Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=131062#9c97a1
اندراسن
عن اليونانية بمعنى رجولي.
عن اليونانية بمعنى رجولي.
رسن: الرَّسَنُ: الحبل. والرَّسَنُ: ما كان من الأَزِمَّة على الأَنف،
والجمع أَرْسانٌ وأَرْسُنٌ، فأَما سيبويه فقال: لم يكسَّر على غير أَفعال.
وفي المثل: مَرَّ الصَّعاليكُ بأَرْسان الخيل؛ يضرب للأَمرْ يُسرع
ويتتابع. وقد رَسَنَ الدابَّة والفرس والناقة يرْسِنُها ويَرْسُنُها رَسْناً
وأَرْسَنَها، وقيل: رَسَنَها شدَّها، وأَرْسَنَها جعل لها رَسَناً،
وحَزَمْتُه: شددت حِزامه، وأَحْزَمْته: جعلت له حِزاماً، ورَسَنت الفرس، فهو
مَرْسُون، وأَرْسَنْته أَيضاً إذا شددته بالرَّسَنِ؛ قال ابن مقبل:
هَرِيتٌ قَصِيرُ عِذَارِ اللِّجَامْ،
أَسِيلٌ طَوِيلُ عِذارِ الرَّسَن.
قوله: قصير عذار اللجام، يريد أَن مَشَقَّ شِدْقَيه مستطيل، وإذا طال
الشَّق قَصُر عذار اللجام، ولم يصفه بقصر الخدّ وإنما وصفه بطوله بدليل
قوله: طويل عذار الرَّسَن. وفي حديث عثمان: وأَجْرَرْتُ المَرْسُونَ
رَسَنَه؛ المَرْسُون: الذي جعل عليه الرَّسَن وهو الحبل الذي يقاد به البعير
وغيره؛ ويقال: رَسَنْت الدابة وأَرْسَنْتها؛ وأَجررته أَي جعلته يجرّه، يريد
خليته وأَهملته يرعى كيف شاء، المعنى أَنه أَخبر عن مُسامَحته
وسَجَاحَةِ أَخلاقه وتركه التضييق على أَصحابه؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها:
قالت ليزيد بن الأَصم ابن أُخت مَيْمونة وهي تُعاتِبه: ذَهَبَتْ والله
مَيْمونَةُ ورُمِي برَسَنِك على غاربك أَي خُلِّيَ سبيلك فليس لك أَحد يمنعك
مما تريد. والمَرْسِنُ والمَرْسَنُ: الأَنف، وجمعه المَــراسِنُ، وأَصله
في ذوات الحافر ثم استعمل للإنسان. الجوهري: المَرْسِنُ، بكسر السين،
موضعُ الرَّسَنِ من أَنف الفرس، ثم كثر حتى قيل مَرْسِن الإنسان. يقال: فعلت
ذلك على رغم مَرْسِنه ومِرْسَنه، بكسر الميم وفتح السين أَيضاً؛ قال
العجاج:
وجَبْهةً وحاجِباً مزَجَّجا،
وفَاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا
وقول الجَعْدِيّ:
سلِس المَِرْسَن كالسِّيِدِ الأَزَلّ
أَراد هو سَلِس القِياد ليس بصلب الرأْس، وهو الخُرْطوم. والــرَّاسَن:
نبات يشبه نبات الزنجبيل. وبنو رَسْن: حيّ.
فرسن: الفُــرَاسِنُ والفِرْسَانُ من الأُسْد، واعْتَدَّ سيبويه
الفِرْناسَ ثلاثيّاً، وهو مذكور في موضعه. والفِرْسِنُ: فِرْسِنُ البعير، وهي
مؤنثة، وجمعها فَــراسِنُ. وفي الفَــراسِنِ السُّلامَى: وهي عظام الفِرْسِن
وقَصَبُها، ثم الرُّسْغ فوق ذلك، ثم الوَظِيفُ، ثم فوق الوَظِيفِ من يد
البعير الذِّراعُ، ثم فوق الذراع العَضُدُ، ثم فوق العَضُدِ الكتفُ، وفي رجله
بعد الفِرْسِنِ الرُّسغُ ثم الوظيفُ ثم الساق ثم الفخذ ثم الوَرِكُ،
ويقال لموضع الفِرْسِن من الخيل الحافرُ ثم الرُّسْغُ. والفِرْسِنُ من
البعير: بمنزلة الحافر من الدابة، قال: وربما استعير في الشاة. قال ابن
السراج: النون زائدة لأَنها من فَرسْتُ، وقد تقدم. والذي للشاة هو الظَّلْفُ.
وفي الحديث: لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً ولو فِرسِنَ شاة؛
الفِرْسِنُ: عظم قليل اللحم، وهو خُفَّ البعير كالحافر للدابة.
زنجبيل: الزَّنْجَبِيل: مما ينبت في بلاد العرب بأَرض عُمَان، وهو عروق
تسري في الأَرض، ونباته شبيه بنبات الــرَّاسَن وليس منه شيء بَرِّيًّا،
وليس بشجر، يؤكل رطْباً كما يؤكل البَقْلُ، ويستعمل يابساً، وأَجوده ما
يؤتى به من الزِّنْج وبلاد الصِّين، وزعم قوم أَن الخَمْر يسمى زَنْجَبيلاً؛
قال:
وزَنْجَبِيل عاتِق مُطَيَّب
وقيل: الزَّنْجَبِيل العود الحِرِّيف الذي يَحْذِي اللسان. وفي التنزيل
العزيز في خَمْر الجَنَّة: كان مِزَاجُها زَنْجَبِيلاً. والعرب تصف
الزَّنْجَبِيل بالطيب وهو مستطاب عندهم جِدًّا؛ قال الأَعشى يذكر طعم ريق
جارية:
كأَن القَرنْفُلَ والزَّنْجَبِيـ
ـلَ باتا بِفيها، وأَرْياً مَشُورا
قال: فجائز أَن يكون الزَّنْجَبيل في خَمْر الجَنَّة، وجائز أَن يكون
مِزَاجَها ولا غائلة له، وجائز أَن يكون اسْماً للعَين التي يؤخذ منها هذا
الخَمْر، واسمه السَّلْسَبِيل أَيضاً.
قنس: القَنْسُ والقِنْس: الأَصل؛ قال العجاج:
وحاصِنٍ من حاصنات مُلْسِ،
من الأَذَى ومِن قِرافِ الوَقْسِ،
في قَنْسِ مَجْدٍ فات كل قَنْسِ
وروي: فَوْق كلِّ قَنْسِ. وحاصِن: بمعنى حَصان، أَي هي من نساء عفِيفات
مُلْسٍ من العيب أَي ليس فيهنَّ عيب. والقِراف: المُداناة. والوقْس هنا:
الفجور؛ قال ابن سيده: وهذا أَحد ما صحفه أَو عبيد فقال القَبْس، بالباء.
ويقال؛ إِنه لكريم القِنَسْ. الليث: القَنْس تُسميه الفُرْس الــراسَن.
وجيءَ به من قِنْسِك أَي من حيث كان.
