ ترجِع " إِلَى البَيْض يَعْني البَيْض المُمَوَّه بِهِ. وَقَالَ أَبو سَعِيد: يُقالُ للفِضَّة بالفَارِسيَة: {سِيمٌ، وبالعربِيّة: سامٌ. وقَولُ النّابِغَة الذُّبْيانِيِّ:
(كَأَنَّ فَاهَا إِذا تُوَسُّنُ من ... طِيبِ رُضابٍ وحُسْنِ مُبْتَسَمِ)

(رُكِّبَ فِي السَّامِ والزَّبِيبِ أقاحِيُّ ... كَثِيبٍ يَنْدَى من الرِّهَمِ)

فَهَذَا لَا يكون إِلَّا فِضَّة؛ لِأَنَّهُ إنَّما شَبَّه أسْنانَ الثَّغر بهَا فِي بَياضِها.
(أَو) السَّامَةُ: (عُرُوقُهُما فِي الحَجَر، ج: سامٌ) .
(و) قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: السَّامَة: (الساقَةُ.} والسَامُ: الخَيْزَرَان) ، عَن شَمِر، وَأنْشد للعَجَّاج:
(ودَقَلٌ أجردُ شَوْذَبِيُّ ... صَعْلُ من السَّامِ ورُبَّانِيُّ)

وَقَالَ كُراع: السَّام: شَجَر تُعْمَل مِنْهُ أَدْقالُ السُّفُن.
(و) السَّامً: (جَبَل لهُذَيْل. و) ساَمُ (بنُ نُوح) عَلَيْهِ السَّلام، وَهُوَ أبُو العَرَب والرُّوم وَفَارِس. قَالَ ابنُ سِيدَه: وإِنَّما قَضَيْنا على أَلِفه بالوَاوِ لأَنَّها عَيْن.
(و) السَّامُ: (نُقرَة يُنقَع فِيهَا المَاءُ) .
( {وسَامَهُ: ع للْعَرَب) .
(و) } سامة: (قَرْيَتَان باليَمَنِ. و) أَيْضا: (مَحَلَّة بالبَصْرَة، وَيُقَال لَهَا: بَنُو سَامَة) لنُزُولِهم بهَا.
(و) سامةُ (بنُ لُؤَيّ بنِ غَالِب) : أَخُو كَعْب، الجَدُّ السّادِسُ للنّبِيِّ [
] . واختُلِف فِيهِ فَقَالَ أَبُو الفَرَج الأَصْبَهانِيّ إِن قُرَيْشًا تَدْفَع بني سَامَة وتَنْسُبُهم إِلَى أُمّهم نَاجِية، ورَوَى بسَندِه إِلَى عَلِيٍّ رَضَي اللهُ تَعَالَى عَنهُ أَنَّه قَالَ: " مَا أعقَب عَمِّي سَامة ". وَقَالَ الهَمدانِيّ: يَقُول النَّاس: بَنُو سَامَة وَلم يُعقِب ذَكَرًا إِنَّما هُوَ أَولادُ بِنْتِه، وَكَذَلِكَ قَالَ عُمَر وَعَلِيّ وَلم يَفْرِضا لَهُم، وهم مِمَّن حَرِم. وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيّ والزُّبَيْر بنُ بَكَّار فوَلَد سامةُ ابنُ لُؤَيٍّ الحارِثُ وغالِبًا، وَقد أَشَارَ إِلَى هَذَا الاخْتِلاف ابنُ الجَوَّانِي النَّسَّابة فِي المُقدِّمة (يُنْسَب إِلَيْهِم إبراهيمُ بنُ الحَجَّاجِ! السامِيُّ) ، عَن الحَمَّادَيْن وأًبانَ بنِ يَزِيد، وَعنهُ أَبُو يَعْلى وخَلْق، وثَقَّه ابنُ حِبَّان (وَجَمَاعَة) من بَنِي سَامَة بِنِ لُؤيّ كَمُحَمدِ بن يُونُس بنِ مُوسَى الكُدَيْمِيّ وَعَمّه عُمَر بن مُوسَى، رَوَى عَن حَمَّاد بن سَلَمة. وعبَدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الأَعْلَى السامِيُّ شَيخٌ لأحمدَ. وَعَرْعَرَةُ بنُ البِرِنْد السامِيّ، وابنُه مُحَمَّد شَيخُ البخارِيّ وحَفِيدُه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد شَيْخ مَسْلِم، وَأَخُوه عُمَر بنُ مُحَمَّد مَشْهُورُون، وَكَذَا إسحاقُ بنُ إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور، وإبراهيمُ بنُ عَرْعَرَة بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرْعَرَة شَيْخ للإِسْماعِيلِيّ، وعلِيّ بنُ الحَسَن السامِي، عَن الثَّوريّ وغِيَاث بن جَعْفَر السّامِيّ، عَن ابْن عُيَيْنة. ويَحْيَى بن حَجَر السّامِيّ شيخ القَاسِم ابْن اللَّيث، وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن السامِيّ شيخ ابْن حِبّان. وكابِسُ بنُ رَبِيعَة السَّامِي الشَّبِيه ذكر فِي " ك ب س ". وَأَبُو فِرَاسِ مُحمَّد بنُ فِراسِ ابْن مُحمَّد بن عَطاءِ بن شُعَيْث السامِيّ النَّسَّابة، أخذَ عَن هِشامِ بنِ الكلبِيّ، وصَنَّف كتاب " نَسَبَ بَنِي سَامَة "، روى عَنهُ ابنُ أَخِيه أحمدُ بنُ الهَيْثَم بنِ فِراس، وزَيْدُ بنُ مُحَمَّد بن خَلَف السامِيّ المَصريّ، عَن يُونُس بن عبدِ الْأَعْلَى، ضَعِيف. وحاتِمُ بنُ مَحْبُوب الهَرَوِيّ، وعلِيّ بنُ الجَهْم ابْن بَدْر السامِيّ، شاعرٌ مَشْهور، وَقد حَدَّث. ويُونُسُ بنُ مَيْسَرة السامِيّ عَن أبي سُلَيْمان الأَزْدِيّ. وَأَبُو الوَلِيدُ مُحَمَّدُ بن إِدْرِيسِ السامِيّ السَّرَخْسِيّ، عَن سُوَيْد بنِ سَعِيد. وَأَبُو لُؤَيّ غالِبُ بنُ سامَة السامِيّ عَن أَبِي عَرُوبَة الحَرَّاني، مَاتَ سنةَ خمسٍ وأربِعمائة، وَأَخُوه بَسْطام بنُ سامَة، سَمِعَ أَبَا مَنْصور الأزْهَرِيّ، مَاتَ سنة أربَعِين وأَرْبَعِمائة. وَأَبُو رَجاء مُحْرِز السامِيّ شَيْخ لمُحَمد ابنِ عَقِيل، وَعبد الرَّحْمن بن خَالِد ابْن أَبْجَر السّامِيّ يعرف بالسَّلْسَلِي، ذكره الْأَمِير. وَآخَرُونَ (بَصَرِيُّون) كَأَحْمَدَ بنِ مُوسَى بنِ يَزِيد السّامِيّ البَصْرِيّ شَيْخ الطَّبرانِيّ، وحُمَيْدُ بنُ مَسْعَدة البَصَرِيّ السَّامِيّ، شَيْخ مُسْلم. قَالَ الْحَافِظ: وبالجُمْلة كُلُّ من كَانَ من أَهْل البَصْرة فَهُوَ سَامِيّ بالمُهْمَلة، وَكَذَا جَمِيع مَنْ يُقَال لَهُ نَاجِي - بالنُّون وَالْجِيم - يجوز أَن يُقَال لَهُ: {سَامِي.
(} وسِيمُويَةُ البَلْقاوِيّ بالكَسْر: صَحابِيٌّ) ، كَانَ نَصْرانِيًّا من أَهْلِ البَلْقاء فَأَسْلَم.
( {وأسامَ إليهِ بِبَصَرِه) } إسامَةً: (رَماهُ بِهِ) . ( {والمَسامَةُ: خَشَبَةُ عَرِيضَة غَلِيظَة فِي أسْفَلِ قاعِدَتَي البَاب. و) أَيْضا: (عَصًا من قُدَّامِ الهَوْدَجِ) .
(} والسَّوامُ) بالفَتْح: (نُقْرَتَان) فِي (أَسْفَل عَيْنَي الفَرَس) .
(و) {السُّوام (بالضَّمّ: طائِرٌ) .
(} ويَسُومُ) كَيَقُول: (جَبَل) فِي بِلَاد هُذَيْل (مُتَّصِل بجبل فَرْقَد لَا يُنْبِتَان غيرَ النَّبْع والشَّوْحَطِ) ، وَلَا يكَاد أحدٌ يرتَقِيهُما إِلَّا بعد جُهْد، (تَأوي إِلَيْهِمَا القُرودُ) . وَمن ذَلِك قَولهم: " وَالله أَعْلَمُ مَنْ حَطَّهَا من رَأْس {يَسُوم "، يُرِيدُون: شَاة مَسْرُوقَة من هَذَا الجَبَل. قَالَ شاعِرٌ يذكُرُهما:
(سَمعتُ وَأَصْحابِي تَحُثُّ رِكَابهمْ ... بِنَا بَيْنَ رُكْنٍ مِنْ يَسُومَ وقْرْقَد)

(فقلتُ لأَصْحابِي قِفُوا لَا أَبالَكُم ... صُدورَ المَطَايَا إِنَّ ذَا صَوتُ مَعْبَدِ)

[وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
} المُستامَةُ بالضّمِّ: أَرضٌ {تُسْتام فِيهَا الإِبِل أَي: تَمُرُّ وتَذْهَب.
} وسَامَهُ {يَسُومُه: إِذا لَزِمه وَلم يَبْرَح عَنهُ.} والسَّائِم: الذاهِبُ على وجْهِه حَيْثُ شَاءَ. والخَيْلُ {المُسَوَّمَة: المُرسَلة وَعَلَيْهَا رُكْبانُها عَن أَبِي زَيْد. وَقيل: هِيَ الَّتِي عَلَيْهَا} السَّيَماء. وَقيل: هِيَ المُطَهَّمَة الحَسَنَة. وَقيل: هِيَ الرَّاعِيَة. وعَلى قَوْلِه المُعَلَّمَة، قيل: بالشِّيَة واللَّون، وَقيل: بالكَيّ، وَفِي حَدِيث بَدْر: " {سَوِّمُوا فإنَّ المَلاَئِكَة قد} سَوَّمَتْ " أَي: اعمَلُوا لكم عَلامةً يَعْرِف بهَا بَعْضُكُم بَعْضًا. ويُرْوَى: {تَسَوَّمُوا.
والسَّامُ: الموتُ.} والسَّامَةُ: الموتَةُ، عَن ابنِ الأعرابِيّ. وَمِنْه حَدِيثُ: " الحَبَّة السَّوْداء شِفاءٌ من كُلِّ دَاءٍ إِلا السَّام قيل: وَمَا السَّام؟ قَالَ: المَوْت ". وَفِي حَدِيثِ سَلاَم اليَهُود كَانُوا يَقُولُون: " السَّامُ عَلَيكم، فَكَانَ يَرُدُّ عَلَيْهم فَيَقُول: وَعَلَيكُم "، قَالَ الخَطَّابِيُّ: عامَّةُ المُحَدِّثين يَرْوُون هذَا الحَدِيثَ يَقُول: وَعَلَيكم، بإثْباتِ وَاوِ العَطْف. قَالَ: وَكَانَ ابنُ عُيَيْنَةَ يَرْوِيه بِغَيْرِ وَاوٍ، وَهُوَ الصَّواب، لأَنَّه إِذا حَذَف الواوَ صارَ قَولُهم الَّذِي قَالُوه بِعَيْنِه مَرْدوداً عَلَيْهِم خَاصَة، وَإِذا ثَبَتَ الوَاوُ وَقَع الاشْتِراك مَعَهُم فِيمَا قَالُوه؛ لأَنَّ الوَاوَ تَجْمَع بَيْنَ الشَّيْئَيْن. ومَرَّ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها أَنَّها كَانَت تَقُولُ لَهُم: عَلَيْكُم السَّامُ والذَّامُ واللَّعْنَة، كَمَا تَقدَّم فِي " س أم ". مَهْمُوزًا. وَيُقَال: إِنَّه غَيْرُ عَرَبِيّ.
{والسَّومُ: العَرْض، عَن كُرَاع. وَفِي حَدِيثِ هِجْرة الحَبَشَة: قَالَ النَّجاشِيُّ لِمَن هَاجَر إِلَى أَرضِه: " امْكُثُوا فَأَنْتُم} سُيُومٌ بِأَرْضِي " أَي: آمِنُون. قَالَ ابنُ الأَثِير: كَذَا جَاءَ تَفْسِره، وَهِي كَلِمة حَبَشِيَّة، ويُرْوَى بِفَتْح السِّين، وَقيل: {سُيومٌ جمع} سَائِم: أَي: تَسُومُون فِي بَلِدِي الغَنَم {السئِمِة لَا يُعارِضُكم أحدٌ.
وَأَبُو الحُسَيْن مُحَمَّدُ بنُ سِيماء النّنيسابُورِي - بكَسْرِ السّين - من شُيوخِ الحَاكِم. وَأَبُو بَكْر البَغْدَادِيّ مُحمدُ بنُ} سِيماء من شُيوخِ أبي نَعيم.
وأَمَّأ قولُهم: لَا سِيَّما فَإِنَّهُ سَيُذْكر فِي " س ي م "، إِن شاءَ الله تَعالى. وَكَذلِك السَّامَانِيّ فِي " س م ن ". وسامَة بنُ سَعْد بن مُنَبّه فِي مَذْحِج لَا ثَالِثَ لَهما، نقلَه ابنُ السَّمْعانِيّ وغيرُه. {وسَوْم بنُ عَدِيّ: بَطْن من تُجِيب. مِنْهُم شَرِيكُ بن أبي الأَعْقَل} السَّومِيّ، شَهِد فَتْح مَصْر وَكَذلِك خَيْثَمَة بنُ خَيْوان السَّومِيّ شَهِده أَيْضا. وأحمدُ بنُ يَحْيَى السَّوْمِي، رَوى عَن ابنِ وَهْب. ومحمدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمن بن سامَةَ الحافِظ، وَمُحَمّد الشِّهاب مُحَدِّثان.
سوم: {تسيمون}: ترعون. {يسومونكم}: يولونكم {مسومين}: معلمين.
(س و م) : (سَامَ) الْبَائِعُ السِّلْعَةَ عَرَضَهَا وَذَكَرَ ثَمَنَهَا (وَسَامَهَا الْمُشْتَرِي) بِمَعْنَى اسْتَامَهَا سَوْمًا (وَمِنْهُ) «لَا يَسُومُ الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ» أَيْ لَا يَشْتَرِي وَرُوِيَ «لَا يَسْتَامُ وَلَا يَبْتَاعُ» (وَسَامَتْ الْمَاشِيَةُ) رَعَتْ سَوْمًا وَأَسَامَهَا صَاحِبُهَا إسَامَةً (وَالسَّائِمَةُ) عَنْ الْأَصْمَعِيِّ كُلُّ إبِلٍ تُرْسَلُ تَرْعَى وَلَا تُعْلَفُ فِي الْأَهْلِ (وَعَنْ) الْكَرْخِيِّ هِيَ الرَّاعِيَةُ إذَا كَانَتْ تَكْتَفِي بِالرَّعْيِ وَيَمُونُهَا ذَلِكَ أَوْ كَانَ الْأَغْلَبُ مِنْ شَأْنِهَا الرَّعْيَ (وَقَوْلُهُ) يَنْوِيهَا لِلسَّائِمَةِ الصَّوَابُ لِلْإِسَامَةِ وَالْأَحْسَنُ يَنْوِي بِهَا السَّوْمَ أَوْ الْإِسَامَةَ (وَقَوْلُهُ) النَّمَاءُ بِالتِّجَارَةِ أَوْ بِالسَّوْمِ فِيمَا يُسَامُ الظَّاهِرُ أَنْ يُقَالَ أَوْ بِالْإِسَامَةِ (وَالسَّامُ) الْمَوْتُ.

شري

(ش ر ي) : (شَرَاهُ) بَاعَهُ وَاشْتَرَاهُ شِرًى (وَشِرَاءً وَالشُّرَاةُ) جَمْعُ الشَّارِي بِمَعْنَى الْبَائِعِ كَالْغَازِي وَالْهَادِي فِي الْغُزَاةِ وَالْهُدَاةِ وَهِيَ الْخَوَارِجُ كَأَنَّهُمْ بَاعُوا أَنْفُسَهُمْ لِأَجْلِ مَا اعْتَقَدُوهُ وَقِيلَ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّ اللَّهَ تَعَالَى اشْتَرَى أَنْفُسَنَا وَأَمْوَالَنَا (وَشَارَاهُ) لَاجَّهُ مِنْ اشْتَرَى وَاسْتَشْرَى الْفَرَسُ فِي عَدْوِهِ إذَا لَجَّ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ «السَّائِبِ كَانَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - شَرِيكِي فَكَانَ خَيْرَ شَرِيكٍ لَا يُشَارِي وَلَا يُمَارِي وَلَا يُدَارِي» وَالْمُمَارَاةُ الْمُجَادَلَةُ وَالْمُدَارَأَةُ الْمُشَاغَبَةُ وَالْمُخَالَفَةُ وَتَخْفِيفُ الْهَمْزِ فِيهَا لُغَةٌ.
(شري) فِي الْأَمر شرى لج وَبَالغ يُقَال شرى الرجل فِي غَضَبه وشرى الْفرس فِي سيره والبرق تتَابع لمعانه وَالْعين بالدمع تابعت الهملان وَالشَّر بَينهم عظم وتفاقم فَهُوَ شري وَالْجَلد خرج عَلَيْهِ الشرى فَهُوَ شَرّ

شري


شَرِيَ(n. ac. شَرًى [ ])
a. Flashed, gleamed, played, darted about (
lightning ); was, became angry; ran at great speed
(horse).
b. Had an eruption, broke out into spots.

شَرَّيَa. Spread out to dry.

شَاْرَيَa. Made a bargain, had dealings with.

أَشْرَيَa. Flashed, gleamed &c.
b. Shook, jerked (bridle).
c. Made to incline, bent.
d. Filled.

تَشَرَّيَa. Was dispersed, scattered.

إِشْتَرَيَa. Bought, purchased; sold; exchanged, bartered.

إِسْتَشْرَيَ
a. [Fī], Applied himself to, was earnest about; exerted
himself in.
b. Was difficult (matter).
شَرْىa. Colocynth.

شَرْوَة []
a. Purchase.

شَرْوَى []
a. Equal, like, fellow, match.

شَرًىa. Pustules, pimples; eruption; itch.
b. see 4t
شَرَاة []
a. The best or the worst of cattle.

شِرًى (pl.
أَشْرِيَة [] )
a. Purchase; sale; bargain.

شَارٍ (pl.
شُرَاة [] )
a. Buyer, purchaser; seller; dealer.
b. Schismatic, heretic.

شِرَآء []
a. see 7
شِرَايَة []
a. Dealings; trade, traffic; conditions of sale.

شَرِيّa. Impetuous, fiery, mettlesome (horse).

شَرِيَّة []
a. Manner, fashion; nature, disposition.

شَرْيَان [] (pl.
شَرَايِيْن)
a. Artery.
b. see 1
المُشْتَرِي [ N.
Ag.
a. VIII], Jupiter (planet).
b. Buyer.
ش ر ي : شَرَيْتُ الْمَتَاعَ أَشْرِيهِ إذَا أَخَذْتُهُ بِثَمَنٍ أَوْ أَعْطَيْتُهُ بِثَمَنٍ فَهُوَ مِنْ الْأَضْدَادِ وَشَرَيْتُ الْجَارِيَةَ شِرًى فَهِيَ شَرِيَّةٌ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَعَبْدٌ شَرِيٌّ وَيَجُوزُ مَشْرِيَّةٌ وَمَشْرِيٌّ وَالْفَاعِلُ شَارٍ وَالْجَمْعُ شُرَاةٌ مِثْلُ: قَاضٍ وَقُضَاةٍ وَتُسَمَّى الْخَوَارِجُ شُرَاةً لِأَنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّهُمْ شَرَوْا أَنْفُسَهُمْ بِالْجَنَّةِ لِأَنَّهُمْ فَارَقُوا أَئِمَّةَ الْجَوْرِ وَإِنَّمَا سَاغَ أَنْ يَكُونَ الشِّرَى مِنْ الْأَضْدَادِ لِأَنَّ الْمُتَبَايِعَيْنِ تَبَايَعَا الثَّمَنَ وَالْمُثْمَنَ فَكُلٌّ مِنْ الْعِوَضَيْنِ مَبِيعٌ مِنْ جَانِبٍ وَمَشْرِيٌّ مِنْ جَانِبٍ وَيُمَدُّ الشِّرَاءُ وَيُقْصَرُ وَهُوَ الْأَشْهَرُ وَيُحْكَى أَنَّ الرَّشِيدَ سَأَلَ الْيَزِيدِيَّ وَالْكِسَائِيَّ عَنْ قَصْرِ الشِّرَاءِ وَمَدِّهِ فَقَالَ الْكِسَائِيُّ مَقْصُورٌ لَا غَيْرُ وَقَالَ الْيَزِيدِيُّ يُقْصَرُ وَيُمَدُّ فَقَالَ لَهُ الْكِسَائِيُّ مِنْ أَيْنَ لَكَ فَقَالَ الْيَزِيدِيُّ مِنْ الْمَثَلِ السَّائِرِ لَا يُغْتَرُّ بِالْحُرَّةِ عَامَ هِدَائِهَا وَلَا بِالْأَمَةِ عَامَ شِرَائِهَا فَقَالَ الْكِسَائِيُّ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَدًا يَجْهَلُ مِثْلَ هَذَا فَقَالَ الْيَزِيدِيُّ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَدًا يَفْتَرِي بَيْنَ يَدَيْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَإِذَا نَسَبْتَ إلَى الْمَقْصُورِ قَلَبْتَ الْيَاءَ وَاوًا وَالشِّينُ بَاقِيَةٌ عَلَى كَسْرِهَا فَقُلْتُ شِرَوِيٌّ كَمَا يُقَالُ رِبَوِيٌّ وَحَمَوِيٌّ وَإِذَا نَسَبْتَ إلَى الْمَمْدُودِ فَلَا تَغْيِيرَ . 
الشين والراء والياء ش ر ي

شَرَى الشَّيءَ يَشْرِيه شِرًى وشِرَاءً واشْتراهُ شَراءً وشَرَاهُ واشْتراه باعَه وفي التنزيل {وشروه بثمن بخس} يوسف 20 وقوله عز وجلَّ {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} البقرة 16 175 قال أبو إسحاقَ ليس هنا شِرَاءٌ وبَيْعٌ ولكن رَغْبَتهُم فيه بتَمَسُّكِهِم به كَرَغْبَةِ المُشْتَري بمالِهِ ما يَرْغَبُ فيه والعربُ تقول لكُلِّ من تَرَكَ شيئًا وتَمَسَّكَ بغيرِه فقد اشْتراهُ وشاراهُ مُشاراةً وشِرَاءً بايَعُه وقيل شاراهُ من الشِّراءِ والبَيْعِ جَميعاً وعلى هذا وَجّهَ بعضُهم مَدَّ الشِّرا وَشَرْوَى الشّيْءِ مثلُه وَاوُهُ مُبْدَلَةٌ من الياءِ لأن الشيءَ إنَّما يُشْرَى بِمثله ولكنَّها قُلِبَتْ ياءً كما قُلِبتْ في تَقْوَى ونحوِها وشَرِيَ زِمامُ الناقةِ اضْطَرَبَ وشَرِيَ الشَّرُّ بَيْنَهما شَرًى اسْتطارَ وشَرِيَ البَرْقُ شَرًى لَمَعَ واسْتطارَ في وَجْهِ الغَيْمِ قال

(أَصَاحِ تَرَى البَرْقَ لم يَغْتَمِضْ ... يُمُوتُ فُواقًا ويَشْرِي فُواقًا)

وشَرِيَ الرَّجُلُ شَرًى واسْتَشْرَى غَضِبَ وَلَجَّ وَالشُّرَاةُ الْخَوارِجُ سُمُّوا بذلك لأنَّهم غَضِبُوا وَلَجُّوا وأمَّا هُمْ فقالُوا نحن الشُّراةُ لَقْوله عزَّ وَجَلَّ {ومِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ} البقرة 207 وقوله تعالى {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} التوبة 111 ولذلك قال قَطَرِيُّ بنُ الفُجاءَةِ وهو خارِجيّ

(رَأَتْ فِئَةً باعُوا الإِلهَ نُفُوسَهُمْ ... بِجَنَّاتِ عدْنٍ عِنْدَهُ وَنَعِيمِ)

وفَرَسٌ شَرِيٌّ يَسْتَشْرِي في جَرْيه أي يَلِجُّ وفي حديثِ أبي زَرْعٍ

رَكِبَ شَرِيّا

وشاراهُ مَشَاراةً لاجَّهُ وفي الحديث

لا يُشَارِي ولا يُشَارَى

يَعْنِي النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال ثعلبٌ لا يُشارِي لا يشتري الشَّرَ ولا يُمارِي لا يُدافِعُ عن الحَقِّ ولا يُرَدِّدُ الكَلامَ قال

(وإنِّي لأَسْتَبْقِي ابْنَ عَمِّي وأَتَّقِي ... مُشاراتَهُ كَيْمَا يَرِيعَ ويَعْقِلا)

وقولُه أنشده ثَعلبٌ

(إذا أَوْقَدَتْ ناراً لَوَى جِلْدَ أنْفِهِ ... إلى النَّارِ يَسْتَشْرِي ذَرَى كلِّ حاطِبِ)

لم يُفسر يَسْتَشْرِي إلاَّ أن يكونَ يَلِجُّ في تَأَمُّلِهِ والشَّرَى شيءٌ يَخْرُج على الجَسَدِ كالدَّراهِمِ وقيل هو شِبْهُ البَثْرِ يَخْرُجُ فِي الجَسَدِ وقد شَرِيَ شَرًى فهو شَرٍ وتَشَرَّى القوْمُ تفرَّقُوا واسْتَشْرَتْ بينهم الأمورُ عَظُمتْ وفَعَلَ بهِ ما شَراهُ أيْ ما سَاءَهُ وإِبلٌ شَرَاةٌ كَسَرَاةٍ أي خِيارٌ والشَّرَى النَّاحيةُ وخصَّ بعضهُم به ناحيةَ النَّهر وقد يُمَدُّ والقَصْرُ أعْلَى والجَمْعُ أَشْراءٌ وأشراهُ ناحِيةَ كذا أَمَالَهُ قال

(اللهُ يَعْلَمُ أنَّا في تَلفُّتِنَا ... يَوْمَ الفِراقِ إلى أحْبَابِنَا صُورُ)

(وإنَّنِي حَوْثُمَا يُشْرِي الهَوَى بَصَرِي ... مِنْ حَيْثُ ما سَلَكُوا أَثْنِي فَأَنْظُورُ)

يُريدُ أَنْظُرُ فأشْبَعَ ضَمَّةَ الظَّاءِ فنَشأتْ عَنها واوٌ والشَّرَى الطَّريق مَقْصُورٌ والجَمْعُ كالجَمْعِ والشَّرْيُ الحَنْظَلُ وقيل شَجَرُ الحَنْظَلِ وقيل وَرَقُهُ واحِدَتُهُ شَرْيَةٌ وقال أبو حَنِيفَةَ يقالُ لِمثْلِ ما كان من شَجَرِ القِثَّاءِ والبِطِّيخِ شَرْيٌ كما يُقال لِشَجَر الحَنْظَلِ وقد أَشْرَتِ الشَّجَرَةُ واسْتَشْرَتْ وقال أبو حَنِيفَةَ الشَرْيَةُ النَّخْلةُ التي تَنْبُتُ من النَّواةِ وتَزوَّج في شَرِيَّةِ نِسَاءٍ أي في نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ والشَّرْيَان شجرٌ من عِضاهِ الجِبالِ يُعْملُ منه القِسِيُّ واحدتُه شِرْيانةٌ وقال أبوحنيفةَ نباتُ الشَّريانِ نباتُ السِّدْرِ يَسْنُو كما يَسْنُو السِّدرُ وَيتَّسِعُ وله أيضا نَبِقَةٌ صَفراءُ حُلْوةٌ قال وقال أبو زياد تصنع القياس من الشِّريانِ قال وقَوْسُ الشِّريانِ جَيّدةٌ إلا أنَّها سواداءُ مُشْرَبَةٌ حُمْرةً وهو العِيدان وزعَمُوا أنَّ عُودَهُ لا يكادُ يَعْوَجُّ والشَّرَى موضع تُنْسَبُ إليه الأُسْدُ والشَّراةُ موضِعٌ وإنَّما قَضَيْنا على أَلِفِ الشَّرَى والشَّراة بأنها ياءٌ لكوْنِها لاماً وقد قدَّمنا أن اللامَ ياءٌ أكْثَرُ منها واواً وشِرْيانُ وادٍ قالت أُخْتُ عَمْرٍ

و (بأنَّ ذَا الكَلْبِ عَمْراً خَيْرَهم حَسَباً ... بِبَطْنِ شِرْيانَ يَعْوِي عِندَه الذِّيبُ)

وشَرَاءٌ وشَرَاءِ كَحَذَامِ موضِعٌ قال النَّمِرُ بن تَوْلبٍ

(تأبَّدَ من أطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلٌ ... فقد أَقْفَرَتْ مِنْهَا شَراءٌ فَيَذْبُلُ)
شري
شرَى يَشرِي، اشْرِ، شِرًى وشِراءً، فهو شارٍ، والمفعول مَشرِيّ
• شرَى السِّلعةَ:
1 - أخذها بثَمَن "مقدرة على الشِّراء- قوّة الشِّراء- البيع والشِّراء متلازمان" ° شرَى المتاعبَ: جلبها على نفسه.
2 - باعَها "شَرَى بضاعة بالرُّخص- {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} ".
• شرَى الشَّرُّ بينهم: عظم وتفاقم. 

شرِيَ يَشْرَى، اشْرَ، شَرًى، فهو شَرٍ
• شرِي الجِلدُ: ظهرت عليه بُثورٌ حمراءُ حكّاكة مؤلمة.
• شرِي الشَّرُّ بينهم: عظم وتفاقم. 

استشرى/ استشرى في يستَشْري، استَشْرِ، استشراءً، فهو مُستشرٍ، والمفعول مُستَشْرًى فيه
• استشرى الشَّرُّ / الدَّاءُ ونحوُهما: تعاظم وتفاقم وزادت حدَّته "استشرى الفسادُ- استشرتِ الرّشوةُ- استشرى المرضُ في جسمه".
• استشرى في الأمر: لجّ فيه. 

اشترى يشتري، اشْتَرِ، اشتراءً، فهو مُشترٍ، والمفعول مُشترًى
• اشترى الشَّيءَ:
1 - شراه؛ أخذه بثَمَن، ملكه بالبَيْع "اشترى كتابًا- اشترى أسهمًا تجاريّة- {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} " ° اشترِ لنفسك وللسُّوق: الحثّ على الاحتياط للأمور وعمل حساب الأيّام والمستقبل.
2 - باعه " {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} ".
3 - اختاره وفضّله " {وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاًً} ".
• اشترى قمحًا بذرةٍ: استبدلها " {اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى} ". 

شارى يشاري، شارِ، شِراءً ومُشاراةً، فهو مُشارٍ، والمفعول مُشارًى
• شارَى فلانًا:
1 - بايَعه.
2 - لجَّ في جداله "شارى الجاهلُ العالمَ". 

استِشْراء [مفرد]: مصدر استشرى/ استشرى في. 

اشتِراء [مفرد]: مصدر اشترى. 

شارٍ [مفرد]: ج شَارونَ وشُراة: اسم فاعل من شرَى.
• الشُّراة: (سف) فرقة من الخوارج، سُمُّوا بذلك لقولهم: إنّنا شرينا (بعنا) أنفسنا بالجنَّة في طاعة الله حين فارقنا الجماعة الظَّالمة. 

شِراء [مفرد]: مصدر شارى وشرَى. 

شَرْوى [مفرد]: مثلٌ، نظير، شبيه "هو شَرْوَى أخيه في الجدّ والعمل" ° لا يملك شَرْوَى نقير [مثل]: يُضرب في القِلّة، مُعدِم لا يملك شيئًا. 

شَرًى [مفرد]: ج أشراء (لغير المصدر):
1 - مصدر شرِيَ.
2 - موضع تكثُر فيه الأُسْد ° هم أُسْدُ الشَّرَى: أشدّاءُ شجعان.
3 - (طب) طفح جلديّ بشكل بثور ناتئة يُسبّب حكاكًا. 

شِرًى [مفرد]: مصدر شرَى. 

شَرْي [جمع]: مف شَرْيَة:
1 - حنظل.
2 - فسائلُ النّخل تنبت من النّواة. 

شَرْيان/ شِرْيان [مفرد]: ج شِرْيانات وشرايينُ: (شر) وعاء دمويّ يحمل الدّم الصادر من القلب إلى أنسجة الجسم "شريان رئويّ/ أورطيّ- انسداد شريانيّ".
• الشَّرْيان التَّاجيّ/ الشِّرْيان التَّاجيّ: (شر، طب) شريان على هيئة التَّاج يُغذّي عضلة القلب بالدَّم.
• تصلُّب الشَّرايين: (طب) مرض عضويّ يصيب الإنسان في الدَّورة الدَّمويّة، ويمنع انسياب الدم في الشرايين، ويؤثِّر أحيانًا على المُخ. 

شَرِيَة [مفرد]: ج شَرِيات: امرأة لا تلدُ إلاّ إناثًا. 

مُشتَرٍ [مفرد]: اسم فاعل من اشترى.
• المُشترِي: (فك) أحد كواكب المجموعة الشّمسيَّة، وترتيبه الخامس قُربًا من الشَّمس، يسبقه المرِّيخ، ويليه زُحل، وهو أكبر الكواكب في المجموعة الشّمسيَّة من حيث الحجم، كتلته أكبر من كتلة الأرض بـ 316 مرّة. 

مُشترًى [مفرد]: ج مشتريات:
1 - اسم مفعول من اشترى.
2 - ما يشتريه الشَّخصُ من السِّلع المعروضة في الأسواق مقابل مبلغ من المال. 

شري: شَرى الشيءَ يَشْريه شِرىً وشِراءً واشْتَراه سَواءٌ، وشَراهُ

واشْتَراهُ: باعَه. قال الله تعالى: ومن الناس من يَشْري نفسَه ابْتِغاءَ

مَرْضاةِ اللهِ، وقال تعالى: وشَرَوْهُ بثمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدودةٍ؛

أَي باعوه. وقوله عز وجل: أُولئكَ الذين اشْتَرَوُا الضلالة بالهُدى؛ قال

أَبو إسحق: ليس هنا شِراءٌ ولا بيعٌ ولكن رغَبتُهم فيه بتَمَسُّكِهم به

كرَغْبة المُشْتري بماله ما يَرغَبُ فيه، والعرب تقول لكل من تَرك شيئاً

وتمسَّكَ بغيره قد اشْتراهُ. الجوهري في قوله تعالى: اشْتَرَوُا

الضلالةَ؛ أَصلُه اشْتَرَيُوا فاسْتُثقِلت الضمة على الياء فحذفت، فاجتمع

ساكنان الياء والواو، فحذفت الياء وحُرِّكت الواو بحركتِها لما اسْتَقبَلها

ساكن؛ قال ابن بري: الصحيح في تعليله أَن الياء لما تحركت في اشْتَرَيُوا

وانفتح ما قبلها قلبت أَلفاً ثم حذِفت لالتقاء الساكنين، قال: ويجمَع

الشِّرى على أَشْرِبةٍ، وهو شاذّ، لأَن فِعَلاً لا يجمع على أَفعِلَة. قال

ابن بري: ويجوز أَن يكون أَشْرِيَةٌ جمعاً للممدود كما قالوا أَقْفِية في

جمع قَفاً لأَن منهم من يمُدُّه. وشاراهُ مُشاراةً وشِراءً: بايَعه، وقيل:

شاراه من الشِّراءِ والبيع جميعاً وعلى هذا وجَّه بعضهم مَدَّ

الشِّراءِ. أَبو زيد: شَرَيْتُ بعْتُ، وشَرَيتُ أَي اشْتَرَيْتُ. قال الله عز وجل:

ولَبِئْسَما شَرَوْا به أَنفسَهم؛ قال الفراء: بئْسَما باعُوا به

أَنفسَهم، وللعرب في شَرَوْا واشْتَرَوْا مَذْهبان: فالأَكثر منهما أَن يكون

شَرَوا باعُوا، واشْتَرَوا ابْتاعوا، وربما جعلُوهما بمَعنى باعوا.

الجوهري: الشِّراءُ يمَدُّ ويُقْصَر. شَرَيْتُ الشيءَ أَشْرِيه شِراءً إذا

بعْتَه وإذا اشْتَرَيْتَه أَيضاً، وهو من الأَضداد؛ قال ابن بري: شاهد

الشِّراء بالمدّ قولهم في المثل: لا تَغْتَرَّ بالحُرَّة عامَ هِدائِها ولا

بالأَمَةِ عامَ شِرائِها؛ قال: وشاهِدُ شَرَيتُ بمعنى بعتُ قول يزيد بن

مُفَرِّع:

شَرَيْتُ بُرْداً، ولولا ما تكَنَّفَني

من الحَوادِث، ما فارَقْتُه أَبدا

وقال أَيضاً:

وشَرَيْتُ بُرْداً لَيتَني،

من بَعدِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ

وفي حديث الزبير قال لابْنهِ عبد الله: واللهِ لا أَشْري عَملي بشيٍ

وللدُّنيا أَهوَنُ عليّ من منحةٍ ساحَّةٍ؛ لا أَشْري أَي لا أَبيعُ.

وشَرْوى الشيء: مثلُه، واوُه مُبْدَلةٌ من الياء لأَن الشيءَ إنما

يُشْرى بمثلهِ ولكنها قُلِبَت ياءً كما قُلِبت في تَقْوَى ونحوها. أَبو سعيد:

يقال هذا شَرْواه وشَرِيُّه أَي مِثْلُه؛ وأَنشد:

وتَرَى هالِكاً يَقُول: أَلا تبـ

صر في مالِكٍ لهذا شَرِيَّا؟

وكان شُرَيْحٌ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شرْواهُ أَي مِثْلِ الثَّوبِ الذي

أَخَذه وأَهْلَكَه؛ ومنه حديث علي، كرم الله وجهه: ادْفَعُوا شَرْواها من

الغنم أَي مِثْلَها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، في الصدقة: فلا يأْخذ

إلاَّ تلك السِّنَّ مِن شَرْوَى إبلِه أَو قيمةَ عَدْلٍ أَي من مِثْلِ

إبلهِ. وفي حديث شريح: قَضَى في رجلٍ نَزَع في قَوْسِ رجلٍ فكسَرها فقال له

شَرْواها. وفي حديث النخعي في الرجلِ يبيعُ الرجلَ ويشترط الخَلاصَ قال:

له الشَّرْوَى أَي المِثْلُ. وفي حديث أُمِّ زرعٍ قال: فَنَكَحْتُ بعده

رجلاً سَرِيّاً رَكِبَ شَرِيّاً وأَخذَ خَطِّيّاً وأَراحَ عليَّ نَعَماً

ثَريّاً؛ قال أَبو عبيد: أَرادت بقولِها رَكِبَ شَرِيّاً أَي فرساً

يَسْتَشْرِي في سيرهِ أَي يَلِجُّ ويَمْضِي ويَجِدُّ فيه بلا فُتورٍ ولا

انكسارٍ، ومن هذا يقال للرجل إذا لَجَّ في الأَمر: قد شَريَ فيه

واسْتَشْرى؛ قال أَبو عبيد: معناه جادُّ الجَرْي. يقال: شَرِيَ الرجلُ في غَضَبِهِ

واسْتَشْرَى وأَجَدَّ أَي جَدَّ. وقال ابن السكيت: رَكِبَ شَرِيّاً أي

فرَساً خِياراً فائقاً.

وشَرَى المالِ وشَراتُه: خيارهُ. والشَّرَى بمنزلة الشَّوَى: وهما

رُذالُ المال، فهو حرف من الأَضداد. وأَشراءُ الحَرَمِ: نواحِيه، والواحِد

شَرىً، مقصور. وشَرَى الفُراتِ: ناحيتهُ؛ قال القطامي:

لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ يومَ وصَلْتَني

بِشَرَى الفُراتِ، وبَعْدَ يَوْمِ الجَوْسَقِ

وفي حديث ابن المسيب: قال لرجلٍ انْزِلْ أَشْراءَ الحَرَمِ أَي نواحيَه

وجَوانِبَه، الواحدُ شَرىً.

وشَرِيَ زِمامُ الناقةِ: اضطَربَ. ويقال لزِمامِ الناقة إذا تتابَعَتْ

حركاته لتحريكها رأْسَها في عَدْوِها: قد شَرِيَ زمامُها يَشْرَى شَرىً

إذا كثُر اضطرابهُ. وشَرِيَ الشرُّ بينهم شَرىً: اسْتَطارَ. وشَرِيَ البرق،

بالكسر، شَرىً: لَمَع وتتابَع لمَعانُه، وقيل: اسْتَطارَ وتَفَرَّق في

وجه الغَيْمِ؛ قال:

أَصاحِ تَرَى البَرْقَ لَمْ يغْتَمِضْ،

يَمُوتُ فُواقاً، ويَشْرَى فُواقَا

وكذلك اسْتَشْرَى؛ ومنه يقال للرجلِ إذا تمَادَى في غَيِّهِ وفسادِه:

شَرِيَ بَشْرَى شَرىً. واسْتَشْرَى فُلانٌ في الشَّرِّ إذا لَجَّ فيه.

والمُشاراةُ: المُلاجَّةُ، يقال: هو يُشارِي فلاناً أي يُلاجُّه. وفي حديث

عائشة في صفة أَبيها، رضي الله عنهما: ثمَّ اسْتَشْرَى في دِينه أي لَجَّ

وتَمادَى وجَدَّ وقَوِيَ واهْتَمَّ به، وقيل: هو مِنْ شَريَ البرقُ

واسْتَشْرَى إذا تتابَع لمَعانهُ. ويقال: شَرِيَتْ عينهُ بالدَّمْعِ إذا لَجَّت

وتابَعَت الهَمَلان. وشَرِيَ فلانٌ غَضَباً، وشَرِيَ الرجل شَرىً

واسْتَشرَى: غَضِبَ ولَجَّ في الأَمْرِ؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر:

باتَتْ عَلَيه ليلةٌ عَرْشِيَّةٌ

شَرِبَت، وباتَ عَلى نَقاً مُتَهَدِّمِ

شَرِيَتْ: لَجَّتْ، وعَرْشِيَّةٌ: منسوبة إلى عَرْشِ السِّماكِ،

ومُتَهَدِّم: مُتهافِت لا يَتماسك.

والشُّراة: الخَوارِجُ، سُمُّوا بذلك لأَنَّهم غَضِبُوا ولَجُّوا،

وأَمّا هُمْ فقالوا نحن الشُّراةُ لقوله عز وجل: ومِنَ الناسِ مَنْ يَشْرِي

نفسَه ابتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ، أَي يَبِيعُها ويبذُلُها في الجهاد

وثَمَنُها الجنة، وقوله تعالى: إنَّ اللهَ اشْتَرَى من المؤْمنين أَنفَسَهم

وأَموالَهم بأَنَّ لهُم الجنةَ؛ ولذلك قال قَطَرِيُّ بن الفُجاءَة وهو

خارجيٌّ:

رأْْت فِئةً باعُوا الإلهَ نفوسَهُم

بِجَنَّاتِ عَدْنٍ، عِندَهُ، ونَعِيمِ

التهذيب: الشُّراةُ الخَوارِجُ، سَمَّوْا أَنفسهم شُراةً لأَنهم أرادوا

أنهم باعُوا أَنفسهم لله، وقيل: سُموا بذلك لقولهم إنَّا شَرَيْنا

أَنفسنا في طاعةِ الله أَي بعناها بالجنة حين فارَقْنا الأَئِمَّةَ الجائِرة،

والواحد شارٍ، ويقال منه: تَشَرَّى الرجلُ. وفي حديث ابن عمر: أنه جمع

بَنِيهِ حين أَشْرَى أَهلُ المدينةِ مع ابنِ الزُّبَيْر وخَلَعُوا

بَيْعَةَ يزيدَ أَي صاروا كالشُّراةِ في فِعْلِهم، وهُم الخَوارجُ، وخُروجِهم

عن طاعةِ الإمامِ؛ قال: وإنما لزمَهم هذا اللقَبُ لأَنهم زعموا أَنهم

شَرَوْا دُنْياهم بالآخرةَ أَي باعُوها. وشَرَى نفسَه شِرىً إذا باعَها؛ قال

الشاعر:

فلَئِنْ فَرَرْتُ مِن المَنِيَّةِ والشِّرَى

والشِّرَى: يكون بيعاً واشْتِراءً. والشارِي: المُشْتَرِي. والشاري:

البائِعُ. ابن الأَعرابي: الشراء، ممدودٌ ويُقْصَر فيقال الشرا، قال: أَهلُ

نجدٍ يقصُرونه وأَهل تهامَة يَمُدُّونه، قال: وشَرَيْت بنفسي للقوم إذا

تقدمت بين أَيديهم إلى عَدُوِّهم فقاتَلْتَهم أَو إلى السلطان

فَتَكَلَّمْت عنهم. وقد شَرَى بنفسه إذا جَعَل نفسه جُنَّةً لهم. شمر: أَشْرَيْتُ

الرجلَ والشَّيءِ واشْتَرَيْتُه أَي اخْتَرْتُه. وروي بيت الأَعشى: شَراة

الهِجانِ.

وقال الليث: شَراةُ أَرضٌ والنَِّسبة إليها شَرَوِيّ، قال أَبو تراب:

سمعت السُّلَمِيَّ يقول أَشْرَيْتُ بين القومِ وأَغْرَيْتُ وأَشْرَيْتهُ

به فَشَرِيَ مثلُ أَغْرَيْتهُ به ففَرِيَ.

وشَرِيَ الفَرَسُ في سَيْره واسْتَشْرَى أَي لَجَّ، فهو فَرَسٌ شَرِيٌّ،

علي فعيل. ابن سيده: وفَرَسٌ شَرِيٌّ يَسْتَشْرِي في جَرْيِهِ أَي

يَلِجُّ. وشاراهُ مُشاراةً: لاجَّهُ. وفي حديث السائب: كان النبي، صلى الله

عليه وسلم، شَريكي فكان خير شَريكٍ لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا يُدارِي؛

المُشاراةُ: المُلاجَّةُ، وقيل: لا يشارِي من الشَّرِّ أَي لا يُشارِرُ،

فقلب إحدى الراءَيْن ياءً؛ قال ابن الأَثير: والأَول الوجه؛ ومنه الحديث

الآخر: لا تُشارِ أَخاك في إحدى الروايتينِ، وقال ثعلب في قوله لا

يُشارِي: لا يَستَشْري من الشَّرِّ، ولا يُمارِي: لا يُدافِعُ عن الحقِّ ولا

يُرَدِّدُ الكلامَ؛ قال:

وإني لأَسْتَبْقِي ابنَ عَمِّي، وأَتَّقي

مُشاراتََه كَيْ ما يَرِيعَ ويَعْقِلا

قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا

يُدارِي، قال: لا يُشارِي من الشَّرِّ، قال: ولا يُماري لا يخاصم في شيءٍ

ليست له فيه منفعة، ولا يُداري أَي لا يَدْفَعُ ذا الحَقِّ عن حَقِّه؛ وقوله

أَنشده ثعلب:

إذا أُوقِدَتْ نارٌ لَوى جِلْدَ أَنْفِه،

إلى النارِ، يَسْتَشْري ذَرى كلِّ حاطِبِ

ابن سيده: لم يفسر يَسْتَشْري إلا أَن يكون يَلِجُّ في تأَمُّله.

ويقال: لَحاه الله وشَراهُ. وقال اللحياني: شَراهُ الله وأَوْرَمَه وعَظاهُ

وأَرْغَمَه. والشَّرى: شيءٌ يخرُجُ على الجَسَد أَحمَرُ كهيئةِ الدراهم،

وقيل: هو شِبْهُ البَثْر يخرج في الجسد. وقد شَرِيَ شَرىً، فهو شَرٍ على

فَعِلٍ، وشَرِيَ جلْدُه شَرىً، قال: والشَّرى خُراج صغار لها لَذْعٌ شديد.

وتَشَرّى القومُ: تَفَرَّقوا. واستَشْرَتْ بينهم الأُمورُ: عظُمت

وتفاقَمَتْ. وفي الحديث: حتى شَرِيَ أَمرُهما أََي عظُم

(* قوله «حتى شري

أمرهما أي عظم إلخ» عبارة النهاية: ومنه حديث المبعث فشري الأمر بينه وبين

الكفار حين سب الهتم أي عظم وتفاقم ولجو فيه، والحديث الآخر حتى شري

أمرهما وحديث أم زرع إلخ). وتَفاقَمَ ولَجُّوا فيه. وفَعَلَ به ما شراهُ أَي

ساءَه. وإبِلٌ شَراةٌ كسَراةٍ أَي خِيارٌ؛ قال ذو الرمة:

يَذُبُّ القَضايا عن شَراةٍ كأَنَّها

جَماهيرُ تَحْتَ المُدْجِناتِ الهَواضِبِ

والشَّرى: الناحية، وخَصَّ بعضُهم به ناحية النهر، وقد يُمَدُّ، والقَصر

أَعْلى، والجمع أَشْراءٌ. وأَشْراه ناحيةَ كذا: أَمالَهُ؛ قال:

أَللهُ يَعْلَمُ أَنَّا في تَلَفُّتِنا،

يومَ الفِراقِ، إلى أَحْبابِنا صورُ

وأَنَّني حَوْثُما يُشْري الهَوى بَصَري،

مِنْ حيثُ ما سَلَكوا، أَثْني فأَنْظورُ

(* قوله حوثما: لغة في حيثما).

يريد أَنظُرُ فأَشْبَع ضَمَّة الظاء فنشَأَت عنها واو. والشَّرى:

الطريقُ، مقصورٌ، والجمع كالجمع.

والشَّرْيُ، بالتسكين: الحَنْظَلُ، وقيل: شجرُ الحنظل؛ وقيل: ورقُه،

واحدته شَرْيَةٌ؛ قال رؤْبة:

في الزَّرْبِ لَوْ يَمْضُغُ شَرْياً ما بَصَقْ

ويقال: في فلان طَعْمانِ أَرْيٌ وشَرْيٌ، قال: والشَّرْيُ شجر الحنظل؛

قال الأعلم الهذلي:

على حَتِّ البُرايةِ زَمْخِرِيِّ السَّـ

واعِدِ، ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ

وفي حديث أَنس في قوله تعالى: كشجرة خَبيثة، قال: هو الشَّرْيان؛ قال

الزمخشري: الشَّرْيانُ والشَّرْيُ الحنظل، قال: ونحوهُما الرَّهْوانُ

والرَّهْوُ للمطمئِنِّ من الأَرض، الواحدة شَرْيَةٌ. وفي حديث لَقيط:

أَشْرَفْتُ عليها وهي شَرْية واحدة؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه بعضهم، أَراد أن

الأَرض اخضرت بالنَّبات فكأَنها حنظلة واحدة، قال: والرواية شَرْبة،

بالباء الموحدة. وقال أَبوحنيفة:

يقال لمِثْلِ ما كان من شجر القِثَّاءِ والبِطِّيخِ شَرْيٌ، كما يقال

لشَجَرِ الحنظل، وقد أَشْرَت الشجرة واسْتَشْرَتْ. وقال أَبو حنيفة:

الشَّرْية النخلة التي تنبُت من النَّواةِ.

وتَزَوَّجَ في شَرِيَّةِ نِساءٍ أَي في نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ.

والشَّرْيانُ والشِّرْيانُ، بفتح الشين وكسرها: شجرٌ من عِضاه الجبال

يُعْمَلُ مِنْهُ القِسِيُّ، واحدته شِرْيانةٌ. وقال أَبو حنيفة: نَبات

الشِّرْيانِ نباتُ السِّدْر يَسْنو كما يَسْنو السِّدْر ويَتَّسِعُ، وله

أَيضاً نَبِقَةٌ صَفْراءُ حُلْوَةٌ، قال: وقال أَبو زيادٍ تُصْنَعُ القياسُ

من الشِّرْيانِ، قال: وقَوْسُ الشِّرْيانِ جَيِّدَةٌ إلا أَنها سَوداءُ

مُشْرَبَةٌ حُمْرةً، وهو من عُتْقِ العيدانِ وزعموا أَن عوده لا يَكادُ

يَعْوَجُّ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة:

وفي الشِّمالِ من الشِّرْيانِ مُطْعَمَةٌ

كَبْداءُ، وفي عودِها عَطْفٌ وتَقْويمُ

وقال الآخر:

سَياحِفَ في الشِّرْيانِ يَأْمُلُ نَفْعَها

صِحابي، وأولي حَدَّها مَنْ تَعَرَّما

المبرد: النَّبْعُ والشَّوْحَطُ والشِّرْيانُ شجرةٌ واحدةٌ، ولكِنَّها

تَخْتَلِف أَسْماؤُها وتَكْرُمِ بِمَنابِتِها، فما كان منها في قُلَّة

جبَلٍ فهو النَّبْعُ، وما كان في سَفْحِهِ فهو الشِّرْيان، وما كان في

الحَضيضِ فهُو الشَّوْحَطُ.

والشِّرْياناتُ: عروقٌ دقاقٌ في جَسَدِ الإنسان وغَيره. والشَّرْيانُ

والشِّرْيانُ، بالفتح والكسر: واحد الشَّرايين، وهي العُروقُ النَّابضَة

ومَنْبِتُها من القَلْبِ. ابن الأَعرابي: الشِّريان الشَّقُّ، وهو

الثَّتُّ، وجمعه ثُتُوتٌ وهو الشَّقُّ في الصَّخْرة. وأَشْرى حوضَه: مَلأَه

وأَشْرى جِفانَه إذا مَلأَها، وقيل: مَلأَها للضِّيفانِ؛ وأَنشد أَبو

عمرو:نَكُبُّ العِشارَ لأَذْقانِها،

ونُشْري الجِفانَ ونَقْري النَّزيلا

والشَّرى: موضعٌ تُنْسب إليه الأُسْدُ، يقال للشُّجْعانِ: ما هُمْ إلا

أُسودُ الشَّرى؛ قال بعضهم: شَرى موضع بِعَيْنهِ تأَْوي إليه الأُسْدُ،

وقيل: هو شَرى الفُراتِ وناحِيَتهُ، وبه غِياضٌ وآجامٌ ومَأْسَدَةٌ؛ قال

الشاعر:

أُسودُ شَرىً لاقتْ أُسودَ خفِيَّةٍ.

والشَّرى: طريقٌ في سَلْمى كثير الأُسْدِ. والشَّراةُ: موضِع.

وشِرْيانُ: وادٍ؛ قالت أُخت عمرو ذي الكلب:

بأَنَّ ذا الكَلْبِ عمراً خيرَهم حسَباًً،

ببَطْنِ شِرْيانَ، يَعْويِ عِنْده الذِّيبُ

وشَراءٌ، وشَراءِ كَحذامِ: موضعٌ؛ قال النمر بن تولب:

تأَبَّدَ من أَطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلُ،

فقد أَقْفَرَت منها شَراءٌ فيَذْبُلُ

(* قوله «أطلال جمرة» هو بالجيم في المحكم).

وفي الحديث ذكر الشَّراةِ؛ هو بفتح الشين جبل شامخٌ من دونَ عُسْفانَ،

وصُقْعٌ بالشام قريب من دِمَشْق، كان يسكنه علي بن عبد الله بن العباس

وأَولاده إلى أَن أَتتهم الخلافة. ابن سيده: وشَراوَةُ موضعٌ قريب من

تِرْيَمَ دونَ مَدْين؛ قال كثير عزة:

تَرامى بِنا منها، بحَزْنِ شَراوَةٍ

مفَوِّزَةٍ، أَيْدٍ إلَيْك وأَرْجُلُ

وشَرَوْرى: اسم جبل في البادية، وهو فَعَوْعَل، وفي المحكم: شَرَوْرى

جبل، قال: كذا حكاه أَبو عبيد، وكان قياسه أَن يقول هَضْبة أَو أَرض لأَنه

لم ينوّنه أَحد من العرب، ولو كان اسم جبل لنوّنه لأَنه لا شيء يمنعه

من الصرف.