وقَوْنَسُ الفَرَس: ما بين أُذُنَيْه، وقيل: عظم ناتئ بين أُذنيه،
وقيل: مقدّم رأْسه؛ قال الشاعر:
اضْرِبَ عنك الهُمومَ طارِقَها،
ضَرْبَك بالسَّوْط قَوْنَس الفَرس
أَراد: اضْرِبَنْ فحذف النون؛ قال ابن بري: البيت لطرفة. ويقال: إِنه
مصنوعٌ عليه وأَراد اضْرِبَنْ، بنون التأْكيد الخفيفة، فحذفها للضرورة؛
وهذا من الشاذ لأَن نون التأْكيد الخفيفة لا تحذف إِلا إِذا لقيها ساكن كقول
الآخر:
لا تُهينَ الفقير عَلَّك أَنْ
تَخْضَع يوماً، والدهرُ قد رَفَعهْ
أَراد: لا تُهينَنْ، وحذفُها ههنا قياس ليس فيه شذوذ؛ وفي شعر العباس بن
مرداس من ذلك:
واضْرِبَ مِنَّا بالسيوف القَوانِسا
وقَوْنَسُ المرأَة: مقدَّم رأْسها. وقَوْنَسُ البَيْضة من السلاح:
مقدَّمها، وقيل أَعلاها؛ قال حُسَيل ابن سُحَيح الضَّبي
(* قوله «ابن سحيح» كذا
بالأصل.):
وأَرْهَبْت أُولى القومِ حتى تَنَهْنَهُوا،
كما ذُدْت يومَ الوِرْدِ هِيماً خَوامسا
بِمُطَّرِدٍ لَدْنٍ صِحاحٍ كُعوبُه،
وذي رَوْنَقٍ عَضْبِ يَقُدُّ القَوانسا
أَرْهَبت: خَوَّفت. وأُولى القوم: جماعتهم المتقدِّمة، وتَنَهْنَهوا:
ازْدَجَرُوا ورجعوا. وقوله: كما ذُدْت يوم الوِرد أَي رَدَدْناهم عن
قِتالنا أَشدَّ الرد كما تُذادُ الإِبل الخَوامِس عن الماء لأَنها تتَقَحَّم
على الماء لشدة عطشها فتضْرَب، يريد بذلك غرائب الإِبل. والهِيمُ: العِطاش،
الواحد أَهْيَم وهَيْماء. والعَضْب: القاطع. والقَوْنَس: أَعلى البيضة
من الحديد. الأَصمعي: القَوْنَس مقدّم البيضة، قال: وإِنما قالوا قَونَس
الفَرَس لمقدّم رأْسه. النضر: القَوْنَس في البيضة سُنْبُكُها الذي فوق
جُمْجُمَتها، وهي الحديدة الطويلة في أَعلاها، والجمجمة ظهر البيضة،
والبيضة التي لا جمجمة لها يقال لها المُوَأَّمَة. ابن الأَعرابي: القَنَسُ
الطُّلَعاء، وهي القيءُ القليل؛ فأَما قول الأَفوه
(* قوله «فأَما قول الأفوه
إلخ» هكذا في الأَصل وسقط منه جواب أَما.):
أَبْلِغْ بَني أَوْدٍ، فقد أَحسَنوا
أَمْسِ بِضَرْبِ الهامِ، تحت القْنُوسْ
كرث: كَرَثَه الأَمْرُ يَكْرِثُه ويَكْرُثُه كَرْثاً، وأَكْرَثه: ساءه
واشتدَّ عليه، وبَلَغَ منه المَشَقَّةَ، قال الأَصمعي: ولا يقال كَرَثَه،
وإِنما يقال أَكْرَثَه، على أَنَّ رُؤبة قد قال:
وقد تُجَلَّى الكُرَبُ الكَوارِثُ
وفي حديث عَلِيِّ: في سَكْرة مُلْهِثَة، وغَمْرةٍ كارِثةٍ؛ أَي شديدة
شاقَّة، من كَرَثه الغَمُّ أَي بَلَغَ منه المَشَقَّة.
ويقال: ما أَكْتَرِثُ له أَي ما أُبالي به. وفي حديث قُسٍّ: لم
يُخَلِّنا سُدًى من بعد عيسى، واكْتَرَث. يقال: ما أَكْتَرِثُ به أَي ما أُبالي،
ولا يُستعمل إِلاَّ في النفي، وقد جاء ههنا في الاثبات، وهو شاذ.
واكْتَرَثَ له: حَزِنَ.
وامرأَة كَرِيثٌ كارِثٌ، وكلُّ ما أَثْقَلَكَ، فقد كَرَثَكَ. الليث:
يقال ما أَكْرَثَني هذا الأَمْرُ أَي ما بَلَغَ مني مَشَقَّةً، والفعلُ
المُجاوز: كَرَثْتُه، وقد اكْترَثَ هو اكْتِراثاً، وهذا فعل لازم. الأَصمعي:
كَرَثَني الأَمْرُ وقَرَثَني: إِذا غَمَّه وأَثْقَلَه، والكَرِيثاء:
ضَرْبٌ من البُسْر يوصَفُ به ويُضاف؛ عن أَبي الحسن الأَخْفش. التهذيب: يقال
بُسْرُ قَرِيثاءَ وكَرِيثاءَ لضَرْبٍ من التمر معروف.
والكَرَّاثُ: بقْلة؛ قال ابن سيده: الكُرَّاثُ والكَرَّاثُ، الأَخيرة عن
كراع: ضَرْبٌ من النبات مُمْتَدٌّ، أَهْدَبُ، إِذا تُرِكَ خَرَجَ من
وَسطه طاقةٌ فطارَتْ؛ قال ذو الرمة يصف فِراخَ النَّعام:
كأَنَّ أَعناقَها كُرَّاثُ سائِقةٍ،
طارَتْ لَفائِفُها، أَو هَيْشَرٌ سَلِبُ
وقال أَبو حنيفة: من العُشْب الكَرَاثُ، تَطُول قَصَبَتُه الوُسْطة، حتى
تكونَ أَطولَ من الرجُل. التهذيب: الكَرَّاث بَقْلة. والكَرَاث، بفتح
الكاف وتخفيف الراء: بقلة أُخرى، الواحدة كَرَاثةٌ؛ قال أَبو ذَرَّة
الهُذَليُّ:
إِنَّ حَبيبَ بنَ اليَمانِ قد نَشِبْ
في حَصِدٍ من الكَرَاثِ، والكَنِبْ
قال: الكَرَاث والكَنِبُ شجرتان.