شري
: (ى (} شَراهُ {يَشْرِيهِ) } شِراً {وشِراءً، بالقَصْر والمدِّ، كَمَا فِي الصِّحاح، المدُّ لُغَةُ الحِجازِ، والقَصْرُ لُغَةُ نجْدٍ وَهُوَ الأَشْهَرُ.
فِي المِصْباح: يُحْكَى أنَّ الرَّشيدَ سألَ اليَزيِدي والكِسائي عَن قَصْرِ} الشِّراءِ ومَدِّه، فقالَ الْكسَائي: مَقْصورٌ لَا غَيْر؛ وقالَ اليَزيدِي: يُمَدُّ ويُقْصَرُ، فقالَ لَهُ الكِسائي: مِن أَيْن لكَ؛ فقالَ اليَزِيدي: من المَثَلِ السَّائِرِ: (لَا يُغْتَرُّ بالحرَّةِ عامَ هدِائِها وَلَا بالأَمَةِ عامَ {شِرائِها) ؛ فقالَ الكِسائي: مَا ظَنَنْت أَنَّ أَحداً يَجْهَل مثْلَ هَذَا؛ فقالَ اليَزِيدي: مَا ظننْتُ أَنَّ أَحَداً يَفْترِي بينَ يَدَيْ أَميرِ المُؤمنين مثْلَ هَذَا، انتَهى.
قَالَ المَناوِي: ولقائِلٍ أَنْ يقولَ: إنَّما مُدَّ الشِراء لازْدِواجِه مَعَ مَا قَبْله فيُحْتاجُ لشاهِدٍ غَيره.
قلْت: للمَدِّ وَجْهٌ وَجيهٌ وَهُوَ أَنْ يكونَ مَصْدر} شَارَاهُ {مُشارَاةً} وشِراءً، فتأَمَّل.
(مَلَكَهُ بالبَيْعِ؛ و) أَيْضاً (باعَهُ) .
فَمن {الشَّراء بمعْنَى البَيْع قوْله تَعَالَى: {ومِن الناسِ مَنْ} يَشْرِي نفسَه ابْتغاءَ مَرْضاةِ ا} ، أَي يَبيعُها؛ وقوْله تَعَالَى: { {وشَرَوْهُ بثمَنٍ بخْسٍ} ، أَي باعُوه؛ وَقَوله تَعَالَى: {ولبِئْسَ مَا} شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُم} ، أَي باعُوا.
قالَ الــرّاغبُ: {وشَرَيْتُ بمعْنَى بِعْتُ أَكْثَر.
(} كاشْتَرى فيهمَا) ، أَي فِي المَعْنَيَيْن وَهُوَ فِي الابْتِياعِ أَكْثر.
قالَ الْأَزْهَرِي: للعَرَبِ فِي {شَرَوْا} واشْتَرَوا مَذْهبان، فالأكْثَر {شَرَوْا بمعْنَى باعُوا،} واشْتَرَوْا ابْتَاعُوا، ورُبَّما جَعَلُوهُما بمعْنَى باعُوا.
{والشارِي:} المُشْتَرِي والبائِعُ، (ضِدٌّ) .
قالَ الــرَّاغبُ: {الشرِّاءُ والبَيْعُ مُتلازِمانِ،} فالمُشْتري دافِعُ الثَّمَن وآخِذُ المُثْمَن، والبائِعُ دافِعُ المُثْمَن وآخِذُ الثَّمَن، هَذَا إِذا كانتِ المُبايَعَةُ {والمُشارَاة بناضَ وسِلْعَةً، فأمَّا إِذا كانَ يَبيْعُ سلْعَةٍ بسلْعَةٍ صحَّ أَن يتصوَّرَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا} مُشْترِياً وبائِعاً، وَمن هَذَا الوَجْه صارَ لَفْظُ البَيْع {والشِّراءِ يُسْتَعْمل كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا فِي مَوْضِعِ الآخرِ؛ اه.
وَفِي المِصْباح: وإنَّما ساغَ أَن يكونَ} الشِّراءُ مِن الأَضْدادِ لأنَّ المُتبايعَيْن تَبايَعَا الثَمَنَ والمُثْمَنَ فكلٌّ مِن العِوَضَيْن مبيعٌ من جانِبٍ {ومَشْرِيٌّ من جانِبٍ.
(و) } شرى (اللَّحْمَ والثَّوْبَ والأَقِطَ) {يشري} شِرى: (شَرَّرَها) ، أَي بَسَطَها.
(و) {شرى (فلَانا) } شِرىً، بالكسْر: إِذا (سَخِرَ بِهِ.
(و) قالَ اللّحْياني: {شَراهُ اللَّهُ وأَوْرَمَه وعظاهُ و (أَرْغَمَهُ) بمعْنىً واحِدٍ.
(و) } شَرَى (بنَفْسِه عَن القَوْمِ) ؛ وَفِي التّكملةِ: للقوْمِ؛ إِذا (تقَدَّمَ بَيْنَ أَيْديهِمْ) إِلَى عَدُوِّهم (فقاتَلَ عَنْهُم) ؛ وَهُوَ مجازٌ، ونَصّ التكملةِ: فقاتَلَهُم.
(أَو) تقَدَّمَ (إِلَى السُّلْطانِ فتَكَلَّمَ عَنْهُم) ؛ وَهُوَ مجازٌ أَيْضاً.
(و) شَرى (اللَّهُ فلَانا) {شَرىً: (أَصَابَهُ بعِلَّةِ} الشَّرَى) ، فشَرِيَ، كرَضِيَ، فَهُوَ {شَرٍ.
} والشَّرَى: اسْمٌ لشيءٍ يخرُجُ على الجَسَدِ كالدَّراهِم: أَو (لبُثُورٍ صِغارٍ حُمْرٍ حَكَّاكَةٍ مُكْرِبَةٍ تَحْدُثُ دَفْعَةً) واحِدَةً (غالِباً) ، وَقد تكونُ بالتَّدْرِيجِ (وتَشْتَدُّ لَيْلاً لبخارٍ حارَ يَثُورُ فِي البَدَنِ دَفْعَةً) واحدَةً؛ كَمَا فِي القانونِ لأَبي عليَ بنِ سينا.
(و) مِن المجازِ: (كلُّ مَنْ تَرَكَ شَيْئا وتمسَّك بغيرِهِ فقد {اشْتَراهُ) هَذَا قولُ العَرَب؛ (وَمِنْه) قوْلُه تَعَالَى: {أُولئِكَ الَّذين (} اشْتَرُوا الضَّلالَةَ بالهُدَى) } .
قالَ أَبو إسْحق: ليسَ هُنَا شِراءٌ وبَيْعٌ، وَلَكِن رغبَتُهم فِيهِ بتَمَسُّكِهم بِهِ كرَغْبةِ {المُشْتري بمالِهِ مَا يَرْغَبُ فِيهِ.
وَقَالَ الــرَّاغبُ: ويجوزُ} الشِّراءُ {والاشْتراءُ فِي كلِّ مَا يَحْصَلِ بِهِ شيءٌ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {إنَّ الَّذين} يَشْتَرون بعَهْدِ اللَّهِ وأَيْمانِهم ثَمَناً قَليلاً} ؛ وَقَوله تَعَالَى: {أُولئِكَ الَّذين {اشْتَرُوا الضَّلالَةَ بالهُدَى} وقالَ الجوهريُّ: أَصْلُ} اشْتَرَوْا: اشْتَرَيُوا فاسْتُثْقِلَت الضمَّةُ على الياءِ فحُذِفَتْ فاجْتَمع ساكِنانِ الْيَاء وَالْوَاو، فحذِفَت الياءُ وحُرِّكَتِ الواوُ بحَرَكتِها لمَّا اسْتَقْبلَها ساكِنٌ.
( {وشَاراهُ} مُشاراةً {وشِراءً) ، ككِتابٍ: (بايَعَهُ) ؛ وقيلَ:} شَاراهُ مِن {الشَّراءِ والبَيْعِ جَمِيعاً، وعَلى هَذَا وَجَّه بعضُهم مَدَّ الشِّراءِ.
(} والشَّرْوَى، كجَدْوَى: المِثْلُ) ، واوُه مُبْدَلةٌ من الياءِ، لأنَّ الشيءَ قد {يُشْترَى بمثْلِه، وَلكنهَا قُلِبَت يَاء كَمَا قُلِبَت فِي تَقْوَى ونحوِها؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه والجوهريُّ.
وَمِنْه حدِيثُ عُمَر فِي الصَّدَقةِ: (فَلَا يأْخذ إلاَّ تلْكَ السِّنَّ مِن} شَرْوَى إِبْلِه أَو قِيمةَ عَدْلٍ) .
وكانَ شُرَيْحٌ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شَرْوَى الثَّوْبِ الَّذِي أَهْلَكَه، وقالَ الراجزُ:
مَا فِي اليآيىء يؤيؤ {شَرْوَاهُ أَي مِثْله.
(} وشَرِيَ الشَّرُّ بَيْنهم، كرَضِيَ) ، {يَشْرَى (} شَرًى) ، مَقْصور: (اسْتَطَارَ) .
وَفِي النِّهايَةِ: عَظُمَ وتَفاقَمَ؛ وَمِنْه حدِيثُ المبْعَث: ( {فشَرِيَ الأَمْرُ بَيْنه وبينَ الكفَّارِ حينَ سَبَّ آلهَتَهُم) .
(و) } شَرِيَ (البَرْقُ) {يَشْرَى} شَرىً: (لَمَعَ) واسْتطارَ فِي وَجْهِ الغيمِ.
وَفِي التهذيبِ: تفرَّقَ فِي وَجْهِ الغيمِ.
وَفِي الصِّحاحِ: كَثُرَ لَمَعَانُه؛ وأَنْشَدَ لعبدِ عَمْرو بنِ عمَّار الطَّائِي:
أَصاح تَرى البَرْقَ لَمْ يَغْتَمِضْ
يَمُوتُ فُواقاً {ويَشْرَى فُواقَا (} كأَشْرَى) ؛ نقلَهُ الصَّاغاني، تتابَعَ لَمَعانُه.
(و) {شَرِيَ (زيْدٌ) } يَشْرَى {شَرىً: (غَضِبَ) .
وَفِي الصِّحاح:} شَرِيَ فلانٌ غَضَباً إِذا اسْتَطارَ غَضَباً.
(و) {شَرِيَ أَيْضاً: إِذا (لَجَّ) وتَمادَى فِي غيِّه وفَسَادِه؛ (} كاسْتَشْرَى) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيدَه.
(وَمِنْه {الشُّراةُ) ، كقُضاةٍ، (للخَوارِجِ) ، سمُّوا بذَلكَ لأنَّهم غَضِبُوا ولَجُّوا.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: قيلَ لَهُم الشُّراةُ لشدَّةِ غَضَبِهم على المُسْلمين، (لَا مِن) قَوْلهم: إنَّا (} شَرَيْنا أَنْفُسَنا فِي الطَّاعَةِ) ، أَي بِعْناها بالجنَّة حينَ فارَقْنا الأُمَّةَ الجائِرَةَ.
(ووَهِمَ الجوهرِيُّ) ، وَهَذَا التَّوْهِيم ممَّا لَا مَعْنى لَهُ، فقد سَبَقَ الجوهرِيّ غيرُ واحِدٍ من الأَئِمةِ فِي تَعْليل هَذِه اللَّفْظَةِ، والجوهريُّ ناقِلٌ عَنْهُم، والمصنِّفُ تَبِعَ ابنَ سِيدَه فِي قوْلِه إلاَّ أَنَّه قالَ فيمَا بَعْد: وأَمَّاهُم فَقَالُوا نَحْن الشُّراةُ لقوْله تَعَالَى: {ومِنَ النَّاسِ مَنْ {يَشْري نَفْسَه ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللَّهِ} وَقَوله تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ} اشْتَرَى مِن المُؤمِنين أَنْفُسَهم} ؛ ومِثْلُه فِي النهايةِ.
قالَ: وإنَّما لَزِمَهم هَذَا اللَّقَب لأنَّهم زَعَموا أنَّهم الخ، قالَ: {فالشُّراةُ جَمْعُ} شارٍ، أَي أَنَّه مِنْ {شَرَى} يَشْرِي، كرَمَى يَرْمِي، ثمَّ قالَ: ويجوزُ أَنْ يكونَ مِن {المُشارَاةِ أَي الملاجة، أَي لَا مِن} شَرِيَ كرَضِيَ كَمَا ذهَبَ إِلَيْهِ ابنُ سِيدَه والمصنِّفُ؛ وأَيْضاً شَرِيَ، كرَضِيَ، فاعِلُه {شَرٍ مَنْقوص، وَهُوَ لَا يُجْمَع على} الشُّراةِ؛ وممَّا يُسْتدلُّ على أَنَّه مِن {شَرَى} يَشْري، كرَمَى يَرْمِي قَوْلُ قَطَرِيّ بنِ الفُجاءَةِ، وَهُوَ أَحَدُ الخَوارِجِ:
وإنَّ فِتْيةً باعُوا الإِلَه نفوسَهُم
بجنَّاتِ عَدْنٍ عِنْدَهُ ونَعِيمِوكَذلكَ قَوْلُ عَمْروِ بنِ هُبَيْرة، وَهُوَ أَحَدُ الخوارِجِ:
إنَّا! شَرَيْنا لدينِ اللَّهِ أَنْفُسَنا
نَبْغِي بذاكَ لديهم أَعْظَم الجاهِ وأَشارَ شيْخُنا إِلَى مَا ذَكَرْناه، لكنَّه بالاخْتِصارِ قالَ: وكَوْنهم سُمّوا للغَضَبِ يَسْتَلْزمُ مَا ذُكِرَ فَلَا وَهْم، بل هِيَ غَفْلَةٌ من المصنِّفِ وعَدَمُ مَعْرفةٍ بتَعْليلِ الأسْماءِ، واللَّهُ أَعْلم.
(و) {شَرِيَ (جِلْدُهُ) } يَشْرَى {شَرىً: وَرِمَ و (خَرَجَ عَلَيْهِ} الشَّرَى) ، المُتَقَدِّم ذِكْره، (فَهُوَ {شَرٍ) ، مَنْقوص.
(و) } شَرِيَ (الفَرَسُ فِي سَيْرِه) {شَرىً: (بَالَغَ) فِيهِ ومَضَى من غيرِ فُتورٍ؛ (فَهُوَ} شَرِيٌّ) ، كغَنِيَ: وَمِنْه حدِيثُ أُمِّ زَرْعٍ: (رَكِبَ {شَرِيّاً) ، أَي فَرَساً} يَسْتَشْرِي فِي سيرِهِ، يَعْني يَلجُّ ويَجِدُّ.
( {والشَّرْيُّ) ، بالتَّسْكين: (الحَنْظَلُ) . يقالُ: هُوَ أَحْلَى مِن الأرْي وأَمَرُّ من} الشَّرْي؛ وفلانٌ لَهُ طَعْمانِ: أَرْيٌ {وشَرْيٌ. (أَو شَجَرُهُ) ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِي للأعْلَم الهُذَلي:
على حَتِّ البريةِ زَمْحَرِيِّ ال
سَّواعِدِ ظَلَّ فِي} شَرْيٍ طِوالِالواحِدَةُ {شَرْيَةٌّ.
(و) } الشَّرْيُ: (النَّخْلُ يَنْبُتُ من النَّواةِ) ؛ الواحِدَةُ {شَرْيَةٌ.
(} والشَّرَى، كعَلَى، ووَهِمَ الجوهرِيُّ) ، أَي فِي تَسْكِينِه؛ (رُذَالُ المالِ) .
ونَصَّ الْجَوْهَرِي: {والشَّرْي أَيْضاً رُذَالُ المالِ مِثْل شَواهُ.
وقالَ البَدْر القَرافِي: إسْنادُ هَذَا الوَهْم إِلَى الجوْهرِي لَا يتمُّ إلاَّ أَنْ يكونَ مَنْصوص أَهْل اللّغَةِ مَنْع وُرُود ذلكَ فِيهَا، وإلاَّ فَمن حفظ حجَّة على مَنْ لم يَحْفظ.
(و) أَيْضاً: (خِيارُهُ} كالشَّراةِ) ؛
ونصّ المُحْكَم: وإِبِلٌ {شَراةٌ، كسَراةٍ: خيارٌ؛ (ضِدٌّ) ، نَصّ عَلَيْهِ ابنُ السِّكِّيت.
(و) } الشَّرَى: (الطَّرِيقُ) عامَّة.
(و) أَيْضاً: (طَرِيقٌ فِي) جَبَلِ (سَلْمَى كثيرَةُ الأُسْدِ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ. وَمِنْه قوْلُهم للشُّجْعان: مَا هُم إلاَّ أُسُودُ {الشَّرَى؛ وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
أُسودُ الشَّرَى لاقتْ أُسودَ خَفِيَّةٍ (و) أَيْضاً: (جَبَلٌ بنَجْدٍ لطيِّىءٍ.
(وأَيْضاً) : (جَبَلٌ بتِهامَةَ كثيرُ السِّباعِ) ؛ نَقَلَهُما نَصْر فِي مُعْجمه.
(و) أَيْضاً: (وادٍ بينَ كَبْكَب ونَعْمانَ على لَيْلةٍ من عَرَفَةَ.
(و) الشَّرَى: (النَّاحِيَةُ) ؛ وخَصَّ بعضُهم بِهِ ناحِيَةَ اليَمِين، وَمِنْه} شَرَى الفُراتِ ناحِيَتُه؛ قَالَ الشاعِرُ:
لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ يومَ وصَلْتَني
{بشَرَى الفْراتِ وبَعْدَ يَوْمِ الجَوْسَقِ (وتُمَدُّ) ، والقَصْرُ أَعْلى، (ج} أَشْراءٌ) ؛ وَمِنْه {أشْراءُ الحَرَمِ.
قالَ الجوهريُّ: الواحِدُ} شَرىً، مَقصور.
(وذُو {الشَّرَى: صَنَمٌ لدَوْسٍ) بالسَّراةِ، قالَهُ نصْر.
(} وأشْراهُ: مَلأَهُ) ؛ يقالُ: {أَشْرَى حَوْضَه: إِذا مَلأَهُ.
} وأَشْرَى جِفانَه: مَلأَها للضِّيفانِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي عَمْروَ: قالَ الشَّاعرُ:
{ونُشْرِي الجفان ومُقْرِي النَّزِيلا (و) } أَشْراهُ فِي ناحِيَةِ كَذَا: (أَمالَهُ) ؛ وَمِنْه قولُ الشَّاعِرِ:
اللَّهُ يَعْلَمُ أنَّا فِي تَلَفُّتِنا
يومَ الفِراقِ إِلَى أَحْبابِنا صورُوأَنَّني حَيْثُمَا {يَشْرِي الهَوى بَصَرِي
مِنْ حَوْثُما سَلَكوا أَرْنُو فأَنْظورُويُرْوَى: أَثْني فأَنْظُورُ.
(و) } أَشْرَى (الجَمَلُ: تَفَلَّقَتْ عَقيقَتُهُ) ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.
(و) أَشْرَى (بَيْنهم) : مِثْلُ (أَغْرَى) ؛ نقلَهُ الْأَزْهَرِي.
( {والشَّرْيانُ) ، بالفتْح (ويُكْسَرُ) ، نقلَهُما الجوهريُّ والكَسْرُ أَشْهَر: (شَجَرٌ) مِن عِضاهِ الجِبالِ تُعْمَلُ مِنْهُ (القِسِيُّ) ، واحِدَتُه} شِرْيَانَةٌ، يَنْبتُ نَبات السِّدْر، ويَسْمُو كسُمُوِّه ويَتَّسِعُ وَله نَبِقَةٌ صَفْراءُ حلْوَةٌ؛ قالَهُ أَبو حَنيفَةَ.
قالَ: وقالَ أَبو زِيادٍ: تُصْنَعُ القياسُ مِن {الشّرْيانِ، وقوْسُه جيِّدَةٌ إلاَّ أنَّها سَوْداءُ مُسْتشربَة (14 حُمْرةً، وَهُوَ من عُتْقِ العيدانِ، وزَعَمُوا أنَّ عودَه لَا يَكادُ يعوَجُّ.
وَقَالَ المبرِّدُ: النَّبْعُ والشَّوْحَطُ} والشِّرْيانُ شَجَرٌ واحِدٌ، لَكِن تَخْتَلفُ أَسْماؤُها وتَكْرُمُ بمنَابِتِها، فَمَا كانَ مِنْهَا فِي قُلَّةِ الجَبَلِ فَهُوَ النَّبْعُ، وَمَا كانَ مِنْهَا فِي سَفْحِهِ {فالشِّرْيانُ.
(و) } الشِّرْيان: (واحِدُ {الشَّرايِينِ للعُروقِ النَّابِضَةِ) ، ومَنْبتُها من القَلْبِ، نقلَهُ الجوهريُّ.
وَالَّذِي صرَّحَ بِهِ أَهْلُ التَّشْريحِ: أنَّ منْبتَ} الشَّرايِينِ من الكَبِدِ وتمرُّ على القَلْبِ، كَمَا أنَّ الوَرِيدَ مَنْبتُه القَلْب ويمرُّ على الكَبِدِ.
( {والشَّرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الطَّريقَةُ.
(و) أَيْضاً: (الطَّبيعَةُ.
(و) } الشَّرِيَّةُ (من النِّساءِ: اللاَّتي يَلِدْنَ الإِناثَ) . يقالُ: تَزَوَّج فِي {شَرِيَّةِ نِساءٍ: أَي فِي نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ.
(} والمُشْتَرِي: طائِرٌ.
(و) أَيْضاً: (نَجْمٌ م) مَعْروفٌ من السَّبْعةِ؛ وأَنْشَدَنا شيخُنا السيِّد العيدروس لبعضِهم:
فوَجْنَتُه المَرِّيخُ والخَدُّ زهْرَةٌ
وحاجِبُه قوْسٌ فَهَل أَنْتَ {مُشْترِي (وَهُوَ} يُشارِيهِ) {مُشارَاةً: أَي (يُجادِلُهُ) .
وَفِي المُحْكَم: يُلاجه؛ وَمِنْه الحديثُ: (كانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا} يُشارِي وَلَا يُمارِي) .
وقالَ ثَعْلبٌ: أَي لَا {يَسْتَشْري بالشرِّ.
وقالَ الْأَزْهَرِي: (أَصْلُه يُشارِرُهُ فقُلِبَتْ) إحْدَى (الرَّاءَ) يْن يَاء، وقالَ الشَّاعرُ:
وإنِّي لأَسْتَبْقِي ابنَ عَمِّي وأَتَّقي
} مُشاراتِه كَيْما يَرِيعَ ويَعْقِلا ( {واشْرَوْرَى: اضْطَرَبَ.
(} والشَّراءُ، كسَماءٍ: جَبَلٌ) فِي بِلادِ كعْبٍ.
وقالَ نَصْر: وقيلَ هُما {شَراءانِ، البَيْضاءُ لأَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ، والسَّوْداءُ لبَني عقيلٍ فِي أَعْرافِ غمرَةَ فِي أَقْصاهُ جَبَلان؛ وقيلَ: قَرْيتانِ وَراءَ ذاتِ عِرْقٍ فَوْقهما جَبَلٌ طَويلٌ يُسمَّى مَسُولاً.
(و) } شَراءِ، (كقَطامِ: ع) ؛ قَالَ النمرُ بنُ تَوْلب:
تأَبَّدَ من أطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلُ
فقد أَقْفَرَت مِنْهَا شَراءٌ فيَذْبَلُ ( {والشَّرَوانِ، محرَّكَةً: جَبَلانِ) بسَلْمى، كَانَ اسْمُهما فَخّ ومِخْزَمٌ، قالَهُ نَصْر.
(} والشَّراةُ: ع بَين دِمَشْقَ والمدينَةِ) .
وقالَ نَصْر: صُقْعٌ قرِيبٌ من دِمَشْقَ وبقَرْيَة مِنْهَا يقالُ الحُمَيمةُ كانَ سَكَنَ ولد عليِّ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ أَيَّامَ بَني مَرْوان؛ (مِنْهُ عليُّ بنُ مُسْلِم) بنِ الهَيْثم عَن إسْماعيلَ بنِ مَهْران، وَعنهُ الحَسَنُ بنُ عليَ العَنَزيُّ؛ (وأَحْمَدُ بنُ محمودٍ) عَن أَبي عَمْروٍ الحوضي، وَعنهُ سعيدُ بنُ أحمدَ العرّادِ، ( {والشَّرَوِيَّانِ) ، بالتَّحْرِيكِ، (المُحدِّثانِ) .
(وفاتَهُ:
(محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الشَّرَوِيُّ صاحِبُ أَبي نُواس، رَوَى عَنهُ محمدُ بنُ العبَّاس بنِ زرقان.
(} وشَرْيانُ) ، بالفَتْح: (وادٍ) ؛ وَمِنْه قولُ أُخْت عَمْروِ ذِي الْكَلْب:
بأَنَّ ذَا الكَلْبِ عمرا خيرَهُم حَسَباً
ببَطْنِ! شَرْيانَ يَعْوي عِنْده الذِّيب ( {وتَشَرَّى: تَفَرَّقَ) .
ونَصَّ المُحْكم:} تَشرَّى القوْمُ: تفرَّقُوا.
قالَ: ( {واسْتَشْرَتْ) بَينهم (الأُمُورُ) : إِذا (تَفاقَمَت وعَظُمَتْ) ؛ ونقلَهُ الأَزهريُّ أَيْضاً.
(} والشَّرْوُ: العَسَلُ) الابيضُ، نقلَهُ الصَّاغاني، مَقْلوبُ الشَّوْرِ؛ (ويُكْسَرُ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{شَرِيَ زمامُ الناقَةِ، كرضِيَ: اضْطَرَبَ. وَفِي الصِّحاحِ: كثُرَ اضْطِرَابُه.
} وشَرِيَ الفرسُ فِي لِجامِه: مدَّهُ؛ كَمَا فِي الأساسِ.
{واسْتَشْرَى: لَجَّ فِي التَّأمُّلِ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الشاعِرِ:
إِذا أُوقِدَتْ نارٌ لَوى جلْدَ أَنْفِه
إِلَى النارِ} يَسْتَشْرِي درا كلِّ حاطِبِوفعلَ بِهِ مَا {شَراهُ: أَي سَاءَهُ.
} والشَّرْيُ، بالتَّسْكِين: مَا كانَ مِثْل شَجَرِ القَثَّاءِ والبطِّيخ.
وَقد أَشَرْتِ الشَّجَرَةُ {واسْتَشْرَتْ والمثل} كالشَّرْوى؛ قالَ الشاعرُ:
وتَرَى مالِكاً يَقْول أَلا تب
صر فِي مالِكٍ لهَذَا شَرِيَّا؟ {وشرِيَتْ عيْنُه بالدَّمْع: أَي لَجَّتْ وتتابَعَ الهَمَلان.
} والشِّرْيانُ، بالكسْر: الشَّقُّ، وَهُوَ الثَّتُّ جَمْعُه ثُتُوتٌ؛ نقلَهُ الأزهريُّ.
{وشَريَ الرَّجُلُ، كغَرِيَ زِنَةً ومعْنىً. ويقالُ: لَحاهُ اللَّهُ وشَراهُ.
} والشَّارِي: أَحدُ الشُّراةِ للخَوارِج، وليسَتِ الياءُ للنَّسَبِ، وإنَّما هُوَ صفَةٌ أُلْحِقَ بِهِ ياءُ النَّسَبِ تأْكِيداً للصِّفة كأَحْوَر وأحْوَري وصلبٍ وصلبي.
! وشَرَوْرَى: اسْمُ جَبَلِ بالبادِيَةِ.
قالَ الجوهريُّ: هُوَ فَعَوْعَل.
وقالَ نَصْر: جِبالٌ لبَني سُلَيْم.
{وشُراوَةُ، بالضمِّ: موضِعٌ قُرْبَ تِرْيَم دونَ مَدْيَن؛ قَالَ كثيِّرُ عزَّةَ:
تَرامى بِنا مِنْهَا بحَزْنِ} شَراوَةٍ
مفَوِّزَةٍ أَيْدٍ إلَيْك وأَرْجُلُ {والشَّرِيُّ، كغَنِيَ: الفائِقُ الخِيارِ مِن الخَيْل.
وَفِي الأساسِ: المُخْتارُ.
} واسْتَشْرَى فِي دينِه: جَدّ واهْتَمّ.
{وأَشْرَى القوْمُ: صارُوا} كالشّراةِ فِي فِعْلِهم عَن ابنِ الْأَثِير.
{كتَشَرَّى؛ نقَلَهُ الجوهرِيُّ.
وهُما} يَتَشارَيَانِ: يَتَقاضَيَان؛ كَمَا فِي الأساسِ.
ويُجْمَعُ {الشِّرا، بالكسْرِ مَقْصوراً، أَي مَصْدَر} شَرَى {يَشْرِي، كرَمَى، على} أَشْرِيَةٍ، وَهُوَ شاذٌّ لأنَّ فِعَلاً لَا يُجْمَعُ على أَفْعِلَة، نقلَهُ الجوْهرِي.
وَفِي المِصْباح: إِذا نَسَبْت إِلَى المَقْصورِ قَلَبْت الياءَ واواً والشِّين باقِيَة على كسْرِها، وقلْت {شَرَوِيّ، كَمَا يقالُ رَبَوِيّ وحَمَوِيّ، وَإِذا نسبْتَ إِلَى الممْدُودِ فَلَا تغيِّير.
} والشَّرْيانُ، بالفتْح: الحَنْظَلُ، أَو وَرَقُه، وَهِي لُغَةٌ فِي {الشَّرْيِ كرَهْوٍ ورَهَوان للمُطْمَئِنِّ من الأرْض؛ نقلَهُ الزمَخْشريُّ فِي الفائِقِ.
} والشَّراةُ، بالفَتْحِ: جبَلٌ شامِخٌ من دون عُسْفانَ، كَذَا فِي النهايَةِ.
وقالَ نَصْر: على يَسارِ الطائِفِ.
وذُو {الشَّرْي، بالتَّسْكِين: موْضِعٌ قرْبَ مكَّةَ.
} وشُرَيٌّ، كسُمَيَ: طرِيقٌ بينَ تِهامَةَ واليَمَن عَن نصر {والشَّرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: ماءٌ قريبٌ مِن اليَمَنِ؛ وناحِيَةٌ مِن بِلادِ كلبٍ بالشامِ.
وأَشْرَى البَعيرُ: أسْرَعَ؛ نقلَهُ ابْن القطَّاع.
شري
إحدى الصيغ الإنجليزية للإسم شارون المأخوذ عن العبرية بمعنى أميرة أو ملكة. يستخدم للإناث.
شري
إحدى الصيغ الإنجليزية للإسم شارلوت. يستخدم للإناث.

فتن

ف ت ن

أعوذ بالله من الفتّان وهو الشيطان، واستغوتهم الفتّان أي الشياطين. وهو مفتون بالدنيا ومفتَتَن ومفتَتِن، وقد فتنته الدنيا وأفتنته. وبينهم فتنة أي حرب. وبو ثقيف يتفاتنون أبداً أي يتحاربون. ودينار مفتون: فتن بالنار، وكلّ شيء أدخل النار فقد فتن. قال الحارثي:

تثعلبت لي أن خلتني بك واقعاً ... وقد يفتن المكواة والعير يضرط

والناس عبيد الفتانين وهما الدرهم والدينار. وفي الحدث " ابتليتم بفتنة الضّرّاء فصبرتم وستبتلون بفتنة السراء ": أراد فتنة السيف وفتنة النساء. وتقول: إن كنت من أهل الفطن، فلا تدر حول الفتن.
ف ت ن : فَتَنَ الْمَالُ النَّاسَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ فُتُونًا اسْتَمَالَهُمْ وَفُتِنَ فِي دِينِهِ وَافْتُتِنَ أَيْضًا بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ مَالَ عَنْهُ وَالْفِتْنَةُ الْمِحْنَةُ وَالِابْتِلَاءُ وَالْجَمْعُ فِتَنٌ وَأَصْلُ الْفِتْنَةِ مِنْ قَوْلِكَ فَتَنْتُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ إذَا أَحْرَقْتَهُ بِالنَّارِ لِيَبِينَ الْجَيِّدُ مِنْ الرَّدِيءِ. 
فتن
فَتَنَ يَفْتِنُ فُتُوْناً، وهو فاتِنٌ مُفْتَتِن. والفِتْنَةُ: العَذَابُ. والبَلاءُ. وما يَقَع بَيْنَ الناسِ من الحُرُوْبِ. والفَتّانَانِ: الدِّرْهَمُ والدِّيْنَارُ. وفي العِشْقِ: فُتِنَ بها. وفَتَنَتْه وأفْتَنَتْه: بمَعْنىً. والفَتْنُ: إحْرَاقُ الشَّيْءِ بالنّارِ كالوَرَقِ. والفَتِيْنُ: المُحْتَرِقُ. ومنه قَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " يَوْمَ هُمْ علف النّارِ يُفْتَنُوْنَ ". ودِيْنَارٌ مَفْتُوْنٌ: أدْخِلَ النّارَ. وقَوْلُه عَزَّوجَل: " ما أنْتمْ عليه بفَاتِنِيْنَ " أي بمضِلِّيْنَ.
والفِتَانُ: من أحْلاسِ الرحلِ.
والفَتْنُ: الضَّرْبُ واللَّوْنُ، والعَيْشُ فَتْنَانِ: أي لَوْنَانِ، وجَمْعُه أفْتُنٌ. ومَضى فَتْنٌ من الدَّهْرِ: أي حِيْنٌ منه.
والفَتْنَانِ: الغُدْوَةُ والعَشِيَّةُ.
والفَتِيْنُ: الحَرةُ من الأرْضِ، وجَمْعُه فَتَائِنُ وفُتُنٌ.

فتن


فَتَنَ(n. ac. فَتْن
فُتُوْن)
a. Roused, stirred up, excited ( to revolt ).
b. Enamoured; bewitched; deluded; seduced.
c.(n. ac. فِتْنَة
&
مَفْتُوْن )
a. Tested by fire, burned ( gold, silver );
tried; experimented on.
d. [pass.], Was tried; was tempted; was beguiled.
e. Tried, afflicted, tempted.
f.(n. ac. فُتُوْن), [& pass.], Was tried, afflicted.
فَتَّنَa. see I (a) (b).
فَاْتَنَa. see I (a)
أَفْتَنَa. see I (a) (b).
c. [pass.]
see I (d)
تَفَتَّنَa. Contended with.

إِفْتَتَنَa. see I (e) (f).
c. [pass.], Was enamoured; was seduced.
فَتْنa. State, condition; kind; phase.

فِتْنَة
(pl.
فِتَن)
a. Discord, revolt, sedition; civil war.
b. Seduction.
c. Sin, crime, impiety, unbelief, infidelity.
d. Punishment, chastisement.
e. Test, proof, trial, probation.
f. Madness, insanity; error, deviation.

فَاْتِنa. Agitator.
b. Seducer, misleader, deceiver.
c. Attractive, seductive.
d. [art.], The Tempter, the Devil.
فَتِيْنa. Burnt; black
b. (pl.
فُتُن
فَتَاْئِنُ), Stony tract.
c. Short.

فَتِيْنَةa. see 25 (b)
فُتُوْنa. see 2t
(c), (f).
فَتَّاْنa. Goldsmith, silversmith.
b. see 21 (c)c. Thief, robber.

فَتَّاْنَةa. Touchstone.

N. P.
فَتڤنَa. Burnt; tried, tested.
b. Mad; infatuated.
c. see 2t (c) (e), (f).
N. Ag.
أَفْتَنَa. see 21 (b)
فتن: فتن: ومصدره فتون: داعب مداعبة وقحة (المقري 521:1).
فتن (بالتشديد): دفع إلى الشر. (ألكالا).
فاتن: حارب، هاجم. (بوسييه). وفي حيان (ص14 و): فاقتعد مدينة أفليش وشيد حصنا وأمتنع بها فاتن أهل طليطلة. وفي حيان - بسام (192:1 ق): وطلب الزيادة فسعى للتوسع في يده فحاول معاقبة (مفاتنة) أحق الناس بولايته وهو ابن خاله الخ. وفيه: وكان قد بادر أبي (إلى) مفاتنته - وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص91 ق): أمرهم أن يفتتنوا منه فحص مدينة غرناطة. وفي معجم فوك: فاتن على في مادة حرب.
فاتن: نافس، باري، ففي مقدمة أساس البلاغة للزمخشري: ما تر أملت به شعراء ثقيف وهذيل في أيام المفاتنة.
تفتن: اغتم، اغتاظ. (ألكالا).
تفاتن: تحارب. (فوك) وفي حيان - بسام (232:3 و): وقعدوا فوق الأرائك مقعد الجبابرة المتفاتنين من أهل موسطة الأندلس.
تفاتن: تخاصم. (بوسييه) وفي كتاب الخطيب (ص64 ق) إلى أن فسد ما بينهما فتفاتنا وتقاطعا.
افتتن. بافتتان: باستهواء. (بوشر).
فتنة: مؤامرة، دسيسة، مكيدة. (بوشر).
فتنة: عار، فضيحة. (ألكالا).
فتنة: سنط العنبر (شجرة). (بوشر) شجر. فتنة: أقاقيا، أكاسيا. سنط. (بوشر).
فتان: مفتن، مثير الفتنة، مفسد، مشوش، (بوشر).
مفتان: مبالغة فاتن اسم فاعل من فتن بمعنى استهوى. بارع الجمال. (معجم مسلم).
[فتن] الفِتْنَةُ: الامتحان والاختبار. تقول: فَتَنْتُ الذهبَ، إذا أدخلتَه النار لتنظر ما جودته. ودينارٌ مَفْتونٌ. قال الله تعالى: (إنَّ الذين فَتَنوا المؤمنين) . ويسمَّى الصائغُ الفتَّان، وكذلك الشيطان. وفي الحديث: " المؤمن أخو المؤمن يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان " يروى بفتح الفاء وضمها، فمن رواه بالفتح فهو واحد، ومن رواه بالضم فهو جمع. وقال الخليل: الفَتْنُ: الإحراق. قال الله تعالى: (يوم هم على النارِ يُفْتَنونَ) . وورق فتبن، أي فضة محرقة. ويقال للحَرَّةِ فَتينٌ، كأنَّ حجارتها مَحْرَقةٌ. وافْتَتَنَ الرجل وفُتِنَ، فهو مَفْتونٌ، إذا أصابته فِتْنَةٌ فذهب ماله أو عقله، وكلك إذا اخْتُبِرَ. قال تعالى: (وفَتَنَّاكَ فُتوناً) . والفتون أيضا: الافتتان، يتعدى ولا يتعدَّى، ومنه قولهم: قلبٌ فاتِنٌ، أي مُفْتُتِنٌ. قال الشاعر: رخيمُ الكلام قطيعُ القيا * مِ أمسى فؤادي بها فاتِنا وفَتَنَتْهُ المرأة، إذا دلهته، وافتتنته أيضا. وأنشد أبو عبيدة لأعشى همدان: لئن فتنتنى فهى بالامس أفتنت * سعيد فأمسى قد قلا كلَّ مسلمِ وأنكر الأصمعيّ: أفَتَنْتَ بالألف. والفاتِنُ: المُضِلُّ عن الحق. قال الفراء: أهل الحجاز يقولون: ما أنتم عليه بفاتِنينَ، وأهل نجد يقولون: بمفتنين من أفتنت. وأما قوله تعالى: (بأيكم المفتون) (*) فالباء زائدة، كما زيدت في قوله تعالى: (كفى بالله شهيدا) . والمفتون: الفتنة، وهو مصدر كالمعقول والمجلود والمحلو. ويكون أيكم مبتدأ والمفتون خبره. وقال المازنى: المفتون رفع بالابتداء وما قبله خبره، كقولهم بمن مرورك وعلى أيهم نزولك؟ لان الاول في معنى الظرف. وفتنته تفتينا فهو مُفَتَّنٌ، أي مفتونٌ جدًّا. والفتان بكسر الفاء: غشاء للرحل من أدم. قال لبيد: فثنيت كفى والفتان ونمرقى * ومكانهن الكور والنسعان
ف ت ن: (الْفِتْنَةُ) الِاخْتِبَارُ وَالِامْتِحَانُ. تَقُولُ: (فَتَنَ) الذَّهَبَ يَفْتِنُهُ بِالْكَسْرِ (فِتْنَةً) وَ (مَفْتُونًا) أَيْضًا إِذَا أَدْخَلَهُ النَّارَ لِيَنْظُرَ مَا جَوْدَتُهُ. وَدِينَارٌ (مَفْتُونٌ) أَيْ مُمْتَحَنٌ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [البروج: 10] أَيْ حَرَّقُوهُمْ. وَيُسَمَّى الصَّائِغُ (الْفَتَّانَ) وَكَذَا الشَّيْطَانُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ يَسَعُهُمَا الْمَاءُ وَالشَّجَرُ وَيَتَعَاوَنَانِ عَلَى (الْفَتَّانِ) » يُرْوَى بِفَتْحِ الْفَاءِ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدٌ وَبِضَمِّهَا عَلَى أَنَّهُ جَمْعٌ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: (الْفَتْنُ) الْإِحْرَاقُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] وَ (افْتُتِنَ) الرَّجُلُ وَ (فُتِنَ) فَهُوَ (مَفْتُونٌ) إِذَا أَصَابَتْهُ (فِتْنَةٌ) فَذَهَبَ مَالُهُ أَوْ عَقْلُهُ. وَكَذَا إِذَا اخْتُبِرَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40] وَ (الْفُتُونُ) أَيْضًا (الِافْتِتَانُ) يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. وَ (فَتَنْتَهُ) الْمَرْأَةُ دَلَّهَتْهُ وَ (أَفْتَنَتْهُ) أَيْضًا. وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ (أَفْتَنَتْهُ) بِالْأَلِفِ. وَ (الْفَاتِنُ) الْمُضِلُّ عَنِ الْحَقِّ. قَالَ الْفَرَّاءُ: أَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: « {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162] » وَأَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ: (بِمُفْتِنِينَ) مِنْ أَفْتَنْتُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 6] فَالْبَاءُ زَائِدَةٌ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [النساء: 79] . وَ (الْمَفَتْوُنُ) الْفِتْنَةُ وَهُوَ مَصْدَرٌ كَالْمَعْقُولِ وَالْمَحْلُوفِ. وَيَكُونُ أَيُّكُمْ مُبْتَدَأٌ وَالْمَفْتُونُ خَبَرُهُ. وَقَالَ الْمَازِنِيُّ: الْمَفْتُونُ رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ وَمَا قَبْلَهُ خَبَرُهُ كَقَوْلِهِمْ: بِمَنْ مُرُورُكَ وَعَلَى أَيِّهِمْ نُزُولُكَ. لِأَنَّ الْأَوَّلَ فِي مَعْنَى الظَّرْفِ. وَ (فَتَّنَهُ تَفْتِينًا) فَهُوَ (مُفَتَّنٌ) أَيْ مَفْتُونٌ جِدًّا. 
[ف ت ن] الفِتْنَةُ: الخِبْرَةُ، وقولُه تَعالَى: {إنا جعلناها فتنة للظالمين} [الصافات: 63] أي: خِبْرَةًن ومعناهُ: أَنَّهُمْ افْتَتَنُوا بشجرَةِ الزَّقُّومِ، وكَذَّبُوا بكَوْنِها، وذلك أَنَّهُم لَمّا سَمِعُوا أَنّها تَخْرُجُ في أصْلِ الجَحِيمِ، قالُوا: الشَّجَرُ يَحْتَرِقُ في النّارِ، فكيْفَ يَنْبُتُ الشجَرُ في النّارِ؟ وصارَتْ فِتْنَةً لهم. والفِتْنَةُ إِعْجَابُكَ بالشيءِ، فَتَنَه يفْتِنُه فَتْنًا وفُتُونًا وأَفْتَنَه، وأَباها الأَصْمَعيُّ، فأُنْشِدَ بيتَ رُؤْبَةَ:

(يُعْرِضْنَ إِعْراضًا لدِينِ المُفْتَنِ ... )

فلم يَعْرِف البَيْتَ في الأُرْجُوزَةِ. وقال سِيبَوَيْهِ: فَتَنَهُ: جَعَل فيه فِتْنَةً. وأَفْتَنَهُ: أَوْصَلَ الفِتْنَةَ إليه. قال سِيبَوَيْهِ: إذا قالَ: أَفَتَنْتُه فقد تَعَرَّضَ لفُتِنَ، وإِذا قالَ: فَتَنْتُهُ فلم يَتَعَرَّضْ لفُتِنَ. وقد أَبَنْتُ هذا القانُونَ في الكِتابِ المُخَصِّص. وحكى أَبو زَيْدٍ: افْتُتِنَ الرّجُلُ، بصيغةِ ما لم يُسَمَّ فاعِلُه: أي فُتِنَ. والمَفْتُونُ: الفِتْنَةُ، صِيغَ المصدَرُ على لفظِ المَفْعُولِ، كالمَعْقُول والمَجْلُودِ. وعليه فَسَّرَ بعضُهُم قولَه عز وجَلَّ: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 6] . قال بعضُهم: الباءُ زائِدَةٌ، ومعناه: أَيُّكُم المَفْتُونُ. وافْتَتَنَ في الشيءِ: فُتِنَ فيه. وفَتَنَ إلى النِّساءِ فُتُونًا، وفُتِنَ إليهِنَّ: أرادَ الفُجُورَ بهِنَّ. والفِتْنَةُ: الضَّلالُ والإِثْمُ. والفاتِنُ: المُضِلُّ [عن الحَقِّ] . والفاتِنُ: الشَّيْطانُ؛ لأَنَّه يُضِلُّ العِبادَ، صفَةٌ غالِبَةٌ. وقولُه تَعالَى: {ومَنْهُم مَن يَقُولُ ائْذَن لِّى وَلاَ تَفْتيِنّىِ} [التوبة: 49] أي لا تُؤَثِّمِنْى بأمْرِكَ إيّايَ بالخُرُوجِ، وذلِكَ غَيرُ مُتَيَسِّرٍ لي، فآثَمُ به. قالَ الزَّجّاجُ: وقِيلَ: إنَّ المُنافِقِينَ هَزُِئُوا بالمُسْلِمينَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ، فقالوا: يُرِيدُونَ بَناتِ الأَصْفَرِ، فقال: لا تَفْتِنِّى: أي لا تَفْتِنِّى ببَناتِ الأصْفَرِ، فأعلمَ الله أنَّهُم قد سَقَطُوا في الفِتْنَةِ: أي في الإِثْم. وفَتَنَ الرَّجُلَ: أزالَه عمّا كانَ عليه، ومنه قولُه تَعالى: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك} [الإسراء: 73] . وقَوْلُه عزَّ وجَلَّ: {ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم} [الصافات: 162، 163] فسَّرَه ثَعْلَبٌ، فقال: لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْتِنُوا إلاّ مَنْ قُضِيَ عليه أَن يَدْخُلَ النّارَ. وعَدّى ((فاتِنِينَ)) بعَلَى لأَنَّ فيهِ مَعْنَى قادِرِينَ، فعدّاه بما كانَ يُعَدِّى به قادِرِينَ لو لَفَظ به. والفِتْنَةُ: الكُفْرُ، وفي التَّنْزِيل: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} [البقرة: 193] . والفِتْنَةُ: الفَضِيحَةُ. وقولُه تعالَى: {ومن يرد الله فتنته} [المائدة: 41] قِيلَ: معناهُ: فَضِيحَته، وقِيلَ: كُفْره. قالَ أبو إِسحاقَ: ويَجُوزُ أن يَكُونَ اخْتِبارَه بما يُظْهِرُ بهِ أَمْرَهُ. والفِتْنَةُ: العَذابُ. والفِتْنَةُ: ما يَقَعُ بينَ النّاسِ من القِتالِ. وفَتَنَه يَفْتِنُه: اخْتَبَره. وقولُه تَعالى: {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُم يُفْتَنُونَ فيِ كُلِّ عَامِ مَّرَةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} [التوبة: 126] . قيل: مَعْناه: يُخْتَبَرُونَ بالدُّعاءِ إلى الجِهادِ، وقِيلَ: يُفْتَنُونَ بِإنْزالِ العَذابِ والمَكْرُوهِ بهم. وفَتَنَ الشّيْءَ في النّارِ يَفْتِنُه فَتْنًا: أَحْرَقَه، وفي التَّنْزِيلِ: {يوم هم على النار يفتنون} [الذاريات: 13] . والفَتِينُ مِنَ الأَرْضِ: الحَرَّةُ التي قد أَلْبَسَتْها كُلَّها حِجارَةٌ سُودٌ، كأَنَّها مُحْرَقّةٌ، والجَمْعُ فُتُنٌ. وفَتّانَا القَبْرِ: مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ. وهما فَتْنانِ: أي ضَرْبانِ ولَوْنانِ، قالَ نابِغَةُ بَنِى جَعْدَةَ.

(هُما فَتْنانِ مَقْضِيٌّ عليه ... لساعَتِه فآذَنَ بالوَداعِ)

الواحِدُ فَتْنٌ. والفِتانُ: غِشاءٌ يكونُ للرَّحْلِ من آَدمٍ والجمعُ: فُتُنٌ.
فتن
فتَنَ1 يَفتِن، فَتْنًا وفُتُونًا، فهو فاتن وفَتَّان، والمفعول مَفْتون
• فتَنه جمالُها: أعجبه، استهواه، أدهشه وأذهب عقله، سحره "فتنه المالُ/ حبّ الغنى- فتنته امرأةٌ/ الشَّهرةُ/ الدُّنيا".
• فتَنه عن عمله: صرفه "فتنه حبُّ القمار عن مصالحه/ عمله- فتنه اللهو عن المذاكرة- {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ} ". 

فتَنَ2 يفتِن، فِتْنَةً، فهو فاتن، والمفعول مَفْتون
• فتَن معارِضَه: عذّبه ليحوِّله عن رأيه أو دينه "فتنت الحكومةُ المعارضين- فتن المحتلُّ الثوّارَ- {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ}: حرقوهم بالنَّار".
• فتَن اللهُ المؤمنَ: رماه في شدّة ليختبره " {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} - {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} - {لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا. لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} ".
• فتَنَ الشَّخصَ: أضلّه، أوقعه في الإثم "فتَنه في دينه- {فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ} - {يَابَنِي ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ} - {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ. مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} ". 

فُتنَ/ فُتنَ في يُفتَن، فتونًا، والمفعول مَفْتون
• فُتن فلانٌ:
1 - أصابته فتنة فذهب مالُه أو عقلُه.
2 - ابتُلي واختُبر وامتُحن " {يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} ".
3 - عُذِّب " {هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} - {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} ".
• فُتن الرَّجلُ في دينه: مال عنه. 

أفتنَ يُفتن، إفتانًا، فهو مُفتِن، والمفعول مُفتَن
• أفتن الشَّخصَ:
1 - اختبره وامتحنه " {وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا أَفْتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ق] ".
2 - أضلَّه وأوقعه في الإثم " {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلاَ تُفْتِنِّي} [ق] ". 

افتتنَ/ افتتنَ بـ يفتتن، افتتانًا، فهو مُفتتِن، والمفعول مُفتتَن
• افتتن فلانًا: أوقعه في الفتنة "افتتن صديقَه في لعب القمار".
• افتتن بالمرأة: تولّه بها وأحبها حبًّا شديدًا "افتتن بزوجته- افتتن الشَّابُّ بجمال خطيبته وعذوبة حديثها".
• افتتن بالأمر: أُعجب به كثيرًا "افتتن بالأعمال اليوميّة- افتتن بعذوبة منطقها- افتتن الشَّاعرُ بغروب الشَّمس". 

افتُتنَ/ افتُتنَ بـ/ افتُتنَ في يُفتتن، افتتانًا، والمفعول مفتتَن
• افتُتنَ الرَّجلُ: اخْتُبِرَ، أو أصابته فتنة فذهب مالُه أو عقلُه.
• افتُتن بالشَّيء: أعجب به كثيرًا.
• افتُتن في دينه: مال عنه. 

فَتَّان [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فتَنَ1: ساحر، فاتن، آسِر "طبيعة فتَّانة- منظر فتَّان- جمالٌ فتَّان:
 باهر ساحر".
2 - صيغة مبالغة من فتَنَ2: كثير الفِتَن "سعى الفتّان للإيقاع بين الصديقين".
• الفَتَّان: الشَّيطان (لمحاولته صرف النّاس عن دينهم).
• الفَتَّانان:
1 - الدينار والدرهم.
2 - الذهب والفضّة.
• فتَّانا القبر: منكر ونكير، الملكان المُوَكّلان بسؤال المتوفَّى بعد دفنه. 

فَتْن [مفرد]: مصدر فتَنَ1. 

فُتنة [جمع]: (نت) نوع من شجر السَّنْط زهره أصفر عطِر الرائحة. 

فِتنة [مفرد]: ج فِتْنات (لغير المصدر) وفِتَن (لغير المصدر):
1 - مصدر فتَنَ2.
2 - اختبار وابتلاء "اللهم اكفنا فتنة المسيخ الدجّال- {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} - {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ} ".
3 - ضلال " {وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا} ".
4 - اضطراب، بلبلة أفكار، صَدَّ وعِصيان، اتّفاق جماعة على قلب نظام الحكم "أخمد الفتنةَ بالقوّة- {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} - {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ} " ° أشعل الفتنةَ: تسبَّب في انتشارها.
5 - مصيبة " {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ} ".
6 - معذرة " {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} ".
7 - عذاب " {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} ".
8 - تولُّه، إعجاب شديد، قُدْرة على الإغراء والجذب "لم تكن لفتنته بها حدود- أخذته الفتنةُ بما شاهد من روعة وجمال".
• فتنة النَّهار: (نت) نبات من فصيلة الزنبقيّات له أزهار جميلة تتفتح خلال النهار وتنطبق بالليل.
• الفِتنتان: المال والولد. 

فُتون [مفرد]: مصدر فُتنَ/ فُتنَ في وفتَنَ1.
• ابتلاء وفتنة: " {فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} ". 

مَفاتِنُ [جمع]: مف مَفْتِن: كلُّ ما يستهوي ويجذب "مفاتن الطبيعة/ المرأة- للشهرة والمجد مفاتنهما". 

مفتون [مفرد]:
1 - اسم مفعول من فتَنَ1 وفتَنَ2.
2 - مصدر على وزن مفعول: فتنة.
3 - مجنون " {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ. بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ}: في أيّ الفريقين المجنون". 
[فتن] نه: فيه: المسلم أخو المسلم يتعاونان على "الفتان"، يروى بضم فاء جمع فاتن، أي يعاون أحدهما الآخر على من يضلون الناس ويفتنونهم، وبفتحها: الشيطان بفتنهم عن الدين. ومنه: أن" أنت يا معاذ. ن: أي منفر عن الدين. ك: أو قال- شك من جابر- فاتنًا، خبر كان محذوفًا. غ: "ابتغاء "الفتنة"" أي الغلو في التأويل المظلم. وهو "مفتون" بطلب الدنيا غال فيه. "و"فتناك فتونًا"" أخلصناك إخلاصًا. و""فتنوا" المؤمنين" حرقوهم، من فتنت الفضة بالنار لتميز رديئها من جيدها. ويرد الله "فتنته"، اختباره أو كفره. "ولا "تفتني"" أي ببنات الأصفر أي الروميات- قاله هزوا. "وإن كادوا "ليفتنونك"" أي يزيلونك. و"بأيكم "المفتون"" أي الفتون، أي الجنون، أو الباء زائدة. و"ثم لم تكن "فتنتهم" إلا أن قالوا" أي لم يظهر الاختبار منهم إلا هذا القول، والفتنة الشرك. و"ما أنتم عليه "بفاتنين"" أي على الله بمضلين. نه: وفيه: وإنكم "تفتنون" في القبور، أي مساءلة منكر ونكير، من الفتنة: الامتحان. ن: "تفتنون كفتنة" الدجال، أي فتنة شديدة جدًا وامتحانًا هائلًا ولكن يثبت الله. قس: مثل أو قريبًا من "فتنة" الدجال، مثل- بترك تنوين، وقريبًا- بثبوتها، وروي بتركها فيهما بمعنى مثل فتنة أو قريب الشبه منها، وجملة: لا أدري- معترضة بين المتضايفين، وروي بثبوتها فيهما بمعنى فتنة مثلًا من فتنته أو قريبًا منها، وأيّ- بالرفع على الأشهر مبتدأ خبره قالت، وبالنصب مفعول أدرى، إن كانت موصولة أو استفهامية، ما علمك- مبتدأ وخبر، ولم يقل: بهذا الرسول، لأنه يصير تلقينًا، إن كنت لمؤمنًا- بكسر همزة، أي إن الشأن كنت موقنًا، وجوز فتحها مصدرية ورجحه البدر الدماميني. نه: ومنه ح: فبي "تفتنون" وعني تسألون، أي تمتحنون في قبوركم ويتعرف إيمانكم بنبوتي. وح: المؤمن خلق "مفتنًا"، أي ممتحنًا يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب، فتنته فتنًا وفتونًا وأفتنته: امتحنته، وكثر استعماله فيما أخرجه الاختبارالاقتصار لحاجة دنيوية فإن يجوز الزيادة لأمر أخروي أحرى، وكرهه بعض خوفًا من الشرك. وح: من دخل على السلطان "فتن"، لأنه إن وافقه فيما يأتي ويذر فقد خاطر بدينه، وإن خالفه خاطر بروحه، وهذا لمن دخل مداهنة، ومن دخل آمرًا وناهيًا وناصحًا كان دخوله أفضل. وح: إذا أرادوا "فتنة" أبينا؛ أي قتلًا ونهبًا وردًا إلى الكفر. وح: الموت خير من "الفتنة"، الفتنة تكون من الله ومن الخلق وتكون في الدين والدنيا، كالارتداد والمعاصي والبلية والمصيبة والقتل والعذاب، وإليه أشار بحديث: وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني. وح: من قائد "فتنة" يبلغ من معه ثلاثمائة، يبلغ - صفة قائد، وهو من يحدث بسببه بدعة أو ضلالة أو محاربة كعالم مبتدع يأمر الناس بالبدعة أو أمر جائر يحارب المسلمين. وح: "فتنة" عمياء صماء، أي لا ترى منها مخرجًا، أو المراد بها صاحبها، أي يقع منها على غير بصيرة فيعمون فيها ويصمون عن تأمل الحق واستماع النصح بل يحاربون عن الجهل والعداوة. مد: "كلما ردوا إلى "الفتنة"" كلما دعاهم قومهم إلى قتال المسلمين "اركسوا فيها" قلبوا فيها أقبح قلب وكانوا شرًا من كل عدو. و"إن هي إلا "فتنتك"" أي ابتلاؤك، وهو راجع إلى قوله "فإنا قد فتنا قومك" أي هي فتنتك التي أخبرتني بها. و"ما أنتم عليه- أي على الله- "بفاتنين"" مفسدين الناس بالإغواء. "وجعلنا بعضكم لبعض "فتنة"" ابتلاء، ومنه ابتلاء الفقير بالأغنياء والمرسلين بالمرسل إليهم ومناصبتهم لهم العداوة. ش: وإذا أردت "فتنة" في قوم، أي أردت أن تضلهم عن الحق، فتوفني- أي قدر موتي غير "مفتون". ج: "و"فتناك فتونًا"" أي خلصناك من الغش والشر.

فتن

1 فَتَنَهُ, (T, S, M, &c.,) aor. ـِ (M,) inf. n. فَتْنٌ, (S, M, K,) [and quasi-inf. n., in this and other senses, فِتْنَةٌ,] He burned it (T, * S, * M, K *) in the fire. (M.) Hence, [in the Kur li. 13,] يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (T, * S, M, K *) i. e. [The day, or on the day, accord. to two different readings, (يَوْمُ and يَوْمَ, the latter of which is the more common,)] when they shall be burned (T, S, M, K) with the fire [of Hell]. (T.) And [in the Kur lxxxv. 10,] إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ Verily they who burned the believing men and the believing women (T, S *) in the fire kindled in the trench, or pit; throwing them therein. (T.) This is said to be the primary signification of the verb. (TA.) b2: And He melted it with fire, (T,) or put it into the fire, (S, Msb,) namely, gold, (T, S, Msb,) and silver, in order to separate, or distinguish, (T, Msb,) the bad from the good, (T,) or the good from the bad, (Msb,) or to see what was its [degree of] goodness. (S.) b3: And hence, accord. to Er-Rághib, الفَتْنُ is used as meaning The causing a man to enter into fire [app. by way of trial, or probation], and [in like manner] into a state of punishment, or affliction: (TA:) [and it is also used as meaning the slaying another; whence, in the Kur iv. 102,] إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا means [If ye fear that those who have disbelieved] may slay you; and in like manner in the Chapter of Yoonus [i. e. in x. 83], أَنْ يَفْتِنَهُمْ means ان يَقْتُلَهُمْ. (T. [In the TA, these two exs. are misplaced, or something has been omitted before them by a copyist.]) b4: [Hence also,] one says, فَتَنَهُ, aor. ـِ (K, TA,) inf. n. فَتْنٌ, (TA,) He, or it, caused him to fall into الفِتْنَة; (K, TA;) i. e. trial; and affliction, distress, or hardship; [generally meaning an affliction whereby some good or evil quality is put to the test;] (TA;) as also ↓ اِفْتَتَنَهُ; and ↓ فتّنهُ; (K, TA;) but this, of which the inf. n. is تَفْتِينٌ, has an intensive signification; (S;) and ↓ أَفْتَنَهُ; (K, TA;) which last is rare, or rather, accord. to As, [though app. not in this sense, but in another, to be mentioned in what follows,] is not allowable: (TA:) the first of these verbs is trans. and intrans.: (S, K, TA:) you say also, فَتَنَ, (Az, T, S, K, TA,) aor. ـِ (Az, T, K,) inf. n. فُتُونٌ, (Az, T, S, TA,) He fell into فِتْنَة [i. e. trial, or affliction, &c.]; (Az, T, K;) as also ↓ اِفْتَتَنَ: (K:) or the former signifies he shifted from a good, to an evil, state or condition: or, accord. to En-Nadr, one says ↓ اِفْتَتَنَ and اُفْتُتِنَ, both meaning the same; and this is correct; but فَتَنَ as quasi-pass. of فَتَنْتُهُ [i. e. as intrans.] is of weak authority: (T:) and ↓ اُفْتُتِنَ, said of a man, [as also اِفْتَتَنَ,] and فُتِنَ, signify the same, (S, M,) accord. to Az, (M,) i. e. he was smitten by a فِتْنَة [or trial, &c.,] so that his wealth, or property, or his intellect, departed: and likewise he was tried, or tested: (S:) and accord. to Az, one says, of a man, ↓ أُفْتِنَ, [if not a mistranscription for اُفْتُتِنَ, as above,] with damm, meaning فُتِنَ: (TA:) [and فَتَنَهُ has فُتُونٌ also as an inf. n.:] it is said in the Kur [xx. 41], وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا (S) i. e. And we tried thee with a [severe] trying: or the noun in this instance is pl. of فَتْنٌ; or of فِتْنَةٌ, formed by disregard of the ة, like حُجُوزٌ and بُدُورٌ which are [said to be] pls. of حُجْزَةٌ and بَدْرَةٌ; so that the meaning is, we tried thee with several sorts of trying: (Bd:) or, as some say, and we purified thee with a [thorough or an effectual] purifying [like that of gold, or silver, by means of fire]: (TA:) [in many instances] فَتَنَهُ, aor. ـِ [inf. n. فَتْنٌ,] signifies He tried, or tested, him; whence, in the Kur ix. 127, يُفْتَنُونَ meansThey are tried, or tested, by being summoned to war, against unbelievers or the like; or, as some say, by the infliction of punishment or of some evil thing. (M.) فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ, in the Kur [lvii. 13], means Ye caused yourselves to fall into trial and punishment. (TA.) And وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ, in the Kur xxix. 1, is expl. as meaning While they are not tried in their persons and their possessions so that he who has true faith may be known from others by his patient endurance of trial. (T.) And the saying, in a trad., إِنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِى القُبُورِ means [Verily ye shall be tried, or tested, in the graves by] the questioning of [the two angels] Munkar and Nekeer. (TA.) [See also مَفْتُونٌ, which is said to be an inf. n., and syn. with فِتْنَةٌ, meaning خِبْرَةٌ, or with فُتُونٌ (mentioned above as an inf. n. of the intrans. v. فَتَنَ), meaning جُنُونٌ; as well as a pass. part. n.] b5: And فَتَنَهٌ, (M, TA,) inf. n. فَتْنٌ, (TA, [or perhaps فُتُونٌ, as in the next following sentence]) also signifies He made him (a man, M) to turn from, or quit, (M, TA,) the predicament in which he was, (M,) or the right course: (TA:) whence, in the Kur [xvii. 75], وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِى أَوْحَيْنَا

إِلَيْكَ (M, TA) i. e. [And verily they were near to] their making thee to turn [from that which we had revealed to thee]: thus this saying has been explained. (TA.) [And He, or it, seduced him; or tempted him: thus it may often be well rendered, agreeably with what next precedes and what next follows, and with explanations of its act. part. n. and of فِتْنَةٌ.] And one says, فَتَنَ المَالُ النَّاسَ, aor. ـِ inf. n. فُتُونٌ, [or perhaps فَتْنٌ, as in the next preceding sentence,] meaning Wealth, or property, inclined, or attracted, to it, men, or mankind: and فُتِنَ فِى دِينِهِ and ↓ اُفْتُتِنَ, both in the pass. form, He declined [or was made to decline] from [the right way in] his religion. (Msb.) And فَتَنَهُ, aor. ـِ inf. n. فَتْنٌ and فُتُونٌ, (M, K,) He, or it induced in him admiration, or pleasure; (M, * K, * TA;) as also ↓ أَفْتَنَهُ [respecting which see what here follows]: (M, K:) and one says, of a woman, فَتَنَتْهُ, (T, S,) meaning [She enamoured him; or captivated his heart; i. e.] she bereaved him of his heart, or reason, (دَلَّهَتْهُ, [thus in several copies of the S, in one of my copies بَلَّهَتْهُ,] and [so affected him that] he loved her; (S;) as also ↓ أَفْتَنَتْهُ; (T, S;) the former of the dial. of El-Hijáz, and the latter of the dial. of Nejd; (T, S; *) but ↓ افتنتهُ, (T, S,) or افتنهُ, (M,) was disallowed by As, (T, S, M,) and he paid no regard to a verse mentioned to him as an ex. thereof, (T,) [or] he ignored a verse cited to him as an ex. of the pass. part. n. from an أُرْجُوزَة of Ru-beh, not knowing it therein; (M;) most of the lexicologists, however, allow both: (T:) Sb says that فَتَنَهُ signifies he put [or occasioned] in him فِتْنَة; and ↓ افتنهُ, he caused الفِتْنَة to come to him [or to affect him]; (M;) or he said that the latter means he made him to be فَاتِن: (TA voce حَزَنَهُ:) and one says also, of a man, فُتِنَ بالْمَرْأَةِ and ↓ اُفْتُتِنَ [both meaning He was enamoured by the woman]. (T.) b6: and one says also, of a man, فَتَنَ, aor. ـِ inf. n. فُتُونٌ, meaning He desired الفُجُور [i. e. the committing of adultery or fornication]: (Az, TA:) or فَتَنَ إِلَى

النِّسَآءِ, inf. n. فُتُونٌ, he desired الفُجُور (T, M, K, TA) with women or the women; as also فُتِنَ إِلَيْهِنَّ. (M, K, TA.) 2 فَتَّنَ see the preceding paragraph, former half.3 مُفَاتَنَةٌ [The occasioning فِتْنَة (meaning conflict, or discord, or the like,) with another]. (TA in art. عرم: see 3 in that art.) 4 أَفْتَنَ see 1, former half, in two places: and also in the latter half, in four places.5 بَنُو ثَقِيفٍ يَتَفَتَّنُونَ أَبَدًا means يَتَحَارَبُونَ [i. e. The sons of Thakeef (the tribe so called) contend in war, one with another, ever]. b2: تَفَتَّنَنِى: see 5 in art. عجب, where it is said to be syn. with تَصَبَّانِى.8 إِفْتَتَنَ see 1, former half, in four places: and also in the latter half, in two places.

فَتْنٌ A sort, or species; and a state, or condition; syn. ضَرْبٌ, (T, M, K,) and فَنٌّ, (T, K,) and لَوْنٌ, (M, K,) and حَالٌ. (T, K.) Hence the saying of 'Amr Ibn-Ahmar El-Báhilee, إِمَّا عَلَى نَفْسٍ وَإِمَّا لَهَا وَالعَيْشُ فَتْنَانِ فَحُلْوٌ وَمُرْ

[Either against a soul or for it; life being of two sorts, or conditions, sweet and bitter; مُرْ being for مُرٌّ]; (T; and the latter hemistich, without the incipient و, is cited in the K;) thus as related by some: but as related by Aboo-Sa'eed [As], he said فَنَّانِ, i. e. ضَرْبَانِ: and as related by Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, فِتْنَانِ [with kesr]; and [he seems to have held that the poet meant two-sided; for] he says that ↓ الفِتْنُ signifies النَّاحِيَةُ. (T.) b2: And الفَتْنَانِ, (K, TA, [in the CK, erroneously, الفُتْنانِ,]) dual of الفَتْنُ, (TA,) signifies The first and last parts of the day; or the early part of the morning and the late part of the evening: (K, TA:) because they are two states, or conditions, and two sorts. (TA.) فِتْنٌ: see the next preceding paragraph.

فِتْنَةٌ A burning with fire. (T.) b2: And The melting of gold and of silver (K, TA) in order to separate, or distinguish, the bad from the good. (TA.) b3: And [hence, or] from فَتَنَ signifying

“ he melted,” (T,) or from that verb as signifying “ he put into the fire, “(Msb,) gold, and silver, “ for that purpose,” (T, Msb,) it signifies A trial, or probation; (IAar, T, S, M, K, TA;) and affliction, distress, or hardship; (TA;) and [particularly] an affliction whereby one is tried, proved, or tested: (IAar, T, S, K, TA:) this is the sum of its meaning in the language of the Arabs: (T, TA: *) or the trial whereby the condition of a man may be evinced: this, accord. to Zj, may be the meaning in the Kur v. 45: (M:) or a mean whereby the condition of a man is evinced, in respect of good and of evil: (Kull:) [hence it often means a temptation:] and ↓ مَفْتُونٌ signifies the same as فِتْنَةٌ, (S, M, K,) meaning a trial: (K:) the pl. of فِتْنَةٌ is فِتَنٌ. (Msb.) It proceeds from God and from man: (Er-Rághib, TA:) [there are many instances of its proceeding from God in the Kur; for ex., in xxxvii. 61,] إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ i. e. [Verily we have made it to be] a trial [to the wrongdoers] is said in relation to the tree Ez-Zakkoom; the existence of which they disbelieved; for when they heard that it comes forth in the bottom of Hell, they said, Trees become burned in the fire; then how can they grow therein? (M.) [And hence] it signifies also Punishment, castigation, or chastisement. (T, M, K.) And Slaughter: (T:) and civil war, or conflict occurring among people: (M:) and slaughter, and war, and faction, or sedition, among the parties of the Muslims when they form themselves into parties: (T:) and discord, dissension, or difference of opinions, among the people. (IAar, T, K.) A misleading; or causing to err, or go astray: (T, K:) [seduction; or temptation: or a cause thereof; such as] the ornature, finery, show, or pomp, and the desires, or lusts, of the present life or world, whereby one is tried: (T:) and wealth, or children; (T, K, TA;) because one is tried thereby: (TA:) and women; than whom, the Prophet said, there is no فِتْنَة more harmful to men: (T:) and a cause of one's being pleased with a thing; (T, M, K;) as in the saying لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [in the Kur x. 85, i. e. Make not us to be a cause of pleasure to the wrongdoing people]; meaning, make not them to prevail over us, so as to become pleased with their unbelief and to think that they are better than we. (T.) Also Madness, insanity, or diabolical possession; (T, K;) and so ↓ فُتُونٌ and ↓ مَفْتُونٌ. (T.) And Error; or deviation from the right way. (M, K.) And Infidelity; or unbelief: (T, M, K:) thus in the saying, [in the Kur ii. 187,] وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [and infidelity, or unbelief, is more excessive than slaughter: and the like is said in ii. 214]. (T.) And A sin, a crime; or an act of disobedience for which one deserves punishment. (M, K.) and Disgrace, shame, or ignominy. (M, K.) فِتْنَةُ الصَّدْرِ signifies الوَسْوَاسُ [app. as meaning The devil's prompting, or suggesting, of some evil idea]: فِتْنَةُ المَحْيَا, The being turned from the [right] road: فِتْنَةُ المَمَاتِ, The being questioned in the grave [by the two angels Munkar and Nekeer]: فِتْنَةُ الضُّرِّ, The sword: and فِتْتَةُ السُّرِّ, Women. (TA.) [And الفِتْنَةُ العَمْيَا is a phrase used in the present day as meaning Incurable evil or trouble.]

A2: [It is also the name now commonly given to The mimosa farnesiana of Linn.; (Delile's Floræ

Ægypt. Illustr. no. 962;) called by Forskål (Flora Ægypt. Arab. p. lxxvii.) mimosa scorpioïdes.]

فِتَانٌ A covering, of leather, for the [camel's saddle called] رَحْل: (T, M, K:) pl. فُتُنٌ. (M.) فُتُونٌ: see فِتْنَةٌ, latter half. [It is an inf. n. of 1 in several senses.]

فَتِينٌ, applied to silver (وَرِق, i. e. فِضَّة), Burnt. (S.) b2: [Hence,] Black stones; as though burnt with fire. (T.) And A [stony tract such as is called] حَرَّة, (S,) or like a حَرَّة, (Sh, T,) as though the stones thereof were burnt: (Sh, T, S:) or a black حَرَّة: (K:) or a حَرَّة wholly covered by black stones, as though they were burnt: (M:) pl. فُتُنٌ: (Sh, T, M, K:) and فَتَائِنُ signifies black حِرَار [pl. of حَرَّةٌ]; (TA; [and the same is app. indicated in the T;]) as though its sing. were

↓ فَتِينَةٌ; and some say that this is a sing. [or n. un.], and that فَتِين is the pl. [or coll. gen. n.]; but as some relate a verse of El-Kumeyt which is cited as an ex. of فَتِينَة with the ة elided because ending the verse, it is فِتِينَ, and said to be pl. of فِتَةٌ, like as عِزِينَ is of عِزَةٌ. (T.) A2: In the dial. of El-Yemen it signifies Short; and small. (TA.) فَتِينَةٌ: see the next preceding paragraph.

فَتَّانٌ is an intensive epithet. (TA.) b2: and signifies A goldsmith or silversmith: (S, K, TA:) because of his melting the gold and the silver in the fire. (TA.) b3: And الفَتَّانَةُ signifies [The touch-stone; i. e.] the stone with which gold and silver are tried, or tested. (KT.) b4: And the former, A man who tries, or tempts, much. (TA.) And الفَتَّانُ, The devil; (T, S, K;) who tries, or tempts, men, by his deceit, and his embellishing acts of disobedience; (T;) as also ↓ الفَاتِنُ; (M, K;) [each] an epithet in which the quality of a subst. predominates: (M:) pl. of the former فُتَّانٌ. (T, S.) And الفَتَّانَتَانِ, The dirhem and the deenár; (K, TA;) as though they tried, or tempted, men. (TA.) And likewise, (K,) or فَتَّانَا القَبْرِ, (M,) [The two angels] Munkar and Nekeer [who are said to examine and question the dead in the graves]. (M, K.) b5: And A thief, or robber, (T. K,) who opposes himself to the company of travellers in their road. (T.) فَاتِنٌ [is the act. part. n. of the trans. v. فَتَنَ; and as such] signifies Causing to err, or go astray, (T, S, M,) from the truth: (S:) hence the saying in the Kur [xxxvii. 162], مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ, (T, S, * M, *) which, accord. to Fr, means, Ye have not power [over him] to cause him to err, except him against whom it has been decreed that he shall enter the fire [of Hell]; فاتنين being made trans. by means of عَلَى because it implies the meaning of قَادِرِينَ, which is thus made trans.: (M:) Fr says, the people of El-Hijáz say مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ; and the people of Nejd, ↓ بِمُفْتِنِينَ, from أَفْتَنْتُ. (S.) b2: See also فَتَّانٌ.

A2: It is also an epithet from the intrans. v.

فَتَنَ; and as such is applied to a heart as signifying Falling into فِتْنَة [i. e. trial, or affliction, &c.; or in a state of trial, &c.]. (S, * TA.) فَيْتَنٌ A carpenter. (K.) مُفْتَنٌ: see مَفْتُونٌ. [And see also the different explanations of its verb.]

مُفْتِنٌ: see an ex. of its pl. voce فَاتِنٌ.

مَفْتُونٌ [pass. part. n. of 1; signifying Burned: &c.]. b2: It is applied as an epithet to a deenár as meaning Put into the fire in order that one may see what is its [degree of] goodness. (S.) b3: It signifies also Smitten by a فِتْنَة [or trial, &c.,] so that his wealth, or property, or his intellect, has departed: and likewise tried, or tested: (S:) or caused to fall into الفِتْنَة; (K, TA;) i. e. trial; and affliction, distress, or hardship; (TA;) as also ↓ مُفْتَنٌ. (K, TA.) And [particularly] Afflicted with madness, insanity, or diabolical possession. (T, K. *) [See also what here follows.]

A2: It is also syn. with فِتْنَةٌ; (T, S, M, K;) and, thus used, it is an inf. n., like مَعْقُولٌ &c. (T, S, M.) See فِتْنَةٌ, former half: and again, in the latter half. Hence, (T, M,) as some explain it, (M,) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ, [in the Kur lxviii. 6,] (T, M,) meaning In which of you is madness: (T:) but some say that the ب is redundant; (M;) thus says AO; (T;) the meaning being أَيُّكُمُ الْمَفْتُونُ [Which of you is the afflicted with madness]; (T, M;) but Zj disallowed this: (T:) J says, [in the S,] that the ب is redundant, as in كَفَى بِاللّٰهِ شَهِيدًا, in the Kur [xiii. last verse, &c.], and [thus in copies of the S, app. a mistake for “ or ”] المفتون means الفِتْنَةُ, and is an inf. n. [&c.]: IB says, [in remarking upon this passage of the S,] if the ب be redundant, المفتون is the man, and is not an inf. n.; but if you make the ب to be not redundant, then المفتون is an inf. n. in the sense of الفُتُون. (TA.) [See also art. ب; p. 142, second col.; and p. 143, third col.]

مَفْتُونَةٌ is [a term] applied to A number of black camels collected together (لَابَة سَوْدَآء), as though they were like the [stony tract called] حَرَّة, in blackness; as though they were burnt. (T.)
فتن
: (الفَتْنُ، بالفتحِ) ، ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ لأنَّه مَفْهومٌ مِن إطْلاقِه: (الفَنُّ والحالُ؛ وَمِنْه) قوْلُ عَمْرو بنِ أَحْمر الباهِلِيّ:
إمَّا على نَفْسِي وإمَّا لَهاو (العَيْشُ فِتْنَان) فَحُلْوٌ ومُرْ (أَي) ضَرْبانِ و (لَوْنانِ حُلْوٌ ومُرٌّ) ؛ وقالَ نابِغَةُ بَني جعْدَةَ:
هما فَتْنَانِ مَقْضِيٌّ عليهلِسَاعَتِه فآذَنَ بالوَداعِ (و) الفَتْنُ: (الإِحْراقُ) بالنَّارِ. يقالُ: فَتَنَتِ النَّارُ الرَّغيفَ: أَحْرَقَتْهُ. (وَمِنْه) قوْلُه، عزَّ وجلَّ: {يومَ هم (على النَّارِ يُفْتَنُونَ) } ، أَي يُحْرَقُونَ بالنارِ. وجَعَلَ بعضُهم هَذَا المعْنَى هُوَ الأَصْل؛ وقيلَ: معْنَى الآيَةِ يُقَرَّرُونَ بذنوبِهم.
(والفِتْنَةُ، بالكسْرِ: الخِبْرَةُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {إنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً} ، أَي خِبْرَةً. وقوْلُه، عزَّ وجلَّ: {أَوَ لَا يَرَوْنَ أنَّهم يُفْتَنُونَ فِي كلِّ عامٍ مرَّةً أَو مَرَّتَيْن} ؛ قيلَ: مَعْناهُ يُخْتَبَرُونَ بالدّعاءِ إِلَى الجِهادِ، وقيلَ: بإنْزَالِ العَذابِ والمَكْروه؛ (كالمَفْتُونِ) ، صِيغَ المَصْدرُ على لَفْظِ المَفْعولِ كالمَعْقُولِ والمَجْلودِ؛ (وَمِنْه) قوْلُه تعالَى: {فسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ (بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ) } .
قالَ الجَوْهرِيُّ: الباءُ زائِدَةٌ كَمَا زِيدَتْ فِي قوْلِهِ تعالَى: {قلْ كَفَى بااِ شَهِيدا} . والمَفْتونُ: الفِتْنَةُ، وَهُوَ مَصْدرٌ كالمَحْلُوفِ والمَعْقولِ، ويكونُ أَيُّكم المُبْتدا والمَفْتُون خَبَره.
قالَ: وقالَ المازِنيُّ: المَفْتونُ هُوَ رفعٌ بالابْتِداءِ وَمَا قَبْله خَبَره كقوْلِهم: بمَنْ مُرْورُك وعَلى أَيِّهم نُزُولُك، لأنَّ الأوّل فِي معْنَى الظَّرْفِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: إِذا كَانَت الباءُ زائِدَةً فالمَفْتُونُ الإِنْسان، وليسَ بمَصْدَر، فَإِن جعلت الْبَاء غَيْر زائِدَةٍ فالمَفْتُونُ مَصْدَرٌ بمعْنَى الفُتُونِ.
(و) الفِتْنَةُ: (إِعْجابُك بالشَّيءِ) ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {ربَّنا لَا تَجْعَلْنا فِتْنةً للقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ؛ أَي لَا تُظْهِرْهُم علينا فيُعْجبُوا ويظنُّوا أنَّهم خَيْرٌ منَّا، والفِتْنَةُ هُنَا إِعْجابُ الكفّارِ بكفْرِهم.
وَفِي الحدِيثِ: (مَا تَرَكْتُ فِتْنةً أَضَرَّ على الرِّجالِ مِن النِّساءِ) ؛ يقولُ: أَخافُ أَن يُعْجبُوا بهنَّ فيَشْتغِلُوا عَن الآخِرَةِ والعَمَل لَهَا.
(وفَتَنَه يَفْتِنُه فَتْناً وفُتُوناً) : أَعْجَبَه (وأَفْتَنَه) ، كذلِكَ، الأولى لُغَةُ الحِجازِ، والثَّانيَةُ لُغَةُ نَجْدٍ، هَذَا قوْلُ أَكْثَر أَهْل اللغَةِ؛ قالَ أَعْشَى هَمْدانَ فجَاء باللُّغَتَيْن:
لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْسَعِيداً فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِمقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ ابنُ جنيّ: ويقالُ هَذَا البَيْتُ لابنِ قَيْسٍ.
وقالَ الأَصْمعيُّ: هَذَا سَمِعْناه من مُخَنَّثٍ وليسَ بثَبَتٍ، لأنَّه كَانَ ينكرُ أَفْتَنَ، وأَجازَه أَبُو زيدٍ، وقالَ: هُوَ فِي رجز رُؤْبَة يعْنِي قوْلَه:
يُعْرِضْنَ إعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ وقوْلُه أَيْضاً:
إنِّي وبعضَ المُفْتِنِينَ داوُدْويوسُفٌ كادَتْ بِهِ المَكايِيدْقالَ: وحكَى الزجَّاجيُّ فِي أَمالِيه بسنَدِه عَن الأَصْمعيّ قالَ: حدَّثنا عُمر بنُ أَبي زائِدَةَ قالَ: حدَّثَتْني أُمُّ عَمْرو بنْت الأَهْتم قالتْ: مَرَرْنا وَنحن جَوَارٍ بمجلسٍ فِيهِ سَعِيد بن جُبَيْر، ومَعَنا جارِيَة تغنِّي بدُفَ مَعهَا وتقولُ:
لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْس أَفْتَنَتْسَعِيداً فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِموأَلْقَى مَصابِيحَ القِراءَ واشْتَرى وِصالَ الغَواني بالكِتابِ المُتَمَّمِفقالَ سَعِيدٌ: كَذَبْتُنّ كذَبْتنَّ.
(والفِتْنَةُ: (الضَّلالُ.
(والفِتْنَةُ: (الإِثْمُ والمَعْصيَةُ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {أَلا فِي الفتْنَةِ سَقَطُوا} ؛ أَي الاثْم.
(والفِتْنَةُ: (الكُفْرُ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {والفِتْنَةُ أَشَدُّ مِن القَتْلِ} ؛ وَكَذَا قَوْلهُ تعالَى: {إنْ خِفْتُم أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذين كَفَرُوا} ؛ وَكَذَا قوْلُه تَعَالَى: {على خَوْفٍ مِن فرْعونَ ومَلَئِهِم أَن يَفْتِنَهُم} .
(والفِتْنَةُ: (الفَضِيحَةُ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَمن يرد الله فِتْنَتَهُ} ؛ أَي فَضِيحَتَه، وقيلَ: كفْرَه.
قالَ أَبو إسْحاق: ويجوزُ أَن يكونَ اخْتِيارَه بِمَا يَظْهَرُ بِهِ أَمْرُه.
(والفِتْنَةُ: (العَذَابُ نحْو تَعْذيبِ الكفَّارِ ضَعْفَى المُؤْمِنِين فِي أَوَّلِ الإسْلام ليَصُدُّوهم عَن الإِيمان؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {أَلا فِي الفِتْنَةِ سَقَطُوا} ؛ أَي فِي العَذابِ والبليةِ؛ وقوْلُه تعالَى: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُم} ؛ أَي عَذَابَكم.
(وقالَ الأزْهرِيُّ وغيرُه: جِماعُ معْنَى الفِتْنَة الابْتِلاءُ والامْتِحانُ والاخْتِيارُ، وأَصْلُها مأْخوذٌ مِن الفتنِ، وَهُوَ (إذابَةُ الذَّهَبِ والفِضَّةِ بالنَّارِ لِتَمَيُّزِ الرَّدِيءِ من الجيِّدِ.
وَفِي الصِّحاحِ: لتنْظرَ مَا جَوْدَتُه.
زادَ الــرَّاغبُ: ثمَّ اسْتعْمل فِي إدْخالِ الإِنْسان النَّار والعَذَاب، وتارَةً يسمّونَ مَا يَحْصَلُ عَنهُ العَذابُ فِتْنَةً فتسْتَعْملُ فِيهِ، وتارَةً فِي الاخْتِبارِ نحْو: {وفَتَّناكَ فُتُوناً} .
(والفِتْنَةُ: (الإِضْلالُ؛ نحْو قَوْله تعالَى: {مَا أَنْتم عَلَيْهِ بفاتِنينَ} ؛ أَي بمُضِلِّين إلاَّ من أَضَلّه الله تَعَالَى، أَي لسْتُم تُضِلُّونَ إِلَّا أَهلَ النارِ الَّذين سَبَقَ عِلْم الله تَعَالَى فِي ضلالِهم.
قالَ الفرَّاءُ: أَهْلُ الحجازِ يقُولُونَ بفاتِنِينَ، وأَهْلُ نَجْدٍ يقُولُونَ بمُفْتِنينَ مِن أَفْتَنْتُ.
(والفِتْنَةُ: (الجُنونُ كالفُتُونِ.
(والفِتْنَةُ: (المِحْنَةُ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ. وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وهم لَا يُفْتَنُونَ} ؛ أَي لَا يُمْتَحَنُونَ بِمَا يَبِينُ حَقِيقَة إيمانِهم.
وَفِي الحدِيثِ: (فَبِي تُفْتَنُونَ وعنِّي تُسْأَلونَ) ، أَي تُمْتَحَنُونَ فِي قُبورِكم ويُتَعَرَّف إيمانُكم لَا بنبوَّتي.
(والفِتْنَةُ: (المالُ.
(والفِتْنَةُ: (الأوْلادُ أُخِذَ ذلِكَ مِن قوْلهِ تَعَالَى: {واعْلَموا إنَّما أَمْوالُكُم وأَوْلادُكم فِتْنَة} ؛ فقد سمَّاهُم هَهُنَا فِتْنَة اعْتِباراً بِمَا ينالُ الإِنْسان مِنَ الاخْتِبار بهم، وسَمَّاهم عَدوّاً فِي قوْلِه، عزَّ وجلَّ: {إنَّ مِن أَزْواجِكم وأَوْلادِكم عَدوّاً لكم} ، اعْتِباراً بِمَا يتولَّدُ مِنْهُم. وجَعَلَهم زِينَة فِي قوْلِه، عزَّ وجلَّ: {زُيِّن للناسِ حُبُّ الشَّهَوات} ، الآيَة اعْتِباراً بأَحْوالِ الناسِ فِي تَزْيينِهم بهم.
قالَ الــرَّاغبُ: وَفِي حدِيثِ عُمَر: سمعَ رجُلاً يَتَعَوَّذُ مِن الفِتَنِ فقالَ: أَتَسْأَلُ رَبَّك أَن لَا يَرْزُقَك أَهلاً ومالاً؟ تأَوَّلَ الآيَةَ المَذْكُورَة: وَلم يُرِدْ فِتَنَ القِتالِ والاخْتِلافِ.
(والفِتْنَةُ: (اخْتِلافُ النَّاسِ فِي الآراءِ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وقوْلُه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إنِّي أَرَى الفِتَنَ خِلالَ بُيوتِكم) ؛ يكونُ القَتْلُ والحُرُوبُ والاخْتِلافُ الَّذِي يكونُ بينَ فِرَقِ المُسْلمين إِذا تَحَزَّبوا، ويكونُ مَا يُبْلَوْنَ بِهِ مِن زِينَةِ الدُّنيا وشَهَواتِهَا فيُفْتَنُونَ بذلكَ عَن الآخِرَةِ والعَمَل لَهَا.
قالَ الــراغبُ: وجُعِلَتِ الفتْنَةُ كالبَلاءِ فِي أنَّهما يُسْتَعْملان فيمَا يدفعُ إِلَيْهِ الإِنْسانُ من شدَّةٍ ورخَاءٍ، وهما فِي الشدَّةِ أَظْهَر معْنًى، وَقد قالَ، عزَّ وجلَّ: {ونَبْلوَكُمْ بالشرِّ والخيْرِ فِتْنَة} ، وَقَالَ فِي الشدَّةِ: {وَمَا يُعَلَّمانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يقُولا إنَّما نَحن فِتْنَةٌ فَلَا تكْفُر} ؛ ثمَّ قالَ: والفتْنَة مِن الأَفْعال الَّتِي تكون مِن اللهِ، عزَّ وجلَّ، ومِن العَبْدِ كالبليةِ والمَعْصيَةِ والقَتْلِ والعَذابِ وغَيْرِ ذلِكَ مِنَ الأَفْعالِ الكَرِيهَةِ، وَمَتى كانتْ مِن اللهِ تَعَالَى تكونُ على وَجْه الحكْمَةِ، وَمَتى كانَتْ مِن الإِنْسانِ بغيرِ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى تكونُ بضدِّ ذَلِك.
(وفَتَنَه يَفْتِنُه فتنا: (أَوْقْعَهُ فِي الفِتْنَةِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَإِن كادُوا ليَفْتِنُونك عَن الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْك} ؛ أَي يوقِعُونَك فِي بليةٍ وشدَّةٍ فِي صرْفِهم إيَّاك عمَّا أَوحى إِلَيْك. وقوْلُه تَعَالَى: {فَتَنْتم أَنْفسَكُم} ؛ أَي أَوْقَعْتُموها فِي بليةٍ وعَذابٍ (كفَتَّنَه، بالتَّشديدِ، (وأَفْتَنَه؛ الأَخيرَةُ عَن أَبي السَّفَر قَلِيلَة، بل أَنْكَرَها الأَصْمعيُّ، رحِمَه اللهُ تعالَى وَلم يَعْبَأ بِمَا أَنْشَدَه من قوْلِ الشاعِرِ، (فَهُوَ مُفْتَنٌ كمُعَظَّمٍ ومُكْرَمٍ، (ومَفْتُونٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (المُؤْمِنُ خُلِقَ مُفَتَّناً) أَي مُمْتَحَناً يمتَحِنُه اللهُ تعالَى بالذَّنبِ ثمَّ يَتُوبُ ثمَّ يَعودُ ثمَّ يَتُوبُ.
(وفُتِنَ الرَّجُلُ فُتوناً: (وَقَعَ فِيهَا لازِمٌ مُتَعَدَ؛ وَمِنْه قوْلُهم: قلْبٌ فاتِنٌ: أَي مُفْتَتِنٌ؛ قالَ الشاعِرُ:
رَخِيمُ الكَلامِ قَطِيعُ القِيام أَمْسى فُؤَادِي بِهِ فاتِنا (كافْتَتَنَ فيهمَا، أَي فِي اللازِمِ والمْتَعدِّي. يقالُ: افْتَتَنَه افْتتاناً إِذْ فتنه.
وافْتَتَنَ فِي الشيءِ: فُتِنَ فِيهِ.
(وفَتِنَ (إِلَى النِّساءِ فُتُوناً وفُتِنَ إليهِنَّ، بالضَّمِّ: أَرادَ الفُجُورَ بِهِنَّ. وقالَ أَبُو زيْدٍ: فُتِنَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فُتوناً إِذا أَرادَ الفُجُورَ.
وحكَى الأزْهريُّ عَن ابنِ شُمَيْل: افْتَتَنَ الرَّجلُ وافْتُتِنَ لُغَتَانِ؛ قالَ: وَهَذَا صَحيحٌ، وأَمَّا فتَنْتُه ففَتَنَ فَهِيَ لغَةٌ ضَعِيفَةٌ.
(والفَتِينُ، (كأميرٍ، مِن الأَرضِ: (الحَرَّةُ السَّوداءُ كأَنَّها مُحْرفَة؛ (ج فُتُنٌ (ككُتُبٍ.
(والفَتَّانُ، كشَدَّادٍ: (اللِّصُّ الَّذِي يَعْرِضُ للرُّفْقةِ فِي طريقِهم.
(وأَيْضاً: (الشَّيْطانُ لكوْنِه يفْتنُ الناسَ بخِداعِهِ وغرُورِه وتَزْيينِه المَعاصِي، وَبِهِمَا فُسِّرَ حدِيثُ قَيْلَة: (المُسْلِم أَخُو المُسْلِم يَسَعُهُما الماءُ والشَّجَرُ ويَتَعاوَنان على الفَتَّانِ) ؛ (كالفاتِنِ وَهُوَ الشَّيْطانُ، صفَةٌ غالِبَةٌ، وجَمْعُ الفَتَّانِ فُتَّانٌ، كرُمَّانٍ وَبِه رُوِي الحدِيثُ المَذْكورُ أَيْضاً.
(والفَتَّانُ: (الصَّائِغُ لإِذابَتِه الذَّهَب والفِضَّة فِي النارِ.
(والفَتَّانانِ: الدِّرْهَمُ والدِّينارُ لأنَّهما يَفْتِنان الناسَ.
(وفَتَّانَا القَبْر: (مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ؛ وَفِي حدِيثِ الكُسوفِ: (وإِنَّكم تُفْتَنُونَ فِي القُبورِ) ، يُريدُ مُساءَلَة مُنْكَر ونَكِيرِ مِن الفِتْنَةِ الامْتِحانِ.
(والفَيْتَنُ، كحَيْدَرٍ: النَّجَّارُ.
(وفاتُونُ: خَبَّازُ فِرْعَوْنَ، وَهُوَ (قَتيلُ موسَى، عَلَيْهِ السَّلَام، هَكَذَا سَمَّاه بعضُ المُفَسِّرين.
(والفَتْنانِ الغُدْوَةُ والعَشِيُّ، مُثَنَّى فَتْن، لأنَّهما حَالانِ وضَرْبانِ.
(والفِتانُ، ككِتابٍ: غِشاءٌ.
(يكونُ (للرَّحْلِ مِن أَدَمٍ؛ قالَ لبيدٌ:
فثَنَيْت كَفِّي والفِتانَ ونُمْرُقيومَكانُهنَّ الكُورُ والنَّسْعانُ والجَمْعُ فُتْنٌ.
(وكصاحِبٍ وزُبَيْرٍ: اسْمانِ؛ ومِن الأَوَّل: فاتِنُ المطينيُّ ومَوْلاه أَبو الحَسَنِ بِشْرُ بنُ عبدِ اللهِ الفاتِنيّ صالِحٌ صَدُوقٌ، رَوَى عَنهُ الخَطيبُ وابنُ ماكُولا.
(والمَفْتونُ: المَجْنونُ؛ وَبِه فَسَّر أَبو إسْحاق قوْلَه تَعَالَى: {بأَيّكم المَفْتون} .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ سِيْبَوَيْه: فتَنَه جَعَلَ فِيهِ فِتْنَةً وأَفْتَنَهُ أَوْصَلَ الفِتْنَةَ إِلَيْهِ.
وحَكَى أَبو زيْدٍ: أُفْتِنَ الرَّجلُ، بالضمِّ، أَي فُتِنَ.
وقالَ أَبو السَّفَر: أُفْتِنَ الرَّجلُ وفُتِنَ فَهُوَ مَفْتونٌ أَصابَتْه فِتْنَةٌ فذَهَبَ مالَهُ أَو عَقْلُه، وكذلِكَ إِذا اخْتُبِرَ.
ووَرِقٌ فَتِينٌ: أَي فِضَّة مُحْرَقَة.
ودِينارٌ مَفْتونٌ: فتنَ بالنارِ.
والفَتَّانُ: مِن أَبْنِيَةِ المُبالَغَةِ فِي الفِتْنَةِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (أَفَتَّانٌ أَنتَ يَا معَاذ؟) .
وقيلَ فِي قوْلِه تَعَالَى: {وفتَنَّاكَ فُتُوناً} ؛ أَي أَخْلَصناكَ إخلاصاً.
وفَتَنَه فتْناً: أَمالَهُ عَن القصْدِ وأَزَالَه وصَرَفَه، وَبِه فُسِّر قوْلُه تعالَى: {وَإِن كادُوا ليَفْتِنونَك عَن الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْك} ، أَي يُمِيلُونك ويُزِيلُونك.
والفُتُونُ: الجُنُونُ.
والفِتْنَةُ: مَا يَقَعْ بينَ الناسِ مِن الحَرْبِ والقِتالِ.
ويقالُ: بنُو ثَقِيف يفتنون أَبداً أَي يَتَحارَبُون. والفَتائِنُ: الحِرَارُ السُّودُ؛ قالَ أَبو قَيْس بنُ الأُسْلَت:
غِراسٌ كالفَتائِنِ مُعْرَضاتٌ على آبارِها أَبداً عُطُونُوفِتْنَةُ الصَّدْرِ: الوَسْواسُ.
وفِتْنَةُ المَحْيا: أَن يَعْدِلَ عَن الطَّريقِ.
وفِتْنَةُ المَمَات: أَن يْسْأَلَ فِي القبْرِ.
وفِتْنَةُ الضرَّاء: السَّيْفُ.
وفِتْنَةُ السرَّاءِ: النِّساءُ.
ويقالُ للأَمَة السَّوْداءِ مَفْتونَةٌ لأنَّها كالحَرَّةِ السَّوْداء فِي السَّوادِ كأنَّها مُحْترِقَةٌ.
والفتنُ: الناحِيَةُ؛ عَن أَبي عَمْرو.
وفتنٌ، كبقم: مَدينَةٌ بالهِنْدِ كبيرَةٌ حَسَنةٌ على ساحِلِ البَحْرِ ومَرْسَاها عَجيبٌ، وَبهَا العِنَبُ والرُّمَّانُ الطيِّبُ؛ وَمِنْهَا: الشيخُ الصالِح مُحَمَّد النّيْسابُورِي نَزِيلُ فتن، أَحَدُ الفُقَراء المُؤَهلين، اجْتَمَعَ بِهِ ابنُ بطوطَةَ وذَكَرَه فِي رحْلَتِه.
والفَتِينُ، كأميرٍ: القَصِيرُ والصَّغيرُ، يمانِيَّةٌ.
وفُتونُ، بالضمِّ: بنْتُ عليِّ بنِ عليِّ بنِ السَّمين، رَوَتْ عَن أبي طَلَحَةَ النِّعَال وغيرِهِ، نَقَلَهُ الحافِظُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
فتن: {تفتنون}: تؤثمون، وكذلك {لا تفتني}.
(فتن)
الْمَعْدن فتنا وفتونا صهره فِي النَّار ليختبره وَيُقَال فتنته النَّار صهرته وَفُلَانًا عذبه ليحوله عَن رَأْيه أَو دينه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن الَّذين فتنُوا الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ثمَّ لم يتوبوا فَلهم عَذَاب جَهَنَّم وَلَهُم عَذَاب الْحَرِيق} ورماه فِي شدَّة ليختبره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أَو لَا يرَوْنَ أَنهم يفتنون فِي كل عَام مرّة أَو مرَّتَيْنِ} وَيُقَال فتنه بِهِ وَفِيه وَالشَّيْء فلَانا أعجب بِهِ واستهواه يُقَال فتنه المَال وفتنته الْمَرْأَة ولهته وَفُلَانًا عَن الشَّيْء لواه وَصَرفه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واحذرهم أَن يفتنوك عَن بعض مَا أنزل الله إِلَيْك} فَهُوَ فاتن وفتان وَالْمَفْعُول مفتون وفتين
فتن
أصل الفَتْنِ: إدخال الذّهب النار لتظهر جودته من رداءته، واستعمل في إدخال الإنسان النار.
قال تعالى: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ
[الذاريات/ 13] ، ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ
[الذاريات/ 14] ، أي: عذابكم، وذلك نحو قوله: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ [النساء/ 56] ، وقوله:
النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها الآية [غافر/ 46] ، وتارة يسمّون ما يحصل عنه العذاب فيستعمل فيه. نحو قوله: أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا
[التوبة/ 49] ، وتارة في الاختبار نحو: وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً
[طه/ 40] ، وجعلت الفتنة كالبلاء في أنهما يستعملان فيما يدفع إليه الإنسان من شدّة ورخاء، وهما في الشّدّة أظهر معنى وأكثر استعمالا، وقد قال فيهما: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً
[الأنبياء/ 35] . وقال في الشّدّة: إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ
[البقرة/ 102] ، وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة/ 191] ، وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ [البقرة/ 193] ، وقال:
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا [التوبة/ 49] ، أي: يقول لا تبلني ولا تعذّبني، وهم بقولهم ذلك وقعوا في البليّة والعذاب. وقال: فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ [يونس/ 83] ، أي: يبتليهم ويعذّبهم، وقال: وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ [المائدة/ 49] ، وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ
[الإسراء/ 73] ، أي: يوقعونك في بليّة وشدّة في صرفهم إيّاك عمّا أوحي إليك، وقوله: فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ
[الحديد/ 14] ، أي: أوقعتموها في بليّة وعذاب، وعلى هذا قوله: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال/ 25] ، وقوله: وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
[التغابن/ 15] ، فقد سمّاهم هاهنا فتنة اعتبارا بما ينال الإنسان من الاختبار بهم، وسمّاهم عدوّا في قوله: إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ [التغابن/ 14] ، اعتبارا بما يتولّد منهم، وجعلهم زينة في قوله: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ 
الآية [آل عمران/ 14] ، اعتبارا بأحوال الناس في تزيّنهم بهم، وقوله: الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ [العنكبوت/ 1- 2] ، أي: لا يختبرون فيميّز خبيثهم من طيّبهم، كما قال: لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ [الأنفال/ 37] ، وقوله: أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ [التوبة/ 126] ، فإشارة إلى ما قال: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ الآية [البقرة/ 155] ، وعلى هذا قوله: وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ [المائدة/ 71] ، والْفِتْنَةُ من الأفعال التي تكون من الله تعالى، ومن العبد كالبليّة والمصيبة، والقتل والعذاب وغير ذلك من الأفعال الكريهة، ومتى كان من الله يكون على وجه الحكمة، ومتى كان من الإنسان بغير أمر الله يكون بضدّ ذلك، ولهذا يذّمّ الله الإنسان بأنواع الفتنة في كلّ مكان نحو قوله: وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة/ 191] ، إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ
[البروج/ 10] ، ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ
[الصافات/ 162] ، أي: بمضلّين، وقوله: بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ
[القلم/ 6] . قال الأخفش.
الْمَفْتُونُ: الفتنة، كقولك: ليس له معقول ، وخذ ميسوره ودع معسوره، فتقديره بأيّكم الفتون، وقال غيره: أيّكم المفتون ، والباء زائدة كقوله: كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً [الفتح/ 28] ، وقوله: وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ [المائدة/ 49] ، فقد عدّي ذلك ب (عن) تعدية خدعوك لمّا أشار بمعناه إليه.

فتن: الأَزهري وغيره: جِماعُ معنى الفِتْنة الابتلاء والامْتِحانُ

والاختبار، وأَصلها مأْخوذ من قولك فتَنْتُ الفضة والذهب إِذا أَذبتهما بالنار

لتميز الرديء من الجيِّدِ، وفي الصحاح: إِذا أَدخلته النار لتنظر ما

جَوْدَتُه، ودينار مَفْتُون. والفَتْنُ: الإِحْراقُ، ومن هذا قوله عز وجل:

يومَ هم على النارِ يُفْتَنُونَ؛ أَي يُحْرَقون بالنار. ويسمى الصائغ

الفَتَّان، وكذلك الشيطان، ومن هذا قيل للحجارة السُّود التي كأَنها

أُحْرِقَتْ بالنار: الفَتِينُ، وقيل في قوله: يومَ همْ على النار يُفْتَنُونَ،

قال: يُقَرَّرونَ والله بذنوبهم. ووَرِقٌ فَتِينٌ أَي فِضَّة مُحْرَقَة.

ابن الأَعرابي: الفِتْنة الاختبار، والفِتْنة المِحْنة، والفِتْنة المال،

والفِتْنة الأَوْلادُ، والفِتْنة الكُفْرُ، والفِتْنةُ اختلافُ الناس

بالآراء، والفِتْنةُ الإِحراق بالنار؛ وقيل: الفِتْنة في التأْويل الظُّلْم.

يقال: فلان مَفْتُونٌ بطلب الدنيا قد غَلا في طلبها. ابن سيده: الفِتْنة

الخِبْرَةُ. وقوله عز وجل: إِنا جعلناها فِتْنةً

للظالمين؛ أي خِبْرَةً، ومعناه أَنهم أُفْتِنوا بشجرة الزَّقُّوم

وكذَّبوا بكونها، وذلك أَنهم لما سمعوا أَنها تخرج في أَصل الجحيم قالوا:

الشجر يَحْتَرِقُ في النار فكيف يَنْبُت الشجرُ في النار؟ فصارت فتنة لهم.

وقوله عز وجل: ربَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنةً للقوم الظالمين، يقول: لا

تُظْهِرْهُم علينا فيُعْجبُوا ويظنوا أَنهم خير منا، فالفِتْنة ههنا إِعجاب

الكفار بكفرهم.

ويقال: فَتَنَ الرجلُ بالمرأَة وافْتَتَنَ، وأَهل الحجاز يقولون:

فتَنَتْه المرأَةُ إِذا وَلَّهَتْه وأَحبها، وأَهل نجد يقولون: أَفْتَنَتْه؛

قال أَعْشى هَمْدانَ فجاء باللغتين:

لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْ

سَعِيداً، فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِم

قال ابن بري: قال ابن جني ويقال هذا البيت لابن قيسٍ، وقال الأَصمعي:

هذا سمعناه من مُخَنَّثٍ وليس بثَبَتٍ، لأَنه كان ينكر أَفْتَنَ، وأَجازه

أَبو زيد؛ وقال هو في رجز رؤبة يعني قوله:

يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ

وقوله أَيضاً:

إِني وبعضَ المُفْتِنِينَ داوُدْ،

ويوسُفٌ كادَتْ به المَكايِيدْ

قال: وحكى أَبو القاسم الزجاج في أَماليه بسنده عن الأَصمعي قال:

حدَّثنا عُمر بن أَبي زائدة قال حدثتني أُم عمرو بنت الأَهْتم قالت: مَرَرْنا

ونحن جَوَارٍ بمجلس فيه سعيد بن جُبير، ومعنا جارية تغني بِدُفٍّ معها

وتقول:

لئن فتنتني لهي بالأَمس أَفتنت

سعيداً، فأَمسى قد قلا كل مسلم

وأَلْقى مَصابيحَ القِراءةِ، واشْترى

وِصالَ الغَواني بالكتابِ المُتَمَّمِ

فقال سعيد: كَذَبْتُنَّ كذَبْتنَّ. والفِتْنةُ: إِعجابُك بالشيء، فتَنَه

يَفْتِنُه فَتْناً وفُتُوناً، فهو فاتِنٌ، وأَفْتَنَه؛ وأَباها الأَصمعي

بالأَلف فأَنشد بيت رؤبة:

يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ

فلم يعرف البيت في الأُرجوزة؛ وأَنشد الأَصمعي أَيضاً:

لئن فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمسِ أَفتنتْ

فلم يَعْبأْ به، ولكن أَهل اللغة أَجازوا اللغتين. وقال سيبويه: فتَنَه

جعل فيه فِتْنةً، وأَفْتَنه أَوْصَلَ

الفِتْنة إليه. قال سيبويه: إِذا قال أَفْتَنْتُه فقد تعرض لفُتِنَ،

وإِذا قال فتَنْتُه فلم يتعرَّض لفُتِنَ. وحكى أَبو زيد: أُفْتِنَ الرجلُ،

بصيغة ما لم يسم فاعله، أَي فُتِنَ. وحكى الأَزهري عن ابن شميل: افْتَتَنَ

الرجلُ وافْتُتِنَ لغتان، قال: وهذا صحيح، قال: وأَما فتَنْتُه ففَتَنَ

فهي لغة ضعيفة. قال أَبو زيد: فُتِنَ الرجلُ يُفْتَنُ فُتُوناً إِذا

أَراد الفجور، وقد فتَنْته فِتْنةً وفُتُوناً، وقال أَبو السَّفَر:

أَفْتَنْتُه إِفْتاناً، فهو مُفْتَنٌ، وأُفْتِنَ الرجل وفُتِنَ، فهو مَفْتُون إِذا

أَصابته فِتْنة فذهب ماله أَو عقله، وكذلك إِذا اخْتُبِرَ. قال تعالى:

وفتَنَّاك فُتُوناً. وقد فتَنَ وافْتَتَنَ، جعله لازماً ومتعدياً،

وفتَّنْتُه تَفْتِيناً فهو مُفَتَّنٌ أَي مَفْتُون جدّاً. والفُتُون أَيضاً:

الافْتِتانُ، يتعدَّى ولا يتعدَّى؛ ومنه قولهم: قلب فاتِنٌ أَي مُفْتَتِنٌ؛

قال الشاعر:

رَخِيمُ الكلامِ قَطِيعُ القِيا

مِ، أَمْسى فُؤادي بها فاتِنا

والمَفْتُونُ: الفِتْنة، صيغ المصدر على لفظ المفعول كالمَعْقُول

والمَجْلُودِ. وقوله تعالى: فسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ بأَيَّكُمُ المَفْتُونُ؛

قال أَبو إِسحق: معنى المَفْتُونِ الذي فُتِنَ بالجنون؛ قال أَبو

عبيدة: معنى الباء الطرح كأَنه قال أَيُّكم المَفْتُونُ؛ قال أَبو إِسحق: ولا

يجوز أَن تكون الباء لَغْواً، ولا ذلك جائز في العربِية، وفيه قولان

للنحويين: أَحدهما أَن المفْتُونَ ههنا بمعنى الفُتُونِ، مصدر على المفعول،

كما قالوا ما له مَعْقُولٌ ولا مَعْقُودٌ رَأْيٌ، وليس لفلان مَجْلُودٌ

أَي ليس له جَلَدٌ ومثله المَيْسُورُ والمَعْسُورُ كأَنه قال بأَيِّكم

الفُتون، وهو الجُنون، والقول الثاني فسَتُبْصِر ويُبْصِرُونَ في أَيِّ

الفَريقينِ المَجْنونُ أَي في فرقة الإِسلام أَو في فرقة الكفر، أَقامَ الباء

مقام في؛ وفي الصحاح: إِن الباء في قوله بأَيِّكم المفتون زائدة كما زيدت

في قوله تعالى: قل كفى بالله شهيداً؛ قال: والمَفْتُون الفِتْنةُ، وهو

مصدر كالمَحْلُوفِ والمَعْقول، ويكون أَيُّكم الابتداء والمفتون خبره؛

قال: وقل وقال المازني المَفتون هو رفع بالابتداء وما قبله خبره كقولهم بمن

مُروُرُك وعلى أَيِّهم نُزُولُك، لأَن الأَول في معنى الظرف، قال ابن

بري: إِذا كانت الباء زائدة فالمفتون الإِنسان، وليس بمصدر، فإِن جعلت الباء

غير زائدة فالمفتون مصدر بمعنى الفُتُونِ. وافْتَتَنَ في الشيء: فُتِن

فيه. وفتَنَ إِلى النساءِ فُتُوناً وفُتِنَ إِليهن: أَراد الفُجُور بهنَّ.

والفِتْنة: الضلال والإِثم. والفاتِنُ: المُضِلُّ عن الحق. والفاتِنُ:

الشيطان لأَنه يُضِلُّ العِبادَ، صفة غالبة. وفي حديث قَيْلَة: المُسْلم

أَخو المُسْلم يَسَعُهُما الماءُ والشجرُ ويتعاونان على الفَتَّانِ؛

الفَتَّانُ: الشيطانُ الذي يَفْتِنُ الناس بِخداعِه وغروره وتَزْيينه المعاصي،

فإِذا نهى الرجلُ أَخاه عن ذلك فقد أَعانه على الشيطان. قال:

والفَتَّانُ أَيضاً اللص الذي يَعْرِضُ للرُّفْقَةِ في طريقهم فينبغي لهم أَن

يتعاونوا على اللِّصِّ، وجمع الفَتَّان فُتَّان، والحديث يروى بفتح الفاء

وضمها، فمن رواه بالفتح فهو واحد وهو الشيطان لأَنه يَفْتِنُ الناسَ عن

الدين، ومن رواه بالضم فهو جمع فاتِنٍ أَي يُعاوِنُ أَحدُهما الآخرَ على

الذين يُضِلُّون الناسَ عن الحق ويَفْتِنونهم، وفَتَّانٌ من أَبنية المبالغة

في الفِتْنة، ومن الأَول قوله في الحديث: أَفَتَّانٌ أَنت يا معاذ؟

وروى الزجاج عن المفسرين في قوله عز وجل: فتَنْتُمْ

أَنفُسَكُمْ وتَرَبَّصْتُم؛ استعملتموها في الفِتْنة، وقيل:

أَنَمْتُموها. وقوله تعالى: وفتَنَّاكَ فُتُوناً؛ أَي أَخلَصناكَ إِخلاصاً. وقوله

عز وجل: ومنهم من يقول ائْذَنْ لي ولا تَفْتِنِّي؛ أَي لا تُؤْثِمْني

بأَمرك إِيايَ بالخروج، وذلك غير مُتَيَسِّرٍ لي فآثَمُ؛ قال الزجاج: وقيل

إِن المنافقين هَزَؤُوا بالمسلمين في غزوة تَبُوكَ فقالوا يريدون بنات

الأَصفر فقال: لا تَفْتِنِّي أَي لا تَفْتِنِّي ببنات الأَصفر، فأَعلم

الله سبحانه وتعالى أَنهم قد سقَطوا في الفِتْنةِ أَي في الإِثم. وفتَنَ

الرجلَ أَي أَزاله عما كان عليه، ومنه قوله عز وجل: وإِن كادوا ليَفتِنونك

عن الذي أَوْحَيْنا إِليك؛ أَي يُمِيلُونك ويُزِيلُونك. ابن الأَنباري:

وقولهم فتَنَتْ فلانة فُلاناً، قال بعضهم: معناه أَمالته عن القصد،

والفِتْنة في كلامهم معناه المُمِيلَةُ عن الحق. وقوله عز وجل: ما أَنتم عليه

بفاتِنينَ إِلا من هو صالِ الجحِيمِ: فسره ثعلب فقال: لا تَقْدِرون أَن

تَفْتِنُوا إِلا من قُضِيَ

عليه أَن يدخل النار، وعَدَّى بفاتِنين بِعَلَى لأَن فيه معنى قادرين

فعدَّاه بما كان يُعَدَّى به قادرين لو لفِظَ به، وقيل: الفِتْنةُ الإِضلال

في قوله: ما أَنتم عليه بفاتنين؛ يقول ما أَنتم بِمُضِلِّين إِلا من

أَضَلَّه الله أَي لستم تُضِلُّونَ إِلا أَهلَ

النار الذين سبق علم الله في ضلالهم؛ قال الفراء: أَهل الحجاز يقولون ما

أَنتم عليه بفاتِنينَ، وأَهل نجد يقولون بمُفْتِنينَ من أَفْتَنْتُ

والفِتْنةُ: الجُنون، وكذلك الفُتُون. وقوله تعالى: والفِتْنةُ أَشدُّ من

القَتْلِ؛ معنى الفِتْنة ههنا الكفر، كذلك قال أَهل التفسير. قال ابن سيده:

والفِتْنةُ الكُفْر. وفي التنزيل العزيز: وقاتِلُوهم حتى لا تكونَ

فِتْنة. والفِتْنةُ: الفَضِيحة. وقوله عز وجل: ومن يرد الله فِتْنَتَه؛ قيل:

معناه فضيحته، وقيل: كفره، قال أَبو إِسحق: ويجوز أَن يكون اختِبارَه بما

يَظْهَرُ به أَمرُه. والفِتْنة: العذاب نحو تعذيب الكفار ضَعْفَى

المؤمنين في أَول الإِسلام ليَصُدُّوهم عن الإِيمان، كما مُطِّيَ بلالٌ على

الرَّمْضاء يعذب حتى افْتَكَّه أَبو بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه،

فأَعتقه. والفِتْنةُ: ما يقع بين الناس من القتال. والفِتْنةُ: القتل؛ ومنه قوله

تعالى: إِن خِفْتم أَن يَفْتِنَكُمُ الذين كفروا؛ قال: وكذلك قوله في

سورة يونس: على خَوْفٍ من فرعونَ

ومَلَئِهِم أَن يَفْتِنَهُم؛ أَي يقتلهم؛ وأَما قول النبي، صلى الله

عليه وسلم: إِني أَرى الفِتَنَ خِلالَ بُيوتِكم، فإِنه يكون القتل والحروب

والاختلاف الذي يكون بين فِرَقِ المسلمين إِذا تَحَزَّبوا، ويكون ما

يُبْلَوْنَ به من زينة الدنيا وشهواتها فيُفْتَنُونَ بذلك عن الآخرة والعمل

لها. وقوله، عليه السلام: ما تَرَكْتُ فِتْنةً أَضَرَّ على الرجال من

النساء؛ يقول: أَخاف أَن يُعْجُبوا بهنَّ فيشتغلوا عن الآخرة والعمل لها.

والفِتْنةً: الاختِبارُ. وفتَنَه يَفْتِنُه: اختَبَره. وقوله عز وجل: أَوَلا

يَرَوْنَ أَنهم يُفْتَنُونَ في كل عام مرة أَو مرتين: قيل: معناه

يُخْتَبَرُونَ بالدعاء إِلى الجهاد، وقيل: يُفْتَنُونَ بإِنزال العذاب

والمكروه.والفَتْنُ: الإِحرَاق بالنار. الشيءَ في الناريَفْتِنُه: أَحرقه.

والفَتِينُ من الأَرض: الحَرَّةُ التي قد أَلْبَسَتْها كُلَّها حجارةٌ سُودٌ

كأَنها مُحْرَقة، والجمع فُتُنٌ. وقال شمر: كل ما غيرته النارُ

عن حاله فهو مَفْتُون، ويقال للأَمة السوداء مَفْتونة لأَنها كالحَرَّةِ

في السواد كأَنها مُحْترقَة؛ وقال أَبو قَيْسِ ابنُ الأَسْلَتِ:

غِراسٌ كالفَتائِنِ مُعْرَضاتٌ،

على آبارِها، أَبداً عُطُونُ

وكأَنَّ واحدة الفَتائن فَتينة، وقال بعضهم: الواحدة فَتِينة، وجمعها

فَتِين؛ قال الكميتُ:

ظَعَائِنُ من بني الحُلاَّفِ، تَأْوي

إِلى خُرْسٍ نَواطِقَ، كالفَتِينا

(* قوله «من الحلاف» كذا بالأصل بهذا الضبط، وضبط في نسخة من التهذيب

بفتح الحاء المهملة).

فحذف الهاء وترك النون منصوبة، ورواه بعضهم: كالفِتِىنَا. ويقال: واحدة

الفِتِينَ فِتْنَةٌ مثل عِزَةٍ وعِزِينَ. وحكى ابن بري: يقال فِتُونَ في

الرفع، وفِتِين في النصب والجر، وأَنشد بيت الكميت. والفِتْنَةُ:

الإِحْراقُ. وفَتَنْتُ الرغيفَ في النار إِذا أَحْرَقْته. وفِتْنَةُ الصَّدْرِ:

الوَسْواسُ. وفِتْنة المَحْيا: أَن يَعَْدِلَ عن الطريق. وفِتْنَةُ

المَمات: أَنْ يُسْأَلَ في القبر. وقوله عزَّ وجل: إِنَّ الذين فَتَنُوا

المؤْمنين والمؤْمناتِ ثم لم يتوبوا؛ أَي أَحرقوهم بالنار المُوقَدَةِ في

الأُخْدُود يُلْقُون المؤْمنين فيها ليَصُدُّوهم عن الإِيمان. وفي حديث

الحسن: إِنَّ الذين فتنوا المؤْمنين والمؤْمِنات؛ قال: فَتَنُوهم بالنار أَي

امْتَحَنُوهم وعذبوهم، وقد جعل الله تعالى امْتِحانَ عبيده المؤمنين

بالَّلأْواءِ ليَبْلُوَ صَبْرَهم فيُثيبهم، أَو جَزَعَهم على ما ابْتلاهم به

فَيَجْزِيهم، جَزاؤُهم فِتْنةٌ. قال الله تعالى: أَلم، أَحَسِبَ الناسُ

أَن يُتْرَكُوا أَن يقولوا آمنَّا وهم لا يُفْتَنُونَ؛ جاءَ في التفسير:

وهم لا يُبْتَلَوْنَ في أَنفسهم وأَموالهم فيُعْلَمُ بالصبر على البلاء

الصادقُ الإِيمان من غيره، وقيل: وهم لا يُفْتَنون وهم لا يُمْتَحَنُون بما

يَبِينُ به حقيقة إِيمانهم؛ وكذلك قوله تعالى: ولقد فَتَنَّا الذين من

قبلهم؛ أَي اخْتَبَرْنا وابْتَلَيْنا. وقوله تعالى مُخْبِراً عن

المَلَكَيْنِ هارُوتَ ومارُوتَ: إِنما نحن فِتْنَةٌ فلا تَكْفُر؛ معناه إِنما نحن

ابتلاءٌ واختبارٌ لكم. وفي الحديث: المؤمن خُلِقَ مُفَتَّناً أَي

مُمْتَحَناً يمتَحِنُه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب، من فَتَنْتُه إِذا

امْتَحنْتَه. ويقال فيهما أَفْتَنْتُه أَيضاً، وهو قليل: قال ابن

الأَثير: وقد كثر استعمالها فيما أَخرجه الاخْتِبَار للمكروه، ثمَّ كَثُر حتى

استعمل بمعنى الإِثم والكفر والقتال والإِحراق والإِزالة والصَّرْفِ

عن الشيء. وفَتَّانَا القَبْرِ: مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ. وفي حديث الكسوف:

وإِنكم تُفْتَنُونَ في القبور؛ يريد مُساءَلة منكر ونكير، من الفتنةِ

الامتحان، وقد كثرت استعاذته من فتنة القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات

وغير ذلك. وفي الحديث: فَبِي تُفْتَنونَ وعنِّي تُسْأَلونَ أَي

تُمْتَحَنُون بي في قبوركم ويُتَعَرَّف إِيمانُكم بنبوَّتي. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: أَنه سمع رجلاً يتعوَّذ من الفِتَنِ فقال: أَتَسْأَلُ رَبَّك

أَن لا يَرْزُقَك أَهْلاً ولا مالاً؟ تَأَوَّلَ قوله عزَّ وجل: إِنما

أَموالكم وأَولادُكم فِتْنَة، ولم يُرِدْ فِتَنَ القِتالِ والاختلافِ. وهما

فَتْنَانِ أَي ضَرْبانِ ولَوْنانِ؛ قال نابغة بني جَعْدة:

هما فَتْنَانِ مَقْضِيٌّ عليه

لِسَاعَتِه، فآذَنَ بالوَداعِ

الواحد: فَتْنٌ؛ وروى أَبو عمرو الشَّيْبانيّ قول عمر بن أَحمر

الباهليّ:إِمّا على نَفْسِي وإِما لها،

والعَيْشُ فِتْنَان: فَحُلْوٌ ومُرّ

قال أَبو عمرو: الفِتْنُ الناحية، ورواه غيره: فَتْنانِ، بفتح الفاء،

أَي حالان وفَنَّانِ، قال ذلك أَبو سعيد قال: ورواه بعضهم فَنَّانِ أَي

ضَرْبانِ. والفِتانُ، بكسر الفاء: غِشاء يكون للرَّحْل من أَدَمٍ؛ قال

لبيد:فثَنَيْت كَفِّي والفِتانَ ونُمْرُقي،

ومَكانُهنَّ الكُورُ والنِّسْعانِ

والجمع فُتُنٌ.

دون

(دون) الدِّيوَان أنشأه وَجمعه والكتب جمعهَا ورتبها
د و ن

هذا دون ذاك أي هو أخس منه، وأدنى منزلة. ودونه خرط القتاد أي أمامه. وجلس دونه أي تحته. وشيء دون: هين. ودونك هذا الشيء: خذه. ودوّن الكتب: جمعها. وهو ديوان الحساب، وهي دواوينه.
دون
يُقال في الإغْرَاءِ: دُوْنَكَ هذا الأمْرَ: أي عَلَيْكَهُ.
والدوْنُ: الخَسِيْسُ، زَيْدٌ دُوْنَكَ. ودُوْنَ: ظَرْف، ونَعْت، لا يُشْتَق منه فِعْلٌ، وهذا أدْوَنُ ذاكَ. ويكونُ دُوْنَ بمعنى غَيْر، وبمعنى فَوْق، وتَحْت. ودانَ يَدُوْنُ دَوْناً: ضَعُفَ. وأدِيْنَ إدَانَةً: أضْعِفَ.
ولم يُدَن: أي لم يُقَصرْ.
(دون) ظرف مَكَان مَنْصُوب وَهُوَ بِحَسب مَا يُضَاف إِلَيْهِ فَيكون بِمَعْنى تَحت كَقَوْلِك دون قدمك بِسَاط وَبِمَعْنى فَوق نَحْو السَّمَاء دُونك وَبِمَعْنى خلف نَحْو جلس الْوَزير دون الْأَمِير وَبِمَعْنى أَمَام نَحْو سَار الرائد دون الْجَمَاعَة وَبِمَعْنى غير نَحْو {وَيغْفر مَا دون ذَلِك} وَبِمَعْنى قبل نَحْو دون قتل الْأسد أهوال وَاسم فعل بِمَعْنى خُذ وتوصل بكاف الْخطاب فَيُقَال دُونك الدَّرَاهِم وَبِمَعْنى الْوَعيد كَقَوْل السَّيِّد لِخَادِمِهِ دُونك عصياني
د و ن: (دُونَ) ضِدُّ فَوْقَ وَهُوَ تَقْصِيرٌ عَنِ الْغَايَةِ وَتَكُونُ ظَرْفًا. وَ (الدُّونُ) الْحَقِيرُ. قَالَ الشَّاعِرُ:

إِذَا مَا عَلَا الْمَرْءُ رَامَ الْعُلَا ... وَيَقْنَعُ بِالدُّونِ مَنْ كَانَ دُونَا
وَيُقَالُ: هَذَا دُونَ ذَاكَ أَيْ أَقْرَبُ مِنْهُ. وَيُقَالُ فِي
الْإِغْرَاءِ بِالشَّيْءِ: (دُونَكَهُ) . وَ (الدِّيوَانُ) بِالْكَسْرِ وَقَدْ (دَوَّنْتُ) الدَّوَاوِينَ (تَدْوِينًا) . 

دون


دَانَ (و)(n. ac. دَوْن)
a. Was or became base, vile, contemptible; was
inferior.

دَوَّنَa. Collected, gathered into one, arranged.
b. Entered or inscribed in a register, registered.

أَدْوَنَa. Rendered base, vile, inferior.

تَدَوَّنَa. Was rich, opulent.
b. Was inscribed, registered.

دُوْنa. Low, base, vile; inferior, middling.
b. Superior.
c. Below, beneath; on this side of.
d. Beyond; other than, beside.
e. Before.
دُوْنَك
a. Here! Take! Behold!

دُوْن أَن
a. Without.

مُدَوَّن
a. Inscribed, registered.

دِيْوَان (pl.
دَوَاوِيْن)
a. Divan, council-room; large apartment;
reception-room.
b. Register, list, entry-book, rollbook.
c. Collection of poems.

أَرْبَاب الدِّيْوَان
a. Ministers, members of the council.
(د و ن) : (الدِّيوَانُ) الْجَرِيدَة مِنْ دَوَّنَ الْكُتُبَ إذَا جَمَعَهَا لِأَنَّهَا قِطَعٌ مِنْ الْقَرَاطِيسِ مَجْمُوعَةٌ (وَرُوِيَ) أَنَّ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدَّوَاوِينَ أَيْ رَتَّبَ الْجَرَائِدَ لِلْوُلَاةِ وَالْقُضَاةِ وَيُقَالُ فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الدِّيوَانِ أَيْ مِمَّنْ أُثْبِتَ اسْمُهُ فِي الْجَرِيدَةِ (وَعَنْ) الْحَسَنِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - هِجْرَةُ الْأَعْرَابِ إذَا ضَمَّهُمْ دِيوَانُهُمْ يَعْنِي إذَا أَسْلَمَ وَهَاجَرَ إلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ فَهِجْرَتُهُ إنَّمَا تَصِحُّ إذَا أُثْبِتَ اسْمُهُ فِي دِيوَانِ الْغُزَاةِ.
[دون] دون: نقيض فوق، وهو تقصير عن الغاية. ويكون ظرفاً. والدونُ: الحقير الخسيس. وقال: إذا ما عَلا المرءُ رامَ العَلاء ويَقنع بالدونِ من كان دونا ولا يشتقّ منه فعل. وبعضهم يقول منه: دانَ يَدونُ دَوْناً، وأدين إدانة. ويروى قول عدى : " لم يدن " وغيره يرويه " لم يدن " بتشديد النون على ما لم يسمَّ فاعلُه، من دنى يدنى، أي ضعف. ويقال: هذا دون ذاك، أي أقربُ منه. ويقال في الاغراء بالشئ: دونكه. قال تميم للحجاج لما قتل صالح بن عبد الرحمن: أقبرنا صالحا - وكان قد صلبه - فقال: " دونكموه ". والديوان أصله دَوَّانٌ، فعوّض من إحدى الواوين، لأنَّه يجمع على دَواوين، ولو كانت الياء أصلية لقالوا دياوين. وقد دونت الدواوين.
د و ن :الدِّيوَانُ جَرِيدَةُ الْحِسَابِ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى الْحِسَابِ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى مَوْضِعِ الْحِسَابِ وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَالْأَصْلُ دِوَّانٌ فَأُبْدِلَ مِنْ أَحَدِ الْمُضَعَّفَيْنِ يَاءٌ لِلتَّخْفِيفِ وَلِهَذَا يُرَدُّ فِي الْجَمْعِ إلَى أَصْلِهِ فَيُقَالُ دَوَاوِينُ وَفِي التَّصْغِيرِ دُوَيْوِينٌ لِأَنَّ التَّصْغِيرَ وَجَمْعَ التَّكْسِيرِ يَرُدَّانِ الْأَسْمَاءَ إلَى أُصُولِهَا وَدَوَّنْتُ الدِّيوَانَ أَيْ وَضَعْتُهُ وَجَمَعْتُهُ وَيُقَال إنَّ عُمَرَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدَّوَاوِينَ فِي الْعَرَبِ أَيْ رَتَّبَ الْجَرَائِدَ لِلْعُمَّالِ وَغَيْرِهَا وَهَذَا دُونَ ذَلِكَ عَلَى الظَّرْفِ أَيْ أَقْرَبُ مِنْهُ وَشَيْءٌ مِنْ دُونٍ بِالتَّنْوِينِ أَيْ حَقِيرٌ سَاقِطٌ وَرَجُلٌ مِنْ دُونٍ هَذَا أَكْثَرُ كَلَامِ الْعَرَبِ وَقَدْ تُحْذَفُ مِنْ وَتُجْعَلُ دُونٌ نَعْتًا وَلَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ. 
دون
يقال للقاصر عن الشيء: دون، قال بعضهم: هو مقلوب من الدّنوّ، والأدون: الدّنيء وقوله تعالى: لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ
[آل عمران/ 118] ، أي: ممّن لم يبلغ منزلته منزلتكم في الدّيانة، وقيل: في القرابة. وقوله:
وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ
[النساء/ 48] ، أي: ما كان أقلّ من ذلك، وقيل: ما سوى ذلك، والمعنيان يتلازمان. وقوله تعالى: أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ: اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ [المائدة/ 116] ، أي: غير الله، وقيل: معناه إلهين متوصّلا بهما إلى الله. وقوله لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ [الأنعام/ 51] ، وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ أي:
ليس لهم من يواليهم من دون أمر الله. وقوله:
قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا [الأنعام/ 71] ، مثله. وقد يغرى بلفظ دون، فيقال: دونك كذا، أي: تناوله، قال القتيبيّ:
يقال: دَانَ يَدُونُ دَوْناً: ضعف.
[دون] ك فيه: من قتل "دون" ماله، أي عنده. وفيه: فجعلت على منكبيك "دون" الحجارة، أي تحته. ومنه: ما "دون" لحمه، أي تحته أو عنده. وفيه: الحاكم يحكم بقتل على من وجب عليه "دون" الإمام، أي عنده، أو هو بمعنى غير، والحديث الثاني يدل للثاني والأول يحتملهما. وفيه: كما أن "دون" غد الليلة، أي كما يعلم أن الليل قبل الغد لمًا ضروريًا ظاهرًا. وفيه: إذا ركع المصلى "دون" الصف، أي قبل وصوله إلى الصف كره. وفيه: "دوين" بريد الرويثة، بضم دال مصغر دون نفيض فوق، وبمعنى قريب. ط: من قتل "دون" دينه، أي قدامه بن قصد كافر أو مبتدع خذلانه في دينه أو توهينه فيه وهو يذب عنه كالحامي. وفيه: "تدنو" الشمس، أي بالغروب أو على رؤوس الخلائق في العرصات. وفيه: من حلت شفاعته دون حد، أي قدامه فيحجز عن الحد بعد وجوبه عليه. ن ومنه: حتى أكون "دونه" أي متقدمًا في ذلك الشيء لئلا يفوت شيء من المصالح. وفيه: أنفق عليها نفقة "دون" بإضافة نفقة إلى دون بمعنى الرديء. ش: ليس "دونه" منتهى، دون نقيض فوق وهو تقصير عن الغاية، تقول هذا دون ذاك أي أقرب منه أي ليس للقرب منه نهاية يدرك إذا أريد القرب منه لأنه تعالى منزه عن الابتداءات والنهايات، ويحتمل كونه بمعنى سوى أي ليس سواه سبحانه ينتهي إليه أمل الأملين. ج: "دونك ها" يا أم خالد! أي خذها كأنه وافقه على ما وعده.
دون: دان مضارعها يدون: لعن (هلو) اشتقت من الكلمة الفرنسية damne.
دَوّن (بالتشديد): كتب (محيط المحيط).
تَدَوّن: كتب اسمه في ديوان الجند، ففي حيان (ص18 ق)، كان جندياً متدوناً عند العامل.
وتدوّن: ذكرت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها جمع.
دُون: تستعمل بمعنى اسم التفضيل (انظر لين) ففي كليلة ودمنة أن في دون ما كلمتك به نهاية لمثلك. وفي المقري (1: 135): ولم يجرؤ الجزار أن يبيع اللحم بدون ما حد له المحتسب في الورقة.
دُوَن: بمعنى قبل. ودون غيره: ترجيحاً، تفضيلاً. وأنا متعجب من فضلك دون علمك، أي أنا متعجب من فضلك أكثر مما أنا متعجب من علمك. (بوشر). دون: بلا، من غير (فوك) وفي المقري (1: 137): دون عمامة أي بلا عمامة (أخبار ص135، ابن بطوطة 4: 380) لاقفي النويري (الأندلس ص488)، دخل قرطبة دون مانع.
بدون أن: دون أن، من غير أن (دي سلان المقدمة 1: 38 رقم1) حيث عليك أن تقرا حسب ما جاء في طبعة بولاق: كان أكثرها يصدر عني بالكلام المرسل بدون أن يشاركني أحد ممن ينتحل الكتابة في الأسجاع لصعب انتحالها.
اخردا ودونه: الخلاصة، الحاصل، النتيجة (بوشر) فدونك وإياه (ألف ليلة 2: 323) وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: ولذلك أمسكه. ويبدو لي أن هذه الترجمة لا تنسجم مع مجموع العبارة. وأنا أترجمها (بما معناه): (افعل به ما تشاء وما ترى إنه ملائم) كما يقال: دونك وما تريد (كوسج لطائف ص80).
دُوِنيّ: حقير، رديء، خسيس (هلو)، (بوشر، همبرت ص243، دولابورث ص129).
دَوَيْني: شجيرة ترتفع نحو قدم تقريباً وهي دائمة الخضرة طول السنة (بركهارت سوريا ص501.
ديوان. ديوان البّر: ديوان أسسه علي بن عيسى، وزير المقتدر الخليفة العباسي. ويشرف هذا الديوان على الواردات من بعض الأسلاك التي أوقفها هذا الوزير. وهذه الواردات تستعمل لصيانة الثغور، وسد ما تحتاجه مكة المكرمة والمدينة المنورة (الفخري ص315).
ديوان الخاتم: أسسه الخليفة معاوية لكي يمنع التزوير والغش فان رجلاً كبيراً قد غير الرقم في أمر ليدفع له مبلغ من المال أعطاه إياه ولم يكن هذا الأمر بالدفع مختوماً. والقائمون على ديوان الخاتم يتسلمون كل أمر مكتوب يصدر عن الخليفة فيطوونه عدة طيات ثم يحزونه حزاً يتناول جميع الطيات ثم يدخلون في هذا الحز خيطاً أو شريطاً من الرق ثم يختمون على طرفي الخيط أو شريطاً من الرق ثم يختمون على طرفي الخيط أو الشريط بخاتم رئيس الديوان. وقد بقي هذا الديوان حتى نحو منتصف العصر العباسي (انظر الفخري ص130، المقدمة 2: 56، الثعالبي لطائف ص12).
ديوان الخراج: (ابن خلكان 9: 38).
ديوان الترتيب (ابن خلكان 7: 64) ويقول دي سلان (الترجمة 3: 90 رقم1): إنني أميل إلى الاعتقاد إنه نفس ديوان الرواتب حيث تنظم الرواتب وتدفع.
ديوان الزمام: انظره في مادة زمام الديوان العزيز: حكومة الخليفة في بغداد، وفي أيام صلاح الدين: الخليفة نفسه (انظر الملحق بالجزء الثالث من الترجمة الإنجليزية لتاريخ ابن خلكان).
ديوان الكشف انظره في مادة الكشف.
ديوان التوقيع: انظره في مادة توقيع.
الدواوين العلمية: مجموعات على أحاديث نبوية، وأخبار تاريخية، وتفاسير للقرآن الكريم، وشروح لغوية، وأشعار، ومعارف مختلفة. تدرس في المدارس (دي سلان المقدمة 2: 606 رقم3).
وديوان: بناية كبيرة تستوفي فيها ضريبة الكمارك (انظر معجم الأسبانية ص47) ويسكن فيها التجار الأجانب وبخاصة التجار النصارى. ويستعمل في نفس الوقت مخزناً لبضاعاتهم، وملتقى للتجار يتعاملون فيه ويتبايعون. ففي رحلة ابن جبير (ص306) في سنت حان دارك: (وساروا بنا إلى الديوان وهو خان يتخذ منزلاً للقافلة) ويقول إن التجار يودعون فيه أمتعتهم، وينزلون في الطابق العلوي من البناية. وفي رحلة كلينار (ص3 ق): بناية كبيرة في ضاحية مدينة فاس ينزل فيها التجار النصارى، وتسميها العامة دوانة.
وفي رحلة مارسول (2: 32) (مراكش): (في القيصرية توجد دار الدوانة حيث ينزل التجار النصارى من أهل أوربا مع بضائعهم وفيها يتعاملون مع غيرهم من التجار).
وفي رحلة تاريخية (ص79) في مراكش: (توجد بناية كبيرة واسعة يطلق عليها اسم الدوانة. ينزل فيها التجار النصارى القادمون من أوربا).
وفي رحلة مانهام (ص59): (وأخيراً وصلنا إلى المنزل الذي نزلنا فيه ويسمى الديوان).
وفي رحلة موكيت (ص176): (مراكش): (دوان حيث ينزل النصارى) وكذلك في ص188.
ديوان: الضريبة عامة. (بارت 3، 513).
ديوان، في صقلية: أملاك الدولة، (الجريدة الآسيوية 1845، 2: 318، وانظر ص338، جريجور ص34).
ديوان المفرد: انظره في مفرد.
ديوان: ردهة، بهو، قاعة استقبال (بوشر، همبرت ص192).
ديوان: كّتاب (الحساب والتقدير لين نقلاً من تاج العروس. ونجد جمع هذه الكلمة بهذا المعنى عند الماسن (ص145): نكب الواثق بالله دواوينه وكتابه وأخذ منهم أموالاً عظيمة.
ديوانيّ: نسبة إلى ديوان بمعنى كرك (عشر ص40، 174) وقد كتبت فيه هذه الكلمة: دنانير.
دواوون: كاتب (أماسن ص145، 204) ويجب حذفها من معجم فريتاج إذ لا وجود لهذه الكلمة. وفي عبارتين عند الماسن نجد دواوين جمع ديوان، وهي في العبارة الأولى (انظر أعلاه) تدل على موظفي الديوان، وفي الثانية تدل على المعنى المألوف وهو دائرة الحكومة.
أدون (انظر لين)، وهي في الواقع مستعملة (المقري 2: 254)، وفي ابن البيطار (1: 528) وقد يكون منه أبيض وهو أدون أصنافه.
مُدّون: حصن مدون: شهير (رتجرز ص154، وانظر ص156).
مُدَوَّنَة: قتوى، سنْة، قانون (الكالا) ولعل هذه الكلمة أصبحت تدل على هذا المعنى لأن المجموعة الشهيرة في فروع الفقهي المالكي التي صنفها سحنون تسمى المُدَوَّنَة.
[د ون] دُونَ: كلمةٌ في مَعْنَى التَّحْقِيرِ والتَّقْرِيبِ، تَكُونُ ظَرْفاً فيُنْصَبُ، ويكونُ اسْمًا فَيْدخُلُ حرفُ الجَرٍّ عليه، فُيقال: هذا دُونَكَ، وهذا مِنْ دُوِنكَ. وفي التَّنْزِيلِ: {ووجد من دونهم امرأتين} [القصص: 23] أَنْشَدَ سِيبَويَهْ:

(لا يَحْملُ الفارِسَ إِلاَّ الَمْلبُونْ ... )

(المَحْضُ مِنْ أمامِه ومِنْ دُونْ ... )

وإِنّما قُلنْا فيه: إنَّه أَرادَ مِنْ دُوِنه، لقوِله: ((مِنْ أَمامِهِ)) . فأَضافَ، فكذِلكَ نَوى إِضافَةَ دُونَ، وأَنْشَدَ في مثلِ هذا للجَعْدِىِّ:

(لَها فَرَطٌ يَكُونُ ولا تَراهُ ... أمامًا مِنْ مُعَرَّسِنَا ودُونَا)

فأَمّا ما أَنْشَدَه ابنُ جِنِّى من قَوْلِ بعضِ المُوَلَّدِينَ:

(وقامَتْ إِليْهِ خَدَلَةُ السّاقِ أَعْلَقَتْ ... بِه منه مَسْمُوماً دُوَيْنَةً حاجِبِهْ)

فإِنَّى لا أعرِفُ دُونَ تُؤَنَّثُ بعلامَةِ تأنِيثٍ ولا بغيرِ عَلامَةٍ، ألاَ تَرَى أَنّ النَّحْويِيِّنَ كُلَّهُم قالُوا: الظُّروفُ كُلُّها مُذَكَّرَةٌ إلاَّ قُدّامَ ووَارءَ. فلا أَدْرِى ما الَّذِي صَغَّرَه هذا الشّاعِرُ، اللهُمَّ إلاَّ أن يَكُونُوا قد قُالوا: هو دُوَنَتَهُ، فإِذا كانَ كِذلكَ فَقَولُه: ((دُوَيْنَةَ حاجِبِه)) . حَسَنٌ على وَجْهِه. وأَدْخَلَ الأَخْفَشُ عليه الباءَ، فقالَ في كِتابِهِ في القَوافِي - وقد ذَكَرَ أَعْرابِياّ أَنْشَدَهُ شِعْراً مُكْفَأً -: ((فرَدَنْاهُ عليهِ، وعلى نَفَرٍ من أصْحابِه، فيِهِمْ من لَيْس بدُونِهِ)) ، فأَدْخَلَ عليه الباءَ كما تَرَى، وقد قالُوا: من دُونٍ، يريدُون مِنْ دُونِهِ. وقالوا: هو دُونَكَ في الشَّرَفِ والحَسَبِ ونحو ذلك. قال سِيبَوَيْهِ: هو عَلَى الَمَثلِ، كما قالُوا: إِنه لصُلْبُ القَناةِ، وإِنَّه لِمنْ شَجَرَةٍ صِالِحَةٍ. قال: ولا يُسْتَعْمَلُ مَرْفُوعاً في حالِ الإضافَةِ. وقولُه تَعالَى: {وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك} [الجن: 11] فإنّه أَرادَ: ومَِنّا قومٌ دُونَ ذِلكَ، فحَذَفَ المَوْصُوفَ. وثَوْبٌ دُونٌ: رَدِىءٌ. ورَجُلٌ دُونٌ: ليسَ بلاحِقٍ. وهو مِنْ دُونِ النّاسِ والمَتاعِ: أي مِنْ مُقارِبِهما. وقالَ اللِّحْيِانِيُّ: رَضِيتُ من فُلانٍ بأَمْرٍ مِنْ دُونٍ. قالَ: وُيقالُ: إِنَّ أَكْثَر كلامِ العَرَبِ في هذا أَنْ يُقالَ: أَنْتَ رَجُلٌ من دُونٍ، وهَذا شَيْءٌ من دُونٍ. يَقُولونَها مع ((مِنْ)) ، وقد تُقالُ بغَيْرِ ((مِنْ)) . وحَكَى: لَوْلاَ أَنَّكَ مِنْ دُونٍ لم تَرْض بِذاَ. وقالَ ابنُ جِنِّى - في شَيْءٍ دُونٍ، ذَكَرْه في كتابِه المَوْسُومِ بالمُعْرِب _: ((وذلكَ أَقَلُّ الأَمْرَيْنِ وأَدْوَنُهُما)) فاسْتَعْمَلَ منه أَفْعَلَ، وهذا بَعِيدٌ، لأَنَّه ليسَ له فِعْلٌ فتكونُ هذه الصِّيغَةُ مبِنيَّةً منه، وإنّما تُصاغُ هذه الصِّيغَةُ من الأَفْعالِ، كقَوْلِكَ: أَوْضَعُ منه، وأَرْفَعُ منه، غير أَنَّهُ قد جاءَ من هَذا شَيْءُ ذَكَرَهُ سِيَبَويْهِ. وذلك قولُهمِ: أَحْنَكُ الشّاتَيْنِ، وأَحْنَكُ البَعِيرَيْنِ، كما قالُوا آكَلُ الشّاتَيْنِ، كاَنَّهُم قالُوا: حَنَكَ ونحوُ ذِلَك، فإِنّما جاؤُوا بأَفْعَلَ على نحوه هذا وإِن لَمْ يَتَكَلَّمُوا بهِ. وقالُوا: آبَلُ النّاسِ كُلِّهِم، كما قالُوا: أَرْعَى النّاسِ كُلِّهْمْ، وكأَنَّهُم قالُوا: أَبِلَ يَأْبَلُ، وقالُوا: رَجُلٌ إبِلٌ، وإن لم يَتَكَلَّمُوا بالفِعْل. وقالُوا: آبَلُ النّاسِ بَمنْزَلَةِ آبَلُ الأَشْياءُ التي ليسَ فيِها فَعْلٌ ليسَ القِياسُ أَنْ يُقال فيِها: أَفْعَلُ منه، ونحو ذلك. وقد قالُوا: فلانٌ آبَلُ منه، كما قالوُا: أَخْنَكُ الشاتَيْنِ. وادْنُ دُونَكَ: أي قَرِيباً، قالَ جَرِيرٌ:

(أَعَيّاشُ قد ذاقَ القُيُونُ مُواسِمِى ... وأَوْقَدْتُ نارِي فادْنُ دُونَك فاصْطَلِى)

ودُونَ بمعنى خَلْفٍ وقُدّامٍ. ودُونَكَ الشَّيءَ، ودُونَكَ بِه: أي خُذْه. والدِّيوانُ: مُجْتَمَعُ الصُّحُفِ، أبو عُبَيْدَةَ: هو فارِسيٌّ مُعَّربٌ. ابنُ السِّكِّيتَ: هو بالكَسْرِ لا غيُر. الكسائِيُّ: الفَتْحُ لَغَةٌ مَوَلَّدَةٌ، وقد حكاهُ سِيَبَوَيْهِ، وقالَ: إِنًَّما صَحَّتِ الواوُ في دِيوان وإِنْ كانَتْ بعدَ الياءِ ولم تَعْتَلَّ كما اعْتَلَّتْ في سَيِّدٍِ؛ لأَنَّ الياءَ في ديوانٍ غيرُ لازِمَة، وإنَّما هو فِعّالٌ من دَوَّنْتُ، والدَّلِيلُ على ذلك قولُهم: دُوَيْوِينٌ، فدَلًَّ ذِلكَ أَنَّه فِعّالٌ، وأَنّكَ إنِما أَبْدَلْتَ الواوَ باءً بعد ذلك، قال: ومن قالَ: دَيْوان فهو عِنْدَه بَمنْزِلَةِ بَيْطارٍ، وإنَّما لم تُقْلَبِ الواوُ في دِيوانٍ ياءً وإَِنْ كانَتْ قَبْلَها ياءٌ ساكِنةٌ من قِبَلِ أَنَّ الياءَ غيرُ ملازِمَةَ وإِنّما أُبْدِلَتْ من الواوِ تَخْفِيفاً. ألا تَراهُمْ قالُوا: دَواوِينُ لّما زالَتِ الكَسْرَةُ من قَبٍ لِ الواوِ، على أَنَّ بعضَهُم قد قالَ: دَيَاوين، فأَقَرَّ الياءَ بحالِها، وإِنْ كانَت الكسرةُ قد زالَتْ من قَبْلِها، وأَجْرَى غَيْرَ اللاّزِمِ مُجْرَى اللاّزِمِ. وقد كانَ سَبِيلُه إذْ أَجْراها مُجَرَى اللاّزِمَةِ أَنْ يَقُولَ: دِيّانٌ، إلاَّ أَنّه كَرِهَ تَضْعِيفَ الياءِ كما كَرَهَ تَكْرِيرَ الواوِ في دَياوِينَ، قال:

(عَدانِي أَنْ أَزورَكِ أُمَّ عَمْرٍ و ... دياوِينٌ تَشَقَّقُ بالمِدادِ)
دون
دانَ / دانَ لـ يَدُون، دُنْ، دَوْنًا ودُونًا، فهو دائن ودُون، والمفعول مَدُون له
• دان الشَّخصُ: خسَّ وحَقُر، صار دُونًا "رجل دُونٌ- ويقنع بالدُّون من كان دونًا".
• دان له الشَّعبُ: خضع، أطاع وذلَّ "دانت لهم الممالك والدول". 

دوَّنَ يُدوِّن، تدوينًا، فهو مُدوِّن، والمفعول مُدوَّن
• دوَّن الشَّيءَ: سجَّله، أثبته بالكتابة حفظًا له من الضَّياع "دوَّن وقائعَ/ ذكريات" ° تدوين السُّنَّة: كتابتها بشكل جماعيّ، وكان ذلك على رأس المائة الثانية من الهجرة.
• دوَّن الكتبَ: جمعها ورتّبها.
• دوَّن الدِّيوانَ: أنشأه "عمر بن الخطاب أوّل من دوَّن الدواوين: رتَّب الصُّحفَ يكتب فيها أهل الجنديَّة وأهل العطيَّة والعمَّال وسواهم". 

تدوينيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تدوين.
• محكمة تدوينيّة: (قن) محكمة تستند كافّة إجراءاتها وأحكامها على سجلاَّت رسميَّة دائمة. 

دَوْن [مفرد]: مصدر دانَ / دانَ لـ. 

دُون [مفرد]:
1 - مصدر دانَ / دانَ لـ.
2 - خَسِيس، حقير "إذا ما علا المرءُ رامَ العلاءَ ... ويقنع بالدُّون من كان دُونا- رجل دون" ° شيء دُون: هيِّن. 
1898 - 
دُونَ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ظرف مكان منصوب بمعنى: تحت أو أسفل "دون قدمك بساط".
2 - ظرف مكان منصوب بمعنى: أمام "مشى دونك".
3 - ظرف مكان منصوب بمعنى: خلف "جلس الوزير دون الأمير- {وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً} ".
4 - ظرف مكان منصوب بمعنى: أقلّ من "يغفر الله ما دون الشِّرك به- عُمر فلان دون خمس سنوات- {وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ} ".
5 - ظرف مكان منصوب بمعنى: سِوى "هذا الشّيء لك دون النَّاس- اختاره صديقًا من دون زملائه".
6 - ظرف مكان منصوب بمعنى: من غير، بلا "هذا الشَّيءُ دون أهميَّة- غضب دون/ بدون/ من دون سبب- {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ} " ° بدون حساب: بلا حدود أو تفكير- دون غيره: ترجيحًا وتفضيلاً.
7 - ظرف مكان منصوب بمعنى: قَبْل "دون قتال
 الأسد أهوال- {فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} ".
8 - ظرف مكان منصوب بمعنى: بَيْن "حال القوم دون فلان: بينه وبين من يطلبه- {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ أَمْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ} ".
9 - ظرف مكان منصوب بمعنى: فوق "السّماء دونك". 

دُونَكَ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم فعل أمر بمعنى (خذ)، منقول عن الظرف (دون) وكاف الخطاب المتصرِّفة بحسب أحوال المخاطب "دونكَ الكتابَ- دونكم الكتابَ".
2 - اسم فعل أمر بمعنى (الزم) على سبيل الإغراء "دونكَ زيدًا".
3 - اسم فعل أمر بمعنى (حذارِ) على سبيل التحذير "دونك عصياني: احذر عصياني". 

دونما [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: د و ن م ا - دونما). 

دُونِيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من دُون: خِسَّة ودناءة.
• عُقدة الدُّونيّة: (نف) الشعور العميق والمستمرّ عند الفرد بدونيّته وعدم كفايته وانحطاط قدره، وهي عقدة نفسيّة تنشأ عن الصّراع بين النُّزوع إلى التميُّز، والخوف من التثبيط الذي كان الفرد قد عاناه في الماضي وفي حالات مماثلة. 