إِن يَنتَسِبْ، يُنسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ،
أَهلِ خَزُوماتٍ، وشَحَّاجٍ صَخِبْ،
وعازِبٍ أَقْلَحَ، فُوهُ كالخَرِبْ
أَراد بالعازب: مالاً عَزَبَ عن أَهله. أَقْلَحَ: اصْفَرَّتْ أَسنانُه
من الهَرَم. ابن سيده: الكَراثُ ضَرْبٌ من النبات، واحدتُه كَراثةٌ، وبه
سمي الرجل كَراثةً. قال أَبو حنيفة: الكَراثُ شجرةٌ جبلية، لها خِطْرة
ناعمةٌ لَيِّنَة، إِذا فُدِغَتْ هُرِيقَتْ لَبَناً، والناسُ يَسْتَمْشُون
بلَبنِها، قال: ويُؤْتَى بالمَجْذُوم حتى يُتَوَسَّطَ به مَنْبِتُ
الكَرَاثِ، فيقيم فيه، ويُخْلَط له بطعامه وشرابه، فلا يَلْبَثُ أَن يَبْرأَ من
جُذامِه، وتَذْهبَ قوَّتُه، يعني قُوَّةَ الجُذام. قال: وقال الأَزْدِيُّ:
لا أَعرفه ينبت إِلاَّ بذي كَشاءٍ؛ قال: ويزعمون أَنَّ جِنِّيَّةً قالت
من أَراد الشفاء من كل داء فعليه بنباتِ البُرْقة من ذاتِ كَشَاءٍ.
والكُرَّاثُ: موضع.
قبعث: جملٌ قَبَعْثَى: ضَخْمُ الفَــراسِنِ، قَبيحُها؛ والأُنثى، بالهاء،
ناقةٌ قَبَعْثاة في نوقٍ قَباعِثَ. ورجل قَبَعْثى: عظيم القَدَم.
جلذ: الجَلِذُ
(* قوله «الجلذ» هكذا ضبط بالأصل بفتح فكسر، وفي القاموس
وشرحه بضم الجيم وسكون اللام وبفتح الجيم وككتف أيضاً.) الفأْر الأَعمى،
والجمع مَناجِذُ على غير واحده، كما قالوا خلفة والجمع مخاض.
والجِلذاء: الحجارة، وقيل: هو ما صلب من الأَرض، والجمع جِلْذاء،
بالكسر، ممدود وجَلاذي؛ الأَخيرة مطردة.
الأَزهري في نوادر الأَعراب: جِلْظاء من الأَرض وجلماظ وجلذاء وجِلْذان.
والجِلْذاءَة: الأَرض الغليظة، وجمعها جَلاذي، وهي الحِزْباءَة.
ابن شميل: الجُلْذِية المكان الخشن الغليظ من القُف المرتفع
(* قوله «من
القف المرتفع إلخ» كذا بالأصل والذي في شرح القاموس ليس بالمرتفع جداً.)
جداً يقطع أَخفاف الإِبل وقلما ينقاد، لا ينبت شيئاً. والجُلْذِية من
الفــراسن: الغليظة الوكيعة. وقولهم: أَسهل من جِلْذان، وهو حمى قريب من
الطائف لين مستو كالراحة. والجُلْذي: الحجر. والجلذي، بالضم، من الإِبل:
الشديد الغليظ؛ قال الراجز:
صوّى لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِيَّا،
أَخْيَفَ كانت أُمه صَفِيَّا
وناقة جُلْذِيّة: قوية شديدة صُلبة. والذكر جُلْذِيّ مشتق من ذلك؛ قال
علقمة:
هل تُلْحِقيني بأَولى القَوْمِ إِذْ سَخِطوا
جُلْذِيَّةً كأَتان الضَّحْلِ عُلْكُوم؟
وأَتان الضحل: صخرة عظيمة مُلَمْلَمة. والضحل: الماء الضحضاح. والعلكوم:
الناقة الشديدة. قال أَبو زيد: ولم يعرفه الكلابيون في ذكور الإِبل ولا
في الرجال؛ وسير جُلْذِيٌّ وخمس جُلْذِيٌّ وقَرَبٌ جُلْذِيّ: شديد؛ فأَما
قول ابن ميادة:
لَتَقْرُبُنَّ قَرَباً جُلْذِيَّا،
ما دام فيهنّ فَصِيلٌ حيَّا،
وقد دجا الليلُ فَهَيَّا هَيَّا
القَرَب: القُرب من الورود بعد سير إِليه. وليلة القَرَب: الليلة التي
ترد الإِبل في صبيحتها الماء. وهيَّا: بمعنى الاستحثاث. قال ابن سيده:
وزعم الفارسي أَنه يجوز أَن يكون صفة للقَرَب وأَن يكون اسماً للناقة، على
أَنه ترخيم جُلْذِيَّة مسمى بها أَو جلِذية صفة. ابن الأَعرابي: والجَلاذي
في شعر ابن مقبل جمع الجُلْذِية، وهي الناقة الصلبة، وهو:
صوت النواقيس فيه ما يفرّطه
أَيدي الجلاذيّ جون ما يعفينا
(* قوله «ما يفرطه» في شرح القاموس ما يقربه، وقوله ما يعفينا فيه ما
يغضينا).
والجَلاذي: صغار الشجر؛ وخص أَبو حنيفة به صغار الطلح.
وإِنه لَيُجْلَذ بكل خير أَي يظن به، وقد تقدم في الدال.
أَبو عمرو: الجَلاذِيُّ الصُّنَّاعُ، واحدهم جُلْذِيٌّ. وقال غيره:
الجَلاذي خدم البيعة وجعلهم جَلاذِيّ لغلظهم.
وجِلْذان: عقبة بالطائف.
واجْلَوّذ الليل: ذهب، قال الشاعر:
أَلا حبذا حبذا حبذا
حَبيبٌ تَحَمَّلْتُ منه الأَذى
إِذا أَظْلمَ الليلُ واجْلَوّذا
والإجْلِوَّذ والاجْليواذُ: المَضاء والسرعة في السير؛ قال سيبويه: لا
يستعمل إِلا مزيداً. التهذيب: الجُلْذِيُّ الشديد من السير السريعُ؛ قال
العجاج يصف فلاة:
الخِمْسُ والخِمْسُ بها جُلْذِيُّ
يقول: سير خمس بها شديد. الأَصمعي: الاجْلِوَّاذ في السير
والاجْرِوَّاطُ المضاء في السرعة؛ وقال ابن الأَعرابي: هو الإِسراع. واجْلَوَّذ
واجرهدّ إِذا أَسرع. واجْلَوَّذَ بهم السير اجْلِوَّاذاً أَي دام مع السرعة،
وهو من سير الإِبل؛ ومنه اجْلَوَّذَ المطر. وفي حديث رقيقة: واجلوّذ المطر
أَي امتد وقت تأَخره وانقطاعه.
جسم: الجِسْمُ: جماعة البَدَنِ أو الأعضاء من الناس والإبل والدواب
وغيرهم من الأنواع العظيمة الخَلْق، واستعاره بعض الخطباء للأعراض فقال يذكر
عِلْم القَوافي: لا ما يتعاطاه الآن أَكثر الناس من التَّحَلي باسمه، دون
مباشرة جَوْهَره وجِسْمه، وكأَنه إنما كَنى بذلك عن الحقيقة لأن جِسْم
الشيء حقيقةٌ واسْمه ليس بحقيقة، ألا ترى أن العَرَض ليس بذي جِسْمٍ ولا
جَوْهَرٍ إنما ذلك كله استعارة ومَثَلٌ؟ والجمع أَجْسامٌ وجُسومٌ.