ديوان [مفرد]: ج دَوَاوينُ:
1 - مكان الكَتَبة وموظَّفي الدَّولة "ديوان الموظَّفين- الدِّيوان الملكيّ" ° لُغَة الدَّواوين: اللُّغَة الرسميّة للدولة.
2 - (دب) مجموع شعر شاعر أو قبيلة أو عدد من الشعراء، كتاب تُجمع فيه قصائدُ الشِّعر "ديوان أبي تمام/ الهذليِّين".
3 - دفتر كان يُسجَّل فيه أسماء الجيش وأهل العطاء كديوان العطاء، وديوان المحاسبة.
• جماعة الدِّيوان: (دب) تطلق على النقاد الثلاثة الذين كوّنوا مدرسة الديوان وهم العقاد والمازنيّ وشكري، ويتَّفقون من حيث الرّؤية الشعريَّة والأسس الفنِّيّة. 

ديوانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى ديوان: "تنظيم ديوانيّ".
2 - خطّ كان يُستعمل في الوثائق الرسميّة "كُتبت الرسالة بخط ديوانيّ". 

مُدَوَّنة [مفرد]:
1 - (فق، قن) مجموعة أحكام قانونيّة أو فقهيّة مرتَّبة بانتظام "مدوَّنة القانون المدنيّ- مدوَّنة مالك: أشهر كتب الإمام مالك الفقهيّة".
2 - (قن) ترتيب نظاميّ للقوانين أو قرارات المحكمة. 
باب الدال والنون و (وء ي) معهما د ون، د ي ن، ود ن، د نء، د ن و، ن د و، ن د ي، نء د مستعملات

دون: تقول في الإِغراء: دونَكَ هذا الشيءَ وهذا الأمْرَ أي عليكَ. ودونك زيدٌ في المنزلة والقُرْبِ والبعد، وزَيْدٌ دونَكَ أي هو أحسَنُ منك في الحَسَب. وكذلك الدُّون يكون صفةً ويكون نَعْتاً على هذا المعنى، ولا يشتق منه فعل، وتقول: هذا دون ذاكَ في التّقريب والتحقير، فالتقريبُ منصوبٌ لأنه صفة، والتحقير مرفوع.

دين: جمع الدَّيْن دُيُون، وكلُّ شيءٍ لم يكن حاضراً فهو دَيْنٌ. وأَدَنْتُ فلاناً أَدينُه أي أَعطيتُه دَيْناً. ورجلٌ مَدْيُون: قد رَكِبَه دَينٌ، ومَدينٌ أجوَدُ. ورجلٌ دائِنٌ: عليه دَينٌ، وقد استَدانَ وتَدَيَّنَ وادّانَ بمعنى واحد، قال:

قالت أُمَيْمةُ ما لِجِسْمِكَ شاحباً ... وأَراكَ ذا هَمٍّ ولستَ بدائِنِ  ورجل مدان، خفيفة، ورجل مُدينٌ أي مُسْتَدين. والدِّينُ جمعه الأديانُ. والدِّينُ: الجَزاءُ لا يُجْمَعُ لأنّه مصدر، كقولِكَ: دانَ اللهُ العِبادَ يَدينهم يومَ القيامة أي يَجزيهمِ، وهو دَيّانُ العِباد. والدِّينُ: الطّاعةُ، ودانوا لفلانٍ أي أطاعوه. وفي المَثَل: كما تَدينُ تدان أي كما تأتي يُؤْتَى إليكَ، قال النابغة:

بهن أدين من يأتي أَذاتي ... مُداينةَ المدُايِنِ فلْيُدِنِّي

والدِّينُ: العادةُ لم اسمَعْ منه فعلا إلا في بيت واحد، قال:

يا دِينَ قَلبِكَ من سَلْمَى وقد دِينا

أي قدْ عُوِّدَ قَلْبُكَ، فمن كَسَر القلبَ فعلى الإضافة، ومن رفع فعلى الفِعل، أي عُوِّدَ قَلْبُكَ يا هذا ودِينَ قَلْبُكَ. والمَدينةُ: الأمَةُ، والمَدينُ: العَبْد، قال الأخطل:

ربت وربا في كرمها ابن مدينة ... يظل على مسحاته يتركل

وقوله تعالى: غَيْرَ مَدِينِينَ

أي غيرُ مُحاسَبين. وقوله تعالى: أَإِنَّا لَمَدِينُونَ

أي مَملوكون بعدَ الممات، ويقال: لمجازون. ودن: الودين من الأمطار: ما يَتعاهَدُ موضِعَه لا يزال يُرِبُّ به ويصيب، قال الطرماح:

دُفوفَ أَقاحِ مَعْهُودٍ وَدينِ

ووَدَنْتُ فُلاناً أي بَلَلتُه. وقولُ الطرماح: معهودٍ وَدينِ إنّما هو وَدينٌ مَبلُول، الواو من نفس الكلمة . والوَدْنُ: حُسنُ القِيامِ على العَروس، ويقال: ودَنُوه وأخَذوا في وِدانِه [وأنشد:

بئسَ الوِدانُ للفَتَى العَروسِ ... ضَرْبُكَ بالمِنقار والفُؤُوس

وفي حديث ذو الثُدَيَّة: إنّه لَمُودَنُ اليَدِ] .

والمُودَن من الناس: القصير العُنُق الضيِّقُ المَنكبَيْنِ مع قِصَر الألواحِ واليَدَيْنِ، يُهمَزُ ويُلَيَّنُ. وأَوْدَنْتُ الشيءَ: قَصَّرْتُه ووَدَنْتُه فهو مَوْدُون، قال:

وأمُّكَ سَوداءُ مَوْدُونةٌ

والمَوْدونة: دُخْلُلةٌ من الدَّخاليلِ قصيرةُ العُنُق صغيرة الجثة.

دنأ، دنو: دَنُؤَ يَدْنُؤُ دَناءةً فهو دَنيءٌ، أي حقيرٌ قريبٌ من اللُّؤْم. والدُّنُوُّ، غير مهموز، دَنَا فهو دانٍ ودَنيٌّ، وسُمِّيَت الدُّنيا لأنَّها دَنَتْ وتأخَرَّتِ الآخِرةُ، وكذلك السَّماءُ الدُّنيا هي القُرْبَى إلينا. ورجلٌ دُنْياوِيٌّ، وكذلك النسبة إلى كل ياء مؤنَّثُة نحو حُبلى ودَهنا وأشباه ذلك، وأنشد:

بوعساءَ دهناويّةِ التّرب مُشرف

وتقول: هو ابنُ عَمِّه دِيْناً ودْينَةً أي لَحّاً. والمُدَنِّي من الناس: الضعيف الذي إذا آواه الليلُ لم يَبْرَح ضَعْفاً. وقد دَنَّى فلان في نَخْله ومَنبتِه . ودانَيْتُ بين الشيئين: قاربْتُ بينَهما، [وقال ذو الرمة: دَانَي له القَيْدَ في دَيْمُومةٍ قُذُفٍ ... قَينَيهِ وانحَسَرتْ عنه الأناعيم]

ودانِيا لغة في دانيال اسم نَبيٍّ من بني إِسرائيلَ.

ندو: النادي: مجِلسُ يَنْدو إليه مَنْ حَوالَيْه، ولا يُسَمَّى نادياً من غير أهله، وهو النَّدِيُّ، ويجمعُ أَنْدِيهً، وسُمِّيَ به لأنّهم يَنْدُون إليه نَدْواً ونَدْوةً، وبه سُمِّيَ دارُ النَّدْوة بمَكَّةَ، كانت داراً لبني هاشم إذا حَزَبَهم أمرٌ نَدوا إليها فاجتَمَعُوا للمُشاورة، [وأُناديكَ: أُشاورُكَ وأَجالِسُك في النادي] . والنَّدْوةُ: دارةُ القَمَر. ونُدْوة الإِبِل: [موضع شرب الإبلِ] ، وتقول منه: نَدَّيْتُ الإِبِل أُنَدِّيها تَنْدِيةً، واسم الموضع المَنْدَى. وتفسير نُدوة الإِبِل أنْ تَنْدو من المَشَرب إلى مَرْعىً قريب ثم تعود إلى الماء من الغَدِ أو من يومها، وكذلك تَندُو من الحَمْضِ إلى الخَلَّة، قال الشاعر:

دانيةٌ سُرَّتُهُ من مَأْبِضِهْ ... قريبة ندوته من محمضه  ويقال: أَحْمَضَتِ الإبل، وفي المثل: إن هذه الناقة تَنْدو إلى تُوقٍ كِرامٍ أي تنزِع إليها في النَّسَب، وأنشد:

[تندو نَواديها إلى صلاخدا] .

ندي: النَّدَى على وُجُوهٍ: نَدَى الماء، ونَدَى الخير، ونَدَى الشَّرِّ، ونَدَى الصَّوْت، ونَدَى الحُضْر، ونَدَى الدُّخْنَة، فأمّا نَدَى الماء فمنه المطر، يقال: أصابَه نَدىً من طَلٍّ ويومٌ نَدٍ وليلةٌ نَدِيَةٌ، والمصدر من هذا النُّدُوَّة. والنَدَى: ما أصابَك من البَلَل. ونَدَى الخير هو المعروف، وأنْدَى فلان علينا نَدىً كثيراً، وإنَّ يَدَه لنَديَّةٌ بالمعروف، ويقال: ما نَدِيَني من فلانٍ شيءٌ أَكَرهُه أي ما أصابني. وما نَدِيت كَفّي له بشيءٍ، ولا نَدِيَت بشيءٍ يكرَهُه أي ما تَلَطَّخَتْ، [قال النابغة:

ما إنْ نَدِيتُ بشيءٍ أنتَ تكرَهُهُ ... إذَنْ فلا رفَعَتْ سَوْطي إليَّ يَدي]

وفي الحديث: من لَقِيَ اللهَ ولم يَتَنَدَّ من الدِّماء الحرام بشيءٍ دَخَلَ الجنَّةَ من أي باب شاءه. ونَدَى الصَّوْتِ: بُعْدُ هِمَّته ومذهبه وصِحَّةُ جِرْمِه، قال:

بعيدُ نَدَى التغريد أَرفَعُ صَوْتِه ... سَحيلٌ وأدناه شَحيجٌ مُحَشرَجُ

وقوله: أصابَه المُندِيات اشتُقَّ من نَدَى الشَّرِّ أي البلايا. وناداه أي دَعاه بأرفَع الصَّوت. ونَدَى الحُضْر: بَقاؤه ومَدُّه، [وقال الجَعْدي أو غيره:

كيف ترى الكامِلَ يُفضي فَرْقا ... إلى نَدَى العَقْب وشَدّاً سَحقا

وفُلانٌ أَنْدَى صوتاً من فلانٍ أي أبعدُ مذهباً وأرفعُ صوتاً] والنَّدَى: الكرم والسخاء..

ناد: النّآدُ: الداهيةُ، ويقال: أصابتهم داهيةٌ نَآدٌ ونَؤُودٌ. ونأدَته الدَّواهي أي دهَته.

ندأ: والنَّدْأةُ والنُّدْأَةُ، لغتان، وهي التي يقال لها قَوْسُ قُزَح. والنُّدْأة في لحْم الجَزور: طريقة مُخالفةٌ لِلَون اللَّحْم. ونَدأْتُ اللحمَ في المَلَّة : دَفَنتُه حتى ينضَجَ، فذلك اللحم النديء. 

دون

1 دَانَ, aor. ـُ inf. n. دَوْنٌ; and ↓ أُدِينَ, (S, K,) with damm, (K,) inf. n. إِدَانَةٌ; (S;) He, or it, was, or became, such as is termed دُونٌ; (S, K;) [i. e.] low, base, vile, &c.: or weak: (K:) mentioned by Er-Rághib on the authority of IKt: (TA:) so say some: but accord. to others, دُونٌ has no verb. (S, TA.) لَمْ يَدُنْ, (as in my copies of the S,) or لم يُدَنْ, (as in the TA,) at the end of a verse of 'Adee, as some relate it, [perhaps the only authority for these two verbs,] is accord. to others لم يدَنّْ, from دَنَّى

meaning “ he, or it, was, or became, weak. ” (S, K.) 2 دوّن الدَّيوَانَ, (inf. n. تَدْوِينٌ, TA,) He wrote, composed, or drew up, the register [&c.]. (S, * Msb, K, TA. *) And دوّن الدَّوَاوِينَ He instituted, appointed, or arranged, the registers for the prefects, or administrators, (Mgh, Msb,) and the Kádees, (Mgh,) or others: (Msb:) said of 'Omar; who is related to have been the first that did this, (Mgh, Msb,) among the Arabs. (Msb.) And دوّن الكُتُبَ He collected the writings. (Mgh.) [And دوّن شِعْرَ فُلَانٍ He collected the poetry of such a one.] And تَدْوِينٌ signifies also The writing [a person's name &c.] in a دِيوَان [or register]. (KL.) You say, دوّنهُ He wrote it [in a register]. (MA.) [And He registered him.]4 أُدِينَ, inf. n. إِدَانَةٌ: see 1.

A2: مَا أَدْوَنَهُ [as meaning How low, base, vile, &c., is he, or it!] is [asserted to be] a phrase not used, (As, T, K, TA,) because [it is said that] دُونٌ has no verb. (As, T, TA.) 5 تدوّن He was, or became, in a state of complete richness, wealth, or competence. (IAar, T, K.) [See also تذوّن. Perhaps both are correct, as dial. vars.]

دُونً Low, base, vile, mean, paltry, inconsiderable, or contemptible; (Fr, T, S, M, * Msb, K;) applied to a man &c.: (T, Msb:) and inferior, i. e. lower, baser, viler, &c., in grounds of pretension to respect or honour [or in any approvable quality]: (Lth, T:) and such as falls short [of a thing]; used in this sense as a prefixed noun: (Ham p. 686:) [see below what is said of its usage as a prefixed noun by Lth and by Sb: and used as an epithet, scanty, or deficient; applied to anything:] and of a middling sort; between good and bad; applied to a man and to a commodity: (M:) and also high, or eminent, in rank or condition; noble, or honourable: (T, K:) thus it bears two contr. significations (K) [and significations intermediate between those two]. A poet says, إِذَا مَا عَلَا المَرْءُ رَامَ العَلَآء

وَيَقْتَعُ بِالدُّونِ مَنْ كَانَا دُونَا [When the man is high in rank, or nobility, he seeks highness: and he who is low is content with that which is low]. (S.) Accord. to the most common usage, (Msb,) or accord. to what is asserted to be the most common usage, (Lh, M,) one says رَجُلٌ مِنْ دُونٍ (T, M, Msb, K) and شَىْءٌ مِنْ دُونٍ (M, Msb) A man who is [of a kind that is] low, base, &c., and a thing that is [of a kind that is] low, base, &c.: (Msb:) but sometimes they said رَجُلٌ دُونٌ and شَىْءٌ دُونٌ, without مِنْ; (M, Msb;) and ثَوْبٌ دُونٌ a bad [or an inferior] garment, or piece of cloth: (M:) or one should not say رَجُلٌ دُونٌ; (T, K;) for the Arabs did not use this phrase. (T.) Accord. to Lth, one says, هٰذَا دُونُ ذَاكَ [This is the inferior of that], when meaning to denote by it low estimation, using the nom. case: (T:) [but this is uncommon, if allowable:] Sb says that دُون is not used in the nom. case as a prefixed noun: as to the saying in the Kur [lxxii. 11, an instance similar to which occurs also in vii. 167], مِنَّا الصَّالِحُونَ وَ مِنَّا دُونَ ذٰلِكَ, the meaning is, وَ مِنَّا قَوْمٌ دُونَ ذٰلِكَ [i. e. Of us are the righteous, and of us are a party below that party in rank or estimation]; (M, TA;) or, as another says, دون is here in the accus. case but in the place of a noun in the nom. case because it is generally used as an adv. n. (TA.) b2: As an adv. n., دُون signifies Below, contr. of فَوْق; (S, K;) as denoting a falling short of the [right or approved] limit; (S;) or denoting low, or mean, estimation or condition; (Lth, T, M;) or a condition lower, baser, viler, &c., than that of another, in grounds of pretension to respect or honour [or in any approvable quality]; (Lth, T;) [and hence, inferior to, beneath, under, or short of, another in rank, height, size, &c.;] and less than another, and more deficient than another: (Fr, T:) and also above; i. q. فَوْق; (T, K;) in highness, or eminence, of rank or condition, or in nobility; (T;) [and hence, exceeding another, and more than another:] thus bearing two contr. significations. (K.) You say, زَيْدٌ دُونَكَ meaning Zeyd is [below thee, or] in a condition lower, baser, viler, &c., than thine, in grounds of pretension to respect or honour [&c.]: and when one says, “Verily such a one is high, or eminent, in rank or condition,” or “ is noble,” another replies, وَ دُونَ ذٰلِكَ meaning And above that. (T.) b3: Also Beneath, below in situation, or under; syn. تَحْت. (T, TA.) Using it in this sense, you say, دُوَن قَدَمِكَ خَدُّ عَدُوِّكَ [May the cheek of thine enemy be beneath thy foot]: (T, TA:) and جَلَسَ دُونَهُ [He sat below him]. (TA.) b4: Also Before in respect of place, or in front: and [the contr., namely,] behind, or beyond. (T, M, K.) [You may say, using it in the former sense, جَلَسَ دُونَهُ He sat before him, or in front of him: (see Ham p. 86:) and, using it in the latter sense,] you say, هٰذَا أَمِيرٌ عَلَى مَا دُونَ جَيْحُونَ This [man] is governor, or prince, over what is beyond [the river] Jeyhoon. (TA.) b5: And i. q. قَبْل [generally signifying Before in respect of time; but as some say, in respect of place also, which may perhaps be here meant]: (T:) and [the contr., namely,] i. q. بَعْد [generally meaning after in respect of time; but as some say, in respect of place also, which may perhaps be here meant]. (Fr, T, TA.) b6: It signifies also Nearer than another thing: (S, Msb, K:) so in the phrase هٰذَا دُونَ ذٰلِكَ [This is nearer than that]; (S Msb;) or هٰذَا دُونَهُ [this is nearer than he, or it]. (K.) [Hence,] one says also, اُدْنُ دُونَكَ meaning Draw thou near in the space that is between me and thee: (A Heyth, T:) [or approach thou nearer to me:] or draw thou near [or nearer] to me. (IAar, T, M, K.) And يَزِيدُ بَغُضُّ الطَّرْفَ دُونِى, a saying of a poet, means Yezeed lowers the eye towards a spot between me and him. (A Heyth, T.) [خَشَعَتْ دُونَهُ الأَبْصَارُ, also, has a similar meaning: see 1 in art. خشع. So, too, has the phrase, خَاوَتَ طَرْفَهُ دُونِى: see 3 in art. خوت. And hence,] one says, دُونَ النَّهْرِ جَمَاعَةٌ [In the way of, or to, the river, or on this side of the river, or nearer than the river, is a company of men; or] before thy reaching the river [there is to be found, or encountered, a company of men]. (K.) And دُونَ قَتْلِ الأَسَدِ أَهْوَالٌ [In the way of, or to, the slaying of the lion, or] before thine attaining to the slaying of the lion, terrors [are to be encountered]. (T, TA.) [And دُونَهُ خَرْطُ القَتَادِ: see 1 in art. خرط.] And حَالَ دُونَ الشَّىْءِ [It intervened as an obstacle in the way to the thing; or] it prevented from attaining the thing. (W p. 71.) [And لَيْسَ دُونَهُ شَىْءٌ There is nothing intervening as an obstacle in the way of, or to, him, or it.] And [hence,] قُتِلَ دُونَ مَالِهِ, and نَفْسِهِ, and أَخِيهِ, and جَارِهِ, He was slain in defence of his property, and of himself, and of his brother, and of his neighbour. (Occurring in a trad. commencing with the words الغَرِيقُ شَهِيدٌ, in the “ Jámi' es-Sagheer,” and thus explained in the margin of a copy of that work.) [And نَبَحَ دُونَهُ is a modern phrase meaning (assumed tropical:) He defended him as though by barking in the way to him.] b7: [Hence,] also i. q. عَلَى [as meaning Against; denoting defence by means of intervention: see an ex. in a verse cited voce شَخْصٌ]. (Fr, T, TA.) b8: And i. q. عِنْدَ [meaning At, near, nigh, by, or near by; with, or present with; &c.]. (Fr, T, Ibn-Es-Seed.) Accord. to Ez-Zowzanee, it has this meaning in the saying of Imra-el-Keys, [describing a horse,] فَأَلْحَقَنَا بِالهَادِيَاتِ وَ دُونَهُ جَوَاحِرُهَا فِى صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّلِ (TA, but only the former hemistich is there given,) i. e. And he made us to overtake the foremost of the wild animals, while near to him were those that lagged behind, in a herd, not dispersed. (EM p. 48.) b9: And i. q. غَيْر [as meaning Other than, beside, or besides, exclusively of, or not as used before a substantive or an adjective]. (K.) Hence, in the Kur [xxi. 82], وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذٰلِكَ [And who should do work other than, or beside, that]. (Fr, TA.) And in the same [iv. 51 and 116], وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ But He will forgive what is other than that: or, as some say, what is less than that. (Er-Rághib, TA.) and so, it is said, in the trad., لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ

صَدَقَةٌ [There is no poor-rate to be exacted in the case of what is other than, or not, or, rather less than, five ounces]. (K.) So, too, it is said to mean in the trad., أَجَازَ الخُلْعَ دُونَ عِقَاصِ رَأْسِهَا [He allowed the divorcing a wife for a gift, or compensation, other than the عِقَاص (q. v.) of her head: in the CK, in which الخَلْعُ is erroneously put for الخُلْعَ, this is given as an ex. of ذُونَ in the sense of سَوِى, which is syn. with غَيْر]: or the meaning is, for anything, even for the عقاص of her head. (K, TA.) b10: It is also used (M, K, TA) as a subst. (M, TA) with مِنْ prefixed to it, [very often in this case, in the Kur and elsewhere, as meaning غَيْر and sometimes in other senses explained above,] and likewise with بِ (M, K, TA,) though rarely. (K.) One says, هٰذَا دُونَكَ and هٰذَا مِنْ دُونِكَ [This is below thee, or above thee: &c.]. (M, TA.) And it is said in the Kur [xxviii. 23], وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ (M, TA) And he found in a place below them two women: (Bd:) or beside them, or exclusively of them. (Jel.) One says also, هٰدَا لِىدُونَ لَكَ or مِنْ دُونِكَ [meaning This belongs to me exclusively of thee]; i. e. thou hast no right nor share [with me] in this. (Kull p. 186.) The phrase فِيهِمْ مَنْ لَيْسَ بِدُونِهِ [app. as meaning Among whom was such as was not below him in respect of knowledge of poetry] is used by Akh in his book on rhymes. (M, TA.) b11: It also denotes a command, (T, K,) and an incitement (Fr, T, S, K) to do a thing. (S.) Using it in the former sense, you say, دُونَكَ الدِّرْهَمَ, meaning Take thou the dirhem; (T;) or دُونَكَ الشَّىْءَ and دُونَكَ بِالشَّىْءِ, meaning Take thou the thing: (M:) and using it in the latter sense, you say, دُونَكَهُ, (S, K, TA,) meaning Keep thou, cleave thou, cling thou, or hold thou fast, to him; and take care of him: (TA:) or دُنَكَ زَيْدًا Keep thou, &c., to Zeyd, taking care of him. (T.) Temeem [meaning a party of the tribe so named] said to El-Hajjáj, when he had slain, i. e. crucified, Sálih Ibn-' Abd-Er-Rahmán, “ Permit us to bury Sálih: ” and he replied, دُونَكُمُوهُ [Take ye him]. (S, TA.) b12: And it also denotes a threat. (T, K.) So in the sayings دُوَكَ صِرَاعِى [Beware thou of wrestling with me] and دُونَكَ فَتَمَرَّسْ بِى [Beware thou, and then set thyself against me to do evil if thou canst]. (T, TA.) b13: It is said that no verb is derived from it: (T, S, M, Msb:) but some assert that دَانَ and أُدِينَ [mentioned in the first paragraph of this art.] are derived from it. (S.) b14: The dim. of دُونَ is ↓ دُوَيْنَ: (Ham p. 404:) and ↓ دُوَيْنَةَ occurs as a dim. in a verse of a post-classical poet; but, [ISd says,] of what word I know not, unless they said ↓ دُونَةَ [for دُونَ]. (M.) دُونَةَ: see the next preceding sentence.

دُوَيْنَ: see the next preceding sentence.

دُوَيْنَةَ: see the next preceding sentence.

دَيْوَانٌ: see the next paragraph.

دِيوَانٌ, an arabicized word, (AO, M, Msb, &c.,) from the Pers\. [دِيوَانْ]; (AO, M, &c.;) [though some hold it to be of Arabic origin:] J says, (TA,) it is originally دِوَّانٌ, but ى is substituted for one of the و s ; as is shown by its pl., (S, Msb,) which is دَوَاوِينُ; (S, M, Msb, K;) for if the ى were radical, they would say دَيَاوِينُ; (S;) but accord. to IDrd and IJ, (IB, TA,) it has this latter pl. also: (M, IB, K, TA:) Sb says that the و in دِيوَانٌ, though after ى, is not changed into ى, as it is in سَيِّدٌ, because the ى in the former word is not inherent; that word being of the measure فِعَّالٌ, from دَوَّنْتَ; (M;) [i. e.] it is from دَوَّنَ الكُتُبَ meaning “ he collected the writings; ” as is shown by their saying ↓ دُوَيْوِينٌ, (M,) which is the dim.: (Msb:) ISk says that ديوان is with kesr only [to the د]; (M;) but one says ↓ دَيْوَانٌ also, (K,) which is mentioned by Ks, as postclassical, and by Sb; like بَيْطَارٌ: (M:) the meaning is A دَفْتَر [or register]: (Shifá el-Ghaleel, TA:) or a collection of written leaves or papers [forming a book, generally for registration]: (ISk, M, Mgh, * K:) or a register of accounts; an accountbook: (Msb:) and a register of soldiers and pensioners [and others]: (IAth, K:) the first who instituted, or appointed, or arranged, such a book, (Mgh, Msb, K,) among the Arabs, (Msb,) for the prefects, or administrators, (Mgh, Msb,) and the Kádees, (Mgh,) is said to have been 'Omar: (Mgh, Msb, K: *) accord. to El-Máwardee, it is a register of what concerns the rights, or dues, of the state, relating to the acts of the government, and the finances, and the military and other administrators thereof: (TA:) then any book was thus called: and especially the poetry of some particular poet: so that this meaning became [conventionally regarded as] a proper signification thereof; (Shifá el-Ghaleel, TA;) i. e. a collection of poetry [of a particular poet]. (TA.) [Hence,] one says, فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الدِّيوَانِ, meaning Such a one is of those whose names are written in the register. (Mgh.) [Also Such a one is of the keepers of the register; or, is of the registrars. (And sometimes it has another meaning, which see below.) And hence the saying] الشِّعْرُ دِيوَانُ العَرَبِ (assumed tropical:) [Poetry is the register of the Arabs]: because they used to refer to it on their differing in opinion respecting genealogies and wars or fights and the appointing of stipends or allowances from the government-treasury, like as the people of the ديوان [properly so called] refer to their ديوان in a case that is doubtful to them; or because it was the depository of their sciences, and the preserver of their rules of discipline, and the mine of their histories. (Har p. 263.) b2: Afterwards, also, it was applied to signify An account, or a reckoning. (Msb, TA.) b3: and Writers [of accounts or reckonings]. (TA.) b4: And A place of account or reckoning, (Msb, TA,) and of writers [of accounts or reckonings] (TA.) b5: [Also A council, court, or tribunal: see دَسْتٌ. Hence أَهْلُ الدِّيوَانِ sometimes means The people of the council, court, or tribunal. b6: And also, in the present day, A long seat, formed of a mattress laid against the side of a room, upon the floor or upon a raised structure or frame, with cushions to lean against; or two or more of such mattresses &c. similarly placed.]

ديوَانِىٌّ Of, or belonging to, a دِيوَان. (TA.) دُوَيْوِينٌ dim. of دِيوَانٌ, q. v. (M, * Msb.) أَدْوَنُ is used by IJ in the phrase ذٰلِكَ أَقَلٌّ الأَمْرَيْنِ وَأَدْوَنُهُمَا [That is the lesser of the two affairs, or cases, and the lower, baser, &c., of them]: but [ISd says that] this is strange, because [he held that], like أَحْنَكَ, it has no verb belonging to it. (M.)
دون
: ( {دُونَ، بالضمِّ: نَقيضُ فَوْقَ) ، وَهُوَ تَقْصيرٌ عَن الغايَةِ؛ (ويكونُ ظَرْفاً) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ.
يقالُ: هَذَا} دُونك فِي التَّحْقيرِ والتَّقْريبِ، فالتَّحْقيرُ مِنْهُ مَرْفوعٌ، والتَّقْريبُ مَنْصوبٌ لأنَّه صفَةٌ. ويقالُ: دُونُك زَيْدٌ فِي المنْزِلَةِ والقُرْبِ والبُعْدِ.
وقالَ ابنُ سِيْدَه: دونُ كلمةٌ فِي معْنَى التَّحْقيرِ والتَّقْريبِ، يكونُ ظَرْفاً فيُنْصَبُ ويكونُ اسْماً فيدْخلُ حَرْفُ الجرِّ عَلَيْهِ.
قالَ سِيْبَوَيْه: لَا يُسْتَعْملُ مَرْفوعاً فِي حالِ الإِضافَةِ. وأمَّا قوْلُه تعالَى: {وأَنَّا منَّا الصَّالِحُون ومِنَّا دُونِ ذلِكَ} ؛ فإنَّه أَرادَ مِنَّا قَوْمٌ، دُون ذلِكَ فحذفَ المَوْصُوف.
وقالَ غيرُهُ: ومِنَّا دُونَ ذلِكَ، بالنَّصْبِ والمَوْضِعُ مَوْضِعُ رَفْعٍ، وذلِكَ أنَّ العادَةَ فِي دُون أَنْ يكونَ ظَرْفاً ولذلِكَ نصبُوه.
(و) يكونُ (بمعْنَى أَمامَ، و) بمعْنَى (وراءَ، و) بمعْنَى (فوقَ ضِدٌّ) ، فمِن معْنَى الوَراءِ قوْلُهم: هَذَا أَميرٌ على مَا دُون جَيحونَ، أَي على مَا وَراءَه؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
تُرِيك القَذى مِن دُونها وَهِي {دُونه إِذا ذاقَها من ذاقَها يَتَمَطَّقُأَي تُرِيك هَذِه الخمرُ مِن ورَائِها، والخمْرُ دُونَ القَذى إِليك، وليسَ ثمَّ قَذًى وَلَكِن هَذَا تَشْبيه؛ يقولُ: لَو كانَ أَسْفَلُها قَذًى لرَأَيْته.
ومِن معْنَى فَوْق قوْلُهم: إِنَّ فلَانا لشَّريفٌ، فيُجيبُ آخَرُ فيقولُ:} ودُون ذلِكَ، أَي فَوْقَ ذلِكَ.
(و) يكونُ (بمعْنَى (غيرٍ، قيلَ. وَمِنْه) قوْلُه تعالَى: {ويَعْملُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ} ، أَي دُون الغَوْص، يُريدُ سِوَى الغَوْص مِن البِنَاءِ، نَقَلَه الفرَّاءُ؛ وَكَذَا قوْلُه تعالَى: {إلهَيْن مِن دُون الّلهِ} ، أَي غَيْر الّلهِ. وقوْلُه تعالَى: {وَيغْفر مَا دُون ذلِكَ} ، أَي مَا سِوَى ذلِكَ، وقيلَ: أَي مَا كانَ أَقَلّ مِن ذلِكَ، والمَعْنَيان مُتَلازِمَان، نَقَلَه الــرَّاغبُ.
وكذلِكَ الحدِيثُ:
((لَيْسَ فِيمَا دونَ خَمْسِ أَواقٍ صَدَقَةٌ) ، أَي فِي غيرِ خَمْسِ أَواقٍ قيلَ: وَمِنْه) أَيْضاً (الحَديثُ: (أَجازَ الخُلْعَ دونَ عِقاصِ رأْسِها) ، أَي بِمَا سِوَى عِقاصِ رأْسِها، أَو مَعْناهُ؛ بكُلِّ شيءٍ حَتَّى بعِقاصِ رأْسِها. (و) يكونُ (بمَعْنَى الشَّريفِ) ، نَقَلَه بعضُ النَّحويِّين.
(و) بمعْنَى الحَقِيرِ (الخَسيسِ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وَهُوَ قوْلُ الفرَّاءِ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
إِذا مَا عَلا المرءُ رامَ العَلاءويَقْنَع بالدُّونِ مَن كانَ {دُونا وَهُوَ (ضِدٌّ.
(و) يكونُ (بمعْنَى الأَمرِ) كقوْلِكَ:} دُونكَ الدرهمَ، أَي خذْهُ، وكذلِكَ: دُونكَ بِهِ.
(و) يكونُ بمعْنَى (الوَعِيدِ) ، كقوْلِكَ: دُونكَ صراعِي، ودُونكَ فتَمرَّسْ بِي.
(و) {الدونُ: (ة بالدِّينَوَرِ) ، مِنْهَا أَبو محمدٍ عبْدُ الرَّحمنِ بنُ محمدٍ الصُّوفيُّ} الدونيُّ رَاوِي سنَن النّسائي عَن القاضِي أَبي نَصْر أَحْمَد بنِ الحُسَيْن الكسار، وَعنهُ أَبو زرعَةَ المقدسيُّ، وُلِدَ سَنَة 427، وتُوفي سَنَة 501.
(و) {دُونَةُ، (بهاءٍ: ة بِنَهاوَنْدَ) ، هَكَذَا ضَبَطَه صاحِبُ اللّبّ، وَهُوَ الصَّوابُ؛ (وَقد يُزادُ فِي النِّسْبَةِ إِليها قافٌ، مِنْهَا: عُمَيْرُ بنُ مِرْداسٍ} الدُّونَقِيُّ) ؛ ومَرَّ للمصنِّفِ فِي القافِ، ضَبَطَه كجَوْهَرٍ، وَهُوَ خَطَأٌ نبَّهْنا عَلَيْهِ هُنَاكَ. 6
(! ودُوِينُ، بالضَّمِّ وكسْرِ الواوِ: ة وبنَيْسابورَ.
(و) أَيْضاً: (د بإِرمِنِيَةَ) فِي أَذربيجان، وَبِه وُلِدَ المَلِكُ الأَفْضَلُ نَجْم الدِّيْن أَيوبُ بنُ شادِي بنِ مَرْوان، والِدُ السُّلْطان صَلاح الدِّيْن يوسُف؛ و (مِنْهُ) أَبو الفُتوحِ (نَصْرُ الّلهِ بنُ مَنْصورِ) بنِ سَهْلٍ المُلَقَّبُ بالكَمالِ تَفَقَّه على الغَزَالِي ببَغْداد وسافَرَ إِلَى خُرَاسَان، ورَوَى عَن أَبي بكْرٍ أَحمدَ بنِ سَهْلٍ السَّرَّاج، وأَبي سعيدٍ عبْدِ الواحِدِ بنِ أَبي القاسِمِ القشيريِّ؛ وَعنهُ أَبو سعدِ بنُ السّمعانيُّ تُوفي ببلخ سَنَة 546؛ (و) مِنْهُ أَيْضاً (أَبو عبدِ الّلهِ) ، هَكَذَا فِي النَّسخِ والصَّوابُ عبْد الّلهِ، (بنُ رزينٍ) الضَّريرُ شيْخُ ابْن أَبي لُقْمَة، ذَكَرَه الذَّهبيُّ، ماتَ بعْدَ الأَرْبَعِيْن وخَمْسُمائةٍ، (المُحدِّثان.
(و) {دُوَانُ، (كغُرابٍ: ناحِيَةٌ بِعُمانَ) بَيْنه وبَيْن فَيْروزاباد على ساحِلِ البَحْر، قالَهُ نَصْر.
(و) } دَوَّانُ، (كشَدَّادٍ: ع بأَرْضِ فارِسَ) .
وقالَ نَصْر: ناحِيَةٌ بفارِسَ مَوْصُوفَة بجَوْدَةِ الخَمْر.
قلْتُ: وَمِنْهَا الجلالُ سعدُ بنُ محمدٍ الصديقيّ {الدَّوَّانِّي، أَحَدُ المُحَقِّقين فِي المَعْقولات.
(} والدُّوَدِنُ، كعُلَبِطٍ: دَمُ الأَخَوَيْنِ.
(و) فِي الصِّحاحِ: وَلَا يشتق مِن: ( {دُون) فِعْل. وبعضُهم يقولُ: من (} دَانَ {يَدونُ} دَوْناً) ، بالفتْحِ والضَّمِّ، ( {وأُدِينُ، بالضمِّ) ،} إِدانَةً: (صارَ دُوناً خَسِيساً، أَو ضَعُفَ) ؛ وَهَذَا رَوَاهُ الــرَّاغبُ عَن ابنِ قتيبَةَ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: ويُرْوى قوْلُ عديَ:
أَنْسَلَ الذِّرْعانَ غَرْبٌ جَذِمٌ وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم {يُدَن ْقالَ: وغيرُهُ يرويهِ: لم} يُدَنَّ، بتَشْديدِ النُّونِ على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه، مِن دَنَّى يُدَنِّي أَي ضَعُفَ. يقولُ هَذَا الشاعِرُ: جَرْي هَذَا الفَرَسِ وحِدَّتُه خَلَّف الذِّرْعان، أَي أَوْلادَ البَقَرَةِ خلْفَه وَقد عَلا الرَّبْرَبَ شَدٌّ ليسَ فِيهِ تَقْصِير.
(! والدِّيوانُ) ، بالكسْرِ؛ قالَ ابنُ السِّكِّيت: لَا غَيْر، (ويُفْتَحُ) عَن الكِسائي، وحَكَاها سِيْبَوَيْه؛ (مُجْتَمَعُ الصُّحُفِ) ، عَن ابنِ السِّكِّيت. (و) أَيْضاً: (الكِتابُ يُكْتَبُ فِيهِ أَهْلُ الجَيْشِ وأَهلُ العَطِيَّةِ) ؛ عَن ابنِ الأَثيرِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (لَا يَجْمَعهم {دِيوانٌ حافظٍ) . (وأوَّلُ مَنْ وَضَعَهُ عُمَرُ، رَضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ) .
قالَ الجوْهرِيُّ: أَصْلُه} دِوَّانٌ، فعُوِّض مِن إحْدَى الواوَيْن يَاء لأنَّه (ج) أَي يجْمَعُ على ( {دَواوينٍ) ، وَلَو كانتِ الياءُ أَصْليَّةً لقالُوا دِياوَين.
قالَ ابنُ بَرِّي: (و) حَكَى ابنُ دُرَيْدٍ وابنُ جني: أنَّه يقالُ: (دَياوِينُ، وَقد} دَوَّنَهُ) {تَدْوِيناً: جَمَعَهُ.
قالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وأَوْرَدَه الجواليقي فِي المُعَرَّبِ، وَكَذَا الخفاجيّ فِي شِفاءِ الغَليلِ.
وقالَ الكِسائيُّ: هُوَ بالفتْحِ لُغَةٌ موَلَّدةٌ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: إنَّما صَحَّتِ الواوُ فِي دِيوانٍ، وَإِن كانتْ بعْدَ الياءِ وَلم تَعْتل كَمَا اعْتَلَّت فِي سيد، لأنَّ الياءَ فِي} دِيوانٍ غَيْرُ لازِمَةٍ، وإِنَّما هُوَ فِعَّال مِن {دَوَّنتُ، والدَّليلُ على ذلِكَ قوْلُهم:} دُوَيْوِينٌ، فدلَّ ذلِكَ على أنَّه فِعَّالٌ وأنَّك إنَّما أَبْدَلْت الْوَاو بعْدَ ذلِكَ.
قالَ: وَمن قالَ {دَيْوان فَهُوَ عنْدَه بمنْزِلَةِ بَيْطار.
وقالَ الماورديّ فِي الأَحْكامِ السُّلْطانيَّة: إنَّ} الدّيوانَ مَوْضُوعٌ لحفْظِ مَا تعلَّقَ بحقُوقِ السَّلْطَنَةِ مِنَ الأَعْمالِ والأَمْوالِ ومَنْ يقومُ بهَا مِنَ الجيوشِ والعمَّال.
قلْتُ: وذَكَرَ غيرُ واحِدٍ أنَّه إنَّما سُمِّي بِهِ لأنَّ كسْرَى لمَّا اطَّلَع على الكتَّاب ومُعامَلاتِهم فِي سرْعَةٍ قالَ: هَذَا عَمَل دِيوانٍ، أَي هَذَا عَمَلُ الجنِّ، فإنَّ دِيو، بالكسْرِ، الجِنّ، والأَلِف والنُّون علامَةُ الجمْعِ عنْدَهم، فبَقي هَذَا اللَّقَبُ هَكَذَا.
وقالَ المَناوِيُّ: الدِّيوانُ جَريدَةُ الحسابِ، ثمَّ أُطْلِق على الحاسِبِ، ثمَّ على مَوْضِعِه.
وَفِي شِفاءِ الغَليلِ: أُطْلِقَ على الدَّفْترِ، ثمَّ قيلَ لكلِّ كتابٍ، وَقد يخَصُّ بشعْرِ شاعِرٍ معَيَّنٍ مجَازًا حَتَّى جاءَ حَقِيقَة فِيهِ، فمعانِيَه خَمْسة: الكَتَبَةُ ومحَلَّهم والدَّفْتَر وكلُّ كتابٍ ومَجْموعُ الشعْرِ:
قلْتُ: ومِن أَحَدِ هَذِه المَعانِي سَمَّي الحافِظُ الذَّهبيُّ كتابَهُ فِي الضُّعَفاء والمَتْرُوكِين، وَهُوَ عنْدِي بخطِّه.
(و) يقالُ: (هَذَا {دُونَه: أَي أَقْرَبُ مِنْهُ.
(و) يقالُ: (} دُونَكَهُ إِغراءٌ) : أَي ألْزَمْه فاحْفَظْه.
وقالتْ تَمِيمُ للحجَّاجِ: أَقْبِرنا صَالحا وكانَ قد صَلَبَه، فقالَ {دُونَكُمُوه، كَمَا فِي الصِّحاحِ، يعْنِي لمَّا قتلَ صَالح بن عبْدِ الرَّحْمان.
(} والتَّدَوُّنُ: الغِنَى التامُّ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(وادْنُ {دُونَكَ: أَي اقْتَرِبْ منِّي) فِيمَا بَيْني وبَيْنك. وفسَّرَ أَبُو الهَيْثم قوْلَ الشاعِرِ:
يَزيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ} دُوني أَي يُنَكِّسُه فِيمَا بَيْني وبَينه مِن المكانِ؛ وقالَ زُهَيْرُ بنُ خَبَّاب:
وَإِن عِفْتَ هَذَا فادْنُ دُونَكَ إِننيقليلُ الغِرار والشَّرِيجُ شِعارِيالشَّريجُ: القَوْسُ.
وقالَ جَريرٌ:
أَعَيَّاشُ قد ذاقَ القُيونُ مَراسَتيوأَوْقدتُ نارِي فادْنُ دُونَكَ فاصْطِلي (ويدخُلُ على دُونِ، من والباءُ قَليلاً) ، فيقالُ: هَذَا دُونك، وَهَذَا من دُونِك، وَفِي الكِتابِ العَزيزِ: {ووَجَد مِن! دُونِهم امْرَأَتَيْن تَذُودَان} ؛ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه: لَا يَحْمِلُ الفارِسَ إلاَّ المَلْبُونْ ألمحْضُ من أَمامِه وَمن دُونْقالَ: وإنَّما قلْنا فِيهِ إِنَّه إنَّما أَرادَ مِن دُونِه لقوْلِه مِن أَمامه فأَضافَ، فكَذلِكَ نَوَى إضافَة دُون، وأَنْشَدَ فِي هَذَا المعْنَى للجَعْديِّ:
لَهَا فَرَطٌ يكونُ وَلَا تَراهُأَماماً من مُعَرَّسِنا {ودُونا وأَمَّا الباءُ فقد اسْتَعْمَلَه الأَخْفَش فِي كتابِهِ فِي القَوافِي، فقالَ فِيهِ وَقد ذَكَرَ أعْرابيًّا أَنْشَدَه شعْراً مُكْفَأً: فرَدَدْناه عَلَيْهِ وعَلى نَفَرٍ مِن أَصْحابِهِ فيهم مَنْ ليْسَ} بدُونِهِ، فأَدْخَل عَلَيْهِ الباءَ كَمَا تَرَى.
(و) قوْلُهم: (دُونَ النَّهْرِ جماعَةٌ) ، {ودُونَ قَتْلِ الأَسَدِ أَهْوالٌ، (أَي قَبْلَ أَنْ تَصِلَ إِلَيْهِ) ؛ وَمِنْه قوْلُ دُرَيْدٍ فِي المَقْصورَةِ:
إنَّ امْرأَ القيْسِ جرى إِلَى مَدَى فاعْتاقه حَمَامُه دُوْنَ المَدَى أَي قَبْلَه؛ نَقَلَه الخفاجيُّ.
قالَ اللّحْيانيُّ: (و) أَكْثَرُ (مَا يقالُ) فِي كَلامِ العَرَبِ: (هَذَا رَجُلٌ من دُونٍ) ، وَهَذَا شيءٌ مِن دُونٍ أَي حَقِيرٌ ساقِطٌ؛ يقُولُونَها مَعَ مِن؛ وَمِنْه قوْلُهم: لَوْلَا أَنَّك مِن دُونٍ لم تَرْضَ بذا، ورَضِيتَ مِن فلانٍ بأَمْرٍ مِن دُونٍ. (وَلَا يقالُ: رَجُلٌ دُونٌ) لم يَتَكَّلُموا بِهِ، وَقد جَوَّزَه بعضُهم فقالَ: يقالُ: رَجُلُ دُونٌ: ليْسَ بِلَا حق؛ وثوْبٌ دُونٌ: رَدِيءٌ.
وقالَ ابنُ جني: فِي شيءٍ دُونٍ، ذَكَرَه فِي كتابِهِ المَوْسوم بالمُعَربِ. (وَلَا) يقالُ فِيهِ (مَا} أَدْوَنَه) لأنَّه لَا يَتَصَرَّف مِنْهُ فِعْل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ سِيْبَوَيْه: قَالُوا هُوَ! دُونَكَ فِي الشَّرفِ والحَسَبِ ونحْوِه على المَثَلِ، كَمَا قالُوا: إِنَّه لصُلْبُ القَناةِ، وإنَّه لمن شَجَرَةٍ صالِحَةٍ.
قالَ ابنُ جني: ويقالُ: أَقلُّ الأَمْرَيْن {أَدْوَنُهما.
قالَ ابنُ سِيْدَه: فاستعملَ مِنْهُ أَفْعَل وَهَذَا بَعِيدٌ لأنَّه ليْسَ لَهُ فعْلٌ، فتكونُ هَذِه الصِّيغَةُ مَبْنِيَّة مِنْهُ وإنمَّا تُصاغُ هَذِه الصِّيغَةُ مِنَ الأَفْعَالِ، غَيْر أَنَّه قد جاءَ مِن هَذَا شَيْء ذَكَرَه سِيْبَوَيْه، وذلكَ قوْلُهم: أَحْنَكُ الشاتَيْنِ، كأنَّهم قَالُوا حَنَك، فإنَّما جاؤوا بأَفْعَل على نَحْوِ هَذَا، وَلم يتَكَلَّموا بالفعْلِ.
وَقد يكونُ دُون بمعْنَى تحْتَ كقوْلِكَ دُونَ قَدَمِك خَدُّ عدُوِّك، أَي تحْتَ قَدَمِك؛ وجَلَسَ دُونَه: أَي تحْتَه.
قالَ الفرَّاءُ: وتكونُ بمعْنَى على، وبمعْنَى بَعْدَ، وبمعْنَى عنْدَ، الأخيرَةُ ذَكَرَها ابنُ السَّيِّدِ فِي المَعانِي، وَبِه فسَّرَ الزوزني قوْلَ امْرىءِ القَيْسِ:
فَالْحَقْهُ بالهاديات} ودونه أَي عنْدَه.
وبمعْنَى {الأَدْون الَّذِي نَقَلَه الــرَّاغبُ.
} ودِيوانٌ بالكسْرِ: اسمُ كلْبٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للرَّاجزِ:
أَعْدَدْتُ {دِيواناً لدِرْباسِ الحَمِتْمَتى يُعايِنْ شَخْصَه لَا يَنْفَلِتْودِرْباس أَيْضاً: كلْبٌ، أَي أَعْدَدْت كلْبِي لكَلْب جِيرَانِي الَّذِي يُؤْذِيني فِي الحَمْتِ.
} ودَوَانُ، كسَحابٍ: قَرْيةٌ بكاذرون، كَذَا فِي حواشِي العُبابِ للحافِظِ السّيوطيّ، رَحِمَه الّلهُ.
قلْتُ: ولعلَّها المُشَدَّدَةِ الَّتِي ذَكَرَها المصنِّفُ، رَحِمَه الّلهُ.
{والدِّيوانُ سِكَّةٌ بمَرْوَ، مِنْهَا أَبو العبَّاسِ جَعْفرُ بنُ وجيه بنِ حُرَيْث} الدِّيوانيُّ المَرْوَزيُّ سَمِعَ عليَّ بن خَشْرَم وغيرِهِ.
! والدِّيوانيُّ لهَذَا الدِّرْهمِ المُعامَل بِهِ بَيْن أَيْدِي الناسِ اليَوْم عامِّيَّة، كأَنَّه نُسِبَ إِلَى دِيوانِ السُّلْطانِ مكنياً بِهِ عَن جودَةِ فضَّتِه.
دون
من (د و ن) الحقير الخسيس.

دون: دُونُ: نقيضُ فوقَ، وهو تقصير عن الغاية، ويكون ظرفاً. والدُّونُ:

الحقير الخسيس؛ وقال:

إذا ما عَلا المرءُ رامَ العَلاء،

ويَقْنَع بالدُّونِ مَن كان دُونا

ولا يشتق منه فعل. وبعضهم يقول منه: دانَ يَدُونُ دَوْناً وأُدِين

إدانةً؛ ويروى قولُ عديّ في قوله:

أَنْسَلَ الذِّرْعانَ غَرْبٌ جَذِمٌ،

وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ.

وغيره يرويه: لم يُدَنّ، بتشديد النون على ما لم يسم فاعله، من دَنَّى

يُدَنِّي أَي ضَعُفَ، وقوله: أَنسل الذِّرْعانَ جمع ذَرَعٍ، وهو ولد

البقرة الوحشية؛ يقول: جري هذا الفرس وحِدَّتُه خَلَّف أَولادَ البقرة خلْفَه

وقد علا الرَّبْرَبَ شَدٌّ ليس فيه تقصير. ويقال: هذا دون ذلك أَي أَقرب

منه. ابن سيده: دونُ كلمة في معنى التحقير والتقريب، يكون ظرفاً فينصب،

ويكون اسماً

فيدخل حرف الجر عليه فيقال: هذا دونك وهذا من دونك، وفي التنزيل العزيز:

ووجَدَ من دُونهم امرأَتين؛ أَنشد سيبويه:

لا يَحْمِلُ الفارسَ إلاّ المَلْبُونْ،

أَلمحْضُ من أَمامِه ومن دُونْ.

قال: وإنما قلنا فيه إنه إِنما أََراد من دونه لقوله من أَمامه فأَضاف،

فكذلك نوى إضافة دون؛ وأَنشد في مثل هذا للجعدي:

لها فَرَطٌ يكونُ، ولا تَراهُ،

أَماماً من مُعَرَّسِنا ودُونا.

التهذيب: ويقال هذا دون ذلك في التقريب والتحقير، فالتحقير منه مرفوع،

والتقريب منصوب لأَنه صفة. ويقال: دُونُك زيدٌ في المنزلة والقرب

والبُعْد؛ قال ابن سيده: فأَما ما أَنشده ابن جني من قول بعض المولَّدين:

وقامَتْ إليه خَدْلَةُ السَّاقِ، أَعْلَقَتْ

به منه مَسْمُوماً دُوَيْنَةَ حاجِبِهْ.

قال: فإِني لا أَعرف دون تؤنث بالهاء بعلامة تأْنيث ولا بغير علامة،

أَلا ترى أَن النحويين كلهم قالوا الظروف كلها مذكرة إِلا قُدّام ووراء؟

قال: فلا أَدري ما الذي صغره هذا الشاعر، اللهم إلا أَن يكون قد قالوا هو

دُوَيْنُه، فإِن كان كذلك فقوله دُوَيْنَةَ حاجبه حسن على وجهه؛ وأَدخل

الأَخفش عليه الباءَ فقال في كتابه في القوافي، وقد ذكر أَعرابيّاً أَنشده

شعراً مُكْفَأً: فرددناه عليه وعلى نفر من أَصحابه فيهم مَن ليْسَ

بدُونِه، فأَدخل عليه الباء كما ترى، وقد قالوا: من دُونُ، يريدون من دُونِه،

وقد قالوا: دُونك في الشرف والحسب ونحو ذلك؛ قال سيبويه: هو على المثل كما

قالوا إنه لصُلْبُ القناة وإنه لمن شجرة صالحة، قال: ولا يستعمل مرفوعاً

في حال الإضافة. وأَما قوله تعالى: وإنا منا الصالحون ومنا دُون ذلك؛

فإِنه أَراد ومنا قوم دون ذلك فحذف الموصوف. وثوب دُونٌ: رَدِيٌّ. ورجل

دُونٌ: ليس بلاحق. وهو من دُونِ الناسِ والمتاعِ أَي من مُقارِبِهِما. غيره:

ويقال هذا رجل من دُونٍ، ولا يقال رجلٌ دونٌ، لم يتكلموا به ولم يقولوا

فيه ما أَدْوَنَه، ولم يُصَرَّف فعلُه كما يقال رجل نَذْلٌ

بيِّنُ النَّذَالة. وفي القرآن العزيز: ومنهم دونَ ذلك، بالنصب والموضع

موضع رفع، وذلك أَن العادة في دون أَن يكون ظرفاً

ولذلك نصبوه. وقال ابن الأَعرابي: التَّدَوُّنُ الغنَى التام. اللحياني:

يقال رضيت من فلان بمَقْصِر أَي بأَمر دُونَ ذلك. ويقال: أَكثر كلام

العرب أَنت رجل من دُونٍ وهذا شيء من دُونٍ، يقولونها مع مِن. ويقال: لولا

أَنك من دُونٍ لم تَرْضَ بذا، وقد يقال بغير من. ابن سيده: وقال اللحياني

أَيضاً

رضيت من فلان بأَمر من دُونٍ، وقال ابن جني: في شيءٍ دُونٍ، ذكره في

كتابه الموسوم بالمعرب، وكذلك أَقَلُّ الأَمرين وأَدْوَنُهما، فاستعمل منه

أَفعل وهذا بعيد، لأَنه ليس له فِعْلٌ فتكون هذه الصيغة مبنية منه، وإنما

تصاغ هذه الصيغة من الأفعال كقولك أَوْضَعُ منه وأَرْفَعُ منه، غير أَنه

قد جاء من هذا شيء ذكره سيبويه وذلك قولهم: أَحْنَكُ الشاتَيْنِ

وأَحْنَكُ البعيرين، كما قالوا: آكَلُ الشاتَيْنِ كأَنهم قالوا حَنَك ونحو ذلك،

فإِنما جاؤُوا بأَفعل على نحو هذا ولم يتكلموا بالفعل، وقالوا: آبَلُ

الناس، بمنزلة آبَلُ منه لأَن ما جاز فيه أَفعل جاز فيه هذا، وما لم يجز فيه

ذلك لم يجز فيه هذا، وهذه الأَشياء التي ليس لها فعل ليس القياس أَن يقال

فيها أَفعل منه ونحو ذلك. وقد قالوا: فلان آبَلُ منه كما قالوا أَحْنَكُ

الشاتين. الليث: يقال زيدٌ دُونَك أَي هو أَحسن منك في الحَسَب، وكذلك

الدُّونُ يكون صفة ويكون نعتاً على هذا المعنى ولا يشتق منه فعل. ابن

سيده: وادْنُ دُونَك أَي قريباً

(* قوله «أي قريباً» عبارة القاموس: أي اقترب

مني). قال جرير:

أَعَيّاشُ، قد ذاقَ القُيونُ مَراسَتي

وأَوقدتُ ناري، فادْنُ دونك فاصطلي.

قال: ودون بمعنى خلف وقدّام. ودُونك الشيءَ ودونك به أَي خذه. ويقال في

الإغراء بالشيء: دُونَكه. قالت تميم للحجاج: أَقْبِرْنا صالحاً، وقد كان

صَلَبه، فقال: دُونَكُموه. التهذيب: ابن الأَعرابي يقال ادْنُ دُونك أَي

اقترِبْ؛ قال لبيد:

مِثْل الذي بالغَيْلِ يَغْزُو مُخْمَداً،

يَزْدادُ قُرْباً دُونه أَن يُوعَدا.

مُخْمد: ساكن قد وَطَّن نفسه على الأَمر؛ يقول: لا يَرُدُّه الوعيدُ فهو

يتقدَّم أَمامه يَغشى الزَّجْرَ؛ وقال زهير بن خَبَّاب:

وإن عِفْتَ هذا، فادْنُ دونك، إنني

قليلُ الغِرار، والشَّرِيجُ شِعاري.

الغِرار: النوم، والشريج: القوس؛ وقول الشاعر:

تُريكَ القَذى من دُونها، وهي دُونه،

إذا ذاقَها من ذاقَها يَتَمَطَّقُ.

فسره فقال: تُريك هذه الخمرُ من دونها أَي من ورائها، والخمر دون القذى

إليك، وليس ثم قذًى ولكن هذا تشبيه؛ يقول: لو كان أَسفلها قذى لرأَيته.

وقال بعض النحويين: لدُونَ تسعة معانٍ: تكون بمعنى قَبْل وبمعنى أَمامَ

وبمعنى وراء وبمعنى تحت وبمعنى فوق وبمعنى الساقط من الناس وغيرهم وبمعنى

الشريف وبمعنى الأَمر وبمعنى الوعيد وبمعنى الإغراء، فأَما دون بمعنى قبل

فكقولك: دُون النهر قِتال ودُون قتل الأَسد أَهوال أَي قبل أَن تصل إلى

ذلك. ودُونَ بمعنى وراء كقولك: هذا أَمير على ما دُون جَيحونَ أَي على ما

وراءَه. والوعيد كقولك: دُونك صراعي ودونك فتَمرَّسْ بي. وفي الأَمر:

دونك الدرهمَ أَي خذه. وفي الإِغراء: دونك زيداً أَي الزمْ زيداً

في حفظه. وبمعنى تحت كقولك: دونَ قَدَمِك خَدُّ عدوّك أَي تحت قدمك.

وبمعنى فوق كقولك: إن فلاناً لشريف، فيجيب آخر فيقول: ودُون ذلك أَي فوق

ذلك. وقال الفراء: دُونَ تكون بمعنى على، وتكون بمعنى عَلَّ، وتكون بمعنى

بَعْد، وتكون بمعنى عند، وتكون إغراء، وتكون بمعنى أَقلّ من ذا وأَنقص من

ذا، ودُونُ تكون خسيساً. وقال في قوله تعالى: ويعملون عمَلاً دُون ذلك؛

دون الغَوْص، يريد سوى الغَوْص من البناء؛ وقال أَبو الهيثم في قوله:

يَزيدُ يَغُضُّ الطَّرفَ دُوني.

أَي يُنَكِّسُه فيما بيني وبينه من المكان. يقال: ادْنُ دونك أَي

اقترِبْ مني فيما بيني وبينك. والطَّرفُ: تحريك جفون العينين بالنظر، يقال

لسرعة من الطَّرف واللمْح. أَبو حاتم عن الأَصمعي: يقال يكفيني دُونُ هذا،

لأَنه اسم. والدِّيوانُ: مُجْتَمع الصحف؛ أَبو عبيدة: هو فارسي معرب؛ ابن

السكيت: هو بالكسر لا غير، الكسائي: بالفتح لغة مولَّدة وقد حكاها سيبويه

وقال: إنما صحَّت الواو في دِيوان، وإن كانت بعد الياء ولم تعتل كما

اعتلت في سيد، لأَن الياء في ديوان غير لازمة، وإنما هو فِعّال من دَوَّنْتُ،

والدليل على ذلك قولهم: دُوَيْوِينٌ، فدل ذلك أَنه فِعَّال وأَنك إنما

أَبدلت الواو بعد ذلك، قال: ومن قال دَيْوان فهو عنده بمنزلة بَيْطار،

وإنما لم تقلب الواو في ديوان ياء، وإن كانت قبلها ياء ساكنة، من قِبَل أَن

الياء غير ملازمة، وإنما أُبدلت من الواو تخفيفاً، أَلا تراهم قالوا

دواوين لما زالت الكسرة من قِبَل الواو؟ على أَن بعضهم قد قال دَياوِينُ،

فأَقرّ الياء بحالها، وإن كانت الكسرة قد زالت من قِبَلها، وأَجرى غير

اللازم مجرى اللازم، وقد كان سبيله إذا أَجراها مجرى الياء اللازمة أَن يقول

دِيّانٌ، إلا أَنه كره تضعيف الياء كما كره الواو في دَياوِين؛ قال:

عَداني أَن أَزورَكِ، أُمَّ عَمروٍ،

دَياوِينٌ تُنَفَّقُ بالمِدادِ.

الجوهري: الدِّيوانُ أَصله دِوَّانٌ، فعُوِّض من إحدى الواوين ياء لأَنه

يجمع على دَواوينَ، ولو كانت الياء أَصلية لقالوا دَياوين، وقد دُوِّنت

الدَّواوينُ. قال ابن بري: وحكى ابن دريد وابن جني أَنه يقال دَياوين.

وفي الحديث: لا يَجْمَعهم ديوانُ حافظٍ؛ قال ابن الأَثير: هو الدفتر الذي

يكتب فيه أَسماء الجيش وأَهلُ العطاء. وأَول من دَوَّنَ الدِّيوان عمر،

رضي الله عنه، وهو فارسي معرب. ابن بري: وديوان اسم كلب؛ قال الراجز:

أَعْدَدْتُ ديواناً لدِرْباسِ الحَمِتْ،

متى يُعايِنْ شَخْصَه لا يَنْفَلِتْ.

ودِرْباس أَيضاً: كلب أَي أَعددت كلبي لكلب جيراني الذي يؤذيني في

الحَمْتِ.

جزي

جزي


جَزَى(n. ac. جَزَآء [] )
a. [acc. & 'Ala
or
Bi], Repaid, remunerated, recompensed, rewarded
requited, compensated for.
b. Satisfied, sufficed.
c. ['An], Served instead of, as a substitute, a satisfaction
for.
جَاْزَيَ
a. [acc. & Bi]
see I (a)
أَجْزَيَ
a. ['An], Compensated, satisfied.
تَجَاْزَيَ
a. [acc.
or
Bi], Demanded repayment, compensation, for.

إِجْتَزَيَa. Asked for payment.

جِزْيَة [] (pl.
جِزًى [ ]جِزَآء [] )
a. Capitation-tax, poll-tax.
b. Land-tax.

جَزَاْيa. Repayment; remuneration, recompense, requital
compensation.
جزي: {الجزية}: الخراج المجعول على رأس الذمي. {لا تجزي}: لا تقضي ولا تغني. 
ج ز ي: (جَزَاهُ) بِمَا صَنَعَ يَجْزِيهِ (جَزَاءً) وَ (جَازَاهُ) بِمَعْنًى، وَ (جَزَى) عَنْهُ هَذَا أَيْ قَضَى. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: 48] وَيُقَالُ: (جَزَتْ) عَنْهُ شَاةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «تُجْزِي عَنْكَ وَلَا تُجْزِي عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ» أَيْ تَقْضِي. وَبَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ: (أَجْزَأَتْ) عَنْهُ شَاةٌ بِالْهَمْزِ. وَ (تَجَازَى) دَيْنَهُ أَيْ تَقَاضَاهُ فَهُوَ (مُتَجَازٍ) أَيْ مُتَقَاضٍ وَ (الْجِزْيَةُ) مَا يُؤْخَذُ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَالْجَمْعُ (الْجِزَى) مِثْلُ لِحْيَةٍ وَلِحًى. 
ج ز ي

الله يجزيك عني ويجازيك. قال لبيد:

وإذا جوزيت قرضاً فاجزه ... إنما يجزي الفتى ليس الجمل

وكما تجازي تجازي. وأحسن إليه فجزاء خيراً إذا دعا له بالمجازاة. وهذا رجل جازيك من رجل أي كافيك. وهذا لا يجزي عنك أي لا يقضي، ومنه جزية أهل الذمة لأنها تقضي عنهم. يقال: أدّوا جزيتهم وجزاهم. واشترى من دهقان أراضاً على أن يكفيه جزيتها أي خراجها.

ومن المجاز: جزتك الجوازي أي أفعالك أي وجدت جزاء ما فعلت. قال:

جزتك الجوازي عن صديقك نضرة ... وأدناك ربي في الرفيق المقرب

أو ألطاف الله وأسباب رحمته. قال الحطيئة:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس

أو أراد جمع جازية بمعنى الجزاء.
ج ز ي : جَزَى الْأَمْرُ يَجْزِي جَزَاءً مِثْلُ: قَضَى يَقْضِي قَضَاءً وَزْنًا وَمَعْنًى وَفِي التَّنْزِيلِ {يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: 48] وَفِي الدُّعَاءِ جَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا أَيْ قَضَاه لَهُ وَأَثَابَهُ عَلَيْهِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ أَجْزَأَ بِالْأَلِفِ وَالْهَمْزِ بِمَعْنَى جَزَى وَنَقَلَهُمَا الْأَخْفَشُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ فَقَالَ الثُّلَاثِيُّ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ لُغَةُ الْحِجَازِ وَالرُّبَاعِيُّ الْمَهْمُوزُ لُغَةُ تَمِيمٍ وَجَازَيْتُهُ بِذَنْبِهِ عَاقَبْتُهُ عَلَيْهِ وَجَزَيْتُ الدَّيْنَ قَضَيْتُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ لَمَّا أَمَرَهُ أَنْ يُضَحِّيَ بِجَذَعَةٍ مِنْ الْمَعْزِ «تَجْزِي عَنْكَ وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ» قَالَ الْأَصْمَعِيُّ أَيْ وَلَنْ تَقْضِيَ وَأَجْزَأَتْ الشَّاةُ بِالْهَمْزِ بِمَعْنَى قَضَتْ لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ الْقَطَّاعِ وَأَمَّا أَجْزَأَ بِالْأَلِفِ وَالْهَمْزِ فَبِمَعْنَى أَغْنَى قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ فِيهِ أَجْزَى مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ وَلَمْ أَجِدْهُ لِأَحَدٍ مِنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ وَلَكِنْ إنْ هُمِزَ أَجْزَأَ فَهُوَ بِمَعْنَى كَفَى هَذَا لَفْظُهُ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ إنْ أَرَادَ امْتِنَاعَ التَّسْهِيلِ فَقَدْ تَوَقَّفَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ التَّوَقُّفِ فَإِنَّ تَسْهِيلَ هَمْزَةِ الطَّرَفِ فِي الْفِعْلِ الْمَزِيدِ وَتَسْهِيلَ الْهَمْزَةِ السَّاكِنَةِ قِيَاسِيٌّ فَيُقَالُ أَرْجَأْتُ الْأَمْرَ وَأَرْجَيْتُهُ وَأَنْسَأْتُ وَأَنْسَيْتُ وَأَخْطَأْتُ وَأَخْطَيْتُ وَأَشْطَأَ الزَّرْعُ إذَا أَخْرَجَ شَطْأَهُ وَهُوَ أَوْلَادُهُ وَأَشْطَى وَتَوَضَّأْتُ وَتَوَضَّيْتُ وَأَجْزَأْتُ السِّكِّينَ إذَا جَعَلْتُ لَهُ نِصَابًا وَأَجْزَيْتُهُ وَهُوَ كَثِيرٌ فَالْفُقَهَاءُ جَرَى عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ التَّخْفِيفُ وَإِنْ أَرَادَ الِامْتِنَاعَ مِنْ وُقُوعِ أَجْزَأَ مَوْقِعَ جَزَى فَقَدْ نَقَلَهُمَا الْأَخْفَشُ لُغَتَيْنِ كَيْفَ وَقَدْ نَصَّ النُّحَاةُ عَلَى أَنَّ الْفِعْلَيْنِ إذَا تَقَارَبَ مَعْنَاهُمَا جَازَ وَضْعُ أَحَدِهِمَا مَوْضِعَ الْآخَرِ وَفِي هَذَا مَقْنَعٌ لَوْ لَمْ يُوجَدْ نَقْلٌ وَأَجْزَأَ الشَّيْءُ مَجْزَأَ غَيْرِهِ كَفَى وَأَغْنَى عَنْهُ وَاجْتَزَأْتُ بِالشَّيْءِ اكْتَفَيْت وَالْجُزْءُ مِنْ الشَّيْءِ الطَّائِفَةُ مِنْهُ وَالْجَمْعُ أَجْزَاءٌ مِثْلُ: قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَجَزَّأْتُهُ تَجْزِيئًا وَتَجْزِئَةً جَعَلْتُهُ أَجْزَاءً مُتَمَيِّزَةً فَتَجَزَّأَ تَجَزُّؤًا وَجَزَأْتُهُ مِنْ بَابِ نَفَعَ لُغَةٌ وَالْجِزْيَةُ مَا يُؤْخَذُ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَالْجَمْعُ جِزًى مِثْلُ:
سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 
جزي
جزَى يَجزي، اجْزِ، جزاءً، فهو جازٍ، والمفعول مَجْزيّ
• جزَى عامِلاً: كافأه "النَّاسُ مَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِهِمْ، إنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ [حديث]: من قول ابن عباس رضي الله عنه- {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إلاَّ الإِحْسَانُ} - {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} " ° جزاك الله خيرًا: يُقال ذلك في الشكر أو في الدعاء للمخاطب.
• جزاه بالخير: كافأه به "جزاه بوسام التفوُّق العلميّ".
• جزاه على صنيعه:
1 - كافأه عليه "جزاه على إخلاصِه".
2 - عاقبه "جزاه على كذبه- {وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} " ° جزاه الصَّاعَ بالصَّاع: ردّ عليه بمثل فعله أو قوله- جزاه جزاء سِنِمَّار [مثل]: يُضرب لمن يقابل الإحسان بالإساءة.
• جزَى صديقُه عنه الدَّيْنَ: كفاه، قضاه عنه "فَهَلْ تُجْزِئُ عَنِّي؟ قَالَ: نَعَمْ وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ [حديث]: المقصود الأُضْحية- {وَاتَّقُوا يَوْمًا لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا}: لا تُغني عنها، ولا تسُدُّ مسدّها". 

أجزى/ أجزى عن يُجزي، أَجْزِ، إجزاءً، فهو مُجْزٍ، والمفعول مُجْزًى
• أجزى الشَّخصَ:
1 - جزَاه؛ كفاه، أغناه.
2 - كافأه " {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} ".
3 - عاقَبَه " {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} ".
• أجزى عنه: كفاه، أغناه "هذا العملُ يُجزي عن ذاك" ° أجزى مُجْزَى فلان: قام مقامه. 