والجُسْمانُ: جماعة الجِسْمِ. والجُسْمانُ: جِسْمُ الرجل. ويقال: إنه
لنَحيفُ الجُسْمان، وجُسمانُ الرجلُ وجُثْمانُه واحد. ورجُل جُسْمانيٌّ
وجثْمانيٌّ إذا كان ضَخْم الجُثَّة. أبو زيد: الجِسْمُ الجَسَدُ، وكذلك
الجُسْمانُ، والجُثْمانُ الشخص.
وقد جَسُمَ الشيءُ أَي عَظُمَ، فهو جَسِيمٌ وجُسام، بالضم. والجِسامُ،
بالكسر: جمع جَسيمٍ. وجَسُمَ الرجلُ وغيره يَجْسُمُ جَسامةً، فهو جَسِيمٌ،
والأُنثى من كل ذلك بالهاء؛ وأَنشد شاهداً على جُسامٍ:
أَنْعَتُ عَيْراً سَهُوَقاً جُساما
أبو عبيد: تجَسَّمْتُ فلاناً من بين القوم أي اخترته كأَنك قصدت
جِسْمَه، كما تقول تأَيَّيْتُه أي قصدت آيَتَه وشخصه. وتَجَسَّمْها ناقةً من
الإبل فانْحَرْها أي اخْتَرْها؛ وأَنشد:
تَجَسَّمَه من بَينِهِنَّ بمُرْهَفٍ،
له جالِبٌ، فوق الرِّصاف، عَلِيلُ
ابن السكيت: تَجَسَّمْتُ الأَمْرَ إذا ركبت أَجْسَمَه وجَسِيمَه
ومُعْظَمه. قال أَبو سعيد: المُرْهَفُ النَّصْلُ الرقيق، والجالب الذي عليه
كالجُلْبَةِ من الدم، عَليلٌ عُلَّ بالدم مرةً بعد مرة. وتَجَسَّمْتُ الرملَ
والجبل أي ركبت أَعظمه. وتَجَسَّمْتُ الأرضَ إذا أَخذتَ نحوَها تريدها؛
قال الراجز:
يُلِجْنَ من أصواتِ حادٍ شَيْظَمِ،
صُلْبٍ عَصاهُ للمَطيّ مِنْهَمِ،
ليس يُماني عُقَبَ التَّجَسُّم
أي ليس يَنْتَظر. وتَجَسَّمَ: من الجِسْم. والتَّجَسُّمُ: ركوب أَجْسمِ
الأمرِ ومُعْظَمِه. قال أبو تراب: سمِعت أبا مِحْجَنٍ وغيرهَ يقول:
تَجَسَّمْتُ الأَمر وتَجشَّمْتُهُ إذا حَمَلْت نفسك عليه؛ وقال عمرو بن
جَبَلٍ:تَجَسَّمَ القُرْقُور مَوْجَ الآذيّ
والجُسُم: الأُمور العظام. والجُسُمُ: الرجال العُقلاء. والجَسِيمُ: ما
ارتفع من الأرض وعلاه الماء؛ وقال الأَخْطَلُ:
فما زال يَسْقي بَطْنَ خَبْتٍ وعَرْعَرٍ
وأَرْضَهُما، حتى اطْمأَنَّ جَسِيمُها
والأَجْسَمُ: الأَضْخَمُ؛ قال عامر بن الطُّفَيْلِ:
لقد عَلِمَ الحَيُّ من عامرٍ
بأَنَّ لنا الذِّرْوَةَ الأَجْسَما
(* قوله «لقد علم الحي إلخ» تبع فيه الجوهري، قال الصاغاني: الرواية
ذروة الاجسم والقافية مجرورة وبعده:
وأنا المصاليت يوم الوغى * إذا ما العواوير لم تقدم).
وبنو جَوْسَم: حَيٌّ قديم من العرب، وكذلك بنو جاسِمٍ. وجاسِمٌ: موضع
بالشام؛ أنشد ابن بري لعَديّ بن الرِّقاعِ:
لولا الحَياءُ، وأنّ رأْسِيَ قد عَفا
فيه المَشِيبُ، لزُرْتُ أُمَّ القاسِمِ
فكأَنَّها، بين النِّساءِ، أعارها
عَيْنَيْهِ أحْوَرُ من جآذِرِ جاسِمِ
ويروى عاسِم.
كرس: تَكَرَّسَ الشيءُ وتَكارَس: تَراكَمَ وتَلازَبَ. وتَكَرَّس أُسُّ
البِناء: صَلُبَ واشتدَّ. والكِرْسُ: الصَّارُوجُ. والكِرْس، بالكسر:
أَبوال الإِبل والغَنَم وأَبعارُها يتلبَّد بعضها على بعض في الدار،
والدِّمْنُ ما سَوَّدُوا من آثار البَعَر وغيره. ويقال: أَكْرَسَتِ الدار.
والكِرْس: كِرْس البِناء، وكِرْس الحَوض: حيث تَقِف النَّعَم فيتلبَّد، وكذلك
كِرْس الدِّمْنة إِذا تَلَبَّدَت فَلزِقَت بالأَرض. ورسم مُكْرَس، بتخفيف
الراء، ومُكْرِس: كَرِسٌ؛ قال العجاج:
يا صاحِ، هل تعرِف رَسْماً مُكْرَسَا؟
قال: نعم أَعْرِفه، وأَبْلَسَا،
وانْحَلَبَتْ عَيْناه من فَرْط الأَسَى
قال: والمَكْرس الذي قد بَعَرَت فيه الإِبل وبوّلتْ فركِب بعضه بعضاً؛
ومنه سُمِّيت الكُرَّاسة. وأَكْرَس المكان: صار فيه كِرْس؛ قال أَبو محمد
الحذلمي:
في عَطَنٍ أَكْرَسَ من أَصْرَامِها
أَبو عمرو: الأَكارِيسُ الأَصْرام من الناس، واحدها كِرْس، وأَكْراس ثم
أَكارِيس. والكِرْس: الطِّين المتلبِّد، والجمع أَكْراس. أَبو بكر:
لُمْعَة كَرْساء للقطعة من الأَرض فيها شجر تَدانَتْ أُصُولها والتفَّت
فُرُوعها. والكِرْس: القلائد
(* قوله «والكرس القلائد» عبارة القاموس والكرس
واحد أَكراس القلائد والوشح ونحوها.) المضموم بعضها إِلى بعض، وكذلك هي من
الوُشُح ونحوها، والجمع أَكراس. ويقال: قلادة ذاتُ كِرْسَين وذات أَكْراس
ثلاثة إِذا ضَمَمْتَ بعضها إِلى بعض؛ وأَنشد:
أَرِقْتُ لِطَيْف زارني في المَجَاسِدِ،
وأَكْراس دُرٍّ فُصِّلَتْ بالفَرائدِ
وقِلادة ذات كِرْسَيْن أَي ذات نَظْمين. ونظم مُكَرَّس ومُتَكَرِّس:
بعضه فوق بعض. وكلُّ ما جُعِل بعضه فوق بعض. وكلُّ ما جُعِل بعضه فوق بعض،
فقد كُرِّس وتَكَرَّس هُوَ.