تجازى/ تجازى بـ يتجازى، تَجازَ، تَجازيًا، فهو مُتجازٍ، والمفعول مُتجازًى
• تجازى دَينَه/ تجازى بدَينه: طالب به وتقاضاه "أنَّ رَجُلاً كَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ وَكَانَ لَهُ كَاتِبٌ وَمُتَجَازٍ [حديث] ". 

جازى يجازي، جازِ، مُجازاةً، فهو مُجازٍ، والمفعول مُجازًى
• جازى الشَّخْصَ على عمله/ جازى الشَّخْصَ عن عمله: أثابه عليه، كافأه ° جازاك الله خيرًا: عبارة تُقال في الشُّكر أو الدُّعاء للمخاطب.
• جازاه بذنبه: عاقبه عليه "جازاه على سوء تصرُّفه- {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إلاَّ الْكَفُورَ} ". 

إجزاء [مفرد]: مصدر أجزى/ أجزى عن. 

جَزاء [مفرد]:
1 - مصدر جزَى ° الجزاء من جنس العمل.
2 - (قن) عقوبة مفروضة بنصّ قانونيّ على فعل ممنوع قانونًا "نال المقصِّرون الجزاءات المناسبة" ° جزاء نقديّ: عقوبة ماليّة- قانون جزائيّ: قانون العقوبات.
• ضَرْبَة جزاء: (رض) ضربة عقابيّة موجّهة إلى الهدف من نقطة الجزاء لا يتعرّض لصدّها إلاّ حارس المرمى، وهي أن تطلق الكرة مباشرة على الهدف على بُعد أمتار معيّنة.
• محكمة الجزاء: (قن) محكمة جزائيّة؛ نوع من المحاكم له
 صلاحية النَّظر في الجرائم والدَّعاوي الجنائيَّة. 

جزائيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى جَزاء: "عقوبة جزائيَّة" ° إجراءات جزائيَّة: مجموعة القواعد القانونيّة التي تتّصل بالتحقيق في الجرائم وإقامة الدّعوَى وتنفيذ الأحكام على المتّهمين.
• محكمة جزائيّة: محكمة الجزاء؛ نوع من المحاكم له صلاحية النَّظر في الجرائم والدَّعاوي الجنائيَّة. 

جِزْيَة [مفرد]: ج جِزْيات وجِزًى وجِزاء وجِزْي:
1 - خَراجُ الأرض.
2 - ما كان يُؤخذ من أهل الذِّمَّة نظير حمايتهم " {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} ".
3 - ضريبة كان المنتصر يفرضها على المغلوب. 
جزي
: (ى ( {الجَزاءُ: المُكافَأَةُ على الشَّيءِ) .
وقالَ الــرَّاغبُ: هُوَ مَا فِيهِ الكِفايَةُ إِن خَيْراً فخَيْرٍ وَإِن شرّاً فشرَ.
(} كالجازِيَةِ) ، اسمٌ للمَصْدرِ كالعافِيَةِ. يقالُ: ( {جَزَاهُ) كَذَا و (بِهِ، وَعَلِيهِ جَزاءً) ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {ذَلِك جَزاءُ مَنْ تزكَّى} ، {فَلهُ جَزاءُ الحسْنَى} ، {} وجَزاءُ سَيِّئةٍ سَيِّئةٌمثْلُها} ، { {وجَزاهُم بمَا صَبَرُوا جنَّة وحَرِيراً} ، {أُولئك} يجزونَ الغرفَةَ بِمَا صَبَرُوا} {وَلَا {تُجْزَوْنَ إلاَّ مَا كُنْتُم تَعْملونَ} .
(} وجازَاهُ {مُجازاةً} وجِزاءً) ، بالكسْرِ.
قالَ أَبُو الهَيْثمِ: الجَزاءُ يكونُ ثَواباً وعقاباً؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فَمَا {جَزاؤُه إنْ كُنْتم كاذِبِينَ} ، أَي مَا عقابُه.
وسُئِلَ أَبو العباسِ عَن} جَزَيْته! وجازَيْتَه فقالَ: قالَ الفرَّاءُ: لَا يكونُ {جَزَيْته إلاّ فِي الخَيْرِ} وجازَيْته يكونُ فِي الخيْرِ والشرِّ؛ قالَ: وغيرُهُ يُجِيزُ جَزَيْتُه فِي الخَيْرِ والشرِّ وجازَيْتُه فِي الشرِّ.
وقالَ الــرَّاغبُ: لم يَجِىءْ فِي القُرآنِ إلاَّ {جَزَى دونَ} جَازَى، وذلِكَ أنَّ {المُجازَاةَ هِيَ المُكافَأَةُ وَهِي المُقابَلَةُ مِن كلِّ واحِدٍ من الرَّجُلَيْن، والمُكافَأَةُ هِيَ مُقابَلَةُ نعْمَةٍ بنَعْمةٍ هِيَ كفْؤُها، ونعْمَةُ اللَّهِ تَتَعَالى عَن ذلِكَ، فَلهَذَا لَا يُسْتَعْملُ لَفْظُ المُكافَأَةِ فِي اللَّهِ تَعَالَى وَهَذَا ظاهِرٌ.
(} وتَجازَى دَيْنَه وبدَيْنِه) ، وعَلى الأُولى اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ، (تَقاضَاهُ) . يقالُ: أَمَرْتُ فلَانا {يتَجازَى ديني، أَي يتَقَاضَاهُ.
} وتَجازَيْتُ دَيْني على فلانٍ: تَقاضَيْتُه.
{والمُتَجازِي: المُتَقاضِي.
(} واجْتَزاهُ: طَلَبَ مِنْهُ الجَزاءَ) ؛ قالَ:
{يَجْزُونَ بالقَرْضِ إِذا مَا} يُجْتَزَى ( {وجَزَى الشَّيءُ} يَجْزِي: كَفَى؛ و) مِنْهُ جَزَى (عَنهُ) هَذَا الأَمْرُ: أَي (قَضَى) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {لَا! - تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَفْسَ شَيْئا} ، أَي لَا تَقْضِي.
وقالَ أَبو إسْحاق: مَعْناه لَا تَجْزِي فِيهِ نفسٌ عَن نفسٍ شَيْئا، وحذْفُ فِيهِ هُنَا سائِغٌ لأنَّ فِي مَعَ الظروفِ مَحْذوفَةٌ.
وَفِي حدِيثِ صلاةِ الحائِضِ: (فأَمَرَهُنَّ أَن يَجْزِينَ) ، أَي يَقْضِينَ.
وَفِي حدِيثٍ آخَرٍ: (تَجْزِي عنْكَ وَلَا تَجْزِي عَن أَحدٍ بعْدَكَ) .
قالَ الأصْمَعيُّ: هُوَ مأْخُوذٌ مِن جَزَى عنِّي هَذَا الأمرُ يَجْزِي عنِّي، وَلَا هَمْز فِيهِ؛ والمعْنَى لَا تَقْضِي عَن أَحْدٍ بعْدَكَ، أَي الجَذَعة.
ويقالُ: {جَزَتْ عَنْك شاةٌ، أَي قَضَتْ.
وبنُو تمِيمٍ يَقُولونَ: أَجْزَأَتْ عَنهُ بالهَمْزةِ.
وتقولُ: إِن وضعْتَ صدقَتَكَ فِي آلِ فلانٍ جَزَتْ عنْكَ فَهِيَ جازِيَةٌ عنْكَ.
(} وأَجْزَى كَذَا عَن كَذَا: قامَ مَقامَهُ وَلم يَكْفِ) ؛ نَقَلَهُ الزجَّاجُ فِي كتابِ فعلت وأفعلت.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: يَجْزِي قَلِيلٌ من كثيرٍ {ويَجْزِي هَذَا من هَذَا، أَي كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا يقومُ مَقامَ صاحِبِه.
ويقالُ اللحْمُ السَّمِينُ} أَجْزَى مِن المَهْزولِ.
(وأَجْزَى عَنهُ {مُجْزَى فلانٍ} ومُجْزأتَه، بضمِّهما وفَتْحِهما) ، الأخيرَةُ على توهّم طَرْحِ الزائِدِ، أَي: (أَغْنَى عَنهُ، لُغَةٌ فِي الهَمْزَةِ) ، وَقد تقدَّمَ.
( {والجِزْيَةُ، بالكسرِ: خَراجُ الأرضِ. و) مِنْهُ (مَا يُؤْخَذُ من الذِّمِّيِّ) .
قالَ الــرّاغبُ: سُمِّيَت بذلِكَ} للإجْتِزاءِ بهَا عَن حقنِ دَمِهم.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: {الجِزْيَةُ عبارَةٌ عَن المالِ الَّذِي يَعْقِدُ الكِتابيُّ عَلَيْهِ الذِّمَّة، وَهِي فِعْلَةٌ من الجَزاءِ كأَنَّها جَزَتْ عَن قَتْلِه؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {حَتَّى يُعْطوا الجِزْيَةَ عَن يدٍ وهُم صاغِرُونَ} .
وَفِي الحديثِ: (ليسَ على مُسْلم} جِزْيَة) ، أَرادَ أنَّ الذِّميَّ إِذا أَسْلَمَ وَقد مَرَّ بعضُ الحَوْلِ لم يُطالَبْ من الجِزْيَةِ بحِصَّةِ مَا مَضَى من السَّنَةِ؛ وقيلَ: أَرادَ أَن الذِّمي إِذا أَسْلمَ وَكَانَ فِي يدِهِ أرضٌ صُولِحَ عَلَيْهَا بِخَراجٍ يُوضعُ عَن رقبته الجِزْيَةَ وَعَن أرضِهِ الخراجَ وَمِنْه الحَدِيث مَنْ أَخَذَ أَرضًا {بجِزْيَتِها) ، أَرادَ بِهِ الخَراجَ الَّذِي يُؤَدَّى عَنْهَا، كأَنَّه لازمٌ لصاحِبِ الأرْضِ كَمَا تَلْزِم الجِزْيةُ الذِّميَّ.
وَفِي حدِيثِ عليَ: (إنَّ دِهْقاناً أَسْلم على عهْدِهِ فَقَالَ لَهُ: إِن أَقَمْتَ فِي أَرْضِك رَفَعْنَا الجِزْيَةَ عَن رأْسِكَ وأَخَذْنَاها من أَرْضِكَ، وَإِن تَحوَّلْتَ عَنْهَا فنحنُ أَحقُّ بهَا) .
(ج} جِزىً) ، كلِحْيَةٍ ولِحىً؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ ( {وجِزْيٌ) بكسْرٍ فسكونٍ، (} وجِزاءٌ) ككِتابٍ.
وقالَ أَبو عليَ: {الجِزَى} والجِزْيُ واحِدٌ كالمِعَى والمِعْيِ لواحِدِ الأَمْعاء، والإِلَى والإِلْيِ لواحِدِ الآلاءِ، والواحِدُ جِزاءٌ؛ قالَ أَبو كبيرٍ:
وَإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى
نَذَرُ البِكارَةَ فِي {الجِزاءِ المُضْعَفِ (وأَجْزَى السِّكِّينَ) : لُغةٌ فِي (أَجْزأَهُ) ، أَي جَعَلَ لَهُ جُزْأَةً.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي كيفَ ذلكَ لأنَّ قِياسَ هَذَا إنَّما هُوَ أجْزَأَ إلاَّ أَن يكونَ نادِراً.
(وجِزْيٌ، بالكَسْرِ، وكسُمَيَ وعليَ: أَسْماءٌ) .
فمِنَ الأوّل: خزيمةُ بنُ} جِزْي: صحابيٌّ، قالَ الدَّارْقطْنِيُّ: أَهْلُ الحدِيثِ يكْسِرُونَ الجيمَ، وقالَ الخطيبُ هُوَ بسكونِ الزّاي والصَّوابُ أنَّه كعليَ.
ومِن الثَّانِي: ابنُ! جُزَيَ البلنسيٌّ الَّذِي اخْتَصَرَ رحْلَةَ ابنِ بطوطة. ومِن الثالثِ: أَبو {جَزِيٌّ عبدُ اللَّهِ بنُ مطرف بنِ الشَّخِيرِ، وآخَرُونَ.
(} والجازِي: فَرَسٌ) الحارِثِ بنِ كعبِ بنِ عَمْروٍ.
(ومحمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ {جازِيَةَ الآخُرِي مُحدِّثٌ) عَن أبي مَسْعُودٍ البجليّ، وَهُوَ فَرْدٌ كنْيَته أَبو عَمْروٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الجَوازِي: جَمْعُ {جازِيَة أَو} جازٍ أَو {جَزَاءٍ، وبكلَ فُسِّر قَوْلُ الحُطَيْئة:
منْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لَا يَعْدَمُ} جَوازِيَهُ ويقالُ: {جَزَتْكَ عنِّي الجَوازِي: أَي جَزَتْكَ} جَوازِي أَفْعالِكَ المَحْمودَة؛ وقالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فإنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخانَةً
فَتلك الجَوازِي عُقْبُها ونَصِيرُهاأَي {جُزِيتَ كَمَا فَعَلْتَ، وذلكَ لأنَّه اتَّهَمَه فِي خَليلَتِهِ؛ وقالَ القُطاميُّ:
وَمَا دَهْرِي يُمَنِّيني ولكنْ
} جَزتْكُم يَا بَني جُشَمَ الجَوازِيأَي جَزَتْكُم جَوازِي حُقُوقِكم وذِمامِكُم وَلَا مِنَّةَ لي عَلَيْكُم.
{والجازِيَةُ: بَقَرُ الوَحْشِ؛ قالَ أَبو العَلاءِ المَعَرِّي فِي قصيدَةٍ لَهُ:
كم باتَ حَوْلَكَ من رِيمٍ} وجازِيَةٍ
يَسْتَجْد نائِل حسن الدّلِّ والحورِقالَ الحافِظُ: وأَكْثَر مَنْ يَقْرؤُه بالراءِ وَهُوَ غَلَطٌ. ويقالُ: {جازَيْتُه} فَجَزَيْتُه، أَي غَلَبْتُه.
وَهُوَ ذُو جَزاءٍ: أَي ذُو غَناءٍ.
{وجَزَيْتُ فلَانا حَقَّه: أَي قضيْتَه.
} وجَزَى عَنهُ وأَجْزَى: أَغْنَى.
وجَزَى عَنهُ فلَانا: كَافَأَهُ.
{وأَجْزَتْ عَنْك شاةٌ بمعْنَى جَزَتْ.
وَمَا} يُجْزَيني هَذَا الثَّوْبُ: أَي مَا يُكْفِيني.
ويقالُ: هَذِه إبِلٌ {مَجازٍ يَا هَذَا أَي تَكْفِي الحملُ، الواحِدُ} مُجْزٍ.
وفلانٌ بارِعٌ {مَجْزىً لأمْرِه: أَي كافٍ أَمْرَه.
} وجِزَّاي، بكسْرٍ فتَشْديدٍ: قَرْيةٌ بجِيزَةِ مِصْرَ.
وَهَذَا رجُلٌ {جازِيكَ مِن رجُلٍ: أَي حَسْبك.

جزي: الجَزاءُ: المُكافأََة على الشيء، جَزَاه به وعليه جَزَاءً وجازاه

مُجازاةً وجِزَاءً؛ وقول الحُطَيْئة:

منْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوازِيَهُ

قال ابن سيده: قال ابن جني: ظاهر هذا أَن تكون جَوازِيَه جمع جازٍ أَي

لا يَعْدَم جَزاءً عليه، وجاز أَن يُجْمَع جَزَاءٌ على جَوازٍ لمشابهة اسم

الفاعل للمصدر، فكما جمع سَيْلٌ على سَوائِل كذلك يجوز أَن يكون

جَوَازِيَهُ جمع جَزَاءٍ. واجْتَزاه: طَلبَ منه الجَزاء؛ قال:

يَجْزُونَ بالقَرْضِ إِذا ما يُجْتَزَى

والجازِيةُ: الجَزاءُ، اسم للمصدر كالعافِية. أَبو الهيثم: الجَزاءُ

يكون ثواباً

ويكون عقاباَ. قال الله تعالى: فما جَزاؤُه إِن كنتم كاذبين، قالوا

جَزاؤُه من وُجِدَ في رَحْله فهو جَزاؤُه؛ قال: معناه فما عُقُوبته إِنْ

بان كَذِبُكم بأَنه لم يَسْرِقْ أَي ما عُقُوبة السَّرِقِ عندكم إِن

ظَهَر عليه؟ قالوا: جزاء السَّرِقِ عندنا مَنْ وُجِدَ في رَحْله أَي الموجود

في رحله كأَنه قال جَزاء السَّرِقِ عندنا استرقاق السارِقِ الذي يوجد في

رَحْله سُنَّة، وكانت سُنَّة آل يعقوب. ثم وَكَّده فقال فهو جَزاؤه.

وسئل أَبو العباس عن جَزَيْته وجازَيْته فقال: قال الفراء لا يكون جَزَيْتُه

إِلاَّ في الخير وجازَيْته يكون في الخير والشر، قال: وغيره يُجِيزُ

جَزَيْتُه في الخير والشر وجازَيْتُه في الشَّرّ. ويقال: هذا حَسْبُك من

فلان وجازِيكَ بمعنىً واحد. وهذا رجلٌ جازِيكَ من رجل أَي حَسْبُك؛ وأَما

قوله:

جَزَتْكَ عني الجَوَازي

فمعناه جَزتْكَ

جَوازي أَفعالِك المحمودة. والجَوازي: معناه الجَزاء، جمع الجازِية

مصدر على فاعِلةٍ، كقولك سمعت رَوَاغِيَ الإِبل وثَوَاغِيَ الشاءِ؛ قال أَبو

ذؤَيب:

فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخانَةً،

فتلك الجَوازي عُقْبُها ونَصِيرُها

أَي جُزِيتَ كما فعَلْتَ، وذلك لأَنه اتَّهَمه في خليلتِه؛ قال

القُطاميُّ:

وما دَهْري يُمَنِّيني ولكنْ

جَزتْكُمْ، يا بَني جُشَمَ، الجوازي

أَي جَزَتْكُم جَوازي حُقُوقكم وذِمامِكم ولا مِنَّةَ لي عليكم.

الجوهري: جَزَيْتُه بما صنَعَ جَزاءً وجازَيْتُه بمعنىً. ويقال: جازَيْتُه

فجَزَيْتُه أَي غَلَبْتُه. التهذيب: ويقال فلانٌ ذو جَزاءٍ وذو غَناءٍ. وقوله

تعالى: جَزاء سيئة بمثلها؛ قال ابن جني: ذهب الأَخفش إِلى أَن الباء فيها

زائدة، قال: وتقديرها عنده جَزاءُ سيئة مثلُها، وإِنما استدل على هذا

بقوله: وجَزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مِثْلُها؛ قال ابن جني: وهذا مذهب حسن واستدلال

صحيح إِلا أَن الآية قد تحتمل مع صحة هذا القول تأْويلين آخرين: أَحدهما

أَن تكون الباء مع ما بعدها هو الخبر، كأَنه قال جزاءُ سيئة كائنٌ

بمثلها، كما تقول إِنما أَنا بك أَي كائنٌ موجود بك، وذلك إِذا صَغَّرت نفسك

له؛ ومثله قولك: توكلي عليك وإِصغائي إِليك وتوَجُّهي نحوَك، فتخبر عن

المبتدإِ بالظرف الذي فِعْلُ ذلك المصدر يتَناوَلُه نحو قولك: توكلت عليك

وأَصغيت إِليك وتوجهت نحوك، ويدل على أَنَّ هذه الظروفَ في هذا ونحوه

أَخبار عن المصادر قبلها تَقَدُّمها عليها، ولو كانت المصادر قبلها واصلة

إِليها ومتناولة لها لكانت من صلاتها، ومعلوم استحالة تقدُّم الصِّلة أَو

شيءٍ منها على الموصول، وتقدُّمُها نحوُ قولك عليك اعتمادي وإِليك توجهي

وبك استعانتي، قال: والوجه الآخر أَن تكون الباء في بمثلها متعلقة بنفس

الجزاء، ويكون الجزاء مرتفعاً بالابتداء وخبرة محذوف، كأَنه جزاءُ سيئة

بمثلها كائن أَو واقع. التهذيب: والجَزاء القَضاء. وجَزَى هذا الأَمرُ

أَي قَضَى؛ ومنه قوله تعالى: واتَّقُوا يوماً لا تَجْزي نفسٌ عن نفس

شيئاً؛ يعود على اليوم والليلة ذكرهما مرة بالهاء ومرة بالصفة، فيجوز ذلك

كقوله: لا تَجْزي نفسٌ عن نفس شيئاً، وتُضْمِرُ الصفةَ ثم تُظْهرها فتقول

لا تَجْزي فيه نفسٌ عن نفس شيئاً، قال: وكان الكسائي لا يُجِيزُ إِضمار

الصفة في الصلة. وروي عن أَبي العباس إِضمارُ

الهاء والصفةِ واحدٌ عند الفراء تَجْزي وتَجْزي فيه إِذا كان المعنى

واحداً؛ قال: والكسائي يضمر الهاء، والبصريون يضمرون الصفة؛ وقال أَبو

إِسحق: معنى لا تَجْزي نفس عن نفس شيئاً أَي لا تَجْزي فيه، وقيل: لا

تَجْزيه، وحذف في ههنا سائغٌ لأَن في مع الظروف محذوفة. وقد تقول: أَتيتُك

اليومَ وأَتيتُك في اليوم، فإِذا أَضمرت قلتَ أَتيتك فيه، ويجوز أَن تقول

أَتَيْتُكه؛ وأَنشد:

ويوماً شَهِدْناه سُلَيْماً وعامِراً

قَليلاً، سِوَى الطَّعْنِ النِّهَالِ، نَوافِلُهْ

أَراد: شهدنا فيه. قال الأَزهري: ومعنى قوله لا تَجْزي نفسٌ عن نفس

شيئاً، يعني يوم القيامة لا تَقْضِي فيه نفْسٌ شيئاً: جَزَيْتُ فلاناً

حَقَّه أَي قضيته. وأَمرت فلاناً يَتَجازَى دَيْني أَي يتقاضاه. وتَجازَيْتُ

دَيْني على فلان إِذا تقاضَيْتَه. والمُتَجازي: المُتَقاضي. وفي الحديث:

أَن رجلاً كان يُدايِنُ الناس، وكان له كاتبٌ ومُتَجازٍ، وهو المُتَقاضي.

يقال: تَجازَيْتُ دَيْني عليه أَي تقاضَيْته. وفسر أَبو جعفر بن جرير

الطَّبَرِيُّ قوله تعالى: لا تَجْزي نفْسٌ عن نفس شيئاً، فقال: معناه لا

تُغْني، فعلى هذا يصح أَجْزَيْتُك عنه أَي أَغنيتك. وتَجازَى دَيْنَه:

تقاضاه. وفي صلاة الحائض: قد كُنَّ نساءُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

يَحِضْنَ أَفأَمَرَهُنَّ أَن يَجْزِينَ أَي يَقْضين؟ ومنه قولهم: جَزاه الله

خيراً أَي أَعطاه جَزاءَ ما أَسْلَف من طاعته. وفي حديث ابن عمر: إِذا

أَجْرَيْتَ الماءَ على الماءِ جَزَى عنك، وروي بالهمز. وفي الحديث: الصومُ

لي وأَنا أَجْزي به؛ قال ابن الأَثير: أَكثَرَ الناسُ في تأْويل هذا

الحديث وأَنه لِمَ خَصَّ الصومَ والجَزاءَ عليه بنفسه عز وجل، وإِن كانت

العباداتُ كلها له وجَزاؤها منه؟ وذكروا فيه وُجُوهاً مدارُها كلها على أَن

الصوم سرٌّ بين الله والعبد، لا يَطَّلِع عليه سواه، فلا يكون العبد

صائماً حقيقة إِلاَّ وهو مخلص في الطاعة، وهذا وإِن كان كما قالوا، فإِن غير

الصوم من العبادات يشاركه في سر الطاعة كالصلاة على غير طهارة، أَو في

ثوب نجس، ونحو ذلك من الأَسرار المقترنة بالعبادات التي لا يعرفها إِلاَّ

الله وصاحبها؛ قال: وأَحْسَنُ ما سمعت في تأْويل هذا الحديث أَن جميع

العبادات التي ُتقرب بها إِلى الله من صلاة وحج وصدقة واعتِكاف وتَبَتُّلٍ

ودعاءٍ وقُرْبان وهَدْي وغير ذلك من أَنواع العبادات قد عبد المشركون بها

ما كانوا يتخذونه من دون الله أَنداداً، ولم يُسْمَع أَن طائفة من طوائف

المشركين وأَرباب النِّحَلِ

في الأَزمان المتقدمة عبدت آلهتها بالصوم ولا تقرَّبت إِليها به، ولا

عرف الصوم في العبادات إِلاَّ من جهة الشرائع، فلذلك قال الله عزَّ وجل:

الصومُ لي وأَنا أَجْزي به أَي لم يشاركني فيه أَحد ولا عُبِدَ به غيري،

فأَنا حينئذ أَجْزي به وأَتولى الجزاء عليه بنفسي، لا أَكِلُه إِلى أَحد

من مَلَك مُقَرَّب أَو غيره على قدر اختصاصه بي؛ قال محمد بن المكرم: قد

قيل في شرح هذا الحديث أَقاويل كلها تستحسن، فما أَدري لِمَ خَصَّ ابن

الأَثير هذا بالاستحسان دونها، وسأَذكر الأَقاويل هنا ليعلم أَن كلها حسن:

فمنها أَنه أَضافه إِلى نفسه تشريفاً وتخصيصاً كإِضافة المسجد والكعبة

تنبيهاً على شرفه لأَنك إِذا قلت بيت الله، بينت بذلك شرفه على البيوت،

وهذا هو من القول الذي استحسنه ابن الأَثير، ومنها الصوم لي أَي لا يعلمه

غيري لأَن كل طاعة لا يقدر المرء أَن يخفيها، وإِن أَخفاها عن الناس لم

يخفها عن الملائكة، والصوم يمكن أَن ينويه ولا يعلم به بشر ولا ملك، كما

روي أَن بعض الصالحين أَقام صائماً أَربعين سنة لا يعلم به أَحد، وكان

يأْخذ الخبز من بيته ويتصدق به في طريقه، فيعتقد أَهل سوقه أَنه أَكل في

بيته، ويعتقد أَهل بيته أَنه أَكل في سوقه، ومنها الصوم لي أَي أَن الصوم

صفة من صفات ملائكتي، فإِن العبد في حال صومه ملك لأَنه يَذْكُر ولا يأْكل

ولا يشرب ولا يقضي شهوة، ومنها، وهو أَحسنها، أَن الصوم لي أَي أَن الصوم

صفة من صفاتي، لأَنه سبحانه لا يَطْعَم، فالصائم على صفة من صفات الرب،

وليس ذلك في أَعمال الجوارح إِلاَّ في الصوم وأَعمال القلوب كثيرة كالعلم

والإرادة، ومنها الصوم لي أَي أَن كل عمل قد أَعلمتكم مقدار ثوابه

إِلاَّ الصوم فإِني انفردت بعلم ثوابه لا أُطلع عليه أَحداً، وقد جاء ذلك

مفسراً في حديث أَبي هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كل عمل

ابن آدم يُضاعَفُ الحسنةُ عشر أَمثالها إِلى سبعمائة ضِعْفٍ، قال الله عز

وجل: إِلاَّ الصوم فإِنه لي وأَنا أَجْزي به، يَدَعُ شهوتَه وطعامه من

أَجلي، فقد بيَّن في هذا الحديث أَن ثواب الصيام أَكثر من ثواب غيره من

الأَعمال فقال وأَنا أَجزي به، وما أَحال سبحانه وتعالى المجازاة عنه على

نفسه إِلاَّ وهو عظيم، ومنها الصوم لي أَي يَقْمَعُ عدوِّي، وهو الشيطان

لأَن سبيل الشيطان إِلى العبد عند قضاء الشهوات، فإِذا تركها بقي الشيطان

لا حيلة له، ومنها، وهو أَحسنها، أَن معنى قوله الصوم لي أَنه قد روي في

بعض الآثار أَن العبد يأْتي يوم القيامة بحسناته، ويأْتي قد ضرَب هذا

وشَتَم هذا وغَصَب هذا فتدفع حسناته لغرمائه إِلاَّ حسنات الصيام، يقول

الله تعالى: الصوم لي ليس لكم إِليه سبيل. ابن سيده: وجَزَى الشيءُ يَجْزِي

كَفَى، وجَزَى عنك الشيءُ قضَى، وهو من ذلك. وفي الحديث: أَنه، صلى الله

عليه وسلم، قال لأَبي بُرْدة بن نِيَارٍ حين ضَحَّى بالجَذَعة: تَجْزِي

عنك ولا تَجْزِي عن أَحد بعدَك أَي تَقْضِي؛ قال الأَصمعي: هو مأْخوذ من

قولك قد جَزَى عني هذا الأَمرُ يَجْزِي عني، ولا همز فيه، قال: ومعناه

لا تَقْضِي عن أَحد بعدك. ويقال: جَزَتْ عنك شاةٌ أَي قَضَتْ، وبنو تميم

يقولون أَجْزَأَتْ عنك شاةٌ بالهمز أَي قَضَت. وقال الزجاج في كتاب

فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ: أَجْزَيْتُ عن فلان إِذا قمتَ مَقامه. وقال بعضهم:

جَزَيْتُ عنك فلاناً كافأْته، وجَزَتْ عنك شاةٌ وأَجْزَتْ بمعنىً. قال: وتأْتي

جَزَى بمعنى أَغْنَى. ويقال: جَزَيْتُ فلاناً بما صنع جَزَاءً، وقَضَيْت

فلاناً قَرْضَه، وجَزَيْتُه قرضَه. وتقول: إِن وضعتَ صدقَتك في آل فلان

جَزَتْ عنك وهي جازِية عنك. قال الأَزهري: وبعض الفقهاء يقول أَجْزَى

بمعنى قَضَى. ابن الأَعرابي: يَجْزِي قليلٌ من كثير ويَجْزِي هذا من هذا أَي

كلُّ واحد منهما يقوم مقام صاحبه. وأَجْزَى الشيءُ عن الشيء: قام مقامه

ولم يكف. ويقال: اللحمُ السمين أَجْزَى من المهزول؛ ومنه يقال: ما

يُجْزِيني هذا الثوبُ أَي ما يكفيني. ويقال: هذه إِبلٌ مَجازٍ يا هذا أَي

تَكْفِي، الجَملُ الواحد مُجْزٍ. وفلان بارع مَجْزىً لأَمره أَي كاف أَمره؛

وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده لبعض بني عمرو بن تميم:

ونَحْنُ قَتَلْنا بالمَخارِقِ فارساً،

جَزاءَ العُطاسِ، لا يموت المُعاقِب

قال: يقول عجلنا إِدراك الثَّأْر كقدر ما بين التشميت والعُطاس،

والمُعاقِبُ الذي أَدرك ثَأْره، لا يموت المُعاقِب لأَنه لا يموت ذكر ذلك بعد

موته، لا يَمُوت من أَثْأَرَ أَي لا يَمُوت ذِكْرُهُ. وأَجْزَى عنه

مُجْزَى فلان ومُجْزاته ومَجْزاه ومَجْزاته؛ الأَخيرة على توهم طرح الزائد

أَعني لغة في أَجْزَأَ. وفي الحديث: البَقَرَةُ تُجْزِي عن سبعة، بضم التاء؛

عن ثعلب، أَي تكون جَزَاءً عن سبعة. ورجلٌ ذو جَزَاءٍ أَي غَناء، تكون من

اللغتين جميعاً.

والجِزْيَةُ: خَراجُ الأَرض، والجمع جِزىً وجِزْيٌ. وقال أَبو علي:

الجِزَى والجِزْيُ واحد كالمِعَى والمِعْيِ لواحد الأَمْعاء، والإِلَى

والإِلْيِ لواحد الآلاءِ، والجمع جِزاءٌ؛ قال أَبو كبير:

وإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى،

تَذَرُ البِكارةَ في الجِزَاءِ المُضْعَفِ

وجِزْيَةُ الذِّمِّي منه. الجوهري: والجِزْيةُ ما يؤخذ من أَهل الذمة،

والجمع الجِزَى مثل لِحْيةٍ ولِحىً. وقد تكرر في الحديث ذكر الجِزْية في

غير موضع، وهي عبارة عن المال الذي يَعْقِد الكتابيُّ عليه الذمة، وهي

فِعْلَةٌ من الجَزاء كأَنها جَزَتْ عن قتلِه؛ ومنه الحديث: ليس على مسلم

جِزْية؛ أَراد أَن الذمي إِذا أَسلم وقد مر بعضُ الحول لم يُطالَبْ من

الجِزْية بِحِصَّةِ ما مضى من السَّنة؛ وقيل: أَراد أَن الذمي إِذا أَسلم وكان

في يده أَرض صُولح عليها بخراج، توضع عن رقبته الجِزْيةُ وعن أَرضه

الخراج؛ ومنه الحديث: من أَخَذ أَرضاً بِجِزْيَتِها أَراد به الخراج الذي

يُؤَدَّى عنها، كأَنه لازم لصاحب الأَرض كما تَلْزَم الجِزْىةُ الذميَّ؛ قال

ابن الأَثير؛ هكذا قال أَبو عبيد هو أَن يسلم وله أَرض خراج، فتُرْفَعُ

عنه جِزْيَةُ رأْسه وتُتْرَكُ عليه أَرضُه يؤدي عنها الخراجَ؛ ومنه حديث

علي، رضوان الله عليه: أَن دِهْقاناً أَسْلَم على عَهْدِه فقال له: إِن

قُمْتَ في أَرضك رفعنا الجِزْْيةَ عن رأْسك وأَخذناها من أَرضك، وإِن

تحوّلت عنها فنحن أَحق بها. وحديث ابن مسعود، رضي الله عنه، أَنه اشترى من

دهْقان أَرضاً على أَن يَكْفِيَه جِزْيَتَها؛ قيل: اشترَى ههنا بمعنى

اكْتَرَى؛ قال ا بن الأَثير: وفيه بُعْدٌ لأَنه غير معروف في اللغة، قال:

وقال القُتَيْبي إِن كان محفوظاً، وإِلا فَأَرى أَنه اشتري منه الأَرضَ قبل

أَن يُؤَدِّيَ جِزْيَتَها للسنة التي وقع فيها البيعُ فضمّنه أَن يقوم

بخَراجها. وأَجْزَى السِّكِّينَ: لغة في أَجْزَأَها جعل لها جُزْأَةً؛ قال

ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك لأَن قياس هذا إِنما هو أَجْزَأَ، اللهم

إِلا أَن يكون نادراً.

الْجِيم وَالزَّاي وَالْيَاء

الجَزَاء: الْمُكَافَأَة على الشَّيْء.

جزاه بِهِ، وَعَلِيهِ، جَزاءاً، وجازاه مجازاة، وجِزاء وَقد اجتزاه: إِذا طلب مِنْهُ الْجَزَاء قَالَ:

يجزون بالقَرض إِذا مَا يجتزي

وَقَول الحطيئة:

من يفعل الْخَيْر لَا يعدَم جوازيه

قَالَ ابْن جني: ظَاهر هَذَا أَن يكون " جوازيه ": جمع جَازَ: أَي لَا يعْدم شاكرا عَلَيْهِ، وَيجوز أَن يكون جمع جَزَاء: أَي لَا يعْدم جَزَاء عَلَيْهِ.

وَجَاز أَن يجمع جَزَاء على جَوَاز لمشابهة اسْم الْفَاعِل الْمصدر، فَكَمَا جمع سيل على سوائل كَذَلِك يجوز أَن يكون جوازيه جمع جَزَاء.

وجَزَتك الجوازي عني خيرا.

والجازِية: الْجَزَاء، اسْم للمصدر كالعافية.

وَقَوله تَعَالَى: (جَزَاء سَيِّئَة بِمِثْلِهَا) . قَالَ ابْن جني: ذهب الْأَخْفَش إِلَى أَن الْبَاء فِيهَا زَائِدَة، قَالَ: وتقديرها عِنْده: جَزَاء سَيِّئَة مثلهَا. وَإِنَّمَا اسْتدلَّ على هَذَا بقوله: (وجَزَاء سيّئة سيّئة مِثْلُها) . قَالَ ابْن جني: وَهَذَا مَذْهَب حسن واستدلال صَحِيح، إِلَّا أَن الْآيَة قد تحْتَمل مَعَ صِحَة هَذَا القَوْل تأويلين آخَرين.

أَحدهمَا: أَن تكون الْبَاء مَعَ مَا بعْدهَا هُوَ الْخَبَر، كَأَنَّهُ قَالَ: جَزَاء سَيِّئَة كَائِن بِمِثْلِهَا، كَمَا تَقول. إِنَّمَا أَنا بك أَي كَائِن مَوْجُود بك، وَذَلِكَ إِذا صغرت نَفسك لَهُ، وَمثله قَوْله: توكلي عَلَيْك وإصغائي إِلَيْك وتوجهي نَحْوك، فيخبر عَن الْمُبْتَدَأ بالظرف الَّذِي فعل ذَلِك الْمصدر يتَنَاوَلهُ، نَحْو قَوْلك: توكلت عَلَيْك وأصغيت إِلَيْك وتوجهت نَحْوك، ويدلك على أَن هَذِه الظروف فِي هَذَا وَنَحْوه أَخْبَار عَن المصادر قبلهَا تقدمها عَلَيْهَا، وَلَو كَانَت المصادر قبلهَا واصلة إِلَيْهَا ومتناولة لَهَا كَانَت من صلَاتهَا، وَمَعْلُوم اسْتِحَالَة تقدم الصِّلَة أَو شَيْء مِنْهَا على الْمَوْصُول، وتقدمها نَحْو قَوْلك: عَلَيْك اعتمادي وَإِلَيْك تَوَجُّهِي، وَبِك استعانتي.

قَالَ: وَالْوَجْه الآخر: أَن تكون الْبَاء فِي " بِمِثْلِهَا " مُتَعَلقَة بِنَفس الْجَزَاء، وَيكون الْجَزَاء مرتفعا بِالِابْتِدَاءِ، وَخَبره مَحْذُوف. كَأَنَّهُ جُزْء سَيِّئَة بِمِثْلِهَا كَائِن أَو وَاقع.

وتجازَى دينه: تقاضاه.

وجَزَى الشَّيْء يَجْزِى: كفى.

وجزى عَنْك الشَّيْء: قضى، وَهُوَ من ذَلِك، وَفِي الحَدِيث أَنه قَالَ لأبي بردة حِين ضحى بالجذعة: " لَا تَجْزِي عَن أحد بعْدك ".

وأجزى الشَّيْء عَن الشَّيْء: قَامَ مقَامه وَلم يَكْفِ.

وأجزى عَنهُ مُجْزَى فلَان، ومجزاته، ومجزاه، ومجزاته، الْأَخير على توهم طرح الزَّائِد: أغْنى، لُغَة فِي أَجْزَأَ، وَفِي الحَدِيث: " الْبَقَرَة تُجْزِي عَن سَبْعَة " بِضَم التَّاء عَن ثَعْلَب: أَي تكون جَزَاءً عَن سَبْعَة.

وَرجل ذُو جَزَاء: أَي غناء، يكون فِي اللغتين جَمِيعًا.

والجِزْيَة: خراج الأَرْض.

وَالْجمع: جِزىً، وجِزْىٌ.

وَقَالَ أَبُو عَليّ: الجِزَى، والجِزْيُ، وَاحِد كالمعي والمعي لوَاحِد الامعاء، والإلى والإلى لوَاحِد الآلاء.

وَالْجمع: جِزَاء؛ قَالَ أَبُو كَبِير:

وَإِذا الكُماةُ تعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى ... نَدْرَ البِكارةِ فِي الجِزَاء المُضْعَفِ وجِزْية الذِّمِّيّ مِنْهُ.

وأجْزَى السكين: لُغَة فِي أجْزَأها: جعل لَهُ جُزْأة، وَلَا ادري كَيفَ ذَلِك؛ لِأَن قِيَاس هَذَا إِنَّمَا هُوَ أَجْزَأَ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون نَادرا.

جبي

جبي: {كالجواب}: الحياض. {يجبى}: يجمع. {يجتبي}: يختار.
ج ب ي : جَبَيْتُ الْمَالَ وَالْخَرَاجَ أَجْبِيهِ جِبَايَةً جَمَعْتُهُ وَجَبَوْتُهُ أَجْبُوهُ جِبَاوَةً مِثْلُهُ. 
(ج ب ي) : (جَبَى) الْخَرَاجَ جَمَعَهُ جِبَايَةً (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ وَمَا جَبَاهُ الْإِمَامُ مِنْ مَالِ بَنِي تَغْلِبَ وَبِاسْمِ الْفَاعِلَةِ مِنْهُ سُمِّيَتْ (جَابِيَةُ الْجَوْلَانِ) إحْدَى كُورِ دِمَشْقَ وَهِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَمُطِرُوا بِالْجَابِيَةِ وَالتَّجْبِيَةُ الِانْحِنَاءُ وَالرُّكُوعُ لِأَنَّ فِيهَا جَمْعًا بَيْنَ الْأَعْضَاءِ (وَمِنْهُ) عَلَى أَنْ لَا يُجَبَّى أَيْ لَا يَرْكَعَ وَيَحْنِيَ تَصْحِيفٌ (وَفِي حَدِيثٍ) آخَرَ وَلَا يُجَبُّوا غَرَضُهُمْ أَنْ لَا يُصَلُّوا.
ج ب ي

جبي الخراج جباية: جمعه " تجبى إليه ثمرات كل شيء " وجبى الماء في الحوض. واسقوني من جبي حوضكم. ولفلان قدر كالخابية، وجفنة كالجابية؛ وجفان كالجوابي. وجبى تجبية، إذا ركع. وفلان لا يجبّي: لا يصلي.

ومن المجاز: فلان يجتبي جبي المجد أي يقوم بالمجد ويجمعه لنفسه. قال ذو الرمة:

وما زلت تسمو بالمعالي وتجتبي ... جبى المجد مذ شدت عليك المآزر

واجتباه: اختاره، مستعار منه لأن من جمع شيئاً لنفسه فقد اختصه واصطفاه، وهو من جبوة الله وصفوته.
جبي
جبَى يَجبي، اجْبِ، جَبْيًا وجِبايةً، فهو جابٍ، والمفعول مَجْبِيّ
• جبَى الضَّرائبَ ونحوَها: جباها، جمعها من المكلَّفين، حصَّلها، استوفاها "ما جبَى جابٍ إلاّ وأغضب الناس- {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا ءَامِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} ". 

اجتبى يجتبي، اجتبِ، اجتباءً، فهو مُجتبٍ، والمفعول مُجتبًى
• اجتبى الشَّيءَ: اصطفاه واختاره لنفسه " {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} ".
• اجتبى الأموالَ: استخرجها من مظانّها.
• اجتبى الأمرَ: اختلقه وافتعله " {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا} ". 

اجتباء [مفرد]: مصدر اجتبى. 

جِباية [مفرد]: مصدر جبَى. 

جَبْي [مفرد]: مصدر جبَى. 
الْجِيم وَالْبَاء وَالْيَاء

جَبيت الخَراجَ جِبَاية، وجِبَاوة، الْأَخير نَادِر. سِيبَوَيْهٍ: أدخلُوا الْوَاو على الْيَاء لِكَثْرَة دُخُول الْيَاء عَلَيْهَا، وَلِأَن للواو خَاصَّة كَمَا أَن للياء خَاصَّة.

وجبيته من الْقَوْم، وجبيته الْقَوْم، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

دَنَانِير نجنيها العبادَ وغَلةَّ ... على الأزْد من جاه امْرِئ قد تمهَّلا

وجَبَى الماءَ فِي الْحَوْض جَبْيا، وجبَىً، وجِبىً: جمعه.

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجَبَى: أَن يتَقَدَّم الساقي لِلْإِبِلِ قبل وُرُودهَا بِيَوْم فيجبي لَهَا المَاء فِي الْحَوْض ثمَّ يوردها من الْغَد، وَأنْشد:

بالرَّيث مَا أرويتُها لَا بالعجل ... وبالجَبَى أرويتُها لَا بالقَبَل

يَقُول إِنَّهَا إبل كَثِيرَة يبطئون بسقيها فيبطؤ ريها لكثرتها فَتبقى عَامَّة نَهَارهَا تشرب، وَإِذا كَانَت مَا بَين الثَّلَاث إِلَى الْعشْر صب على رءوسها.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: جَبَى يَجْبَى وَهِي عِنْده ضَعِيفَة.

والجَبَى: محفر الْبِئْر.

والجَبَى: شفة الْبِئْر، عَن أبي ليلى.

والجابية: الْحَوْض الضخم، قَالَ الْأَعْشَى:

تروح على آل المحلَّق جَفْنةُ ... كجابية الشَّيْخ العراقيّ تَفْهَق

خص الْعِرَاقِيّ لجهله بالمياه، لِأَنَّهُ حضري، فَإِذا وجدهَا مَلأ جابيته وأعدها وَلم يدر مَتى يجد الْمِيَاه، وَأما البدوي فَهُوَ عَالم بالمياه فَهُوَ لَا يُبَالِي أَلا يعدها. ويروى: " كجابية السيح " وَهُوَ المَاء الْجَارِي.

والجَبَايا: الركايا الَّتِي تحفر وتنصب فِيهَا قضبان الْكَرم، حَكَاهَا أَبُو حنيفَة.

وجَبَّى الرجل: وضع يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ فِي الصَّلَاة أَو على الأَرْض.

وَهُوَ أَيْضا: انكبابه على وَجهه، قَالَ: يَكْرَع فِيهَا فيعُبّ عَبَّا ... مُجَبَّياً على مَائِهَا منكباَّ

واجْتَبَى الشَّيْء: اخْتَارَهُ، وَقَوله تَعَالَى: (قَالُوا لَولَا اجتبيتها) مَعْنَاهُ عِنْد ثَعْلَب: جِئْت بهَا من نَفسك.

والإجباء: بيع الزَّرْع قبل أَن يَبْدُو صَلَاحه، وَقد تقدم فِي الْهَمْز.

والجابية: جمَاعَة الْقَوْم، قَالَ حميد بن ثَوْر الْهِلَالِي:

انتم بجابية الْمُلُوك وأهلنا ... بالجوِّ جيرتنا صُداءُ وحِمْيرُ

والجابي: الْجَرَاد الَّذِي يَجْبي كل شَيْء، قَالَ عبد منَاف بن ربع الْهُذلِيّ:

صابوا بستَّة أَبْيَات وَأَرْبَعَة ... حتّى كأنّ عَلَيْهِم جابيا لُبَدا

ويروى بِالْهَمْز وَقد تقدم.

وَبَاب الْجَابِيَة: بِدِمَشْق.

وَإِنَّمَا قضينا أَن هَذَا كُله من الْيَاء لظُهُور الْيَاء، وَلِأَنَّهَا لَام، وَاللَّام يَاء اكثر مِنْهَا واوا.

وفرش الجَبَى: مَوضِع، قَالَ كثير عزة:

أهاجك برق آخرَ الليلِ واصب ... تضمَّنه فَرْش الجَبَى فالمساربُ
جبي
: (يو ( {جَبَى الخَراجَ) والمالَ والحَوْضَ، (كرَمَى) ؛) وَفِي بعضِ النسخِ كرَضِيَ وَهُوَ مخالِفٌ لأُصولِ اللّغَةِ؛ (و) مِثْل (سَعَى) ،} يَجْبِيه {ويَجْباهُ.
قالَ شيْخنا: هَذِه لَا تُعْرَفُ وَلَا مُوجِب للفتْح لانْتِفاءِ حَرْفِ الحلقِ فِي العَيْنِ وَاللَّام.
قُلْتُ: هَذِه اللُّغَةُ حَكاها سِيْبَوَيْه وَهِي عنْدَه ضعِيفَةٌ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: جَبَى} يَجْبَى، ممَّا جاءَ نادِراً، كأَبَى يَأْبَى، وذلكَ أنَّهم شبَّهُوا الألفَ فِي آخرِهِ بالهَمْزةِ فِي قَرَأَ يَقْرَأُ وهَدأَ يَهْدَأُ.
واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُولى.
( {جِبايَةً} وجِباوَةً، بِكَسْرهِما) ، الأخيرَةُ نادِرَةٌ؛ (و) فِي المُحْكَم: {جباه (القَوْمَ، وجَبَى (مِنْهُم و) جَبَى (الماءَ فِي الحَوْضِ} جَباً، مُثَلَّثَةً، {وجَبْياً) ، الأخيرَةُ عَن شَمِرٍ، كلُّ ذلِكَ بمعْنَى (جَمَعَهُ.
(وقالَ الــرَّاغبُ:} جَبَيْتُ الماءَ فِي الحَوْضِ جَمَعْته، وَمِنْه اسْتُعِير جَبَيْتُ الخَراجَ جبايَةً.
وقالَ سِيْبَوَيْه فِي {الجِبايَةِ} والجِباوَةِ: أَدْخلوا الواوَ على الياءِ لكثْرَةِ دُخولِ الياءِ عَلَيْهَا، لأنَّ للواوَ خاصَّة كَمَا أنَّ للياءِ خاصَّة.
وقالَ الجَوْهريُّ: جَبَيْتُ الخَراجَ جِبايَةً {وجَبَوْتُه} جِباوَةً، وَلَا يُهمَز أَصْلُه الهَمْز.
قالَ ابنُ بَرِّي: جَبَيْت الخَراجَ وجَبَوْتُه لَا أَصْل فِي الهَمْزِ سَمَاعا وَقِيَاسًا، أمَّا السماعُ فلكَوْنهِ لم يُسْمَع فِيهِ الهَمْز، وأمَّا القياسُ فلأنَّه مِن جَبَيْت أَي وحَصَّلْت، وَمِنْه جَبَيْت 
الماءَ فِي الحَوْضِ {وجَبَوْتُ، انتَهَى.
وشاهِدُ جباه القَوْم قَوْلُ الجعْدِيّ أَنْشَدَه ابنُ سِيدَه:
دَنانِير} نَجْبِيها العِبادُ وغَلَّة على الأَزْدِ مِن جاهِ أمْرِىءٍ قد تَمَهَّلا ( {والجَبَى، كالعَصَا: مَحْفَرُ البِئْرِ) ؛) يُكتَبُ بالألِفِ وبالياءِ.
(و) جَبَى البِئْرِ: (شَفَتُها) ؛) عَن أَبي لَيْلى.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ:} الجَبَى (أنْ يَتَقَدَّمَ ساقِي الإِبِلِ بيَوْمٍ قَبْلَ وُرودِها {فَيَجْبِيَ لَها مَاء فِي الحَوْضِ ثمَّ يُوردَها) مِن الغَدِ؛ وأَنْشَدَ:
بالرَّيْثِ مَا أَرْوَيْتها لَا بالعَجَلْ
} وبالجَبَى أَرْوَيْتها لَا بالقَبَل ْيقولُ: إنَّها إبِلٌ كثيرَةٌ يُبْطِئونَ بسَقْيها فيُبْطِىءُ رَيُّها لكَثْرتِها فتَبْقَى عامَّة نهارِها تَشْرَب، وَإِذا كانتْ مَا بينَ الثَّلاث إِلَى العَشْر صبّ على رُؤُوسِها.
( {والجابِيَةُ: حوْضٌ ضَخْمٌ) يُجْبَى فِيهِ الماءُ للإِبِلِ.
وقالَ الــرَّاغبُ: هُوَ الحَوْضُ الجامِعُ للماءِ.
وأَنْشَدَ الجَوْهريُّ للأَعْشى:
تَرُوحُ على آلِ المُحَلَّق جَفْنَةٌ
} كجابِيَةِ الشَّيْخِ العِراقِيِّ تَفْهَقِخَصَّ العِراقِيّ لجهْلِه بالمِياهِ لأنَّه حَضَرِيٌّ، فَإِذا وَجَدَها مَلأَ {جابِيَتَه وأَعدَّها وَلم يَدْرِ مَتَى يَجِدَ المِياهَ، وأَمَّا البَدوِيّ فَهُوَ عالِمٌ بالمِياهِ فَلَا يُبالِي أَن لَا يُعِدَّها؛ ويُرْوَى كجابِيَةِ السَّيْح، وَهُوَ الماءُ الجارِي، والجَمْعُ} الجَوابي؛ وَمِنْه قَوْلَه تَعَالَى: {وجِفانٍ {كَالجَوابِ} .
(و) } الجابِيَةُ: (الجماعَةُ) مِن القَوْمِ؛ قالَ حميدُ بنُ ثورٍ:
أَنْتُم {بجابِيَة المُلُوك وأَهْلُنا
بالجَوِّ جِيرَتُنا صُدَاء وحِمْيَرُ (و) الجابِيَةُ: (ة بدِمَشْقَ.
(وقالَ نَصْر والجَوْهرِيُّ: مَدينَةٌ بِالشَّام؛ (وبابُ الجابِيَة: من) إحْدَى (أَبْوابِها) المَشْهورَةِ.
(} والجابِي: الجَرادُ) الَّذِي {يَجْبِي كُلَّ شيءٍ يَأْكُلُه.
قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: العَرَبُ تقولُ إِذا جاءَتِ السَّنَة جاءَ مَعهَا} الجابِي والجانِي، {فالجابِي الجَرادُ، والجابِي الذِّئْبُ، لم يَهْمزْهما؛ وقالَ عبدُ مَنَاف الهُذليُّ:
صابُوا بستَّةِ أَبْياتٍ وأَرْبعة
حَتَّى كأَنَّ عَلَيْهِم} جابِياً لُبَدَا ورُوِي بالهَمْز وَقد تقدَّمَ.
( {والجَبَايَا: الرَّكايَا) الَّتِي (تُحْفَرُ وتُنْصَبُ فِيهَا قُضْبانُ الكَرْمِ) ؛) حَكَاها أَبو حنيفَةَ.
(} واجْتَباهُ) لنَفْسِه: (اخْتَارَهُ) واصْطَفاهُ.
قالَ الزَّجاجَ مَأخُوذٌ مِن جَبَيْت الشيءَ إِذا خَلَّصْته لنَفْسِك.
(وقالَ الــرَّاغبُ: {الاجْتِباءُ الجَمْع على طَريقِ الاصْطِفاءِ، واجْتِباءُ اللَّهِ العِبادَ تَخْصِيصُه إيَّاهُم بفَيْضٍ يَتَحَصَّل لهُم مِنْهُ أَنْواعٌ مِن النَّعَم بِلَا سَعْيِ العَبْد، وذلكَ للأَنْبياءِ وبعضِ مَن يُقارِبهم مِنَ الصِّدِّيقِين والشُّهداء.
(} وجَبَّى) الرَّجُل (! تَجْبيَةً: وَضَعَ يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ) فِي الصَّلاةِ، (أَو على الأرضِ، أَو انْكَبَّ على وَجْهه) قَالَ:
يَكْرَعُ مِنْهَا فيَعُبُّ عَبّا
{مُجَبِّياً فِي مائِها مُنْكبّاً وَفِي حدِيثِ جابرٍ: (كانتِ اليَهودُ تقولُ إِذا نَكَحَ الرَّجُلُ امْرأَتَه} مُجَبِّيَةً جاءَ الولَدُ أَحْوَل، أَي مُنْكَبَّةً على وَجْهِها تَشْبيهاً بهَيْئةِ السُّجُودِ.
(و) فِي حديثِ وائِلِ بنِ حُجْر: (لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا شِغارَ وَلَا وِرَاطَ ومَنْ {أَجْبَى فقد أَرْبَى) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: الأَصْلُ فِيهِ الهَمْز، ولكنَّهُ رُوِي غيرُ مَهْموزٍ، فإمَّا أنْ يكونَ تَحْريفاً مِن الرَّاوِي أَو تُرِك الهَمْز للازْدِواجِ بأَرْبَى.
وَقد اخْتُلِفَ فِيهِ فقيلَ: (} الإجْباءُ أَن يُغَيِّبَ الَّرجلُ إِبلَهُ عَن المُصَدِّقِ) مِن {أَجْبَأْتُه إِذا وَارَيْته؛ نَقَلَه أَبو عبيدٍ، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ الأعْرابي.
(و) قيل: هُوَ (بَيْعُ) الحرثِ و (الزَّرْعِ قَبْلَ بُدُوِّ صَلاحِهِ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ وَهُوَ قَوْلُ أَبي عبيدٍ أيْضاً.
ورُوِي عَن ثَعْلب أنَّه سُئِل عَن مَعْنى هَذَا الحدِيث ففَسَّرَه بمثْلِ قَوْلِ أَبي عبيدٍ، فقيلَ لَهُ: قالَ بعضُهم أَخْطَأَ أَبُو عبيدٍ فِي هَذَا، مِن أَيْن كانَ زَرْع أَيَّام النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقالَ: هَذا الأَحْمَق، أَبو عبيدٍ: تَكلَّم بِهَذَا على رُؤُوسِ الخَلْق مِن سَنَة ثمانَ عَشْرةَ إِلَى يَوْمنا هَذَا لم يُرَدَّ عَلَيْهِ.
(و) فِي الصِّحاحِ: (} التَّجْبِيَةُ أَن تَقُومَ قِيامَ الرَّاكعِ؛ وَفِي حدِيثِ ابنِ مَسْعودٍ فِي ذِكْرِ القِيامَةِ حينَ يُنْفَخ فِي الصُّور قالَ: (فيَقُومُونَ {فيُجَبُّون} تَجْبِيةَ رجُلٍ واحِدٍ قِياماً لرَبِّ العالمينَ) .
قالَ أَبو عبيدٍ: التَّجْبِيةُ تكونُ فِي حالَيْن: أَحدُهما أَن يَضَعَ يَدَيْه على رُكْبَتَيْه وَهُوَ قائِمٌ، والآخَرُ: أنْ ينكبَّ على وجْهِه بارِكاً وَهُوَ السُّجودُ، انتَهَى.
قُلْتُ: الوَجْهُ الأَوّل هُوَ المعْنى الَّذِي فِي الحدِيثِ، أَلا تَراهُ قالَ قِياماً لرَبِّ العالمِينَ؟ ، والوَجْهُ الآخَرُ هُوَ المَعْروفُ عنْدَ النَّاسِ، وَقد حَمَلَه بعضُ النَّاسِ على قَوْلِه فيخرُّون سُجَّداً لربِّ العالمينَ، فجعَلَ السُّجودَ هُوَ التَّجْبِيَةُ.
وَفِي حدِيثِ وَفْد ثَقِيفٍ اشْتَرَطُوا على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن لَا {يُجَبُّوا، فقالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَا رُكُوع فِيهِ.
قالَ شَمِرٌ: أَي لَا يَرْكعُوا فِي صلاتِهم وَلَا يَسْجُدوا كَمَا يَفْعَل المُسْلمونَ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: ولَفْظُ الحدِيثِ يدلُّ على الرّكُوعِ والسُّجودِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الجِبْيَةُ، بالكسْرِ: الحالَةُ من {جَبْيِ الخَراجِ، وجَعَلَه اللّحْيانيُّ مَصْدراً.
} والجابِي: الَّذِي يَجْمَعُ الماءَ للإِبِلِ؛ واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ.
{والاجْتِباءُ: افْتِعالٌ من} الجِبايَةِ وَهُوَ اسْتِخْراجُ المالِ مِن مَظانِّها؛ وَمِنْه حدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ: (كيفَ أَنْتُمْ إِذا لم {تَجْتَبوا دِيناراً وَلَا دِرْهَماً) .
} وجَبَا: رَجَعَ؛ قالَ يَصِفُ الحمارَ:
حَتَّى إِذا أَشْرَفَ فِي جَوْفٍ جَبَا يقولُ: إِذا أَشْرَفَ فِي هَذَا الوادِي رَجَعَ.
ورَوَاهُ ثَعْلَب: فِي جَوْفِ! جَبَا، بالإضافَةِ، وغَلَّطَ مَنْ رواهُ بالتَّنوين، وَهِي تُكْتَبُ بالألفِ وبالياءِ. {واجْتَباهُ: اخْتَلَقَه وارْتَجَلَه؛ وَبِه فَسَّرَ الفرَّاءُ قَوْلَه تعالَى: {قَالُوا لَوْلَا} اجْتَبَيْتَها} ، أَي هلا افْتَعَلْتَها مِن قِبَل نَفْسِك.
وقالَ ثَعْلب: هلا جِئْتَ بهَا مِن نَفْسِك.
{وجَبَى الشيءَ: أَخْلَصَه لنَفْسِه.
} والإجْباءُ: العِينَةُ، وَهُوَ أنْ يَبِيعَ من رجُلٍ سِلْعَة بثَمنٍ مَعْلومٍ إِلَى أَجَلٍ مَعْلومٍ، ثمَّ يَشْتَرِيهَا مِنْهُ بالنّقْدِ بأَقَلّ مِن الثّمنِ الَّذِي باعَها بِهِ؛ وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ أَيْضاً وَهُوَ: مَنْ {أَجْبَى فقد أَرْبَى.
وَفِي حدِيثِ خديجَةَ، رضِيَ الله عَنْهَا: (بيتٌ مِن لُؤْلُؤَة} مُجَبَّأةٍ.
قالَ ابنُ وهب: أَي مُجَوَّفَة.
قالَ الخطابيُّ: كأنَّه مَقْلوبُ {مُجَوَّبة.
} والجبي، بكَسْرِ الجيمِ والباءِ: مَدينَةٌ باليَمَنِ.
{والجَبَى: شعبَةٌ عنْدَ الرُّوَيثة بينَ مكَّةَ والمَدينَةِ؛ قالَهُ نَصْر.
وفَرْشُ الجبَى: مَوْضِعٌ فِي قوْلِ كثيِّرٍ:
هاجَكَ بَرْقٌ آخرَ الليلِ واصِبُتَضَمَّنَهُ فَرْشُ الجَبَى فالمَسارِبُويقالُ فِي الهبَةِ من غيرِ عوضٍ جَبَا، وَهِي عامَّةٌ.
وَكَذَا قَوْلُهم:} جَبَاه {تَجْبيةً: إِذا أَعْطاهُ.
وسعدُ اللَّهِ بنُ أَبي الفَضْلِ بنِ سعدِ اللَّهِ بنِ أَحمدَ بنِ سُلْطان بنِ خليفَةَ بنِ جِبَاة، بالكسْرِ وفتحِ الموحَّدَةِ، التنوفيُّ الشافِعِيُّ عَن حَنْبل الرّماني، ماتَ سَنَة 668، ضَبَطَه الشَّريفُ هَكَذَا فِي الوفيات.

جبي: جَبَى الخراجَ والماء والحوضَ يَجْبَاهُ ويَجْبيه: جَمَعَه. وجَبَى

يَجْبَى مما جاء نادراً: مثل أَبى يَأْبى، وذلك أَنهم شبهوا الأَلف في

آخره بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ وهَدَأَ يَهْدَأُ، قال: وقد قالوا

يَجْبَى، والمصدر جِبْوَةً وجِبْيَة؛ عن اللحياني، وجِباً وجَباً

وجِبَاوةٌ وجِبايةٌ

نادر. وفي حديث سعد: يُبْطِئُ في جِبْوَتهِ؛ الجِبْوَة والجِبْيَة:

الحالة من جَبْيِ الخراج واسْتِيفائه. وجَبَيْتُ الخراجَ جِبَاية وجَبَوْته

جِبَاوَة؛ الأَخير نادر، قال ابن سيده: قال سيبويه أَدخلوا الواو على

الياء لكثرة دخول الياء عليها ولأَن للواو خاصة كما أَن للياء خاصة؛ قال

الجوهري: يهمز ولا يهمز، قال: وأَصله الهمز؛ قال ابن بري: جَبَيْت الخراج

وجَبَوْته لا أَصل له في الهمز سماعاً وقياساً، أَما السماع فلكونه لم يسمع

فيه الهمز، وأَما القياس فلأَنه من جَبَيْت أَي جمعت وحَصَّلت، ومنه

جَبَيْت الماء في الحوض وجَبَوْته، والجابي: الذي يجمع المال للإبل،

والجَبَاوَةُ اسم الماء المجموع. ابن سيده في جَبَيْت الخراج: جَبَيْته من القوم

وجَبَيْتُه الْقَوْمَ؛ قال النابغة الجعدي:

دنانير نَجْبِيها العِبادَ، وغَلَّة

على الأَزْدِ مِن جاهِ امْرِئٍ قد تَمَهَّلا

وفي حديث أَبي هريرة: كيف أَنتم إذا لم تَجْتَبوا ديناراً ولا

دِرْهَماً؛ الاجْتِباءُ، افتِعال من الجِباية: وهو استخراج الأَموال من

مَظانها.والجِبْوة والجُبْوة والجِبا والجَبا والجِباوة: ما جمعتَ في الحوض من

الماء. والجِبا والجَبا: ما حول البئر والجَبا: ما حول الحوض،يكتب

بالأَلف. وفي حديث الحديبية: فقعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على جَباها

فَسَقَيْنا واسْتَقَيْنا؛ الجَبا، بالفتح والقصر: ما حول البئر. والجِبَا،

بالكسر مقصور: ما جمعت فيه من الماء. الجوهري: والجِبا، بالكسر مقصور،

الماء المجموع للإبل، وكذلك الجِبْوة والجِباوة. الجوهري: الجَبا، بالفتح

مقصور، نَثِيلة البئر وهي ترابها الذي حولها تراها من بعيد؛ ومنه: امرأةٌ

جَبْأَى على فَعْلى مثال وَحْمَى إذا كانت قائمة الثَّدْيَيْن؛ قال ابن

بري: قوله جَبْأَى التي طَلَعَ ثديُها ليس من الجَبا المعتلّ اللام،

وإنما هو من جَبَأَ علينا فلان أَي طلع، فحقه أَن يذكر في باب الهمز؛ قال:

وكأَنّ الجوهري يرى الجَبَا الترابَ أَصله الهمز فتركت العرب همزة، فلهذا

ذكر جَبْأَى مع الجَبَا، فيكون الجَبا ما حول البئر من التراب بمنزلة

قولهم الجَبْأَة ما حول السرة من كل دابة. وجَبَى الماءَ في الحوض يَجْبِيه

جَبْياً وجَباً وجِباً: جَمَعَه. قال شمر: جَبَيْت الماء في الحوض أَجْبي

جَبْياً وجَبَوْت أَجْبُو جَبْواً وجِبايةً وجِباوةً أَي جمعته. أَبو

منصور: الجِبا ما جُمع في الحوض من الماء الذي يستقى من البئر، قال ابن

الأَنباري: هو جمع جِبْية. والجَبا، بالفتح: الحوض الذي يُجْبَى فيه الماءُ،

وقيل: مَقام الساقي على الطَّيِّ، والجمع من كل ذلك أَجباءٌ. وقال ابن

الأَعرابي: الجَبَا أَن يتقدم الساقي للإبل قبل ورودها بيوم فيَجْبِيَ لها

الماءَ في الحوض ثم يوردَها من الغد؛ وأَنشد:

بالرَّيْثِ ما أَرْوَيْتها لا بالعَجَلْ،

وبالجَبَا أرْوَيْتها لا بالقَبَلْ

يقول: إنها إبل كثيرة يُبطئون بسقيها فتُبْطئ فَيَبْطُؤُ ريُّها

لكثرتها فتبقى عامّة نهارها تشرب وإذا كانت ما بين الثلاث إلى العشر صب على

رؤوسها. قال: وحكى سيبويه جَبَا يَجْبَى، وهي عنده ضعيفة والجَبَا: مَحْفَر

البئر. والجَبَا: شَفَة البئر؛ عن أَبي ليلى. قال ابن بري: الجَبا،

بالفتح، الحوض والجِبا، بالكسر، الماء؛ ومنه قول الأَخطل:

حتى وَرَدْنَ جِبَا الكُلابِ نِهالاَ

وقال آخر:

حتى إذا أَشرَفَ في جوفِ جَبَا

وقال مُضَرِّس فجمعه:

فأَلْقَتْ عَصا التَّسْيار عنها، وخَيَّمت

بأَجْباءِ عَذْبِ الماء بيضٍ مَحافِرُهْ

والجابية: الحوض الذي يُجْبَى فيه الماء للإبل. والجابِيَة: الحوض

الضَّخْم؛ قال الأَعشى:

تَرُوحُ على آلِ المُحَلَّق جَفْنَةٌ،

كجابيَة الشَّيْخِ العِراقيِّ تَفْهَقُ

خص العراقي لجهله بالمياه لأَنه حَضَرِيّ، فإذا وجدها مَلأَ جابيتَه،

وأَعدَّها ولم يدرِ متى يجد المياه، وأَما البدويّ فهو عالم بالمياه فهو لا

يبالي أَن لا يُعِدَّها؛ ويروى: كجابية السَّيْح، وهو الماء الجاري،

والجمع الجَوابي؛ ومنه قوله تعالى: وجِفانٍ كالجوابي.

والجَبَايا: الرَّكايا التي تُحْفر وتُنْصب فيها قُضبان الكَرْم؛ حكاها

أَبو حنيفة؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

وذاتِ جَباً كَثِيرِ الوِرْدِ قَفْرٍ،

ولا تُسْقَى الحَوائِمُ من جَباها

فسره فقال: عنى ههنا الشرابَ

(* قوله «الشراب» هو في الأصل بالشين

المعجمة، وفي التهذيب بالسين المهملة) ، وجَبا: رَجَعَ؛ قال يصف الحمار:

حتى إذا أَشْرَفَ في جَوْفٍ جَبَا

يقول: إذا أَشرف في هذا الوادي رجع، ورواه ثعلب: في جوفِ جَبَا،

بالإضافة، وغَلَّط من رواه في جوفٍ جَبَا، بالتنوين، وهي تكتب بالأَلف والياء.

وجَبَّى الرجلُ: وضع يديه على ركبتيه في الصلاة أَو على الأَرض، وهو

أَيضاً انْكبابه على وجهه؛ قال:

يَكْرَعُ فيها فيَعُبُّ عَبّا،

مُجَبِّياً في مائها مُنْكَبّا

وفي الحديث: أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ اشْتَرَطوا على رسول الله، صلى الله

عليه وسلم، أَن يُعْشَروا ولا يُحْشَروا ولا يُجَبُّوا، فقال النبي، صلى

الله عليه وسلم: لكم ذلك ولا خَيْرَ في دِينٍ لا رُكُوعَ فيه؛ أَصل

التَّجْبِيةَ أَن يقوم الإنسان قيام الراكع، وقيل: هو السجود؛ قال شمر: لا

يُجَبُّوا أَي لا يَرْكعوا في صلاتهم ولا يسجدوا كما يفعل المسلمون، والعرب

تقول جَبَّى فلان تَجْبِيَةً إذا أَكَبَّ على وجهه بارِكاً أَو وضع يديه

على ركبتيه منحنياً وهو قائم.

وفي حديث ابن مسعود: أَنه ذكر القيامةَ والنفخَ في الصُّور قال فيقومون

فيُجَبُّون تَجْبِيَةَ رجلٍ واحدٍ قياماً لرب العالمين؛ قال أَبو عبيد:

التجبية تكون في حالين: إحداهما أَن يضع يديه على ركبتيه وهو قائم وهذا هو

المعنى الذي في الحديث، أَلا تراه قال قياماً لرب العالمين؟ والوجه

الآخر أن يَنْكَبَّ على وجهه بارِكاً، وهو كالسجود، وهذا الوجهُ المعروف عند

الناس، وقد حمله بعض الناس على قوله فيخرُّون سُجَّداً لرب العالمين فجعل

السجود هو التَّجْبية؛ قال الجوهري: والتَّجْبية أَن يقوم الإنسان قيام

الراكع؛ قال ابن الأَثير: والمراد بقولهم لا يُجَبُّونَ أَنهم لا يصلون،

ولفظ الحديث يدل على الركوع والسجود لقوله في جوابهم: ولا خيرَ في دِينٍ

ليس فيه ركوع، فسمى الصلاة ركوعاً لأَنه بعضها. وسئل جابر عن اشتراط

ثَقيف أَن لا صدقة عليها ولا جهاد فقال: علم أَنهم سيَصَّدَّقون ويجاهدون إذا

أَسلموا، ولم يرخص لهم في ترك الصلاة لأَن وقتها حاضر متكرر بخلاف وقت

الزكاة والجهاد؛ ومنه حديث عبد الله أَنه

(* قوله «ومنه حديث عبد الله أنه

إلخ» هكذا في النسخ التي بأيدينا). ذكر القيامة قال: ويُجَبُّون

تَجْبِيةَ رجُل واحد قياماً لرب العالمين. وفي حديث الرؤيا: فإذا أَنا بِتَلٍّ

أَسود عليه قوم مُجَبُّون يُنْفَخُ في أَدبارِهم بالنار. وفي حديث جابر:

كانت اليهود تقول إذا نكَحَ الرجلُ امرأَته مُجَبِّيَةً جاء الولدُ

أَحْوَل، أَي مُنْكَبَّةً على وجهها تشبيهاً بهيئة السجود. واجْتَباه أَي

اصْطفاه. وفي الحديث: أَنه اجْتَباه لنفسه أَي اختاره واصطفاه. ابن سيده:

واجْتَبَى الشيءَ اختاره. وقوله عز وجل: وإذا لم تأْتهم بآية قالوا لولا

اجْتَبَيْتها؛ قال: معناه عند ثعلب جئت بها من نفسك، وقال الفراء: معناه هلا

اجْتَبَيْتَها هلا اخْتَلَقْتَها وافْتَعَلْتها من قِبَل نفسك، وهو في

كلام العرب جائز أَن يقول لقد اختار لك الشيءَ واجْتَباه وارْتَجَله.

وقوله: وكذلك يَجْتَبِيك ربك؛ قال الزجاج: معناه وكذلك يختارك ويصطفيك، وهو

مشتق من جبيت الشيءَ إذا خلصته لنفسك، ومنه: جبيت الماء في الحوض. قال

الأَزهري: وجِبايةُ الخراج جمعه وتحصيله مأْخوذ من هذا. وفي حديث وائل بن

حُجْر قال: كتب لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا

شِغارَ ولا وِرَاطَ ومن أَجْبَى فقد أَرْبَى؛ قيل: أَصله الهمز، وفسر من

أَجْبَى أَي من عَيَّنَ فقد أَرْبَى، قال: وهو حسن. قال أَبو عبيد:

الإجباء بيع الحرث والزرع قبل أَن يبدو صلاحه، وقيل: هو أَن يُغَيِّب إبِلَهُ

عن المصَدِّق، من أَجْبَأْتُهُ إذا وارَيْته؛ قال ابن الأَثير: والأَصل

في هذه اللفظة الهمز، ولكنه روي غير مهموز، فإما أَن يكون تحريفاً من

الراوي، أَو يكون ترك الهمز للازدواج بأَرْبَى، وقيل: أَراد بالإجْباء

العِينَة وهو أَن يبيع من رجل سِلْعة بثمن معلوم إلى أَجل معلوم، ثم يشتريها

منه بالنقد بأَقل من الثمن الذي باعها به. وروي عن ثعلب أَنه سئل عن قوله

من أَجْبَى فقد أَرْبَى قال: لا خُلْفَ بيننا أَنه من باع زرعاً قبل أَن

يُدْرِك كذا، قال أَبو عبيد: فقيل له قال بعضهم أَخطأَ أَبو عبيد في هذا،

من أَين كان زرع أَيام النبي، صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هذا أَحمق

أَبو عبيد تكلم بهذا على رؤُوس الخَلْق وتكلم به بعد الخلق من سنة ثمانَ

عَشْرَة إلى يومنا هذا لم يُرَدَّ عليه. والإجْباءُ: بيع الزرع قبل أَن

يبدو صلاحه، وقد ذكرناه في الهمز. والجابِيَة: جماعة القوم؛ قال حميد بن ثور

الهلالي:

أَنْتُم بجابِيَة المُلُوك، وأَهْلُنا

بالجَوِّ جِيرَتُنا صُدَاء وحِمْيَرُ

والجابي: الجَراد الذي يَجْبي كلَّ شيءٍ يأكُلُه؛ قال عبد مناف بنُ

رِبْعِيّ الهذلي:

صابُوا بستَّةِ أَبْياتٍ وأَرْبعة،

حتى كأَنَّ عليهم جابِياً لُبَدَا

ويروى بالهمز، وقد تقدم ذكره. التهذيب: سُمِّيَ الجرادُ الجابيَ

لطُلوعِه. ابن الأَعرابي: العرب تقول إذا جاءت السنة جاء معها الجابي والجاني،

فالجابي الجراد، والجاني الذئب

(* قوله «والجاني الذئب» هو هكذا في الأصل

وشرح القاموس)، لم يهمزهما. والجابِيَة: مدينة بالشام، وبابُ الجابِيَة

بدمشق، وإنما قضى بأَن هذه من الياء لظهور الياء وأَنها لام، واللام ياءً

أَكثر منها واواً. والجَبَا موضع. وفَرْشُ الجَبَا: موضع؛ قال كثير عزة:

أَهاجَكَ بَرْقٌ آخرَ الليلِ واصِبُ

تَضَمَّنَهُ فَرْشُ الجَبَا فالمَسارِبُ؟

ابن الأَثير في هذه الترجمة: وفي حديث خديجة قالت يا رسول الله ما

بَيْتٌ في الجنَّة من قَصَب؟ قال: هو بيتٌ من لؤلؤة مجَوَّفة مُجَبَّاةٍ؛ قال

ابن الأَثير: فسره ابن وهب فقال مجوَّفة، قال: وقال الخطابي هذا لا

يستتِمّ إلا أَن يجعل من المقلوب فتكون مجوَّبة من الجَوْب، وهو القَطْع،

وقيل: من الجَوْب، وهو نَقِير يجتمع فيه الماء، والله أَعلم.

فدي

ف د ي

فدت الأسير وافتديته وفاديته، وافتديت أنا منه، وبذلت له الفدية فلم تقبل وهي اسم ما يفدى منه. وفدّيته تفدية: قلت له: جعلت فداك.

ومن المجاز: تفادى منهخ: تحاماه. قال ذو الرمّة:

تفادى الأسود الغلب منه تفاديا
(ف د ي) : (فَدَاهُ) مِنْ الْأَسْرِ فِدَاءً وَفِدًى اسْتَنْقَذَهُ مِنْهُ بِمَالٍ (وَالْفِدْيَةُ) اسْمُ ذَلِكَ الْمَالِ وَجَمْعُهَا فِدًى وَفِدْيَاتٌ وَأَمَّا مَا فِي الْوَاقِعَات شَيْخٌ فَانٍ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ فَدَايَا الصِّيَامِ فَتَحْرِيفٌ (وَالْمُفَادَاةُ) بَيْنَ اثْنَيْنِ يُقَال فَادَاهُ إذَا أَطْلَقَهُ وَأَخَذَ فِدْيَتَهُ وَعَنْ الْمُبَرِّدِ (الْمُفَادَاةُ) أَنْ يَدْفَعَ رَجُلًا وَيَأْخُذُ رَجُلًا وَالْفِدَاءُ أَنْ يَشْتَرِيَهُ وَقِيلَ هُمَا بِمَعْنًى وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ فِي الدِّيَات وَإِنْ أَحَبُّوا فَادَوْا إطْلَاقُ الْقَاتِلِ أَوْ وَلِيِّهِ وَقَبُول الدِّيَةِ لِأَنَّهَا عِوَضُ الدَّمِ كَمَا أَنَّ الْفِدْيَةَ عِوَضُ الْأَسِيرِ.

فدي


فَدَى(n. ac. فَِدًى
[فَدَي]
فِدَآء [] )
a. [acc. & Min], Ransomed, redeemed, liberated, freed from (
captivity ).
b. Obtained divorce by payment (woman).
c. [acc. & Bi]
see II
فَدَّيَa. Was ready to ransom to suffer in the stead
of.

فَاْدَيَa. see I (a)b. Gave a captive in exchange for another.

أَفْدَيَa. Received, accepted from (ransom).
b. Dandled (child).
c. Sold (dates).
تَفَاْدَيَ
a. [Min], Guarded against.
b. Ransomed each other.

إِنْفَدَيَa. Was ransomed, redeemed.

إِفْتَدَيَ
a. [Bi], Redeemed, ransomed.
b. [Bi]
see I (b)c. see VI (a)
فِدْيَة [] (pl.
فِدَيَات
&
فِدًى [ 7 ] )
a. Ransom.
b. Substitute ( for a captive ).
فَِدًى [فَدَي]
a. see 2t
فَادٍa. Ransomer.
b. [art.]. The Saviour, the Redeemer.
فَدَآء [] (pl.
أَفْدِيَة [] )
a. A collection of food; heap, mass ( of corn & c. ).
فِدَآء []
a. see 2t
مُفْتَدٍ [ N.
Ag.
a. VIII]
see 21 (a)
جُعِلْتُ فِدَاكَ
a. May I be thy ransom, suffer in thy stead!
ف د ي : فَدَاهُ مِنْ الْأَسْرِ يَفْدِيهِ فِدًى مَقْصُورٌ وَتُفْتَحُ الْفَاءُ وَتُكْسَرُ إذَا اسْتَنْقَذَهُ بِمَالٍ وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَالِ الْفِدْيَةُ وَهُوَ عِوَضُ الْأَسِيرِ وَجَمْعُهَا فِدًى وَفِدْيَاتٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَسِدْرَاتٍ وَفَادَيْتُهُ مُفَادَاةً وَفِدَاءً مِثْلُ قَاتَلْتُهُ مُقَاتَلَةً وَقِتَالًا أَطْلَقْتُهُ وَأَخَذْتُ فِدْيَتَهُ.
وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: الْمُفَادَاةُ أَنْ تَدْفَعَ رَجُلًا وَتَأْخُذَ رَجُلًا وَالْفِدَى أَنْ تَشْتَرِيَهُ وَقِيلَ هُمَا وَاحِدٌ وَتَفَادَى الْقَوْمُ اتَّقَى بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَجْعَلُ صَاحِبَهُ فِدَاهُ وَفَدَتْ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا مِنْ زَوْجِهَا تَفْدِي وَافْتَدَتْ أَعْطَتْهُ مَالًا حَتَّى تَخَلَّصَتْ مِنْهُ بِالطَّلَاقِ. 
[ف د ى] فَدَيْتُه فِدًى، وفِداءً، وافْتَدَيْتُه، قالَ الشّاعِرُ:

(فلَوْ كانَ مَيْتٌ يُفْتَدَى لفَدَيْتُه ... بما لَمْ تَكُنْ عَنْه النُّفُوسُ تَطِيبُ)

وإِنَّه لحَسَنُ الفِدْيَةِ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} [البقرة: 196] إنَّما أرادَ: فمَنْ كانَ مِنْكُم مَرِيضاً، أو بِه أَذًى مِنْ رَأْسِه، فحَلَقَ، فعَلَيْهِ فِدْيَةٌ، فحَذَف الجُمْلَةَ من الفاعِلِ والمَفْعُولِ؛ للدَّلالَةِ عليه. وأَفْداهُ الأَسِيرَ: قَبِلَ منه فِدْيَتَه، ومنه قَوْلُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم لقُرَيْشِ - حينَ أُسِرَ عُثْمانُ ابنُ عبدَ اللهِ، والحَكَمُ بنُ كَيْسانَ - ((لا نُفْدِيكُموهُما حَتّى يَقْدَمَ صاحِبانَا)) . يعنى: سَعْدَ ابنَ أًَبِى وَقّاصٍ، وعُتْبَةَ بنَ غَزْوانَ. والفَدَاءُ: جماعَةُ الطَّعام من الشَّعِيرِ والتَّمْرِ ونَحْوِه. والفَدَاءُ: الكُدْسُ من البُرِّ، وقِيلَ: هو مَسْطَحُ البّرِّ، بلُغَةِ عبدِ القَيْسِ. وفَدَاءُ كُلِّ شيءٍ: حَجْمُه. وإِنّما قَضَيْنا بأَنَّ الفَداءَ من الياءِ لوجُودُ ((ف د ى)) وعَدَمِ ((ف د و)) .
فدي
فدَى يَفدِي، افْدِ، فِدًى وفِداءً وفَدًى، فهو فادٍ، والمفعول مَفْدِيّ
• فدَى فلانًا:
1 - استنقذه وخلَّصه مما كان فيه بماله أو بنفسه "فداه بنفسه/ بمالهِ/ بروحه- فدت المرأة نفسها من زوجها: أعطته مالاً حتّى تخلَّصت منه بالطلاق- فداك أبي وأمِّي- {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدًى} [ق]- {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً}: أخذ مقابل لإطلاق الأسير".
2 - قدَّم فدية يمحو بها خطأ أو يجبر بها نقصًا. 

افتدى يفتدي، افْتَدِ، افتداءً، فهو مُفتدٍ، والمفعول مُفتدًى
• افتدى نفسَه: فداها؛ خلَّصها ممّا كانت فيه "افتدى الأسيرَ بماله- افتدت المرأةُ من زوجها: أعطته مالاً حتّى تخلّصت منه بالطّلاق- {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ
 يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} - {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} - {لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْا بِهِ} - {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} ". 

تفادى يتفادى، تفادَ، تفاديًا، فهو مُتفادٍ، والمفعول مُتفادًى (للمتعدِّي)
• تفادى القومُ: فدى بعضُهم بعضًا، ضحَّوا بالمال أو النَّفس ليخلِّص بعضُهم بعضًا.
• تفادى الخَطَر: تحاماه، تجنَّبه، توقّاه "حاول أن يتفادَى بطش رئيسه- أمر لا يمكن تفاديه- تفادى الخطر/ الضرر/ النظر إليه/ الكوارث/ الضربةََ- تفادى المتحدثُ السّؤالَ". 

فادى يفادي، فادِ، مُفاداةً وفِداءً، فهو مُفادٍ، والمفعول مُفادًى
• فادى فلانًا: فدَاه، حرّره، دفع مالاً لتخليصه من أسر أو غيره "فادى أخاه".
• فادى الأسرى: أعطى الفديةَ لإطلاقهم "فادى الأعداءُ أسراهم عندنا- {وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ} ". 

فدَّى يفدِّي، فَدِّ، تفديةً، فهو مفَدٍّ، والمفعول مُفدَّى
• فدَّى الشَّخصَ:
1 - فدَاه، خلّصه ممّا كان فيه بماله أو بنفسه "الملك/ الوطن المفدَّى" ° الأمير المفدّى/ الوطن المفدّى/ العرش المفدّى: العزيز الذي يفتديه أبناء الوطن بأرواحهم.
2 - قال له: جُعلتُ فِداك. 

افتداء [مفرد]: مصدر افتدى. 

تفدية [مفرد]: مصدر فدَّى. 

فِداء [مفرد]:
1 - مصدر فادى وفدَى.
2 - فدية، ما يقدّم من مال ونحوه لتخليص أسير أو غيره "دفع أهل الغلام مبلغًا كبيرًا من المال فداءً له".
3 - ما يُقدَّم لله جزاءً لتقصير في عبادة ككفارة الصوم، والحلق ولبس المخيط في الإحرام ° كَبْش الفِداء: ضحيّة، شخص يُعاقب بذنب غيره، شخص يُلقى عليه مسئولية أخطاء الآخرين، مَنْ يُعاقب ليكون عِبْرةً لغيره.
4 - أضحيَّة "ضحَّى بخروف فِداءً بعد شفائه من المرض". 

فِدائيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى فِداء: "عمل فدائيّ".
2 - مجاهد في سبيل الله أو الوطن؛ مضحٍّ بنفسه "ضرب الفدائيُّ موقعًا إستراتيجيًّا للعدو- قاوم الفدائيّون حصار العدوُّ- دمّر الفدائيّ دبابة للعدوّ مضحِّيًا بنفسه". 

فدائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى فِدائيّ: "دمّرت الفدائيّة سيارة عسكريّة للعدو".
2 - مصدر صناعيّ من فِداء: بذل النفس والتضحية بها في سبيل الله أو الواجب "استطاع الجنود أن يتحمّلوا المسئوليّة بفدائيَّة وروح قتاليّة عالية". 

فَدًى [مفرد]: مصدر فدَى. 

فِدًى [مفرد]: مصدر فدَى ° جُعلت فِداك: فديْتك بنفسي- فِداك أبي: أفديك بأبي، يريدون به الدعاء والتعجب والثناء. 

فِدْية [مفرد]: ج فِدْيات وفِدًى:
1 - فِداء؛ ما يقدَّم من مال ونحوه لتخليص أسير أو غيره "دفعت أسرة الفتاة الفدية إنقاذًا لابنتها".
2 - فِداء؛ كفّارة، ما يقدَّم لله جزاءً لتقصير في عبادة "صام ثلاثة أيام فِدية- {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}: فداء وعِوض". 

فدي: فَدَيْتُه فِدًى وفِداء وافْتَدَيْتُه؛ قال الشاعر:

فلَوْ كانَ مَيْتٌ يُفْتَدَى، لَفَدَيْتُه

بما لم تَكُنْ عَنْهُ النُّفُوسُ تَطِيبُ

وإِنه لَحَسَنُ الفِدْيةِ. والمُفاداةُ: أَن تدفع رجلاً وتأْخذ رجلاً.

والفِداء: أَن تَشتريه، فَدَيْته بمالي فِداء وفَدَيْتُه بِنَفْسي. وفي

التنزيل العزيز: وإن يأْتُوكم أُسارى تَفْدُوهم؛ قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو

وابن عامر أُسارى بأَلف، تَفْدُوهم بغير أَلف، وقرأَ نافع وعاصم والكسائي

ويعقوب الحضرمي أُسارى تُفادُوهم، بأَلف فيهما، وقرأَ حمزة أَسْرى

تَفْدُوهم، بغير أَلف فيهما؛ قال أَبو معاذ: من قرأَ تَفدوهم فمعناه تَشتَرُوهم

من العَدُوِّ وتُنْقِذوهم، وأَما تُفادُوهم فيكون معناه تُماكِسُون مَن

هم في أَيديهم في الثمن ويُماكِسُونكم. قال ابن بري: قال الوزير ابن المعري

فَدَى إِذا أَعطى مالاً وأَخذ رجلاً، وأَفدى إِذا أَعطى رجلاً وأَخذ

مالاً، وفادى إِذا أَعطى رجلاً وأَخذ رجلاً، وقد تكرر في الحديث ذكر الفِداء؛

الفِداء، بالكسر والمد والفتح مع القصر: فَكاكُ الأَسير؛ يقال: فَداه

يَفْدِيه فِداءً وفَدًى وفاداهُ يُفاديه مُفاداة إِذا أَعطى فِداءه

وأَنقذه. فَداه بنفسه وفدَّاه إِذا قاله له: جُعلت فَداك. والفِدْيةُ: الفِداء.

وروى الأَزهري عن نُصَير قال: يقال فادَيت الأَسِير وفادَيت

الأُسارى،قال: هكذا تقوله العرب، ويقولون: فَدَيْتُه بأَبي وأُمي وفَدَيتُه بمالي

كأَنه اشتريته وخَلَّصتُه به إِذا لم يكن أَسيراً، وإِذا كان أَسيراً

مملوكاً قلت فادَيْته، وكان أَخي أَسيراً ففادَيته؛ كذا تقوله العرب؛ وقال

نُصَيب:

ولَكِنَّني فادَيْتُ أُمِّي، بَعْدَما

عَلا الرأْسَ منها كَبْرةٌ ومَشِيبُ

قال: وإِذا قلت فَدَيت الأَسير فهو أَيضاً جائز بمعنى فديته مما كان فيه

أَي خلصته منه، وفاديت أَحسن في هذا المعنى. وقوله عز وجل: وفَدَيناه

بذِبْح عظِيم أَي جعلنا الذِّبح فِداء له وخَلَّصناه به من الذَّبح.الجوهري:

الفِداء إِذا كسر أَوله يمدّ ويقصر، وإِذا فتح فهو مقصور؛ قال ابن بري:

شاهد القصر قول الشاعر:

فِدًى لك عَمِّي، إِنْ زَلِجْتَ، وخالي

يقال: قُمْ: فِدًى لك أَبي، ومن العرب من يكسر فِداءٍ، بالتنوين، إِذا

جاور لام الجر خاصة فيقول فِداءٍ لك لأَنه نكرة، يريدون به معنى الدعاءِ؛

وأَنشد الأَصمعي للنابغة:

مَهْلاً فداءٍ لك الأَقْوامُ كُلُّهُمُ،

وما أُثَمِّرُ من مال ومن وَلَدِ

ويقال: فَداه وفاداه إِذا أَعطى فِداءَه فأَنْقَذه، وفَداه بنفسه

وفَدّاهُ يُفَدِّيه إِذا قال له جُعِلت فَداك. وتَفادَوا أَي فَدى بعضهم

بعْضاً. وافْتَدَى منه بكذا وتَفادى فلان من كذا إِذا تَحاماه وانزَوى عنه؛

وقال ذو الرمة:

مُرِمّين مِنْ لَيْثٍ عَليْه مَهابةٌ،

تَفادى اللُّيُوثُ الغُلْبُ منه تَفادِيا

(* قوله« مرمين» هو من أرمّ القوم أَي سكتوا.)

والفِدْية والفَدَى والفِداءُ كله بمعنى. قال الفراء: العرب تَقْصُرُ

الفِداء وتمده، يقال: هذا فِداؤك وفداك، وربما فتحوا الفاء إِذا قصروا

فقالوا فَداك،وقال في موضع آخر: من العرب من يقول فَدًى لك، فيفتح الفاء،

وأَكثر الكلام كسر أَولها ومدّها؛ وقال النابغة وعَنَى بالرَّبِّ النعمان بن

المنذر:

فَدًى لَكَ مِنْ رَبٍّ طَريفِي وتالِدِي

قال ابن الأَنباري: فِداء إِذا كُسرت فاؤُه مُدَّ، وإِذا فُتِحَت قصر؛

قال الشاعر:

مَهْلاً فِداءً لك يا فَضالَهْ،

أَجِرَّه الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ

وأَنشد الأَصمعي:

فِدًى لك والِدِي وفَدَتْكَ نَفْسِي

ومالي، إِنه مِنكُم أَتاني

فكسر وقصر؛ قال ابن الأَثير: وقول الشاعر:

فاغْفِرْ فِداءً لك ما اقْتَفَيْنا

قال: إِطلاق هذا اللفظ مع الله تعالى محمول على المجاز والاستعارة،

لأَنه إِنما يُفْدَى من المَكارِه مَن تلحقه، فيكون المراد بالفداء التعظيم

والإِكبار لأَن الإِنسان لا يُفَدِّي إِلا من يعظمه فَيَبْذُل نفسه له،

ويروى فداءٌ، بالرفع على الابتداء، والنصب على المصدر؛ وقول الشاعر أَنشده

ابن الأَعرابي:

يَلْقَمُ لَقْماً ويُفَدِّي زادَه،

يَرْمِي بأَمْثال القَطا فُؤادَه

قال: يبقي زاده ويأْكل من مال غيره؛ قال ومثله:

جَدْح جُوَيْنٍ مِنْ سَوِيقٍ ليس لَه

وقوله تعالى: فمن كان منكم مَريضاً أَو به أَذًى من رأْسه ففِدْية مِن

صيام أَو صدَقة أَو نُسك؛ إِنما أَراد فمن كان منكم مريضاً أَو به أَذًى

من رأْسه فحلَق فعليه فدية، فحذف الجملة من الفعل والفاعل والمفعول

للدلالة عليه. وأَفْداه الأَسيرَ: قَبِلَ منه فِدْيَته؛ ومنه قوله، صلى الله

عليه وسلم، لقريش حين أُسِرَ عثمان بن عبدالله ،الحَكَم بن كَيْسان: لا

نُفْدِيكموهما حتى يَقْدَمَ صاحبانا، يعني سعْد بن أَبي وقَّاص وعُتْبةَ بن

غَزْوان.

والفَداء، ممدود بالفتح: الأَنبار، وهو جماعة الطعام من الشعير والتمر

والبُر ونحوه. والفَداء: الكُدْس من البُر، وقيل: هو مَسْطَحُ التمر بلغة

عبد القيس؛ وأَنشد يصف قرية بقلَّة الميرة:

كأَنَّ فَداءها، إِذ جَرَّدُوه

وطافُوا حَوْلَه، سُلَكٌ يَتِيمُ

(* قوله«فداءها» هو بالفتح، وأَما ضبطه في حرد بالكسر فخطأ.)

شبه طعام هذه القرية حين جُمع بعد الحَصاد بسُلَك قد ماتت أُمه فهو

يتيم، يريد أَنه قليل حقير، ويروى سُلَفٌ يتيم، والسُّلَفُ: ولد الحَجل، وقال

ابن خالويه في جمعه الأَفْداء، وقال في تفسيره: التمر المجموع. قال شمر:

الفَداء والجُوخانُ واحد، وهو موضع التمر الذي يُيَبَّس فيه، قال: وقال

بعض بني مُجاشِع الفَداء التمر ما لم يُكْنَز؛ وأَنشد:

مَنَحْتَني، مِنْ أَخْبَثِ الفَداءِ،

عُجْرَ النَّوَى قَليلَةَ اللِّحاءِ

ابن الأَعرابي: أَفْدَى الرجلُ إِذا باعَ، وأَفْدَى إِذا عظُم بدنُه.

وفَداء كل شيء حَجْمه، وأَلفه ياء لوجود ف د ي وعدم ف د و. الأَزهري: قال

أَبو زيد في كتاب الهاء والفاء إِذا تعاقبا: يقال للرجل إِذا حدَّث بحديث

فعدَل عنه قبل أَن يَفْرُغ إِلى غيره خُذ على هِدْيَتِك أَي خُذ فيما كنت

فيه ولا تَعْدِل عنه؛ هكذا رواه أَبو بكر عن شمر وقيده في كتابه بالقاف،

وقِدْيَتُك، بالقاف، هو الصواب.

فدي
: (ي (} فَدَاهُ) بنَفْسِه ( {يَفْدِيهِ} فِدَاءً) ، ككِساءٍ، ( {وفِدًى) ، بالكسْرِ مَقْصور (ويُفْتَحُ) .
(قالَ أَبو عليّ القالِي فِي المَقْصورِ والمَمْدودِ: قالَ الفرَّاء: إِذا فَتَحوا الفاءَ قَصَرُوا فَقَالُوا:} فَدًى لَكَ، وَإِذا كَسَرُوا الفاءَ مَدُّوا ورُبَّما كَسَرُوا الفاءَ وقَصَرُوا فَقَالُوا: هُم {فِدًى لَكَ، قالَ مُتَمِّم بنُ نويرَة:
فِداءً لممساك ابْن أُمّي وخالَتِيوأمي وَمَا فَوْق الشِّرَاكَيْن من نَعْلِوبزي وأثوابي ورحلي لذكرهومالي لَو يجدي فِدًى لَك من بذلِوأَنْشَدَ الفَرَّاء:
أَقُولُ لَهَا وَهن ينهزن فروتيفِدًى لَكَ عَمِّي إِن رَبِحْتَ وخالِيوأَنْشَدَ الأصْمعي:
فِدًى لَكَ والِدِي وفَدَتْكَ نَفْسِي وَمَالِي إنَّه مِنْكُم أَتانِيقالَ أَبو عليَ: وسَمِعْتُ عليَّ بنَ سُلَيْمان الأخْفَش يقولُ: لَا يُقْصَرُ} الفِدَاء، بكَسْرِ الفاءِ، إلاّ للضَّرُورَةِ، وإنَّما المَقْصورُ هُوَ المَفْتوحُ الْفَاء، انتَهَى.
ونقلَ الأزْهري عَن الفرَّاء مَا نقلَهُ أَبو عليَ بعَيْنِه ثمَّ قالَ: وقالَ مرَّة: ومِنْهم مَنْ يقولُ: فَدًى لَك، فيَفْتَح الفاءَ، وأَكْثَر الكَلامِ كَسْرها والقَصْر؛ وأَنْشَدَ للنابغَةِ:
! فَدًى لَكَ مِنْ رَبَ طريفي وتالِدِي وقالَ القالِي أَيْضاً فِي بابِ المَمْدودِ عَن يَعْقوب: تقولُ العَرَبُ: لَكَ الفَدَى والحمَى فيقْصرُونَ الفِدَاءَ إِذا كانَ مَعَ الحمَى للازْدِواجِ، فَإِذا أَفْرَدُوه قَالُوا: فِدَاء لَكَ وفِدًى لَكَ؛ وحَكَى الفرَّاء: فدى لَكَ.
قُلْت: وكأَنَّ قولَ المصنِّفِ ويُفْتَحُ يَنْظُرُ إِلَى هَذَا القَوْلِ الَّذِي نقلَهُ الأزْهري عَن الفرَّاء بأنَّ الكَسْرَ مَعَ القَصْر هُوَ الرَّاجِحُ، والفَتْح مَرْجوحٌ، وَمَا نقلَهُ أَبو عليَ عَن الفرَّاء والأخْفَش يُخالِفُ ذلكَ، وكَلامُ الجَوْهرِي مُوافِقٌ لمَا قالَهُ الأخْفَش حيثُ قالَ: الفِداءُ إِذا كُسِرَ أَوَّلُه يُمَدُّ ويُقْصَرُ، وَإِذا فُتِحَ فَهُوَ مَقْصورٌ، ومِنَ العَرَبِ مَنْ يَكْسرُ فِداءً بالتّنْوين إِذا جاوَرَ لامَ الجرِّ خاصَّةً فيقولُ فِداءً لكَ لأنَّه نَكِرَةٌ، يُرِيدُونَ بِهِ مَعْنى الدُّعاءِ، وأَنْشَدَ الأصْمعي للنابغَةِ:
مَهْلاً فِداء لَكَ الأقْوامُ كُلُّهُمُوما أُثَمِّرُ مِنْ مالٍ وَمن وَلَد ِوقالَ الــرّاغبُ: {الفِدَى} والفِداءُ حفْظُ الإنْسان عَن النائِبَة بِمَا يَبْذلُه عَنهُ.
( {وافْتَدَى بِهِ) ، وَمِنْه بِكَذَا: اسْتَنْقَذَهُ بمالٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
فلَوْ كانَ مَيْتٌ} يُفْتَدَى {لفَدَيْتُهُ
بِمَا لم تَكُنْ عَنْهُ النُّفُوسُ تَطِيبُ وقالَ الــراغبُ:} افْتَدَى إِذا بَذَلَ ذَلِك عَن نَفْسِه، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {فيمَا {افتدت بِهِ تِلْكَ حُدُود ا} .
(} وفادَاهُ) {مُفادَاةً} وفِداءً: (أَعْطَى شَيْئا فأَنْقَذَه) ؛) وقيلَ: فادَاهُ أَطْلَقَهُ وأَخَذَ {فِدْيَتَه.
وقالَ المبرِّدُ:} المُفادَاةُ أنْ تَدْفَعَ رجُلاً وتَأْخُذَ رجُلاً؛! والفِداءُ: أَنْ تَشْتَرِيَه؛ وقيلَ: هُما واحِدٌ.
فقولُ المصنِّف شَيْئا يَشْملُ المالَ، والأسِيرَ جَمْعاً بينَ القَوْلَيْن.
وقوْلُه تَعَالَى: {وإنْ يَأْتُوكُم أُسارَى {تُفادُوهم} ؛ قَرَأَ ابنُ كَثيرٍ وأَبو عَمْرٍ ووابنُ عامِرٍ:} تَفْدُوهُم؛ وقَرَأَ نافِعٌ وعاصِمٌ والكِسائي ويَعْقوبُ الحَضْرمي بألِفٍ فيهِما، أَي فِي أُسارَى، {وتُفادُوهُم؛ وحَمْزةُ بِلا أَلِفٍ فيهمَا.
قالَ نُصَيْرُ الرَّازِي:} فادَيْتُ الأسِيرَ والأُسارَى، هَكَذَا تقولُه العَرَبُ: ويقُولونُ: {فَدَيْتُه بأَبي وأُمِّي،} وفَدَيْتُه بمالٍ كأَنَّك اشْتَرَيْته وخَلَّصْتُه بِهِ إِذا لم يَكُنْ أَسِيراً، وَإِذا كانَ أَسِيراً مَمْلوكاً قُلْت {فادَيْته؛ كَذَا تقولُه العَرَبُ؛ قالَ نُصَيْب:
ولكِنَّنِي فادَيْتُ أُمِّي بَعْدَما
عَلا الرأْسَ مِنْهَا كَبْرةٌ ومَشِيبُقالَ: وَإِن قُلْت} فَدَيْت الأسِيرَ فجائِزٌ أَيْضاً بمعْنَى فَدَيْته ممَّا كَانَ فِيهِ أَي خَلَّصْته، {وفادَيْت أَحْسَن فِي هَذَا المَعْنى. {} وفَدَيْناه بِذَبْحٍ} أَي جَعَلْنا الذبْح فِداءً لَهُ وخَلَّصْنا بِهِ مِن الذَّبْح.
وقالَ أَبو مُعاذٍ: مَنْ قَرَأَ {تَفْدُوهُم فمعْناهُ تَشْتَرُوهم من العَدُوِّ وتُنْقِذُوهم، وأَمّا تُفادُوهم فيكونُ مَعْناهُ تُماكِسُونَ مَنْ هُم فِي أَيْدِيهِم فِي الثمنِ ويُماكِسُونَكم.
(} والفِداءُ، ككِساءٍ، وعَلَى، وَإِلَى، و) ! الفِدْيَةُ، (كفِتْيَةٍ: ذلكَ المُعْطَى) .
(وَفِي المِصْباح: هُوَ عِوَضُ الأسِيرِ.
وقالَ أَبو البَقاءِ: هُوَ إقامَةُ شيءٍ مُقامَ شيءٍ فِي دَفْعِ المَكْرُوهِ.
وقالَ الــراغبُ: مَا يَقِي الإنْسانُ بِهِ نَفْسَه من مالٍ يَبْذلُه فِي عِبادَةٍ يُقَصِّرُ فِيهَا يقالُ لَهُ {فِدْيَةً، ككفّارَةِ اليَمِينِ وكفّارَةِ الصَّوْمِ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} ففِدْيَة مِن صِيامٍ أَو صَدَقةٍ أَو نُسكٍ} ، {وعَلى الذينَ يطيقُونَه فِدْيَة طَعام مِسْكِينٍ} .
( {وفَدَّاه) بنَفْسِه (} تَفْدِيَةً: قالَ لَهُ جُعِلْتُ {فِدَاكَ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي وغيرُهُ؛ وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
} وفدَّيننا بالابينا
( {وأَفْداهُ الأسِيرَ: قَبِلَ مِنْهُ} فِدْيَتَهُ) ؛) وَمِنْه الحديثُ: (لَا {نُفْدِيكُموهُما حَتَّى يَقْدَمَ صاحِباي، يَعْني سَعْد بن أَبي وقّاص وعُتْبَةَ بن غَزْوان؛ قالَهُ لقُرَيْش حينَ أُسِرَ عُثْمانُ بنُ عبدِ اللهِ والحكَمُ بنُ كَيْسان.
(و) } أَفْدَى (فُلانٌ: رَقَّص صَبِيَّهُ) ، يقالُ ذلكَ لما أَنه يفدّى فِي كَلامِه فيقولُ: {فدى لَكَ أَبي وأُمِّي.
(و) أَفْدَى: (جَعَلَ لتَمْرِهِ أَنْباراً.
(و) أَيْضاً: (باعَ التَّمْرَ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابي.
(و) أَيْضاً: (عَظُمَ بَدْنُهُ) ؛) عَنهُ أَيْضاً، كأَنَّه صارَ كالفداءِ.
(} والفَداءُ، كسَماءٍ: حَجْمُ الشَّيءِ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه.
(و) أَيْضاً: (أَنْبارُ الطَّعَامِ) ، وَهُوَ الكُدْسُ مِن البُرِّ؛ كَمَا فِي المُحْكم.
(أَو جماعَةُ الطَّعامِ مِن شَعيرٍ) وبُرَ (وتَمْرٍ ونَحْوِهِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاح.
وقالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ مَسْطَحُ التّمْرِ بلُغَةِ عبْدِ القَيْسِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍ والشَّيْباني: كأَنَّ {فَداءَها إِذا جَرَّدُوه
وطافُوا حَوْلَه سُلَفٌ يَتِيمُورَوَى أَبو عُبيدٍ: أَطافُوا.
قالَ ابنُ الأنْبارِي: السُّلَفُ طائِرٌ واليَتيمُ المُنْفَرِدُ.
وَفِي الصِّحاح: سُلَكٌ يَتِيمٌ.
وقالَ أَبو عليَ القالِي: السُّلَفُ والسُّلَكُ: الذَّكَرُ مِن أَوْلادِ الحَجَلِ، والفَداءُ: مَوْضِعُ التَّمْرِ. ومَعْنَى البَيْت: أَنَّه شَبَّه قلَّةَ تَمْرِهم فِي} فَدائِهم، وَهُوَ مَوْضِعُ تَمْرهم، بسُلَفٍ يَتِيمٍ أَي مُنْفَرِد.
(و) يقالُ: (خُذْ على هِدْيَتِكَ {وفِدْيَتِكَ، مَكْسُورَتَيْنِ) :) أَي (فيمَا كُنْتَ فِيهِ) .
(وأَوْرَدَه الجَوْهرِي فِي (قدا) فقالَ: خُذْ فِي هِدْيَتِكَ وقِدْيَتِكَ، أَي فيمَا كُنْتَ فيهِ.
وكأَنَّ المصنِّفَ قلَّدَ الصَّاغاني حيثُ ذَكَرَه هُنَا.
(و) مِن المجازِ: (} تَفادَى مِنْهُ) :) إِذا (تَحَاماهُ) وانْزَوَى عَنهُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لذِي الرُّمَّة:
مُرمِّين مِنْ لَيْثٍ عَليْه مَهابَةٌ
تَفادَى الأُسُودُ الغُلْبُ منَّا {تَفادِياوفي المِصْباح: تَفادَى القَوْمُ: اتَّقَى بعضُهم ببعضٍ، كأَنَّ كُلَّ واحِدٍ يَجْعَل صاحِبَه فِداءَهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} فَداهُ {يفْدِيه} فِداءً: قالَ لَهُ جُعِلْتُ {فِداكَ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
} وتَفادَوْا: {فَدَى بعضُهم بَعْضًا.
وجَمْعُ} الفِدْيَة: {فِدًى} وفِديات كسِدْرَةٍ وسِدرٍ وسِدرات.
{وفَدَتِ المرْأَة نَفْسَها من زَوْجِها} وافْتَدَتْ: أَعْطَتْ مَالا حَتَّى تَخلَّصَتْ مِنْهُ بالطّلاقِ. وأَبو {الفِداءِ: كُنْيَةُ إسْماعيل، عَلَيْهِ السّلام.
} والفداويَّةُ: طائِفَةٌ من الخَوَارِجِ الدرزية.
{وفَدُّويةُ، بضمِّ الدالِ المُشدَّدةِ: جَدُّ أَبي الحَسَنِ محمدِ بنِ إسْحاق بنِ محمدِ بنِ} فدُّوية الفدوي الكُوفي شيخٌ لأبي عبدِ اللهِ الصُّورِي، ماتَ سَنَة 446.
وأَبو القاسِم محمودُ بنُ {الفدوي مِن أَهْلِ الطّابرانِ قَصَبَةُ طوس، مِن شيوخِ ابنِ السّمعاني.

دهمن

دهمن
: (دَهْمَنٌ) ، كجَعْفَرٍ:
أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
وَهُوَ (للفُرْسِ: كالقَيْلِ لليَمَنِ) .
(دين: مَا لَهُ أجل كالدينة وينقسم إِلَى الصَّحِيحَة / فَالصَّحِيح: الَّذِي لَا يسْقط إِلَّا بأَدَاء أَو إِبْرَاء، وَغير الصَّحِيح: مَا يسْقط بدونهما كنجوم بِالْكَسْرِ) (من منتصف الصفحة (49) حَتَّى منتصف الصفحة (51) .) وَقد ذُكِرَ فِي مِوضِعِه، وبَيْنَهُما وبَيْنَ السَّلَمِ فُروقٌ عُرْفِيَّةٌ ذَكَرها شُرّاحُ نَظْمِ الفَصِيحِ، ونَقَلَ الأَصْمَعِيُّ عَن بعض العَرَب: إِنَّمَا فُتِحَ دالُ الدَّيْنِ؛ لأنَّ صاحِبَة يَعْلُو المَدِينَ، وضُمَّ دالُ الدُّنْيا؛ لابْتِنائِها عَلَى الشِّدَّةِ، وكُسِرَ دالُ {الدِّين؛ لابْتِنائِه عَلَى الخُضُوعِ. (و) من المَجازِ: الدَّيْنُ: (المَوْتُ) ؛ لأنّه دَيْنٌ على كُلِّ أَحَدٍ سَيَقْضِيهِ إِذا جاءَ مُتَقاضِيه، ومِنه المَثَل: " رَماهُ اللهُ} بدَيْنِه ". (وكُلُّ مَا لَيْسَ حاضِرًا) {دَيْنٌ، (ج:} أَدْيُنٌ) ، كَأَفْلُسٍ، ( {ودُيُونٌ) ، قالَ ثَعْلَبَةُ ابنُ عُبَيْدٍ يَصِفُ النَّخْلَ:
(تُضَمَّنُ حاجاتِ العِيالِ وضَيْفِهِمْ ... ومَهْما تُضَمَّنْ مِنْ} دُيُونِهِمُ تَقْضِي)
يَعْنِي {بالدُّيُونِ مَا يُنالُ من جَناهَا وإنْ لَمْ يَكُنْ} دَيْنًا على النَّخْلِ، كَقَوْلِ الأَنْصارِيِّ:
( {أَدِينُ وَمَا} دَيْنِي عَلَيْكُمْ بمَغْرَمٍ ... ولكِنْ على الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ)
والقَراوِحُ من النَّخِيلِ: الَّتِي لَا كَرَبَ لَهَا، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. ( {ودِنْتُه، بالكَسْرِ) } دَيْنًا ( {وأَدَنْتُه) } إِدانَةً: (أَعْطَيْتُه إِلَى أَجَلِ) فصارَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، تَقُولُ مِنْهُ: {أَدِنِّي عَشْرَةً دَراهِمَ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(أَدانَ وأَنْبَأَهُ الأَوَّلُونَ ... بأَنَّ} المُدانَ مَلِيٌّ وَفِيّْ)
(و) قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: {دِنْتُه: (أَقْرَضْتُه) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.} وأَدَنْتُه: اسْتَقْرَضْتُه مِنْهُ. ( {ودانَ هُوَ: أَخَذَهُ، وقِيلَ:} دانَ فلانٌ {يَدِينُ} دَيْنًا: اسْتَقْرَضَ، وصارَ عليهِ {دَيْنٌ (فَهُوَ} دائِنٌ) ، وَأَنْشَدَ الأَحْمَرُ للعُجَيْرِ السَّلُولِيِّ:
( {نَدِينُ ويَقْضِي اللهُ عَنّا وقَدْ نَرَى ... مَصارعَ قَوْمٍ لَا} يَدِينُونَ ضُيَّعَا) كَذَا فِي الصِّحاحِ، قالَ ابنُ بَرّي: وصوابُه: ضُيَّعِ، بالخفضِ؛ لأَنَّ القَصِيدَةَ كُلَّها مَخْفُوضَةٌ. (و) رَجُلٌ ( {مَدِينٌ) ، كَمَقِيلٍ و (} مَدْيُونٌ) ، وَهَذِه تَمِيمِيَّةٌ، ( {ومُدانٌ) ، كمُجابٍ، (وتُشَدَّدُ دالُه) ، أَي: لَا يَزالُ (عَلَيْهِ} دَيْنٌ) (أَو) رَجُلٌ {مَدْيُونٌ: (كثيرٌ) مَا عَلَيْهِ مِن الدَّيْنِ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:
وناهَزُوا البَيْعَ من تُرْعِيَّةٍ رَهِقٍ مُسْتأْرَبٍ عَضَّه السلطانُ} مَدْيون ِوقالَ شَمِرٌ: {ادَّانَ الرَّجلُ بالتَّشديدِ: كثُرَ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وأَنْشَدَ:
أَنَدَّانُ أَم نَعْتانُ أَمْ يَنْبَرِي لَنافَتًى مِثْلُ نَصْلِ السيفِ هُزَّتْ مَضارِبُه؟ قوْلُه: نَعْتانُ أَي نأْخُذُ العِينَةَ.
(} وأَدَانَ {وادَّانَ} واسْتَدانَ {وتَدَيَّنَ: أَخَذَ} دَيْناً) .
وقيلَ: ادَّانَ {واسْتَدَانَ: إِذا أَخَذَ} الدَّيْن واقْتَرَضَ، فَإِذا أَعْطَى {الدَّيْن قيلَ: أَدَانَ بالتَّخْفيفِ.
وقالَ اللَّيْثُ:} أَدَانَ الرَّجلُ، فَهُوَ مُدِينٌ أَي {مُسْتَدِين.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهُوَ خَطَأٌ عنْدِي، قالَ: وَقد حَكَاهُ شَمِرٌ عَن بعضِهم، وأَظَنُّه أَخَذَ عَنهُ.} وَأَدَانَ: معْناهُ أَنَّه باعَ {بدَيْنٍ، أَو صارَ لَهُ على الناسِ} دَيْن؛ وشاهِدُ {الاسْتِدَانَةِ قوْلُ الشاعِرِ:
فإنْ يَكُ يَا جَناحُ عليَّ} دَيْنٌ فعِمْرانُ بنُ موسَى {يَسْتَدِينُ وشاهِدُ} التَّدَيُّن:
تُعَيِّرني {بالدَّيْن قومِي، وإنَّما} تَدَيَّنْتُ فِي أَشْياءَ تُكْسِبُهم مَجْدا (ورجُلٌ! مِدْيانٌ: يُقْرِضُ) النَّاسَ (كثيرا) .
وقالَ ابنُ بَرِّي: وحَكَى ابنُ خَالَوَيْه أنَّ بعضَ أَهْلِ اللُّغَةِ يَجْعَلُ {المِدْيانَ الَّذِي يُقْرِضُ الناسَ، والفِعْل مِنْهُ} أَدَانَ بمعْنَى أَقْرَضَ؛ قالَ: وَهَذَا غَرِيبٌ.
(و) قيلَ: رجُلٌ {مِدْيانٌ: (يَسْتَقْرِضُ كثيرا) .
وَفِي الصِّحاحِ: إِذا كانَ عادَتَهُ يأْخذُ بالدّيْن ويَسْتَقْرِضُ فَهُوَ (ضِدٌّ) .
وقالَ ابنُ الأثيرِ: المِدْيانُ مِفْعالٌ مِنَ الدَّيْن للمُبالَغَةِ، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ} الدّيون؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (ثلاثَةٌ حقّ على الّلهِ عَوْنُهم، مِنْهُم المِدْيانُ الَّذِي يُرِيدُ الأَداءَ.
(وَكَذَا امْرأَةٌ) مِدْيانٌ بغيرِ هاءٍ، و (جَمْعُهما) ، أَي المُذَكَّر والمُؤَنَّث: ( {مَدايِينُ.
(} ودَايَنْتُه) {مُداينَةً: (أَقْرَضْتُه وأَقْرَضَنِي) .
وَفِي الأساسِ: عامَلْتُهُ} بالدَّيْن.
وَفِي الصِّحاحِ: عامَلْته فأَعْطَيْتَ {دَيْناً وأَخَذْتَ} بدَيْنٍ، قالَ رُؤْبة:
{دَايَنْتُ أَرْوَى} والدُّيونُ تُقْضَى فَمَا طَلَتْ بَعْضًا وأَدَّتْ بَعْضا ( {والدِّيْنُ، بالكسْرِ: الجَزاءُ) والمُكافَأَةُ. يقالُ:} دَانَه {دِيْناً أَي جَازَاهُ.
يقالُ: كَمَا} تَدِينُ {تُدانُ، أَي كَمَا تُجازِي تُجازَى بفِعْلِك وبحسَبِ مَا عَمِلْتَ. وقوْلُه تَعَالَى: {إنَّا} لمَدِينُون} ، أَي مَجْزِيُّون.
وقالَ خُوَيْلدُ بنُ نَوْفل الكِلابيُّ يخاطِبُ الحارِثَ بن أَبي شَمِر:
يَا حارِ أَيْقِنْ أَنَّ مُلْكَكَ زائلٌ واعْلَمْ بأَنْ كَمَا تَدِينُ تُدانُ وقيلَ:! الدِّينُ هُوَ الجَزاءُ بقدرِ فعل المُجازَى فالجزاءُ أَعَمُّ؛ (وَقد {دِنْتُه، بالكسْرِ،} دَيْناً) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ) : جَزَيْته بفعْلِه. وقيلَ: {الدَِّيْنُ المَصْدَرُ} والدِّيْنُ: الاسمُ، وقوْلُه تعالَى: {مالِكِ يَوْمَ {الدِّيْن} ، أَي يَوْم الجزَاءِ.
وَفِي الحديثِ: (اللَّهُمَّ} دِنْهُم كَمَا {يَدِينُوننا) أَي اجْزِهم بِمَا يُعامِلُونا بِهِ.
(و) } الدِّيْنُ: (الإِسلامُ، وَقد {دِنْتُ بِهِ، بالكسْرِ) ؛ وَمِنْه حدِيثُ عليَ رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ: (محبَّةُ العُلَماءِ} دِينٌ {يُدانُ الَّلُه بِهِ) .
قالَ الــراغبُ: وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {أَفَغَيْرَ دِيْن الّلهِ يبغونَ} يَعْنِي الإسلامَ لقوْلهِ تعالَى: {ومَنْ يَبْتغِ غَيْر الإِسْلام} دِيناً فَلَنْ يقْبَلَ مِنْهُ} ، وعَلى هَذَا قَوْله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَه بالهُدَى {ودِينِ الحقِّ} .
(و) } الدِّيْنُ: (العادَةُ) والشَّأْنُ؛ قيلَ: هُوَ أَصْلُ المَعْنَى. يقالُ: مَا زالَ ذلِكَ {ديني ودَيْدَني، أَي عادَتي، قالَ المُثَقَّبُ العَبْديُّ:
تقولُ إِذا دَرَأْتُ لَهَا وَضِيني أَهذا دِينُه أَبَداً} ودِيني؟ والجمْعُ {أَديانٌ.
(و) الدِّيْنُ: (العِبادَةُ) لِلَّهِ تعالَى.
(و) الدِّيْنُ: (المُواظِبُ من الأَمْطارِ أَو اللَّيِّنُ مِنْهَا) .
(و) قالَ اللَّيْثُ: الدِّيْنُ مِن الأَمْطارِ مَا تَعاهَدَ موْضِعاً لَا يزالُ يُصِيبُه، وأنْشَدَ: مَعْهودٍ} ودِيْن.
قالَ الأزْهرِيُّ: هَذَا خَطأٌ والبَيْتُ للطِّرمَّاحِ، وَهُوَ:
عَقائلُ رملةٍ نازَعْنَ منهادُفُوفَ أَقاحِ مَعْهُودٍ ودِينِأَرادَ: دُفُوفَ رَمْل أَو كُتُبَ أَقاحِ مَعْهودٍ أَي مَمْطور أَصابَه عَهْد مِن المَطَرِ بعْدَ مَطَر؛ وقوْلُه: ودِيْن أَي مَوْدُون مَبْلُول مِن وَدَنْتُه أَدِنُه ودْناً إِذا بَلَلْته، والواوُ فاءُ الفعْلِ، وَهِي أَصْلِيَّة وليْسَتْ بواوِ العَطْفِ، وَلَا يُعْرَف الدِّيْن فِي بابِ الأمْطارِ، وَهَذَا تَصْحيفٌ مِنَ اللَّيْثِ أَو ممَّنْ زادَهُ فِي كتابِهِ.
(و) {الدِّيْنُ: (الطَّاعَةُ) ، وَهُوَ أَصْلُ المعْنَى؛ وَقد} دِنْتُه {ودِنْتُ لَهُ: أَي أَطَعْته؛ قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُوم:
وأَياماً لنا غُرًّا كِراماً عَصَيْنا المَلْكَ فِيهَا أَن} نَدِينا ويُرْوَى:
وأَيامٍ لنا وَلَهُم طِوالٍ والجمْعُ {الأَدْيانُ.
وَفِي حدِيثِ الخَوارِجِ: (يَمْرُقُونَ مِن} الدِّيْن مُروقَ السَّهْم مِنَ الرَّمِيَّة) ، أَي مِن طاعَةِ الإِمامِ المُفْتَرِض الطاعَةِ؛ قالَهُ الخطابيُّ.
وقيلَ: أَرادَ {بالدِّيْن الإِسْلام.
قالَ الــرَّاغبُ: وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَمَنْ أَحْسَنُ} دِيناً ممَّنْ أَسْلَمَ وجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِن أَي طاعَة؛ وقوْلُه تعالَى: لَا إكْراه فِي الدِّيْن} ، يعْنِي الطَّاعَةَ، فإنَّ ذلِكَ لَا يكونُ فِي الحَقِيقَةِ إلاَّ بالإِخْلاصِ، والإِخْلاصُ لَا يتَأَتَّى فِيهِ الإِكْراهُ، ( {كالدِّيْنَةِ بالهاءِ فيهمَا) ، أَي فِي الطَّاعَةِ والليِّنِ مِنَ الأَمطارِ.
(و) } الدِّيْنُ: (الذُّلُّ) والانْقِيادُ؛ قيلَ: هُوَ أَصْلُ المعْنَى، وَبِهَذَا الاعْتِبارِ سُمِّيَتِ الشَّريعَةُ! دِيناً كَمَا سَيَأْتي إِن شاءَ الّلهُ تَعَالَى؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَعْشى:
ثمَّ {دانتْ بعدُ الرَّبابُ وكانتْكعذابٍ عُقُوبَةُ الأَقوالِأَي ذَلَّتْ لَهُ وأَطاعَتْه.
(و) الدِّيْنُ: (الَّداءُ) ؛ وَقد} دانَ إِذا أَصابَهُ {الدِّينُ أَي الدَّاءُ قالَ:
يَا دِينَ قلبِك من سَلْمى وَقد} دِينا قالَ المفضَّلُ: معْناهُ يَا دَاءَ قلبِكَ القَدِيم.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: المعْنَى يَا عادَةَ قلْبِكَ.
(و) الدّيْنُ: (الحِسابُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {ملك يَوْم الدِّيْن} ؛ وقوْلُه تعالَى: {ذلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ} أَي الحِسابُ الصَّحِيحُ والعَدَدُ المُسْتوي، وَبِه فسَّرَ بعض الحدِيث الكَيِّس مَنْ {دانَ نَفْسَه أَي حاسَبَها.
وقوْلُه تعالَى: {إِنَّا} لمَدِينُونَ} ؛ أَي مُحاسَبُون.
(و) {الدِّيْنُ: (القَهْرُ والغَلَبَةُ والاسْتِعلاءُ) ، وَبِه فسَّرَ بعضٌ حدِيثَ: الكَيِّسُ مَنْ دانَ نفْسَه، أَي قَهَرَها وغَلَبَ عَلَيْهَا واسْتَعْلَى.
(و) الدِّيْنُ: (السُّلطانُ.
(و) الدِّيْنُ: (المُلْكُ) ، وَقد} دِنْتُه {أَدِينُه} دِيناً: مَلَكْتُه، وَبِه فسِّرَ قوْلُه تعالَى: {غيرَ {مَدِينِينَ} ، أَي غَيْر مَمْلُوكِيْن، عَن الفرَّاءِ.
قالَ شَمِرٌ: وَمِنْه قوْلُهم:} يَدِينُ الرّجلُ أَمْرَه: أَي يَمْلكُ.
(و) ! الدّيْنُ: (الحُكْمُ.
(و) الدِّيْنُ: (السِّيرَةُ. (و) الدِّيْنُ: (التَّدْبيرُ.
(و) الدِّيْنُ: (التَّوْحيدُ.
(و) الدِّينُ: (اسمٌ لمَا يُتَعَبَّدُ الِلَّهُ عَزَّ وجلَّ بِهِ.
(و) الدِّيْنُ: (المِلَّةُ) ؛ يقالُ اعْتِباراً بالطّاعَةِ والانْقِيادِ للشَّرِيعَةِ، قالَ الِلَّهُ تعالَى: {إنَّ الدِّينَ عنْدَ الِلَّهِ الإِسْلامُ} .
وقالَ ابنُ الكَمالِ: الدِّيْنُ وَضْعٌ إلهيٌّ يَدْعو أَصْحابَ العُقُولِ إِلَى قُبولِ مَا هُوَ عَن الرَّسُولِ.
وقالَ غيرُه: وَضْعٌ إلهيٌّ سائِقٌ لذَوِي العُقولِ باخْتِيارِهم المَحْمودِ إِلَى الخيْرِ بالذّات.
وقالَ الحراليُّ: دِينُ الِلَّهِ المُرضى الَّذِي لَا لبْسَ فِيهِ وَلَا حجَابَ عَلَيْهِ وَلَا عوَجَ لَهُ هُوَ إطْلاعُهُ تعالَى عبْدَه على قَيّوميَّتِهِ الظاهِرَة بكلِّ نادٍ وَفِي كلِّ بادٍ وعَلى كلِّ بادٍ وأَظْهر مِن كلِّ بادٍ وعَظَمَتِه الخفيَّةِ الَّتِي لَا يُشيرُ إِلَيْهَا اسمٌ وَلَا يَحوزُها رسْمٌ، وَهِي مِدادُ كلّ مِدادٍ.
(و) الدِّيْنُ: (الوَرَعُ.
(و) الدِّيْنُ: (المَعْصِيةُ.
(و) الدِّيْنُ: (الإِكْراهُ) ؛ {ودِنْتُ الرَّجلَ: حَمَلْتُه على مَا يَكْرَه، عَن أَبي زيْدٍ.
(و) الدِّيْنُ (مِن الأمْطارِ: مَا تعاهد مَوْضِعاً فصارَ ذَلِك لَهُ عادَةً) ؛ عَن اللّيْثِ؛ وَقد تقدَّمَ تَخْطِئةُ الأَزْهرِيّ لَهُ وإنْكارُه عَلَيْهِ قَريباً.
(و) الدِّينُ: (الحالُ) .
قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: سَأَلْتُ أَعْرابيًّا عَن شيءٍ فقالَ: لَو لَقِيتَنِي على دِينٍ غَيْرِ هَذَا لأَخْبَرْتك.
(و) الدِّينُ: (القَضاءُ) ، وَبِه فسَّرَ قتادَةُ قوْلَه تعالَى: {مَا كانَ ليأْخذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الملْكِ} أَي قَضائِهِ.
(} ودِنْتُه! أَدِينُه: خَدَمْتُه وأَحْسَنْتُ إِليه. (و) دِنْتُه أَيْضاً: (مَلَكْتُه) فَهُوَ {مدينٌ مَمْلُوكٌ، وَقد ذُكِرَ قَرِيباً.
(وناس يَقُولُونَ: (مِنْهُ} المَدِينَةُ للمِصْرِ) لكَوْنِها تُمْلَكُ.
(و) دِنْتُه: (أَقْرَضْتُه.
(و) أَيْضاً: (اقْتَرَضْتُ مِنْهُ) ، وَقد تقدَّمَ ذلِكَ.
( {والدَّيَّانُ) ، كشَدَّادٍ، فِي صفَةِ اللهاِ تعالَى، وَهُوَ (القَهَّارُ) ، مِن الدِّيْن وَهُوَ القَهْرُ.
(و) } الدَّيَّانُ: (القاضِي) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (كانَ عليٌّ دَيَّانَ هَذِه الأُمَّةِ بعْدَ نَبيِّها) ، أَي قاضِيها، كَمَا فِي الأساسِ.
وقالَ الأعْشى الحِرْمازِيُّ يَمْدَحُ النبيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
يَا سيِّدَ الناسِ {ودَيَّانَ العَرَبْ (و) } الدَّيَّانُ: (الحاكِمُ.
(و) الدَّيَّانُ: (السَّائِسُ) ، وَبِه فسِّرَ قوْلُ ذِي الإِسْبع العَدْوانيّ:
لاهِ ابنُ عَمِّك لَا أَفْضَلْتَ فِي حسَبعنِّي وَلَا أَنْتَ {دَيَّاني فَتَخْزُوني:
قالَ ابنُ السِّكِّيت: أَي وَلَا أَنْتَ مالِكٌ أَمْرِي فتَسُوسني.
(و) الديَّانُ فِي صفَةِ الّلهِ تعالَى، {المُجازِي الَّذِي لَا يُضَيِّعُ عَمَلاً بل يَجْزِي بالخَيْرِ والشَّرِّ} ) ؛ أَشارَ إِلَيْهِ الجَوْهرِيُّ.
(} والمَدِينُ: العَبْدُ؛ وبهاءٍ الأَمَةُ، لأنَّ العَمَلَ أَذَلَّهُما) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَخْطل:
رَبَتْ ورَبا فِي كرمِها ابنُ! مَدِينةٍ يَظَلُّ على مِسْحاتِه يَتَرَكَّلُقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَي ابنُ أَمَةٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(وَفِي الحديثِ: (كَانَ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على دِيْنِ قَوْمِه) .
(قالَ ابنُ الأَثيرِ: ليسَ المُرادُ بِهِ الشّرْك الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ وإنَّما أَرادَ: (أَي) كانَ (على مَا بَقِيَ فيهم مِن إِرْثِ إِبراهيمَ وإسْمعيلَ، عَلَيْهِمَا السلامُ، فِي حَجِّهِم ومُناكَحَتِهِم) ومَوارِيثِهم (وبُيوعِهِم وأَسالِيبِهم) وغَيْر ذلِكَ مِن أَحْكامِ الإِيمانِ. (وأَمَّا التَّوْحيدُ فإنَّهم كَانُوا قد بَدَّلُوه، والنَّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يَكن إلاّ عَلَيْهِ) . وقيلَ: هُوَ مِن الدِّيْنِ العادَةُ، يُريدُ بِهِ أَخْلاقَهم مِنَ الكَرَمِ والشَّجاعَةِ.
وَفِي حديثِ الحجِّ: (كانتْ قريشٌ وَمن دانَ {بدِينِهم) أَي اتَّبعَهم فِي} دينِهم ووافَقَهم عَلَيْهِ واتَّخَذَ دِينَهم لَهُ دِيناً وعبادَةً.
( {ودَانَ} يَدِينُ) {دِيناً: (عَزَّ وذَلَّ وأَطاعَ وعَصى واعْتادَ خَيْراً أَو شرًّا) ؛ كلُّ ذلكَ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
قالَ شيْخُنا: هَذِه المَعاني مِنَ الأَضْدادِ، وأَغْفَلَ المصنِّفُ التَّنْبيه عَلَيْهَا.
(و) } دَانَ الرَّجُلُ {دينا: (أَصابَهُ الَّداءُ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ أَيْضاً، وَقد تقدَّمَ شاهِدُهُ.
(و) دَانَ (فلَانا: حَمَلَهُ على مَا يَكْرَه) ، عَن أَبي زيْدٍ، وَقد تقدَّمَ.
(و) } دَانَهُ: (أَذَلَّهُ) واسْتَعْبَدَه؛ وَمِنْه الحديثُ: (الكَيِّسُ من دَانَ نفْسَه وعَمِلَ لِمَا بعْدَ المَوْتِ، والأَحْمقُ مَنْ أَتْبَع نفْسَه هَواها وتمنَّى على الّلهِ تَعَالَى) ؛ قالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي أَذَلَّها واسْتَعْبَدَها؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَعْشى:
هُوَ دَانَ الرَّبابَ إذْ كَرِهُوا الدّينَ دِراكاً بغَزْوةٍ وصِيال ِيعْنِي: أَذَلَّها.
( {ودَيَّنَه} تَدْييناً: وكَلَه إِلَى دِينِه) ، بالكسْرِ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
(و) قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: (أَنا ابنُ {مَدِينَتِها، أَي عالِمٌ بهَا) ؛ كَمَا يقالُ ابنُ بجْدَتِها.
(} ودَايانُ: حِصْنٌ باليَمَنِ.
( {وادَّانَ) ، بالتَّشْديدِ: (اشْتَرَى بالدَّيْنِ أَو باعَ} بالدَّيْنِ، ضِدٌّ.
(وَفِي الحديثِ) عَن عُمَرَ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ: أنَّه قالَ عَن أُسَيْفِع جُهَيْنة: (( {ادَّانَ)) ، ونَصُّ الحديثِ: (} فادَّانَ) (مُعْرِضاً ويُرْوى: (دَانَ) ، وكِلاهُما بمعْنَى اشْتَرَى بالدَّيْنِ) ؛ وقوْلُه: (مُعْرِضاً) : أَي (عَن الأداءِ، أَو معْناهُ: {دَايَنَ كُلَّ مَنْ عَرَضَ لَهُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: وَهُوَ الَّذِي يَعْتَرِضُ الناسَ ويَسْتدِينُ ممَّنْ أَمْكَنَه: وتقدَّمَ الحدِيثُ بطُولِهِ فِي ترْجَمَةِ عَرَضَ، فرَاجِعْه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} تَدايَنُوا: تَبايَعُوا {بالدَّيْنِ وادَّايَنُوا: أَخَذُوا بالدَّيْنِ؛ والاسمُ} الدِّينَةُ، بالكسْرِ.
قالَ أَبو زيْدٍ: جِئْتُ أَطْلبُ الدِّينَةَ، قالَ: هُوَ اسمُ الدَّيْن.
وَمَا أَكْثَر دِينَتَه: أَي دَيْنه، والجمْعُ دِيَنٌ، كعِنَبٍ، قالَ رِداءُ بنُ مَنْظُور:
فَإِن تُمْسِ قد عالَ عَن شَأْنِهاشُؤُونٌ فقد طالَ مِنْهَا الدِّيَنْأَي دَيْنٌ على دَيْنٍ.
وبِعْته {بدينٍ: أَي بتَأْخيرٍ: كَمَا فِي الصِّحاحِ.
} والدَّائِنُ: الَّذِي {يَسْتدِينُ، وَالَّذِي يُجْزِي الدَّيْن، ضِدٌّ.
ويقالُ: رأَيْتُ بفُلانٍ} دِينَةً، بالكسْرِ: إِذا رأَيْتَ بِهِ سبَبَ المَوْتِ.
{والدِّيَانُ، ككِتابٍ: المُدايَنَةُ.
} ودانَ بِكَذَا {دِيانَةً،} وتَدَيَّنَ، بِهِ فَهُوَ {دَيِّنٌ} ومُتَدَيِّنٌ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
{والدِّين الْقصاص وَمِنْه حديثُ سَلْمان: (إِنَّ الِلَّهَ} ليَدِينَ للجمَّاء من القرناء) أَي يَقْتَصّ {والدِّينَةُ، بالكسْرِ: العادَةُ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
أَلا يَا عَناء القَلْب من أُمِّ عامِرٍ} ودِينَتَه من حُبِّ من لَا يُجاوِرُ {ودِينَ الرَّجل عُوِّد؛ وقيلَ: لَا فِعْلَ لَهُ.
وقومٌ دِينٌ، بالكسْرِ:} دائِنُونَ، قالَ الشاعِرُ:
وَكَانَ الناسُ إلاّ نَحن {دِينا} ودِنْتُه {دِيْناً: سُسْته.
} ودُيِّنَه {تَدْيِيناً: مَلَّكَهُ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للحُطَيْئة:
لقَد} دُيِّنْتِ أمْرَ بَنِيكِ حَتَّى تَرَكْتِهِم أَدَقَّ من الطَّحِين ِيعْنِي: مُلِّكْتِ.
{ودَيَّنَ الرجلَ فِي القَضاءِ وفيمَا بَيْنه وبَيْن الِلَّهِ: صَدَّقَه.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ:} دَيَّنْتُ الحالِفَ: أَي نَوَّيتَه فيمَا حَلَفَ، وَهُوَ {التَّدْيِين.
} والدَّيَّانُ، كشَدّادٍ: لَقَبُ يَزِيد بنِ قَطَنِ بنِ زِيادِ بنِ الحارِثِ بنِ مالِكِ بنِ ربيعَةَ بنِ كعْبٍ الحارِثيّ، أَبو بَطْنٍ، وَكَانَ شَرِيفَ قوْمِه؛ قالَ السَّمَوْءَل ابنُ عادِيا:
فإنَّ بني! الدَّيَّانِ قُطْبٌ لقومِهِمْتَدُورُ رَحاهمْ حَولَهُمْ وتَحُولُوحفِيدُهُ أَبو عبْدِ الرَّحْمن الرَّبيعُ بنُ زِيادِ بنِ أَنَس بنِ الدَّيَّانِ البَصْريُّ محدِّثٌ عَن كعْبِ الأَحْبارِ، وَعنهُ قتادَةُ مُرْسلا. {ودَيَّنَه الشيءَ} تدْيِيناً: مَلّكَه إِيَّاه.
والمُدايَنَةُ {والدِّيانُ: المُحاكَمَةُ.
} وديانٌ: أَرْضٌ بالشامِ.
وعبدُ الوَهابِ بنُ أَبي {الدِّينا، بالكسْرِ: محدِّثٌ، ذَكَرَه مَنْصورٌ فِي الذَّيْل وضَبَطَه.

بهمن

بهمن
: (البَهْمَنُ) ، كجَعْفَرٍ:
أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَهُوَ (أَصْلُ نَباتٍ شَبيهٌ بأَصْلِ الفُجْلِ الغَليظِ فِيهِ اعْوِجاجٌ غَالِبا، وَهُوَ أَحْمَرُ وأَبْيَضُ، ويُقْطَعُ ويُجَفَّفُ نافِعٌ للخَفَقانِ البارِدِ مُقَوَ للقَلْبِ جدّاً باهِيٌّ.
(وبَهْمَنُ: اسمُ) رجُلٍ مِن مُلُوكِ الفُرْسِ.
(وبَهْمَن: ماهْ) اسمُ شَهْرٍ (من الشُّهورِ الفارِسِيَّةِ الحادِي عَشَرَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
بَهْمانُ: والدُ عبدِ الرَّحمنِ التَّابِعِيّ الحجازيّ الرَّاوي عَن عبدِ الرَّحمنِ بنِ ثابِتٍ، قالَ البُخارِي: وقالَ بعضُهم: عبدُ الرَّحمنِ بنِ يَهْمان بالياءِ التحْتِيّة وَلَا يَصحُّ.
وَقد أَوْرَدَه المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى فِي الزَّاي فقالَ بَهْماز والدُ عبدِ الرَّحمنِ فحرَّفَ وصحَّفَ، وَقد نبَّهْنا عَلَيْهِ هُنَاكَ فرَاجِعْه.