ابن الأَعرابي: كَرِس الرجل إِذا ازدحَمَ عِلْمه على قلبه؛ والكُرَّاسة
من الكتب سُمِّيت بذلك لتَكَرُّسِها. الجوهري: الكُرَّاسة واحدة
الكُرَّاس
(* قوله «الكراسة واحدة الكراس» إن أراد أنثاه فظاهر، وإن أَراد أَنها
واحدة والكراس جمع أَو اسم جنس جمعي فليس كذلك، وقد حققته في شرح الاقتراح
وغيره اهـ من هامش القاموس.) والكرارِيس؛ قال الكميت:
حتى كأَن عِراصَ الدّار أَرْدِيةٌ
من التَّجاويز، أَو كُرَّاسُ أَسفار
جمع سِفْر. وفي حديث الصِّراط: ومنهم مَكْروسٌ في النار، بَدَل
مُكَرْدَس وهو بمعناه. والتَكرِيس: ضَمُّ الشيء بعضه إِلى بعض، ويجوز أَن يكون من
كِرْس الدِّمْنة حيث تَقِف الدوابُّ. والكِرْس: الجماعة من الناس، وقيل:
الجماعة من أَيِّ شيء كان، والجمع أَكْراس، وأَكارِيسُ جمع الجمع؛ فأَما
قول ربيعة بن الجحدر:
أَلا إِن خَيْرَ الناس رِسْلاً ونَجْدَةً،
بِعَجْلان، قد خَفَّت لَدَيْهِ الأَكارِسُ
فإِنه أَراد الأَكارِيس فحذف للضرورة، ومثله كثير. وكِرس كل شيء: أَصله.
يقال: إِنه لكريم الكِرْس وكَريم القِنْس وهما الأَصل؛ وقال العجاج يمدح
الوليد بن عبد الملك:
أَنْتَ أَبا العَبَّاس، أَولى نَفْسِ
بِمعْدِنِ الملْك القدِيم الكِرْسِ
الكِرْس: الأَصل.
والكُرْسِيّ: معروف واحد والكَرَاسِي، وربما قالوا كِرْسِيّ؛ بكسر
الكاف. وفي التنزيل العزيز: وسِعَ كُرْسِيُّه السمواتِ والأَرض؛ في بعض
التَّفاسير: الكُرْسِيّ العِلم وفيه عدَّة أَقوال. قال ابن عباس: كُرْسِيُّه
عِلْمُه، وروي عن عطاء أَنه قال: ما السموات والأَرض في الكُرْسِيّ إِلا
كحَلْقة في أَرض فَلاة؛ قال الزجاج: وهذا القول بَيِّنٌ لأَن الذي نعرِفه
من الكُرْسي في اللغة الشيء الذي يُعْتَمَد عليه ويُجْلَس عليه فهذا يدل
على أَن الكرسيّ عظيم دونه السموات والأَرض، والكُرْسِيّ في اللغة
والكُرَّاسة إِنما هو الشيء الذي قد ثَبَت ولزِم بعضُه بعضاً. قال: وقال قوم
كُرْسيّه قُدْرَتُه التي بها يمسك السموات والأَرض. قالوا: وهذا كقولك اجعل
لهذا الحائط كُرْسِيّاً أَي اجعل له ما يَعْمِدُه ويُمْسِكه، قال: وهذا
قريب من قول ابن عباس لأَن علمه الذي وسع السموات والأَرض لا يخرج من هذا،
واللَّه أَعلم بحقيقة الكرسيّ إِلا أَن جملته أَمرٌ عظيم من أَمر اللَّه
عز وجل؛ وروى أَبو عمرو عن ثعلب أَنه قال: الكرسيّ ما تعرفه العرب من
كَرَاسِيِّ المُلوك، ويقال كِرْسي أَيضاً؛ قال أَبو منصور: والصحيح عن ابن
عباس في الكرسيّ ما رواه عَمَّار الذهبي عن مسلم البَطِين عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس أَنه قال: الكرسيّ موضع القَدَمين، وأَما العرش فإِنه لا
يُقدر قدره، قال: وهذه رواية اتفق أَهل العلم على صحتها، قال: ومن روى عنه
في الكرسيّ أَنه العِلم فقد أَبْطل. والانْكِراس: الانْكِباب. وقد
انْكَرَس في الشيء إِذا دخل فيه مُنْكَبّاً.
والكَرَوَّس، بتشديد الواو: الضخم من كل شيء، وقيل: هو العَظِيم الرأْس
والكاهِلِ مع صَلابة، وقيل: هو العظيم الرأْس فقط، وهو اسم رجل. التهذيب:
والكَرَوَّس الرجل الشديد الرأْس والكاهل في جِسْم؛ قال العجاج:
فِينا وجَدْت الرجل الكَرَوّسا
ابن شميل: الكَرَوَّس الشديد، رجلٌ كَرَوَّس. والكَرَوَّس: الهُجَيْمِي
من شُعَرائهم.
والكِرْياس: الكَنِيف، وقيل: هو الكنِيف الذي يكون مُشْرفاً على سَطْح
بِقَناةٍ إِلى الأَرض؛ ومنه حديث أَبي أَيوب أَنه قال: ما أَدْرِي ما
أَصْنَع بهذه الكَرَاييِس، وقد نَهَى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، أَن
تُسْتَقْبَل القِبلة بغائطٍ أَو بَوْل يعني الكُنُف. قال أَبو عبيد:
الكَرَايِيسُ واحدُها كِرْياس، وهو الكَنِيف الذي يكون مُشْرِفاً على سَطْحٍ
بِقَناةٍ إِلى الأَرض، فإِذا كان أَسفل فليس بكِرْياس. قال الأَزهري:
سُمِّي كِرْياساً لما يَعْلَق به من الأَقذار فَيَرْكب بعضه بعضاً ويتكرَّس
مثل كِرْس الدِّمْنِ والوَأْلَةِ، وهو فِعْيال من الكَرْس مثل جِرْيال؛
قال الزمخشري: وفي كتاب العين الكِرْناس، بالون.
خنصر: في كتاب سيبويه: الخِنْصِرُ، بكسر الخاء والصاد، والخِنْصَرُ:
الإِصبع الصُّغْرَى، وقيل الوسطى، أُنْثَى، والجمع خَناصِرُ. قال سيبويه:
ولا يجمع بالأَلف والتاء استغناء بالتكسير، ولها نظائر نحو فِرْسِنٍ
وفَــرَاسِن، وعكسها كثير؛ وحكى اللحياني: إِنه لعظيم الخَناصِر وإِنها لعظيمة
الخَناصِر، كأَنه جعل كل جزء منه خِنْصَراً ثم جمع على هذا؛ وأَنشد:
فَشَلَّتْ يميني يومَ أَعْلُو ابْنَ جَعْفَرٍ،
وشَلَّ بَناناها وشَلَّ الخَناصِرُ
ويقال: بفلان تُثْنَى الخَناصِرُ أَي تُبْتَدَأُ به إِذا ذُكِرَ
أَشكالهُ.
وخُناصِرَةُ، بضم الخاء: بلد بالشام.
نضل: ناضَله مُناضَلةً ونِضالاً ونِيضالاً: باراهُ في الرَّمْي؛ قال
الشاعر:
لا عَهْدَ لي بنِيضالْ،
أَصبحتُ كالشَّنِّ البالْ
قال سيبويه: فِيعالٌ في المصدر على لغة الذين قالوا تحمَّل تِحْمالاً،
وذلك أَنهم يُوَفِّرون الحروف ويجيئُون به على مثال
(* قوله «على مثال
إلخ» هكذا في الأصل، وفي نسختين من المحكم على مثال افعال وعلى مثال قولهم
كلمته إلخ).
قولهم كلَّمْتُه كِلاَّماً، وأَما ثعلب فقال إِنه أَشبع الكسرة فأَتبعها
الياء كما قال الآخر
(* قوله «كما قال الآخر إلخ» في القاموس في مادة
نظر:
وانني حيثما يثني الهوى بصري * من حيثما سلكوا ادنو فأنظور) :
أَدْنُو فأَنْظُورُ، أَتبع الضمة الواو اختياراً، وهو على قول ثعلب
اضطراراً.
ونَضَلْته أَنْضُله نَضْلاً: سبقته في الرِّماءِ. وناضَلْت فلاناً
فنَضَلْته إِذا غلبته. الليث: نَضَل فلان فلاناً إِذا نَضَله في مُراماةٍ
فَغَلَبه.
وخرج القوم يَنْتضِلون إِذا اسْتَبَقوا في رَمْي الأَغْراض. وفي الحديث:
أَنه مَرَّ بقومٍ يَنْتَضِلون أَي يَرْتَمُون بالسِّهام. يقال: انْتَضَل
القوم وتَناضَلوا أَي رَمَوْا للسَّبْق. وناضَلْت عنه نِضالاً: دافَعْت.
وتَنَضَّلْت الشيءَ: أَخرجته. واجْتَلْت منهم جَوْلاً معناه الاختيار
أَي اخترت. وانْتَضَل سيفَه: أَخرجه. وانْتَضَلْت منهم نَضْلة: اخْتَرْت.
وفلانٌ نَضِيلي: وهو الذي يُرامِيه ويُسابِقه. ويقال: فلان يُناضِلُ عن
فلان إِذا نَصَح عنه ودافع وتكلم عنه بعذره وحاجَجَ. وفي الحديث: بُعْداً
لكُنّ وسُحْقاً فعَنْكُنّ كنتُ أُناضِل أَي أُجادل وأُخاصِمُ وأُدافِعُ؛
ومنه شعر أَبي طالب يمدح سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
كَذَبْتُم، وبَيْتِ اللهِ، يُبْزَى محمدٌ
ولَمَّا نُطاعِنْ دونَه ونُناضِل
(* قوله «يبزى» في النهاية في مادة بزي ما نصه: يبزى أي يقهر ويغلب؛
أراد لا يبزى، فحذف لا من جواب القسم وهي مرادة أي لا يقهر ولم نقاتل عنه
وندافع).
وانْتضَل القومُ وتَناضَلوا أَي رَمَوْا للسَّبْق؛ ومنه قيل: انْتَضلوا
بالكلام والأَشعارِ. وانْتَضَلْت رجلاً من القوم وانْتَضَلْت سهماً من
الكِنانة أَي اخْتَرْت. والمُناضَلةُ: المُفاخَرة؛ قال الطرماح:
مَلِكٌ تَدِينُ له الملو
ك، ولا يُجاثِيه المُناضِل
وانْتَضَل القومُ إِذا تفاخَروا؛ قال لبيد:
فانْتَضَلْنا، وابنُ سَلْمى قاعدٌ
كعَتِيق الطيرِ يُغْضي ويُجَل
ابن السكيت: انْتَضى السيف من غِمْدِه وانْتَضَلَه بمعنى واحد.
وتَنَضَّلْتُ الشيءَ إِذا استخرجته. وانْتِضال الإِبل: رَمْيُها بأَيديها في
السَّيْر.
ونَضِلَ البعيرُ والرجُل نَضْلاً: هُزِل
(* قوله «نضلاً هزل» ضبط في
الأصل بسكون الضاد في هذا المصدر وكذا في نسخة من المحكم والتهذيب، وفي اخرى
من المحكم نضلاً بالتحريك). وأَعْيا، وأَنْضَلَه هو. ابن الأَعرابي:
النَّضَل والتَّبْدِيدُ التعبُ، وقد نَضِلَ يَنْضَل نَضَلاً. ونَضِلَت
الدابة: تعبت.
ونَضْلةُ: اسم، وهو نَضْلةُ بن هاشم، ونَضْلة بنُ حِمار. الجوهري: وكان
هاشم بن عبد مناف يُكْنى أَبا نَضْلةَ.
بخص: البَخْصُ: مصدر بَخَصَ عينَه يَبْخَصُها بَخْصاً أَغارها؛ قال
اللحياني: هذا كلام العرب، والسين لغة. والبَخَصُ: سُقوطُ باطنِ الحجَاجِ على
العين. والبَخَصة: شَحْمةُ العَيْنِ من أَعلى وأَسفل. التهذيب:
والبَخَصُ في العَيْن لحمٌ عند الجفن الأَسفل كاللَّخَصِ عند الجَفْن الأَعْلى.
وفي حديث القُرَظِيِّ في قوله عز وجل: قل هو اللّه أَحد اللّه الصمد، لو
سُكِتَ عنها لتَبَخَّص لها رجالٌ فقالوا: ما صَمَدٌ؟ البَخَصُ، بتحريك
الخاء: لحمٌ تحت الجفن الأَسفل يظهر عند تَحْدِيق الناظر إِذا أَنكر شيئاً
وتعجَّب منه، يعني لولا أَن البيان اقْتَرَنَ في السُّورة بهذا الاسم
لتَحَيَّروا فيه حتى تَنْقَلِب أَبصارُهم. غيره: البَخَصُ لحمٌ ناتئٌ فوق
العينين أَو تحتهما كهيئة النَّفْخة، تقول منه: بَخِص الرجلُ، بالكسر، فهو
أَبْخَصُ إِذا نَتَأَ ذلك منه. وبَخَصْتُ عَيْنَه أَبْخَصُها بَخْصاً
إِذا قَلَعتها مع شَحْمَتِها. قال يعقوب: ولا تقل بَخَسْتُ. وروى الأَصمعي:
بَخَصَ عَيْنَه وبَخَزَها وبَخَسَها، كله بمعنى فَقَأَها. والبَخَصُ،
بالتحريك: لحمُ القَدَمِ ولحمُ فِرْسِن البعير ولحمُ أُصولِ الأَصابعِ مما
يَلي الراحةَ، الواحدةُ بَخَصةٌ. قال أَبو زيد: الوَجَى في عظْم الساقين
وبَخَصِ الفَــراسِنِ؛ والوَجى قِيل الحَفا. وفي صفته، صلّى اللّه عليه
وسلّم: أَنه كان مَبْخُوصَ العَقِبَيْن أَي قليلَ لحمِهِما. قال الهروي: وإِن
روي بالنون والحاء والضاد، فهو من النَّحْضِ اللحم. يقال: نَحَضْتُ
العظْمَ إِذا أَخذتَ عنه لحمَهُ. ابن سيده: والبَخَصةُ لحمُ الكفِّ والقدمِ،
وقيل: هي لحمُ باطنِ القدم، وقيل: هي ما وَليَ الأَرضَ من تحتِ أَصابعِ
الرجلين وتحت مناسمِ البعير والنِّعام، والجمع بَخَصات وبَخَصٌ؛ قال:
وربما أَصابَ الناقةَ داءٌ في بَخَصِها، فهي مَبْخوصة تَظْلَعُ من ذلك.