بَين
: ( {البَيْنُ) فِي كَلامِ العَرَبِ جاءَ على وَجْهَيْن: (يكونُ فُرْقَةً، و) يكونُ (وَصْلاً) ، بانَ} يَبِينُ {بَيْناً} وبَيْنُونَةً، وَهُوَ مِن الأَضْدادِ؛ وشاهِدُ البَيْنِ بمعْنَى الوَصْلِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
لقد فَرَّقَ الواشِينَ {بَيْني} وبينَها فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عَيْني وعينُهاوقالَ قيسُ بنُ ذَريح:
لَعَمْرُكَ لَوْلَا البَيْنُ لانْقَطَعَ الهَوَى وَلَوْلَا الهَوَى مَا حَنَّ {للبَيْنِ آلِف} فالبَيْنُ هُنَا الوَصْلُ؛ وأَنْشَدَ صاحِبُ الاقْتِطافِ، وَقد جَمَعَ بينَ المَعْنَيَيْن: وكنَّا على {بَيْنٍ ففَرَّقَ شَمْلَنافأَعْقَبَه البَيْن الَّذِي شَتَّتَ الشَّمْلافيا عجبا ضِدَّان واللّفْظ واحِدفللَّهِ لَفْظ مَا أَمَرّ وَمَا أَحْلى وقالَ الــرَّاغبُ: لَا يُسْتَعْمل إلاَّ فيمَا كانَ لَهُ مَسافَة نَحْو بَيْن البُلْدان؛ أَوله عَدَدٌ مَّا اثْنانِ فصاعِداً نَحْو بَيْن الرَّجُلَيْن} وبَيْن القَوْمِ، وَلَا يُضَافُ إِلَى مَا يَقْتَضِي معْنَى الوحِدَةِ إلاَّ إِذا كُرِّرَ نَحْو: {وَمن {بَيْننا} وبَيْنك حِجابٌ} .
وقالَ ابنُ سِيْدَه: (و) يكونُ البَيْنُ (اسْماً وظَرْفاً مُتَمَكِّناً) .
(وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {لقَدْ تقَطَّعَ! بَيْنكم وضَلَّ عَنْكم مَا كُنْتم تَزْعَمُون} ؛ قُرِىءَ بَيْنكم بالرَّفْعِ والنَّصْبِ، فالرَّفْع على الفِعْل أَي تقَطَّع وَصْلُكم، والنَّصبُ على الحَذْفِ، يريدُ مَا بَيْنكم، وَهِي قِراءَةُ نافِعٍ وَحَفْص عَن عاصِمٍ والكِسائي، والأَوْلى قِراءَةُ ابنِ كثيرٍ وابنِ عامِرٍ وحَمْزَةَ.
ومَنْ قَرَأَ بالنَّصْبِ فإنَّ أَبا العبَّاس رَوَى عَن ابنِ الأَعْرابيِّ أنَّه قالَ: مَعْناهُ تقَطَّع الَّذِي كانَ بَيْنَكم.
وقالَ الزَّجَّاجُ: لقد تقَطَّع مَا كُنْتم فِيهِ مِن الشَّركةِ بَيْنَكم؛ ورُوِيَ عَن ابنِ مَسْعودٍ أنَّه قَرَأَ لقد تقَطَّع مَا بَيْنَكم، واعْتَمَدَ الفرَّاءُ وغيرُهُ مِن النَّحويينِ قِراءَةَ ابنِ مَسْعودٍ، وكانَ أَبو حاتِمٍ يُنْكِرُ هَذِه القِراءَةَ ويقولُ: لَا يَجوزُ حَذْفُ المَوْصولِ وبَقَاء الصِّلَة.
وَقد أَجابَ عَنهُ الأَزْهرِيُّ بِمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي تَهْذِيبِه.
وقالَ ابنُ سِيدَه: مَنْ قَرَأَ بالنَّصْبِ احْتَمَل أَمْرَيْن: أَحَدُهما أَنْ يكونَ الفاعِلُ مُضْمَراً أَي تقَطَّع الأَمرُ أَو الودُّ أَو العَقْدُ بَيْنَكم، والآخَرُ مَا كانَ يَراهُ الأَخْفشُ مِن أَنْ يكونَ بَيْنَكم، وَإِن كانَ مَنْصوبَ اللفْظِ مَرْفوعَ الموْضِعِ بفِعْلِه، غيرَ أنَّه أُقِرَّتْ نَصْبةُ الظَّرْفِ، وَإِن كانَ مَرْفوعَ الموْضِعِ لاطِّرادِ اسْتِعْمالِهم إيَّاه ظَرْفاً، إِلَّا أنَّ اسْتِعْمالَ الجُملةِ الَّتِي هِيَ صفَةٌ للمُبْتدأِ مَكانَه أَسْهلُ مِن اسْتِعمالِها فاعِلةً، لأنَّه ليسَ يَلْزمُ أَنْ يكونَ المُبْتدأُ اسْماً مَحْضاً كلزومِ ذلكَ الفاعِل، أَلا تَرَى إِلَى قوْلِهِم: تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ مِن أَنْ تَراهُ؛ أَي سماعُك بِهِ خيرٌ مِن رُؤْيتِك إيَّاهُ.
(و) البَيْنُ: (البُعْدُ) كالبُونِ. يقالُ: بَيْنَهما بُونٌ بَعيدٌ وبَيْنٌ بَعيدٌ، والواوُ أَفْصَحُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {البِينُ، (بالكسْرِ: النَّاحِيَةُ) ؛) عَن أَبي عَمْرو.
(و) أَيْضاً: (الفَصْلُ بينَ الأَرْضَينِ) وَهِي التّخومُ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ:
بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ بهأَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ} البِينا والجَمْعُ! بُيونٌ.
(و) أَيْضاً: (ارْتِفاعٌ فِي غِلَظٍ.
(و) أَيْضاً: القطْعَةُ مِن الأرضِ (قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ) مِن الطَّريقِ.
(و) البِينُ: (ع قُرْبَ نَجْرانَ.
(و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ الحِيرةِ.
(و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ المَدينَةِ) ، جاءَ ذِكْرُها فِي حدِيثِ إسلامِ سلَمَةَ بنِ جَيش، ويقالُ فِيهِ بالتاءِ أَيْضاً.
(و) أَيْضاً: (ة بفَيْرُوزآبادِ فارِسَ.
(و) أَيْضاً: (ع) آخَرُ.
(و) أَيْضاً: (نَهْرٌ بَين بَغْدادَ ودَفاعِ) ، وَفِي نسخةٍ: دَماغ، وقيلَ: رَماغ بالرَّاءِ، والصَّوابُ فِي سِياقِ العِبارَةِ ونَهْرُ بِينَ ببَغْدادَ، فإنَّ ياقوتاً نَقَلَ فِي معجمِهِ أنَّه طسو ج مِن سَوادِ بَغْدادَ مُتَّصِل بنَهْر بوق. ويقالُ فِيهِ باللامِ أَيْضاً؛ وَقد يُنْسَبُ إِلَيْهِ أَبو العبَّاس أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ النَّهْرُبينيُّ سَمِعَ الطيوريَّ، وسَكَنَ الحديثَةَ من قُرَى الغُوطَةِ وبهاماتَ، وأَخُوه أَبُو عبدِ اللَّهِ الحُسَيْنُ بنُ محمدٍ النَّهْرُبينيُّ المُقْرِىءُ سَكَنَ دِمَشْقَ مدَّةً.
(و) يقالُ: (جَلَسَ بَين القَوْمِ: وَسْطَهُمْ) بالتخْفيفِ.
قالَ الــرَّاغبُ: بَين مَوْضوعٌ للخَلَلِ بينَ الشَّيْئَيْن ووَسْطَهما؛ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وجَعَلْنا {بَيْنهما زرعا} .
قالَ الجوْهرِيُّ: وَهُوَ ظَرْفٌ، وَإِن جَعَلْتَه اسْماً أَعْرَبْتَه، تقولُ: لقد تقَطَّع بَيْنُكم برَفْعِ النونِ، كَمَا قالَ الهُذَليُّ:
فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ فصادَفَ بينَ عَيْنَيْه الجَبُوبا (و) يقالُ: (لَقِيَهُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ: إِذا لَقِيَهُ بَعْدَ حِينٍ ثمَّ أَمْسَكَ عَنهُ ثمَّ أَتَاهُ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) قد (} بانُوا {بَيْناً} وبَيْنونةً) :) إِذا (فارَقُوا) ؛) وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
فهَاجَ جَوًى بالقَلْب ضَمَّنه الهَوَى {ببَيْنُونةٍ يَنْأَى بهَا مَنْ يُوادِعُوقالَ الطرمَّاحُ:
أَآذَنَ الثَّاوِي ببَيْنُونةٍ (و) } بانَ (الشَّيءُ بَيْناً {وبُيوناً وبَيْنُونَةً: انْقَطَعَ؛} وأَبانَهُ غيرُه) {إبانَةً: قَطَعَهُ.
(و) } بانَتِ (المرْأَةُ عَن الرَّجُلِ فَهِيَ! بائِنٌ: انْفَصَلَتْ عَنهُ بطَلاقٍ. (وتَطْليقَةٌ {بائِنَةٌ) ، بالهاءِ (لَا غَيْر) ، فاعِلَةٌ بمعْنَى مَفْعولَةٍ: أَي تَطْليقَةٌ ذَات} بَيْنُونَةٍ، ومثْلُه عِيشَةٌ راضِيَةٌ أَي ذَات رِضاً.
والطّلاقُ {البائِنُ: الَّذِي لَا يملكُ الرَّجُلُ فِيهِ اسْتِرجاعَ المرْأَةِ إلاَّ بعَقْدٍ جَديدٍ وَله أَحْكامٌ تَفْصِيلُها فِي أَحْكامِ الفُروعِ مِن الفقْهِ.
(و) بانَ (} بَياناً: اتَّضَحَ، فَهُوَ {بَيِّنٌ) ، كسَيِّدٍ، (ج} أَبْيِناءُ) ، كهَيِّنٍ وأَهْيِناء، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُه مثْلُ هَيِّن وأَهْوِناء لأنَّه مِن الهوانِ.
( {وبِنْتُه، بالكسْرِ،} وبَيَّنْتُه {وتَبَيَّنْتُه} واسْتَبَنْتُه: أَوْضَحْتُه وعَرَّفْتُه {فبانَ} وبَيَّنَ {وتَبَيَّنَ} وأَبانَ {واسْتَبَانَ، كُلُّها لازِمَةٌ مُتَعَدِّيَةٌ) ، وَهِي خَمْسَةُ أَوْزانٍ، اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ مِنْهَا على ثلاثَةٍ وَهِي:} أَبانَ الشَّيْء اتَّضَحَ، {وأَبَنْتُه: أَوْضَحْتُه، واسْتَبَانَ الشيءُ: ظَهَرَ، واسْتَبَنْتُه: عَرفْتُه، وتَبَيَّنَ الشيءُ: ظَهَرَ، وتبَيَّنْتُه أَنا، ولكلَ مِن هَؤلاء شَواهِدُ.
أَمَّا} بانَ {وبانَهُ، فقد حَكَاه الفارِسِيُّ عَن أَبي زيْدٍ وأَنْشَدَ:
كأَنّ عَيْنَيَّ وَقد} بانُوني غَرْبانِ فَوْقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِوأَمَّا أَبانَ اللاّزِمَ فَهُوَ {مُبِينٌ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لعُمَر بنِ أَبي ربيعَةَ:
لَو دَبَّ ذَرَّ فوقَ ضاحِي جلْدِها} لأَبانَ مِن آثارِهِنَّ حُدورُقالَ الجَوْهرِيُّ: {والتَّبْيينُ: الإيضاحُ، وأَيْضاً: الوُضوحُ.
وَفِي المَثَل:
قد} بَيَّنَ الصبحُ لذِي عَيْنَينِ أَي {تَبَيَّنَ.
وقالَ النابِغَةُ:
إلاَّ الأَوارِيّ لَأْياً مَا} أُبَيِّنُها والنُّؤْيُ كالحَوْضِ بالمظلومةِ الجَلَد ِأَي {أَتَبيَّنُها.
وقوْلُه تعالَى: {آياتٌ} مُبَيِّناتٍ} ، بكسْرِ الياءِ وتَشْديدِها بمعْنَى {مُتَبَيِّناتٍ؛ ومَنْ قَرَأَ بفتْحِ الياءِ فالمعْنَى أَنَّ اللَّهَ بَيَّنَها.
وقالَ تعالَى: {قد} تَبَيَّنَ الرشد من الغيِّ} ، وقوْلُه تعالَى: {إلاَّ أَنْ يأْتِين بفاحِشَةٍ {مُبَيِّنة} ، أَي ظاهِرَةٍ} مُتَبَيِّنة؛ وقالَ ذُو الرُّمّة:
تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً كَمَا {بَيَّنْتَ فِي الأَدَم العَواراأَي} تُبَيِّنُها، ورَوَاهُ عليُّ بنُ حَمْزَةَ: تُبيِّن نِسبةُ، بالرَّفْع، على قوْلِه:
قد {بَيَّنَ الصبْحُ لذِي عَيْنَيْن وقوْلُه تَعَالَى: {والكِتابُ} المُبِينُ} ، قيلَ: مَعْناه المُبِين الَّذِي {أَبانَ طُرُقَ الهُدَى مِن طُرُقِ الضّلالِ} وأَبانَ كلَّ مَا تَحْتاجُ إِلَيْهِ الأُمَّةُ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: {الاسْتِبانَةُ قد يكونُ واقِعاً. يقالُ:} اسْتَبَنْتُ الشيءَ إِذا تَأَملْتَه حَتَّى {يَتَبيَّنَ لكَ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} ولِتَسْتَبين سبيلَ المُجْرِمين} ، المَعْنى {لِتَستبينَ أَنْتَ يَا محمدُ، أَي لتَزْدادَ} اسْتِبَانَةً.
وأَكْثَرُ القرَّاءِ قَرأُوا ولِتَسْتَبينَ سبيلُ المُحْرِمِين، {والاسْتِبانَةُ حينَئِذٍ غَيْر واقِعٍ.
(} والتِّبْيانُ) ، بالكسْرِ (ويُفْتَحُ مَصْدَرُ) {بَيَّنتْ الشَّيءَ} تَبْيِيناً {وتِبْياناً وَهُوَ (شاذٌّ) .
(وعِبارَةُ الجوْهرِيِّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، أَوْفى بالمُرادِ مِن عِبارَتِه فإنَّه قالَ:} والتِّبْيانُ مَصْدَرٌ وَهُوَ شادٌّ، لأنَّ المَصادِرَ إنَّما تَجِيءُ على التَّفْعال بفتْحِ التاءِ نَحْو التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف، وَلم يَجِيءْ بالكسْرِ إلاَّ حَرْفان وهُما! التِّبْيان والتِّلْقاء، اه.
وأَيْضاً حِكَايَةُ الفتْحِ غَيْرُ مَعْروفَةٍ إلاّ على رأْي مَنْ يُجِيزُ القِياسَ مَعَ السماع وَهُوَ رأْيٌ مَرْجوحٌ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَمَا ذَكَرَه من انْحِصار تِفْعال فِي هذَين اللَّفْظَيْن بِهِ جَزَمَ الجَماهِير مِن الأَئِمَّة، وزَعَمَ بعضُهم أنَّه سَمِعَ التِّمْثال مَصْدَر مَثلْتُ الشيءَ تَمْثِيلاً وتِمْثالاً.
وزادَ الحَرِيري فِي الدرَّةِ على الأَوَّلَيْن تِنْضالاً مَصْدَر الناضلة.
وزادَ الشّهابُ فِي شرْحِ الدرَّة: شَربَ الخَمْر تِشْراباً، وزَعَمَ أَنَّه سَمِعَ فِيهِ الفَتْحَ على القِياسِ، والكَسْرَ على غيرِ القِياسِ، وأَنْكَر بعضُهم مَجِيءَ تِفْعال، بالكسْرِ، مَصْدراً بالكُلِيَّة؛ وقالَ: إنَّ كلَّ مَا نَقَلوا من ذلكَ على صحَّتِه إنَّما هُوَ مِن اسْتِعمالِ الاسمِ مَوْضِعَ المَصْدرِ كَمَا وَقَعَ الطَّعامُ، وَهُوَ المَأْكُولُ، مَوْقِعَ المَصْدَرِ وَهُوَ الإطْعامُ كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
وقوْلُه تَعَالَى: {وأَنْزَلْنا عَلَيْك الكِتابَ {تِبْياناً لكلِّ شيءٍ} ، أَي} بُيِّنَ لكَ فِيهِ كلُّ مَا تَحْتاجُ إِلَيْهِ أَنْتَ وأُمَّتُك مِن أَمْرِ الدِّيْن، وَهَذَا مِن اللَّفْظِ العامِّ الَّذِي أُرِيد بِهِ الخاصُّ، والعَرَبُ تقولُ: بَيَّنْتُ الشيءَ تَبْيِيناً وتِبْياناً، بكسْرِ التاءِ، وتِفْعالٌ، بالكسْرِ يكونُ اسْماً، فأَمَّا المَصْدَرُ فإنَّه يَجِيءُ على تَفْعالٍ بالفتْحِ، مثْلُ التّكْذاب والتَّصْداق وَمَا أَشْبَهه، وَفِي المَصَادِرِ حَرْفان نادِرَان. وهُما تِلْقاء الشَّيْء {والتِّبْيان، وَلَا يقاسُ عَلَيْهِمَا.
وقالَ سِيْبَوَيْه فِي قوْلِه تعالَى: {والكِتابُ المُبِين} ، قالَ: هُوَ} التِّبْيانُ، وليسَ على الفِعْل إنَّما هُوَ بناءٌ على حِدةٍ، وَلَو كانَ مَصْدَراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال، فإنَّما هُوَ من {بَيَّنْتُ كالغارَةِ من أَغَرْتُ.
وقالَ كراعٌ: التِّبْيانُ مَصْدرٌ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إلاَّ التِّلْقاء.
(وضَرَبَهُ} فأَبانَ رأْسَه) مِن جَسَدِه وفَصَلَه (فَهُوَ مُبِينٌ.
(و) قوْلُه: (مُبْيِنٌ، كمُحْسِنٍ) ، غَلَطٌ وإنّما غَرَّهُ سِياقُ الجوْهرِيِّ ونَصّه فَتَقول: ضَرَبَه فأَبانَ رأْسَه مِن جَسَدِه فَهُوَ مُبِينٌ. {ومُبْيِنٌ أَيْضاً: اسمُ ماءٍ، وَلَو تأَمَّل آخِرَ السِّياقِ لم يَقَعْ فِي هَذَا المَحْذورِ. وَلم أَرَ أَحداً مِن الأَئِمةِ قالَ فِيهِ مُبْينٌ كمُحْسِنٍ، وَلَو جازَ ذلكَ لوَجَبَ الإشارَة لَهُ فِي ذِكْرِ فِعْله كأَنْ يقولَ:} فأَبانَ رأْسَه {وأَبْيَنَه، فتأَمَّلْ.
(} وبايَنَه) {مُبايَنَةً: (هاجَرَه) وفارَقَه.
(} وتَبايَنا: تَهاجَرا) ، أَي {بانَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا عَن صاحِبِه، وكذلِكَ إِذا انْفَصَلا فِي الشّركةِ.
(} والبائِنُ: مَنْ يأْتي الحَلوبَةَ مِن قِبَلِ شِمالِها) ، والمُعَلِّي الَّذِي يأْتي مِن قِبَلِ يَمِينِها، كَذَا نَصّ الجوْهرِيّ، والمُسْتَعْلي من يعلى العلبة فِي الضّرْعِ.
وَالَّذِي فِي التَّهْذِيبِ للأزْهرِيّ يُخالِفُ مَا نَقَلَه الجوْهرِيُّ فإنَّه قالَ: {البائِنُ الَّذِي يقومُ على يَمينِ الناقَةِ إِذا حَلَبَها والجَمْعُ} البُيَّنُ، وقيلَ: البائِنُ والمُسْتَعْلي هُما الحالِبَانِ اللذانِ يَحْلُبان الناقَةَ أَحدُهما حالِبٌ، والآخَرُ مُحْلِب، والمُعينُ هُوَ المُحْلِبُ، والبائِنُ عَن يَمينِ الناقَةِ يُمْسِكُ العُلْيةَ، والمُسْتَعْلي الَّذِي عَن شِمالِها، وَهُوَ الحالِبُ يَرْفعُ البائِنُ العُلْبةَ إِلَيْهِ؛ قالَ الكُمَيْت:
يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ من الحالبَيْنِ بأَن لَا غِرارا (و) البائِنُ: (كلُّ قَوْسٍ {بانَتْ عَن وَتَرِها كثيرا) ؛) عَن ابنِ سِيدَه؛ (} كالبائِنَةِ) عَن الجوْهرِيّ، قالَ: وأَمَّا الَّتِي قرُبَتْ من وَتَرِها حَتَّى كادَتْ تلْصَقُ بِهِ فَهِيَ {البانِيةُ، بتقْدِيمِ النونِ، وكِلاهُما عَيْبٌ.
(و) البائِنُ كَمَا هُوَ مُقْتَضى سِياقِه؛ وَفِي الصِّحاح،} البائِنَة (البئْرُ البَعيدَةُ القَعْرِ الواسِعَةُ {كالبَيُونِ) ، كصَبُورٍ، لأنَّ الأَشْطانَ} تَبِينُ عَن جرابِها كثيرا.
وقيلَ: بِئْرٌ! بَيُونٌ واسِعَةُ الجالَيْنِ.
وقالَ أَبو مالِكٍ: هِيَ الَّتِي لَا يُصيبُها رِشاؤُها، وذلكَ لأنَّ جِرابَ البِئْرِ مُسْتَقيمٌ.
وقيلَ: هِيَ البِئْرُ الواسِعَةُ الرأْسِ الضَّيِّقَةُ الأسْفَل؛ وأَنشد أَبو عليَ الفارِسِيّ:
إنَّك لَو دَعَوْتَني ودُوني زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ لقُلْتُ لَبَّيْه لمَنْ يَدْعوني والجَمْعُ {البَوائِنُ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للفَرَزْدقِ يَصِفُ خَيْلاً:
يَصْهِلْنَ للشبحِ البَعِيدِ كأَنَّماإرْنانُها} ببَوائنِ الأَشْطانِ أَرادَ: أَنَّ فِي صَهِيلِها خُشُونَةً وغِلَظاً كأَنَّها تَصْهَل فِي بئْرٍ دَحُول، وذلكَ أَغْلَظُ لِصَهِيلِها.
(وغُرابُ {البَيْنِ) :) هُوَ (الأبْقَعُ) ؛) قالَ عَنْترةُ:
ظَعَنَ الَّذين فِراقَهم أَتَوَقَّع ُوجَرَى} ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لَحْيَيْ رأْسِه جَلَمَانِ بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ (أَو) هُوَ (الأَحْمَرُ المِنْقارِ والرِّجْلَيْنِ، وأَمَّا الأَسْوَدُ، فإنَّه الحاتِمُ لأنَّه يَحْتِمُ بالفِراقِ) ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ عَن أَبي الغَوْثِ.
(وَهَذَا) الشَّيءُ (! بَيْنَ بَيْنَ أَي بينَ الجيِّد والرَّدِيءِ) ، وهما (اسْمانِ جُعِلا واحِداً وبُنِيا على الْفَتْح؛ والهمزةُ المُخَفَّفَةُ تُسَمَّى) هَمْزَةَ (بَيْنَ بَيْنَ) أَي هَمْزَةٌ بَيْنَ الهَمْزَةِ وحَرْف اللّين، وَهُوَ الحَرْفُ الَّذِي مِنْهُ حَرَكَتُها إنْ كَانَت مَفْتوحَة، فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والأَلِفِ مِثْل سَأَلَ، وَإِن كانتْ مَكْسورَةً فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والياءِ مِثْل سَئِم، وَإِن كانتْ مَضْمومَةً فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والواوِ مِثْل لَؤُمَ، وَهِي لَا تَقَعُ أَوَّلاً أَبداً لقرْبِها بالضِّعْفِ مِن السَّاكِنِ، إلاَّ أَنَّها وَإِن كانتْ قد قَرُبَتْ مِن السّاكِن وَلم يكنْ لَهَا تَمكّن الهَمْزَةِ المُحَقَّقَة فَهِيَ مُتَحرِّكَة فِي الحَقيقَةِ، وسُمِّيَت بَيْنَ بَيْنَ لضَعْفِها؛ كَمَا قالَ عَبيد بنُ الأَبْرص: نَحْمي حَقيقَتَنا وبعضُ القَوْمِ يَسْقُط بَيْنَ {بَيْنَا أَي يَتَساقَطُ ضَعِيفاً غَيْر معتدَ بِهِ، كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ السِّيرافي: كأَنَّه قالَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء، كأَنَّه رجلٌ يدْخلُ بينَ الفَرِيقَيْنِ فِي أَمرٍ مِنَ الأُمورِ فيسْقُط وَلَا يُذْكَر فِيهِ.
قالَ الشيْخ: ويجوزُ عنْدِي أَن يُريدَ بينَ الدّخولِ فِي الحرْبِ والتّأَخر عَنْهَا، كَمَا يقالُ: فلانٌ يُقدِّمُ رِجْلاً ويُؤخِّرُ أُخْرَى.
(و) قوْلُهم: (بَيْنا نَحْنُ كَذَا) إِذا حَدَثَ كَذَا: (هِيَ بينَ) ، وَفِي الصِّحاحِ: فعلى، (أُشْبِعَتْ فَتْحَتُها فحَدَثَتِ الألِفُ) ؛) وَفِي الصِّحاحِ: فصارَتْ أَلِفاً.
قالَ عبدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: ومَن زَعَمَ أَنَّ بَيْنا مَحْذُوفَة مِن} بَيْنما احْتَاجَ إِلَى وَحي يصدقهُ؛ وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
! فبَيْنا نَحن نَرْقُبُه أَتانامُعَلّقُ وَفْضةٍ وزِنادُ راعِيأَرادَ بَيْنَ نحنُ نَرْقُبُه أَتانا، فَإِن قِيلَ: لِمَ أَضافَ الظَّرْفَ الَّذِي هُوَ بَيْن، وَقد علِمْنا أَنَّ هَذَا الظَّرْفَ لَا يُضافُ مِنَ الأَسْماءِ إلاَّ لمَا يدلُّ على أَكْثَر مِنَ الواحِدِ أَو مَا عُطِف عَلَيْهِ غيرُه بالواوِ دُونَ سائِرِ حُروف العَطْف، وقوْلُه نحنُ نَرْقُبُه جمْلَةٌ، والجمْلَةُ لَا يُذْهَب لَهَا بَعْدَ هَذَا الظَّرْفِ؟
فالجَوابُ: أنَّ هَهُنَا واسِطَةٌ مَحْذوفةٌ وتقْديرُ الكَلامِ بَيْنَ أَوْقاتِ نحنُ نَرْقُبُه أَتانا، أَي أَتَانا بَيْنَ أَوقاتِ رَقْبَتِنا إيَّاه، والجُمَلُ ممَّا يُضافُ إِلَيْهَا أَسْماءُ الزَّمانِ كقوْلِكَ: أَتَيْتك زَمَنَ الحجاجُ أَميرٌ، وأَوانَ الخَلِيفةُ عبدُ الملِكِ، ثمَّ إنَّه حذف المضافُ الَّذِي هُوَ أَوْقاتٌ ووَليَ اللَّفْظ الَّذِي كانَ مُضافاً إِلَى المَحْذوفِ الجُمْلة الَّتِي أُقِيمت مُقامَ المُضاف إِلَيْهَا كقوْلِه تعالَى: {واسْئَل القَرْيةَ} ؛ أَي أَهْلَ القَرْيةِ، ( {وبَيْنا} وبَيْنما من حُروفِ الاِبْتِداءِ) وليْسَتِ الأَلفُ بصلةٍ، وبَيْنما أَصْله بَيْنَ زِيْدَتْ عَلَيْهِ مَا والمَعْنى واحِدٌ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وقوْلُه: مِن حُروفِ الاِبْتِداءِ، إِن أَرادَ بالحُروفِ الكَلِماتَ كَمَا هُوَ مِن إطْلاقات الحُرُوف، فظاهِرٌ، وأَمَّا إِن أَرادَ أَنَّهما صَارا حَرْفَيْن فِي مُقابلةِ الاسْم والفِعْل فَلَا قائِل بِهِ، بل هما باقِيانِ على ظَرْفِيّتِهما والإشْبَاعِ وهما لَا يُخْرِجان بَيْنَ عَن الاسْميَّةِ، وإنَّما يقْطَعانه عَن الإضافَةِ كَمَا عُرِف فِي العربيَّة؛ اه.
وقالَ غيرُهُ: هما ظَرْفا زَمانٍ بمعْنَى المُفاجَأَة، ويُضافَان إِلَى جُمْلةٍ مِن فِعْل وفاعِلٍ ومُبْتدأ وخَبَر فيَحْتاجَانِ إِلَى جَوابٍ يتمُّ بِهِ المعْنَى.
قالَ الجوْهرِيُّ: (و) كانَ (الأَصْمَعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إِذا صَلُحَ فِي موْضِعِه بَيْنَ كقَوْلِه) ، أَي أَبي ذُؤَيْب الهُذَليّ كانَ ينْشدُه هَكَذَا بالكَسْر:
(بَيْنا تَعَنَّفِه الكُماةَ ورَوْغِه (يَوْمًا أُتِيحَ لَهُ جَرِيءٌ سَلْفَعُ) كَذَا فِي الصِّحاحِ تَعَنُّفه بالفاءِ، وَالَّذِي فِي نسخِ الدِّيوان تَعَنُّقه بالقافِ؛ أَرادَ بينَ تَعَنُّقه فزادَ الألِفَ إشْباعاً؛ نَقَلَه عبدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ.
وقالَ السّكَّريُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: كانَ الأَصْمعيُّ يقولُ بَيْنا الأَلِف زائِدَة إنَّما أَرادَ بينَ تَعَنُّقه! وبينَ رَوَغَانِه أَي بَيْنا يقتلُ ويُراوِغُ إِذْ يخْتل. (وغيرُه يَرْفَعُ مَا بَعْدَها على الاِبْتِداءِ والخَبَرِ) ؛) نَقَلَه السُّكَّريُّ.
قالَ ابنُ بَرِّي: ومثْلُه فِي جوازِ الرَّفْع والخفْضِ قوْلُ الرّاجزِ:
كُنْ كيفَ شِئْتَ فقَصْرُك الموتُلا مَزْحَلٌ عَنهُ وَلَا فَوْتُبَيْنا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِهزالَ الغِنَى وتَقَوَّضَ البيتُقالَ: وَقد تأْتي إذْ فِي جوابِ بَيْنا؛ قالَ حُمَيْد الأَرْقط:
بَيْنا الفَتَى يَخْبِطُ فِي غَيْساتِهإذِ انْتَمَى الدَّهْرُ إِلَى عِقْراتِهقالَ: وَهُوَ دَليلٌ على فَسَادِ قوْلِ مَنْ قالَ إنَّ إذْ لَا تكونُ إلاَّ فِي جوابِ بَيْنما بزِيادَةِ مَا، وممَّا يدلُّ على فَسادِ هَذَا القَوْل أَنَّه جاءَ بَيْنما وليسَ فِي جوابِها إِذْ كقوْلِ ابنِ هَرْمة:
بَيْنما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقاعِ سِراعاً والعِيسُ تَهْوي هُوِيَّاخطَرَتْ خطْرةٌ على القلبِ مِن ذِكراكِ وَهْناً فَمَا استَطَعتُ مُضِيَّا ( {والبَيانُ: الإفْصاحُ مَعَ ذَكاءٍ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ الفَصاحَةُ واللَّسَن.
وَفِي النهايةِ: هُوَ إظْهارُ المَقْصودِ بأبْلَغ لَفْظٍ وَهُوَ مِن الفَهْم وذَكاء القَلْب مَعَ اللّسَن وأَصْلُه الكَشْف والظّهور.
وَفِي الْكَشَّاف: هُوَ المَنْطقُ الفَصِيحُ المُعْربُ عمَّا فِي الضَّميرِ.
وَفِي شرْحِ جَمْع الجوامِعِ:} البَيانُ إخْراجُ الشيءِ من حيِّزِ الأَشْكالِ إِلَى حيِّزِ التَّجَلِّي.
وَفِي المَحْصول: البَيانُ إظْهارُ المعْنَى للنَّفْسِ حَتَّى {يتبيَّنَ من غيرِهِ ويَنْفصِلَ عمَّا يلتبسُ بِهِ.
وَفِي المُفْردات للــرَّاغب، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: البَيانُ أَعَمُّ مِن النُّطْقِ لأنَّ النُّطْقَ مُخْتصٌّ باللِّسانِ ويُسمَّى مَا} يَبِينُ بِهِ {بَيَانا وَهُوَ ضَرْبان: أَحَدُهما بالحالِ وَهِي الأشْياءُ الدَّالَّةُ على حالٍ مِنَ الأَحْوالِ مِن آثارِ صفَةٍ؛ وَالثَّانِي بالإخْبارِ وَذَلِكَ إمَّا أَنْ يكونَ نُطْقاً أَو كِتابَةً، فَمَا هُوَ بالحالِ كقولِهِ تَعَالَى: {إنَّه لكُم عَدوٌّ مُبِينٌ} ، وَمَا هُوَ بالإخْبارِ كقوْلِهِ تَعَالَى: {فاسْئَلُوا أَهْل الذِّكْر إِن كُنْتم لَا تَعْلمُونَ} بالبَيِّناتِ والزُّبُر} ؛ قالَ: ويُسمَّى الكَلام بَيَانا لكَشْفِه عَن المعْنَى المَقْصودِ وإظْهارِهِ نَحْو {هَذَا بَيانٌ للناسِ} ؛ ويُسمَّى مَا يُشْرَحُ بِهِ المُجْمَلُ والمُبْهَم مِن الكَلامِ بَيَانا نحوَ قوْلِه تعالَى: {ثمَّ إنَّ علينا {بَيانَه} .
وَفِي شرْحِ المَقامَاتِ للشَّريشي، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: الفَرْقُ بَيْنَ البَيانِ} والتِّبْيان أَنَّ البَيانَ وُضوحُ المعْنَى وظُهورُه، والتِّبْيان تَفْهِيم المعْنَى {وتَبْيِينه، والبَيانُ منْك لغيرِكَ، والتِّبْيان منْك لنَفْسِك مثْلُ} التَّبْيِين، وَقد يَقَعُ التَّبْيينُ فِي معْنَى البَيانِ، وَقد يَقَعُ البَيانُ بكثْرةِ الكَلامِ ويُعَدُّ ذلكَ مِن النِّفاقِ، وَمِنْه حدِيثُ التّرمذيّ: (البذاءُ والبَيانُ شُعْبتان مِنَ النِّفاقِ) ، اه.
قلْتُ: إنّما أَرادَ مِنْهُ ذَمَّ التَّعَمّقِ فِي المنْطِقِ والتَّفاصُحَ وإظْهارَ التَّقدُّمِ فِيهِ على الناسِ، وكأَنَّه نوعٌ من العُجْبِ والكِبْرِ؛ ورَاوِي الحَدِيْثِ أَبو أُمامَةَ الباهِلِيُّ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ؛ وجاءَ فِي رِوايَةٍ أُخْرى: (البَذاءُ وبعضُ البَيانِ) ، لأنَّه ليسَ كلُّ البَيانِ مَذْموماً.
وأَمَّا حَدِيْث: (إنَّ مِن البَيانِ لسِحْراً) ، فرَاجِع النِّهايَة.
(! والبَيِّنُ) مِن الرِّجالِ: (الفَصيحُ) ؛) زادَ ابنُ شُمَيْل: السَّمْحُ اللِّسانِ الظَّريفُ العالِي الكَلام القَلِيل الرَّتَج؛ وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ ويَلْتَئي على {البَيِّنِ السَّفَّاكِ وَهُوَ خَطيبُ (ج} أَبْيِناءُ) ، صحَّتِ الباءُ لسكونِ مَا قَبْلها.
(و) حَكَى اللَّحْيانيُّ فِي جَمْعِه: ( {أَبْيانٌ} وبُيَناءُ) ، فأَمَّا أَبْيانُ فكمَيِّتٍ وأَمْواتٍ، قالَ سِيْبَوَيْه: شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعِلٍ حينَ قَالُوا شَاهِد وأَشْهاد، مِثْل، قَيِّلٍ وأَقْيالٍ؛ وأَمَّا بُيَناءُ فنادِرٌ، والأَقْيَس فِي ذلِكَ جَمْعُه بالواوِ، وَهُوَ قَوْلُ سِيْبَوَيْه.
(و) قالَ الأزْهرِيُّ فِي أَثْناءِ هَذِه التَّرْجَمةِ: رُوِي عَن أَبي الهَّيْثم أَنَّه قالَ: (الكَواكِبُ {البَيانِيَّاتُ) هِيَ (الَّتِي لَا تَنْزِلُ الشمسُ بهَا وَلَا القمرُ) إنَّما يُهْتَدَى بهَا فِي البرِّ والبَحْرِ، وَهِي شآمِيةٌ، ومَهَبُّ الشّمالِ مِنْهَا، أَوَّلُها القُطْبُ وَهُوَ كوكبٌ لَا يَزُولُ، والجدْيُ والفَرْقَدان، وَهُوَ بَيْنَ القُطْب، وَفِيه بَناتُ نعْشٍ الصُّغْرى.
هَكَذَا النَّقْل فِي هَذِه التَّرْجَمة صَحِيحٌ غَيْر أَنَّ الأَزْهرِيَّ استدلَّ بِهِ على قَوْلِهم: بَيْنَ بمعْنَى وَسْط، وذلِكَ قَوْله: وَهُوَ عَيْنُ القُطْب، أَي وَسْطُه.
وأَمَّا الَّذِي استدلَّ بِهِ المصنِّفُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، مِن كوْنِ تلْك الكَواكِبِ تسمَّى} بَيانِيَّاتٍ فتَصْحِيفٌ مَحْضٌ لَا يَتَنبَّه لَهُ إلاَّ مَنْ عانَى مُطالَعَةَ الأُصولِ الصَّحِيحةِ ورَاجَعَها بالذِّهْن الصَّحِيحِ المُسْتَقِيم. والصَّوابُ فِيهِ {الببانيات، بموحَّدَتَيْن، ويقالُ فِيهِ أَيْضاً} البابانيات، هَكَذَا رَأَيْته مُصحَّحاً عَلَيْهِ، والدَّليلُ فِي ذلِكَ أَنَّ صاحِبَ اللِّسانِ ذَكَرَ هَذَا القَوْلَ بعَيْنِه فِي تَرْكِيبِ ب ب ن، كَمَا مَرَّ آنِفاً فتَفَهَّم ذلِكَ.
( {وبَيَّنَ} بنْتَه: زَوَّجَها، {كأَبانَها) } تَبْيِيناً! وإِبانَةً، وَهُوَ مِن البَيْنِ بمعْنَى البُعْدِ، كأَنَّه أَبْعَدها عَن بيتِ أَبِيها.
(و) مِن المجازِ: بَيِّنَ (الشَّجرُ) :) إِذا (بَدا) ورَقُه (وظَهَرَ أَوَّلَ مَا يَنْبُتُ.
(و) بَيَّن (القَرْنُ: نَجَمَ) ، أَي طَلَعَ.
(وأَبو عليِّ بنُ {بَيَّانٍ) العاقُوليُّ، (كشَدَّادٍ: زاهِدٌ ذُو كَراماتٍ) ، وقَبْرُهُ يُزارُ؛ قالَهُ ابنُ ماكُولا.
(} وبَيَّانَةُ، كجبَّانَةٍ: ة بالمغْربِ) ، وَالْأولَى فِي الأَنْدَلُس فِي عَمَلِ قرطبَةَ، ثمَّ إنَّ التَّشْديدَ الَّذِي ذَكَرَه صَرَّح بِهِ الحافِظُ الذهبيُّ وابنُ السّمعانيّ والحافِظُ، وشَذِّ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى فقالَ: هُوَ بالتَّخْفِيفِ مِثْل سَحابَةٍ، وَهُوَ خِلافُ مَا عَلَيْهِ الأَئِمَّةِ؛ (مِنْهَا) أَبو محمدٍ (قاسِمُ بنُ أَصْبَغِ) بنِ محمدِ بنِ يُوسُف بنِ ناسجِ بنِ عطاءٍ مَوْلى أَميرِ المُؤْمِنِينَ الوَلِيد بنِ عبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوانَ (! البَيَّانيُّ الحافِظُ المُسْنِدُ) بالأَنْدَلُس، سَمِعَ مِن قرطبَةَ مِن بقيّ بنِ مَخْلدٍ ومحمدِ بنِ وَضَّاح، ورَحَلَ إِلَى مكَّةَ، شرَّفَها اللَّهُ تعالَى، والعِرَاق ومِصْر، وسَمِعَ مِن ابنِ أَبي الدُّنْيا والكِبار، وَكَانَ بَصِيراً بالفقْهِ والحَدِيْثِ، نَبِيلاً فِي النَّحْوِ والغَريبِ والشِّعْرِ، وصنَّفَ على كتابِ أَبي دُاوَد، وَكَانَ يُشاوَرُ فِي الأحْكامِ، وتُوفي سَنَة 144 عَن ثَلَاث وتسْعِيْن سَنَة، وحَفِيدُه قاسِمُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمٍ الأَنْدَلُسيُّ البَيَّانيُّ رَوَى عَنهُ ابْنُه أَبو عَمْرٍ ووأَحْمد، وأَحْمدُ هَذَا مِن شيوخِ ابنِ حَزْم، وقاسِمُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمِ بنِ سَيَّار البَيَّانيُّ أَنْدلُسِيُّ لَهُ تَصانِيف صَحِبَ المُزَنيّ وغيرَه، وكانَ يميلُ إِلَى مَذْهَبِ الإِمامِ الشافِعِيّ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، ماتَ سَنَة 278. [وَابْنه مُحَمَّد، روى عَن مُحَمَّد بن وضاح، وَغَيره، مَاتَ سنة 328 -] . وابْنُه أَحْمدُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمٍ رَوَى عَن أَبيهِ. (وبَلَدِيُّهُ محمدُ بنُ سُليمانَ) بنِ أَحْمد المراكشيُّ الصنهاجيُّ (المُقْرىءُ) .
(قُلْت: الصَّوابُ فِي نِسْبَتِه البَياتيُّ، بالتاءِ الفوْقيَّةِ بدلُ النُّونِ، كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ وصَحَّحَه، فقَوْله بَلَديُّه غَلَطٌ، ومحلُّ ذِكْرِه فِي ب ي ت، وَهُوَ مِن شيوخِ الإسْكَنْدريَّة، سَمِعَ مِن ابنِ رواح ومظفر اللُّغَويّ، وَعنهُ الوَانِي وجماعَةٌ.
( {وبَيانٌ) ، كسَحابٍ: (ع بَبَطْلَيُوسَ) مِن كُورِ الأَنْدلُس.
(ويوسفُ بنُ المُبارَكِ بنِ} البِينِي، بالكسْرِ) ، وضَبَطَه الحافِظُ بالفتْحِ، (مُحَدِّثٌ) هُوَ وأَخُوهُ مهنا ووالدُهُما، سَمِعَ الثلاثَةُ عَن أَبي القاسِمِ الرَّبَعيِّ، سَمِعَ مِنْهُم أَبو القاسِمِ بنُ عَساكِر.
وقالَ عُمَرُ بنُ عليَ القُرَشِيُّ: سَمِعْتُ مِن يُوسُف، وماتَ سَنَة 561.
( {وبَيْنونُ: حِصْنٌ باليمنِ) يُذْكَرُ مَعَ سَلْحَيْنَ، خرَّبَهما أرياطُ عامِلُ النَّجاشِيّ، يقالُ: إنَّهما مِن بِناءِ سُلَيْمان، عَلَيْهِ السَّلامُ، لم يَرَ الناسُ مثْلُه، ويقالُ: إنَّه بَناهُ} بَينونُ بنُ مَنافِ بنِ شرحبيلِ بنِ ينكف بنِ عبْدِ شمسِ بنِ وائِلِ بنِ غوث؛ قالَ ذُو وجدن الحِمْيريُّ:
أَبَعْدَ بَينُونَ لَا عينٌ وَلَا أَثَرٌ وبَعْدَ سَلْحينَ بيني الناسُ أبياتا (و) ! بَيْنونَةٌ، (بهاءٍ، ة بالبَحْرَيْنِ) ؛) وَفِي التهْذِيبِ: بينَ عُمَان والبَحْرَيْن؛ وَفِي مُعْجمِ نَصْر: أَرْضٌ فَوْق عُمَان تتَّصِلُ بالشَّحْرِ؛ قالَ:
يَا رِيحَ بَيْنونَةَ لَا تَذْمِيناجئْتِ بأَرْواحِ المُصَفَّرِينا (و) هُما {بَيْنونَتان، (بَيْنُونَةُ الدُّنْيَا، و) بَيْنُونَةُ (القُصْوَى) ، وكِلْتاهُما (قَرْيتَانِ فِي شِقِّ بني سَعْدٍ) بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين.
(} وبَيْنَةُ: ع بوادِي الرُّوَيْثَةِ) بَيْنَ الحَرَمَيْن، ويقالُ بكسْرِ الباءِ أَيْضاً، كَمَا فِي مُعْجمِ نَصْر، (وثَنَّاها كُثَيِّرٌ) عزَّة؛) (فقالَ:
(أَلا شَوْقَ لَمَّا هَيَّجَتْكَ المنازِلُ (بحَيْثُ الْتَقَتْ مِن {بَيْنَتَيْنِ العَياطِلُ) وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الطَّويلُ} البائِنُ: أَي المُفْرِطُ طُولاً الَّذِي بَعُدَ عَن قَدِّ الرِّجالِ الطِّوال.
وحَكَى الفارسِيُّ عَن أَبي زيْدٍ: طَلَبَ إِلَى أَبَوَيْه {البائِنَةَ، وذلِكَ إِذا طَلَبَ إِلَيْهِمَا أَنْ} يُبِينَاهُ بمالٍ فيكونَ لَهُ على حِدَةٍ، وَلَا تكونُ البائِنَةُ إلاَّ مِن الأَبَوَيْن أَو أَحدِهما، وَلَا تكونُ مِن غيرِهما، وَقد {أَبانَه أَبواهُ} إبانَةً حَتَّى بانَ هُوَ بذلِكَ {يَبينُ} بُيُوناً.
{وبانَتْ يَدُ الناقَةِ عَن جَنْبِها} تَبِينُ {بُيُوناً.
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يقالُ للجارِيَةِ إِذا تزوَّجَتْ: قد} بانَتْ، وهنَّ قد {بِنَّ إِذا تزوَّجْنَ كأَنَّهنَّ قد بَعَدْنَ عَن بَيْتِ أَبِيهنَّ؛ وَمِنْه الحدِيْثُ: (مَنْ عالَ ثلاثَ بَناتٍ حَتَّى} يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ) .
{وبَيَوانُ، محرَّكةً: مَوْضِعٌ فِي بحيرَةِ تنيس، قد ذُكِرَ فِي ب ون.
} وأَبانَ الدَّلْوَ عَن طَيِّ البئْرِ: حادَ بهَا عَنهُ لئَلاَّ يُصيبَها فتَنْخرِق؛ قالَ:
دَلْوُ عِراكٍ لجَّ بِي مَنينُهالم يَرَ قبْلي مائِحاً {يُبينُها} والتَّبْيينُ: التَّثبُّتُ فِي الأَمْرِ والتَّأَني فِيهِ؛ عَن الكِسائي.
وَهُوَ! أَبْيَنُ مِن فلانٍ: أَي أَفْصَح مِنْهُ وأَوْضَح كَلاماً.
وأَبانَ عَلَيْهِ: أَعْرَبَ وشَهِدَ. ونَخْلَةٌ بائِنَةٌ: فاتَتْ كبائِسُها الكوافرَ وامتدَّتْ عَراجِينُها وطالَتْ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ؛ وأَنْشَدَ:
مِن كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَهاعنها وحاضنةٍ لَهَا مِيقارِ {والباناةُ مَقْلوبَةٌ عَن البانِيَةِ، وَهِي النَّبْلُ الصِّغارُ؛ حَكَاه السُّكَّريُّ عَن أَبي الخطَّاب.
} والبائِنُ: الَّذِي يُمْسِكُ العُلْبة للحالِبِ.
ومِن أَمْثالِهم: اسْتُ {البائِنِ أَعْرَفُ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فَهُوَ أَعْلَم بِهِ ممَّن لم يُمارِسْه.
} ومُبِينٌ، بالضمِّ: مَوْضِعٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: اسْمُ ماءٍ؛ وأَنْشَدَ:
يَا رِيَّها اليومَ على مُبِينِعلى مبينٍ جَرَدِ القَصِيمِجَمَعَ بَيْنَ المِيمِ والنُّونِ، وَهُوَ الإِكْفاءُ.
{وأَبْيَنُ، كأَحْمدَ: اسْمُ رجُلٍ نُسِبَتْ إِلَيْهِ عَدَنُ مَدينَةٌ على ساحِلِ بَحْرِ اليمنِ؛ ويقالُ} يبين بالياءِ.
{والبَيِّنَةُ: دَلالَةٌ واضِحَةٌ عَقْليَّة كانَتْ أَو مَحْسوسَة، وسُمِّيَت شَهادَةُ الشاهِدَيْن بَيِّنَة لقَوْلِه، عَلَيْهِ السّلامُ:} البَيِّنَةُ على المُدَّعِي واليمينُ على مَنْ أَنْكَر؛ والجَمْعُ {بَيِّناتٌ.
وَفِي المَحْصولِ: البَيِّنَةُ: الحجَّةُ الوَاضِحَةُ.
} والبِينَةُ، بالكسْرِ: مَنْزلٌ على طرِيقِ حاجِّ اليَمامَةِ بينَ الشِّيح والشُّقَيْرَاءَ.
وذاتُ {البَيْنِ، بالفتْحِ، مَوْضِعٌ حِجازيٌّ عَن نَصْر.
} وبَيانُ، كسَحابٍ: صقْعٌ مِن سَوادِ البَصْرَةِ شَرْقيّ دجْلَةَ عَلَيْهِ الطَّريقُ إِلَى حِصْنِ مَهْدِي.
{والبَيْنِي: نوعٌ من الذُّرَةِ أَبْيَض} بَيَانِيَّة. ومحمدُ بنُ عَبْدِ الخالِقِ {البَيَانيُّ مِن شيوخِ الحافِظِ الذهبيِّ، رَحِمَهم اللَّهُ تعالَى، مَنْسوبٌ إِلَى طَريقَةِ الشيْخ أَبي} البَيان تبَاين مُحَمَّد بن مَحْفُوظ القُرَشِيّ عُرِفَ بابنِ الحورانيّ المُتَوفّى بدِمَشْق سَنَة 551، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، لَبِسَ الخرقَةَ عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِياناً يقْظَة، وَكَانَ الملبوس مَعَه معايناً للخلقِ كَمَا هُوَ مَشْهورٌ.
وقالَ الحافِظُ أَبو الفُتوحِ الطاووسيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: إنَّه مُتواتِرٌ.
{وبايانُ: سكَّةٌ بنَسَفَ، مِنْهَا أَبو يَعْلى محمدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْر الإمامُ الأَدِيبُ، تُوفي سَنَة 337، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
} ومباينُ الحقِّ: مواضِحُه.
ودِينارُ بنُ {بَيَّان، كشَدَّادٍ، وداودُ بنُ} بَيَّان، وقيلَ: {بنُون ثَقيلَة، مُحَدِّثان.
وعُمَرُ بنُ بَيانٍ الثَّقفيُّ، كسَحابٍ: مُحَدِّثٌ.
} وبَيانٌ أَيْضاً: لَقَبُ محمدِ بنِ إمامِ بنِ سراجٍ الكِرْمانيِّ الفارِسِيّ الكازرونيِّ مُحَدِّث وحَفِيدُه محمدُ.
ويُلَقَّبُ {ببَيان أَيْضاً ابنُ محمدٍ، ويُلَقَّبُ بعباد ابْن محمدٍ، ماتَ سَنَة 857. ووَلَدُه عليّ وَرَدَ إِلَى مِصْرَ فِي أَيَّام السُّلْطان قايتباي، فأَكْرَمَه كَثيراً، وَله تَأْليفٌ صَغيرٌ رَأَيْته.
} والبيانيَّةُ: طائِفَةٌ مِن الخَوارِجِ نُسِبُوا إِلَى بَيان بنِ سمْعَان التَّمِيميّ.
ومُبِينٌ، بالضمِّ: ماءٌ لبَني نُمَيْرٍ ورَاءَ القَرْيَتَيْن بنصفِ مَرْحَلة بمُلْتَقى الرَّمْل والجلْد؛ وقيلَ لبَني أَسَدٍ وبَني حَبَّة بَيْنَ القَرْيَتَيْن أَو فِيهِ؛ قالَهُ نَصْر.
! ومَبْيَنٌ، كمَقْعَدٍ: حِصْنٌ باليمنِ من غَرْبي صَنْعاء فِي البِلادِ الحجية؛ واللَّهُ أَعْلَم بالصَّواب. 

رَضِي

رَضِي
: (و ( {رَضِيَ عَنهُ وَعَلِيهِ) : إِذا عُدِّي بعلَى فَهُوَ بمعْنَى عَنهُ وَبِه وَهُوَ قَلِيلٌ؛ وأَنْشَدَ الأخْفَشَ للقُحَيْف العُقَيْلي:
إِذا} رَضِيَتْ عليَّ بنُو قُشَيْرٍ
لعَمْرُ اللَّهِ أَعْجَبَني {رِضاها كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: عَدَّاه بعلَى لأنَّها إِذا رَضِيَتْ عَنهُ أَحَبَّتْه وأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ، فَلِذَا اسْتَعْمل على بمعْنَى عَن.
قالَ ابنُ جنِّي: وَكَانَ أَبُو عليَ يَسْتَحْسِن قَوْلَ الكِسائي فِي هَذَا لأنَّه قالَ: لمَّا كانَ} رَضِيتُ ضِدَّ سَخِطْت عَدَّاه بعلَى حَمْلاً للشَّيءِ على نَقِيضِه كَمَا يُحْمَلُ على نَظِيرِه، وَقد سَلَك سِيْبَوَيْه هَذِه الطَّريقَ فِي المصادِرِ كثيرا فقالَ: وَقَالُوا كَذَا كَمَا قَالُوا كَذَا، وأَحدُهما ضِدُّ الآخَرِ.
وقَوْلُه تَعَالَى: { {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم} ورَضوا عَنهُ} ؛ تأوِيلُه أنَّه تَعَالَى رَضِيَ عَنْهُم أَفْعَالَهم ورَضوا عَنهُ مَا جَازَاهُم بِهِ.
وقالَ الَّــراغبُ: {رِضا العَبْد عَن اللَّهِ أَنْ لَا يَكْرَه مَا يجْرِي بِهِ قَضاؤُه،} ورِضا اللَّه عَن العَبْد هُوَ أَنْ يَراهُ مُؤْتَمِراً لأمْرِه ومُنتهياً عَن نَهْيِه.
وَفِي المِصْباح: {رَضِيت عَلَيْهِ لُغَةُ أَهْلِ الحِجازِ.
(} يَرْضَى) ؛ قالَ شيُخنا: هَذَا ممَّا أَخلَّ بِهِ فِي الاصْطَلاحِ، فإنَّ رَضِيَ مِن أَوْزانِه المَشهُورِة وَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَضْبَطه الضَّبْط التامَّ كأَنْ يقولَ مَثلاً هُوَ بكَسْرِ الْمَاضِي وفَتْح المُضارِعِ، أَو يقولَ كفَرِحَ أَو نَحْو ذلكَ، وأمَّا كَلامُه فإنَّه يَقْتضِي مِن اصْطِلاحِه أنَّ الماضِي مَفْتوحٌ والمُضارِعُ مَكْسورٌ على قاعِدَةِ مَا فِي الخطْبَةِ، اه.
وَمَا ذَكَرَه شيْخنا فَهُوَ سَدِيدٌ إلاَّ أنَّه لشُهْرتِه لم يُراعِ اصْطِلاحَه السَّابق لأَمْن اللبْسِ، فتأَمَّل.
( {رِضاً) ، بالكسْرِ مَقْصوراً مَصْدَرٌ مَحْضٌ، وأَمَّا بالمدِّ فَهُوَ اسمٌ، عَن الأخْفَش، أَو مَصْدَر رَاضاهُ رِضاءً؛ (} ورِضْواناً) ، بالكسْرِ أَيْضاً، (ويُضَمَّانِ) ، الضَّمُّ فِي الأخيرِ عَن سِيْبَوَيْه ونَظَّرَه بشُكْران ورُجْحان.
وَفِي المِصْباحِ: إنَّ الضمَّ لُغَةُ قَيْسٍ وتمِيمٍ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: القرَّاءُ كُلُّهم قَرَأُوا {الرِّضْوان، بالكَسْر إلاَّ مَا رُوِي عَن عاصِمٍ أنَّه قَرَأَ بالضمِّ.
وقالَ الــراغبُ: ولمَّا كانَ أَعْظَم} الرِّضا {رِضا اللَّهِ تَعَالَى خُصَّ بلَفْظِ} الرّضْوَان فِي القُرْآن بِمَا كانَ مِن اللَّهِ تَعَالَى.
( {ومَرْضاةً) ، أَصْلُه مرضوة؛ كلُّ ذلكَ (ضِدُّ سَخِطَ) .
قالَ الجوهريُّ: وإنَّما قَالُوا} رَضِيتُ عَنهُ {رِضاً، وَإِن كانَ مِن الواوِ، كَمَا قَالُوا شَبِعَ شِبَعَاً، وَقَالُوا} رَضِيَ لمَكانِ الكَسْر وحَقُّه رَضُوَ، اه.
وَفِي المُحْكَم: قالَ سِيْبَوَيْه: وَقَالُوا رَضْيُوا أَسْكن العينَ، وَلَو كَسَرَها لحذفَ لأنَّه لَا يَلْتَقي ساكِنان حيثُ كانتْ لَا تدْخلُها الضمَّة وقَبْلها كَسْر، وراعَوْا كسْرَةَ الضادِ فِي الأصْلِ فلذلكَ أَقَرّوها يَاء، وَهِي مَعَ ذلكَ كُلّه نادِرَةٌ.
(فَهُوَ {راضٍ مِن) قوْمَ (} رُضاةٍ) ، كقُضاةٍ، ( {ورَضِيّ) ، كغَنِيَ، (من) قوْم (} أَرْضِياءَ {ورُضاةٍ) ، هَذِه عَن اللَّحيانيِّ وَهِي نادِرَةٌ، أَعْنِي تَكْسِير رَضِيَ على} رُضاةٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وعنْدِي أنَّه جَمْعُ {راضٍ لَا غيْر.
(} ورَضٍ مِن) قَوْمٍ ( {رَضِينَ) ؛ عَن اللّحْيانيّ.
(} وأَرْضاهُ: أَعطاهُ مَا {يُرْضِيهِ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} يُرْضُونَكُم بأفْواهِهِم وتَأْبَى قُلوبُهم} .
( {واسْتَرضاهُ} وتَرضَّاهُ: طَلَبَ {رِضاهُ) بحمدٍ؛ وقيلَ:} تَرضَّاهُ {أَرْضاهُ بَعْدَ جهدٍ؟ قالَ الشَّاعِرُ:
إِذا العَجوزُ غَضِبَتْ فطَلِّقِ
وَلَا} تَرَضَّاها وَلَا تَمَلَّقِ أَثْبَتَ الألِفَ فِي ترضَّاها لئَلاَّ يَلْحَقَ الجُزْءَ خَبْنٌ.
( {ورَضِيتُهُ) ، أَي الشَّيءَ، (و) } رَضِيتُ (بِهِ) {رِضاً: اخْتَرْته.
} ورَضِيَهُ لهَذَا الأَمْرِ: رآهُ أَهْلاً لَهُ، (فَهُوَ مَرْضُيٌّ) ، بضمِّ الضَّادِ وتَشْديد الياءِ؛ هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ {مَرْضُوٌّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ والمُحْكَم والتَّهْذِيبِ والمِصْباحِ؛ (} ومَرْضِيٌّ) ، كمَرْمِيَ وَهُوَ أَكْثَر مِن {مَرْضُوِّ.
قالَ الجَوهرِيُّ. وَقد قَالُوا مَرْضُوٌّ فجَاؤُوا بِهِ على الأصْل.
(} وارْتَضاهُ لصُحْبَتِهِ وخِدْمَتِهِ) : اخْتارَهُ ورآهُ أَهْلاً.
( {وتراضَياهُ: وَقَعَ بِهِ} التَّراضِي) .
وَفِي الأساسِ: {وتَراضَياهُ ووَقَعُ بِهِ التَّراضِي، بزِيادَةِ الواوِ وَهُوَ تَفاعلٌ مِن الرِّضا؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إنَّما البَيْعُ عَن} تَراضٍ) .
وقوْلُه تَعَالَى: {إِذا! تَراضَوْا بَيْنهم بالمَعْروفِ} ، أَي أَظْهَرَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُم {الرِّضا بصاحِبِه} ورَضِيةُ.
( {واسْتَرْضاهُ: طَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ} يُرْضِيَهُ) ؛ نقلَهُ الزمَخْشريُّ.
(وَمَا فَعَلْتُه إلاّ عَن {رِضْوَته، بالكسْرِ) : أَي (} رِضاهُ) ، نقلَهُ الزَّمخشريُّ.
( {والرِّضاءُ) ، ككِتابٍ: (} المُراضَاةُ) ، مَصْدَرُ {رَاضاهُ} يُراضِيَهُ؛ (وبالقَصْرِ) مَصْدَرٌ مَحْضٌ بمعْنَى ( {المَرْضَاةُ) ، وَقد تقدَّمَ.
قالَ الجَوهرِيُّ (و) سَمِعَ الكِسائِي (} رِضَوانِ) وحِمَوانِ فِي تَثْنِيَةِ {الرِّضا والحِمَى، قالَ: (و) الوَجْهُ (} رِضَيانِ) وحِمَيانِ، ومِنَ العَرَبِ مَنْ يقولُهما بالياءِ على الأصْلِ، وَالْوَاو أَكْثر.
وقالَ ابنُ سِيدَه: الأُوْلى على الأصْلِ والأُخْرى على المُعاقَبَةِ، وكأنَّ هَذَا إنَّما ثُنِّي على إرادَةِ الجنْسِ.
(و) قوْلُه تَعَالَى: {عِيَشَةٌ {راضِيَةٌ} : أَي (} مَرْضِيَّةٌ) ، كقوْلِهم: هَمٌّ ناصِبٌ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم عَن سِيْبَوَيْه: هُوَ على النَّسَبِ أَي ذَات رِضاً (و) قَالُوا: ( {رُضِيَتْ مَعِيشَتُه، كعُنِيَتْ) ، أَي بالبِناءِ للمَفْعولِ، و (لَا) يقالُ (} رَضِيَتْ بالفتْحِ) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
( {ورَاضانِي) فلانٌ} مُراضاةً {ورِضاءً (} فَرَضَوْتُه {أَرْضُوه) ، بالضمِّ، (غَلَبْتُه) فِيهِ، لأنَّه مِن الواوِ.
وَفِي المُحْكَم: كنْتُ أَشَدَّ} رِضاً مِنْهُ، وَلَا يُمَدُّ {الرِّضا، إلاَّ على ذلكَ.
(ورجُلٌ} رِضاً) ، بالكَسْر والقَصْرِ، من قوْمِ رِضاً: قُنْعانٌ (! مَرْضِيٌّ) ، وُصِفُوا بالمصْدَرِ؛ قالَ زهيرٌ:
هُمُ بَيْنَنا فَهُمْ رِضاً فهُمُ عَدْلُ وصَفَ بالمَصْدَرِ الَّذِي بمعْنَى المَفْعولِ كَمَا وُصِفَ بالمَصْدرِ الَّذِي فِي مَعْنى فاعِلٍ فِي عَدْلٍ وخَصْمٍ.
( {والرَّضِيُّ) ، كغَنِيَ: (الضَّامِنُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، ومِثْلُه فِي التكمِلَةِ.
ووُجِدَ فِي نسخِ التهذيبِ، الضَّامِرُ.
(و) أَيضاً: (المُحِبُّ) ؛ كلُّ ذلكَ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(و) } رَضِيّ، بِلا لامٍ: (والِدُ غَنِيَّةَ) الجذَميَّةِ (التَّابِعِيَّةِ) عَن عائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وعنها حَوْشبُ بنُ عقيلٍ.
(و) {الرِّضَى: (لَقَبُ) الإمامِ ابنِ الحَسَنِ (عليِّ بن مُوسَى بنِ جَعْفرِ) بنِ حَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أَبي طالِبٍ.
(و) أَيْضاً: (لَقَبُ جَعْفرِ) بنِ عليَ الرَّبَعيِّ (بنِ دَبُوقَا) الكاتِبُ (المُقْرِىءُ) تَلا بالسَّبع على السّخاوي، وماتَ سَنَة 691.
(} ورُضاً، كسُدىً: ابنُ زاهِرٍ) المُرَادِيُّ.
(وعبْدُ {رُضاً الخَوْلانيُّ لَهُ صُحْبَةٌ) كُنْيَته أَبو مكنفٍ، لَهُ وِفادَةٌ وشَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ.
(} ورُضاً: بَيْتُ صَنَمٍ لرَبيعَةَ) ، وَبِه سَمَّوا عَبْد رُضاً.
( {ورَضْوَى، كسَكْرَى: فَرَسُ) سعْدِ بنِ شُجَاع السّدوسيّ، كَذَا فِي المُحْكَم.
(و) أيْضاً: اسمُ (جَبَلٍ) بعَيْنه (بالمَدينَةِ) على سَبْع مَراحِلَ مِنْهَا، ومِن يَنْبُع على يَوْم؛ قالَهُ نَصْر؛ والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ} رَضَوِيٌّ.
(وَذُو {رِضْوانَ: جَبَلٌ) وَفِي بعضِ النُّسخِ: و، د.} رِضْوان جَبَلٌ (وخازِنُ الجنَّةِ) ؛ أَي {ورَضْوَى بَلَدٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} المَراضِي: جَمْعُ {مَرْضاةٍ، أَو جَمْعُ الرِّضا على غيرِ قِياسٍ.
} ورَضَّاهُ تَرْضِيَةً: أَرْضاهُ.
! والرَّضِيُّ، كغَنِيَ: المُطِيعُ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ. {ورَضْوَى: اسمُ امْرأَةٍ؛ قالَ الأَخْطَل:
عَفا واسِطٌ مِن آلِ} رَضْوَى فَتَبْتَلُ
فمُجْتَمَعُ الحرين فالصَّبْرُ أَجْمَلُومِن أَسْمائِهنَّ: {رُضَيَّا زِنَةَ ثُرَيَّا، تَصْغِيرُ} رَضْوَى وثَرْوَى.
{ورُضَا، بالضمِّ: بَطْنٌ مِن مُراد.
وعبدُ اللَّهِ بنُ كُلَيْب بنِ كَيْسان مَوْلى رُضا شيْخٌ لأبي الطاهِرِ بنِ السَّرْحِ ماتَ سَنَة 193.
وعبدُ رُضَا بنُ جذيمَة فِي طيِّىءٍ من ولدِه زيْدُ الخَيْل الطَّائي وغيرُهُ.
وعبدُ} رُضا بنُ جبيل فِي بَني كِنانَةَ.
{ورُضَا بنُ شقرَةَ فِي بَني تمِيمٍ.
وأَبو} الرِّضَا، بالكسْرِ: كُنْيةُ جماعَةٍ مِنْهُم: نفيسُ الْخصي الطَّرْسوسيُّ حَدَّثَ عَن محمدِ بنِ مصعبٍ القرقسائي.
والشَّرِيفُ {الرَّضِيُّ هُوَ محمدُ بنُ الحَسَنِ المُوسَوِيُّ الشاعِرُ، وأَخُوه الشَّريفُ} المُرْتَضى، مَشْهُورانِ.
{والمُرْتَضَى أَيْضاً لَقَبُ أَميرِ المُؤْمِنين عليِّ بنِ أَبي طالِبٍ، رضِيَ اللَّهُ عَنهُ.
} ورَضِيّ بنُ أَبي عقيلٍ حدَّثَ عَن أَبي جَعْفرٍ البَاقِر.
{ورَضْوَى: مَوْلاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَكَرَها المُسْتَغْفري.
ورَضْوَى بِنْتُ كَعْبٍ تابِعِيَّة رَوَى عَنْهَا قَتادةُ.
} والرَّضَويُّون أَوْلادُ عليِّ {الرِّضَا مِن العَلَويِّين؛ وأَيْضاً أَهْلُ مَشْهد الرِّضا.