والبَخَصُ: لحمُ الذراعين. وناقة مبْخُوصَة: تَشْتكِي بَخَصَتَها. وبَخَصُ
اليدِ: لحمُ أُصول الأَصابع مما يلي الراحة. والبَخَصةُ: لحمُ أَسفلِ خُفِّ
البعير، والأَظَلُّ: ما تحتَ المناسم. المبرّد: البَخَصُ اللحم الذي
يَرْكبُ القدم، قال: وهو قول الأَصمعي، وقال غيره: هو لحمٌ يُخالطُه بياضٌ من
فسادٍ يَحُلّ فيه؛ ومما يدل على أَنه اللحم خالَطَهُ الفسادُ قولُ أَبي
شُراعةَ من بني قيس بن ثعلبة:
يا قَدَمَيّ، ما أَرى لي مَخْلَصا
ممّا أَرَاه، أَو تَعُودا بَخَصَا
رحا: الرَّحا: معروفةٌ، وتثنيتها رَحَوانِ، والياءُ أَعْلى. ورَحَوْتُ
الرَّحا: عَمِلْتُها، ورَحَيْتُ أَكثرُ، وقال في المعتل بالياء: الرَّحَى
الحَجَر العظيم. قال ابن بري: الرَّحا عند الفرَّاء يكتُبها بالياء
وبالأَلف لأَنه يقال رَحَوْت بالرَّحا ورَحَيْتُ بها. ابن سيده: الرَّحَى
الحَجَر العظيم، أُنثى. والرَّحَى: معروفة التي يُطْحَنُ بها، والجمع أَرْحٍ
وأَرْحاءٌ ورُحِيٌّ ورِحِيٌّ وأَرْحِيَةٌ؛ الأَخيرة نادرة؛ قال:
ودارَتِ الحَرْبُ كدَوْرِ الأَرْحِيَه
قال: وكرهها بعضهم. وحكى الأَزهري عن أَبي حاتم قال: جمع الرَّحَى
أَرْحاءٌ، ومن قال أَرْحِيَةٌ فقد أَخطأ، قال: وربما قالوا في الجمع الكثير
رِحِيٌّ، وكذلك جمع القَفا أَقْفاءٌ، ومن قال أَقْفِيَةٌ فقد أَخطأَ، قال:
وسَمِعْنا في أَدْنَى العدد ثلاثُ أَرْحٍ، قال: والرَّحَى مؤنثة وكذلك
القفا، وأَلف الرَّحَى منقلبة من الياء، تقول هما رَحَيانِ؛ قال مُهَلْهِلُ
ابنُ ربيعة التَّغْلبيُّ:
كأنَّا غُدْوَةً وبَني أَبينا،
بجَنْبِ عُنَيْزَةٍ، رَحَيا مُديِرِ
وكلُّ مَن مَدَّ قال رَحاءٌ ورَحاءَانِ وأَرْحِيَةٌ مِثْل عطاءٍ
وعَطاءانِ وأَعطِية، جعلها منقلبة من الواو، قال الجوهري: ولا أَدري ما حُجَّته
ولا ما صِحَّتُه؛ قال ابن بري هنا: حُجَّتُه رَحَتِ الحَيَّةُ تَرْحُو
إذا اسْتَدارَت، قال: وأَما صِحّةُ رَحاء بالمدّ فقولهم أَرْحِيَةٌ.
ورَحَيْتُ الرَّحَى: عَمِلْتُها وأَدَرْتُها. الجوهري: رَحَوْتُ الرَّحا
ورَحَيْتُها إذا أَدَرْتها. وفي الحديث: تدور رَحا الإسلامِ لخَمْسٍ أَو سِتٍّ
أَو سبع وثلاثين سنةً، فإن يَقُمْ لهم دينُهم يَقُمْ لهم سبعين سنة، وإنْ
يَهْلِكُوا فسبيلُ مَنْ هَلَك من الأُمَمِ، وفي رواية: تدورُ في ثلاثٍ
وثلاثين سنة أو أربع وثلاثين سنة، قالوا: يا رسول الله سِوَى الثلاثِ
والثلاثين، قال: نعم؛ قال ابن الأَثير: يقال دارتْ رَحَى الحرب إذا قامتْ على
ساقها، وأَصل الرَّحَى التي يُطْحَنُ بها، والمعنى أَن الإسلام
يَمْتَدُّ قيامُ أَمره على سَنَن الاستقامةِ والبُعْدِ من إحداثاتِ الظَّلَمة إلى
تَقَضِّي هذه المدة التي هي بِضْعٌ وثلاثون، ووجهُه أن يكون قاله وقد
بَقِيتْ من عُمُره السِّنون الزائدةُ على الثلاثين باختلاف الروايات، فإذا
انْضَمَّت إلى مدة خلافة الأَئمة الراشدين وهي ثلاثون سنة كانت بالغةً
ذلك المبلغ، وإن كان أَراد سنةَ خمس وثلاثين من الهجرة ففيها خرج أَهلُ مصر
وحَصَروا عثمان، رضي الله عنه، وجرى فيها ما جرى، وإن كانت ستّاً
وثلاثين ففيها كانت وقعةُ الجَمَل، وإن كانت سبعاً وثلاثين ففيها كانت وقْعَةُ
صِفِّينَ، وأَما قوله يَقُمْ لهم سبعين عاماً فإن الخطابي قال: يُشْبِهُ
أن يكون أَراد مدَّةَ مُلْكِ بني أُميّةَ وانتقاله إلى بني العباس، فإنه
كان بين اسْتِقْرارِ المُلْك لبني أُمية إلى أَن ظهرت دُعاةُ الدَّوْلة
العباسية بخُراسان نحو من سبعين سنة، قال ابن الأَثير: وهذا التأْويل كما
تراه فإن المدة التي أشار إليها لم تكن سبعين سنة ولا كان الدين فيها
قائماً، ويروى: تَزول رَحى الإسلام عِوَضَ تَدُورُ أَي تَزُول عن ثُبُوتها
واستقرارها. وترحَّتِ الحَيّة
(* قوله «وترحت الحية إلخ» هذه عبارة
التهذيب بزيادة قوله ولهذا إلخ من المحكم. وعبارة المحكم: ورحت الحية استدارت
كالرحى ولهذا قيل لها إحدى بنات طبق، قال رؤبة إلخ وعليه ينطبق الشاهد).
استدارت وتَلَوَّت فهي مُتَرَحِّيَةٌ؛ ولهذا قيل لها إحدى بناتِ طَبَقٍ؛
قال رؤبة:
يا حَيَّ لا أَفْرَقُ أَن تَفِحِّي،
أَوْ أَنْ تَرَحَّيْ كرَحَى المُرَحِّي
والمُرَحِّي: الذي يُسَوِّي الرَّحى، قال: وفَحِيحُ الحَيَّة بفيهِ
وحَفِيفُه من جَرْشِ بَعْضه ببعض إذا مَشى فتَسْمَعُ له صوتاً. الجوهري:
رَحَتِ الحَيَّةُ تَرْحُو وتَرَحَّتْ إذا اسْتَدارَتْ.
والأَرْحاءُ: عامةُ الأَضْراسِ، واحدُها رَحىَ، وخَصَّ بعضُهم به بعضَها
فقال قوم: للإنسان اثْنَتا عَشْرَةَ رَحًى، في كل شِقٍّ سِتٌّ، فسِتٌّ
من أَعلى وسِتٌّ من أَسْفَلَ، وهي الطَّواحِنُ، ثم النَّواجِذُ بعدَها وهي
أَقْصى الأَضْراس، وقيل: الأَرْحاءُ بعدَ الضَّواحِك، وهي ثمان: أَربعٌ
في أَعلى الفم، وأَربعٌ في أَسفله تَلي الضّواحِكَ؛ قال:
إذا صَمَّمَتْ في مُعْظمِ البَيْضِ أَدْرَكَتْ
مَراكِزَ أَرْحاءَ الضُّروسِ الأَواخِرِ
وأَرْحاءُ البعير والفِيل: فَــراسِنُــهما. والرَّحا: الصَّدْرُ؛ قال:
أُجُدٌ مُداخِلَةٌ وآدَمُ مُصْلِقٌ،
كَبْداءُ لاحِقةُ الرِّحا وشَمَيْذَرُ
ورَحا الناقةِ: كِرْكِرَتُها؛ قال الشَّمَّاخُ:
فَنِعْمَ المُعْتَرى رَكَدَتْ إليه،
رَحى حَيْزومِها كرَحا الطَّحِين
والرَّحى: كِرْكرَةُ البعير. الأَزهري: فَــراسِنُ الجَمَل أَرْحاؤُه
وثَفِناتُ رُكَبِهِ وكِرْكِرَته أَرْحاؤُه؛ وأَنشد ابن السكيت:
إليكَ عَبْدَ اللهِ، يا مُحَمَّدُ،
باتَتْ لها قَوائِدٌ وقُوَّدُ،
وتالِياتٌ ورَحًى تَمَيَّدُ
قال: ورَحى الإبِل مثلُ رَحى القَوْمِ، وهي الجماعة، يقول: اسْتَأْخَرَت
جَواحِرُها واسْتَقْدَمتْ قَوائِدُها ووَسَطت رَحاها بين القَوائد
والجَواحِر. والرَّحى: قِطْعة من النَّجَفَةِ مُشْرِفة على ما حَوْلَها
تَعْظُمُ نحوَ مِيلٍ، والجمعُ أَرحاء، وقيل: الأَرْحاءُ قِطَعٌ من الأَرض
غِلاظٌ دُونَ الجبال تستدير وتَرْتَفِعُ عما حَوْلَها. ابن الأَعرابي: الرَّحى
من الأَرض مكانٌ مستدير غَليظٌ يكون بين رِمالٍ. قال ابن شميل: الرَّحا
القارَة الضَّخْمة الغليظةُ، وإنما رَحَّاها اسْتِدارَتُها
وغِلَظُها وإشْرافُها على ما حولها، وأَنها أَكَمَةٌ مستديرة مُشْرِفَة ولا تَنْقادُ
على وَجْهِ الأَرضِ ولا تُنْبِتُ بَقْلاً ولا شَجَراً؛ وقال الكميت:
إذا ما القُفُّ، ذُو الرَّحَيَيْنِ، أَبْدى
مَحاسِنَه، وأَفْرَخَتِ الوُكُورُ
قال: والرَّحا الحجارةُ والصَّخْرة العظيمة. ورَحى الحَرْبِ:
حَوْمَتُها؛ قال:
ثمّ بالنَّيِّراتِ دارَتْ رَحانا،
ورَحى الحَرْبِ بالكُماةِ تَدُورُ
وأَنشد ابن بري لشاعر:
فَدارَتْ رَحانا بفُرْسانِهِمْ،
فَعادُوا كأَنْ لم يَكُونوا رَميما
ورَحى المَوْتِ: مُعْظَمُه، وهي المَرْحى؛ قال:
على الجُرْدِ شُبَّاناً وشِيباً عَلَيْهِمُ،
إذا كانتِ المَرْحى، الحَديدُ المُجَرَّبُ
ومَرْحى الجمَلِ: مَوْضعٌ بالبصرة دارتْ عليه رَحى الحرب. التهذيب: رَحى
الحَرْبِ حَوْمَتُها، ورَحى الموتِ ومَرْحى الحَرْبِ. وفي حديث
سُلَيمانَ بن صُرَدٍ: أَتيتُ عَلِيّاً حين فَرَغَ من مَرْحى الجَمل؛ قال أَبو
عُبَيْدٍ: يعني الموضعَ الذي دارتْ عليه رَحى الحَرْبِ؛ وأَنشد:
فَدُرْنا كما دارَتْ على قُطْبِها الرَّحى،
ودارَتْ، على هامِ الرِّجالِ، الصَّفائِحُ
ورَحى القومِ: سَيِّدُهم الذي يَصْدُرُون عن رأْيه ويَنْتَهُونَ إلى
أَمره كما يقال لعمر بن الخطاب رَحا دارَةِ العربِ. قال: ويقال رَحاهُ إذا
عَظَّمَه وحَراه إذا أَضاقَهُ. والرَّحى: جماعَةُ العِيالِ. والرَّحى:
نَبْتٌ تُسَمِّيه الفُرْس اسْبانَجْ. ورَحا السَّحابِ: مُسْتَدارُها. وفي
حديث صِفَةِ السَّحابِ: كيف تَرَوْنَ رَحاها أَي اسْتِدارَتَها أَو ما
اسْتَدارَ منها.
والأرْحي: القَبائلُ التي تَسْتَقِلُّ بنَفْسها وتَسْتَغْني عن غيرها،
والرَّحى من قول الراعي:
عَجِبْتُ من السارِينَ، والرِّيحُ قَرَّةٌ،
إلى ضَوْء نارٍ بَيْنَ فَرْدَةَ والرَّحى
قال: اسم موضع. والرَّحا من الإبل: الطَّحَّانة، وهي الإبل الكثيرةُ
تَزْدَحِمُ. والرَّحا: فرسُ النَّمِر بنِ قاسِطٍ. وزعم قوم أَن في شِعْر
هُذَيْل رُحَيّات، وفَسَّرُوه بأنه موضع؛ قال ابن سيده: وهذا تصحيف إنما هو
زُخَيَّات، بالزاي والخاء، والله أَعلم.