خَدع

خَدع
خَدَعَهُ، كمَنَعَهُ، يَخْدَعُهُ خَدْعاً، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، مِثَالُ: سَحَرَهُ سَحْراً، كذَا فِي الصّحاحِ. قُلْتُ: والكَسْرُ عَن أَبِي زَيْدٍ، وأَجاز غَيْرُه الفَتْحَ، قالَ رُؤْبَة: وقَدْ أُدَاهِي خِدْعَ مَنْ تَخَدَّعا خَتَلَهُ وأَرادَ بِهِ المَكْرُوهَ مِن حَيْثُ لَا يَعْلَمُ، كاخْتَدَعَهُ، فانْخَدَعَ، كَمَا فِي الصّحاح.
وقالَ غَيْرُهُ: الخَدْعُ: إِظْهَارُ خِلافِ مَا تُخْفِيهِ.
وَفِي المُفْرَداتِ، والبَصَائرِ: الخِدَاعُ: إِنْزَالُ الغَيْرِ عَمّا هُوَ بصَدَدِهِ بأَمْرٍ يُبْدِيهِ علَى خِلافِ مَا يُخْفِيهِ. والاسْمُ الخَدِيعَةُ، وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيّ. زادَ غَيْرُهُمَا: والخَدْعَة، وقِيلَ: الخَدْعُ والخَدِيعَةُ المَصْدر، والخِدْعُ والخِدَاعُ الاسْمُ. وَفِي الحَدِيثِ عَن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ أَنَّه قَالَ: الحَرْبُ خدْعَةٌ، مُثَلَّثَة، وكهُمَزَةٍ، ورُوِيَ بِهِنّ جَمِيعاً، والفَتْحُ أَفْصَحُ، كَمَا فِي الصّحاح.
وقالَ ثَعْلَبٌ: بَلَغَنَا أَنَّها لُغَةُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ. ونَسَبَ الخَطّابِيُّ الضَّمَّ إِلَى العامَّةِ. قالَ: ورَوَاهُ الكِسَاِئي وأَبُو زَيْدٍ كهُمَزَةٍ، كَذا فِي إِصْلاحِ الأَلْفَاظِ للخَطّابيّ، أَيْ تَنْقَضِي أَيْ يَنْقَضي أَمْرُها بِخُدْعَةٍ وَاحِدَةٍ، كَمَا فِي العُبَاب.)
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَنْ قَالَ: خَدْعَةً فَمَعْنَاهُ: مَنْ خُدِعَ فِيها خَدْعَةً، فَزَلَّتْ قَدَمُه وعَطِبَ، فَلَيْسَ لَهَا إِقَالَةٌ.
قالَ ابنُ الأَثِيرُ: وهُوَ أَفْصَحُ الرِّوَايَاتِ وأَصَحُّهَا. وَمن قالَ: خُدْعَةُ، أَرادَ هِيَ تَخْدَع، كَمَا يُقَال: رَجُلٌ لُعْنَةٌ: يُلَعْن كَثِيراً، وإِذا خَدَعَ أَحَدُ الفَريقَيْنِ صاحِبَهُ فِي الحَرْبِ، فكأَنِّمَا خُدِعَتْ هِيَ. ومَنْ قالَ: خُدَعَة، أَرادَ أَنَّهَا تَخْدَعُ أَهْلَهَا، كَمَا قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يكَرِبَ:
(الحَرْبُ أَوّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّة ... تَسْعَى ببِزَّتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ)
وَفِي المُعْجَمِ فِي أج أ، أَوّلُ مَنْ قالَ هَذَا عَمْرُو بنُ الغَوْثِ بنِ طَيِّئٍ، فِي قِصَّة ذَكَرَهَا عِنْدَ نُزُولِ بَنِي طَيِّئٍ الجَبَلَيْن.
وخَدْعَةُ: ماءَةٌ لغَنِيّ بنِ أَعْصُر، ثُمَّ لِبَني عِتْرِيفِ بنِ سَعْدِ بنِ جِلاّنَ بنِ غَنْمِ بنِ غَنِيّ.
وخَدْعَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، وقِيلَ: اسْمُ نَاقَةٍ. وبِهِمَا فُسِّرَ مَا أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
(أَسِيرُ بشَكْوَتَي وأَحُلُّ وَحْدِي ... وأَرْفَعُ ذِكْرَ خَدْعَةَ فِي السَّمَاعِ)
وخَدَعَ الضَّبُّ فِي جُحْرِه يَخْدع خَدْعاً: دَخَلَ. وقالَ أَبُو العَمَيْثِلِ: خَدَعَ الضَّبُّ، إِذا دَخَلَ فِي وِجَارِهِ مُلْتَوِياً، وكذلِكَ الظَّبْيُ فِي كِنَاسِهِ، وَهُوَ فِي الضَّبِّ أَكْثَرُ. وَفِي حَدِيثِ القَحْطِ: خَدَعَتِ الضِّبابُ، وجَاعَتِ الأَعْرَابُ أَيْ امْتَنَعَتْ فِي جِحَرَتِهَا، لأَنَّهُمْ طَلَبُوهَا، ومَالُوا عَلَيْهَا لِلْجَدْبِ الَّذِي أَصابَهِمْ. وقَالَ اللَّيْثُ: خَدَعَ الضَّبُّ: إِذا دَخَلَ جُحْرَهُ، وكذلِكَ غَيْرُهُ. وأَنْشَدَ لِلطِّرِمّاح:
(يُلاوِذْنَ من حَرٍّ يَكَادُ أُوارُهُ ... يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبِّ وهْوَ خَدُوعُ)
قَالَ الصاغَانيّ: الرِّوايَة خَتُوع بالتّاءِ الفَوْقِيّة، وقَدْ تَقَدَّمَ.
وقالَ غَيْرُه: خَدَعَ الضَّبُّ خَدْعاً: اسْتَرْوَحَ رِيحَ الإِنْسَانِ فَدَخَلَ فِي جُحْرِه لِئَلاّ يُحْتَرَشَ.
وَمن المَجَازِ: خَدَعَ الرِّيقُ فِي الفَمِ: قَلَّ وجَفَّ، كَمَا فِي الأَساسِ. وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: أَيْ فَسَدَ، وَفِي الصّحاح: يَبِسَ. وقالَ غَيْرُه: خَدَعَ الرِّيقُ خَدْعاً: نَقَصَ، وإِذا نَقَصَ خَثُرَ، وإِذا خَثُرَ أَنْتَنَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِسُوَيْدِ بنِ أَبِي كاهِلٍ يَصِفُ ثَغْرَ امْرَأَةٍ:
(أَبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيداً طَعْمُهُ ... طَيِّبَ الرِّيقِ إِذا الرِّيقُ خَدَعْ)
قالَ: لأَنَّهُ يَغْلُظُ وَقْتَ السَّحَرِ فيَيْبَسُ ويُنْتِنُ.
ومِن المَجَازِ: كَان فُلانٌ الكَرِيم ثُمَّ خَدَعَ، أَيْ أَمْسَكَ، كَمَا فِي الصّحاح، زادَ فِي اللِّسَانِ: ومَنَعَ وقالَ اللِّحْيَانِيّ: خَدَعَ الثَّوْبَ خَدْعاً، وثَنَاهُ ثَنْياً بِمَعْنىً وَاحِدٍ، وَهُوَ مَجازٌ.
ومِن المَجَازِ: خَدَعَ المَطَرُ خَدْعاً، أَيْ قَلَّ، وكذلِكَ خَدَعَ الزِّمَانُ خَدْعاً، إِذا قَلَّ مَطَرُه، وأَنْشَدَ)
الفارِسِيُّ: وأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العَلاَّتِ قَدْ خَدَعَا قُلْتُ: وقَدْ تَقَدَّمَ فِي ج د ع: وأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العِرْنِينِ قَدْ جُدِعا وَمَا أَنْشَدَه الفَارِسِيُّ أَعْرَفُ.
وخَدَعَتَ الأُمُورُ: اخْتَلَفَتْ، عَن ابْنِ عَبّادٍ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وخَدَعَ الرَّجُلُ: قَلَّ مالُهُ، وكَذَا خَيْرُهُ، وَهُوَ مَجاز.
وخَدَعَتْ عَيْنُه: غَارَتْ، عَن اللِّحْيَانِيّ، وَهُوَ مَجاز.
ومِن المَجازِ: خَدَعَت عَيْنُ الشَّمْسِ، أَيْ غَابَتْ، وَفِي الأَسَاسِ: غارَتْ، قالَ: وَهُوَ مِنْ خَدَعَ الضَّبُّ، إِذا أَمْعَنَ فِي جُحْرِهِ.
ومِنَ المَجَازِ: خَدَعَتِ السُّوقُ خَدْعاً: كَسَدَتْ، وكُلُّ كاسِدٍ خَادِعٌ. وقِيلَ: خَدَعَتِ السُّوقُ، أَيْ قامَتْ، فكَأَنَّهُ ضِدُّهُ، كانْخَدَعَ كَذا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه كانْخَدَعَتْ، كَمَا هُوَ نَص اللِّحْيَانِيّ فِي النّوادِرِ.
ويُقَال: سُوقٌ خادِعَة، أَي مُخْتَلِفَةٌ مُتَلَوِّنَةٌ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَابِ: زادَ فِي الأَساسِ: تَقُومُ تَارَةً وتَكْسُدُ أُخْرَى. وقالَ أَبو الدِّينارِ فِي حَدِيثه: السُّوقُ خَادِعَةٌ، أَي كاسِدَةٌ. قالَ، ويُقَالُ: السُّوقُ خَادِعَةٌ، إِذا لَمْ يُقْدَرْ على الشَّيْءِ إِلاّ بغَلاَءٍ. وَقَالَ الفَرّاءُ: بَنُو أَسَدٍ يَقُولُونَ: إِنَّ السِّعْرَ لَمُخَادِعٌ، وَقد خَدَعَ: إِذا ارْتَفَعَ وغَلاَ.
ومِنَ المَجَاز: خُلُقٌ خَادِعٌ، أَيْ مُتَلَوِّنٌ، وقَدْ خَدَعَ الرِّجُلُ خَدْعاً، إِذا تَخَلَّقَ بغَيْرِ خُلُقِه.
وبَعِيرٌ خَادِعٌ وخَالِعٌ، كَمَا فِي العُبَابِ، ونَصُّ اللِّسَان: بَعِيرٌ بِهِ خادِعٌ وخالِعٌ، إِذا بَرَكَ زَالَ عَصَبُهُ فِي وَظِيفِ رِجْلِهِ، وَبِه خَوَيْدِعٌ وخُوَيْلِعٌ، والخَادِعُ أَقَلُّ مِن الخَالِع.
والخَدُوعَ كصَبُورٍ: النَّاقَةُ تُدِرُّ مَرَّةً القَطْرَ، وتَرْفَعُ لَبَنَهَا مَرَّةً.
ومِن المَجَازِ: الخَدُوعُ: الطَّرِيقُ الَّذِي يَبِينُ مَرَّةً، ويَخْفَى أُخْرَى. قالَ الشّاعِرُ يَصِفُ الطَّرِيقَ:
(ومُسْتَكْرَهٍ مِنْ دَارِسِ الدَّعْسِ داثِرٍ ... إِذا غَفَلَتْ عَنْهُ العُيُونُ خَدُوع)
كالخَادِع، يُقَالُ: طَرِيقٌ خَادِعٌ، إِذا كانَ لَا يُفْطَنُ لَهُ. قَالَ الطِّرِمّاحُ يَصِفُ دارَ قَوْمٍ:
(خَادِعةُ المَسْلَكِ أَرْصَادُهَا ... تُمْسِي وُكُوناً فَوْقَ آرَامِهَا)

والخَدُوعُ والخَادِعُ: الكَثِيرُ الخَدَاعِ. قَالَ الطِّرِمّاحُ:
(كَذِي الطِّنْءِ لَا يَنْفَكُّ عَوْضاً، كأَنَّهُ ... أَخُو حَجْرَةٍ بالعَيْنِ وهُوُ خَدُوعُ)
كالخُدَعَة، كهُمَزَة، وكذلِك المرأَة.
والخُدْعَة، بالضَّمِّ: مَنْ يَخْدَعُه الناسُ كَثِيراً، كَمَا يُقَال: رَجُلٌ لُعْنَة، وَقد تَقَدَّم ذلِكَ عَن ثَعْلِبٍ فِي شَرْح الحَدِيث، وتَقَدَّم بَحثُه أَيضاً فِي ل ق ط، عَن ابْن بَرِّيّ مُفصَّلاً، فرَاجِعُه.
والخُدَعَة، كهُمَزَة: قَبِيلَة من تَمِيم، وهم رَبِيعَةٌ بنُ كَعْب بنِ سَعْد بنِ زَيْد مَنَاةَ بنِ تَمِيم. قالَ الأَضبَطُ بنُ قُريْع السَّعْدِيّ:
(لكلّ هَمٍّ من الهُمُومِ سَعَهْ ... والمُسَىُ والصُّبْحُ لَا فَلاحَ مَعَهْ)

(أَكْرِمَنّ الضَّعِيفَ عَلَّكَ أَنْ تَرْ ... كَعَ يَوْمًا والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ)

(وصِلْ وِصَالَ البَعِيدِ إِنْ وَصَلَ الْحَبْ ... لَ، وأَقْصِ القَرِيبَ إِنْ قطَعَهْ)

(واقبَلْ من الدَّهْرِ مَا أَتَاكَ بِهِ ... مَنْ قَرَّ عينا بعَيْشِه نَفَعَهْ) (قد يَجْمَعُ المالَ غيرُ آكِلِه ... ويَأْكلُ المالَ غَيْرُ مَنْ جَمَعَهْ)

(مَا بالُ مَنْ غَيُّه مُصِيبُك لَا تَمْ ... لِكُ شَيْئاً مِنْ أَمِر وَزَعَهْ)

(حتَّى إِذَا مَا انْجَلَتْ عَمَايَتُه ... أَقْبَلَ يَلْحَى وغَيُّه فَجَعهَ)

(أَذُودُ عَن نَفْسِه، ويَخْدَعُنِي ... يَا قَوْمُ، مَنْ عَاذِرِي مِنَ الخُدَعَهْ)
كَتَبْتُ القِطْعَةَ بتَمَامِهَا لجَوْدتِهَا.
ويُرْوَى: لَا تُهِينَ الْفِقِيرَ أَي لَا تُهِينَنْ، فحُذِفَتِ النُّونُ الخَفِيفَةُ لمَّا اسْتَقْبَلَهَا سَاكنٌ. وَقَالَ بَعْضُهُم: الخُدَعَةُ فِي هَذَا البَيْتِ اسْمٌ للدَّهْرِ، لتلَوُّنِه. ويُقَال: دَهْرٌ خَادِعٌ وخُدَعَةٌ، وَهُوَ مَجاز.
والخَيْدَعُ، كحَيْدَرٍ: مَنْ لَا يُوثَقُ بمَوَدَّتهِ.
والغُولُ الخَيْدْعُ، أَيْ الخَدَّاعَةُ، وَهُوَ مِنْ ذلِكَ. والطَّرِيقُ الخَيْدَعُ: الجائرُ عَن وَجْهِهِ المُخَالِفُ لِلْقَصْدِ، لَا يُفْطَنُ لَهُ، كالخَادِع، وَهُوَ مَجَاز. ويُقَالُ: غَرَّهُمُ الخَيْدَعُ، أَي السَّرَابُ. ومِنْهُ أُخِذَ الغُولُ، وَهُوَ مَجَازٌ، ويَكُونَ مَعْنَى الغُولِ من مَجازِ المَجَاز، وأُخِذَ السَّرابُ مِن الخَيْدَعِ، بمَعْنَى مَنْ لاَ يُوثَقُ بمَوَدّتِه.
والخَيْدَعُ: الذِّئْبُ المُحْتَال، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ والصّاغَانِيّ، وَهُوَ مَجازٌ.
وضَبٌّ خَدِعٌ، ككَتِف: مُرَاوِغٌ، كَمَا فِي الصّحاح، وزادَ الزَّمَخْشَرِيّ: وخَادِعٌ، وَهُوَ مجَاز.)
وَفِي المَثَلِ: أَخْدَعُ مِنْ الضّبِّ كَمَا فِي الصّحاح. قالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ ذلِكَ إِذا كانَ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ من الخَدْع. وَفِي العُبَابِ: وَقَالَ الفارِسِيّ: قالَ أَبُو زَيْدٍ: وقالُوا: إِنَّكَ لأَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ حَرَشْتَهُ. ومَعْنَى الحَرْشِ أَنْ يَمْسَحَ الرَّجُلُ علَى فَمِ جُحْرِ الضَّبِّ يَتَسَمَّعُ الصَّوْتَ، فرُبما أَقْبَلِ وَهُوَ يَرَى أَنَّ ذلِكَ حَيَّةٌ، ورُبما أَرْوَحَ رِيحَ الإِنْسانِ، فَخَدَعَ فِي جُحْرِه ولَمْ يَخْرُجْ، وأَنْشَدَ الفارِسيّ:
(ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوَةِ مِنْهُمُ ... بحُلْوِ الخَلاَ، خَرْشَ الضِّبَابِ الخَوَادِعِ)
حُلْوُ الخَلاَ: حُلْوُ الكَلامِ. وَفِي العُبَابِ: خِدَاعُ الضَّبِّ أَنَّ المُحْتَرِشَ إِذا مَسَحَ رَأْسَ جُحْرِه لِيَظُنَّ أَنَّهُ حَيَّةٌ، فإِنْ كانَ الضَّبُّ مُجَرِّباً أَخْرَجَ ذَنَبَه إِلَى نِصْفِ الجُحْرِ، فإِنْ أَحَسَّ بحَيَّةِ ضَربَهَا فقطعها نِصْفَيْنِ، وإِنْ كانَ مُحْتَرِشاً لَمْ يُمْكِنْه الأَخْذُ بذَنَبِه فَنَجَا، وَلَا يَجْتَرِئُ المُحْتَرِشُ أَنْ يُدْخِلَ يَدَهُ فِي جُحْرِهِ، لأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ عَقْربَ، فَهُوَ يَخَافُ لَدْغَهَا، وبَيْن الضَّبِّ والعَقْرَبِ أُلْفَةٌ شَدِيدَةٌ، وَهُوَ يَسْتَعِينُ بِهَا على المُحْتَرِشِ، قَالَ:
(وأَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ إِذا جاءِ حَارِشٌ ... أَعَدَّ لَهُ عِنْدَ الذُّنَابَةِ عَقْرَبَاً)
وقِيلَ: خِدَاعُهُ: تَوَارِيهِ، وطُولُ إِقَامَتِهِ فِي جُحْرِهِ، وقِلَّةُ ظُهُورِهِ، وشِدَّةُ حَذَرِه.
والأَخْدَعُ: عِرْقٌ فِي مَوْضِعِ المَحْجَمَتَيْنِ، وَهُوَ شُعْبَةٌ من الوَرِيدِ وهَمَا أَخْدَعَانِ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وهُمَا عِرْقَانِ خَفِيَّانِ فِي مَوْضعِ الحِجَامَةِ من العُنُقِ، وقالَ اللِّحْيَانِي: هُمَا عِرْقانِ فِي الرَّقَبَةِ، وقِيلَ: هُمَا الوَدَجَانِ. وَفِي الحَدِيثِ أَنَّهُ احْتَجَمَ عَلَى الأَخْدَعَيْنِ والكَاهِل. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَرُبمَا وَقَعَتِ الشَّرْطَةُ عَلَى أَحَدِهِمَا فيُنْزَفُ صاحِبُه، أَيْ لأَنَّهُ شُعْبَةٌ من الوَرِيدِ ج: أَخادِعُ قَالَ الفَرَزْدَق:
(وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خدَّه ... ضَرَبْنَاهُ حَتَّى تَسْتَقِيمَ الأَخادِعُ)
والمَخْدُوعُ: مَنْ قُطِعَ أَخْدَعُه، وقَدْ خَدَعَهُ يَخْدَعُه خَدْعاً. وَفِي الحَدِيثِ: تكونُ بَيْنَ يَدَي الدَّجَّالِ سِنُونَ خَدّاعَةٌ. قالَ الجَوْهَرِيُّ، أَيْ قَلِيلَةُ الزَّكاءِ والرَّيْعِ، مِنْ خَدَعَ المَطَرُ، إِذا قَلَّ. وخَدَعَ الرِّيقُ، إِذا يَبِسَ، فَهُوَ مِنْ مَجَازِ المَجَازِ. قَالَ الصّاغَانِيّ: وقِيلَ: إِنَّهُ يَكْثُرُ فِيهَا الأَمْطَارُ، ويَقِلُّ فِيهَا الرَّيْعُ، ويُرْوَى: إِنَّ بَيْنَ يَدَي السّاعَةِ سِنِينَ غَدّارَةً، يَكْثُرُ فِيها المَطَرُ، يَقِلُّ النَّبَاتُ، أَي تُطْمِعُهُم فِي الخِصْبِ بالمَطَرِ، ثُمَّ تُخْلِفُ. فجَعَلَ ذلِكَ غَدْراً مِنْهَا وخَدِيعَةً، قالَهُ ابنُ الأَثِير. وقالَ شَمِرٌ: السِّنُونَ الخَوَادِعُ: القَلِيلَةُ الخَيْرِ الفَوَاسِدُ.)
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الخَادعَةُ: البابُ الصَّغِيرُ فِي البَابِ الكَبِيرِ. والبَيْتُ فِي جَوْفِ البَيْتِ، قَالَ الــرّاغِبُ: كَأَنّ بَانِيَهُ جَعَلَهُ خادِعاً لمَنْ رامَ تَنَاوُلَ مَا فِيهِ.
وَقَالَ غَيْرُه: الخَدِيعَةُ: طَعامٌ لَهُمْ، أَيْ لِلْعَرَبِ، ويُرْوَى بالذَّالِ المُعْجَمَةِ، كَمَا سَيَأْتِي.
والمِخْدَعُ كمِنْبَرٍ، ومُحْكَمٍ: الخِزَانَةُ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ عَن الفَرّاءِ. قالَ: وأَصْلُه الضَّمُّ، إِلاَّ أَنّهُمْ كَسَرُوهُ اسْتِثْقَالاً، كَمَا فِي الصّحاح، والمُرَادُ بالخِزانَةِ البَيْتُ الصَّغِيرُ يَكُونُ دَاخلَ البَيْتِ الكَبيرِ.
وقالَ سِيبُوَيْه: لَمْ يَأْتِ مُفْعَلٌ اسْماً إِلاّ المُخْدَع، وَمَا سِوَاهُ صِفَةٌ. وَقَالَ مُسَيْلِمَةُ الكَذّابُ لسَجَاح المُتَنَبِّئَةِ حِينَ آمَنَتْ بِهِ وتَزَوَّجَهَا، وخَلاَ بهَا:
(أَلاَ قُومِي إِلَى المِخْدَعْ ... فقَدْ هُيِّى لَكِ المَضْجَعْ)

(فإِنْ شِئْتِ سَلَقْنَاكِ ... وإِنْ شِئْتِ عَلَى أَرْبَعْ)

(وإِنْ شِئْتِ بِثُلثَيْهِ ... وإِنْ شِئْتِ بِهِ أَجْمَع)
فقالَتْ: بَلْ بِهِ أَجْمَع، فإِنَّهُ أَجْمَعُ للشَّمْل.
وأَصْلُ المَخدَعِ من الإِخْدَاعِ، وَهُوَ الإِخْفَاء. وحُكِيَ فِي المُخْدَع أَيْضاً الفَتْحُ عَن أَبِي سُلَيْمَانَ الغنوِيّ. واخْتَلَفَ فِي الفَتْحِ والكَسْرِ القَنَانِيّ وأَبو شَنْبَلٍ، ففَتَحَ أَحَدُهُمَا وكَسَرَ الآخَرُ.
وبَيْتُ الأَخْطَل:
(صَهْباء قَدْ كَلِفَتْ من طُولِ مَا حُبِسَتْ ... فِي مَخْدَعٍ بَيْنَ جَنَّاتٍ وأَنْهَارِ)
يُرْوَى الوُجُوهِ الثَّلاثَةِ: فالفَتْحُ يُسْتَدْرَكُ بِهِ عَلَى المُصَنِّف والجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيّ، فإِنَّهُم لم يَذْكُرُوه.
وقالَ بَعْضُهُمْ: أَخْدَعَهُ: أَوْثَقَهُ إِلَى الشَّيْءِ.
وأَخْدَعَهُ: حَمَلَهُ عَلَى المُخَادَعَةِ. وَمِنْه قِرَاءِةُ يَحْيَى بنِ يَعْمُر وَمَا يُخدِعُون إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ بِضَم الْيَاء، وَكسر الدَّال.
والمُخْدَّعُ، كمُعَظَّمٍ: المُجَرِّب، وقَدْ خُدِعَ مِراراً حَتَّى صارَ مُجرِّباً، كَمَا فِي الصّحاح.
وَفِي اللِّسَانِ: رَجُلٌ مُخَدَّعٌ: خُدِعَ فِي الحَرْبِ مَرّةً بَعْدَ مَرَّةٍ حَتَّى حَذِقَ.
والمُخَدَّعُ: المُجَرِّبُ للأُمُورِ.
وقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: رَجُلٌ مُخَدَّع، أَيْ مُجَرّب صاحِبُ دَهَاءِ وَمكْرٍ، وَقد خَدِّعَ. وأَنشد: أُبايعُ بَيْعاً مِنْ أَرِيبٍ مُخَدَّعِ)
وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:
(فَتَنَازَلا وتَوَاقفت خَيْلاهُمَا ... وكِلاهُمَا بَطَلُ اللِّقَاءِ مُخدَّعُ)
ورَوَى الأَصْمَعِيّ: فَتنادَيَا. ورَوَى مَعْمَرٌ: فَتَبَادَرَا. وقَالَ أَبو عُبَيْدَة: مُخدَّعٌ: ذُو خُدْعَةٍ فِي الحَرْبِ، ويُرْوَى: مُخَذَّعٌ بالذالِ المُعْجَمَة أَي مَضْرُوبٌ بالسَّيْفِ مَجْرُوحٌ.
والتَّخْدِيعُ: ضَرْبٌ لَا يَنْفُذُ وَلَا يَحِيكُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.
وتَخَادَعَ: أَرَى مِنْ نَفْسِه أَنَّهُ مَخْدُوعٌ ولَيْسَ بِهِ، كانْخَدَعَ. وانْخَدَعَ أَيْضاً مُطَاوِعُ خَدَعْتُه. وقَالَ اللَّيْثُ: انْخَدَعَ: رَضِيَ بالخَدْعِ.
والمُخَادَعَةُ فِي الآيَةِ الكَرِيمَة، وهُوَ قَوْلُه تَعالَى: يُخَادِعُونَ اللهَ والَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ: إِظْهَارُ غَيْرِ مَا فِي النَّفْسِ وذلِكَ أَنَّهُمْ أَبْطَنُوا الكُفْرَ وأَظْهَرُوا الإِيمانَ، وإِذا خَادَعُوا المُؤْمِنِينَ فقَدْ خادُعُوا الله. ونُسِبَ ذلِكَ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ حَيْثُ أَنَّ مُعَامَلَةَ الرَّسُولِ كمُعَامَلَتِهِ، ولِذلِكَ قالَ: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنِّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ.
وجَعَلَ ذلِكَ خِدَاعاً تَفْظِيعاً لِفِعْلِهِمْ، وتَنْبِيهاً عَلَى عِظَمِ الرَّسُولِ وعِظَمِ أَوْلِيَائِه وَمَا يُخَادِعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ، أَيْ مَا تَحُلُّ عاقِبَةُ الخِدَاعِ إِلاّ بِهِمِ قَرَأَ ابنُ كَثِيرِ ونافِعٌ وأَبُو عَمْروٍ: ومَا يُخَادِعُونَ، بالأَلِفِ وقَرَأَ أَبُو حَيَوَةَ يَخْدَعُونَ اللهَ والَّذِينَ آمَنُوا ومَا يَخْدَعُونَ، جَمِيعاً بِغَيْرِ أَلِفٍ، عَلَى أَنَّ الفِعْلَ فِيهِمَا جَمِيعاً من الخَادِع. وَفِي اللِّسَان: جَازَ يُفَاعِلُ لِغَيْرِ الاثْنَيْنِ، لأَنَّ هذَا المِثَالَ يَقَعُ كَثِيراً فِي اللُّغَةِ للْوَاحِدِ، نَحْو: عاقَبْتُ اللِّصَّ، وطارَقْتُ النَّعْلَ. وقالَ الفَارِسِيّ: والعَرَبُ تُقُولُ: خَادَعْتُ فُلاناً، إِذا كُنْتَ تَرُومُ خَدْعَهُ. وعلَى هَذَا يُوَجَّهُ قَوْلُه تَعالَى: يُخَادِعُونُ اللهَ وهُوَ خَادِعُهُم مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ يُقَدِّرُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُم يُخَادِعُونَ اللهَ، واللهَ هُوَ الخَادِعُ لَهُمْ، أَي المُجَازِي لَهُمْ جَزَاءَ خِدَاعِهم. وقالَ الــرَّاغِبُ فِي المُفْرَدَاتِ: وقَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ إِنَّ هَذَا على حَذْفِ المُضَافِ وإِقَامَةِ المُضَافِ إِلَيْهِ مُقَامَهُ، فيَجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ المَقْصُودَ بمِثْلِهِ فِي الحَذْفِ لَا يَحْصُلُ لَوْ أُتِيَ بالمُضَافِ المَحْذُوفِ، ولِمَا ذَكَرْنَا مِنْ التَّنْبِيه عَلَى أَمْرَيْنِ: أَحْدِهِمَا فَظَاعَةُ فِعْلِهِمْ فِيمَا تَجَرَّؤُوهُ مِنَ الخَدِيعَةِ، وأَنَّهُمْ بمُخَادَعَتِهِمْ إِيّاه يُخَادِعُونَ اللهَ، والثانِي: التَّنْبِيهُ علَى عِظَمِ المَقْصُودِ بالخِدَاعِ، وأَنَّ مُعَامَلَتَهُ كمُعَامَلَةِ اللهِ. وقِرَاءِةُ مُوَرِّقٍ العِجْلِيّ وَمَا يَخَدِّعُون إِلاَّ أَنْفُسَهم، بفَتْحِ الياءِ والخاءِ وكَسْرِ الدَّالِ المُشَدَّدَةِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى إِرادَةِ يَخْتَدِعُونَ، أُدْغِمَت التَّاءُ فِي الدَّال، ونُقِلَتْ فَتْحَتُها إِلَى الخاءِ.
وخَادَعَ: تَرَكَ عَنِ الأَصْمَعِيّ، وأَنْشَدَ للرّاعِي:)
(وخادَعَ المَجْدَ أَقْوَامٌ لَهُمْ وَرَقٌ ... رَاحَ العِضَاهُ بِهِ والعِرْقُ مَدْخُولُ)
وهكَذَا رَوَاه شَمِرٌ، وفَسَّرَهُ، ورَوَاهُ أَبُو عَمْروٍ: خَادَعَ الحَمْدَ، وفسَّرُ، أَيْ تَرَكُوا الحَمْدَ، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِن أَهْلِهِ.
والخِدَاعُ، ككِتَابِ: المَنْعُ والحِيلَةُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. والَّذِي فِي اللِّسَانِ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: الخَدْعُ: مَنْعُ الحَقِّ، والخَتْمُ: مَنْعُ القَلْبِ من الإِيمان.
والتَّخَدُّع: تَكَلُّفُهُ، أَيْ الخِدَاع، قَالَ رُؤْبة: فَقَدْ أُدَاهِي خِدْعَ مَنْ تَخدَّعا بالوَصْل أَو أَقْطَعُ ذَاك الأَقْطَعَا وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: خَدَّعه تَخْدِيعاً، وخَادَعَهُ، وتَخَدَّعه، واخْتَدَعَهُ: خَدَعَهُ، وَهُوَ خَدَّاعٌ وخَدِعٌ، كشَدَّادٍ وكَتِفٍ، عَن اللِّحْيَانِيّ، وكَذلِكَ خَيْدَعٌ، كحَيْدَرٍ. وخَدَعْتُه: ظَفِرْتُ بِهِ.
وتَخادَعَ القَوْمُ: خَدَعَ بَعْضُهُم بَعْضاً.
وانْخَدَعَ: أَرَى أَنَّه مَخْدُوعٌ ولَيْسَ بِهِ.
والخُدْعَةُ بالضَّمِّ: مَا تُخْدَعُ بِهِ.
وماءُ خَادِعٌ: لَا يُهْتَدَى لَهُ، وَهُوَ مَجَاز. وخَدَعْتُ الشَّيْءَ وأَخْدَعْتُه: كَتَمْتُه وأَخْفَيْته.
والمَخْدَعُ، كمَقْعَدٍ: لُغَة فِي المُخْدَع، والمِخْدَعِ بالكَسْرِ والضَّمِّ، عَنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الغَنَويّ، وقَدْ تَقَدَّمَ. والمُخْدَعُ أَيْضاً: مَا تَحْتَ الجَائِز الَّذِي يُوضَعُ عَلَى العَرْشِ، والعَرْشُ: الحائطُ يُبْنَى بَيْنَ حَائِطَيِ البَيْتِ، لَا يَبْلُغُ بِهِ أَقْصَاه، ثُمَّ يُوضَع الجائزُ من طَرَفِ العَرْشِ الدَّاخِلِ إِلَى أَقْصَى البَيْتِ، ويُسْقَفُ بِهِ.
وانْخَدَعَ الضَّبُّ مِثْلُ خَدَعَ: اسْتَرْوَحَ فاسْتَتَرَ، لِئلاَّ يُحْتَرَشَ.
وخَدَعَ مِنّي فُلاَنٌ، إِذا تَوَارَى ولَمْ يَظْهَرْ.
وخَدَعَ الثَّعْلَبُ، إِذا أَخَذَ فِي الرَّوَغانِ.
وخَدَعَ الشَّيْءُ خَدْعاً: فَسَدَ، والخَادِعُ: الفَاسِدُ من الطَّعَامِ وغَيْرِه. ودِينَار خَادِع، أَي نَاقِصٌ.
وفُلانٌ خادِعُ الرَّأْي: إِذا كانَ لَا يَثْبُتُ عَلَى رَأْيٍ وَاحِدٍ. وهُوَ مَجَازٌ.
وخَدَعِتِ العَيْنُ خَدْعاً: لَمْ تَنَمْ. وَمَا خَدَعَتْ بعَيْنِهِ خَدْعَةٌ، أَيْ نَعْسَةٌ تَخْدَعُ، أَي مَا مَرَّتْ بِهَا، وَهُوَ)
مجَاز، قَالَ المُمَزِّق العَبْدِيّ:
(أَرِقْتُ ولَمْ تَخْدَعْ بِعَيْنِيَّ نَعْسَةٌ ... ومَنْ يَلْقَ مَا لاقَيْتُ لَا بُدَّ يَأْرَقُ)
وخَادَعْتُهُ: كَاسَدْتُهُ. وَقَالَ الفَرّاءُ: بَنو أَسَدٍ يَقُولُون: إِنَّ السِّعْر لَمُخَادِعٌ، وقَدْ خَدَعَ: إِذا ارْتَفَعَ وغَلاَ. وقَالَ كُرَاع: الخَدْعُ: حَبْسُ المَاشِيَةِ والدَّوابِّ علَى غَيْرِ مَرْعىً وَلَا عَلَفٍ. قُلْتُ: وَهَذَا قَدْ تَقَدَّم فِي ج د ع.
والمُخَدَّعُ، كمُعَظَّمٍ: المَخْدُوعُ، قالَ الشَّاعِرُ:
(سَمْحُ اليمِينِ إِذا أَرَدْتَ يَمِينَهُ ... بسَفَارَةِ السُّفَراءِ غَيْر مُخَدَّعِ)
أَرادَ غَيْرَ مَخْدُوعٍ. وقَدْ رُوِيَ جِدُّ مُخَدَّعِ أَيْ أَنَّهُ مُجَرَّبٌ، والأَكْثَرُ فِي مِثْلِ هذَا أَنْ يَكُونَ بَعْدَ صِفَةٍ مِنْ لَفْظِ المُضَافِ إِلَيْه كقَوْلِهِمْ: أَنْتَ عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ. ورَجُلٌ شَدِيدُ الأَخْدَع، أَيْ شَدِيدُ مَوْضِع الأَخْدَعِ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب. قالَ: وَلَا كذلِكَ شَدِيدُ النِّسَا. قَالَا: وكذلِكَ شَدِيدُ الأَبْهَرِ. وأَما قَوْلُهُم فِي الفَرَسِ: إِنَّهُ لَشَدِيدُ النَّسَا، فَيُرَادُ بذلِكَ النَّسَا نَفْسُه، لأَنَّ النَّسَا إِذا كانَ قَصِيراً كَانَ أَشَدَّ للرِّجْلِ، فإِذا كانَ طَوِيلاً اسْتَرْخَت رِجْلُه.
ورَجُلٌ خَادِعٌ: نَكِدٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. ورَجُلٌ شَدِيدُ الأَخْدَعِ: مُمتَنِعٌ أَبِيٌّ، ولَيِّنُ الأَخْدَع بخِلاف ذلِكَ.
ويُقَالُ: لَوَى فُلانٌ أَخْدَعَهُ، إِذا أَعْرَضَ وتَكَبَّرَ. وسَوَّى أَخْدَعَهُ، إِذا تَرَكَ التَّكَبُّرَ، وَهُوَ مَجازٌ.
والخَيْدَعُ، كحَيْدَرٍ: السِّنَّوْرُ، عَن ابنِ بَرِّيّ. واسْمُ امْرَأَةٍ، وَهِي أُمُّ يَرْبُوعٍ، ومِنْهُ المَثَلُ: لَقَدْ خَلَّى ابنُ خَيْدَعَ ثُلْمَةً حَكَاهُ يُعْقُوبُ، وقَدْ مَرَّ ذِكْرُه فِي ر أَب فرَاجِعْهُ.
وخَدْعَةُ، بالفَتْح: اسْمُ رَجُلٍ لأَنَّهُ كانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ خَدْعَةَ وَهِي ناقَةٌ أَو امْرَأَةٌ فسُمِّيَ بهِ.
وابْنُ خِدَاعٍ: مَشْهُورٌ مِنْ أَئمَّةِ النَّسَبِ.

أَبد

أَبد
: ( {الأَبَدُ، محرَّكَةً: الدَّهْرُ) مُطلقاً، وقِيل: هُوَ الدَّهرُ الطَّويلُ الّذي لَيْسَ بمحدودٍ. (ج} آبَادٌ {وأُبُودٌ) ، ونقلَ الشِّهاب عَن الــرَّاغب أَنّ (آباد) مُوَلَّد لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب.
(و) الأَبَدُ (: الدَّائم) . يُقَال} أَبَدٌ {آبِدٌ} وأَبِيدً، أَي دائمٌ. (و) الأَبَدُ (: القَدِيمُ الأَزَليُّ) . وَقَالُوا فِي المثَل: (طَالَ الأَبَدُ على لُبَد) يُضْرَبُ لكلّ مَا قَدُمَ. قَالَ الــرَّاغب فِي الْمُفْردَات: الأَبَدُ، بِالتَّحْرِيكِ، عبارةٌ عَن مدّة الزّمانِ الممتَدّ الّذي لَا يَتجزّأُ كَمَا يتجزَّأُ الزَّمَان، وذالك أَنّه يُقَال زَمانُ كَذَا، وَلَا يُقَال أَبدُ كَذَا. وَكَانَ حقُّه أَن لَا يُثنَّى وَلَا يِجْمَع، إِذْ لَا يُتَصوّر حُصولُ أَبد آخر يُضَمّ إِليه فيُثنَّى، ولاكن قدْ قيل: آبادٌ، وذالك على حَسبِ تَخصيصِه ببعْصِ مَا يَتناولُه، كتَخصِيص اسْم الجِنْسِ فِي بعْضِه ثمّ يثنى ويُجمع، على أَنّه ذَكَرَ بعضُ النّاس أَن (آباد) مُولّد وَلَيْسَ من كَلَام العربِ العَرْباءِ.
(و) الأَبَدُ: (الوَلَد الّذي أَتَتْ عَلَيْهِ سَنَةٌ) .
(و) قَوْلهم: (لَا آتِيهِ أَبَدَ {الأَبَدِيَّةِ وأَبَدَ} الآبِدِينَ) ، بالمدّ، (وأَبَدَ الأَبَدِينَ، كأَرضِينَ) وهاذه عَن الصّاغانيّ، وَلَيْسَ على النَّسب، لأَنّه لَو كَانَ كذالك لكانُوا خُلَقَاءَ أَن يَقُولُوا الأَبَدِيِّينَ. قَالَ ابْن سِيده: وَلم نَسمعه. قَالَ: وَعِنْدِي أَنّه جمْع الأَبَدِ، بِالْوَاو وَالنُّون على التَّشنيع والتَّعظيم، كَمَا قَالُوا أَرَضونَ ( {وأَبَدَ} الأَبَدِ، محرّكةً، {وأَبَدَ} الأَبِيدِ، وأَبَدَ الآبادِ) ، وَفِي شرْح شَيخنَا: قَالُوا: وَقد يضافُ المُفرد لجمْعه للمبالغَة، كأَنّه ثابتٌ فِي غَيره بالنِّسبة إِليه، كأَبَدِ الآبادِ وأَزَلِ الآزالِ، كَذَا نقلَ من خطّ السَّيف الأَبهريّ. وَفِي شرْح الخلاطيّ أَنَّ ذِكْر الآبادِ تأْكيد، كَذَا بخطّ الشِّهَاب. (وأَبَدَ الدَّهْرِ، {وأَبِيدَ الأَبِيدِ، بِمَعْنى) ، أَي هاذه التَّراكيبُ كلُّهَا بمعنَى تأَكيد دَوامِ الأَمرِ الَّذِي أَتَى بِهِ.
وَفِي حَدِيث الحَجِّ: (قَالَ سُرَاقةُ بن مالكٍ: أَرأَيْت مُتْهَتنا هاذه أَلِعامِنَا أَمْ} للأَبَدِ، فَقَالَ: بل هِيَ للأَبَد) وَفِي رِوَايَة (أَمْ لأَبَدٍ؟ فَقَالَ: بل هِيَ لأَبد {أَبدٍ) وَفِي أُخرَى (بلْ} لأَبدِ الأَبَدِ) أَي هِيَ لآخرِ الدّهر.
وأَبَدٌ أَبيدٌ كَقَوْلِهِم: دَهرٌ دَهيرٌ.
( {والأَوابِدُ: الوُحُوشُ) ، الذَّكرُ} آبِدٌ والأُنثَى {آبِدةٌ، سُمِّيَت بذالك لبقائها على الأَبد. وَقَالَ الآصمعيّ (لأَنَّها لم تَمُتْ حَتْفَ أَنْفِهَا) قطّ، إِنّمَا مَوتُها عَن آفَةٍ، وكذالك الحَيّةُ، فِيمَا زَعَمُوا، (} كالأُبَّدِ) ، بضمّ فتشديد، {والأُبُودُ كالأَوابِد. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
أَرَى الدّهْرَ لَا يَبقَى على حَدَثَانِه
} أُبُودٌ بأَطْرَافِ المَنَاعَة جَلْعَدُ
(و) من الْمجَاز: جاءَ فُلانٌ! بآبِدةٍ، أَي داهِيَة يَبقَى ذِكْرُهَا على الأَبَد، وَجَمعهَا الأَوابِد، وَهِي (الدَّوَاهِي، و) الأَوابِد أَيضاً (القَوَافِي الشُّرَّدُ) ، مَجاز. قَالَ الفرزدق:
لن تُدرِكُوا كَرَمِي بلُؤْمِ أَبيكمُ
{- وأَوابدِي بتَنحُّلِ الأَشعارِ
(وأَبِدَ) عَلَيْهِ، (كفَرِحَ: غَضِبَ) كعَبِدَ وأَمِدَ، ووَمِدَ، ووَبِدَ، أَبَداً وعَبَداً وأَمَداً ووَمَداً ووَبَداً.
(و) } أَبِدَ البَهِيمُ {يَأَبَد} أُبُوداً، {وتأَبّدَ} تأَبُّداً: (تَوَحَّشَ) . والتّأَبُّد: التّوحُّشُ، وَكَذَلِكَ أَبِدَ الرّجلُ، بِالْكَسْرِ: تَوحّشَ، فَهُوَ أَبِدٌ.
(وأَتَانٌ) {أَبِدٌ. فِي كلِّ عامٍ تلِد، عَن ابْن شُميل. (و) قَالَ أَبو مَنْصُور: (أَمَةٌ} إِبدٌ، كإِبلٍ) ، مسموعان. (و) عَن أَبي مالِكٍ. ناقةٌ {أَبِدُ مثْل (كَتِفٍ. و) رُوِيَ إِبْدٌ مثْل (قِنْوٍ) قَالَ، الأَزهريّ: وأَحسبهما لُغتين، أَي (وَلُودٌ) ، قَالَ ابنُ شُميل. وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب فِعِلٌ إِلاَّ إِبِدٌ وإِبِلٌ ونِكِحٌ وخِطِبٌ، إِلأ أَن يَتكلَّف متكلِّف فيَبنِيَ على هاذه الأَحْرف مالم يُسمعْ عَن الْعَرَب. قَالَ أَبو مَنْصُور: إِبِدٌ وإِبِلٌ ممسوعانِ، وأَمّا نِكِحٌ خِطِبٌ فَمَا سَمِعتُهمَا وَلَا حَفظتهما من ثقةٍ، ولاكن يُقَال: نِكْحٌ وخِطْب.
(} والإِبِدُ، بكسرتين) الجَوارِح من المَال. وَهِي (والأَمَةُ) والفرسُ الأُثنَى (والأَتَانُ المتَوحِّشَة) يَسكُنَّ البيداءَ يِنْتَجْن فِي كلّ عامٍ. وَقَالُوا: لن يَبلغَ الجَدّ النَّكِد، إِلاّ الإِبِد، فِي كلِّ عامٍ تَلِد.
( {والإِبِدَانِ: الأَمَةُ والفَرَسُ) الأُنثَى، لأَنَّهما تأْتِيانِ كلَّ عامٍ بولَدٍ (و) . قَالَ أَبو مَالك: (ناقةٌ} إِبِدَةٌ: وَلُودٌ) وَقد رُويَ بفتْح الهمزةِ أَيضاً.
(! والأَبْيَدُ) كحَيْدَرٍ: (نَبَاتٌ) مثْل زَرْع الشَّعير سوَاءً، وَله سُنْبلة كسُنْبُلة الدُّخْنَةِ، فِيهَا حَبٌّ صِغارٌ أَصغَرُ من الخَرْدَل أُصيْفِرُ، وهِي مَسمَنَةٌ لِلْمَالِ جِدًّا، عَن أَبي حنيفَة.
( {وأُبَّدَةُ، كقُبَّرةٍ: د، بالأَندلُس) وصَرَّح الْحَافِظ ابنُ حَجر كالحافظ الذَّهبيّ وَغَيرهمَا بأَنّ دَال أُبَّدة مُعْجمَة، وصَرَّحَ بِهِ البدْر الدّمامينيّ فِي حَواشِي المغنِى. قلت: وَفِي لُبّ اللُّباب والتكملة إِهمال الدَّال كَمَا للمصنّف.
(} ومَأَبِدٌ كمَسجدٍ: ع) بالسَّرَاة، وَهُوَ جَبَلٌ، (وغلِطَ الجَوهريُّ فَذكره فِي ميد) ، وَقد سَبقَه فِي هاذا التغليط الصّاغانيّ فِي التكملة، وَقد ضبط بالتحتيّة على مَا ذَهبَ إِليه الجوهريّ فِي (المعجم) وَفِي (المراصد) ، فَلَا غلطَ كَمَا هُوَ ظاهرٌ، (وتَصحَّفَ عَلَيْهِ فِي الشِّعر الَّذِي أَنشَدَع أَيضاً) ، كَمَا سيأْتي إِنشاده فِي ميد، إِنْ شاءَ الله تَعَالَى، لأَبِي ذُؤَيب الهُذليّ. وَقد يُقَال: قد رُوِيَ بهما، فَلَا غَلَطَ وَلَا وَهَمَ.
(و) أَبِدَ الرَّجلُ و (تَأَبَّدَ: تَوحَّشَ. و) {تأَبَّد (المَنْزِلُ: أَقْفَرَ) وأَلِفَتْه الُحُوشُ. (و) تأَبَّدَ (الوَجْهُ: كَلِفَ) ونَمِشَ. (و) تأَبَّدَ (الرَّجلُ: طالتْ غُرْبَتُه) ، وَفِي نُسخة: عُزْبَته، بالعَيْن الْمُهْملَة والزّاي، وَهُوَ الصَّوَاب، (وقَلَّ أَرَبُهُ) ، أَي حاجتُه (فِي النِّساءِ) ، وَلَيْسَ بتصحيف تأَبَّلَ، قَالَه الصّاغانيّ.
(} وأَبَدَت البَهيمةُ {تَأْبِدُ) ، بِالْكَسْرِ، (} وتَأْبُدُ) ، بالضّمّ (: تَوَحَّشَت) ، وَكَذَا {تأَبَّدَتْ. (و) } أَبَدَ (بالمَكَانِ {يَأْبِدُ) ، بِالْكَسْرِ، (} أُبُوداً) ، بالضّمّ (: أَقامَ) بِهِ وَلم يَبرَحْهُ. {وأَبَدْت بِهِ} آبُدُ {أُبُوداً، كَذَلِك (و) من المَجاز: أَبَدَ (الشَّاعرُ) يأْبِدُ أُبُوداً، إِذا (أَتَى بالعَويصِ فِي شِعرِه) وَهِي الأَوابدُ والغرائبُ (وَمَا لَا يُعرَف مَعناهُ) على بادِىءِ الرَّأَي.
و (نَاقَةٌ} مُؤبَّدة، إِذا كَانَتْ وَحْشِيَّةً مُعتاصَةً) ، من {التأَبُّد وَهُوَ التّوحُّش.
(} والتَّأَبِيد: التَّخْلِيد) ، وَيُقَال وَقَفَ فُلانٌ أَرضَه وَقْفاً {مُؤبَّداً، إِذا جعَلَها حَبيساً لاتباعُ وَلَا تُورَث.
(و) من المَجاز: جاءَ فُلانٌ} بآبِدة، أَي بأْمْر عظيمٍ تَنفِر مِنْهُ وتَستوْحِش.
( {والآَبِدَة) : الْكَلِمَة أَو الفَعْلَةُ الغريبةُ، (والدَّاهِيَةُ يَبْقَى ذِكرُهَا} أَبداً) ، أَي على الأَبدِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{الأَوابِدُ، للطَّيْر المقِيمةِ بِأَرْضٍ شِتَاءَهَا وَصَيْفَهَا، من أَبَدَ بِالْمَكَانِ} يأَبِد فَهُوَ آبِدٌ. فإِذا كَانَت تَقْطَع فِي أَوْقاتها فَهِيَ قَوَاطِعُ. والايوابِدُ ضِدُّ القواطِعِ من الطّيْر.
وَقَالَ عُبَيْد بن عُمير: الدُّنيَا أَمَد، والآخرةُ أَبَد.
{وأَبِيدَةُ: كسَفينة: مَوضعٌ بَين تِهامةَ واليمنِ. قَالَ:
فمَا} أَبِيدةُ من أَرْض فأَسكْنَهَا
وإِنْ تَجَاوَرَ فِيهَا الماءُ والشَّجَرُ

النسخ

النسخ: نقل بأدنى أثر أو كتاب ونحوه من محله. بمعاقب يذهبه أو باقتباس يغني عن غيبته، وهو وارد الظهور في المعنيين في موارد الخطاب، ذكره الحرالي. وقال ابن الكمال. الإزالة والنقل، وشرعا أن يرد دليل شرعي متراخيا عن دليل شرعي مقتضيا خلاف حكمه فهو تبديل بالنظر إلى علمنا، وبيان لمدة الحكم بالنظر إلى علم الله. وقال الــراغب: النسخ إزالة شيء بشيء يعقبه كنسخ الشمس الظل والظل الشمس، والشيب الشباب. فتارة يفهم منه الإزالة وتارة يفهم منه الإثبات، وتارة الأمران. ونسخ الكتاب: إزالة الحكم بحكم يعقبه ونسخ الكتاب: نقل صورته الأولى بل إثبات مثله في مادة آخرى كاتخاذ نقش الخاتم في شموع كثيرة، ذكره الــراغب. وقال الأصوليون: المسخ رفع الحكم الشرعي بخطاب. وقيل بيان لانتهاء أمده، والمختار الأول فلا نسخ بالعقل ولا بالإجماع.

سقِِي

(سقِِي) بَطْنه سقيا سقى فَهُوَ مسقي وَيُقَال سقِِي قلبه عَدَاوَة أشربها
سقِِي
: (ى} سَقاهُ {يَسْقِيه) } سَقْياً، ( {وسَقَّاهُ) ، بالتَّشْديدِ، (} وأَسْقاهُ) بمعْنىً واحِدٍ.
(أَو {سَقاهُ} وسَقَّاهُ بالشَّفَةِ، {وأسْقاهُ: دَلَّهُ على الماءِ) ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
(أَو) } سَقاهُ لشَفَتِه؛ {وأَسْقَى: (سَقَى ماشِيَتَه أَو أَرْضَه) ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ؛ (أَو كِلاهُما) ، أَي سَقَى} وأَسْقَى (جَعَلَ لَهُ مَاء) أَو {سِقْياً} فسَقاهُ، ككَساةٍ، وأَسْقَى كأَلْبَس؛ قالَهُ سِيْبَوَيْه؛ كأَنَّه يذهَبُ إِلَى التَّسْويَةِ بينَ فَعَلْت وأَفْعلْت، وأنَّ أَفْعَلْت غيرُ مَنْقُولَةٍ مِن فَعَلْت لضَرْبٍ مِن المَعانِي كنَقْل أَدْخَلْت. وقالَ الــراغبُ: {السَّقْي} والسّقْيا أَنْ تعْطِيه مَا يَشْرَبُ، {والإسْقاءُ أَنْ تَجْعَل لَهُ ذلكَ حَتَّى يَتناوَلَه كيفَ شاءَ؛ فالإسْقاءُ أَبْلَغ مِن} السّقْي.
(وَهُوَ {ساقٍ مِن) قوْمٍ (} سُقًّى) بضمٍ فتَشْديدٍ، ( {وسُقَّاءٍ) كرُمَّانٍ وَهَذِه مِن كتابِ أَيْمان عيمان.
(و) أَيْضاً (} سَقَّاءٌ) ، ككتّانٍ، (مِن) قَوْمٍ ( {سَقَّائِينَ) ، التَّشْديدُ للمُبالَغَةِ، (وَهِي} سَقَّاءَةٌ) بالتَّشْديدِ والهَمْز، ( {وسَقَّايَةٌ) بالياءِ مَعَ التَّشْديد.
وَمِنْه المَثَلُ:} اسْقِ رَقاشِ إنَّها {سَقَّايَة؛ يُضْرَبُ للمُحْسِن، أَي أَحْسِنوا إِلَيْهِ لإحْسانِهِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي عُبيدٍ.
(} والسَّقْيُ، كالسَّعْيِ: ع بدِمَشْقَ) بظاهِرِها.
(و) {السِّقْيُ) ، (بالكسْرِ: مَا} يُسْقَى) ، اسمٌ مِن {سَقاهُ} وأَسْقَاهُ، والجَمْعُ {أَسْقِيَةٌ؛ وَبِه فَسَّر الأصْمعيُّ قوْل أَبي ذُؤَيب:
والِ فُراسٍ صَوْبُ} أَسْقِيَةٍ كُحْلِ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكم: السِّقْيُ مَا أَسْقاهُ إبِلَه.
(و) {السِّقْيُ: (الزَّرْعُ المَسْقِيُّ) بالماءِ.
قَالَ الــرَّاغبُ: يقالُ للأرضِ الَّتِي} تُسْقَى {سِقيٌ لكوْنِها مَفْعولاً كالنَفضِ.
(} كالمَسْقَوِيِّ) ، كأَنَّه نُسِبَ إِلَى {مَسْقىً، كمَرْمىً، وَلَا يكونُ مَنْسوباً إِلَى} مَسْقيَ، كمَرْمِيَ، لأنَّه لَو كانَ لقالَ مَسْقيٌّ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وَفِي الصِّحاحِ: {المَسْقَوِيُّ من الزَّرْعِ مَا} يُسْقَى بالسِّيْحِ؛ والمَظْمَيُّ مَا! تَسْقِيه السَّماءُ.
قُلْتُ: والعامَّة تقولُ مَسْقاوِيٌّ.
(و) السِّقْيُ: (ماءٌ) أَصْفَرُ (يَقَعُ فِي البَطَنِ) وَلَا يكادُ يَبْرأُ؛ أَو يكونُ فِي نَفافيخَ بيض فِي شحْمِ البَطْنِ؛ (ويُفْتَحُ) .
قَالَ ابنُ سِيدَه: وأَنْكَرَ بعضُهم الكَسْر.
(و) السَّقْيُ: (جِلْدَةٌ فِيهَا ماءٌ أَصْفَرُ تَنْشَقُّ عَن رأْسِ الوَلَدِ) عِنْد خُرُوجِه؛ عَن ابنِ سِيدَه.
وَفِي التّهْذيب: هُوَ الماءُ الَّذِي يكونُ فِي المَشِيمةِ يخرُجُ على رأْسِ الوَلَدِ.
( {وسَقَى بَطْنُه} واسْتَسْقَى) بمعْنىً، أَي (اجْتَمَعَ فِيهِ ذلكَ) الماءُ، والاسْمُ {السِّقْي، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(} والسِّقايَةُ، بالكسْرِ والضَّمِّ: مَوْضِعُهُ) ؛ أَي {السِّقْي.
وَفِي التَّهْذيب: هُوَ المَوْضِعُ المُتَّخَذُ فِيهِ الشَّرابُ فِي المواسِمِ وغيرِها؛ (} كالمَسْقاةِ بالفتْحِ والكسْر) .
قالَ الجَوهرِيُّ: ومَنْ كَسَر المِيمَ جَعَلَها كالآلَةِ الَّتِي هِيَ {مِسْقاةُ الدِّيْك، والجَمْعُ} المَساقِي.
(و) {السِّقايَةُ: (الإناءُ} يُسْقَى بِهِ) ؛ وَبِه فُسِّر قَوْله تَعَالَى: {جَعَل {السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} ، وَهُوَ المُسَمَّى بالصُّواعِ، وَهُوَ إناءٌ مِن فضَّةٍ كَانُوا يكِيلُون بِهِ الطَّعامَ ويَشْربُ فِيهِ المَلِكُ أَيْضاً.
(} والسِّقاءُ، ككِساءٍ: جِلْدُ السَّخْلَةِ إِذا أَجْذَعَ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
قَالَ الجوهريُّ عَن ابنِ السِّكِّيت: (يكونُ للماءِ واللَّبَنِ) ، والوَطْبُ للَّبَنِ خاصَّةً، والنِّحْيُ للسَّمْنِ، والقِرْبَةُ للماءِ، اه.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: لَا يكونُ إلاَّ للماءِ؛ وأَنْشَدَ:
يَجُبْن بهَا عَرْضَ الفَلاةِ وَمَا لنا
عليهنَّ إلاَّ وخْدَهُنَّ {سِقاءُ لَا نَحْتاجُ إِلَى} سِقاءٍ للماءِ لأَنَّهنَّ يَرِدْنَ بِنَا الماءَ وقْت حاجَتِنا إِلَيْهِ؛ (ج) فِي القَلِيلِ ( {أَسْقِيَةٌ} وأَسْقِياتٌ؛ و) فِي الكثيرِ ( {أَساقٍ) .
وَفِي التَّهذيب:} الأساقِي جَمْعُ الجَمْع.
( {واسْتَسْقَى مِنْهُ: طَلَبَ} سِقْياً) ، أَي مَا يَشْربُ.
(و) أَيْضاً: (تَقَيَّأَ،! كاسْتَقَى فيهمَا) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
( {وسَقاهُ اللَّهُ الغَيْثَ: أَنْزَلَهُ لَهُ.
(و) مِن المجازِ:} سَقَى (زَيْدٌ عَمْراً) : إِذا (اغْتَابَهُ) غَيْبَةً خَبِيثةً وعابَهُ؛ عَن ابْن الأعرابيِّ.
( {كأَسْقَى فيهمَا) ، أَمَّا} سَقاهُ اللَّهُ الغَيْثَ {وأَسْقاهُ، فقد نقلَهُ الجوهريُّ قالَ: وَقد جَمَعَهما لبيدٌ فِي قَوْله:
سَقَى قومِي بَني مَجْدٍ} وأَسْقَى
نُمَيْراً والقَبائِلَ من هِلال ِوأَمَّا {أَسْقَى بمعْنَى اغْتابَ، عَن ابنِ الأعرابيِّ أَيْضاً، فأَنْشَدَ الجوهريُّ لِابْنِ أَحْمر:
وَلَا عِلْم لي مَا نَوْطةٌ مُسْتَكِنَّةٌ
وَلَا أَي من عادَيْتُ} أَسْقَى {سقائِيا وَفِي التَّهْذيب: هُوَ قَوْل أَبي عُبيدَةَ.
وأَنْكَرَه شَمِرٌ وقالَ: لَا أَعْرِفه بِهَذَا المَعْنى؛ قالَ: وسَمعْت ابنَ الْأَعرَابِي يقولُ مَعْناه لَا أَدْرِي مَنْ أَوْعى فيَّ الدَّاءَ.
(والاسْمُ) مِن} سَقاهُ اللَّهُ {وأَسْقاهُ: (} السُّقْيا، بالضَّمِّ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {السَّقِيُّ، (كغَنِيَ: السَّحابَةُ العَظيمةُ القَطْرِ) الشَّديدَةُ الوَقْع، (ج} أَسقِيَةٌ) ؛ وَبِه فَسَّر أَبو عبيد، بيتَ أَبي ذُؤَيْب: صَوْبُ أَسْقِيَةٍ؛ ويُرْوَى: أَرْمِيَّةٍ بمعْناهُ وَقد تقدَّمَ.
(و) {السَّقِيُّ: (البَرْدِيُّ) النَّاعِمُ، سُمِّي بذلكَ لنَباتِهِ فِي الماءِ أَو بقُرْبه.
قَالَ الأزْهريُّ: وَهِي لَا يفوتُها الماءُ؛ وَمِنْه قولُ امْرىءِ القَيْس:
وكَشْحِ لطِيف كالجَديلِ مُخَصَّر
وساقٍ كأُنْبُوب} السَّقِيِّ المُذَلَّل ِوالواحِدَةُ: {سَقِيَّةٌ؛ قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عَجْلان النَّهْديّ:
جَدِيدَة سِرْبالِ الشَّبابِ كأَنَّها
} سَقِيَّةُ بَرْدِيَ نَمَتْها عُيونُها (و) ! السَّقِيُّ أَيْضاً: (النَّخْلُ) ؛ وَبِه فُسِّر قولُ امْرىءِ القَيْسِ أَيْضاً، أَي كأُنْبوبِ النَّخْلِ {المُسْقيِّ، أَي كقَصَبِ النَّخْلِ، أَضافَهُ إِلَيْهِ لأنّه نبَت بينَ ظَهْرانِيه.
(} وسَقَّاهُ {تَسْقِيَةً،} وأَسْقاهُ: قَالَ لَهُ: {سَقاكَ اللَّهُ، أَو) قالَ: (} سَقْياً) لَهُ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لذِي الرُّمَّة:
فَمَا زِلْتُ {أُسْقِي رَبْعَها وأُخاطِبُهْ ووَجدْتُ فِي هامِشِ النسخةِ مَا نَصّه: هَذَا الإنْشادُ مُخْتَلّ، والصَّوابُ:
وَقَفْتُ على رَبْعٍ لمَيَّةَ ناقَتي
فَمَا زِلْتُ أَبْكِي عِنْدَه وأُخاطِبُهْوالشَّاهِدُ فِي البيتِ الَّذِي بَعْده:
} وأُسْقِيه حَتَّى كادَ ممَّا أُبِثُّه
تُكَلِّمُني أَحْجارُهُ ومَلاعِبُهْ ( {والسَّاقِيَةُ: النَّهْرُ الصَّغيرُ) مِن} سَواقِي الزَّرْعِ؛ نقَلُه الأزهريُّ.
والآن يطلِقُونَها على مَا {يُسْتَقى عَلَيْهَا بالسّوانِي؛ وَقد سَمَّى أَبو حيَّان تَفْسِيرَه الصَّغير بالساقِيَةِ.
(} والسُّقْيا، بالضَّمِّ: د باليَمَنِ.
(و) أَيْضاً: (ع بينَ المدينَةِ ووادِي الصَّفْراءِ) ، قيلَ: على يَوْمَين مِن المدينَةِ.
وقيلَ: ماءٌ فِي رأْسِ رَمْلَةٍ فِي ابْطِ الدَّهْناءِ.
وَفِي الحدِيثِ: (كانَ يَسْتَذِبُ لَهُ الماءَ مِن بيوتِ {السُّقْيا) .
وَفِي كتابِ القالِي: موْضِعٌ فِي بِلادِ عذْرَةَ يقالُ لَهُ سُقْيا الجزْلِ قَرِيب مِن وادِي الْقرى.
(} وأَسْقاهُ: وَهَبَ مِنْهُ) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ وهَبَ لَهُ؛ ( {سِقاءً مَعْمولاً) ؛ كَمَا هُوَ نَصُّ الأزهريّ.
(أَو) } أَسْقاهُ (إهاباً) : أَعْطاهُ إيَّاهُ (ليَتَّخِذَهُ {سِقاءً) ؛ وَمِنْه حديثُ عُمَرَ قالَ لرَجُلٍ اسْتَفْتاهُ فِي ظَبْي قَتَلَهُ مُحْرماً: (خُذْ شَاة فتَصدَّقْ بلَحْمِها وأَسْقِ إهابَها) ، أَي أَعْطِه مَنْ يَتَّخذهُ} سِقاءً.
(و) مِن المجازِ: يقالُ للرَّجُل إِذا كُرِّرَ عَلَيْهِ مَا يَكْره: قد (! سُقِّيَ قَلْبُهُ عَداوَةً) ؛ وبالعَداوَةِ {تَسْقِيَةً؛ أَي (أُشْرِبَ.
(} وسُقَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: بئْرٌ كانتْ بمكَّةَ، شَرَّفَها الله تَعَالَى) ، مِن أَبْيارِ الجاهِلِيَّةِ، جاءَ ذِكْرُها فِي السِّيَرِ.
(و) مِن المجازِ: ( {اسْتَقَى) إِذا (سَمِنَ) وتروَّى.
(} وتَسَقَّتِ الإِبِلُ الحَوْذانَ) : إِذا (أَكَلَتْهُ رَطْباً فسَمِنَتْ عَلَيْهِ) ؛ والحَوْذانُ نَبْتٌ.
(و) {تَسَقَّى (الشَّيءُ) : تَشَرَّب، كَمَا فِي الصَّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: أَي (قَبِلَ} السَّقْيَ وتَرَوَّى) ، هَكَذَا فِي النسخِ.
وَفِي المُحْكَم: وقيلَ: ثَرِيَ.
وأَنْشَدَ الجوهريُّ للمُتَنَّخل الهُذَلي:
مُجَدَّلٌ {يَتَسَقَّى جِلْدُهُ دَمَه
كَمَا تَقَطَّر جِذعُ الدَّومَةِ القُطُلُأَي يَتَشَرَّ بِهِ؛ ويُرْوى: يَتَكَسَّى مِنَ الكِسْوة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} السِّقيُ، بالكسْرِ: الحَظُّ مِن الشُّرْبِ.
يقالُ: كَمْ {سِقْيُ أَرْضِكَ.
} واسْتَقَى مِن النَّهْرِ والبِئْر: أَخَذَ مِن مائِهما.
{وسَقى العِرْقُ: أَمَدَّ فَلم يَنْقطِع.
} وسَقى الثَّوْبَ {وسَقَّاهُ: أْشْرَبَه صِبْغاً.
ورُبَّما قَالُوا لِمَا فِي بُطونِ الأنْعام} سَقى {وأَسْقى؛ وَبِهِمَا قُرىءَ قولُه تَعَالَى: {} نُسْقِيكُم ممَّا فِي بُطونِها} {والمُساقَاةُ: أنْ يَسْتَعْمِل رجُلٌ رجُلاً فِي نَخِيلٍ أَو كُرومٍ ليَقومَ بإصْلاحِها على أنْ يكونَ لَهُ سَهْمٌ مَعْلومٌ ممَّا تُغِلُّه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ الأزهريُّ: وأَهْلُ العِراقِ يُسَمُّونَها مُعامَلَة.
} والمَسْقى: وقْتُ {السَّقْيِ.
} والمِسْقاةُ: مَا يُتَّخَذُ للجِرارِ والكِيزانِ تُعَلَّقُ عَلَيْهِ.
{وأَسْقَيْته رَكِيَّتي: جَعَلْتها لَهُ، وجَدْولاً من نَهْرِي جَعَلْت لَهُ مِنْهُ} مَسْقىً وأَشْعَبْتُ لَهُ مِنْهُ.
{وتَساقَوْا: سَقَى كل واحِدٍ صاحِبَه بجِمامِ الإناءِ الَّذِي} يَسْقِيان فِيهِ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ لطرفة:
{وتَساقَى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً
وعَلى الخَيْلِ دِماءٌ كالشَّقِر} ْوأَسْقَيْت فِي القِرْبَة {وسَقَيْتُ فِيهَا، لُغتانِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ:
وَمَا شَنَّتا خَرْقاءَ واهٍ كلاهُما
} سَقَى فيهمَا مستعجِلٌ لم تَبلَّلابأَضْيَعَ من عَيْنيك للدّمع كلّما
تعرَّفْتَ دَارا أَو توهَّمْتَ مَنْزِلا {وسِقايَةُ الحاجِّ: مَا كانتْ قُرَيْش} تَسْقِيه للحُجَّاجِ مِن الزَّبيبِ المَنْبوذِ فِي الماءِ، وكانَ يَلِيها العبَّاسُ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، فِي الجاهِلِيَّةِ والإسْلام.
{والاسْتِسْقَاءُ: اسْتِفْعالٌ مِن} السُّقْيا، أَي إنْزال الغَيْثِ على العِبادِ والبِلادِ.
ويقالُ: أبلغ السُّلطان الرَّاتع {مَسْقاتَه إِذا رَفَقَ برَعِيَّتِه ولأنَ لهُم فِي السِّياسةِ.
} والسَّقِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: النَّخْلُ {تُسْقَى بالدَّوالي.
} وسُقِيَ بَطْنُه، كعُنِي: لُغَةٌ فِي {سَقَى} واسْتَسْقَى؛ نقلَهُ ابنُ الأثيرِ.
وأَبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ الواسِطِيُّ عُرِفَ {بالسَّقّاءِ، مِن الحُفَّاظ، أَخَذَ عَنهُ الدَّارْقطْني.
وأَبو حَفْص عَمْرُو بنُ عليِّ بنِ بَحْر بنِ كنيزٍ} السّقَّاء الفَلاّس أَحَدُ الأَئِمَّة المَشْهُورين، ماتَ سَنَة 249.
{وساقِيَةُ مكى، وساقِيَةُ مُوسَى، وساقِيَةُ أَبي شعرَةَ، وساقِيَةُ مَحْفوظٍ: قُرىً بمِصْرَ.

الشهادة

الشهادة: رؤية خبرة باطن الشيء ودخلته ممن له غنى في أمره فلا شهادة إلا بخبرة وغناء ممن له اعتدال في نفسه بأن لا يحيف على غيره، فيكون ميزان عدل، ذكره الحرالي. وقال بعضهم: الشهادة كالشهود الحضور مع المشاهدة إما بالبصر أو بالبصيرة، وقد يقال للحضور منفردا. ومشاهد الحج مواطنه التي تحضرها الملائكة والأخيار من الناس. وقيل هو مواضع النسك والشهادة: إخبار عن عيان بلفظ أشهد في مجلس القاضي بحق لغيره على غيره. والإخبارات ثلاثة: إما بحق لغيره على آخر، وهو الشهادة، أو بحق للمخبر على آخر وهو الدعوى، أو عكسه، وهو الإقرار. وقال الــراغب: الشهادة: قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصر أو بصيرة، وشهدت يقال على ضربين: أحدهما جار مجرى العلم وبلفظه تقام الشهادة، ولا يكفي من الشاهد أن يقول: أعلم. الثاني: يجري مجرى القسم فتقول: أشهد بالله أنه كذا. ويعبر بالشهادة عن الحكم نحو {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} . وعن الإقرار نحو {وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} ، ذكره الــراغب. وفي المصباح: جرى على ألسنة الأمة خلفا وسلفا في أداء الشهادة: أشهد مقتصرا عليه دون غيره من الألفاظ الدالة على تحقيق الشيء أعلم وأتيقن، وهو موافق لألفاظ الكتاب والسنة، فكان الإجماع على تعين هذه اللفظة، ولا يخلو من تعبد إذا لم ينقل غيره، ولعل سره أن الشهادة اسم من المشاهدة، وهي الاطلاع على الشيء عيانا، فاشترط في الأداء ما ينبىء عن المشاهدة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.